آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          9 - قلب في المحيط - آن هامبسون - ع.ق (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          71 ـ طال إنتظاري ـ ع.ق ( كتبتها أمل بيضون)** (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-21, 12:20 AM   #1

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي رواية رومانسية .. وردتي والريح ...





التمهيد

]كيف لي أن أواصل سيري وهي ترقبني بعيونها باستمرار طيلة هذا الشهر ،تجاوزتها بمضض وأنا أحس بنظراتها تشوي ظهري ،دوما بنفس الممر ونفس المكان ،قررت أن أنفجر في وجهها ،فاليوم مزاجي سيئ جدا وقد تم تبليغي بحكم قضائي جديد من الملعونة أسماء


في مكانها هناك ،تقف وتراقبني كأني سأعود لمحادثتها وتبادل الوشوشات معها حول جمالها الأربعيني الأخاذ، ودوما تتصرف كأني لعبة صغيرة في يدها ،تمسكها متى شاءت وترخيها متى شاءت ،سئمت تحكمها وتدخلها في شؤوني وتوقفها كل مرة هنا ،كأننا لم نفترق يوما ولم نتفق على وضع نقطة نهاية ، ألم تطلب مني أن أسمح لها بتجربة قطار الزواج مع الطارق الجديد لبابها؟ ،ألم أفي بوعدي وأتراجع ، ألم أنسحب من حياتها ،إذن ماذا تريد ،ما سر نظراتها تلك ،توقفت ،وجمعت كلماتي وقررت أن أواجهها ،ليس الخيار خيارها كما تعتقد ،نعم سأنفجر في وجهها ،التفت حيث خلتها واقفة،

لا أحد ،لا أحد أبدا ،هي هناك تمسك ذراع الطارق الجديد لبابها،........... الملعون سعيد، رئيس قسم التسويق الجديد والقادم من مؤسسة أخرى ، معا يطلقان ضحكات يدوي لها المكان

أعرف جيدا أني لم أتوهم الأمر أبدا وأنها دوما كانت تتابعني بنظراتها ، إذن ما الذي حدث هذه المرة ؟ هل أخطأت التقدير...كلا ليس خطأ ..ليس خطأ أبدا ،ربما أعرفها أكثر من نفسها ، هذا ما رددته وأنا أراقبها توليني ظهرها رفقة عريسها المنتظر ،مضيت لحال سبيلي وأنا أعرف أنها مجرد لعبة منها وأضفت:

-لا يهم، لا شيء أبدا يهم ، راحتي أصبحت هدفي المفقود، وبعيدا عن نظراتها وكلماتها أصبحت أنعم بهناء منشود.


حين تعرفت على الطارق الجديد، وبين ليلة وضحاها أصبحت تتخوف من وقفاتها معي ،وقالت أننا يجب أن ندع أمر لقاءاتنا محصورا على الخارج ،و قالت أيضا :

-أعطني فقط الفرصة لأعرف نيته من ملاحقتي، فإن كان يرغب بالزواج فذاك عز المراد، أما إن كان يريد الرفقة وتمضية الوقت فأنت تغنيني عن كل الرفاق.

لم يعجبني الأمر بالطبع ، كنا رفاقا لمدة تزيد عن السنة ، وهي من اقتحمت عالمي بنظراتها المطولة نحوي، وفي عز أزمتي مع قضية النفقة من زوجتي الأولى وقضية طلب الطلاق من زوجتي الثانية ، فقد وجدت فيها ملاذا وحضنا دافئا جدا ،والحقيقة أني رغم تجاربي العديدة في عالم النساء فإني أكاد أجزم أنها أروع وأدفأ أنثى صادفتها في حياتي، البداية كانت بلقاءات بسيطة هنا بالعمل ووشوشات قصيرة ثم تطور الأمر لمجالستها لي وحدي في وجبة الغداء بمطعم المؤسسة ، ثم انطلقنا في لقاءاتنا الخارجية ، وها هي تطلب مني التراجع للخلف لأنها وجدت عريسا.أنا لم أخدعها أبدا ولم أوهمها بشيء ،على العكس ،كنت صريحا معها مند البداية وأخبرتها بقضية زوجتي السابقة أسماء والتي رزقت منها بطفل، وزوجتي الحالية مريم والتي رزقت منها بطفلتين ، وأخبرتها بحجم ما أدفع من مصاريف لأولادي ، وما ينتظرني من أحكام قضائية لا تنتهي مع زوجتاي، و خصوصا مريم التي تطلب الطلاق ، وكما أفهمتها فوضعيتي لا تسمح لي بأي زواج جديد ، كما أنها أكبر مني بتسع سنوات ،وكل هذا في جهة ، وفي جهة أخرى علاقاتها السابقة والتي حكت لي عنها بلسانها وخصوصا علاقتها بيوسف ،وهو أمر محبط لي بالمؤسسة، ولابد سيسيء لسمعتي أكثر، وسيجعلني موضوع جلسات العاملين، ، لذلك سألتها يوما ونحن بالمزرعة الصغيرة التي ورثثها عن زوجها المتوفى بضواحي المدينة.

-إن كان هدفك هو الزواج ؟ لما تقربت مني بهذا الشكل وأنت تعرفين أني أصلا متورط في زواجين لا زالت قضيتهما تتداول بردهات محكمة الأسرة، وأني شبه مفلس ولا طاقة لي بزواج جديد

كانت ساعتها تعد أبريق شاي صغير ، فيما أنا جالس أمام المائدة بمطبخها الواسع أنتظر وجبة الفطور وقالت وهي تضع الشاي :

-قل أن السبب هو أني أكبر منك وسأصدقك ، ربما تعتقد أني حمقاء ، لما لا تقول السبب هو ما قصصته لك عن ماضيي ،وأنك تخجل من الزواج بي أمام زملائك

-أوففف إيمان لا تقولي هذا أبدا .... أنت تعرفين كم أحبك

والحقيقة أني أحببتها بجنون لا يوصف أبدا وتعلقت بأنوثتها ودفئها الفياض وهو أمر لن أنكره ما حييت

-قل أني حمقاء لا أستر شيئا

نظرت إلى عينيها واللتين طالما فتنتاني بسحرهما، وأمسكت يديها وقلت:

-إيمان لابد أنك تحسين بما يعتمل في قلبي لأجلك...لم أحب يوما إنسانة مثلك ..لا أسماء ولا مريم

صمتت قليلا كأنها تستسلم لمفعول كلماتي فأضفت:

-وحدك تفهمين ما أريد...وحدك فقط .. وأعتقد أننا معا متشابهان جدا في صراحتنا المطلقة

ضغطت يدي ضغطة خفيفة ثم أطلقتهما وهي ترخيهما بعيدا عنها وقالت:

- كلامك ساحر ، ووحدك ترضي غروري بكلماتك لكن ....قل أني عاهرةوهذا هو السبب

-أنت مجنونة

-قل أني عاهرة ، الرجال لا يكذبون

-حمقاء

-بل أفهمك أكثر من والدتك يا صبي
يتبع



روابط الفصول

التمهيد .. أعلاه.
الفصل الأول والثاني والثالث....أسفل الصفحة.

الفصل الرابع





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-10-21 الساعة 10:33 AM
حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 05:36 PM   #2

[email protected]

? العضوٌ??? » 456027
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » emanelfalh@gmail.com is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا الله محمد رسول الله

emanelfalh@gmail.com غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 10:46 PM   #3

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي




الفصل الأول

ابتعدت عنها ونفذت ما طلبت وحافظنا على لقاءاتنا بالخارج بالمنزل الكبير ، ومع تعلقي بأنوثتها المفرطة وسحرها ، فقد كان علي أن اعتاد على شعور جديد وهو شعور رؤيتها مع الآخر، وبدا أنهما سلكا نفس المسلك حيث بدأت في مشاهدتهما معا على وجبة الغذاء ، وهو ما جعلني خلال تلك الأيام اعتزل المطعم من أصله واكتفي بوجبات جاهزة بمكتبي، ولم تمضي أيام حتى انفجرت في وجهها قائلا وأنا التقيها مساء الجمعة بالمزرعة:

-لابد أنك حمقاء وإلا كيف تطلبين مني الصبر على رؤيتك برفقته بالنهار ثم لقائك واحتضانك ليلا؟
انفجرت ضاحكة وهي تقترب مني حتى لاصق جسدها جسدي وقالت:
- هل أحسست بالغيرة تأكل قلبك قل ... قل... وكن صريحا
-نظرت للسقف بتأفف وقلت:
-أحسست أني سأصبح ديوتيا
وضحكت من جديد حتى دمعت عيناها وحضنتي وهي تقول
-لشد ما تجننني صراحتك المطلقة
-ألم أقل لك أننا متشابهان في حب الصراحة
-أنا أعشق جنونك
-ماذا إذن ...إيمان
- لا أعرف حسن...دعنا ننعم بحبنا للحظة
-هل سأعيد ما قلت هل سأصبح ديوتيا أم ماذا؟
-فقط أعطني الفرصة لأعرف نيته أرجوك
-إذن ديوثي
-لماذا تصعب الأمر أكثر ؟ لست زوجتك ولا سلطة لك علي ،نحن رفقاء فقط لست ديوتيا بالطبع، أنت سيد الرجال حسن، ولا أحد يعرفك مثلي
كانت تضع رأسها على صدري وخصلات شعرها تنفح أنفي ، برائحة مطهر شعر عذب جدا وقلت:
-لا تفسير للأمر غير هذا ، أن ترى حبيبتك بالنهار تجالس غيرك وتحضنها بالليل يا له من شعور سيء بائس
-تراجعت قليلا وواجهت عيناي وقالت:
-ماذا أفعل حسن ؟ هيا خذ مكاني وقل لي أنت ماذا أفعل؟ أنت لا تريد الزواج مني رغم أني مستعدة لمساعدتك ماديا وإعفائك من أي مصروف ، أجرتك أعطها لأطفالك كاملة ، وأجرتي و ما ورثثه عن زوجي يكفينا لنعيش بسلام .....لكن رأسك عنيد وتفكر دوما بطريقة معوجة
-سأكون كلبا إيمان إن قبلت بأن أعيش بمال زوجتي، تكفيني نظرات التعلق التي أراها في عينيك ولا أريد أن أفقدها أبدا
-لن تفقدها يا أحمق
-سأفقدها وسأكون كلبا
وضعت يدها على فمي وأسكتتني فأخذت يدها وقبلتها بحنان وقلت:
-والله سأكون كلبا إيمان ولن تحبيني كما تحبينني الآن ، ستريني بشكل مختلف وربما أبدو لك كحشرة قراد تمتص دماء بقرة
قالت بتعجب مصطنع
-بقرة؟
أمسكت أنفها بين أصبعي بحنان وقلت:
بقرة ...وبقرة مجنونة
ثم أضفت وأنا أعود لجديتي
-لن أكون كلبا ولا قوادا إيمان
لا تقل كلاما مماثلا أرجوك
-هي الحقيقة
-إذن أصبر أرجوك وأعطني فرصة معرفة نوايا سعيد، أنت تعرف حبي لك أيضا لكني أريد الزواج وتأسيس أسرة من جديد
-تزوجت ومات زوجك ماذا تريدين أكثر
نظرت إلي بامتعاض وقالت:
-لابد أنك تريد مني أن أبقى على حياتي بهذا الشكل لأكون دوما بين يديك
-لقاؤنا كان صدفة ولم أبحث عنك وأنت تعرفين هذا
وكنت خشيت أن أقول لها أنت من طاردتني من البداية وليس انا من طاردتك
-لحظاتنا حلوة للغاية اعترف بهذا ..اعترف أنك تتقن أشيء كثيرة وأنك ترضيني للغاية كأنثى لكن يوما ما سترجع لزوجتك مريم أو تبحث عن فتاة من سنك تناسبك وتتزوج وسأجد نفسي معزولة كطاحونة ريح في التل
-لا أحد يعرف القادم إيمان
-ماذا إذن هل ستصبر معي
أفلتت ضحكة ساخرة وأنا أقول:
-أصبر حتى يفكر المحروس سعيد ويقرر الزواج ومتى كان ذلك تودعينني إلى حفرة الماضي
-ستتمنى لي الخير ساعتها وستسعد بسعادتي
-أنا لست من قاطني المدينة الفاضلة إيمان .. أنا أريدك لي وحدي
-لندع الحديث في ذلك الموضوع لأوانه هل سنتفق الآن
اعتراني شعور امتعاض وضيق وقلت
-أي اتفاق تقصدين ، كلب أو ديوتي؟
غطت وجهها براحة يديها لتحبس ضحكة تقاوم الانفلات وقالت:
-خذ الأمور ببساطة كبيرة
-هذا ما يفعله القوادون
دفعتني عنها وقالت:
افعل ما شئت
كانت بداية سهرتنا ولم أرغب في تعكير الجو، لذلك انتظرت إلى حلول الصباح الموالي وقلت وأنا أغادر منزلها وأقف على عتبة المنزل:
-لن نلتقي مجددا إيمان
-أفعل ما يحلو لك
-لن أكون قوادا حتى تتزوجي بالمحروس
-سأتزوج وسترى ذلك
-إلى الجحيم أنت والقادم الملعون
وكانت تلبس لباسا رياضيا في استعدادا لتوصيلي للمدينة وممارسة رياضة المشي ، فتوقفت ورمت إلي بمفاتيح السيارة وهي تقول:
-اركنها يوم الاثنين بمرآب المؤسسة ودع المفاتيح فيها وابتعد عني الآن
-ألن يراني سعيد بسيارتك
ووضعت رأسها بين يديها وهي تكاد تنفجر من الغضب وقالت وهي تسحبني من كم قميصي
-هيا هيا سأوصلك فقط للطريق وخذ سيارة أجرة
-سيكون أفضل
ورغم قصر المسافة فقد تبادلنا من السب والشتم ما يكفي لملأ صفحات طويلة، وكانت تلك عادتنا والتي لم تفرق بيننا أبدا بل على العكس كنت أحس أحيانا أنها تنشرح للغاية بتبادلنا السب والشتم ، فكنت أتفنن في اختيار مصطلحات لإغاظتها ، ولكنها لم تكن تغيظها بقدر ما كانت تضحكها ،وبناصية الطريق الوطنية المؤدية لمدينة الدار البيضاء توقفت ، فترجلت من سيارتها ودفعت الباب وأنا أقول في وجهها:
-حمقاء
-غادر يا معتوه
-ساقطة
وأخرجت رأسها من نافدة السيارة وهي تصرخ:
ستريك الساقطة أيها المجنون الأحمق
لوحت بيدي كأني أرمي شيئا خلف ظهري وانطلقت مبتعدا عنها







تماديت في تجاهلها تماما كأني لم أعرفها يوما، أسبوع كامل مر من يوم مغادرتي لمزرعة زوجها المتوفى ومبادلتها لي السب والشتم على ناصية الطريق، وخلاله فقد تجنبتها تماما ،وحاولت الأتصال بي غير المرة مرات على الهاتف، لكني لم أكن لأجيب أبدا، بل وكنت أقطع دوما المكالمة عليها رغم محاولاتها العديدة

و التقينا من جديد في اليوم الأول من الأسبوع الموالي بالممر الكبير الذي يفصل جهة الإدارة والمكاتب عن جهة الآلات والفرز والسحب والمعلوميات ، وتصرفت كالأسبوع الماضي بخفض بصري وإكمال طريقي كأني لا أعرفها ثم سمعت ندائها لي خلفي، وقلت أن صوتها لم يتغير أبدا:

-هل ستتوقف أم لا، توقف ...قلت لك قف

أوف دائما نفس لهجتها المتحكمة ، كأن العالم كله خلق ليخدم أفكارها المعوجة المائلة، أسرعت خطاي قليلا وقد كرهت أن يراني العمال إلى جانبها، فوشوشاتهم طالما لاحقتني وأنا أختلي بها سابقا في أركان الممر والمطعم ، وطالما أجبت على تساؤلاتهم بأن الأمر لا يعدو استشارات معلوماتية ،وأذكر أننا كنا ننسى أنفسنا في حديث لا ينتهي، ولا يعتقني منه أحيانا غير خوفي من نائب المديرة ربيع زاهر والذي يفاجئنا أحيانا بمراقبات ميدانية رفقة رؤساء الأقسام.، ثم ها هي تقف في طريقي بين الفينة والأخرى وتطلق سهام نظراتها نحوي في صمت يوحي بأشياء كثيرة ،وحاذتني بسرعتها المفرطة ووضعت يدا على ذراعي بحركة خفيفة وهي تقول:

- حسن ...قف لأحدثك

كان لملمس يدها على ذراعي وقع ناعم جدا ارتعش له جسدي فتوقفت، و لم يكن باليد حيلة غير الوقوف ، لا يمكنني الظهور أمام العاملين بمظهر المطارد ولا إظهارها هي بهذه الصورة ، مهما كان فقد جمعتنا رفقة دافئة جدا لمدة تفوق السنة قبل أن يقتحم عالمنا مدير القسم الجديد، توقفت وأنا أراقب جمالها ووجهها المرسوم بعناية شديدة كما لو أنه لوحة أسقطت بأدق التفاصيل، كانت دوما بنفس طريقة تسريحة شعرها الجانبية والتي تزيدها رونقا ولن يصدق أبدا من يراها أنها تجاوزت الأربعين وقلت:

-نعم إيمان ماذا هناك؟

بنرفزة بادية قالت كأنها تخاطب تلميذا صغيرا بمدرستها

-لا تتصرف كأنك لم تسمعني أعرف جيدا أنك سمعتني أنادي باسمك

التزمت الصمت وأنا غارق في جمال تفاصيلها الدقيقة فأضافت:

-لابد أننا كبار على تصرفاتك الصبيانية هاته، وإلا فما معنى أن أناديك وتجري مني كأني أطاردك

وبنفس تثاقلي أجبت وأنا أتراجع قليلا وقد كاد جسدها يلامس جسدي وهي تحدثني

-نعم سيدة إيمان .... نعم ها أنادا أقف أمامك ولا أجري كالصبيان قولي ما أردت

تأملتني للحظة ووضعت يديها على خصرها وقالت:

-تتصرف كأنا لم نعرف بعضنا يوما

-نحن نعرف بعضنا سيدة إيمان ما ذا تريدين مني الآن بالممر أمام العاملين ، ألا تخشين أن يراك عريسك المستقبلي

-ستظل دوما صبيا ولن تكبر يوما

خرجت عن هدوئي ولم أتمالك نفسي فقلت وأنا أشير بيداي حول رأسي


-إيمان هل أنت مجنونة أم تريدين أن تجنيني ، ألم نفترق من أجل عريسك ماذا تريدين مني؟ ألم نقطع علاقتنا لتتزوجي بالقادم الجديد

حافظت على نظراتها الجامدة وهي تراقبني وقالت:

-اخفض يدك وتحدث بشكل عادي أنت تثير انتباه العاملين

خفضت يداي وقلت:

-أنا لست تلميذا لتخاطبيني بهذا الشكل لما لا تتركيني بسلام

حدقت في بعينيها السوداويتين وقالت:

-هل أنت على علاقة مع فاطمة الآن؟

-وهل يهمك الأمر

-أجب عن سؤالي

-أي فاطمة فيهن

-أنت تعرف من أقصد.. رأيتك برفقتها بالمطعم

تعجبت لقولها وقد عرفت من تقصد وقلت وأنا أشير بأصبعي جهة مكتب السحب بالأسفل

-فاطمة العجمان ...بمكتب السحب والتوريد ؟

وبنفس نبرتها شبه المتعالية قالت:

-نعم أعرف أنك تعشق السمراوات

الحقيقة أن الموضوع كان فارغا تماما ،ولم يكن بيني وبين الآنسة فاطمة شيء أبدا ، فقط كانت استشارة منها لي حول مشكل في الطابعة ودعتني للجلوس وتناول غدائي رفقتها، ومع ذلك أردت اقتناص الفرصة وإغاضة إيمان فقلت وأنا أفلت تنهيدة عميقة:

- الحقيقة أن أجمل النساء هن السمروات الصغيرات

وأصعدتني من أخمص قدمي إلى قمة رأسي بنظرة محتقرة ومضت لحال سبيلها وهي تقول:

-حقير... مغرور

-حمقاء

-سترى

-لما لا تريني الآن؟

أشارت بيدها نفس إشارتي وأنا أغادر سيارتها قبل ستة أيام

*********



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 26-09-21 الساعة 12:40 AM
حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 10:48 PM   #4

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [email protected] مشاهدة المشاركة
لا اله الا الله محمد رسول الله
شكرا لمرورك الكريم


حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 22-09-21, 03:39 PM   #5

فديت الشامة

? العضوٌ??? » 349383
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فديت الشامة is on a distinguished road
افتراضي

بداية موفقة
و واضح انها خارج عن المألوف وفيها طرح جديد
متشوقة للمتابعة


فديت الشامة غير متواجد حالياً  
قديم 22-09-21, 11:47 PM   #6

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فديت الشامة مشاهدة المشاركة
بداية موفقة
و واضح انها خارج عن المألوف وفيها طرح جديد
متشوقة للمتابعة
أرجب بمنتابعتك وأتمنى أن تروقك الأجزاء الوالية


حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 22-09-21, 11:55 PM   #7

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي






الفصل الثاني

تماديت في تجاهلها تماما كأني لم أعرفها يوما، أسبوع كامل مر من يوم مغادرتي لمزرعة زوجها المتوفى ومبادلتها لي السب والشتم على ناصية الطريق، وخلاله فقد تجنبتها تماما ،وحاولت الأتصال بي غير المرة مرات على الهاتف، لكني لم أكن لأجيب أبدا، بل وكنت أقطع دوما المكالمة عليها رغم محاولاتها العديدة
و التقينا من جديد في اليوم الأول من الأسبوع الموالي بالممر الكبير الذي يفصل جهة الإدارة والمكاتب عن جهة الآلات والفرز والسحب والمعلوميات ، وتصرفت كالأسبوع الماضي بخفض بصري وإكمال طريقي كأني لا أعرفها ثم سمعت ندائها لي خلفي، وقلت أن صوتها لم يتغير أبدا:
-هل ستتوقف أم لا، توقف ...قلت لك قف
أوف دائما نفس لهجتها المتحكمة ، كأن العالم كله خلق ليخدم أفكارها المعوجة المائلة، أسرعت خطاي قليلا وقد كرهت أن يراني العمال إلى جانبها، فوشوشاتهم طالما لاحقتني وأنا أختلي بها سابقا في أركان الممر والمطعم ، وطالما أجبت على تساؤلاتهم بأن الأمر لا يعدو استشارات معلوماتية ،وأذكر أننا كنا ننسى أنفسنا في حديث لا ينتهي، ولا يعتقني منه أحيانا غير خوفي من نائب المديرة ربيع زاهر والذي يفاجئنا أحيانا بمراقبات ميدانية رفقة رؤساء الأقسام.، ثم ها هي تقف في طريقي بين الفينة والأخرى وتطلق سهام نظراتها نحوي في صمت يوحي بأشياء كثيرة ،وحاذتني بسرعتها المفرطة ووضعت يدا على ذراعي بحركة خفيفة وهي تقول:
- حسن ...قف لأحدثك
كان لملمس يدها على ذراعي وقع ناعم جدا ارتعش له جسدي فتوقفت، و لم يكن باليد حيلة غير الوقوف ، لا يمكنني الظهور أمام العاملين بمظهر المطارد ولا إظهارها هي بهذه الصورة ، مهما كان فقد جمعتنا رفقة دافئة جدا لمدة تفوق السنة قبل أن يقتحم عالمنا مدير القسم الجديد، توقفت وأنا أراقب جمالها ووجهها المرسوم بعناية شديدة كما لو أنه لوحة أسقطت بأدق التفاصيل، كانت دوما بنفس طريقة تسريحة شعرها الجانبية والتي تزيدها رونقا ولن يصدق أبدا من يراها أنها تجاوزت الأربعين وقلت:
-نعم إيمان ماذا هناك؟
بنرفزة بادية قالت كأنها تخاطب تلميذا صغيرا بمدرستها
-لا تتصرف كأنك لم تسمعني أعرف جيدا أنك سمعتني أنادي باسمك
التزمت الصمت وأنا غارق في جمال تفاصيلها الدقيقة فأضافت:
-لابد أننا كبار على تصرفاتك الصبيانية هاته، وإلا فما معنى أن أناديك وتجري مني كأني أطاردك
وبنفس تثاقلي أجبت وأنا أتراجع قليلا وقد كاد جسدها يلامس جسدي وهي تحدثني
-نعم سيدة إيمان .... نعم ها أنادا أقف أمامك ولا أجري كالصبيان قولي ما أردت
تأملتني للحظة ووضعت يديها على خصرها وقالت:
-تتصرف كأنا لم نعرف بعضنا يوما
-نحن نعرف بعضنا سيدة إيمان ما ذا تريدين مني الآن بالممر أمام العاملين ، ألا تخشين أن يراك عريسك المستقبلي
-ستظل دوما صبيا ولن تكبر يوما
خرجت عن هدوئي ولم أتمالك نفسي فقلت وأنا أشير بيداي حول رأسي

-إيمان هل أنت مجنونة أم تريدين أن تجنيني ، ألم نفترق من أجل عريسك ماذا تريدين مني؟ ألم نقطع علاقتنا لتتزوجي بالقادم الجديد
حافظت على نظراتها الجامدة وهي تراقبني وقالت:
-اخفض يدك وتحدث بشكل عادي أنت تثير انتباه العاملين
خفضت يداي وقلت:
-أنا لست تلميذا لتخاطبيني بهذا الشكل لما لا تتركيني بسلام
حدقت في بعينيها السوداويتين وقالت:
-هل أنت على علاقة مع فاطمة الآن؟
-وهل يهمك الأمر
-أجب عن سؤالي
-أي فاطمة فيهن
-أنت تعرف من أقصد.. رأيتك برفقتها بالمطعم
تعجبت لقولها وقد عرفت من تقصد وقلت وأنا أشير بأصبعي جهة مكتب السحب بالأسفل
-فاطمة العجمان ...بمكتب السحب والتوريد ؟
وبنفس نبرتها شبه المتعالية قالت:
-نعم أعرف أنك تعشق السمراوات
الحقيقة أن الموضوع كان فارغا تماما ،ولم يكن بيني وبين الآنسة فاطمة شيء أبدا ، فقط كانت استشارة منها لي حول مشكل في الطابعة ودعتني للجلوس وتناول غدائي رفقتها، ومع ذلك أردت اقتناص الفرصة وإغاضة إيمان فقلت وأنا أفلت تنهيدة عميقة:
- الحقيقة أن أجمل النساء هن السمروات الصغيرات
وأصعدتني من أخمص قدمي إلى قمة رأسي بنظرة محتقرة ومضت لحال سبيلها وهي تقول:
-حقير... مغرور
-حمقاء
-سترى
-لما لا تريني الآن؟
أشارت بيدها نفس إشارتي وأنا أغادر سيارتها قبل ستة أيام

**يتبع**






التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 26-09-21 الساعة 12:40 AM
حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 25-09-21, 07:57 PM   #8

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي

05
حين أتحذت عن إيمان، فأنا أتحدث عن إنسانة قوية جدا تعرف ما تفعل وتخطط وتنفذ، بسرعة البرق ، إنسانة عاقلة جدا لكن بروح طفلة صغيرة ، أشد ما كان يزيد تعلقها بي هو كلماتي الجميلة وتغزلي كل صباح بلباسها ، والواقع أني أكاد أجزم أنها تلبس كل يوم لباسا جديدا أو أنها تخصص رواقا كاملا بشقتها للملابس فقط ، ومع ذوقها الرفيع جدا وأناقتها فقد كانت محط أنظار الكل بالمؤسسة خصوصا أنها أرملة وحيدة ، وما سمعته دوما عنها قبل أن تتطور علاقتي بها هو أنها سيدة محترمة جدا وتنشد زواجا ميمونا.
وخلال فترة تعارفنا والتي طارت بسرعة السحاب كأنها حلم لذيذ للغاية، فقد وجدت فيها الصديقة المخلصة والعيون المحبة المتابعة ، وأذكر أنه خلال توصلي بحكم المحكمة الثاني والذي فاجأني بمبلغه ، وكنا ساعتها نجلس بمقهى الحدائق المطل على البحر ، فقد عرضت علي مساعدتي ماديا ، وقالت وأنا أرفض بشكل قاطع:
-اعتبر الأمر قرضا إذن ودعه بيننا إلى أن تتيسر أمورك
وبطريقة حاسمةأجبت:
لا أستطيع إيمان
-ألسنا أصدقاء
-نحن أكثر من أصدقاء ولا أعتقد أني سأجد إنسانة أشترك معها في أشياء كثيرة مثلك
-إذن دعني أساعدك
وبيقين تابث أمسكت يديها وقلت وأنا أغوص إلى أعماق عينيها بنظرات لا يفسرها غيرها أبدا
-تلك النظرات الجميلة الناعمة التي أراها في عينيك إيمان كل صباح هي أخر ما عدت أملك ولا أريد أن أفقدها
-هذا كلام كتب وليس كلام واقع
-اعتبريه ما شئت لكن لن أكون أسير مالك ومساعدتك
-مجنون
-وأنت حمقاء مغرورة بدراهمك
-الحقيقة أني أستحق ما تقول فأنا من أضع نفسي في مثل هذه المواقف
-إذن احترمي نفسك ولا تتباهي أمامي بدراهمك ... تعرفين أني أدفع دوما تمن مشروباتنا بالمقهى فقط لأبقى كبيرا في عينيك
واقتربت من أذنها وهمست
-لن تذليني يوما
أبعدت رأسي بيدها وقالت:
-إما أن تتوقف وإما أن اغادر
وعدت لأغوص بالكرسي وٍأرخي ذراعي وأنا أقول:
-غادري الآن إن أردت ماذا تنتظرين
-حقير للغاية
********************
أحببتها بصدق وبقوة لا توصف ،وتعلقت بها للغاية وكأنها قارب نجاة حضر ليلتقطني من يم هائج للغاية، مريم زوجتي الثانية ومع كل خلافاتنا كانت أرحم وأكثر تفهما وبدوري أخبرتها أني سأتحمل مصاريف طفلتاي سواء كانتا معي أم في منزل جدهما، أما أسماء فقد أدخلتني البحر وأخرجتني عطشان بدهاء أفعى مجلجلة ، ولأني وثقت فيها فقد كنت أرسل لها مصاريف ولدي إلياس معه حين يزورني ، ثم فاجأتني بدعوى جمعت فيها مصاريف ثلاث سنوات أديتها بالكامل ،ولأني لم أكن أملك دليلا على أني كنت أسلمها المصروف فقد رضخت للأمر وتدبرت قرضا بنكيا زدت به ضائقتي
الحقيقة أني كنت أغوص للأعماق بسرعة كبيرة وكنت مستعدا لكل الاحتمالات لولا علاقتي بإيمان الدافئة والتي كنت أجد فيها العزاء والسلوى،
06

13 فبراير2018
هوبداية الأسبوع الثالث لفراقي مع إيمان، والساعة بالكاد الواحدة زوالا بمقر المؤسسة العملاقة للتوريد والتعشير والتي أكملت فيها هذه السنة سنتي العاشرة في قسم المعلوميات ،لا شهية لي لتناول وجبة الغذاء من أصله،
الأسبوع الأول لفراقنا كان مليئا بمحاولاتها الاتصال بي عبر الهاتف، لكني في تصميم كبير رفضت فتح الخط على اتصالاتها ، أما الأسبوع الثاني فقد توقفت اتصالاتها ،وغير لقائي بها السابق يوم الأثنين الماضي فإني لم ألتق بها مجددا مباشرة ،....تجاهلتها تماما وتجاهلت اتصالاتها.........
هذا الصباح، أيضا لم ألمحها وهو ما جعلني أعتقد أنها ربما تغيبت عن العمل ، أو ألم بها طارئ معين وقلت بثقة منقطة النظير:
-لابد أنها تعاني بسبب بعدي عنها، و أنها كرهت مقر العمل بسب تجاهلي لها هنا
وغطست في إكمال بعض المهام المتوقفة كأني أشغل بالي عن التفكير بها ،وعيناي دوما على الهاتف، أعرف أني لن أجيب نداءها أصلا ، لكن رؤية اتصالها فقط كانت تثلج صدري وتعزيني في فقدانها.
لم تتصل أبدا ، ،و زادت وساوسي على أنها تنعم برفقة سعيد ، أو أنها قضت السبت والأحد برفقته في المزرعة، ولولا انشغالي مع أطفالي خلال عطلة نهاية الأسبوع ،وخصوصا إلياس الذي يواظب على زيارتي يوم السبت لانتقلت يومها بسيارتي إلى مكان قريب من المزرعة ، وراقبت المكان كتحري سري، وربما هذا ما سأفعله لاحقا أو ستقودني إليه وساوسي لأن شعور لاهبا جدا وحارقا يجثم على صدري متى تخيلتها برفقة غيري.
ثم مضى اليوم كاملا دون أراها أو أصادفها أبدا
اليوم الموالي 14 فبراير وهو المصادف لعيد الحب ، كلمات كثيرة اجتمعت في حلقي وكنت أنوي مصارحتها بما يعتمل في صدري ، وهو يوم لم أستطع فيه مقاومة شوقي لرؤيتها ومعرفة مكانها خصوصا أنها حبست نداءاتها عني ، لذلك توجهت إلى القسم الإداري حيث يوجد قسم الفوترة والذي تشرف هي عليه، و ياليتني لم أذهب أبدا ....... هناك كانت صعقتي، رأيتها جالسة على كرسي مكتبها بوجه مشرق للغاية وضحكة واسعة جدا عكس ما تصورته، فيما هو يضع فخده على مكتبها ورجله الأخرى على الأرض في مواجهتها ويتبادلان معا حديثا لاشك أنه مازح جدا وهو ما تظهره ضحكاتهما.
انكمش قلبي للغاية وصعد الدم ساخنا لصفحة وجهي ، والتقت عيناي بعينها في خضم ذلك ، فأشاحت بهما عني وأكملت حديتها إليه، وبدوري أكملت طريقي كالمجنون الشارد حيت لا هدف لي أبدا وقد اعترتني موجة قهر ، ونزلت من الجهة الأخرى عبر الأدراج بصدر موخوز وأنا أردد:
-حين أحببتها كل ذاك الحب لم أحسب أبدا حساب يوم أراها فيه ماجنة مع غيري، وها هو شعور غريب يقطع أوصالي، شعور لا أعرف حتى ما هو، لكنه يدعوني للهروب والفرار،
لعنتها في خاطري ولعنت ضحكتها ولعنت المحروس الجديد مدير التسويق وقلت:
-أنا بالكاد درجة ثامنة وهو مدير على الأقل درجة11 كيف سأساوي نفسي معه
***********
توجهت للمطعم رغم أن شهيتي كانت مفقودة وميتة ، شعور واحد كنت أتجرعه صعودا ونزولا هو شعور المرارة ،وانزويت في ركن بعيد مواجها الحائط ومتجنبا النظر جهة العاملين خشية أن يفضحني بؤسي ، ثم لم تمضي إلا دقائق حتى سمعت ضحكتها والتي أميزها عن كل ضحكات نساء العالم، هي ضحكة غريبة جدا تخصها وحدها، ضحكة تجمع بين الاحترام والفجور في تكامل غريب جدا لا يجتمع أبدا إلا عندها،
وحين سألتها يوما عن سر تلك الضحكة أذكر أنها قالت:
-حبست ضحكتي قبل سن الأربعين بما كان كافيا لتحتبس معها أنفاسي، وبعد سن الأربعين أراها تنطلق لوحدها وفيها ضحكات اليوم وضحكات الأمس المحبوسة
وبقدر ما غاضني قولها بقدر ما أعجبتني فلسفته ويقينه
التفت جهتها ،فرأيتها من جديد رفقته ممسكة يده بدون خجل أبدا ، وهو أمر لم أقدم عليه يوما رغم قربي الشديد منها، وسوية كانا يختاران وجبتهما ، فيلتقط لها وتلتقط له في مسرحية حقيرة كرهتني في نفسي وفي غذائي ،
دفعت طبقي بعيدا ، وعانيت فقط لأتخلص من اللقمة التي احتبست بين فمي وجوفي، وتجرعتها بمرارة وحرقة ، ثم لملت هاتفي وغادرت، وفي طريقي التقت أعيننا من جديد ، أطلت النظر إليها ، لم تكن عيناي فقط تشاهدانها ، كنت أشاهذها رفقة أيام ولحظات أمضيناها معا ، كان قلبي ساعتها ينزف ،وبنفس الطريقة السابقة أشاحت عني بنظرها.

نهاية الفصل الثاني




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 26-09-21 الساعة 12:41 AM
حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-21, 01:40 PM   #9

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
افتراضي



الفصل الثالث


15فبراير2018
تقلبت في فراشي مساءا مغالبا شعور أرق لازمني من يوم فراقها، وحتى حبات التنويم الصغيرة لم تجدي أبدا في إخماد خبوة ذاك الشعور الغادر الذي طغى على أنفاسي، بسمتها وصوتها ودفءها خيما على ذاكرتي وعقلي، أطلقت أنفاسا حارة وجلست القرفصاء بسريري وتلحفت باللحاف الدافئ، لا شيء أبدا يوحي بالحياة غير عيناي اللتان تدوران في سقف الغرفة المظلمة كأنهما تبحتان عن بريق ضائع، شغلت جهاز الموسيقى وكانت الساعة حينها الثالثة فجرا وأطلقت موسيقى هادئة جدا، ثم حملت هاتفي وفتحت تطبيق الواتساب ، ، وتريثت قليلا وكتبت:
مخطئ أنا ، هذا أكيد لا أحد يداحضني في غلطتي وغبائي، أنا أغبى الخلق أجمعين، والآن فإني أكتوي بنار غبائي ، هو يوم لم أحسب له أبدا حسابا وأنا أغوص في أعماق عشقك ،كنت أعتقده يوما ممسوحا من يوميات المحبين، وأنستي فرحتي بك ساعاته القاتلة ، تزوجت مرتين وعرفت نساءا مرات ومع ذلك لم أعشق امرأة كما عشقتك
يعذبني الآن جمالك الأخاذ وعيونك السوداء اللامعة، تعذبني عفويتك وبسمتك وأنا أبادلك الشتم، هل توجد امرأة تبتسم لرجل يشتمها في دلال كما تفعلين، سلوكك دمرني وعذبني، وأعتقد أنه لو وجد شخصا غيري لأبكاه وأوجده.
أنا أغبى الخلق إيمان لأني أحببت نجمة، من يتعلق بالنجوم شخص غبي لأن مصير النجمة هو السماء بين النجوم ، وغبائي كبر حين نزلت من سمائك وأضأت حياتي البائسة بحضنك الدافئ ، واعتقدت لأيام أنك ستلازمين مكانك قربي ، كنت واهما جدا ، وسرعان ما رحلت في لحظة كأنك لك تكوني ملكي يوما ولي وحدي ، و ها أنا أستفيق من غفوتي وأنا أراك تغادرين إلى شخص يناسبك ويليق بك.
ارحلي وافعلي ما شئت صدقيني لم يعد يهمني شيء ، فقط لدي رجاء لو سمحت :
أخفضي صوت ضحكاتك وأنت برفقة ذاك الملعون فهي تعذبني بشدة لا توصف
ثم رميت هاتفي جانبا واستسلمت لغفوة مارقة استعدادا للعمل الصباحي،
**************
صباحا التقيتها، وتأكدت أنها قرأت التعليق وشاهدته من خلال خاصية المشاهدة بتطبيق المراسلة ،كانت تقف بباب الدخول، دوما بلباس آخر جديد لم أرها به من قبل وكأنها ازدادت طولا عن الأمس ، وكان لابد لي من المرور جانبها، فأضطررت إلى رفع بصري إليها ،وربما لاحظت عيني الدابلتين وأطلقت عبارة صغيرة خجولةوأنا أحاديها :
-صباح الخير
وكنت أنوي إكمال طريقي
وبنفس لهجتها المجنونة قالت وهي تحرك شاشة الهاتف بأصبعها:
-قف مكانك
توقفت واستدرت جهتها ففتحت الهاتف على تطبيق الواتساب وأرتني كلماتي وقالت وهي تشير بأصبعها لها:
-هل أعرف ما هذه الكلمات التي أرسلت لي في جوف الليل هل تقصدني أنا بها
مسحت قفاي بيدي ثم مسحت وجهي كأني أجتر ألما وقلت باستهتار معهود معها :
-لا أعرف
-كيف لا تعرف
رفعت بصري إليها والتزمت الصمت ولا ملاذ لي غيره أبدا، وتحركت اتجاه مكتبي وأنا أسمعها تقول:
-قف لأكلمك ...حسن قف مكانك
وفتحت باب المصعد وولجته في خضم ندائها وكان آخر ما سمعت:
-هذا سلوك صبيان
وبالمصعد أخرجت هاتفي وكتبت لها
إذا كنت تهتمين لأمري نلتقي مساءا بنفس مكاننا قرب مسكن والديك ،السابعة بالضبط سأكون بالمكان بسيارتي ....... حضورك يعني أشياء، وغيابك يجيب عن أسئلة عديدة أحتاج إجابة لها
وفي طريقي صادفت ربيع زاهر نائب المدير، فحييته بحركة بطيئة ربما فضحت نفسيتي المتهالكة، فقال وهو يمد يده لمصافحتي:
-هل أنت على ما يرام سيد حسن تبدو متعبا قليلا؟
-فقط نزلة برد سيد ربيع أشكر سؤالك
-جيد أني التقيتك ربما عليك زيارتي غدا بالمكتب
اندهشت قليلا من الدعوة، وكانت أول مرة يستدعيني فيها ، ولم أجهد نفسي في تخمين السبب أو سؤاله بل وعدته بالحضور ،وغادرت في صمت وأنا أقول :
-حاضر سيد ربيع
-الساعة العاشرة من فضلك قبل أن أدخل الاجتماع الأسبوعي
-حاضر سيد ربيع
أمضيت يوما سيئا للغاية بمقر العمل ،عانيت فيه من حرقة بصدري وجفاف بقلبي ، وكنت أنتظر فقط ساعة الخلاص على الساعة 17.00 ، فغادرت مباشرة للسوق المركزي وولجت قسم الملابس، إحساس جديد كان يسيطر علي وكأني مراهق يترقب أول موعد له ،ودقات قلبي كانت تتفاوت بين الفينة والأخرى.
اقتنيت قميصا جديدا بلون أبيض مائل للزرقة ،و جاكيط دافئ أسود مائل للزرقة أيضا ،ثم عرجت على محل العطور، وطلبت عطرا خاصا جدا، كانت البائعة طيبة جدا ومتعاونة، وبعفوية كبيرة اقتربت منها وقلت كأني أهمس في أذنها:
-لدي موعد خاص جدا مع سيدة خاصة جدا ، وأريد عطرا خاصا جدا هل تساعديني؟
ابتسمت لعفويتي وقالت:
-يعجبني للغاية نوع الزبناء ممن يحددون رغبتهم بوضوح ، بدل تجريب العطور.....حاضر ولن تندم أبدا على استشارتي.
الساعة السادسة والنصف مساءا وجدتني أمام المتجر المألوف بحي الأندلس حيث اعتدت لقاء إيمان، وكنت أعرف أنها من النوع الذي يحترم مواعيده ......هذا إن حضرت بالطبع ، وللحقيقة فقد اختلط على الأمر، ولم أكن لأجزم أبدا مسألة حضورها من عدمه ، ومتمسكا بأمل قد يكون أولا يكون ، رششت من العطر الجديد بزوايا السيارة ، والسقف أعلى الكرسي المجاور لي، ووضعت علبة الشكولاتة المحببة لإيمان والتي عودتها دوما أن تجدها أمامها، وقطعتي علك ملونتين بدون سكر ، ثم أرخيت جسدي قليلا واستسلمت أذناي لبعض الموسيقى على جهاز الراديو.
مرت لحظات غبت فيها قليلا بمخيلتي قبل أن أراها قادمة .... هي إيمان ولا أحد غيرها ، بنفس العيون السوداء اللامعة والبراقة ليلا ،وجلباب أخضر زيتي ، كانت تغطي رأسها بمنديل رأس وهي أول مرة أراها بهذا الشكل ،انفلتت بسمتي رغما عني وفتحت الباب الجانبي فاندست بالسيارة بخفة وقالت:
-لنبتعد من هنا أرجوك ، أنا وأخي هشام خضنا اليوم معركة حامية وأخشى أن يتبعني
أقلعت بالسيارة وسلكت جهة البحر حيت اعتدنا الجلوس بمقهى الحدائق ، كانت تنظر نحوي طيلة الطريق ولم تخفض أبدا بصرها عني، والتزمنا الصمت لمدة ثم نطقت قائلا:
-أول مرة أعرف أن الفتاة تستمر في النمو حتى فوق سن الأربعين
-ما ذا تقصد؟
-راقبتك وأنت قادمة جهة السيارة ، وأعتقد أن جسدك تمدد طولا وازداد جمالا
ضربت ذراعي بيدها وقالت بدلال أعرفه جيدا:
-أنت هو أنت لم تتغير أبدا وحدك ترضي غروري بكلماتك الجميلة
-أكاد أجن وأنا أراك بالجلباب الزيتي...هي أول مرة أراك فيها بجلباب
-هل بدوت جميلة فيه؟
ضحكت وأنا أقول:
-هل هذا سؤال يا غبية ؟هو من بدا جميلا عليك...هو من سرق الجمال من قالب جسدك الحلو
-أوفف كم هي جميلة كلماتك
-فقط لأن لساني يتقن الترجمة
-لم أفهم
-يتقن ترجمة ما تراه عيناي من سحر ودلال
برقت عيناها أكثر واتسعت حدقتاها في فرح طفولي ،وتوقفت بمحاذاة المقهى في مساء بارد وهممت بالنزول فقالت وهي تشدني من ذراعي الأيمن:
-أنتظر حسن
-ماذا
ومدت ذراعيها المفتوحتين جهتي وقالت:
-عانقني أولا اشتقت كثيرا لعناقك ورائحة شعرك
اقتربت منها وعانقتها في صمت واستسلمت لشعور فريد جدا لا ينتابني إلا بحضرتها ،لحظات ثم عادت لمكانها وقالت وهي تمسح دموعا شقت طريقها على خدها :
-عطرك جميل جدا
-هل أعجبك
-جدا.. جدا .. لكن أعرفك جيدا ، لابد أنك توسلت للبائعة لتجلب لك هذا النوع
مسحت دموعها بكف يدي وأنا أدعوها للنزول قائلا:
- أنا دوما مفضوح أمامك كطفل صغير ،هل ننزل لنأخذ مكانا بالمقهى كانت أنفاسها متسارعة ومتلاحقة ودون أن تخفض بصرها عني قالت :
-لا أعرف
-وأنا أيضا لا أعرف إيمان، أريد كل الأشياء ....معك ليس المقهى فحسب
-أنت مجنون

تراجعت لمكاني وغصت في مقعدي وأنا أراقب المارة أمامي وقلت:
-الآن بالضبط أمنيتي واحدة إيمان هل تهمك معرفتها
-ما هي
-أريدك أن تضعي يدك أسفل ذراعي وأتمشى قليلا برفقتك على الرصيف المحاذي للبحر
بدا الـتأثر على صفحة وجهها من جديد وقالت:
-الجو بارد وربما أصاب بنزلة برد...لم أحضر لباسا دافئا
-إذن نبقى بالسيارة
-كما تريد
علا صوت أغنية جميلة من سنوات التسعينات فمددت يدي ورفعت الصوت قليلا، ،وكانت إيمان تعرف ولعي الشديد بهذه الموسيقى فنظرت إلي وأنا أسترخي في مقعدي وأولي اهتمامي لكلمات الأغنية وقالت:
-أنت فريد جدا من نوعك حسن
-لن أكون مثلك إيمان....أنت أنثى حقيقية
-لابد أننا متشابهان في أمور كثيرة
أفلتت نفسا عميقا وقلت :
-هذا أمر أعرفه جيدا إيمان .. بالفعل نحن متشابهان جدا وحين نلتقي معا تلفنا سحابة خاصة جدا لا تخص غيرنا أبدا
ضربت ذراعي من جديد وقالت:
-أصمت يا أحمق
وعم صمت لمدة بسيطة ثم واجهتني بجسدها وقالت:
-كيف أمضيت الأيام الماضية؟
وكأن الكلمات كانت محتبسة بحلقي قلت:
-بعناء شديد إيمان
-عناء شديد..... ورفضت الحديث إلي يومها ، وجالست تلك الشمطاء فاطمة
-لم يكن موضوعا ذا أهمية إيمان... أرجوك أنسيه......ماذا عنك؟
-لم أنسك يوما
-وبعد إيمان؟
عادت لتسوي جلستها ونظرت للجهة الأخرى حيت المارة وقالت:
-سعيد عرض علي الزواج
غصت في بركة وحل وقلت غير منتظر جوابا أبدا :
-وبعد:
-أنا في حيرة كبيرة جدا...لم أغرق في حيرة يوما مثل حيرتي الآن...هي حيرة بين عقلي وقلبي
وأجهشت ببكاء كطفلة صغيرة وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى وقالت بأنفاس متلاحقة:
-لن أنكر يوما أني أحببتك كحمقاء مجنونة ...جنونك وعفويتك فريدان جدا...تعلقت بك بشدة ،ولكن عقلك أخرق وقديم جدا كرجل حجري
التزمت الصمت...لا كلمات تقال ساعتها فأكملت قائلة :
-لماذا لا نتزوج ونرحم نفسينا من هذا العذاب ، أنت تريدني دوما في الحرام وفي الخفاء ، لكن أنا كرهت نفسي ، كرهت منزلي كرهت كل شيء ،كرهت الغوص في الحرام كأني أسرق ، مرارا كنت أفكر وأقول يوما سيموت أحدنا بالمنزل هناك وستلف أحدنا فضيحة كبرى ........هذا لا يرضي الله حسن ألم تفكر يوما كما فكرت .... لما لا أكون زوجتك ويكون كل شيء بينا في الوضوح والحلال؟
غرقت في صمتي أكثر وكنت أعرف أنها ستعود لموضوع الزواج والذي رددته على مسامعي مرارا فأكملت قائلة:
- أحبك بجنون وأكرهك بشدة حين تصمت في موضوع الزواج
- -هل جئنا لنتحدث في هذا الأمر إيمان؟
- ولما جئنا إذن؟
- لا شيء فقط نتحدث كالأصدقاء
- أنت لا تفهمني حسن؟
- لا أحد يفهمك مثلي إيمان
- -أرجوك خذني للمنزل أريد العودة
- -أبقي قليلا أرجوك
- فتحت باب السيارة ونزلت بغضب شديد ، وكأن سيارة الأجرة كانت في انتظارها في الجهة الأخرى حيث نزل منها شابان، ففتحت الباب واستقرت بالمقعد الخلفي ،وتبعتها وفتحت الباب وقلت:
- إيمان تعالي سأوصلك
- ابتعد عني أرجوك خدني سيدي لحي الأندلس من فضلك
- إيمان
- ابتعد عني أرجوك وستصلك أخبار زواجي قريبا


*************************
هو أمر غريب حقا ، وأغرب منه هذا الشعور الذي يعصر صدري كلما غادرت إيمان وتركتني، دموعها أحرقت ما بقي في قلبي من ضياء ،وطريق العودة إلى المنزل كان أسود قاتما أمامي ، كنت أعرف أنها أنثى استثنائية وصادقة صدق من يبيعون الرخيص بالغالي جدا، كنت أعرف أنها مستعدة للتضحية بأشياء كثيرة من أجلي، وكنت اعرف عنها الكثير جدا ، أكثر مما ينبغي، وربما أكثر مما يفترض في شخص معرفته عن إنسانة تريده زوجا.
إيمان صنف آخر للغاية ،و بجمالها وسحرها الأخاذ فإنها لا تعدو أن تكون طفلة صغيرة ، بعيدة كل البعد عن دهاء وحيلة نساء هذا العصر
ما أعرفه عنها لا يعرفه عنها أحد أبدا ، هي بلسانها حكت لي كل شيء ،حكت لي أسرارها وخباياها ، حكت لي ما لا تحكيه أبدا إنسانة لإنسان، وحتى تلك الأمور الصغيرة والتي لا تجمعها إلا بنفسها في لحظة خلوة حكتها لي، لا أنكر أبدا أنها كانت صادقة جدا
في مقهانا هناك، وكأن ماردا كان يتملكها فتقترب مني وتضع رأسها على كتفي وتلاصقني بجسدها وتنطلق في حكي لا ينضب عن كل شيء
حكت لي عن علاقتها السابقة بتفصيل بأشخاص عديدين سواء قبل زواجها أو بعد وفاة زوجها، وحكت لي عن طلاقها من زوجها الثاني المهاجر حاليا في الديار الكندية ، وعلاقتها به قبل الزواج بعد وفاة زوجها ، وكل هذا كان في جهة ، وفي جهة أخرى ما حكته لي عن علاقتها السابقة بيوسف العامل معها بقسم الفوترة .
كان الأمر مفاجئا لي ساعتها ،وسألتها ونحن دوما بمقهانا في العلية المطلة على البحر:
-لا أصدق........ يوسف ذلك الثعلب بالعيون الخضراء، يبدو شخصا مسالما بعيدا تماما عن عالم النساء
-هذا ما شدني إليه في الحقيقة
-قولي شدتك عيونه الخضراء
- أنت أحمق لا تفهم شيئا في عالم النساء أبدا، المرأة لا تشدها عيون الرجل الخضراء
- دعينا من العيون وأخبريني متى كان ذلك
-سنتي 2016 و2017
-يعني سنة واحدة بعد طلاقك من الكندي ...... أقصد المهاجر؟
-نعم
-ويعني أيضا أنك تعرفت علي أنا مباشرة بعد فراقكما؟
-لا يحتاج الأمر ذكاءا خارقا يافطين
سحبت جزءا من شعرها القريب مني بأصابعي وشددتها إلي وقلت:
-لابد أنك عشقته للغاية ، وعشقت عيونه الخضراء ، وحين تخلى عنك أسقطتني أنا في الشباك لتنسي حبه
أمسكت يدي ووجهت إليها أضافرها الحادة مهددة وقالت:
-أفلت شعري أفلت شعري حالا
أفلتها وضربت على جبهتي بيدي وقلت:
-كم كنت غبيا
أصلحت شعرها قليلا وقالت:
-أنت دوما غبي ...ورجعي جدا
وكمحقق خاص أكملت استنتاجاتي لوحدي قائلا:
-وهي نفس السنة التي سيتزوج فيها من ضحى من قسم التعشير
وأشرت بيديي معا بحركة دائرية وأنا أقول:
-أوفف تلك السمراء الممتلئة كم هي جميلة
عادت لجلستها الملاصقة لي وقالت:

-أحمق.... -ولا تذكر تلك الأفعى أمامي
-على الأقل هي سيدة محنكة وأوقعته في الشباك وتزوجت به وليست مثلك
-قلت لك أسكت
صمتت قليلا وأخذت رشفة من كأس الشاي وقلت:
-سنتان دون أن يعرف أحد بعلاقتكما غريب حقا
ضحكت وهي تشد على ذراعي وقالت:
-كم أنت غبي... رجال الحراسة الخاصة بالباب كانوا على علم...ربما أنت وحدك من سكان نفق المعلوميات ممن لا يعلم
وأضافت متسائلة:
-وكيف عرفت إذن بزواج ضحى منه يا فطين ولم تعلم بعلاقتي به لسنتين
ضحكت وقلت:
-كل العاملين علموا بزواج ضحى لأنها معشوقة الجميع يا حمقاء .
وضربت يدا بيد وقلت :
كيف فاتني هذا الملف كيف فاتني ؟
وانفجرت ضاحكة وقالت:
-حتى تركيا علمت يا فطين ، حيث كنا نقضي الإجازات دوما معا بإسطنبول وبورصة
ودمعت عيناها من شدة الضحك وهي تراقب علامات التعجب على وجهي فدفعتها لتبعد جسدها عني وقلت بامتعاض:
-أصمتي قليلا أيتها المجنونة أنت تفضحيننا أمام الناس هنا.
-هل الضحك حرام يا أحمق
-الفضيحة هي الحرام يا مجنونة أقفلي فمك
وانفجرت ضاحكة من جديد فوضعت يدي على فمها وأنا أقول:
-إما أن تقفلي هذا الفم أو أغادر
مسحت عينيها الدامعتين من شدة الضحك وقالت وهي ترمقني بنظرات ودية غير خافية أبدا:
-طفل غبي
-أشربي قهوتك يا حمقاء
هي من حكت لي ولا أحد غيرها أبدا ،ويوسف زميل في الشركة أصادفه دوما بالمطعم رفقة زوجته ضحى ، ولم تجمعنا معا غير التحية أو بعض الصيانات التي نقوم بها في قسم الفوترة ، وهو بالفعل شخص لطيف جدا ومؤدب وأنيق للغاية في ملابسه وقلت باستغراب :
-يا له من شخص خطير جدا ذاك الثعلب
-ليس خطيرا أبدا أيها الغبي المشكل في أنا، ..........أنا الغبية وأحيانا لا أبتلع لساني كما تفعل النساء ، ربما أتحدث أكثر من اللازم ...لا أعرف ، أو ربما هكذا حضي ونصيبي، في يونيو2017 كنا قد تواعدنا بالزواج ودخلت منزله ،وزرت والدته وعائلته وتعرفت على أخواته ، ووقفت إلى جانبه وقفة رجل عند وفاة والده في أكتوبر من نفس السنة ،وأعطيته مالي والذي لا زال البعض منه بدمته للآن
عرفت أنها ستنطلق في الحكي فالتزمت الصمت ،وأشرت بيدي للنادل ليحضر لي قهوة ، فأضافت قائلة مراقبة المارة أسفل العلية بالشارع المحاذي للبحر:
-كلفت نفسي كثيرا ، واشتريت هدايا كثيرة لوالدته وأخواته ،وتوسطت لأخته الوسطى عواطف للعمل بوكالة سياحية مع التركي أوزان الذي حكيت لك عنه.
قاطعتها قائلا:
-متى حكيت لي عن تركي اسمه اوزان
-ألم أحكي لك عنه أبدا؟
-هل هناك أيضا تركي
-دعنا من هذا الموضوع فيما بعد احكيه لك
-أكملي إذن
دجنبر 2018 سأفاجئه رفقة تلك الساقطة ضحى في قسم التعشير ،وسألته عن علاقته بها فقال بوقاحة لازلت أذكرها وأمامها أنها خطيبته ...................
صمتت قليلا مستسلمة لما يحمل صدرها من هم وقالت:
- قلت ساعتها:
-وأنا ماذا أمثل لك؟
-أتدري ما ذا قال؟
-ماذا قال؟
-والدته وأخواته لم يرتحن لي ولم يحبنني
تنهدت بعمق وقلت:
- ربما أنت يا ساقطة فرطت في كل شيء معه وفقدت كل قيمة بالنسبة له
- -هذا أكيد أكيد أنا ساقطة حمقاء أضعف كثيرا في لحظات معينة،
ساعتها كانت علاقتنا رفقة من نوع خاص ، ولم تكن قد حذتتني يوما في موضوع الزواج أبدا ، بل غاية مناها دوما كانت لقاءاتنا المنتظمة بمنزلها أو بالمقهى بنفس المكان ،و هذا الحب الذي أصبح يجمعنا الآن لم يكن قد تطور بعد بهذا الشكل، وربما هي أيضا لم تكن تتوقع أن يتطور الأمر بهذا الشكل ، أو أنها ارتاحت للغاية لي وفتحت صدرها وحكت............................. حكت ما حمل صدرها وعقلها بصدق وارتياح كأنها تحكي لشخص يقاسمها الأنفاس والنظرات.......
إيمان إنسانة فريدة هذا مالا أنكره دوما


*******************************

16 فبراير2018


لم أجدها في طريقي كما اعتقدت ، وعقلي كان يخبرني أنها قضت ليلة سيئة، ربما كان علي الوقوف وانتظار دخولها لأسألها عن حالها ، غير أن الوقوف بالباب لانتظار دخول إيمان مغامرة غير محسوبة العواقب، إيمان تفعل ما تشاء وتقول ما تشاء خصوصا حين تكون برفقتي لأنها تعرفني جيدا ،أما أنا فلن أقف لانتظارها أبدا لأنها قد تفاجئني بفضيحة مدوية وسط المؤسسة ،وحين تنطلق إيمان في موجة من موجاتها العصبية فلا موقف لها أبدا غير نفاذ طاقتها ، و سرعان ما تغرق في دوامة بكاء كطفلة ، هي مزيج غريب جدا ،وأغرب منه أنها حنونة للغاية وكريمة جدا، وربما لو صادفت شخصا غيري لسلبها مالها ومتاعها وردها لساعة الصفر .
الساعة العاشرة إلا ربع غادرت مكتبي وتوجهت لمكتب نائب المدير ربيع زاهر، وأخبرت كاتبته الشقراء أني على موعد معه فأخبرته وسمحت لي بالدخول:
الحقيقة كانت أول مرة ألج فيها المكتب وهالني فعلا ما هو عليه من أناقة ، وربيع كان لطيفا معي للغاية وطلب لي كأس قهوة ثم سألني وهو يفتح بعض الأوراق أمامه:
-أنت الآن درجة ثامنة سيد حسن؟
-بحول الله سيدي
وما زال أمامك ثلاث سنوات للترشح للدرجة التاسعة
-في حياتك سيدي
وضع رأسه على ذراعيه معا فوق طاولة مكتبه كأنه يفكر في معادلة صعبة ثم قال:
-ليس من حل سيد حسن لابديل لدينا
-قلت وأنا أشرئب بعنقي جهته:
-ما الأمر سيدي
-سعاد مديرة القسم ستستفيد من رخصة ولادة لمدة تفوق الثلاث أشهر وليس لدينا من ينوب عنها لأن المنصب يتطلب درجة عاشرة ،ليس لدينا أبدا درجة عاشرة ولا تاسعة نعول عليه في قسم المعلوميات ، لأجله سنسند النيابة لك خلال هذه المدة ولدينا ثقة كبيرة في كفاءتك وستكافئك الإدارة نظير تفانيك.
ابتسمت رغم أن الأمر فاجئني وقلت:
-لن يكو الأمر صعبا سيدي لدي فكرة لابأس بها عن عمل السيدة سعاد
-نعم ولهذا الأمر سأختارك سيد حسن، وللأمانة فسعاد أيضا باركتك

-أكرمها الله ،هي سيدة طيبة ومعطاءة

-هذا بفضل عمل فريقكم

-نحن في الخدمة سيدي

-هناك أكواد وبيانات دخول للحواسيب والبيانات الرقمية سيد حسن ، وهي أمور خطيرة جدا ،و كل هذه المعلومات ستمررها لك السيدة سعاد ، وأنت ملزم بالمحافظة عليها تماما واستعمالها لوحدك فقط
وخشيت أن أقول له أن سعاد سلمتنا أنا وإسلام وكريمة البيانات من زمان ...... من زمان سابق ،وأننا نستعملها دوما دون حضورها ولم يقع ما يخشاه أبدا ،وغادرت وأنا أطمئن السيد ربيع قائلا:

تأكد سيدي أني سأولي اهتمامي الكامل لهذه المهمة، وستعود السيدة سعاد لتجد الأمور بخير إن شاء الله

******************************
بالمطعم رأيتها رفقة الملعون، وكان يوما ولا كل أيامها السابقة ،بدت مبهرة للغاية بلباس أسود وشعر أسود وعيون سوداء ،كانت في غاية السحر، والكل كان يصوب نظراته إليها، وكعادتها كانت تضع يدها أسفل ذراعه مطلقة ضحكاتها المسموعة ،ولأني لم أطق مشاهدة ذلك فقد حملت جزءا من وجبة غذائي ، وقصدت الباب ناويا الالتحاق مكتبي والانشغال في الاطلاع على مجمل ما تنجزه السيدة سعاد استعدادا لنيابتي عنها ،وفي طريقي سمعت نداء إيمان بشكل أثار انتباه الجالسين:
-حسن حسن
وتوقفت وأنا أراقبها تقصدني رفقة السيد سعيد مدير التسويق وقالت وهي تحاذيني
-مبروك مبروك النيابة
-بارك الله فيك إيمان
وقال سعيد أيضا وهو يمد يده لي مصافحا:
-سعيد مهراجا مدير التسويق بالمؤسسة سعدت بالتعرف عليك...مبروك النيابة أخي
وقلت أنا أحبس ضحكتي من لقبه المهراجا
-بارك الله فيك سيد سعيد
وقالت إيمان
-عادة النيابة يلزمها درجة عاشرة، لكن السيد ربيع رجل حنون ويضع ثقته في الكل أحيانا.
ونظرت إليها نظرات شرزة وأنا عرف قصدها فأضافت وهي تشير للباسي :
-ويلزمك أيضا تعديل مظهرك قليلا واختيار بدلات لائقة بالمنصب رغم أنه مؤقت فقط
وكدت أنفجر و أقول:
-ليس ذلك من شأنك يا ملعونة
لكني تريثت قليلا وعلقت بسمة خائنة حملت ما حمل قلبي من غضب وقلت:
-لا عليك سيدة إيمان ، الآنسة فاطمة وعدتني بمرافقتي ومساعدتي في اقتناء بدلتين ، ولدي اليقين أن ذوقها سيكون رائعا جدا كروحها
وأصابها سهمي مباشرة وعقدت حاجبيها وأحمر وجهها ، وتجاوزتني وهي تردد:
-بالتوفيق لك
ومثلها أيضا قال سعيد
وعلى باب المطعم توصلت برسالة نصية منها
-حقير جدا ...... أكرهك للغاية
وأجبتها برسالة كالتالي:
-مبروك عليك المهراجا ...هل يضع كريم واقي للشمس على وجهه أم أني تخيلت الأمر
ثم غادرت جهة مكتبي


*******************

مرت أيام عابرة مر السحاب ، وفي مرورها عانيت ضيق النفس وظلمة الفؤاد، ضباب كثيف كان يخيم ويجثم على صدري خصوصا حين أراها برفقة الملعون كنت أعرف أنها تحبني ، وما من شخص على وجه الأرض يشكك في حبي لها ، لكن حبنا انطلق كمزحة ظريفة ثم وصلنا مفترق الطريق، وكان علينا أن نختار معا ، هي اختارت وقالت أنها مستعدة للغرق معي في زورق يسع شخصين، أما أنا فعلاقاتها السابقة وعلاقتها بيوسف كانت دوما تقف أمام عيني وتمنعني من الإقدام على خطوة جديدة معها ،كنت مستعدا لفتح قلبي لها على مصراعيه، ومنحها كل الحب الذي قد يسعها ، لكن غير هذا لم أكن مستعدا له ، بل وكان أمرا مفزعا بالنسبة لي وله علاقة بكرامتي ، وحين يصل الأمر للكرامة أتحول من شاب متهور لرجل شرقي بعقل متحجر .
الحقيقة أنها قتلتني وأحيتني ، قتلتني بصدقها وبوحها وصراحتها الطفولية ، وأحيتني باهتمامها وعطفها ، لدرجة أني كنت أرتع دوما في حضرتها كطفل غرير
صراحتها معي واعترافها دون سؤال بماضيها السابق رماني في حيرة وتساؤل بيني وبين نفسي، أليست هي من حكت لي كل شيء؟ وفي جلسة جلسناها كالخلان فتح فيها كل واحد منا صدره للآخر وباح بما طواه الزمن ودفنه ، أليست بلسانها قصت قصتها مع يوسف وعيناها تبرقان دون خوف أو وجل من أن أجافيها بسبب ما حكت، ألم تكن ساعتها تحكي لرفيق قريب جدا لن يحاكمها على ما فلت به لسانها، إذن هل يحق لي أن أحاكمها على ماضي عرفته منها فقط ولو لم تحكه لي ما كنت لأعرفه أبدا؟
وتساءلت أيضا إن أقدمت على خطوة الزواج معها عن صورتي أمام من يعرفون علاقتها بيوسف في المؤسسة ، أو صورتي أمامه هو،....... والمصيبة أن تكون انطلقت بفمها المفتوح على مصراعيه وحكت له كل ما قصت علي أنا ،ساعتها سأكون أضحوكة المؤسسة،
قراري كان دون أي نقاش أبدا .....لا زواج ولو اقتلعت ذلك القلب وحطمته بقدمي، وأبدا لن أكون أضحوكة العاملين .


*****************************

وفي الأيام الموالية فإن إيمان أصبحت تتعامل معي بشكل عادي لا يبين أبدا ما تخفي ، تبادلني التحية وهي برفقة سعيد و الذي أصبحت تلازمه في كل تحركاتهما بالمؤسسة ، دوما اليد تحت الذراع ، حتى شاع الخبر أنهما مخطوبان ومقبلان على زواج قريب جدا ،وبالمطعم الملعون فإنها كانت ولابد أن تطلق تلك الضحكات العالية لتحبس اللقمة في منتصف طريقها إلى معدتي ، وكنت أتعمد أحيانا مجالسة فاطمة بالمطعم وإلقاء بعض النكث علها تنفجر ضاحكة مثل إيمان ، وتطلق تلك الفلتات الأنثوية الفاجرة....لكن فاطمة شيء آخر تماما ، وربما هي نقيض إيمان ، فاطمةهي الجهة الأخرى لكويكب القمر المظلم ، وأصعب شيء أن تستل ضحكة منها ،.فاطمة كانت تضحك كأنها تسرق الضحكة سرقة أو أنها ستؤدي فاتورة ما ضحكت ،و تخشى أن يسمعها الحاضرون فتكتمها بيدها ................المهم إيمان صنف آخر للغاية .
ويوم الأثنين الأول من الأسبوع الموالي والمصادف ل22 فبراير قضيته بتعب كبير ، وكنت أبدل قصارى جهدي في التنقل والمراقبة حتى لا يشكك أحد أبدا في قدرتي أو قدرة مستخدمي الدرجة الثامنة على التسيير ،ووجدت في كريمة وإسلام سندا كبيرا وإسلام عبر لي عن استعداده للحضور بفريقه في أي وقت ولو في منتصف الليل متى صادفت المؤسسة مشكلا تقنيا وشكرته قائلا:
-أعرف طيبتك إسلام ولعلمك أخي ، النيابة لا أمسكها أنا، بل نمسكها نحن الثلاثة ككوادر في الدرجة الثامنة ويلينا الفريق العامل التابع لكل واحد منا
كريمة أيضا بنت ناس من الطراز العالي وكانت دوما محط شكر مني لدى سعاد وشكرتها أيضا على تفانيها ومدها يد العون لي رغم أنها تعاني من الربو ، وتتعرض بين الفينة والأخرى لبعض الأزمات .
وليلة الأثنين وبسريري غردت عصافير النوم بعيدا عني من جديد رغم أني ضغطت على مشاعري للنسيان، لكن ذكرياتي مع إيمان كانت تقاوم ضغط النسيان وتصعد للسطح عارضة أفلاما وأفلاما من تاريخ مضى.
دقت الساعة الثالثة فجرا وعيني مفنجلتان في سقف الغرفة ومستسلمتان لوميض ذكرى إيمان، وحملت هاتفي من جديد وطالعت صفحتها على تطبيق الواتساب فكتبت دون وعي مني ما كان يردده لساني:
وألاقيك مشغول وشاغلني بيك
وعيني تيجي في عينيك
وكلامهم يبقى عليك وإنت تداري
وأراعيك وأصحى من الليل أناديك
وأبعت روحي تصحيك
قوم ياللي شاغلني بيك جرب ناري
كانت كلمات أغنية أهواك لعبد الحليم حافظ، وترددت في الضغط على زر الإرسال قليلا ثم ضغطت مرددا:
ما أكثر الأزرار التي ترددنا أمامها في حياتنا وفي النهاية لم نربح شيئا من ترددنا
واستسلمت لنوم عابر منتظرا إطلالة يوم جديد







يتبع


حسن التازي غير متواجد حالياً  
قديم 26-09-21, 02:13 PM   #10

فديت الشامة

? العضوٌ??? » 349383
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فديت الشامة is on a distinguished road
افتراضي

مشكلة ايمان انها حكت كل ماضيها وحسن رجل شرقي مستحيل يتقبل الزواج منها حتى لو عشقها
رواية رائعة ...اتمنى لك التوفيق


فديت الشامة غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.