آخر 10 مشاركات
317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-21, 03:43 AM   #11

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السادس من حلم العمر


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

●●●●●

هناك أمورا لا يجدي معها فرض الإرادة بدون استشارة صاحبها والأخذ برأيه، أنا دونا

عن العالم بأكمله لا يجدي معه هذا الأسلوب، ومنك أنت دونا عن الناس كلها، أنت

لاتعرفينني.

- كنت أتوهم أني أعرفك. أنت لا تحبني هذا ما أدركته الآن. من يحب لا يترك بهذه السهولة.

- من يحب حقا لا يخفي أمورا عمن يحب. ولايهز ثقته به.

كادت تجن مما تسمع:

" هل أستأذنك لأهتم بك. وأرعى شئونك".

- أحلام لست طفلا، حتى تتصرفي بشئوني بدون اعتبار رأيي.

- وحتى الأطفال لا يفعل بهم هذا، وماتتهمني به لم أفعله، لم تحرمني حقي فيك.

- أحلام، لا تستغفليني أكثر من ذلك.

- آسفة على اهتمامي بك، سألغي ما فعلته غدا. على أية حال أنت لم تعد تريدني، ولا حتى

كخطيبة بحكم الظروف.

- لم تكوني هكذا أبدا، أنت مازلت خطيبتي. أنا آسف على ماقلته في لحظة غضب.

- وأظل أنا بانتظار غضبتك الأخرى لتنهي الخطبة مرة أخرى. وربما الزواج لسبب لايستدعى،

هناك شيئ ما خطأ.

- أحلام لو تكنين لي مشاعرا كنت تقدرين وتتفهمين رفضي لهكذا معاملة.

- هذا نفس ما أريد قوله لك. ولكني فعلا آسفة؛ كنت أريد أن أفاجأك مفاجأة حلوة.

سامحني.

- في هذه الأمور لا تنفع المفاجأة.

••••••••••

بعدما خرج من عند آخر المواهب التي اكتشفها حديثا، في مشروعه والذي تدبر أمر

عمل معمل له في حديقة أحدث مستشفى على مستوى البلد. والذي يشتهر بمعامله التي

تصنع أدوية متطورة لأدق الأمراض. لذا أي مريض، أيا كان مرضه، يتم شفاؤه. سواء بدواء

متعارف عليه أو لا. فقد يصنع خصيصا له دواءا. والمريض عليه أن يعرف ما يناسبه. وكان آخر

اكتشافاته التي يرعاها نجم في كرة اليد وفي نفس الوقت عالم في مجاله.

كان في طريقه ليأخذ الدواء الذي يتناوله بصفة دورية بعد أن ترك المستشفى، فقد أجرى

الفحوصات الدورية اللازمة. بينما فكره كان منشغلا باجتماعه أمس بنائب رئيس الوزراء

وفوجئ بأن أحلام معهم في الإجتماع...

بادرهم قريبه بعد السلامات المعتادة.

- د. أحلام ، باهر يبدو أن كلامي معك يا باهر عن أن أحلام مسؤولة عن ترشحك نجم عنه سوء

فهم. هكذا بادرهم قريبه، بعد التحيات وتقديم مشروبات الضيافة، ثم استكمل كلامه، هدفي

كان أن تذهب لأحلام من عندي مباشرة لتشاورها وكنت أظنها ستقنعك بما أنت متردد بشأنه.

هذا هدفي، لا أن تتخاصما.

وقف عقل أحلام عن الاستيعاب عند كلمة ترشحك.

- لم نتخاصم، كيف عرفت أننا تخاصمنا أو غيره.

ضحك نائب رئيس الوزراء:

- العائلة كلها غاضبة، وتتوسل لأزيل الوقيعة. وتتوعد في حالة لم تصفيا سوء الفهم الغير

مقصود. ليس الكل يصل لمداركه بيسر أساليب السياسة. و ليس هذا ما أريد أن نتكلم به

يا باهر، أريد توضيح سوء الفهم، ثم إن مرشح الرئاسة دائما يكون مستقر عائليا.

نظرت أحلام لباهر بانذهال.

- أحلام ألم تخبريني أنك جمعتي التوقيعات؟!

- نعم ولكن ليس للترشح ولكن لبقائك كوزير.

- ماذا؟!!

- نعم هذا ما حدث، لقد تعرضت أحلام لخدعة.

أمن نائب رئيس الوزراء على كلامها.

- ماذا تعني؟

تساءل الاثنان سويا.

عندما اقترحت أحلام في نهاية اجتماع وزاري، جمع توقيعات للضغط لكي يعاد النظر في قبول

استقالتك، كما توقعت تم تسريب المعلومة لعصمت، وأيضا خمنت أنه سينصب فخاخا،

لسرقة التوقيعات ليترشح بها للرئاسة.

- لم يحدث...

احتجت أحلام:

- لست مغفلة، وهل أفهم من كلامك أنكم تراقبونني.

تنحنح:

- كم أنتي ذكية كما هو متوقع من زوجة مرشح رئاسي أو ربما رئيسا.

- لم لا تترشح أنت؟ أنت مناسب للرئاسة. ستكون رئيسا ممتازا ومتميزا. لو كنت أتحت لي فرصة

الإختيار، لكنت رشحتك. أنا أثق بك مائة بالمائة كرئيس بعد ثورة متميزة كثورة دولتنا.

تساءل باهر.

تهرب نائب رئيس الوزراء من الإجابة بذكاء:

- ربما لو اضطرتني الظروف. ولكنك أنسب للثورة الفتية الشابة، وبالنسبة لكي يا أحلام،

نحن نراقب من يترصدك، ويعتبرك المنفذ الذي سينفذ منه للنيل من ثورتنا، لقد سهل لك الأمر

بأن وضع في طريقك من يساعدك ويسلمكي ورقا شبيها بالورق الذي ستجمع فيه التوقيعات

للمرشحين، وكان سيزوره قصا ولصقا ويضع عليه اسمه بطريقة مزورة بدلا من اسم باهر،

صمم الورقة بمنتهى الخبث لكي يوضع اسمه بكل سهولة.

اتجه بنظره إلى باهر ونظرته فيها ما يشبه الإعتذار. فلم أجد مناصا من إرفاق طلب ترشح مع

الورق باسمك.

- ولكن يشترط توقيعي على طلب الترشح.

احمر وجه أحلام بشدة وكادت تذوب من الخجل.

ونظرت هي ونائب رئيس الوزراء لبعضهما، وصمتا وأطرقت هي.

فهم باهر، لقد جعلتيني أوقع على ورقة المواهب التي كنت أرعاها يا أحلام، ورقة بيضاء.

- لم أكن أعرف أنها للترشح، كنت أريد أن أفاجئك... كنت سأكتب طلب لسحب الاستقالة باسمك،

ولكن الورق كله سرق.

- على فكرة لم نسرقه نحن بل سرقناه من عصمت في نفس اللحظة التي تمت سرقته له.

وقمنا بتسوية الأمور. ودسسنا عليه رجل آخر معه تواقيع مزورة، ووفرنا عليه جهد التزوير.

نظر إليه باهر بعتاب.

- صدقني هو اكتشف ذلك لحظة إعلان ترشحك؛ ولكنه أصر على التقدم بالورق المزور بدلا من

الانسحاب من الأمر برمته.

- و هو ليس مغفلا لهذه الدرجة للترشح بورق مزور. ربما هو مقتنعا أو أن هناك من وعده المساندة

في نجاحه، بالتزوير، ربما.

- صدقني لا إمكانية لذلك. ليس الآن. وحتى في الأواخر قبل الثورة كان يشوب هذا المجازفة،

ربما.

- حتى أنا، وأنا لست متعمقة سياسية بدرجة كبيرة، أدرك بأن هذا كان ممكنا في السابق. وليس

بعد ثورة رائعة كثورة دولتنا.

أكدت على كلامه.

رد باهر: " أتعجب منك حقا، يحدث لك مالم يحدث لأحد، و تقولين باطمئنان كلاما تقصدين به

تحفيزي" .

- مجرد ترشحك عنوان جميل لكتاب ثورة راق وغير عادي؛ ثورة كل ما فيها جميل.

- لم نرشحه ليكون واجهة يا أحلام بل ليكون رئيسا.

ذهل باهر قبل أحلام.

- و عصمت كيف سنتلافاه؟!!

- " المرشح" عصمت أنشأ مصانعا بعضها على مشارف قريته وبعضها، بعدها لتحويل طاقة البرق

إلى كهرباء، بنى هذه المصانع ووضعها تحت تصرف الحكومة؛ بديلا عن ضرائب عبر السنين.

واشترى بلدته بخطة محكمة. فالمصانع التي بعد القرية بمسافة قصيرة كانت لتوليد برق صناعي،

أما التي كانت على مشارف القرية فكانت لتحويل طاقة البرق الطبيعي أثناء فصل الشتاء

وأجزاء من الخريف والربيع وربما الصيف أحيانا لطاقة كهربائية. المصانع التي كانت بعد

القرية بالذات كانت يتم فيها عمل تجارب لتوليد البرق الصناعي وتحويل طاقته للكهرباء

وهذه كانت تستدعي قطع المياة عن القرية حتى لا تحدث حرائق بالقرية أثناء هذه التجارب

المعملية، مما تسبب في جفاف الأراضي الزراعية وتصحرها. فبدأ أهالي القرية يبنون على

أراضيهم، فشكاهم "المرشح" بأسماء مستعارة؛ فوقعوا في خصومة مع الدولة... وجاءت

لهم إزالات أو التصالح. فمن لم يستطع تحمل هذه النفقات اشترى منه، واشترى باقي الأراضي

البور. وكان يعلم أن المصانع التي تبرع بها ستجعل معظم الأراضي التي حولها تدخل فيما

بعد من أراض زراعية لأراضي بناء باهظة السعر... وكان يؤخر صدور هذا القرار حتى يستطيع

شراء البلدة بأكملها. وقد اشتراها بالفعل و صدر القرار وتربح ربحا مهوولا وحرم أهالي قريته

من أراضيهم وحقهم فيها.

ذهلت أحلام. هذا الماكر لا يستهان به:

" لم لا تترشح كما طلب منك باهر، حتى و إن لم ينسحب باهر؛ لتضمنا أنتما الإثنين؛ أن أحدهما

سيكون رئيسا عن حق" .

تنهد بعد الحاح الاثنان:

" أشكركما، لأن كلاكما يشعر بأني سأكون رئيسا متميزا" .

أمن باهر على كلامه:

" بل ستعلم كل الدول كيف تكون الرئاسة، لا أعرف كيف لا تثق بنفسك كرئيس!"

تنهد مرة أخرى:

- لن أصل للرئاسة، لن أنجح إذا ترشحت. فرص نجاحي في سباق الرئاسة لا تتعدى خمس

وسبعين بالمائة. إذا هي مجازفة غير مأمونة العواقب. بينما أنت فرص نجاحك للرئاسة

مائة بالمائة.

- و لكني قد لا أنجح كرئيس لأني لست من هواتها. لابد من دافع داخلي قوي للتميز في

هكذا أمورا. لا يكفي أنكم تثقون بي فقط. يجب أن أثق أنا أولا بأني الأنسب.

- سترى فعلا أنك الأنسب، لك هذا، أنا أعرف بدهاليز هذا المعترك المحموم عن كثيرين.

و أنا بخبرتي، وتوقعاتي المدروسة بعناية جمة، والأكثر صوابا منذ أقحمت على هذا

المعترك بتشابكاته و مجهولاته ومتاهاته أحيانا للغير محظوظين كفاية أو المغامرين

أو الهواة المبتدئين.

- أنت تقريبا ربما تكون وصفتني مع من تكلمت عنهم .

- أبدا، أبدا. ولا كنت أنا، عندما وثق بي أبي واقتحم بي السياسة. وكان على خبرة مخيفة

بمخاطرها و هواتها والذرى. ثم فوق كل شيئ، أنا لن أتركك. بل سأكون مساعدك أو مستشارك.

- كيف أصالحك على غضبي منك بدون وجه حق.

- بأن تقتنع بأنك الأنسب للرئاسة.

تبسم لها:

- هل هذه أحلام من كانت تتهيب الوزارة.

- لا أشعر أني أنسب لها.

- لكنك أنت نجم النجوم، حقا. أنا مقتنعة مائة بالمائة بنجاحك في الاثنين، السباق، وكرئيس

لم يرد على الدولة مثله إن شاء الله.

•••••••••••

عندما دخل باهر المكان الذي يتناول الحقنة التي تعد له خصيصا منذ سنوات. ولكن يتم

تطويرها، تبعا للفحوصات الدورية اللازمة لمتابعة صحته، لأنه لم يتخلى عن الرياضة أو لعب

كرة السلة. ولكن ليس كمحترف بل مجرد هواية؛ أحس إحساسا غريبا وكأن المكان رائحته

مختلفة عن ذي قبل... فعزى ذلك ربما لتغيير الدواء، وعندما أوقع الدكتور الحقنة على الأرض

وانكسرت، وسارع الدكتور، لأنه معتاد أن يعطيه الحقنة دكتورا وليس ممرضا؛ والذي كان

دكتورا يراه للمرة الأولى، سارع ليحضر واحدة أخرى والرائحة المتصاعدة من السائل

المنسكب كانت غريبة ببخار غريب... كل ذلك أدركه باهر في لحظة فأدرك أنها محاولة

اغتيال مجرمة بغاز كيميائي ربما محرم محليا قبل دوليا، فلحق بالدكتور قبل أن يغلق

عليه الباب ويموت مختنقا، ولكنه قبل أن يخرج سكب زجاجة الماء التي كانت معه على

الحقنة المنكسرة لكي يوقف تفاعل الغاز ثم خرج وأغلق الباب ولكنه لم يستطع الإمساك

بالدكتور، فطلب بسرعة بديهته المعتادة، والتي جعلته على قمة العالم أثناء احترافه كرة السلة،

أرقاما لكي يمسكوا بالدكتور المزيف قبل أن يختفي بطريقة أو بأخرى. ولكي يحتووا الكارثة

التي بالمعمل.

[type=218405]بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

●●●●●

هناك أمورا لا يجدي معها فرض الإرادة بدون استشارة صاحبها والأخذ برأيه، أنا دونا

عن العالم

بأكمله لا يجدي معه هذا الأسلوب، ومنك أنت دونا عن الناس كلها، أنت لاتعرفينني.

- كنت أتوهم أني أعرفك. أنت لا تحبني هذا ما أدركته الآن. من يحب لا يترك بهذه السهولة.

- من يحب حقا لا يخفي أمورا عمن يحب. ولايهز ثقته به.

كادت تجن مما تسمع:

" هل أستأذنك لأهتم بك. وأرعى شئونك".

- أحلام لست طفلا، حتى تتصرفي بشئوني بدون اعتبار رأيي.

- وحتى الأطفال لا يفعل بهم هذا، وماتتهمني به لم أفعله، لم تحرمني حقي فيك.

- أحلام، لا تستغفليني أكثر من ذلك.

- آسفة على اهتمامي بك، سألغي ما فعلته غدا. على أية حال أنت لم تعد تريدني، ولا حتى

كخطيبة بحكم الظروف.

- لم تكوني هكذا أبدا، أنت مازلت خطيبتي. أنا آسف على ماقلته في لحظة غضب.

- وأظل أنا بانتظار غضبتك الأخرى لتنهي الخطبة مرة أخرى. وربما الزواج لسبب لايستدعى،

هناك شيئ ما خطأ.

- أحلام لو تكنين لي مشاعرا كنت تقدرين وتتفهمين رفضي لهكذا معاملة.

- هذا نفس ما أريد قوله لك. ولكني فعلا آسفة؛ كنت أريد أن أفاجأك مفاجأة حلوة.

سامحني.

- في هذه الأمور لا تنفع المفاجأة.

••••••••••

بعدما خرج من عند آخر المواهب التي اكتشفها حديثا، في مشروعه والذي تدبر أمر

عمل معمل له في حديقة أحدث مستشفى على مستوى البلد. والذي يشتهر بمعامله التي

تصنع أدوية متطورة لأدق الأمراض. لذا أي مريض، أيا كان مرضه، يتم شفاؤه. سواء بدواء

متعارف عليه أو لا. فقد يصنع خصيصا له دواءا. والمريض عليه أن يعرف ما يناسبه. وكان آخر

اكتشافاته التي يرعاها نجم في كرة اليد وفي نفس الوقت عالم في مجاله.

كان في طريقه ليأخذ الدواء الذي يتناوله بصفة دورية بعد أن ترك المستشفى، فقد أجرى

الفحوصات الدورية اللازمة. بينما فكره كان منشغلا باجتماعه أمس بنائب رئيس الوزراء

وفوجئ بأن أحلام معهم في الإجتماع...

بادرهم قريبه بعد السلامات المعتادة.

- د. أحلام ، باهر يبدو أن كلامي معك يا باهر عن أن أحلام مسؤولة عن ترشحك نجم عنه سوء

فهم. هكذا بادرهم قريبه، بعد التحيات وتقديم مشروبات الضيافة، ثم استكمل كلامه، هدفي

كان أن تذهب لأحلام من عندي مباشرة لتشاورها وكنت أظنها ستقنعك بما أنت متردد بشأنه.

هذا هدفي، لا أن تتخاصما.

وقف عقل أحلام عن الاستيعاب عند كلمة ترشحك.

- لم نتخاصم، كيف عرفت أننا تخاصمنا أو غيره.

ضحك نائب رئيس الوزراء:

- العائلة كلها غاضبة، وتتوسل لأزيل الوقيعة. وتتوعد في حالة لم تصفيا سوء الفهم الغير

مقصود. ليس الكل يصل لمداركه بيسر أساليب السياسة. و ليس هذا ما أريد أن نتكلم به

يا باهر، أريد توضيح سوء الفهم، ثم إن مرشح الرئاسة دائما يكون مستقر عائليا.

نظرت أحلام لباهر بانذهال.

- أحلام ألم تخبريني أنك جمعتي التوقيعات؟!

- نعم ولكن ليس للترشح ولكن لبقائك كوزير.

- ماذا؟!!

- نعم هذا ما حدث، لقد تعرضت أحلام لخدعة.

أمن نائب رئيس الوزراء على كلامها.

- ماذا تعني؟

تساءل الاثنان سويا.

عندما اقترحت أحلام في نهاية اجتماع وزاري، جمع توقيعات للضغط لكي يعاد النظر في قبول

استقالتك، كما توقعت تم تسريب المعلومة لعصمت، وأيضا خمنت أنه سينصب فخاخا،

لسرقة التوقيعات ليترشح بها للرئاسة.

- لم يحدث...

احتجت أحلام:

- لست مغفلة، وهل أفهم من كلامك أنكم تراقبونني.

تنحنح:

- كم أنتي ذكية كما هو متوقع من زوجة مرشح رئاسي أو ربما رئيسا.

- لم لا تترشح أنت؟ أنت مناسب للرئاسة. ستكون رئيسا ممتازا ومتميزا. لو كنت أتحت لي فرصة

الإختيار، لكنت رشحتك. أنا أثق بك مائة بالمائة كرئيس بعد ثورة متميزة كثورة دولتنا.

تساءل باهر.

تهرب نائب رئيس الوزراء من الإجابة بذكاء:

- ربما لو اضطرتني الظروف. ولكنك أنسب للثورة الفتية الشابة، وبالنسبة لكي يا أحلام،

نحن نراقب من يترصدك، ويعتبرك المنفذ الذي سينفذ منه للنيل من ثورتنا، لقد سهل لك الأمر

بأن وضع في طريقك من يساعدك ويسلمكي ورقا شبيها بالورق الذي ستجمع فيه التوقيعات

للمرشحين، وكان سيزوره قصا ولصقا ويضع عليه اسمه بطريقة مزورة بدلا من اسم باهر،

صمم الورقة بمنتهى الخبث لكي يوضع اسمه بكل سهولة.

اتجه بنظره إلى باهر ونظرته فيها ما يشبه الإعتذار. فلم أجد مناصا من إرفاق طلب ترشح مع

الورق باسمك.

- ولكن يشترط توقيعي على طلب الترشح.

احمر وجه أحلام بشدة وكادت تذوب من الخجل.

ونظرت هي ونائب رئيس الوزراء لبعضهما، وصمتا وأطرقت هي.

فهم باهر، لقد جعلتيني أوقع على ورقة المواهب التي كنت أرعاها يا أحلام، ورقة بيضاء.

- لم أكن أعرف أنها للترشح، كنت أريد أن أفاجئك... كنت سأكتب طلب لسحب الاستقالة باسمك،

ولكن الورق كله سرق.

- على فكرة لم نسرقه نحن بل سرقناه من عصمت في نفس اللحظة التي تمت سرقته له.

وقمنا بتسوية الأمور. ودسسنا عليه رجل آخر معه تواقيع مزورة، ووفرنا عليه جهد التزوير.

نظر إليه باهر بعتاب.

- صدقني هو اكتشف ذلك لحظة إعلان ترشحك؛ ولكنه أصر على التقدم بالورق المزور بدلا من

الانسحاب من الأمر برمته.

- و هو ليس مغفلا لهذه الدرجة للترشح بورق مزور. ربما هو مقتنعا أو أن هناك من وعده المساندة

في نجاحه، بالتزوير، ربما.

- صدقني لا إمكانية لذلك. ليس الآن. وحتى في الأواخر قبل الثورة كان يشوب هذا المجازفة،

ربما.

- حتى أنا، وأنا لست متعمقة سياسية بدرجة كبيرة، أدرك بأن هذا كان ممكنا في السابق. وليس

بعد ثورة رائعة كثورة دولتنا.

أكدت على كلامه.

رد باهر: " أتعجب منك حقا، يحدث لك مالم يحدث لأحد، و تقولين باطمئنان كلاما تقصدين به

تحفيزي" .

- مجرد ترشحك عنوان جميل لكتاب ثورة راق وغير عادي؛ ثورة كل ما فيها جميل.

- لم نرشحه ليكون واجهة يا أحلام بل ليكون رئيسا.

ذهل باهر قبل أحلام.

- و عصمت كيف سنتلافاه؟!!

- " المرشح" عصمت أنشأ مصانعا بعضها على مشارف قريته وبعضها، بعدها لتحويل طاقة البرق

إلى كهرباء، بنى هذه المصانع ووضعها تحت تصرف الحكومة؛ بديلا عن ضرائب عبر السنين.

واشترى بلدته بخطة محكمة. فالمصانع التي بعد القرية بمسافة قصيرة كانت لتوليد برق صناعي،

أما التي كانت على مشارف القرية فكانت لتحويل طاقة البرق الطبيعي أثناء فصل الشتاء

وأجزاء من الخريف والربيع وربما الصيف أحيانا لطاقة كهربائية. المصانع التي كانت بعد

القرية بالذات كانت يتم فيها عمل تجارب لتوليد البرق الصناعي وتحويل طاقته للكهرباء

وهذه كانت تستدعي قطع المياة عن القرية حتى لا تحدث حرائق بالقرية أثناء هذه التجارب

المعملية، مما تسبب في جفاف الأراضي الزراعية وتصحرها. فبدأ أهالي القرية يبنون على

أراضيهم، فشكاهم "المرشح" بأسماء مستعارة؛ فوقعوا في خصومة مع الدولة... وجاءت

لهم إزالات أو التصالح. فمن لم يستطع تحمل هذه النفقات اشترى منه، واشترى باقي الأراضي

البور. وكان يعلم أن المصانع التي تبرع بها ستجعل معظم الأراضي التي حولها تدخل فيما

بعد من أراض زراعية لأراضي بناء باهظة السعر... وكان يؤخر صدور هذا القرار حتى يستطيع

شراء البلدة بأكملها. وقد اشتراها بالفعل و صدر القرار وتربح ربحا مهوولا وحرم أهالي قريته

من أراضيهم وحقهم فيها.

ذهلت أحلام. هذا الماكر لا يستهان به:

" لم لا تترشح كما طلب منك باهر، حتى و إن لم ينسحب باهر؛ لتضمنا أنتما الإثنين؛ أن أحدهما

سيكون رئيسا عن حق" .

تنهد بعد الحاح الاثنان:

" أشكركما، لأن كلاكما يشعر بأني سأكون رئيسا متميزا" .

أمن باهر على كلامه:

" بل ستعلم كل الدول كيف تكون الرئاسة، لا أعرف كيف لا تثق بنفسك كرئيس!"

تنهد مرة أخرى:

- لن أصل للرئاسة، لن أنجح إذا ترشحت. فرص نجاحي في سباق الرئاسة لا تتعدى خمس

وسبعين بالمائة. إذا هي مجازفة غير مأمونة العواقب. بينما أنت فرص نجاحك للرئاسة

مائة بالمائة.

- و لكني قد لا أنجح كرئيس لأني لست من هواتها. لابد من دافع داخلي قوي للتميز في

هكذا أمورا. لا يكفي أنكم تثقون بي فقط. يجب أن أثق أنا أولا بأني الأنسب.

- سترى فعلا أنك الأنسب، لك هذا، أنا أعرف بدهاليز هذا المعترك المحموم عن كثيرين.

و أنا بخبرتي، وتوقعاتي المدروسة بعناية جمة، والأكثر صوابا منذ أقحمت على هذا

المعترك بتشابكاته و مجهولاته ومتاهاته أحيانا للغير محظوظين كفاية أو المغامرين

أو الهواة المبتدئين.

- أنت تقريبا ربما تكون وصفتني مع من تكلمت عنهم .

- أبدا، أبدا. ولا كنت أنا، عندما وثق بي أبي واقتحم بي السياسة. وكان على خبرة مخيفة

بمخاطرها و هواتها والذرى. ثم فوق كل شيئ، أنا لن أتركك. بل سأكون مساعدك أو مستشارك.

- كيف أصالحك على غضبي منك بدون وجه حق.

- بأن تقتنع بأنك الأنسب للرئاسة.

تبسم لها:

- هل هذه أحلام من كانت تتهيب الوزارة.

- لا أشعر أني أنسب لها.

- لكنك أنت نجم النجوم، حقا. أنا مقتنعة مائة بالمائة بنجاحك في الاثنين، السباق، وكرئيس

لم يرد على الدولة مثله إن شاء الله.

•••••••••••

عندما دخل باهر المكان الذي يتناول الحقنة التي تعد له خصيصا منذ سنوات. ولكن يتم

تطويرها، تبعا للفحوصات الدورية اللازمة لمتابعة صحته، لأنه لم يتخلى عن الرياضة أو لعب

كرة السلة. ولكن ليس كمحترف بل مجرد هواية؛ أحس إحساسا غريبا وكأن المكان رائحته

مختلفة عن ذي قبل... فعزى ذلك ربما لتغيير الدواء، وعندما أوقع الدكتور الحقنة على الأرض

وانكسرت، وسارع الدكتور، لأنه معتاد أن يعطيه الحقنة دكتورا وليس ممرضا؛ والذي كان

دكتورا يراه للمرة الأولى، سارع ليحضر واحدة أخرى والرائحة المتصاعدة من السائل

المنسكب كانت غريبة ببخار غريب... كل ذلك أدركه باهر في لحظة فأدرك أنها محاولة

اغتيال مجرمة بغاز كيميائي ربما محرم محليا قبل دوليا، فلحق بالدكتور قبل أن يغلق

عليه الباب ويموت مختنقا، ولكنه قبل أن يخرج سكب زجاجة الماء التي كانت معه على

الحقنة المنكسرة لكي يوقف تفاعل الغاز ثم خرج وأغلق الباب ولكنه لم يستطع الإمساك

بالدكتور، فطلب بسرعة بديهته المعتادة، والتي جعلته على قمة العالم أثناء احترافه كرة السلة،

أرقاما لكي يمسكوا بالدكتور المزيف قبل أن يختفي بطريقة أو بأخرى. ولكي يحتووا الكارثة

التي بالمعمل.
[/type]

[marq]
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

●●●●●

هناك أمورا لا يجدي معها فرض الإرادة بدون استشارة صاحبها والأخذ برأيه، أنا دونا

عن العالم

بأكمله لا يجدي معه هذا الأسلوب، ومنك أنت دونا عن الناس كلها، أنت لاتعرفينني.

- كنت أتوهم أني أعرفك. أنت لا تحبني هذا ما أدركته الآن. من يحب لا يترك بهذه السهولة.

- من يحب حقا لا يخفي أمورا عمن يحب. ولايهز ثقته به.

كادت تجن مما تسمع:

" هل أستأذنك لأهتم بك. وأرعى شئونك".

- أحلام لست طفلا، حتى تتصرفي بشئوني بدون اعتبار رأيي.

- وحتى الأطفال لا يفعل بهم هذا، وماتتهمني به لم أفعله، لم تحرمني حقي فيك.

- أحلام، لا تستغفليني أكثر من ذلك.

- آسفة على اهتمامي بك، سألغي ما فعلته غدا. على أية حال أنت لم تعد تريدني، ولا حتى

كخطيبة بحكم الظروف.

- لم تكوني هكذا أبدا، أنت مازلت خطيبتي. أنا آسف على ماقلته في لحظة غضب.

- وأظل أنا بانتظار غضبتك الأخرى لتنهي الخطبة مرة أخرى. وربما الزواج لسبب لايستدعى،

هناك شيئ ما خطأ.

- أحلام لو تكنين لي مشاعرا كنت تقدرين وتتفهمين رفضي لهكذا معاملة.

- هذا نفس ما أريد قوله لك. ولكني فعلا آسفة؛ كنت أريد أن أفاجأك مفاجأة حلوة.

سامحني.

- في هذه الأمور لا تنفع المفاجأة.

••••••••••

بعدما خرج من عند آخر المواهب التي اكتشفها حديثا، في مشروعه والذي تدبر أمر

عمل معمل له في حديقة أحدث مستشفى على مستوى البلد. والذي يشتهر بمعامله التي

تصنع أدوية متطورة لأدق الأمراض. لذا أي مريض، أيا كان مرضه، يتم شفاؤه. سواء بدواء

متعارف عليه أو لا. فقد يصنع خصيصا له دواءا. والمريض عليه أن يعرف ما يناسبه. وكان آخر

اكتشافاته التي يرعاها نجم في كرة اليد وفي نفس الوقت عالم في مجاله.

كان في طريقه ليأخذ الدواء الذي يتناوله بصفة دورية بعد أن ترك المستشفى، فقد أجرى

الفحوصات الدورية اللازمة. بينما فكره كان منشغلا باجتماعه أمس بنائب رئيس الوزراء

وفوجئ بأن أحلام معهم في الإجتماع...

بادرهم قريبه بعد السلامات المعتادة.

- د. أحلام ، باهر يبدو أن كلامي معك يا باهر عن أن أحلام مسؤولة عن ترشحك نجم عنه سوء

فهم. هكذا بادرهم قريبه، بعد التحيات وتقديم مشروبات الضيافة، ثم استكمل كلامه، هدفي

كان أن تذهب لأحلام من عندي مباشرة لتشاورها وكنت أظنها ستقنعك بما أنت متردد بشأنه.

هذا هدفي، لا أن تتخاصما.

وقف عقل أحلام عن الاستيعاب عند كلمة ترشحك.

- لم نتخاصم، كيف عرفت أننا تخاصمنا أو غيره.

ضحك نائب رئيس الوزراء:

- العائلة كلها غاضبة، وتتوسل لأزيل الوقيعة. وتتوعد في حالة لم تصفيا سوء الفهم الغير

مقصود. ليس الكل يصل لمداركه بيسر أساليب السياسة. و ليس هذا ما أريد أن نتكلم به

يا باهر، أريد توضيح سوء الفهم، ثم إن مرشح الرئاسة دائما يكون مستقر عائليا.

نظرت أحلام لباهر بانذهال.

- أحلام ألم تخبريني أنك جمعتي التوقيعات؟!

- نعم ولكن ليس للترشح ولكن لبقائك كوزير.

- ماذا؟!!

- نعم هذا ما حدث، لقد تعرضت أحلام لخدعة.

أمن نائب رئيس الوزراء على كلامها.

- ماذا تعني؟

تساءل الاثنان سويا.

عندما اقترحت أحلام في نهاية اجتماع وزاري، جمع توقيعات للضغط لكي يعاد النظر في قبول

استقالتك، كما توقعت تم تسريب المعلومة لعصمت، وأيضا خمنت أنه سينصب فخاخا،

لسرقة التوقيعات ليترشح بها للرئاسة.

- لم يحدث...

احتجت أحلام:

- لست مغفلة، وهل أفهم من كلامك أنكم تراقبونني.

تنحنح:

- كم أنتي ذكية كما هو متوقع من زوجة مرشح رئاسي أو ربما رئيسا.

- لم لا تترشح أنت؟ أنت مناسب للرئاسة. ستكون رئيسا ممتازا ومتميزا. لو كنت أتحت لي فرصة

الإختيار، لكنت رشحتك. أنا أثق بك مائة بالمائة كرئيس بعد ثورة متميزة كثورة دولتنا.

تساءل باهر.

تهرب نائب رئيس الوزراء من الإجابة بذكاء:

- ربما لو اضطرتني الظروف. ولكنك أنسب للثورة الفتية الشابة، وبالنسبة لكي يا أحلام،

نحن نراقب من يترصدك، ويعتبرك المنفذ الذي سينفذ منه للنيل من ثورتنا، لقد سهل لك الأمر

بأن وضع في طريقك من يساعدك ويسلمكي ورقا شبيها بالورق الذي ستجمع فيه التوقيعات

للمرشحين، وكان سيزوره قصا ولصقا ويضع عليه اسمه بطريقة مزورة بدلا من اسم باهر،

صمم الورقة بمنتهى الخبث لكي يوضع اسمه بكل سهولة.

اتجه بنظره إلى باهر ونظرته فيها ما يشبه الإعتذار. فلم أجد مناصا من إرفاق طلب ترشح مع

الورق باسمك.

- ولكن يشترط توقيعي على طلب الترشح.

احمر وجه أحلام بشدة وكادت تذوب من الخجل.

ونظرت هي ونائب رئيس الوزراء لبعضهما، وصمتا وأطرقت هي.

فهم باهر، لقد جعلتيني أوقع على ورقة المواهب التي كنت أرعاها يا أحلام، ورقة بيضاء.

- لم أكن أعرف أنها للترشح، كنت أريد أن أفاجئك... كنت سأكتب طلب لسحب الاستقالة باسمك،

ولكن الورق كله سرق.

- على فكرة لم نسرقه نحن بل سرقناه من عصمت في نفس اللحظة التي تمت سرقته له.

وقمنا بتسوية الأمور. ودسسنا عليه رجل آخر معه تواقيع مزورة، ووفرنا عليه جهد التزوير.

نظر إليه باهر بعتاب.

- صدقني هو اكتشف ذلك لحظة إعلان ترشحك؛ ولكنه أصر على التقدم بالورق المزور بدلا من

الانسحاب من الأمر برمته.

- و هو ليس مغفلا لهذه الدرجة للترشح بورق مزور. ربما هو مقتنعا أو أن هناك من وعده المساندة

في نجاحه، بالتزوير، ربما.

- صدقني لا إمكانية لذلك. ليس الآن. وحتى في الأواخر قبل الثورة كان يشوب هذا المجازفة،

ربما.

- حتى أنا، وأنا لست متعمقة سياسية بدرجة كبيرة، أدرك بأن هذا كان ممكنا في السابق. وليس

بعد ثورة رائعة كثورة دولتنا.

أكدت على كلامه.

رد باهر: " أتعجب منك حقا، يحدث لك مالم يحدث لأحد، و تقولين باطمئنان كلاما تقصدين به

تحفيزي" .

- مجرد ترشحك عنوان جميل لكتاب ثورة راق وغير عادي؛ ثورة كل ما فيها جميل.

- لم نرشحه ليكون واجهة يا أحلام بل ليكون رئيسا.

ذهل باهر قبل أحلام.

- و عصمت كيف سنتلافاه؟!!

- " المرشح" عصمت أنشأ مصانعا بعضها على مشارف قريته وبعضها، بعدها لتحويل طاقة البرق

إلى كهرباء، بنى هذه المصانع ووضعها تحت تصرف الحكومة؛ بديلا عن ضرائب عبر السنين.

واشترى بلدته بخطة محكمة. فالمصانع التي بعد القرية بمسافة قصيرة كانت لتوليد برق صناعي،

أما التي كانت على مشارف القرية فكانت لتحويل طاقة البرق الطبيعي أثناء فصل الشتاء

وأجزاء من الخريف والربيع وربما الصيف أحيانا لطاقة كهربائية. المصانع التي كانت بعد

القرية بالذات كانت يتم فيها عمل تجارب لتوليد البرق الصناعي وتحويل طاقته للكهرباء

وهذه كانت تستدعي قطع المياة عن القرية حتى لا تحدث حرائق بالقرية أثناء هذه التجارب

المعملية، مما تسبب في جفاف الأراضي الزراعية وتصحرها. فبدأ أهالي القرية يبنون على

أراضيهم، فشكاهم "المرشح" بأسماء مستعارة؛ فوقعوا في خصومة مع الدولة... وجاءت

لهم إزالات أو التصالح. فمن لم يستطع تحمل هذه النفقات اشترى منه، واشترى باقي الأراضي

البور. وكان يعلم أن المصانع التي تبرع بها ستجعل معظم الأراضي التي حولها تدخل فيما

بعد من أراض زراعية لأراضي بناء باهظة السعر... وكان يؤخر صدور هذا القرار حتى يستطيع

شراء البلدة بأكملها. وقد اشتراها بالفعل و صدر القرار وتربح ربحا مهوولا وحرم أهالي قريته

من أراضيهم وحقهم فيها.

ذهلت أحلام. هذا الماكر لا يستهان به:

" لم لا تترشح كما طلب منك باهر، حتى و إن لم ينسحب باهر؛ لتضمنا أنتما الإثنين؛ أن أحدهما

سيكون رئيسا عن حق" .

تنهد بعد الحاح الاثنان:

" أشكركما، لأن كلاكما يشعر بأني سأكون رئيسا متميزا" .

أمن باهر على كلامه:

" بل ستعلم كل الدول كيف تكون الرئاسة، لا أعرف كيف لا تثق بنفسك كرئيس!"

تنهد مرة أخرى:

- لن أصل للرئاسة، لن أنجح إذا ترشحت. فرص نجاحي في سباق الرئاسة لا تتعدى خمس

وسبعين بالمائة. إذا هي مجازفة غير مأمونة العواقب. بينما أنت فرص نجاحك للرئاسة

مائة بالمائة.

- و لكني قد لا أنجح كرئيس لأني لست من هواتها. لابد من دافع داخلي قوي للتميز في

هكذا أمورا. لا يكفي أنكم تثقون بي فقط. يجب أن أثق أنا أولا بأني الأنسب.

- سترى فعلا أنك الأنسب، لك هذا، أنا أعرف بدهاليز هذا المعترك المحموم عن كثيرين.

و أنا بخبرتي، وتوقعاتي المدروسة بعناية جمة، والأكثر صوابا منذ أقحمت على هذا

المعترك بتشابكاته و مجهولاته ومتاهاته أحيانا للغير محظوظين كفاية أو المغامرين

أو الهواة المبتدئين.

- أنت تقريبا ربما تكون وصفتني مع من تكلمت عنهم .

- أبدا، أبدا. ولا كنت أنا، عندما وثق بي أبي واقتحم بي السياسة. وكان على خبرة مخيفة

بمخاطرها و هواتها والذرى. ثم فوق كل شيئ، أنا لن أتركك. بل سأكون مساعدك أو مستشارك.

- كيف أصالحك على غضبي منك بدون وجه حق.

- بأن تقتنع بأنك الأنسب للرئاسة.

تبسم لها:

- هل هذه أحلام من كانت تتهيب الوزارة.

- لا أشعر أني أنسب لها.

- لكنك أنت نجم النجوم، حقا. أنا مقتنعة مائة بالمائة بنجاحك في الاثنين، السباق، وكرئيس

لم يرد على الدولة مثله إن شاء الله.

•••••••••••

عندما دخل باهر المكان الذي يتناول الحقنة التي تعد له خصيصا منذ سنوات. ولكن يتم

تطويرها، تبعا للفحوصات الدورية اللازمة لمتابعة صحته، لأنه لم يتخلى عن الرياضة أو لعب

كرة السلة. ولكن ليس كمحترف بل مجرد هواية؛ أحس إحساسا غريبا وكأن المكان رائحته

مختلفة عن ذي قبل... فعزى ذلك ربما لتغيير الدواء، وعندما أوقع الدكتور الحقنة على الأرض

وانكسرت، وسارع الدكتور، لأنه معتاد أن يعطيه الحقنة دكتورا وليس ممرضا؛ والذي كان

دكتورا يراه للمرة الأولى، سارع ليحضر واحدة أخرى والرائحة المتصاعدة من السائل

المنسكب كانت غريبة ببخار غريب... كل ذلك أدركه باهر في لحظة فأدرك أنها محاولة

اغتيال مجرمة بغاز كيميائي ربما محرم محليا قبل دوليا، فلحق بالدكتور قبل أن يغلق

عليه الباب ويموت مختنقا، ولكنه قبل أن يخرج سكب زجاجة الماء التي كانت معه على

الحقنة المنكسرة لكي يوقف تفاعل الغاز ثم خرج وأغلق الباب ولكنه لم يستطع الإمساك

بالدكتور، فطلب بسرعة بديهته المعتادة، والتي جعلته على قمة العالم أثناء احترافه كرة السلة،

أرقاما لكي يمسكوا بالدكتور المزيف قبل أن يختفي بطريقة أو بأخرى. ولكي يحتووا الكارثة

التي بالمعمل.
[/marq]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 28-08-21 الساعة 04:27 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 10:04 PM   #12

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سيدتي الاديبة الراقية والرائعه



لطالما يسعدني ويشرفني قراءة اي شيئ خاص بك
واتمنى الجديد والمزيد من فكرك وقلمك


اتمنى فقط عند نزول اي شيئ جديد لك

ارسال ولو اشاره لي

وذلك لضخامة المنتدى ما شاء الله





اعزك الله وبارك عمرك يارب



تحياتي وودي واحترامي







قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 10:22 PM   #13

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السابع من رواية حلم العمر

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السابع
☆☆☆☆☆☆☆
تساءلت أحلام ضاحكة:
- هل أستطيع أن أفتح عيناي الآن؟
أجابها باهر بصوت واعد بمفاجأة: لا.
كادت أن تتعثر فحاولت اختلاس النظر، فأمسك يدها مبتسما:
- ليس الآن وأخرج من جيبه كرافتته التي أحيانا كالآن لا يطيق ارتداءها، وربطها فوق عينيها، فأخذت تضحك بصوت خافت، متحسسة ما الذي غطى به عينيها فازدادت ضحكتها، محاولة النظر من تحت الكرافت، وهو يحاول منعها ضاحكا من حركاتها المحببة لقلبه.
- أوووه، قالت كرافت هل هو احتفال.
- نعم.
أجابها.
- بماذا؟
قالت نصف مبتسمة ونصف متوسلة، بطريقة سحرته.
- بأن سوء الفهم ولى. وأننا رجعنا لبعضنا البعض. لقد تسرعت للأسف وكذبت ما أحسه بأنك لست موضع شك. لن أفعل ذلك مرة أخرى أبدا.
- ماذا ! هذا فقط.
ضحك:
- هناك شيئ آخر مهم.
- قل سريعا وإلا... قالت ضاحكة وهي ترفع الكرافت من على عينيها، تقدم منها لمنعها فاستحت وابتعدت. فتراجع حجابها وعندما حاولت ارجاعه تشابكت دبابيس الحجاب مع الكرافت فانخلع الحجاب.
- أنت هي!
- هي من؟!
- أنت من رأيتها عندنا في بيتنا السابق منذ عدة سنوات تقريبا عام ٢٠٠٤ ووصف لها البيت ووصف لها
التوب الذي كانت ترتديه.
- احمر وجهها بشدة:
- نعم جدتي كانت في المستشفى الذي كانت تذهب إليه إحدى السيدات التي كانت صديقة جديدة ل عمتي في مستشفى. وأعطته اسم المستشفى الذي كان يذهب فيه ليجري العلاج الطبيعي. وكانت
والدته تأتي من هناك بنتائج التحاليل وصور الأشعة ل كتفه وذراعه المصاب.
وقد ألحت علينا لنذهب معها لبيتها لأن جدتي كانت خرجت من العمليات ولكن منعوا عنها الزيارة لعدة ساعات. فأصرت أن نتغدى عندها، وبعد الغداء قالت لي عمتي أن أذهب وراءها لأساعدها_ تذكرت
كان لها اسما أجنبيا_ و قمت وأنا خجولة في أن أتحرك في منزل غريب عني في نفس لحظة قدومها
بالصينية عليها الماء و الشاي والجاتوه فانقلبت الصينية بما فيها فوق حجابي وملابسي فأصرت أن تنظفهم لي. وجاء لعمتي تليفون من المستشفى فذهبت لجدتي وتركتني حتى تجف ملابسي.
وكان أبي مصطحبا أمي معه في مهمة تبع عمله خارج البلاد لأنه كان الأنسب للترشح لمنصب وزير
وكانت هذه المهمة تمهيدا لذلك ولكن للأسف اضطر بأن يقطع مهمته ويضحي بمنصبه المرتقب
عندما دخلت جدتي في مراحلها الأخيرة عندما لم تنجح العملية... بينما بقيت أنا مع عمتي ولم أسافر معهم من أجل دروس الثانوية العامة.
- نعم لقد رأيتك فهربتي مني.
- نعم، ذهبت لوالدتك ودلتني على ملابسي فأرتديتها على عجل وخرجت خجلا من أنك رأيتني بدون
حجابي.
- إذا فأنتي حبيبتي القديمة. حبي الأول.
قالها وفرحته غامرة.
- أكنت تحب واحدة أخرى.
- أحبك أنتي.
وحكى لها ظروف اليوم. تعاطفت معه بشدة. ثم انتهبت:
- تخطبني وتريد أن تتزوجني وأنت تحب أخري...
ضحك:
- أحبك عليك. أحببتك مرتين بل في الواقع ثلاث مرات. أليس أفضل من أن أنشغل بغيرك.
ضحكت مضطرة:
- ما المفاجأة الأخري؟
حسنا لقد حجزت هذا المطعم لنحتفل بأني طلبت من عائلتك كتب الكتاب قبل الإقبال على معركة الرئاسة. والزفاف إن شاء الله بعد إعلان النتيجة وقد وافق والدك. استأذنت أن نحتفل أنا وأنتي. لأخفف من وقع ما حدث معي عليك. نظر إليها متعجبا كيف لم يعرفها.
- أتعرفين حاولت إيجادك ولكني لم أعثر عليك.
ضحكت:
- لأن إسمي ليس أحلام.
ضحك:
- ماذا! ماذا تدعين؟
ضحكت بفكاهة:
- عدني بألا تضحك.
ضحك أكثر:
صعب وأنت تضحكين هكذا.
تنهدت ونظرت إليه نظرة مداعبة ومستطلعة :
- إسمي أحلام شروق سيد.
نظر إليها صامتا ولم يعلق ولا ضحك.
- جدتي الكبرى من ناحية أبي كان اسمها أحلام، وكانت خارقة الجمال بدرجة غير معقولة.
هكذا كان يحكي والد أبي له، وكأنها كانت أسطورية الحسن بدرجة خرافية للغاية. وعندما ولدت
وأنا هكذا، هكذا أخبروني، ذكرتهم بجدتهم أحلام الكبرى. بينما أصرت عائلة أمي بتسميتي
شموس تيمنا باسم جدتهم الكبرى. فلم يجد أبي مناصا إلا بوجود حل وسط وهو تسميتي
أحلام شموس وأخبر عائلة أمي بذلك. اعترضت والدتي وقالت شروق. وأصرت على ذلك. فظنت
عائلة والدتي أن الموظف الذي كان يكتب إسمي أخطأ وكتبه شروق بدلا من شموس. وكان أبي وأمي يتضاحكون على ذلك. فسألتهم
أمي إذا كانوا يريدون تغييره. فرفضوا وكانوا يسموني شموس، وعائلة أبي أحلام.
ضحكت:
- وفي الأوراق الرسمية، أدعى/ أحلام شروق. فأنى لك أن تجدني؟!
عند هذا الحد اضطر أن يضحك وبخاصة أنها كانت ظريفة وتحكي بأسلوب جميل.
بالنسبة لي أنتي حلا. حلاي ومن جعلت عالمي من مقتبل الشباب حتى آخر العمر حلما تفوق حلاوته التصور. يا أحلى الحلا وأجمل أحلام.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
كانت نهى تنعم بما لم تنعم به منذ عدة شهور، بنوم هادئ، ربما لأنها تحلم بأروع الأحلام.
- أنت بطل نادر لا مثيل له.
نظر باسل بتوق متلهف إلي وجهها الضاحك الذي أفتقده منذ عدة شهور.
- هل عدت فارس عالمك من جديد.
- لم ولن تتغير مكانتك عندي قط.
لم يصدق ما تسمعه أذناه أبعد كل ما عانته منه، بعد كل ما حدث. أحس أن قلبه يثب وأن دنياه سطع ضياؤها بعد شهور حالكة من الظلمة.
- كيف أبارك لك حصولك على جائزتك!
- عودتك لي بجوائز العمر والعالم، أنت أهم عندي من ملايين من جوائز مثل نوبل، أنت أفضل ما مر في حياتي.
تعالت الأصوات من حوله، حاول بجهد جهيد ألا يفتح عينه حتى لا تتسرب من دنياه...
كان معمل البحوث كخلية نحل منذ عدة ساعات، لا، منذ عدة أيام؛ بل منذ عدة شهور من العمل الكثيف الملئ بالتوقعات العظمى. كان يسابق الزمن لينجز اللقاح الواقي المكافح للوغد الكاسح الذي يحصد الأرواح بلا هوادة منذ عدة شهور. في حقيقة الأمر لقد حاول جاهدا بكل ما أوتي من قوة، وبكل العلوم التي تحصل عليها من علومه وهو من هو في حقل البحث والإنجاز العلمي، ومن علوم سابقيه ونظرائه ومعارفه في كل المجالات التي تمت لمجاله بصلة؛ إلا أنه من شدة لهفته لإيجاد علاج ومن شدة قلقه وتسابقه مع الزمن ليوقف هذا الوحش المارق، لم يتوصل لناتج نهائي مؤكد محقق النتيجة كما يأمل. فأخذ تفكيره العلمي منحى آخر، أراحه نفسيا، واستطاع انجاز هذا الإنجاز الهائل والغير مسبوق الذي أنجزه منذ قليل قبل أن تتثاقل عيناه ويغفو... لقاح لا يكافح كورونا فقط ولكن كل الأوبئة الفتاكة حتى الغير متعارف عليها أو ليس لها وجود حتى الآن، ولكن بدراسة تطور الأوبئة في فترة ما ينيف عن مئة عام. تم التوصل برئاسته لفريق عمل من أكثر العقول العلمية المتطورة جدا في المجال الطبي ومجال الصيدلة_ الذي من صميم تخصصه اكتشاف أو اختراع أدوية جديدة أو تطويرها_ والذي هو مجاله الذي تميز فيه منذ سنين، والذي هجره لسنين ولم يكن ليعود إليه لولاها...
استيقظت وهي تشعر بسعادة لذيذة ساحرة، وكأن قطع حياتها المبعثرة في لغز مفكك و لم تكن تدري كيف ترسمها مرة أخري، التأمت وتجملت بما يفوق أحلامها، أكانت تحلم أم كانت معه. وفجأة شعرت بشعور بشع من الوحشة.
صدم بشدة أكان نائما؟؟! أكان معها فعلا حقيقة يراها ويحادثها بعد طول غياب واستوحش صمت بعدها على الرغم من تعالي الأصوات المهنئة من زملائه وفريق عمله ، لقد هنئته حبيبة الروح قبلهم، يا إلهي لقد كان وجودها حوله واقعا جميلا، كان بالكاد يستمع لما يقوله الزملاء، كان مازال معها بوجدانه وروحه.
قالت الدكتورة سها إحدى زميلتين في فريقه البحثي، " ألم يكن الياباني يوكو هاما مرشحا" .
-نعم وكان سيحوذها إلا أنه بمجرد ترشحه أعلن أنه لم يقدم للعالم هذا العام في ظل جانحة كورونا ما يرضي ضميره لقد حاول أن يصنع جهازا إلكترونيا طبيا قد يساهم في التخفيف من حدة شراسة فتك الفيروس وربما قد يحد من سرعة انتشاره إلا أن بحوثه مازالت قيد التجريب والبحث. ولم يتأكد الجزء الثاني من بحوثه للآن.
"ولم يكن لقاح باسل قد أعلن عنه بعد."، قال زميله ناير.
- وكانت ستعود الجائزة ليوكو بعد وفاة التشيكي الحائز عليها، إثر سقوط الطائرة التي كان يقلها وهو ذاهب لتسلم الجائزة، رغم أن بحثه أقل أهمية من بحث الياباني يوكو وبالتأكيد من الكشف الهائل العظيم لباسل...
■■■•■••••••■■■■■■
كان زملاء نهى حولها يهنئونها بحصولها على الدكتوراة... لم تكن تشعر بالوحدة كما شعرت في هذه اللحظات، ولكنها كانت لحظات انجاز_تأخر _ ولكنه عقيم، ما فائدة حصولها على الدكتوراة الآن وبدء حياتها العملية في العودة إلى مسارها الصحيح؛ بينما باقي "حياتها" منقلبة رأسا على عقب. شعرت بمرارة شديدة، واستغرقت في أفكار بعيدة وجراح أليمة لم تلتئم بعد، ولا تعتقد أنها قد تبرأ في يوم ما.
صمتت الأصوات حولها فجأة وهذا ما أعادها لواقعها، فأخذت تتلفت حولها بينما أخذت همساتهم تتصاعد وبينما اتجه الجميع إلى مدخل المكتبة، حمدت ربها أنها لم تعد محط أنظارهم، وأنهم لم يلاحظوا حزنها الشديد في يوم من المفترض أنه يومها الكبير كما يتوهمون أو يظنون، تنهدت بعمق، أياليتهم يدرون أو يدركون، وأخذت تلملم أدواتها للانصراف، وبينما تضع النظارة في الحقيبة، تجمدت يدها وبرد الجو حولها فجأة، وهي تسمعهم يقولون، ياله من شرف وأحدهم يقول ياله من انجاز منقطع النظير ، وتوالت كلمات من هذا القبيل تؤكد لها ما شكت به فسقطت الحقيبة من يدها وتبعثرت محتوياتها، أعطت ظهرها للجمع الذي لم يشعر بها، لمكانة الزائر وأهميته البالغة، وأخذت تلملم مبعثرات حقيبتها، غارقة في بحار أفكارها مرة أخرى...
كان أطول من الحاضرين، ولقد سطعت شمس أيامه من جديد وشعر بهدوء لذيذ لمرآها بعد طول غياب، لمحها منذ البداية بدون أن تبحث عنها عيناه، روحه هي التي كانت تبحث عنها منذ شهور منذ سمح لها على الرغم منه بالرحيل.
لقد حاولت منذ عدة أيام أن تتصل به لتسمع صوته، ليس كأنها لم تكن تسمعه باستمرار منذ عدة أيام ولكنها كانت تريد أن تسمعه يحدثها هي فقط، كانت تبتغي أن تكون هي أول المهنئين والمباركين استعادته لمسار حياته العلمي كما يجب مرة أخرى بعد طول غياب، لطالما تمنت ذلك، لطالما صلت ودعت له ليعود كما كان أو كما يجب أن يكون، كانت تكافح سرا، حتى لا تضايقه لكي يتبوأ مكانته التي يستحقها عن جدارة خاصة به هو فقط، حبيبها وزوجها، أو هكذا كان...
لم تره عندما حضر كانت ساهمة، وعندما شعرت بوجوده أعطتهم ظهرها وكأنه لن يلاحظها، وأنى لها ذلك أو له أيضا.
جبانة، لا. أخذت تردد في صمت، تتقاذفها المشاعر، فرحة ولهفة وتردد وألم ، كل هذا بعد أن لملمت بحوثها وحقيبتها وجلست مولية ظهرها لهم لأن قدماها ضعفت ولم تقوى على مواجهته، كانت تريد أن تحادثه فإذا به هنا عندها في يومها الموعود الذي تلون في لحظة بلون البهحة لمفاجأة مرآه الحلوة مرة أخرى، فإذا بها تتجنبه، يالها من شجاعة... وقبل أن تستقر على ماستفعله، وجدته أمامها، تشربت عيناها هيئته الرائعة الجميلة واحتوتها عيونه بحنان اعتادته لسنين رغيدة وافتقدته لشهور بغيضة...
■■■■■■■■■
[/font]


[



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 28-08-21 الساعة 11:18 PM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 10:25 PM   #14

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله تنزيل الفصل السابع من رواية حلم العمر كله منذ قليل.
https://www.rewity.com/forum/t483665...l#post15643213


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 10:35 PM   #15

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قــــلــــم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سيدتي الاديبة الراقية والرائعه



لطالما يسعدني ويشرفني قراءة اي شيئ خاص بك
واتمنى الجديد والمزيد من فكرك وقلمك


اتمنى فقط عند نزول اي شيئ جديد لك

ارسال ولو اشاره لي

وذلك لضخامة المنتدى ما شاء الله






اعزك الله وبارك عمرك يارب



تحياتي وودي واحترامي






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله تنزيل الفصل السابع من رواية حلم العمر كله منذ قليل.
https://www.rewity.com/forum/t483665...l#post15643213

وشكرا على كلمات حضرتك الرائعة.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 10:44 PM   #16

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

مهلا
مهلا


ايتها الاديبة القديرة والكبيرة / والمستفزه !










مستفزه بفكرك الانيق

مستفزه بقلمك المتنوع والمبتكر

مستفزه باسلوبك الشيق السلس




لك ادوات تشهد على انفرادك بمساحات خاصه بك وحدك
لك صدق مشع له بريق الانقياء




صراحه سعدت جدا بالعوده
وسعدت جدا بالقراءة لك من جديد








واكرر دوما


هل من مزيد ومزيد من هذا البوح الادبي الفريد ؟





كوني بخير ياطيبة الروح ويارقيقة الفكر










تحياتي وودي واحترامي










كان هنا





قلم


قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 10:46 PM   #17

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

شاكرا الكرم


ارجوا مراسلتي وقت نزول اي جديد لك
ليس المراسله بالموضوع بل في صفحتي


كون شاكر للاهتمام لانني من انصار الفكر الصادق


اكرر مجددا



ودي وتقديري واحترامي ودعواتي لك


قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 11:36 PM   #18

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قــــلــــم مشاهدة المشاركة
مهلا
مهلا


ايتها الاديبة القديرة والكبيرة / والمستفزه !










مستفزه بفكرك الانيق

مستفزه بقلمك المتنوع والمبتكر

مستفزه باسلوبك الشيق السلس




لك ادوات تشهد على انفرادك بمساحات خاصه بك وحدك
لك صدق مشع له بريق الانقياء




صراحه سعدت جدا بالعوده
وسعدت جدا بالقراءة لك من جديد








واكرر دوما


هل من مزيد ومزيد من هذا البوح الادبي الفريد ؟





كوني بخير ياطيبة الروح ويارقيقة الفكر










تحياتي وودي واحترامي










كان هنا





قلم
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني حضورك وشكرا لكلماتك المشجعة وتقديرك.
لسيادتك جم تقديري واحترامي و شكري على تميز المشاركات.


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 11:45 PM   #19

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قــــلــــم مشاهدة المشاركة
شاكرا الكرم


ارجوا مراسلتي وقت نزول اي جديد لك
ليس المراسله بالموضوع بل في صفحتي


كون شاكر للاهتمام لانني من انصار الفكر الصادق


اكرر مجددا




ودي وتقديري واحترامي ودعواتي لك
إن شاء الله سأبعث بتنويه للجميع بالفصول الجديدة.
ولك شكري للفت نظري لذلك. في السابق كان شريط الاهداءات في أعلى الصفحة
يعلم الجميع بنزول الفصول. ولكنه معطل وهو ضمن مميزات العضوية الذهبية


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 30-08-21, 01:20 AM   #20

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,128
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثامن من رواية حكاية العمر كله

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثامن
◇◇◇◇◇◇◇◇
كانت المشاعر تتتابع على محيا أحلام الجميل الشارد وهي جالسة في التراس مع والدتها.
وعندما تركت مشروبها يبرد، اضطرت والدتها أن تسألها مباشرة عن الأمر. فحكت لها أحلام
عن لقاءها هي و باهر.
كان غداءا حالما. ولكنه لم يدم. فقد اتصل عليه ابن خالته، نائب رئيس الوزراء فوجد موبايله
مغلقا، فاضطر أن يأتي عندهم، في المطعم الذي كان محجوزا لهما فقط طول اليوم. وانقلب الغداء الرومانسي الحالم لجلسة رئاسية.
اعتذر قريبه مروان بأن هناك ضرورة استدعت ذلك. حيث أن عصمت اتهمهما هما الاثنين بتدبير
محاولة اغتيال له، وعمل لهما محضر بذلك.
- ماذا!!؟
نطق بها باهر و أحلام بتعجب في آن واحد.
- لقد ادعى بأني دفعت لقاتل مأجورا نقودا ليغتاله وأن الرصاصة سطحية- ضحك مروان-
أصابته في يده اليمنى ولم تفعل بها شيئا، بل خدش ويربط يده ومعه تقرير بأنه كان بها
رصاصة_ وازداد ضحكه_ مع تعجب الاثنان من مزاحه، واعتدال مزاجه.
أكمل هو:
- بينما يدعي بأن القاتل المأجور بعد أن أمسك به رجال أمنه وأودعوه الشرطة؛ اعترف علي.
- ثم؟
- تراءى لي أنك يجب أن تكون على إطلاع على الأمر... ولكن لا تخشى شيئا. من ناحية

البحث عن الطبيب المزيف على قدم و ساق. ومن ناحية أخرى لن يصدق أحد هراءه. واضح

كل الوضوح أنه يحاول طمس محاولة اغتيالك، والتي مازال التحقيق فيها متأججا و ربما

من فعلها يريد تحويل الأنظار، أو تثبيتها عليك ليزيحك أو ربما ليخرج أحدا من السباق بك.

مرة أخرى، لم أحكي لك لتقلق؛ بل لتسمع مني وليس منهم. وأن الأمور ليس بها مايخيف.

- أمتأكد أنت؟

- بل أكثر. ما آخر مستجدات مشروعكم المشترك رعاية المواهب. حكى له باهر عن الطبيب الرياضي.

ثم فاجأتهم أحلام. بأن حكت لهم عن رسالة الدكتوراة لإحدى صديقات إحدى صديقاتها، الدكتورة

نهى، والتي تميزت بفكرة مبتكرة تعالج وتقي من فيروس كورونا و التي مازالت تحتاج لتجريب

في ظروف احتياطاتها كبرى لأنها ستكون مع فيروس مجنون الاجرام، يضرب بلا منطق. كأنه في
حرب إبادة مع الكائنات.
- ما هي؟؟؟

- تخيل فكرة بسيطة وجريئة للغاية وتحتاج فقط لاثبات. نظريا هي مؤكدة ولكن عمليا محتاجة

لمجهود مهوول.
- شوقتني، أفصحي عن الأمر الذي قد يكون الضربة القاضية بعد التأكد منه للتثبت في الرئاسة
- في وليس ل
- بكل تأكيد.
ونظر الاثنان لأحلام.
لقد قامت بتغيير التركيب الجيني للفيروس. بحيث أنه لو أصاب أي من الكائنات لا يكون قاتلا
بل مجرد فيروس عادي، ربما لا يحتاج لعلاج.
- كيف؟!!
- قامت بإصابة الفيروس بالفيروس أو جعله معديا لنفسه... وطبعا، هذا قمة في الخطورة لأنها تتعامل مع فيروس من الممكن أن يفتك في لحظة بطاقم العمل كله ويقلب التجريب لمأساة.
والتفاعلات والطريقة التي كان يقاوم الفيروس نفسه بها، قامت بعمل تركيبات أدوية. منها... فمنها ما هو على هيئة لقاح أو نوع آخر.
أي أن اللقاح، أساسا أو نوعا ما، قبل المرض، وإذا أصاب الفيروس الجسم يكون عنده مناعة.
بينما العقاقير الأخرى في حالة المرض الفعلي تعطي المريض اللقاح وفي نفس الوقت تعطي المريض xxxxات تغير جينات الفيروس من قاتلة لمسالمة؛ بانتظام.
كانت تقوم بالعمل كله في معمل على لاب توب متطور للغاية. وكان يعطي نتائجا مبهرة ومذهلة أيما الإذهال. والآن هو يحتاج للتجريب على مختلف أنواع الأنسجة الحية.

■■■■■■■■
بالكاد أكلت شيئا طيلة اليوم، كعادتها منذ ما حصل... ولكن ليس هذا فعلا سبب مجافاة عينيها النوم، وكأن هذا ليس بديدن حياتها منذ عدة شهور، منذ اضطرت للرحيل غدرا؛ وأكثر من ظلم، بليل لم تعد تقوى على تحمل ظلمته المهلكة.
- "أريدك أن تأتي معي في رحلتي للسويد لتسلم جائزة نوبل. "، هكذا فاجأها بكل هدوء وأريحية كعادته معها... فاستعادت حياتها مسارها مرة أخرى بكلمة قالها في سكون سكنت له جراحها لثانية. فإذا بعيناها تغرورق بالدموع مرة أخرى كما اغرورقت لحظتها، اجتاحتها آلام الذكريات الحزينة بحدة كادت تودي بها.
تجمدت للحظات تتقاذفها مشاعر متناقضة حادة، ورمقته من طرف خفي لثانية، ثم انتزعت عيناها عنه؛ وأبيضت بشرتها بشدة، وأحست كأن صقيع الدنيا يجمدها للحظات، " لا أستطيع." أجابته هامسة.
بالكاد صدق ما سمعته أذناه بالكاد، "لماذا؟" سألها هامسا، أيضا. لم يكن في يوم من الأيام يجيد التعبير عن مشاعره. وهي تعرف عنه ذلك جيدا، وكانت هذه من أكثر لحظات حياتهما تفكها. حيث كانت بكل دلال وخفة ظل، و روح حلوة جميلة تكمل له الكلام، أو تضحك، وترد على كلام لم يقله؛ ولكنه كان بالفعل يدور في خاطره. كانت تفهمه بدون أن تدعه يتكلم كثيرا. وكانت تقول أنها تعشق صمته المركز وكلامه القليل، لأنه عندما يتكلم يسمع. فماذا حدث الآن! هل قطع البعد البغيض الأواصر بينهما، لماذا لم تفهمه. لماذا لم تشعر بما يكنه من مشاعر، وأحاسيس افتقدتها.
توسعت عيناها وازدادت دموعها هطولا فحاولت بكل ما أوتيت من قوة كبح جماحها إلا أنها لم تستطع، غطت عينيها الجميلتين بيديها، وبعد ذلك تعالى صوت نشيجها وهي تبكي، فربعت يداها تحتضن قلبها الذي يبدو كأنه يتحطم.
وكانت مشاعره هو تتألم بشدة، فبقدر شعوره منذ تزوجها بحظه الكبير وبمحاباة دنياه بها، بقدر مايشعر الآن بتجهم عالمه تجهما تردد صداه عبوسا على محياه الوسيم الذي تقل وسامته بعبوسه الذي غلف ملامحه رغما عنه لرفضها أن تسامحه والمجئ معه، بعيدا عن كل من أساءوا لها وله. ليلتئم شملهم كما يجب أن يكون، وكما يستحقان.
-لماذا؟
نظر إليها، كان وجهها جميلا جدا. وتبدو عليها نظرات عدم فهم وألم شديد، وأيضا مناشدة بشئ ما، أو هكذا يتمنى، فعلى قدر ما كانت بارعة جدا في فهمه بسرعة، على قدر ما كانت بالنسبة له دائما كائنا من كوكب آخر، كوكب البراءة، كانت دائما تكسر القواعد الإنسانية المتعارف عليها، مقتربة من مراحل الملائكية. محلقة بخلقها العالي ومبادئها بعيدا؛ وهذه كانت مأساة حيث كانت تتوقع بدون أن تفصح عما بداخلها أن يدافع عنها _أو هكذا ظن_دائما و يكون رادعا لمن تتآكلهم الغيرة منهما، وهو لم يكن يمتلك هذه الرفاهية لانشغاله بعمله البالغ الأهمية. اقترب منها محاولا كبح جماح ألمها، فتراجعت بشدة أوجعته بشدة، ألهذه الدرجة لاتحتمل تقربه منها، ولكن أسرت له نفسه بشئ غامض يباعد بينهما وبأنه كان يحب أن ينتبه له من قبل، حتى لا يصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن.
◇◇◇◇◇◇◇◇◇♡♡
بينما كانت أحلام تفضفض لوالدتها عما ينتابها و يشغلها. كان مروان يطمئن باهر باطلاعه
على آخر ما توصلوا إليه في فبركة عصمت وادعاءاته...
قال مروان لباهر عن رجل الأمن السابق:
- أرسلت له محامي من أكتر المحامين مهارة يخبره بتاريخه قبل أن يولد هو و عصمت،
بكل بلاويهم كاملة، وبأنه يعرف أنه كان يعمل في شركة أمنه وأنه أقاله منذ عدة شهور لأجل
هذه المهمة. وأجزلت له العطاء عن طريق المحامي بطريقه خرافية ليعترف بذلك... و جود هو من عنده بأن عصمت هدده_ ليخرج منها بدون حكم_ وأصر المحامي بأن ينهي إجراءات
خروجه من محبسه بسرعة خوفا على حياته من عصمت. وطار بالنقود إلى خارج البلاد.
وبعد التحقيق مع عصمت قال أنها خطة دبرها الرجل لينتقم منه لأنه فصل من العمل عنده. وبأنه مظلوم.
- إذن فقد انتهى الأمر.

- أبدا. ربما ابتدأ.

- في هذه عصمت نصف كاذب. وبعد؟

- تم تتبع رجل الأمن في الخارج. ومن هو على اتصال بهم هناك من أنصار الثورة، أو هكذا يدعون،

أقوى من عصمت، وربما سر 'قوتهم'؛ أنهم لم يجربوا في السابق، أو أن لهم أجندات خفية.

بمعنى أنهم ربما، لم أتأكد بعد_ بدلا من اكتساب عداوات بلا جدوى_ أرادوا ضرب عدوان بحجر

واحد. أما لو كان عصمت، ولست أنت وأنا، من هو عدوهم، فهم حليف لا بأس به إذا كان هذا

ما يريدون. فنحن على ما يرام، بل أكثر بكثير.

اتصل باهر يطمئن أحلام. ولكنه لم يحكي لها إلا بأن الرجل اعترف بالحقيقة، باقي التفاصيل

لم يرد أن يشغلها بها، أرادها أن تركز على اكتشاف المواهب كما أكد عليهما مروان.

■■■■■■■■■

يأست من النوم، ولم تستطع الهروب من الأحاسيس التي كنت توصد دونها تفكيرها، فأخذت بمشاعرها وأفكارها منحى آخر، لم تكن تعلم أن حياته العملية عادت إلى سابق تألقها، الحق يقال. لطالما كان بطلا منذ أن وقعت عيناها عليه في واحدة من أحرج لحظات حياتها، أو هكذا كانت حينها، كان والدها قد ابتلي فجأة بسرطان في مرحلة متأخرة، وكان والدها مستسلما لقضاؤه وقدره متقبلا له بخنوع أفزعها، على الرغم من إيمانها على نفس درب الإيمان الذي كان يتحلى به والدها؛ إلا أنها شعرت بأن الأمان والاستقرار يذويان من حياتهما، وفي إحدى رحلات الفحوصات التي كانت تظللها مشاعر مختلطة من عدم التصديق والضياع، وكانت هي مازالت طالبة في كلية الصيدلة، تشعر بقلة الحيلة والعجز بعد أن استنجدت بأساتذتها فلم يجدي ذلك نفعا، فقابلته هو ووالده الذي كان صديقا لوالدها منذ أيام الدراسة، تقابلا أمام المستشفى. ومنذ تلك اللحظة دخل حياتهم كالفارس الهمام المنقذ، كان يتحلى بأمل لا حدود له، وجههم التوجيه الصائب وكان معهم في كل خطوة من رحلة العلاج، وبعد أن تخطى والدها مرحلة العملية التي كانت ميؤوسا منها، ابتلووا بقسوة بعدم استجابة جسد والدها للدواء بعد العملية، ربما لأن والدها لم يتناول في حياته قط أي نوع من أنواع العقاقير لأنه نادرا ما مرض، فأصيب بحساسية تجاه العقاقير التي تلي العملية. وهنا أنقذهم بمعجزة حيث اخترع تركيبات أدوية مخصصة فقط لوالدها ولكل من يعاني من هذه الحساسية، جعلت والدها ينعم بسنين من الصحة والعافية والراحة وكأنه لم يمر بمرض قط. غلفتها سكينة افتقدتها منذ عدة شهور منذ أن خرج من حياتها، بينما اعتزلت العالم وهربت من كآبته وقسوته وظلمه البالغ إلى محراب المكتبة معتزلة عملها السابق وبينما كانت جائحة كورونا تستفحل، كان هو يعالج الأمر وكانت هي تستيقظ من سبات آلامها وجراحها على احتياج العالم لها، لم تكن تدري أن الرابط القوي الذي ربطهم دائما، كان يربطهم من جديد؛ رغم البعد.
نظرت من نافذتها على منظر المدينة النائمة بسلام، واخترق صوت هاتفها الخلوي السكون السائد. هو، بعد شهور من التجاهل الصادم منه. وردها بانزواء قاضم لكل ماتمثله له.
فتحت الخط بأصابع واجفه وغصت بشجن سد حلقها...
"لماذا هربتي" همس صوته
- لماذا الآن!
-لقد هاتفتك مرارا وتكرارا.
- لقد غيرت رقمي لتفادي احراج الإلحاح الجارح بالتحدث عن الطلاق والتدخلات الغير ملائمة، لا وقتا ولا لياقة .
انقلب عالمه رأسا على عقب عند كلمة طلاق، " هل تريديني أن أطلقك؟ لقد وسطت وسطاء ليتدخلوا لتعودي إلي، وكلهم عادوا خالين الوفاض، فنصحني البعض بأن أتركك تهدأين، ولولا العواصف التي اجتاحت عائلتي، ماافترقنا ولا لحظة واحدة. ولكني كنت افتقدك مع كل نفس، ولم أكن أطيق بعادك أبدا، لقد انسحبت معاني الحياة كلها بتواريك عني، لقد أدرت ظهرك لحياتنا وحبنا وكل ما جمعنا، لم أظنك أبدا منسحبة هكذا من كل ما أعنيه لك ويعنيه زواجنا. لقد حدثت أمور جلل في الشركة وشكوك وأمور كانت تجري في الخفاء انحسر عنها غموضها وتكشفت بشاعتها. هذا ما منعني عنك و.." تردد صوته فقاطعته
بصوت ضعيف بالكاد وصل أذنيه، " لما ابتعدت إذا؟"
- ماذا كنت أقول، ألم انتبهي وتنصتي لما قلته!
ردت بصوت باك متألم،" لقد طلقتني،"
- لم يحدث. رده بسرعة؛ بدا كأنه يقول الحقيقة. إلا أنها هي من تجرعت ماحدث كله؛ منادمة ليال وحدة وألم معنوي وشجن.




[type=492972]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثامن
◇◇◇◇◇◇◇◇
كانت المشاعر تتتابع على محيا أحلام الجميل الشارد وهي جالسة في التراس مع والدتها.
وعندما تركت مشروبها يبرد، اضطرت والدتها أن تسألها مباشرة عن الأمر. فحكت لها أحلام
عن لقاءها هي و باهر.
كان غداءا حالما. ولكنه لم يدم. فقد اتصل عليه ابن خالته، نائب رئيس الوزراء فوجد موبايله
مغلقا، فاضطر أن يأتي عندهم، في المطعم الذي كان محجوزا لهما فقط طول اليوم. وانقلب الغداء الرومانسي الحالم لجلسة رئاسية.
اعتذر قريبه مروان بأن هناك ضرورة استدعت ذلك. حيث أن عصمت اتهمهما هما الاثنين بتدبير
محاولة اغتيال له، وعمل لهما محضر بذلك.
- ماذا!!؟
نطق بها باهر و أحلام بتعجب في آن واحد.
- لقد ادعى بأني دفعت لقاتل مأجورا نقودا ليغتاله وأن الرصاصة سطحية- ضحك مروان-
أصابته في يده اليمنى ولم تفعل بها شيئا، بل خدش ويربط يده ومعه تقرير بأنه كان بها
رصاصة_ وازداد ضحكه_ مع تعجب الاثنان من مزاحه، واعتدال مزاجه.
أكمل هو:
- بينما يدعي بأن القاتل المأجور بعد أن أمسك به رجال أمنه وأودعوه الشرطة؛ اعترف علي.
- ثم؟
- تراءى لي أنك يجب أن تكون على إطلاع على الأمر... ولكن لا تخشى شيئا. من ناحية

البحث عن الطبيب المزيف على قدم و ساق. ومن ناحية أخرى لن يصدق أحد هراءه. واضح

كل الوضوح أنه يحاول طمس محاولة اغتيالك، والتي مازال التحقيق فيها متأججا و ربما

من فعلها يريد تحويل الأنظار، أو تثبيتها عليك ليزيحك أو ربما ليخرج أحدا من السباق بك.

مرة أخرى، لم أحكي لك لتقلق؛ بل لتسمع مني وليس منهم. وأن الأمور ليس بها مايخيف.

- أمتأكد أنت؟

- بل أكثر. ما آخر مستجدات مشروعكم المشترك رعاية المواهب. حكى له باهر عن الطبيب الرياضي.

ثم فاجأتهم أحلام. بأن حكت لهم عن رسالة الدكتوراة لإحدى صديقات إحدى صديقاتها، الدكتورة

نهى، والتي تميزت بفكرة مبتكرة تعالج وتقي من فيروس كورونا و التي مازالت تحتاج لتجريب

في ظروف احتياطاتها كبرى لأنها ستكون مع فيروس مجنون الاجرام، يضرب بلا منطق. كأنه في
حرب إبادة مع الكائنات.
- ما هي؟؟؟

- تخيل فكرة بسيطة وجريئة للغاية وتحتاج فقط لاثبات. نظريا هي مؤكدة ولكن عمليا محتاجة

لمجهود مهوول.
- شوقتني، أفصحي عن الأمر الذي قد يكون الضربة القاضية بعد التأكد منه للتثبت في الرئاسة
- في وليس ل
- بكل تأكيد.
ونظر الاثنان لأحلام.
لقد قامت بتغيير التركيب الجيني للفيروس. بحيث أنه لو أصاب أي من الكائنات لا يكون قاتلا
بل مجرد فيروس عادي، ربما لا يحتاج لعلاج.
- كيف؟!!
- قامت بإصابة الفيروس بالفيروس أو جعله معديا لنفسه... وطبعا، هذا قمة في الخطورة لأنها تتعامل مع فيروس من الممكن أن يفتك في لحظة بطاقم العمل كله ويقلب التجريب لمأساة.
والتفاعلات والطريقة التي كان يقاوم الفيروس نفسه بها، قامت بعمل تركيبات أدوية. منها... فمنها ما هو على هيئة لقاح أو نوع آخر.
أي أن اللقاح، أساسا أو نوعا ما، قبل المرض، وإذا أصاب الفيروس الجسم يكون عنده مناعة.
بينما العقاقير الأخرى في حالة المرض الفعلي تعطي المريض اللقاح وفي نفس الوقت تعطي المريض xxxxات تغير جينات الفيروس من قاتلة لمسالمة؛ بانتظام.
كانت تقوم بالعمل كله في معمل على لاب توب متطور للغاية. وكان يعطي نتائجا مبهرة ومذهلة أيما الإذهال. والآن هو يحتاج للتجريب على مختلف أنواع الأنسجة الحية.

■■■■■■■■
بالكاد أكلت شيئا طيلة اليوم، كعادتها منذ ما حصل... ولكن ليس هذا فعلا سبب مجافاة عينيها النوم، وكأن هذا ليس بديدن حياتها منذ عدة شهور، منذ اضطرت للرحيل غدرا؛ وأكثر من ظلم، بليل لم تعد تقوى على تحمل ظلمته المهلكة.
- "أريدك أن تأتي معي في رحلتي للسويد لتسلم جائزة نوبل. "، هكذا فاجأها بكل هدوء وأريحية كعادته معها... فاستعادت حياتها مسارها مرة أخرى بكلمة قالها في سكون سكنت له جراحها لثانية. فإذا بعيناها تغرورق بالدموع مرة أخرى كما اغرورقت لحظتها، اجتاحتها آلام الذكريات الحزينة بحدة كادت تودي بها.
تجمدت للحظات تتقاذفها مشاعر متناقضة حادة، ورمقته من طرف خفي لثانية، ثم انتزعت عيناها عنه؛ وأبيضت بشرتها بشدة، وأحست كأن صقيع الدنيا يجمدها للحظات، " لا أستطيع." أجابته هامسة.
بالكاد صدق ما سمعته أذناه بالكاد، "لماذا؟" سألها هامسا، أيضا. لم يكن في يوم من الأيام يجيد التعبير عن مشاعره. وهي تعرف عنه ذلك جيدا، وكانت هذه من أكثر لحظات حياتهما تفكها. حيث كانت بكل دلال وخفة ظل، و روح حلوة جميلة تكمل له الكلام، أو تضحك، وترد على كلام لم يقله؛ ولكنه كان بالفعل يدور في خاطره. كانت تفهمه بدون أن تدعه يتكلم كثيرا. وكانت تقول أنها تعشق صمته المركز وكلامه القليل، لأنه عندما يتكلم يسمع. فماذا حدث الآن! هل قطع البعد البغيض الأواصر بينهما، لماذا لم تفهمه. لماذا لم تشعر بما يكنه من مشاعر، وأحاسيس افتقدتها.
توسعت عيناها وازدادت دموعها هطولا فحاولت بكل ما أوتيت من قوة كبح جماحها إلا أنها لم تستطع، غطت عينيها الجميلتين بيديها، وبعد ذلك تعالى صوت نشيجها وهي تبكي، فربعت يداها تحتضن قلبها الذي يبدو كأنه يتحطم.
وكانت مشاعره هو تتألم بشدة، فبقدر شعوره منذ تزوجها بحظه الكبير وبمحاباة دنياه بها، بقدر مايشعر الآن بتجهم عالمه تجهما تردد صداه عبوسا على محياه الوسيم الذي تقل وسامته بعبوسه الذي غلف ملامحه رغما عنه لرفضها أن تسامحه والمجئ معه، بعيدا عن كل من أساءوا لها وله. ليلتئم شملهم كما يجب أن يكون، وكما يستحقان.
-لماذا؟
نظر إليها، كان وجهها جميلا جدا. وتبدو عليها نظرات عدم فهم وألم شديد، وأيضا مناشدة بشئ ما، أو هكذا يتمنى، فعلى قدر ما كانت بارعة جدا في فهمه بسرعة، على قدر ما كانت بالنسبة له دائما كائنا من كوكب آخر، كوكب البراءة، كانت دائما تكسر القواعد الإنسانية المتعارف عليها، مقتربة من مراحل الملائكية. محلقة بخلقها العالي ومبادئها بعيدا؛ وهذه كانت مأساة حيث كانت تتوقع بدون أن تفصح عما بداخلها أن يدافع عنها _أو هكذا ظن_دائما و يكون رادعا لمن تتآكلهم الغيرة منهما، وهو لم يكن يمتلك هذه الرفاهية لانشغاله بعمله البالغ الأهمية. اقترب منها محاولا كبح جماح ألمها، فتراجعت بشدة أوجعته بشدة، ألهذه الدرجة لاتحتمل تقربه منها، ولكن أسرت له نفسه بشئ غامض يباعد بينهما وبأنه كان يحب أن ينتبه له من قبل، حتى لا يصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن.
◇◇◇◇◇◇◇◇◇♡♡
بينما كانت أحلام تفضفض لوالدتها عما ينتابها و يشغلها. كان مروان يطمئن باهر باطلاعه
على آخر ما توصلوا إليه في فبركة عصمت وادعاءاته...
قال مروان لباهر عن رجل الأمن السابق:
- أرسلت له محامي من أكتر المحامين مهارة يخبره بتاريخه قبل أن يولد هو و عصمت،
بكل بلاويهم كاملة، وبأنه يعرف أنه كان يعمل في شركة أمنه وأنه أقاله منذ عدة شهور لأجل
هذه المهمة. وأجزلت له العطاء عن طريق المحامي بطريقه خرافية ليعترف بذلك... و جود هو من عنده بأن عصمت هدده_ ليخرج منها بدون حكم_ وأصر المحامي بأن ينهي إجراءات
خروجه من محبسه بسرعة خوفا على حياته من عصمت. وطار بالنقود إلى خارج البلاد.
وبعد التحقيق مع عصمت قال أنها خطة دبرها الرجل لينتقم منه لأنه فصل من العمل عنده. وبأنه مظلوم.
- إذن فقد انتهى الأمر.

- أبدا. ربما ابتدأ.

- في هذه عصمت نصف كاذب. وبعد؟

- تم تتبع رجل الأمن في الخارج. ومن هو على اتصال بهم هناك من أنصار الثورة، أو هكذا يدعون،

أقوى من عصمت، وربما سر 'قوتهم'؛ أنهم لم يجربوا في السابق، أو أن لهم أجندات خفية.

بمعنى أنهم ربما، لم أتأكد بعد_ بدلا من اكتساب عداوات بلا جدوى_ أرادوا ضرب عدوان بحجر

واحد. أما لو كان عصمت، ولست أنت وأنا، من هو عدوهم، فهم حليف لا بأس به إذا كان هذا

ما يريدون. فنحن على ما يرام، بل أكثر بكثير.

اتصل باهر يطمئن أحلام. ولكنه لم يحكي لها إلا بأن الرجل اعترف بالحقيقة، باقي التفاصيل

لم يرد أن يشغلها بها، أرادها أن تركز على اكتشاف المواهب كما أكد عليهما مروان.

■■■■■■■■■

يأست من النوم، ولم تستطع الهروب من الأحاسيس التي كنت توصد دونها تفكيرها، فأخذت بمشاعرها وأفكارها منحى آخر، لم تكن تعلم أن حياته العملية عادت إلى سابق تألقها، الحق يقال. لطالما كان بطلا منذ أن وقعت عيناها عليه في واحدة من أحرج لحظات حياتها، أو هكذا كانت حينها، كان والدها قد ابتلي فجأة بسرطان في مرحلة متأخرة، وكان والدها مستسلما لقضاؤه وقدره متقبلا له بخنوع أفزعها، على الرغم من إيمانها على نفس درب الإيمان الذي كان يتحلى به والدها؛ إلا أنها شعرت بأن الأمان والاستقرار يذويان من حياتهما، وفي إحدى رحلات الفحوصات التي كانت تظللها مشاعر مختلطة من عدم التصديق والضياع، وكانت هي مازالت طالبة في كلية الصيدلة، تشعر بقلة الحيلة والعجز بعد أن استنجدت بأساتذتها فلم يجدي ذلك نفعا، فقابلته هو ووالده الذي كان صديقا لوالدها منذ أيام الدراسة، تقابلا أمام المستشفى. ومنذ تلك اللحظة دخل حياتهم كالفارس الهمام المنقذ، كان يتحلى بأمل لا حدود له، وجههم التوجيه الصائب وكان معهم في كل خطوة من رحلة العلاج، وبعد أن تخطى والدها مرحلة العملية التي كانت ميؤوسا منها، ابتلووا بقسوة بعدم استجابة جسد والدها للدواء بعد العملية، ربما لأن والدها لم يتناول في حياته قط أي نوع من أنواع العقاقير لأنه نادرا ما مرض، فأصيب بحساسية تجاه العقاقير التي تلي العملية. وهنا أنقذهم بمعجزة حيث اخترع تركيبات أدوية مخصصة فقط لوالدها ولكل من يعاني من هذه الحساسية، جعلت والدها ينعم بسنين من الصحة والعافية والراحة وكأنه لم يمر بمرض قط. غلفتها سكينة افتقدتها منذ عدة شهور منذ أن خرج من حياتها، بينما اعتزلت العالم وهربت من كآبته وقسوته وظلمه البالغ إلى محراب المكتبة معتزلة عملها السابق وبينما كانت جائحة كورونا تستفحل، كان هو يعالج الأمر وكانت هي تستيقظ من سبات آلامها وجراحها على احتياج العالم لها، لم تكن تدري أن الرابط القوي الذي ربطهم دائما، كان يربطهم من جديد؛ رغم البعد.
نظرت من نافذتها على منظر المدينة النائمة بسلام، واخترق صوت هاتفها الخلوي السكون السائد. هو، بعد شهور من التجاهل الصادم منه. وردها بانزواء قاضم لكل ماتمثله له.
فتحت الخط بأصابع واجفه وغصت بشجن سد حلقها...
"لماذا هربتي" همس صوته
- لماذا الآن!
-لقد هاتفتك مرارا وتكرارا.
- لقد غيرت رقمي لتفادي احراج الإلحاح الجارح بالتحدث عن الطلاق والتدخلات الغير ملائمة، لا وقتا ولا لياقة .
انقلب عالمه رأسا على عقب عند كلمة طلاق، " هل تريديني أن أطلقك؟ لقد وسطت وسطاء ليتدخلوا لتعودي إلي، وكلهم عادوا خالين الوفاض، فنصحني البعض بأن أتركك تهدأين، ولولا العواصف التي اجتاحت عائلتي، ماافترقنا ولا لحظة واحدة. ولكني كنت افتقدك مع كل نفس، ولم أكن أطيق بعادك أبدا، لقد انسحبت معاني الحياة كلها بتواريك عني، لقد أدرت ظهرك لحياتنا وحبنا وكل ما جمعنا، لم أظنك أبدا منسحبة هكذا من كل ما أعنيه لك ويعنيه زواجنا. لقد حدثت أمور جلل في الشركة وشكوك وأمور كانت تجري في الخفاء انحسر عنها غموضها وتكشفت بشاعتها. هذا ما منعني عنك و.." تردد صوته فقاطعته
بصوت ضعيف بالكاد وصل أذنيه، " لما ابتعدت إذا؟"
- ماذا كنت أقول، ألم انتبهي وتنصتي لما قلته!
ردت بصوت باك متألم،" لقد طلقتني،"
- لم يحدث. رده بسرعة؛ بدا كأنه يقول الحقيقة. إلا أنها هي من تجرعت ماحدث كله؛ منادمة ليال وحدة وألم معنوي وشجن.
[/type]





[marq]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثامن
◇◇◇◇◇◇◇◇
كانت المشاعر تتتابع على محيا أحلام الجميل الشارد وهي جالسة في التراس مع والدتها.
وعندما تركت مشروبها يبرد، اضطرت والدتها أن تسألها مباشرة عن الأمر. فحكت لها أحلام
عن لقاءها هي و باهر.
كان غداءا حالما. ولكنه لم يدم. فقد اتصل عليه ابن خالته، نائب رئيس الوزراء فوجد موبايله
مغلقا، فاضطر أن يأتي عندهم، في المطعم الذي كان محجوزا لهما فقط طول اليوم. وانقلب الغداء الرومانسي الحالم لجلسة رئاسية.
اعتذر قريبه مروان بأن هناك ضرورة استدعت ذلك. حيث أن عصمت اتهمهما هما الاثنين بتدبير
محاولة اغتيال له، وعمل لهما محضر بذلك.
- ماذا!!؟
نطق بها باهر و أحلام بتعجب في آن واحد.
- لقد ادعى بأني دفعت لقاتل مأجورا نقودا ليغتاله وأن الرصاصة سطحية- ضحك مروان-
أصابته في يده اليمنى ولم تفعل بها شيئا، بل خدش ويربط يده ومعه تقرير بأنه كان بها
رصاصة_ وازداد ضحكه_ مع تعجب الاثنان من مزاحه، واعتدال مزاجه.
أكمل هو:
- بينما يدعي بأن القاتل المأجور بعد أن أمسك به رجال أمنه وأودعوه الشرطة؛ اعترف علي.
- ثم؟
- تراءى لي أنك يجب أن تكون على إطلاع على الأمر... ولكن لا تخشى شيئا. من ناحية

البحث عن الطبيب المزيف على قدم و ساق. ومن ناحية أخرى لن يصدق أحد هراءه. واضح

كل الوضوح أنه يحاول طمس محاولة اغتيالك، والتي مازال التحقيق فيها متأججا و ربما

من فعلها يريد تحويل الأنظار، أو تثبيتها عليك ليزيحك أو ربما ليخرج أحدا من السباق بك.

مرة أخرى، لم أحكي لك لتقلق؛ بل لتسمع مني وليس منهم. وأن الأمور ليس بها مايخيف.

- أمتأكد أنت؟

- بل أكثر. ما آخر مستجدات مشروعكم المشترك رعاية المواهب. حكى له باهر عن الطبيب الرياضي.

ثم فاجأتهم أحلام. بأن حكت لهم عن رسالة الدكتوراة لإحدى صديقات إحدى صديقاتها، الدكتورة

نهى، والتي تميزت بفكرة مبتكرة تعالج وتقي من فيروس كورونا و التي مازالت تحتاج لتجريب

في ظروف احتياطاتها كبرى لأنها ستكون مع فيروس مجنون الاجرام، يضرب بلا منطق. كأنه في
حرب إبادة مع الكائنات.
- ما هي؟؟؟

- تخيل فكرة بسيطة وجريئة للغاية وتحتاج فقط لاثبات. نظريا هي مؤكدة ولكن عمليا محتاجة

لمجهود مهوول.
- شوقتني، أفصحي عن الأمر الذي قد يكون الضربة القاضية بعد التأكد منه للتثبت في الرئاسة
- في وليس ل
- بكل تأكيد.
ونظر الاثنان لأحلام.
لقد قامت بتغيير التركيب الجيني للفيروس. بحيث أنه لو أصاب أي من الكائنات لا يكون قاتلا
بل مجرد فيروس عادي، ربما لا يحتاج لعلاج.
- كيف؟!!
- قامت بإصابة الفيروس بالفيروس أو جعله معديا لنفسه... وطبعا، هذا قمة في الخطورة لأنها تتعامل مع فيروس من الممكن أن يفتك في لحظة بطاقم العمل كله ويقلب التجريب لمأساة.
والتفاعلات والطريقة التي كان يقاوم الفيروس نفسه بها، قامت بعمل تركيبات أدوية. منها... فمنها ما هو على هيئة لقاح أو نوع آخر.
أي أن اللقاح، أساسا أو نوعا ما، قبل المرض، وإذا أصاب الفيروس الجسم يكون عنده مناعة.
بينما العقاقير الأخرى في حالة المرض الفعلي تعطي المريض اللقاح وفي نفس الوقت تعطي المريض xxxxات تغير جينات الفيروس من قاتلة لمسالمة؛ بانتظام.
كانت تقوم بالعمل كله في معمل على لاب توب متطور للغاية. وكان يعطي نتائجا مبهرة ومذهلة أيما الإذهال. والآن هو يحتاج للتجريب على مختلف أنواع الأنسجة الحية.

■■■■■■■■
بالكاد أكلت شيئا طيلة اليوم، كعادتها منذ ما حصل... ولكن ليس هذا فعلا سبب مجافاة عينيها النوم، وكأن هذا ليس بديدن حياتها منذ عدة شهور، منذ اضطرت للرحيل غدرا؛ وأكثر من ظلم، بليل لم تعد تقوى على تحمل ظلمته المهلكة.
- "أريدك أن تأتي معي في رحلتي للسويد لتسلم جائزة نوبل. "، هكذا فاجأها بكل هدوء وأريحية كعادته معها... فاستعادت حياتها مسارها مرة أخرى بكلمة قالها في سكون سكنت له جراحها لثانية. فإذا بعيناها تغرورق بالدموع مرة أخرى كما اغرورقت لحظتها، اجتاحتها آلام الذكريات الحزينة بحدة كادت تودي بها.
تجمدت للحظات تتقاذفها مشاعر متناقضة حادة، ورمقته من طرف خفي لثانية، ثم انتزعت عيناها عنه؛ وأبيضت بشرتها بشدة، وأحست كأن صقيع الدنيا يجمدها للحظات، " لا أستطيع." أجابته هامسة.
بالكاد صدق ما سمعته أذناه بالكاد، "لماذا؟" سألها هامسا، أيضا. لم يكن في يوم من الأيام يجيد التعبير عن مشاعره. وهي تعرف عنه ذلك جيدا، وكانت هذه من أكثر لحظات حياتهما تفكها. حيث كانت بكل دلال وخفة ظل، و روح حلوة جميلة تكمل له الكلام، أو تضحك، وترد على كلام لم يقله؛ ولكنه كان بالفعل يدور في خاطره. كانت تفهمه بدون أن تدعه يتكلم كثيرا. وكانت تقول أنها تعشق صمته المركز وكلامه القليل، لأنه عندما يتكلم يسمع. فماذا حدث الآن! هل قطع البعد البغيض الأواصر بينهما، لماذا لم تفهمه. لماذا لم تشعر بما يكنه من مشاعر، وأحاسيس افتقدتها.
توسعت عيناها وازدادت دموعها هطولا فحاولت بكل ما أوتيت من قوة كبح جماحها إلا أنها لم تستطع، غطت عينيها الجميلتين بيديها، وبعد ذلك تعالى صوت نشيجها وهي تبكي، فربعت يداها تحتضن قلبها الذي يبدو كأنه يتحطم.
وكانت مشاعره هو تتألم بشدة، فبقدر شعوره منذ تزوجها بحظه الكبير وبمحاباة دنياه بها، بقدر مايشعر الآن بتجهم عالمه تجهما تردد صداه عبوسا على محياه الوسيم الذي تقل وسامته بعبوسه الذي غلف ملامحه رغما عنه لرفضها أن تسامحه والمجئ معه، بعيدا عن كل من أساءوا لها وله. ليلتئم شملهم كما يجب أن يكون، وكما يستحقان.
-لماذا؟
نظر إليها، كان وجهها جميلا جدا. وتبدو عليها نظرات عدم فهم وألم شديد، وأيضا مناشدة بشئ ما، أو هكذا يتمنى، فعلى قدر ما كانت بارعة جدا في فهمه بسرعة، على قدر ما كانت بالنسبة له دائما كائنا من كوكب آخر، كوكب البراءة، كانت دائما تكسر القواعد الإنسانية المتعارف عليها، مقتربة من مراحل الملائكية. محلقة بخلقها العالي ومبادئها بعيدا؛ وهذه كانت مأساة حيث كانت تتوقع بدون أن تفصح عما بداخلها أن يدافع عنها _أو هكذا ظن_دائما و يكون رادعا لمن تتآكلهم الغيرة منهما، وهو لم يكن يمتلك هذه الرفاهية لانشغاله بعمله البالغ الأهمية. اقترب منها محاولا كبح جماح ألمها، فتراجعت بشدة أوجعته بشدة، ألهذه الدرجة لاتحتمل تقربه منها، ولكن أسرت له نفسه بشئ غامض يباعد بينهما وبأنه كان يحب أن ينتبه له من قبل، حتى لا يصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن.
◇◇◇◇◇◇◇◇◇♡♡
بينما كانت أحلام تفضفض لوالدتها عما ينتابها و يشغلها. كان مروان يطمئن باهر باطلاعه
على آخر ما توصلوا إليه في فبركة عصمت وادعاءاته...
قال مروان لباهر عن رجل الأمن السابق:
- أرسلت له محامي من أكتر المحامين مهارة يخبره بتاريخه قبل أن يولد هو و عصمت،
بكل بلاويهم كاملة، وبأنه يعرف أنه كان يعمل في شركة أمنه وأنه أقاله منذ عدة شهور لأجل
هذه المهمة. وأجزلت له العطاء عن طريق المحامي بطريقه خرافية ليعترف بذلك... و جود هو من عنده بأن عصمت هدده_ ليخرج منها بدون حكم_ وأصر المحامي بأن ينهي إجراءات
خروجه من محبسه بسرعة خوفا على حياته من عصمت. وطار بالنقود إلى خارج البلاد.
وبعد التحقيق مع عصمت قال أنها خطة دبرها الرجل لينتقم منه لأنه فصل من العمل عنده. وبأنه مظلوم.
- إذن فقد انتهى الأمر.

- أبدا. ربما ابتدأ.

- في هذه عصمت نصف كاذب. وبعد؟

- تم تتبع رجل الأمن في الخارج. ومن هو على اتصال بهم هناك من أنصار الثورة، أو هكذا يدعون،

أقوى من عصمت، وربما سر 'قوتهم'؛ أنهم لم يجربوا في السابق، أو أن لهم أجندات خفية.

بمعنى أنهم ربما، لم أتأكد بعد_ بدلا من اكتساب عداوات بلا جدوى_ أرادوا ضرب عدوان بحجر

واحد. أما لو كان عصمت، ولست أنت وأنا، من هو عدوهم، فهم حليف لا بأس به إذا كان هذا

ما يريدون. فنحن على ما يرام، بل أكثر بكثير.

اتصل باهر يطمئن أحلام. ولكنه لم يحكي لها إلا بأن الرجل اعترف بالحقيقة، باقي التفاصيل

لم يرد أن يشغلها بها، أرادها أن تركز على اكتشاف المواهب كما أكد عليهما مروان.

■■■■■■■■■

يأست من النوم، ولم تستطع الهروب من الأحاسيس التي كنت توصد دونها تفكيرها، فأخذت بمشاعرها وأفكارها منحى آخر، لم تكن تعلم أن حياته العملية عادت إلى سابق تألقها، الحق يقال. لطالما كان بطلا منذ أن وقعت عيناها عليه في واحدة من أحرج لحظات حياتها، أو هكذا كانت حينها، كان والدها قد ابتلي فجأة بسرطان في مرحلة متأخرة، وكان والدها مستسلما لقضاؤه وقدره متقبلا له بخنوع أفزعها، على الرغم من إيمانها على نفس درب الإيمان الذي كان يتحلى به والدها؛ إلا أنها شعرت بأن الأمان والاستقرار يذويان من حياتهما، وفي إحدى رحلات الفحوصات التي كانت تظللها مشاعر مختلطة من عدم التصديق والضياع، وكانت هي مازالت طالبة في كلية الصيدلة، تشعر بقلة الحيلة والعجز بعد أن استنجدت بأساتذتها فلم يجدي ذلك نفعا، فقابلته هو ووالده الذي كان صديقا لوالدها منذ أيام الدراسة، تقابلا أمام المستشفى. ومنذ تلك اللحظة دخل حياتهم كالفارس الهمام المنقذ، كان يتحلى بأمل لا حدود له، وجههم التوجيه الصائب وكان معهم في كل خطوة من رحلة العلاج، وبعد أن تخطى والدها مرحلة العملية التي كانت ميؤوسا منها، ابتلووا بقسوة بعدم استجابة جسد والدها للدواء بعد العملية، ربما لأن والدها لم يتناول في حياته قط أي نوع من أنواع العقاقير لأنه نادرا ما مرض، فأصيب بحساسية تجاه العقاقير التي تلي العملية. وهنا أنقذهم بمعجزة حيث اخترع تركيبات أدوية مخصصة فقط لوالدها ولكل من يعاني من هذه الحساسية، جعلت والدها ينعم بسنين من الصحة والعافية والراحة وكأنه لم يمر بمرض قط. غلفتها سكينة افتقدتها منذ عدة شهور منذ أن خرج من حياتها، بينما اعتزلت العالم وهربت من كآبته وقسوته وظلمه البالغ إلى محراب المكتبة معتزلة عملها السابق وبينما كانت جائحة كورونا تستفحل، كان هو يعالج الأمر وكانت هي تستيقظ من سبات آلامها وجراحها على احتياج العالم لها، لم تكن تدري أن الرابط القوي الذي ربطهم دائما، كان يربطهم من جديد؛ رغم البعد.
نظرت من نافذتها على منظر المدينة النائمة بسلام، واخترق صوت هاتفها الخلوي السكون السائد. هو، بعد شهور من التجاهل الصادم منه. وردها بانزواء قاضم لكل ماتمثله له.
فتحت الخط بأصابع واجفه وغصت بشجن سد حلقها...
"لماذا هربتي" همس صوته
- لماذا الآن!
-لقد هاتفتك مرارا وتكرارا.
- لقد غيرت رقمي لتفادي احراج الإلحاح الجارح بالتحدث عن الطلاق والتدخلات الغير ملائمة، لا وقتا ولا لياقة .
انقلب عالمه رأسا على عقب عند كلمة طلاق، " هل تريديني أن أطلقك؟ لقد وسطت وسطاء ليتدخلوا لتعودي إلي، وكلهم عادوا خالين الوفاض، فنصحني البعض بأن أتركك تهدأين، ولولا العواصف التي اجتاحت عائلتي، ماافترقنا ولا لحظة واحدة. ولكني كنت افتقدك مع كل نفس، ولم أكن أطيق بعادك أبدا، لقد انسحبت معاني الحياة كلها بتواريك عني، لقد أدرت ظهرك لحياتنا وحبنا وكل ما جمعنا، لم أظنك أبدا منسحبة هكذا من كل ما أعنيه لك ويعنيه زواجنا. لقد حدثت أمور جلل في الشركة وشكوك وأمور كانت تجري في الخفاء انحسر عنها غموضها وتكشفت بشاعتها. هذا ما منعني عنك و.." تردد صوته فقاطعته
بصوت ضعيف بالكاد وصل أذنيه، " لما ابتعدت إذا؟"
- ماذا كنت أقول، ألم انتبهي وتنصتي لما قلته!
ردت بصوت باك متألم،" لقد طلقتني،"
- لم يحدث. رده بسرعة؛ بدا كأنه يقول الحقيقة. إلا أنها هي من تجرعت ماحدث كله؛ منادمة ليال وحدة وألم معنوي وشجن.

[/marq]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 30-08-21 الساعة 02:19 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.