آخر 10 مشاركات
آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قلباً خالي الوفاض (116) قلوب أحلام شرقية للكاتبة ايمان عبد الحفيظ *مميزة* ف 17* (الكاتـب : ايمان عبد الحفيظ - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-21, 02:27 PM   #1

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي شغف الصيّاد









السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم / مسائكم أعضاء مجتمع روايتي الأعزاء

صراحة اشتقت للتواجد بين صفحات المنتدى لقد مضت فترة طويلة منذ اخر ظهور لي، لذا فانا متحمسة جدا للعودة.

اتمنى ان تستقبلوني بدرجة الحماس نفسه اذ اننا سنبدأ معا رحلة طويلة برفقة مولودتي الجديدة " شغف الصيّاد" الرواية التي اخذت الكثير من وقتي ، وقد كنت مترددة جدا بقرار نشره ولكنني توكلت في النهاية وها أنا ذي اضعها بين ايديكم واتمنى ان تنال اعجابكم، وارجوا من الله التوفيق.

🥰🥰🥰




روابط الفصول

المقدمة .. المشاركة التالية








التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 10-08-21 الساعة 03:31 PM
ظبية البان$ غير متواجد حالياً  
قديم 26-07-21, 02:31 PM   #2

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي




المقدمة


" تتقلبُ بنا الحياة كما تتعاقب الفصول، قد تمر عليك ايام شدائد تذكرك بقسوة الشمس في الصيف.
وقد تذبل الحياة في عينيك وتبدوا كئيبة مصفرة كما يبدو الكون في الخريف.
ولكن كن على يقين ان الربيع سيأتي لينقذ بقايا روحك بعد كل شتاء قارس اشتد عليك "

-----------------------






في مكان ما في عالمنا الكبير وتحديدا في حي فقير وسط مدينة مزدهرة حيث كان الجميع مشغولين باعداد كوب شاي يفتتحون بها نهارهم.
فتحت سيدة الباب بقوة وقد بانت على ملامحها كمية من الحقد والكره تسطره تجاعيد وجهها لتظهرها بصورة أشبه بساحرة شريرة لم تنجح تعويذتها في إبعاد الأميرة الحسناء عن طريقها.
ألقت بمجموعة من الثياب في وجه سيدة أصغر سناً، بل كانت شابة لم تتجاوز منتصف العشرينات تضم إبنتها الي صدرها بشدة وتنظر بعيون دامعة لثيابها وثياب ابنتها تتطاير أمامها حتى إستقرت عند قدميها.
ثم دوى صوت العجوز مجلجلا في انحاء الحي باكمله قائلة:
خذي خرقك البالية وغادري منزلي واياك وان ارى وجهك النحس مرة ثانية .
تلاه صوت الباب يصفق بقوة في وجهها ،فركضت بجزع تطرقه بشدة تتوسل العجوز ان تفتح لها الباب رحمة بحفيدتها على الأقل إن كان أمرها لا يعنيها.
إلا أن تلك لم تلق بالاً لتوسّلها وهي تبتسم بإنتصار لكونها تخلصت أخيراً من زوجة ابنها الحسناء ،وذهبت للمطبخ تعد لنفسها كوبا من الشاي يعدل مزاجها ،أما تلك المسكينة وبعد ساعتين من الطرق فقدت الأمل من ان تفتح لها الباب .
ظلت واقفة غير مصدقة انها طردت من منزلها حرفياً من قبل حماتها ،أحقاً ألقت بها في الشارع وكأنها خِرقة بالية لا تساوي شيئا؟ ألا يعني لها حفيدتها شيئا؟
كان عليها أن تتوقع ذلك منذ وفاة زوجها. فوالدته لم تحبها يوما هي لم تحب إبنها الذي من صلبها فكيف بها، ولطالما هددتها انها ستُلقي بها خارج منزلها وها قد فعلت.
هل أصبحت فعلا بلا مأوى؟
كيف يمكنها ان تتدَبّر أمرها؟ وأين سينتهي بها المطاف؟ هي لا تعرف أحداً تلجأ إليه ولن ينصفها أحد ضد حماتها والتي عملت ومنذ زواجها على تشويه صورتها امام الجميع لتغطي خزيها وحقيقة الماضي الذي عملت على إخفاءه.
فها هم جيرانها يفتحون ابوابهم ينظرون اليها بسخرية و شماتة ،وكأنها ليست المظلومة هنا.
أدركت في قرار نفسها أن العجوز حماتها لن تفتح لها وليس غريبا أن يتم طردها بعد قليل من الحي من قبل هؤلاء الذين يرمقونها الان بتشفي.
بدأت تُهدأ في طفلتها التي كانت تبكي صارخة تشارك خوف والدتها مما هو قادم، ضمتها إلى صدرها بقوة وإنحنت تجمع ما تفضلت به السيدة العجوز عليها من ملابسها وربطتها في شال وحملته بيد وضمت بيدها الأخرى طفلتها
بدات تسير شاردة مبتعدة عن المنزل الذي قضت فيها سنتين من عمرها كانت الأسوأ في حياتها.
كانت لديها فكرة واحدة قد تكون حلا لمشكلتها وهو العودة الي القرية حيث خالها.هو آخر من تبقى لها من عائلتها وستجد عنده السند والعون بإذن الله . إلا أن المعضلة تكمن في كيفية الوصول اليه
فهي لا تملك ما يكفى لسيارة تأخذها الي القرية بل هي لا تملك شيئا في الواقع
وفجأة طرأ لذهنها شيء قد يكون فيها نجاتها وابنتها
جلست تحت شجرة على جانب الطريق واضعة ما كانت تحمله جانبا واخرجت عقداً ذهبياً من تحت عباءتها وتأملته بألم بينما تمسح دموعها.
كان عقد والدتها الذي أهدته لها يوم زواجها وقد كان غاليا عليها، هي لا تعرف حقا ما تعنيه هذه القلادة لوالديها إلا أنه كان مميزاً بالنسبة لهما.
رمز حبهما الأبدي كما أخبرتها والدتها يوما.
نقلت نظرها بين القلادة وإبنتها في مفاضلة تدرك أن ابنتها هي الرابحة الوحيدة فيها
انا اسفة امي كنت لتفعليها من اجلي
ابتسمت الطفلة الصغيرة ذات الربيع الواحد وكانها تقول لوالدتها داعمة ان كل شيء سيكون بخير
فابتسمت لها تقول بأمل
سنكون بخير حبيبتي . أعدك

****




ظبية البان$ غير متواجد حالياً  
قديم 26-07-21, 02:32 PM   #3

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي



"عندما تغلق الحياة ابوابها في وجهك.
اصنع لك بابا بلا اقفال "
------------------------


لقد مات خالها .
مات ومنذ أشهر؟ ولم تعلم بذلك قط؟
إنهارت باكية وهي تسمع صوت باب آخر يصفق في وجهها في هذا اليوم البائس
مالذي تبكيه الآن أتبكي خالها أم تبكي حالها. فقد ضاع سعيها سداً فنصف ما كسبته من عقد والدتها دفعته لصاحب العربة وجزء مما تبقى إشترت ما تسد به جوع إبنتها وما تبقى لن يكفي لشيء، لا لبيت يقيها ولا لسيارة تعيدها من حيث جاءت، هي تعلم أن سعر القلادة كان أكثر بكثير مما دفعه لها تلك العجوز المحتالة التي إستغلت حاجتها لتبخس في سعرها.
كما تعلم أن الرجل الذي أقلها الي القرية أخذ منها ضعف ما أخذه من بقية الركّاب، وهكذا هم البشر يجدون القوة في التسلط على الأضعف منهم وإستغلالهم، ليشعروا بنصر واهٍ سرعان ما يزول.
هي لم تكن في حال يساعدها لتتجادل معهم، كما ظنت أنها لن تحتاج للمال إن وصلت لخالها،وها هو املها الوحيد قد ضاع.
لو انها بقيت في المدينة لوجدت من يشفق على حالها او انها استاجرت مما حصلت عليه من نقود غرفة على الاقل حتى تجد حلا اخر.
الا انها كانت تتدرك أن أذى حماتها قد يلحقها أن كانت بقربها بأي شكل كان،هي حقا لا تفهم كره هذه المرأة لها فهي من ضحت بالزواج من إبنها المريض، وربما بفعلتها تلك فتحت عينيها على حقيقة أمرها وهي التي تخلت عن إبنها بعذر عدم قدرتها على تربيته وقد قضى سنوات طفولته في رعاية عمه قبل أن يلتحق بعدها للتحفيظ في القرية واصبح مهاجراً، من أؤلئك الذين يكرسون حياتهم لتعلم علوم دينهم ويحفظون القرآن على أيادي شيوخهم، وكان يعمل في مزرعة والدها في الخريف حيث إلتقت به هناك عندما أتت في زيارة لجدتها ووقعت في حب عفويته وصدقه.
لطالما كان زوجها صريحاً وصادقا جدا لا يعرف شيئا عن خبث البشر وأنانيتهم لذا لم تستطع إلا أن تقع في حبه، إلا أن عائلتها كان له رأي آخر فلم يفهم أحد أن هذا الشاب مختلف بطبيعته ظن الجميع أن به مسّا ولا سيم مع ذكاءه الحاد ونظرته الثاقبة للأمور، ولكنها كانت مستعدة لتضحي من أجله لتتزوجه رغم رفض عائلتها.
وعندها ظن الشاب أن والدته ستفتخر به بعد أن أثبت أنه قادرا على العيش كبقية البشر وستفرح بزوجته الشابة الجميلة ولكن الأمور لم تكن بتلك البساطة.

الليل بدأ يسدل ستاره وهي لا تملك مكانا تلجأ اليه، لا تعرف أحد في القرية غير خالها وها هو أيضا تركها وحيدة في هذه الدنيا.
ألقت نظرة على المنزل البسيط الذي كان يضم والدتها بين ربوعها. لسنوات عاشت فيه طفولتها وشبابها حتى تزوجت من والدها فغادرت إلى المدينة حيث كان يعمل.
طرقت الباب مرة أخرى وكلها امل ان يفتح شخص آخر غير ذاك العجوز المتجهم علها تستطيع استعطافه، وللمرة الأولى يبتسم لها الحظ في هذا اليوم إذ فتحت لها سيدة كبيرة في السن مشرقة الوجه تبتسم لها بعطف وتسالها باهتمام
كيف أساعدك
قالت والدموع تاخذ مجراها فوق خدها
هل يمكنني أن أبيت عندكم الليلة ليس لي مكان غير هذا البيت ولم أكن أعلم بوفاة خالي وليس بإمكاني أن أعود الآن الي المدينة
رغم كل الأمل لم تتوقع أن تبتعد لها السيدة عن الباب وتسمح لها بالدخول وتطلب منها أن تتبعها.
ولكن الأمل مات سريعا ما أن سمعت صراخ العجوز وهو يستنكر تصرف زوجته في استقبال شخص غريب لا تعرف عنها شيئا قد يكون محتالا او سارقا.
لم تكن تسمع صوت المرأة اذ كانت تتحدث بهدوء هامس ، إلا انه بدأ واضحا انها تحاول اقناع زوجها بمساعدتها.
بدأت تبكي هذه المرة حالها وإبنتها تشاركها البكاء، وقبل أن يخرج لها العجوز ويمسح بها الارض قررت الخروج بكرامتها وما ان وصلت الي الباب الخارجي فتح الباب خلفها بقوة جعلتها تجفل مرعوبة وتتجمد في مكانها، وصوت ذاك العجوز يأتيها من الخلف قائلا:
أنت توقفي
التفتت تنظر اليه بخوف وهو يخرج من الباب القديم بعصبية فأغمضت عينيها تنتظر ما سيفعله بها إلى ان طال انتظارها ففتحت عينيها ببطء فلم تجده أمامها كما كانت توقعت .
التفتت تبحث عنه فوجدته يركل برجله باب كوخ قديم مصنوع من الزنك وقال يشير الي داخله:
يمكنك أن تقضي ليلتك هنا هو ارحم لك من الشارع ولا أظنك تمانعين البقاء فيه ، ومع ذلك الخيار لك ان لم يعجبك يمكنك المغادرة، وفي حال قررت البقاء ستغادرينه في الغد باكرا لا اريد رؤيتك في منزلي عندما استيقظ.
هزت رأسها في صمت فتركها وعاد الي الداخل واقفل الباب خلفه وقفت للحظات ثم اتجهت الي حيث ستقضي ليلتها ،كانت غرفة صغيرة عبارة عن مخزن على ما يبدوا ،الفوضى يعمه من كل الجهات .
أدوات زراعية وأخرى للبناء وقطع من الأخشاب المكومة فوق بعضها البعض الخردة تمليء المكان حيث لم تجد متسعا للجلوس عليه .
تحركت خطوة داخل المكان لتتراجع مجددا وقد أفزعها الفأر الذي خرج من مخبأه يتحرى عن هوية شريكه الجديد في كتلة الخراب التي يعيش فيها.
لطالما كانت تخشى الحيوانات وخاصة تلك القوارض المقرفة ولكن في حالتها هذه كان لابد لها من ان تستدعي شجاعتها من حيث ما كان وتتقبل وضعها.

اخرجت قطعة من ملابسها وافترشته قريبا من الباب حيث استطاعت ان تتدبر لها مكانا للجلوس بعد أن أبعدت بعض الادوات وقامت بترتيبها جانبا.
أتت السيدة التي فتحت لها مسبقا تحمل بيدها صينية صغيرة وضعته أمامها واعتذرت عن تصرف زوجها وان لا حيلة لها فشكرتها على مساعدتها وانها كانت تبتغي فقط جدران تحميها من وحوش الشارع وذئابه.
غادرت السيدة بعد ان تمنت لها ليلة طيبة،خجلة من نفسها لعدم أماكنها على تقديم اكثر من ذلك ،وتركت خلفها قلوب غدر بها الزمان لتشارك الفئران مأواها.


*****





ظبية البان$ غير متواجد حالياً  
قديم 26-07-21, 02:33 PM   #4

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي



"لا تعرف اين يكمن الخير فيما اختاره الله
توكل عليه ولن تخيب"
------------------


مع خيوط الصباح الباكر وقفت تنظر للمنزل الذي قضت فيه ليلتها و ابنتها نائمة بين زراعيها ،أرادت ان تشكر السيدة التي أحسنت إليها ولكنها تخاف ان يخرج لها العجوز فيغضب إن رأها.
تحركت بخطوات متثاقلة عبر الطريق الضيق الذي يحيط بها الأشجار من كل جانب ، لم تعرف الي اين تسير فتركت لساقيها حرية الإختيار لتأخذها الي اي مكان. لقد قضت الليل تفكر بخياراتها فلم تصل لشيء. انها وحيدة لا عائلة لها ولا أصدقاء ،غريبة وسط قريتها لا مال لديها ولا مأوى ،تحمل بين يديها طفلة لا تفقه من الدنيا شيئا تساءلت في نفسها ،كيف ستقضي أيامها المقبلة فكرت بأن تبحث عن عمل ،هي ليس لديها مشكلة، يمكنها العمل في الحقول او عند البيوت ولكن من قد يقبلها وهي تحمل طفلة رضيعة بين يديها. ليس امامها خيار سوى البحث عن أعمامها، وكل ما تعرفه عنهم انهم يسكنون شرقا، لا تدري لهم عنوانا ولا هواتف لهم تستطيع الوصول اليهم من خلالها، كلما تعرفه انهم من الرحل، يسكنون البدو ويرعون الأبل، وينتقلون من ارض الي اخر بحثا عن الماء والكلأ، جيد انها تحفظ نسبها وهم اسرة قد تكون مشهورة، لو تجد فقط شخصا تسأله عنهم ويوصلها اليهم.
سارت وسارت حتى وجدت نفسها بعيدة عن جميع منازل القرية ولم تنتبه لذلك ،لم تعلم ان كان عليها ان تعود ادراجها او تتابع السير.
القت نظرة باتجاه القرية حيث كانت المنازل تلوح لها من بعيد قررت عدم المجازفة بالابتعاد اكثر وعقدت العزم على العودة رفعت رأسها الي الأفق حيث كانت الشمس قد أرسلت اول جنودها لتحارب بقايا الليل وتنشر دفئها.
القت نظرة نحو الاتجاه الذي كانت تسير اليه والذي كانت تنتهي عند غابة كثيفة ذات اشجار باسقة واخرى قصيرة تشابكت جذورها البارزة مكونة شبكة معقدة تمتد عبرها بحيث لا ترى الارض تحتها. والامر نفسه لفروعها واغصانها والتي حجبت اشعة الشمس الوليدة لتحيل الغابة الي بئر دامس الظلام لا يرى ما بعمقها.
السكون الذي يلفها من كل جانب جعلتها تشعر بالقشعريرة وهي تضم ابنتها الي صدرها بغريزة امومية. وكل خلايا جسدها تأمرها بالتراجع الا انها ظلت تحدق في تلك الغابة التي بدت لها كوحش سينقض عليها في اي لحظة، تذكرت قصة قديمة روتها لها والدتها عن غابة الارواح الملعونة، نظرت للاشجار الكثيفة بخوف وهي تتخيل ما قد يكون بداخلها، تراجعت عدة خطوات وضمت إليها ابنتها بقوة واستدارة لتعود من حيث أتت وقبل ان تبتعد بما يكفي . اوقفتها صرخات قادمة من عمق الغابة، نظرت بجزع وقد ظنت أنها تتخيل الا ان الأصوات باتت اكثر علوا ، وبدا انها تقترب اكثر فأكثر وما هي إلا ثوان حتى اندفع نحوها ثلاث صبية يركضون ناحيتها ومن ثم تجاوزنها وكانها لم تكن. متابعين ركضهم للقرية نظرت ناحيتهم بدهشة وجزع وهي تفكر فيما قد يجعلهم خائفين هكذا، هل عليها ان تهرب هي الأخرى ... كان قلبها يصرخ بقوة بين ضلوعها يخبروها ان تهرب بينما أبت قدميها الحراك لم تعرف سببا لذلك
انهم مجموعة من الجبناء لا تلقي لهم بالا
صوت شق المكان من حولها دون أن تعرف له مصدرا، إلتفتت يمينا وشمالا نظرت بكل الجهات دون أن تهتدي لشيء
هنا في الأعلى
رفعت رأسها تزامنا مع الصوت تنظر بدهشة للصبي الذي يقف على فرع شجرة عملاقة يستند على جزعها مكتفا زراعيه امام صدره بدى لها غريبا جدا.
كان أشبه برجال الكهوف، عاري الصدر لا يرتدي شيئا عدا سروال قصير بني اللون يصل الي نهاية ركبته،كان اسمر البشرة شعره اسود ناعم طويل يصل لكتفه كان يبدو وكأنه خرج تواً من إحدى رسوم العصور القديمة، يرسم خطين في كلتا خديه برماد اسود ويربط فوق رأسه عصابة حمراء، إنه بالتأكيد فتى الغابة بلا أدنى شك. قفز فجأة للفرع الثاني قائلا:
اذا هل تريدين أن تكتشفي الغابة انت ايضا.
راقبته ينتقل من فرع الي اخر بحركات بهلوانية رشيقة حتى جلس على أكثرهم انخفاضا ، تحركت ناحيته إذ ان الخوف منه تبدد تماما وحل محله الفضول المطلق
هل أنت من أخاف الفتية .
ابتسم بسخرية بينما رفع كتفيه قائلا:
يؤسفني ان أخيب ظنك لست أنا. انما أرواح الغابة، ظنوا أنفسهم شجعانا ليثبتوا لرفاقهم انهم لا يهابون شيئا ولكن سرعان ما ولّوا هاربين كما رأيت .
رفعت حاجبيها تنظر اليه بشك وقد تململت ابنتها بين زراعيها لتدرك انها استيقظت قال رافعا يديه أمامها:
لا تقلقي سيرون الكوابيس لعدة ايام ولكنهم لن يغامروا مرة اخرى بدخول الغابة وهذا أفضل. لو انهم تعمقوا في الغابة أكثر لما عادوا أبدا ربما ليس فيها ارواح كما يظنون الا انهم سيتوهون سريعا فلا يعرف الغابة الا اصحابها
نظرت مبتسمة لابنتها التي كانت تنظر لفتى الغابة بدورها
و ماذا تفعل انت هنا
قال ببساطة وقد علت ثغره إبتسامة فخر وإعتزاز
انا صيّاد
شهقت غير مصدقة لما يقول، ثم ضحكت بخفوت، يستحيل أن يكون هذا الطفل صيادا كما يدعي الا انها لا تنكر انه مميز، بامكانها ان ترى انه رشيق جدا وخفيف الحركة ولكن هذا لا يعني انه يستطيع صيد الحيوانات كما يدعي كما ان الغابة مكان خطير على طفل في سنه ابتسم الفتى قافزا مقتربا منها قائلا بحماس:
هذه ابنتك ؟ ما أجملها ما اسمها
شغف اسمها شغف
قالتها بشرود وهي تنظر اليه تفكر في قصته ما الذي يجعل هذا الصبي يأـتي الي الغابة في هذا الوقت وان كان صيادا كما يقول فما الذي اجبره على ذلك
لا تفكري في الامر كثيرا قصتي بسيطة جدا
قالت بفضول بحت:
وما هي قصتك إذا
أنا من أحفاد الصيّاد، وجدي يقول أن الصيّاد الحقيقي يولد صيّادا.
حقا ومنذ متى تعلمت الصيد.
كان واضحا أنها تواجه صعوبة في تصديقه فابتسم لها قائلا:
منذ ان كنت في السابعة ما إسمك أنت وما قصتك.
منذ السابعة وكم عمرك الآن.
قالتها بدهشة فأجاب بفخر رافعا كتفيه بزهو
في الثانية عشر لم تجيبي على سؤالي
آه أعذرني إسمي عائشة اما عن قصتي فهي طويلة جدا
نعم هي طويلة ومملة ومليئة بالذل والمهانة بحيث لا تستطيع اخبار هذا الفتى الذي يظن نفسه قد كبر بما يكفي لمجرد انه بات في الثانية عشر من عمره
إلا أن سؤاله أنعش ذاكرتها لتتساءل في نفسها ، إن كان كل ما يجري لها ما هو إلا نتاجٌ حاصل من قرارت خاطئة اتخذتها لينتهي بها الامر في هذا المطاف .
قد اكون مستمعا جيدا لما لا تجربين اظن ان الحديث مع الاخرين يفيد احيانا.
ابتسمت له بامتنان ولكن لم يبد انها مستعدة للحديث فتابع ناظرا الي ما كانت تحمله
حسنا دعيني اخمن انت غريبة عن القرية
ابتسمت قائلة:
ليس تماما عائلتي من هنا
اذا اتيت للزيارة
هذه المرة قالت بحزن:
اجل اتيت لرؤية خالي ولكني اكتشفت انه. توفي قبل اشهر
صمتت لفترة ثم قالت بغصة:
كان املي الوحيد فانا الان حرفيا مشردة وبلا مأوى كنت ارجوا ان اجد منه العون ولكنه رحل هو الاخر.
بدا على الفتى التفكير بعد أن انهت كلامها يلاعب الطفلة بشرود وبعد فترة من الصمت قال:
ماذا ان قلت لك انني استطيع مساعدتك ان اردت ذلك بالطبع.
بدت وكأنها لم تسمع إقتراحه لذا أضافة قائلا بينما يمسح على شعر الطفلة
منزل جدي قريب من هنا وجدتي لن تمانع استضافتك حتى تجدي حلاً وقد تقدم لك المساعدة لتعرفي شيئا عن خالك فالجميع يحترمها في القرية ولديها مصادر معلومات قد تفيدك على الاقل لتعرفي مكان عائلتك .
بدا عليها التردد وهي تنظر الي ابنتها حائرة ان كان عليها قبول العرض او الرفض، الا انها تدرك في قرار نفسها لا تملك خيارا على الاقل تعرف ما حدث لخالها، وربما شعر الصبي بترددها فقرر ان يختصر عليها الامر قال بينما يسير باتجاه الغابة
اتعرفين ليس عليك التفكير انتظريني قليلا وسنذهب الي جدتي لا تتحركي سأعود سريعا
غاب لدقائق ثم عاد وهو يرتدي قميصا رمادي اللون ويحمل بيده اليمنى قوسا ومجموعة من الاسهم وبيده الاخرى أرنبتين احداهما ابيض والاخر رمادي يمسكهما من أذنيهما، فكرت عائشة مبتسمة إذا كان جادا عندما قال انه صياد
نظرت الي ابنتها التي لوحت بيدها الصغيرة بفرح وسرور عندما رفع الارانب امامها ابتسمت هي الاخرى عندما قال ضاحكة:
ستطبخ جدتي اليوم ملوخية بالارناب ستعجبك كثيرا، انا أعشقها كثيرا ليس هناك ما هو ألذ من طبخ جدتي .
ثم أضافة وهو يحثها
هيا اتبعيني المنزل ليس بعيدا جدا
لم يكن أمامها الا ان تتبعه على الاقل تستطيع سؤال الجدة عن خالها.
المنزل لم يكن بعيدا فعلا الا انه كان ابعد من منزل خالها، كانت تخشى ألا تستقبلها جدة الفتى، ربما ما كان عليها القدوم، هكذا فكرت وهي تنظر بترقب الي الباب الذي سبقها اليه الفتى ودخل عبره، اما هي فظلت واقفة.
حتى خرجت اليها سيدة في اواخر الخمسينات تنظر اليها باستنكار وسرعان ما اشارت اليها بالدخول قائلا
لم تقفين عندك يا ابنتي هيا تفضلي.
تردد كثيرا قبل ان تقول بشقاه مرتجفة:
انا اسفة على الازعاج سيدتي ، كنت اريد ان اسألك عن ..
قاطعتها السيدة وهي تخرج اليها واضعة يدها على كتفها لتحثها على الدخول
هيا يا ابنتي تفضلي اولا وسنتحدث لاحقا لقد اخبرني حفيدي عن خالك سيكون كل شيء على ما يرام
قادتها السيدة الطيبة الي داخل المنزل واستقبلتها في مجلسها قدمت لها الفطور وعاملتها بكل لطف وطيبة استمعت الي قصتها وعبرت عن استعدادها للمساعدة ، ما من أحد يدرك الامتنان الذي شعرت به نحو تلك المرأة.
المرأة التي فتحت لها ابواب منزلها واستقبلتها بكل طيب خاطر دون ان تطلب اي مقابل، كانت منقذتها وهي بالفعل تدين لها بحياتها.
خالها كان مريضا لفترة طويلا وكان طريح الفراش لعدة أشهر قبل ان يتوفاه الله وزوجته غادرت الي أهلها بعد ان باعت المنزل فهما لا أبناء لهما، وهكذا لا اقارب لها يساعدونها ولا اصدقاء.
إلا انها لم تكن خائفة على نفسها كانت تخشى مما قد تحمله الحياة لإبنتها الصغيرة.





ظبية البان$ غير متواجد حالياً  
قديم 26-07-21, 02:36 PM   #5

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

هنا تنتهي المقدمة
انتظروني مع الفصل الأول
اتمنى لكم اوقات سعيدة
دمتم سالمين


ظبية البان$ غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-21, 08:09 AM   #6

AbuHossam

? العضوٌ??? » 430102
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » AbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond reputeAbuHossam has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
افتراضي

انتهت؛ ونهاية قوَّة.. استمري.

AbuHossam غير متواجد حالياً  
قديم 26-08-21, 06:27 PM   #7

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.