آخر 10 مشاركات
عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          دوامة الذكريات - فانيسا غرانت - روايات ناتالي** (الكاتـب : القصايد - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree11Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-21, 11:04 PM   #1

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي رواية حلم العمر كله *مكتملة*


🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷🌷

بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
رواية حلم العمر كله
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سماء إذا تحويه زانها وبها يضوي

فطوبى لها فلها أوفى ولعلاها يمني

هلا سما لرحابها كل من به اقتدى

على دربه سار ومن تلألآته استقى

نجم النجوم حباه الله بالهدايا و جم فنها

أنى له بذاو أو آفل فهو لرحاب القلوب ألقها وجل وهجها
🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵
الفصل الأول
⚘⚘⚘⚘⚘
في أعماق ليل أثير تطرز نجومه ثوب السماء الساتر لكون يرتاح بعد انجلاء يوم بحلوه للبعض و

بتحولاته لآخرين. تحولات قد تبدو للرائي بسطحية أنها كارثية. إلا أن من حبا منذ البداية أكرم من

أن يزيل إلا بحبو أبهى وأروع. فقهه من حبي بالتأمل والغوص في أعماق قد تخفى على الغير.

صدح صوته الجميل العميق عمق آفاق تشعر بها ولا تستطيع إدراك كنهها، ولا تدري هل تستطيع أبدا

سبر أغوارها، بربيعها الثامن عشر. كانت تنصت وهي تبكي صامتة، ومشاعرها الهادئة دوما بلا انفعال

تهدد بالظهور بأحزان غير مسبوقة، صوته كان ينساب مغلفا البراكين المهددة بالانفجار لأول مرة

بسكون وهدوء يصل لحد الملل لمن عرفوه جيدا، إلا أنها رتابة مربتة، وآمنة لشجونها.

تتابعت الثواني تعقبها دقائق من التركيز بلا جدوى، وعندما ازدادت أثقال آلامها لدرجة لم تعد تطيقها،

جرأتها صدمتها على فعل مالم تكن لتفعله أبدا، أو يخطر ببالها، ناهيك عن الإقدام، كأن صوته ومضات

من نور اخترقت عتمة الظلام المتجمد والذي يصل إليها مهددا بسحب رمق الحياة منها لآخر قطرة،

انسابت كلماته مهدهدة لأشجانها بنبضات جاذبة كأنها أمسكت بيدها، التي كانت متمسكة بسماعة

الهاتف تضرب أرقامه، أرقام البرنامج الذي سعد به كمضيف منذ عدة شهور، بينما كان يريد هو أن

يلوذ بالفرار من البرنامج الذي كان مقبرة لمواهبه التي وئدت منذ فترة وجيزة بصدمة قاضية لم يفق

بعد من قسوة بطشها لموهبته اللامعة التي لم يسبقه إليها أحد.

آفاق من الذهول الذي يحتويه منذ فترة _والذي انعكس بدون أن يتعمد ذلك مللا ورتابة عليه_ على

صوت من الجنة، على أحلى ما سمعت أذناه طيلة سنينه، أجمل نبرات خبرتها روحه ولم يعتقد أن هناك

أجمل من هذا الصوت في العالم بأسره، وأسره طلبها الغير مألوف، واستأثر باهتمامه كلية، ولم يفق إلا

على إجابته لها: "بكل سرور، تفضلي، لا مانع". على الرغم من إشارات زملائه له في الأستوديو بلا،

ولكنه كان منوما بروعة وشجاوة وحلاوة ورهافة كلامها وعذوبة أسلوبها المنمق بلا تكلف. لقد لاحظ

الحزن والأسى اللذان يعتصران صوتها الجميل، ببساطة من يعاني يستطيع دونا عن الجميع التقاط

مكابدة غيره للشجون... كان أسوأ يوم في حياته منذ عدة شهور يوم تلقى خبر انتهاء مستقبله كلاعب

كرة سلة محترف، لأن إصابته لن تمكنه من تبوأ مكانته كأفضل لاعب في العالم كما اعتاد منذ سنتين

وظن أنه سيبقى هكذا لفترة نظرا لمواهبه الغير مسبوقة ونبوغه.

كل ماأراده في ذلك اليوم أن ينزوي عن العالم، حتى يستطيع أن يتحمل حدة مشاعره ؛ وأنى له ذلك!

وفجأة البيت الذي كان يظن أنه له بمفرده لعدة أيام، كان يظنها قد تكفي للملمة كسرات آماله بمستقبل

باهر، وحسرات على مواكب طموح لم تبرح للأفق المنشود إلا أنها أبرحته آلاما قد لاتفارقه قساوتها

للممات ؛ تدب فيه الحياة ويمتلئ بأصوات، لا يعرف منها غير صوت أمه، ظل مكانه حتى سمع صوت

غلق الباب الأمامي للشقة فغادر ملاذه. ليذهب ليتناول كوبا من الماء، فإذا به يتجمد من المفاجآة

المذهلة التي ترآت له في الصالة، والتي أنسته أحزانه فجأة، وأسكنت دبيب قنوطه، وأبرأت لهيب

يأسه، ظنه تأثيرا آنيا إلا أنه لازمه للآن. المخلوقة الأجمل على الإطلاق على وجه الأرض، وجه شديد

السحر، زاده الحياء الشديد فتنة، انعكس عليها لهيبا اجتاح وجهها وذراعيها، كانت جامعة لمتناقضات،

أو هكذا ترآى له، ملابس جريئة نوعا ما بدون ابتذال بل بأناقة، يجمل ذلك حياء شديد كلل براءتها

الظاهرة على محياها بارتباك منعش، شعر أصفر غامق ناعم جميل معقود خلف رأسها بعقدة لا تناسب

عمرها الذي لا يكاد يتجاوز السابعة عشر.

لماذا يتذكر ذلك الآن؟ هو لم يفكر في هذا اللقاء للآن... ولا حتى في حينه... ربما صاحبة الصوت الحلو

ذي النبرات المؤثرة ذكرته بذاك اللقاء المنسي، هل نساه فعلا؟!! ربما تناساه لوطأة تحطم مستقبله

الذي تمناه، إلا أن تأثير لقياها المفاجئ بدون تعمد ربما بتدبير إلهي خفف من حدة صدمته، وربما

لاشاها عموما لماذا يشعر هكذا وهو لم يتدبر أمره بعد فيما سيفعله لاحقا فيما يخص باقي حياته،

المتعاطفون، يقتلونه بدون أن يدركوا بمقولة: ' ومستقبل مذيع في الإذاعة ليس بسئ'. المتفائلون

قليلا : ' وأنت وسيم للغاية، ستفتح لك أبواب التلفاز. كل هذه التكهنات تمرضه. الصوت الحلو المنساب

حوله بنبرات اثيرية أثيرة له ككل ذكرته بأميرته الفاتنة والتي انطبعت صورتها بداخله، محتلة قلبه. كل

ماانطبع في ذهنه من معلومات عنها من حديث والدته بعد أن تفاجأت به وعرفت أخباره السيئة، أنها

إحدى قريبات إحدى معارف والدته الجديدات. أمه لم تستفض في الموضوع لصدمتها بخبر اعتزاله

الملاعب؛ هو لم يكن مضطرا الاعتزال حقيقة. كان بإمكانه اللعب جيدا. ولكن متى كان يرضي بالجيد...

كان سيموت ببطء لتدهور تميزه إنه علامة فارقة في كرة السلة عربيا إن لم يكن عالميا أو هكذا كان

سيكون.
أخذ صوتها العذب الساحر ينساب حوله ناصحا تلك، ومداعبا أخرى بموهبة خلابة، كانت خفيفة الظل

جميلة الروح، وهو يعلق بطريقة سريعة على كلامها العقلاني... كانت بسهوله طلبت منه على استحياء

أن تعلق على مشكلات المستمعين، وهذا هو البرنامج الذي كان هو المذيع فيه منذ عدة شهور، ( برنامج

فضفض) وكان الغرض منه أن لا يكون كل تركيزه في فترة النقاهة من الإصابة الفاتكة التي ألمت به،

على استعادة لياقته، حتى لا يتوتر ويأتي اجتهاده في استعادة مستواه بنتائج عكسية هكذا ارتأى

الأطباء، بالاتفاق مع والده لقد لاحظ أنها تنطلق بكل سهولة في التعليق على كل ما يشغل بال

السيدات، وأعجبته رجاحة عقلها وآرائها السديدة والتي أحيانا تدهشه، لأنها لم تخطر له. إلا أنه لاحظ

أنها تتلجلج عند الإجابة على الرجال، وهم يتعمدون الطرافة عليها فيتدخل هو، حتى لاتغضب وتترك

التليفون، كأن اتصالها هو ما منعه من مغادرة البرنامج بلا رجعة، استمر الحال هكذا عدة شهور.

- أحلام.

- نعم يا أبي

- لن تتصلي بهذا البرنامج مرة أخرى.

تلون وجهها بحمرة قانية، أعمق من اللون الوردي الطبيعي الذي يشوب بياضها الناصع، والذي يسكن

خدودها بصفة خاصة، واللتان كانتا ناريتان الآن من تأنيب والدها.

' حبيبي، هذا البرنامج، هو الذي قلل من صدمة موت جدتها، والدتك، على أحلام، ' قالت والدة أحلام

مناشدة سيد والد أحلام، وزوجها.

- هذا البرنامج هو الذي حرمها من الالتحاق بكلية الطب، كما كنا نتمنى.

نظرت إيفا، أم أحلام إلى رأس أحلام المنحنى، بتعاطف، ثم التفتت إلى الوالد بقلب واجف : " كيف

تقول هذا؟ وهل كلية الألسن سيئة؟ "

قالت أحلام بصوت هامس: " السبب الذي جعلني أتصل بهذا البرنامج، هو لأني استحييت أن أبدي

برأيي في علاج جدتي، كان لي رأي لو كنت قلته ربما كانت جدتي مازالت بيننا الآن " .

- لو كنتي طبيبة لكنا استمعنا لكي، هل هذا سبب امتناعك عن الالتحاق بالطب.

- كان اتصالي بالبرنامج بعد امتحانات الثانوية.

- ولو تركتك تتصلين ربما لن تجتازي الاختبارات.

- أبدا، بل هو حافز على المذاكرة هو هواية.

في عطلة نهاية الأسبوع، كان باهر عابسا، عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بشأن " فضفض" . من يخدع!! لم

تعد أحلام تتصل، فرجع لنفوره السابق من دفن نفسه هكذا، هل هذا هو باهر...

أضحت أحلام كالإنسان الآلي، مذاكرة ثم المزيد من المذاكرة، انسدت شهيتها عن كل شئ، بعد أن

شرعت في تنفيذ قرار والدها بعدم الاتصال ب (فضفض).

أخذ باهر يسائل نفسه مرارا وتكرارا لماذا لم تعد تتصل هل هذه طريقتها لكي تتنصل من وعدها بتركه يدربها لتتعلم كرة السلة.

- هل يعجبك حال أحلام هكذا؟ إنها حتى أصبحت لا تتناول الطعام إلا نادرا، وبعد الحاح مني، بحجة

التركيز في المذاكرة.

تنهد سيد بشدة: ' لقد سألها أحد المستمعون عن رأيها في انتهاء مستقبله كلاعب، فأشارت عليه

بالتدريب، فأجابها أن هذا الأمر يشغل مخيلته، إلا أن اللعبة ليست منتشرة في المنطقة، على الرغم من

أننا في عام ٢٠٠٥، مثل انتشارها في أمريكا، فأصرت وأملت عليه مناشدة بأن يكون رائدا من الرواد،

فسألها، هل تتعلم على يديه؛ فوعدته.

- هل تقصد المذيع؟

- لا، أحد المستمعون.

قطبت إيفا جبينها.

فنظر إليها زوجها بتركيز، إذن فأنا تتابعين البرنامج وتتركيني أنا أواجه أحلام.

ضحكت إيفا برقة، حسنا سألطف الأمر، ولكنه المضيف.

- دعيني أتذكر، آه تذكرت لقد كان المذيع الذي طرح الأمر على لسان أحد المستمعين.

- صدقني هو المضيف.

●●●

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌾🌾🌾🌾🌾🌾


🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷🌷

[marq]بسم الله الرحمن الرحيم[/marq][marq]
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
رواية حلم العمر
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سماء إذا تحويه زانها وبها يضوي

فطوبى لها فلها أوفى ولعلاها يمني

هلا سما لرحابها كل من به اقتدى

على دربه سار ومن تلألآته استقى

نجم النجوم حباه الله بالهدايا و جم فنها

أنى له بذاو أو آفل فهو لرحاب القلوب ألقها وجل وهجها
🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵
الفصل الأول
⚘⚘⚘⚘⚘
في أعماق ليل أثير تطرز نجومه ثوب السماء الساتر لكون يرتاح بعد انجلاء يوم بحلوه للبعض و

بتحولاته لآخرين. تحولات قد تبدو للرائي بسطحية أنها كارثية. إلا أن من حبا منذ البداية أكرم من

أن يزيل إلا بحبو أبهى وأروع. فقهه من حبي بالتأمل والغوص في أعماق قد تخفى على الغير.

صدح صوته الجميل العميق عمق آفاق تشعر بها ولا تستطيع إدراك كنهها، ولا تدري هل تستطيع أبدا

سبر أغوارها، بربيعها الثامن عشر. كانت تنصت وهي تبكي صامتة، ومشاعرها الهادئة دوما بلا انفعال

تهدد بالظهور بأحزان غير مسبوقة، صوته كان ينساب مغلفا البراكين المهددة بالانفجار لأول مرة

بسكون وهدوء يصل لحد الملل لمن عرفوه جيدا، إلا أنها رتابة مربتة، وآمنة لشجونها.

تتابعت الثواني تعقبها دقائق من التركيز بلا جدوى، وعندما ازدادت أثقال آلامها لدرجة لم تعد تطيقها،

جرأتها صدمتها على فعل مالم تكن لتفعله أبدا، أو يخطر ببالها، ناهيك عن الإقدام، كأن صوته ومضات

من نور اخترقت عتمة الظلام المتجمد والذي يصل إليها مهددا بسحب رمق الحياة منها لآخر قطرة،

انسابت كلماته مهدهدة لأشجانها بنبضات جاذبة كأنها أمسكت بيدها، التي كانت متمسكة بسماعة

الهاتف تضرب أرقامه، أرقام البرنامج الذي سعد به كمضيف منذ عدة شهور، بينما كان يريد هو أن

يلوذ بالفرار من البرنامج الذي كان مقبرة لمواهبه التي وئدت منذ فترة وجيزة بصدمة قاضية لم يفق

بعد من قسوة بطشها لموهبته اللامعة التي لم يسبقه إليها أحد.

آفاق من الذهول الذي يحتويه منذ فترة _والذي انعكس بدون أن يتعمد ذلك مللا ورتابة عليه_ على

صوت من الجنة، على أحلى ما سمعت أذناه طيلة سنينه، أجمل نبرات خبرتها روحه ولم يعتقد أن هناك

أجمل من هذا الصوت في العالم بأسره، وأسره طلبها الغير مألوف، واستأثر باهتمامه كلية، ولم يفق إلا

على إجابته لها: "بكل سرور، تفضلي، لا مانع". على الرغم من إشارات زملائه له في الأستوديو بلا،

ولكنه كان منوما بروعة وشجاوة وحلاوة ورهافة كلامها وعذوبة أسلوبها المنمق بلا تكلف. لقد لاحظ

الحزن والأسى اللذان يعتصران صوتها الجميل، ببساطة من يعاني يستطيع دونا عن الجميع التقاط

مكابدة غيره للشجون... كان أسوأ يوم في حياته منذ عدة شهور يوم تلقى خبر انتهاء مستقبله كلاعب

كرة سلة محترف، لأن إصابته لن تمكنه من تبوأ مكانته كأفضل لاعب في العالم كما اعتاد منذ سنتين

وظن أنه سيبقى هكذا لفترة نظرا لمواهبه الغير مسبوقة ونبوغه.

كل ماأراده في ذلك اليوم أن ينزوي عن العالم، حتى يستطيع أن يتحمل حدة مشاعره ؛ وأنى له ذلك!

وفجأة البيت الذي كان يظن أنه له بمفرده لعدة أيام، كان يظنها قد تكفي للملمة كسرات آماله بمستقبل

باهر، وحسرات على مواكب طموح لم تبرح للأفق المنشود إلا أنها أبرحته آلاما قد لاتفارقه قساوتها

للممات ؛ تدب فيه الحياة ويمتلئ بأصوات، لا يعرف منها غير صوت أمه، ظل مكانه حتى سمع صوت

غلق الباب الأمامي للشقة فغادر ملاذه. ليذهب ليتناول كوبا من الماء، فإذا به يتجمد من المفاجآة

المذهلة التي ترآت له في الصالة، والتي أنسته أحزانه فجأة، وأسكنت دبيب قنوطه، وأبرأت لهيب

يأسه، ظنه تأثيرا آنيا إلا أنه لازمه للآن. المخلوقة الأجمل على الإطلاق على وجه الأرض، وجه شديد

السحر، زاده الحياء الشديد فتنة، انعكس عليها لهيبا اجتاح وجهها وذراعيها، كانت جامعة لمتناقضات،

أو هكذا ترآى له، ملابس جريئة نوعا ما بدون ابتذال بل بأناقة، يجمل ذلك حياء شديد كلل براءتها

الظاهرة على محياها بارتباك منعش، شعر أصفر غامق ناعم جميل معقود خلف رأسها بعقدة لا تناسب

عمرها الذي لا يكاد يتجاوز السابعة عشر.

لماذا يتذكر ذلك الآن؟ هو لم يفكر في هذا اللقاء للآن... ولا حتى في حينه... ربما صاحبة الصوت الحلو

ذي النبرات المؤثرة ذكرته بذاك اللقاء المنسي، هل نساه فعلا؟!! ربما تناساه لوطأة تحطم مستقبله

الذي تمناه، إلا أن تأثير لقياها المفاجئ بدون تعمد ربما بتدبير إلهي خفف من حدة صدمته، وربما

لاشاها عموما لماذا يشعر هكذا وهو لم يتدبر أمره بعد فيما سيفعله لاحقا فيما يخص باقي حياته،

المتعاطفون، يقتلونه بدون أن يدركوا بمقولة: ' ومستقبل مذيع في الإذاعة ليس بسئ'. المتفائلون

قليلا : ' وأنت وسيم للغاية، ستفتح لك أبواب التلفاز. كل هذه التكهنات تمرضه. الصوت الحلو المنساب

حوله بنبرات اثيرية أثيرة له ككل ذكرته بأميرته الفاتنة والتي انطبعت صورتها بداخله، محتلة قلبه. كل

ماانطبع في ذهنه من معلومات عنها من حديث والدته بعد أن تفاجأت به وعرفت أخباره السيئة، أنها

إحدى قريبات إحدى معارف والدته الجديدات. أمه لم تستفض في الموضوع لصدمتها بخبر اعتزاله

الملاعب؛ هو لم يكن مضطرا الاعتزال حقيقة. كان بإمكانه اللعب جيدا. ولكن متى كان يرضي بالجيد...

كان سيموت ببطء لتدهور تميزه إنه علامة فارقة في كرة السلة عربيا إن لم يكن عالميا أو هكذا كان

سيكون.
أخذ صوتها العذب الساحر ينساب حوله ناصحا تلك، ومداعبا أخرى بموهبة خلابة، كانت خفيفة الظل

جميلة الروح، وهو يعلق بطريقة سريعة على كلامها العقلاني... كانت بسهوله طلبت منه على استحياء

أن تعلق على مشكلات المستمعين، وهذا هو البرنامج الذي كان هو المذيع فيه منذ عدة شهور، ( برنامج

فضفض) وكان الغرض منه أن لا يكون كل تركيزه في فترة النقاهة من الإصابة الفاتكة التي ألمت به،

على استعادة لياقته، حتى لا يتوتر ويأتي اجتهاده في استعادة مستواه بنتائج عكسية هكذا ارتأى

الأطباء، بالاتفاق مع والده لقد لاحظ أنها تنطلق بكل سهولة في التعليق على كل ما يشغل بال

السيدات، وأعجبته رجاحة عقلها وآرائها السديدة والتي أحيانا تدهشه، لأنها لم تخطر له. إلا أنه لاحظ

أنها تتلجلج عند الإجابة على الرجال، وهم يتعمدون الطرافة عليها فيتدخل هو، حتى لاتغضب وتترك

التليفون، كأن اتصالها هو ما منعه من مغادرة البرنامج بلا رجعة، استمر الحال هكذا عدة شهور.

- أحلام.

- نعم يا أبي

- لن تتصلي بهذا البرنامج مرة أخرى.

تلون وجهها بحمرة قانية، أعمق من اللون الوردي الطبيعي الذي يشوب بياضها الناصع، والذي يسكن

خدودها بصفة خاصة، واللتان كانتا ناريتان الآن من تأنيب والدها.

' حبيبي، هذا البرنامج، هو الذي قلل من صدمة موت جدتها، والدتك، على أحلام، ' قالت والدة أحلام

مناشدة سيد والد أحلام، وزوجها.

- هذا البرنامج هو الذي حرمها من الالتحاق بكلية الطب، كما كنا نتمنى.

نظرت إيفا، أم أحلام إلى رأس أحلام المنحنى، بتعاطف، ثم التفتت إلى الوالد بقلب واجف : " كيف

تقول هذا؟ وهل كلية الألسن سيئة؟ "

قالت أحلام بصوت هامس: " السبب الذي جعلني أتصل بهذا البرنامج، هو لأني استحييت أن أبدي

برأيي في علاج جدتي، كان لي رأي لو كنت قلته ربما كانت جدتي مازالت بيننا الآن " .

- لو كنتي طبيبة لكنا استمعنا لكي، هل هذا سبب امتناعك عن الالتحاق بالطب.

- كان اتصالي بالبرنامج بعد امتحانات الثانوية.

- ولو تركتك تتصلين ربما لن تجتازي الاختبارات.

- أبدا، بل هو حافز على المذاكرة هو هواية.

في عطلة نهاية الأسبوع، كان باهر عابسا، عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بشأن " فضفض" . من يخدع!! لم

تعد أحلام تتصل، فرجع لنفوره السابق من دفن نفسه هكذا، هل هذا هو باهر...

أضحت أحلام كالإنسان الآلي، مذاكرة ثم المزيد من المذاكرة، انسدت شهيتها عن كل شئ، بعد أن

شرعت في تنفيذ قرار والدها بعدم الاتصال ب (فضفض).

أخذ باهر يسائل نفسه مرارا وتكرارا لماذا لم تعد تتصل هل هذه طريقتها لكي تتنصل من وعدها بتركه يدربها لتتعلم كرة السلة.

- هل يعجبك حال أحلام هكذا؟ إنها حتى أصبحت لا تتناول الطعام إلا نادرا، وبعد الحاح مني، بحجة

التركيز في المذاكرة.

تنهد سيد بشدة: ' لقد سألها أحد المستمعون عن رأيها في انتهاء مستقبله كلاعب، فأشارت عليه

بالتدريب، فأجابها أن هذا الأمر يشغل مخيلته، إلا أن اللعبة ليست منتشرة في المنطقة، على الرغم من

أننا في عام ٢٠٠٥، مثل انتشارها في أمريكا، فأصرت وأملت عليه مناشدة بأن يكون رائدا من الرواد،

فسألها، هل تتعلم على يديه؛ فوعدته.

- هل تقصد المذيع؟

- لا، أحد المستمعون.

قطبت إيفا جبينها.

فنظر إليها زوجها بتركيز، إذن فأنا تتابعين البرنامج وتتركيني أنا أواجه أحلام.

ضحكت إيفا برقة، حسنا سألطف الأمر، ولكنه المضيف.

- دعيني أتذكر، آه تذكرت لقد كان المذيع الذي طرح الأمر على لسان أحد المستمعين.

- صدقني هو المضيف.
[/marq]
●●●
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌾🌾🌾🌾🌾🌾


🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷🌷

[type=639907]بسم الله الرحمن الرحيم[/type][type=639907]
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
رواية حلم العمر
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سماء إذا تحويه زانها وبها يضوي

فطوبى لها فلها أوفى ولعلاها يمني

هلا سما لرحابها كل من به اقتدى

على دربه سار ومن تلألآته استقى

نجم النجوم حباه الله بالهدايا و جم فنها

أنى له بذاو أو آفل فهو لرحاب القلوب ألقها وجل وهجها
🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵
الفصل الأول
⚘⚘⚘⚘⚘
في أعماق ليل أثير تطرز نجومه ثوب السماء الساتر لكون يرتاح بعد انجلاء يوم بحلوه للبعض و

بتحولاته لآخرين. تحولات قد تبدو للرائي بسطحية أنها كارثية. إلا أن من حبا منذ البداية أكرم من

أن يزيل إلا بحبو أبهى وأروع. فقهه من حبي بالتأمل والغوص في أعماق قد تخفى على الغير.

صدح صوته الجميل العميق عمق آفاق تشعر بها ولا تستطيع إدراك كنهها، ولا تدري هل تستطيع أبدا

سبر أغوارها، بربيعها الثامن عشر. كانت تنصت وهي تبكي صامتة، ومشاعرها الهادئة دوما بلا انفعال

تهدد بالظهور بأحزان غير مسبوقة، صوته كان ينساب مغلفا البراكين المهددة بالانفجار لأول مرة

بسكون وهدوء يصل لحد الملل لمن عرفوه جيدا، إلا أنها رتابة مربتة، وآمنة لشجونها.

تتابعت الثواني تعقبها دقائق من التركيز بلا جدوى، وعندما ازدادت أثقال آلامها لدرجة لم تعد تطيقها،

جرأتها صدمتها على فعل مالم تكن لتفعله أبدا، أو يخطر ببالها، ناهيك عن الإقدام، كأن صوته ومضات

من نور اخترقت عتمة الظلام المتجمد والذي يصل إليها مهددا بسحب رمق الحياة منها لآخر قطرة،

انسابت كلماته مهدهدة لأشجانها بنبضات جاذبة كأنها أمسكت بيدها، التي كانت متمسكة بسماعة

الهاتف تضرب أرقامه، أرقام البرنامج الذي سعد به كمضيف منذ عدة شهور، بينما كان يريد هو أن

يلوذ بالفرار من البرنامج الذي كان مقبرة لمواهبه التي وئدت منذ فترة وجيزة بصدمة قاضية لم يفق

بعد من قسوة بطشها لموهبته اللامعة التي لم يسبقه إليها أحد.

آفاق من الذهول الذي يحتويه منذ فترة _والذي انعكس بدون أن يتعمد ذلك مللا ورتابة عليه_ على

صوت من الجنة، على أحلى ما سمعت أذناه طيلة سنينه، أجمل نبرات خبرتها روحه ولم يعتقد أن هناك

أجمل من هذا الصوت في العالم بأسره، وأسره طلبها الغير مألوف، واستأثر باهتمامه كلية، ولم يفق إلا

على إجابته لها: "بكل سرور، تفضلي، لا مانع". على الرغم من إشارات زملائه له في الأستوديو بلا،

ولكنه كان منوما بروعة وشجاوة وحلاوة ورهافة كلامها وعذوبة أسلوبها المنمق بلا تكلف. لقد لاحظ

الحزن والأسى اللذان يعتصران صوتها الجميل، ببساطة من يعاني يستطيع دونا عن الجميع التقاط

مكابدة غيره للشجون... كان أسوأ يوم في حياته منذ عدة شهور يوم تلقى خبر انتهاء مستقبله كلاعب

كرة سلة محترف، لأن إصابته لن تمكنه من تبوأ مكانته كأفضل لاعب في العالم كما اعتاد منذ سنتين

وظن أنه سيبقى هكذا لفترة نظرا لمواهبه الغير مسبوقة ونبوغه.

كل ماأراده في ذلك اليوم أن ينزوي عن العالم، حتى يستطيع أن يتحمل حدة مشاعره ؛ وأنى له ذلك!

وفجأة البيت الذي كان يظن أنه له بمفرده لعدة أيام، كان يظنها قد تكفي للملمة كسرات آماله بمستقبل

باهر، وحسرات على مواكب طموح لم تبرح للأفق المنشود إلا أنها أبرحته آلاما قد لاتفارقه قساوتها

للممات ؛ تدب فيه الحياة ويمتلئ بأصوات، لا يعرف منها غير صوت أمه، ظل مكانه حتى سمع صوت

غلق الباب الأمامي للشقة فغادر ملاذه. ليذهب ليتناول كوبا من الماء، فإذا به يتجمد من المفاجآة

المذهلة التي ترآت له في الصالة، والتي أنسته أحزانه فجأة، وأسكنت دبيب قنوطه، وأبرأت لهيب

يأسه، ظنه تأثيرا آنيا إلا أنه لازمه للآن. المخلوقة الأجمل على الإطلاق على وجه الأرض، وجه شديد

السحر، زاده الحياء الشديد فتنة، انعكس عليها لهيبا اجتاح وجهها وذراعيها، كانت جامعة لمتناقضات،

أو هكذا ترآى له، ملابس جريئة نوعا ما بدون ابتذال بل بأناقة، يجمل ذلك حياء شديد كلل براءتها

الظاهرة على محياها بارتباك منعش، شعر أصفر غامق ناعم جميل معقود خلف رأسها بعقدة لا تناسب

عمرها الذي لا يكاد يتجاوز السابعة عشر.

لماذا يتذكر ذلك الآن؟ هو لم يفكر في هذا اللقاء للآن... ولا حتى في حينه... ربما صاحبة الصوت الحلو

ذي النبرات المؤثرة ذكرته بذاك اللقاء المنسي، هل نساه فعلا؟!! ربما تناساه لوطأة تحطم مستقبله

الذي تمناه، إلا أن تأثير لقياها المفاجئ بدون تعمد ربما بتدبير إلهي خفف من حدة صدمته، وربما

لاشاها عموما لماذا يشعر هكذا وهو لم يتدبر أمره بعد فيما سيفعله لاحقا فيما يخص باقي حياته،

المتعاطفون، يقتلونه بدون أن يدركوا بمقولة: ' ومستقبل مذيع في الإذاعة ليس بسئ'. المتفائلون

قليلا : ' وأنت وسيم للغاية، ستفتح لك أبواب التلفاز. كل هذه التكهنات تمرضه. الصوت الحلو المنساب

حوله بنبرات اثيرية أثيرة له ككل ذكرته بأميرته الفاتنة والتي انطبعت صورتها بداخله، محتلة قلبه. كل

ماانطبع في ذهنه من معلومات عنها من حديث والدته بعد أن تفاجأت به وعرفت أخباره السيئة، أنها

إحدى قريبات إحدى معارف والدته الجديدات. أمه لم تستفض في الموضوع لصدمتها بخبر اعتزاله

الملاعب؛ هو لم يكن مضطرا الاعتزال حقيقة. كان بإمكانه اللعب جيدا. ولكن متى كان يرضي بالجيد...

كان سيموت ببطء لتدهور تميزه إنه علامة فارقة في كرة السلة عربيا إن لم يكن عالميا أو هكذا كان

سيكون.
أخذ صوتها العذب الساحر ينساب حوله ناصحا تلك، ومداعبا أخرى بموهبة خلابة، كانت خفيفة الظل

جميلة الروح، وهو يعلق بطريقة سريعة على كلامها العقلاني... كانت بسهوله طلبت منه على استحياء

أن تعلق على مشكلات المستمعين، وهذا هو البرنامج الذي كان هو المذيع فيه منذ عدة شهور، ( برنامج

فضفض) وكان الغرض منه أن لا يكون كل تركيزه في فترة النقاهة من الإصابة الفاتكة التي ألمت به،

على استعادة لياقته، حتى لا يتوتر ويأتي اجتهاده في استعادة مستواه بنتائج عكسية هكذا ارتأى

الأطباء، بالاتفاق مع والده لقد لاحظ أنها تنطلق بكل سهولة في التعليق على كل ما يشغل بال

السيدات، وأعجبته رجاحة عقلها وآرائها السديدة والتي أحيانا تدهشه، لأنها لم تخطر له. إلا أنه لاحظ

أنها تتلجلج عند الإجابة على الرجال، وهم يتعمدون الطرافة عليها فيتدخل هو، حتى لاتغضب وتترك

التليفون، كأن اتصالها هو ما منعه من مغادرة البرنامج بلا رجعة، استمر الحال هكذا عدة شهور.

- أحلام.

- نعم يا أبي

- لن تتصلي بهذا البرنامج مرة أخرى.

تلون وجهها بحمرة قانية، أعمق من اللون الوردي الطبيعي الذي يشوب بياضها الناصع، والذي يسكن

خدودها بصفة خاصة، واللتان كانتا ناريتان الآن من تأنيب والدها.

' حبيبي، هذا البرنامج، هو الذي قلل من صدمة موت جدتها، والدتك، على أحلام، ' قالت والدة أحلام

مناشدة سيد والد أحلام، وزوجها.

- هذا البرنامج هو الذي حرمها من الالتحاق بكلية الطب، كما كنا نتمنى.

نظرت إيفا، أم أحلام إلى رأس أحلام المنحنى، بتعاطف، ثم التفتت إلى الوالد بقلب واجف : " كيف

تقول هذا؟ وهل كلية الألسن سيئة؟ "

قالت أحلام بصوت هامس: " السبب الذي جعلني أتصل بهذا البرنامج، هو لأني استحييت أن أبدي

برأيي في علاج جدتي، كان لي رأي لو كنت قلته ربما كانت جدتي مازالت بيننا الآن " .

- لو كنتي طبيبة لكنا استمعنا لكي، هل هذا سبب امتناعك عن الالتحاق بالطب.

- كان اتصالي بالبرنامج بعد امتحانات الثانوية.

- ولو تركتك تتصلين ربما لن تجتازي الاختبارات.

- أبدا، بل هو حافز على المذاكرة هو هواية.

في عطلة نهاية الأسبوع، كان باهر عابسا، عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بشأن " فضفض" . من يخدع!! لم

تعد أحلام تتصل، فرجع لنفوره السابق من دفن نفسه هكذا، هل هذا هو باهر...

أضحت أحلام كالإنسان الآلي، مذاكرة ثم المزيد من المذاكرة، انسدت شهيتها عن كل شئ، بعد أن

شرعت في تنفيذ قرار والدها بعدم الاتصال ب (فضفض).

أخذ باهر يسائل نفسه مرارا وتكرارا لماذا لم تعد تتصل هل هذه طريقتها لكي تتنصل من وعدها بتركه يدربها لتتعلم كرة السلة.

- هل يعجبك حال أحلام هكذا؟ إنها حتى أصبحت لا تتناول الطعام إلا نادرا، وبعد الحاح مني، بحجة

التركيز في المذاكرة.

تنهد سيد بشدة: ' لقد سألها أحد المستمعون عن رأيها في انتهاء مستقبله كلاعب، فأشارت عليه

بالتدريب، فأجابها أن هذا الأمر يشغل مخيلته، إلا أن اللعبة ليست منتشرة في المنطقة، على الرغم من

أننا في عام ٢٠٠٥، مثل انتشارها في أمريكا، فأصرت وأملت عليه مناشدة بأن يكون رائدا من الرواد،

فسألها، هل تتعلم على يديه؛ فوعدته.

- هل تقصد المذيع؟

- لا، أحد المستمعون.

قطبت إيفا جبينها.

فنظر إليها زوجها بتركيز، إذن فأنا تتابعين البرنامج وتتركيني أنا أواجه أحلام.

ضحكت إيفا برقة، حسنا سألطف الأمر، ولكنه المضيف.

- دعيني أتذكر، آه تذكرت لقد كان المذيع الذي طرح الأمر على لسان أحد المستمعين.

- صدقني هو المضيف.

●●●
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺[/type]🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌾🌾🌾🌾🌾🌾





روابط الفصول
الفصل الأول... أعلاه
الفصل الثاني والثالث والرابع والخامس... أسفل.
الفصل السادس والسابع والثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر











التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-10-21 الساعة 12:35 PM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 25-08-21, 04:38 PM   #2

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الغلافين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق منصور مشاهدة المشاركة
[b]
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷🌷
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن تعجبكم روايتي الثالثة على شبكة روايتي حيث لم أنشر في أي مكان آخر إلا في شبكة روايتي منذ بدأت

الكتابة. ولا أحل نقل كتاباتي إلى أي مكان آخر. ولم أأذن في السابق. سواء قصص قصيرة أو خواطر أو أشعار أو

روايات.

الرواية الأولى رواية حنين السنين

والرواية الثانية رواية جنة الأحلام

والرواية الثالثة

رواية

حلم العمر كله








قراءة ممتعة إن شاء الله.

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
رواية حلم العمر كله
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سماء إذا تحويه زانها وبها يضوي

فطوبى لها فلها أوفى ولعلاها يمني

هلا سما لرحابها كل من به اقتدى

على دربه سار ومن تلألآته استقى

نجم النجوم حباه الله بالهدايا و جم فنها

أنى له بذاو أو آفل فهو لرحاب القلوب ألقها وجل وهجها
🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵
الفصل الأول
⚘⚘⚘⚘⚘
في أعماق ليل أثير تطرز نجومه ثوب السماء الساتر لكون يرتاح بعد انجلاء يوم بحلوه للبعض و

بتحولاته لآخرين. تحولات قد تبدو للرائي بسطحية أنها كارثية. إلا أن من حبا منذ البداية أكرم من

أن يزيل إلا بحبو أبهى وأروع. فقهه من حبي بالتأمل والغوص في أعماق قد تخفى على الغير.

صدح صوته الجميل العميق عمق آفاق تشعر بها ولا تستطيع إدراك كنهها، ولا تدري هل تستطيع أبدا

سبر أغوارها، بربيعها الثامن عشر. كانت تنصت وهي تبكي صامتة، ومشاعرها الهادئة دوما بلا انفعال

تهدد بالظهور بأحزان غير مسبوقة، صوته كان ينساب مغلفا البراكين المهددة بالانفجار لأول مرة

بسكون وهدوء يصل لحد الملل لمن عرفوه جيدا، إلا أنها رتابة مربتة، وآمنة لشجونها.

تتابعت الثواني تعقبها دقائق من التركيز بلا جدوى، وعندما ازدادت أثقال آلامها لدرجة لم تعد تطيقها،

جرأتها صدمتها على فعل مالم تكن لتفعله أبدا، أو يخطر ببالها، ناهيك عن الإقدام، كأن صوته ومضات

من نور اخترقت عتمة الظلام المتجمد والذي يصل إليها مهددا بسحب رمق الحياة منها لآخر قطرة،

انسابت كلماته مهدهدة لأشجانها بنبضات جاذبة كأنها أمسكت بيدها، التي كانت متمسكة بسماعة

الهاتف تضرب أرقامه، أرقام البرنامج الذي سعد به كمضيف منذ عدة شهور، بينما كان يريد هو أن

يلوذ بالفرار من البرنامج الذي كان مقبرة لمواهبه التي وئدت منذ فترة وجيزة بصدمة قاضية لم يفق

بعد من قسوة بطشها لموهبته اللامعة التي لم يسبقه إليها أحد.

آفاق من الذهول الذي يحتويه منذ فترة _والذي انعكس بدون أن يتعمد ذلك مللا ورتابة عليه_ على

صوت من الجنة، على أحلى ما سمعت أذناه طيلة سنينه، أجمل نبرات خبرتها روحه ولم يعتقد أن هناك

أجمل من هذا الصوت في العالم بأسره، وأسره طلبها الغير مألوف، واستأثر باهتمامه كلية، ولم يفق إلا

على إجابته لها: "بكل سرور، تفضلي، لا مانع". على الرغم من إشارات زملائه له في الأستوديو بلا،

ولكنه كان منوما بروعة وشجاوة وحلاوة ورهافة كلامها وعذوبة أسلوبها المنمق بلا تكلف. لقد لاحظ

الحزن والأسى اللذان يعتصران صوتها الجميل، ببساطة من يعاني يستطيع دونا عن الجميع التقاط

مكابدة غيره للشجون... كان أسوأ يوم في حياته منذ عدة شهور يوم تلقى خبر انتهاء مستقبله كلاعب

كرة سلة محترف، لأن إصابته لن تمكنه من تبوأ مكانته كأفضل لاعب في العالم كما اعتاد منذ سنتين

وظن أنه سيبقى هكذا لفترة نظرا لمواهبه الغير مسبوقة ونبوغه.

كل ماأراده في ذلك اليوم أن ينزوي عن العالم، حتى يستطيع أن يتحمل حدة مشاعره ؛ وأنى له ذلك!

وفجأة البيت الذي كان يظن أنه له بمفرده لعدة أيام، كان يظنها قد تكفي للملمة كسرات آماله بمستقبل

باهر، وحسرات على مواكب طموح لم تبرح للأفق المنشود إلا أنها أبرحته آلاما قد لاتفارقه قساوتها

للممات ؛ تدب فيه الحياة ويمتلئ بأصوات، لا يعرف منها غير صوت أمه، ظل مكانه حتى سمع صوت

غلق الباب الأمامي للشقة فغادر ملاذه. ليذهب ليتناول كوبا من الماء، فإذا به يتجمد من المفاجآة

المذهلة التي ترآت له في الصالة، والتي أنسته أحزانه فجأة، وأسكنت دبيب قنوطه، وأبرأت لهيب

يأسه، ظنه تأثيرا آنيا إلا أنه لازمه للآن. المخلوقة الأجمل على الإطلاق على وجه الأرض، وجه شديد

السحر، زاده الحياء الشديد فتنة، انعكس عليها لهيبا اجتاح وجهها وذراعيها، كانت جامعة لمتناقضات،

أو هكذا ترآى له، ملابس جريئة نوعا ما بدون ابتذال بل بأناقة، يجمل ذلك حياء شديد كلل براءتها

الظاهرة على محياها بارتباك منعش، شعر أصفر غامق ناعم جميل معقود خلف رأسها بعقدة لا تناسب

عمرها الذي لا يكاد يتجاوز السابعة عشر.

لماذا يتذكر ذلك الآن؟ هو لم يفكر في هذا اللقاء للآن... ولا حتى في حينه... ربما صاحبة الصوت الحلو

ذي النبرات المؤثرة ذكرته بذاك اللقاء المنسي، هل نساه فعلا؟!! ربما تناساه لوطأة تحطم مستقبله

الذي تمناه، إلا أن تأثير لقياها المفاجئ بدون تعمد ربما بتدبير إلهي خفف من حدة صدمته، وربما

لاشاها عموما لماذا يشعر هكذا وهو لم يتدبر أمره بعد فيما سيفعله لاحقا فيما يخص باقي حياته،

المتعاطفون، يقتلونه بدون أن يدركوا بمقولة: ' ومستقبل مذيع في الإذاعة ليس بسئ'. المتفائلون

قليلا : ' وأنت وسيم للغاية، ستفتح لك أبواب التلفاز. كل هذه التكهنات تمرضه. الصوت الحلو المنساب

حوله بنبرات اثيرية أثيرة له ككل ذكرته بأميرته الفاتنة والتي انطبعت صورتها بداخله، محتلة قلبه. كل

ماانطبع في ذهنه من معلومات عنها من حديث والدته بعد أن تفاجأت به وعرفت أخباره السيئة، أنها

إحدى قريبات إحدى معارف والدته الجديدات. أمه لم تستفض في الموضوع لصدمتها بخبر اعتزاله

الملاعب؛ هو لم يكن مضطرا الاعتزال حقيقة. كان بإمكانه اللعب جيدا. ولكن متى كان يرضي بالجيد...

كان سيموت ببطء لتدهور تميزه إنه علامة فارقة في كرة السلة عربيا إن لم يكن عالميا أو هكذا كان

سيكون.
أخذ صوتها العذب الساحر ينساب حوله ناصحا تلك، ومداعبا أخرى بموهبة خلابة، كانت خفيفة الظل

جميلة الروح، وهو يعلق بطريقة سريعة على كلامها العقلاني... كانت بسهوله طلبت منه على استحياء

أن تعلق على مشكلات المستمعين، وهذا هو البرنامج الذي كان هو المذيع فيه منذ عدة شهور، ( برنامج

فضفض) وكان الغرض منه أن لا يكون كل تركيزه في فترة النقاهة من الإصابة الفاتكة التي ألمت به،

على استعادة لياقته، حتى لا يتوتر ويأتي اجتهاده في استعادة مستواه بنتائج عكسية هكذا ارتأى

الأطباء، بالاتفاق مع والده لقد لاحظ أنها تنطلق بكل سهولة في التعليق على كل ما يشغل بال

السيدات، وأعجبته رجاحة عقلها وآرائها السديدة والتي أحيانا تدهشه، لأنها لم تخطر له. إلا أنه لاحظ

أنها تتلجلج عند الإجابة على الرجال، وهم يتعمدون الطرافة عليها فيتدخل هو، حتى لاتغضب وتترك

التليفون، كأن اتصالها هو ما منعه من مغادرة البرنامج بلا رجعة، استمر الحال هكذا عدة شهور.

- أحلام.

- نعم يا أبي

- لن تتصلي بهذا البرنامج مرة أخرى.

تلون وجهها بحمرة قانية، أعمق من اللون الوردي الطبيعي الذي يشوب بياضها الناصع، والذي يسكن

خدودها بصفة خاصة، واللتان كانتا ناريتان الآن من تأنيب والدها.

' حبيبي، هذا البرنامج، هو الذي قلل من صدمة موت جدتها، والدتك، على أحلام، ' قالت والدة أحلام

مناشدة سيد والد أحلام، وزوجها.

- هذا البرنامج هو الذي حرمها من الالتحاق بكلية الطب، كما كنا نتمنى.

نظرت إيفا، أم أحلام إلى رأس أحلام المنحنى، بتعاطف، ثم التفتت إلى الوالد بقلب واجف : " كيف

تقول هذا؟ وهل كلية الألسن سيئة؟ "

قالت أحلام بصوت هامس: " السبب الذي جعلني أتصل بهذا البرنامج، هو لأني استحييت أن أبدي

برأيي في علاج جدتي، كان لي رأي لو كنت قلته ربما كانت جدتي مازالت بيننا الآن " .

- لو كنتي طبيبة لكنا استمعنا لكي، هل هذا سبب امتناعك عن الالتحاق بالطب.

- كان اتصالي بالبرنامج بعد امتحانات الثانوية.

- ولو تركتك تتصلين ربما لن تجتازي الاختبارات.

- أبدا، بل هو حافز على المذاكرة هو هواية.

في عطلة نهاية الأسبوع، كان باهر عابسا، عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بشأن " فضفض" . من يخدع!! لم

تعد أحلام تتصل، فرجع لنفوره السابق من دفن نفسه هكذا، هل هذا هو باهر...

أضحت أحلام كالإنسان الآلي، مذاكرة ثم المزيد من المذاكرة، انسدت شهيتها عن كل شئ، بعد أن

شرعت في تنفيذ قرار والدها بعدم الاتصال ب (فضفض).

أخذ باهر يسائل نفسه مرارا وتكرارا لماذا لم تعد تتصل هل هذه طريقتها لكي تتنصل من وعدها بتركه يدربها لتتعلم كرة السلة.

- هل يعجبك حال أحلام هكذا؟ إنها حتى أصبحت لا تتناول الطعام إلا نادرا، وبعد الحاح مني، بحجة

التركيز في المذاكرة.

تنهد سيد بشدة: ' لقد سألها أحد المستمعون عن رأيها في انتهاء مستقبله كلاعب، فأشارت عليه

بالتدريب، فأجابها أن هذا الأمر يشغل مخيلته، إلا أن اللعبة ليست منتشرة في المنطقة، على الرغم من

أننا في عام ٢٠٠٥، مثل انتشارها في أمريكا، فأصرت وأملت عليه مناشدة بأن يكون رائدا من الرواد،

فسألها، هل تتعلم على يديه؛ فوعدته.

- هل تقصد المذيع؟

- لا، أحد المستمعون.

قطبت إيفا جبينها.

فنظر إليها زوجها بتركيز، إذن فأنت تتابعين البرنامج وتتركيني أنا أواجه أحلام.

ضحكت إيفا برقة، حسنا سألطف الأمر، ولكنه المضيف.

- دعيني أتذكر، آه تذكرت لقد كان المذيع الذي طرح الأمر على لسان أحد المستمعين.

- صدقني هو المضيف.

●●●

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌾🌾🌾🌾🌾🌾
[/b]

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷🌷
[marq]بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
رواية حلم العمر
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سماء إذا تحويه زانها وبها يضوي

فطوبى لها فلها أوفى ولعلاها يمني

هلا سما لرحابها كل من به اقتدى

على دربه سار ومن تلألآته استقى

نجم النجوم حباه الله بالهدايا و جم فنها

أنى له بذاو أو آفل فهو لرحاب القلوب ألقها وجل وهجها
🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵
الفصل الأول
⚘⚘⚘⚘⚘
في أعماق ليل أثير تطرز نجومه ثوب السماء الساتر لكون يرتاح بعد انجلاء يوم بحلوه للبعض و

بتحولاته لآخرين. تحولات قد تبدو للرائي بسطحية أنها كارثية. إلا أن من حبا منذ البداية أكرم من

أن يزيل إلا بحبو أبهى وأروع. فقهه من حبي بالتأمل والغوص في أعماق قد تخفى على الغير.

صدح صوته الجميل العميق عمق آفاق تشعر بها ولا تستطيع إدراك كنهها، ولا تدري هل تستطيع أبدا

سبر أغوارها، بربيعها الثامن عشر. كانت تنصت وهي تبكي صامتة، ومشاعرها الهادئة دوما بلا انفعال

تهدد بالظهور بأحزان غير مسبوقة، صوته كان ينساب مغلفا البراكين المهددة بالانفجار لأول مرة

بسكون وهدوء يصل لحد الملل لمن عرفوه جيدا، إلا أنها رتابة مربتة، وآمنة لشجونها.

تتابعت الثواني تعقبها دقائق من التركيز بلا جدوى، وعندما ازدادت أثقال آلامها لدرجة لم تعد تطيقها،

جرأتها صدمتها على فعل مالم تكن لتفعله أبدا، أو يخطر ببالها، ناهيك عن الإقدام، كأن صوته ومضات

من نور اخترقت عتمة الظلام المتجمد والذي يصل إليها مهددا بسحب رمق الحياة منها لآخر قطرة،

انسابت كلماته مهدهدة لأشجانها بنبضات جاذبة كأنها أمسكت بيدها، التي كانت متمسكة بسماعة

الهاتف تضرب أرقامه، أرقام البرنامج الذي سعد به كمضيف منذ عدة شهور، بينما كان يريد هو أن

يلوذ بالفرار من البرنامج الذي كان مقبرة لمواهبه التي وئدت منذ فترة وجيزة بصدمة قاضية لم يفق

بعد من قسوة بطشها لموهبته اللامعة التي لم يسبقه إليها أحد.

آفاق من الذهول الذي يحتويه منذ فترة _والذي انعكس بدون أن يتعمد ذلك مللا ورتابة عليه_ على

صوت من الجنة، على أحلى ما سمعت أذناه طيلة سنينه، أجمل نبرات خبرتها روحه ولم يعتقد أن هناك

أجمل من هذا الصوت في العالم بأسره، وأسره طلبها الغير مألوف، واستأثر باهتمامه كلية، ولم يفق إلا

على إجابته لها: "بكل سرور، تفضلي، لا مانع". على الرغم من إشارات زملائه له في الأستوديو بلا،

ولكنه كان منوما بروعة وشجاوة وحلاوة ورهافة كلامها وعذوبة أسلوبها المنمق بلا تكلف. لقد لاحظ

الحزن والأسى اللذان يعتصران صوتها الجميل، ببساطة من يعاني يستطيع دونا عن الجميع التقاط

مكابدة غيره للشجون... كان أسوأ يوم في حياته منذ عدة شهور يوم تلقى خبر انتهاء مستقبله كلاعب

كرة سلة محترف، لأن إصابته لن تمكنه من تبوأ مكانته كأفضل لاعب في العالم كما اعتاد منذ سنتين

وظن أنه سيبقى هكذا لفترة نظرا لمواهبه الغير مسبوقة ونبوغه.

كل ماأراده في ذلك اليوم أن ينزوي عن العالم، حتى يستطيع أن يتحمل حدة مشاعره ؛ وأنى له ذلك!

وفجأة البيت الذي كان يظن أنه له بمفرده لعدة أيام، كان يظنها قد تكفي للملمة كسرات آماله بمستقبل

باهر، وحسرات على مواكب طموح لم تبرح للأفق المنشود إلا أنها أبرحته آلاما قد لاتفارقه قساوتها

للممات ؛ تدب فيه الحياة ويمتلئ بأصوات، لا يعرف منها غير صوت أمه، ظل مكانه حتى سمع صوت

غلق الباب الأمامي للشقة فغادر ملاذه. ليذهب ليتناول كوبا من الماء، فإذا به يتجمد من المفاجآة

المذهلة التي ترآت له في الصالة، والتي أنسته أحزانه فجأة، وأسكنت دبيب قنوطه، وأبرأت لهيب

يأسه، ظنه تأثيرا آنيا إلا أنه لازمه للآن. المخلوقة الأجمل على الإطلاق على وجه الأرض، وجه شديد

السحر، زاده الحياء الشديد فتنة، انعكس عليها لهيبا اجتاح وجهها وذراعيها، كانت جامعة لمتناقضات،

أو هكذا ترآى له، ملابس جريئة نوعا ما بدون ابتذال بل بأناقة، يجمل ذلك حياء شديد كلل براءتها

الظاهرة على محياها بارتباك منعش، شعر أصفر غامق ناعم جميل معقود خلف رأسها بعقدة لا تناسب

عمرها الذي لا يكاد يتجاوز السابعة عشر.

لماذا يتذكر ذلك الآن؟ هو لم يفكر في هذا اللقاء للآن... ولا حتى في حينه... ربما صاحبة الصوت الحلو

ذي النبرات المؤثرة ذكرته بذاك اللقاء المنسي، هل نساه فعلا؟!! ربما تناساه لوطأة تحطم مستقبله

الذي تمناه، إلا أن تأثير لقياها المفاجئ بدون تعمد ربما بتدبير إلهي خفف من حدة صدمته، وربما

لاشاها عموما لماذا يشعر هكذا وهو لم يتدبر أمره بعد فيما سيفعله لاحقا فيما يخص باقي حياته،

المتعاطفون، يقتلونه بدون أن يدركوا بمقولة: ' ومستقبل مذيع في الإذاعة ليس بسئ'. المتفائلون

قليلا : ' وأنت وسيم للغاية، ستفتح لك أبواب التلفاز. كل هذه التكهنات تمرضه. الصوت الحلو المنساب

حوله بنبرات اثيرية أثيرة له ككل ذكرته بأميرته الفاتنة والتي انطبعت صورتها بداخله، محتلة قلبه. كل

ماانطبع في ذهنه من معلومات عنها من حديث والدته بعد أن تفاجأت به وعرفت أخباره السيئة، أنها

إحدى قريبات إحدى معارف والدته الجديدات. أمه لم تستفض في الموضوع لصدمتها بخبر اعتزاله

الملاعب؛ هو لم يكن مضطرا الاعتزال حقيقة. كان بإمكانه اللعب جيدا. ولكن متى كان يرضي بالجيد...

كان سيموت ببطء لتدهور تميزه إنه علامة فارقة في كرة السلة عربيا إن لم يكن عالميا أو هكذا كان

سيكون.
أخذ صوتها العذب الساحر ينساب حوله ناصحا تلك، ومداعبا أخرى بموهبة خلابة، كانت خفيفة الظل

جميلة الروح، وهو يعلق بطريقة سريعة على كلامها العقلاني... كانت بسهوله طلبت منه على استحياء

أن تعلق على مشكلات المستمعين، وهذا هو البرنامج الذي كان هو المذيع فيه منذ عدة شهور، ( برنامج

فضفض) وكان الغرض منه أن لا يكون كل تركيزه في فترة النقاهة من الإصابة الفاتكة التي ألمت به،

على استعادة لياقته، حتى لا يتوتر ويأتي اجتهاده في استعادة مستواه بنتائج عكسية هكذا ارتأى

الأطباء، بالاتفاق مع والده لقد لاحظ أنها تنطلق بكل سهولة في التعليق على كل ما يشغل بال

السيدات، وأعجبته رجاحة عقلها وآرائها السديدة والتي أحيانا تدهشه، لأنها لم تخطر له. إلا أنه لاحظ

أنها تتلجلج عند الإجابة على الرجال، وهم يتعمدون الطرافة عليها فيتدخل هو، حتى لاتغضب وتترك

التليفون، كأن اتصالها هو ما منعه من مغادرة البرنامج بلا رجعة، استمر الحال هكذا عدة شهور.

- أحلام.

- نعم يا أبي

- لن تتصلي بهذا البرنامج مرة أخرى.

تلون وجهها بحمرة قانية، أعمق من اللون الوردي الطبيعي الذي يشوب بياضها الناصع، والذي يسكن

خدودها بصفة خاصة، واللتان كانتا ناريتان الآن من تأنيب والدها.

' حبيبي، هذا البرنامج، هو الذي قلل من صدمة موت جدتها، والدتك، على أحلام، ' قالت والدة أحلام

مناشدة سيد والد أحلام، وزوجها.

- هذا البرنامج هو الذي حرمها من الالتحاق بكلية الطب، كما كنا نتمنى.

نظرت إيفا، أم أحلام إلى رأس أحلام المنحنى، بتعاطف، ثم التفتت إلى الوالد بقلب واجف : " كيف

تقول هذا؟ وهل كلية الألسن سيئة؟ "

قالت أحلام بصوت هامس: " السبب الذي جعلني أتصل بهذا البرنامج، هو لأني استحييت أن أبدي

برأيي في علاج جدتي، كان لي رأي لو كنت قلته ربما كانت جدتي مازالت بيننا الآن " .

- لو كنتي طبيبة لكنا استمعنا لكي، هل هذا سبب امتناعك عن الالتحاق بالطب.

- كان اتصالي بالبرنامج بعد امتحانات الثانوية.

- ولو تركتك تتصلين ربما لن تجتازي الاختبارات.

- أبدا، بل هو حافز على المذاكرة هو هواية.

في عطلة نهاية الأسبوع، كان باهر عابسا، عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بشأن " فضفض" . من يخدع!! لم

تعد أحلام تتصل، فرجع لنفوره السابق من دفن نفسه هكذا، هل هذا هو باهر...

أضحت أحلام كالإنسان الآلي، مذاكرة ثم المزيد من المذاكرة، انسدت شهيتها عن كل شئ، بعد أن

شرعت في تنفيذ قرار والدها بعدم الاتصال ب (فضفض).

أخذ باهر يسائل نفسه مرارا وتكرارا لماذا لم تعد تتصل هل هذه طريقتها لكي تتنصل من وعدها بتركه يدربها لتتعلم كرة السلة.

- هل يعجبك حال أحلام هكذا؟ إنها حتى أصبحت لا تتناول الطعام إلا نادرا، وبعد الحاح مني، بحجة

التركيز في المذاكرة.

تنهد سيد بشدة: ' لقد سألها أحد المستمعون عن رأيها في انتهاء مستقبله كلاعب، فأشارت عليه

بالتدريب، فأجابها أن هذا الأمر يشغل مخيلته، إلا أن اللعبة ليست منتشرة في المنطقة، على الرغم من

أننا في عام ٢٠٠٥، مثل انتشارها في أمريكا، فأصرت وأملت عليه مناشدة بأن يكون رائدا من الرواد،

فسألها، هل تتعلم على يديه؛ فوعدته.

- هل تقصد المذيع؟

- لا، أحد المستمعون.

قطبت إيفا جبينها.

فنظر إليها زوجها بتركيز، إذن فأنا تتابعين البرنامج وتتركيني أنا أواجه أحلام.

ضحكت إيفا برقة، حسنا سألطف الأمر، ولكنه المضيف.

- دعيني أتذكر، آه تذكرت لقد كان المذيع الذي طرح الأمر على لسان أحد المستمعين.

- صدقني هو المضيف.
[/marq]
●●●
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌾🌾🌾🌾🌾🌾


🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌷🌷🌷🌷🌷🌷
[type=639907]بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
رواية حلم العمر
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
سماء إذا تحويه زانها وبها يضوي

فطوبى لها فلها أوفى ولعلاها يمني

هلا سما لرحابها كل من به اقتدى

على دربه سار ومن تلألآته استقى

نجم النجوم حباه الله بالهدايا و جم فنها

أنى له بذاو أو آفل فهو لرحاب القلوب ألقها وجل وهجها
🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵🏵
الفصل الأول
⚘⚘⚘⚘⚘
في أعماق ليل أثير تطرز نجومه ثوب السماء الساتر لكون يرتاح بعد انجلاء يوم بحلوه للبعض و

بتحولاته لآخرين. تحولات قد تبدو للرائي بسطحية أنها كارثية. إلا أن من حبا منذ البداية أكرم من

أن يزيل إلا بحبو أبهى وأروع. فقهه من حبي بالتأمل والغوص في أعماق قد تخفى على الغير.

صدح صوته الجميل العميق عمق آفاق تشعر بها ولا تستطيع إدراك كنهها، ولا تدري هل تستطيع أبدا

سبر أغوارها، بربيعها الثامن عشر. كانت تنصت وهي تبكي صامتة، ومشاعرها الهادئة دوما بلا انفعال

تهدد بالظهور بأحزان غير مسبوقة، صوته كان ينساب مغلفا البراكين المهددة بالانفجار لأول مرة

بسكون وهدوء يصل لحد الملل لمن عرفوه جيدا، إلا أنها رتابة مربتة، وآمنة لشجونها.

تتابعت الثواني تعقبها دقائق من التركيز بلا جدوى، وعندما ازدادت أثقال آلامها لدرجة لم تعد تطيقها،

جرأتها صدمتها على فعل مالم تكن لتفعله أبدا، أو يخطر ببالها، ناهيك عن الإقدام، كأن صوته ومضات

من نور اخترقت عتمة الظلام المتجمد والذي يصل إليها مهددا بسحب رمق الحياة منها لآخر قطرة،

انسابت كلماته مهدهدة لأشجانها بنبضات جاذبة كأنها أمسكت بيدها، التي كانت متمسكة بسماعة

الهاتف تضرب أرقامه، أرقام البرنامج الذي سعد به كمضيف منذ عدة شهور، بينما كان يريد هو أن

يلوذ بالفرار من البرنامج الذي كان مقبرة لمواهبه التي وئدت منذ فترة وجيزة بصدمة قاضية لم يفق

بعد من قسوة بطشها لموهبته اللامعة التي لم يسبقه إليها أحد.

آفاق من الذهول الذي يحتويه منذ فترة _والذي انعكس بدون أن يتعمد ذلك مللا ورتابة عليه_ على

صوت من الجنة، على أحلى ما سمعت أذناه طيلة سنينه، أجمل نبرات خبرتها روحه ولم يعتقد أن هناك

أجمل من هذا الصوت في العالم بأسره، وأسره طلبها الغير مألوف، واستأثر باهتمامه كلية، ولم يفق إلا

على إجابته لها: "بكل سرور، تفضلي، لا مانع". على الرغم من إشارات زملائه له في الأستوديو بلا،

ولكنه كان منوما بروعة وشجاوة وحلاوة ورهافة كلامها وعذوبة أسلوبها المنمق بلا تكلف. لقد لاحظ

الحزن والأسى اللذان يعتصران صوتها الجميل، ببساطة من يعاني يستطيع دونا عن الجميع التقاط

مكابدة غيره للشجون... كان أسوأ يوم في حياته منذ عدة شهور يوم تلقى خبر انتهاء مستقبله كلاعب

كرة سلة محترف، لأن إصابته لن تمكنه من تبوأ مكانته كأفضل لاعب في العالم كما اعتاد منذ سنتين

وظن أنه سيبقى هكذا لفترة نظرا لمواهبه الغير مسبوقة ونبوغه.

كل ماأراده في ذلك اليوم أن ينزوي عن العالم، حتى يستطيع أن يتحمل حدة مشاعره ؛ وأنى له ذلك!

وفجأة البيت الذي كان يظن أنه له بمفرده لعدة أيام، كان يظنها قد تكفي للملمة كسرات آماله بمستقبل

باهر، وحسرات على مواكب طموح لم تبرح للأفق المنشود إلا أنها أبرحته آلاما قد لاتفارقه قساوتها

للممات ؛ تدب فيه الحياة ويمتلئ بأصوات، لا يعرف منها غير صوت أمه، ظل مكانه حتى سمع صوت

غلق الباب الأمامي للشقة فغادر ملاذه. ليذهب ليتناول كوبا من الماء، فإذا به يتجمد من المفاجآة

المذهلة التي ترآت له في الصالة، والتي أنسته أحزانه فجأة، وأسكنت دبيب قنوطه، وأبرأت لهيب

يأسه، ظنه تأثيرا آنيا إلا أنه لازمه للآن. المخلوقة الأجمل على الإطلاق على وجه الأرض، وجه شديد

السحر، زاده الحياء الشديد فتنة، انعكس عليها لهيبا اجتاح وجهها وذراعيها، كانت جامعة لمتناقضات،

أو هكذا ترآى له، ملابس جريئة نوعا ما بدون ابتذال بل بأناقة، يجمل ذلك حياء شديد كلل براءتها

الظاهرة على محياها بارتباك منعش، شعر أصفر غامق ناعم جميل معقود خلف رأسها بعقدة لا تناسب

عمرها الذي لا يكاد يتجاوز السابعة عشر.

لماذا يتذكر ذلك الآن؟ هو لم يفكر في هذا اللقاء للآن... ولا حتى في حينه... ربما صاحبة الصوت الحلو

ذي النبرات المؤثرة ذكرته بذاك اللقاء المنسي، هل نساه فعلا؟!! ربما تناساه لوطأة تحطم مستقبله

الذي تمناه، إلا أن تأثير لقياها المفاجئ بدون تعمد ربما بتدبير إلهي خفف من حدة صدمته، وربما

لاشاها عموما لماذا يشعر هكذا وهو لم يتدبر أمره بعد فيما سيفعله لاحقا فيما يخص باقي حياته،

المتعاطفون، يقتلونه بدون أن يدركوا بمقولة: ' ومستقبل مذيع في الإذاعة ليس بسئ'. المتفائلون

قليلا : ' وأنت وسيم للغاية، ستفتح لك أبواب التلفاز. كل هذه التكهنات تمرضه. الصوت الحلو المنساب

حوله بنبرات اثيرية أثيرة له ككل ذكرته بأميرته الفاتنة والتي انطبعت صورتها بداخله، محتلة قلبه. كل

ماانطبع في ذهنه من معلومات عنها من حديث والدته بعد أن تفاجأت به وعرفت أخباره السيئة، أنها

إحدى قريبات إحدى معارف والدته الجديدات. أمه لم تستفض في الموضوع لصدمتها بخبر اعتزاله

الملاعب؛ هو لم يكن مضطرا الاعتزال حقيقة. كان بإمكانه اللعب جيدا. ولكن متى كان يرضي بالجيد...

كان سيموت ببطء لتدهور تميزه إنه علامة فارقة في كرة السلة عربيا إن لم يكن عالميا أو هكذا كان

سيكون.
أخذ صوتها العذب الساحر ينساب حوله ناصحا تلك، ومداعبا أخرى بموهبة خلابة، كانت خفيفة الظل

جميلة الروح، وهو يعلق بطريقة سريعة على كلامها العقلاني... كانت بسهوله طلبت منه على استحياء

أن تعلق على مشكلات المستمعين، وهذا هو البرنامج الذي كان هو المذيع فيه منذ عدة شهور، ( برنامج

فضفض) وكان الغرض منه أن لا يكون كل تركيزه في فترة النقاهة من الإصابة الفاتكة التي ألمت به،

على استعادة لياقته، حتى لا يتوتر ويأتي اجتهاده في استعادة مستواه بنتائج عكسية هكذا ارتأى

الأطباء، بالاتفاق مع والده لقد لاحظ أنها تنطلق بكل سهولة في التعليق على كل ما يشغل بال

السيدات، وأعجبته رجاحة عقلها وآرائها السديدة والتي أحيانا تدهشه، لأنها لم تخطر له. إلا أنه لاحظ

أنها تتلجلج عند الإجابة على الرجال، وهم يتعمدون الطرافة عليها فيتدخل هو، حتى لاتغضب وتترك

التليفون، كأن اتصالها هو ما منعه من مغادرة البرنامج بلا رجعة، استمر الحال هكذا عدة شهور.

- أحلام.

- نعم يا أبي

- لن تتصلي بهذا البرنامج مرة أخرى.

تلون وجهها بحمرة قانية، أعمق من اللون الوردي الطبيعي الذي يشوب بياضها الناصع، والذي يسكن

خدودها بصفة خاصة، واللتان كانتا ناريتان الآن من تأنيب والدها.

' حبيبي، هذا البرنامج، هو الذي قلل من صدمة موت جدتها، والدتك، على أحلام، ' قالت والدة أحلام

مناشدة سيد والد أحلام، وزوجها.

- هذا البرنامج هو الذي حرمها من الالتحاق بكلية الطب، كما كنا نتمنى.

نظرت إيفا، أم أحلام إلى رأس أحلام المنحنى، بتعاطف، ثم التفتت إلى الوالد بقلب واجف : " كيف

تقول هذا؟ وهل كلية الألسن سيئة؟ "

قالت أحلام بصوت هامس: " السبب الذي جعلني أتصل بهذا البرنامج، هو لأني استحييت أن أبدي

برأيي في علاج جدتي، كان لي رأي لو كنت قلته ربما كانت جدتي مازالت بيننا الآن " .

- لو كنتي طبيبة لكنا استمعنا لكي، هل هذا سبب امتناعك عن الالتحاق بالطب.

- كان اتصالي بالبرنامج بعد امتحانات الثانوية.

- ولو تركتك تتصلين ربما لن تجتازي الاختبارات.

- أبدا، بل هو حافز على المذاكرة هو هواية.

في عطلة نهاية الأسبوع، كان باهر عابسا، عليه أن يتخذ قرارا نهائيا بشأن " فضفض" . من يخدع!! لم

تعد أحلام تتصل، فرجع لنفوره السابق من دفن نفسه هكذا، هل هذا هو باهر...

أضحت أحلام كالإنسان الآلي، مذاكرة ثم المزيد من المذاكرة، انسدت شهيتها عن كل شئ، بعد أن

شرعت في تنفيذ قرار والدها بعدم الاتصال ب (فضفض).

أخذ باهر يسائل نفسه مرارا وتكرارا لماذا لم تعد تتصل هل هذه طريقتها لكي تتنصل من وعدها بتركه يدربها لتتعلم كرة السلة.

- هل يعجبك حال أحلام هكذا؟ إنها حتى أصبحت لا تتناول الطعام إلا نادرا، وبعد الحاح مني، بحجة

التركيز في المذاكرة.

تنهد سيد بشدة: ' لقد سألها أحد المستمعون عن رأيها في انتهاء مستقبله كلاعب، فأشارت عليه

بالتدريب، فأجابها أن هذا الأمر يشغل مخيلته، إلا أن اللعبة ليست منتشرة في المنطقة، على الرغم من

أننا في عام ٢٠٠٥، مثل انتشارها في أمريكا، فأصرت وأملت عليه مناشدة بأن يكون رائدا من الرواد،

فسألها، هل تتعلم على يديه؛ فوعدته.

- هل تقصد المذيع؟

- لا، أحد المستمعون.

قطبت إيفا جبينها.

فنظر إليها زوجها بتركيز، إذن فأنا تتابعين البرنامج وتتركيني أنا أواجه أحلام.

ضحكت إيفا برقة، حسنا سألطف الأمر، ولكنه المضيف.

- دعيني أتذكر، آه تذكرت لقد كان المذيع الذي طرح الأمر على لسان أحد المستمعين.

- صدقني هو المضيف.

●●●
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺[/type]
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌾🌾🌾🌾🌾🌾
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن تعجبكم روايتي الثالثة على شبكة روايتي حيث لم أنشر في أي مكان آخر إلا في شبكة روايتي منذ بدأت

الكتابة. ولا أحل نقل كتاباتي إلى أي مكان آخر. ولم أأذن في السابق. سواء قصص قصيرة أو خواطر أو أشعار أو

روايات.

الرواية الأولى رواية حنين السنين

والرواية الثانية رواية جنة الأحلام

والرواية الثالثة

رواية

حلم العمر كله






[FONT="Arial"]/FONT]



قراءة ممتعة. و أتمنى من كل قلبي أن تعجبكم رواية

حلم العمر كله



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 25-08-21 الساعة 05:21 PM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 26-08-21, 12:52 AM   #3

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني من رواية ( حلم العمر كله)

بسم الله الرحمن الرحيم



رواية
حلم العمر كله

●الفصل الثاني ●

- والدك لن يحدثك مرة أخرى إذا رفضتي.
- آآآه.
ضحكت والدتها، ' ونعم الوزيرة، وليست أي وزارة'.
- أنا لا أقول نعم أنا أتأوه.
تعالت ضحكة ايفا : ' ابنتي المسكينة، ظلموكي فجعلوكي وزيرة'.
- على الأقل أنتي مستمتعة...
- لن تدركي مقدار فرحتي اللهم ارزقك عريس وزير مثل والدك.
اتسعت عيني أحلام على آخرهما: ' إيفا منذ متى كنتي هكذا؟'
- هذه وصية عمتك لي عندما سمعت بالخبر لقد جعلتني أحلف.
- إنها تريد أن تذكرك بأنني فاتني قطار الزواج! وتقلل من فرحتك.
- وكأن أيا كان يستطيع، إلا إذا أصررتي على عدم القبول بالوزارة، ثم من قال أنك فاتك قطار الزواج، الثلاثين ليست سنا كبيرة هذه الأيام ثم إن من يراكي لا يعطيكي سنا أكثر من العشرين، ظللت ترفضين العرسان بحجة المذاكرة وعندما حصلتي على عدة ألقاب تترددين في قبول الوزارة.
- لم أكن أتحجج كنت أذاكر فعلا.
- لاتغيري الموضوع. حسنا، أنت تتهيبين الزواج.
اتسعت حدقتا أحلام مرة أخرى بتذمر : ' أنتي غير معقولة، ولما أتهيب!'
- حرص والدك على تربيتك التريبة المثلى جعلك تتهيبين الزواج، وبالنسبة لوالدك ولي أيضا، لا أحد في العالم يستحقك. بينما أنتي ظللتي تتدللين وترفضين العرسان حتى وصلتي للوزارة؛ وزارة الثورة. وأشارت بيدها تؤكد كلامها بفرحة، وأكملت أنتي تقريبا أصغر وزيرة مرت على الدولة.
- لا أدري، ثم ماعلاقتي أنا بالثورة! وطالما ثورة فربما هناك وزراء آخرين صغارا في السن.
- ماعلاقتك بالثورة؟! أنتي ثورة بحد ذاتها.
- كفي عن الهذر يا إيفا، أنا الاستكانة ذات نفسها.
- أنتي ابنتي وأعرفك جيدا. و رفضك الطب كان ثورة، ورفضك للعرسان ثورة أخرى.
ضحكت أحلام هذه المرة: " ربما، ونسيتي الوزارة'.
- لن يحدث، لن تجرؤي، فكري في كل يرغبك في القبول بها.
فتحت أحلام فمها لتعترض ثم أغلقته بطريقه مضحكة.
- أرأيتي، هناك شيئ ما تريدنه .
- في الحقيقة أريد اكتشاف المواهب وتنميتها.
- في أي مجال؟
- في كل المجالات.
- هذا مشروع ضخم جدا.
- إنه لم يغادر خيالي منذ سنين.
أنار وجه إيفا الإدراك: " هل مازال إصرار والدك على تركك لموهبتك الإذاعية يؤثر فيكي؟" سألت إيفا يتعاطف. ثم أضافت:" كان يمكنك أن تكوني مذيعة، أم أنها ثورة أخرى؟"
- لم يكن الأمر هكذا لا أريد أن أتحدث في هذا، أليس لدينا وزارة لنفكر فيها؟
■■■
- أحلى وزير.
- أمي أنا متردد، وهذا الأمر بمثابة مفاجأة، لم أكن يوما من طلاب المناصب لم يخطر على بالي قط أن أكون وزيرا؛ ماذا أعمل بالوزارة؟!
- بل ماذا ستعمل للوزارة؟
تبسم بهدوء: ' وماذا سأفعل لها يا أحلى أم في الكون كله؟'
- كل هذه الدراسات المستمرة، بدون انقطاع منذ عدة سنوات، وتسأل مثل هذا السؤال!
- كل هذه الدراسة كانت لأني مهتم بكرة السلة، لا أكثر من ذلك، سمها دراسة هواية، مثلا. شغف، فضول، لا أدري ما أسميها...
- لطالما استغربت عندما توقفت عن التدريب، وقبلها استغربت من عدم استمرارك في تقديم البرنامج التلفازي عن نجوم السلة.
- لم أجد نجوما تستحق التقدبم، قالها بخجل حتى لا يتهم بالغرور: " ومن قال أني توقفت عن التدريب، أنها فقط استراحة😊وأضاف مبتسما، طويلة نوعا ما... للدراسة! حتى يكون التدريب متقن...
- النجوم موجودون ولكنهم لايرقون لمعاييرك العالية. وطول الدراسة أتى ثماره؛ بالوزارة.
- أعتقد أني سأرفض.
- لا ترفض، تحدث مع رئيس مجلس الوزراء عن مخاوفك، واستلمها لعدة شهور، إذا لم تشعر أنها تناسبك أو أنك غير مؤثر ولم تحدث فروقا، أتركها.
- أمي إنها وزارة'!
- وزارة ثورة، بمعنى أن كل شيئ جديد.
- أتمنى ذلك. ولكني بصراحة لكي لا أخدعك ذاهب ليس لأحلف اليمين بل لأعتذر، سمعت أن هناك وزيرا لا يستحق أن يكون في وزارة ثورة.
- حبيبي لقد تأخرت، الإعتذار لا يكون يوم حلف اليمين الوزاري..
- لم أعرف بأمر الوزير المندس، المشبوه، إلا اليوم.
- مشبوه! ماهذا؟ كيف يستلم وزارة؟! أليس المفترض في الوزراء أن يكونوا فوق الشبهات؟
- أقصد أنه ضد الثورة، كان من صانعي ومؤيدي النظام السابق، إنه منافق جدا. لا أعرف كيف وعلى أي أساس تم انضمامه بوزارة الثورة، إنه شبهة للثورة ككل. ولهذا أريد أن أنفض يدي من الموضوع ككل... أما بالنسبة للرفض يوم تسلم الوزارة، أليست وزارة ثورة! إذا، كل شيئ متوقع ومباح مسموح به.
■■
كان يوما من الأيام الجميلة، جمالا ساحرا، يوم من الأيام التي لا تنسى وتظل حلاوتها وآثارها مصاحبة للنفس طيلة العمر، عمر جميل ذاخر بأحلى الأيام، وأجمل الأحلام المحققة. كان الشعب بأكمله متفائلا وعلى يقين من أن السوء رحل بلا رجعة وأن القادم أحلى، وأن الثورة جميلة ومن قاموا بها أبطالا حقيقيين، كان هذا يوم أداء حكومة الثورة اليمين. يوم من أيام الله سبحانه وتعالى يوم تهنأ به النفوس.
وعلى الرغم من القلق الشديد الذي كان ينتابها قبل القدوم لحلف اليمين، وهل ستنجح وهل، وهل...؟ إلا أنها عندما وصلت هدأت وبدأ حبور الناس يصل إليها باعثا فيها سكينة وهدوءا. كل الناس مستبشرة، إنها أيام من أيام العمر السرمدية التي لاتنسى. وفجأة كأن صاعقة ضربتها لحظة دخوله للقاعة التي كانت تجلس بها. كان كأنه بطل الأبطال في حكاية خرافية، يمشي بثقة جمة وخفة حركة وهدوء وتمكن وعندما ابتسم لأحد معارفه ضاعت من فيض سحره، شعر فاحم السواد ناعم مقصوص قصة عصرية، يتوج وجها شديد الجاذبية أبيض مشرب بلون الصحة والشباب، لون القوة والعافية، عيون جميلة كحيلة واسعة برموش طويلة وأنف مستقيم وفم رجولي جميل؛ يبدو كبطل أسطوري من أبطال
التاريخ. بطل خارق بملابس عصرية للغاية؛ ببذلتة الشبابية على آخر موضة عصرية. تحوي جسدا فارع الطول للغاية يميل للنحول، واضح أنه رياضي، كأنه بطل في لعبة ما، بادي خفة الحركة، شديد الثقة في نفسه بطريقة طبيعية بلا افتعال. إنه التجسيد للشباب العصري، بادي القوة، والرقي، والتحضر؛ يبدو ذلك في كل سكناته وحركاته، تحس أنها تعرفه... صعقت مرة أخرى عندما سمعت اسمها، كانت تعلم أن ترتيبها الاخير في قائمة حلف اليمين، وهذا أعطاها هدوءا نسبيا؛ الدكتور أحلام سيد..قامت مرتبكة من هذا الخطأ... وإذا بها تطير في الهواء فجأة، والقاعة تنقلب رأسا على عقب... ألعاب نارية، وزجاج متناثر وكاميرات تتحطم، وأسلاك ملتفة حول قدمها، وكأن السقف هوى فوقها، وإذا بالبطل الأسطوري الذي رأته منذ دقائق بسرعة البرق أمامها، ويجري بها ملصقا اياها في الحائط قبل أن تقع الثريا فوقها، ووقف أمامها مانعا عنها كواراث القاعة بحركة حماية تلقائية، هل أصابك شي؟ كانت تغطي وجهها بيديها، رفعت وجههاونظرت إليه.
- هل أعرفك؟
سألها
- لا أدري.
نأسف لهذا الخطأ، أتاهم الصوت الذي يعلن عن أسماء الوزراء:
'الدكتور علام سيد. وزيرا ل...'
تأوهت أحلام، لقد كادت أن تلقى حتفها منذ لحظة. وإذا بالبطل الأسطوري يتركها وينفجر طائحا بمن يواجهه، وطالب بعقد اجتماع طارئ للوقوف على حقيقة وسبب ماحدث، حاولوا إقناعه بجهد بأن يهدأ ويؤجل ذلك حتى انتهاء حلف اليمين. كل هذا وأعمال إخلاء القاعة على قدم وساق؛ وحلف اليمين مستمر في القاعة الأخرى، وكأن شيئا لم يحدث. ويبدو حتى الآن كأن أحلام هي المتضررة فقط، على الرغم من أن الضرر لم يتعدى ذلك ولله الحمد. ياله من بطل سريع البديهة خفيف الحركة، لم يجزع أو يتردد للحظة، بل أنقذها بمعجزة في لحظات، والآن عليهم أن يواجهوا غضبه الشديد.
ظل باهر بجوارها حتى يمتص ذعرها، هي في الواقع كانت في مرحلة الذهول. ناولها كوبا من العصير وزجاجة مياه معدنية وجلس بجوارها يحدثها ليليهيها عما حدث وفي نفس الوقت كان تفكيره كله منصب على استجلاء ماحدث. وتربيط الأمور ببعضها البعض، أخبرها أنه كان ينوي أن يعتذر عن الوزارة ولكن بسبب ما حصل الآن رفضه سيجعل ثورتهم في مهب الريح، ومثارا للتكهنات؛ عندما أخبرها بذلك حملقت فيه... لقد كانت تنتابها الأفكار بأن تعتذر الآن بعد الذي حدث.
- أتريد أن تقنعني بأن ما حدث الآن يجعلك تتراجع عن قرارك بالاعتذار.
- بكل تأكيد.
- لا أفهم.
- الإعتذار الآن بسبب بعض التحفظات يعد نوعا من الأنانية أو ترف في غير محله، فالثورة بحاجة لحماية من الاختراق.
- وما علاقة ما حدث لي بالثورة؟!!
- ألا تدرين حقا؟!!
ارتجفت بشدة عندما تذكرت أنها ربما كانت مصابة بشدة الآن أو ربما... وغاض اللون من وجهها، وازداد وجهها الشديد الجمال شحوبا ووهنت. كانت تتمتع بحسن لافت للنظر، في كل حالاتها، عيون ملونة يصعب تحديد لونها الحقيقي ولكنها جميلة للغاية برموش سوداء خلابة في وجه مشرق
على الدوام، سواء ابتسمت أو شردت في خضم أفكارها. وجه كلاسيكي الحسن، ملون بألوان الطبيعة ومحجبة بحجاب يناسبها للغاية، وترتدي ملابس محتشمة وأنيقة تظهرها متناسقة الجسد ومتوسطة الطول.
وحملقا في بعضهما البعض بصمت.
- هل أنت على ما يرام يادكتورة؟!
- ' أحلام'. ردت بطريقة آلية.
برقت عيناه بشدة، فقد ذكرته بأحلام خاصته والتي حاول اقتفاء آثارها منذ عدة سنين بعد اختفائها من حياته ولكنه لم ينجح، ولكن الصوت مختلف... في الحقيقة إذا كان( يظن عندما سمع صوت أحلامه بأنه جميل، فإن زميلته الوزيرة صوتها صوت قيثارة أو إحدى حور الجنة، كل ما فيها جنة، كأنه رآها في السابق ولكن لا يتذكر من هي، ترى هل هي مشهورة!) وتنهد بصوت مسموع عندما وصل بفكره إلى أنها أحلامه، لقد كانت حبه الثاني في خلال عدة شهور، الأولى كانت الفتاة الغير عادية الجمال، والتي لم يستطع اقتفاء آثارها... لم يفعل في حقيقة الأمر؛ إلا أنها لم تغادر أحلامه قط...
علق بصوت مشحون بالقلق وعواطف خفية، ' هل تحتاجين فحصا طبيا الآن، للاطمئنان، أم تستطيعين الصمود لحين انتهاء حلف اليمين.
اهتمامه أخجلها، فثرثرت،" لقد كنت أفكر في أن أعتذر عن الوزارة بعد الذي حصل لي. أمي أقنعتني بطريقتها المقنعة وخبطت على جبينها بطريقة مضحكة على طريقتها في التعبير..
تبسم على الرغم منه. وسرح قليلا في الحقيقة ان صوتها أجمل بمراحل من صوت أحلام كأنه صوت من الجنة. هي ككل أجمل حورية وقعت عليها عيناه.. فتنة خالصة تمشي على الأرض وتريد أن تغادر الوزارة بعد أن بدأ يقتنع بالقبول بسببها. تنهد وحثها بعينيه لتكمل مابدأته؛ فتابعت هي " أريد اكتشاف المواهب في جميع المجالات."
- أين كانت تائهة عني هذه الفكرة، أطرق لبرهة " أنا الذي كان تائها ووالدتك أضاءت طريقي، أضاف مبتسما وأمسك بيديها، دليل استحسان للفكرة وفرحه الجم بها. فسحبت يدها استحياءا وفي نفس اللحظة اشتبك نظرها بموبايل كبير الحجم لم تتبين وجه من يلتقط صورتهما به، وعندما أرادت أن تلفت نظره؛ تعالى الصوت من حجرة حلف اليمين الدستورية، الدكتور باهر هادي عن حقيبة الرياضة.
- باهر! ولم تدري أنها نطقت بها بهذه الألفة، وعدم التصديق.
تشابكت نظراتهما وأشاحت هي بوجهها.
- أحلام!! همس بها ولكنها سمعتها، نظرت إليه مستفهمة فسايرها، " تعالي معي فلنحلف سويا، أخشى أن أتركك هنا بعدما حدث. احمر وجهها بشدة، ' لا أعرف هل يجوز؟!"
تعالي معي وبعد أن أحلف أجعلهم ينادون على اسمك، يكفي ما مر بك، سأجعلك تحلفين قبلي لو استدعى الأمر، لن أحلف قبلك.
- لقد أذاعوا اسمك بالفعل، وأذعنت لطلبه فهي تكره أن تتركه بعد أن وجدته... أخيرا، جمعتهما الأيام... وأي أيام!! وتعاقبت عليها مشاعر صعبة الوصف وهي تمشي بجواره. وفعلا أقنعهم بأن تحلف بعده.
كانت كأنها في حلم رائع... خرجت معه ولكن التف حوله بعض معارفه يسامرونه، فانطلقت هي في طريقها، آملة ألا يطيل مع من يحادثونه. فإذا بأحدهم يوقفها ويسألها بفظاظة، عما ستفعله من هي مثلها لابنه الذي حصل على مجموع دون مستواه، وعندما كشف عن ورقه لم يضعوا له درجاته التي ظلمه التصحيح بها حتى لا يتفوق على ابن أحد المسؤولين الكبار الذي كان يتشاجر معه دائما بسبب فتاة، زميلتهم، التي استنجدت بابنه من سوء معاملة ابن الأكابر لها ومعاكسته الدائمة لها.
ضحك آخر، وجهه غير مريح كأنه بلطجي: 'وماذا ستفعل هذه الطفلة مع الأولاد في سن كهذه، يتركون المذاكرة ويهيمون بها، وستكون سببا في ضياع مستقبلهم.'
حاولت أحلام التملص منهم بلباقة، واعدة الأول بأن ابنه لن يحس بالظلم، طالما هي وزيرة. حاولت الاسراع بالمغادرة قدر المستطاع ولكن أحدهم، والذي كان مرتديا قناعا لوجه ساخر مستفز أخرج مسدسا صوبه ناحيتها، قائلا: " ماذا ستفعلين عندما يتشاجرون بسببك بالأسلحة النارية؟"
- نهرته أحلام وتخطته فأطلق الرصاص فوق رأسها وارتطمت الرصاصة بعمود الكهرباء وارتدت أمام باهر مرتطمة بأصيص زهور وهشمته. كان المسدس كاتما للصوت. وعندما حاولت أحلام أن تتراجع للداخل جذبها البلطجي، مصوبا بالمسدس باتجاهها، وقبل أن تنطلق الرصاصة الثانية كان باهرا طائرا باتجاه أحلام لإخراجها من المشهد المفتعل المقزز، مجنبا اياها وإياه أيضا الرصاصة الغادرة، ثم ركل برجله المسدس من يد القاتل ويده توجه له اللكمات، وكشف قناعه وكبله.
●●●●●
●●●●●●●●●●●●●


[type=937220] بسم الله الرحمن الرحيم
●الفصل الثاني ●

- والدك لن يحدثك مرة أخرى إذا رفضتي.
- آآآه.
ضحكت والدتها، ' ونعم الوزيرة، وليست أي وزارة'.
- أنا لا أقول نعم أنا أتأوه.
تعالت ضحكة ايفا : ' ابنتي المسكينة، ظلموكي فجعلوكي وزيرة'.
- على الأقل أنتي مستمتعة...
- لن تدركي مقدار فرحتي اللهم ارزقك عريس وزير مثل والدك.
اتسعت عيني أحلام على آخرهما: ' إيفا منذ متى كنتي هكذا؟'
- هذه وصية عمتك لي عندما سمعت بالخبر لقد جعلتني أحلف.
- إنها تريد أن تذكرك بأنني فاتني قطار الزواج! وتقلل من فرحتك.
- وكأن أيا كان يستطيع، إلا إذا أصررتي على عدم القبول بالوزارة، ثم من قال أنك فاتك قطار الزواج، الثلاثين ليست سنا كبيرة هذه الأيام ثم إن من يراكي لا يعطيكي سنا أكثر من العشرين، ظللت ترفضين العرسان بحجة المذاكرة وعندما حصلتي على عدة ألقاب تترددين في قبول الوزارة.
- لم أكن أتحجج كنت أذاكر فعلا.
- لاتغيري الموضوع. حسنا، أنت تتهيبين الزواج.
اتسعت حدقتا أحلام مرة أخرى بتذمر : ' أنتي غير معقولة، ولما أتهيب!'
- حرص والدك على تربيتك التريبة المثلى جعلك تتهيبين الزواج، وبالنسبة لوالدك ولي أيضا، لا أحد في العالم يستحقك. بينما أنتي ظللتي تتدللين وترفضين العرسان حتى وصلتي للوزارة؛ وزارة الثورة. وأشارت بيدها تؤكد كلامها بفرحة، وأكملت أنتي تقريبا أصغر وزيرة مرت على الدولة.
- لا أدري، ثم ماعلاقتي أنا بالثورة! وطالما ثورة فربما هناك وزراء آخرين صغارا في السن.
- ماعلاقتك بالثورة؟! أنتي ثورة بحد ذاتها.
- كفي عن الهذر يا إيفا، أنا الاستكانة ذات نفسها.
- أنتي ابنتي وأعرفك جيدا. و رفضك الطب كان ثورة، ورفضك للعرسان ثورة أخرى.
ضحكت أحلام هذه المرة: " ربما، ونسيتي الوزارة'.
- لن يحدث، لن تجرؤي، فكري في كل يرغبك في القبول بها.
فتحت أحلام فمها لتعترض ثم أغلقته بطريقه مضحكة.
- أرأيتي، هناك شيئ ما تريدنه .
- في الحقيقة أريد اكتشاف المواهب وتنميتها.
- في أي مجال؟
- في كل المجالات.
- هذا مشروع ضخم جدا.
- إنه لم يغادر خيالي منذ سنين.
أنار وجه إيفا الإدراك: " هل مازال إصرار والدك على تركك لموهبتك الإذاعية يؤثر فيكي؟" سألت إيفا يتعاطف. ثم أضافت:" كان يمكنك أن تكوني مذيعة، أم أنها ثورة أخرى؟"
- لم يكن الأمر هكذا لا أريد أن أتحدث في هذا، أليس لدينا وزارة لنفكر فيها؟
■■■
- أحلى وزير.
- أمي أنا متردد، وهذا الأمر بمثابة مفاجأة، لم أكن يوما من طلاب المناصب لم يخطر على بالي قط أن أكون وزيرا؛ ماذا أعمل بالوزارة؟!
- بل ماذا ستعمل للوزارة؟
تبسم بهدوء: ' وماذا سأفعل لها يا أحلى أم في الكون كله؟'
- كل هذه الدراسات المستمرة، بدون انقطاع منذ عدة سنوات، وتسأل مثل هذا السؤال!
- كل هذه الدراسة كانت لأني مهتم بكرة السلة، لا أكثر من ذلك، سمها دراسة هواية، مثلا. شغف، فضول، لا أدري ما أسميها...
- لطالما استغربت عندما توقفت عن التدريب، وقبلها استغربت من عدم استمرارك في تقديم البرنامج التلفازي عن نجوم السلة.
- لم أجد نجوما تستحق التقدبم، قالها بخجل حتى لا يتهم بالغرور: " ومن قال أني توقفت عن التدريب، أنها فقط استراحة😊وأضاف مبتسما، طويلة نوعا ما... للدراسة! حتى يكون التدريب متقن...
- النجوم موجودون ولكنهم لايرقون لمعاييرك العالية. وطول الدراسة أتى ثماره؛ بالوزارة.
- أعتقد أني سأرفض.
- لا ترفض، تحدث مع رئيس مجلس الوزراء عن مخاوفك، واستلمها لعدة شهور، إذا لم تشعر أنها تناسبك أو أنك غير مؤثر ولم تحدث فروقا، أتركها.
- أمي إنها وزارة'!
- وزارة ثورة، بمعنى أن كل شيئ جديد.
- أتمنى ذلك. ولكني بصراحة لكي لا أخدعك ذاهب ليس لأحلف اليمين بل لأعتذر، سمعت أن هناك وزيرا لا يستحق أن يكون في وزارة ثورة.
- حبيبي لقد تأخرت، الإعتذار لا يكون يوم حلف اليمين الوزاري..
- لم أعرف بأمر الوزير المندس، المشبوه، إلا اليوم.
- مشبوه! ماهذا؟ كيف يستلم وزارة؟! أليس المفترض في الوزراء أن يكونوا فوق الشبهات؟
- أقصد أنه ضد الثورة، كان من صانعي ومؤيدي النظام السابق، إنه منافق جدا. لا أعرف كيف وعلى أي أساس تم انضمامه بوزارة الثورة، إنه شبهة للثورة ككل. ولهذا أريد أن أنفض يدي من الموضوع ككل... أما بالنسبة للرفض يوم تسلم الوزارة، أليست وزارة ثورة! إذا، كل شيئ متوقع ومباح مسموح به.
■■
كان يوما من الأيام الجميلة، جمالا ساحرا، يوم من الأيام التي لا تنسى وتظل حلاوتها وآثارها مصاحبة للنفس طيلة العمر، عمر جميل ذاخر بأحلى الأيام، وأجمل الأحلام المحققة. كان الشعب بأكمله متفائلا وعلى يقين من أن السوء رحل بلا رجعة وأن القادم أحلى، وأن الثورة جميلة ومن قاموا بها أبطالا حقيقيين، كان هذا يوم أداء حكومة الثورة اليمين. يوم من أيام الله سبحانه وتعالى يوم تهنأ به النفوس.
وعلى الرغم من القلق الشديد الذي كان ينتابها قبل القدوم لحلف اليمين، وهل ستنجح وهل، وهل...؟ إلا أنها عندما وصلت هدأت وبدأ حبور الناس يصل إليها باعثا فيها سكينة وهدوءا. كل الناس مستبشرة، إنها أيام من أيام العمر السرمدية التي لاتنسى. وفجأة كأن صاعقة ضربتها لحظة دخوله للقاعة التي كانت تجلس بها. كان كأنه بطل الأبطال في حكاية خرافية، يمشي بثقة جمة وخفة حركة وهدوء وتمكن وعندما ابتسم لأحد معارفه ضاعت من فيض سحره، شعر فاحم السواد ناعم مقصوص قصة عصرية، يتوج وجها شديد الجاذبية أبيض مشرب بلون الصحة والشباب، لون القوة والعافية، عيون جميلة كحيلة واسعة برموش طويلة وأنف مستقيم وفم رجولي جميل؛ يبدو كبطل أسطوري من أبطال
التاريخ. بطل خارق بملابس عصرية للغاية؛ ببذلتة الشبابية على آخر موضة عصرية. تحوي جسدا فارع الطول للغاية يميل للنحول، واضح أنه رياضي، كأنه بطل في لعبة ما، بادي خفة الحركة، شديد الثقة في نفسه بطريقة طبيعية بلا افتعال. إنه التجسيد للشباب العصري، بادي القوة، والرقي، والتحضر؛ يبدو ذلك في كل سكناته وحركاته، تحس أنها تعرفه... صعقت مرة أخرى عندما سمعت اسمها، كانت تعلم أن ترتيبها الاخير في قائمة حلف اليمين، وهذا أعطاها هدوءا نسبيا؛ الدكتور أحلام سيد..قامت مرتبكة من هذا الخطأ... وإذا بها تطير في الهواء فجأة، والقاعة تنقلب رأسا على عقب... ألعاب نارية، وزجاج متناثر وكاميرات تتحطم، وأسلاك ملتفة حول قدمها، وكأن السقف هوى فوقها، وإذا بالبطل الأسطوري الذي رأته منذ دقائق بسرعة البرق أمامها، ويجري بها ملصقا اياها في الحائط قبل أن تقع الثريا فوقها، ووقف أمامها مانعا عنها كواراث القاعة بحركة حماية تلقائية، هل أصابك شي؟ كانت تغطي وجهها بيديها، رفعت وجههاونظرت إليه.
- هل أعرفك؟
سألها
- لا أدري.
نأسف لهذا الخطأ، أتاهم الصوت الذي يعلن عن أسماء الوزراء:
'الدكتور علام سيد. وزيرا ل...'
تأوهت أحلام، لقد كادت أن تلقى حتفها منذ لحظة. وإذا بالبطل الأسطوري يتركها وينفجر طائحا بمن يواجهه، وطالب بعقد اجتماع طارئ للوقوف على حقيقة وسبب ماحدث، حاولوا إقناعه بجهد بأن يهدأ ويؤجل ذلك حتى انتهاء حلف اليمين. كل هذا وأعمال إخلاء القاعة على قدم وساق؛ وحلف اليمين مستمر في القاعة الأخرى، وكأن شيئا لم يحدث. ويبدو حتى الآن كأن أحلام هي المتضررة فقط، على الرغم من أن الضرر لم يتعدى ذلك ولله الحمد. ياله من بطل سريع البديهة خفيف الحركة، لم يجزع أو يتردد للحظة، بل أنقذها بمعجزة في لحظات، والآن عليهم أن يواجهوا غضبه الشديد.
ظل باهر بجوارها حتى يمتص ذعرها، هي في الواقع كانت في مرحلة الذهول. ناولها كوبا من العصير وزجاجة مياه معدنية وجلس بجوارها يحدثها ليليهيها عما حدث وفي نفس الوقت كان تفكيره كله منصب على استجلاء ماحدث. وتربيط الأمور ببعضها البعض، أخبرها أنه كان ينوي أن يعتذر عن الوزارة ولكن بسبب ما حصل الآن رفضه سيجعل ثورتهم في مهب الريح، ومثارا للتكهنات؛ عندما أخبرها بذلك حملقت فيه... لقد كانت تنتابها الأفكار بأن تعتذر الآن بعد الذي حدث.
- أتريد أن تقنعني بأن ما حدث الآن يجعلك تتراجع عن قرارك بالاعتذار.
- بكل تأكيد.
- لا أفهم.
- الإعتذار الآن بسبب بعض التحفظات يعد نوعا من الأنانية أو ترف في غير محله، فالثورة بحاجة لحماية من الاختراق.
- وما علاقة ما حدث لي بالثورة؟!!
- ألا تدرين حقا؟!!
ارتجفت بشدة عندما تذكرت أنها ربما كانت مصابة بشدة الآن أو ربما... وغاض اللون من وجهها، وازداد وجهها الشديد الجمال شحوبا ووهنت. كانت تتمتع بحسن لافت للنظر، في كل حالاتها، عيون ملونة يصعب تحديد لونها الحقيقي ولكنها جميلة للغاية برموش سوداء خلابة في وجه مشرق
على الدوام، سواء ابتسمت أو شردت في خضم أفكارها. وجه كلاسيكي الحسن، ملون بألوان الطبيعة ومحجبة بحجاب يناسبها للغاية، وترتدي ملابس محتشمة وأنيقة تظهرها متناسقة الجسد ومتوسطة الطول.
وحملقا في بعضهما البعض بصمت.
- هل أنت على ما يرام يادكتورة؟!
- ' أحلام'. ردت بطريقة آلية.
برقت عيناه بشدة، فقد ذكرته بأحلام خاصته والتي حاول اقتفاء آثارها منذ عدة سنين بعد اختفائها من حياته ولكنه لم ينجح، ولكن الصوت مختلف... في الحقيقة إذا كان( يظن عندما سمع صوت أحلامه بأنه جميل، فإن زميلته الوزيرة صوتها صوت قيثارة أو إحدى حور الجنة، كل ما فيها جنة، كأنه رآها في السابق ولكن لا يتذكر من هي، ترى هل هي مشهورة!) وتنهد بصوت مسموع عندما وصل بفكره إلى أنها أحلامه، لقد كانت حبه الثاني في خلال عدة شهور، الأولى كانت الفتاة الغير عادية الجمال، والتي لم يستطع اقتفاء آثارها... لم يفعل في حقيقة الأمر؛ إلا أنها لم تغادر أحلامه قط...
علق بصوت مشحون بالقلق وعواطف خفية، ' هل تحتاجين فحصا طبيا الآن، للاطمئنان، أم تستطيعين الصمود لحين انتهاء حلف اليمين.
اهتمامه أخجلها، فثرثرت،" لقد كنت أفكر في أن أعتذر عن الوزارة بعد الذي حصل لي. أمي أقنعتني بطريقتها المقنعة وخبطت على جبينها بطريقة مضحكة على طريقتها في التعبير..
تبسم على الرغم منه. وسرح قليلا في الحقيقة ان صوتها أجمل بمراحل من صوت أحلام كأنه صوت من الجنة. هي ككل أجمل حورية وقعت عليها عيناه.. فتنة خالصة تمشي على الأرض وتريد أن تغادر الوزارة بعد أن بدأ يقتنع بالقبول بسببها. تنهد وحثها بعينيه لتكمل مابدأته؛ فتابعت هي " أريد اكتشاف المواهب في جميع المجالات."
- أين كانت تائهة عني هذه الفكرة، أطرق لبرهة " أنا الذي كان تائها ووالدتك أضاءت طريقي، أضاف مبتسما وأمسك بيديها، دليل استحسان للفكرة وفرحه الجم بها. فسحبت يدها استحياءا وفي نفس اللحظة اشتبك نظرها بموبايل كبير الحجم لم تتبين وجه من يلتقط صورتهما به، وعندما أرادت أن تلفت نظره؛ تعالى الصوت من حجرة حلف اليمين الدستورية، الدكتور باهر هادي عن حقيبة الرياضة.
- باهر! ولم تدري أنها نطقت بها بهذه الألفة، وعدم التصديق.
تشابكت نظراتهما وأشاحت هي بوجهها.
- أحلام!! همس بها ولكنها سمعتها، نظرت إليه مستفهمة فسايرها، " تعالي معي فلنحلف سويا، أخشى أن أتركك هنا بعدما حدث. احمر وجهها بشدة، ' لا أعرف هل يجوز؟!"
تعالي معي وبعد أن أحلف أجعلهم ينادون على اسمك، يكفي ما مر بك، سأجعلك تحلفين قبلي لو استدعى الأمر، لن أحلف قبلك.
- لقد أذاعوا اسمك بالفعل، وأذعنت لطلبه فهي تكره أن تتركه بعد أن وجدته... أخيرا، جمعتهما الأيام... وأي أيام!! وتعاقبت عليها مشاعر صعبة الوصف وهي تمشي بجواره. وفعلا أقنعهم بأن تحلف بعده.
كانت كأنها في حلم رائع... خرجت معه ولكن التف حوله بعض معارفه يسامرونه، فانطلقت هي في طريقها، آملة ألا يطيل مع من يحادثونه. فإذا بأحدهم يوقفها ويسألها بفظاظة، عما ستفعله من هي مثلها لابنه الذي حصل على مجموع دون مستواه، وعندما كشف عن ورقه لم يضعوا له درجاته التي ظلمه التصحيح بها حتى لا يتفوق على ابن أحد المسؤولين الكبار الذي كان يتشاجر معه دائما بسبب فتاة، زميلتهم، التي استنجدت بابنه من سوء معاملة ابن الأكابر لها ومعاكسته الدائمة لها.
ضحك آخر، وجهه غير مريح كأنه بلطجي: 'وماذا ستفعل هذه الطفلة مع الأولاد في سن كهذه، يتركون المذاكرة ويهيمون بها، وستكون سببا في ضياع مستقبلهم.'
حاولت أحلام التملص منهم بلباقة، واعدة الأول بأن ابنه لن يحس بالظلم، طالما هي وزيرة. حاولت الاسراع بالمغادرة قدر المستطاع ولكن أحدهم، والذي كان مرتديا قناعا لوجه ساخر مستفز أخرج مسدسا صوبه ناحيتها، قائلا: " ماذا ستفعلين عندما يتشاجرون بسببك بالأسلحة النارية؟"
- نهرته أحلام وتخطته فأطلق الرصاص فوق رأسها وارتطمت الرصاصة بعمود الكهرباء وارتدت أمام باهر مرتطمة بأصيص زهور وهشمته. كان المسدس كاتما للصوت. وعندما حاولت أحلام أن تتراجع للداخل جذبها البلطجي، مصوبا بالمسدس باتجاهها، وقبل أن تنطلق الرصاصة الثانية كان باهرا طائرا باتجاه أحلام لإخراجها من المشهد المفتعل المقزز، مجنبا اياها وإياه أيضا الرصاصة الغادرة، ثم ركل برجله المسدس من يد القاتل ويده توجه له اللكمات، وكشف قناعه وكبله.[/type]

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
[marq]●الفصل الثاني ●
- والدك لن يحدثك مرة أخرى إذا رفضتي.
- آآآه.
ضحكت والدتها، ' ونعم الوزيرة، وليست أي وزارة'.
- أنا لا أقول نعم أنا أتأوه.
تعالت ضحكة ايفا : ' ابنتي المسكينة، ظلموكي فجعلوكي وزيرة'.
- على الأقل أنتي مستمتعة...
- لن تدركي مقدار فرحتي اللهم ارزقك عريس وزير مثل والدك.
اتسعت عيني أحلام على آخرهما: ' إيفا منذ متى كنتي هكذا؟'
- هذه وصية عمتك لي عندما سمعت بالخبر لقد جعلتني أحلف.
- إنها تريد أن تذكرك بأنني فاتني قطار الزواج! وتقلل من فرحتك.
- وكأن أيا كان يستطيع، إلا إذا أصررتي على عدم القبول بالوزارة، ثم من قال أنك فاتك قطار الزواج، الثلاثين ليست سنا كبيرة هذه الأيام ثم إن من يراكي لا يعطيكي سنا أكثر من العشرين، ظللت ترفضين العرسان بحجة المذاكرة وعندما حصلتي على عدة ألقاب تترددين في قبول الوزارة.
- لم أكن أتحجج كنت أذاكر فعلا.
- لاتغيري الموضوع. حسنا، أنت تتهيبين الزواج.
اتسعت حدقتا أحلام مرة أخرى بتذمر : ' أنتي غير معقولة، ولما أتهيب!'
- حرص والدك على تربيتك التريبة المثلى جعلك تتهيبين الزواج، وبالنسبة لوالدك ولي أيضا، لا أحد في العالم يستحقك. بينما أنتي ظللتي تتدللين وترفضين العرسان حتى وصلتي للوزارة؛ وزارة الثورة. وأشارت بيدها تؤكد كلامها بفرحة، وأكملت أنتي تقريبا أصغر وزيرة مرت على الدولة.
- لا أدري، ثم ماعلاقتي أنا بالثورة! وطالما ثورة فربما هناك وزراء آخرين صغارا في السن.
- ماعلاقتك بالثورة؟! أنتي ثورة بحد ذاتها.
- كفي عن الهذر يا إيفا، أنا الاستكانة ذات نفسها.
- أنتي ابنتي وأعرفك جيدا. و رفضك الطب كان ثورة، ورفضك للعرسان ثورة أخرى.
ضحكت أحلام هذه المرة: " ربما، ونسيتي الوزارة'.
- لن يحدث، لن تجرؤي، فكري في كل يرغبك في القبول بها.
فتحت أحلام فمها لتعترض ثم أغلقته بطريقه مضحكة.
- أرأيتي، هناك شيئ ما تريدنه .
- في الحقيقة أريد اكتشاف المواهب وتنميتها.
- في أي مجال؟
- في كل المجالات.
- هذا مشروع ضخم جدا.
- إنه لم يغادر خيالي منذ سنين.
أنار وجه إيفا الإدراك: " هل مازال إصرار والدك على تركك لموهبتك الإذاعية يؤثر فيكي؟" سألت إيفا يتعاطف. ثم أضافت:" كان يمكنك أن تكوني مذيعة، أم أنها ثورة أخرى؟"
- لم يكن الأمر هكذا لا أريد أن أتحدث في هذا، أليس لدينا وزارة لنفكر فيها؟
■■■
- أحلى وزير.
- أمي أنا متردد، وهذا الأمر بمثابة مفاجأة، لم أكن يوما من طلاب المناصب لم يخطر على بالي قط أن أكون وزيرا؛ ماذا أعمل بالوزارة؟!
- بل ماذا ستعمل للوزارة؟
تبسم بهدوء: ' وماذا سأفعل لها يا أحلى أم في الكون كله؟'
- كل هذه الدراسات المستمرة، بدون انقطاع منذ عدة سنوات، وتسأل مثل هذا السؤال!
- كل هذه الدراسة كانت لأني مهتم بكرة السلة، لا أكثر من ذلك، سمها دراسة هواية، مثلا. شغف، فضول، لا أدري ما أسميها...
- لطالما استغربت عندما توقفت عن التدريب، وقبلها استغربت من عدم استمرارك في تقديم البرنامج التلفازي عن نجوم السلة.
- لم أجد نجوما تستحق التقدبم، قالها بخجل حتى لا يتهم بالغرور: " ومن قال أني توقفت عن التدريب، أنها فقط استراحة😊وأضاف مبتسما، طويلة نوعا ما... للدراسة! حتى يكون التدريب متقن...
- النجوم موجودون ولكنهم لايرقون لمعاييرك العالية. وطول الدراسة أتى ثماره؛ بالوزارة.
- أعتقد أني سأرفض.
- لا ترفض، تحدث مع رئيس مجلس الوزراء عن مخاوفك، واستلمها لعدة شهور، إذا لم تشعر أنها تناسبك أو أنك غير مؤثر ولم تحدث فروقا، أتركها.
- أمي إنها وزارة'!
- وزارة ثورة، بمعنى أن كل شيئ جديد.
- أتمنى ذلك. ولكني بصراحة لكي لا أخدعك ذاهب ليس لأحلف اليمين بل لأعتذر، سمعت أن هناك وزيرا لا يستحق أن يكون في وزارة ثورة.
- حبيبي لقد تأخرت، الإعتذار لا يكون يوم حلف اليمين الوزاري..
- لم أعرف بأمر الوزير المندس، المشبوه، إلا اليوم.
- مشبوه! ماهذا؟ كيف يستلم وزارة؟! أليس المفترض في الوزراء أن يكونوا فوق الشبهات؟
- أقصد أنه ضد الثورة، كان من صانعي ومؤيدي النظام السابق، إنه منافق جدا. لا أعرف كيف وعلى أي أساس تم انضمامه بوزارة الثورة، إنه شبهة للثورة ككل. ولهذا أريد أن أنفض يدي من الموضوع ككل... أما بالنسبة للرفض يوم تسلم الوزارة، أليست وزارة ثورة! إذا، كل شيئ متوقع ومباح مسموح به.
■■
كان يوما من الأيام الجميلة، جمالا ساحرا، يوم من الأيام التي لا تنسى وتظل حلاوتها وآثارها مصاحبة للنفس طيلة العمر، عمر جميل ذاخر بأحلى الأيام، وأجمل الأحلام المحققة. كان الشعب بأكمله متفائلا وعلى يقين من أن السوء رحل بلا رجعة وأن القادم أحلى، وأن الثورة جميلة ومن قاموا بها أبطالا حقيقيين، كان هذا يوم أداء حكومة الثورة اليمين. يوم من أيام الله سبحانه وتعالى يوم تهنأ به النفوس.
وعلى الرغم من القلق الشديد الذي كان ينتابها قبل القدوم لحلف اليمين، وهل ستنجح وهل، وهل...؟ إلا أنها عندما وصلت هدأت وبدأ حبور الناس يصل إليها باعثا فيها سكينة وهدوءا. كل الناس مستبشرة، إنها أيام من أيام العمر السرمدية التي لاتنسى. وفجأة كأن صاعقة ضربتها لحظة دخوله للقاعة التي كانت تجلس بها. كان كأنه بطل الأبطال في حكاية خرافية، يمشي بثقة جمة وخفة حركة وهدوء وتمكن وعندما ابتسم لأحد معارفه ضاعت من فيض سحره، شعر فاحم السواد ناعم مقصوص قصة عصرية، يتوج وجها شديد الجاذبية أبيض مشرب بلون الصحة والشباب، لون القوة والعافية، عيون جميلة كحيلة واسعة برموش طويلة وأنف مستقيم وفم رجولي جميل؛ يبدو كبطل أسطوري من أبطال
التاريخ. بطل خارق بملابس عصرية للغاية؛ ببذلتة الشبابية على آخر موضة عصرية. تحوي جسدا فارع الطول للغاية يميل للنحول، واضح أنه رياضي، كأنه بطل في لعبة ما، بادي خفة الحركة، شديد الثقة في نفسه بطريقة طبيعية بلا افتعال. إنه التجسيد للشباب العصري، بادي القوة، والرقي، والتحضر؛ يبدو ذلك في كل سكناته وحركاته، تحس أنها تعرفه... صعقت مرة أخرى عندما سمعت اسمها، كانت تعلم أن ترتيبها الاخير في قائمة حلف اليمين، وهذا أعطاها هدوءا نسبيا؛ الدكتور أحلام سيد..قامت مرتبكة من هذا الخطأ... وإذا بها تطير في الهواء فجأة، والقاعة تنقلب رأسا على عقب... ألعاب نارية، وزجاج متناثر وكاميرات تتحطم، وأسلاك ملتفة حول قدمها، وكأن السقف هوى فوقها، وإذا بالبطل الأسطوري الذي رأته منذ دقائق بسرعة البرق أمامها، ويجري بها ملصقا اياها في الحائط قبل أن تقع الثريا فوقها، ووقف أمامها مانعا عنها كواراث القاعة بحركة حماية تلقائية، هل أصابك شي؟ كانت تغطي وجهها بيديها، رفعت وجههاونظرت إليه.
- هل أعرفك؟
سألها
- لا أدري.
نأسف لهذا الخطأ، أتاهم الصوت الذي يعلن عن أسماء الوزراء:
'الدكتور علام سيد. وزيرا ل...'
تأوهت أحلام، لقد كادت أن تلقى حتفها منذ لحظة. وإذا بالبطل الأسطوري يتركها وينفجر طائحا بمن يواجهه، وطالب بعقد اجتماع طارئ للوقوف على حقيقة وسبب ماحدث، حاولوا إقناعه بجهد بأن يهدأ ويؤجل ذلك حتى انتهاء حلف اليمين. كل هذا وأعمال إخلاء القاعة على قدم وساق؛ وحلف اليمين مستمر في القاعة الأخرى، وكأن شيئا لم يحدث. ويبدو حتى الآن كأن أحلام هي المتضررة فقط، على الرغم من أن الضرر لم يتعدى ذلك ولله الحمد. ياله من بطل سريع البديهة خفيف الحركة، لم يجزع أو يتردد للحظة، بل أنقذها بمعجزة في لحظات، والآن عليهم أن يواجهوا غضبه الشديد.
ظل باهر بجوارها حتى يمتص ذعرها، هي في الواقع كانت في مرحلة الذهول. ناولها كوبا من العصير وزجاجة مياه معدنية وجلس بجوارها يحدثها ليليهيها عما حدث وفي نفس الوقت كان تفكيره كله منصب على استجلاء ماحدث. وتربيط الأمور ببعضها البعض، أخبرها أنه كان ينوي أن يعتذر عن الوزارة ولكن بسبب ما حصل الآن رفضه سيجعل ثورتهم في مهب الريح، ومثارا للتكهنات؛ عندما أخبرها بذلك حملقت فيه... لقد كانت تنتابها الأفكار بأن تعتذر الآن بعد الذي حدث.
- أتريد أن تقنعني بأن ما حدث الآن يجعلك تتراجع عن قرارك بالاعتذار.
- بكل تأكيد.
- لا أفهم.
- الإعتذار الآن بسبب بعض التحفظات يعد نوعا من الأنانية أو ترف في غير محله، فالثورة بحاجة لحماية من الاختراق.
- وما علاقة ما حدث لي بالثورة؟!!
- ألا تدرين حقا؟!!
ارتجفت بشدة عندما تذكرت أنها ربما كانت مصابة بشدة الآن أو ربما... وغاض اللون من وجهها، وازداد وجهها الشديد الجمال شحوبا ووهنت. كانت تتمتع بحسن لافت للنظر، في كل حالاتها، عيون ملونة يصعب تحديد لونها الحقيقي ولكنها جميلة للغاية برموش سوداء خلابة في وجه مشرق
على الدوام، سواء ابتسمت أو شردت في خضم أفكارها. وجه كلاسيكي الحسن، ملون بألوان الطبيعة ومحجبة بحجاب يناسبها للغاية، وترتدي ملابس محتشمة وأنيقة تظهرها متناسقة الجسد ومتوسطة الطول.
وحملقا في بعضهما البعض بصمت.
- هل أنت على ما يرام يادكتورة؟!
- ' أحلام'. ردت بطريقة آلية.
برقت عيناه بشدة، فقد ذكرته بأحلام خاصته والتي حاول اقتفاء آثارها منذ عدة سنين بعد اختفائها من حياته ولكنه لم ينجح، ولكن الصوت مختلف... في الحقيقة إذا كان( يظن عندما سمع صوت أحلامه بأنه جميل، فإن زميلته الوزيرة صوتها صوت قيثارة أو إحدى حور الجنة، كل ما فيها جنة، كأنه رآها في السابق ولكن لا يتذكر من هي، ترى هل هي مشهورة!) وتنهد بصوت مسموع عندما وصل بفكره إلى أنها أحلامه، لقد كانت حبه الثاني في خلال عدة شهور، الأولى كانت الفتاة الغير عادية الجمال، والتي لم يستطع اقتفاء آثارها... لم يفعل في حقيقة الأمر؛ إلا أنها لم تغادر أحلامه قط...
علق بصوت مشحون بالقلق وعواطف خفية، ' هل تحتاجين فحصا طبيا الآن، للاطمئنان، أم تستطيعين الصمود لحين انتهاء حلف اليمين.
اهتمامه أخجلها، فثرثرت،" لقد كنت أفكر في أن أعتذر عن الوزارة بعد الذي حصل لي. أمي أقنعتني بطريقتها المقنعة وخبطت على جبينها بطريقة مضحكة على طريقتها في التعبير..
تبسم على الرغم منه. وسرح قليلا في الحقيقة ان صوتها أجمل بمراحل من صوت أحلام كأنه صوت من الجنة. هي ككل أجمل حورية وقعت عليها عيناه.. فتنة خالصة تمشي على الأرض وتريد أن تغادر الوزارة بعد أن بدأ يقتنع بالقبول بسببها. تنهد وحثها بعينيه لتكمل مابدأته؛ فتابعت هي " أريد اكتشاف المواهب في جميع المجالات."
- أين كانت تائهة عني هذه الفكرة، أطرق لبرهة " أنا الذي كان تائها ووالدتك أضاءت طريقي، أضاف مبتسما وأمسك بيديها، دليل استحسان للفكرة وفرحه الجم بها. فسحبت يدها استحياءا وفي نفس اللحظة اشتبك نظرها بموبايل كبير الحجم لم تتبين وجه من يلتقط صورتهما به، وعندما أرادت أن تلفت نظره؛ تعالى الصوت من حجرة حلف اليمين الدستورية، الدكتور باهر هادي عن حقيبة الرياضة.
- باهر! ولم تدري أنها نطقت بها بهذه الألفة، وعدم التصديق.
تشابكت نظراتهما وأشاحت هي بوجهها.
- أحلام!! همس بها ولكنها سمعتها، نظرت إليه مستفهمة فسايرها، " تعالي معي فلنحلف سويا، أخشى أن أتركك هنا بعدما حدث. احمر وجهها بشدة، ' لا أعرف هل يجوز؟!"
تعالي معي وبعد أن أحلف أجعلهم ينادون على اسمك، يكفي ما مر بك، سأجعلك تحلفين قبلي لو استدعى الأمر، لن أحلف قبلك.
- لقد أذاعوا اسمك بالفعل، وأذعنت لطلبه فهي تكره أن تتركه بعد أن وجدته... أخيرا، جمعتهما الأيام... وأي أيام!! وتعاقبت عليها مشاعر صعبة الوصف وهي تمشي بجواره. وفعلا أقنعهم بأن تحلف بعده.
كانت كأنها في حلم رائع... خرجت معه ولكن التف حوله بعض معارفه يسامرونه، فانطلقت هي في طريقها، آملة ألا يطيل مع من يحادثونه. فإذا بأحدهم يوقفها ويسألها بفظاظة، عما ستفعله من هي مثلها لابنه الذي حصل على مجموع دون مستواه، وعندما كشف عن ورقه لم يضعوا له درجاته التي ظلمه التصحيح بها حتى لا يتفوق على ابن أحد المسؤولين الكبار الذي كان يتشاجر معه دائما بسبب فتاة، زميلتهم، التي استنجدت بابنه من سوء معاملة ابن الأكابر لها ومعاكسته الدائمة لها.
ضحك آخر، وجهه غير مريح كأنه بلطجي: 'وماذا ستفعل هذه الطفلة مع الأولاد في سن كهذه، يتركون المذاكرة ويهيمون بها، وستكون سببا في ضياع مستقبلهم.'
حاولت أحلام التملص منهم بلباقة، واعدة الأول بأن ابنه لن يحس بالظلم، طالما هي وزيرة. حاولت الاسراع بالمغادرة قدر المستطاع ولكن أحدهم، والذي كان مرتديا قناعا لوجه ساخر مستفز أخرج مسدسا صوبه ناحيتها، قائلا: " ماذا ستفعلين عندما يتشاجرون بسببك بالأسلحة النارية؟"
- نهرته أحلام وتخطته فأطلق الرصاص فوق رأسها وارتطمت الرصاصة بعمود الكهرباء وارتدت أمام باهر مرتطمة بأصيص زهور وهشمته. كان المسدس كاتما للصوت. وعندما حاولت أحلام أن تتراجع للداخل جذبها البلطجي، مصوبا بالمسدس باتجاهها، وقبل أن تنطلق الرصاصة الثانية كان باهرا طائرا باتجاه أحلام لإخراجها من المشهد المفتعل المقزز، مجنبا اياها وإياه أيضا الرصاصة الغادرة، ثم ركل برجله المسدس من يد القاتل ويده توجه له اللكمات، وكشف قناعه وكبله.[/marq]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 26-08-21 الساعة 01:15 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 26-08-21, 09:29 PM   #4

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث من رواية حلم العمر كله

بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹
●●●●●●●●●●●●●●●●●●
الفصل الثالث
••••••••••••••
كان من أبهج الأعياد، وأكثرها مسا لشغاف روحه.كان ثاني يوم العيد، حيث التفت حوله أسرته، ينهلون من اطمئنان تواجده معهم وعودته لهم بعد غياب عام في محطة الفضاء الدولية. استيقظ رائد الفضاء على رائحة من الجنة، رائحة طهي زوجته الحبيبة وبنتيه. واستقبلته زوجته مرحبة في مملكة مطبخها تذيقه الأطايب التي حرمها منها هي بالذات. وضحكت تخبره:
" لقد حلمت لأول مرة في حياتي، بعد الحلم الذي حكيته لنا أمس مساءا.
- لا تقولي لي أنك حلمتي ب حلم جنة الأحلام.
علق هاشا ومبتهجا.
شاركته النكتة:
" لا، بل حلمي (حلم العمر). 😍😊💪
ضحكت البنتان:
- ماما تنافسك على الصعود للفضاء.
وقلن مع والدتهما كالكورس بتناغم:
- لماذا لا يجعلون رواد الفضاء يصطحبون عائلاتهم في المحطة الدولية.
- أعتقد أنهم في سبيلهم إلى ذلك، وربما يخشوا ألا ترضى بعض العائلات بالرجوع ويعجبها الفضاء.
ضحك الجميع على نكتة الوالد الرائد.
●●●●●●●
'غرام الوزراء'، علق وزير 'الشعب' هائجا على صورة أحلام وباهر وهو محتضنا اياها وحاملا إياها بين ذراعيه ليبعدها عن الرصاصة المعتوهة. والمجرم المأجور.
كادت أحلام تذوب من الخجل ونظرها مثبت على الطاولة أمامها في حجرة الإجتماعات، بسبب الاجتماع الطارئ الذي كان من المفترض أن يتناول الأشياء الفظيعة التي حدثت لها، فإذا بوسائل التواصل الاجتماعي كلها تنتشر عليها مقاطع فيديو مجتزأة عن باهر وهو يحتضنها ويمشي بها في الفيديو الذي تم ابطاؤه عن عمد وأضافوا له موسيقى حالمة لأغراض خبيثة وتعليقات أخبث، وصور وكوميكسات عنهما وعن ثورة الحب، وصورتهما وأيديهما متشابكة، أو هكذا زوروها.
تابع" وزير الشعب" هياجه بصوت محتد، ما هذا التهريج؟! واللعب والاحراج.
'لم لا تستقيل، وتترك لنا الشبهات؟' رد باهر بهدوء قاتل.
نظر له وزير الشعب نظرة شريرة، هذه الوزارة مستحدثة، وكأنها مفصلة لاقحام هذا الدعي على وزارة الثورة، المفترض أن الغرض منها ربط الشعب بالثورة ومتابعتها وجعله مع صانعي القرار سويا، إلا أن اختيار الوزير كان عليه ملايين علامات الاستفهام، فأبناؤه وأقرباؤه مشاركين في شركة أمن خاص عليها مليارات علامات الاستفهام، تقوم بعمليات مخابراتية ليس لها علاقة بالدولة ومؤسساتها الرسمية!! والشركة بعض من يعملون بها أجانب ولهم علاقة بدبلوماسيين.
ولم يستبعد والدها وهو يحدثها، بعد أن أتصل بها باهر ليطمئن عليها وعلى صحتها بعد العجائب التي حدثت معها؛ فإذا بحديثه مع والدها يطول أكثر من نصف الساعة. ولقد تشابهت آراء الاثنان في أن الوزير العلامة الاعتراضية على الثورة تشير إليه أصابع الاتهام فيما حدث لأحلام...
داوها بما كانت هي الداء. هكذا يظن بقايا النظام البائد، هذا كان ما قاله باهر. وأدركت لم تعجب لعدم تبينها علاقتها بالثورة. فمن أججت ثورة قبل ثورتهم بشهر، امرأة بدوية من أكابر القبائل في إحدى الدول. هي كانت صحفية، وعندما حدث التخبط والارتجال الذي حدث بسبب قضية غاز مسرب في أحد المصانع هناك، والذي تسبب في قتل زوجها المسلم مع قرابة عشرين أو أكثر من العاملين في الشركة. وبعدما حاولت كشف النقاب عن الرشاوى والفساد والإهمال اللذين كانوا وراء الحادث؛ حدث انفجار متعمد بالغاز داخل المصنع ليغطوا على ما سبق. وصوروه على أنه حادث اجرامي إلا أنه مع تسريب الغاز الناتج عن الاصرار على الاهمال، فهم وجدوا من يغطي مكاباراتهم بأنه لا توجد أخطاء حدثت في حادث قتل زوج الصحفية المسلم لم تمرق دعاويهم على أحد.
وكان من المديرين نظيفي السمعة واليد، انفجر المصنع بأكمله وماحوله من مناطق بخسائر مهوولة في الأرواح والممتلكات. وكان من ضحاياه أخت الصحفية فكان ذلك شرارة الثورة لملاحقة الصحفية بتهمة نشر أخبار كاذبة ومحاولة القبض عليها إلا أن باقي القبائل رفضوا تسليمها رفضا قاطعا كما رفضوا محاولات التزييف والتكتم على ماحدث من أمور جسام أهاجت الناس رفضا لملاحقة نسائهم. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الاعلام البديل الذي نقل الحقائق، وتشكلت جبهات تطالب باستفتاء على رحيل النظام؛ ومحاكمة المتسببين في انفجار منطقة المصنع وإزهاق الأرواح البريئة وكان من ضمنهم كبار سن ومقام وعجائز وأطفال للأسف الشديدين.
بعدما حدث ذلك في تلك الدولة، تم كشف النقاب عن قضايا فساد عفن مطمورة، وقام مارد الصحافة عندهم والإعلام والإعلام البديل من قمقمه. وتم التأكد من أنه أبدا لم يكن من حزب الكنبة. بل كان نشطا رغم محاولات اطفاء شعلة صحوته. وتبعه هبة العمال والعاملين والمطحونين لسوء الأحوال.
إنها صحوة مفاجئة لم يكن يسبقها، سبات أو راحة. وعندما تم ملاحقة مجموعة من الصفحيات لوقوفهن ضد تزييف الوعي وتكميم الأفواه، وحرية الرأي الحقيقي؛ وليس الممول أو المشبوه؛ رفض الشعب بأكمله تجربة ما حدث في الدولة التي سبقتهم في الثورة. لقد كانوا دائما وعلى مر العصور منذ الأزل تغييراتهم تغييرات بيضاء. يساندها الشعب. شعب يلفظ المآسي والكوارث المفتعلة ومن يصرون على الأخطاء والاعوجاج والالتفاف على كل الحقوق ويحرمونهم المألوف،الجميل، و الطبيعي.
■■■
- لم؟ هل ضبطوني في أوضاع مريبة؟
قال الوزير المخل بالمجلس.
استجمعت أحلام نفسها، وحلت عليها سكينة استمدتها من هدوء الباهر، وآه لو تدري هي كم كانت مشاعره ثائرة، ثورة عارمة تحت هذا الهدوء.
- أريد أن أعرف ما الذي حدث لي أمس.
التقط منها باهر المحاولة لاكتشاف ما جرى: " أين اختفت الحراسة بفعل فاعل في المرتين؟!!"
رد الوزير المزيف: 'لم تختفي في المرة الأولى'.
نظر إليه باهر بحدة نظرة متهمة: " أين اختفت تسجيلات الكاميرات في المرتين؟ ومن شاغل الحراس في المرة الثانية بحجة وجود قنبلة في القاعة؟"
- ولم تم تغيير ترتيب اسمي؟ ولم يكن السلك الذي التف حول قدمي وأنا ذاهبة لأحلف موجودا عندما جلست.
سألته أحلام متعحبة بلا انفعال. فهي قمة في تمالك الأعصاب. ناهيك عن أنها لم تكن خائفة.
- إنه سلك إحدى كاميرات قناة تليفزيونية، رد الوزير الزائف متأففا.
تساءل باهر:
- وكيف طالت الكاميرا، مهما طال عامودها الثريا، وأنى لكاميرا أن توقع ثريا بهذه الضخامة؟! ولماذا تغير مكان تأدية اليمين قبلها بيوم؟!!
رد نائب رئيس الوزراء بسخرية مبطنة:
حتى لا يشاركونا تارت(كعكة ) وزارة الشع.. الثورة ولأنهم حرموها، انتقموا فنشروا صورا ومقاطع فيديو لم يصوروها مع اختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة بالداخل والخارج، يبدو أن الثورة بها دخلاء.
كان المشبوه كقنبلة على وشك الانفجار، فلجأ للسخرية والتزييف:
- ومارأيك في توظيف الأقارب في وظائف وزارية... قال ذلك بصوت عال بطريقة غير لائقة صادما يده بالطاولة بحركة استفزازية؟
رد نائب رئيس الوزراء، بكل ثبات وثقة: " تقصد شركة أمن ماصك، ترى من خلف القناع!!! وبالتأكيد له علاقة بما جرى أمس" .
- لا تغير الموضوع.
ونظر لباقي الوزراء: " سيادة وزير الشباب ابن خالة نائب رئيس الوزراء" .
تدخل رئيس الوزراء: " تم إقتراح اسم الدكتور باهر لكفاءته الغير مسبوقة في المجال الرياضي وعلمه الغزير ولنجاح مشروعاته المتعددة التي يدعم بها الشباب" .
••••••••••••
بالكاد دخل باهر منزله، برأسه التي تكاد تلامس حافة الباب، حيث كان فارع القامة كلاعب كرة سلة عظيم، حتى استقبتله والدته ووجهها متألق بالتفاؤل:
- لقد اخترتها لك منذ سنوات...
جاءته كلمات والدته ضبابية كنظرات عيناه السرابية إليها، كان يخرج هاتفه الخلوي ومفاتيحه من جيب بذلته، إلا أن اهتزاز الهاتف جعله ينظر للرسائل بنظرة خاطفة أولا، وهو يتعجب من كلام والدته... متسائلا في نفسه هل كانت والدته تعرف أحلام منذ سنوات بينما كان يبحث عنها دون فائدة؟ وأنى لها ذلك؟! ثم دقق النظر في هاتفه عندما طالعت عيناه اسم أحلام في رسالة على الفيس بوك، لا، ليست أحلام بل والدتها؛ نظر إلى والدته التي كانت أمامه الآن؛ حاملة خاتما ماسيا:
- حبيبي هذا خاتمي القديم، خاتمي المصري، قبل أن يشتري لي والدك خاتمي الجديد من أمريكا.
لأن والد باهر كان ديبلوماسيا في سفارة مصر بالولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٨، وقد رافقته الأسرة المتمثلة في الوالدة، ليزا، وباهر، والذي كان في مرحلة تعليمه الثانوي، بتألقه النادر الكروي في مجال السلة، إلا أن مرحلة العالمية كانت في أمريكا حيث ضمه أشهر فرق الدوري الأمريكي للمحترفين، فسطع نجمه سطوعا غير مسبوق، مكن فريقه من الفوز بالدوري الأمريكي لعامين على التوالي وحصد هو كل الألقاب في هذين العامين. وكاد يحوز ألقاب العام الثالث؛ لولا إصابته.
استرسلت ليزا في الكلام:
- خذه، هذه هديتي لعروسك المستقبلية...
كان باهر يسترق النظر للموبايل. لذا استسلمت ليزا لعدم اهتمامه، يبدو أن كونه حديث الساعة على السوشيال ميديا، موضوع مغرض، ولكنه لامس شغاف قلبها وروحها. فالطالما ألحت عليه بالاستقرار، والبدء في تكوين أسرته. إلا أنه كان دوما محجما عن ذلك بحجة رغبته في الاستقرار المهني أولا.
- حسنا زينه لي كما يروق لك...
- اعذريني والدتي الحبيبة، حبيبة قلبي لعدم انتباهي لك. فما يحصل أمور جلل.

- لم تعودي طفلة لتنسحبي وتنحنى للعراقيل.
- بابا هذه مسألة حياة أو... وتلعثمت ومن ثم أطرقت غير راغبة في متابعة الكلام.
تدخلت إيفا في الحديث بعدما استفسرت من باهر عما حدث في الاجتماع ليجعل أحلام تلوح باستقالتها لأبيها حتى الآن:
- باهر من رأيه أنها وزارة انتقالية فلا داعي لتنيلي- من يزعجوكي و يظنوكوما الحلقة الأضعف في سلسلة وزراء الثورة مرامهما...
ضحكت أحلام بسخرية على مقولة أن باهر حلقة ضعيفة، ولاقت ضحكتها القصيرة القلقة لأنها خائفة أن تكون هي الحلقة الأضعف؛ كما يتوهمون، صدى في عيون والدتها وكأنها تقول لها هذا مايجب أن يكون... تنهدت أحلام مذعنة للمنطق، وبخاصة هي من أقنعت باهر بهدف جميل، فلا يجب أن تنسحب دون تحقيقه:
- ولكن بشرط، لو سمحتي يا ايفا أعطيني دبلتك القديمة قبل أن يزداد وزنك قليلا.
- ولماذا؟!!!
- سأرتديها منعا للأقاويل......
- لا، لا يجوز...
تدخل والد أحلام مستحسنا فكرة ابنته:
- أنا معك، البسيها، ولكن استمري في عملك الوزاري وحاولي تحقيق أحلامك.
وبعد أن غادر والدتها، ضحكت والدتها:
- أجنبية! يالهم من أفاقين.
شاركتها أحلام الضحك.
كان اسم والدة أحلام الحقيقي أليفة، وهم كانوا من هواة مشاهدة الأفلام. وفي إحدى مرات مشاهدتهم لإحدى الأفلام الأجنبية، كانت بطلته نسخة من والدة أحلام. فأطلق عليها زوجها إيفا. وإحيانا يصغرون ويدللون ايفا دليل على خفة ظلهم
- اكتبي على صفحتك على السوشيال ميديا ( أليفة سابقا).
- أحلام!
أتاها صوت والدها وهو يحاول كتم ضحكه.
- آسفة يا والدي. أعتذر منك يا أمي.
لم ترد والدتها من قهقهاتها.
- لا أعرف، ربما عليك أنت أن تكوني أشرس.
- لا، البنات المهذبات لا يكن شرسات.
علق والدها:
دعي ذلك عنك...
تساءلت والدتها :
- هل ادعاؤهم بأن والدتك أجنبية هو سبب تلويحك باستقالتك من الوزارة؟

❤❤
بعد عدة أيام تكرر نفس المشهد في بيت أحلام.
- والدي ليس معنى تحقيق حلمي أن أجازف بالثورة. سأحاول تحقيق أحلامي حتى بدون منصب وزيرة. هناك تصميم على استهداف الثورة من خلالي...
نظر إليها والدها بتعمن، فلم يجد أدنى ذرة للخوف في محياها أو وقفتها الشامخة، أو تطرقها لموضوع يضايقه مرتين في أسبوع واحد...
- ما الذي حدث هذه المرة؟؟
تساءلت إيفا متوجسة و قلقة.
- كان هناك من يتتبعني.

[type=309207]🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹
●●●●●●●●●●●●●●●●●●
الفصل الثالث
••••••••••••••
كان من أبهج الأعياد، وأكثرها مسا لشغاف روحه.كان ثاني يوم العيد، حيث التفت حوله أسرته، ينهلون من اطمئنان تواجده معهم وعودته لهم بعد غياب عام في محطة الفضاء الدولية. استيقظ رائد الفضاء على رائحة من الجنة، رائحة طهي زوجته الحبيبة وبنتيه. واستقبلته زوجته مرحبة في مملكة مطبخها تذيقه الأطايب التي حرمها منها هي بالذات. وضحكت تخبره:
" لقد حلمت لأول مرة في حياتي، بعد الحلم الذي حكيته لنا أمس مساءا.
- لا تقولي لي أنك حلمتي ب حلم جنة الأحلام.
علق هاشا ومبتهجا.
شاركته النكتة:
" لا، بل حلمي (حلم العمر). 😍😊💪
ضحكت البنتان:
- ماما تنافسك على الصعود للفضاء.
وقلن مع والدتهما كالكورس بتناغم:
- لماذا لا يجعلون رواد الفضاء يصطحبون عائلاتهم في المحطة الدولية.
- أعتقد أنهم في سبيلهم إلى ذلك، وربما يخشوا ألا ترضى بعض العائلات بالرجوع ويعجبها الفضاء.
ضحك الجميع على نكتة الوالد الرائد.
●●●●●●●
'غرام الوزراء'، علق وزير 'الشعب' هائجا على صورة أحلام وباهر وهو محتضنا اياها وحاملا إياها بين ذراعيه ليبعدها عن الرصاصة المعتوهة. والمجرم المأجور.
كادت أحلام تذوب من الخجل ونظرها مثبت على الطاولة أمامها في حجرة الإجتماعات، بسبب الاجتماع الطارئ الذي كان من المفترض أن يتناول الأشياء الفظيعة التي حدثت لها، فإذا بوسائل التواصل الاجتماعي كلها تنتشر عليها مقاطع فيديو مجتزأة عن باهر وهو يحتضنها ويمشي بها في الفيديو الذي تم ابطاؤه عن عمد وأضافوا له موسيقى حالمة لأغراض خبيثة وتعليقات أخبث، وصور وكوميكسات عنهما وعن ثورة الحب، وصورتهما وأيديهما متشابكة، أو هكذا زوروها.
تابع" وزير الشعب" هياجه بصوت محتد، ما هذا التهريج؟! واللعب والاحراج.
'لم لا تستقيل، وتترك لنا الشبهات؟' رد باهر بهدوء قاتل.
نظر له وزير الشعب نظرة شريرة، هذه الوزارة مستحدثة، وكأنها مفصلة لاقحام هذا الدعي على وزارة الثورة، المفترض أن الغرض منها ربط الشعب بالثورة ومتابعتها وجعله مع صانعي القرار سويا، إلا أن اختيار الوزير كان عليه ملايين علامات الاستفهام، فأبناؤه وأقرباؤه مشاركين في شركة أمن خاص عليها مليارات علامات الاستفهام، تقوم بعمليات مخابراتية ليس لها علاقة بالدولة ومؤسساتها الرسمية!! والشركة بعض من يعملون بها أجانب ولهم علاقة بدبلوماسيين.
ولم يستبعد والدها وهو يحدثها، بعد أن أتصل بها باهر ليطمئن عليها وعلى صحتها بعد العجائب التي حدثت معها؛ فإذا بحديثه مع والدها يطول أكثر من نصف الساعة. ولقد تشابهت آراء الاثنان في أن الوزير العلامة الاعتراضية على الثورة تشير إليه أصابع الاتهام فيما حدث لأحلام...
داوها بما كانت هي الداء. هكذا يظن بقايا النظام البائد، هذا كان ما قاله باهر. وأدركت لم تعجب لعدم تبينها علاقتها بالثورة. فمن أججت ثورة قبل ثورتهم بشهر، امرأة بدوية من أكابر القبائل في إحدى الدول. هي كانت صحفية، وعندما حدث التخبط والارتجال الذي حدث بسبب قضية غاز مسرب في أحد المصانع هناك، والذي تسبب في قتل زوجها المسلم مع قرابة عشرين أو أكثر من العاملين في الشركة. وبعدما حاولت كشف النقاب عن الرشاوى والفساد والإهمال اللذين كانوا وراء الحادث؛ حدث انفجار متعمد بالغاز داخل المصنع ليغطوا على ما سبق. وصوروه على أنه حادث اجرامي إلا أنه مع تسريب الغاز الناتج عن الاصرار على الاهمال، فهم وجدوا من يغطي مكاباراتهم بأنه لا توجد أخطاء حدثت في حادث قتل زوج الصحفية المسلم لم تمرق دعاويهم على أحد.
وكان من المديرين نظيفي السمعة واليد، انفجر المصنع بأكمله وماحوله من مناطق بخسائر مهوولة في الأرواح والممتلكات. وكان من ضحاياه أخت الصحفية فكان ذلك شرارة الثورة لملاحقة الصحفية بتهمة نشر أخبار كاذبة ومحاولة القبض عليها إلا أن باقي القبائل رفضوا تسليمها رفضا قاطعا كما رفضوا محاولات التزييف والتكتم على ماحدث من أمور جسام أهاجت الناس رفضا لملاحقة نسائهم. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الاعلام البديل الذي نقل الحقائق، وتشكلت جبهات تطالب باستفتاء على رحيل النظام؛ ومحاكمة المتسببين في انفجار منطقة المصنع وإزهاق الأرواح البريئة وكان من ضمنهم كبار سن ومقام وعجائز وأطفال للأسف الشديدين.
بعدما حدث ذلك في تلك الدولة، تم كشف النقاب عن قضايا فساد عفن مطمورة، وقام مارد الصحافة عندهم والإعلام والإعلام البديل من قمقمه. وتم التأكد من أنه أبدا لم يكن من حزب الكنبة. بل كان نشطا رغم محاولات اطفاء شعلة صحوته. وتبعه هبة العمال والعاملين والمطحونين لسوء الأحوال.
إنها صحوة مفاجئة لم يكن يسبقها، سبات أو راحة. وعندما تم ملاحقة مجموعة من الصفحيات لوقوفهن ضد تزييف الوعي وتكميم الأفواه، وحرية الرأي الحقيقي؛ وليس الممول أو المشبوه؛ رفض الشعب بأكمله تجربة ما حدث في الدولة التي سبقتهم في الثورة. لقد كانوا دائما وعلى مر العصور منذ الأزل تغييراتهم تغييرات بيضاء. يساندها الشعب. شعب يلفظ المآسي والكوارث المفتعلة ومن يصرون على الأخطاء والاعوجاج والالتفاف على كل الحقوق ويحرمونهم المألوف،الجميل، و الطبيعي.
■■■
- لم؟ هل ضبطوني في أوضاع مريبة؟
قال الوزير المخل بالمجلس.
استجمعت أحلام نفسها، وحلت عليها سكينة استمدتها من هدوء الباهر، وآه لو تدري هي كم كانت مشاعره ثائرة، ثورة عارمة تحت هذا الهدوء.
- أريد أن أعرف ما الذي حدث لي أمس.
التقط منها باهر المحاولة لاكتشاف ما جرى: " أين اختفت الحراسة بفعل فاعل في المرتين؟!!"
رد الوزير المزيف: 'لم تختفي في المرة الأولى'.
نظر إليه باهر بحدة نظرة متهمة: " أين اختفت تسجيلات الكاميرات في المرتين؟ ومن شاغل الحراس في المرة الثانية بحجة وجود قنبلة في القاعة؟"
- ولم تم تغيير ترتيب اسمي؟ ولم يكن السلك الذي التف حول قدمي وأنا ذاهبة لأحلف موجودا عندما جلست.
سألته أحلام متعحبة بلا انفعال. فهي قمة في تمالك الأعصاب. ناهيك عن أنها لم تكن خائفة.
- إنه سلك إحدى كاميرات قناة تليفزيونية، رد الوزير الزائف متأففا.
تساءل باهر:
- وكيف طالت الكاميرا، مهما طال عامودها الثريا، وأنى لكاميرا أن توقع ثريا بهذه الضخامة؟! ولماذا تغير مكان تأدية اليمين قبلها بيوم؟!!
رد نائب رئيس الوزراء بسخرية مبطنة:
حتى لا يشاركونا تارت(كعكة ) وزارة الشع.. الثورة ولأنهم حرموها، انتقموا فنشروا صورا ومقاطع فيديو لم يصوروها مع اختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة بالداخل والخارج، يبدو أن الثورة بها دخلاء.
كان المشبوه كقنبلة على وشك الانفجار، فلجأ للسخرية والتزييف:
- ومارأيك في توظيف الأقارب في وظائف وزارية... قال ذلك بصوت عال بطريقة غير لائقة صادما يده بالطاولة بحركة استفزازية؟
رد نائب رئيس الوزراء، بكل ثبات وثقة: " تقصد شركة أمن ماصك، ترى من خلف القناع!!! وبالتأكيد له علاقة بما جرى أمس" .
- لا تغير الموضوع.
ونظر لباقي الوزراء: " سيادة وزير الشباب ابن خالة نائب رئيس الوزراء" .
تدخل رئيس الوزراء: " تم إقتراح اسم الدكتور باهر لكفاءته الغير مسبوقة في المجال الرياضي وعلمه الغزير ولنجاح مشروعاته المتعددة التي يدعم بها الشباب" .
••••••••••••
بالكاد دخل باهر منزله، برأسه التي تكاد تلامس حافة الباب، حيث كان فارع القامة كلاعب كرة سلة عظيم، حتى استقبتله والدته ووجهها متألق بالتفاؤل:
- لقد اخترتها لك منذ سنوات...
جاءته كلمات والدته ضبابية كنظرات عيناه السرابية إليها، كان يخرج هاتفه الخلوي ومفاتيحه من جيب بذلته، إلا أن اهتزاز الهاتف جعله ينظر للرسائل بنظرة خاطفة أولا، وهو يتعجب من كلام والدته... متسائلا في نفسه هل كانت والدته تعرف أحلام منذ سنوات بينما كان يبحث عنها دون فائدة؟ وأنى لها ذلك؟! ثم دقق النظر في هاتفه عندما طالعت عيناه اسم أحلام في رسالة على الفيس بوك، لا، ليست أحلام بل والدتها؛ نظر إلى والدته التي كانت أمامه الآن؛ حاملة خاتما ماسيا:
- حبيبي هذا خاتمي القديم، خاتمي المصري، قبل أن يشتري لي والدك خاتمي الجديد من أمريكا.
لأن والد باهر كان ديبلوماسيا في سفارة مصر بالولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٨، وقد رافقته الأسرة المتمثلة في الوالدة، ليزا، وباهر، والذي كان في مرحلة تعليمه الثانوي، بتألقه النادر الكروي في مجال السلة، إلا أن مرحلة العالمية كانت في أمريكا حيث ضمه أشهر فرق الدوري الأمريكي للمحترفين، فسطع نجمه سطوعا غير مسبوق، مكن فريقه من الفوز بالدوري الأمريكي لعامين على التوالي وحصد هو كل الألقاب في هذين العامين. وكاد يحوز ألقاب العام الثالث؛ لولا إصابته.
استرسلت ليزا في الكلام:
- خذه، هذه هديتي لعروسك المستقبلية...
كان باهر يسترق النظر للموبايل. لذا استسلمت ليزا لعدم اهتمامه، يبدو أن كونه حديث الساعة على السوشيال ميديا، موضوع مغرض، ولكنه لامس شغاف قلبها وروحها. فالطالما ألحت عليه بالاستقرار، والبدء في تكوين أسرته. إلا أنه كان دوما محجما عن ذلك بحجة رغبته في الاستقرار المهني أولا.
- حسنا زينه لي كما يروق لك...
- اعذريني والدتي الحبيبة، حبيبة قلبي لعدم انتباهي لك. فما يحصل أمور جلل.

- لم تعودي طفلة لتنسحبي وتنحنى للعراقيل.
- بابا هذه مسألة حياة أو... وتلعثمت ومن ثم أطرقت غير راغبة في متابعة الكلام.
تدخلت إيفا في الحديث بعدما استفسرت من باهر عما حدث في الاجتماع ليجعل أحلام تلوح باستقالتها لأبيها حتى الآن:
- باهر من رأيه أنها وزارة انتقالية فلا داعي لتنيلي- من يزعجوكي و يظنوكوما الحلقة الأضعف في سلسلة وزراء الثورة مرامهما...
ضحكت أحلام بسخرية على مقولة أن باهر حلقة ضعيفة، ولاقت ضحكتها القصيرة القلقة لأنها خائفة أن تكون هي الحلقة الأضعف؛ كما يتوهمون، صدى في عيون والدتها وكأنها تقول لها هذا مايجب أن يكون... تنهدت أحلام مذعنة للمنطق، وبخاصة هي من أقنعت باهر بهدف جميل، فلا يجب أن تنسحب دون تحقيقه:
- ولكن بشرط، لو سمحتي يا ايفا أعطيني دبلتك القديمة قبل أن يزداد وزنك قليلا.
- ولماذا؟!!!
- سأرتديها منعا للأقاويل......
- لا، لا يجوز...
تدخل والد أحلام مستحسنا فكرة ابنته:
- أنا معك، البسيها، ولكن استمري في عملك الوزاري وحاولي تحقيق أحلامك.
وبعد أن غادر والدتها، ضحكت والدتها:
- أجنبية! يالهم من أفاقين.
شاركتها أحلام الضحك.
كان اسم والدة أحلام الحقيقي أليفة، وهم كانوا من هواة مشاهدة الأفلام. وفي إحدى مرات مشاهدتهم لإحدى الأفلام الأجنبية، كانت بطلته نسخة من والدة أحلام. فأطلق عليها زوجها إيفا. وإحيانا يصغرون ويدللون ايفا دليل على خفة ظلهم
- اكتبي على صفحتك على السوشيال ميديا ( أليفة سابقا).
- أحلام!
أتاها صوت والدها وهو يحاول كتم ضحكه.
- آسفة يا والدي. أعتذر منك يا أمي.
لم ترد والدتها من قهقهاتها.
- لا أعرف، ربما عليك أنت أن تكوني أشرس.
- لا، البنات المهذبات لا يكن شرسات.
علق والدها:
دعي ذلك عنك...

تساءلت والدتها :
- هل ادعاؤهم بأن والدتك أجنبية هو سبب تلويحك باستقالتك من الوزارة؟
❤❤
بعد عدة أيام تكرر نفس المشهد في بيت أحلام.
- والدي ليس معنى تحقيق حلمي أن أجازف بالثورة. سأحاول تحقيق أحلامي حتى بدون منصب وزيرة. هناك تصميم على استهداف الثورة من خلالي...
نظر إليها والدها بتعمن، فلم يجد أدنى ذرة للخوف في محياها أو وقفتها الشامخة، أو تطرقها لموضوع يضايقه مرتين في أسبوع واحد...
- ما الذي حدث هذه المرة؟؟
تساءلت إيفا متوجسة و قلقة.
- كان هناك من يتتبعني.
[/type]

[marq]
🥀🌻🌻🌼🌼🌷🌷⚘⚘🌱🌱🌱⚘🌼🌻🌺🌺🥀🥀🥀🌺🌺🌻🍁🍁🍁🍁🍁

بسم الله الرحمن الرحيم
🌹🌹🌹🌹🌹
●●●●●●●●●●●●●●●●●●
الفصل الثالث
••••••••••••••
كان من أبهج الأعياد، وأكثرها مسا لشغاف روحه.كان ثاني يوم العيد، حيث التفت حوله أسرته، ينهلون من اطمئنان تواجده معهم وعودته لهم بعد غياب عام في محطة الفضاء الدولية. استيقظ رائد الفضاء على رائحة من الجنة، رائحة طهي زوجته الحبيبة وبنتيه. واستقبلته زوجته مرحبة في مملكة مطبخها تذيقه الأطايب التي حرمها منها هي بالذات. وضحكت تخبره:
" لقد حلمت لأول مرة في حياتي، بعد الحلم الذي حكيته لنا أمس مساءا.
- لا تقولي لي أنك حلمتي ب حلم جنة الأحلام.
علق هاشا ومبتهجا.
شاركته النكتة:
" لا، بل حلمي (حلم العمر). 😍😊💪
ضحكت البنتان:
- ماما تنافسك على الصعود للفضاء.
وقلن مع والدتهما كالكورس بتناغم:
- لماذا لا يجعلون رواد الفضاء يصطحبون عائلاتهم في المحطة الدولية.
- أعتقد أنهم في سبيلهم إلى ذلك، وربما يخشوا ألا ترضى بعض العائلات بالرجوع ويعجبها الفضاء.
ضحك الجميع على نكتة الوالد الرائد.
●●●●●●●
'غرام الوزراء'، علق وزير 'الشعب' هائجا على صورة أحلام وباهر وهو محتضنا اياها وحاملا إياها بين ذراعيه ليبعدها عن الرصاصة المعتوهة. والمجرم المأجور.
كادت أحلام تذوب من الخجل ونظرها مثبت على الطاولة أمامها في حجرة الإجتماعات، بسبب الاجتماع الطارئ الذي كان من المفترض أن يتناول الأشياء الفظيعة التي حدثت لها، فإذا بوسائل التواصل الاجتماعي كلها تنتشر عليها مقاطع فيديو مجتزأة عن باهر وهو يحتضنها ويمشي بها في الفيديو الذي تم ابطاؤه عن عمد وأضافوا له موسيقى حالمة لأغراض خبيثة وتعليقات أخبث، وصور وكوميكسات عنهما وعن ثورة الحب، وصورتهما وأيديهما متشابكة، أو هكذا زوروها.
تابع" وزير الشعب" هياجه بصوت محتد، ما هذا التهريج؟! واللعب والاحراج.
'لم لا تستقيل، وتترك لنا الشبهات؟' رد باهر بهدوء قاتل.
نظر له وزير الشعب نظرة شريرة، هذه الوزارة مستحدثة، وكأنها مفصلة لاقحام هذا الدعي على وزارة الثورة، المفترض أن الغرض منها ربط الشعب بالثورة ومتابعتها وجعله مع صانعي القرار سويا، إلا أن اختيار الوزير كان عليه ملايين علامات الاستفهام، فأبناؤه وأقرباؤه مشاركين في شركة أمن خاص عليها مليارات علامات الاستفهام، تقوم بعمليات مخابراتية ليس لها علاقة بالدولة ومؤسساتها الرسمية!! والشركة بعض من يعملون بها أجانب ولهم علاقة بدبلوماسيين.
ولم يستبعد والدها وهو يحدثها، بعد أن أتصل بها باهر ليطمئن عليها وعلى صحتها بعد العجائب التي حدثت معها؛ فإذا بحديثه مع والدها يطول أكثر من نصف الساعة. ولقد تشابهت آراء الاثنان في أن الوزير العلامة الاعتراضية على الثورة تشير إليه أصابع الاتهام فيما حدث لأحلام...
داوها بما كانت هي الداء. هكذا يظن بقايا النظام البائد، هذا كان ما قاله باهر. وأدركت لم تعجب لعدم تبينها علاقتها بالثورة. فمن أججت ثورة قبل ثورتهم بشهر، امرأة بدوية من أكابر القبائل في إحدى الدول. هي كانت صحفية، وعندما حدث التخبط والارتجال الذي حدث بسبب قضية غاز مسرب في أحد المصانع هناك، والذي تسبب في قتل زوجها المسلم مع قرابة عشرين أو أكثر من العاملين في الشركة. وبعدما حاولت كشف النقاب عن الرشاوى والفساد والإهمال اللذين كانوا وراء الحادث؛ حدث انفجار متعمد بالغاز داخل المصنع ليغطوا على ما سبق. وصوروه على أنه حادث اجرامي إلا أنه مع تسريب الغاز الناتج عن الاصرار على الاهمال، فهم وجدوا من يغطي مكاباراتهم بأنه لا توجد أخطاء حدثت في حادث قتل زوج الصحفية المسلم لم تمرق دعاويهم على أحد.
وكان من المديرين نظيفي السمعة واليد، انفجر المصنع بأكمله وماحوله من مناطق بخسائر مهوولة في الأرواح والممتلكات. وكان من ضحاياه أخت الصحفية فكان ذلك شرارة الثورة لملاحقة الصحفية بتهمة نشر أخبار كاذبة ومحاولة القبض عليها إلا أن باقي القبائل رفضوا تسليمها رفضا قاطعا كما رفضوا محاولات التزييف والتكتم على ماحدث من أمور جسام أهاجت الناس رفضا لملاحقة نسائهم. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الاعلام البديل الذي نقل الحقائق، وتشكلت جبهات تطالب باستفتاء على رحيل النظام؛ ومحاكمة المتسببين في انفجار منطقة المصنع وإزهاق الأرواح البريئة وكان من ضمنهم كبار سن ومقام وعجائز وأطفال للأسف الشديدين.
بعدما حدث ذلك في تلك الدولة، تم كشف النقاب عن قضايا فساد عفن مطمورة، وقام مارد الصحافة عندهم والإعلام والإعلام البديل من قمقمه. وتم التأكد من أنه أبدا لم يكن من حزب الكنبة. بل كان نشطا رغم محاولات اطفاء شعلة صحوته. وتبعه هبة العمال والعاملين والمطحونين لسوء الأحوال.
إنها صحوة مفاجئة لم يكن يسبقها، سبات أو راحة. وعندما تم ملاحقة مجموعة من الصفحيات لوقوفهن ضد تزييف الوعي وتكميم الأفواه، وحرية الرأي الحقيقي؛ وليس الممول أو المشبوه؛ رفض الشعب بأكمله تجربة ما حدث في الدولة التي سبقتهم في الثورة. لقد كانوا دائما وعلى مر العصور منذ الأزل تغييراتهم تغييرات بيضاء. يساندها الشعب. شعب يلفظ المآسي والكوارث المفتعلة ومن يصرون على الأخطاء والاعوجاج والالتفاف على كل الحقوق ويحرمونهم المألوف،الجميل، و الطبيعي.
■■■
- لم؟ هل ضبطوني في أوضاع مريبة؟
قال الوزير المخل بالمجلس.
استجمعت أحلام نفسها، وحلت عليها سكينة استمدتها من هدوء الباهر، وآه لو تدري هي كم كانت مشاعره ثائرة، ثورة عارمة تحت هذا الهدوء.
- أريد أن أعرف ما الذي حدث لي أمس.
التقط منها باهر المحاولة لاكتشاف ما جرى: " أين اختفت الحراسة بفعل فاعل في المرتين؟!!"
رد الوزير المزيف: 'لم تختفي في المرة الأولى'.
نظر إليه باهر بحدة نظرة متهمة: " أين اختفت تسجيلات الكاميرات في المرتين؟ ومن شاغل الحراس في المرة الثانية بحجة وجود قنبلة في القاعة؟"
- ولم تم تغيير ترتيب اسمي؟ ولم يكن السلك الذي التف حول قدمي وأنا ذاهبة لأحلف موجودا عندما جلست.
سألته أحلام متعحبة بلا انفعال. فهي قمة في تمالك الأعصاب. ناهيك عن أنها لم تكن خائفة.
- إنه سلك إحدى كاميرات قناة تليفزيونية، رد الوزير الزائف متأففا.
تساءل باهر:
- وكيف طالت الكاميرا، مهما طال عامودها الثريا، وأنى لكاميرا أن توقع ثريا بهذه الضخامة؟! ولماذا تغير مكان تأدية اليمين قبلها بيوم؟!!
رد نائب رئيس الوزراء بسخرية مبطنة:
حتى لا يشاركونا تارت(كعكة ) وزارة الشع.. الثورة ولأنهم حرموها، انتقموا فنشروا صورا ومقاطع فيديو لم يصوروها مع اختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة بالداخل والخارج، يبدو أن الثورة بها دخلاء.
كان المشبوه كقنبلة على وشك الانفجار، فلجأ للسخرية والتزييف:
- ومارأيك في توظيف الأقارب في وظائف وزارية... قال ذلك بصوت عال بطريقة غير لائقة صادما يده بالطاولة بحركة استفزازية؟
رد نائب رئيس الوزراء، بكل ثبات وثقة: " تقصد شركة أمن ماصك، ترى من خلف القناع!!! وبالتأكيد له علاقة بما جرى أمس" .
- لا تغير الموضوع.
ونظر لباقي الوزراء: " سيادة وزير الشباب ابن خالة نائب رئيس الوزراء" .
تدخل رئيس الوزراء: " تم إقتراح اسم الدكتور باهر لكفاءته الغير مسبوقة في المجال الرياضي وعلمه الغزير ولنجاح مشروعاته المتعددة التي يدعم بها الشباب" .
••••••••••••
بالكاد دخل باهر منزله، برأسه التي تكاد تلامس حافة الباب، حيث كان فارع القامة كلاعب كرة سلة عظيم، حتى استقبتله والدته ووجهها متألق بالتفاؤل:
- لقد اخترتها لك منذ سنوات...
جاءته كلمات والدته ضبابية كنظرات عيناه السرابية إليها، كان يخرج هاتفه الخلوي ومفاتيحه من جيب بذلته، إلا أن اهتزاز الهاتف جعله ينظر للرسائل بنظرة خاطفة أولا، وهو يتعجب من كلام والدته... متسائلا في نفسه هل كانت والدته تعرف أحلام منذ سنوات بينما كان يبحث عنها دون فائدة؟ وأنى لها ذلك؟! ثم دقق النظر في هاتفه عندما طالعت عيناه اسم أحلام في رسالة على الفيس بوك، لا، ليست أحلام بل والدتها؛ نظر إلى والدته التي كانت أمامه الآن؛ حاملة خاتما ماسيا:
- حبيبي هذا خاتمي القديم، خاتمي المصري، قبل أن يشتري لي والدك خاتمي الجديد من أمريكا.
لأن والد باهر كان ديبلوماسيا في سفارة مصر بالولايات المتحدة منذ عام ١٩٩٨، وقد رافقته الأسرة المتمثلة في الوالدة، ليزا، وباهر، والذي كان في مرحلة تعليمه الثانوي، بتألقه النادر الكروي في مجال السلة، إلا أن مرحلة العالمية كانت في أمريكا حيث ضمه أشهر فرق الدوري الأمريكي للمحترفين، فسطع نجمه سطوعا غير مسبوق، مكن فريقه من الفوز بالدوري الأمريكي لعامين على التوالي وحصد هو كل الألقاب في هذين العامين. وكاد يحوز ألقاب العام الثالث؛ لولا إصابته.
استرسلت ليزا في الكلام:
- خذه، هذه هديتي لعروسك المستقبلية...
كان باهر يسترق النظر للموبايل. لذا استسلمت ليزا لعدم اهتمامه، يبدو أن كونه حديث الساعة على السوشيال ميديا، موضوع مغرض، ولكنه لامس شغاف قلبها وروحها. فالطالما ألحت عليه بالاستقرار، والبدء في تكوين أسرته. إلا أنه كان دوما محجما عن ذلك بحجة رغبته في الاستقرار المهني أولا.
- حسنا زينه لي كما يروق لك...
- اعذريني والدتي الحبيبة، حبيبة قلبي لعدم انتباهي لك. فما يحصل أمور جلل.

- لم تعودي طفلة لتنسحبي وتنحنى للعراقيل.
- بابا هذه مسألة حياة أو... وتلعثمت ومن ثم أطرقت غير راغبة في متابعة الكلام.
تدخلت إيفا في الحديث بعدما استفسرت من باهر عما حدث في الاجتماع ليجعل أحلام تلوح باستقالتها لأبيها حتى الآن:
- باهر من رأيه أنها وزارة انتقالية فلا داعي لتنيلي- من يزعجوكي و يظنوكوما الحلقة الأضعف في سلسلة وزراء الثورة مرامهما...
ضحكت أحلام بسخرية على مقولة أن باهر حلقة ضعيفة، ولاقت ضحكتها القصيرة القلقة لأنها خائفة أن تكون هي الحلقة الأضعف؛ كما يتوهمون، صدى في عيون والدتها وكأنها تقول لها هذا مايجب أن يكون... تنهدت أحلام مذعنة للمنطق، وبخاصة هي من أقنعت باهر بهدف جميل، فلا يجب أن تنسحب دون تحقيقه:
- ولكن بشرط، لو سمحتي يا ايفا أعطيني دبلتك القديمة قبل أن يزداد وزنك قليلا.
- ولماذا؟!!!
- سأرتديها منعا للأقاويل......
- لا، لا يجوز...
تدخل والد أحلام مستحسنا فكرة ابنته:
- أنا معك، البسيها، ولكن استمري في عملك الوزاري وحاولي تحقيق أحلامك.
وبعد أن غادر والدتها، ضحكت والدتها:
- أجنبية! يالهم من أفاقين.
شاركتها أحلام الضحك.
كان اسم والدة أحلام الحقيقي أليفة، وهم كانوا من هواة مشاهدة الأفلام. وفي إحدى مرات مشاهدتهم لإحدى الأفلام الأجنبية، كانت بطلته نسخة من والدة أحلام. فأطلق عليها زوجها إيفا. وإحيانا يصغرون ويدللون ايفا دليل على خفة ظلهم
- اكتبي على صفحتك على السوشيال ميديا ( أليفة سابقا).
- أحلام!
أتاها صوت والدها وهو يحاول كتم ضحكه.
- آسفة يا والدي. أعتذر منك يا أمي.
لم ترد والدتها من قهقهاتها.
- لا أعرف، ربما عليك أنت أن تكوني أشرس.
- لا، البنات المهذبات لا يكن شرسات.
علق والدها:
دعي ذلك عنك...
تساءلت والدتها :
- هل ادعاؤهم بأن والدتك أجنبية هو سبب تلويحك باستقالتك من الوزارة؟
❤❤
بعد عدة أيام تكرر نفس المشهد في بيت أحلام.
- والدي ليس معنى تحقيق حلمي أن أجازف بالثورة. سأحاول تحقيق أحلامي حتى بدون منصب وزيرة. هناك تصميم على استهداف الثورة من خلالي...
نظر إليها والدها بتعمن، فلم يجد أدنى ذرة للخوف في محياها أو وقفتها الشامخة، أو تطرقها لموضوع يضايقه مرتين في أسبوع واحد...
- ما الذي حدث هذه المرة؟؟
تساءلت إيفا متوجسة و قلقة.
- كان هناك من يتتبعني.
[/marq]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 26-08-21 الساعة 10:28 PM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 27-08-21, 12:28 AM   #5

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرابع من رواية حلم العمر

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حلم العمر كله شبكة روايتي
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
●●●●●●
- كان هناك من يتتبعني.
قالت أحلام
- من الذي أخبرك عنهم، السائق! أم من؟
تساءل والدها بهدوء استرعى انتباه إيفا.
- لا، لاحظتهم أنا.
تنهد مبتسما: ربما كانوا حراسة لا يريدون أن يلفتوا انتباها...
- لقد تشاجروا سويا...
هنا انذهلت والدتها. وحازت اهتمام الوالد كلية.
- عندما طالبت السائق بأن يروغ منهم. حاولت سيارات أن تتعقبنا، فقاطعهم أو حاصرهم من الجانبين سيارتين هربت إحدى الثلاث السيارات الأوائل، وأخرى خرج من فيها هاربين. والثالثة قبل أن يهرب من فيها أيضا خرج رجال من السيارتين الأخريين وتشاجروا معهم.
بدون تعليق أخرج والدها هاتفه النقال، وضرب رقما، واستمع لدقائق.
- من الذي يكلمك ؟
- سائق أحلام، هل ظننتي فعلا أنني سأطلب منكي أن تتوسطي لتوظيف أحد المعارف؟! لقد كان حارسا شخصيا محترفا ومعه طاقمه الخاص. وكان شرطي ألا يضايقك أو يشعروكي بحمايتهم لكي. لقد أخبرني الآن أن الفريق الذي حاصر وتشاجر مع متعقبيك جهات حكومية كانت تقوم بحراستك مثلما تحرس باقي الوزراء، إلا أن حراستك أنتي مكثفة لما حدث لكي في السابق واستنتاجهم أنك مستهدفة، تنهد:
" السائق يتم التحقيق معه الآن من جهات سيادية، وباقي فريقه نجحوا في الإفلات" .
- أتعني أنني كنت مراقبة من ثلاث جهات مختلفة.
- ليست مراقبة إلا من المتعقبين الذين يتم التحقيق معهم قبل التحقيق مع السائق الآن، إلا أنهم مراوغون و ماكرون، أما الآخرين فهم حراسة حريصة على سلامتك وحمايتك.
●●●
بعد عدة أيام دعي الوزراء لحضور عقد قران وحفل زفاف ابن وابنة وزيرين في أفخم وأرقى قاعة من قاعات الاحتفالات بالعاصمة والتي تلألأت بوزيرات ووزراء الثورة والمدعوين قبل طنافسها وأبهتها والتي كانت في أوجهها الليلة...
عندما دخلت أحلام تم إرسالها بكل تهذيب لطاولتها فإذا أعينها تتلاقى بأعين باهر الذي كان محط الأنظار بجاذبيته الخلابة، والذي أبتسم لها بتلقائية ورفع يده يحييها فسطعت أنوار الثريات والكاميرات على الدبلة التي في يده اليمنى... قام باخفاض يده بسرعه عندك لاحظ شحوب أحلام المفاجئ واختفاء ابتسامتها له واشاحتها بوجهها عنه عندما رأت دبلته. فقام باهر من مكانه وذهب إليها، سلم عليها وطلب منها أن يكلمها على انفراد.
اعتذرت أحلام منه بتهذيب وبصوت رقيق : لا يجب صب المزيد من الزيت على دخان الأقاويل حتى لا تتحول الى نيران.
- في الحقيقة، لا أكترث، قال ذلك ثم جلس بجوارها.
جف حلقها لقربه ولجرأته على تحديهم، من هم بالضبط؟ لم تقطع الشك باليقين بعد، ولماذا هي بالذات؟ ليست متأكدة حتى اللحظة . هو يظن وعائلتها تظن وصديقاتها يظنن، أما هي فلا تتصرف إلا بيقين مكتمل؛ حتى لا تخطئ وهي تكره حدوث الأخطاء ولو أدقها ولو أكثرها تفاهة في أعين الآخرين. ولو كانوا يعتقدون أنها هفوات عادية يمكن أن تمرر...
تناولت قارورة الماء لتطفئ لهيب أفكارها والتي سدت قسوتها حلقها، من أجل ماذا يسمح بعض الوحوش، لا تجد لهم وصفا آخر، أغبياء، ربما، لا ضمائر لديهم محتمل، يسمحون لأنفسهم بتجاوز كل المبادئ الإنسانية ويتجرأون على ارتكاب الجرائم بكل أريحية وانعدام مسؤولية؛ من أجل مصلحتهم وفي الغالب مصلحة من يحركهم فقط، كأنهم دمى بلا تفكير، عرائس متحركة أو روبوتات( آليين).
وقع نظر باهر على الدبلة في يدها اليمنى فأصابه أكثر مما أصابها منذ قليل عندما رأت الدبلة في يده اليمنى انحنى ليكلمها فإذا بأحدهم يحدثه، فاعتذر منها وقام يحادثه.
لم يعد بجانبها ولكنه لم يرفع نظره عنها طيلة السهرة، ليس هو بمفرده فقد كانت محط أنظار الجميع بدون أن تدري أو تهتم، كانت تشعر بنظراته هو فقط، كانت باهرة الحسن، وجه جميل وقوام عارضات الأزياء، وأناقة راقية وبسيطة جدا في آن واحد لأن جمالها يغني عن أي تعقيد أو تكلف فهي لا تحتاج أي بهرجة على الإطلاق. كانت ترتدي فستان سواريه موف حريري مطرز بأناقة ورقة بطريقة جميلة مع حجاب مناسب بسيط وأنيق. وعندما ازداد تحديقه بها مع جو رومانسي مشبع بعبق وعبير الحب، من نظرات ورقصات العروسان العاشقان و الموسيقى الحالمة، أحست أنها تحتاج للخروج من القاعة لثوان لتستمتع قليلا بهواء الليل المنعش وتستجمع أفكارها.
أخذت تتمشى في الحديقة كان السكون متعة رغم أن الأصوات القادمة من قاعة الاحتفال لم تختفي تماما وانما امتزجت بأصوات الليل المحببة إليها منذ الصغر، تحب سكونه و سحره وقضت فيه أجمل ساعات المذاكرة فهي تحب العلم من كل قلبها، والآن وفي هذه الليلة الساحرة بسحر من نوع آخر لم تعهده كثيرا؛ أحست بمشاعر لم تذقها قبلا، تشهد نوعا آخر من المشاعر.
شعرت به من عطره ومن النور الذي انسكب فجأة في روحها وتألقت به عيناها الخضرواتان وهي تلتفت تنظر إليه وهو يتهادى بكل رجولة وثقة في اتجاهها، إذا كانت تظن منذ ثوان أن سكون الليل ساحرا فقط غلفها سحر من نوع آخر عندما رأته. كانت تشعر بشعور مماثل من الرقة عندما كانت تحادثه ليلا في برنامج 'فضفض'ربما هذا سر عشقها لليل بغموضه وجماله، إلا أن روعة مشاعرها التي تنساب إليها متسللة على استحياء منذ رأته أكثر كثافة و حدة وأكثر من أن تعتادها، هل يحس بما تشعر به هل يفهم ما يجري!؟
■■■■■■■■■■■■
احرس حلمك، و تمسك به كما يجب وكما تستحق وكما يتوقع منك من أنت بصيص الأمل في صحراء
حياتهم القاحلة. لا تخذل نفسك قبل أن تخذلهم، ازرع حلم عمرك حدائقا مورقة مبهرة؛ اسكنه قلبك واجعل روحك تنبض به، اغمض عليه الجفون من العيون التي تبغى و جل مناها تبتغي مرارة الشجون.
اروه بغدق قمر ليل مصون ورصعه بأنجم حبورها لحلمك سابق العصور منذ الأبد لدهور.
هكذا أخذت تسجل كلماتها، والتي كانت موجهة دائما وأبدا له، وله فقط منذ سنوات... منذ لفت والدها
نظرها للالتفات لمذاكرتها، وترك هوايتها. سمعت كلام والدها. هو أخبرها ألا تتصل، بينما تمادت هي
ولم تعد تستمع له، لباهر. علاوة على ذلك، لم تحاول ولو مرة واحدة معرفة كيف يبدو. إلا أنها أخذت
تسجل أحاديثا له، ليلة بعد ليلة بعد الانتهاء من مذاكرتها. بالضبط كما كانت تحكي له عبر الأثير، لا غير. على الأقل حتى لا تندثر موهبتها الإذاعية. ولاتشعر أنها تخلت عن هوايتها ومتنفسها البرئ للغاية.

بعد عدة أيام من حفل الزواج الجميل والذي أيقظ مشاعر كلا الوزيرين باهر وأحلام من سباتها. فقد تبينا مما لا يدع مجالا للشك، أن كلاهما لا يريد للآخر أن يمضي بدون الآخر. ولا يريدان شريكين آخرين لحياتهما، فكل منهما سعادة الآخر. ولا يتحلى ويتجلى مذاقها إلا بالآخر، لقد لون كلاهما أيام الآخر بأحلى الألوان، وأجمل ألوان كل الفصول.
بعد انتهاء اجتماع الوزراء الحافل بمفاجآت طلب باهر من أحلام للمرة المليون أن يحدثها على انفراد في الوقت والمكان اللذين تفضلهما، هو يشعر أنه يكن لها مشاعرا لا يعرف كنهها، لولا طيفا يسكن روحه وقلبه ويشاغله منذ سنوات. الفتاة الجميلة التي حلت أيامه برؤياها في يوم من أسوأ أيام حياته... فتاة حلوة مؤثرة بطريقة لا يستطيع حل سرها، فهي محفورة في أعماق روحه مطبوعة في ذاكرته لا تريد أن تكون ذكرى بل طيفا ساحرا نابضا بالحياة ظلل شباب مشاعره النابضة لها، وهذا الطيف طرد كل جميلات حياته وكل العرائس المحتملات، ماعدا أحلام، إلا أن أن الطيف يزاحمها ربما لأنه لم يتعرف عليها بعد. هي لها مكانة رائعة في نفسه، وسكن صوتها فكره لسنوات، وهو حريص ألا تزعل منه أو تكون عنه انطباعات غير صحيحة...
هذه المرة، ولمفاجئته وافقت... ومشت بجواره بعد الاجتماع ثم دخلت غرفة مفتوحة الباب وطلبت منه يأتي معها. هو من المفاجآة أحس بلهيب فخلع جاكيت البذلة وحمله في ذراعه...
نظرت إليه متسائلة ومتوسلة ليفصح عما تريد معرفته:
- لماذا فعلت هذا؟! أرجوك لا تفعل ذلك؟! أنا بحاجة إليك. ثم انتبهت لما قالت وتلجلجت كلنا نحتاج وجودك. والوزارة والثورة الوليدة لا يستغنيان عنك.
- ليس هنا ياأحلام. ليس الآن، تعالي نذهب لمكان آخر، هناك أمورا أحب أن أطلعك عليها وأوضحها.
- الآن من فضلك ياباهر، ألا تلاحظ كم أنا مذهولة وأكثر من مصدومة، أنا وغيري كل الوزارة تقريبا... صدقني لن أتحمل الوزارة وأنت لست فيها... سأستقبل... بترت كلامها لأن صوتها الجميل تهدج واختنق بدموع ثقال تحاول أن تداريها دون جدوى. فأشاحت بوجهها وابتعدت عنه قليلا تمسح دموعها بيدها سريعا، لكي لا يلاحظ ولا تضايقه، دون أن تنجح في ذلك.
عند هذا تنهد باهر، ورمى بدلته على الطاولة وراءه، وأمسك بذراعها يلفها إليه، وفي نفس اللحظة التي واجهته فيها، سقطت علبة صغيرة من بذلته تحت قدمي أحلام، العلبة عندما ارتطمت بالأرض فتحت وسقط محتواها... صدمت بشدة وأحست باختناق، وأحست بالصدمة أكثر لشدة لغبائها، أنى لها أن تحرج نفسها وما يترتب على ذلك من جراح قد لاتبرأ، كيف أراقت أحاسيسها الرقيقة منذ دقيقة عند قدمه. أخذت نفسا عميقا تتخيل ليال أرق وعتاب. هل راق له كم هي مذهلة في خداع النفس، أن تعجب ببطولته وتكن له مكانة عالية وتتوهم بداية حب جارف شيئ، وأن تظهر له مغفلة مقتنعة أن مشاعرها تملكته مثلما تمكن بابهار وتمكن واقتدار من مشاعرها، كانت صغيرة أيام "فضفض" فلم تفهم نفسها جيدا، والآن بعد أن ترآت لها منذ فترة قصيرة، وفي فترة أدق من أن تقاس، أن ماتكنه له ارتقى لمنزلة أرقى من درجة الحب بكثير، مشاعر لا تستطيع وصفها... دائما تجده أمامها في أحرج لحظاتها، وأكثرها احتياجا لمن يساعدها. فإذا به دائما، هو، ربما بدون قصد يجتاح عالمها؛ بلا استئذان، منقذا. مرة أخرى هذه الأفكار...
نظرت إلى الخاتم الماسي، الذي تدحرج من العلبة، و الذي كان يرفعه في يده الآن، بتقطيبة مضحكة من شدة غيرتها. وأيضا من شدة حيرتها أتغضب منه أكثر أم من جم تغفيلها.
■■■■■■■■
مليار من المشاهدات قالت صديقتها مهاتفة إياها، لتستجلي حقيقة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا... مرة أخرى أضحت هي وباهر مثارا للجدل ومحطا لأنظار كل الناس.

[[marq]b]
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حلم العمر كله شبكة روايتي
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
●●●●●●
- كان هناك من يتتبعني.
قالت أحلام
- من الذي أخبرك عنهم، السائق! أم من؟
تساءل والدها بهدوء استرعى انتباه إيفا.
- لا، لاحظتهم أنا.
تنهد مبتسما: ربما كانوا حراسة لا يريدون أن يلفتوا انتباها...
- لقد تشاجروا سويا...
هنا انذهلت والدتها. وحازت اهتمام الوالد كلية.
- عندما طالبت السائق بأن يروغ منهم. حاولت سيارات أن تتعقبنا، فقاطعهم أو حاصرهم من الجانبين سيارتين هربت إحدى الثلاث السيارات الأوائل، وأخرى خرج من فيها هاربين. والثالثة قبل أن يهرب من فيها أيضا خرج رجال من السيارتين الأخريين وتشاجروا معهم.
بدون تعليق أخرج والدها هاتفه النقال، وضرب رقما، واستمع لدقائق.
- من الذي يكلمك ؟
- سائق أحلام، هل ظننتي فعلا أنني سأطلب منكي أن تتوسطي لتوظيف أحد المعارف؟! لقد كان حارسا شخصيا محترفا ومعه طاقمه الخاص. وكان شرطي ألا يضايقك أو يشعروكي بحمايتهم لكي. لقد أخبرني الآن أن الفريق الذي حاصر وتشاجر مع متعقبيك جهات حكومية كانت تقوم بحراستك مثلما تحرس باقي الوزراء، إلا أن حراستك أنتي مكثفة لما حدث لكي في السابق واستنتاجهم أنك مستهدفة، تنهد:
" السائق يتم التحقيق معه الآن من جهات سيادية، وباقي فريقه نجحوا في الإفلات" .
- أتعني أنني كنت مراقبة من ثلاث جهات مختلفة.
- ليست مراقبة إلا من المتعقبين الذين يتم التحقيق معهم قبل التحقيق مع السائق الآن، إلا أنهم مراوغون و ماكرون، أما الآخرين فهم حراسة حريصة على سلامتك وحمايتك.
●●●
بعد عدة أيام دعي الوزراء لحضور عقد قران وحفل زفاف ابن وابنة وزيرين في أفخم وأرقى قاعة من قاعات الاحتفالات بالعاصمة والتي تلألأت بوزيرات ووزراء الثورة والمدعوين قبل طنافسها وأبهتها والتي كانت في أوجهها الليلة...
عندما دخلت أحلام تم إرسالها بكل تهذيب لطاولتها فإذا أعينها تتلاقى بأعين باهر الذي كان محط الأنظار بجاذبيته الخلابة، والذي أبتسم لها بتلقائية ورفع يده يحييها فسطعت أنوار الثريات والكاميرات على الدبلة التي في يده اليمنى... قام باخفاض يده بسرعه عندك لاحظ شحوب أحلام المفاجئ واختفاء ابتسامتها له واشاحتها بوجهها عنه عندما رأت دبلته. فقام باهر من مكانه وذهب إليها، سلم عليها وطلب منها أن يكلمها على انفراد.
اعتذرت أحلام منه بتهذيب وبصوت رقيق : لا يجب صب المزيد من الزيت على دخان الأقاويل حتى لا تتحول الى نيران.
- في الحقيقة، لا أكترث، قال ذلك ثم جلس بجوارها.
جف حلقها لقربه ولجرأته على تحديهم، من هم بالضبط؟ لم تقطع الشك باليقين بعد، ولماذا هي بالذات؟ ليست متأكدة حتى اللحظة . هو يظن وعائلتها تظن وصديقاتها يظنن، أما هي فلا تتصرف إلا بيقين مكتمل؛ حتى لا تخطئ وهي تكره حدوث الأخطاء ولو أدقها ولو أكثرها تفاهة في أعين الآخرين. ولو كانوا يعتقدون أنها هفوات عادية يمكن أن تمرر...
تناولت قارورة الماء لتطفئ لهيب أفكارها والتي سدت قسوتها حلقها، من أجل ماذا يسمح بعض الوحوش، لا تجد لهم وصفا آخر، أغبياء، ربما، لا ضمائر لديهم محتمل، يسمحون لأنفسهم بتجاوز كل المبادئ الإنسانية ويتجرأون على ارتكاب الجرائم بكل أريحية وانعدام مسؤولية؛ من أجل مصلحتهم وفي الغالب مصلحة من يحركهم فقط، كأنهم دمى بلا تفكير، عرائس متحركة أو روبوتات( آليين).
وقع نظر باهر على الدبلة في يدها اليمنى فأصابه أكثر مما أصابها منذ قليل عندما رأت الدبلة في يده اليمنى انحنى ليكلمها فإذا بأحدهم يحدثه، فاعتذر منها وقام يحادثه.
لم يعد بجانبها ولكنه لم يرفع نظره عنها طيلة السهرة، ليس هو بمفرده فقد كانت محط أنظار الجميع بدون أن تدري أو تهتم، كانت تشعر بنظراته هو فقط، كانت باهرة الحسن، وجه جميل وقوام عارضات الأزياء، وأناقة راقية وبسيطة جدا في آن واحد لأن جمالها يغني عن أي تعقيد أو تكلف فهي لا تحتاج أي بهرجة على الإطلاق. كانت ترتدي فستان سواريه موف حريري مطرز بأناقة ورقة بطريقة جميلة مع حجاب مناسب بسيط وأنيق. وعندما ازداد تحديقه بها مع جو رومانسي مشبع بعبق وعبير الحب، من نظرات ورقصات العروسان العاشقان و الموسيقى الحالمة، أحست أنها تحتاج للخروج من القاعة لثوان لتستمتع قليلا بهواء الليل المنعش وتستجمع أفكارها.
أخذت تتمشى في الحديقة كان السكون متعة رغم أن الأصوات القادمة من قاعة الاحتفال لم تختفي تماما وانما امتزجت بأصوات الليل المحببة إليها منذ الصغر، تحب سكونه و سحره وقضت فيه أجمل ساعات المذاكرة فهي تحب العلم من كل قلبها، والآن وفي هذه الليلة الساحرة بسحر من نوع آخر لم تعهده كثيرا؛ أحست بمشاعر لم تذقها قبلا، تشهد نوعا آخر من المشاعر.
شعرت به من عطره ومن النور الذي انسكب فجأة في روحها وتألقت به عيناها الخضرواتان وهي تلتفت تنظر إليه وهو يتهادى بكل رجولة وثقة في اتجاهها، إذا كانت تظن منذ ثوان أن سكون الليل ساحرا فقط غلفها سحر من نوع آخر عندما رأته. كانت تشعر بشعور مماثل من الرقة عندما كانت تحادثه ليلا في برنامج 'فضفض'ربما هذا سر عشقها لليل بغموضه وجماله، إلا أن روعة مشاعرها التي تنساب إليها متسللة على استحياء منذ رأته أكثر كثافة و حدة وأكثر من أن تعتادها، هل يحس بما تشعر به هل يفهم ما يجري!؟
■■■■■■■■■■■■
احرس حلمك، و تمسك به كما يجب وكما تستحق وكما يتوقع منك من أنت بصيص الأمل في صحراء
حياتهم القاحلة. لا تخذل نفسك قبل أن تخذلهم، ازرع حلم عمرك حدائقا مورقة مبهرة؛ اسكنه قلبك واجعل روحك تنبض به، اغمض عليه الجفون من العيون التي تبغى و جل مناها تبتغي مرارة الشجون.
اروه بغدق قمر ليل مصون ورصعه بأنجم حبورها لحلمك سابق العصور منذ الأبد لدهور.
هكذا أخذت تسجل كلماتها، والتي كانت موجهة دائما وأبدا له، وله فقط منذ سنوات... منذ لفت والدها
نظرها للالتفات لمذاكرتها، وترك هوايتها. سمعت كلام والدها. هو أخبرها ألا تتصل، بينما تمادت هي
ولم تعد تستمع له، لباهر. علاوة على ذلك، لم تحاول ولو مرة واحدة معرفة كيف يبدو. إلا أنها أخذت
تسجل أحاديثا له، ليلة بعد ليلة بعد الانتهاء من مذاكرتها. بالضبط كما كانت تحكي له عبر الأثير، لا غير. على الأقل حتى لا تندثر موهبتها الإذاعية. ولاتشعر أنها تخلت عن هوايتها ومتنفسها البرئ للغاية.

بعد عدة أيام من حفل الزواج الجميل والذي أيقظ مشاعر كلا الوزيرين باهر وأحلام من سباتها. فقد تبينا مما لا يدع مجالا للشك، أن كلاهما لا يريد للآخر أن يمضي بدون الآخر. ولا يريدان شريكين آخرين لحياتهما، فكل منهما سعادة الآخر. ولا يتحلى ويتجلى مذاقها إلا بالآخر، لقد لون كلاهما أيام الآخر بأحلى الألوان، وأجمل ألوان كل الفصول.
بعد انتهاء اجتماع الوزراء الحافل بمفاجآت طلب باهر من أحلام للمرة المليون أن يحدثها على انفراد في الوقت والمكان اللذين تفضلهما، هو يشعر أنه يكن لها مشاعرا لا يعرف كنهها، لولا طيفا يسكن روحه وقلبه ويشاغله منذ سنوات. الفتاة الجميلة التي حلت أيامه برؤياها في يوم من أسوأ أيام حياته... فتاة حلوة مؤثرة بطريقة لا يستطيع حل سرها، فهي محفورة في أعماق روحه مطبوعة في ذاكرته لا تريد أن تكون ذكرى بل طيفا ساحرا نابضا بالحياة ظلل شباب مشاعره النابضة لها، وهذا الطيف طرد كل جميلات حياته وكل العرائس المحتملات، ماعدا أحلام، إلا أن أن الطيف يزاحمها ربما لأنه لم يتعرف عليها بعد. هي لها مكانة رائعة في نفسه، وسكن صوتها فكره لسنوات، وهو حريص ألا تزعل منه أو تكون عنه انطباعات غير صحيحة...
هذه المرة، ولمفاجئته وافقت... ومشت بجواره بعد الاجتماع ثم دخلت غرفة مفتوحة الباب وطلبت منه يأتي معها. هو من المفاجآة أحس بلهيب فخلع جاكيت البذلة وحمله في ذراعه...
نظرت إليه متسائلة ومتوسلة ليفصح عما تريد معرفته:
- لماذا فعلت هذا؟! أرجوك لا تفعل ذلك؟! أنا بحاجة إليك. ثم انتبهت لما قالت وتلجلجت كلنا نحتاج وجودك. والوزارة والثورة الوليدة لا يستغنيان عنك.
- ليس هنا ياأحلام. ليس الآن، تعالي نذهب لمكان آخر، هناك أمورا أحب أن أطلعك عليها وأوضحها.
- الآن من فضلك ياباهر، ألا تلاحظ كم أنا مذهولة وأكثر من مصدومة، أنا وغيري كل الوزارة تقريبا... صدقني لن أتحمل الوزارة وأنت لست فيها... سأستقبل... بترت كلامها لأن صوتها الجميل تهدج واختنق بدموع ثقال تحاول أن تداريها دون جدوى. فأشاحت بوجهها وابتعدت عنه قليلا تمسح دموعها بيدها سريعا، لكي لا يلاحظ ولا تضايقه، دون أن تنجح في ذلك.
عند هذا تنهد باهر، ورمى بدلته على الطاولة وراءه، وأمسك بذراعها يلفها إليه، وفي نفس اللحظة التي واجهته فيها، سقطت علبة صغيرة من بذلته تحت قدمي أحلام، العلبة عندما ارتطمت بالأرض فتحت وسقط محتواها... صدمت بشدة وأحست باختناق، وأحست بالصدمة أكثر لشدة لغبائها، أنى لها أن تحرج نفسها وما يترتب على ذلك من جراح قد لاتبرأ، كيف أراقت أحاسيسها الرقيقة منذ دقيقة عند قدمه. أخذت نفسا عميقا تتخيل ليال أرق وعتاب. هل راق له كم هي مذهلة في خداع النفس، أن تعجب ببطولته وتكن له مكانة عالية وتتوهم بداية حب جارف شيئ، وأن تظهر له مغفلة مقتنعة أن مشاعرها تملكته مثلما تمكن بابهار وتمكن واقتدار من مشاعرها، كانت صغيرة أيام "فضفض" فلم تفهم نفسها جيدا، والآن بعد أن ترآت لها منذ فترة قصيرة، وفي فترة أدق من أن تقاس، أن ماتكنه له ارتقى لمنزلة أرقى من درجة الحب بكثير، مشاعر لا تستطيع وصفها... دائما تجده أمامها في أحرج لحظاتها، وأكثرها احتياجا لمن يساعدها. فإذا به دائما، هو، ربما بدون قصد يجتاح عالمها؛ بلا استئذان، منقذا. مرة أخرى هذه الأفكار...
نظرت إلى الخاتم الماسي، الذي تدحرج من العلبة، و الذي كان يرفعه في يده الآن، بتقطيبة مضحكة من شدة غيرتها. وأيضا من شدة حيرتها أتغضب منه أكثر أم من جم تغفيلها.
■■■■■■■■
مليار من المشاهدات قالت صديقتها مهاتفة إياها، لتستجلي حقيقة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا... مرة أخرى أضحت هي وباهر مثارا للجدل ومحطا لأنظار كل الناس.
[/[/marq]

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حلم العمر كله شبكة روايتي
[type=756901]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الرابع
●●●●●●
- كان هناك من يتتبعني.
قالت أحلام
- من الذي أخبرك عنهم، السائق! أم من؟
تساءل والدها بهدوء استرعى انتباه إيفا.
- لا، لاحظتهم أنا.
تنهد مبتسما: ربما كانوا حراسة لا يريدون أن يلفتوا انتباها...
- لقد تشاجروا سويا...
هنا انذهلت والدتها. وحازت اهتمام الوالد كلية.
- عندما طالبت السائق بأن يروغ منهم. حاولت سيارات أن تتعقبنا، فقاطعهم أو حاصرهم من الجانبين سيارتين هربت إحدى الثلاث السيارات الأوائل، وأخرى خرج من فيها هاربين. والثالثة قبل أن يهرب من فيها أيضا خرج رجال من السيارتين الأخريين وتشاجروا معهم.
بدون تعليق أخرج والدها هاتفه النقال، وضرب رقما، واستمع لدقائق.
- من الذي يكلمك ؟
- سائق أحلام، هل ظننتي فعلا أنني سأطلب منكي أن تتوسطي لتوظيف أحد المعارف؟! لقد كان حارسا شخصيا محترفا ومعه طاقمه الخاص. وكان شرطي ألا يضايقك أو يشعروكي بحمايتهم لكي. لقد أخبرني الآن أن الفريق الذي حاصر وتشاجر مع متعقبيك جهات حكومية كانت تقوم بحراستك مثلما تحرس باقي الوزراء، إلا أن حراستك أنتي مكثفة لما حدث لكي في السابق واستنتاجهم أنك مستهدفة، تنهد:
" السائق يتم التحقيق معه الآن من جهات سيادية، وباقي فريقه نجحوا في الإفلات" .
- أتعني أنني كنت مراقبة من ثلاث جهات مختلفة.
- ليست مراقبة إلا من المتعقبين الذين يتم التحقيق معهم قبل التحقيق مع السائق الآن، إلا أنهم مراوغون و ماكرون، أما الآخرين فهم حراسة حريصة على سلامتك وحمايتك.
●●●
بعد عدة أيام دعي الوزراء لحضور عقد قران وحفل زفاف ابن وابنة وزيرين في أفخم وأرقى قاعة من قاعات الاحتفالات بالعاصمة والتي تلألأت بوزيرات ووزراء الثورة والمدعوين قبل طنافسها وأبهتها والتي كانت في أوجهها الليلة...
عندما دخلت أحلام تم إرسالها بكل تهذيب لطاولتها فإذا أعينها تتلاقى بأعين باهر الذي كان محط الأنظار بجاذبيته الخلابة، والذي أبتسم لها بتلقائية ورفع يده يحييها فسطعت أنوار الثريات والكاميرات على الدبلة التي في يده اليمنى... قام باخفاض يده بسرعه عندك لاحظ شحوب أحلام المفاجئ واختفاء ابتسامتها له واشاحتها بوجهها عنه عندما رأت دبلته. فقام باهر من مكانه وذهب إليها، سلم عليها وطلب منها أن يكلمها على انفراد.
اعتذرت أحلام منه بتهذيب وبصوت رقيق : لا يجب صب المزيد من الزيت على دخان الأقاويل حتى لا تتحول الى نيران.
- في الحقيقة، لا أكترث، قال ذلك ثم جلس بجوارها.
جف حلقها لقربه ولجرأته على تحديهم، من هم بالضبط؟ لم تقطع الشك باليقين بعد، ولماذا هي بالذات؟ ليست متأكدة حتى اللحظة . هو يظن وعائلتها تظن وصديقاتها يظنن، أما هي فلا تتصرف إلا بيقين مكتمل؛ حتى لا تخطئ وهي تكره حدوث الأخطاء ولو أدقها ولو أكثرها تفاهة في أعين الآخرين. ولو كانوا يعتقدون أنها هفوات عادية يمكن أن تمرر...
تناولت قارورة الماء لتطفئ لهيب أفكارها والتي سدت قسوتها حلقها، من أجل ماذا يسمح بعض الوحوش، لا تجد لهم وصفا آخر، أغبياء، ربما، لا ضمائر لديهم محتمل، يسمحون لأنفسهم بتجاوز كل المبادئ الإنسانية ويتجرأون على ارتكاب الجرائم بكل أريحية وانعدام مسؤولية؛ من أجل مصلحتهم وفي الغالب مصلحة من يحركهم فقط، كأنهم دمى بلا تفكير، عرائس متحركة أو روبوتات( آليين).
وقع نظر باهر على الدبلة في يدها اليمنى فأصابه أكثر مما أصابها منذ قليل عندما رأت الدبلة في يده اليمنى انحنى ليكلمها فإذا بأحدهم يحدثه، فاعتذر منها وقام يحادثه.
لم يعد بجانبها ولكنه لم يرفع نظره عنها طيلة السهرة، ليس هو بمفرده فقد كانت محط أنظار الجميع بدون أن تدري أو تهتم، كانت تشعر بنظراته هو فقط، كانت باهرة الحسن، وجه جميل وقوام عارضات الأزياء، وأناقة راقية وبسيطة جدا في آن واحد لأن جمالها يغني عن أي تعقيد أو تكلف فهي لا تحتاج أي بهرجة على الإطلاق. كانت ترتدي فستان سواريه موف حريري مطرز بأناقة ورقة بطريقة جميلة مع حجاب مناسب بسيط وأنيق. وعندما ازداد تحديقه بها مع جو رومانسي مشبع بعبق وعبير الحب، من نظرات ورقصات العروسان العاشقان و الموسيقى الحالمة، أحست أنها تحتاج للخروج من القاعة لثوان لتستمتع قليلا بهواء الليل المنعش وتستجمع أفكارها.
أخذت تتمشى في الحديقة كان السكون متعة رغم أن الأصوات القادمة من قاعة الاحتفال لم تختفي تماما وانما امتزجت بأصوات الليل المحببة إليها منذ الصغر، تحب سكونه و سحره وقضت فيه أجمل ساعات المذاكرة فهي تحب العلم من كل قلبها، والآن وفي هذه الليلة الساحرة بسحر من نوع آخر لم تعهده كثيرا؛ أحست بمشاعر لم تذقها قبلا، تشهد نوعا آخر من المشاعر.
شعرت به من عطره ومن النور الذي انسكب فجأة في روحها وتألقت به عيناها الخضرواتان وهي تلتفت تنظر إليه وهو يتهادى بكل رجولة وثقة في اتجاهها، إذا كانت تظن منذ ثوان أن سكون الليل ساحرا فقط غلفها سحر من نوع آخر عندما رأته. كانت تشعر بشعور مماثل من الرقة عندما كانت تحادثه ليلا في برنامج 'فضفض'ربما هذا سر عشقها لليل بغموضه وجماله، إلا أن روعة مشاعرها التي تنساب إليها متسللة على استحياء منذ رأته أكثر كثافة و حدة وأكثر من أن تعتادها، هل يحس بما تشعر به هل يفهم ما يجري!؟
■■■■■■■■■■■■
احرس حلمك، و تمسك به كما يجب وكما تستحق وكما يتوقع منك من أنت بصيص الأمل في صحراء
حياتهم القاحلة. لا تخذل نفسك قبل أن تخذلهم، ازرع حلم عمرك حدائقا مورقة مبهرة؛ اسكنه قلبك واجعل روحك تنبض به، اغمض عليه الجفون من العيون التي تبغى و جل مناها تبتغي مرارة الشجون.
اروه بغدق قمر ليل مصون ورصعه بأنجم حبورها لحلمك سابق العصور منذ الأبد لدهور.
هكذا أخذت تسجل كلماتها، والتي كانت موجهة دائما وأبدا له، وله فقط منذ سنوات... منذ لفت والدها
نظرها للالتفات لمذاكرتها، وترك هوايتها. سمعت كلام والدها. هو أخبرها ألا تتصل، بينما تمادت هي
ولم تعد تستمع له، لباهر. علاوة على ذلك، لم تحاول ولو مرة واحدة معرفة كيف يبدو. إلا أنها أخذت
تسجل أحاديثا له، ليلة بعد ليلة بعد الانتهاء من مذاكرتها. بالضبط كما كانت تحكي له عبر الأثير، لا غير. على الأقل حتى لا تندثر موهبتها الإذاعية. ولاتشعر أنها تخلت عن هوايتها ومتنفسها البرئ للغاية.

بعد عدة أيام من حفل الزواج الجميل والذي أيقظ مشاعر كلا الوزيرين باهر وأحلام من سباتها. فقد تبينا مما لا يدع مجالا للشك، أن كلاهما لا يريد للآخر أن يمضي بدون الآخر. ولا يريدان شريكين آخرين لحياتهما، فكل منهما سعادة الآخر. ولا يتحلى ويتجلى مذاقها إلا بالآخر، لقد لون كلاهما أيام الآخر بأحلى الألوان، وأجمل ألوان كل الفصول.
بعد انتهاء اجتماع الوزراء الحافل بمفاجآت طلب باهر من أحلام للمرة المليون أن يحدثها على انفراد في الوقت والمكان اللذين تفضلهما، هو يشعر أنه يكن لها مشاعرا لا يعرف كنهها، لولا طيفا يسكن روحه وقلبه ويشاغله منذ سنوات. الفتاة الجميلة التي حلت أيامه برؤياها في يوم من أسوأ أيام حياته... فتاة حلوة مؤثرة بطريقة لا يستطيع حل سرها، فهي محفورة في أعماق روحه مطبوعة في ذاكرته لا تريد أن تكون ذكرى بل طيفا ساحرا نابضا بالحياة ظلل شباب مشاعره النابضة لها، وهذا الطيف طرد كل جميلات حياته وكل العرائس المحتملات، ماعدا أحلام، إلا أن أن الطيف يزاحمها ربما لأنه لم يتعرف عليها بعد. هي لها مكانة رائعة في نفسه، وسكن صوتها فكره لسنوات، وهو حريص ألا تزعل منه أو تكون عنه انطباعات غير صحيحة...
هذه المرة، ولمفاجئته وافقت... ومشت بجواره بعد الاجتماع ثم دخلت غرفة مفتوحة الباب وطلبت منه يأتي معها. هو من المفاجآة أحس بلهيب فخلع جاكيت البذلة وحمله في ذراعه...
نظرت إليه متسائلة ومتوسلة ليفصح عما تريد معرفته:
- لماذا فعلت هذا؟! أرجوك لا تفعل ذلك؟! أنا بحاجة إليك. ثم انتبهت لما قالت وتلجلجت كلنا نحتاج وجودك. والوزارة والثورة الوليدة لا يستغنيان عنك.
- ليس هنا ياأحلام. ليس الآن، تعالي نذهب لمكان آخر، هناك أمورا أحب أن أطلعك عليها وأوضحها.
- الآن من فضلك ياباهر، ألا تلاحظ كم أنا مذهولة وأكثر من مصدومة، أنا وغيري كل الوزارة تقريبا... صدقني لن أتحمل الوزارة وأنت لست فيها... سأستقبل... بترت كلامها لأن صوتها الجميل تهدج واختنق بدموع ثقال تحاول أن تداريها دون جدوى. فأشاحت بوجهها وابتعدت عنه قليلا تمسح دموعها بيدها سريعا، لكي لا يلاحظ ولا تضايقه، دون أن تنجح في ذلك.
عند هذا تنهد باهر، ورمى بدلته على الطاولة وراءه، وأمسك بذراعها يلفها إليه، وفي نفس اللحظة التي واجهته فيها، سقطت علبة صغيرة من بذلته تحت قدمي أحلام، العلبة عندما ارتطمت بالأرض فتحت وسقط محتواها... صدمت بشدة وأحست باختناق، وأحست بالصدمة أكثر لشدة لغبائها، أنى لها أن تحرج نفسها وما يترتب على ذلك من جراح قد لاتبرأ، كيف أراقت أحاسيسها الرقيقة منذ دقيقة عند قدمه. أخذت نفسا عميقا تتخيل ليال أرق وعتاب. هل راق له كم هي مذهلة في خداع النفس، أن تعجب ببطولته وتكن له مكانة عالية وتتوهم بداية حب جارف شيئ، وأن تظهر له مغفلة مقتنعة أن مشاعرها تملكته مثلما تمكن بابهار وتمكن واقتدار من مشاعرها، كانت صغيرة أيام "فضفض" فلم تفهم نفسها جيدا، والآن بعد أن ترآت لها منذ فترة قصيرة، وفي فترة أدق من أن تقاس، أن ماتكنه له ارتقى لمنزلة أرقى من درجة الحب بكثير، مشاعر لا تستطيع وصفها... دائما تجده أمامها في أحرج لحظاتها، وأكثرها احتياجا لمن يساعدها. فإذا به دائما، هو، ربما بدون قصد يجتاح عالمها؛ بلا استئذان، منقذا. مرة أخرى هذه الأفكار...
نظرت إلى الخاتم الماسي، الذي تدحرج من العلبة، و الذي كان يرفعه في يده الآن، بتقطيبة مضحكة من شدة غيرتها. وأيضا من شدة حيرتها أتغضب منه أكثر أم من جم تغفيلها.
■■■■■■■■
مليار من المشاهدات قالت صديقتها مهاتفة إياها، لتستجلي حقيقة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا... مرة أخرى أضحت هي وباهر مثارا للجدل ومحطا لأنظار كل الناس.
[/type]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 27-08-21 الساعة 12:56 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 27-08-21, 02:15 AM   #6

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الخامس من حلم العمر

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس
■■■■■■■■
مليار من المشاهدات قالت صديقتها مهاتفة إياها، لتستجلي حقيقة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا... مرة أخرى أضحت هي وباهر مثارا للجدل ومحطا لأنظار الناس ليس فقط على مستوى محليا بل عالميا أيضا... لماذا هما؟! من سرب هذا الفيديو؟ شيئ عجيب، تم دمج الفيديوهات والصور القديمة بفيديو جديد مفبرك لباهر راكعا، مثلما يحدث في المجتمع الغربي؛ عندما يتقدم العريس لعروسه؛ ويرفع خاتما ماسيا لها وهي تبدو كالمتفاجئة مع تركيب أغنيات حالمة على الفيديو والتوقعات بلغت مداها وحدها. يبدو أن وسائل التواصل الإجتماعي لم يعد يعجبها إلا الوزراء وما يجري، أو بمعنى أدق مالايحدث في حقيقة الأمر في مجلس وزراء الثورة...
تابعت ميرنا حديثها جذلة لقد غطى الفيديو تبعكم مؤكدة بمرح على الهاشتجات التي انتشرت منذ أيام منذ الاستقالات الأشهر، تنهدت أحلام تقصدي الهاشتجات المقززة. ضحكت ميرنا لاهية وتساءلت أحلام سرا: هل هي خالية البال كما تبدي، أم أنها مدركة للتيارات العميقة والتي توشك أن تبتلع الثورة الرائعة.
- أرأيت كم هو فيديو رائع ودقيق في وقته المناسب أتى. مبروك ياأحلام لم أحلم يوما لك بأفضل من باهر. آه لو تدرين كم أنتما لائقان ومناسبان لبعضكما البعض بالمناسبة، متى ستتزوجان؟
- آه منك، لم نخطب لنتزوج.
- لا تخفي علي شيئا لن أحسدك، صدقيني يا أحلام.
- أحلام، طرقت والدتها على الباب ثم أطلت برأسها منه: باهر وأسرته هنا.
- أووه عريس الأحلام أتاك يا أحلى أحلام، والدتك أفشت السر، قهقهت ميرنا لن تحلمي يوما بمقدار فرحتي بكما لست وحدي بل كل الناس من أعرفهم وغيرهم أنتم عرسان الأحلام بحق.
عندما خرجت أحلام من غرفتها، استأذن باهر من أسرتها طالبا أن يخرجا سويا ليتحدثا على انفراد، تاركا الأسرتين ليتفقا على بعض التفاصيل
فتح لها باب سيارته، فنظرت إليها متسائلة.
- سنتمشى قليلا.
كانت مشاعرها في دوامة، تتجاذبها مشاعر شتى، تارة حلوة حلاوة لم تظنها ممكنة أو قلق لا تريد أن تتمادى في تصديق ماتشك في أنه حقيقي، لذا لم تعرف أين هما، ترجل باهر من السيارة في مكان جميل وفتح لها باب السيارة، وكان كل تركيزها عليه هو. نظرت إليه ثم أطرقت أما هو فلم يبعد نظره عنها، كانت كل ما يتمناه وأكثر، أحلى من كل أحلامه ومن كل الأحلام، حلوة حلاوة تفوق الوصف ظاهرا وحلاوتها الكامنة تتلألأ منعكسة على عالمه. كل ما فيها ينطق بحبه بل أكثر؛ عيناها الجميلتان اللتان لا تريا غيره بطل الأبطال... عينيها اللتين تنصبان عليه الآن بوله بمشاعر تبرق برسائل عشق، هل يستحق ذلك! هل تحبه هذا الحب الكبير فقط لأنه أنقذها المرة تلو الأخرى؟ وإذا لم يكن بطلها فهل كانت ستحبه كل هذا الحب؟!
حلقت مشاعرها فيضا غامرا يحيطهما ويتردد صداها في عالم بدا أجمل. والليل تهادت نسماته تهديهما أريجا ساحرا لذيذا منعشا، لم تصدق أبدا أن هذا ممكنا، كل هذا أحلى من أجمل الأحلام ، ومن يحتاج للأحلام، إذا كان باهرا واقعا يفوق أحلى الأحلام. أن تحبه لأنه بطلها الدائم؛ هكذا كان، والآن هو العالم ككل وهكذا سيبقى للأبد، هذا هو أكثر الأمور منطقية، أما أن تتوقع أن يكن لها أحاسيس مشابهة أو أية أحاسيس على الإطلاق فهذا أمر آخر، بعيد كل البعد، فماذا يحب فيها يا ترى!
- أحلام، نطق اسمها هامسا وكأن قدسية الليل وصمته أثر به أو حلى النسيم الرائق بعبق أرق وأقوى أريج.
- هاه.
أمسك يدها وألبسها الخاتم.
- ليس هكذا أنت متورط.
ضحك:
- أجمل ' ورطة' على الإطلاق، ليتني تورطت منذ زمن.
غضبت، فسارع:
- آسف لست ورطة، أبدا.
- كنت ترتدي دبلة...
- مثل دبلتك على ما أعتقد؟
نظرت إليه وعيناها تنضحان بالفرحة، نعم، هي كانت تشعر بذلك ولكنها كانت تكذب نفسها، تخاف أن تفوق فرحتها احتمالها، فأخذت تكذب نفسها وما هو واضح.
- والخاتم!
- والدتي أعطته لي عندما رأت الفيديوهات والصور الأولى لنا.
احمرت وجنتاها بشدة: والاستقالات الغير لائقة، لقد كده أموت من استقالتك فإذا بعدها بعدة أيام يلوح نائب رئيس الوزراء باستقالته مشترطا استقالة العضو المستفز عصمت، فإذا بعصمت يوافق.
- كيف تسمحا بذلك! اإنكما تغرقان الثورة هكذا.
- بل في الواقع ننقذها...
- ياسلام، ألم تلحظ الهاشتجات التي جرثمت السوشيال ميديا مطالبة به كنائب رئيس وزراء؟؟! كيف وقعتما في مثل هذه الفخ الواضح؟
- لست في حل أن أتحدث عن ذلك، ولكن الفخ له هو... دعينا من هذا... لماذا أنت خجلى مني. قال وصوته يبشرها بما يكنه لها من أحاسيس حلوة...
نظرت إليه جلية جلبة مشاعرها وصخبها في عيناها، ولكنها استكثرت تحقق هذه الأحلام التي تفوق كل ما خطر لها، وما لم يخطر.
■■■■
في الصباح الباكر في اجتماع الوزراء طالعهم خبر قبول استقالة عصمت وباهر ورفض استقالة نائب رئيس الوزراء. رفضت أحلام الأمر بشدة ولوحت باستقالتها... أمسكها باهر من ذراعها مشيرا إليها ألا تفعل، وكيف له أن يرد ثورة الغضب التى تشعلها، وفي الحقيقة خائفة ألا يكون معها في العمل لقد اعتادت عليه، تريد أن يكون معها في كل الأوقات.
كان باهر مطرقا بشدة لاستغراقه في التفكير، هل كانت أحلام على حق! هل كان هذا فخا، لم يكن هذا مادبروه. هو لم يكن هاو لمناصب أو طالبا لها، باستقالته هو وعصمت أبعدت الشبهات عن وزارة الثورة سواء البرئ منها. أو الحقيقية كعصمت. حسنا ولم لا؟! إخراج عصمت من الوزارة انجاز أيما انجاز يستحق التضحية ولكنه لا يحب الأمور التي تجري في الخفاء، لما لم يتم إعلامه أنه سيكون كبش فداء!
■■■■■
كيف حدث هذا؟؟ ثار باهر ثورة مدوية بعواصف مدمرة لمن يدرك ويدري صالحه. لم أتقدم بأي طلب، من فعل هذا؟؟!
- أحلام، أجابه نائب رئيس الوزراء، قريبه بكل هدوء، مخمدا هبته وغضبه العارم.
- أحلام! لا يمكن. أنا أثق بها كل الثقة أكثر من كل ثقات ألفتها في السابق أو الآن ودائما. لا يمكن لها أبدا أن تستغفلني... ناهيك أن تخفي عني شيئا، قراره يعود لي أنا وحدي، كيف أتورط في أمر كهذا؟! هذا لن يجدي أو ينجح هكذا، لاتجري الأمور هكذا في ثورة كثورتنا.
- من تظنه سرب فيديوهاتك أنت وأحلام، الأخيرة فقط، هل هذه ورطة فعلا؟!؟
رن هاتف نائب رئيس الوزراء، أستمع لبرهة ثم تناول جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز ليفتحه. فشخص إليه لحظة بلا انفعال كعادته، ثم التفت لباهر، وعيناه تنطق بكل ما يجب أن يقال وأن يحدث.
أدرك باهر خطورة الموقف الذي كانوا سيكونون فيه، لولا حمكتهم وبعد نظرهم، من هم مع قريبه لم يتبين حتى الآن، إلا أنه يرفض رفضا قاطعا أن تكون أحلام متورطة في هذا الأمر، لا يصدق ذلك ولن يصدقه أبدا.
لقد تم قبول ترشحه لرئاسة الجمهورية... ترشحا لم يقدم عليه ولم يكن ليفكر به حتى. والتلفاز يعلن للتو ترشح الوزير السابق عصمت.
- مجرد ترشحه كارثة، كيف له في المقام الأول أن يلتحق بالوزارة.
- هناك أمورا قد توضع في الطريق عمدا. وتقبل بها أو تتظاهر بذلك لأنك تعلم كيف ستتلافها لاحقا. وتسليها لمن ظن نفسه يستطيع أن يفرض مالايحق له.
- إذا...
- صدقني سيتنازل عن ترشحه مجبرا. بل سيتمنى أنه لم يفكر في ذلك وسيستجدي الناس ليعتبروا ترشحه لم يكن. وسينعزل عن كل ما يخص الثورة والبلد فما فعله لا يجب أن ينسى أو يمرر أو أن يتم التغاضي عنه.
كان يوم من أجمل أيام العمر إن لم يكن الأجمل على الإطلاق، حتى الآن، فحياتها بشائر فرح دائم للأبد كانت سعادتها لا تقدر وكأن الكون كله لبس أجمل حلة، وتلون بألوان الصفو والنقاء وتنسم بنسائم وعطور ومباهج الربيع. معزوفة حب انبثق شذاها من سويداء روحها يغلف الكون بأكمله بغلالات الهناء. وكأن العالم ولد من جديد... ذهبت كل الأحزان أمام إشاعاعات اليقين بأن الحب هو من أعظم المعجزات بأحاسيسه الرقراقة و لغته السحرية الناجعة، لغة دامغة مؤثرة أعمق التأثير وأشمله لا يفهمها إلا المحظوظون. لغة فردوسية تطرد الشقاء وتنير الكون بسنا وحلاوة وفرحة ووعود. فارس الأحلام طلب من أسرتها أن يحتفلوا بالخطبة بعد يومين.
كانت مستغرقة في التفكير في مشاعرها فيه. وكيف تحمل له كل هذه المشاعر في فترة قصيرة وهي لا تعرفه حقا، ولكنها من اللحظة الأولى التي رأته فيها وهي تشعر أنها تعرفه، كأنها تعرفه طول عمرها والأعجب أنها أحست أنه يعرفها. شعور عجيب من الاندماج الروحي والألفة والارتياح ليس فقط في وجوده بل بمجرد أن يخطر على بالها تسطع شمس كيانها بأرق نبضات و أنقاها نبضات قلبها الذي ينبض له؛ وفجأة وجدته أمامها، في بيتها، شع وجهها بأفكارها، فأضئ وجهها لظهوره فقد لمحته بقلبها قبل عيونها...
- أحلام؟ هل أنتي فعلا من جمع التوقيعات لي؟
ابتسمت برقة:
- نعم.
غضب بشدة وظهر ذلك عليه:
- اعتبري كل ما بيننا انتهي...
أحست كأن عالمها انقلب رأسا على عقب في لحظة، ومن شدة صدمتها تجمدت، شاخصة إليه يغادر غاضبا وهي تسائل نفسها عن هذا اللغز البغيض.
كان في قمة الغضب وكان يعرف أنها ليست سبب غضبه، ربما هو غاضب من نفسه أكثر ممن يستحق الغضب فعلا.
لم يكد يغادر منزلها حتى طالعه رقمها من هاتفه .
- نعم.
- لم أنت غاضب!؟
كان صوتها مختنقا بالدموع ، مما حرك قلبه.
- لم فعلت هذا، كنت أثق بك ثقة كاملة.
- لم أردك أن تغادر. لم أكن لأطيق ذلك.
- ولا أنا كنت سأغادر، ولكن هناك أمورا لا يجدي معها فرض أمرا واقعا.

[type=647820]بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس
■■■■■■■■
مليار من المشاهدات قالت صديقتها مهاتفة إياها، لتستجلي حقيقة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا .. مرة أخرى أضحت هي وباهر مثارا للجدل ومحطا لأنظار الناس ليس فقط على مستوى محليا بل عالميا أيضا... لماذا هما؟! من سرب هذا الفيديو؟ شيئ عجيب، تم دمج الفيديوهات والصور القديمة بفيديو جديد مفبرك لباهر راكعا، مثلما يحدث في المجتمع الغربي؛ عندما يتقدم العريس لعروسه؛ ويرفع خاتما ماسيا لها وهي تبدو كالمتفاجئة مع تركيب أغنيات حالمة على الفيديو والتوقعات بلغت مداها وحدها. يبدو أن وسائل التواصل الإجتماعي لم يعد يعجبها إلا الوزراء وما يجري، أو بمعنى أدق مالايحدث في حقيقة الأمر في مجلس وزراء الثورة...
تابعت ميرنا حديثها جذلة لقد غطى الفيديو تبعكم مؤكدة بمرح على الهاشتجات التي انتشرت منذ أيام منذ الاستقالات الأشهر، تنهدت أحلام تقصدي الهاشتجات المقززة. ضحكت ميرنا لاهية وتساءلت أحلام سرا: هل هي خالية البال كما تبدي، أم أنها مدركة للتيارات العميقة والتي توشك أن تبتلع الثورة الرائعة.
- أرأيت كم هو فيديو رائع ودقيق في وقته المناسب أتى. مبروك ياأحلام لم أحلم يوما لك بأفضل من باهر. آه لو تدرين كم أنتما لائقان ومناسبان لبعضكما البعض بالمناسبة، متى ستتزوجان؟
- آه منك، لم نخطب لنتزوج.
- لا تخفي علي شيئا لن أحسدك، صدقيني يا أحلام.
- أحلام، طرقت والدتها على الباب ثم أطلت برأسها منه: باهر وأسرته هنا.
- أووه عريس الأحلام أتاك يا أحلى أحلام، والدتك أفشت السر، قهقهت ميرنا لن تحلمي يوما بمقدار فرحتي بكما لست وحدي بل كل الناس من أعرفهم وغيرهم أنتم عرسان الأحلام بحق.
عندما خرجت أحلام من غرفتها، استأذن باهر من أسرتها طالبا أن يخرجا سويا ليتحدثا على انفراد، تاركا الأسرتين ليتفقا على بعض التفاصيل
فتح لها باب سيارته، فنظرت إليها متسائلة.
- سنتمشى قليلا.
كانت مشاعرها في دوامة، تتجاذبها مشاعر شتى، تارة حلوة حلاوة لم تظنها ممكنة أو قلق لا تريد أن تتمادى في تصديق ماتشك في أنه حقيقي، لذا لم تعرف أين هما، ترجل باهر من السيارة في مكان جميل وفتح لها باب السيارة، وكان كل تركيزها عليه هو. نظرت إليه ثم أطرقت أما هو فلم يبعد نظره عنها، كانت كل ما يتمناه وأكثر، أحلى من كل أحلامه ومن كل الأحلام، حلوة حلاوة تفوق الوصف ظاهرا وحلاوتها الكامنة تتلألأ منعكسة على عالمه. كل ما فيها ينطق بحبه بل أكثر؛ عيناها الجميلتان اللتان لا تريا غيره بطل الأبطال... عينيها اللتين تنصبان عليه الآن بوله بمشاعر تبرق برسائل عشق، هل يستحق ذلك! هل تحبه هذا الحب الكبير فقط لأنه أنقذها المرة تلو الأخرى؟ وإذا لم يكن بطلها فهل كانت ستحبه كل هذا الحب؟!
حلقت مشاعرها فيضا غامرا يحيطهما ويتردد صداها في عالم بدا أجمل. والليل تهادت نسماته تهديهما أريجا ساحرا لذيذا منعشا، لم تصدق أبدا أن هذا ممكنا، كل هذا أحلى من أجمل الأحلام ، ومن يحتاج للأحلام، إذا كان باهرا واقعا يفوق أحلى الأحلام. أن تحبه لأنه بطلها الدائم؛ هكذا كان، والآن هو العالم ككل وهكذا سيبقى للأبد، هذا هو أكثر الأمور منطقية، أما أن تتوقع أن يكن لها أحاسيس مشابهة أو أية أحاسيس على الإطلاق فهذا أمر آخر، بعيد كل البعد، فماذا يحب فيها يا ترى!
- أحلام، نطق اسمها هامسا وكأن قدسية الليل وصمته أثر به أو حلى النسيم الرائق بعبق أرق وأقوى أريج.
- هاه.
أمسك يدها وألبسها الخاتم.
- ليس هكذا أنت متورط.
ضحك:
- أجمل ' ورطة' على الإطلاق، ليتني تورطت منذ زمن.
غضبت، فسارع:
- آسف لست ورطة، أبدا.
- كنت ترتدي دبلة...
- مثل دبلتك على ما أعتقد؟
نظرت إليه وعيناها تنضحان بالفرحة، نعم، هي كانت تشعر بذلك ولكنها كانت تكذب نفسها، تخاف أن تفوق فرحتها احتمالها، فأخذت تكذب نفسها وما هو واضح.
- والخاتم!
- والدتي أعطته لي عندما رأت الفيديوهات والصور الأولى لنا.
احمرت وجنتاها بشدة: والاستقالات الغير لائقة، لقد كده أموت من استقالتك فإذا بعدها بعدة أيام يلوح نائب رئيس الوزراء باستقالته مشترطا استقالة العضو المستفز عصمت، فإذا بعصمت يوافق.
- كيف تسمحا بذلك! اإنكما تغرقان الثورة هكذا.
- بل في الواقع ننقذها...
- ياسلام، ألم تلحظ الهاشتجات التي جرثمت السوشيال ميديا مطالبة به كنائب رئيس وزراء؟؟! كيف وقعتما في مثل هذه الفخ الواضح؟
- لست في حل أن أتحدث عن ذلك، ولكن الفخ له هو... دعينا من هذا... لماذا أنت خجلى مني. قال وصوته يبشرها بما يكنه لها من أحاسيس حلوة...
نظرت إليه جلية جلبة مشاعرها وصخبها في عيناها، ولكنها استكثرت تحقق هذه الأحلام التي تفوق كل ما خطر لها، وما لم يخطر.
■■■■
في الصباح الباكر في اجتماع الوزراء طالعهم خبر قبول استقالة عصمت وباهر ورفض استقالة نائب رئيس الوزراء. رفضت أحلام الأمر بشدة ولوحت باستقالتها... أمسكها باهر من ذراعها مشيرا إليها ألا تفعل، وكيف له أن يرد ثورة الغضب التى تشعلها، وفي الحقيقة خائفة ألا يكون معها في العمل لقد اعتادت عليه، تريد أن يكون معها في كل الأوقات.
كان باهر مطرقا بشدة لاستغراقه في التفكير، هل كانت أحلام على حق! هل كان هذا فخا، لم يكن هذا مادبروه. هو لم يكن هاو لمناصب أو طالبا لها، باستقالته هو وعصمت أبعدت الشبهات عن وزارة الثورة سواء البرئ منها. أو الحقيقية كعصمت. حسنا ولم لا؟! إخراج عصمت من الوزارة انجاز أيما انجاز يستحق التضحية ولكنه لا يحب الأمور التي تجري في الخفاء، لما لم يتم إعلامه أنه سيكون كبش فداء!
■■■■■
كيف حدث هذا؟؟ ثار باهر ثورة مدوية بعواصف مدمرة لمن يدرك ويدري صالحه. لم أتقدم بأي طلب، من فعل هذا؟؟!
- أحلام، أجابه نائب رئيس الوزراء، قريبه بكل هدوء، مخمدا هبته وغضبه العارم.
- أحلام! لا يمكن. أنا أثق بها كل الثقة أكثر من كل ثقات ألفتها في السابق أو الآن ودائما. لا يمكن لها أبدا أن تستغفلني... ناهيك أن تخفي عني شيئا، قراره يعود لي أنا وحدي، كيف أتورط في أمر كهذا؟! هذا لن يجدي أو ينجح هكذا، لاتجري الأمور هكذا في ثورة كثورتنا.
- من تظنه سرب فيديوهاتك أنت وأحلام، الأخيرة فقط، هل هذه ورطة فعلا؟!؟
رن هاتف نائب رئيس الوزراء، أستمع لبرهة ثم تناول جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز ليفتحه. فشخص إليه لحظة بلا انفعال كعادته، ثم التفت لباهر، وعيناه تنطق بكل ما يجب أن يقال وأن يحدث.
أدرك باهر خطورة الموقف الذي كانوا سيكونون فيه، لولا حمكتهم وبعد نظرهم، من هم مع قريبه لم يتبين حتى الآن، إلا أنه يرفض رفضا قاطعا أن تكون أحلام متورطة في هذا الأمر، لا يصدق ذلك ولن يصدقه أبدا.
لقد تم قبول ترشحه لرئاسة الجمهورية... ترشحا لم يقدم عليه ولم يكن ليفكر به حتى. والتلفاز يعلن للتو ترشح الوزير السابق عصمت.
- مجرد ترشحه كارثة، كيف له في المقام الأول أن يلتحق بالوزارة.
- هناك أمورا قد توضع في الطريق عمدا. وتقبل بها أو تتظاهر بذلك لأنك تعلم كيف ستتلافها لاحقا. وتسليها لمن ظن نفسه يستطيع أن يفرض مالايحق له.
- إذا...
- صدقني سيتنازل عن ترشحه مجبرا. بل سيتمنى أنه لم يفكر في ذلك وسيستجدي الناس ليعتبروا ترشحه لم يكن. وسينعزل عن كل ما يخص الثورة والبلد فما فعله لا يجب أن ينسى أو يمرر أو أن يتم التغاضي عنه.
كان يوم من أجمل أيام العمر إن لم يكن الأجمل على الإطلاق، حتى الآن، فحياتها بشائر فرح دائم للأبد كانت سعادتها لا تقدر وكأن الكون كله لبس أجمل حلة، وتلون بألوان الصفو والنقاء وتنسم بنسائم وعطور ومباهج الربيع. معزوفة حب انبثق شذاها من سويداء روحها يغلف الكون بأكمله بغلالات الهناء. وكأن العالم ولد من جديد... ذهبت كل الأحزان أمام إشاعاعات اليقين بأن الحب هو من أعظم المعجزات بأحاسيسه الرقراقة و لغته السحرية الناجعة، لغة دامغة مؤثرة أعمق التأثير وأشمله لا يفهمها إلا المحظوظون. لغة فردوسية تطرد الشقاء وتنير الكون بسنا وحلاوة وفرحة ووعود. فارس الأحلام طلب من أسرتها أن يحتفلوا بالخطبة بعد يومين.
كانت مستغرقة في التفكير في مشاعرها فيه. وكيف تحمل له كل هذه المشاعر في فترة قصيرة وهي لا تعرفه حقا، ولكنها من اللحظة الأولى التي رأته فيها وهي تشعر أنها تعرفه، كأنها تعرفه طول عمرها والأعجب أنها أحست أنه يعرفها. شعور عجيب من الاندماج الروحي والألفة والارتياح ليس فقط في وجوده بل بمجرد أن يخطر على بالها تسطع شمس كيانها بأرق نبضات و أنقاها نبضات قلبها الذي ينبض له؛ وفجأة وجدته أمامها، في بيتها، شع وجهها بأفكارها، فأضئ وجهها لظهوره فقد لمحته بقلبها قبل عيونها...
- أحلام؟ هل أنتي فعلا من جمع التوقيعات لي؟
ابتسمت برقة:
- نعم.
غضب بشدة وظهر ذلك عليه:
- اعتبري كل ما بيننا انتهي...
أحست كأن عالمها انقلب رأسا على عقب في لحظة، ومن شدة صدمتها تجمدت، شاخصة إليه يغادر غاضبا وهي تسائل نفسها عن هذا اللغز البغيض.
كان في قمة الغضب وكان يعرف أنها ليست سبب غضبه، ربما هو غاضب من نفسه أكثر ممن يستحق الغضب فعلا.
لم يكد يغادر منزلها حتى طالعه رقمها من هاتفه .
- نعم.
- لم أنت غاضب!؟
كان صوتها مختنقا بالدموع ، مما حرك قلبه.
- لم فعلت هذا، كنت أثق بك ثقة كاملة.
- لم أردك أن تغادر. لم أكن لأطيق ذلك.
- ولا أنا كنت سأغادر، ولكن هناك أمورا لا يجدي معها فرض أمرا واقعا.
[/type]

[marq]
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الخامس
■■■■■■■■
مليار من المشاهدات قالت صديقتها مهاتفة إياها، لتستجلي حقيقة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا .. مرة أخرى أضحت هي وباهر مثارا للجدل ومحطا لأنظار الناس ليس فقط على مستوى محليا بل عالميا أيضا... لماذا هما؟! من سرب هذا الفيديو؟ شيئ عجيب، تم دمج الفيديوهات والصور القديمة بفيديو جديد مفبرك لباهر راكعا، مثلما يحدث في المجتمع الغربي؛ عندما يتقدم العريس لعروسه؛ ويرفع خاتما ماسيا لها وهي تبدو كالمتفاجئة مع تركيب أغنيات حالمة على الفيديو والتوقعات بلغت مداها وحدها. يبدو أن وسائل التواصل الإجتماعي لم يعد يعجبها إلا الوزراء وما يجري، أو بمعنى أدق مالايحدث في حقيقة الأمر في مجلس وزراء الثورة...
تابعت ميرنا حديثها جذلة لقد غطى الفيديو تبعكم مؤكدة بمرح على الهاشتجات التي انتشرت منذ أيام منذ الاستقالات الأشهر، تنهدت أحلام تقصدي الهاشتجات المقززة. ضحكت ميرنا لاهية وتساءلت أحلام سرا: هل هي خالية البال كما تبدي، أم أنها مدركة للتيارات العميقة والتي توشك أن تبتلع الثورة الرائعة.
- أرأيت كم هو فيديو رائع ودقيق في وقته المناسب أتى. مبروك ياأحلام لم أحلم يوما لك بأفضل من باهر. آه لو تدرين كم أنتما لائقان ومناسبان لبعضكما البعض بالمناسبة، متى ستتزوجان؟
- آه منك، لم نخطب لنتزوج.
- لا تخفي علي شيئا لن أحسدك، صدقيني يا أحلام.
- أحلام، طرقت والدتها على الباب ثم أطلت برأسها منه: باهر وأسرته هنا.
- أووه عريس الأحلام أتاك يا أحلى أحلام، والدتك أفشت السر، قهقهت ميرنا لن تحلمي يوما بمقدار فرحتي بكما لست وحدي بل كل الناس من أعرفهم وغيرهم أنتم عرسان الأحلام بحق.
عندما خرجت أحلام من غرفتها، استأذن باهر من أسرتها طالبا أن يخرجا سويا ليتحدثا على انفراد، تاركا الأسرتين ليتفقا على بعض التفاصيل
فتح لها باب سيارته، فنظرت إليها متسائلة.
- سنتمشى قليلا.
كانت مشاعرها في دوامة، تتجاذبها مشاعر شتى، تارة حلوة حلاوة لم تظنها ممكنة أو قلق لا تريد أن تتمادى في تصديق ماتشك في أنه حقيقي، لذا لم تعرف أين هما، ترجل باهر من السيارة في مكان جميل وفتح لها باب السيارة، وكان كل تركيزها عليه هو. نظرت إليه ثم أطرقت أما هو فلم يبعد نظره عنها، كانت كل ما يتمناه وأكثر، أحلى من كل أحلامه ومن كل الأحلام، حلوة حلاوة تفوق الوصف ظاهرا وحلاوتها الكامنة تتلألأ منعكسة على عالمه. كل ما فيها ينطق بحبه بل أكثر؛ عيناها الجميلتان اللتان لا تريا غيره بطل الأبطال... عينيها اللتين تنصبان عليه الآن بوله بمشاعر تبرق برسائل عشق، هل يستحق ذلك! هل تحبه هذا الحب الكبير فقط لأنه أنقذها المرة تلو الأخرى؟ وإذا لم يكن بطلها فهل كانت ستحبه كل هذا الحب؟!
حلقت مشاعرها فيضا غامرا يحيطهما ويتردد صداها في عالم بدا أجمل. والليل تهادت نسماته تهديهما أريجا ساحرا لذيذا منعشا، لم تصدق أبدا أن هذا ممكنا، كل هذا أحلى من أجمل الأحلام ، ومن يحتاج للأحلام، إذا كان باهرا واقعا يفوق أحلى الأحلام. أن تحبه لأنه بطلها الدائم؛ هكذا كان، والآن هو العالم ككل وهكذا سيبقى للأبد، هذا هو أكثر الأمور منطقية، أما أن تتوقع أن يكن لها أحاسيس مشابهة أو أية أحاسيس على الإطلاق فهذا أمر آخر، بعيد كل البعد، فماذا يحب فيها يا ترى!
- أحلام، نطق اسمها هامسا وكأن قدسية الليل وصمته أثر به أو حلى النسيم الرائق بعبق أرق وأقوى أريج.
- هاه.
أمسك يدها وألبسها الخاتم.
- ليس هكذا أنت متورط.
ضحك:
- أجمل ' ورطة' على الإطلاق، ليتني تورطت منذ زمن.
غضبت، فسارع:
- آسف لست ورطة، أبدا.
- كنت ترتدي دبلة...
- مثل دبلتك على ما أعتقد؟
نظرت إليه وعيناها تنضحان بالفرحة، نعم، هي كانت تشعر بذلك ولكنها كانت تكذب نفسها، تخاف أن تفوق فرحتها احتمالها، فأخذت تكذب نفسها وما هو واضح.
- والخاتم!
- والدتي أعطته لي عندما رأت الفيديوهات والصور الأولى لنا.
احمرت وجنتاها بشدة: والاستقالات الغير لائقة، لقد كده أموت من استقالتك فإذا بعدها بعدة أيام يلوح نائب رئيس الوزراء باستقالته مشترطا استقالة العضو المستفز عصمت، فإذا بعصمت يوافق.
- كيف تسمحا بذلك! اإنكما تغرقان الثورة هكذا.
- بل في الواقع ننقذها...
- ياسلام، ألم تلحظ الهاشتجات التي جرثمت السوشيال ميديا مطالبة به كنائب رئيس وزراء؟؟! كيف وقعتما في مثل هذه الفخ الواضح؟
- لست في حل أن أتحدث عن ذلك، ولكن الفخ له هو... دعينا من هذا... لماذا أنت خجلى مني. قال وصوته يبشرها بما يكنه لها من أحاسيس حلوة...
نظرت إليه جلية جلبة مشاعرها وصخبها في عيناها، ولكنها استكثرت تحقق هذه الأحلام التي تفوق كل ما خطر لها، وما لم يخطر.
■■■■
في الصباح الباكر في اجتماع الوزراء طالعهم خبر قبول استقالة عصمت وباهر ورفض استقالة نائب رئيس الوزراء. رفضت أحلام الأمر بشدة ولوحت باستقالتها... أمسكها باهر من ذراعها مشيرا إليها ألا تفعل، وكيف له أن يرد ثورة الغضب التى تشعلها، وفي الحقيقة خائفة ألا يكون معها في العمل لقد اعتادت عليه، تريد أن يكون معها في كل الأوقات.
كان باهر مطرقا بشدة لاستغراقه في التفكير، هل كانت أحلام على حق! هل كان هذا فخا، لم يكن هذا مادبروه. هو لم يكن هاو لمناصب أو طالبا لها، باستقالته هو وعصمت أبعدت الشبهات عن وزارة الثورة سواء البرئ منها. أو الحقيقية كعصمت. حسنا ولم لا؟! إخراج عصمت من الوزارة انجاز أيما انجاز يستحق التضحية ولكنه لا يحب الأمور التي تجري في الخفاء، لما لم يتم إعلامه أنه سيكون كبش فداء!
■■■■■
كيف حدث هذا؟؟ ثار باهر ثورة مدوية بعواصف مدمرة لمن يدرك ويدري صالحه. لم أتقدم بأي طلب، من فعل هذا؟؟!
- أحلام، أجابه نائب رئيس الوزراء، قريبه بكل هدوء، مخمدا هبته وغضبه العارم.
- أحلام! لا يمكن. أنا أثق بها كل الثقة أكثر من كل ثقات ألفتها في السابق أو الآن ودائما. لا يمكن لها أبدا أن تستغفلني... ناهيك أن تخفي عني شيئا، قراره يعود لي أنا وحدي، كيف أتورط في أمر كهذا؟! هذا لن يجدي أو ينجح هكذا، لاتجري الأمور هكذا في ثورة كثورتنا.
- من تظنه سرب فيديوهاتك أنت وأحلام، الأخيرة فقط، هل هذه ورطة فعلا؟!؟
رن هاتف نائب رئيس الوزراء، أستمع لبرهة ثم تناول جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز ليفتحه. فشخص إليه لحظة بلا انفعال كعادته، ثم التفت لباهر، وعيناه تنطق بكل ما يجب أن يقال وأن يحدث.
أدرك باهر خطورة الموقف الذي كانوا سيكونون فيه، لولا حمكتهم وبعد نظرهم، من هم مع قريبه لم يتبين حتى الآن، إلا أنه يرفض رفضا قاطعا أن تكون أحلام متورطة في هذا الأمر، لا يصدق ذلك ولن يصدقه أبدا.
لقد تم قبول ترشحه لرئاسة الجمهورية... ترشحا لم يقدم عليه ولم يكن ليفكر به حتى. والتلفاز يعلن للتو ترشح الوزير السابق عصمت.
- مجرد ترشحه كارثة، كيف له في المقام الأول أن يلتحق بالوزارة.
- هناك أمورا قد توضع في الطريق عمدا. وتقبل بها أو تتظاهر بذلك لأنك تعلم كيف ستتلافها لاحقا. وتسليها لمن ظن نفسه يستطيع أن يفرض مالايحق له.
- إذا...
- صدقني سيتنازل عن ترشحه مجبرا. بل سيتمنى أنه لم يفكر في ذلك وسيستجدي الناس ليعتبروا ترشحه لم يكن. وسينعزل عن كل ما يخص الثورة والبلد فما فعله لا يجب أن ينسى أو يمرر أو أن يتم التغاضي عنه.
كان يوم من أجمل أيام العمر إن لم يكن الأجمل على الإطلاق، حتى الآن، فحياتها بشائر فرح دائم للأبد كانت سعادتها لا تقدر وكأن الكون كله لبس أجمل حلة، وتلون بألوان الصفو والنقاء وتنسم بنسائم وعطور ومباهج الربيع. معزوفة حب انبثق شذاها من سويداء روحها يغلف الكون بأكمله بغلالات الهناء. وكأن العالم ولد من جديد... ذهبت كل الأحزان أمام إشاعاعات اليقين بأن الحب هو من أعظم المعجزات بأحاسيسه الرقراقة و لغته السحرية الناجعة، لغة دامغة مؤثرة أعمق التأثير وأشمله لا يفهمها إلا المحظوظون. لغة فردوسية تطرد الشقاء وتنير الكون بسنا وحلاوة وفرحة ووعود. فارس الأحلام طلب من أسرتها أن يحتفلوا بالخطبة بعد يومين.
كانت مستغرقة في التفكير في مشاعرها فيه. وكيف تحمل له كل هذه المشاعر في فترة قصيرة وهي لا تعرفه حقا، ولكنها من اللحظة الأولى التي رأته فيها وهي تشعر أنها تعرفه، كأنها تعرفه طول عمرها والأعجب أنها أحست أنه يعرفها. شعور عجيب من الاندماج الروحي والألفة والارتياح ليس فقط في وجوده بل بمجرد أن يخطر على بالها تسطع شمس كيانها بأرق نبضات و أنقاها نبضات قلبها الذي ينبض له؛ وفجأة وجدته أمامها، في بيتها، شع وجهها بأفكارها، فأضئ وجهها لظهوره فقد لمحته بقلبها قبل عيونها...
- أحلام؟ هل أنتي فعلا من جمع التوقيعات لي؟
ابتسمت برقة:
- نعم.
غضب بشدة وظهر ذلك عليه:
- اعتبري كل ما بيننا انتهي...
أحست كأن عالمها انقلب رأسا على عقب في لحظة، ومن شدة صدمتها تجمدت، شاخصة إليه يغادر غاضبا وهي تسائل نفسها عن هذا اللغز البغيض.
كان في قمة الغضب وكان يعرف أنها ليست سبب غضبه، ربما هو غاضب من نفسه أكثر ممن يستحق الغضب فعلا.
لم يكد يغادر منزلها حتى طالعه رقمها من هاتفه .
- نعم.
- لم أنت غاضب!؟
كان صوتها مختنقا بالدموع ، مما حرك قلبه.
- لم فعلت هذا، كنت أثق بك ثقة كاملة.
- لم أردك أن تغادر. لم أكن لأطيق ذلك.
- ولا أنا كنت سأغادر، ولكن هناك أمورا لا يجدي معها فرض أمرا واقعا.
[/marq]



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 27-08-21 الساعة 02:57 AM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 27-08-21, 02:13 PM   #7

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

هنيئا لفكرك بك
وهنيئا لقلمك بك
وهنيئا لنا بحضوروك وعطاؤك ومداد فكرك وقلمك


استمتعت بالقراة هنا
وانتظر الجديد والمزيد



تحياتي وودي واحترامي لسيادتك




كان هنا



قلم


قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-21, 06:52 PM   #8

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



التعديل الأخير تم بواسطة شروق منصور ; 27-08-21 الساعة 07:09 PM
شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 27-08-21, 07:28 PM   #9

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قــــلــــم مشاهدة المشاركة
هنيئا لفكرك بك
وهنيئا لقلمك بك
وهنيئا لنا بحضوروك وعطاؤك ومداد فكرك وقلمك


استمتعت بالقراة هنا
وانتظر الجديد والمزيد



تحياتي وودي واحترامي لسيادتك




كان هنا



قلم


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحياتي واحترامي لحضرتك. وشكرا على تعليق حضرتك الراقي والمشاركة المشجعة. هذا من فضل ربي حقا. ويشرفني إعجاب حضرتك بالرواية.

وأشرف بوجودك هنا وباقي الروايات دائما.

تحياتي دائما


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
قديم 28-08-21, 12:14 AM   #10

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شروق منصور

? العضوٌ??? » 242556
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,125
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond reputeشروق منصور has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيح
لقد كدت بدلا من لقد كده×
إذا الكلمة الصحيحة لقد كدت
وشكرا لكم


شروق منصور غير متواجد حالياً  
التوقيع
رواية/ حنين السنين
رواية نبض فيض القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487493.html
الكاتبة /شروق منصور
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.