04-08-21, 05:26 PM
| #1 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام 
|  رواية قبل أن ألقاكَ * مكتملة * السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل المنتدى الكرام عدنا والعود أحمد..^ ^ كيف حالكم؟ أتمنى أن تكونوا بخير حال عدت إليكم برواية جديدة بعد غياب لفترة وأتمنى أن تحوز إعجابكم وأجد التفاعل المرجو بداية شكر كبير لمشرفات المنتدى والقائمين عليه موعدنا يوم الأربعاء من كل أسبوع الساعة التاسعة مساءا بتوقيت مصر بعون الله روابط الفصول الفصل الأول .. بالأسفل الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع الفصل الخامس الفصل السادس والسابع متتابعان الفصل الثامن الفصل التاسع الفصل العاشر الفصل الحادي عشر الفصل الثاني عشر الفصل الثالث عشر الفصل الرابع عشر الفصل الخامس عشر الفصل السادس عشر الفصل السابع عشر الفصل الثامن عشر الفصل التاسع عشر الفصل العشرون الأخير التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-01-22 الساعة 09:35 PM | |||||
|  |
|
04-08-21, 05:29 PM
| #2 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| السلام عليكم أعضاء المنتدى الكرام.. إن شاء الله هنزّل أول فصل الآن لظروف طارئة عندي ومش هكون متواجدة في البيت ليلا بموعد التنزيل أتمنى أن يحوز إعجابكم وتتابعوا معايا الرواية | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:30 PM
| #3 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| الفصل الأول عاد من المدرسة ليجد والديه قد عادا من المشفى فوالدته فاجأها المخاض ليلة أمس ولم يستطع أن يذهب معهما للمشفى حتى يؤدّي اختبار اليوم هرع بلهفة لغرفة والدته وهو يهتف: "أنا جيت يا قوم.. ها جيبتولي ايه معاكم؟" رمقه والده بعدم فهم وهو يقول:"يابني احنا كنا في المستشفى ايه اللي ممكن نجيبه من هناك غير أدوية؟" ضحك ساري وهو يقول:"ايوة عارف انكم كنتوا في المستشفى.. أنا اقصد النونو طلع ايه؟ ولد وال بنت؟" ابتسمت والدته بحنو وهي تقول:"تعال يا ساري شوف النونّه عشان انت اللي هتسمّيها" هرع لوالدته يقبّل يدها بحب وهو يقول:"بجد يا ماما؟ هتسيبيني أسمّيها؟" أومأت والدته بحنو وهي تقول:"اكيد مش انت هتبقى اخوها وسندها يبقى انت اللي تختار الاسم" فكّر قليلا قبل أن يقول:"ايه رأيك في سبأ؟" "يابني عايزين اسامي نعرفها مش اسامي عايزه كتالوج" قال والده بمزاح ليلوي شفتيه وهو يقول:"على اساس ان ساري ده معروف؟ ده انا باخد عليه تريقة السنين شوية ساري علم وشوية ساري سفينة وحاجه قمّة السخافة يعني" ضحكت والدته بتعب وهي تقول:"خلاص يا حبيبي يبقى هنسمّيها سبأ زي مانت عايز" قفز بسعادة وهو يقول:"تعيش ماما تا تعيش" "يا واد اهدى بقى عشان ماتصحيهاش ووقتها هسيبك انت اللي تشيلها وننام احنا" هتف والده بإرهاق ليجيبه ساري بثقة: "اه اشيلها عادي سيبوهالي بس ومالكوش دعوه انتوا" لوى الأب شفتيه وهو يقول:"والنبي اخرك ساعتين وبعدها هترميها في وشنا عشان تنام براحتك". **** يتبع.. | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:31 PM
| #4 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| وصل صراخ الطفل لمسامعه فلمعت عيناه وهو يقترب من باب الغرفة ليفتح الباب بعد لحظات وتخرج منه (الداية) وهي تحمل طفلا ملفوفا بعدة أقمشة بيضاء ولا يظهر منه سوى وجهه الصغير فاتّسعت ابتسامته وهو يقترب من (الداية) السيدة التي ساعدت زوجته بالولادة كما اعتادوا بقريتهم الصغيرة لتتجهّم ملامحه حالما نطقت: "تتربّى في عزّك يا سي عماد, بنت زي القمر" "بنت! انتي متأكدة انها بنت؟" هتف عماد بغضب لترمقه السيدة بتفهّم.. فهذا رد الفعل الذي تجده كلما أخبرت زوجا أنه رُزِقَ بفتاة وكأن بيدهم أن يتحكّموا بنوع المولود وليس كل شيء بيد الله.. وكأن الأنثى وصمة عار في تاريخ الرجال على الرغم أنها مَن تُنجبهم وتُنشأهم وترعاهم. "ايوة متأكدة انها بنت يا سي عماد.. مبارك ما جالك" قالت السيدة بهدوء ليرمقها بقرف وهو يقول:"بتباركيلي على ايه يا وليّه؟ جاتك الهم على مجايبك اللي زي وشّك" ثم دخل الغرفة التي توجد بها زوجته المرهقة من آلام الولادة وهو يهتف بها بغضب:"جيبتي بنت ياختي وبقالك تسع شهور قارفاني بتعبك, وتعبانة يا سي عماد.. مش قادره يا سي عماد.. وفي الاخر حتى حتة الواد اللي نفسي فيه مش عارفه تجيبيه بقالك سنين.. جوازه هم على دماغك كان يوم اسود يوم ماتجوزتك" أنهى حديثه البغيض وتركها مغادرا الشقة كلها وهي تنظر بإثره بحزن ودموعها تتساقط بغزارة على حال ابنتها والذي لن يكون أفضل من حالها مع أب كهذا. ليقاطع أفكارها صوت الداية المواسي وهي تسألها:"هتسمّيها ايه؟" رمقتها بصمت للحظات وهي تفكّر أن الله منّ عليها بهدية من هداياه وكرمه الذي يغدقه عليها قبل أن تقول بهدوء:"مِنحة.. هسمّيها مِنحة" **** [="]يتبع[/color] | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:32 PM
| #5 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| عاد من العمل ليجدها فاقدة الوعي على الأرض في غرفة المعيشة فانتفض قلبه بين ضلوعه وهو يهرع إليها يحاول إفاقتها لفترة قبل أن تستعيد وعيها وهي تنظر له بتساؤل:"أنا فين؟ ايه اللي حصل؟" التقط أنفاسه برويّة وهو يقول:"يا شيخة وقّفتي قلبي حرام عليكي, اما انتي لسه تعبانه مش تقولي عشان نروح للدكتور" نظرت له باعتذار وهي تقول:"والله يا حبيبي كنت صاحية كويسة ومفيش اي حاجه مش عارفه ايه اللي حصل فجأة.." ربّت على وجنتها بحب وهو يقول:"طب قومي ياللا معايا على المستشفى لازم نفهم مالك وايه اللي بيحصل معاكي ده" همّت بالحديث ليقاطعها بصرامة: "ولاء.. قولت ياللا قومي ومش هرجع في كلامي" زمّت شفتيها بحنق مصطنع وهي تنهض بمساعدته وتذهب للغرفة قبل أن تتوقف بغتة وهي تسأله:"امّال فين محمود؟" "كلّمني وقالي انه خارج مع اصحابه النهاردة وهيتأخر, انتي عارفه آخر يوم امتحان بقى والحمد لله حل كويس وطالع مبسوط" أجابها محمد زوجها فأومأت وهي تدعو لابنها بالتوفيق وتبتسم بحنو وهي تواصل خطواتها تجاه غرفتها وهي تفكّر أن الأعوام مرّت سريعا وها هو طفلها الذي فقدت الأمل في الإنجاب بعده أنهى دراسته وسيبدأ رحلة العمل والزواج ويملأ المنزل بالأطفال الذين سيملئون حياتها. **** "اتفضلي يا مدام ولاء, دور حضرتك جه" قالت الممرضة فنهضت وزوجها ودلفا إلى الطبيبة وما إن شرحت لها ما تشعر به حتى سألتها الطبيبة عدة أسئلة ثم أخبرتها أن تقوم بعمل تحليل دم للحمل فاتسعت عيناهما بقوة وولاء تهتف: "بس ده مستحيل حضرتك, انا بعد ما خلّفت ابني من عشرين سنة او اكتر وبصعوبة كبيرة قالولي اني مش هخلّف تاني" ابتسمت الطبيبة بتسامح وهي تقول:"ربنا قادر على كل شيء, وعموما لو مطلعش فيه حمل هنعمل باقي التحاليل والأشعة دي" أومأت ولاء وخرجت مع زوجها وهي تقول:"طبعا مش حمل, لا لا حمل ازاي بس بعد كل السنين دي؟" "اهدي يا لولو إن شاء الله خير يا حبيبتي وادينا هنحلل ونشوف وزي ما قالت الدكتورة كله بايد ربنا.. ومفيش حاجة بعيد عن ربنا" أومأت بصمت وقلبها يقرع بجنون من احتمالية حملها بطفل آخر ولاسيّما لو طفلة كما تمنّت دوما. **** ليلا عاد محمود إلى المنزل ليجد والدته منهارة بالبكاء ووالده جوارها يربّت عليها ويضمّها له بحنو فهرع إليهما وهو يهتف: "مالها ماما يا بابا؟ ليه بتعيّط كده؟ حاجة حصلت وانا مش هنا؟" ابتسم والده بمرح خاصة عندما تشبّثت به قبضة ولاء وهي تهمس له: "ماتقولّوش دلوقتي, هتكسف" كاد يقهقه على خجل زوجته ولكنه لملم ضحكته وهو يقول لابنه: "ماما كويسه يا محمود ماتقلقش يا حبيبي, كل الحكاية اني هبقى اب" أومأ محمود قبل أن تتسع عيناه بصدمة وهو يهتف:"هتبقى اب ازاي يعني؟ ماهو حضرتك أب من زمان!" فلتت منه ضحكة قصيرة سرعان ما ابتلعها عندما شعر بقرصة زوجته له قبل أن يقول:"أقصد هبقى أب مرة تانيه إن شاء الله.. هيجيلك أخ أو أخت بعد سبع شهور" ظلّ محمود يرمق والديه بعدم استيعاب للحظات قبل أن يقفز عاليا وهو يهتف:"بجد يا بابا؟ يااه أخيرا هيجيلي حد يبقى سندي وماكونش لوحدي" ابتسم والده بحنو وهو يقول:"إن شاء الله يا حبيبي تكونوا سند لبعض وف ظهر بعض على طول" أما ولاء فهي رفعت رأسها ببطء وهي تنظر لملامح محمود ابنها السعيدة قبل أن تقول بخفوت:"فكّرتك هتضايق يا محمود" عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يتساءل:"وأتضايق ليه؟ بالعكس ده انا فرحان جدا وعايزه يجي النهاردة قبل بكره" "يجي أو تيجي على خير إن شاء الله, المهم دلوقتي إننا هنقسّم نفسنا عشان يكون حد مع مامتك دايما عشان هي صحتها ضعيفة والحمل زاد من ضعفها.." قاطعه محمود قائلا بحنو:"أكيد يا بابا ماتشيلش هم, انا هكون مع ماما لحد ما حضرتك ترجع من الشغل وكده كده مش هبدأ اشوف شغل غير لما النتيجة تظهر وأكون ارتحت شوية من الدراسة وتعب الامتحانات" ****** يتبع | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:33 PM
| #6 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| بعد عدة سنوات انطلق صوت بكاء الطفل يشق سماء المشفى بهذا الوقت من الليل لتنطلق معه زفرات الراحة والسعادة من الجميع خاصة الطفلة (سديم) ذي الست سنوات التي قفزت وهي تصيح بسعادة:"النونو جه هيييه هييييه" ابتسمت والدتها وهي تحرّك رأسها بخفة تعلم أنها لن تنام الليلة بسبب (النونو) كما تطلق عليه صغيرتها فيما حملها شقيقها الأكبر والوحيد وهو يقول بسعادة: "أيوة واخيرا جه النونو بعد ما طلّع عنينا يا قلب اخوكي" ضحكت الطفلة بسعادة وهي تسأل شقيقها: "هتخلّيه ينام معايا في الاوضة صح يا محمود؟" وعندما لاحظت علامات التردد التي ارتسمت على وجهه وهو ينقل بصره بينها وبين والدتهما زمّت شفتيها بحنق قبل أن تهتف به: "انت وعدتني يا محمود.. ايه هتخلف بوعدك ليا؟" قرص أذنها بخفة وهو يقول لها:"محمود كده حاف من غير ألقاب؟ مفيش ابيه وال عمو حتى! ده انا اكبر منك بعشرين سنة يا بت" تخصّرت الصغيرة وهي تجابهه قائلة:"بطّل تهرب يا محمود, النونو هينام معايا في اوضتي زي ما قولت" قهقه والدهما محمد وهو ينقل بصره بين ابنه الأكبر والحيرة المرتسمة على وجهه وابنته الصغيرة والتصميم المرتسم على وجهها وهي تذكّره بوعد قطعه لها في لحظة ما وبكل تأكيد كان سببه وقتها فقط أن يتخلّص من إصرارها.. فما يميّز فتاته الصغيرة أنها ما إن تصر على شيء لا تتركه إلا بعد تنفيذه كما أرادت وتمنّت. ابتسم ينظر لها بحنو.. طفلته الصغيرة التي جاءت بعد عشرين سنة من مجيء ابنه الأكبر للحياة بعدما فقد الأمل وزوجته في الحصول على طفل آخر بسبب اعتلال صحة زوجتهوصعوبة حملها, صغيرته التي جاءت بليلة ضبابية انتهت بمطر غزير محمّل بالخير وبصغيرته سديم وبفرحة استقرّت بقلبه وقلب زوجته وقلب محمود ابنهما والذي كان لها أب ثانٍ أكثر منه شقيقا ولدهشته تعلّق كل منهما بالآخر بقوة وقد ظنّ أن محمود لن يلقي لها بالا فهو لم يهتم يوما بأي طفل بالعائلة ولكن فرحته بسديم وحبه ودلاله لها جعلاه يطمئن عليها مع شقيقها والذي علم أنه سيكون بمثابة أب لها عندما يحين أجله. رضخ محمود لإصرار شقيقته كعادته وهو يقول: "حاضر يا ستّي نطّمن بس على يمنى والنونو وبعدين يحلّها ربنا في النوم" "هارون" قالت سديم بثقة ليرمقها محمود بعدم فهم لتكرّر سديم: "النونو اسمه هارون.. يمنى وعدتني اني انا اللي اسميه وانا اخترت هارون" حدّق محمود بوجه شقيقته فيما انطلقت ضحكات الأب المستمتعة ليعلّق محمود بحنق طفولي:"يعني ينام معاكي وتختاري الاسم ولا كأننا احنا ال تعبنا فيه لحد ما يجي" تخصّرت سديم قائلة:"يمنى ال تعبت فيه انت تعبت في ايه ان شاء الله؟" رمقها محمود بصدمة خاصة عندما علّق والده ساخرا: "قولها ياخويا تعبت في ايه" خرجت الطبيبة وأنقذته بهذه اللحظة من سخرية والده وتساؤلات شقيقته المثيرة للجدل لتطمئنه على الصغير ووالدته وتخبره أنه سيتم نقلهما لغرفة بالطابق الثاني بعد قليل. *** يتبع | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:33 PM
| #7 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| تتوارى خلف باب غرفتها تستمع لصراخ والدها المستمر على والدتها كالمعتاد وهي تضع يديها على أذنيها ودموعها تنهمر كما يحدث كل ليلة فتدعو أن يكتفي والدها بما فعله ويغادر دون أن يأتي لغرفتها فيفرغ البقية الباقية من غضبه عليها ويلومها بعبارته المعتادة أنه كان يريد ابن يحمل اسمه ويفخر به لا ابنة تكسر هامته وتجلب له العار وعلى الرغم أن الفتاة بعمرها الذي يبلغ ثماني سنوات لا تفهم ماذا يعني العار وكسر الهامة إلا أنها صارت تدعو كل ليلة أن يحوّلها الله لابن ذكر حتى ينتهي عذابها اليومي هي ووالدتها. ويبدو أن الله حقّق لها ما تمنّته هذه الليلة فقد سمعت صوت عالٍ مرعب قبل أن تسمع والدها يغادر ويغلق باب الشقة خلفه بقوة زادت من فزعها لتنتظر قليلا أن تأتي لها والدتها كما يحدث يوميا تطيّب خاطرها وتضمها لها إلا أن انتظارها طال هذه الليلة ولم تأتِ والدتها كالمعتاد بل ران صمت رهيب على الشقة ففتحت باب غرفتها بوجل وهي تدعو أن يكون والدها غادر بالفعل وألّا تجده بوجهها ثم خرجت ببطء تتحرّك تجاه غرفة والدتها بعدما وجدت المطبخ وغرفة المعيشة خاليين من أثرها لتتجمّد مكانها ما إن وجدت جسد والدتها المسجى أرضا والدم يسيل من رأسها وهي على ما يبدو فاقدة الوعي فلم تستيقظ على ربتات ابنتها بكفها الصغير على وجنتها ولم تستمتع لندائها الخائف باسمها بل ظلّ الصمت مطبقا على المكان سوى من صوت بكاء الصغيرة الخائف قبل أن تترك مكانها وتتجه لباب الشقة لتنادي جارتهم في الشقة المقابلة علّها ترى ما بال والدتها لا تستيقظ إلا أنها تجمّدت أمام باب المنزل وصوت والدها يعود لأذنها وهو يحذّرها أن تقترب من باب الشقة لأي سبب فالتفتت لتعود أدراجها بخوف قبل أن تقف مرة أخرى وهو تحسم أمرها وتتجه لتفتح الباب وتركض للباب المقابل ثم تضرب الجرس مرة تلو الأخرى حتى فُتِحَ الباب وبادرتها جارتها: "بسم الله الرحمن الرحيم.. مالك يا مِنحة؟ بتعيطي ليه يا حبيبتي؟ وامك فين؟" أجابتها مِنحة بارتعاش ودموعها مازالت تنهمر:"ماما مش راضيه تصحى يا طنط ام حمادة, بصحّيها مش بترد عليا" ضربت الجارة أم حمادة على صدرها وهي تشهق بقلق قبل أن يعلو صوتها:"حمادة, قول لابوك اني هشوف ام مِنحة لاحسن مِنحة بتقول انها تعبانه" ولم تنتظر ردا لا من حمادة ولا من والده بل سارعت تجاه الباب المقابل مع مِنحة لتقودها مِنحة لمكان والدتها الملقاة أرضا يسيل الدم من رأسها بغزارة لتشهق مرة أخرى وهي تنحني عليها هاتفة: "يالهوي.. يا ام مِنحة.. ردّي عليا" حاولت إفاقتها عدة مرات إلا أنها فشلت لتركض لشقتها وهي تصرخ: "يا أبو حمادة هاتلنا توكتوك بسرعة.. أم مِنحة واقعة على الأرض والدم بينزل منها ومابتنطقش" ولحظات وكانت أم حمادة مع مِنحة ووالدتها في مشفى صغير في القرية يدعونه (مستوصف) وزوجها يقف جوارها وهو يشعر بالغضب لاضطراره لمهاتفة عائلة أبو مِنحة ربما يعرفون أين هو ويرسلوه لزوجته المسكينة وابنته لحظات وكان الطبيب يخرج وعلى وجهه علامات الأسف قائلا: "للأسف مالحقنهاش, البقية في حياتكم" اتّسعت عينا أبو حمادة بصدمة فيما شهقت أم حمادة وهي تضرب على صدرها بحزن وتبكي على حال الشابة التي كانت وردة جميلة قبل أن يقتلها الحزن والعنف من زوجها وعلى حال الطفلة الصغيرة التي أصبحت بلا أم.. فقط أب قاسٍ متحجّر القلب لا يعرف معنى الإنسانية. ***** يتبع | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:34 PM
| #8 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| "سبأ.. انتي فين يابنتي؟" نادتها والدتها إلا أنها لم ترد على والدتها بل ظلّت مكانها عاقدة حاجبيها بغضب وقلبها يؤلمها لفراق أصدقائها, فراق يتبعه فراق ويبدو أنه لا نهاية لهذا السفر من مكان لآخر تبعا لعمل والدها والذي على الرغم أنه يدر عليهم دخلا كبيرا ويعيشون دوما في رفاهية إلا أنها كلما كوّنت الصداقات كلما كُتِبَ عليها الفراق لأن والدها نُقِلَ لبلد آخر بحكم عمله في السلك الدبلوماسي. وصلت لها والدتها لتجدها جالسة على الأريكة بحديقة المنزل وعلامات الحزن ممتزجة بالغضب ترتسم على وجهها لتنحني عيناها بحنان وهي تقترب منها ثم تجلس جوارها وهي تقول بلوم:"مش بناديلك يا سبأ؟ كده تطنّشيني" رفعت بصرها لتجد الدموع تملأ عينيها ثم سمعت اعتذارها الرقيق: "اسفة يا ماما, انا بس مش قادرة اتكلم" زفرت بخفوت قبل أن تضمها قائلة:"انا حاسه بيكي يا سبأ, بس هنعمل ايه؟ نسيب بابا لوحده ونرجع نعيش احنا ف مصر؟ انتي عايزه كده؟" "لأ طبعا انا عايزه اكون مع بابا لكن انا تعبت يا ماما.. مش بلحق اتعرّف على حد خالص عشان كل شوية نسافر.. يدوب اتعوّد على المدرسة وابدأ أصاحب نقوم نسافر تاني.. احنا هنفضل كده على طول؟" قالت سبأ بحزن.. هي تعشق والديها إلا أنها تريد الاستقرار بمكان.. تريد أن يكون لها أصدقاء ككل الأطفال.. تريد أن تظل بمكان واحد لتدرس وتتعرّف على الناس والجيران.. لا أن تشعر بغربتها كل مرة بين الناس فلم تكد تعتاد عليهم حتى يتركوا المكان ويرحلوا لآخر وكل مرة تتكرر القصة حتى سئمت الوضع كله.. لقد انتقلوا عدة مرّات خلال عشر سنوات هي عمرها فهل سيظلّوا هكذا دوما أم سيستقرّوا يوما؟! زفرت والدتها بهدوء قبل أن تقول:"ربنا يسهّل يا سبأ.. ادعي ربنا يعمل لنا اللي فيه الخير حبيبتي" ***** يتبع | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:35 PM
| #9 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| "الله يا محمود شوفت حلو ازاي؟ طالع شبهي تمام" قالت سديم بسعادة ليضحك محمود وهو يحرّك رأسه قائلا: "يعني شكلك وبينام معاكي.. تحبي اكتبه باسمك بالمرة يا سديم؟" رمقته بعد فهم وهي تقول:"تكتبه باسمي ازاي هو ولد وانا بنت؟" ضحكت يمنى زوجة محمود وهي تربّت على وجنتها بحنو قائلة: "محمود بيهزر معاكي ياقلبي.. بس قوليلي بجد هارون حلو زيك كده؟ ده انا مش هلاحق على البنات بقى وهيخطفوه مني" قالت جملتها الأخيرة بشقاوة جعلت سديم تعقد حاجبيها بغضب قائلة: "مين دول اللي يخطفوه؟ ده اللي هتقرّب منه هعضها" قهقه محمود وهو قول:"ياللا ضمنّا ان الواد هيعنّس ويقعد ف ارابيزنا" عقدت حاجبيها بعد فهم وهي تسأله:"يعني ايه أرابيزكم؟" ارتبك محمود ولم يدرِ بِمَ يجيبها حتى يشرح لها الكلمة لتنطلق ضحكات يمنى وهي تهتف ساخرة: "بتحطوا نفسكم في مواقف بايخه" *** دفعها إلى داخل الشقة ما إن فتح بابها وهو يهتف بنزق: "ادخلي يا وِش النحس, اصلي كنت ناقصك, ما صدّقت ارتحت من امك" سقطت على الأرض ودموعها مازالت تتساقط على وجنتيها لتنهض سريعا قبل أن تتلقّى منه ضربة من قدمه كعادته وتقف بخوف تخفي وجهها خلف ذراعيها تحسّبا لأي ضربة غادرة منه ولكن الله رحمها إذ أرسل لها عمها ترافقه جدتها بهذه اللحظة. "ياللا يا مِنحة لِمّي هدومك عشان هتيجي عندي" قالت جدتها ليتفاجأ والدها بوجود أمه وشقيقه فرحّب بهما بارتباك: "أهلا وسهلا.. يا مِيت مرحبا" رمقه شقيقه بأسف ولم يرد عليه فيما قالت والدته: "هاخد مِنحة تعيش معايا عشان تفضى لعروستك" أطرق برأسه يتساءل كيف علمت والدته عن زواجه المرتقب الذي لم يؤجّله حتى لوفاة زوجته أم مِنحة إلا أنه لم يهتم وهو يقول: "والله تبقي عملتي فيا معروف لو خلّصتيني من بوز الإخص دي" رمقته والدته بازدراء لتشير لمِنحة التي تنتظر حكم والدها بأن تسرع قبل أن يغيّر رأيه وفعلت مِنحة وهي تدعو لجدتها وعمها أن رحماها من الحياة مع والدها وزوجته الجديدة وداخلها يتساءل ألم يحزن والدها على والدتها ولو قليلا؟ ألا يشعر ولو ببعض الذنب كونه المتسبب بوفاتها؟ زفرت بقوة وهي تسمع والدها يهتف بها: "لِمّي هدوم امك وخديها معاكي قبل ما تمشي.. مش عايز حاجة تفكّرني بأيامكم الفقر دي" انحنت عيناها بحزن وهي تجمع متعلقات والدتها البسيطة في كيس بلاستيكي مع متعلّقاتها ثم تغادر مع جدتها وعمها لمنزل جدتها في المدينة المجاورة. **** يتبع | |||||
|
| |
|
04-08-21, 05:35 PM
| #10 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| بعد عدة سنوات أخرى جالسة بملل بعد أن كفّت عن محاولة تكوين صداقات بعد يأسها من استقرارهم بمكان واحد كباقي البشر على مدار سبعة عشر عاما هو عمرها ورضيت بالأمر الواقع من وحدتها وعزلتها عن الجميع ليقتحم مجال رؤيتها أحدهم ويقف أمامها ينظر لها بتأمّل. "نعم خير؟" بادرته سبأ وهي ترمقه شذرا فما كان منه إلا أن أطلق ضحكة عاليا وهو يقول:"ايه يابنتي فيه حد يكلّم حد كده؟" رفعت حاجبها ساخرة:"والمفروض اكلّم سيادتك ازاي؟ اقف وانحني اُدّام جلالتك مثلا؟ انت مين اصلا وواقف كده ليه؟" "أنا معتز" قال ببساطة معرّفا إياها على نفسه لتلوي شفتيها ساخرة:"حصلّنا الشرف" ثم حوّلت نظراتها عنه ليشاكسها: "مش عرّفتك بنفسي؟ عرّفيني بنفسك ياللا" "ماليش مزاج" قالت بسماجة ليضحك بخفة وهو يقول:"مالك يابنتي قرفانه ليه كده؟" زفرت بضيق مصطنع فهي رغما عنها استمتعت بمشاكسته والحديث معه ثم قالت بغِلظة مصطنعة:"انت عايز ايه يا حاج؟" شهق متظاهرا بالصدمة وهو يهتف:"حاج؟ هي حصّلت؟ بقى الوسامة دي كلها يتقالها يا حاج وعايز ايه في جملة واحد؟" لوت شفتيها قبل أن تقول ساخرة:"تحب اقسّمهالك؟" علت ضحكاته مرة أخرى ورغما عنها لفتت نظرها ملامحه الوسيمة وخفّة ظلّه ليغمزها ما إن لاحظ نظراتها له وهو يقول: "حلو؟ عجبتك؟" "اه حلو حلاوة ماسخه" قالت سبأ وهي تبتسم له ابتسامة صفراء تعبّر عن ضيقها منه وداخلها شعرت بالخجل فما بالها تحدّق به بهذه الطريقة؟ لقد رأت العديد من الشباب الوسيمين إلا أنه به شيء مختلف جذبها إليه ولا تعلم كنهه. "حلاوه ماسخه؟ انتي متأكدة انك بنت دبلوماسي" هتف معتز ضاحكا فتخصّرت سبأ وهي تقول:"هتلبّخ وال ايه؟" قهقه معتز عاليا وهو يهتف بها:"لا.. ده انتي العِرق المصري ناقِح عليكي اوي" لوت شفتيها ساخرة:"ناقِح؟ امشي يابني شوف طريقك ياللا" "ابنك ايه يا بنتي؟ ده انا اكبر منك بخمس سنين" هتف معتز معترضا لترفع سبأ حاجبيها بدهشة وهي تهتف: "وانت عرفت عمري منين؟" "العصفورة قالتلي" قال معتز بشقاوة لتبتسم رغما عنها وهي لا تجد حلا معه ليبتسم قائلا:"ايوه كده خلي الشمس تطلع" زفرت تصطنع الحنق ليبتسم وكأنه يعلم أن كل هذا اصطناع قبل أن ينهض ويميل تجاهها هامسا:"هشوفك تاني يا سبأ" **** يتبع على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t483463-2.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 04-08-21 الساعة 06:20 PM | |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
256Likes
العرض العادي
