آخر 10 مشاركات
شهريار .. على باب الفاتنات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زائر الأحلام (8) للكاتبة : Janet Elizabeth Jones .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          208 - خطيبة بالإيجـار - ليندساي ارمسترونغ (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1111 - الحلم - شارلوت لامب - د.ن (كاملة تم إضافة الصفحة الناقصة) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          قلب واحد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : مريم نجمة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل ستكون عودة سارة وثائر بسبب مرض عهد
نعم 19 67.86%
لا 9 32.14%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree4186Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-11-21, 12:01 AM   #1121

زوايا أمل

? العضوٌ??? » 488765
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » زوايا أمل is on a distinguished road
Icon24


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهنئك على هذه القصة المميزة، وجمال اختيارك للشخصيات وحياتهم، وجمال عفوية أبطال القصة ووافعيتهم، ونشر عبق الأخوة بين الشخصيات والتقارب ما بينها، أهنئك على خط قلمك، وواصلي هذا التميز.

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


زوايا أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 04:39 AM   #1122

~~عنود ـ الصيد~~
 
الصورة الرمزية ~~عنود ـ الصيد~~

? العضوٌ??? » 140944
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 776
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
(اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد)
افتراضي

..

السلام عليكم ورحمة الله ..


البارت الأخير كان موجع جدًا
تقلبت مشاعري مع استغاثة زهور
لست متفائلة
رائحة الفقد تلوح بهم

أحس هالحـادث بيقضي عليه
و أرجح رائد ..


الصعب وهيونته
وتستمر لطافته وعذوبته ولباقته
مع انه يتحين ساعة وصلها
لكن هذهِ فضائل الزواج من رجل مُتزن وفاهم ومُقدر
يعرف يزن الأمور ويضعها في نصابها ..

وإذا جينا لهيون أقدر خوفها فهو مرضي
صعب عليها تظهر خِلافه
ولابد أن يعلم به عشان يساعدها عليه ..
وبما أن الأحزان مخيمه على الجماعة بالديرة أتوقع
شهر عسلهم سيتأثر بإنقطاع تبعًا لها ..

ماهر وأنوار
في طريقهم لحل العقده
فالمُسبب زال والآثار في طريقها لزوال
وحلت عليهم مصائب جديدة يحتاجون يلتهون فيها وينسون وضعهم شوي
ومن ثم يثبت جدارته بوقفته معها
ومُساندتها عشان تجمع حسناته من جديد وتعدها له
ويستشعرون إن الدنيا صغيرة ومصابهم مقارنه بغيرها ماتسوى
و يجلسون مع بعض زي الناس المبار يتفاهمون ويضعون
النقط على الحروف ويا إلهام الله لايردك ..



يعطيك العافية حبيبتي🤍
بالإنتظار ….


~~عنود ـ الصيد~~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 12:31 PM   #1123

Maha bint saad

? العضوٌ??? » 437412
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 4,265
?  نُقآطِيْ » Maha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظِل السحاب مشاهدة المشاركة
مساء الخير جميعاً
شوفوا بنات من البارح افكر في حاجه وقلت بستشيركم فيها
ايش رأيكم اطرح الفصل الهدية مع فصل يوم الأربعاء
او ادمجهم مع بعض ..
مساء الخير على الجميع …

سحابتنا انتي كريمه وحنا نستاهل …

فمدام ان البارت هديه انتي تحددين اللي يناسبك …


Maha bint saad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 04:26 PM   #1124

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

مانقول لا انت طيبة واحنا نستاهل😍

قسيس متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 07:20 PM   #1125

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء بساتين ورد طايفي
من عروس المصايف الطائف زهرة الحجاز
اكتب تعليقي هذا ..
ما اشغلني عن الرد الا زيارة الطائف


~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 08:12 PM   #1126

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوايا أمل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهنئك على هذه القصة المميزة، وجمال اختيارك للشخصيات وحياتهم، وجمال عفوية أبطال القصة ووافعيتهم، ونشر عبق الأخوة بين الشخصيات والتقارب ما بينها، أهنئك على خط قلمك، وواصلي هذا التميز.

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
وعليكم السلام و الرحمة
شكراً لك و سعيده ان الرواية اعجبتك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~عنود ـ الصيد~~ مشاهدة المشاركة
..

السلام عليكم ورحمة الله ..


البارت الأخير كان موجع جدًا
تقلبت مشاعري مع استغاثة زهور
لست متفائلة
رائحة الفقد تلوح بهم

أحس هالحـادث بيقضي عليه
و أرجح رائد ..


الصعب وهيونته
وتستمر لطافته وعذوبته ولباقته
مع انه يتحين ساعة وصلها
لكن هذهِ فضائل الزواج من رجل مُتزن وفاهم ومُقدر
يعرف يزن الأمور ويضعها في نصابها ..

وإذا جينا لهيون أقدر خوفها فهو مرضي
صعب عليها تظهر خِلافه
ولابد أن يعلم به عشان يساعدها عليه ..
وبما أن الأحزان مخيمه على الجماعة بالديرة أتوقع
شهر عسلهم سيتأثر بإنقطاع تبعًا لها ..

ماهر وأنوار
في طريقهم لحل العقده
فالمُسبب زال والآثار في طريقها لزوال
وحلت عليهم مصائب جديدة يحتاجون يلتهون فيها وينسون وضعهم شوي
ومن ثم يثبت جدارته بوقفته معها
ومُساندتها عشان تجمع حسناته من جديد وتعدها له
ويستشعرون إن الدنيا صغيرة ومصابهم مقارنه بغيرها ماتسوى
و يجلسون مع بعض زي الناس المبار يتفاهمون ويضعون
النقط على الحروف ويا إلهام الله لايردك ..



يعطيك العافية حبيبتي🤍
بالإنتظار ….
وعليكم السلام و الرحمة
انتِ الوحيدة اللي توقعت ان رائد ممكن يصير فيه شيء
نشوف بعد ساعه ونص ..
عنود للحين تدعي على الهام 😂😂
الله يعافيك 💖

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~sẳrẳh مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء بساتين ورد طايفي
من عروس المصايف الطائف زهرة الحجاز
اكتب تعليقي هذا ..
ما اشغلني عن الرد الا زيارة الطائف
وعليكم السلام و الرحمة
نورت الطائف والله
أن شاء الله تنبسطين عندنا
وما تكون زيارتك الأخيرة
لو اني بالطائف كان عزمتك بس مع الأسف انا مسافره


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 09:10 PM   #1127

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 55 ( الأعضاء 11 والزوار 44)
‏خيريةة, ‏غيمة الامل, ‏ونات الإمارات, ‏Monya05, ‏Ai35, ‏لارينسا الفيصل, ‏أميرةالدموع, ‏ghdzo, ‏noura 203, ‏فقعة, ‏دنيتي دونكـ ظلام !!


تسجيل دخول للبارت


خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 09:33 PM   #1128

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير جميعاً
كيفكم اليوم أن شاء الله انكم بصحة و عافية
يا حلوات الأربعاء الجاي أن شاء الله راح ادمج الفصل الهدية مع فصل
يوم الأربعاء و أن شاء الله ينال على اعجابكم
فيه حلوات فاقدتهم مروا طمئنونا عليكم
استلموا الفصل قراءة ممتعة ..
.
.


الفصل السادس و الثلاثون
.
.
كانت تدهن الخبز بالجبنة و لتعطيه لعمر وعهد .. صمت أمها وخالتها يجلب الرهبة في
المكان .. اتصلت بسارة و أخبرتها أنها تبرعت و تنتظر ربما يحتاجون لتبرع أخر ..
عادت للجلوس معهن .. شيخة عينها مصوبة على هاتفها منذ أتت برفقه ماهر و أنوار تنتظر
اتصال منهم ليريحها ولكن اتصالهم طال و طال جداً .. اما نوال كان نظرها مصوب على خاتم
الذهب في اصبعها الوسطى من يدها اليمين .. هذه هديته التي جلبها لها منذ أسبوع حينها دخل
المنزل منادياً باسمها وحين راها لوح بالكيس : شوفي وش جبت لتس .
تقدمت منه وهي تتعرف على محتوى الكيس من الشعار الذي عليه : وش طرى عليك .
فتح العلبة و اخرج الخاتم : نجدد المحبة يا أم خالد .
حينها ارتفع صوت ضحكتها ليملأ أركان المنزل ..
انتفضت بخوف وهي ترى هاتف أختها تضيء شاشته باسم عماد .. نظرت لأختها بخوف بينما
كانت شيخة تحدق في هاتفها غير قادرة على مد يدها والرد .. ماذا لو أن أحدهم ذهب او أنهما
ذهبا معاً كما كانا يتشاركان ابسط تفاصيل حياتهم .. همست أنوار : خاله ردي .
رفعت نظرها لها ثم اعادته للهاتف و مدت يدها لتجيب عليه : بشر .
عماد باستعجال : رائد وضعه تحت السيطرة الحمدالله .
نظرت لأختها ثم سألت وهي لا تستطيع أن تفرح بسلامة أبنها : و خالد ؟
تنهد : أدعوا له يمه .. حالته صعبة .
سقطت أول دمعة من عينها منذ سمعت بالخبر : زين لا تخلونا كذا دقوا طمئنونا .
عماد وصوته بصعوبة يبان بسبب الضجة التي حوله : طيب يمه .
أنزلت الهاتف وعضت على شفتيها : رائد وضعه زين ( ارتجفت شفتيها ) وخالد .. للحين
ما أعطوا عنه خبر .
رطبت شفتيها : الحمدالله .. الحمدالله .
فرت دمعة من عينها وهي ترى كيف فرحتهم بسلامة رائد مبتورة ..
..
نظر له من خلف الزجاج .. الرضوض تملئ جسمه و هناك جبيرة في ساقه و أخرى في
يده .. أما الكسر في ضلعة وضعوا له ضمادة ضاغطة و أخبروهم أنهم ربما يزيلونها
لو رأوا انها تسبب صعوبة في التنفس ..
همس بتعب : استودعتك الله .
غادر العناية متجهاً للعمليات فهو اتى ليراه بعينية بعد أن اخبروه أنه نجى من الحادث .. و الان
سيعود لينتظر خالد .. صوت عصاه التي يعتمد عليها في المشي يضرب مسامعه يذكره كم أنك
إنسان عاجز .. نظر لشرطي الذي يجلس في الزاوية البعيدة وكأنه ينتظر خبر لينقله للقسم فأن
توفي من في الداخل ستضاف للذي صدم بهم تهمة القتل .. فهو كان عاكس لسير و حاولوا
تجنب الاصطدام به فوقعوا و فر هو .. وما كانوا سيمسكون به بسهولة لولى الصندوق الأسود
لسيارة الذي سجل مقطع فيديو لسيارة ورقم لوحتها .. جلس وهو غير قادر على تعديل انحنائه
ظهرة من شدة حزنه .. منذ ربع ساعة انتهوا من صلاة المغرب .. و مازال ابن أخيه بداخل ..
الأطباء أخبروهم أن كليته اليسار تضررت بشدة بسبب الجذع الذي وقع عليه و هناك احتمال
كبير أن ستأصلونها .. كم أنت صغير على أوجاع كهذه يا خالد ..
عند ارتفاع أذان العشاء خرج لهم الطبيب فنهض مسرعاً .. وقف بالمنتصف وهو ينظر لهم
: العملية نقول أن شاء الله أنها تمت بالشكل المناسب .. مع الأسف خسر كليته اليسار .. اصابتها
جداً قوية .. حطينا له الجبيرة على كسوره .. و ضمادة ضاغطة على كسر الضلع .. حالياً
بنتركه في العناية الفائقة لين نتعدى مرحلة الخطر .. النزيف الداخلي هو أكثر شيء يخوفنا
.. الحمدالله على سلامته .
امسك بكفه : يعني بيعافى .
شد على كف أحمد : أن شاء الله .
شكروه على جهده قبل أن يغادر .. بينما قال أحمد : ثائر روح بشر البنيات وأنت يا عماد
دق على خالتك بشرها .


----------------------------------------------------------


شهقات زهور الغافية على كتف بدور هو ما يسمع في المكان .. نامت بعد أن تعبت من
البكاء .. خبر نجاه رائد جعلها تشعر ببعض الراحة ولكن مازال جزء منها يرتجف خوفاً
.. إصابة خالد كانت أشد و بنية رائد اقوى من بنية جسم خالد .. فكرة أن يذهب ترعبها
هو أعظم ما تبقى لها .. هو من يحبها من دون شروط كما تحبه هي .. هو من يخاف عليها كما
تخاف عليه هي .. كل شيء سواه يعوض أما هو لا شيء يعوضها عنه .. كل ما ظنت أن ذاك
الوجع هو أبشع ما مرت به يخرج لها ما هو أعظم منه .. نعم الأبناء تأتي بغيرهم حتى وأن
لازمها وجعهم ولكن الأخ من يأتي بغيره .. هو ليس كاي شخص .. هو خالد بكل تفاصيله
الرائعة .. بكل حنان الأخ و حبه و قوته و مساندته ..
سمعت صوت ثائر الفرح يناديهن ففزت راكضة له .. ما ان رأت الفرحة في عينية
سقطت على ركبتيها تغطي وجهها بكفيها مجهشه بالبكاء .. جلس ليحتضنها : بخير والله أنه
بخير .
همست وهي تحوطه بذراعيها : الحمدالله .
تنهدت بدور براحه بينما سجدت زهور شاكرة .. ابعدها عنه بلطف : يلا صلن العشاء
و تعالن عشان تشوفونهم .
مسحت عينيها وهي تنهض : امي أحد كلمها .
ثائر وهو يتجه ليحضن اختيه : ايه عماد بيكلمها .
حوط اختيه يشعر بارتجافهن .. يعلم أنهن مرن بيوم صعب للغاية .. اغمض عينية بوجع
وهو يشعر بهن يتمسكن به ..

..

اتاها اتصال عماد وهي في الركعة الأخيرة .. عاود الاتصال بها و أجابته حين انتهت من
صلاتها .. لم تستطع الا أن تقول له : الله يبشرك بالجنة .
سألته بعدها عن حالهم و طمئنها رغم أنها التمست الخوف في صوته تعلم بأن حالهم ليس بجيد
أنهت الاتصال و عادت لسجادتها .. و ماذا أن فقد كليته هي ستتبرع له بكليتها .. و كسوره
سوف تجبر .. رفعت كفيها مكبرة لتصلي السنة .. ثم حين سجدت وجدت دموعها تنهمر بغزارة
.. وجدت نفسها تحمد الله و تشكره .. مكتفية هي بنجاته .. حتى لو عاد لها فاقداً لكل أطرافه
.. مكتفيه هي بأنه مازال يتنفس .
انتهت من السنة و نهضت لتصلي الوتر وهي تشعر بدخول أنوار و شيخة .. اطالت في
هذه الصلاة ولسانها عاجز عن التوقف وهو يدعوا مره ويحمد الله عشر مرات ..
ما أن سلمت شعرت بأنوار تحتضنها فرفعت يدها لتمسح على شعرها بحنان .. جلست بجوارها
شيخة التي احمرت عينيها من كثر البكاء .. ما أن نظرت لأختها همست : ما راحوا يا شيخة .
احتضنتها شيخة لتنهار ببكاء يعجز قلبها عن الراحة .. لن تطمئن حتى تراهم هنا أمامها ..
بشغبهم الدائم .. بطلباتهم البسيطة كثلاجة الشاهي التي يطلبانها ما أن يدخلان للمنزل و كان
الشاي هو أكسير الحياة بنسبة لهم ..


-----------------------------------------------------------



أهمل هاتفيه من بعد المغرب حينما اتاه اتصال من أحد موظفيه وحين ذكر هو اسم عبير
لاحظ انقلاب حالها فلم يعد يلتفت لأي رسالة تأتيه .. الان الوقت هنا قرابة منتصف الليل
أي أن هناك ربما ساعات الصباح الأولى يريد أن يتصل بجدته ولكنها تتضايق من اتصالاته
و توبخه قائلة : الحين ذابح عمرك عليها و يوم أنك اخذتها تاركها و تتصل فيني ..
لا يعلم كيف تربط الأمور بهذا الشكل ولكنه سيتصل عليها مرتين باليوم بدل الأربع مرات
أخذ يتأمل طرف اللحاف وهو يسمع صوت مجفف الشعر اتي من الحمام بعد أن انهت
استحمامها .. خرجت وهي ترتدي احد بجاماتها المغرية بالنسبة له وقد وضعت زينتها المسائية
وهي عبارة عن رسم حواجبها بطريقتها البسيطة والتي يرى اخواته ايضاً يتبعها .. كحل بني
داخل العين و مسكره و روج اما باللون الزهري او بلون الخوخ واليوم كان بلون الخوخ
كل تلك الأشياء شاهدها تضعها في حقيبة صغيرة اشبه بالمقلمة بجوار المغسلة .. جلست وهي
تضع الكريم الخفيف برائحة الرمان على جسمها .. تكتفي به عن العطورات ايضاً ..
كان يتأملها الضيق بينن في عينيها و تعابير وجهها مهما حاولت إخفاء ذلك .. شعور لذيذ
يداعب قلبة .. هل تغار عليه حقاً .. دخلت للفراش و اطفئت النور بجوارها : تصبح على خير .
مالت شفتيه بابتسامه خفيفة : بدري على النوم .
نظرت له : وين بدري الحين نص الليل .
اتكئ على يده وهو ينام على جنبه قريباً منها : أدري بس أنا ما فيني نوم .
لم تنهض ولكنها فعلت مثله و اتكأت على يدها : هذا لأنك نمت العصر .
مد يده ليبعد شعرها للخلف لكي لا يعيق تأمله لعنقها وكتفيها : بصراحة كانت نومه رهيبة .
لم تمانع قربه بل بقيت صامته تنظر له .. وحين طال تأمله لعينيها تأكد بأنه لم يلمح نظراتها
المتخوفة من قربه .. رفع حاجبيه وهو يبعد أفكاره لكي لا يقترب منها .. قال مغيراً الحديث
: فيه سؤال هو سخيف بس ابغى اعرف جوابه .
نظرت له باهتمام : اسأل .
حك حاجبه : ليه صرتي معلمة .
ابتسمت : تتوقع ليه .
زم شفتيه بتفكير ثم قال : عشان أبوتس .
هزت رأسها نافيه : لا غلط .
عاد ليبعد شعرها عن وجهها وعنقها مستغلاً هذه الفرصة لتقرب منها و لاختبارها
: أجل وش الصح .
هيا : الصدق كانت وظيفة مريحة لوحده مثلي ما تحب الوظائف المختلطة .. ثاني شيء
قلت بيجي تعييني بالديرة وهذا بعد احسن لي ولأهلي .. أول شيء كان تعييني بمكة بغيت أموت
من الخوف لأني أعرف معاناة الخط و رفضته وحاولت فيهم وحطوا تعييني بالديرة يوم عرفوا
أني منها .
صعب : و تحبين التدريس .
هزت رأسها بالإجاب : ايه مره .. أول شيء كنت أخاف من مسؤوليته بعد شهر صرت
استمتع وأنا أشرح و انبسط اذا البنات سألوني عن شيء وكذا .. اه اشتقت لتدريس .
داعب انفها بسبابته : ايه المديرة ما هو عاجبها منصبها .
ضحكت : لا والله عاجبني بس أحس لو يخلوني أدرس فصل واحد بس كذا أصير بأحسن حال .
أخذ خصله من شعرها ليلعب فيها : تحبين الشقاء .
رفعت كتفيها : الله خلقني كذا .
كانت عيناه تتأملها بطريقه تذيب قلبها .. يده التي يلعب فيها بخصل شعرها تعطيها شعوراً
جميلاً كابتسامته الان .. تأملت ملامحة بإعجاب بان في عينيها .. لما هو رجولي بهذا الشكل
.. بلع ريقه حينما لمعت عينيها بإعجاب .. هذه دعوة أخرى توجهها لك ستكون لئيماً أن
أنت رفضتها .. طبع قبلته على شفتيها فوجدها مستسلمة لم يتصلب جسمها خوفاً ..
أنقاد خلف مشاعره كما فعلت هي باستسلامها له ....
ولكن جسمها الذي يتحكم فيه ذكرياتها المعتمة أبا أن يكمل هذه اللحظات .. أبا أن يتمم هذا
الزواج وأن تزال هذه الحواجز .. وكأنه يعطي درساً بأن مشاعرها نحوه وحدها لا تكفي ..
انجذاب الأنثى بداخلها لرجولته الطاغية لا يكفي .. جمعت اللحاف عليها تختبئ خلفه وهي
لا تعلم ما الذي يحدث .. لما فشل كل شيء .. نظرت بخوف له وهو يجلس على طرف السرير
وقد ارتدى بنطلون بجامته .. همست بخوف : صعب وش فيه .
تنهدت و نظر لها : بشرح لتس .. مير أول شيء بسألتس سؤال وجاوبي عليه بالصدق .
هزت رأسها : طيب .
اقترب ليجلس بوسط السرير : أنتِ مغصوبة علي .
هزت رأسها نافيه : لا والله .
تنهد : طيب منتي مقتنعة فيني .
نظرت له : الا مقتنعة .. صعب لا تلعب بأعصابي ليه سويت كذا .
مسح على شعره : أنا ما سويت شيء يا هيا .. جسمتس هو اللي رفضني .
لم تفهم : كيف يعني .
حك حاجبه : اللي صار معتس شيء اسمه تشنج مهبلي .. هو شيء شايع تقريباً وله
مسببات كثيرة .. عشان كذا انا سالتس أذا انتِ مغصوبة علي .. لأن ممكن عقلتس ما تقبل
فكرة زواجتس مني عشان كذا جسمتس اعطى ردة الفعل هذي .
لم تسمع بهذا الأمر من قبل : أول مره أعرفه .. أنت كيف تعرفه .
شتت نظراته عنها : كذا مره اسمع بحالات الطلاق بسببه .. الجهل من الطرفين بهذي الأمور
هو اللي وصلهم لهذا الحال .
مصدومة حقاً .. ظنت أنها حينما اعجبت به ستكون هذه نهاية كل شيء و اذا بها تأخذ درس
كبير .. هذا نتيجة تهربك من مواجهة مخاوفك و عدم حديثك عنها .
وجدت كفيها تفلت اللحاف وتمسك بكفه بعد أن اقترب منه : طيب وش أسوي .
شد على كفها : مو وش تسوين .. وش نسوي .. الحل بسيط .. أما مراجعة طبيبة مختصة
تصرف لتس أدويه .. او أنتس تشوفين أذا عندتس مخاوف من هالشيء و تواجهينها .. وأنا
بنتظر لين أنتِ تصيرين مستعده .. لكن أبغى منتس الصدق يا هيا ما ابغاتس تكذبين علي .
هزت راسها : طيب .
افلت كفها بهدوء : انا بتروش .
انسحب للحمام وهو يشعر بأن هناك حلقه مفقودة .. هناك نقص عجز أن يتوصل له .. ظن
بأنها ستصبح ملكة الليلة و أن كل الحواجز قد اختفت .. هل كانت كتلك الفتاة التي سمعت
باحاديث النسوة الاتي يهولن الأمور و نشأ بداخلها خوف حكم على زواجها بالانتهاء بعد ثلاث
أشهر من زفافهم بعد أن مل عريسها من خوفها الذي حاول تقبله شهر و اثنان و لكنه فشل هو
ايضاً .


----------------------------------------------------------


صباحاً خرج مع الفريق للمدرسة على الرغم بأنهم كانوا رافضين و أخبروه أن عددهم يكفي
ولكنة لم يرضى فهو يريد أن يشغل نفسه ليبعد أفكاره المقلقة .. توزعوا كل شخصين يأخذ
فصل و ما أن ينتهون ينتقلون للفصل الذي يليه .. اثناء انشغاله بفحص فم احد الأطفال اتى
له طفل كأنه يعرفه .. لا هو يعرفه حقاً كيف له ان ينسى تلك النظرة في عينية وهو يقف أمام
باب منزل جدته وحيداً .. ابتسم له الطفل : كيف عرفت مدرستي .
ابتسم بهدوء وهو يعود لعمله : ما عرفتها الصدفة جابتني .
ابتعد و رفع كيس يحتوي على فرشة و معجون : لا شاطر اسنانك نظيفة .
أخذ الطفل الكيس وهو سعيد و ركض ليخبر اصدقاءه .. أشار على الكرسي : تعال هذا دورك .
جلس و فتح فمه ليفحصه سريعاً : وأنت بعد شاطر اسنانك نظيفة .
أغلق فمه ثم قال : هذا لأن سمر تشتري لي معجون اسنان .
مد عليه الكيس : زين خلك بطل و استخدم الأغراض .
همس بسبحان الله وهو يراه يغادر راكضاً .. كيف الصدف أتت به لهنا ليرى من هم يعيشوا
في وضع أسوأ منه .. هذا الطفل و أخته ايتام لا سند لهم .. فقدوا والديهم ثم عمهم ثم جدتهم
و مروا بحادثة هي من أبشع ما قد يمر على إنسان .. تنهد وحمد الله في سره .. على الأقل
هم مازالوا احياء حتى وأن عانوا من الكسور وحتى لو كان أحدهم مازال في خطر
.. كان يومه طويلاً ولم ينتهوا حتى اقترب وقت الانصراف .. وقف بقرب زملائه
ليلتقطوا صورة تذكارية موثقين هذا العمل .. انتهى اليوم مع تصفيقهم يحيون بعضهم البعض ..
خرج بعد ذهاب زملائه فهم أتوا في باص تابع للمستشفى اما هو تبعهم بسيارته .. وقبل أن
يصعد لاحظ أن الطفل عزوز يجلس على الرصيف بمفرده .. اغلق باب السيارة و اتجه نحوه
.. وقف امامه : ليه قاعد لحالك .
عزوز : أنتظر أختي .
تلفت حوله : روح انتظرها جوا لا تقعد كذا بالبرد .
دقق ذاك النظر فيه : عيونك نفس عيون أختي .
ماذا ! بما يتحدث هذا الطفل .. هو يخبره بأن يدخل و يجيبه بمحاولة تشبيه .
أشار بأصابعه لطرف عينية : عيونكم نازلة كذا .
تنهد وهو يجلس .. ويفتح كاميرا الهاتف الامامية و ينظر لعينية .. هل يقصد الحزن الذي
بان في عينية ..
كان سيتحدث ولكن تلك الفتاة التي صرخت به منعته : أنت وش تسوي .. عزوز تعال هنا .
ركض مسرعاً لأخته بينما هو وقف ولم يريد أن يلتفت لها لما في كل مرة يقابلها تصرخ
به و تتهجم .
نظرت لأخيها بخوف وهي من أتت مسرعة من جامعتها لتأخذه للمنزل .
عزوز : شوفي هذا اللي انقذنا .
سمر باستغراب : أي انقاذ ! عزوز أنا كم مره قائله لك لا تقعد مع الغُرب .. ( نظرت له
وهو يوليها ظهره ) : من أنت وليه قاعد مع أخوي .
التفت ليرسم ابتسامه بلهاء على محياه : أنا عماد وكنت هنا مع بعثة من المستشفى عشان
حملة التوعية لحماية الأسنان و جالس معه لأني شفته قاعد برا لحاله .
تراجعت للخلف وهي تتعرف عليه .. أمسكت بكف أخيها و غادرت مسرعة نحو سيارتها
التي حصلت عليها بعد أن توظفت ولا زالت تدفع قيمتها أقساط .. ركبت السيارة وهي
توبخه : عزوز أنت بتجلطني .. كم مره علمتك لا تطلع لين أنا أجي أخذك .
عزوز بملل : كل العيال انصرفوا وانا ما احب اقعد فالمدرسة لحالي .. خليني أروح معهم
بالباص .
سمر : الباص لا أنا أجيبك و أرجعك ولا عاد تطلع ولا تجلس مع أحد ما تعرفه .
كيف يريد لها أن تسمح له بالذهاب مع الباص و في الخطة هو أخر من يصعد للباص
و أخر من ينزل منه .. لن تتركة وحيداً مع رجل هي لا تعرفه وحتى لو كانت تعرفه لن
تتركه معه ابداً .
توقفت سيارتها امام المبنى الذي يعيشوا فيه بعد أن أجرت لها الشقة أنوار .. دخلت و أغلقت
الباب بالقفلين : روح بدل ملابسك و أنا بسوي الغداء .
ركض لغرفته ليبدل ملابسة بينما هي أنزلت عبايتها و رتبت كتبها في مكانها و أسرعت
للمطبخ لتعد الطعام .. بصعوبة كانت قادرة على ترتيب ساعات دراستها كما تريد وهذا
بعد عدة خطابات و تقديم أوراق تثبت وضعها و أنها المسؤولة الوحيدة عن أخيها .. تخرج من
الجامعة عند الساعة 12 ونصف و تأخذ أخيها ثم تعد الغداء و تنام قليلاً قبل أن تذهب لعملها
بأحد المحلات التجارية حيث تتقاضى راتب جيداً فأربعة الاف و خمس مئة هو مبلغ رائد
بالإضافة للمكافئة الجامعية .. حتى أنها أصبحت قادرة على دفع الإيجار .. ولكن ما زال هناك
شيء يخيفها فهي لا تعود من عملها الا الساعة عشرة مساءً و أخوها يبقى بمفردة من الساعة
الرابعة و النصف حتى وقت قدومها ..


--------------------------------------------------------


كانت تقف امام والدتها التي أصبحت ما ان تتناقش معها حتى تنفجر غاضبة و السبب أنها
لم تعطي جواباً نهائياً لخطبة جابر حتى الان .. لم تدم راحتها طويلاً فها هي والدتها تنفجر بها
مجدداً بعد أن سمعتها تقول أن التروي في الأمور أفضل الحلول : ايه الناس تفكر و تستخير
مير ما تأخذ شهر .
بعثرت شعرها : يمه تكفين الحين محد يم الخطبة و طاريها .
ضربتها على كتفها : روحي اغرفي الغداء بس .. ابوكم بيجي جوعان .
عادت لتأخذ الصحن و تضع الأرز فيه بينما أخرجت رؤيا صينية الدجاج من الفرن : والله
أمي وصلت حدها عطيها يومين و تحطتس مكان الدجاجة .
مضاوي : وليه تتعب نفسها أنا اللي بحذف نفسي بالفرن و أفتك .. أخ يا بنات نفسيتي
تعبت عجزت أخذ قرار و أمي ما ترحم .
هند وهي تحمل صينية الماء و المشروبات و السلطة : بصراحة أنتِ وحدة ذبحتس التردد
ولا هي ما يبغى لها وأنتِ تعرفين زين أنتس تبغينه .
رمت الملعقة بالقدر : بدينا تفكني أمي تستلميني أنتِ .
دخلت لغرفة الجلوس و بدأت بتوزيع ما كانت تحمله و اثناء فعل ذلك قالت لوالدتها : يمه
خفي عليها شوي .. البنات خائفات من الزواج عشان اللي صار معي .
تنهدت هدى بتعب : مو كل الريجيل حسن .. وبعدين ولد خالتها ما ينعاف وعيب اللي تسوية
بتطق الشهر وهي تفكر .
هند : هي والله أنها تبغاه بس التردد ذبحها خلوها تأخذه بكامل قناعتها عشان بكرة لا صار شيء
ما تندم او تحمل أحد الذنب .
استغفرت هدى بصوت مسموع ثم فزت واقفة وهي تسمع صوت باب المنزل يفتح .. اسرعت
لتستقبل زوجها و ترحب فيه .. ما أن راها حتى ابتسم .. أخذت منه شماغه وعقاله : الغداء
بالمجلس تعال تغد .
هز رأسه : زين بغسل يدي وبجيكم .
دخل للحمامات بينما أسرعت مضاوي وهي تحمل صحن الغداء لتضعه في غرفة الجلوس
.. دخل وأخذ مكانه على السفرة و بدأ بالأكل صامتاً مخالفاً عادته بالحديث معهن و سؤالهن
من أعدت الطعام و من ستعد له الشاي .. انتهى من طعامه سريعاً و نهض ليغسل يديه و يصعد
لغرفته .. منذ صغرهم وهم يرافقان والديهما في رحلات المقناص .. تعود عليهم حتى أنه كان
يتصل بهم ليذهبوا معه في رحلات سوا كانت طويلة أم قصيره .. منظر رائد المتعب المه
بقوة وكاد أن يغشى عليه حين شاهد خالد من خلف الزجاج .. لم يبقى جزء في جسمه لم يلف
بضمادة .. دخلت عليه هدى لتجلس بجواره و تمسك بكفه : كيف صاروا العيال .
تنهد : على حالهم اللي أمس محد صحى منهم .. وخالد خابرهم يتناقشون مع أبو ثائر و يقولون
يبغون يرسلون أوراقه لمستشفى بألمانيا الكسور اللي فيه رجله اليسار تحتاج لعملية .
مسحت على ظهره : الله يقومه بالسلامة .. طيب وش صار على اللي صدمهم .
همس : حسبي الله فيه .. الخط سيدين مدري وش ملقفه يعكس عليهم امسك سيدك وفك الناس
من شرك .. مسكوه و للحين بالتوقيف ينتظرون النتائج النهائية لحالة العيال .
تمدد : طفي النور و تعالي دلكي رأسي أحسه بينفجر .

..

صعدت لغرفتها و أغلقت الباب .. كانت ستخبر أهلها بالموافقة بعد ترددها الذي دام طويلاً
ولكن الحادث الذي كان بالأمس منعها ولا تجد الان الوقت المناسب لتصريح بقرار كهذا
أخذت سنارتها و بدأت بالحياكة .. سترة باللون البيج مقاسها أكبر من مقاس صعب .. لم
تلاحظ ذلك حتى انتصفت بعملها .. تعلم جيداً انها تحيكها من أجله هو من يشغل تفكيرها
ولكنها اكتشفت أن ما مرت به أختها سابقاً ترك بصمته على أحدا زوايا قلبها .. هو قال انه
يريدها و نواف هو من نقل ذلك .. ماذا لو فعل بها كما فعل حسن .. هو تقدم لخطبة بنت عمه
ثم عاد لها وهذا يحمل معنى واحد بأنه لا يحمل لها ذلك القدر من المشاعر .. استغفرت الله
بصوت مسموع لتبعد هذه الأفكار و تكمل عملها ربما ستقدم له هذه السترة يوماً ما .


-----------------------------------------------------


نظر لها وهي تجلس وعيناها متعلقة بوالدتها التي تمسح على الزجاج بحنان وكأنها تمسح على
رأس أبنها منفصلة عن كل ما هو حولها .. تقدم منها وجلس بجوارها وشد على كفها : كيف
صرتي الحين .
نظرت لعينية و باحت بأمر ظن انه لن يسمعه منها قط : خائفة .
همس : ليه .
ما زالت عينيها تنظر لعينية : أذا راح .. ( بلعت ريقها ) كل شيء بيروح معه .
اختصرت كل شيء في جملتها هذه .. شرحت وجعها بهذه الكلمات .. رفع نظره لعمته ام خالد
: بأذن الله بيقوم بالسلامة .
عادت بنظرها لوالدتها وهي تتذكر كيف كان منظرها حينما دخلت عليها المنزل بالأمس
كانت تمسك بهاتفها بقوة حتى أن اطراف اصابعها قد اصفرت وكأن الدم قد انقطع عنها
.. ما أن وقعت عينها في عين والدتها قالت الأخيرة : لا احد يكذب علي .. والله أنه خالد
.. كم له طالع ولا دق علي .
إحساس الأم بطفلها هو من جعل والدتها على هذا الحال ام اتصال خالد البسيط الذي كان
يفعله قبل أن يدخل للمناطق خارج التغطية و يخبرها بأن لا تقلق عليه .. هو لم يتصل هذه المرة
لذلك كانت تعلم بأن امراً ما قد حدث معه .. أن كانت هي قد جزعت لفكرة أن يذهب جنينها
كيف هو حال روح أمها وهي من عاشت معه 24 عاماً كان فيها ابن بار و سنداً و روح جميلة
تحاوطهم بحنان و مودة ..
..
تنظر له و قلبها تشعر به يتمزق .. لم تفكر في حياتها كلها أنها قد تفقده .. كانت تعيش معه
وكأنه دائم للأبد .. لا تتحدث فقط روحها و قلبها يدعوان له .. لا تبكي فقط تشعر بأن الدم في
حروقها قد اصبح شيء يشبه الاسيد يحرقها من الداخل .. هي تذوب هنا وهي تشاهده ينام هناك
.. مسحت على صدرها بكفها اليمين وهي تتعوذ من الشيطان و تدير له ظهرها .. تعبت من
الوقوف هنا .. هي منذ ساعتين تقف و تعذب نفسها .. نظرت لأنوار : أرواحتس .
نهضت لتمسك بكف والدتها .. تقدمهم ماهر وهو من اتى بِهم إلى هنا .. أوصلهم للمنزل وعاد
لعملة .. الان بعد ما حل يفكر في ذلك الشاب هو لم يكن يعرفه جيداً ولكن بعد أن اصبحوا
انساب رأى فيه الكثير من الخصال الجميلة .. عقله و تفكيره يسبق سنه بكثير .. يقارن بينه
و بين ماهر بعمر 24 يجد ذاك يتفوق عليه بمراحل على الرغم بأنهم مروا بظروف متشابهة
تقريباً فهو والدته كانت مريضة بالسرطان لسنوات و كان يظن انها لن تنجو وخالد ذاق من
كاس اليتم ومع ذلك هو تجربته لم تجعل تفكيره يتفوق على مراحل عمره عكس خالد الذي
كانت اغلب تصرفاته تصرخ بالنضج .. حتى انه على علاقة طيبة مع أصدقاء والده المتوفي
ولم يقطع هذه العلاقة حتى في فترة غيبوبة عمه .. بالأمس وكذلك اليوم كان المستشفى ممتلئ
بالزوار و هواتف أبناء عمه لم تتوقف عن الرنين .. الان يعلم لما هي تبوح بشعورها بالخوف
.. شخص مثله لا يمكن له أن يمر بحياة من حوله مرور الكرام كيف وهي أخته ..
ابتسم ساخراً وهو من كان يظن أنها ستضعه في الصف الأول بقائمة أحبائها .. لا يظن الان
انها قد تفعلها وهذا الشاب هو نبذة عن تلك النخبة من الأشخاص ..


----------------------------------------------------



منذ ساعات الصباح الأولى وهي ترى الحزن في عينية وعلمت هي بالسبب .. اتاهم نبأ الحادث
متأخراً وكليهما تنساق أفكاره للأشخاص الذي يهتمون بهم .. همست : تبغى نرجع .
هز رأسه نافياً : لا ماله داعي رجعتنا لا تقدم ولا تأخر .
عادت تنظر لرسالتها التي كتبتها لسارة و أنوار .. ستتصل بهم ولكن ليس الان .. كلما تذكرت
ملامحة الشبيهة بملامح والده تتعاظم غصة في حلقها .. لم تشعر بنفسها الا و دموعها تسقط لا
تعلم هل هو بكاء على حالها الذي لم تتوقع أن يصبح هكذا ام على حال ذاك الشاب طريح
على فراش المرض .. مسحت دموعها بسرعة حتى لا يلاحظها .. نظرت له وهو منشغل
بهاتفه يحادث أحدهم .. منذ البارح لم يتحدثا عن ما حدث فهو اكتفى بكلامه لها قبل أن يدخل
ليستحم وهي لا تملك الشجاعة للخوض في نقاش من هذا النوع .. الان اصبح لديها خوف جديد
هو أن يعلم بما حدث .. ليس و كأنها قامت بجريمه هي تعلم أنها ضحية ومن سيقول غير ذلك
هو شخص مريض ولكنها لا تريده أن يعلم .. تريد أن تحتفظ بهذا السر بعيداً عنه .. ستتعالج
من غير علمه بهذا الأمر و سيكملان حياتهما بشكل طبيعي ..
أنزل هاتفه و نظر لها : كأننا نسينا نفطر .
ابتسمت له : مو كأننا احنا فعلاً نسينا .
نهض وبعثر شعرها بخفه : يلا تعالي بنروح مكان بيعجبتس .
امسكت بكفه قبل أن يذهب : لا تقول جزيره جديده .
ضحك من قلبه لأول مره منذ ليلة البارح : ويش طفشتي من القوارب ؟
افلتت يده بخجل : لا مو كذا .. بس صرت أخاف من كثرة الرحلات .
التقط أغراضه : لا هل مرة بنروح لمكان قريب .
تبعته وهي تتأمل المكان نادراً ما تقابل أشخاص هنا فالأغلب ينامون النهار لأنهم يسهرون
الليل بسبب الحفلات و الفعاليات التي تقام بهذا الوقت .. مره خرجوا ليلاً فكان أغلب المتواجدين
مخمورين لذلك كرهت الخروج بذلك الوقت فأصبحت أوقات تمشيتهم من النهار حتى العصر
و بقية اليوم إما يقضونه في منطقتهم التي حجزها او يذهب بها لاماكن لا يقصدها السياح
في الليل كثيراً ..
لم تتناول الكثير من الفطور فهي لا تملك شهية كبيره .. اخذت كوب القهوة وجلست على
صخرة منزلة قدميها بالماء .. هنا شلال صغير يصب في هذه البركة الصغيرة التي تدلي
قدميها فيها و تلعب بالماء .. تفكر الان ماذا لو اعادوا المحاولة ربما تنجح .. تنهدت هي
تعلم بأنها لن تنجح فهي قضت الكثير من الوقت وهي تبحث عن هذا الأمر و تعلم بأنها
لن تفلح الا بأمرين اما استخدام الادوية التي ستصفها لها الطبيبة .. او أن تتعالج من العارض
النفسي الذي يمنع جسمها من تقبل هذا القرب .. رفعت نظرها له وهي تراه يضع كوب قهوته
بجوارها و ينحني ليرفع طرف بنطلونه لينزل قدمية في الماء كما فعلت هي .. ابتسم باسترخاء
: لو جدتي هنا كان انبسطت على المويه .
هزت رأسها : ايه بتقول انها نفعتها برجلها .
اتكئ على كفيه وهو يرفع رأسه لينظر لسماء الصافية فوقه و يسحب نفس عميق .. يشتاق
لجدته حتى وهو مع من أسهرته ليالي .. هذا هو حاله بكل سفرة يذهب لها يفتقد تفاصيل يومه
الصغيرة التي يقضيها معها .. نظر لها : تدرين أن اسم بنتنا صيته .
انزلت كوب قهوتها و نظرت له بعدم تصديق : جد !
هز رأسه : ايه حتى أنا علمتها .
بقيت تحدق فيه ثم تجرأت وقالتها : بس اسم جده ما يصلح لبنات هذا الجيل .
مالت شفتيه : صح وهذا اللي قالته جدتي .
لم يتسطع أن يتحكم بهدوئه أكثر و ضحك على تعابير وجهها .. لتشيح هي بوجهها : أنا بعرف
وش الشيء الممتع بحركاتك هذي .
اعتدل في جلسته : ملامحتس وهي تنقلب كذا هو الشيء الممتع .
حركت اصبعها على طرف الكوب : بس جد ترا أسم جدتي ما يصير .. يعني تخيل لو أن
ولدنا اسمه حنس ولا ناجم .. بيشوف اللي بعمره كيف أسمائهم و بينقهر وخلقه الناس الحين
ما ترحم التنمر عندهم زي السلام عليكم ؟
حك عارضة : بس ولدنا اسمه فيصل يا ام فيصل ( شدد على نطقه لأم فيصل بطريقه رسمية
ليذكرها بما فعلته سابقاً وهي تحدثه بهذا الاسم )
ضحكت محرجه منه : أنت ما تنسى .. بالله كيف تبغاني اناديك .. بعدين خلك من ام فيصل
و أبو فيصل .. انت كيف جبت رقمي ؟
شرب من قهوته مستمتعاً : من جوال جدتي .
اتسعت عينيها بصدمة وهي تراه يقولها وكأنه فخور : يعني سرقته .
فرقع أصابعه و أخرج هاتفه : عيدي التهمه اللي قلتيها .
رفعت حاجبيها : ويش تأخذ علي دليل .
هز رأسه : ايه أخذ أجل اتركتس تتهميني .
عضت على شفتها بقهر : ما راح أقول واذا رجعنا علمت جدتي عليك .
رفع كتفيه بعدم مبالاة : علميها .. وانا بكتب على جدار بيت أبو مصلح ذكريات أبو وام فيصل
وتحته تاريخ هذاك اليوم .. وبرسم قلب وفيه سهم .
صرخت بخفه : لا يع وش ذا . ( غطت وجهها تحاول ابعاد الحرج ) بالله صدق وش جوهم
اللي يسوون كذا .
مالت شفتيه : لا اعلم بس لا طبقتها بعلمتس مدري ليه احس اني بنبسط وانا اكتب .
ربما تكون احاديثهم تافهة لمن يسمعها ولكنهم كانوا بحاجة للهرب لها بعيداً عن مخاوفهم
محاولين كسر الحواجر قبل أن تبنى و ترتفع بينهم .. كليهما يريدان النجاح لهذا الزواج
كليهما يحملان مشاعر بريئة و صادقه لا يريدانها أن تتلطخ بالصمت او الكذب و التراكمات .


------------------------------------------------


يشعر بالدوار و كأنه لا يقف على سطح مستقر .. للحظة سرى الم فضيع في انحاء جسمه
شعر به يستقر بدماغه من شدته اطلق انين مرتفع .. قبل أن يفتح عينية وهو ينظر للمكان من
حوله .. اه كانت هذه او احرف ينطق بها و الألم يزداد حول النهوض ولكنه عاد ليستلقي
و الألم يصبح اقوى يشعر به في ضلوعه .. ماذا يحدث له ؟ وأين هو .. اغمض عينيه هامساً
يا الله .. أبك هذا ويش ؟ .. جمدت ملامحة وهو يتذكر الحادث .. همس برعب : خالد .. خالد
وينه .
انفتح الباب و دخلت ممرضه سعودية ما ان رأته مستيقظاً حتى أشارت له : لحظة بجيب لك
المسكن .. خرجت راكضه ولم تسمع ندائه الخافت وهو يقول لها ( لا تعالي وين خالد )
عادت بسرعة : الحين الدكتور بيجي لا تتحرك جسمك فيه كسور .
هز رأسه : وين خالد .. ولد عمي كان معي .
حقنته بالمسكن : هو بالغرفة اللي جنبك .
تنهد براحه : يعني حي .
هزت راسها وهي لا تريد أن تخبره بالحال التي هو عليها : ايه الحمدالله .
نظر للمكان حوله وملامحه تلين بعد أن بدأ مفعول المسكن السريع : ابغى مويه .
دخل الطبيب الذي سمع طلبه : معليش يا رائد تحمل العطش شوي .. الحمدالله على سلامتك .
همس وهو يرطب شفتيه : الله يسلمك .. مير ذبحني العطش مقدر اتحمل كذا .
ابتسم بمهنيه : ما عليه اصبر بس ساعتين .
حوقل وهو يشعر بأن حلقه سيتجرح من شده العطش .. ثواني و امتلئ المكان بالأطباء
كلن يوجه له سؤال مختلف وهو سيجن من جفاف حلقه .. غادروا سريعاً كما أتوا فدخل
والده و أخوته .. ابتسم ما ان لمحت عينيه ابيه مقبلاً عليه .. مال ليقبل جبينه ثم عينيه
: الحمدالله على سلامتك .. تونس ( تشعر ) شيء وأنا ابوك .
هز رأسه نافياً : الله يسلمك .. اعطوني مسكن مير اني عطشان .
ثائر وهو يمسح على شعره : ما تشوف شر وأنا اخوك .
همس : الشر ما يجيك يا أبو عمر .
عماد : حمدالله على سلامتك .. يقولون أنك صرت عصفور و طرت .
ضحك ولكنه كتم ضحكته سريعاً وهو يشعر بضيق في صدره : أبك ما لقوا الا العصفور
.. قولوا صرت صقر .. عقاب أي شيء مو عصفور .
أحمد بحرص : لا تتكلم واجد .. عندك ضلع مكسور .
كشر بضيق وهو يتذكر الإصابات التي ذكرها له الأطباء : خالد كيفه .
ثائر : نفس حالتك بس للحين ما صحى من التنويم .
تنهد : كفو يا أبو محمد حتى بالأمراض ما تركني .
حوقل أحمد علامة عدم رضاه : ابك اسكت أنت حلقك ما يتطابق.
أشار بيده السليمة : خلاص سكت .
ثائر ممازحاً : هذا وهو عطشان .
نظر له رائد بضيق وهو لا يستطيع الرد عليه .. جلسوا معه يحدثونه و أخبره والدة أن
امه و أخواته و خالته سيأتون لزيارته الساعة 5 فالزيارة تنتهي بعد صلاة المغرب
.. بعد ساعه سمح له أخيراً بأن يشرب القليل من الماء .. وفي النهاية استفرغ ما شربه
خلال ثواني .. و يبدوا انه سيبقى من دون ماء الساعات السته القادمة ..
كان ثائر هو من ذهب ليأتي بهم لزيارته بينما انسحب والده ليذهب للبقاء بجوار خالد و عماد
عاد لعملة فهو اتى للاطمئنان عليه وعاد لعيادات الأسنان .. امه كان دموعها لا تتوقف ابداً
مهما حاول أن يطمئنها .. وفي النهاية علم أنه شيء بصدرها يجب ان تخرجه فتركها تبكي كما
تريد .. خالته شارده الذهن كثيراً ولم تتحدث سوا ببضع كلمات و غادرت خلال نصف ساعة
لرؤية خالد .. عجز أن يفهم سبب بقاء أبن عمه نائماً كل هذا الوقت ولكن بدور قالت له
أنه ما زال تحت تأثير البنج .. هذا ما قاله لهم الأطباء .
تشعر بالذنب لكذبها عليه ولكنها تعلم بأنه سيجن أن علم بحالة خالد الخطيرة وأن الأطباء
متخوفون من النزيف الداخلي .. اتتها رسالة من أحد المسؤولات في إدارة العمل التطوعي
رداً على سؤالها أن كانت الفرصة ما زالت متوفرة لها و اخبرتها أن العمل ما زال شاغراً
.. همست لزهور : أنا بروح لأبوي .
ردت زهور : طيب .
نهضت باحثة عن والدها .. الضغط النفسي الذي تمر به خطير عليها وتريد شيء يلهيها عن
هذه المشاكل .. وجدته يجلس على أحد الكراسي الانتظار يتحدث بهاتفه .. وقفت بعيداً حتى
انتهى من المكالمة .. اقتربت منه وجلست بجواره : يبه .. عادي لو رحت لتطوع .
نظر لها بهدوء : روحي وأنا أبوتس .. مير حاولي الشغل اللي تأخذينه تخلينه بالنهار .
هزت رأسها بتفهم : أن شاء الله .. شوي بقول لهم .
أحمد : كلمي ثائر يوديتس .. و انتبهي لنفستس .
قبلت رأسه قبل أن تغادر وهي ترسل لثائر الذي كان يقف مع خالته بالقرب من غرفة خالد ..
لم يستطع أن يرفض طلب بدور .. لا يريد أن يتدمر كل شيء سعت له طوال هذه السنوات
في السيارة أخبرها : وش رأيتس ترجعين لشغلتس القديم .
قالت رافضه : لا والله مالي خلق الضغوط خلني كذا .. كل شوي مع فريق مختلف أحسن .
ثائر : و أنتِ تضمنين ان الفرق ذي بتكون زينه دائماً .
نظرت لكفها : التجربة ما تضر كيف بعرف الزين و الشين و أنا ما جربت .


------------------------------------------------


لم يذهبن لزيارة مع وأمهن و خالتهن و بقين في المنزل .. قشرت البرتقال و مدته على أختها
: أكلي يا بنت شوفي وجهتس كيف صاير .
أخذتها من يد سارة : ما راح اتهنا فيها المغرب دخل خلاص .
سارة : ما عليه أكلي ( تنهدت بتعب ) أمي ما اكلت شيء من بعد الفطور .
أنوار بحزن : زين أنها أفطرت اصلاً .. البارح لقيتها نائمه بقسمه بغيت أموت من كثر ما بكيت .
ابتلعت ريقها وهي تشعر بغصة في حلقها : ربي يا حبيبي تقومه بالسلامة .
أكلت البرتقال و مسحت دموعها : الحين ليه يبغون يسفرونه عشان العملية .. هم قبل سووا
عملية ثائر وهي نفسها .
سارة : ثائر يقول انه شاف الأشعة حقت خالد .. كسور خالد اقوى من الكسور اللي صابته .
كشرت بضيق وهي تشعر بالغثيان بدأ : تهقين اذا سافر كم يقعد هناك .
رفعت كتفيها : مدري الله أعلم .
أنزلت البرتقال بالصحن و ركضت للحمام مسرعة مهما حاولت السيطرة على الغثيان فهي
تفشل فشل ذريع .. نفسيتها متعبه لأقصى درجة و الوحام يزيد في تعبها .. حين خرجت
داهمتها رغبتها باستنشاق عطره .. عادت لتجلس مع سارة و أكملت حبة البرتقال التي
قشرتها لها أختها وهي تقاوم رغبتها في الاتصال به ليجلب لها عطره .. لم تشعر بالدموع
التي كانت تنهمر من عينيها دون توقف حتى مدت عليها سارة منديل .. و رغم ذلك لم
تتوقف دموعها ابداً .. احتضنتها سارة وهي تشعر بالخوف عليها : أنوار تعوذي من الشيطان
.. يا بنت أرحمي نفستس .
مسحت دموعها للمرة العاشرة : ابغى عطره .
خففت من احتضانها لأختها وهي تبتعد عنها لتنظر لها : عطر من ؟
شهقت بقوة و أخذت لقمة من حبات البرتقال : عطر ماهر .
صمتت لثواني قبل أن تنفجر ضاحكة ليزيد بكاء أنوار .. لوحت لها : خلاص يا الخبلة ..
أرسلي له طيب ليش تعذبين نفستس .
مسحت عينها بقوة : متهاوشه معه .
دققت النظر : عشان الوحام ؟
هزت راسها نافيه : لا .
رفعت كتفيها وهي تتجنب التعمق في السؤال : عادي حتى لو متهاوشين أرسلي له تراه
مغر عطر .
لم تجاوب بل أكملت تناول ما في يدها وهي صامته .. كيف ضعفت و افشت امراً كهذا ..
عادت لتجلس في مكانها وهي تقشر تفاحه لتأكلها أنوار بعد أن تنهي ما في يدها ستستغل
انشغالها بالتفكير و ستعطيها أكبر قدر ممكن من الفواكه .. وضعت الصحن امام أنوار
: أكلي كل هذي .. أنا برد على ثائر و بجيتس .
مسحت يدها بالمنديل و اخذت هاتفها لتصعد لغرفتها وهي تجيب على اتصاله : هلا .
ثائر : أنتِ في بيت خالتي .
سارة : ايه .. صار شيء جديد .. رائد كيفه .
ثائر بتعب : رائد ما عليه وخالد احتمال يصحي شوي .
تنهدت ببعض الراحة : الحمدالله .. طيب وش صار على النزيف .
ثائر : يقولون اليومين الجايه أن ما صار له شيء فهو تعدا مرحلة الخطر .
جلست على السرير : يا ربي لك الحمد .. طيب أذا صحى نقدر نروح له .
ثائر وهو ينظر لطبيب الذي أشار له أن يأتي : لا الزيارة بس في وقتها .. اسمعي هذا دكتور
خالد يبغاني بروح أشوف وش يبغى .
سارة بقلق : اذا طلعت من عنده علمني وش قال لك تكفى .
ثائر : أبشري .. يلا مع السلامة .
همست : مع السلامة .
أنزلت هاتفها وهي تسمع أذان المغرب يرتفع .. هرولت بسرعة للأسفل : أنوار .. أنوار .
أنوار هي تلتمس الفرحة بصوت أختها : هاه وش صار .
سارة : ثائر يقول احتمال يصحون خالد شوي .. واذا مروا يومين وما تعب معناته تعدى مرحلة
الخطر .
احتضنتها بسعادة : الحمدالله .. أجل خلينا نروح لهم .
ابتعدت عن أختها بهدوء : ما نقدر يقولون الزيارة بس في وقتها .
كشرت بضيق : خير ابغى اشوف أخوي وش ذا .
جلست مكانها : نشوفه بكرة أن شاء الله .. روحي اطلبي العطر ابرك لتس من التشمت
( رفعت صوتها مناديه لطفليها ) عمر عهد تعالوا أكلوا .
أتوا راكضين من غرفة الجلوس .. عمر بملل وهو يأخذ قطعة التفاح : يمه طفشت .
سارة : وش اللي طفشك .
اكل قضمه من تفاحته : أبوي ما عاد يلعب معنا وخالد و رائد بعد سافروا .
عهد بتأييد لأخيها : ايه طفشنا .
أنوار وهي تشير عليهم : هذولا الأقزام تعلموا كلمة طفشنا و يبغون يحللونها .
نظرت لها ساخره : خليتس بعطر بعض الناس .. وأنتم أبوكم مشغول مره وهو قاله لكم
البارح .. و رائد وخالد طالعين يقنصون متى ما رجعوا أن شاء الله بيلعبون معكم ..
بعدين اسمهم خالي و عمي عيب يا ماما تنادونهم بأسمائهم كذا .
أنوار : ما عليكم وأنا خالتكم عادي نادوهم بأسمائهم شوفوني أنا أقول لعمي محارب .. محارب
و أناديه بس بأسمة .
سارة وهي تشير عليها : هذي قدوه سيئة وأمها كل شوي تهاوشها ما عليكم منها .


------------------------------------------




بعد صلاة العشاء دخل لمنزل والدته .. بحث عنها ولم يجدها علم حينها أنها ذهبت لمنزل احد
أخوته .. أخرج هاتفه و اتصل بها .. اجابته بعد وقت : الوه .
محارب :الو .. يمه وينتس ؟
عمشاء : عند سفر .. وش فيك .
حك حاجبه : منول جاي ابغى اتعشى معتس .
عمشاء بهدوء : أنا عشاي مع سفر و ورعانه دبر لك لقمه تأكلها .
نظر للهاتف بصدمه .. لما أغلقت الخط .. اتجه للمطبخ وفتح الثلاجة باحثاً عن شيء
ليأكله .. تنهد وما ينظر له الان يخبره أن عشاه نواشف كانت ستكون وجبة عشاء فخمة
في نظرة لو أنه تناول طعام الغداء ولكنه لم يحظى به .. أنزل فروته و القى بها في
الصالة ثم عاد لثلاجة أخرج البيض و الطماطم : اهب يا سفر حتى ما كلفت نفسك تعزمني
و أنا اوخيك العزابي .. الناس هذي معد ترحم .
اعد عشاءه و تناوله بهدوء يعلم أنها محاولة من والدته لكي يبحث عن زوجة .. ولكنه لا
يريد امرأة تعد له الطعام و تغسل له الثياب .. يريد امرأة يلجئ لها ويجد فيها سكينته
.. التجربة السابقة تجعله متردد كثيراً .. غسل الأطباق من بعده ثم أعد لنفسه كوب أخر من
الشاي و حمله لغرفة الجلوس وفي طريقة التقط فروته ليضعها على كتفيه .. سيسهر هنا قليلاً
ففي الغد سيأتون العمال ليعيدوا ترميم المنزل وهو سيأخذ والدته لتستقر في منزله السابق حتى
ينتهي ترميم منزلها .. فتح التلفاز يبحث عن مسلسل او فيلم مضحك يخرجه من أجواء التوتر
التي عاشها بالأمس و اليوم .. اتته رساله من انوار تسأله عن اسم عطر ماهر الذي يستخدمه
في يوم الجمعة .. عقد حاجبيه هل تمر بصدمه نفسيه بعد حادث أخيها ام هذه نفسيه المرأة
الحامل .. كتب لها ( لا اعلم ) وعاد ليكمل رحله البحث عن ما يسليه فعاودت مراسلته
( كيف ما تعرف !! أنت عطوراتك تشبه عطوراته ) لا هو الان اصبح متأكد بأنها تمر بصدمة
و صدمة قوية ايضاً رد عليها ( ولا عطر عندي نفس عطوراته أنا كل اللي استخدمهم عطرين
وهو ينافستس بعدد عطوراته .. انشديه وفكينا ) ردت عليه بتسجيل صوتي وهذا دليل على
غضبها ففتحه وهو مبتسم ليرتفع صوتها بالمكان ( والله ما منك فائدة .. مره وحده ابغى اطلب
منك شيء او اقترح عليك شيء و تسايرني فيه .. أن شفتك رايح تخطب بنت عبدالمحسن
بخرب عليك حرام نفسيه مثلك يأخذ وحده مثلها )
ارتفع صوت ضحكته كيف تنقلت بين المواضيع بهذا الشكل .. انتِ من اتيت لي يا أنوار تحملي
ما سيأتيك .. سجل صوته قائلاً ( صدق على طاري بنت عبدالمحسن شكراً على الذوق الزين
كم يوم و بخطبها أن شاء الله وكل مره اصبح ولا أمسي في وجهها والله لا ادعي لتس )
ارسله لها وهو مبتسم ولكن ابتسامته اختفت وهو يلمح طرف ثوب امه امام الباب .. متى أتت
هو لم يشعر بها .. رفع نظره لها وكما توقع كانت ترمقه بنظرات حادة
: أنت من وين تعرفها .
.
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 10:46 PM   #1129

~~عنود ـ الصيد~~
 
الصورة الرمزية ~~عنود ـ الصيد~~

? العضوٌ??? » 140944
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 776
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » ~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute~~عنود ـ الصيد~~ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
(اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد)
افتراضي

..

يعطيك العافية حبيبتي😘


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 123 ( الأعضاء 44 والزوار 79)
‏~~عنود ـ الصيد~~, ‏رحاب المانوليا, ‏ام احمد ورؤى, ‏ونات الإمارات, ‏noura 203, ‏Fay~, ‏gggg044, ‏جمانه_, ‏قموووووره, ‏غيمة الامل, ‏جين ايرر, ‏أم نسيم, ‏HEND 2, ‏غنوزة, ‏MEELLOO, ‏تغريد2, ‏جلاديوس, ‏بسومهه, ‏سارا لونا, ‏ابتهال نور اليقين, ‏دُجى., ‏عذوووب الورد, ‏Nada $, ‏خيريةة, ‏ميراج احمد, ‏Bit alameen, ‏ام توتا, ‏فديت الشامة, ‏مرام مرمرة, ‏***دهن العود***, ‏شموخ شماليه, ‏nadoosh3122, ‏الق الزمرد, ‏نورا الخلف, ‏بدره م, ‏منـال مختار, ‏شيخه فهد, ‏Monya05, ‏ضربة حظ, ‏ghdzo, ‏سميّة, ‏نهى حسام


~~عنود ـ الصيد~~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-21, 10:50 PM   #1130

تغريد2

? العضوٌ??? » 431514
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 204
?  نُقآطِيْ » تغريد2 is on a distinguished road
افتراضي

ياربي قلبي اوجعني على حال خالد ورائد واخواتهم

تغريد2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ثائر ، سارة ، ظل السحاب ، صعب و هيا ، أنوار و ماهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.