آخر 10 مشاركات
وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          399 - خفقات في زمن ضائع - ديانا هاميلتون ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          396 - دموع على خد الزمن - جين بورتر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          456 - حطمت قلبي - سارة مورغان ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          305 - في عينيك اللقاء - لي ولكنسون (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-21, 05:18 PM   #41

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي


صل على النبي محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-21, 12:01 PM   #42

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للفصل الأول في رواية《 حلم العمر》، الكتابة لم تكن بهذا الشكل الذي تبدو عليه، ولكن عند تكبير الكتابة ل حجم 5 تبعثرت الكتابة بهذا الشكل ولم تبدو على هيئة فقرات . حاولت تدارك الأمر ولكن لم أستطع للأسف


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 17-09-21, 12:37 AM   #43

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الحادي عشر من رواية حلم العمر

[marq]بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الحادي عشر

كان أحد أيام الربيع الجميل، والأرض كلها مزهوة تزدهر بأروع الحلل والأكثرها انعاشا للنفوس

المتعطشة والمشرئبة بشغف لمباهجه الأثيرة للجميع. إلا أنه شعر بكآبة، لا يعرف مصدرها ولا

لما لونت أبهى فصوله وفصول الجميع باللون الرمادي البارد البائس...

- أين نهى؟!

تساءل باسل بانقباض. لقد معتادا على أن يمر عليها عند أختها في العدة شهور المنصرمة،

ليصلا لمقر عملهما المشترك سويا. كانت أشهر سماوية من العمل المشترك. ومع اقتراب تنفيذ

تجريب خلاصة بحثها بعد أن أحكمه إحكاما رضي عنه فريق العمل ككل، وجدها تناشده بكل

ما تعرف أنه من المممكن أن يؤثر فيه، بألا يقوم بتنفيذ التجربة بنفسه. و قد كان هذا ما أراده

وأصر عليه على مخاطره الجمة. قطعا رفض طلبها، وكلما اقترب الموعد، كلما ألحت أكثر،

بلا جدوى من ناحيته. إلا أن أعلنتها واضحة، بطريقتها المحببة إليه، بأنها مصرة بأن تقوم بالتجربة

لأنها أدرى بالرسالة من غيرها؛ فهي من وضعتها. بينما من ناحيته هو، هو من قام بتجارب مشابهة

ناجحة نجاحا متعارف عليه، في هكذا ظروف صعبة للغاية، عندما توصل للقاح نوبل.

يعرف أنها تخشى عليه، أيما خشية، كعادتها معه، وإن ببراعة حاولت إخفاء ذلك عنه، قدر

المستطاع. كانت هكذا دائما وهو يعجبه هذا فيها، وأكثر ما يعجبه أنها مشاعر حقيقية لا غرض

منها إلا حرصها على ألا يصاب أي إصابة، أو يحدث له أي سوء مهما صغر أو كبر. كانت في

هذه تعامله كإبن، لا كزوج وجب عليه هو حمايتها و الخوف عليها من حتى همس النسيم.

والحرص على ألا تصاب بأي سوء.

لقد اتصلت به بألا يمر عليها اليوم، وكان أحد أيام العمل بعد الظهر، لأن لديها مشوارا مهما

عليها أن تقوم به قبل العمل، شيئ ل عائلة أختها، هكذا أخبرته. وقد كان اقترب موعد التجريب

للغاية، وظن أنها تتهرب منه لعدم تلبيته طلبها بالتجريب لرسالتها بنفسها. عدم رؤيته لها كما

اعتاد، ربما هو سبب شعوره بالانقباض؛ على غير ما اعتاد منذ بدء عملهما سويا.

- إنها أتت مبكرا وتوجهت لمعمل التجربة للتأكد من أن كل شيئ على ما يرام قبل بدء التجريب

غدا كما قالت.

- التجريب ليس غدا، وتوجه بسرعة لمعمل التجريب. وهو يحاول الاتصال بها. إلا أن هاتفها

النقال كان مغلقا.

وصل للمعمل على وجه السرعة:

- نهى افتحي الباب.

أخذ يخبط على الباب من الخارج، والذي كان مغلقا من الداخل؛ بلا جدوى لأن الباب

كان عازلا للصوت، للتأكيد والحفاظ على السرية التامة الغير عادية.

ظنت أنها ستقوم بالتجربة بسرعة قبل أن يأتي طاقم العمل، لأنهم كانوا سيأخذون الغد أجازة.

ويقومون بالتجريب بعد يومين. ولكن الأجهزة كأنها مشفرة. لا يريد أي جهاز أن يفتح. وعندما

يأست من إنجاز المهمة التي كانت تصبو إليها، خرجت بدل احراج تواجدها هنا بلا مبرر بدونهم،

والأحرج عناء التبرير لهم.

خرجت، فعاد ربيعه الأثير لديه معها وبها. وجدته هي أمامها. فلم تجد مناصا من أن تتصرف كطفلة هاربة من أمامه

ولم يستطع اللحاق بها، أمام الزملاء، فتركها تهرب، مع وعد بوضع النقاط على حروفها اللائقة بها في أقرب

فرصة متاحة لهما.

بعد ذلك بعدة شهور تم الإعلان عن جائزة نوبل للعلوم لرسالة الدكتورة نهى مناصفة مع فريق

عمل باسل. وكان هذا نجاحا باهرا لأحلام و باهر ونهى و باسل قائد التجربة بنجاح منقطع النظير.

بلا ضحايا أو خسائر.

الشعب كله ملتف حول التلفاز، التفاف غير عادي، بالداخل وكل المهاجرين، في يوم من أهم الأيام.

يوم يفكر فيه بامعان، منذ مفاجأة مروان له بترشحه. فلم يفعل شيئا في البداية. لا بل فعل الأهم.

صلى صلاة استخارة. وسار مع التيار، وفعلا كانت توقعات مروان صحيحة، فالمعوقات التي وضعت

في طريقه، شحذته، و حفزته و جعلته يقسم بأن لو هذه فعلا إرادة الناس، فهو لن يخذلهم أبدا.

سيجعل هذا أجمل قرارتهم. هو منذ البداية استمد قوته من الله واستظل بالصواب والمأمول

و المرجو.

و بالقطع جاءت إرادة الشعب سابقة لكل التوقعات، فاقت الحسابات، إرادة حقيقية مائة بالمائة.

لا ذرة من الشك تنتابها، لو كان ساوره الشك في أي إجراء اتخذ أثناء الانتخابات لتراجع. فقط كان

يؤرقه نزول بعض غير النزهاء أمامه، إلا أن الكل أعلنوها صريحة. لا مجال لتغييب الوعي الإيجابي

المسؤول الذي يستطيع أن يقول كلمته الصحيحة، في مكانها الصحيح؛ وتلقى الاحترام المرجو لها وله.

أحلى أيام، هذا ما يؤكده الكل داخليا وخارجيا، من الشعب؛ أيام تفوق الخيال. لقد قلده الشعب

بالخارج والداخل المسؤولية منذ تسع شهور، تولى الرئاسة كما يجب. و كان عمله دؤوبا للغاية،

لتحقيق ما يتمناه الشعب بكل مكوناته، كلها بلا استثناء. لا مجال لظلم ولا إهانة ولا أدنى

إحباط من طموحات مشروعة غير محققة. ليس هذا فقط، بل علاوة عليه، حياة رغدة لكل

مواطن، رغد عيش غير مسبوق في العالم كله. كله بمعنى كله. فإذا حظي جزء من العالم

بجزء فلم يحظى بالباقي بعد حتى الآن.

هذا هو أهم خطاب له. ففيه يوضح المسار الذي سينتهجه الجميع للمستقبل. بعد أن لاقت القوانين

صداها الجميل لدي الجميع.

تم اكتشاف كنوز الدولة المنسية. فمنذ أول لحظة تولى فيها الرئاسة، وكان الموضوع في مخيلة

جميع فريقه الرئاسي منذ البداية، تم تكوين فريق من صفوة العلماء المحليين المتميزين للغاية

في كافة المجالات لاكتشاف كنوز الدولة في جميع المجالات المعروفة، والغير متعارف عليها.

وفعلا تم اكتشافه. ليس هذا فقط، بل البعض منها تم العمل على استخراجه بالفعل. وقد اكتشفت

هذه الكنوز بكميات مهوولة.

وعلاوة ذلك، هناك خيرة من أرقى العقول البشرية، تعمل على أنه لو استنفدت أحد هذه الكنوز

بعد عدة قرون، سيكون لها مخزون مطابق لها يمتد لعدة قرون أخرى إن شاء الله. بدايته مصنعة

تصنيع في ظروف مشابهة طبيعية إلى أن يكون مشابها للطبيعي للغاية. ولا نهاية له إن شاء الله؛

بل كنز دائم الاستمرار و التطور بتقدم الزمن، مع التأكيد على استحداث بدائل تناسب الأفق البعيد

إن أمكن.

ومنذ البداية كانت التوقعات صائبة في أن الكنوز من المنطقي جدا أن تكون في المناطق الشرقية

لأنها مطمع منذ قدر لا بأس من الزمان. البعض أعلن عنه، والبعض غيره مازال قيد البحث.

ثم تلتها المناطق الغربية الشمالية. ثم تلاها الشمالية، الدلتا بالأخص. ثم بعض مناطق

الجنوب الشرقي؛ ثم بعض المناطق في غرب البلد.

وعلى أساس ما سبق، تم اتخاذ هذه القرارات الدائمة الهامة، للغاية:

أولا : وظيفة لكل خريج في مجاله _برواتب تضمن الغنى، والعيش الرغد المناسب_ إذا كان هذا

مايريده، أما لو أراد عدم التوظيف لشأن خاص به، فله ذلك. وله أن يتراجع عن قراره بعدم استلام

وظيفته لظروف ما. أو يؤجلها في أي وقت.

ثانيا: وظيفة لكل مواطن، إذا أراد ذلك، كل فيما هو مؤهل له. وفي الغالب سيكون هذا القطاع

الثاني في العمل الخاص برواتب خيالية.

ثالثا: رعاية صحية شاملة مجانية على أعلى مستوى؛ لكل الأمراض المتعارف عليها الآن أو المستجد،

لكل أفراد الأسرة سواء الموظفون أو غيرهم. انتهى بلا رجعة عهد شقاء المريض في متاهات. فيكفيه

مرضه. علاوة على ذلك، العمل الدؤوب على الوقاية من كافة الأمراض المعروفة، بكل السبل والطرق

المألوفة بما يحوز رضى المواطنين؛ بدون اقلاقهم من أي إجراء عليه شبهة ما، أو له عواقب سيئة.

بل أي إجراء في المجال الصحي يجب أن تكون كل مؤشرات عواقبه الضارة صفر في المليار.

ويجب أن يلقى قبول الكل.

يلي ذلك توقع طبيعة الأمراض المقبلة والعمل على تلافيها إن شاء الله.

رابعا: التعليم مجاني مائة بالمائة بمعنى الكلمة. وحق للجميع بمعنى الكلمة. سواء كان هذا الجميع

بالداخل أو بالخارج. تعليم متقدم و متطور للغاية والعمل على جعله عالميا، أي خبراته رائدة للغاية.

خامسا: شقة لائقة لكل مواطن ومواطنة بالمجان. حق دائم من الدولة لكل مواطن. في مكان عمله

أو مكان إقامته. الأولوية ستكون أولا، للعاملين في وظائف حكومية. يليها بشهور متتالية على

حسب سرعة الإنجاز، باقي المواطنين كل بما يناسبه. وقد بدأ تلقي طلبات المواطنين، وبالفعل

استلم جزء لا بأس به شققه؛ على مستوى الدولة ككل.

وبالطبع كل لاوزم الشقق لابد أن تكون متوفرة على هيئة معارض توفر الأثاث والمفروشات

التي تماثل الماركات العالمية، تصنيع محلي خالص، بخبرات وعقول وأيدي عاملة محلية متقنة.

وسيأتي ذلك بالتدريج الملائم. مع دراسة إتاحة جنسية الدولة الدائمة لكل المتميزين في المجالات

التي بها احتياج، للذين لا شبهة عليهم، لحين تلافي الاحتياج لذلك وتكون الأولية للمتميزين

المقيمين منذ فترة مناسبة وللعلماء والمتميزين للغايةمن أبناء المهاجرين منذ فترات

وليس عليهم شبهات تخص دولهم التي كانوا بها.

كل القوانين أو الإجراءات التي تقلق المواطنين بالداخل أوالخارج يتم التعرف عليها بتطابق

الطلب مع استطلاعات الرأي الدقيقة المحكمة. ويتم أخذ رأي الجميع في عمل استفتاء على

تعديلها، أو إلغائها بما يناسب الجميع.

وآخر هذه الإجراءات، زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة ثلاثة بالمائة كل عام لحد ثلاثين في المائة.

إلى أن يصل لخمسين بالمائة من الرواتب عند سن المعاش.

بعد أن أعلن باهر عن هذه الإجراءات وإعلان سريانها، وسط الإحتفالات. أعلن للشعب. سيأخذ

كل الإجراءات السليمة لإقرار كيفية إجراء انتخابات نزيهة على الدوام إلا آذا استدعت ضرورة

التطور لإجراء أفضل من المتعارف عليه الآن.

ثم فاجأ الجميع بمعنى الجميع، بالإعلان عن انتخابات رئاسية مقبلة. انتخابات رئاسية

لم يطلبها منه أحد و هو في قمة تألقه كبطل للأبطال. وتعهد للشعب بأنه لو فوجئ بأي إجراء

أو أي مرشح غير مناسب لا يحظى بقبول الجميع فإنه سيتراجع عن قراره ويكمل سنين

رئاسته.

الشعب الذي كان يحتفل بقرارات باهر الغير مسبوقة. انتابته حالة من الرفض لإعلان

انتخابات رئاسية مبكرة عن موعدها، لتلافي السبب لذلك. وحاول الكل بالأخص الشعب

الذي يحبه حبا غير عادي، هو يستحقه بجدارة اثناؤه عن قراره. إلا أنه أعلن أن الظروف

هي التي استدعت ترشحه وأنه لم يكن ينتوي الترشح إلا أن ظروفا أقوى استدعت ذلك.

و هو يتعهد للجميع بأن الرئيس المقبل سيحظى بقبول الجميع بإجراءات صحيحة لا غبار

عليها و لو بأدنى نسبة شك أو عدم قبول.

رفض مروان قرار باهر بالإعلان عن انتخابات مبكرة. وعندما لم يستطع إقناعه وترغيبه.

اضطر لإعلانها على الملأ بدون ترتيب. بل فوجئ بالسؤال فأجاب بما يمليه عليه ضميره

الواعي وبما يرتاح له في قرارة قلبه. لقد فاق باهر كل التوقعات. توقعاته هو شخصيا.

وهو يعرف أنه هو مرشح باهر القادم. إلا نجاحه هو و خطيبته أحلام في مشروع المواهب

الغير مسبوق. والذي ساهم نجاحه العالي في أكثرية قرارات باهر و التي لاقت قبول الجميع.

فخيرة العقول المكتشفة في مشروعهما أنتجت هذا الإبهار الواقعي والحقيقي.

كاد والد أحلام يجن من قرار باهر التنحي في أوج تألقه. بدون أن يطلب منه شخص واحد ذلك.

بينما والدته والتي كانت تعرفه، صمتت مؤازرة له عن قناعة بأنه يعرف الأصلح له و لحياته.

فهي ستريد دائما ما يريده هو فعلا. بينما رفض الشعب رفضا قاطعا باتا لا رجعة عنه، لتنحيه

بلا سبب ولا مبرر. كل ذلك بدون اقتناع لدي باهر أو أدنى مؤشر للتراجع.

بينما كانت أحلام_ والتي كان الجميع يضغط عليها لتثنيه عن قراره_ تعرفه حق المعرفة.

فأخبرته أنها لا مانع لديها بأن يكون لها ضرة لحين، ألا وهو أن يقبل المواطنون بما يريده

باهر إذا ظل مصرا. بينما ظل باهر مترددا في تغيير رأيه، رضوخا لتمسك الجميع به.[/marq]




[type=556739]بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الحادي عشر

كان أحد أيام الربيع الجميل، والأرض كلها مزهوة تزدهر بأروع الحلل والأكثرها انعاشا للنفوس

المتعطشة والمشرئبة بشغف لمباهجه الأثيرة للجميع. إلا أنه شعر بكآبة، لا يعرف مصدرها ولا

لما لونت أبهى فصوله وفصول الجميع باللون الرمادي البارد البائس...

- أين نهى؟!

تساءل باسل بانقباض. لقد معتادا على أن يمر عليها عند أختها في العدة شهور المنصرمة،

ليصلا لمقر عملهما المشترك سويا. كانت أشهر سماوية من العمل المشترك. ومع اقتراب تنفيذ

تجريب خلاصة بحثها بعد أن أحكمه إحكاما رضي عنه فريق العمل ككل، وجدها تناشده بكل

ما تعرف أنه من المممكن أن يؤثر فيه، بألا يقوم بتنفيذ التجربة بنفسه. و قد كان هذا ما أراده

وأصر عليه على مخاطره الجمة. قطعا رفض طلبها، وكلما اقترب الموعد، كلما ألحت أكثر،

بلا جدوى من ناحيته. إلا أن أعلنتها واضحة، بطريقتها المحببة إليه، بأنها مصرة بأن تقوم بالتجربة

لأنها أدرى بالرسالة من غيرها؛ فهي من وضعتها. بينما من ناحيته هو، هو من قام بتجارب مشابهة

ناجحة نجاحا متعارف عليه، في هكذا ظروف صعبة للغاية، عندما توصل للقاح نوبل.

يعرف أنها تخشى عليه، أيما خشية، كعادتها معه، وإن ببراعة حاولت إخفاء ذلك عنه، قدر

المستطاع. كانت هكذا دائما وهو يعجبه هذا فيها، وأكثر ما يعجبه أنها مشاعر حقيقية لا غرض

منها إلا حرصها على ألا يصاب أي إصابة، أو يحدث له أي سوء مهما صغر أو كبر. كانت في

هذه تعامله كابن، لا كزوج وجب عليه هو حمايتها و الخوف عليها من حتى همس النسيم.

والحرص على ألا تصاب بأي سوء.

لقد اتصلت به بألا يمر عليها اليوم، وكان أحد أيام العمل بعد الظهر، لأن لديها مشوارا مهما

عليها أن تقوم به قبل العمل، شيئ ل عائلة أختها، هكذا أخبرته. وقد كان اقترب موعد التجريب

للغاية، وظن أنها تتهرب منه لعدم تلبيته طلبها بالتجريب لرسالتها بنفسها. عدم رؤيته لها كما

اعتاد، ربما هو سبب شعوره بالانقباض؛ على غير ما اعتاد منذ بدء عملهما سويا.

- إنها أتت مبكرا وتوجهت لمعمل التجربة للتأكد من أن كل شيئ على ما يرام قبل بدء التجريب

غدا كما قالت.

- التجريب ليس غدا، وتوجه بسرعة لمعمل التجريب. وهو يحاول الاتصال بها. إلا أن هاتفها

النقال كان مغلقا.

وصل للمعمل على وجه السرعة:

- نهى افتحي الباب.

أخذ يخبط على الباب من الخارج، والذي كان مغلقا من الداخل؛ بلا جدوى لأن الباب

كان عازلا للصوت، للتأكيد والحفاظ على السرية التامة الغير عادية.

ظنت أنها ستقوم بالتجربة بسرعة قبل أن يأتي طاقم العمل، لأنهم كانوا سيأخذون الغد أجازة.

ويقومون بالتجريب بعد يومين. ولكن الأجهزة كأنها مشفرة. لا يريد أي جهاز أن يفتح. وعندما

يأست من إنجاز المهمة التي كانت تصبو إليها، خرجت بدل احراج تواجدها هنا بلا مبرر بدونهم،

والأحرج عناء التبرير لهم.

خرجت، فعاد ربيعه الأثير لديه معها وبها. وجدته هي أمامها. فلم تجد مناصا من أن تتصرف كطفلة هاربة من أمامه

ولم يستطع اللحاق بها، أمام الزملاء، فتركها تهرب، مع وعد بوضع النقاط على حروفها اللائقة بها في أقرب

فرصة متاحة لهما.

بعد ذلك بعدة شهور تم الإعلان عن جائزة نوبل للعلوم لرسالة الدكتورة نهى مناصفة مع فريق

عمل باسل. وكان هذا نجاحا باهرا لأحلام و باهر ونهى و باسل قائد التجربة بنجاح منقطع النظير.

بلا ضحايا أو خسائر.

الشعب كله ملتف حول التلفاز، التفاف غير عادي، بالداخل وكل المهاجرين، في يوم من أهم الأيام.

يوم يفكر فيه بامعان، منذ مفاجأة مروان له بترشحه. فلم يفعل شيئا في البداية. لا بل فعل الأهم.

صلى صلاة استخارة. وسار مع التيار، وفعلا كانت توقعات مروان صحيحة، فالمعوقات التي وضعت

في طريقه، شحذته، و حفزته و جعلته يقسم بأن لو هذه فعلا إرادة الناس، فهو لن يخذلهم أبدا.

سيجعل هذا أجمل قرارتهم. هو منذ البداية استمد قوته من الله واستظل بالصواب والمأمول

و المرجو.

و بالقطع جاءت إرادة الشعب سابقة لكل التوقعات، فاقت الحسابات، إرادة حقيقية مائة بالمائة.

لا ذرة من الشك تنتابها، لو كان ساوره الشك في أي إجراء اتخذ أثناء الانتخابات لتراجع. فقط كان

يؤرقه نزول بعض غير النزهاء أمامه، إلا أن الكل أعلنوها صريحة. لا مجال لتغييب الوعي الإيجابي

المسؤول الذي يستطيع أن يقول كلمته الصحيحة، في مكانها الصحيح؛ وتلقى الاحترام المرجو لها وله.

أحلى أيام، هذا ما يؤكده الكل داخليا وخارجيا، من الشعب؛ أيام تفوق الخيال. لقد قلده الشعب

بالخارج والداخل المسؤولية منذ تسع شهور، تولى الرئاسة كما يجب. و كان عمله دؤوبا للغاية،

لتحقيق ما يتمناه الشعب بكل مكوناته، كلها بلا استثناء. لا مجال لظلم ولا إهانة ولا أدنى

إحباط من طموحات مشروعة غير محققة. ليس هذا فقط، بل علاوة عليه، حياة رغدة لكل

مواطن، رغد عيش غير مسبوق في العالم كله. كله بمعنى كله. فإذا حظي جزء من العالم

بجزء فلم يحظى بالباقي بعد حتى الآن.

هذا هو أهم خطاب له. ففيه يوضح المسار الذي سينتهجه الجميع للمستقبل. بعد أن لاقت القوانين

صداها الجميل لدي الجميع.

تم اكتشاف كنوز الدولة المنسية. فمنذ أول لحظة تولى فيها الرئاسة، وكان الموضوع في مخيلة

جميع فريقه الرئاسي منذ البداية، تم تكوين فريق من صفوة العلماء المحليين المتميزين للغاية

في كافة المجالات لاكتشاف كنوز الدولة في جميع المجالات المعروفة، والغير متعارف عليها.

وفعلا تم اكتشافه. ليس هذا فقط، بل البعض منها تم العمل على استخراجه بالفعل. وقد اكتشفت

هذه الكنوز بكميات مهوولة.

وعلاوة ذلك، هناك خيرة من أرقى العقول البشرية، تعمل على أنه لو استنفدت أحد هذه الكنوز

بعد عدة قرون، سيكون لها مخزون مطابق لها يمتد لعدة قرون أخرى إن شاء الله. بدايته مصنعة

تصنيع في ظروف مشابهة طبيعية إلى أن يكون مشابها للطبيعي للغاية. ولا نهاية له إن شاء الله؛

بل كنز دائم الاستمرار و التطور بتقدم الزمن، مع التأكيد على استحداث بدائل تناسب الأفق البعيد

إن أمكن.

ومنذ البداية كانت التوقعات صائبة في أن الكنوز من المنطقي جدا أن تكون في المناطق الشرقية

لأنها مطمع منذ قدر لا بأس من الزمان. البعض أعلن عنه، والبعض غيره مازال قيد البحث.

ثم تلتها المناطق الغربية الشمالية. ثم تلاها الشمالية، الدلتا بالأخص. ثم بعض مناطق

الجنوب الشرقي؛ ثم بعض المناطق في غرب البلد.

وعلى أساس ما سبق، تم اتخاذ هذه القرارات الدائمة الهامة، للغاية:

أولا : وظيفة لكل خريج في مجاله _برواتب تضمن الغنى، والعيش الرغد المناسب_ إذا كان هذا

مايريده، أما لو أراد عدم التوظيف لشأن خاص به، فله ذلك. وله أن يتراجع عن قراره بعدم استلام

وظيفته لظروف ما. أو يؤجلها في أي وقت.

ثانيا: وظيفة لكل مواطن، إذا أراد ذلك، كل فيما هو مؤهل له. وفي الغالب سيكون هذا القطاع

الثاني في العمل الخاص برواتب خيالية.

ثالثا: رعاية صحية شاملة مجانية على أعلى مستوى؛ لكل الأمراض المتعارف عليها الآن أو المستجد،

لكل أفراد الأسرة سواء الموظفون أو غيرهم. انتهى بلا رجعة عهد شقاء المريض في متاهات. فيكفيه

مرضه. علاوة على ذلك، العمل الدؤوب على الوقاية من كافة الأمراض المعروفة، بكل السبل والطرق

المألوفة بما يحوز رضى المواطنين؛ بدون اقلاقهم من أي إجراء عليه شبهة ما، أو له عواقب سيئة.

بل أي إجراء في المجال الصحي يجب أن تكون كل مؤشرات عواقبه الضارة صفر في المليار.

ويجب أن يلقى قبول الكل.

يلي ذلك توقع طبيعة الأمراض المقبلة والعمل على تلافيها إن شاء الله.

رابعا: التعليم مجاني مائة بالمائة بمعنى الكلمة. وحق للجميع بمعنى الكلمة. سواء كان هذا الجميع

بالداخل أو بالخارج. تعليم متقدم و متطور للغاية والعمل على جعله عالميا، أي خبراته رائدة للغاية.

خامسا: شقة لائقة لكل مواطن ومواطنة بالمجان. حق دائم من الدولة لكل مواطن. في مكان عمله

أو مكان إقامته. الأولوية ستكون أولا، للعاملين في وظائف حكومية. يليها بشهور متتالية على

حسب سرعة الإنجاز، باقي المواطنين كل بما يناسبه. وقد بدأ تلقي طلبات المواطنين، وبالفعل

استلم جزء لا بأس به شققه؛ على مستوى الدولة ككل.

وبالطبع كل لاوزم الشقق لابد أن تكون متوفرة على هيئة معارض توفر الأثاث والمفروشات

التي تماثل الماركات العالمية، تصنيع محلي خالص، بخبرات وعقول وأيدي عاملة محلية متقنة.

وسيأتي ذلك بالتدريج الملائم. مع دراسة إتاحة جنسية الدولة الدائمة لكل المتميزين في المجالات

التي بها احتياج، للذين لا شبهة عليهم، لحين تلافي الاحتياج لذلك وتكون الأولية للمتميزين

المقيمين منذ فترة مناسبة وللعلماء والمتميزين للغايةمن أبناء المهاجرين منذ فترات

وليس عليهم شبهات تخص دولهم التي كانوا بها.

كل القوانين أو الإجراءات التي تقلق المواطنين بالداخل أوالخارج يتم التعرف عليها بتطابق

الطلب مع استطلاعات الرأي الدقيقة المحكمة. ويتم أخذ رأي الجميع في عمل استفتاء على

تعديلها، أو إلغائها بما يناسب الجميع.

وآخر هذه الإجراءات، زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة ثلاثة بالمائة كل عام لحد ثلاثين في المائة.

إلى أن يصل لخمسين بالمائة من الرواتب عند سن المعاش.

بعد أن أعلن باهر عن هذه الإجراءات وإعلان سريانها، وسط الإحتفالات. أعلن للشعب. سيأخذ

كل الإجراءات السليمة لإقرار كيفية إجراء انتخابات نزيهة على الدوام إلا آذا استدعت ضرورة

التطور لإجراء أفضل من المتعارف عليه الآن.

ثم فاجأ الجميع بمعنى الجميع، بالإعلان عن انتخابات رئاسية مقبلة. انتخابات رئاسية

لم يطلبها منه أحد و هو في قمة تألقه كبطل للأبطال. وتعهد للشعب بأنه لو فوجئ بأي إجراء

أو أي مرشح غير مناسب لا يحظى بقبول الجميع فإنه سيتراجع عن قراره ويكمل سنين

رئاسته.

الشعب الذي كان يحتفل بقرارات باهر الغير مسبوقة. انتابته حالة من الرفض لإعلان

انتخابات رئاسية مبكرة عن موعدها، لتلافي السبب لذلك. وحاول الكل بالأخص الشعب

الذي يحبه حبا غير عادي، هو يستحقه بجدارة اثناؤه عن قراره. إلا أنه أعلن أن الظروف

هي التي استدعت ترشحه وأنه لم يكن ينتوي الترشح إلا أن ظروفا أقوى استدعت ذلك.

و هو يتعهد للجميع بأن الرئيس المقبل سيحظى بقبول الجميع بإجراءات صحيحة لا غبار

عليها و لو بأدنى نسبة شك أو عدم قبول.

رفض مروان قرار باهر بالإعلان عن انتخابات مبكرة. وعندما لم يستطع إقناعه وترغيبه.

اضطر لإعلانها على الملأ بدون ترتيب. بل فوجئ بالسؤال فأجاب بما يمليه عليه ضميره

الواعي وبما يرتاح له في قرارة قلبه. لقد فاق باهر كل التوقعات. توقعاته هو شخصيا.

وهو يعرف أنه هو مرشح باهر القادم. إلا نجاحه هو و خطيبته أحلام في مشروع المواهب

الغير مسبوق. والذي ساهم نجاحه العالي في أكثرية قرارات باهر و التي لاقت قبول الجميع.

فخيرة العقول المكتشفة في مشروعهما أنتجت هذا الإبهار الواقعي والحقيقي.

كاد والد أحلام يجن من قرار باهر التنحي في أوج تألقه. بدون أن يطلب منه شخص واحد ذلك.

بينما والدته والتي كانت تعرفه، صمتت مؤازرة له عن قناعة بأنه يعرف الأصلح له و لحياته.

فهي ستريد دائما ما يريده هو فعلا. بينما رفض الشعب رفضا قاطعا باتا لا رجعة عنه، لتنحيه

بلا سبب ولا مبرر. كل ذلك بدون اقتناع لدي باهر أو أدنى مؤشر للتراجع.

بينما كانت أحلام_ والتي كان الجميع يضغط عليها لتثنيه عن قراره_ تعرفه حق المعرفة.

فأخبرته أنها لا مانع لديها بأن يكون لها ضرة لحين، ألا وهو أن يقبل المواطنون بما يريده

باهر إذا ظل مصرا. بينما ظل باهر مترددا في تغيير رأيه، رضوخا لتمسك الجميع به.[/type]




بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الحادي عشر

كان أحد أيام الربيع الجميل، والأرض كلها مزهوة تزدهر بأروع الحلل والأكثرها انعاشا للنفوس

المتعطشة والمشرئبة بشغف لمباهجه الأثيرة للجميع. إلا أنه شعر بكآبة، لا يعرف مصدرها ولا

لما لونت أبهى فصوله وفصول الجميع باللون الرمادي البارد البائس...

- أين نهى؟!

تساءل باسل بانقباض. لقد معتادا على أن يمر عليها عند أختها في العدة شهور المنصرمة،

ليصلا لمقر عملهما المشترك سويا. كانت أشهر سماوية من العمل المشترك. ومع اقتراب تنفيذ

تجريب خلاصة بحثها بعد أن أحكمه إحكاما رضي عنه فريق العمل ككل، وجدها تناشده بكل

ما تعرف أنه من المممكن أن يؤثر فيه، بألا يقوم بتنفيذ التجربة بنفسه. و قد كان هذا ما أراده

وأصر عليه على مخاطره الجمة. قطعا رفض طلبها، وكلما اقترب الموعد، كلما ألحت أكثر،

بلا جدوى من ناحيته. إلا أن أعلنتها واضحة، بطريقتها المحببة إليه، بأنها مصرة بأن تقوم بالتجربة

لأنها أدرى بالرسالة من غيرها؛ فهي من وضعتها. بينما من ناحيته هو، هو من قام بتجارب مشابهة

ناجحة نجاحا متعارف عليه، في هكذا ظروف صعبة للغاية، عندما توصل للقاح نوبل.

يعرف أنها تخشى عليه، أيما خشية، كعادتها معه، وإن ببراعة حاولت إخفاء ذلك عنه، قدر

المستطاع. كانت هكذا دائما وهو يعجبه هذا فيها، وأكثر ما يعجبه أنها مشاعر حقيقية لا غرض

منها إلا حرصها على ألا يصاب أي إصابة، أو يحدث له أي سوء مهما صغر أو كبر. كانت في

هذه تعامله كإبن، لا كزوج وجب عليه هو حمايتها و الخوف عليها من حتى همس النسيم.

والحرص على ألا تصاب بأي سوء.

لقد اتصلت به بألا يمر عليها اليوم، وكان أحد أيام العمل بعد الظهر، لأن لديها مشوارا مهما

عليها أن تقوم به قبل العمل، شيئ ل عائلة أختها، هكذا أخبرته. وقد كان اقترب موعد التجريب

للغاية، وظن أنها تتهرب منه لعدم تلبيته طلبها بالتجريب لرسالتها بنفسها. عدم رؤيته لها كما

اعتاد، ربما هو سبب شعوره بالانقباض؛ على غير ما اعتاد منذ بدء عملهما سويا.

- إنها أتت مبكرا وتوجهت لمعمل التجربة للتأكد من أن كل شيئ على ما يرام قبل بدء التجريب

غدا كما قالت.

- التجريب ليس غدا، وتوجه بسرعة لمعمل التجريب. وهو يحاول الاتصال بها. إلا أن هاتفها

النقال كان مغلقا.

وصل للمعمل على وجه السرعة:

- نهى افتحي الباب.

أخذ يخبط على الباب من الخارج، والذي كان مغلقا من الداخل؛ بلا جدوى لأن الباب

كان عازلا للصوت، للتأكيد والحفاظ على السرية التامة الغير عادية.

ظنت أنها ستقوم بالتجربة بسرعة قبل أن يأتي طاقم العمل، لأنهم كانوا سيأخذون الغد أجازة.

ويقومون بالتجريب بعد يومين. ولكن الأجهزة كأنها مشفرة. لا يريد أي جهاز أن يفتح. وعندما

يأست من إنجاز المهمة التي كانت تصبو إليها، خرجت بدل احراج تواجدها هنا بلا مبرر بدونهم،

والأحرج عناء التبرير لهم.

خرجت، فعاد ربيعه الأثير لديه معها وبها. وجدته هي أمامها. فلم تجد مناصا من أن تتصرف كطفلة هاربة من أمامه

ولم يستطع اللحاق بها، أمام الزملاء، فتركها تهرب، مع وعد بوضع النقاط على حروفها اللائقة بها في أقرب

فرصة متاحة لهما.

بعد ذلك بعدة شهور تم الإعلان عن جائزة نوبل للعلوم لرسالة الدكتورة نهى مناصفة مع فريق

عمل باسل. وكان هذا نجاحا باهرا لأحلام و باهر ونهى و باسل قائد التجربة بنجاح منقطع النظير.

بلا ضحايا أو خسائر.

الشعب كله ملتف حول التلفاز، التفاف غير عادي، بالداخل وكل المهاجرين، في يوم من أهم الأيام.

يوم يفكر فيه بامعان، منذ مفاجأة مروان له بترشحه. فلم يفعل شيئا في البداية. لا بل فعل الأهم.

صلى صلاة استخارة. وسار مع التيار، وفعلا كانت توقعات مروان صحيحة، فالمعوقات التي وضعت

في طريقه، شحذته، و حفزته و جعلته يقسم بأن لو هذه فعلا إرادة الناس، فهو لن يخذلهم أبدا.

سيجعل هذا أجمل قرارتهم. هو منذ البداية استمد قوته من الله واستظل بالصواب والمأمول

و المرجو.

و بالقطع جاءت إرادة الشعب سابقة لكل التوقعات، فاقت الحسابات، إرادة حقيقية مائة بالمائة.

لا ذرة من الشك تنتابها، لو كان ساوره الشك في أي إجراء اتخذ أثناء الانتخابات لتراجع. فقط كان

يؤرقه نزول بعض غير النزهاء أمامه، إلا أن الكل أعلنوها صريحة. لا مجال لتغييب الوعي الإيجابي

المسؤول الذي يستطيع أن يقول كلمته الصحيحة، في مكانها الصحيح؛ وتلقى الاحترام المرجو لها وله.

أحلى أيام، هذا ما يؤكده الكل داخليا وخارجيا، من الشعب؛ أيام تفوق الخيال. لقد قلده الشعب

بالخارج والداخل المسؤولية منذ تسع شهور، تولى الرئاسة كما يجب. و كان عمله دؤوبا للغاية،

لتحقيق ما يتمناه الشعب بكل مكوناته، كلها بلا استثناء. لا مجال لظلم ولا إهانة ولا أدنى

إحباط من طموحات مشروعة غير محققة. ليس هذا فقط، بل علاوة عليه، حياة رغدة لكل

مواطن، رغد عيش غير مسبوق في العالم كله. كله بمعنى كله. فإذا حظي جزء من العالم

بجزء فلم يحظى بالباقي بعد حتى الآن.

هذا هو أهم خطاب له. ففيه يوضح المسار الذي سينتهجه الجميع للمستقبل. بعد أن لاقت القوانين

صداها الجميل لدي الجميع.

تم اكتشاف كنوز الدولة المنسية. فمنذ أول لحظة تولى فيها الرئاسة، وكان الموضوع في مخيلة

جميع فريقه الرئاسي منذ البداية، تم تكوين فريق من صفوة العلماء المحليين المتميزين للغاية

في كافة المجالات لاكتشاف كنوز الدولة في جميع المجالات المعروفة، والغير متعارف عليها.

وفعلا تم اكتشافه. ليس هذا فقط، بل البعض منها تم العمل على استخراجه بالفعل. وقد اكتشفت

هذه الكنوز بكميات مهوولة.

وعلاوة ذلك، هناك خيرة من أرقى العقول البشرية، تعمل على أنه لو استنفدت أحد هذه الكنوز

بعد عدة قرون، سيكون لها مخزون مطابق لها يمتد لعدة قرون أخرى إن شاء الله. بدايته مصنعة

تصنيع في ظروف مشابهة طبيعية إلى أن يكون مشابها للطبيعي للغاية. ولا نهاية له إن شاء الله؛

بل كنز دائم الاستمرار و التطور بتقدم الزمن، مع التأكيد على استحداث بدائل تناسب الأفق البعيد

إن أمكن لو دعت الضرورة ذلك.

ومنذ البداية كانت التوقعات صائبة في أن الكنوز من المنطقي جدا أن تكون في المناطق الشرقية

لأنها مطمع منذ قدر لا بأس من الزمان. البعض أعلن عنه، والبعض غيره مازال قيد البحث.

ثم تلتها المناطق الغربية الشمالية. ثم تلاها الشمالية، الدلتا بالأخص. ثم بعض مناطق

الجنوب الشرقي؛ ثم بعض المناطق في غرب البلد.

وعلى أساس ما سبق، تم اتخاذ هذه القرارات الدائمة الهامة، للغاية:

أولا : وظيفة لكل خريج في مجاله _برواتب تضمن الغنى، والعيش الرغد المناسب_ إذا كان هذا

مايريده، أما لو أراد عدم التوظيف لشأن خاص به، فله ذلك. وله أن يتراجع عن قراره بعدم استلام

وظيفته لظروف ما. أو يؤجلها في أي وقت.

ثانيا: وظيفة لكل مواطن، إذا أراد ذلك، كل فيما هو مؤهل له. وفي الغالب سيكون هذا القطاع

الثاني في العمل الخاص برواتب خيالية.

ثالثا: رعاية صحية شاملة مجانية على أعلى مستوى؛ لكل الأمراض المتعارف عليها الآن أو المستجد،

لكل أفراد الأسرة سواء الموظفون أو غيرهم. انتهى بلا رجعة عهد شقاء المريض في متاهات. فيكفيه

مرضه. علاوة على ذلك، العمل الدؤوب على الوقاية من كافة الأمراض المعروفة، بكل السبل والطرق

المألوفة بما يحوز رضى المواطنين؛ بدون اقلاقهم من أي إجراء عليه شبهة ما، أو له عواقب سيئة.

بل أي إجراء في المجال الصحي يجب أن تكون كل مؤشرات عواقبه الضارة صفر في المليار.

ويجب أن يلقى قبول الكل.

يلي ذلك توقع طبيعة الأمراض المقبلة والعمل على تلافيها إن شاء الله.

رابعا: التعليم مجاني مائة بالمائة بمعنى الكلمة. وحق للجميع بمعنى الكلمة. سواء كان هذا الجميع

بالداخل أو بالخارج. تعليم متقدم و متطور للغاية والعمل على جعله عالميا، أي خبراته رائدة للغاية.

خامسا: شقة لائقة لكل مواطن ومواطنة بالمجان. حق دائم من الدولة لكل مواطن. في مكان عمله

أو مكان إقامته. الأولوية ستكون أولا، للعاملين في وظائف حكومية. يليها بشهور متتالية على

حسب سرعة الإنجاز، باقي المواطنين كل بما يناسبه. وقد بدأ تلقي طلبات المواطنين، وبالفعل

استلم جزء لا بأس به شققه؛ على مستوى الدولة ككل.

وبالطبع كل لاوزم الشقق لابد أن تكون متوفرة على هيئة معارض توفر الأثاث والمفروشات

التي تماثل الماركات العالمية، تصنيع محلي خالص، بخبرات وعقول وأيدي عاملة محلية متقنة.

وسيأتي ذلك بالتدريج الملائم. مع دراسة إتاحة جنسية الدولة الدائمة لكل المتميزين في المجالات

التي بها احتياج، للذين لا شبهة عليهم، لحين تلافي الاحتياج لذلك وتكون الأولية للمتميزين

المقيمين منذ فترة مناسبة وللعلماء والمتميزين للغايةمن أبناء المهاجرين منذ فترات

وليس عليهم شبهات تخص دولهم التي كانوا بها.

كل القوانين أو الإجراءات التي تقلق المواطنين بالداخل أوالخارج يتم التعرف عليها بتطابق

الطلب مع استطلاعات الرأي الدقيقة المحكمة. ويتم أخذ رأي الجميع في عمل استفتاء على

تعديلها، أو إلغائها بما يناسب الجميع.

وآخر هذه الإجراءات، زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة ثلاثة بالمائة كل عام لحد ثلاثين في المائة.

إلى أن يصل لخمسين بالمائة من الرواتب عند سن المعاش.

بعد أن أعلن باهر عن هذه الإجراءات وإعلان سريانها، وسط الإحتفالات. أعلن للشعب. سيأخذ

كل الإجراءات السليمة لإقرار كيفية إجراء انتخابات نزيهة على الدوام إلا آذا استدعت ضرورة

التطور لإجراء أفضل من المتعارف عليه الآن.

ثم فاجأ الجميع بمعنى الجميع، بالإعلان عن انتخابات رئاسية مقبلة. انتخابات رئاسية

لم يطلبها منه أحد و هو في قمة تألقه كبطل للأبطال. وتعهد للشعب بأنه لو فوجئ بأي إجراء

أو أي مرشح غير مناسب لا يحظى بقبول الجميع فإنه سيتراجع عن قراره ويكمل سنين

رئاسته.

الشعب الذي كان يحتفل بقرارات باهر الغير مسبوقة. انتابته حالة من الرفض لإعلان

انتخابات رئاسية مبكرة عن موعدها، لتلافي السبب لذلك. وحاول الكل بالأخص الشعب

الذي يحبه حبا غير عادي، هو يستحقه بجدارة اثناؤه عن قراره. إلا أنه أعلن أن الظروف

هي التي استدعت ترشحه وأنه لم يكن ينتوي الترشح إلا أن ظروفا أقوى استدعت ذلك.

و هو يتعهد للجميع بأن الرئيس المقبل سيحظى بقبول الجميع بإجراءات صحيحة لا غبار

عليها و لو بأدنى نسبة شك أو عدم قبول.

رفض مروان قرار باهر بالإعلان عن انتخابات مبكرة. وعندما لم يستطع إقناعه وترغيبه.

اضطر لإعلانها على الملأ بدون ترتيب. بل فوجئ بالسؤال فأجاب بما يمليه عليه ضميره

الواعي وبما يرتاح له في قرارة قلبه. لقد فاق باهر كل التوقعات. توقعاته هو شخصيا.

وهو يعرف أنه هو مرشح باهر القادم. إلا نجاحه هو و خطيبته أحلام في مشروع المواهب

الغير مسبوق. والذي ساهم نجاحه العالي في أكثرية قرارات باهر و التي لاقت قبول الجميع.

فخيرة العقول المكتشفة في مشروعهما أنتجت هذا الإبهار الواقعي والحقيقي.

كاد والد أحلام يجن من قرار باهر التنحي في أوج تألقه. بدون أن يطلب منه شخص واحد ذلك.

بينما والدته والتي كانت تعرفه، صمتت مؤازرة له عن قناعة بأنه يعرف الأصلح له و لحياته.

فهي ستريد دائما ما يريده هو فعلا. بينما رفض الشعب رفضا قاطعا باتا لا رجعة عنه، لتنحيه

بلا سبب ولا مبرر. كل ذلك بدون اقتناع لدي باهر أو أدنى مؤشر للتراجع.

بينما كانت أحلام_ والتي كان الجميع يضغط عليها لتثنيه عن قراره_ تعرفه حق المعرفة.

فأخبرته أنها لا مانع لديها بأن يكون لها ضرة لحين، ألا وهو أن يقبل المواطنون بما يريده

باهر إذا ظل مصرا. بينما ظل باهر مترددا في تغيير رأيه، رضوخا لتمسك الجميع به.



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 17-09-21 الساعة 01:36 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 17-09-21, 01:57 AM   #44

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي تعديل فقرة قرب نهاية الفصل الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
تعديل

رفض مروان قرار باهر بالإعلان عن انتخابات مبكرة. وعندما لم يستطع إقناعه وترغيبه.

اضطر لإعلانها على الملأ بدون ترتيب. بل فوجئ بالسؤال فأجاب بما يمليه عليه ضميره

الواعي وبما يرتاح له في قرارة قلبه. لقد فاق باهر كل التوقعات. توقعاته هو شخصيا.

إلا أن نجاحه هو و خطيبته أحلام في مشروع المواهب

الغير مسبوق، والذي ساهم نجاحه العالي في أكثرية قرارات باهر و التي لاقت قبول الجميع، فاق كل الأحلام.

فخيرة العقول المكتشفة في مشروعهما أنتجت هذا الإبهار الواقعي والحقيقي.

.وهو يعرف أنه هو مرشح باهر القادم ولكنه لا يريد ذلك. بل يريد لنجاح باهر أن يدوم بإرادة الشعب. من ناحيته، هو

كان مكتفيا بأنه مستشاره السياسي ونائبه.


تعديل آخر

لقد كان معتادا أن يمر

تعديل

لأنها مطمع منذ قدر لا بأس به من الزمان. البعض أعلن عنه، والبعض غيره مازال قيد البحث.


تعديل

أعلن للشعب بأنه سيأخذ

تعديل


كاد والد أحلام أن يجن من قرار باهر التنحي في أوج تألقه. بدون أن يطلب منه شخص واحد ذلك.



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 17-09-21 الساعة 02:37 AM سبب آخر: ت
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 12:08 AM   #45

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني عشر الثاني من حلم العمر

[marq] بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني عشر
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

لكم تمنى أن يكون والده معه الآن ليكون الشعلة التي يستضيئ بضي مشوراته في

هكذا موقف. إن والده سفير في الخارج، ووالدته تقسم وقتها بينه وبين والده. وهو كان هكذا،

مثلها، قبل الوزراة ثم الرئاسة.

تنهد بعمق سارحا في مشهد من أجمل المشاهد، مشهد المدينة الساكنة تسبح بهدوء في بحار

ليل يتنفس بعمق أنسام ذكريات عمر مديد. اندمج مع سحر المنظر الجميل وأخذت مشاهد حياته

تتابع في مخيلته.

كم مر عليه من أتراح وأفراح. تذكر كم تألم من عدم اكتمال تحقيق حلم التربع على عرش النجومية

طوال سنوات مقتبل الشباب. هذا كان من أصعب الآلام التي ألمت به. أشد من ألم الإصابة الشديدة

و تمزيقها أعصاب كتفه ويده وأحلام صباه وآماله. حاول الخروج من كبوته بكل ما أوتي من قواه.

واقتاتت روحه ببلسم الأحلام الذي كانت تنثره أحلام بعبق أثير لديه، كلما آثرته بعبير كلمها المؤثر.

من أجلها يريد أن يبدأ حياتهما سويا. لقد انتظرها منذ صباه، وهي طال انتظارها له بدعم و عدم

تشكي. يخشى أن الرئاسة توشك أن تشغلهما عن بدء تأسيس مستقبل لهما سويا. هو أبدا لم يحد عن

الطريق السوي، سوى أنه أراد الأفضل للجميع له ولها و لمن قلدوه مسؤولية يشعر أنه لم يطلبها.

يخشى أن يندم في يوم ما على عدم إكمال مشواره، الذي هبط عليه بلا سعي منه كتفاحة نيوتن.

لقد حاول أن يقدم على طبق من فضة، بكل ما أوتي من إمكانات، كل ما يستطيع تقديمه لشعبه.

و لو استرعى انتباهه شيئ أقوى وأوفى لبذله.

ترى لو كان ظل هنا منذ البداية، ولم يسطع نجمه هذا السطوع الباهر الغير مسبوق بأمريكا، كان

سيشعر بأنه تائه ضل طريقه في خضم متاهات الحياة بمزاجها المتذبذب تارة و مزاحها القاسي

أحايين أخرى؟ ترى هل هذا هو السؤال الصحيح؟ أترى رؤى أفق مستقبل من انتخبوه ووثقوا به

اكتملت لمرآه؟ إنه يحلم ببدء تكوين أسرته هو وأحلام بعد أن أطمئن على الشعب. وسيطمئن أكثر

لو ترك الشعب في أمانة مروان، فهو جدير بالمسؤولية السياسية.

تنهد مرة أخرى بعمق، ترى لو حباه الله بإبن، وعشق كرة السلة، هل سيسطع نجمه هنا، كما سطع

نجمه هو في أمريكا، قبل إصابته؟ وماذا لو وقع في غرام رياضة مختلفة، فهل هناك إمكانية ليتقلد

المكانة التي كان يحلم بها هو في دوري المحترفين؟

فجأة سطع حلمه التائة بقوة في مخيلته مخايلا خياله الذي كان عطشا منذ فترة.

إنه لم يفعل لدولته مثلما فعل للشعب الذي وثق به. الدولة علامة فارقة منذ الأبد و ستظل

إلى ما لا نهاية. وعليه أن يفكر في تحقيق ذلك في كافة المجالات المتعددة، هو و فريقه وحكومته.

مثلا السياحة، الدولة بها أكثر من ثلث آثار العالم. زواجه هو أحلام سيكون محط أنظار العالم.

و محطة لا يستهان بها لازدهار السياحة، وهذا مالم يكن يريده. كان يريد لحياتهما المشتركة، أن تكون

خاصة بهما، منذ البداية لتقوم على قوام قويم.

عليه هو أن يهتم بالرياضة. لتكون الدولة مركزا رياضيا ينير بإطلالته الحديثة المتطورة الجميع.

لابد أن تكون مصدر إلهام الجميع في المجال الرياضي. لن يكون ذلك هكذا إلا بأبطال رياضيين

مستمرين في كل الرياضات. وإن استدعى الأمر إدخال رياضات جديدة لم تكن معروفة أو حتى

اختراعها، فبها ونعم. المهم التفوق الغير مسبوق و الاستمرارية وهذا يتطلب من الجميع تكريسا

وإخلاصا. ويتطلب تشجيع جماهيري عال وحقيقي ودائم، فهذا له ثقله في مجال الرياضة.

أحلام، كمستشارته الإعلامية، بدأت بالفعل بالنجاح في المجال الإعلامي، لا عن هواية فقط، بل

ودراسة وموهبة نادرة تؤهل الإعلام ليكون منارة للآخرين كما يجب وكما يحق لنا بتميز لائق مدروس.

ومغربلة بتميزها الإعلامي وبخلقها الإعلامي، هي وفرق إعلامها النادرة المنفردة، بمساحات إعلامية

ذات نقاء و نظافة وتعاملات راقية ذات علو خلقي راق؛ عن بذاءات و دناءات وانحطاطات قلة

مساندة لمشبوهين كان من أجلهم للأسف للجميع؛ يريد الانسحاب.

مر به ما مر به، حتى وصل لما يتمناه الكل تقريبا، و يزهد هو فيه... لعجب الجميع. ولكن متى كان هو يتقبل ما

يرضي أي أحد. دائما مبتغاه الأفضل، ليس له و لها فقط؛ بل للجميع.

أخذ يتذكر كيف تراجع عصمت فجأة، كان سيتبخر هو وشركاؤه وعائلته بلا هوادة من شدة لهيب

فضيحة شركاته التي ذكرها له مروان منذ بداية رحلة الترشح. فساوم على التراجع عن السياسة

برمتها في مقابل تصفية شركاته في الداخل بلا ضجيج ويبقي على الفروع الخارجية فقط بما ليس

علاقة مع الدولة من قريب أو بعيد، حيث أنه حاصل على جنسية إحدى الدول التي بها أحد مقرات

شركاته. هذا بمفرده كان كافيا لنسف ترشحه أو نجاحه الخداع.

كل هذا لا شيئ أمام محاولة جعل أحلام هي نقطة ضعفه_ على عكس الحقيقة_ هي في الحقيقة

إحدى مواطن قوته الشديدة بدرجة لا يفهمها هو نفسه ولا تشغله؛ يتقبلها كنعمة يحمد ربه عليها.

ولكن يبدو أنها أثارت حفيظة الرابضين في ظلماء الحقد. فحاولوا أن ينالوا منها... وهذا ما دفعه

الآن لمحاولة النأي بعلاقته بها، بزواجه منها الذي تأجل وطال ترقبه من الجميع، الذين يحبونهم، عن

سهام متاهات قد لا يرتجى معها وصول لآفاق مبتغاهم.

نساء لا علاقة له بهن ظهرن من العدم، لشهرته كأقوى مرشح رئاسي، وكلاعب سلة شهير و

كمدرب له باع... وحاولن نسف علاقته بها. إلا أنها كانت بعقلها وتفوقها و ثقتها الجمة به

كنخيل لا تطاله سفالاتهم . وكلما زادت تفاهات فبركاتهم، كلما تسارعت وتيرة إنقاذه هو وهي

من انحدارات تدنيات دعاويهم وأباطيلهم. وكان أقوى مد مساعدة لهم بالصدفة؛ على هيئة

فيديو هدية لهما كانت تعده إحدى الموهوبات والتي اكتشفها هو، لاعبة كرة سلة وفي نفس

الوقت محترفة تصوير، هي زميلة أثير أخو مروان ابن خالته، هو مخرج شاب واعد له أفلام

عديدة حائزة على جوائز عالمية. كانت رضوى و أثير بالنسبة له و لأحلام ولمروان موضوع

تندر من باب حبهم لهما... لهما، فمن حيث لا يدريان يمثلان ترويض النمرة. غير أنهم لا يدركون

من منهما يروض من؟_ إن كان هناك ترويض من الأساس_ فألق مشاعرهم واضح جلي

لكل المحيطين بهما، إلا هما. وبالنسبة لهما، أحلام و باهر مرفأ آمن. لقد ظهر فيديو رضوى في

أحرج لحظاتهما هو وأحلام. فهو كان فاض به الكيل وكاد أن ينسحب لأنه لا يقبل أن يمس

أحد شرفه و لو بأكاذيب جلية واضحة لكل ذي فهم و اتزان... وكان أثير و رضوى يتجادلان

بشأن محتوى الفيلم الذي صورته له و لأحلام بدون أن يشعرا. و كان أثير تعهد بعمل أروع

إخراج له. وأثناء إحدى مرات تعاهده للقطات رضوى لهما، ضغط أثير على زر المشاركة على

الفيس بوك و هو في ثورة عصبية على مناوءة رضوى لرأيه كمتخصص. لم يدركا في حينها مافعلاه

وحينما حاولا تدارك الأمر، فيما بعد كان الأوان قد فات. فقد تلقفت الميديا المحبة لهما الفيديو، على

حد سواء مع المعادية.

لقد ظهر الفيلم في فترة الصمت الإنتخابي قبل الإنتخابات بعدة أيام. وكان محتواه مفاجأة

له هو نفسه. هو يعرف مقدار حبه الجم لأحلام. وإن كان ربما، لا يجيد، أو ليس من هواة إظهار المشاعر

على الملأ، إلا إذا ظهرت من تلقاء نفسها. ولكنه رأى بعينيه كيف يرى الآخرين مشاعرهما.

كانت المفاجأة أن هناك صورا ولقطات غير لقطات الخطبة، وكتب الكتاب الرائعة، و اللقاءات

الرسمية. كانت هناك لقطات لهما وهما يتضاحكان و هما بملابس رياضية في مكان

التريض اليومي. و لقطات لهما على النيل. ولقطات وهما يسبحان مع العائلتين في مصيفهما

الخاص، وطبعا كانت التركيز عليه هو وأحلام كأنهما بمفردهما. لم يكن يدرك أنه ينظر

لها نظرات تحكي حكاية ظنها خاصة بهما. كان فيلما نابضا بما لم يجهر به. النذر اليسير

مما يكنه لها ووضح عليه بدون أن يشعر وهي أيضا.

الميديا المعادية لعبت على أن هذا الفيلم ظهر للعلن في فترة الصمت الإنتخابي مما يعد دعاية

له للتخفيف من حدة فضائحة، لم تكن له فضائح على الإطلاق، بل لقطات مفبركة لبعض المشجعات

في الخارج أثناء تفوقه في السلة. كل هذا اضطر رضوى أن تظهر على الميديا وتعترف بأنها كانت تعد

مفاجأة له ولزوجته أحلام كهدية عرس تعرض في حفل زفافهما، إلا أنها أخطأت و شاركته

على الفيس بوك عن طريق الخطأ. تلقت رضوى سخريات وتجريحات وتشكيك ممنهج مما

استحفز أثير ليدرك حقيقة مشاعره تجاهها، فيشهر مشاعره شراعا منقذا في مهب تعسافاتهم

تجاه من كفت عن مغالطة مشاعرها تجاهه هو أيضا تزامنا مع توقيت اكتشافه لمشاعره لها.

أيضا حاول الواجدون على مروان وعليه التفريق بينهما بشتى الوسائل فلم ينجحوا. تبين فيما

بعد أن والدته و خالته اتفقتا على جمع توقيعات من أجل ترشح مروان. ومن قطع عليهما السبيل

ليس هو بل مروان بنفسه. وأراح بالهما من ناحية تفوق باهر، وملازمته له، مهما لزم الأمر.

كانت فكرة ليزا كزوجة سفير، لها خبرة معقولة في الحياة؛ بأن تجمع توقيعات. حتى إذا ظهر للعيان

أن التوقيعات لباهر كانت بغرض عودته للوزارة فقط لا للترشح للرئاسة، يكون هناك توقيعات أخرى،

وإن لم يصر باهر على الاستمرار في مشوار الرئاسة للنهاية، ربما تكون من نصيب مروان.

اعتقدت أن من حقها هذا ليس فقط كوالدة لباهر، بل كخالة تفعل ذلك حرصا منها على مستقبله، مثلما

أعطى مروان لنفسه حقا مماثلا تجاه الثورة بانتهاج نهجه تجاه باهر؛ وهو على الأرجح كان محقا

كثيرا نجاحا غير مسبوق أو متعارف عليه.

ومع ذلك حاول البعض إثارة غيرة زوجة مروان من ملازمة مروان في بعض الأحيان لأحلام ليسببوا

لمروان قلاقل في حياته الأسرية ليتشتت، فلم يفلحوا لعقل و اتزان زوجته؛ والتي أثبتت أنها بحق

صديقة حقيقية لأحلام على فارق السن بينهما؛ إلا أن طباع أحلام الدمثة كانت تجذب لها صديقات من

مختلف المراحل، وغالبا كل الطبقات، لتواضعها و طبعها الودود واهتمامها بالجميع بلا استثناء.

بل ربما أكثر من نفسها، وبه وبمستقبلهما، لذا لزم عليه التفكير لهما سويا فيما يتعلق بآفاق أرحب وأكثر

ترحيبا من الجميع وللجميع.[/marq]






[type=663685]بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني عشر

لكم تمنى أن يكون والده معه الآن ليكون الشعلة التي يستضيئ بضي مشوراته في

هكذا موقف. إن والده سفير في الخارج، ووالدته تقسم وقتها بينه وبين والده. وهو كان هكذا،

مثلها، قبل الوزراة ثم الرئاسة.

تنهد بعمق سارحا في مشهد من أجمل المشاهد، مشهد المدينة الساكنة تسبح بهدوء في بحار

ليل يتنفس بعمق أنسام ذكريات عمر مديد. اندمج مع سحر المنظر الجميل وأخذت مشاهد حياته

تتابع في مخيلته.

كم مر عليه من أتراح وأفراح. تذكر كم تألم من عدم اكتمال تحقيق حلم التربع على عرش النجومية

طوال سنوات مقتبل الشباب. هذا كان من أصعب الآلام التي ألمت به. أشد من ألم الإصابة الشديدة

و تمزيقها أعصاب كتفه ويده وأحلام صباه وآماله. حاول الخروج من كبوته بكل ما أوتي من قواه.

واقتاتت روحه ببلسم الأحلام الذي كانت تنثره أحلام بعبق أثير لديه، كلما آثرته بعبير كلمها المؤثر.

من أجلها يريد أن يبدأ حياتهما سويا. لقد انتظرها منذ صباه، وهي طال انتظارها له بدعم و عدم

تشكي. يخشى أن الرئاسة توشك أن تشغلهما عن بدء تأسيس مستقبل لهما سويا. هو أبدا لم يحد عن

الطريق السوي، سوى أنه أراد الأفضل للجميع له ولها و لمن قلدوه مسؤولية يشعر أنه لم يطلبها.

يخشى أن يندم في يوم ما على عدم إكمال مشواره، الذي هبط عليه بلا سعي منه كتفاحة نيوتن.

لقد حاول أن يقدم على طبق من فضة، بكل ما أوتي من إمكانات، كل ما يستطيع تقديمه لشعبه.

و لو استرعى انتباهه شيئ أقوى وأوفى لبذله.

ترى لو كان ظل هنا منذ البداية، ولم يسطع نجمه هذا السطوع الباهر الغير مسبوق بأمريكا، كان

سيشعر بأنه تائه ضل طريقه في خضم متاهات الحياة بمزاجها المتذبذب تارة و مزاحها القاسي

أحايين أخرى؟ ترى هل هذا هو السؤال الصحيح؟ أترى رؤى أفق مستقبل من انتخبوه ووثقوا به

اكتملت لمرآه؟ إنه يحلم ببدء تكوين أسرته هو وأحلام بعد أن أطمئن على الشعب. وسيطمئن أكثر

لو ترك الشعب في أمانة مروان، فهو جدير بالمسؤولية السياسية.

تنهد مرة أخرى بعمق، ترى لو حباه الله بإبن، وعشق كرة السلة، هل سيسطع نجمه هنا، كما سطع

نجمه هو في أمريكا، قبل إصابته؟ وماذا لو وقع في غرام رياضة مختلفة، فهل هناك إمكانية ليتقلد

المكانة التي كان يحلم بها هو في دوري المحترفين؟

فجأة سطع حلمه التائة بقوة في مخيلته مخايلا خياله الذي كان عطشا منذ فترة.

إنه لم يفعل لدولته مثلما فعل للشعب الذي وثق به. الدولة علامة فارقة منذ الأبد و ستظل

إلى ما لا نهاية. وعليه أن يفكر في تحقيق ذلك في كافة المجالات المتعددة، هو و فريقه وحكومته.

مثلا السياحة، الدولة بها أكثر من ثلث آثار العالم. زواجه هو أحلام سيكون محط أنظار العالم.

و محطة لا يستهان بها لازدهار السياحة، وهذا مالم يكن يريده. كان يريد لحياتهما المشتركة، أن تكون

خاصة بهما، منذ البداية لتقوم على قوام قويم.

عليه هو أن يهتم بالرياضة. لتكون الدولة مركزا رياضيا ينير بإطلالته الحديثة المتطورة الجميع.

لابد أن تكون مصدر إلهام الجميع في المجال الرياضي. لن يكون ذلك هكذا إلا بأبطال رياضيين

مستمرين في كل الرياضات. وإن استدعى الأمر إدخال رياضات جديدة لم تكن معروفة أو حتى

اختراعها، فبها ونعم. المهم التفوق الغير مسبوق و الاستمرارية وهذا يتطلب من الجميع تكريسا

وإخلاصا. ويتطلب تشجيع جماهيري عال وحقيقي ودائم، فهذا له ثقله في مجال الرياضة.

أحلام، كمستشارته الإعلامية، بدأت بالفعل بالنجاح في المجال الإعلامي، لا عن هواية فقط، بل

ودراسة وموهبة نادرة تؤهل الإعلام ليكون منارة للآخرين كما يجب وكما يحق لنا بتميز لائق مدروس.

ومغربلة بتميزها الإعلامي وبخلقها الإعلامي، هي وفرق إعلامها النادرة المتفردة، بمساحات إعلامية

ذات نقاء و نظافة وتعاملات راقية ذات علو خلقي راق؛ عن بذاءات و دناءات وانحطاطات قلة

مساندة لمشبوهين كان من أجلهم للأسف للجميع؛ يريد الانسحاب.

مر به ما مر به، حتى وصل لما يتمناه الكل تقريبا، و يزهد هو فيه...

أخذ يتذكر كيف تراجع عصمت فجأة، كان سيتبخر هو وشركاؤه وعائلته بلا هوادة من شدة لهيب

فضيحة شركاته التي ذكرها له مروان منذ بداية رحلة الترشح. فساوم على التراجع عن السياسة

برمتها في مقابل تصفية شركاته في الداخل بلا ضجيج ويبقي على الفروع الخارجية فقط بما ليس

علاقة مع الدولة من قريب أو بعيد، حيث أنه حاصل على جنسية إحدى الدول التي بها أحد مقرات

شركاته. هذا بمفرده كان كافيا لنسف ترشحه أو نجاحه الخداع.

كل هذا لا شيئ أمام محاولة جعل أحلام هي نقطة ضعفه_ على عكس الحقيقة_ هي في الحقيقة

إحدى مواطن قوته الشديدة بدرجة لا يفهمها هو نفسه ولا تشغله؛ يتقبلها كنعمة يحمد ربه عليها.

ولكن يبدو أنها أثارت حفيظة الرابضين في ظلماء الحقد. فحاولوا أن ينالوا منها... وهذا ما دفعه

الآن لمحاولة النأي بعلاقته بها، بزواجه منها الذي تأجل وطال ترقبه من الجميع، الذين يحبونهم، عن

سهام متاهات قد لا يرتجى معها وصول لآفاق مبتغاهم.

نساء لا علاقة له بهن ظهرن من العدم، لشهرته كأقوى مرشح رئاسي، وكلاعب سلة شهير و

كمدرب له باع... وحاولن نسف علاقته بها. إلا أنها كانت بعقلها وتفوقها و ثقتها الجمة به

كنخيل لا تطاله سفالتهم . وكلما زادت تفاهات فبركاتهم، كلما تسارعت وتيرة إنقاذه هو وهي

من انحدارات تدنيات دعاويهم وأباطيلهم. وكان أقوى مد مساعدة لهم بالصدفة؛ على هيئة

فيديو هدية لهما كانت تعده إحدى الموهوبات والتي اكتشفها هو، لاعبة كرة سلة وفي نفس

الوقت محترفة تصوير، هي زميلة أثير أخو مروان ابن خالته، هو مخرج شاب واعد له أفلام

عديدة حائزة على جوائز عالمية. كانت رضوى و أثير بالنسبة له و لأحلام ولمروان موضوع

تندر من باب حبهم لهما... لهما، فمن حيث لا يدريان يمثلان ترويض النمرة. غير أنهم لا يدركون

من منهما يروض من؟_ إن كان هناك ترويض من الأساس_ فألق مشاعرهم واضح جلي

لكل المحيطين بهما، إلا هما. وبالنسبة لهما، أحلام و باهر مرفأ آمن. لقد ظهر فيديو رضوى في

أحرج لحظاتهما هو وأحلام. فهو كان فاض به الكيل وكاد أن ينسحب لأنه لا يقبل أن يمس

أحد شرفه و لو بأكاذيب جلية واضحة لكل ذي فهم و اتزان... وكان أثير و رضوى يتجادلان

بشأن محتوى الفيلم الذي صورته له و لأحلام بدون أن يشعرا. و كان أثير تعهد بعمل أروع

إخراج له. وأثناء إحدى مرات تعاهده للقطات رضوى لهما، ضغط أثير على زر المشاركة على

الفيس بوك و هو في ثورة عصبية على مناوءة رضوى لرأيه كمتخصص. لم يدركا في حينها مافعلاه

وحينما حاولا تدارك الأمر، فيما بعد كان الأوان قد فات. فقد تلقفت الميديا المحبة لهما الفيديو، على

حد سواء مع المعادية.

لقد ظهر الفيلم في فترة الصمت الإنتخابي قبل الإنتخابات بعدة أيام. وكان محتواه مفاجأة

له هو نفسه. هو يعرف مقدار حبه الجم لأحلام. وإن كان ربما، لا يجيد، أو ليس من هواة إظهار المشاعر

على الملأ، إلا إذا ظهرت من تلقاء نفسها. ولكنه رأى بعينيه كيف يرى الآخرين مشاعرهما.

كانت المفاجأة أن هناك صورا ولقطات غير لقطات الخطبة، وكتب الكتاب الرائعة، و اللقاءات

الرسمية. كانت هناك لقطات لهما وهما يتضاحكان و هما بملابس رياضية في مكان

التريض اليومي. و لقطات لهما على النيل. ولقطات وهما يسبحان مع العائلتين في مصيفهما

الخاص، وطبعا كانت التركيز عليه هو وأحلام كأنهما بمفردهما. لم يكن يدرك أنه ينظر

لها نظرات تحكي حكاية ظنها خاصة بهما. كان فيلما نابضا بما لم يجهر به. النذر اليسير

مما يكنه لها ووضح عليه بدون أن يشعر وهي أيضا.

الميديا المعادية لعبت على أن هذا الفيلم ظهر للعلن في فترة الصمت الإنتخابي مما يعد دعاية

له للتخفيف من حدة فضائحة، لم تكن له فضائح على الإطلاق، بل لقطات مفبركة لبعض المشجعات

في الخارج أثناء تفوقه في السلة. كل هذا اضطر رضوى أن تظهر على الميديا وتعترف بأنها كانت تعد

مفاجأة له ولزوجته أحلام كهدية عرس تعرض في حفل زفافهما، إلا أنها أخطأت و شاركته

على الفيس بوك عن طريق الخطأ. تلقت رضوى سخريات وتجريحات وتشكيك ممنهج مما

استحفز أثير ليدرك حقيقة مشاعره تجاهها، فيشهر مشاعره شراعا منقذا في مهب تعسافاتهم

تجاه من كفت عن مغالطة مشاعرها تجاهه هو أيضا تزامنا مع توقيت اكتشافه لمشاعره لها.

أيضا حاول الواجدون على مروان وعليه التفريق بينهما بشتى الوسائل فلم ينجحوا. تبين فيما

بعد أن والدته و خالته اتفقتا على جمع توقيعات من أجل ترشح مروان. ومن قطع عليهما السبيل

ليس هو بل مروان بنفسه. وأراح بالهما من ناحية تفوق باهر، وملازمته له، مهما لزم الأمر.

كانت فكرة ليزا كزوجة سفير، لها خبرة معقولة في الحياة؛ بأن تجمع توقيعات. حتى إذا ظهر للعيان

أن التوقيعات لباهر كانت بغرض عودته للوزارة فقط لا للترشح للرئاسة، يكون هناك توقيعات أخرى،

وإن لم يصر باهر على الاستمرار في مشوار الرئاسة للنهاية، ربما تكون من نصيب مروان.

اعتقدت أن من حقها هذا ليس فقط كوالدة لباهر، بل كخالة تفعل ذلك حرصا منها على مستقبله، مثلما

أعطى مروان لنفسه حقا مماثلا تجاه الثورة بانتهاج نهجه تجاه باهر؛ وهو على الأرجح كان محقا

كثيرا نجاحا غير مسبوق أو متعارف عليه.

ومع ذلك حاول البعض إثارة غيرة زوجة مروان من ملازمة مروان في بعض الأحيان لأحلام ليسببوا

لمروان قلاقل في حياته الأسرية ليتشتت، فلم يفلحوا لعقل و اتزان زوجته؛ والتي أثبتت أنها بحق

صديقة حقيقية لأحلام على فارق السن بينهما؛ إلا أن طباع أحلام الدمثة كانت تجذب لها صديقات من

مختلف المراحل، وغالبا كل الطبقات، لتواضعها و طبعها الودود واهتمامها بالجميع بلا استثناء.

بل ربما أكثر من نفسها، وبه وبمستقبلهما، لذا لزم عليه التفكير لهما سويا فيما يتعلق بآفاق أرحب وأكثر

[rainbow] ترحيبا من الجميع وللجميع.[/type]


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁



بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني عشر

لكم تمنى أن يكون والده معه الآن ليكون الشعلة التي يستضيئ بضي مشوراته في

هكذا موقف. إن والده سفير في الخارج، ووالدته تقسم وقتها بينه وبين والده. وهو كان هكذا،

مثلها، قبل الوزراة ثم الرئاسة.

تنهد بعمق سارحا في مشهد من أجمل المشاهد، مشهد المدينة الساكنة تسبح بهدوء في بحار

ليل يتنفس بعمق أنسام ذكريات عمر مديد. اندمج مع سحر المنظر الجميل وأخذت مشاهد حياته

تتابع في مخيلته.

كم مر عليه من أتراح وأفراح. تذكر كم تألم من عدم اكتمال تحقيق حلم التربع على عرش النجومية

طوال سنوات مقتبل الشباب. هذا كان من أصعب الآلام التي ألمت به. أشد من ألم الإصابة الشديدة

و تمزيقها أعصاب كتفه ويده وأحلام صباه وآماله. حاول الخروج من كبوته بكل ما أوتي من قواه.

واقتاتت روحه ببلسم الأحلام الذي كانت تنثره أحلام بعبق أثير لديه، كلما آثرته بعبير كلمها المؤثر.

من أجلها يريد أن يبدأ حياتهما سويا. لقد انتظرها منذ صباه، وهي طال انتظارها له بدعم و عدم

تشكي. يخشى أن الرئاسة توشك أن تشغلهما عن بدء تأسيس مستقبل لهما سويا. هو أبدا لم يحد عن

الطريق السوي، سوى أنه أراد الأفضل للجميع له ولها و لمن قلدوه مسؤولية يشعر أنه لم يطلبها.

يخشى أن يندم في يوم ما على عدم إكمال مشواره، الذي هبط عليه بلا سعي منه كتفاحة نيوتن.

لقد حاول أن يقدم على طبق من فضة، بكل ما أوتي من إمكانات، كل ما يستطيع تقديمه لشعبه.

و لو استرعى انتباهه شيئ أقوى وأوفى لبذله.

ترى لو كان ظل هنا منذ البداية، ولم يسطع نجمه هذا السطوع الباهر الغير مسبوق بأمريكا، كان

سيشعر بأنه تائه ضل طريقه في خضم متاهات الحياة بمزاجها المتذبذب تارة و مزاحها القاسي

أحايين أخرى؟ ترى هل هذا هو السؤال الصحيح؟ أترى رؤى أفق مستقبل من انتخبوه ووثقوا به

اكتملت لمرآه؟ إنه يحلم ببدء تكوين أسرته هو وأحلام بعد أن أطمئن على الشعب. وسيطمئن أكثر

لو ترك الشعب في أمانة مروان، فهو جدير بالمسؤولية السياسية.

تنهد مرة أخرى بعمق، ترى لو حباه الله بإبن، وعشق كرة السلة، هل سيسطع نجمه هنا، كما سطع

نجمه هو في أمريكا، قبل إصابته؟ وماذا لو وقع في غرام رياضة مختلفة، فهل هناك إمكانية ليتقلد

المكانة التي كان يحلم بها هو في دوري المحترفين؟

فجأة سطع حلمه التائة بقوة في مخيلته مخايلا خياله الذي كان عطشا منذ فترة.

إنه لم يفعل لدولته مثلما فعل للشعب الذي وثق به. الدولة علامة فارقة منذ الأبد و ستظل

إلى ما لا نهاية. وعليه أن يفكر في تحقيق ذلك في كافة المجالات المتعددة، هو و فريقه وحكومته.

مثلا السياحة، الدولة بها أكثر من ثلث آثار العالم. زواجه هو أحلام سيكون محط أنظار العالم.

و محطة لا يستهان بها لازدهار السياحة، وهذا مالم يكن يريده. كان يريد لحياتهما المشتركة، أن تكون

خاصة بهما، منذ البداية لتقوم على قوام قويم.

عليه هو أن يهتم بالرياضة. لتكون الدولة مركزا رياضيا ينير بإطلالته الحديثة المتطورة الجميع.

لابد أن تكون مصدر إلهام الجميع في المجال الرياضي. لن يكون ذلك هكذا إلا بأبطال رياضيين

مستمرين في كل الرياضات. وإن استدعى الأمر إدخال رياضات جديدة لم تكن معروفة أو حتى

اختراعها، فبها ونعم. المهم التفوق الغير مسبوق و الاستمرارية وهذا يتطلب من الجميع تكريسا

وإخلاصا. ويتطلب تشجيع جماهيري عال وحقيقي ودائم، فهذا له ثقله في مجال الرياضة.

أحلام، كمستشارته الإعلامية، بدأت بالفعل بالنجاح في المجال الإعلامي، لا عن هواية فقط، بل

ودراسة وموهبة نادرة تؤهل الإعلام ليكون منارة للآخرين كما يجب وكما يحق لنا بتميز لائق مدروس.

ومغربلة بتميزها الإعلامي وبخلقها الإعلامي، هي وفرق إعلامها النادرة المنفردة، بمساحات إعلامية

ذات نقاء و نظافة وتعاملات راقية ذات علو خلقي راق؛ عن بذاءات و دناءات وانحطاطات قلة

مساندة لمن تشوبهم شبهات شائبة و كان من أجلهم للأسف؛ يريد الانسحاب.

مر به ما مر به، حتى وصل لما يتمناه الكل تقريبا، و يزهد هو فيه... لعجب الجميع. ولكن متى كان هو يتقبل ما

يرضي أي أحد؟!! دائما مبتغاه الأفضل، ليس له و لها فقط؛ بل للجميع.

أخذ يتذكر كيف تراجع عصمت فجأة، كان سيتبخر هو وشركاؤه وعائلته بلا هوادة من شدة لهيب

فضيحة شركاته التي ذكرها له مروان منذ بداية رحلة الترشح. فساوم على التراجع عن السياسة

برمتها في مقابل تصفية شركاته في الداخل بلا ضجيج ويبقي على الفروع الخارجية فقط بما ليس

علاقة مع الدولة من قريب أو بعيد، حيث أنه حاصل على جنسية إحدى الدول التي بها أحد مقرات

شركاته. هذا بمفرده كان كافيا لنسف ترشحه أو نجاحه الخداع.

كل هذا لا شيئ أمام محاولة جعل أحلام هي نقطة ضعفه_ على عكس الحقيقة_ هي في الحقيقة

إحدى مواطن قوته الشديدة بدرجة لا يفهمها هو نفسه ولا تشغله؛ يتقبلها كنعمة يحمد ربه عليها.

ولكن يبدو أنها أثارت حفيظة الرابضين في ظلماء الحقد. فحاولوا أن ينالوا منها... وهذا ما دفعه

الآن لمحاولة النأي بعلاقته بها، بزواجه منها الذي تأجل وطال ترقبه من الجميع، الذين يحبونهم، عن

سهام متاهات قد لا يرتجى معها وصول لآفاق مبتغاهم.

نساء لا علاقة له بهن ظهرن من العدم، لشهرته كأقوى مرشح رئاسي، وكلاعب سلة شهير و

كمدرب له باع... وحاولن نسف علاقته بها. إلا أنها كانت بعقلها وتفوقها و ثقتها الجمة به

كنخيل لا تطاله سفالاتهم . وكلما زادت تفاهات فبركاتهم، كلما تسارعت وتيرة إنقاذه هو وهي

من انحدارات تدنيات دعاويهم وأباطيلهم. وكان أقوى مد مساعدة لهم بالصدفة؛ على هيئة

فيديو هدية لهما كانت تعده إحدى الموهوبات والتي اكتشفها هو، لاعبة كرة سلة وفي نفس

الوقت محترفة تصوير، هي زميلة أثير أخو مروان ابن خالته، هو مخرج شاب واعد له أفلام

عديدة حائزة على جوائز عالمية. كانت رضوى و أثير بالنسبة له و لأحلام ولمروان موضوع

تندر من باب حبهم لهما... لهما، فمن حيث لا يدريان يمثلان ترويض النمرة. غير أنهم لا يدركون

من منهما يروض من؟_ إن كان هناك ترويض من الأساس_ فألق مشاعرهم واضح جلي

لكل المحيطين بهما، إلا هما. وبالنسبة لهما، أحلام و باهر مرفأ آمن. لقد ظهر فيديو رضوى في

أحرج لحظاتهما هو وأحلام. فهو كان فاض به الكيل وكاد أن ينسحب لأنه لا يقبل أن يمس

أحد شرفه و لو بأكاذيب جلية واضحة لكل ذي فهم و اتزان... وكان أثير و رضوى يتجادلان

بشأن محتوى الفيلم الذي صورته له و لأحلام بدون أن يشعرا. و كان أثير تعهد بعمل أروع

إخراج له. وأثناء إحدى مرات تعاهده للقطات رضوى لهما، ضغط أثير على زر المشاركة على

الفيس بوك و هو في ثورة عصبية على مناوءة رضوى لرأيه كمتخصص. لم يدركا في حينها مافعلاه

وحينما حاولا تدارك الأمر، فيما بعد كان الأوان قد فات. فقد تلقفت الميديا المحبة لهما الفيديو، على

حد سواء مع المعادية.

لقد ظهر الفيلم في فترة الصمت الإنتخابي قبل الإنتخابات بعدة أيام. وكان محتواه مفاجأة

له هو نفسه. هو يعرف مقدار حبه الجم لأحلام. وإن كان ربما، لا يجيد، أو ليس من هواة إظهار المشاعر

على الملأ، إلا إذا ظهرت من تلقاء نفسها. ولكنه رأى بعينيه كيف يرى الآخرين مشاعرهما.

كانت المفاجأة أن هناك صورا ولقطات غير لقطات الخطبة، وكتب الكتاب الرائعة، و اللقاءات

الرسمية. كانت هناك لقطات لهما وهما يتضاحكان و هما بملابس رياضية في مكان

التريض اليومي. و لقطات لهما على النيل. ولقطات وهما يسبحان مع العائلتين في مصيفهما

الخاص، وطبعا كانت التركيز عليه هو وأحلام كأنهما بمفردهما. لم يكن يدرك أنه ينظر

لها نظرات تحكي حكاية ظنها خاصة بهما. كان فيلما نابضا بما لم يجهر به. النذر اليسير

مما يكنه لها ووضح عليه بدون أن يشعر وهي أيضا.

الميديا المعادية لعبت على أن هذا الفيلم ظهر للعلن في فترة الصمت الإنتخابي مما يعد دعاية

له للتخفيف من حدة فضائحة، لم تكن له فضائح على الإطلاق، بل لقطات مفبركة لبعض المشجعات

في الخارج أثناء تفوقه في السلة. كل هذا اضطر رضوى أن تظهر على الميديا وتعترف بأنها كانت تعد

مفاجأة له ولزوجته أحلام كهدية عرس تعرض في حفل زفافهما، إلا أنها أخطأت و شاركته

على الفيس بوك عن طريق الخطأ. تلقت رضوى سخريات وتجريحات وتشكيك ممنهج مما

استحفز أثير ليدرك حقيقة مشاعره تجاهها، فيشهر مشاعره شراعا منقذا في مهب تعسافاتهم

تجاه من كفت عن مغالطة مشاعرها تجاهه هو أيضا تزامنا مع توقيت اكتشافه لمشاعره لها.

أيضا حاول الواجدون على مروان وعليه التفريق بينهما بشتى الوسائل فلم ينجحوا. تبين فيما

بعد أن والدته و خالته اتفقتا على جمع توقيعات من أجل ترشح مروان. ومن قطع عليهما السبيل

ليس هو بل مروان بنفسه. وأراح بالهما من ناحية تفوق باهر، وملازمته له، مهما لزم الأمر.

كانت فكرة ليزا كزوجة سفير، لها خبرة معقولة في الحياة؛ بأن تجمع توقيعات. حتى إذا ظهر للعيان

أن التوقيعات لباهر كانت بغرض عودته للوزارة فقط لا للترشح للرئاسة، يكون هناك توقيعات أخرى،

وإن لم يصر باهر على الاستمرار في مشوار الرئاسة للنهاية، ربما تكون من نصيب مروان.

اعتقدت أن من حقها هذا ليس فقط كوالدة لباهر، بل كخالة تفعل ذلك حرصا منها على مستقبله، مثلما

أعطى مروان لنفسه حقا مماثلا تجاه الثورة بانتهاج نهجه تجاه باهر؛ وهو على الأرجح كان محقا

كثيرا نجاحا غير مسبوق أو متعارف عليه.

ومع ذلك حاول البعض إثارة غيرة زوجة مروان من ملازمة مروان في بعض الأحيان لأحلام ليسببوا

لمروان قلاقل في حياته الأسرية ليتشتت، فلم يفلحوا لعقل و اتزان زوجته؛ والتي أثبتت أنها بحق

صديقة حقيقية لأحلام على فارق السن بينهما؛ إلا أن طباع أحلام الدمثة كانت تجذب لها صديقات من

مختلف المراحل، وغالبا كل الطبقات، لتواضعها و طبعها الودود واهتمامها بالجميع بلا استثناء.

بل ربما أكثر من نفسها، وبه وبمستقبلهما، لذا لزم عليه التفكير لهما سويا فيما يتعلق بآفاق أرحب وأكثر

ترحيبا من الجميع وللجميع.[/rainbow]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 25-09-21 الساعة 01:07 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 25-09-21, 12:19 PM   #46

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الإعلان عن نزول الفصل الثاني عشر من رواية حلم العمر ورابط الرواية للتيسير

[rainbow]
[read]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم تنزيل الفصل الثاني عشر من رواية 《حلم العمر 》 أمس ليلا.
هذا هو الرابط تيسيرا للبحث.
https://www.rewity.com/forum/t483665...l#post15686460
قراءة ممتعة للجميع. و يشرفني تواجدكم وتعليقاتكم ورأيكم إثراء لكتاباتي وأسعد بكم.
هذا هو رابط الرواية لسهولة العثور عليها لمن يحرص على قراءتها بتواجدكم العطر يشرفني.
رواية
حلم العمر[/read]

https://www.rewity.com/forum/t483665....html#poststop
[/rainbow]


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 06:42 PM   #47

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث عشر من رواية حلم العمر

[marq] بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث عشر من رواية حلم العمر

🏵🏵🏵🏵🏵

هل هي تسانده فعلا كما يجب؟ هل هذا ما يريده منها حقيقة؟! لو لم يكن ناجحا

كل هذا النجاح كرئيس، و كنجم بطرق غير مسبوقة، كانت ستظل مشاعرها كما هي إن

لم يكن أكثر. فعندما كانت متأزمة، أحس بحزنها بدون أن تخبر أحدا بما بها، ولكنه تفهم

مالم تحكيه، و بسخاء أتاح لها فرصة نسيان مقدار ألمها الشديد لفقد جدتها. فقد كان

رأيها أنها لم تكن تريد كل هذه الإجراءات الشديدة التي اتخذها طبيبها، عملية تلو

عملية. فلا نفسيتها و لا هي معتادة على ذلك. فطيلة عمرها كانت تخشى الأطباء، ولا

بنيتها الرقيقة كانت تحتمل تربحه الغير ضروري، وتربيح معارفه من خلالها و لا رغبتها في العيش

الهادئ. كان واضحا لكل ذي عينين، أن غايته الأولى هي التربح من مريضته، وكأن

مرضها بضاعة، للأسف، فالنقود كانت له أهم من احتياجات حالتها بدون تزييف، مع ما شعرت به

المريضة و ما انتقل منها لأحلام ببساطة. لأن أحلام كانت تعرفها وتعرف مايريح بالها.

كانت جدتها قليلة الكلام. وهكذا كانت أحلام أيضا قبل باهر الذي غيرها بدون

أن يقصد أو يشعر بذلك.

تنهدت أحلام وكل هذه الأفكار تتابع في عقلها، فلا جدتها تشكت ولا هي تفوهت بما

استنبطته من مناشدات الجدة بصمت وتخوفاتها؛ لم تكن مرتاحة لما يفعله طبيبها.

كل هذا مع موت جدتها جعل أحلام تتغير في واحدة من أبأس لحظات مرت بها آنذاك فترحيبه بها

في واحدة من أدق مفارق مرت به و بحياته حينها، جعلها تكتشف موهبة لديها

بالتأكيد صدى لموهبته هو_ وإن كان غير مهتم بها كعادته فشغفه الأول حينها كان

لعبة كرة السلة_ تغييرا جميلا عن نمط صمتها المألوف لها.

وبعدما اقترح عليها أن يدربها على لعب لعبة كرة السلة، جعلها تكتشف الدرب إلى اللامستحيل.

أقنعها بأنها إذا أرادت شيئا ما، مهما بدا بعيد المنال، فتعلم فنونه، يوصلها لما تريده. هو يدربها منذ كتب

كتابهما ويلعبان سويان وهي لعبة جميلة وبخاصة أنها تلعبها معه ومع المقربين لديها، حتى

والداها يتقنها ووالدتها أيضا تشارك في اللعب. وهذه الأوقات تجدها من أكثر الأوقات متعة

لديهم.

'هل كان يفعل معها هي فقط هذا؟'

رجعت مرة أخرى بمداد أفكارها للحظة اتصالها ببرنامجه.

فهذه لحظة من لحظاتهما الجميلة التي لن تنمحي من ذاكراتها للأبد. فقد حملت مزيجا من

مشاعر مختلطة، حزن يتوارى أمام لحظات ساحرة لم تدرك كنهها وروتوشها بوضوح إلا منذ

فترة قريبة.

'لا. بل مع الجميع'.

' ومتى ذلك؟ '

'في لحظة تكاد تقتلع شغف طموحه وألقه، لو لم يكن مقدرا له كما يتضح الآن بمشيئة إلهية أفق

أرحب و للجميع من خلاله لجميل خلاله؛ للأجمل و الأصح والأمثل كما ينبغي. '

وهذا ما اتضح بمرور الأيام للجميع و ربما مازال مشوشا عنده قليلا، أو لربما هذا أجمل ما فيه، تواضعه.

فمكانته في القلوب ليست لأنه نجم يسطع بوهج غير مسبوق. بل لأن الجميع معه فعلا من

الممكن أن يكون ناجحا بتفوق، كل في مكانه. فباهر لو لم يكن على ما هو عليه من

هذا القدر من البطولة، وإن لم يدركه كما يليق به؛ والنجاح الغير مأهول و لو لم يلفت الانتباه

بكل هذا التألق الباهر، لظل لافتا لنظر للجميع بتفاصيله الغير العادية. بأفكاره المتقدمة

المتطورة. وعمله كعلامة فارقة.

هو على ما يكونه و ماهو عليه ما يجعلها هي على ماهي عليه برقتها ووقارها

وهدوئها. و دلالها البرئ الراسي عنده وله. هو بعلو همته مانع قوي لأدنى أدنى مساس

بكرامتها أو أتفه إساءات إن وجدت. فإجابية سلوكياته ونأيه عن السلبيات بأنواء، رادع

قوي لأي سخريات تخصها من أي كان مهما كان. فهذا ليس من حق أحد أبدا، التقليل منها

أو التهكم عليها و لو بأدنى شكل ولو بأبهت ظل؛ يحرسها حتى من غبار الهواء

لو تسبب في مضايقتها للحظة. ساهرا لراحة بالهما واعدا اياها بأحسن فصول العمر

على الدوام. حلم واقعي لاينضب رحيقه. هو حلم العمر للجميع بموهبته وتعاملاته الجميلة مع من حوله.

عندما كانت تستمع له، ساندها في برنامجه بدون أن تشتكي أو تستغيث وهو كان محتاجا لملاذ. ولكنه اعتاد

العطاء بلا طلب، حتى ربما قبلما يدرك هدفه هدفه المرجو له. وهي مقتنعة به

مليون بالمائة كزوج و كرئيس لامع لكل من قلدوه المسؤولية باقتناع غير معهود.

و مساندتها الحقيقية ليس بأن تكون مجرد رأي مطابق لرأيه. أو بمعنى أدق

لقلقه، ولقلقه مايبرره، فهو ناجح نجاحا غير مسبوق، وحريص على التفوق. وهي

متيقنة بأنه لو أمعن التفكير سيصل لما تريد أن تدعمه فيه، بدون كلام. فهما لم يكونا

بحاجة للكلام هو بطباعه الشهمة لا ينتظر أحدا ليتكلم.

فكل حرصه عليها و على ألا يغير ويتجرأ عليهما ويكدر صفو أحلامهما ساخر أو أقل

ولا مجال مع كل هذا الإذهال منه بحكمته في سن مبكرة للغاية و رجاحة منطقه

وقوته المسؤولة المهوولة، و فطنته ووعيه. كل هذا وجد له مدى أثير و صدى منمق.

باهر الأفعال بأجمل وعود و أبدع إشعاعات. مؤثرا في النفوس بدرجات غير مسبوقة

أو مأهولة لدي كل المتميزين و المتمسكين به منذ البداية وللأبد في كل المراحل.

فهو التاريخ بفرحه ومباهجه والحاضر بعبيره وروعته ووعوده والمستقبل بنبضات و توهجات

و أضواء تقترب لواقع جميل مستمر مهما كانت صوره، طالما كانت محببة لهما أولا ؛و حلم

عمر للجميع. عليها أن تحكي له و تحاوره. الإيجابية تملي عليها بأن لا تكتفي فقط

بقناعة بأنه يفهمها ويفهم نفسه. عليهما أن يتميزا كما اعتادا بالإنصات لبعضهما البعض

ويستمرا على ذلك فهي من أسس الزواج الدائم الناجح.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


تلكأ باسل في رجوعه هو ونهى لحياتهما الطبيعية، ليتأكد تماما أن ما حدث معهما

في السابق لن يتكرر مرة أخرى. فيبدو أن انشغاله بعمله الجم، ترك مجالا لمن يعكر صفو

حياتهما، ثم يتصيد فشلا فيما تسبب في تعكره. لم يدرك في حينه كم كان يتنعما بالبوح

لبعضهما البعض بما يكنناه، وتحلو الأيام بل و حياته ككل. وكم كانت هي أقرب له و أكثر

تفهما من الآخرين له و لما لم يبح به، أحيانا سرا لنفسه.

تنهد:

تركهم يجنحوا بما هو عليه. وحبه لاختراع أدوية متطورة دوما. شغلوه بشراكتهم الهادفة

للتربح الغير العادي. انساق لهم لأنه لم يعتقد أنه سيغلبهم بمنطقه،

لم يحاول. فانساق معهم لوهلة من أجلهم هم حتى لا ينفضوا عنه. هو كلما ازداد في مساعدة

غيره من الناس كلما زادت فيوضات علمه بفتوحاته العلمية الغير مسبوقة، بينما عندما ركن

لهم للتربح فقط، وهو ليس عيبا، ولكن التوحش فيه على حساب اعتبارات أخرى شغلهم

عن أهداف تحلو لمبادئهما وتروي شغاف عقله. ولأنها كانت له منذ البداية مهنة إنسانية أولا

وأخيرا. فأهدي، باهتمامه وعشقه لها بربح لم يخطر له على بال، إثراءا معنويا و فكريا

وإنسانيا. فهي مهنة يحتاجها من ألمت بهم ملمات. و الزيادة من معاناتهم بغلاء الأسعار

مثل الباقين أو الآخرين يؤرقه، و يمنع إبداعه العلمي المتميز. وكانت نهى دائما تشجعه

ليواصل الإكتشافات العلمية ولا يركن فقط لمجرد الربح؛ بلا المزيد من إنتاجه العلمي الذي

أضاء شعلة دربهما و جمع بينهما بأقدس رباط وأجله منذ انبعثت وتناثرت و سرت في

نسيم حياتهما أجمل صدفهما ناثرة سحرها الخلاب عطرا عابقا.

فتميزه عن الجميع هو ما لفت انتباهها إليه. وهي بالنسبة له كانت كالمغناطيس الذي يظل

يجذبه لما هو أهل له، ولا ينساق لغيره، الغير مدركين لمنابع قوته الجمة. حتى لا يؤهلهم

ذلك لكوارث. بينما حرصت هي من ناحيتها على أن تتكيف مع طباعه، ولم تحاول تغييره

أبدا. كانت تترجى أن يعيد من تلقاء نفسه إدراك أولويات أولاياته، والتي أولى لها قبل

تضخم شركاته و توسع مدى شركاته لما لا يستسيغه تماما إن لم تكن تعافه نفسه أحيانا.

حازا ما أوثرا به عن غيرهما. لماذا لم ينتبه لذلك؟ لماذا كانت هي مضمونة بالنسبة له لهذه الدرجة؟!

أو هكذا توهم. ربما لأنها لم تكن تطلب شيئا لا لنفسها و لا من عالمهما ولا لمستقبل

أغر. كانت دائما قانعة، بل و تتخطى هذا العالم بأي مطالب، وكأنها فوق مستوى البشر

بما يفكرون به وما يشتغلون به ويريدونها مشغولة معهم. وعندما يصعب ذلك،

ليشعروا بذواتهم، يحطون منها، فتزداد ترفعا عن السفاسف.

و ظلت تجمع فسيفساء كل ما هو نقي و صاف ومذهل وواقع حالم في آن واحد.

و لطالما ظلت تؤثره على مستقبلها و أولويات الحياة وبوادرها، وهذا ما كان يؤرقه ربما

بدون أن يدرك كنه إنذارات مخادعة تطن في نفسه بلا حل وكان يجب ألا يفسح لها

محلا ومجالا أو صدى. لم تعتد أن تفكر في نفسها. كانت تتحرى ما يريده بدون أن

يطلبه، فيقاومها في ذاته... و كلما تشاغلت و حرصت على بذل قصارى جهدها عطاءا

ونية وأفعالا، قدر استطاعتها، كلما نتج عكس نبل وحسن أفكارها وأفعالها وتعاملاتها الرائعة

الراقية المقيدة بسوء استقبالهم. ليس هذا فقط، بل وإلى إساءاتهم لها بحقد. ناهيك عن

نسب أريج حلو طبائعها وكل ما فيها حلو، لهم و الإصرار على إلصاق ما بهم بها... زيف

افتراءتهم ودعاويهم الكاذبة المفبركة. ونكرهم أي حق. وتكدير عيشهما واستصغار استكثار

حظوظهما. يريدونه كله لهم، دونهما بالذات هي، يدرك أن هذا ما آل به لفقدها تقريبا.
●●●●●●●●

هي منذ البداية أنزلته في خيالها منزلة لا يستطيع حتى هو منافستها حقيقة. فوق

ما يطيقه أو ما يكونه . فكانت على تقبلها كل شيئ منه بحب، ربما يائسة بدون أن يدري.

تطالبه في سرها بما ربما لا يدري عنه خبرا.

تركتهم يغارون وتتوحش غيرتهم، ثقة به وبنفسها لدرجة الوهم. لم يكن وهما ولكنها لكم

براءتها ظنته هكذا في حينه. لم تتبين أنه لعظم منزلته لديها، صدى عنده، تمثل في

تأثيرها فيه، بدون أن تدركه. ولا هي تدري كيف فاتها أنه كما كانت مطالبه قبل أن

يفكر بها، أكثر من إلزام وقوانين بالنسبة لها، عهدا قطعته على نفسها. ربما كانت هي أيضا

لها منزلة عنده، أثارت حفيظة كل ذي أجندات خاصة و دناءات لم يستطع التخلص

منها إلا بالزور والكيد. وبدلا من الندم على الخديعة، ادعوا كذبات، هو بالتأكيد لم

يصدقهم وفي الحقيقة هي من استاءت أكثر منه، ملت من جرأتهم على الحق و بشاعة

ظلمهم و من شدة غيرتهم منها، بدون أن تستثير هي غيرتهم، على العكس، فقد كانت

قمة في التواضع وإنكار الذات بدرجة ضرت بها نفسها، فتركتهم يحرمون عليهما

قدرهما زورا...

ربما تعاملاتها الحسنة لم تكن في مواضعها لبعضهم، إلا معه بالتأكيد فهو من يهمها حقا.

إلا أن ثقتها الزائدة في نفسها وفيه ضرتهما لعدم انتباهها لصغر ولدونية تفكير وغيرة

وحقد قلة سمموا عيشهما بشرهم المخادع ومكائدهم ودسائسهم و افتراءاتهم عليهما وشماتتهم.
[/marq]




🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


[type=401112]بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث عشر من رواية حلم العمر

🏵🏵🏵🏵🏵

هل هي تسانده فعلا كما يجب؟ هل هذا ما يريده منها حقيقة؟! لو لم يكن ناجحا

كل هذا النجاح كرئيس، و كنجم بطرق غير مسبوقة، كانت ستظل مشاعرها كما هي إن

لم يكن أكثر. فعندما كانت متأزمة، أحس بحزنها بدون أن تخبر أحدا بما بها، ولكنه تفهم

مالم تحكيه، و بسخاء أتاح لها فرصة نسيان مقدار ألمها الشديد لفقد جدتها. فقد كان

رأيها أنها لم تكن تريد كل هذه الإجراءات الشديدة التي اتخذها طبيبها، عملية تلو

عملية. فلا نفسيتها و لا هي معتادة على ذلك. فطيلة عمرها كانت تخشى الأطباء، ولا

بنيتها الرقيقة كانت تحتمل تربحه الغير ضروري، وتربيح معارفه من خلالها و لا رغبتها في العيش

الهادئ. كان واضحا لكل ذي عينين، أن غايته الأولى هي التربح من مريضته، وكأن

مرضها بضاعة، للأسف، فالنقود كانت له أهم من احتياجات حالتها بدون تزييف، مع ما شعرت به

المريضة و ما انتقل منها لأحلام ببساطة. لأن أحلام كانت تعرفها وتعرف مايريح بالها.

كانت جدتها قليلة الكلام. وهكذا كانت أحلام أيضا قبل باهر الذي غيرها بدون

أن يقصد أو يشعر بذلك.

تنهدت أحلام وكل هذه الأفكار تتابع في عقلها، فلا جدتها تشكت ولا هي تفوهت بما

استنبطته من مناشدات الجدة بصمت وتخوفاتها؛ لم تكن مرتاحة لما يفعله طبيبها.

كل هذا مع موت جدتها جعل أحلام تتغير في واحدة من أبأس لحظات مرت بها آنذاك فترحيبه بها

في واحدة من أدق مفارق مرت به و بحياته حينها، جعلها تكتشف موهبة لديها

بالتأكيد صدى لموهبته هو_ وإن كان غير مهتم بها كعادته فشغفه الأول حينها كان

لعبة كرة السلة_ تغييرا جميلا عن نمط صمتها المألوف لها.

وبعدما اقترح عليها أن يدربها على لعب لعبة كرة السلة، جعلها تكتشف الدرب إلى اللامستحيل.

أقنعها بأنها إذا أرادت شيئا ما، مهما بدا بعيد المنال، فتعلم فنونه، يوصلها لما تريده. هو يدربها منذ كتب

كتابهما ويلعبان سويان وهي لعبة جميلة وبخاصة أنها تلعبها معه ومع المقربين لديها، حتى

والداها يتقنها ووالدتها أيضا تشارك في اللعب. وهذه الأوقات تجدها من أكثر الأوقات متعة

لديهم.

'هل كان يفعل معها هي فقط هذا؟'

رجعت مرة أخرى بمداد أفكارها للحظة اتصالها ببرنامجه.

فهذه لحظة من لحظاتهما الجميلة التي لن تنمحي من ذاكراتها للأبد. فقد حملت مزيجا من

مشاعر مختلطة، حزن يتوارى أمام لحظات ساحرة لم تدرك كنهها وروتوشها بوضوح إلا منذ

فترة قريبة.

'لا. بل مع الجميع'.

' ومتى ذلك؟ '

'في لحظة تكاد تقتلع شغف طموحه وألقه، لو لم يكن مقدرا له كما يتضح الآن بمشيئة إلهية أفق

أرحب و للجميع من خلاله لجميل خلاله؛ للأجمل و الأصح والأمثل كما ينبغي. '

وهذا ما اتضح بمرور الأيام للجميع و ربما مازال مشوشا عنده قليلا، أو لربما هذا أجمل ما فيه، تواضعه.

فمكانته في القلوب ليست لأنه نجم يسطع بوهج غير مسبوق. بل لأن الجميع معه فعلا من

الممكن أن يكون ناجحا بتفوق، كل في مكانه. فباهر لو لم يكن على ما هو عليه من

هذا القدر من البطولة، وإن لم يدركه كما يليق به؛ والنجاح الغير مأهول و لو لم يلفت الانتباه

بكل هذا التألق الباهر، لظل لافتا لنظر للجميع بتفاصيله الغير العادية. بأفكاره المتقدمة

المتطورة. وعمله كعلامة فارقة.

هو على ما يكونه و ماهو عليه ما يجعلها هي على ماهي عليه برقتها ووقارها

وهدوئها. و دلالها البرئ الراسي عنده وله. هو بعلو همته مانع قوي لأدنى أدنى مساس

بكرامتها أو أتفه إساءات إن وجدت. فإجابية سلوكياته ونأيه عن السلبيات بأنواء، رادع

قوي لأي سخريات تخصها من أي كان مهما كان. فهذا ليس من حق أحد أبدا، التقليل منها

أو التهكم عليها و لو بأدنى شكل ولو بأبهت ظل؛ يحرسها حتى من غبار الهواء

لو تسبب في مضايقتها للحظة. ساهرا لراحة بالهما واعدا اياها بأحسن فصول العمر

على الدوام. حلم واقعي لاينضب رحيقه. هو حلم العمر للجميع بموهبته وتعاملاته الجميلة مع من حوله.

عندما كانت تستمع له، ساندها في برنامجه بدون أن تشتكي أو تستغيث وهو كان محتاجا لملاذ. ولكنه اعتاد

العطاء بلا طلب، حتى ربما قبلما يدرك هدفه هدفه المرجو له. وهي مقتنعة به

مليون بالمائة كزوج و كرئيس لامع لكل من قلدوه المسؤولية باقتناع غير معهود.

و مساندتها الحقيقية ليس بأن تكون مجرد رأي مطابق لرأيه. أو بمعنى أدق

لقلقه، ولقلقه مايبرره، فهو ناجح نجاحا غير مسبوق، وحريص على التفوق. وهي

متيقنة بأنه لو أمعن التفكير سيصل لما تريد أن تدعمه فيه، بدون كلام. فهما لم يكونا

بحاجة للكلام هو بطباعه الشهمة لا ينتظر أحدا ليتكلم.

فكل حرصه عليها و على ألا يغير ويتجرأ عليهما ويكدر صفو أحلامهما ساخر أو أقل

ولا مجال مع كل هذا الإذهال منه بحكمته في سن مبكرة للغاية و رجاحة منطقه

وقوته المسؤولة المهوولة، و فطنته ووعيه. كل هذا وجد له مدى أثير و صدى منمق.

باهر الأفعال بأجمل وعود و أبدع إشعاعات. مؤثرا في النفوس بدرجات غير مسبوقة

أو مأهولة لدي كل المتميزين و المتمسكين به منذ البداية وللأبد في كل المراحل.

فهو التاريخ بفرحه ومباهجه والحاضر بعبيره وروعته ووعوده والمستقبل بنبضات و توهجات

و أضواء تقترب لواقع جميل مستمر مهما كانت صوره، طالما كانت محببة لهما أولا ؛و حلم

عمر للجميع. عليها أن تحكي له و تحاوره. الإيجابية تملي عليها بأن لا تكتفي فقط

بقناعة بأنه يفهمها ويفهم نفسه. عليهما أن يتميزا كما اعتادا بالإنصات لبعضهما البعض

ويستمرا على ذلك فهذا من أسس الزواج الدائم الناجح.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


تلكأ باسل في رجوعه هو ونهى لحياتهما الطبيعية، ليتأكد تماما أن ما حدث معهما

في السابق لن يتكرر مرة أخرى. فيبدو أن انشغاله بعمله الجم، ترك مجالا لمن يعكر صفو

حياتهما، ثم يتصيد فشلا فيما تسبب في تعكره. لم يدرك في حينه كم كان يتنعما بالبوح

لبعضهما البعض بما يكنناه، وتحلو الأيام بل و حياته ككل. وكم كانت هي أقرب له و أكثر

تفهما من الآخرين له و لما لم يبح به، أحيانا سرا لنفسه.

تنهد:

تركهم يجنحوا بما هو عليه. وحبه لاختراع أدوية متطورة دوما. شغلوه بشراكتهم الهادفة

للتربح الغير العادي. انساق لهم لأنه لم يعتقد أنه سيغلبهم بمنطقه،

لم يحاول. فانساق معهم لوهلة من أجلهم هم حتى لا ينفضوا عنه. هو كلما ازداد في مساعدة

غيره من الناس كلما زادت فيوضات علمه بفتوحاته العلمية الغير مسبوقة، بينما عندما ركن

لهم للتربح فقط، وهو ليس عيبا، ولكن التوحش فيه على حساب اعتبارات أخرى شغلهم

عن أهداف تحلو لمبادئهما وتروي شغاف عقله. ولأنها كانت له منذ البداية مهنة إنسانية أولا

وأخيرا. فأهدي، باهتمامه وعشقه لها بربح لم يخطر له على بال، إثراءا معنويا و فكريا

وإنسانيا. فهي مهنة يحتاجها من ألمت بهم ملمات. و الزيادة من معاناتهم بغلاء الأسعار

مثل الباقين أو الآخرين يؤرقه، و يمنع إبداعه العلمي المتميز. وكانت نهى دائما تشجعه

ليواصل الإكتشافات العلمية ولا يركن فقط لمجرد الربح؛ بلا المزيد من إنتاجه العلمي الذي

أضاء شعلة دربهما و جمع بينهما بأقدس رباط وأجله منذ انبعثت وتناثرت و سرت في

نسيم حياتهما أجمل صدفهما ناثرة سحرها الخلاب عطرا عابقا.

فتميزه عن الجميع هو ما لفت انتباهها إليه. وهي بالنسبة له كانت كالمغناطيس الذي يظل

يجذبه لما هو أهل له، ولا ينساق لغيره، الغير مدركين لمنابع قوته الجمة. حتى لا يؤهلهم

ذلك لكوارث. بينما حرصت هي من ناحيتها على أن تتكيف مع طباعه، ولم تحاول تغييره

أبدا. كانت تترجى أن يعيد من تلقاء نفسه إدراك أولويات أولاياته، والتي أولى لها قبل

تضخم شركاته و توسع مدى شركاته لما لا يستسيغه تماما إن لم تكن تعافه نفسه أحيانا.

حازا ما أوثرا به عن غيرهما. لماذا لم ينتبه لذلك؟ لماذا كانت هي مضمونة بالنسبة له لهذه الدرجة؟!

أو هكذا توهم. ربما لأنها لم تكن تطلب شيئا لا لنفسها و لا من عالمهما ولا لمستقبل

أغر. كانت دائما قانعة، بل و تتخطى هذا العالم بأي مطالب، وكأنها فوق مستوى البشر

بما يفكرون به وما يشتغلون به ويريدونها مشغولة معهم. وعندما يصعب ذلك،

ليشعروا بذواتهم، يحطون منها، فتزداد ترفعا عن السفاسف.

و ظلت تجمع فسيفساء كل ما هو نقي و صاف ومذهل وواقع حالم في آن واحد.

و لطالما ظلت تؤثره على مستقبلها و أولويات الحياة وبوادرها، وهذا ما كان يؤرقه ربما

بدون أن يدرك كنه إنذارات مخادعة تطن في نفسه بلا حل وكان يجب ألا يفسح لها

محلا ومجالا أو صدى. لم تعتد أن تفكر في نفسها. كانت تتحرى ما يريده بدون أن

يطلبه، فيقاومها في ذاته... و كلما تشاغلت و حرصت على بذل قصارى جهدها عطاءا

ونية وأفعالا، قدر استطاعتها، كلما نتج عكس نبل وحسن أفكارها وأفعالها وتعاملاتها الرائعة

الراقية المقيدة بسوء استقبالهم. ليس هذا فقط، بل وإلى إساءاتهم لها بحقد. ناهيك عن

نسب أريج حلو طبائعها وكل ما فيها حلو، لهم و الإصرار على إلصاق ما بهم بها... زيف

افتراءتهم ودعاويهم الكاذبة المفبركة. ونكرهم أي حق. وتكدير عيشهما واستصغار استكثار

حظوظهما. يريدونه كله لهم، دونهما بالذات هي، يدرك أن هذا ما آل به لفقدها تقريبا.
■■■■●●●●

هي منذ البداية أنزلته في خيالها منزلة لا يستطيع حتى هو منافستها حقيقة. فوق

ما يطيقه أو ما يكونه . فكانت على تقبلها كل شيئ منه بحب، ربما يائسة بدون أن يدري.

تطالبه في سرها بما ربما لا يدري عنه خبرا.

تركتهم يغارون وتتوحش غيرتهم، ثقة به وبنفسها لدرجة الوهم. لم يكن وهما ولكنها لكم

براءتها ظنته هكذا في حينه. لم تتبين أنه لعظم منزلته لديها، صدى عنده، تمثل في

تأثيرها فيه، بدون أن تدركه. ولا هي تدري كيف فاتها أنه كما كانت مطالبه قبل أن

يفكر بها، أكثر من إلزام وقوانين بالنسبة لها، عهدا قطعته على نفسها. ربما كانت هي أيضا

لها منزلة عنده، أثارت حفيظة كل ذي أجندات خاصة و دناءات لم يستطع التخلص

منها إلا بالزور والكيد. وبدلا من الندم على الخديعة، ادعوا كذبات، هو بالتأكيد لم

يصدقهم وفي الحقيقة هي من استاءت أكثر منه، ملت من جرأتهم على الحق و بشاعة

ظلمهم و من شدة غيرتهم منها، بدون أن تستثير هي غيرتهم، على العكس، فقد كانت

قمة في التواضع وإنكار الذات بدرجة ضرت بها نفسها، فتركتهم يحرمون عليهما

قدرهما زورا...

ربما تعاملاتها الحسنة لم تكن في مواضعها لبعضهم، إلا معه بالتأكيد فهو من يهمها حقا.

إلا أن ثقتها الزائدة في نفسها وفيه ضرتهما لعدم انتباهها لصغر ولدونية تفكير وغيرة

وحقد قلة سمموا عيشهما بشرهم المخادع ومكائدهم ودسائسهم و افتراءاتهم عليهما وشماتتهم.
[/type]

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

[read]

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث عشر من رواية حلم العمر

🏵🏵🏵🏵🏵

هل هي تسانده فعلا كما يجب؟ هل هذا ما يريده منها حقيقة؟! لو لم يكن ناجحا

كل هذا النجاح كرئيس، و كنجم بطرق غير مسبوقة، كانت ستظل مشاعرها كما هي إن

لم يكن أكثر. فعندما كانت متأزمة، أحس بحزنها بدون أن تخبر أحدا بما بها، ولكنه تفهم

مالم تحكيه، و بسخاء أتاح لها فرصة نسيان مقدار ألمها الشديد لفقد جدتها. فقد كان

رأيها أنها لم تكن تريد كل هذه الإجراءات الشديدة التي اتخذها طبيبها، عملية تلو

عملية. فلا نفسيتها و لا هي معتادة على ذلك. فطيلة عمرها كانت تخشى الأطباء، ولا

بنيتها الرقيقة كانت تحتمل تربحه الغير ضروري، وتربيح معارفه من خلالها و لا رغبتها في العيش

الهادئ. كان واضحا لكل ذي عينين، أن غايته الأولى هي التربح من مريضته، وكأن

مرضها بضاعة، للأسف، فالنقود كانت له أهم من احتياجات حالتها بدون تزييف، مع ما شعرت به

المريضة و ما انتقل منها لأحلام ببساطة. لأن أحلام كانت تعرفها وتعرف مايريح بالها.

كانت جدتها قليلة الكلام. وهكذا كانت أحلام أيضا قبل باهر الذي غيرها بدون

أن يقصد أو يشعر بذلك.

تنهدت أحلام وكل هذه الأفكار تتابع في عقلها، فلا جدتها تشكت ولا هي تفوهت بما

استنبطته من مناشدات الجدة بصمت وتخوفاتها؛ لم تكن مرتاحة لما يفعله طبيبها.

كل هذا مع موت جدتها جعل أحلام تتغير في واحدة من أبأس لحظات مرت بها آنذاك فترحيبه بها

في واحدة من أدق مفارق مرت به و بحياته حينها، جعلها تكتشف موهبة لديها

بالتأكيد صدى لموهبته هو_ وإن كان غير مهتم بها كعادته فشغفه الأول حينها كان

لعبة كرة السلة_ تغييرا جميلا عن نمط صمتها المألوف لها.

وبعدما اقترح عليها أن يدربها على لعب لعبة كرة السلة، جعلها تكتشف الدرب إلى اللامستحيل.

أقنعها بأنها إذا أرادت شيئا ما، مهما بدا بعيد المنال، فتعلم فنونه، يوصلها لما تريده. هو يدربها منذ كتب

كتابهما ويلعبان سويان وهي لعبة جميلة وبخاصة أنها تلعبها معه ومع المقربين لديها، حتى

والداها يتقنها ووالدتها أيضا تشارك في اللعب. وهذه الأوقات تجدها من أكثر الأوقات متعة

لديهم.

'هل كان يفعل معها هي فقط هذا؟'

رجعت مرة أخرى بمداد أفكارها للحظة اتصالها ببرنامجه.

فهذه لحظة من لحظاتهما الجميلة التي لن تنمحي من ذاكراتها للأبد. فقد حملت مزيجا من

مشاعر مختلطة، حزن يتوارى أمام لحظات ساحرة لم تدرك كنهها وروتوشها بوضوح إلا منذ

فترة قريبة.

'لا. بل مع الجميع'.

' ومتى ذلك؟ '

'في لحظة تكاد تقتلع شغف طموحه وألقه، لو لم يكن مقدرا له كما يتضح الآن بمشيئة إلهية أفق

أرحب و للجميع من خلاله لجميل خلاله؛ للأجمل و الأصح والأمثل كما ينبغي. '

وهذا ما اتضح بمرور الأيام للجميع و ربما مازال مشوشا عنده قليلا، أو لربما هذا أجمل ما فيه، تواضعه.

فمكانته في القلوب ليست لأنه نجم يسطع بوهج غير مسبوق. بل لأن الجميع معه فعلا من

الممكن أن يكون ناجحا بتفوق، كل في مكانه. فباهر لو لم يكن على ما هو عليه من

هذا القدر من البطولة، وإن لم يدركه كما يليق به؛ والنجاح الغير مأهول و لو لم يلفت الانتباه

بكل هذا التألق الباهر، لظل لافتا لنظر للجميع بتفاصيله الغير العادية. بأفكاره المتقدمة

المتطورة. وعمله كعلامة فارقة.

هو على ما يكونه و ماهو عليه ما يجعلها هي على ماهي عليه برقتها ووقارها

وهدوئها. و دلالها البرئ الراسي عنده وله. هو بعلو همته مانع قوي لأدنى أدنى مساس

بكرامتها أو أتفه إساءات إن وجدت. فإجابية سلوكياته ونأيه عن السلبيات بأنواء، رادع

قوي لأي سخريات تخصها من أي كان مهما كان. فهذا ليس من حق أحد أبدا، التقليل منها

أو التهكم عليها و لو بأدنى شكل ولو بأبهت ظل؛ يحرسها حتى من غبار الهواء

لو تسبب في مضايقتها للحظة. ساهرا لراحة بالهما واعدا اياها بأحسن فصول العمر

على الدوام. حلم واقعي لاينضب رحيقه. هو حلم العمر للجميع بموهبته وتعاملاته الجميلة مع من حوله.

عندما كانت تستمع له، ساندها في برنامجه بدون أن تشتكي أو تستغيث وهو كان محتاجا لملاذ. ولكنه اعتاد

العطاء بلا طلب، حتى ربما قبلما يدرك هدفه هدفه المرجو له. وهي مقتنعة به

مليون بالمائة كزوج و كرئيس لامع لكل من قلدوه المسؤولية باقتناع غير معهود.

و مساندتها الحقيقية ليس بأن تكون مجرد رأي مطابق لرأيه. أو بمعنى أدق

لقلقه، ولقلقه مايبرره، فهو ناجح نجاحا غير مسبوق، وحريص على التفوق. وهي

متيقنة بأنه لو أمعن التفكير سيصل لما تريد أن تدعمه فيه، بدون كلام. فهما لم يكونا

بحاجة للكلام هو بطباعه الشهمة لا ينتظر أحدا ليتكلم.

فكل حرصه عليها و على ألا يغير ويتجرأ عليهما ويكدر صفو أحلامهما ساخر أو أقل

ولا مجال مع كل هذا الإذهال منه بحكمته في سن مبكرة للغاية و رجاحة منطقه

وقوته المسؤولة المهوولة، و فطنته ووعيه. كل هذا وجد له مدى أثير و صدى منمق.

باهر الأفعال بأجمل وعود و أبدع إشعاعات. مؤثرا في النفوس بدرجات غير مسبوقة

أو مأهولة لدي كل المتميزين و المتمسكين به منذ البداية وللأبد في كل المراحل.

فهو التاريخ بفرحه ومباهجه والحاضر بعبيره وروعته ووعوده والمستقبل بنبضات و توهجات

و أضواء تقترب لواقع جميل مستمر مهما كانت صوره، طالما كانت محببة لهما أولا ؛و حلم

عمر للجميع. عليها أن تحكي له و تحاوره. الإيجابية تملي عليها بأن لا تكتفي فقط

بقناعة بأنه يفهمها ويفهم نفسه. عليهما أن يتميزا كما اعتادا بالإنصات لبعضهما البعض

ويستمرا على ذلك فهذا من أسس الزواج الدائم الناجح.

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


تلكأ باسل في رجوعه هو ونهى لحياتهما الطبيعية، ليتأكد تماما أن ما حدث معهما

في السابق لن يتكرر مرة أخرى. فيبدو أن انشغاله بعمله الجم، ترك مجالا لمن يعكر صفو

حياتهما، ثم يتصيد فشلا فيما تسبب في تعكره. لم يدرك في حينه كم كان يتنعما بالبوح

لبعضهما البعض بما يكنناه، وتحلو الأيام بل و حياته ككل. وكم كانت هي أقرب له و أكثر

تفهما من الآخرين له و لما لم يبح به، أحيانا سرا لنفسه.

تنهد:

تركهم يجنحوا بما هو عليه. وحبه لاختراع أدوية متطورة دوما. شغلوه بشراكتهم الهادفة

للتربح الغير العادي. انساق لهم لأنه لم يعتقد أنه سيغلبهم بمنطقه،

لم يحاول. فانساق معهم لوهلة من أجلهم هم حتى لا ينفضوا عنه. هو كلما ازداد في مساعدة

غيره من الناس كلما زادت فيوضات علمه بفتوحاته العلمية الغير مسبوقة، بينما عندما ركن

لهم للتربح فقط، وهو ليس عيبا، ولكن التوحش فيه على حساب اعتبارات أخرى شغلهم

عن أهداف تحلو لمبادئهما وتروي شغاف عقله. ولأنها كانت له منذ البداية مهنة إنسانية أولا

وأخيرا. فأهدي، باهتمامه وعشقه لها بربح لم يخطر له على بال، إثراءا معنويا و فكريا

وإنسانيا. فهي مهنة يحتاجها من ألمت بهم ملمات. و الزيادة من معاناتهم بغلاء الأسعار

مثل الباقين أو الآخرين يؤرقه، و يمنع إبداعه العلمي المتميز. وكانت نهى دائما تشجعه

ليواصل الإكتشافات العلمية ولا يركن فقط لمجرد الربح؛ بلا المزيد من إنتاجه العلمي الذي

أضاء شعلة دربهما و جمع بينهما بأقدس رباط وأجله منذ انبعثت وتناثرت و سرت في

نسيم حياتهما أجمل صدفهما ناثرة سحرها الخلاب عطرا عابقا.

فتميزه عن الجميع هو ما لفت انتباهها إليه. وهي بالنسبة له كانت كالمغناطيس الذي يظل

يجذبه لما هو أهل له، ولا ينساق لغيره، الغير مدركين لمنابع قوته الجمة. حتى لا يؤهلهم

ذلك لكوارث. بينما حرصت هي من ناحيتها على أن تتكيف مع طباعه، ولم تحاول تغييره

أبدا. كانت تترجى أن يعيد من تلقاء نفسه إدراك أولويات أولاياته، والتي أولى لها قبل

تضخم شركاته و توسع مدى شركاته لما لا يستسيغه تماما إن لم تكن تعافه نفسه أحيانا.

حازا ما أوثرا به عن غيرهما. لماذا لم ينتبه لذلك؟ لماذا كانت هي مضمونة بالنسبة له لهذه الدرجة؟!

أو هكذا توهم. ربما لأنها لم تكن تطلب شيئا لا لنفسها و لا من عالمهما ولا لمستقبل

أغر. كانت دائما قانعة، بل و تتخطى هذا العالم بأي مطالب، وكأنها فوق مستوى البشر

بما يفكرون به وما يشتغلون به ويريدونها مشغولة معهم. وعندما يصعب ذلك،

ليشعروا بذواتهم، يحطون منها، فتزداد ترفعا عن السفاسف.

و ظلت تجمع فسيفساء كل ما هو نقي و صاف ومذهل وواقع حالم في آن واحد.

و لطالما ظلت تؤثره على مستقبلها و أولويات الحياة وبوادرها، وهذا ما كان يؤرقه ربما

بدون أن يدرك كنه إنذارات مخادعة تطن في نفسه بلا حل وكان يجب ألا يفسح لها

محلا ومجالا أو صدى. لم تعتد أن تفكر في نفسها. كانت تتحرى ما يريده بدون أن

يطلبه، فيقاومها في ذاته... و كلما تشاغلت و حرصت على بذل قصارى جهدها عطاءا

ونية وأفعالا، قدر استطاعتها، كلما نتج عكس نبل وحسن أفكارها وأفعالها وتعاملاتها الرائعة

الراقية المقيدة بسوء استقبالهم. ليس هذا فقط، بل وإلى إساءاتهم لها بحقد. ناهيك عن

نسب أريج حلو طبائعها وكل ما فيها حلو، لهم و الإصرار على إلصاق ما بهم بها... زيف

افتراءتهم ودعاويهم الكاذبة المفبركة. ونكرهم أي حق. وتكدير عيشهما واستصغار استكثار

حظوظهما. يريدونه كله لهم، دونهما بالذات هي، يدرك أن هذا ما آل به لفقدها تقريبا.

🌸🌸🌸

هي منذ البداية أنزلته في خيالها منزلة لا يستطيع حتى هو منافستها حقيقة. فوق

ما يطيقه أو ما يكونه . فكانت على تقبلها كل شيئ منه بحب، ربما يائسة بدون أن يدري.

تطالبه في سرها بما ربما لا يدري عنه خبرا.

تركتهم يغارون وتتوحش غيرتهم، ثقة به وبنفسها لدرجة الوهم. لم يكن وهما ولكنها لكم

براءتها ظنته هكذا في حينه. لم تتبين أنه لعظم منزلته لديها، صدى عنده، تمثل في

تأثيرها فيه، بدون أن تدركه. ولا هي تدري كيف فاتها أنه كما كانت مطالبه قبل أن

يفكر بها، أكثر من إلزام وقوانين بالنسبة لها، عهدا قطعته على نفسها. ربما كانت هي أيضا

لها منزلة عنده، أثارت حفيظة كل ذي أجندات خاصة و دناءات لم يستطع التخلص

منها إلا بالزور والكيد. وبدلا من الندم على الخديعة، ادعوا كذبات، هو بالتأكيد لم

يصدقهم وفي الحقيقة هي من استاءت أكثر منه، ملت من جرأتهم على الحق و بشاعة

ظلمهم و من شدة غيرتهم منها، بدون أن تستثير هي غيرتهم، على العكس، فقد كانت

قمة في التواضع وإنكار الذات بدرجة ضرت بها نفسها، فتركتهم يحرمون عليهما

قدرهما زورا...

ربما تعاملاتها الحسنة لم تكن في مواضعها لبعضهم، إلا معه بالتأكيد فهو من يهمها حقا.

إلا أن ثقتها الزائدة في نفسها وفيه ضرتهما لعدم انتباهها لصغر ولدونية تفكير وغيرة

وحقد قلة سمموا عيشهما بشرهم المخادع ومكائدهم ودسائسهم و افتراءاتهم عليهما وشماتتهم.
[/read]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 05-10-21 الساعة 07:41 PM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 07:48 PM   #48

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أود
تصحيح كلمة
رتوش


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 07:57 PM   #49

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[read] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني للغاية تشريفكم رواية حلم العمر
تم تنزيل
الفصل الثالث عشر من رواية
حلم العمر
وهذا هو رابط
https://www.rewity.com/forum/t483665....html#poststop
قراءة ممتعة للجميع[/read]


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 05-10-21, 09:01 PM   #50

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود تصحيح فقرة بإضافة كلمتين سقطتا سهوا.

ولا مجال مع كل هذا الإذهال منه بحكمته في سن مبكرة للغاية و رجاحة منطقه

وقوته المسؤولة المهوولة، و فطنته ووعيه لكلمة أكثر من ذلك.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.