شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   رواية رحيق الياسمين * مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t483642.html)

ضاقت انفاسي 23-08-21 12:00 AM

رواية رحيق الياسمين * مكتملة *
 



مساء الخير للجميع .....بعد مسيرة من السنوات في كتابة الروايات ...وقد اتممت رواياتي الخمسة والتي كانت بعنوان
رواية طفولتي المشتتة
رواية بديت أنساك يا لون السعادة
رواية اقدار
رواية احكي غيابا مزق الوجدان
رواية بسمة مدفونة في خيالي ...و.بعد انهاء رواية الخامسة ...عزمت على نشر الرواية السادسة والتي بعنوان رحيق الياسمين ....اتمنى ان تعجب الجميع ... دمتم بخير



روابط الفصول

الفصل الأول .. المشاركة التالية
الفصل الثاني .. بالأسفل

الفصل الثالث
الفصول الرابع والخامس والسادس نفس الصفحة
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون الأخير




ضاقت انفاسي 23-08-21 12:12 AM






لا تنتظر حبيباً باعك وانتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسلّل إلى قلبك الحزين فيعيد لأيّامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل لا تحاول البحث عن حلم خذلّك وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلمٍ جديد لا تقف كثيراً على الأطلال خاصّةً إذا كانت الخفافيش قد سكنتها، والأشباح عرفت طريقها وابحث عن صوت عصفور يتسلّل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد لا تنظر إلى الأوراق الّتي تغيّر لونها وبهتت حروفها.. وتاهت سطورها بين الألم والوحشة سوف تكتشف أنّ هذه السّطور ليست أجمل ما كتبت وأنّ هذه الأوراق ليست آخر ما سطّرت ويجب أن تفرّق بين من وضع سطورك في عينيه ومن ألقى بها للرّياح لم تكن هذه السّطور مجرّد كلامٍ جميلٍ عابر ولكنّها مشاعر قلبٍ عاشها حرفاً حرفاً ونبض إنسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً. منقول




البارت الاول

في صالة الضيافة متوسطة الحجم ... ازدحم المكان من كثرة المتواجدين ...كانت تتحرك جاهدة حتى تلفت انتباهه لعله يناظرها بعدسته بين هالحشود ...لوحت بيدها كمحاولة لجذب الانتباه...سرعان ما وضعت يدها على وجه غريمتها الي تحاول تسرق منها الأضواء ...وابعدتها بقوة عنها...نهضت نفسها باندفاع لعل وعسى توصل للنجومية... سرعان ما شعرت بشعرها ينجذب بقوة للخلف ..وصوت الأخرى الغاضب : انقلعي ارجعي للخلف!
التفتت عليها متجاهلة وجع شعرها ...ودفتها بيدينها من صدرها بقوة... متجاهله الحشود الي تقف خلفهم ....لحظات كانوا فوق بعض ...وصوت شجارهم يرتفع ...كل وحده تدف الثانية بأقوى ...في سبيل النجومية مستعدة كل وحدة فيهم ترتكب جريمة!
أصدر شجارهم ضجيج عالي ...وشوش عملية التصوير ...لينطق أبو صالح بغضب: بس انت وهي!
أحسن ما أهف وجهك
ما اهتمت لغضبه ..وتوسعت ابتسامتها لما توجهت العدسة عليها ...لتنطق بأعلى نبرة تمتلكها..وهي تلوح بيدها : عندي مشاركة
قطعت كلامها لما شدتها شهد من شعرها من جديد ..وبحنق طفولي نطقت: أنا قبلك
ابتسم المقدم وهو يناظرهم .. وأشر لهم : تعالوا تعالوا هنا
ما صدقوا خبر تحركت رحيق وكأنها بحقل ألغام تقفز بحرص حتى لا تدوس أحد برجلينها ...بعد عناء وصلت ... توسعت ابتسامتها وهي تحاول تسحب المايك من المقدم : عندي مشاركة!
ضحك المقدم من اندفاعها وكأنها رح تملك الدنيا بهذه المشاركة الي رح تقدمها...نطق وهو يبعدها عنه برفق : لحظة لحظة وش فيك انت وأختك
شهد بحقد وهي تشوف رحيق أقرب منها للمايك...دفتها بيدها على وجهها قبل ما تجاوب ...ونطقت بهمجية: أنا قبلها عندي مشاركة!
أبو صالح شد شهد من أذنها بقوة...وهو يشوفها خربت ام المقابلة..وبنبرة غاضبة: يا قليلة الأدب ارجعي اجلس هناك انت والزفتة الثانية
رحيق برفض وإصرار نطقت: تبغى تصير مشهور لوحدك !
ضحك المقدم وناظر ابو صالح وهو يكلمه : الحين رح نوجه لك سؤال وإذا جاوبت عليه رح نقدم لك جائزة؟!
ابتهجت ملامح ابو صالح وهز رأسه بالموافقة: ايه ايه تفضل
المقدم والابتسامة للحين مرسومه على ملامحه: وش اسم هذه وهذه؟!
وأشر على رحيق وشهد!
عفس ملامحه بانتكاس وهو يناظر رحيق وشهد ويمسح على لحيته الخفيفه...عجز عقله يستحضر الأسماء ...لينطق باعتراض: سؤال صعب !
بصراحه اخربط بينهم !
رحيق تعلقت بالمايك وهو بيد المقدم ..ضجرت منهم تبغى تصير مشهورة: عندي مشاركة
نزلها ابو صالح من إذنها...وبنهر تكلم: الله يأخذك فضحتينا!
فركت إذنها ومدت البوز وعيونها بدت تلمع بالدموع ...المقدم مد لها المايك لما شاف إصرارها على المشاركة ,: يلا وش مشاركتك؟!
توسعت ابتسامتها ...وامسكت المايك بتملك ... حاولت تستذكر اي شيء حافظيته لكن نسيت كل شيء ..عصرت مخها حتى تذكرت هالمقطع :
أنا قصة إنسان..أنا جرح الزمان...أنا سالي سالي..
أنا قصة إنسان..أنا جرح الزمان...أنا سالي سالي..
أعيش في حنين..
لوقع المطر..لضوء القمر
و رسم المصير....
سالي سالي سالي
سالي سالي سالي
ضحك المقدم على طريقتها وهي تغني .. وقبل ما يأخذ منها المايك وهي مندمجه تغني قاطعتها شهد وهي تضربها على رأسها بالنعال من شدة غيرتها وقهرها ... أخذ المايك منها ويا دوب قادر يمسك نفسه من الضحك من توم وجيري ....
واقفه تمسح مكان ضربة النعال وتناظر شهد بتوعد ...ما رح تخرب برستيجها بعد ما صارت مشهورة .....نطق المقدم بعد ما بلع ضحكته بصعوبة ....وهو يناظر ابو صالح و يوجه له السؤال : كلمنا يا ابو صالح كيف تقدر تصرف على عيالك وكيف تقسم وقتك لتربية 33 طفل
ابو صالح ابتسم بثقل ونبرة غرور: الحمد لله الخير كثير ...ربي منعم علي وموفر لعيالي كل شيء وما هو ناقصهم شيء
أما رحيق واقفه وهي تشد بشعر شهد الي ماسكه شعرها بقوة بعد ما حركت رحيق حواجبها تغايضها!
ورجعوا اشتبكوا من جديد....
ابو صالح بانزعاج منهم وبدون سابق انذار مسك العقال ونزل فيهم ضرب : الله يأخذكم الواحد ما يعرف يقول كلمتين على بعضهن!
استغرب المقدم ولا وحده بكت ما شاء الله شعب لا إحساس ولا ضمير!
تدفق الدم بوجه شهد من القهر ...ليه رحيق صارت مشهورة وهي لا ...
رحيق اقتربت من ابو صالح وناظرته لما رجع وهو يتكلم كيف يتعامل مع عياله ويقسم وقته بينهم ...قاطعته رحيق بحنق : كذاب لا تصدقه كل أسبوع أو أسبوعين حتى يشوفونه
فتح عيونه بصدمه من تكذيبها له !
المقدم نزل لمستواها وابتسم :ما عرفنا نقول كلمتين بسببك!!
انت وش رقمك بهذه العائلة ؟! تراك جننتينا!!!
رحيق بابتسامة عبيطة ..وهي تمسح على شعرها : أنا ابنة الجيران ... أنا ابنة أبو فيصل !
بيتنا جنب بيتهم ملاصق !
بس أنا صديقة أمهم وازوهم كل يوم وهي تحبني كثير!
ما قدر المقدم يمسك نفسه من الضحك من هذه العائلة الضاربه..جلس على الأرض من شدة الضحك على أبو صالح ما يميز بين عياله وعيال الجيران
عبست ملامحها لما شدها من أذنها أبو صالح بقوة : وأنا اقول هاللسان السليط ما هو غريب علي !
وش جابك هنا ؟!
ناقصني بزران ...يلا انقلعي على بيتك وقولي لابوك والله اذا ما دفع الدين الا اشتكي عليه ... هذا واحد نصاب !
حست بطعنة بصدرها من كلامه ...فضحها قدام tv.....ما تحب احد يتكلم على أبوها .....أظلمت ملامحها.....وخيم الضيق بصدرها ..
وكعادتها ما تسكت ...مدت لسانها بغيض وهي تناظره ...وبحركه سريعة خلعت نعالها وضربت فيه شهد الي كانت سرحانه وتناظر المايك وكأنها عشيقة تناظر معشوقها ... وغادرت للخارج بسرعه قبل ما تمسكها شهد ..خرجت ووقفت بالشارع وهي تلهث من الركض ... أخذت نفس عميق .....ناظرت بيتهم بعبوس ما تبغى تروح له ...تتمنى تعيش في بيت ابو صالح افضل من بيتهم بألف مرة!
تحس فيه حياة ...في ناس تكلمهم وتضحك معهم وتتمشكل معهم ...ما هو مثل بيتهم مثل المقبرة ساكن ... وإن اجتمعوا يتحول للحظات لحلبة مصارعة!
اجواء مزعجة
رفعت نظرها لعبدالرحمن الي يمشي مستعجل سألها:وصل التيلفزيون؟!
ابتسمت بمحبة لعبدالرحمن وبنبرة فرحه:انا صوروني وصرت مشهورة!
عبد الرحمن تركها وركض بحماس حتى يلحق ويتصور!
جلست على طرف الشارع تنتظرهم يطلعون يمكن يصورونها مرة ثانية!
&&
&&
&&
&&
في اليوم الثاني
أمسكت بخصلة من خصلات شعرها باللون البني...ابتسمت حتى بانت أسنانها اللبنية ...تشعر بالمتعة من سماع احاديث جدها ...لما يبدأ يسرد قصص قديمة طوتها السنين...ناظرت لخالها لما رفع حاجبه بعدم تصديق لهذه القصة الي سمعها من ابوه عشرات المرات ..وبنبرة تشكيك لمصداقية القصة :كأنك يبه جالس تبالغ بهذه القصة ...حشى احس نفسي جالس اتابع فيلم هندي!!
سرعان ما توسعت عيونها باستنكار من اخر كلمة نطقها خالها !
بالرغم إنه قال الكلمة بتلقائية بدون ما ينتبه على أثر هالكلمة بداخل هالطفلة...
وقفت بعد ما ارتسمت على ملامحها العبوس ...تعكر مزاجها ...وين ما تروح لزوم يذكروها بالواقع الي تسعى بكل جهدها الهرب منه !
خرجت لفناء البيت جلست بملل على عتبة البيت ...سرعان ما توسعت ابتسامتها لما شافت ولد خالتها احمد دخل ...بدأت تمشي بغرور لجهته...
مط شفته بسخرية: علامك تمشين كذا مثل البطريق!
رفعت حاجب وبغرور نطقت: لا تكلمني صرت مشهورة!
عقد حواجبه بعدم فهم ..سرعان ما قهقهت رحيق وهي تناظره ...
دفها بالخفيف عنه : ناقصني بزران!
ابتسمت وبداخلها فرح وهي تنطق : انا طلعت على tv وغنيت والمقدم أخبرني إنه رح يرجع ويصورني مرة ثانية ...فرحانة مره مره إني صرت مشهورة وشهد ماتت بقهرها ما صوروها ..ختمت كلامها بضحكة تعبر عن مدى الفرح الي يتغلغل بداخلها!
رد بتسليك وهو متكتف يناظرها بملل: ايه ومتى رح ينشرون صوتك العندليب؟!
هزت رأسها بالنفي وهي توقف امامه: ما أعرف !
المهم رح ينشرون صوتي!
ما يهمه سوالف هالبزر الي يهمه سوالف ثانيه ...نطق باستفسار: أختك معك
حركت حواجبها بالنفي: أمي ما جابت الا أنا ..إخواني بالبيت !
تعرف إخواني ما يحبون يزورون بيت جدي !
ابتسم بسخرية وهو يسألها: وإنت ما تحبين بيت جدي
قاطعته بمراوغة : أنا أحب أجلس على هذه الأرجوحة !
وختمت كلامها بابتسامة دافئة وتوجهت نحو الأرجوحة وجلست عليها ...
ناظرها واقترب منها ونطق بانتقاد: خالتي كيف تترك عيالها هناك لوحدهم وتبغى تسافر
وقفت الأرجوحة وناظرته بصمت مطبق .. أمها رح تسافر ما معها خبر !
تابع كلامه لما شاف الصدمة على ملامحها : تبغى تزور أمها الهندية كم يوم وترجع...تدرين لزوم تأخذك معها حتى تتعرفين على شبيهتك ..ينقصك نقطة حمراء بين حواجبك وتصيرين
قاطعته بلامبالاة مزيفه: جدتي وأكيد رح أشبهها وش إلي يضحك بالسالفة!!
صدق متخلف!
صفر بذهول : يا طول لسانك!
تراني كبير عيب عليك تشتميني
قاطعته بعد ما عكر مزاجها من جديد : دام انك كبير تمقلع عند جدي وخالي واجلس ما هو راز وجهك عندي تأخذ العلوم!
انت ما لك علاقة بإخواني تفهم!
ضحك بسخرية: من زين اخوانك ...ترى عندي علم أختك طردها جدي ومنع أمك تدخلها هالبيت وخالتي زينب وأمك ما يكلمون بعض!
والا انت يا هندية وش يفهمك بذي السوالف بعدك بزر!
بدأت تتأرجح من جديد مطنشه وجوده وتجاهلت كلامه....راسمه على ملامحها الهدوء...ومن داخلها كره عميق تراكم بداخلها لأي شيء له علاقة بالهنود!
زفرت بعد ما دخل احمد للداخل ...لا إراديا بدأت دموعها تتساقط من هاللقب الي التصق فيها هنا وعند أهل أبوها ....وحتى بين الجيران!
مسحت دموعها بسرعة وتوجهت للداخل لما سمعت صوت صراخ من الداخل!
&&
&&
&&
واقفه تناظر شجار متكرر كلما رافقت أمها لبيت جدها ...سلطت نظراتها على والدتها وهي تنطق بشراسة: هذه حياتي أنا!!
نطق ابو عبدالرحمن بنبرة غاضبة ...خلاص طفح الكيل من هالبنت المتمردة بتصرفاتها الغبية: ما رح اسمح لك بأي تصرف طائش منك .. تفهمين؟!،
نطقت جدتها بمداخله : انت بهذا العمر
قاطعتها بتغطرس وتحدي خلاص اكتفت من تدخلاتهم : ما احد يقدر يجبرني على شيء ما أبغاه !
ليقاطعها ابو عبدالرحمن بصراخ هز أركان البيت: لهنا وكافي!
ما رح أسمح لك بالطلاق !
ترى للحين احس بالخزي والعار من نظرات الناس لي بسبب تصرفاتك !
ردت بعناد وهي تناظره بدون ما يرتجف لها جفن : وانا بعد احس بالاختناق من تدخلاتكم بحياتي!
ما تبغى اتطلق لا توقف بوجه سفري .. أبغى أزور أمي الي حرمتني منها سنوات طويله !
ناظرها بغضب وتوعد وتحرك للخارج....وهو يردد : الله يأخذك انت وأمك!
كانت واقفه جنب الباب وتتابع المشهد بصمت ...سرعان ما حاولت تستعيد توازنها بعد ما دفها جدها من طريقه!
التفتت لجدها وهو يغادر البيت ...مدت لسانها بغيض له ... سرعان ما قفلت حلقها وناظرت أمها الي تتكلم بصوت مرتفع ومنفعل : أبوي يبغى يتحكم بتصرفاتي يكفي الي صار لي بداية حياتي بسبب تسلطكم
قاطعتها جدتها ووجهها اكتسى باللون الاحمر ..ويدها ترتعش من شدة الغضب : لا تتكلمين على ابوك كذا ؟!
ترى ما عمل كذا حتى يغطي على فضيحتك !
تتكلمين بقوة عين ووقاحة وكأنك ما كنت سبب في جعل رأسنا بالتراب....احمدي ربك إنك للحين على قيد الحياة ...خلاص اكتفينا من تصرفاتك !
ختمت كلامها بنظرة تحسف واشمئزاز وغادرت المكان بخطوات بطيئة ....
ضربت اسماء الارض بقهر من كلام جدتها كلما تشوفها لزوم تعيد نفس الأسطوانة ....
زاد عبوسها وهي تناظر اخوها وهو يتكلم بسخرية : عندك خمس اطفال وتبغين الطلاق ؟
الظاهر إنه أبوي رح يكتب لائحة على باب البيت مكتوب عليها ( دار رعاية الأطفال)لا اقصد المراهين !
استحي على وجهك عيالك طولك وانت للحين ما عقلتي!
لا تنسين إن فكرت بالطلاق أبوي ما رح يقبل يستقبل عيالك المراهقين !
لأنهم بصراحة وبكل أسف ما يشرفونا بدخولهم هذا البيت !
للحين ما نسينا سالفة ابنتك !
طول عمره بيت أبوي معروف بأصله وفصله ورأسه مرفوع فوق ...ما رح أسمح لك تنزلين رأسه بالأرض ...فضيحتك القديمة بصعوبة حتى غطينا عليها !
يا ليت تعقلين يكون أفضل لك !
ضحكت بحنق ...وسرعان ما احتدت ملامحها وهي تنطق: كأنك جالس تهدد ؟!
اسمعني زين منصور ما عارضني على السفر .. وأنا رح أسافر عند امي
قاطعها بسخرية: هذا الي استفدناه من ذيك الهندية !
لو يدري جدي الله يرحمه انه رح يصير كذا ما جاب هالشغاله!
شوفي كلنا معروفين بأخلاقنا والكل يمدح فينا ...اخواتك الكل يتكلم بأدبهم وأخلاقهم ...لأننا عيال ام عبدالرحمن ما هو ابنة الهندية الي ما ينعرف اصلها من فصلها والحين جالسين نشوف اصلها وفصلها على أرض الواقع شيء مشرف لحد الاشمئزاز!
تدرين احس نفسي ابغى استفرغ كلما ناظرتك انت وعيالك !
ناظرته بتعالي : ما رح انزل مستواي لمستواك وارد عليك ؟!
انت واخواتك كلكم مو بعيني!
وأمي أشرف منكم كلكم ..كافي نظرة هالاستعلاء ترى نهايتكم جثة تحت التراب
قاطعها بتعجب: يا سلاااام!
دامك تعرفين انه نهايتنا جثة تحت التراب ليه ما تحاسبين على نفسك
قاطعته بحدة: ما يخصك !
تحركت للخارج وهي عازمة على السفر...وقفت لما نطق بحسافة بدون ما تناظره : تدرين هذه البنت من الظلم يتركوها تعيش بمستنقعك انت وزوجك لأنها رح تغرق فيه!
لفت عليه ونطقت بحزم: لو تموتون ما تعيش رحيق الا عندي !
وهالمستنقع الي تقول عنه هو اجمل شيء بالحياة ...ما رح اترك عيالي يعيشون حياتكم يا معقدين !
ناظرت رحيق واشرت لها : تحركي اشوف !!!
قبل ما تتحرك ناظرت خالها لما كلمها بتنبيه: رح يدمرونك ...وقولي خالي ما قال!
نزلت راسها بهدوء وتحركت خلف أمها بهدوء وعقلها يفكر بكلامه ... هي ما هي فاهمة وش السالفة ؟!
وش هالعداوة الي بينهم ؟!
&&
&&
&&
بعد العصر جالسين بالصالة الداخلية ....يكتسيها الهم والضيق وهي تشوف احفادها وكأنهم أيتام وأبوهم على قيد الحياة ...ناظرت كنتها بمواساة : ربك يعلم إني أنام وأنا أفكر فيك وبعيالك ,؟!
كم مرة كلمته وأبوه
قاطعتها وبداخلها خنجر مغروس بوسط قلبها: ما ابغى تكلمينه ولا أبغاه ... خلاص النفس عافته يا خالتي!
ربي يعوضني بعيالي وهذا يكفيني!
تنهدت بضيق ...ناظرت دلة القهوة ...وبنبرة ظهر فيها العجز بتفسير الي حصل: يعني حنا ما قصرنا معه بشيء ليه كذا الجفاء؟!
فجأة نكتشف إنه متزوج من سنين طويلة؟؟
وش لقى عند ذيك الساحرة حتى كرهنا لهذه الدرجة!
كل اسبوعين وأحيانا شهر حتى يمر علينا!
ما يقول عندي أم وأب ولهم حق علي!
ما يقول عندي عيال اشوفهم؟!
والا عياله من زوجته ذيك لهم الحق بس !
قاطعها ببرود ظاهري...وبداخله يغلي غليان من تصرفات ولده : ما تبغين هالشوفة !
فضحنا بأفعاله الشينة!
سمعته بالارض هو وزوجته!
حتى عياله نفس الطباع
قطع كلامه لما حس بالاختناق من الحال الي وصل له ولده !
زم شفته بقهر وهو يردف : ليه هو الوحيد الي طلع كذا بين أخوانه !
دائما سمعتنا فوق مثل المسك.....حتى اهل زوحته ناس اكابر ولهم سمعتهم ...ما اختار الا ابنة الهندية ... قولي الحمد لله إنه ساكن بعيد وما أحد يعرف إنه ولدي !
ما أبغاه ولا أبغى أشوف أي شيء يخصه !
وغضبي عليه ليوم الدين !
سكت للحظات بتردد وبعدها تابع : حتى ولده الحين بالأحداث خبرني سليمان عندهم بالقسم اتصل فيه صديقه يسأله وهو مستغرب من تشابه الاسماء ...طبعا سليمان أنكر أي صلة فيه وقال له يمكن تشابه أسماء!
نطقت بضيق : وش قضيته ؟!
زفر بسخرية: يعني وش رح تكون؟!
حضرته سارق (.....)
مسحت وجهها والهم اكتسى وجهها: الله يهديه الله يهديه !

**
**
**
يشعر بالنقص ينهش داخله ...الي يشوف بيتهم من برا يقول وش الرفاهية الي يعيشونها ...ما يدرون انهم محرومين من كل شيء ...ما عاد قادر يتحمل النقص والتنمر الي يتجرعه بمجتمعه ...لينطق من كبت متراكم بداخله: أبغى فلوس وما رح اتحرك من هنا قبل ما تعطيني!
واقفه أمام المرآة تناظر نفسها بتقييم ..والعلكة في فمها ...ولا كأنه أحد يكلمها ...رفعت غرتها وبداخلها حسرة على حظها العاثر الي رماها عند هذا السكير ...ما رح تصبر أكثر بأقرب وقت رح تطير للشخص الي يستحقها ...نقزت لما صرخ مشعل بغضب من إهمالها لمتطلباتهم واهتمامها يقتصر على متطلباتها هي فقط : أنا أكلمك!
رجعت خطوة للخلف والخوف دب بقلبها من ملامح هالمراهق ... لتنطق ببرود عكس دقات قلبها: أنا ما معي فلوس روح لأبوك وقول له هذا الكلام أنا وش دخلني
صرخت لما شافته مثل المجنون هجم على التسريحة وحطم كل الميك آب الي عليها !
دخل عليهم بملامح قاسية وهو يناظر زوجته تصرخ ومشعل يكسر كل شيء من حوله مثل المجنون ...لينطق بغضب: هييييه وش تعمل عندك!
انتبه على وجود أبوه ...اعتدل بوقفته ونطق بحرقه نابعه من الحرمان الي يتجرعه : أبغى فلوس
زم شفته بتعجب: الحين عفست كل الدنيا علشان كم فلس!
تبغى فلوس انقلع اشتغل ودبر لك فلوس ...احمد ربك إني موفر لكم الاكل ..
وبتحذير : يا ويلك ان شفت حركات المراهقه هنا ... والحين انقلع برا ...الله يأخذكم من عيال تجيبون الهم!
يشعر بكره عميق يتغلغل بداخله لأمه وأبوه..هو خالف الفطرة على حب الوالدين ...ما رح يسامحهم أبدا ...وبتمرد نطق : ما رح انقلع !
ابغى فلوس ... الأستاذ طلب منا بدلة رياضية وحذاء رياضي
قاطعه منصور وهو يخلع نعاله ..وسرعان ما استقر النعال على وجه مشعل وبغضب نطق: هذا نعال نمرته43 إن شاء الله يعجبك!
كان عافس ملامحه بألم من وجع الضربه..وضع يده على خده ...حاول حبس دموعه ..ما عاد ذاك الطفل الي يتكور على نفسه ويبكي مثل البزران ...رفع يده الي ترتجف من شدة القهر وهو ينطق بتوعد وبنبرة ظهر فيها الاهتزاز : رح تندمون!
لينطق منصور بلامبالاة: بالناقص منك ومن اخوانك الله يأخذكم وارتاح منكم ...
واقفه تناظر من الباب الموقف الي دوم يتكرر أمام عيونها ... ناظرت مشعل وهو يطلع من الغرفة وهو يتوعد فيهم ...مسحت دمعه متمردة تشتكي الحياة الي يعيشونها ...رفعت نظرها لأبوها لما وقف أمام الباب ونطق بصوت أرعبها:، نعم خير وش تبغين؟!
نزلت رأسها بصمت ..وابتعدت خطوة للخلف ... أغمضت عيونها لما قفل الباب بوجهها بقوة !
زفرت وبداخلها ضيق كل يوم يخنقهم ...تحركت مبتعدة عن غرفة أمها وأبوها ...جلست بصالة الجلوس ...تكورت على نفسها ....وهي تتجرع مرارة الحياة بهذا البيت !

&&
&
&&
يتبع ....

ضاقت انفاسي 23-08-21 12:14 AM



ابتسمت لام صالح بمحبة وهي تعتذر : كنت حافظها بس نسيتها!
ام صالح هزت رأسها بملامح تدخل الراحة للقلب : لزوم دوم تراجعين حفظك حتى ما تنسين !
سما بحماس: ماما انا قلت لها اساعدها بالحفظ
خزتها رحيق بتكذيب : متى قلت ؟!
سما ناظرتها وابتسمت : الحين
قطعت كلامها بضحكة قصيرة ...ما تعرف ليه لما تتحمس يشتغل عندها حبل الكذب !
رحيق بانتقاد : خالتي ام صالح قالت ما يصير تكذبين .. لأنك كلما كذبت تكتبين عند ربنا كذابة!
أنا ما ابغى اكون كذابة!
ابتسمت ام صالح وهي تناظر رحيق بمحبة ... تحب بساطتها وعفويتها ...يعجبها حبها للأخلاق الحميدة ...بالرغم انها احيانا تكون شقية لكن اذا ذكرتها ترجع الفتاة الهادية المطيعة ...اغلب وقتها عندهم ...تشعر بالاسى على هالطفلة أبوها طول الوقت مسافر وإن رجع يقلب حياتهم جحيم ...وامها أبعد ما تكون أم ... أغلب وقتها برا ما ترتاح لأسماء ابدا ...واخوانها سمعتهم بالأرض ...
رح تكسب فيها اجر وتربيها تربية صالحة مثل عيالها !
عبدالرحمن وبيده كتاب الرياضيات ناظرهم بضجر: انتم ما تعرفون تسكتون؟!
رحيق ناظرته بابتسامة دافئة ونطقت بانتقاد مازح: احد يدرس عند السوالف ؟!
قلد صوتها بسخرية ..وبعدها نطق بأمر: اعطيني مويه ريقي نشف من الرياضيات!
سما مدت له المويه بضجر: يا حبك للكسل ... ما تقدر تخدم نفسك !
تناول المويه منها وشرب بهدوء ...وضع الكأس على الطاولة ...وبنبرة امر نطق: اقول احت
قاطعته امه بحزم: عبدالرحمن انتهينا...كم مرة اقول لك اخواتك خط احمر!
مط شفته بضجر: انا ما طلبت من سما لاني عارف لسانها ...انا طلبت من رحيق
سما رفعت حاجب : قالوا لك رحيق شغالة عندك
قاطعها بقهر من تدخلها: انت وش دخلك احد وضعك محامي دفاع لها ؟!
رحيق ناظرت ام صالح متجاهلة نقاش سما واخوها ..ونطقت بضيق : اليوم ابوي رجع واكيد رح يأخذنا لبيت جدي ابو عبدالله بكره ..يوم الاثنين رح احفظ
قاطعتها بابتسامة دافئة : عادي يا ابنتي اهم شيء ما تتركين مراجعة الحفظ ..وبيت جدك لزوم تزورينهم من باب صلة الرحم !
مطت شفتها والضيق اكتسى وجهها ...نطقت من باب الفضفضة: ما أحب ازورهم ... فيصل يقول هم يكرهونا
قاطعتها : لا تسمعي كلام فيصل ...من متى يتكلم بكلام صحيح ؟!
خليه يترك السم الي يشربه وبعدها يصير خير !
عبدالرحمن بازدراء نطق : عائلة تجيب الغثاء
سما ابتسمت وهي تنطق : باستثناء هذه الهندية
قطعت كلامها وهي تشهق من برودة الموية...وضعت رحيق الكأس مكانه وبحدة نطقت : إذا قلت هالكلمة مرة ثانية رح اضرب الكأس برأسك!
ام صالح ضحكت بخفه على ملامح رحيق المنزعجة من هذا اللقب..وبتأنيب نطقت : كم مرة قلت لك يا سما ما تقولين لرحيق هالكلام
قاطعها عبدالرحمن : وليه تزعل ..روحي يا عمي للمرآة وشوفي نفسك ترى ما ينقصك الا نقطة حمراء بين حواجبك ...ما ادري مين الي رح يبتلي فيك ويتزوجك؟!
ام صالح خزته بقوة: عبدالرحمن وش هالكلام ..البنت بعدها صغيرة
ناظرته رحيق بغيض : أكرهك ... أجمل منك
قاطعتها سما : لا يا حلوة ترى بالغت ... وش وجه المقارنة بينك وبين عبدالرحمن!
زاد عبوسها وبقهر نطقت : ما احد طلب رايك ...مدت لسانها بغيض ...وخرجت من البيت متجاهلة نداء ام صالح عليها ...
ضحكت سما على انفعال رحيق : يا ناس اموت على هالبزر ...ملامحها لما تزعل ابغى أكلها !
ام صالح بلوم: ليه يمه كذا تجرحونها بالكلام ؟!
تعرفون هالطفلة اكره ما عليها هالكلمة !
سما بندم. : خلاص لما ترجع رح اشتري لها هدية !
**
**
**
نطق باعتذار : الاسبوع القادم رح اشتري
قاطعه الأستاذ بتشجيع وهو يناظر مشعل يتمتع بطول القامة مقارنه لعمر اجياله ...وعنده مهارات مذهله : مشعل انت مبدع بكرة السلة ..انتبه تضيع هالحلم منك !
رح يكون لك مستقبل زاهر ... رح انسق حتى تنظم لفريق كرة السلة الوطني لكن بعد ما تكمل معي الخطوات ..بإذن الله سنوات قليلة وتكون لاعب كرة سلة معروف!
والكل يعرفك
اطبق شفتاها بألم ..محطم بسبب سمعة ابوه والي تلاحقه وين ما راح ...دائما بالمدرسة لوحده ما احد يصادقه بتحريص من الاهل خوف على عيالهم منه ...والسبب ابوه النصاب السكير المروج .....لما يستذكر سمعة ابوه تطير من داخله كل الآمال والاحلام ما يدري إذا يقدر يحققها او لا !
عبست ملامحه بضيق لما رجع الاستاذ يؤكد عليه: لا تنسى البدلة الرياضية والحذاء الرياضي
هز رأسه بضيق وهو يفكر كيف يحصل عليها !
خرج من مكتب الاستاذ وخرج للساحة ...وهو يفكر بعمق ..وقف لما نطق من خلفه بسخرية: اشوف ولد السكير والنصاب سرحان !
اغمض عيونه وهو يعد للعشرة حتى يضبط نفسه ...ما رح يبتلى فيه ...قدامه حلم وما رح يتخلى عنه بسببه!
ردد بداخله طنش يا مشعل طنش طنش
ابتعد عنه وتوجه لغرفة الصف وبداخله بركان بأي لحظة رح ينفجر!
&&
&&
&&
جالسه بصالة الجلوس وعيونها على tv ...وعقلها يفكر بموقف حدث بالمدرسة ...لمتى تتعرض للتنمر من البنات ؟!
كم تتمنى تروح لمكان بعيد ما احد يعرف أبوها وأمها حتى ما أحد يعيرها فيهم!
ما تنكر هي بكل صراحة تعترف بينها وبين نفسها إنها تستعر منهم ...تتمنى لو كانت يتيمة ولا عاشت معهم !
على الاقل الناس تقول الله يرحمهم !
تنفست وكأنها تتنفس من خرم ابره ....مطت شفتها وهي تسمع صراخ أخوها وأبوها ...لحظات وانتقلت حلبة المصارعة للصالة ...نطق فيصل بتمرد ووقاحة: انا ما عندي اهل ازورهم ...روح لوحدك عند العجوز ...انا ما عندي وقت لثرثرته!
منصور بغضب وهو يشوف تمرد ولده عليه ورامي كلمته بالأرض: أقسم بالله اذبحك
رد بلامبالاة وهو يهم بالخروج: ترى اخاف كثير ...اقول روح من وجهي احسن ما ابتلي فيك انت واهلك!
سرعان ما مسك منصور فازا قريبه منه وصوبها على فيصل وهو يشعر بركان بداخله ونيران مشتعلة من تمرده !
تفادى فيصل الفازا بمهاره ...ناظر لشظايا الفازا منتشرة على الأرض ...لينطق باستفزاز: انتبه لا يطق لك عرق!
وخرج بعد ما قفل الباب خلفه بقوة !
ليبدأ منصور بسيل من الشتائم على عياله ...التفت لها جالسه تناظره بعيون بائسة ...نطق بكره: الله يأخذكم واخلص منكم ... قومي جهزي نفسك رايحين لبيت جدك !
وأقسم بالله إن تكلمت بحرف او سمعت صوتك او تحركت من مكانك الا اذبحك واشرب من دمك تفهمين!
هزت رأسها وهي مطبقه شفتاها بقوة حتى تمنع سقوط دموعها !
قبل ما يتحرك دخل مشعل مقطب حواجبه .. وهو يناظر الارض مليانه شظايا الفازا .وقف وناظر ابوه وهو يكلمه بأمر: جهز نفسك طالعين لبيت جدك
قاطعه بعبوس: عندي الاحد امتحان وما عندي وقت اضيعه
رفع حاجب وهو زام شفته بتعجب: والله عندك امتحان !
ترى اليوم الخميس ... يعني باقي ايام عن الامتحان
قاطعه بعناد وملامحه غاضبه : اقولك عندي امتحان وما عندي وقت اضيعه عند أهلك
لينطق منصور بغضب من تمرد عياله : لا تخليني ابتلي فيك الحين .. وبعدين في احد يدرس هالايام ؟!
انت غبي؟!
متى تستوعب إنه الدراسة ما لها قيمة ولا معنى لها ...ولا عمرك رح تحصل فلس واحد وانت تراكض خلف الكتب وهالخرابيط !
واقف يسمع لثرثرة ابوه ويحس بالاحباط يسري بداخله ...من الصفوف الأولى وهو متفوق بدراسته ...وما اثر التنمر عليه ..بالعكس كان عنده طموح كبير رح يصير اكبر طبيب جراح او مهندس ... رح يكون شخص له سمعته بالمجتمع .. وكل يوم بعد يوم كانت طموحاته تتناقص ... بالرغم من تمسكه بالدراسة وللحين محافظ على مستواه الدراسي لكن ما عاد يفكر بوظيفة المستقبل الحين كل أمله يصير لاعب كرة سلة ...وحتى هذا الطموح الظاهر بالايام القادمة رح يذبل ويموت مثل ما ماتت أحلامه ...صحي من سرحانه لما نطق ابوه بأمر حازم : جهز نفسك بسرعه ما عندي وقت!
تعدى ابوه ونطق بلامبالاة لغضب ابوه ما عاد يفكر او يهتم لغضبه ..وصل لحد البلادة من كثر الضرب والشتائم المتكررة: ما لي خلق اسمع محاضرات جدي بالتربية . ..ويعمل نفسه فيلسوف زمانه بالتربية وحنا شايفين نموذج من تربيته على أرض الواقع
فتح منصور عيونه بصدمه من وقاحته ..قبل ما يتحرك ويطلع سم قلبه فيه ...مسكت يده زوجته ما يدري متى جاءت وهي تنطق بأمر: ترى ما بقى وقت روح لتأدية هالواجب و ارجع !
عندنا مشاغل كثيرة !
ابعد يدها عنه بعنف : اذا رجعت لي كلام مع عيالك ..وخاصة ابنتك الزفتة وينها ما اشوفها؟!
رددت بداخلها جعلك ما ترجع...وبهدوء نطقت: وش تبغى فيها ؟!
خذ هذه البزر معك ما هو ضروري تغث كل عيالي برؤية اهلك !
صرخ بقوة على رحيق الي جالسه تتابع المشهد بصمت كئيب : تحركي!
وناظرها بنظرات بغض: من زين اهلك!
عاجبك عيالك كيف يكلموني ويتمردوا علي ؟!
نطقت بلامبالاة وهي تجلس: أنا وش دخلني؟!
هز رأسه بتوعد : يصير خير

$$
$$
$$

&&
انتهى البارت...دمتم بخير


Black hand 23-08-21 12:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضاقت انفاسي (المشاركة 15633800)





لا تنتظر حبيباً باعك وانتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسلّل إلى قلبك الحزين فيعيد لأيّامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل لا تحاول البحث عن حلم خذلّك وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلمٍ جديد لا تقف كثيراً على الأطلال خاصّةً إذا كانت الخفافيش قد سكنتها، والأشباح عرفت طريقها وابحث عن صوت عصفور يتسلّل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد لا تنظر إلى الأوراق الّتي تغيّر لونها وبهتت حروفها.. وتاهت سطورها بين الألم والوحشة سوف تكتشف أنّ هذه السّطور ليست أجمل ما كتبت وأنّ هذه الأوراق ليست آخر ما سطّرت ويجب أن تفرّق بين من وضع سطورك في عينيه ومن ألقى بها للرّياح لم تكن هذه السّطور مجرّد كلامٍ جميلٍ عابر ولكنّها مشاعر قلبٍ عاشها حرفاً حرفاً ونبض إنسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً. منقول








البارت الاول

في صالة الضيافة متوسطة الحجم ... ازدحم المكان من كثرة المتواجدين ...كانت تتحرك جاهدة حتى تلفت انتباهه لعله يناظرها بعدسته بين هالحشود ...لوحت بيدها كمحاولة لجذب الانتباه...سرعان ما وضعت يدها على وجه غريمتها الي تحاول تسرق منها الأضواء ...وابعدتها بقوة عنها...نهضت نفسها باندفاع لعل وعسى توصل للنجومية... سرعان ما شعرت بشعرها ينجذب بقوة للخلف ..وصوت الأخرى الغاضب : انقلعي ارجعي للخلف!
التفتت عليها متجاهلة وجع شعرها ...ودفتها بيدينها من صدرها بقوة... متجاهله الحشود الي تقف خلفهم ....لحظات كانوا فوق بعض ...وصوت شجارهم يرتفع ...كل وحده تدف الثانية بأقوى ...في سبيل النجومية مستعدة كل وحدة فيهم ترتكب جريمة!
أصدر شجارهم ضجيج عالي ...وشوش عملية التصوير ...لينطق أبو صالح بغضب: بس انت وهي!
أحسن ما أهف وجهك
ما اهتمت لغضبه ..وتوسعت ابتسامتها لما توجهت العدسة عليها ...لتنطق بأعلى نبرة تمتلكها..وهي تلوح بيدها : عندي مشاركة
قطعت كلامها لما شدتها شهد من شعرها من جديد ..وبحنق طفولي نطقت: أنا قبلك
ابتسم المقدم وهو يناظرهم .. وأشر لهم : تعالوا تعالوا هنا
ما صدقوا خبر تحركت رحيق وكأنها بحقل ألغام تقفز بحرص حتى لا تدوس أحد برجلينها ...بعد عناء وصلت ... توسعت ابتسامتها وهي تحاول تسحب المايك من المقدم : عندي مشاركة!
ضحك المقدم من اندفاعها وكأنها رح تملك الدنيا بهذه المشاركة الي رح تقدمها...نطق وهو يبعدها عنه برفق : لحظة لحظة وش فيك انت وأختك
شهد بحقد وهي تشوف رحيق أقرب منها للمايك...دفتها بيدها على وجهها قبل ما تجاوب ...ونطقت بهمجية: أنا قبلها عندي مشاركة!
أبو صالح شد شهد من أذنها بقوة...وهو يشوفها خربت ام المقابلة..وبنبرة غاضبة: يا قليلة الأدب ارجعي اجلس هناك انت والزفتة الثانية
رحيق برفض وإصرار نطقت: تبغى تصير مشهور لوحدك !
ضحك المقدم وناظر ابو صالح وهو يكلمه : الحين رح نوجه لك سؤال وإذا جاوبت عليه رح نقدم لك جائزة؟!
ابتهجت ملامح ابو صالح وهز رأسه بالموافقة: ايه ايه تفضل
المقدم والابتسامة للحين مرسومه على ملامحه: وش اسم هذه وهذه؟!
وأشر على رحيق وشهد!
عفس ملامحه بانتكاس وهو يناظر رحيق وشهد ويمسح على لحيته الخفيفه...عجز عقله يستحضر الأسماء ...لينطق باعتراض: سؤال صعب !
بصراحه اخربط بينهم !
رحيق تعلقت بالمايك وهو بيد المقدم ..ضجرت منهم تبغى تصير مشهورة: عندي مشاركة
نزلها ابو صالح من إذنها...وبنهر تكلم: الله يأخذك فضحتينا!
فركت إذنها ومدت البوز وعيونها بدت تلمع بالدموع ...المقدم مد لها المايك لما شاف إصرارها على المشاركة ,: يلا وش مشاركتك؟!
توسعت ابتسامتها ...وامسكت المايك بتملك ... حاولت تستذكر اي شيء حافظيته لكن نسيت كل شيء ..عصرت مخها حتى تذكرت هالمقطع :
أنا قصة إنسان..أنا جرح الزمان...أنا سالي سالي..
أنا قصة إنسان..أنا جرح الزمان...أنا سالي سالي..
أعيش في حنين..
لوقع المطر..لضوء القمر
و رسم المصير....
سالي سالي سالي
سالي سالي سالي
ضحك المقدم على طريقتها وهي تغني .. وقبل ما يأخذ منها المايك وهي مندمجه تغني قاطعتها شهد وهي تضربها على رأسها بالنعال من شدة غيرتها وقهرها ... أخذ المايك منها ويا دوب قادر يمسك نفسه من الضحك من توم وجيري ....
واقفه تمسح مكان ضربة النعال وتناظر شهد بتوعد ...ما رح تخرب برستيجها بعد ما صارت مشهورة .....نطق المقدم بعد ما بلع ضحكته بصعوبة ....وهو يناظر ابو صالح و يوجه له السؤال : كلمنا يا ابو صالح كيف تقدر تصرف على عيالك وكيف تقسم وقتك لتربية ٣٣ طفل
ابو صالح ابتسم بثقل ونبرة غرور: الحمد لله الخير كثير ...ربي منعم علي وموفر لعيالي كل شيء وما هو ناقصهم شيء
أما رحيق واقفه وهي تشد بشعر شهد الي ماسكه شعرها بقوة بعد ما حركت رحيق حواجبها تغايضها!
ورجعوا اشتبكوا من جديد....
ابو صالح بانزعاج منهم وبدون سابق انذار مسك العقال ونزل فيهم ضرب : الله يأخذكم الواحد ما يعرف يقول كلمتين على بعضهن!
استغرب المقدم ولا وحده بكت ما شاء الله شعب لا إحساس ولا ضمير!
تدفق الدم بوجه شهد من القهر ...ليه رحيق صارت مشهورة وهي لا ...
رحيق اقتربت من ابو صالح وناظرته لما رجع وهو يتكلم كيف يتعامل مع عياله ويقسم وقته بينهم ...قاطعته رحيق بحنق : كذاب لا تصدقه كل أسبوع أو أسبوعين حتى يشوفونه
فتح عيونه بصدمه من تكذيبها له !
المقدم نزل لمستواها وابتسم :ما عرفنا نقول كلمتين بسببك!!
انت وش رقمك بهذه العائلة ؟! تراك جننتينا!!!
رحيق بابتسامة عبيطة ..وهي تمسح على شعرها : أنا ابنة الجيران ... أنا ابنة أبو فيصل !
بيتنا جنب بيتهم ملاصق !
بس أنا صديقة أمهم وازوهم كل يوم وهي تحبني كثير!
ما قدر المقدم يمسك نفسه من الضحك من هذه العائلة الضاربه..جلس على الأرض من شدة الضحك على أبو صالح ما يميز بين عياله وعيال الجيران
عبست ملامحها لما شدها من أذنها أبو صالح بقوة : وأنا اقول هاللسان السليط ما هو غريب علي !
وش جابك هنا ؟!
ناقصني بزران ...يلا انقلعي على بيتك وقولي لابوك والله اذا ما دفع الدين الا اشتكي عليه ... هذا واحد نصاب !
حست بطعنة بصدرها من كلامه ...فضحها قدام tv.....ما تحب احد يتكلم على أبوها .....أظلمت ملامحها.....وخيم الضيق بصدرها ..
وكعادتها ما تسكت ...مدت لسانها بغيض وهي تناظره ...وبحركه سريعة خلعت نعالها وضربت فيه شهد الي كانت سرحانه وتناظر المايك وكأنها عشيقة تناظر معشوقها ... وغادرت للخارج بسرعه قبل ما تمسكها شهد ..خرجت ووقفت بالشارع وهي تلهث من الركض ... أخذت نفس عميق .....ناظرت بيتهم بعبوس ما تبغى تروح له ...تتمنى تعيش في بيت ابو صالح افضل من بيتهم بألف مرة!
تحس فيه حياة ...في ناس تكلمهم وتضحك معهم وتتمشكل معهم ...ما هو مثل بيتهم مثل المقبرة ساكن ... وإن اجتمعوا يتحول للحظات لحلبة مصارعة!
اجواء مزعجة
رفعت نظرها لعبدالرحمن الي يمشي مستعجل سألها:وصل التيلفزيون؟!
ابتسمت بمحبة لعبدالرحمن وبنبرة فرحه:انا صوروني وصرت مشهورة!
عبد الرحمن تركها وركض بحماس حتى يلحق ويتصور!
جلست على طرف الشارع تنتظرهم يطلعون يمكن يصورونها مرة ثانية!
&&
&&
&&
&&
في اليوم الثاني
أمسكت بخصلة من خصلات شعرها باللون البني...ابتسمت حتى بانت أسنانها اللبنية ...تشعر بالمتعة من سماع احاديث جدها ...لما يبدأ يسرد قصص قديمة طوتها السنين...ناظرت لخالها لما رفع حاجبه بعدم تصديق لهذه القصة الي سمعها من ابوه عشرات المرات ..وبنبرة تشكيك لمصداقية القصة :كأنك يبه جالس تبالغ بهذه القصة ...حشى احس نفسي جالس اتابع فيلم هندي!!
سرعان ما توسعت عيونها باستنكار من اخر كلمة نطقها خالها !
بالرغم إنه قال الكلمة بتلقائية بدون ما ينتبه على أثر هالكلمة بداخل هالطفلة...
وقفت بعد ما ارتسمت على ملامحها العبوس ...تعكر مزاجها ...وين ما تروح لزوم يذكروها بالواقع الي تسعى بكل جهدها الهرب منه !
خرجت لفناء البيت جلست بملل على عتبة البيت ...سرعان ما توسعت ابتسامتها لما شافت ولد خالتها احمد دخل ...بدأت تمشي بغرور لجهته...
مط شفته بسخرية: علامك تمشين كذا مثل البطريق!
رفعت حاجب وبغرور نطقت: لا تكلمني صرت مشهورة!
عقد حواجبه بعدم فهم ..سرعان ما قهقهت رحيق وهي تناظره ...
دفها بالخفيف عنه : ناقصني بزران!
ابتسمت وبداخلها فرح وهي تنطق : انا طلعت على tv وغنيت والمقدم أخبرني إنه رح يرجع ويصورني مرة ثانية ...فرحانة مره مره إني صرت مشهورة وشهد ماتت بقهرها ما صوروها ..ختمت كلامها بضحكة تعبر عن مدى الفرح الي يتغلغل بداخلها!
رد بتسليك وهو متكتف يناظرها بملل: ايه ومتى رح ينشرون صوتك العندليب؟!
هزت رأسها بالنفي وهي توقف امامه: ما أعرف !
المهم رح ينشرون صوتي!
ما يهمه سوالف هالبزر الي يهمه سوالف ثانيه ...نطق باستفسار: أختك معك
حركت حواجبها بالنفي: أمي ما جابت الا أنا ..إخواني بالبيت !
تعرف إخواني ما يحبون يزورون بيت جدي !
ابتسم بسخرية وهو يسألها: وإنت ما تحبين بيت جدي
قاطعته بمراوغة : أنا أحب أجلس على هذه الأرجوحة !
وختمت كلامها بابتسامة دافئة وتوجهت نحو الأرجوحة وجلست عليها ...
ناظرها واقترب منها ونطق بانتقاد: خالتي كيف تترك عيالها هناك لوحدهم وتبغى تسافر
وقفت الأرجوحة وناظرته بصمت مطبق .. أمها رح تسافر ما معها خبر !
تابع كلامه لما شاف الصدمة على ملامحها : تبغى تزور أمها الهندية كم يوم وترجع...تدرين لزوم تأخذك معها حتى تتعرفين على شبيهتك ..ينقصك نقطة حمراء بين حواجبك وتصيرين
قاطعته بلامبالاة مزيفه: جدتي وأكيد رح أشبهها وش إلي يضحك بالسالفة!!
صدق متخلف!
صفر بذهول : يا طول لسانك!
تراني كبير عيب عليك تشتميني
قاطعته بعد ما عكر مزاجها من جديد : دام انك كبير تمقلع عند جدي وخالي واجلس ما هو راز وجهك عندي تأخذ العلوم!
انت ما لك علاقة بإخواني تفهم!
ضحك بسخرية: من زين اخوانك ...ترى عندي علم أختك طردها جدي ومنع أمك تدخلها هالبيت وخالتي زينب وأمك ما يكلمون بعض!
والا انت يا هندية وش يفهمك بذي السوالف بعدك بزر!
بدأت تتأرجح من جديد مطنشه وجوده وتجاهلت كلامه....راسمه على ملامحها الهدوء...ومن داخلها كره عميق تراكم بداخلها لأي شيء له علاقة بالهنود!
زفرت بعد ما دخل احمد للداخل ...لا إراديا بدأت دموعها تتساقط من هاللقب الي التصق فيها هنا وعند أهل أبوها ....وحتى بين الجيران!
مسحت دموعها بسرعة وتوجهت للداخل لما سمعت صوت صراخ من الداخل!
&&
&&
&&
واقفه تناظر شجار متكرر كلما رافقت أمها لبيت جدها ...سلطت نظراتها على والدتها وهي تنطق بشراسة: هذه حياتي أنا!!
نطق ابو عبدالرحمن بنبرة غاضبة ...خلاص طفح الكيل من هالبنت المتمردة بتصرفاتها الغبية: ما رح اسمح لك بأي تصرف طائش منك .. تفهمين؟!،
نطقت جدتها بمداخله : انت بهذا العمر
قاطعتها بتغطرس وتحدي خلاص اكتفت من تدخلاتهم : ما احد يقدر يجبرني على شيء ما أبغاه !
ليقاطعها ابو عبدالرحمن بصراخ هز أركان البيت: لهنا وكافي!
ما رح أسمح لك بالطلاق !
ترى للحين احس بالخزي والعار من نظرات الناس لي بسبب تصرفاتك !
ردت بعناد وهي تناظره بدون ما يرتجف لها جفن : وانا بعد احس بالاختناق من تدخلاتكم بحياتي!
ما تبغى اتطلق لا توقف بوجه سفري .. أبغى أزور أمي الي حرمتني منها سنوات طويله !
ناظرها بغضب وتوعد وتحرك للخارج....وهو يردد : الله يأخذك انت وأمك!
كانت واقفه جنب الباب وتتابع المشهد بصمت ...سرعان ما حاولت تستعيد توازنها بعد ما دفها جدها من طريقه!
التفتت لجدها وهو يغادر البيت ...مدت لسانها بغيض له ... سرعان ما قفلت حلقها وناظرت أمها الي تتكلم بصوت مرتفع ومنفعل : أبوي يبغى يتحكم بتصرفاتي يكفي الي صار لي بداية حياتي بسبب تسلطكم
قاطعتها جدتها ووجهها اكتسى باللون الاحمر ..ويدها ترتعش من شدة الغضب : لا تتكلمين على ابوك كذا ؟!
ترى ما عمل كذا حتى يغطي على فضيحتك !
تتكلمين بقوة عين ووقاحة وكأنك ما كنت سبب في جعل رأسنا بالتراب....احمدي ربك إنك للحين على قيد الحياة ...خلاص اكتفينا من تصرفاتك !
ختمت كلامها بنظرة تحسف واشمئزاز وغادرت المكان بخطوات بطيئة ....
ضربت اسماء الارض بقهر من كلام جدتها كلما تشوفها لزوم تعيد نفس الأسطوانة ....
زاد عبوسها وهي تناظر اخوها وهو يتكلم بسخرية : عندك خمس اطفال وتبغين الطلاق ؟
الظاهر إنه أبوي رح يكتب لائحة على باب البيت مكتوب عليها ( دار رعاية الأطفال)لا اقصد المراهين !
استحي على وجهك عيالك طولك وانت للحين ما عقلتي!
لا تنسين إن فكرت بالطلاق أبوي ما رح يقبل يستقبل عيالك المراهقين !
لأنهم بصراحة وبكل أسف ما يشرفونا بدخولهم هذا البيت !
للحين ما نسينا سالفة ابنتك !
طول عمره بيت أبوي معروف بأصله وفصله ورأسه مرفوع فوق ...ما رح أسمح لك تنزلين رأسه بالأرض ...فضيحتك القديمة بصعوبة حتى غطينا عليها !
يا ليت تعقلين يكون أفضل لك !
ضحكت بحنق ...وسرعان ما احتدت ملامحها وهي تنطق: كأنك جالس تهدد ؟!
اسمعني زين منصور ما عارضني على السفر .. وأنا رح أسافر عند امي
قاطعها بسخرية: هذا الي استفدناه من ذيك الهندية !
لو يدري جدي الله يرحمه انه رح يصير كذا ما جاب هالشغاله!
شوفي كلنا معروفين بأخلاقنا والكل يمدح فينا ...اخواتك الكل يتكلم بأدبهم وأخلاقهم ...لأننا عيال ام عبدالرحمن ما هو ابنة الهندية الي ما ينعرف اصلها من فصلها والحين جالسين نشوف اصلها وفصلها على أرض الواقع شيء مشرف لحد الاشمئزاز!
تدرين احس نفسي ابغى استفرغ كلما ناظرتك انت وعيالك !
ناظرته بتعالي : ما رح انزل مستواي لمستواك وارد عليك ؟!
انت واخواتك كلكم مو بعيني!
وأمي أشرف منكم كلكم ..كافي نظرة هالاستعلاء ترى نهايتكم جثة تحت التراب
قاطعها بتعجب: يا سلاااام!
دامك تعرفين انه نهايتنا جثة تحت التراب ليه ما تحاسبين على نفسك
قاطعته بحدة: ما يخصك !
تحركت للخارج وهي عازمة على السفر...وقفت لما نطق بحسافة بدون ما تناظره : تدرين هذه البنت من الظلم يتركوها تعيش بمستنقعك انت وزوجك لأنها رح تغرق فيه!
لفت عليه ونطقت بحزم: لو تموتون ما تعيش رحيق الا عندي !
وهالمستنقع الي تقول عنه هو اجمل شيء بالحياة ...ما رح اترك عيالي يعيشون حياتكم يا معقدين !
ناظرت رحيق واشرت لها : تحركي اشوف !!!
قبل ما تتحرك ناظرت خالها لما كلمها بتنبيه: رح يدمرونك ...وقولي خالي ما قال!
نزلت راسها بهدوء وتحركت خلف أمها بهدوء وعقلها يفكر بكلامه ... هي ما هي فاهمة وش السالفة ؟!
وش هالعداوة الي بينهم ؟!
&&
&&
&&
بعد العصر جالسين بالصالة الداخلية ....يكتسيها الهم والضيق وهي تشوف احفادها وكأنهم أيتام وأبوهم على قيد الحياة ...ناظرت كنتها بمواساة : ربك يعلم إني أنام وأنا أفكر فيك وبعيالك ,؟!
كم مرة كلمته وأبوه
قاطعتها وبداخلها خنجر مغروس بوسط قلبها: ما ابغى تكلمينه ولا أبغاه ... خلاص النفس عافته يا خالتي!
ربي يعوضني بعيالي وهذا يكفيني!
تنهدت بضيق ...ناظرت دلة القهوة ...وبنبرة ظهر فيها العجز بتفسير الي حصل: يعني حنا ما قصرنا معه بشيء ليه كذا الجفاء؟!
فجأة نكتشف إنه متزوج من سنين طويلة؟؟
وش لقى عند ذيك الساحرة حتى كرهنا لهذه الدرجة!
كل اسبوعين وأحيانا شهر حتى يمر علينا!
ما يقول عندي أم وأب ولهم حق علي!
ما يقول عندي عيال اشوفهم؟!
والا عياله من زوجته ذيك لهم الحق بس !
قاطعها ببرود ظاهري...وبداخله يغلي غليان من تصرفات ولده : ما تبغين هالشوفة !
فضحنا بأفعاله الشينة!
سمعته بالارض هو وزوجته!
حتى عياله نفس الطباع
قطع كلامه لما حس بالاختناق من الحال الي وصل له ولده !
زم شفته بقهر وهو يردف : ليه هو الوحيد الي طلع كذا بين أخوانه !
دائما سمعتنا فوق مثل المسك.....حتى اهل زوحته ناس اكابر ولهم سمعتهم ...ما اختار الا ابنة الهندية ... قولي الحمد لله إنه ساكن بعيد وما أحد يعرف إنه ولدي !
ما أبغاه ولا أبغى أشوف أي شيء يخصه !
وغضبي عليه ليوم الدين !
سكت للحظات بتردد وبعدها تابع : حتى ولده الحين بالأحداث خبرني سليمان عندهم بالقسم اتصل فيه صديقه يسأله وهو مستغرب من تشابه الاسماء ...طبعا سليمان أنكر أي صلة فيه وقال له يمكن تشابه أسماء!
نطقت بضيق : وش قضيته ؟!
زفر بسخرية: يعني وش رح تكون؟!
حضرته سارق (.....)
مسحت وجهها والهم اكتسى وجهها: الله يهديه الله يهديه !

**
**
**
يشعر بالنقص ينهش داخله ...الي يشوف بيتهم من برا يقول وش الرفاهية الي يعيشونها ...ما يدرون انهم محرومين من كل شيء ...ما عاد قادر يتحمل النقص والتنمر الي يتجرعه بمجتمعه ...لينطق من كبت متراكم بداخله: أبغى فلوس وما رح اتحرك من هنا قبل ما تعطيني!
واقفه أمام المرآة تناظر نفسها بتقييم ..والعلكة في فمها ...ولا كأنه أحد يكلمها ...رفعت غرتها وبداخلها حسرة على حظها العاثر الي رماها عند هذا السكير ...ما رح تصبر أكثر بأقرب وقت رح تطير للشخص الي يستحقها ...نقزت لما صرخ مشعل بغضب من إهمالها لمتطلباتهم واهتمامها يقتصر على متطلباتها هي فقط : أنا أكلمك!
رجعت خطوة للخلف والخوف دب بقلبها من ملامح هالمراهق ... لتنطق ببرود عكس دقات قلبها: أنا ما معي فلوس روح لأبوك وقول له هذا الكلام أنا وش دخلني
صرخت لما شافته مثل المجنون هجم على التسريحة وحطم كل الميك آب الي عليها !
دخل عليهم بملامح قاسية وهو يناظر زوجته تصرخ ومشعل يكسر كل شيء من حوله مثل المجنون ...لينطق بغضب: هييييه وش تعمل عندك!
انتبه على وجود أبوه ...اعتدل بوقفته ونطق بحرقه نابعه من الحرمان الي يتجرعه : أبغى فلوس
زم شفته بتعجب: الحين عفست كل الدنيا علشان كم فلس!
تبغى فلوس انقلع اشتغل ودبر لك فلوس ...احمد ربك إني موفر لكم الاكل ..
وبتحذير : يا ويلك ان شفت حركات المراهقه هنا ... والحين انقلع برا ...الله يأخذكم من عيال تجيبون الهم!
يشعر بكره عميق يتغلغل بداخله لأمه وأبوه..هو خالف الفطرة على حب الوالدين ...ما رح يسامحهم أبدا ...وبتمرد نطق : ما رح انقلع !
ابغى فلوس ... الأستاذ طلب منا بدلة رياضية وحذاء رياضي
قاطعه منصور وهو يخلع نعاله ..وسرعان ما استقر النعال على وجه مشعل وبغضب نطق: هذا نعال نمرته٤٣ إن شاء الله يعجبك!
كان عافس ملامحه بألم من وجع الضربه..وضع يده على خده ...حاول حبس دموعه ..ما عاد ذاك الطفل الي يتكور على نفسه ويبكي مثل البزران ...رفع يده الي ترتجف من شدة القهر وهو ينطق بتوعد وبنبرة ظهر فيها الاهتزاز : رح تندمون!
لينطق منصور بلامبالاة: بالناقص منك ومن اخوانك الله يأخذكم وارتاح منكم ...
واقفه تناظر من الباب الموقف الي دوم يتكرر أمام عيونها ... ناظرت مشعل وهو يطلع من الغرفة وهو يتوعد فيهم ...مسحت دمعه متمردة تشتكي الحياة الي يعيشونها ...رفعت نظرها لأبوها لما وقف أمام الباب ونطق بصوت أرعبها:، نعم خير وش تبغين؟!
نزلت رأسها بصمت ..وابتعدت خطوة للخلف ... أغمضت عيونها لما قفل الباب بوجهها بقوة !
زفرت وبداخلها ضيق كل يوم يخنقهم ...تحركت مبتعدة عن غرفة أمها وأبوها ...جلست بصالة الجلوس ...تكورت على نفسها ....وهي تتجرع مرارة الحياة بهذا البيت !

&&
&
&&
يتبع ....






يا هلا بأبرار ....
ياريت ترسلي للمشرفه تعدل لون المشاركه الأولى يعمي بالمرةةةةة

ضاقت انفاسي 23-08-21 12:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة black hand (المشاركة 15633827)
يا هلا بأبرار ....
ياريت ترسلي للمشرفه تعدل لون المشاركه الأولى يعمي بالمرةةةةة

هلا فيك ...طلع بالغلط هذا اللون 😁 اعملي تظليل للنص بيطلع عندم لون اسود 🙃 يسلموووو على مرورك 🌹

ضاقت انفاسي 23-08-21 11:58 AM


نخفي حزناً ووجعاً ودموعاً أحياناً خلف عبارة -أنا بخير- تباً لعزة النفس، وسحقاً لواقع لا‌ يوجد به احتواء صادق.






البارت الثاني


مجتمعه مع بناتها في غرفة الجلوس ...ناظرت ندى وهي تمسح دموعها وهي مستمرة بالكلام : ليه الكل عندهم أب إلا حنا ؟!
هزت رأسها أمها وكتمت ضيقها بداخلها من لما اكتشفوا أنه متزوج وحده ثانية هجرها وما عادت تشوفه ..وبنبرة فيها غصة: عادي يمه اعتبري نفسك يتيمه
قاطعتها وفاء برفض هالشيء: ليه نتخيل وهو عايش؟!
ليه يحب إخواننا اكثر منا ؟!
ولا عمره زارنا او سأل عنا ؟!
كل الاهتمام بعياله وحنا بستين داهية!
اكره عياله ... وخاصة البنات
ندى مسحت دموعها : راما تقول لما تزور رحيق بيت جدي ما تنطق حرف واحد طول الوقت جالسه وساكته !وما ترضى تلعب معهم !
مطت شفتها بضيق وقاطعتها بنبرة عتاب: يا يمه انا قصرت معكم بشيء؟!
أخوكم قصر معكم؟
كل شيء تتمنوه تلقونه أمامكم ...وش تبغون بوجع الرأس. ..قولوا الحمد لله وربنا رح يعوضكم!
هزت رأسها ندى بعدم اقتناع وبداخلها تحسد رحيق على حياة الرفاهية الي تعيشها ... وجهلت كم نحكم على المظاهر وما ندري عن البواطن ...كم نشوف ناس ظاهرهم حياتهم من برا سعيدة ورفاهية ومن الداخل الحياة جحيم وما احد يطيقها!
نحسد بعض على نعم مزيفة ولو اطلعنا على الواقع لانصهرت القلوب حزن على حالهم ... يكفينا نرضى بأقدار الله ...ونعود العين ما تناظر لفوق ...تكون دوم راضية بكل شيء مقسوم لها ...
&&
&&
&&
مسح حبات العرق عن جبينه ...يشعر بسيلان العرق في ظهره بفعل حرارة الشمس المرتفعة ....زفر بتعب وهو يرجع يكمل نقل البضاعة ...
يشجع نفسه ما في الا القليل وبعدها يحصل على الفلوس ويشتري بدلة الرياضة...
لفت انتباهه صوت كفرات سيارة مرت قريب منهم ..التفت لها ...سرعان ما تعثر وسقط على الأرض ...فتح عيونه بصدمه وهو يشوف نفسه فوق البضاعة واندثرت البضاعة بسبب السقوط...نهض نفسه وناظر صاحب العمل ...وقبل ما ينطق باعتذار او تبرير ...نطق صاحب العمل بصراخ : وجع ...جعلك بالساحق ... أعمى ما تشوف ؟!
نطق مشعل بتبرير: تدعثرت
قاطعه صاحب العمل بصراخ: انقلع ما أبغى أشوف وجهك ...يلا انقلع
قاطعه مشعل ووجهه احمر من فعل الحرارة ..وبنبرة استنكار: أبغى الأجرة
قاطعه باستنكار : نعم !
والبضاعة الي كسرتها !!
مين يعوضني عنها؟!
رد وهو معقد حواجبه وهو يحس بغصه بحلقه: أنا نقلت لك كل البضاعة ما بقى إلا ذول ...ما انكسر الا هذه
قاطعه وهو يدفعه بقوة: اقول انقلع من هنا قبل ما اطلب لك الشرطة ؟
واقسم بالله أدخلك بقضية سرقة وما احتاج لشاهد سمعة أبوك وإخوانك تكفي وزيادة الكل يشهد ضدكم ... أخوك الحرامي سرق بيت ابو زياد ترى كل علومك عندي!
ناظره مشعل وهو يبلع غصته من الظلم الي جالسه يتجرعه بذنب ما هو ذنبه !
تنفس بضيق ونطق بحرقه: والله ما اسامحك جعله حقي يكون نار وسعار في بطنك !
ناظر البضائع وداس عليها بقوة لعلها تخفف الحرة الي بداخله ...يكره العالم كله ... تحرك بدون ما يناظر صاحب المحل وهو يتفقد البضاعة الي داس عليها ..وما وقف شتائم !
يمشي بدون هدف وبصعوبة ماسك دموعه تنزل ...اخذ نفس عميق ....وقف أمام باب بيتهم ....عبس ملامح بكره يكمن بداخله لهذا البيت وكل الي فيه!
دخل البيت والسكون يخيم على البيت .... وكأنه بيت مهجور من سنين ...
توجه لغرفته بروح ميته ...ضاع وقته بحمل البضائع ...يحس ظهره انكسر من التعب ...وقف قريب من المرآة ناظر نفسه ..وجهه احمر بفعل الحرارة ...وحبات العرق على جبهته ... مسح وجهه بعجز....وقرر يستحم لعل الماء يطفي النار المشتعلة بداخله!!!!
$$
$$
$$
ناظرت أمها وهي تلقي الشال بإهمال على الكنبة وهي تنطق بقوة: والله بيت ابوي وادخله بالوقت الي ابغاه!
فاطمه بانتقاد: بس افهم لما تلبسين الشال وش وضع نص شعرك الامامي؟!
يا اختي اما تغطي شعرك كله او اخلعيه ولا تشوهي هالحجاب؟!
يعني الغرة حلال وباقي الشعر حرام ؟!
جلست اسماء بعد ما نفشت انفها : انت وش علاقتك ؟!
انا حر بنفسي ما احد له عندي!
زينب ناظرتها بعبوس ما تعجبها طريقة اختها بالحياة: المشكلة إنك شايفه نفسك شيء كبير وانت بالواقع
قاطعتها اسماء بحده: انت بالذات وش دخلك فيني؟!
صدق ناس ما عندها ذوق!
منار ابتسمت : تعالي يا خالتي ...اجلسي عندي!
تهللت ملامح رحيق وابتسمت بنعومة ...سرعان ما انمحت ابتسامتها لما تقدمت مرح لخالتها!
ظنت إنها تكلمها بس خالتها منار كانت تتكلم مع مرح ...بلعت غصتها والغيرة تحرق بروحها ليه ما احد يهتم فيهم او يعبر وجودها وكأنها غير مرئية !!
منار تمسح على شعر مرح بحنية : سمعت انك حصلت على الجائزة الاولى في حفظ الأبيات الشعرية!
زينب وهي تنفش ريشها بفخر: ابوها اشترى لها هدية كبيرة ...ما رح اقول وش هي ...الليلة رح نعمل لها حفلة صغيرة في بيت عمي تستاهل مرح !
حست رحيق بالعبرة تخنقها ..حياتها على الهامش تشطرها من النصف...
كل يوم تتجرع النقص وقلة الاهتمام والاهانة والضرب والتنمر ...كتمت ضيقها وناظرت ام عبدالرحمن وهي تدخل ....وقفت عند رحيق ومسحت على شعرها بابتسامة دافئة: كيفك رحيق ؟!
ابتسمت بألم ...ونطقت بهدوء: بخير ! كيفك يا جدتي!
ناظرت أسماء ام عبدالرحمن باستعلاء: يا لطيف وش قلبك طيب ورقيق!
واشرت على رحيق : وانت يا غبية كم مرة قلت لك ما هي جدتك !
وقلدت صوتها بسخريه : كيفك يا جدتي!
شعرت رحيق بالحرج من طريقة أمها بالتعامل معها !
ام عبدالرحمن جلست وهي تمسك بيد رحيق: ما رح ارد عليك .... في رب بيعلم إني ما قصرت معك وعاملتك مثل بناتي بس انت الله يهديك !
ضحكت اسماء بحنق : تدرين للحظة صدقت ...ما ادري عن ابوي ليه ما استثمر موهبتك بالتمثيل!
قاطعتها جدتها وهي تدخل : اسماء حدك ام عبدالرحمن ...تجلسين باحترامك غير كذا ما اسمح لك !
اسماء رفعت يدها باتهام لجدتها: انت من يومك ما تحبيني !
وما احد خرب بيتي ودمر حياتي الا انت وأم عبدالرحمن!
زينب مطت شفتها بسخرية: ابغى ابكي من التأثر ...يا مسكينة مظلومة زوجة ابوها ظلمتها ....وبحده نطقت: اصلا احمدي ربك انها امي تحملتك طول هالسنين تراك كنت واقفه لنا هنا بالبلعوم ما قدرنا نبلعك ... وااااع لاعت كبدنا منك !
هزت رأسها اسماء بغرور : محترين مني ..تغارون لأني اجمل منكم كلكم !
والكل يتكلم عن جمالي واناقتي!
فاطمه تقفل السالفة: خلاص مثل ما تبغي !
رحيق تحركت للخارج تجلس على الارجوحه....يرافقها الضيق كلما جاءت لبيت جدها ابو عبدالرحمن من المشاكل الي ما تنتهي ...ما تدري امها ليه دامها تكرههم تزورهم !!!
وليه تسحبها معها هنا !!!
رفعت رأسها وناظرت احمد وهو يضحك مع اولاد توقعت انهم اولاد خالاتها !
عقدت حواجبها لما تحولت نظراتهم لها ..وبدأ كل واحد منهم بسيل من السخرية والضحك على أمها وأبوها واخوانهم !
تحس بنيران اشتعلت بداخلها من كلامهم ...ناظرت الأرض وعيونها مركزة على عصا ....حتى لو كان اهلها سيئين ما رح تسمح لاحد يتكلم عليهم ....نزلت على ركبتيها ومسكت العصا وكلام احد الاولاد يتردد بإذنها وهو ينطق باستعلاء: مشعل يقولون تشاجر مع اولاد صفه واخذ انذار من المدرسة ...صدق عائلة تشعرك بالاشمئزاز!
شدت على العصا بقوة ...مشعل بالنسبة لها غير عن الكل ...ما تسمح لاحد يتكلم عليه ...وبدون سابق انذار ...هجمت على الولد وضربته على رأسه بكل قوتها وهي تنطق بحرقه: مشعل احسن منكم كلكم !
احمد بفزع وهو يشوف الدم يفور من رأس ولد خالته ....خلال ثواني كان الوضع من حولها فوضاء وصراخ ....رجعت خطوة للخلف لما تقدم منها احمد ورفع يده يضربها بعد ما نقلوا الولد للمستشفى ...
كانت يد أسماء اقرب ..لتنطق بنشوة: اذا ضربتها اكسر يدك !
منار بانتقاد : بس ما يصير كذا تضرب ولد خالتها !
تراه ما هو من جيلها ؟!
احمد بغضب : أقسم بالله الا اكسر راسك ...وش تظنين الدنيا سايبة!
اسماء ناظرته باحتقار: عمرك 14 وللحين عقلك
قاطعها احمد بتمرد: احسن من وضعك ...عيالك طولك وللحين مثل المراهقين تتصرفين ...شوفي عيالك اكبر مني وحالهم يشرف !
رحيق بتهديد نطقت : اذا تكلمت على إخواني اضربك الحين !
سحب ابو عبدالرحمن العصا منها بملامح ما تتفسر ... وبهدوء نطق : خلاص كافي !
أنا أعرف رحيق ما تثير المشاكل اكيد عيال خالاتها غلطوا عليها!
ركز نظره على رحيق وهو ينبها : هذه الحركات ما ابغى اشوفها هنا حتى لو غلطوا عليك تعالي قولي لي وانا اتصرف معهم ..مفهوم!
تناظر جدها وتشعر بالسعادة تدغدغها جدها وقف معها وما ضربها او صرخ عليها !
هزت رأسها ونطقت باعتذار: أنا اسفة يا جدي تصرفت بدون وعي
قاطعتها اسماء وهي تضربها على وجهها بقوة وبغضب تنطق: على وش تتأسفين ؟!
جعلها للحريقة زينب وعيالها !
غبية ورح تبقين طول حياتك غبية ذول ما احد يستحق الاعتذار
قاطعها ابو عبدالرحمن بغضب: انكتمي!
وقسم بالله إن شفت رجلك عتبت باب هذا البيت الا يكون حسابك عسير ... والحين انقلعي أشوف...
**
**
**
كان يركض بسرعة يخاف يكون احد اكتشفه ويلحقه ...لما حس إنه ابتعد كثير ...أخذ نفس عميق وهو يجثوا على ركبتيه ....ما زال يلهث بقوة ....ناظر الكيس الي بيده ...رماه على الارض باشمئزاز...جلس على الأرض وهو يشعر بالخزي من نفسه ...تأنيب الضمير يؤنبه ...كيف تجرأ وسرق !
حاجته للبدلة والحذاء ما تسول له يسرق حقوق الناس!
يحس نفسه يتجرع مرارة هالذنب ... طول وقته يحتقر اهله والحين يعمل مثلهم !
لكنه مل من نظرات النقص الي من حوله !
يبغى يكون مثل باقي جيله ....كور يده وضربها بالأرض بقوة ...
في صوت بداخله ينادي عليه ويحثه يرجع الاغراض ...وصوت ثاني يبرر له فعلته ويردد الغاية تبرر الوسيلة !
كان بصراع داخلي مع نفسه ...
وبالنهاية غلب الصوت الثاني..تكرر هالفعل كلما انغلقت بوجهه توجه للسرقه حتى يلبي حاجاته ...وكل مرة يضعف الصوت الاول الي ينهاه عن هذه الافعال ...حتى مات ذاك الصوت وما عاد يسمع له حس ...كذا لما ندمن الذنوب يموت الضمير الي بداخلنا ...اول ذنب نقترفه يكون صوت الضمير عالي بداخلنا ....وكلما خذلناه يضعف يضعف حتى ما عاد ينسمع له صوت ... إذا مات الضمير وش تبقى من الانسان ...هو المعيار لوجود الخير بداخلك .. إذا اقدمت على الغلط وسمعت صوت الضمير بداخلك فما زلت على قيد الحياة ! وإن ما سمعته فراجع نفسك!
جالس يقلب جواله باستمتاع وهو يحضر مباراة كرة السلة ...قطع اندماجه صوتها الهادئ وهي تسأله: من وين حصلت على الجوال؟؛
ما كلف نفسه يرفع رأسه ويرد عليها ... لينطق بلامبالاة: وش دخلك؟!
زمت شفتها والضيق يخنقها وهي تناظر مشعل إلي كانت متأمله رح يكون غير عن ابوها وأمها واخوانها ...ما تبغى تنصدم فيه ...نطقت بضعف وخيبة: مشعل انت صرت مثلهم!
ليه تسلك نفس الطريق؟! كنت اشوفك غير عنهم !
بس الظاهر إنه الشر يسري بدمنا بالوراثة ..وما نقدر نواجهه ونتغلب عليه!
حس بشيء لامس قلبه وأفزعه ...رفع نظره لها بملامح منصدمة ..هذه البنت غريبة بالرغم من صغر سنها الا انه يحسها صاحيه اكثر منهم ....تابعت كلامها بمرارة: طول عمرك تناظر افعالهم باشمئزاز وش الي جبرك تغرق بهذا المستنقع؟!
وقفت وهي تكمل بخيبه:كلكم نفس الطينة ...دنيا زائلة واصحاب الحقوق ما رح يسامحونك فلا تجعل كل همك الدنيا مثلهم !
قدامك مستقبل لا تهدمه بيدينك!
ناظرها وهي تغادر الصالة ...كلامها ضرب الوتر الحساس الي بداخله ...وش فيه اغرق نفسه بالوحل ؟!
دوم كان يشوف نفسه ارفع من إنه ينزل لمستواهم .. والحين وش تغير؟
كله حتى يتخلص من النقص الي يقبع بداخله ...عض شفته بندم على الغفلة الي كان فيها .... رفع نظره على فيصل وهو يجلس وبيده علبتين عصير... وبنبرة لا مبالاة: اترك عنك سوالف هذه البزر !
هذه البنت تجمع المواقف الي تشوفها بالبيت والمدرسة ...وتصنع منها عقد نفسية بداخلها !
وتروح عند ام صالح تحفظ كلامها وتيحطجي تسمعه عندنا !
هذه مريضة نفسيا لو تبغى تسمع كلامها رح تبقى بالأرض ولا رح تحقق اي طموح وآمال ...
مد له بالعصير: خذ اشرب وروق وطنش هذه حياتك ومن حقنا نعيشها وما ننحرم منها ونتجرع الحرمان ...ليه تتجرع النقص وكل شيء بنفسك موجود بالسوق ؟!
هذا حقنا واذا ما اعطونا بالرضى نحصل عليه بالطرق الملتوية لأنه من حقنا ...تفهم وش يعني من حقنا !
كان مثل الأفعى تبث سمومها في أذن مشعل ....ناظره مشعل بطرف عينه ...وبداخله تشتت ما بين وضع حدود بين الحرام والحلال
اذا ناظر رحيق يشوف المستنقع القذر الي يعيشونه اهله وان ناظر فيصل يشوف الظلم والحرمان الي يعيشونه وانهم ضحية ومن حقهم يحصلوا على حقوقهم حتى لو كانت بالطرق الملتوية !
زفر بضيق ورشف من العصير وهو يفكر اي طريق هو الصح !
&&
&&
&&
كان وقت الفسحة تحركت من مقعدها ..تمشي بخطوات هادئة ...ناظرت ليلى وابتسمت لها بمحبة ...سرعان ما تعثرت وسقطت على الأرض ...كتمت ألمها ورفعت نظرها لرغد الي تبتسم بخبث وهي تنطق: سلامات
ما تدري هالبنت ليه حاطه دوبها من دوبها ...والحين مدت رجلها وتعمدت تسقطها على الارض ...
ما رح تسكت له خلاص ملت من هالتنمر ...ساعدتها ليلى على وقوف وهي تسألها باهتمام : يوجعك شيء!
رغد بضحكة ساخره: لا تخافي عليها ....سمعت انه ابوك بالسجن عند أخوك؟!
ختمت كلامها بضحكة مستفزة مع بعض زميلاتها!
وبدون سابق انذار مسكت رحيق كتاب رغد وسرعان ما استقر على رأس رغد بقوة ....ألقت الكتاب على الارض بكل قوتها ... وللحين بداخلها نار مشتعله ...أمسكت شعر رغد بقوة وهي تنطق بتهديد: اذا نطقت اسم ابوي على لسانك القذر اذبحك !
تفهمين!
مسكت رغد بشعرها ودموعها تنزل من الوجع ...آنت بوجع رحيق لما تدخلت سميرة وضربتها برجلها على ظهرها ومع ذلك زادت رحيق تمسك بشعر رغد ....تجمعوا البنات يحاولون يفرقون بينهم ...
سحبت رحيق يدها بسرعة لما سمعت صوت يردد " الأبلة جاءت"
وبتمثيل متقن رمت نفسها على الأرض وكأنه أغمي عليها ...
رغد بقهر وغضب بعد ما قطعت شعرها ضربتها على بطنها وهي مستغربة ليه ألقت نفسها على الأرض....
سرعان ما صرخت رغد بوجع لما ضربتها المعلمة بالعصا على ظهرها : ليه تضربينها ؟!
تقدمت المعلمة من رحيق وهزتها : يا بنت قومي !!
ضربت على خدها : يا بنت!
طلبت المعلمة الموية ومسحت على وجه رحيق وهي تذكر اسم الله عليها ...
رغد تحول وجهها بالإلوان من الخوف وهي تشوفها فقدت الوعي...وكلام المعلمة زاد مخاوفها وهي تنطق: إن صار شيء للبنت رح تتحملين المسؤولية ...تظنين نفسك بالشارع !
بدأت تسترد وعيها ...أسندتها المعلمة وهي تسألها : انت بخير ؟!
هزت رأسها بتعب ...ناظرت المعلمة الطالبات وبدات تصرخ وتهدد وتتوعد اذا تكررت هالحركات في الصف ...استغلت رحيق الفرصة وناظرت رغد وحركت حواجبها تغيضها مع ابتسامة نصر ...وقبل ما تنتبه المعلمة على حركتها ... نطقت بتعب : أبلة أبغى اشتكي عليها للادارة دوم تشتمني وتضربني ....اذا ما تصرفوا معها رح اوصلها للوزارة اكثر من كذا ما اتحملها ...ودخلت بموجة بكاء كاذبة لكنها من الداخل حقيقة ....تبكي الحياة الي تتجرعها بقسوة من هالمجتمع .....
**
**
**

بعد العصر دخلت غرفة أمها بعد ما طرقت الباب .. ناظرتها وهي تتكلم بالجوال ومندمجه وتضحك بطريقة جعلت رحيق تشعر بالاشمئزاز ...اقتربت منها ونطقت حتى تلفت انتباهها: يمه
عبست ملامحها أسماء لما انتبهت على وجود رحيق ... أعطتها نظره توعد لدخولها ....ورجعت تكمل المكاملة!
تشعر بالدم يتجمع بوجهها من القهر ...ما رح تتحرك إلا لما تكلمها ..طنشت لما اشرت لها امها حتى تطلع...تكتفت بعناد اكثر من كذا ما رح تتحمل !
بعد وقت قصير انهت أمها المكالمة ...وضعت الجوال على السرير واقتربت من رحيق ...وسرعان ما طبعت أصابعها على وجه رحيق وهي تنطق بغضب: انا مو قلت لك انقلعي برا !
ما تشوفيني اتكلم بالزفت ؟!
أنا متى ارتاح من همكم ؟!
تحس قلبها كل يوم يتمزق أكثر ....بلعت غصتها ما رح تبكي ...تعودت على هذه الكفوف ...روتين شبه يومي...خلاص ملت منهم ومن حياتهم ...لما تناظر بنات عمها وبنات خالاتها وبنات جيرانهم مع اهلهم تموت من حسرتها ...ليه ما تحس بالجو الأسري...ليه ما تلاقي ام او أب يسمع لها ويشعرها بوجودها بالحياة ...إن كلمتهم او جلبت شيء حتى لو كان بسيط تكون الإجابة سيل من الشتائم وأحيانا يوصل للضرب ...خلاص ما عادت تتحمل فوق الحياة السيئة الي تعيشها هنا ..ما ترتاح بالمدرسة والسبب أهلها...نطقت بغضب من الكبت المتراكم داخلها: أبغى انقل من المدرسة!
مطت شفتها بسخط : الحين قطعت مكالمتي عشان كذا ؟!
انت ما مليتي من هذا الموضوع ؟!
قلت لك نقل من المدرسة مستحيل ...يعني لو تروحين للمريخ وش رح يتغير ؟!,
أبوك هو ابوك واسمه وين ما تروحين جنب اسمك !!!
يعني ما رح تغيرين شيء!
والحين انقلعي برا ولو تنحرق الدار ما ابغى اشوف واحد منكم !،
ناظرتها ونيران الحقد تشتعل بداخلها .. نطقت بكره دفين: ليتها تحترق وارتاح منكم ...اكرهكم !
وغادرت بخطوات سريعة بدون ما تلتفت على أمها ...نفسها تطلع من هالبيت لكن وين ؟

##
##
##
ناظر أمه بضجر ..وضع الكتاب على الكنبة: ماما خلاص ممكن استراحة ...ترى طق قلبي من هالكتب.. متى ينتهي الصف السابع قرفته
زينب بإصرار وعناد: كمل كل الواجب وبعدها تستريح!
تراك مو صغير
حرك حواجبه بالرفض وبعناد وضع رجل على رجل بعد ما تكتف : استراحة!
خزته بعيونها ...دائما يمشي الي يبغاه حست بتأنيب الضمير وكأنها افرطت بدلاله ...وبأسلوب هادئ : يا ماما أنا ابغاك تكون ناجح بهذه الحياة ما ابغى تكون فاشل
مط شفته باستعلاء: قصدك ما اكون مثل عيال اسماء.
تنهدت ونطقت بهدوء فيه عتاب: يا ماما هذه خالتك ما يصير تقول كذا
هز رأسه بعدم قناعة: هذه مو خالتي أمها
قاطعته بضجر: انت ليه كذا عنيد وما تسمع الكلام !
رفع حاجب باستعلاء : اكرههم!
والهندية ذيك والله ما انسى لها هالتصرف اذا ما كسرت راسها
قاطعته : ما رح تشوفها ابوي حلف ما تدخل اسماء البيت
مط شفته بسخرية : الي يسمعك يقول عندها كرامة ترى لما سافرت جدي طردها ورجعت ...
قاطعته تقفل السالفه : انت اهتم بدراستك وما عليك من احد !
تحركت للخارج لما رن جوالها ...ناظرت الشاشة ووضعته صامت ما رح ترد عليها ... اكيد الحين تبغى تتمشكل وهي ما لها خلق !
&&
&&
&&
تتجول بأنحاء البيت بتأمل وكأنها اول مرة تدخله ..وتردد بصوت هامس حفظها ...وقفت عند غرفة أختها علاقتها فيها شبه معدومه ...يمكن بسبب فارق العمر بينهم ...ما تذكر متى اخر مرة شافتها ...بس تتشكر إنها تشاجرت مع أمها ...شجار قوي وصوتهم كان مرتفع واختها كانت بالرغم من غضبها كانت تبكي ....
من النادر تشوف اختها لأنه دوم برا لا سائل ولا مسؤول وإن رجعت تدخل بخفة وتقفل الباب على نفسها ...أختها بالنسبة لها شيء غامض ما تعرف عنه شيء ...
تحركت للأسفل وتوجهت للمطبخ ...ابتسمت للشغالة إلي تنظف المكان ....
خرجت وقررت تجلس بفناء البيت أفضل للحفظ....سرعان ما وقفت بحرج وتوتر وهي تشوف زيارة مفاجئة من جدها ابو عبدالرحمن ...رجعت للخلف خطوة لما دخل بملامح متجهمه !
ناظرها بعبوس ..واستغرب وهو يشوف بيدها مصحف بحجم صغير ... نطق بسخرية: عندكم قرآن ...والله ظنيت إنه ما هو موجود في بيتكم!
انقهرت من نبرته الساخرة الي تفوح منها رائحة الاحتقار ...لتنطق بقوة: لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم.
قاطعها وهو يزم شفته بتعجب: جميل !
رفع حاجب وبنبرة عميقه فيها أسى تابع كلامه: تدرين أختك وهي صغيرة كانت دوم تحمل المصحف وتحفظ قرآن بس ما طال الامر شهر واحد بس وسحبتها اسماء لمستنقعها بكل سهولة!
أنا غسلت يدي من هالبيت من زمان !
شدت من قبضة يدها على القرآن بقوة وبداخلها بدأ يتخللها الاحباط معقول رح تصير مثل اهلها؟!
مستحيل تقبل تكون مثلهم ....لحظة مشعل بدأ يتغير ويغرق بالوحل بالرغم إنه كان غير عنهم!
خرجت من شرودها لما نطق وعيونه تجول بالمكان : وين امك؟!
زفرت بضيق من هالسؤال... ونطقت بهدوء عكس ملامحها الي ظهر فيها الانزعاج: طلعت
قاطعها : وأبوك؟!
قبل ما تجاوب نطق بحنق وغضب: كالعادة ما هو موجود !
واخوانك ما احد بالبيت !
ما في غيرك هنا ؟!
اكتفت بالصمت وهي تراقب ملامحه الغاضبة... نطق باستجواب: اختك صحيح إنها سافرت؟!
هزت كتوفها بلامبالاة: ما اعرف عنها ...سمعت أمي قالت إنها سافرت
قاطعها بغضب: الله يأخذ أبوك وأمك ونرتاح من همهم !
ما تعرفين شيء عنهم ما كأنك معهم بالبيت!
رن جواله رد وهو يزفر من الغضب : الو ...ايه أنا عندهم ...ما في غير هالبزر .....تقول إنها سافرت ......
دقيقة أسألها ...ناظر رحيق بتساؤل: متى اخر مرة شفتيها؟!
ردت بضجر : ما ادري يمكن قبل شهر ما ادري
رجع يكمل كلامه على جواله بقهر: منصور مجنون رسمي ...خلاص ما عاد نتحمل تصرفاتهم...لزوم توقفه عند حده ....يصير خير ....ان شاء الله ....مع السلامه
واقفه تناظره لما قفل الجوال ... متأكدة يتكلم مع جدها الثاني ... الكل غاضب من تصرفات عائلتها لكن ما احد يقدر يوقفهم ...
قبل ما يتحرك وصله صوت من خلفه ساخر : هلا والله ابو عبدالرحمن بشحمه ولحمه في بيتنا!
التفت ابو عبدالرحمن وعفس ملامحه باشمئزاز وهو يناظر فيصل ...
ابتسم بسخرية فيصل وهو يتقدم منهم ويكلم رحيق: قهوي جدك يا رحيق
وباستدراك نطق وهو مستمر بالسخرية: اووووه نسيت إنك ما تشرب من بيتنا تخاف نضع لك شيء وبعدها تحس بالانتعاش
وغمز له بطريقه مستفزه!
وباستدراك نطق بنبرة يستفز فيها جده : صحيح تذكرت اذا جاي تشوف ابنتك أسماء قبل ساعة شفتها بسيارتها متجه باتجاه منطقة (..) بس مع مين الله أعلم!
وختم كلامه بنظرات وابتسامة مستفزة لأبعد حد!
مسك أعصابه ابو عبدالرحمن لآخر لحظة ....ناظر فيصل بتقييم وبتحسف نطق: حسافة هالشارب الي خط على وجهك يا مراهق!
تفل عليه وغادر بسرعة وداخله نيران تحترق من أسماء وتصرفاتها!
فيصل ضحك بصوت مرتفع بروقان ...ناظر رحيق ونطق بضياع ...وعيونه حولها سواد: جاي يدور على اختك
ختم كلمته بضحكة ساخرة ....رفع حاجب وعيونه على رحيق وبهمس خافت: أمك قربت نهايتها ... جالسه تلعب بدمها ...رح يتدمر البيت اكثر من الدمار الي جالسين نعيشه ....
رفع نظره للسقف بشتات : خذيها نصيحه مني ما احد يحبنا ...جدك ابو عبدالرحمن من لما كنا صغار وهو يفضل احفاده علينا وجدك ابو عبدالله نفس الشيء يفضل كل احفاده علينا ..حتى اخوانك من ابوك يحبهم ويغليهم الا حنا !
منبوذين من لما طلعنا على هالدنيا ...تحس نفسك نكره معهم ...غير مرئي ...وكأننا غير موجودين معهم ....يكرهون أمك حنا وش ذنبنا ؟!
انت بعدك بزر وفاهمة الدنيا غلط ...اذا ما سرقت وضربت وقتلت وكسرت كل شيء حولك ما رح تقدرين تعيشين رح يدوسونك برجولهم بدون رحمة! وما رح تحصلين حقوقك!
اقهريهم قبل ما يقهرونك ...تفهمين!
اقترب منها واحكم قبضته على عنقها بقوة وهو يردد بدون وعي: اقهريهم اذبحيهم بدم بارد ...تسمعين!
دفها على الارض بقوة وملامحه متجهمه وهو يشتم كل شخص يعرفه ..وتوجه لغرفته بدون ما يلتفت لاخته الي حست لاخر لحظة انها ودعت هالعالم!
لحظة بعد لحظة رجع ينتظم تنفسها ...وضعت يدها تتحسس مكان قبضته ...زفرت بتعب من هالحياة ....ما رح تستسلم ورح تعيش حياتها الي تبغاها هي ...دام بيتهم لا سائل ولا مسؤول ...ناظرت المصحف بين يدينها ضمته لصدرها وبداخلها تدعو ربنا يحفظها ويوفقها بحياتها!
&&
&&
&&


يتبع


ضاقت انفاسي 23-08-21 11:59 AM



جالسة عند ام صالح بشرود وكلام فيصل وحضور جدها زرع فيها عدم الراحة ...خايفة من القادم ...
ابتسمت بذبول لما تكلمت شهد بضحكة: لو شفتيها يا خالتي بالمدرسة .. هذه أكبر ممثلة !
حتى أنا صدقت !
سما بابتسامة جلست على الارض وتربعت بحماس: وش صاير !
بدأت تسرد شهد الي صار بالمدرسة ... ورحيق تسمع لها بصمت مطبق! .. متضايقه من نفسها كيف صارت عدوانية كذا !!
ام صالح ناظرتها بنصيحة: يا ابنتي ما يصير تضربين الناس كذا !
وتعملي نفسك فاقدة للوعي حتى تظهرين بدور المظلوم ..وانت بعد ضربتيها !
زمت شفتها تحاول تمنع نزول دموعها ...تابعت ام صالح كلامها: اذا احد ضايقك بالكلام مباشرة توجهي للادارة وهم يتصرفون !
سما ضربتها على كتفها بدعم وهي تبتسم : والله كفو هالهندية!
ايوه كذا لا تسكتين لأحد !
خزتها رحيق بغيض...وبصوت فيه اهتزاز نطقت : انكتمي أحسن ما اضربك !
أشرت ام صالح لسما تختصر لما شافت رحيق على وشك البكاء !
دخل عبدالرحمن ..ابتسم وهو يشوف اخواته ورحيق معهم : اشوف البيت عامر اليوم!
شهد ابتسمت : امي راحت زيارة وأنا هربت عندكم هنا قبل ما تقفل الباب علينا !
نطق عبدالرحمن بسخرية: ما تنلام يوم ولدت المنتخب الوطني مع المدرب وثلاث احتياط وخمسة مشجعين وعامل النظافة حتى ينظف الملعب !
ضحكت اسراء وهي متربعة على الكنبة وبحضنها الجوال : تراك بالغت ...حتى خالتي ام سعيد ما قصرت
قاطعتهم ام صالح بنهر : انتم ما عندكم الا تتمسخرون على خلق الله !
عبد الرحمن مط شفته بعدم رضا : يعني يا يمه فكري فيها بالعقل ...مهما كان ابوي غني وش رح يطلع لي ورثة مع منتخب كرة القدم ومنتخب كرة السلة و
قاطعته ام صالح بصرامه: ما تستحي على وجهك تتكلم على الميراث وابوك عايش!
عبدالرحمن جلس جنب اسراء وهو يضربها بخفه على كتفها : قولي لامي بالاول خلي ابوي يعرف اسمي وبعدها يصير خير!
يا خوفي يروح يسجل أملاكه لهذه الهندية وهو يفكرها ابنته!
سما وهي تضحك : وقتها رح تضطر تتزوجها وتأخذ منها الفلوس
قطعت كلامها لما ضربتها أمها : انكتمي يكون افضل !
عفست ملامحها بزعل: ليه ضربتيني دوبك تعطين دروس عن الضرب وإنه ما هو الحل!
ام صالح ابتسمت: أنا امك وعادي اضربك من باب التربية !
عبدالرحمن ناظر رحيق وهو يكلمها: يا حظك ما عندك ام تخليك تمشين على الصراط لا سائل ولا مسؤول ...يا حظك!
ناظرته رحيق باحتقار احد يكون له ام مثل ام صالح ويستبدلها ...
ضحك عبدالرحمن بقوة: لا تناظريني كذا !
ترى امزح امي عندي بكل الدنيا !
وبتذكر نطق : شفت ابوك الحين دخل البيت وكان صوت صراخه مرتفع !
مطت شفتها بلامبالاة ...ما رح ترجع الحين ما تبغى تشوف مشاهد اوجعها قلبها من شوفتها !!
لكن سرعان ما نبض قلبها بقوة لما نطق عبدالرحمن وهو يكلم أمه : تدرين مشعل تم القبض عليه بقضية ترويج المخدرات
تحركت للخارج بدون وعي حتى تتأكد من صحة الخبر ...الي تعرفه المخدرات شيء سيء ...مستحيل مشعل يعمل كذا!
ما تعرف كيف وصلت للبيت ..دخلت وقلبها يدق بقوة ...كانت الصالة فارغة تماما ..توجهت للاعلى وقفت بوسط الدرج لما شافت أبوها ينزل بعجلة ....اوقفته والدموع على وشك السقوط: يبه
وقف ناظرها بنفاذ صبر ما هو ناقصه الا هالبزر: وش عندك

##
##
##
انتهى البارت...دمتم بخير


زهرة البتمن 27-08-21 11:43 PM

روايات الكاتبة من الروايات الشيقة.

قصص من وحي الاعضاء 27-08-21 11:50 PM




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....





واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قــــلــــم 28-08-21 12:15 AM

فوق هذه المساحات العذبه

رقي
تميز
سلاسه
والاهم

الصدق المشع في السرد الانيق


كل التحايا لسموك





كان هنا




قلم


الساعة الآن 09:30 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.