آخر 10 مشاركات
كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          1026 - مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - د.ن (الكاتـب : pink moon - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          المدللة *متميزة* (الكاتـب : محمد حمدي غانم - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14689Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-21, 07:14 AM   #971

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 3 والزوار 8)
‏عبَق الخُزامى, ‏عيون الليل., ‏ألماسةسعود!+

حي هالطّلة، صباحك خير..
متحمسين لإبداعك جميلتنا 🧡


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 07:38 AM   #972

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبَق الخُزامى مشاهدة المشاركة
ههههههههههههههه الحال من بعضه،
تروفه لها فقدة، بإذن الله أن المانع بخير 💛
هذا أنا أدرجت الرد يا جميلة 🌸..
أنتِ بعد مثلي تحسّين بقرب عاصفة منّنا؟
يختي عيني عليك باردة
بنت يا عبوقة انا احس ببراكين بتصير بعد شوي
ودوم احساسي يصدق معي 🥺😭😭😭😭
مررررررره خايفة الله يستر


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 08:00 AM   #973

عيون الليل.
 
الصورة الرمزية عيون الليل.

? العضوٌ??? » 492015
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,109
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond reputeعيون الليل. has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 الـجُزء العشرون


الـجُزء العشرون


.
.
.

.. عيون الرهاف ..

.
.
.


صباح شوق، و حنين، إلى صفحات عيون الرهاف
إليكم جُـزء بين جنونه، و هدوئه ركيزة واحدة، وهي
تلاعُب الأوتار بين عزفهنْ.

صباح توفيق من رب العالمين

الـجُزء هذا بذات راح ينقلنا لمحطات أخرى تنقلنا لدواخلهن أكثر
لذلك عدم ظهور عديد للشخصيات ثانوية أنا متقصدة هذا شيء
حتى يكون من كل جُزء ترتيب تسلسلي
بمعنى عدم ظهور عائلة الحوازم إلا رحمة.
عدم ظهور عرب رعود و غيرهم، لكن لهم تواجد قريباً في اجزاء لاحقة.
كذلك قصص ماضي تسرد و كأنه فليم قديم، أتمنى من كل قلبي أكون وصلت إليه، أن نجحت فهو توفيق من ربي، و أن فشلت فيه فهو من نفسي.. << فيس يترقب ردة فعلكنّ الذي أراها أمام عيني..

طبعا نجي للي أخذت أكبر حقائب نجوم من عيون الرهاف
للمراكز الأول نجمتين لامعتين في سحاب عيون الرهاف

جميلة و أنيقة ( عبق الخزامى )

لذكرها بأن شاهد العيان هو ساري.
<< فيس يغمز لك.
كذلك ذكرت هذا نقطة و التي قصدت عن عدم إجابتها

وممكن ما يكون مُنير ويكون قُتل خطأ وهذا عقاب ربّي له..


حتى لا أحرق لكم جمال احداث اليوم
رائعة ( قلب لايصدأ )
لماحة التي تقصدت بأن لا اجيب عليها ثم وضعت على تعقيب

يا زينها من شطحات فكري.. فكري بيدك حل بإذن الله.
ماهوب بعيدة عنك << فيس يغمز لك.

فهي ذكرت بأن الفخر لمح رحمة و هي صغيرة لذلك شمايل فعلاً كانت حلقة
وصل بينهما و في سبب آخر راح يتضح لكم يوم..
كذلك ذكرت هنا لتمويه لكنّ حتى تنكشف بوقتها مناسب

ليت بس ماعاد تنفع.. لك أن تتخيلي طول هالعشرين سنة يخطط كيف يأخذ حقه وجابه ربه لعنده لكن مؤسف ضياعه << مقصد مُنير

.
.
.

طبعاً عيون لازم تضيف آخر اللمسات أنيقة كذا بعض رتوش جمالية من التسعة و الثمانون صفحة إلى الثمانية و التسعون صفحة.. اللهم لك الحمد
إنجاز تعدا بمراحل ترى من نوع اللي أحب اطري نفسي، فلا تقولون وراه هذي كل بعد شوي ناطه بكم رقم منبهرة بنفسها، لا حبايب عيني أنا أحب نفسي بكل حالاتها << فيس من فيسات عيون جديدة عليكم
مير لا تنقلبون علي
يعني لم اذكر صفحات لكنّ عبثاً لكي تعلمون بأنني اتعب و أنجز في كتابة لذلك لا تحرموني من كرم ردودكم، أكرر ما تحرمنويش من ردودكم جميلة أوي رغيت كثير اعذروني
للمرة ثلاثين مراجعة أتمنى هالمرة أكون قد نجحت في ابتعاد عن اخطاء إملائية، << مرهق و متعب تدقيق.
يلا مالكم في طويلة، خذوا نفس عميق و توكلوا على الباري << همسة من عيون أم فيس حنون.


**********

لا تلهيكم رواية عن صلاة بوقتها
قراءة ممتعة.

**********





أنشد البحار على سر الحنين
عن قصيد البحر .. وجروح السفين
عن حبال الشوق تظمأ للشطوط
عن حروق الملح في شفاه السنين
ما عرفت الغوص في اليم المخيف
ولا رهنت العمر في الدر الثمين
جيت أنا من نجد .. في قلبي الرياض
وفي عروقي التهم .. والبيت الأمين
في كفوفي تصرم نخيل الحسا
ومن ذواري الرمل غادي لي جبين
جيتكم .. والعشق يطرحني سؤال
هو صحيح الشط له صدر ويدين
عانقتني بيوتكم .. وأنا بعيد
ما عبرت الجسر .. ما شفت القطين
ياهوى البحرين مريت الديار
عابرٍ والقلب باللهفة ضنين
لين حطت بي رحالي في هواك
وانبعث نبع المحبة في الكنين
بدر بن عبدالمحسن.










**********










بعد أن خرج من مقلط شباب – أخذ بعضه و سريعاً هم لسيارته، اتصال وحيد و الذي أجراه على سعيد حتى يرفع خط، فهو وضع كاميرا خفية تصور من يدخل و من يخرج من الفيلا خاصة فيه، بعد أن وصل ترجل سريعاً تاركاً سيارته مفتوحة، دخل لغرفة حارس سعيد ، و الذي بجانبه يقف العم هليل

وقاص يحاول انه يتمالك نفسه : يا سعيد شلون تنام و أنا موصيك تراقب مكان زين ما زين.. ذكرني انك ما تجلس عندي يوم واحد..
هليل الذي أمسك بيد سعيد ابن أخيه، بمعنى ابلع كلّ أحاديثه، و التزم صمت
لكن سعيد الذي بدأ يضايقه حال : يا شيخ وقاص.. أنا عمري ما قصرت بحق عملي.. لكن غفوت بدون ما احس على نفسي..
وقاص بغضب، و تجاهل كلي لكليهما : يا عم هليل خذ نفسك أنت و سعيد.. وخلي هنيا بروحي..
عم هليل : ابشر يا شيخ وقاص..
ليخرجا، وهو ضغط على الشاشة، حتى يجدها فقد تم تصويرها منذ خروجها من بوابة الفيلا و خطواتها نحو سيارته قديمة، نظراتها خائفة، و هي تلتفت تحديداً للحارس سعيد حتى دخولها لسيارته من ثم خروجها من فيلا، تأكدت شكوكه بأنها ليست بعقلها فهي أظهرت من جنونها

خرج متجه لقسمه بحث عن غرض له، أثناء بحثه فتح صندوق تجوري، و هو يضع كلمة السر ثم سحب سلاحه، بينما والدته وديمة تقف فوق رأسه

وديمة : وقـاص يأمك اوحي هرج مني اكبح لجامها.. ترى مرتك موجوعة منك يا وليدي.. بنية ما اخبرها كيذا... يا زينها بين أهلها... و ما أسمع إلا كل علمٍ زين منها..
وقاص بغضب مكتوم : يُمَه تكفين ابعدي عن وجهي ذا ساع...
وديمة و هي تمسك يده، لعل تريحه من ثقل مصيبة التي حلت على رأس ابنها البكر
بحكمة و رزانتها : اوحي مني يأمك مرتك موجوعتن من فراق بنيتها.. يأمك أنا أكثر من يحس فيها.. أخوك سعود غاب بغضب مني.. و هو عايش بيننا.. وشلووون لو هو ميت قدام عيوني!!!! أنت يأمك حنون علينا كلنا تجي على هالضعيفة و تقسي قلبك...
وقاص : ولدك خايب ذا لا تطرينه ابد... يغلط على نفسه و اللي حوله وعقبه يكابر ولا كأنه مسوي سوايا شينة... هو لو انه رجال ما هرب مثل مجرمين!!!
وديمة : الله يهديه مصيريه يعاود و يعض أصابعه ندم.. بعدين يأمك انشد عنه ماهو بنقص عليك يا وقاص يا وليدي.. صحيح أني أخذني الغضب، و لا ادريبه هو اللي لقيته بجيب عباته كيسن شفاف قلبته يمين و يسار... مير انه....
ليقاطعها وقاص ينظر لعينيها حزينة، و هموم التي تداريها عنه : أدري يمه.. موجود فيه رصاصة و حبة.. وللحين ينكر و لا راح يعترف بغلطته.. عارفين يالغالية...
وديمة بشوق : طيب يأمك انشد عنه سبع سنين ماهو هينة يأمك كود انه عقل و عود لسعود اللي اعرفه.. سعود طيب فطين اللي ما احدن يغلب على فطانته، سعود اللي ولدت فيه بيوم المطر، سعود ذراعك يمين اللي ما تعصاك، سعود اللي لا قلت أخ يفز لأجلك.. كل ذا يا وقاص ما حرك قلبك شوي حن عليه يأمك وخله يعود.. و الله يا أن قلبي عليه ملهوفة لشوفته ما غير اتمقل بصورته بلبس دختور يوم انه طالب يدرس بكلية الطب.. يأمك فرح قليبي وانشد عنه.. اخلك ازين منه.. أنت الشيخ وقاص بن زناد الزنود يعفو عن صغير قبل كبير، اعفو عن أخيك يا وقاص..
وقاص بغضب يحمله لذاك غائب : يصير خير.. يُـمَه.. يصير خير.. سعود بتفرغ له بعدين.. اللحين عندي مصيبة عودة و هي حرمة ولدك المهبولة تهرب من زوجها لا بالله مجنونة و لزوم ادور عنها..
تنهدت وديمة ، تمسك بيده تمعنه عن تهوره مجنون : طيب يأمك اترك ذا سلاح عنك.. أنت ما تستخدمه إلا للأمور مهمة.. اتركه و ادحر شيطان.. تعوذ من وساويسه يا وقاص.. اذكر ربك..
تنهد وقاص بألم : لا إله إلا الله.. يمه لزوم أشوف وين سرت؟؟ وقت متؤخر و هي من العصر خرجت وين ذلفت؟؟ بعدين وراه هاللحين بذا وقت تبلغوني!!!
وديمة : بعد يأمك ما فقدناها إلا قبل شوي.. أرسلت جويس تشوفها لأجل تنزل و تتعشا معنا.. مير يدك و الخلا..
وقاص : و تبيني اسكت، هاللحين هذي سواة مرة عاقله مصليه تخاف ربها، تبي تهج وين بتروح مني!!!
وديمة تجاريه : ايه يأمك هي موجوعتن وما بعقلها إلا بنيتها.. أنت يا بعدي صير أحسن منها، ركد جنونك يا وقاص..
وقاص بغيض وهو يبتلع خوفه، و قهره إن أصابها بأس، تلاعبت به و عرفت كيف تقلقه و تثير جنونه
يتنهد مقبل رأس والدته : يصير خير إن شاء الله..

أمسك بهاتفه يتصل عليها ليجد صوت هاتف الذي كان فوق طاولة جانبية من سرير، ثم لفتت نظره كلام مكتوب على المرايا بروج أحمر، تلك لعينة تتلاعب به
مكتوب فيها بخبثها : أنسى و افقد أمل أنك تلقاني..
فتح خزانه من جديد يبحث عن ملابسها التي بقيت كما هي، بحث عن أوراقها و بطائقها، حتى يبتسم بداخله
وقاص : زين يا بنت أبوك... زين يا عشوق.. و الله يا كل خبالك ذا بتشوفين وش نهايته..

خرج متجاهل صوت والدته وديمة و خوفها عليه، صعد سيارته و انطلق للمجهول












**********










بعد أن تسامر مع رفاقه خرج للخارج، و أخذ سيجارة حتى يفرغ بكت كاملاً، فبحره هائج و لن يكتفي بذلك رفع رأسه لسماء، رأى نجوم لامعة بعيدة، و تلك كنيزك تبقى بضلوعه
ابتسم، و هو يتذكر موقف مباشرة قبل أن يتجه للمول


وقف عند محل الاستديو نسائي صغير بحجمه ترجل حتى يأمرها بنزول
سياف : القطي لك كم صورة عدله.. لأجل جواز جديد..
جديل اكتفت بهز رأسها لتغيب بداخل، و بقي ينتظرها مستنداً عند باب سيارته معطيها قفاه، مد يده يمنى و سحب سيجارة جديدة، و أثناء اشتعالها قام بنفثها و بشراهة مجنونة، ففيضهِ قد قُهرَ من جواد ابن عمه !
على خروجها تأملت حركاته، و التي تدل على غضب مسيطر يحاول أن يبتلعه مثل سيجارته لعينة، التي باتت تشاركه حتى أنفاسه
فتحت بابها لتجلس، و تغلق باب بأقوى ما عندها، حتى تنبههُ لحضورها
التفت لها ثم فتح باب من جهته ليصعد واضعاً حزامه
و بضيق سياف : هاه خلصتي؟
جديل بغيض و كره : زفت اللي فمك لمتى بتشربه؟!
ضيق عينيه، و هو يحرك سيارته ممسك خط عمومي
جديل : أكلمك سياف وبعدين ترى اختنقت من هالبلا اللي تطفح فيه... إلى متى؟
ليجيب بغموضه : ادعي لي...
جديل : بس كيذا بكل سهولة تقولها.. ادعي لي لزوم تبعد عنه.. حرام عليك...
لكن صمت من جهته، و بعد ساعة - من زحام الطريق و إشارات المرور مُـمِلهّ قد اقترب للمكان بعد أن تمم بعض الإجراءات روتينية

حتى تنزل بأمر منه و بصحبته، لمكان ممتلئ بالرجال
سياف بأمر : لثام هذا ارميه.. وينه نقاب جدتي مليحه؟
فتحت درج سيارة حتى تخرج نقاب، ثم تقوم بارتدائه
سياف : أي كيذا شكلك ازين.. و بعد غطي عيونك.. و هالعبايه ليه كيذا ضيقة عليك هاه؟! ما عندك غيرها!!!!!
تأففت بملل : سيـــــــــاف كافي ادوختني... حرام عليك عباية بدون زينة و سوداء و قماشها ثقيل ماهو بناعم ولا ملفتة...
سياف بغيرته : اسكتي بس... ذكريني اشتري لك وحدة غيرها...
لتجاريه جديل : ايه خير إن شاء الله...
لتترجل معه و تدخل للجهة الحكومية، علمت بأنه يخص بعض الأوراق هامة و التي لابد من اثبات حضورها، لم يستغرق موضوع نصف ساعة حتى يتم بشكل سريع فبواسطته أخبره بأن يومان و تبقى بين يديه ابتسم له سياف و هو يصافحه ثم اقترب مني ممسك بيدي بتملك خاص فيه حتى نصعد سيارة، و حتى يمسك بأقرب خط عمومي متجه لمكان ما
جديل بإرهاق : سياف وراه ما تخلي مول باكر.. والله تعبت من لفلفة..
سياف : ما عندي وقت.. مثل ما قلت لتس خذي ضروري.. بتركك خمس ساعات أدريبكن يا الحريم تعشقن أسواق... مير خذي مهم.. ايه بعد كثري ملابس شتوية و خذي لتس كم لبس ربيعي احتياطاً...
مد لها بطاقة فيزا
جديل ابتسمت من خلف لثامها : طيّب..

لتنزل و لم تكتفي بالأشياء ضرورية، بل بدأت تأخذ بتجهيز كامل للعروس، فتعلم بأن عمة نايفة لن تترك تفتيشها العسكري، فهي كانت تقوم بهذا فعلة لكل فتاة من أقاربها فهي قد فعلتها مع عمتها (فوزة و فتياتها خلود و وعد)، لذلك أخذت موضوع بنقاهة
و بدأت تتبضع من جميع مرفهات، و بضحكة شريرة و هي تتخيل وجهه غاضب
جديل : و الله يا تتمنى أنك ما أخذتني يا سياف .. دواك تحمل..

دخلت لمحل فندي لتعجبها حقيبة رائعة يبلغ ثمنها تسعة ألاف لتقوم بشرائها
و هي بخاطرها تردد : ايه كان نفسك فيها من زمان يلا تدلعي يا جديل.. جاك رزقك لعندك تردينه وش حقه.. خل يعرف أن الله حق.. ماهو بزوجته طول هالسبع سنين و أنا يا غافلكم لكم الله خل أعوض جزء بسيط.. و باقي ما شفت شيء يا سياف.. و الله لا اجنن يومك..

لم تكتفي بذلك بل بدأت بإغضاته دخلت محلات عديدة جومالون و شانيل و ديور، بعد أن أخذت عناية الشخصية، و انتهاء من اختيار و شراء رشوش مناسب لها كعروس

أخيراً دخلت محلين تبضعت فيها ملابس يومية للمنزل، و كم قطعة جاكيت طويل للسفر ثم دخلت لمحل نسائي خاص

بغيض و هي تجد عاملة تساعدها : اختي حابه اساعدك..
تأففت بغيض من داخلها : ايه ممكن أفضل قطعة عندكم هنيا.. اممممم و بعد أبي كم قميص حريري لونه بين سواد و بياض..
عاملة : طيب بعطيك هالمجلة و شوفي اللي يناسبك..
عجبها كذا موديل حتى تشير عليه
جديل : مقاس XXS .. إذا ما عليك أمر..


**********


تتذكر صدمتها حينما أخذ منها الأكياس، وردة فعله التي اغاضتها بشدة

سياف : هاه عسى خلصتي..
ابتسمت جديل : ايه و مشكور على بطاقة..
سياف ضحك بخاطره : أهم شيء خلصتيها.. ترى كل فلس حلالك..
جديل بقهر : يعني شنو...
سياف فهم نظرتها ماكرة : ايه اعرف حركاتكم يا بنيات.. تحسبيني غشيم عنتس... ماهو بأمي همايل مثلتس و شرواتس بتسوق مير الوكاد ما تخلن شيء بقلبكن.. لأجل تسذا يا بعد خلاني محطي لتس مبلغ عود بهالبطاقة.. الوكاد أنك خلصتي من عفشتس..
كانت تود و حرقة مبالغ خيالية تقهره، و تغيظه، لكن يتضح هي من أكلت طعُم، و أن حيلتها فشلت فشلٌ ذريع، لذلك بقيت صامتة خلال الطريق




**********


بعد منتصف الليل
( فيلا العساف - ملحق سياف)


بعد أن رتبت جميع اشيائها لتضعها بحقيبة جديدة، و نظرت برضا
لتمسد رقبتها بتعب، وجدت ملحق نظيفاً كما تركته من ضمن انشغالها تجاهلت طلبه بأن تكون ليلة امرأته
بدأت تستلقي على أريكة، حتى نامت دون أن تشعر على نفسها


و هو وضع مفتاح، حتى يمسك بمقبض الباب ليفتحه ثم استنشق رائحة مكان
سياف : الله على ريحة اللي ترد روح...
اغلق باب من خلفه، وضع نعليه بجانب باب من جهة اليسار، ثم أخذ ينتعل شبشب بيت، مشي بين ممر، حتى تسقط عيناه لتلك ملاك نائمة، قلبه بدأ يضخ بمضخات عميقة متى شعر بأن دماء التي تسري بوريده، هي جُزء منها أن لم تكون بأكملها، وضع كيس صيدلية بطاولة في منتصف صالة بهدوء بدأ
يقترب، و يرى شعرها طويل ذو خصلات ناعمة كالليلٌ حالك سرمدي بين شفتيها، و عينها يمنه
بدون شعور مد أصبعه إبهام بلون سمرته مع بياضها ثلجي مشكل لوحة مُعذبةٌ لروحهِ، ليبعد تلك خصلات حتى يتأمل بأهِدابها ساكنة، و رموشها طويلة، أنفها ناعم دقيق و تلك شفاه لعينة صغيرة ككرز يود قطافها الآن، جسدها غض بمنامتها بلون حليبي مُصفى
عض على شفتهِ سُفلية بغيض منها، حتى يناديها
سياف : جـــــــــــــديل.. جديل قومي...
لكن كانت كمن دخلت في غيبوبة نوم لذيذة تتنعم بها كقطةٌ مشاكسة، و بغيظ من منظرها برئي محبب لنظره
ليصرخ عليها : جـــــــــــــديـــــــل..

لتفتح عينيها فزعة، ثم وجدت وجهه قريب فهي بين صحوة، و نوم لذلك بدأت تهمم
بغيض منه : أنت بعد مرة ثانية تطلع في أحلامي.. خلاص أنا نايمة اللحين وراه كيذا هو غصب.. بعدين بعدين.. ما راح اطير بس خل أروح عند أبوي..
لما رق قلبه لثرثرتها لعينة، هل هي تختبره أم تستبهل عليه
ضرب بكتفها : قومـــــــــي امحق عروس..
فتحت عينيها مرة أخرى تحاول تجمع تركيزها، ثم دققت نظر فيه للحظة حتى تشهق فزعة من قربه : ســــــياف!!!!!!!!
سياف بسخرية : صراحة ونعم استقبال يا زوجتي عزيزة.. بعدين وراه لابسة لي هالبجامة... خيــــر!!!!!!!!
بدأت تعدل بجلستها، و بوجه قد طُبِعَ على و جنتين حُمْرة لذيذة، و خجل يعتريها
سياف بخبث : ايه ما شاء الله أجل تعرفين سحا يا بنت العم!!!
ثم تنهض، و هي تجد روحها عارية من نظراته جريئة : سياف.. افهم أول مرة تشوفني كيذا عطني فرصة ........

ليقاطعها ممسك بأنمالها، و يضعها فوق ثوبه
بخبث ماكر منه لها : حبيبتي تعلمي كيف تستقبلين زوجك...
ثم وضع أصابعه يتشارك بملامسة أناملها ناعمة، حتى يفتح أزرار ثوبه علوية
عيون الرهاف بوجه خجول : سياف حبيبي خلاص بعدين.. بعدين ماهو كيذا بعدني ما تعودت عليك بعدين أقول لك...
سياف بخبث لئيم منه : اممممم ارفعي رأسك وناظري فيني.. ماهو اتفقنا أنك تصيرين زوجتي ليه كل ذا سحا... بعدين فيها حبيبي شفتي كيف خليتك تحبيني.. هذا و أنا بعدني مؤدب معك.. أجل لا صرت قليل أدب معتس وش بلقى أكيد عيوني و بعد طوايفي يا بعد حيي و عمري... هاه اختاري لتس انسب بينهن...
جديل بغيض وجه خجول حتى تحاول كسبه لبعض وقت من جرأته، حاولت أن تجاريه و هي ممتلئة بالكثير من خجل، و خوف، و حيائها يمنعها لكن لتتجرأ لا ضير من قليل من جنونه
تهمس بهدوء، وتعض على شفتها سُفلية لا إرادياً : يا بعد خلاني أنت أكيد بكون زوجتك ما أنا زوجتك اللحين مير ماهو هالحزة.. بعد باقي ما فهمنا على بعض.. سياف!!!! خلنا مثل اصدقاء وش رأيك؟ فكرة حلوة صح..

ارتباك اهِدابها، و نثرة ورد بوجه خجول يشكل حلاوة مغرية، تكون حلاله كالماء عذب، هل من جنون أن يتركها ويتجلد بالصبر، فهو سبعة أعوام يتصبر، و يتجلد حتى تبقى ملامحها خالدة بذهنه، لكن الآن كل هذا فوق احتماله، و أكثر
برقة شامخة و هيبته سياف : حطي عيني بعينتس .. جديل .. أجل تبينا مثل اصحاب..
ثم بمكره أدراها له حتى تدور حوله بجنونه : ايه بس واضح من شكلتس ماهو بخوي لي! وش هالملحّ وقبلة.. لا لا ما يجي منتس يا بنت العم..

كانت تتهرب من خجلها عُذريّ، تود أن تبكي الآن، حتى تلتقي عينيه بعينيها بريق لمعان من أثر دموع
وضع اصبعه الابهام، يمسح دمعة قبل أن تسبقه، و تسقط على صفحة بياض البدر
سياف تنهد : ايه يا بعد جداني أنتي وخلف أبوي كلهن.. اسمعيها من ابن عمتس ما يتداوى الجرح ولا يطيب يا جديل إلا ذا نبي نداويه بالفعل.. لأجل تسذا أنسي كل شيء... أنا زوجك من سبع سنين.. ولي حقوق عندك..
جديل بعينين تهدد بالبكاء ثم ضحكةٌ منه : لا تبكين.. أنتي زوجتي.. زوجتي ما راح اغصبك بس ماهو حرام انحرم منتس.. ودك أروح لدرب حرام بيدينتس ..
جديل بألم : أجلها يا سياف.. خليني أعرفك.. طلبتك ماهو أنا زوجتك لزوم يكون بيننا رضا و توافق ماهو كيذا بسرعة هذي..
و بطلب خجول منها : ممكن يعني.


ابتسم برقة لها، و هو يأخذ قبلة على خدها ثم بتلاعب : ما اقنعتني أسبابك.. هاتي غيرها..
و هو يقربها لحضنه ثم بهمس خبيث : أنتي كلك على بعضك حلالي لذلك أرضي بالموضوع..
حس بارتعاشه جسدها الغض بين احضانه
ليزيد جرعة مكره و خبثه : أها بس على شرط...
و هي بقت كطير يرجف في سمائه : سياف!!!
و بمكر سياف : بسم الله عليك أهِدي حبيبتي ماهو قلت لك كل شيء برضاك..
أمال حتى يطبع قبلة على شفتين لعينة، ثم هي وجدت روحها بين سماء تحلق
ضمها لحضنه، و يضحك بهمس خبيث : يا مجنونة لا تخافين بس هذا درس لك... يلا قومي جهزي لي حمام أبي اتروش و أنام وراي باكر شغيلات لزوم اخلصها من وقت..

ابتعدت سريعاً منه ليجلس على أريكة، و هي غابت عن عينيه حتى يستلقي بمكانها محتضن وسادتها، و يتنعم برائحتها مُسكرة دون أن يشعر بدأت اعصابه تسترخي ليأخذ غفوة بسيطة

بينما هي دخلت دورة المياه، و بقيت تبكي هناك لفترة

تقف أمام مرايا لتمد يدها و تفتح صنبور، صوت خرير مياه حتى لا يظهر صوت بكائها مفضوح، خجل تلبسها، و رجفة سيطرت على جميع أنحاء جسدها، جهزت له جميع احتياجات عنايته الشخصية، تمشي بخطوات للبانيو حتى تفتح صنبور المياه، و تضعه على إشارة حُمْرة حتى يتناثر بسيل منهمر من المياه ساخنة، كم بقيت و هي تتأمل مياه، و هي تنهر روحها : غبية.. غبية ... ليه بينتي له خوفك؟؟ خبل.. خبل ما يعرف أول مرة أني اتعامل معه بهالقرب.. ليه ما يعطيني خصوصية؟!
ثم مسحت دموعها، خرجت باتجاهه لتجده نائم بفوضوية، ثوبه لم ينزعه بعد، و قدميه طويلة خارجة عن أريكة .. رقت له
و بحنانها معتاد اقتربت من ملامحه ساكنة، و بشرته سمراء محببة لقلبها فهي كانت من أمنيات شريك حياتها أسمر شرقي، وذو هيبة ذكورية متعصب لنفسه، لم تعلم بأن حقق جميع أمنياتها، فهي هُنا حلم حواء برئي
وسادتها التي كانت قريبة منه، بغيض : سيــــــــاف.. سيـــــــــــــاف..
فتح عيونه بانزعاج ثم ابتسم بوجهها: هممممم...
بنبرة رقيقة : حمام جاهز.. قوم بدل لبسك..
ابتسم لها، و هو ما وده ينهض غارق في دلع خاص فيه و بجنونه : يصير عادي تحمميني ...
بوجه أحمر : لاعاد... لا تزودها...
ضحك من كل قلبه : يا زينك خلاص ما راح افجعك.. بس وراه ما فتحتي غرفة!!؟ تركت لك مفتاح..
وهو يشير لصندوق عتيق فوق طاولة استقبال
لتذهب بخطوات خجولة متوترة : خلاص بفتحها.. و إذا تكرمت يا سياف خذ لبسك وحطه بغسالة..
سياف بغيض : خير إن شاء الله...

لم تستطع تهور لذلك رجعت للأريكة وحيدة بين صالة، أخذت تمدد جسدها لتجد رائحته و سيجارته منتشرة بكل مكان، لتشد باللحاف دافئ، و تعطيه قفاها حتى تغلق عينيها مُرهقة فجسدها بحاجة لنومٌ عميق

بعد أن خرج و هو مرتدي روبه، و يمسك بمنشفة يتخلخل به شعره، وجدها نائمة بسكون لذلك أخذ خطواته مسك بصندوق عتيق خشبي و سحب مفتاح ثم أخذ بكيس صيدلية، فتح غرفته و قام بتشغيل مكيف المركزي لأعلى درجة من برودة، ثم مشي نحو خزانته خشبية، سحب شورت و تي شيرت قطني مريح بلون الرماد ليرتديه، ثم جلس على سرير أخذ بعض مسكنات بدون شرب ماء ليبتلعها بقسوة منه يديه التي بدأت تؤلمه ، يكابر تحامل على نفسه كثير استلقى ثم بدأت افكار تغزوه رويداً رويداً تم حجز لألمانيا بعد معاناة على طيران ألماني، لابد أن يكون هناك بأقرب وقت فسعود أخبره بأن عندما قابل دكتور الذي كان يشرف على عمه سطام بأن حالته في خطر شديد، مصيبة عظمى كيف بتتقل جديل هذا موضوع حاول أن يهمد لها لكن يتضح بأنها تشعر بأبيها

سياف بداخله : ايه نام نام.. بنيه نامت و أنت ما غير تهوجس.. خلها على ربك يحلها.

حينها احتضن وسادته تذكر خوفها، و خجلها حتى يبتسم و يدخل بنومٌ عميق لا تخلو من سيدة كوابيسه، و حضورها لافت فهي سيطرت حتى على عقله لا واعي










**********










( قبيل صلاة الفجر من ساعات الأخيرة )


ساري الذي أستلم جثة والده مقتول، و قام باتصال مباشرة على من كان يقوم بهذا مهمة، و كأن الله أراد أن يكون مغسل الموتى عم أبو مصلح الذي قام بغسيل و تكفين عمه حيان، هو نفسه مغسل أبيه،

بعد أن بحث لساعات طويلة عن رقمه، و أخبره بأن والدي طراد بن بادي قد توفي و أريد منك يا عم مصلح تغسيله و كفنه، حتى يخبره عليه بأن يأتي للمسجد قريب منه والذي يقع بقربه مغسلة الموتى، حينها نزل و دخل مع أبو مصلح كان يغسل أبيه و دموعه فارقت عينيه، فالحزن استقر بقلبه و اشتد عليه تعب حتى أكمل مهمة ثم خرج يترنح من عذاب نفسي، و ضميره الذي يحرقه، و يعذبه أشد ويلات له
أبو مصلح : الله يستر عليك يا ساري من يوم يومك و أنت بزر ينشد فيك ظهر.. و ترى أبوك دوم يفتخر فيك عسى الله يرحمه و يغفر إليه و يحسن مثواه..
ساري بلع ريقه و هو يستقيم و يأخذ نفس عميق و بعينين متحجرة من دموع : جزاك الله خير يا عم أبو مصلح ما قصرت..
أبو مصلح : قم يا عمك لزوم نصلي عليه الفجر..
ساري هز برأسه : إن شاء الله..


بعد أن شاع خبر وفاة طراد بن بادي

قدم المعزين من كل مكان، معارف قديمة و أصدقائه و أبناء حارته، فكان ساري من جهة اليمين يحمل جنازة جثمان والده، و جهة اليسار أخيه ضاوي
بعد أن فرغوا من صلاة الميت و دفنه فقد بكي و لم يستطع تحمل حينها
ساري الذي كان يرتدي ثوب البياض سعودي مع شماغه الأحمر بلثامه يتضح عينيه محمرة من شدة تحجر دموع فهو قد نهر على نفسه بكاء منذُ أن كان طفلاً صغيراً، لذلك قام بشد أزره على أخيه الذي انهار جميع حصونه، و بكي بكاء شديداً يدل عليه، بأن والده فارق حياة، هل الآن شعر بالوحدة و اليتم !

مسك بتربة بين يديه حتى تتناثر بكل سهولة
ضاوي : راح الغالي يا ساري.. راح أبوك اللي مالنا عقبه أحد..
ساري الذي يضع يده يمين فوق كتف أخيه : لنا ربك يا ضاوي هو مهدي ومعين وحده.. قم يا أخوك لزوم نستقبل معزيين.. ساعة قربت على الظهر..
ضاوي ينظر لعين ساري أخيه و بألم يشتد على روحه، و تقهره : ما ودي افارقه.. بتسري أنت الله يسمح دربك.. مير أنا بقعد هنيا..
ساري بغصة ابتلعها بصعوبة : اسمعني يا أخوك الواجب.. واجب قم الله يهديك.. قم..
ضاوي : مابي اشوف نظرة أمك.. خلني يا ساري رح أنت توكل عقب ألحقك..
تنهد ساري : على هواك..

ابتعد ساري، حتى يتحدث لروح أبيه و بحرقة : يا يبه أنا خطيت.. خطيت على بنت العم.. يا ليت ما تبعت هوى شيطان... يا ليته.. وش اسوي اللحين.. قهر خلاني اسوي سوايا ماهو سواتي.. علمني يا أبوي مين بعدك اروح لمين.. يـــــــــــارب.. يـــــــــــارب..










**********










( في القصر فقيد طراد بن بادي – مجلس النساء )

كانت جالسة بجانب يقال بأنها أصبحت عمتها صيتة، بكائها شديد دون صوت كل من قدم إليها يأخذ فكرة كم هي قريبة من عمها و تبكي بأسى عليه، و لا يعلمون بخفايا القلوب، بقيت إلى قرابة صلاة العصر و هي على حالها

حتى قدمت منها بعد أن تجملت بالصبر و حسن مشورته وقفت عند رأسها لتجدها تتأمل أرضية الرخام و انعكاس قدميها، حتى ترى ظل أسودٌ خفيٌ عليها، حينها رفعت رأسها لتجدها قريبة، غريبة ، و كل بعد عنها بمسافات، لا تعلم تشعر و كأنها كُبرت عشرين عاماً من الحزن الذي أثقل على كاحلها،
لتخفض جناحها، وتمسك بيد اختها شادن و تشدها
منيفة : عظم الله أجرك يا شادن في عمنا...
حينها تساقطت دموعها بشدة : عظم الله أجرك يا منيفة في عمنا.. عظم الله أجرك يأختك..
حينها شادن مِالت لأختها بعناق مبكي، و مدمي لقلبيهما، بدأت منيفة تقبل، عينين، و وجنتين، و لثمت جبين بقبلة حنونة
منيفة : لله ما أخذ و لله ما أعطى.. راح بخيره و بشره.. تكفين يخية ارجعي معي.. ارجعي معي يا شادن.. تكفين طالبتك ترجعين..
لتحزم أمرها شادن و بكره لنفسها : لا.. لزوم اقعد هنيا هالثلاث ليالي.. و إلا العرب بتأكل بوجهي..
و بسخرية منها لها : قد شفتي لك بنت أخيي ومرة ولده بعد ما تحضر عزاه.. كبيرة بحقي يأختك.. وسواد وجيه..
منيفة بصدمة منها : شادن حبيبتي اللي عليك سويته.. ما أنتي ملزومة تكملين هالشيء..
حتى تجبيها بكل برود : أجلسي و إلا عاودي مكان ما جيتي..
منيفة بخوف عليها : شادن! شادن! ناظري فيني طيّب.. به وصية أبوي لزوم نتممها لزوم يا شادن..
لتضحك حينها بجنون : صح بس نسيتي يا منيفة انخل شرط من شروط، و هو أن ما تزوجت بقائد ههههههههههههه تزوجت بضاوي.. شفتي كيف نصيب يخية.. وهذاني ادعي يارب يكون عندي عمة أحسن من عمتي صيتة.. مير الوكاد يأختك مكتوب لي بنهاية أنها تكون عمتي..
أمسكت بها منيفة، بغضب منها : تمشين معي و إلا و الله يا تنضربين مني... اصحــــــــي.. اصحــــــــــي... خلاص ماهو بزوجك بتتطلقين منه..
شادن : اتطلق! كيف من مجنون ضاوي! ما ظنتي يخية.. لذلك انسيني يا منيفة انسي أختك..


ثم تركت يدها لتبعد و تصعد السلالم حتى تذهب نحو غرفة منيفة سابقة

لكن منيفة لم تيأس بعد بل تتبعتها كظلها وجدت باب مردود لذلك انتزعت نعليها لتتركها بجانب باب، و بدأت تمشي على رؤوس قدميها، لتجدها مستلقية على سرير من خلف اللحاف جسدها صغير يهتز بفعل رياح الحزن، و قهر الذي يتأكل بضلوعها


و همسة من بين همساتها : آه يا منيفة وش تبين أقول لك.. أقول لك أن لك يد في موت أبوي.. يا ليتك ما عطيته شوربة ولا مات أبوي يا ليتك يا منيفة.. يا ليت عمي طراد ما حط سم بشوربة أبوي.. يا ليت ما سمعت ولا شفت.. يا ليتني مت معك يا أبوي.. آآآآآآآآآآه.. يارب ارحمني.. ارحمني من هواجيــــــــس..


بينما هي وقفت بقدمين ثقيلة، حاولت أن ترفع قدميها مقيدة بقيود صدمة، فكان أقصى طموحها أن تسعد و تفرح بقلبِ أبيها

بينما شادن التي بدأت تبعد اللحاف عن وجهها مكتوم، و تقلب جسدها لتجد وجه منيفة مصدوم
نظرتها مُتسعة حتى بدأت تحاول مجرد نطق بلسانها ثقيل منيفة : .....و..ش.. ...ق..ـلـ..ـتـ..ـي!

حينها اتسعت عينيها بخوف عليها : منيفة.. منيفة لا يكون وحيتي وش قلت منيفة.....

لكن كانت صدمتها أدت إلى فقدان وعيها، لتهم سريعاً شادن و تقوم باحتضان رأسها
شادن : منيـــــفة.. منيفة تكفين يا بعد طوايف أهلي.. قومي منيفة.. منيــــــــــــفة..

على أثر صرختها قدمت الرئيسة خدم روزا، لتنصدم من جسد منيفة مرمي بإهمال على أرض و كأنها قد فارقت حياة !

شادن تصرخ : تعالي ساعدني.. تعــــــــالي.. منيفة تكفين قومي.. منيفة لا تخليني وتروحين.. والله ما تستاهلين توحين هرجــي ليه .. ليـــــــــه يا منيفة !!!!!!!!!!

روزا و التي احضرت بعض من كولونيا و كأس من ماء، حاولت بيدين ترتجف أن تضعها على يد منيفة لقربها حتى تستنشق قليل منه لتحاول أن توقظها، لكن لا ردة فعل
تحاملت على نفسها، و أخذت ترفع جسد أختها لتسندها بيدها اليمين ، و روزا بيدها الشمال

لتدخل مصعد، و فتحت البوابة، تصرخ بصوت عالِ، حتى تنتبه عليهما خميلة بخوف : بسم الله عليها وش صاير؟؟؟
شادن بغصة : مدري.. مدري لا تسألين.. جيتوا مع مين يا خميلة؟؟ إذا سايق عنبر موجود خل يأخذنا لأقرب مستشفى..

خميلة : ايه موجود... بدق عليه يقرب سيارة..


**********


على جانب آخر

كان يستغفر هو و أخيه قائد الذي تحامل على نفسه وقدم مع والدهم الفخر لتأدية واجب، الفخر بعد أن قام بالعزاء هم بنفسه و خرج ليلحقه قائد، بينما مُهاب الذي بقي ينتظر ردة فعل من زوجته منيفة خرج لتجمعه صدفة وجود ثلاث من نسوة ، ومن بينهن تقف والدته نواهل

و التي تنبهت على حضوره

أم قائد : يا مُهــــاب تعال يأمك.. قرب سيارتك..
اقترب منها و نظره بالأرض : سمي..
أم قائد بصدمة له : زوجتك تعبت و طاحت علينا..

ثم وجد تلك نسوة يحاولون بحملها لسيارة سائق ، تفجرت دمائه بخوف عليها
اقترب منهنّ : اتركوها أنا اللي بأخذها معي...

شادن تبكي وبخوف سيطر على جميع جسدها : أختـــــي.. طاحت علي..
مُهاب يحاول يتمالك رشده : أن شاء الله انها طيّبه عاودو..

مسك جسدها حتى يقوم بحملها، متجه لسيارته محرك مكابح بأقصى سرعة

و بكاء شادن، حتى تشدها يدين خميلة : اطلعي سيارة يا شادن بنلحقهم يلا...
شادن فتحت باب من جهتها : طيّب...








**********









الماضي


قرابة العشرون عاماً


في ذات ليلة التي قد دفن فيها عمه حيان، لم يشعر ساري إلا وقدميه تقوده لبيت طين و تحديداً بيت عمه راحل، شعر بحزن، و فقد عميق على أثره، و كانت صدمة حينما رآه هناك ليقف خلف جدار طين، و ممر ضيق يسمع صوت أبيه يناقش مُنير ثم أمال برأسه قليلاً، حتى عينيه بريئة تشهد وقع حادثة
و يقاضيه بتهديد طراد : و الله يا مُنير لو ما ظهرت الأوراق يا انك بتسري وراء شمس..
مُنير : يا عمنا لا تقول كيذا.. أنا ما اقدر اسلم لك الأوراق.. مالي صلاحية في هالموضوع..
طراد : وراه يا مُنير تحسبني مهبول و غشيم عنك.. كل سوالفيك اللي يدسها عني حيان أعرفها.. و هو بنفسه يقول تسلمها لي .. وراه ما هرجك عن مطاحن و مصانع اللي صارت باسمي!!
مُنير : يا عمي الله يهداك أنا ما اقدر.. ما عندي ذا أوراق اللي تهرج فيها..
طراد ضحك بشر : أجل تعفن بالسجون...

حينها بالفعل دخل سجن مُنير بتهمة تزوير أوراق مهمة تلاعب فيها طراد آنذاك وحجز ظلماً، و قهراً تراكم عليه لسنين طويلة

لكن هناك من عيون الرهاف التي راقبت هذا موضوع جيداً وبقى جاهلاً، ساري و الذي شخصيته صامتة هادئة، و بريئة من فعائل أبيه لكن خوفه منعه، و بحكم صغر سنه فلن يصدقون تهمة طفل يشتكي بأبيه، لذلك كان ملتزم صمت، و هدوءه كفيل بعواقب وخيمة عليه

ساري : 12 عاماً


**********


الحاضر

بعد مرور ثلاث ليالي


في قلب نجد

بعد أن اتصل على أخيه ضاوي، و الذي أخبره بأن يأتي على عجالة، كان يقف في ذات مكان الذي شهد على حادثة لكن بقلب مختلف، بعد أن وصل أخيه
ضاوي : اللحين أنت مهبول جاي هنيا بعز ظلام وش تحس به أنت و وجهك ؟
ساري : أبيك تطلق بنت عمك.. تسمعني..
ضاوي بقهر منه : و اطلقها ليه؟ والله مغار هرج منك عالفاضي.. قم بس قم خلنا نعاود للقصر..
ساري يلقي قنبلته : لأنه أنا شاهد عيان..
لكن مع اقتراب رجال العسكر على أثره وجدوا الاخوين، بينما ضاوي لم يسمع كلام أخيه الأخير!

عميد برهان : مع الأسف يا رقيب ساري مضطرين نأخذكم معنا..
ساري ابتسم للعميد : ذا عملك يا طويل العمر.. مقدر امنعك عنه..
ضاوي بقهر : خير إن شاء الله.. وش تهمته بعد!!!!
عميد برهان : مع الأسف يا ضاوي أنت متهم بإلقاء قبض عليك من محامي قائد بن الفخر و بسبب تلاعب بالأوراق ذات صكوك هنا.. و أمور أفضل ما يسمعها أخوك..
ضحك ضاوي : ما شاء الله يعني أنتم تتبعوني لين هنيا؟ وش مقصدكم من هالحركة.. هــاه يا ساري.. ما ترد وراه ساكت!!!!!
ساري و هو يخبره بحقيقته موجعة لكليهما : أنا اللي جبتك هنيا يا أخوي.. وراه ما سمعت بتهديد عدم قرب من بيوت نجد و طين... اللي صارت ماعاد هي ملكنا.. هي بيد بلدية اللحين.. و احنا واقفين بالمكان غلط..
ضاوي بصدمة : تغدر في أخيك يا ساري..
ساري و الذي كانت خطة منه محكمة حتى يتنازل ضاوي عن جنونه، و غضبه جامح، لذلك دبر هذا خطة مع مساعدة عميد برهان، و قد تلقى طعُم جيداً
حينما صعدوا لسيارة دورية، كان صمت مخيف من ضاوي، ابتلع كل قهر بداخله، يتضح بأن وفاة أبيه كانت صحوة ما بعد فوات الأوان

حين وصولهما للسجن – أراد أن يدخله، و يريه كم عاقبة فعلته

سجنا في السجن الانفرادي، حينها ضاوي و الذي لم يصمت بل بدأ يفوح بقيح سمومه
أمسك بتلابيب هندام أخيه : اللحين أنت صاحي يحجزونك هنيا ليه؟؟؟؟ ماهو برقيب على شنو يا حظي؟؟؟
ساري بقهر من أخوه : أنت باقي فيك شر ما انطحن.. بنت عمك مالها ذنب يا ضاوي و طلقها.. ايه لا تناظرني كيذا … طلقها بطيب يأخيي..
ضحك ضاوي : اطلقها بعد ما صارت مرتي إلا و الله لا أزيديهم خبال و ظنون و حيرة و خصوصاً بنت عمك هاللي فرحانه في مهابوه..
حتى يلقي عليه خبر : أجل أسمعها من أخيك ساري.. ترى اللي شهد على أبوك ماهو بس بنت عمك أنا شهدت على أبوك….
ضاوي بعينين متسعة : نعم وش قلت حضرتك؟ وش وش عيد ما وحيت هرج!!!!!! وش تقول يالمهبول؟؟؟؟
ساري ينظر لعين أخيه متسعة من صدمة : ايه شهدت عليه ، و أبوك مات مقتول ماهو من مُنير مات مقتول من قاتل كان يكيده…. و هذا هو خذوه لساحة قصاص…. يعني كله ظلم اللي ظلمت فيه بنت عمك… اللحين لزوم طلق بنت عمك طلقها يا ضاوي.. مالها في خرابيطك..
و كأنه وقع على حفا حفرة من هاوية، و كان دوى صرخته تتعالى بممرات السجن : وش اسوي فيك اللحين وش اسوي فيــــــــــــــك!!!!
ساري بألم : طلقها.. ما تستاهلك و لا أنت تستاهلها..
ضاوي بجنون : انـــت مهبول يا ســـاري.. تفهم مهبول قم اذلف عن وجهي لا اقتلك قم ضـــــــــف وجهك..
حتى ساري يفقد اعصابه و لأول مرة : أنت اللي تنطم و تبلع موس فوقها... طلاق و بطلق... ومصنع و مطاحن بترجع لبنات عمك تفهم و إلا ما تفهم...
ضاوي بشر : و الله ما ترجع شيء.. مطاحن ومصنع باسم ابوك و أنا مشرف عليها هي وشركة.. ما تجي اللحين تسوي فيها شريف يا ولد عمك... من يومك يا ساري تميل لبنات عمك وكأن عمك حيّان هو أبوك.. أبوك طراد تفهم.. طراد اللي مات مقهور من أخيه.. مقهووووور.. وتبي اللحين تقهرني لكن تبطي يا ولد عمك... تبطي عظم..
ضحك ساري : يا زينها ليتني ولد عمي مثل ما تقول.. لكن هاللحين أبوي ما يجوز عليه إلا رحمة.. يا تقول كلمة خير يا تسكت يا ضاوي..
ضاوي بغضب : ايه الله يرحمك يا أبوي... زين اللي مات و لا سمع منك هالهرج منك.. و أنسى اتنازل لك على حقوقي.. أنســـى..

ساري بنظرات نارية لأخيه : افهم يا درج ماهو لنا .. هذا من حقوق بنات عمك.. عمك حيّان اللي طول عمره متحزمين تحت ظلاله و خيره... أبوك عسى الله يغفر له غلط.. ولا راح نكرر نفس غلطة تسمعني يا ضاوي.. ما راح نكرر الماضي...
ضاوي : طلاق منيب مطلق..
ساري ابتسم بخبث و هو يلقي صدمته بأخيه بوجع : أجل بخلي فضيحتك على كل لسان.. تتلاعب بالحرام يا ضاوي.. ما لقيت إلا الحرام و من زمان بعد.. يعني ليته قريب..
اتسعت عيونه بصدمة : ســاري.. وش هالتهمة هذا بعد!!! لحقوا يغسلون دماغك..
ضحك ساري بأسى عليه : مع أسف يا ضاوي.. أنت اللي حطيت نفسك بهالمكان.... و لا تنكر..
ضاوي بخوف : أنا أخوك يا ساري.. ما تغدر في أخوك!!!!!!
ساري يجاري جنون أخيه : طلاق مقابل اكتم على عملتك سوداء...
بكره نفسه، يحاول أن يجد له مخرج من هذا ورطة : لزوم أنا ابلغها بنفسي.. وش هي ماهي حلوة اطلقها هنيا من بين جدران السجون... بعدين قلت لك مالي بدرب الحرام.. وراه ما تثمن الهرج!!
ساري بسخرية: لا فيك خير باقي ما شاء الله عليك.. مشكور مابي معروفك ذا.. احتفظه لنفسك ما أبيك تبلغها... وحده ما تبي تشوف رقعة وجهك لأجل كيذا ياخي طلق... وخل أوصلها ورقة طلاقها.. و بعد بالنسبة للحرام مع الأسف يأخوي في شهود اثبتت عليك هالتهمة.. أولهم بنت عمك شادن..
بنظرة متسعة وهو يبلع ريقه حتى يقع بالكذب دون أن يشعر : أنت وش تخربط وش عرفها شادن بالهرج اللي تقوله؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ضحك بسخرية ساري : يعني هاللحين صدق كلامي.. أنت لك بيد الحرام يا ضاوي.. من متى يأخوي علمني من متى؟ كيف انجريت وراء خطاويهم..
تنهد ضاوي، و بخوف : سـاري أنا أخوك.. و أنت رقيب هنيا.. يعني تقدر تطلعني منها مثل شعرة بالعجين..

ضحك بألم ساري يود أن يعترف بجريمته : لا يأخوك ما عرفته زين!!! من متى تلعب بالحرام يا ضاوي؟ اعترف لأخيك..
ضاوي بجنون بدأ يمشي ذهاباً و إياباً : قلت لك ما أعرف دربه وراه ما تفهم...
ساري بأسى : ساعة تقول ما تعرفه!!!!! و ساعة تثبت هرجة بنت عمك!!!! وش ورطة اللي حطيت نفسك فيها يا ضاوي؟؟؟؟
ضاوي بغموض : ما اعرفه.. قلت لك ما اعرفه..
ساري : زين يأخوك خلك مثل ما تقول...
ضاوي يمسكه من كتفه : ما تسري و تتركني هنيا محبوس... ظهرني معك... ما عندك دليل!
ضحك بأسى : عندي دليل يا أخوي، صور بنات و رسائل و كيس صغير شفاف فيه له رصاصة و حبة.. كل ذا و باقي تنكر...
ضاوي بجنون : ما اعرفه ذا كلام..
ساري : على العموم كلها الآن بيد تحقيق، ومع الأسف يأخوي فيها بصمتك بتتعفن هنيا...
ضاوي بغضب منه : عادي تخلي أخوك يضيع..
ساري نظر لعين أخيه : أنت اللي جبته لنفسك ماهو أنا اللي ضيعتك.. أنت ضيعت نفسك يأخوي.. و اللحين طلق بنت عمك..
ضاوي بجنون : منيب مطلق .. تفهم و إلا ما تفهم...
حتى ساري يمسكه من تلابيب ثوبه و يضربه على الجدار ، و هو يشد بقبضة يده و يضربه عدة مرات بجانبه للجدار الذي تلقى حزنه، و قهره على أخيه
ساري بغضب و هو يمسك بفك ضاوي وبقسوة غريبة عليه : بطلق و أنت ما تشوف درب.. طلق بطيب يا ضاوي.. طلق ما أخذتها إلا انتقام لبنت عمك كبير اللي ربي ستر عليها برجال طيّب.. أنت تتوقع لو هي عرفت في بلاويك بتقبل فيك مثلاً..

حينها اعترف بأسى : هي شيء صحيح اللي كانت في حياتي.. هي شيء وحيد أمل من بعد ربي، و أخذتوها منــــــي.. نزعتوها منـــي بس هالقلب للحين يهتويها تفهم و إلا لا..
ساري ابتعد عنه ثم رجع لكمه على بطنه، كرر فعلته إلى أن بدأ يفقد صبره
بينما ضاوي الذي كان يتحمل كل قهر أخيه، و بدموع متحجرة بعينه قهر و الغبن : ما راح أنساها تفهم هي تمشي بوريدي.. والله لو تقطعوني هنيا ما أنسى حبي الأول..
ساري بقهر منه : راحت لنصيبها الله يستر عليها.. ضاوي إذا صدق تحبها ما تأذيها.. ما تأذيها تفهم...
دمعت عينه بقهر و هو يتأمل بوجه أخيه : تبي اطلق شادن.. تخرجني من هنيا.. و إلا أنسى..
ساري بتلاعب و تفاوض معه، لعل رأس أخيه عنيد يتجاوب : لك اللي تبيه..
ضاوي ينظر لعين ساري و بغصة : أبي ضمان..
ضحك ساري بأسى و حرقة بقلبه : في أكثر من أخوك واقف هنيا معك..

حتى يجبر على هذا حيلة و يقوم بلفظ طلاق، و كأن روحه تحررت من هذا ثقل الذي كان يجثم فوق صدره
حينها نادى ساري على رجل العسكر : يا وحــيد..
وحيد : سم طال عمرك..
ابتسم ساري : عسى الله يقويكم .. أفتح زنزانة..
ضاوي الذي أراد أن يخرج معه، لكن وجد زنزانة التي اغلقت بوجهه : خرجني من هنيا..
ساري بوجع ليتحامل على نفسه، و ينطق كلمات التي توجعه قبل أن توجع أخيه : كل مخطي و يتحمل عقوبته يأخوي..
ليمسك بحدائد زنزانة، و هو يشوف اخيه يغيب عن عينه يهز حدائد بغضبه : ما تترك أخوك.. ســــــاري.. لا تغدر في اخوك .. ســـــــــــــاري..
ثم بدأ يدور حول نفسه بغضب شديد، يركل جدران السجن دون أن يشعر بكمية ألم فضلوعه نار تبقيه كالحريق مشتعل


المعارف فالعمر حظ ونصيب
والأسف بعد الخطا من يصرفه

مايجيك الجرح من واحد غريب
مايجيك الاّ من الّي تعرفه


**********


الماضي

سقوط ضاوي بشلة الفساد فكان في عمر حساس و خطر ، و طالت يديه ليتبع خطواتهم دون أي رقيب، كانت تنزل في حساب خاص بحكم صغر سنه آنذاك ليعطيه بطاقة باسم آخر من بطاقات عديدة لمديره، مبالغ هائلة التي تستمر بهذا فعل شنيع، حاول أن ينهي نفسه لكن يجد روحه يتعلق بهذا الطريق، يتذكر توصية معلمه كبير

سهم اللقب الذي ينادون به
بأمر منهي له : اسمعني يا ضاوي كل ما زدت من خبراتك.. كل ما زادت دراهمك.. مير علمٍ اللي تعرفه تدفنه هنيا.. توحي و إلا ما توحي الهرج..
ضاوي بفرحة طفل مراهق : أبشر يا أبو سهم.. بعد ليتك تزيد كمية ذا مرة و مثل ما اتفقنا بوزعها على طلاب مدارس…
ابتسم سهم له : كفو مالها إلا رجالها..

ضاوي: 17 عاماً

حتى يتاجر بالممنوعات، و أصبح كالغريق لا الذي يستطيع نجاة، و لا الذي ترك غرق فيها!

حتى عندما اشتد عوده كانت سنوات الدراسة التي تلقاه في بلاد الاجانب لم تقيه عن فعل حرام
فكان يهاتف شبه يومي فتيات الهوى ليقم معهنّ الفاحشة، حاول ان يصرف و يضع صورة حبيبته منيفة أمام عينيه لكن لم يستطع مقاومة مال و إغراءات التي تدخله في متاهات طويلة لا يستطيع انفكاك منها، فهو من ذكائه و حنكته لم يترك أي أثر لوالديه و خطيبته منيفة، الذي كان يحاول بشتى طرق أن لا يؤذيها فهي وحيدة التي كانت طاهرة في عينيه ! كان يحاول أن يبرز جانبه طيّب حتى لا أحد يشك فيه ويوهم نفسه بأنه ما زال ضاوي شاب طيّب كان يقنع نفسه بهذا فكرة، حتى تلبسها و أصبح جزء لا يتجزأ منه

26 عاماً

كل ما كان يغرق في وحل، كل ما زاد جوراً و ظلماً
بعدها بعامين تعرف على عروب و اخبرها مباشرة بأنه يريد زواج المسيار منها، على شرط أن لا تحمل منه ابداً، فكان بنفسه يضع حبوب مانع حمل حتى تقوم بابتلاعها أمامه لكي يضمن سلامته

ضاوي: 28 عاماً


**********


الحاضر

و في باله أسئلة مزعجة تلح عليه، كيف وصلت الأوراق و بعض الرسائل بيد شادن و أخيه؟؟؟ فهو كان يحتفظ بهذا صندوق في التجوري، و الذي غلفه بكيس محكم إغلاق بمعنى صعب وصول إليه، يعقل والدتي من قامت بحسن نيتها ترتيب هذا صندوق أثناء نقل، فهذا فكرة وحيدة التي استقرت بعقله


غضبه الذي لم يزول بعد، فهو لا الذي نجح بزواج من حبيبته، و لا الذي بقت شادن على ذمته
كانت ورقته رابحة، حتى يأتي أخيه ساري و ينسفه نسفًا.


ضاوي: 33 عاماً









**********



( في المستشفى - تحديداً في إحدى غرف )


كانت نائمة بسكون بوجه شاحب و باهت، فهي عادت لحالتها سابقة و بشكل اسوء
بينما شادن التي بقت ملازمة لها تقبل عينيها ثم وجنتيها

ببكاء : منيفة قومي يخية قومي تكفين.. أنا آسفه و الله ما كنت اقصد اعلمك قومي تكفين.. مالي غيرك.. قومـــي.. لا تخليني للهواجيس.. قومي مالي من بعد الله إلا أنتي..
ممرضة و التي بقيت تغير محلول، ممسكة بمعصم منيفة
لتردف: من فضلك مريضة تحتاج لراحة..
شادن بغيض منها : أقول لا يكثر بربرتك، سويت مهمتك الله يستر عليك الخلا اظهري..
ثم نظرت لعينها بحدة : بعدين وش دخلك.. أختك هي.. ذا اختي لو اجلس عندها طول العمر.. مالك شغل فيني.. يلا فارقــــي..
الممرضة التي ابتعدت من جنون شادن لتهمس بينها و بين نفسها : الله يشفيكن بس..

طرقات من الباب

بصوته وقور : يا عمك أبي درب..
حينها دخل الفخر بعكازه، ليجدها بحالتها كسيرة
الفخر بوجع : يا عمك بإذن الله بتعاود و تقوم.. لزوم نعاود.. ما يجوز اللي تسوينه بنفسك..
شادن بغصة، و بعناد : ما عليه يا عمي سموحة منيب رايحة مكان.. لين تقوم أختي بسلامة..
الفخر : يا بنتي اوحيني زين.. مُهاب هنيا مشرف على صحتها بشوفها و بطمنا عليها.. و أنتي لك ثلاث أيام على وضعك كيذا ما يصير يا عمك..
شادن بحزن : طيب..

لتقبل رأسها و تضحك ضحكة أسى : يا ويلك يا منيف تصحين على صوت رجلك.. و أخيتك ما صحيتي على صوتها أزعل منك عقب و تعرفين زعلي شين..
ثم لثمت يدها، لتتبع خطوات الفخر


***********


بعد أن خرجت أخت زوجته هم بدخول عليها، شد خطواته ليقف فوق رأسها احتضن يدها بيده يمنى ليلثمها بقبلة حنونة
مُهاب : منيـفة كل هذا تتغلين علينا.. يلا اصحي.. وعاودي للحياة من جديد.. قومي أختك و أنا وكل اللي يحبونك يحترونك..
لكن هي بقت على حالها سكون تام، لتدخل في غيبوبة صدمة تحارب ما سمعته
خلال ثلاث أيام حالتها في مزيد من غياب ذهن عقلي لتتحد مع زمن، و تأخذ هدنة سلام لعلها تودع هذا حياة التي باتت قاسية عليها بشكل مؤلم لروحها
بينما مُهاب و الذي أخذ يتلو سورة البقرة كاملة من ثم اتبعها بسورة يوسف و ألحقها بالمعوذات
حركة السبابة حتى يبتسم لعينين التي فتحت، طبع قبلة على جبين
مُهاب : حمدلله على سلامتك حبيبتي..
طنين بإذنها، و رؤيته بهذا قرب، رائحة معقمات التي استقرت في شعيرات أنفها، صداع كدوي نبضات ثقيلة، اغمضت عينيها بإجهاد
مهاب : منيفة تسمعيني.. حركي يدينك ان كان توحين صوتي..
لترفقها بدمعة رقيقة تسقط على وجهها، حتى يمد اصبعه ابهام بلونه أسمر مع بياض وجه البدر
مُهاب بخبث حنون : لو دريت أنك بتصحين على صوتي كان خليت أختك شادن من زمان تخرج.. حمدلله على سلامتك حبيبتي..
منيفة بوجع و بصوت ثقيل : ا...بـ..و.ي
مُهاب : مالك ذنب فيه.. أهِدي.. كلٍ و أخذ جزاه.. في محكمة إلهية يا منيفة ربي أخذ لك حقك أنتي و أختك..
منيفة بوجع : يعني شنو.. وش تهذري ؟
اقترب منها حتى يجلس بجانبها على سرير، و يعدل جلستها ليمسك بيدها برقته و هيبته حنونة : يعني يا بعديّ عمك هو متسبب وحيد بقتل أبوك.. لا أنتي و لا أختك شادن مالكم ذنب..
منيفة ببكاء يقطع نياط قلبه : بس ما يمنع أنه أنا اللي قدمت له شوربة.. كنت ادفيها على نار عشان تصير ساخنة و يشربها عشان ما توجع بطنه إذا شربها باردة.. مير طلع حبيبي وجعته بدون قصد.. والله العظيم بدون قصد..
لثم رأسها مغطاة بطرحتها : أدري يا قلبي أنه بدون قصد.. أهِدي.. أهِدي.. أبوك يعتبر مبطون يا منيفة يعني شهيد.. هذا شيء يريحك شوي.. قولي حمدلله.. حمدلله.. عمي عسى الله يرحمه ما تركن كيذا تائهين.. هو عارف أنه مهما كان أخيه يغدر فيه مير ما يغدر ببناته... اللحين بالله تفكين هالمناحة و أشوف ابتسامة منيفة..
حتى تضحك بشهقة ثم قبلها بحب و حنان : ايه يا زين هالمبسم بس..
منيفة بحزن : اتعبتك معي..
تنهد مُهاب براحة : أحلى، و أحلى عذاب.. بعاود لك.. خلي أختك تتطمن عليك..


**********


خرج مُهاب و هو يبشر والده باستيقاظ زوجته منيفة
الفخر ابتسم له : حمدلله على سلامتها.. أجل يا أبيك قم دق على أخيك عناد أبيه اللحين.. شف لي كم من غنم و يوزعه صدقة.. دافعة سيئة إن شاء الله..
قبل مُهاب كتف أبيه أيمن : عساك ذخر لنا يأبوي..


**********


دخلت شادن بلهفة لتجدها جالسة مغمضة عينيها، اقتربت منها ملثمة جبينها وقبلة بيدها يمنه : كيذا تسوين في أخيتك يا حمارة لي ثلاث أيام فوق رأسك..
ايه اللحين مهابوه صار أحسن مني و أعز تصحين على صوته مثل أفلام رومانسية ما هيقته يصير واقع مير صدق انا زعلانة منتس..
فتحت عينيها منيفة على ثرثرتها صغيرة التي اشتاقت لها خلال أيام أخيرة، ثم نظرت لعيون شادن والتي تحاول إخفاء بكائها لتفح ذراعيها : تعالي.. تعـالي تخبين هبالك بضحتك هاه.. كأني ما اعرفك..
لترمي جسدها صغير بين أحضان أختها حنون، وتشهق خوفاً، و ضياعاً مما جرت بهنّ متاعب الحياة، حتى تشاركها بُكاء إلى أن استمر موضوع لساعة كاملة من البكاء موجوع، محرق لروحهما
منيفة : ما شبعت من ريحتك يأبوي.. و الله ما شبعت من ريحتك يالغالي... يـــارب اربط على قلبي و اخلف لي خير من هالمصيبة و اجعلني من صابرين محتسبين لك.. يـــارب اجعل روحه الجنــة يا عيون مينفة يا عيون منيفة... آآآآآآآآآه يارب.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

رفعت رأسها من شدة صداع كنواقيس تنبض برأسها : خلاص اللحين صحنا لمدة سنة قدام.. شادن حبيبتي.. ناظري فيني.. شـــادن عشان خاطري..
لكن شادن ابت بل تمسكت بحضنها بشدة، حينها مسدت ظهر أختها و ابتسمت برقة : تدرين أنك أقوى مني يا شادن.. شلون قدرتي تكتمين طول هالوقت؟! تدرين شدونه دوم أبوي يوصيني عليك و كأنه حاس يا حبيبي هو.. خلاص كافي شدونه عيون منيفة و الله.. طيب عشان خاطري.. طيب يلا ندلعك بشوشو.. هاه ناسبك دلع..
لكن إجابة شهقات متتالية من شادن، حتى تردد حديث مُهاب: و الله اللي مصبرني أن أبوي مات شهيد مبطون شهيد يا شادن.. في أحلى من كيذا حسن خاتمة.. عسى الله يحسن خواتيم أعمالنا.. قومي شادن قومي حبيبتي..

لكن شادن ما زالت متمسكة بحضن منيفة، حتى تقرأ عليها ما تيسر حفظها من سورة البقرة ثم بدأت تنفث بيديها و تمسح بها على رأس أختها شادن، حتى بدأت تسكتين و تطمئن
ابتعدت شادن عن حضن أختها منيفة بوجه مُحْمر من أثر بكاء
حتى تضحك منيفة : اوووووه شادن و الله وجهك صار أحمر.. و طلعتي أجمل مني يوم تبكين..
شادن : صدق.. وين مرايا اشوف نفسي.. بعدين وش شوشو قدامك طفلة..
لتضحك منيفة برقة : و الله أجمل طفلة مير بجسد أنثى.. بنت علميني صدق.. وراه ذاك يوم بكيتي في ملكتي!!! مابي إلا صدق يا شادن..
شادن بغصة و خوف من ردة فعلها : غصـون اللي ما تستحي على وجهها لا هي و لا قويد جعل ما يقوده أحد...
استغربت منيفة : وش دخل غصون و قائد!! طلعي خبايا اللي بضلوعك..
تنهدت : الأخ يقول انه يبي يشوفني.. و أنه صح منيفة قائد وش يعرفه عنك؟ و شلون إذا أنا ما بلغته! يكون ساري ولد عمنا علم بقائد إلا ماله غير ذا حل.. تدرين يا مينفة هالساري و الله طلع نشمي ولد العم، وعز الله أنا اللي بدور عروسته على يديني.. من يوم ذاك يوم الله لا يعديه من يوم عملت بساري بكل شيء شفته عن ذاك معفن... مريض عساني أشوف حوبتي فيه..
ضحكت منيفة، وهي تحاول تتجاهل كلامها الأخير : ايه الله يقويك حبيبتي مير الوكاد أنك تتهربين من موضوع.. وش صار ذاك يوم وراه منهارة و تبكين..
شادن : خلاص بعلمك قائد و أخته المصون غصون طبعا اكيد خطة عباية منها قليلة الأدب.. تخيلي يا منيفة قائد شافني كيذا بدون عباية ولا شيء يسترني..
ضحكت منيفة : امممممم طيب و عجبك.. ارتحتي من شوفة..
لتردف بسرعة : لا..
ضحكت منيفة على وجهها خجول : لا على انه ما أنتي مرتاحة و إلا شيء ثاني ما أعرفه..
شادن : افففففففف واره تسحبيني كيذا بالهرج!!!!
منيفة بحنان تقبل خدها : افففففففف من دلعك يا دلوعة.. خلاص تراك بعمر سبع و عشرين يعني ما أنتي بصغيرة...
شادن بغيض وهي تمسح قبلتها : اففففف منيفــــة..
ثم بدأت تنظر لها بعين شقية و بخبث : ايه صح أنا ما نشدتك وشلون مهابوه معك؟؟ يختي ما شاء الله.. ما شاء الله رزة و هيبة كأنه أبوه الفخر..
ضربتها على يدها و تنهرها : بنت حس عينك تتمقلين بزوجي... يوه شادن وش قل لك حنون يذكرني بحنية أبوي.. تدرين عمي الفخر للحين ما شفته و مستحية منه بالحيل..
شادن تضحك بصوت عالِ: لا أجل أبشرك أختك فسخت سحا مره وحده.. أبد طاقه هرج معه ما خليت ولد الفخر يجلس عندك قلت له أختي و لا أبي احد معها حتى ممرضة ما تركتها بروحها نشبت لها نشبه.. مشكلة تسوي لك انها فاهمة و هي والله من جبنها ساعة حتى تحط لك ابرة في وريدك ووجع يوجعها خايسة .. ثلاث ايام يا حماره يا و ش أقول فيك بس جلست مسنترة أشرف عليك تقل مديرة مدرسة.. و بعدين يا خاينة مسرع حبيتي هالمهابوه امحق عروس... اثقلي وين ثقل منيفة اللي اعرفه سمعتي صوته يا ما شاء الله عليك و صحيتي كأنك البخت .. أي خاينة و أنا اختك حليلة ضعيفة مسيكينة ابكبك فوق رأسك و أنتي ولا يمي.. ناكرة عشرة... ولا يبان فيك معروف...
ضحكت بخجل : صدق.. اي والله وش اسوي طيب... ماهو بيدي .. حبيبتي شدونه عمري و الله أنتي أختي يختي أحبك...
شادن بضحكة شريرة : اي مسيكين فقد الأمل اني اخرج من عندك.. مير بنهاية طخ و عم الفخر اللي كأنه أخذت منه كم كف.. و الله بصراحة استحيت على نفسي و عقبها خرجت.. الوكاد العلم زين يا منيفة هالعم مزيون بالحيل... ايه شلون هالمزيون يأخذ نواهل غثيث... صراحة ما تركب صورة في بالي ابد..
منيفة : يا بنت عيب.... لا احد يوحي هرجك مالي خلق مشاكل أنا في غنى عنها...
شادن ترفع حواجبها : ايه عشانها عمتك يا خايسة كيذا من هاللحين مهابوه احتل صدراة و احنا كلينا تبن...
منيفة لتحضنها مرة أخرى و تدمع عينها، و هي تشكر في خاطرها : شكراً يارب اللي قدرت أشوفها من جديد.. شكراً يارب .. اللهم لك الحمد.. اللهم لك الحمد..
ثم ابتعدت مرة أخرى عن حضنها، نظرت لعين منيفة : ترى أبشرك حمدلله تطلقت من ضاوي..
ابتسمت لها بوجه منيفة حنون : الله يعوضك باللي أحسن منه..
شادن بخوف : منيب متزوجة ابد..
حينها مينفة : ممكن تفهميني ليه إصرارك غريب.. لا يكون صار لك شيء و أنتي صغير و أنا مدريبه.. قائد ولد حلال و لا يعيبه شيء، وأنتي بعمر زواج..
شادن : ايه مير أبي أكمل دراستي.. ولا اظن بتوفق في ثنتين..
منيفة تحجرها : أقلها شدون خطبة بينكم.. ماهوب شرط يتم زيجة..
لتفكر فيها و بقلق : يصير خير.. اللحين يلا خلينا نسري عند خميلة.. مسيكينة تعبت هي بعد..
منيفة بخوف : علامها؟
شادن : وصل لها خبر زوجها رعود أنه نجا من الحرب مير الوكاد انجنت وسببت لنفسها قلق عالفاضي..
تنهدت منيفة : الله يلوم اللي يلومها.. قومي خلينا نسري..
شادن : ترى راحت علينا ثلاث أيام أولى من أسبوع من باكر لزوم نسري للجامعة..
ابتسمت برقة وهي تجد همة شادن و حماسها بدراسة : ابد ولا يهمك أن ودك اللحين نسري رحت لها..
ضحكت شادن : لا ماهوب كيذا.. تحمستي واجد..
منيفة : ههههههههههههه طيّب يلا قومي نخرج.. اختنقت من هالمكان..










**********










بعد أن ابتعدت قليلاً و جلست حتى تتحكم بأعصابها، كلمات منيفة ترن بإذنها

ضحكت منيفة و بخبث تجاريها : صحيح قلتيها عيب و سواد وجيه.. علمي نفسك بالأول أختك اللي هي أختك من لحمك و دمك تركتيها عشرين سنة و اللحين جايه تعلميني عيب و اللي ماهو عيب..

لذلك ذهبت للمغاسل بدورة المياه للنساء، و أخذت ترمي مياه باردة على وجهها، رفعت رأسها حتى تتأمل وجهها فملامحك يا نواهل أقل من عادية فلست بجمال شمايل، ولا بجمال رحمة و اللاتي تتميزنّ قبلية الحوازم بجمال نسائهنّ دون رجال، نظرت بعمق لعينيها و تستغفر ربها، حلم الذي بدأ يتكرر معها خلال هذا أسبوعين بشكل موجع لها، و كأنه تحذير لها


**********

الماضي

قرابة السبعة و الثلاثون عاماً

بيوت الطين في نجد التي هي دلالة على صعوبة الحياة في هذه الصحراء، في الحوي بفناء البيت أحد أركان يوجد بئر ماء، و نخلتين، وشجرة رمان كانت تدعو صديقاتها و جاراتها للجلوس، و مسامرة بالجو مائل للحرارة الشمس قوية التي تضرب بشدة على رؤوسهنّ


صيتة : ي نواهـــل.. نـــــواهل..
نواهل التي كانت جالسة ما بين موضي ابنة عمها و التي كانت تعمل بسعف النخل : خير يا صيتة علامك؟
صيتة بحماس: تعالي هنيا.. يا بنات خذن راحتكن، و أنتي موضي ضيفي بنات..
موضي بملل رفعت رأسها لتردف لصيتة : بنات من روح وفيها.. يا سهير بيت بيتكن لا تستحن..
لترد عليها سهير : ما عليك فينا يا موضي.. ايه اللحين ليه ما تخلينا ندرس بحلقة قرآن..
موضي بحزن : واترك خالتي كبيرة.. ما عليه ما ودي اتركها مثل ما أنت شايفه هي جليسة فراش ما تقدر تقوم..
سهير : أي موضي تعلميني فيك مير الوكاد انتس بنت حنون، و بنتاهن صحيح نواهل ما تقصر بس هالصيتة أنا منيب مرتاحة لها..
موضي : ما عليتس فيها.. أنتي اللي بشريني خلاص نويتي تسافرين مع رجلتس..
سهير بحب : ايه خلاص.. بنقل من نجد هو هناك يبي يكمل يقولونه مجستر مدري وش اسمه يبيها بجامعة بالقاهرة.. يمدحنها تسثير..
ابتسمت موضي : عسى الله يوفقك يأختك..

بينما صيتة التي بدأت تصعد السلم الذي يؤدي الى الدور الثاني، تشد بيد أختها نواهل ليدخلا إلى الروشن، ما بين النوافذ يتأملن حركة ناس بالخارج

صيتة : الحقي عيال بن بادي هنيا قربنا... و عيال شيوخ بعد..
نواهل بفرحة : تهرجين صدق...

صيتة بخبث : ايه بالله..
وهي تضيق عينيها : شوفي يا لبى قلبي هالمزيون و الله يا نواهل لو تقدم لي هالحيان إني لا أصلي بدون ماء.. شوفي شلون مشيته.. يختي هيبة..
ضحكت نواهل على شقاوة أختها : بالله عليك تسكتين.. شوفي الفخر بينهن.. إلا على طاريهن وين بيسرون؟؟
صيتة : ما دريبه.. مير الوكاد عندهن هرجه..
حتى يسمعن صوت التراحيب من قبل والدتهن، و التي قامت بترحيب وصال أم طراد و حيان

صيتة و هي تعدل فستانها مورد بارد : تكفين بنت عمك لا تخرج.. و الله لا لمحت زينها عز الله حظوظنا راحت يأختك..
ضحكت نواهل عليها : صيتة.. عليك حركات الله يهديك .. قومي خل ننزل ونشوف وش علم؟؟

أم نواهل : يا حي الله ضيفتنا.. وشلونك يا وصال؟
وصال : بخير جعلك بخير.. جيتك يا أم نواهل لأجل اخطب بنتكم مزيونة موضي لولدي حيان.. و بنتكم صيتة لولدي العود طراد..
ابتسمت أم نواهل : و الله ما اردك يا وصال.. واعتبريهن وصلنّ.. تعالي يا موضي تعالي سلمي على عمتك..
اقتربت موضي بخطوات خجولة، ثم صافحتها لتجلس بقرب أم نواهل

بينما صيتة، و حقدها الذي تعمق منذ صغر : وحيتي اللي وحيته يخية... أنا أخذ طراد ، و بنت عمك من بعد ما مات عمي تركي و حظها يفلق صخر.. تأخذ اللي أحبه... لا و ألف لا.. اهب عليها بنت حظوظ..
لتمسكها نواهل بغيض : يا خبل... أنت شايفه وجهينا.. ماهو وجه زيجة... بعدين منهو اللي بيناظر بثلاث بنيت بدون أب لهن... اهجدي و اركدي عوجك يا صتية ماهوب وقت خبالك..
صيتة بجنون خرجت، و لم تسمع لثرثرة أختها كبيرة نواهل، بل قدمت بخطوات وعين شرار مسكت بيد موضي لتهمس لها : قومي... قومي طسي فيذاك..
موضي بضيق من تسلطها، و عنادها : صيتة.. اتركي يدي توجعيني...
وصال : وشلونتس يا صيتة؟ تعالي يا عمتس اقربي.. اقربي أبي أوريك وش اشتريت لتس أنتي و موضي..
حتى تقدم لهن علبة شفافة، و فيها عديد من بناجر الذهب ذات عيار الواحد و العشرين
صيتة : الله يا حلاته يا خالتي.. وش هالزين؟
ضحكت وصال : تستاهلينه يا غالية.. يلا دام أنكن بجنبي أبيكن تلبسنه..
صيتة : ايه بس موضي وافقت..
وصال و التي ابتسمت لها بحنانها : اقربي يا موضي.. و ذا شيء خاص من حيان لتس..
نار غيرة التي تصاعدت بضلوع صيتة، بينما نواهل و التي تشير لها بالصمت، حتى تبلع حرة جوفها المغبون


**********


بعد خمس ليالي

تحت المصابيح زرق ، ما بين سحاب، و ليل البدر الذي اكتمل بأجمل عروسين

موضي بنت تركي، صيتة بنت سهيل
اقتصر على اجتماع نسوة، و رقص عليهنّ كانت حياة بسيطة، رائحة العود و نفح الطيب
فرحة الأم و هي تشاهد ابنتها صيتة و تتأمل بجمال موضي فهي ورثت جمالها عن جدتها وصايف
سهيل و أخيه تركي شابين قد رحلَ إلى الحرب و جهاد في سبيل الله، حتى يتوفا إلى رحمة الله ، اضطرت تسكن في بيتها وحيد، و تظل ثلاث فتيات حملٌ ثقيل على عاتقها، ابن الشيخ زناد بن الزنود و الذي أعانها بملبغ يكفي حاجتها


**********


يوم الذي يليه

بينما كانت نواهل تجلس بجانب والدتها، و التي تتناول فنجال القهوة برائحة مسمار، و زعفران

ابتسمت أم نواهل : ما سمعتي بهرج يا بنيه..
نواهل بفضول : وش هرجه يمه؟
أم نواهل : موضي رضية والدين لأجل تسذا ربي رزقها بحيان طيب.. مير هالطراد ما ارتحت له ابد.. و الوكاد انجنت اخيتك صيتة مير عنادها اللهم يا كافي تقل ما بعد عيال بادي احد... العوبا من يومها بزر عوجها يبي له رأسن قوي يسنعها ويركد من هبالها..
ضحكت نواهل : ايه يممه عاد لا جاء نصيب يا بعد حيي ما نقدر نقول لا.. عسى الله يوفقهن ..
أم نواهل تبتسم : أنا ما علمتك يا نواهل...
نواهل بفضول: علامك يمه وش تونسين وش هرجة!!!!
أم نواهل : ولد حلال جاني قبل مميته و يعلمني بسالفته.. و قلت له أبشر بس ارسل أمك و هي بتكون حليلتك بعون الله..
نواهل : الله الله.. منهي هذي يُـمَه؟! شوقتيني وش سالفتهن؟
أم نواهل : يقول لقيت لي بنيه محتشمة بعبيها واقفة على دكان ... تبي كيسين من رز و سكر..
نواهل : الله يرزقنن ايه وعقبه..
أم نواهل : الوكاد يا بنيتي أنتي اطلبي ربك و هو الرزاق وحده سبحانه لا طلبيته بصلاتس بجي لتس خير تسثير ..
تنهدت نواهل : ايه ما عليه يـميمه.. أهم شيء صيتة أم لسانين تزوجت و أنا إذا بعنس يا حلاتها من عنوسة بقربك يُمَه..
أم نواهل تلقي عليها صدمة : الوكاد الفخر يبيك يا بنيه ماعاد به عنوسة... بتعرسين..
نواهل بفرحة : تهرجين صدق يمه..
أم نواهل : ايه بالله.. بس هاه أنا علمتس رجل مجروحن واجد ماهو تزيدنه بخبالك.. أنا مدري وش هوله ما طلعتن علي سنعات ما غير على عماتس ملسنات..
نواهل ضحكت : ههههههههههههه يا زين هروجتس يُمَه... مهم أني بعرتس ما بغينا خلاص بتفتكين من وجهي يممه..


*******


على لسان أم نواهل تروي قصة

في سكة ما بين بيوت طين قديمة، عيني حيان التي تأملها، وحين تجتمع صدف بينهما وجدها تقف عند دكان وتطلب من بائع كيس من أرز و كيس من سكر
حتى يلبي طلبها
وقف حيان من خلفها : يا بنت أجاويد أول مرة أشوفك هنيا..
موضي التفت له و بخجلها، حتى تتبعد عنه
ليسأل بائع : يا عمي من تكون بنته؟
بائع : بنت عم تركي مرحوم.. بس وش هوله تنشد عنها؟!
حيان يبتسم : ابد.. يا عم إذا ما عليك أمر تحط كل اللي عندك بكرتون أبيه صدقة مثل ما تعرف وزد عليها كرتونين..
بائع : تبشر بعزك.. و الحساب يا حيان..
ابتسم حيان و هو يضع الأوراق نقدية، حتى يهم بائع بتنفيذ طلبه

أم نواهل : اي و كان يحتسي عن بيتين ايه الله لنا هالولد من يومه أصيل وبن حلال، مير الله منعه عن أبوه.. أبوه كان بخيــره ولد عشيرة و ناس و جاه.. لكن وش سواة يأمتس ماهو كل زين يكمل..
نواهل : وش هي يمه.. اللي سمعته صدق.. حيان بن سنود ولد شيوخ وين أبوه أجل!!!
تنهدت أم نواهل : يأمتس وش لتس بالعلوم اللي مالها غير وجعيه رأس..
نواهل : تكفين يمه تقولين لي.. وينه ذا أبوه.. هو واضح من ثوب وصال و ذهب اللي جابته أنها من أهل خير.. علميني يمه تكفين..
أم نواهل تنهدت : ايه وش بعلمتس هالمسيكين سنود تزوج من وصال بعد ما تطلقت من بادي وربي رزقها بولدها وحيد حيان، ومات عقبها ورثت خير تسثير...
نواهل : يا ما شاء الله والله حظ موضي قام يممه الله يرزقنا..
أم نواهل : وراه تقاطعيني تبين اسكت...
نواهل بفضول : لا خلاص بنطم..
أم نواهل : الوكاد انه هالسنود ماله أخوان، كل أهله ماتوا ما كان عنده إلا حيان و اللي أصر أنه يرضع مع عيال يقولون انه من جاه وعائلة تسبيرة
نواهل : يعني شنو يمه... حيان ماله أخوان غير طراد من أمه بس...
أم نواهل : ايه.. وحيان ماله إلا عيال عمه اللي قاطعوا سنود لأجل يقولونه انه بلع مال حرام وعادوا أخوهم.. وربك يريد أنه يعاقبهم كلهم اللي مات واللي انقطعت اخباره..
نواهل : ايه يا يمه والله سنود وراه علمٍ كبير..
أم نواهل : و أنتي وش لك فيه!! المهم اوحي بيتين..
نواهل تكتم فضولها : طيب اسلمي يا بعد عيون نواهل..

أم نواهل : اسمعي يا نواهل..

جيتني صدفة انتظرها ويا محاسن هالصدف
أجمل صدوف الليالي الي مرت وأعترف .

نواهل : هالله الله صح لسانتس يا أم نواهل مير منهو اللي كتبها وقالها..
أم نواهل : والله مدريبه هذا فال لموضي و حيان...
ضحكت نواهل : الله طيب قولي فالي.. بعدين عز الله موضي عينت من بعد جور الليالي.. وربي عوضها بحيان من بعد وفاة عمي مرحوم تركي..
أم نواهل : ايه بالله عسى الله يرحمهن جميع.. تعالي يأمتس قربي هالسعف يبي له مدارة.. واتركي عنك فال ما فاله.. لا جاك نصيبك ما احدن برده..
نواهل : تأمرين أمر يا عيون نواهل..


**********


تذكرت جميع تلك ذكريات التي طوتها في زمان قد اندثر

تذكرت حب الفخر لبنت شمايل بنت خليل بن الحوازم

بعد أن توفت ليجلس عام يرثيها ، ثم بدأ أصدقائه بحثه على زواج من بنت حلال، حتى قدم لزواج بنواهل، فكان الفخر يعاملها معاملة جيدة احترام لكن يفقده حب و اهتمام، فقد اعتادت على علاقة باردة، فكان كلّ ما يهم نواهل مجالسة نسوة و سمر معهنّ حتى أصبحت جزء لا يتجزأ منها

تذكرت وفاة والدتها في يوم الذي يليه من زواجها، فهي و كأنها اطمأنت على حياتهنّ، حتى ترحل بكل طيبتها، تذكرت يوم الذي تصاعدت فيها ألسن، و كثر همز و لمز، فصيتة ألقت باللوم على موضي و أنها تزوجت وانشغلت بحياتها فهي من كانت تقوم على رعايتها، و تركت والدتها تتجرع الآلام حتى وافتها المنية

لم تعلم بأن الله إذا أراد شيئاً قل كن فيكون

مع مرور السنين يزيد حقد صيتة على موضي
فنفس أمارة بسوء لن يشغلها إلا الفساد و خراب، حتى تهدأ لكن لم تعلم صيتة بأنها تزيد من فتيل إشعال نارها و لم تخمده ابداً !




طراد: 30 عاماً
حيان: 29 عاماً
موضي : 25 عاماً
صيتة: 27 عاماً
نواهل : 28 عاماً


**********


الحاضر


تنهدت من هم التي تشعر به، و كأنه جبال بضلوعها، قدمت لأختها صيتة

بغضب : وش جابك؟؟ أنت ما تفهمين يا نواهل.. اسري يم بيتك..
نواهل و التي مسكت بيد أختها : اهجدي و اركدي يا صيتة.. عسى الله يرحمه رجلك ما يجوز هاللي تسوينه...
صيتة و بقبلها نار تأكلها : أنا مابي اشوف رقعة وجهك اظهري...
نواهل بحزن على حالها : بعدين يا صيتة... كم لك و أنتي على هالحقد اللي بقلبك كفي شرك عن بنات مالهن ذنب بأمهن... و بنت عمك مالها ذنب يخية تعوذي من ابليس..
صيتة : مالك شغل.. عاودي من مكان اللي جيتي منه..
نواهل : منيب تاركتك حتى لو تشديني بيدينك لبرا.. بجلس نشبة بحلقك..
حينها صيتة التي بدأت تولول و تنوح، لتظل ثلاث ليالي بقرب أختها


**********


بعد أن اتصلت على قائد.. بعد نصف ساعة و هي أمام الفيلا - تحديداً بصالة المعيشة

كانت هُنا طامة كبرى

جلوس الفخر، و بجانبه تلك التي تحمل ملامح رزينة رحمة بنت الحوازم!

ضحكت بسخرية : يا ما شاء الله تبارك الله.. كان عزمتنا معك عالقهوة يا أبو قائد..
الفخر كتم ضيقه : اجلسي وعيني من الله خير.. و عظم الله أجرك على فقيدكم..
تنهدت نواهل : جزاك الله خير..

رحمة التي نهضت وهي تمد لها يدها للمصافحة ، نواهل التي قبلت بهذا جنون و ضلوعها حرائق من قهر و غبن، التزمت صمت

رحمة : عظم الله أجرك .. كان ودي نلتقي بظرف أحسن من كيذا..
نواهل بشماتة : الله وش ودك طال عمرك غدي يكون تبين أرقص بك و أفرح لتس..
الفخر : دامكن تجمعتن اجلسن و اوحي الهرج مني.. كلن وله حياتها.. فيلا صغيرة علينا لأجل كيذا جهزهن نفسكن بنتقل لقصر اللي طلبته من عناد يصممه و يجهزه من عقب خمس سنين.. وكلن له قسمها خاص..
رحمة التي صمتت، بينما نواهل لم تستطع كتم غيضها
وبسخرية : يا ما شاء الله .. و ما حبكت هالنقل إلا بعد قدوم عروس.. ايه الله يرحم زمان أول بين بيوت طين لهالفيلا... كم لي و أنا اعلمك خل ننقل يا الفخر.. واللحين يا ما شاء الله فجـــــــــــــأة صار عندك قصر.. أي لبنات الحوازم جاهز طلع زين واللي ماهو بزين.. مير بنت سهيل لها بقايا يا ولد عارف..

استغفر بين نفسه، يكتم غيظه
بينما رحمة بثقلها : ماله داعي كل ذا هرج يا أم قائد.. أنت أوله و أنا مبدي بنت رجال علي..
نواهل : أنت حية من تحت تبن.. اسكتي و ليتك تعاودين من مكان ما جيتي.. ماهو بيتي ذا لا تشوفك عيني.. فارقي..

الفخر بحدة : نـــــــــواهل!
نواهل بكره : و الله ثم و الله ما تقعد هنيا.. تبي تحرني تبي تقهرني هاه...
تنهد : لا حول و لا قوة إلا بالله.. يا مره قومي جهزي عفشك من باكر و احنا بالقصر وحيتي الهرج و إلا لا..

ثم خرج مبتعد عنهما

نواهل التي مسكت بيد رحمة : يلا فارقي مع رجلك .... يلا جايه على كبرك ذا و تأخذين رجل من حرمته و عياله ما خفتي ربك أنتي..
رحمة بهدوئها : يا بنت حلال.. أنا زوجته ثالثة مثل ما كنتي زوجة ثانية من عقب بنت عمي.. لا نغلط على بعض يا بنت سهيل..
نواهل بشر : ضفي وجهتس... اي مقيوله حظ القبايح بالسما لايح و حظ الملايح في الأرض طايح.. مير حظتس يفلق صخر يا بنت جابر...
رحمة بتودد لها : تعوذي من شيطان يا نواهل.. الفخر تراه تعبان و شايل حمول ثقيلة.. كوني ازين مني وش رأيك؟
نواهل بغضب : اظـــــــــهري لا افتري فيك..

رحمة و نظرات نواهل مخيفة، حتى تقوم بالحاق الفخر، علمت بأنه جالس بمكتبه طرقت باب
ليسمح لها بأذن دخول

ابتسم الفخر : هاه عسى أمور زانت..
رحمة التي جلست على إحدى كراسي : الله يهداك أنت بعد تركتني و هجيت!! ما ألومها بظل حرمة اللي سرقت زوجها بنظرها..
الفخر : ما عليه في نهاية بتطخ.. اللحين أنتي أبيك تجهزين نفستس و أنزلي سوق.. إلا المهر وصل لتس يا رحمة..
رحمة بثقلها : ايه و ترى صرفته لناس محتاجة..
الفخر : أفا.. اتركي مهرك.. هذا حقك يا مرة.. و إذا ودك بمبلغ خاص احط لتس هاللحين بحسابك..
رحمة : لا و الله ما تصرف ريال واحد.. لا تحرمني من أجر..
الفخر : زين.. قومي خذي معك خادمة جبت لك وحده تكون معك و تعاونك في أمور بيت..
رحمة : و اخزياه و ش حقه يا بن حلال.. خلها تعود من مكان ما جت..
ضحك الفخر : يا مرة لزوم القصر هناك كبير... و لك قسم منهو بعاونك فيه؟؟
رحمة بثقل : معين وحده ربي.. اترك بس ذا علوم.. بالله تقم تشوف خاطر مرتك.. أنا رايحه يم ملحق..
الفخر : ايه حنون يا رحمة .. أجل اجلسي هنيا.. بشوفها وعاود لك..
ابتسمت رحمة : تامر يا الفخر..

اغمضت عينها و ذكرى عينين بنت عمها شمايل لا تغيب عنها

**********


الماضي

قبل السبعة و الثلاثون عاماً

بعد أن أخبرت الاختين منيرة و عزيزة، وعدم مجيئهنّ معها، فكان يتلازمان بلعب حصى و البربر لعبة قديمة كانت على جيلهن
تنهرها والدتها مريم : يا بنت عيب تطبين على بيت بنت عمتس.. لو جاء رجالها فجأة الا و أنتي عندها ما يصير يأمك..
لكن بعناد رحمة : يا ماما هي من تزوجت هالغني ذا نستني على جنب.. هي وعدتني ما تتركني ابد.. يمه ذا شمايل اللي ربتني و كبرتني كأني بنتها وخلتني مثل صديقتها و أكثر.. أساساً تدرين يا ماما حتى عزيزة و مناير ينقهرون لأجل اني تسذا يعني وه يا ماما خلاص افهميها..
ضحكت مريم : ايه يا شمايل من يومها ذهبة.. عسى الله يرزقك برجلن مثل رجلها نشمي..
رحمة : أجل يا ماما خلي اسري عندها.. هي بتعلمني كيف بسوي مرقوق معها.. وكيف تسوي بالسعف.. بعدين يا ماما هي طول وقت فاضيه ما غير تلعب عناد نونو بزر خل اسكته و اعيطه حليبته بروح عندها و اعاونها...
تنهدت مريم : ايه أنت بزر وتبين تساعدين بزر.. ايه يا رحمة اسري مير ماهو ترجعين مثل أول بالمغرب من تصير ساعة خمس إلا و أنتي هنيا وحيتي الهرج..
لتهز رأسها رحمة : من عيوني يا ماما.. يلا لا جاء بابا جابر بوسي له خدوده احبه ياربي...
ضحكت مريم : روحي روحي عسى الله يصلحكن..

على أثرها خرجت رحمة لبنت عمها والتي ابتسمت لها، وبخوف عليها : تعالي يا رحمة وش جابك لوحدك؟؟
رحمة بغيرة : اللحين ذا بزر أخذك مني... صرتي ما تعطيني وجه مثل قبل...
ضحكت شمايل : يا زينك يا رحمة.. تعالي.. عناد مسكين ما صدقته انه نام.. تبين اعلمك بالسعف مثل أمس..
رحمة بحماس : ايه..
شمايل : طيب يلا.. تعالي معي..

استغرق في احاديثهما، و بقيت رحمة تتأمل حركات شمايل حتى بدأت تتعلم قليل، مع دخول الفخر الذي اغلق باب بالمزلاج

اقترب منهم : يالله تحي بنت جابر.. وشلونك يا رحمة؟
رحمة بوجه خجول : بخير ..
الفخر : غداء جاهز شمايل..
لتنهض شمايل وتقوم رحمة بمساعدتها بحب طفلة صغيرة، و أصر الفخر بأن تتناول معهما من وجبة الغداء

أثناء ذهاب رحمة، و تعب شمايل التفت على ابن عمها و هي تلقيه صدمة
شمايل : أبو عناد..
الفخر : سمي يا عيون أبو عناد..
تنهدت : إذا ربك أخذ أمانته.. أبيك تأخذ بنت عمي رحمة..
الفخر اتسعت عيونه بصدمة: وش تهذرين أنتي..
لتمسك يده وبحزم : وصيتي يا الفخر.. ولدي ما أبيه يتربى على حرمة ماهو بقريبة منه.. و رحمة والله كأنها مثل أختي صغير و أبيك تأخذها حليلة لك.. أوعدني يا الفخر..
الفخر الذي تأمل حجم أقاويلها ، شمايل التي بقت تحت أثر الحمى التي مؤخراً تزورها قرابة مرتين في شهر
بعيون الرهاف : طلبتك يا الفخر.. لا كبرت رحمة تأخذها حليلة لك..
الفخر بألم : ارتاحي يا بنت الحلال.. بعدين أنا ما قلت لك لا تقربين من النار.. ما تسمعين الهرج وش هالعناد يا شمايل اللي ما يليق فيك!!!
ابتسمت له برقة لتودعه : أوعدني يا الفخر.. أوعدني ما تخلي بنات حرام يقربن صوب ولدي عناد..
الفخر الذي قبل عينيها و لثم جبينها بقبلة، وجدها تشتعل من أثر حمى التي استقرت على جسدها مريض، لتبتسم له : ما قصرت معي.. عسى الله يوفقك يا ولد عمي.. الفـخر ابيك تجيب لي المصحف من صالة.. أقرأ علي..
حتى يلبي طلبها، و بدأ يقرأ سورة البقرة ، ثم رفعت السبابة حتى نطقت بالشهادة و تغادر برحيل أبدي
اغمض عينيه و هو يكتم حزنه، مد أصابعه حتى يغلق عينيها، لتدمع عيناه بحرقة
الفخر : لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله و إنا إليه راجعون.. إنا لله و إنا إليه راجعون..

بينما وقوف عيون الرهاف صغيرة، و التي لم تفهم حينها بأن رحيلها مفجع لقلبها صغير، فهي أخبرت والدتها بأنها سوف تقوم بمساعدة شمايل التي لاحظت عليها تعب شديد، لتبكي بألم فراق

الفخر الذي ألتفت و يجدها هناك تبكي، بكاء عناد مفزع من أصوات غريبة لدى سمعه صغير، و كأنما يبكي فقدان رحيل والدته، التي رحلت قبل أن يراها و يتهنا بحنانها !

الفخر : تعالي يا رحمة.. تعالي الله المستعان.. خذي عناد واسري عند أمتس..
رحمة كانت تهز رأسها بصدمة : لا .. لا ليش هي نايمة كيذا.. هي قالت اروح اجيب من بيت أمي حزمة نعناع.. ليش كيذا تنام.. خلها تصحى.. خلها تصحـــــــى.. هي بتعلمني أشياء تسثيرة..
اقتربت بيدين ترتجف و هي تهز جسد بارد و تبكي بكاء يقهر روحها بريئة : شمايل يلا ماهو قلتي بتعلميني كيف اسوي شاي.. قومي علميني.. قومي.. تقولين احط ماء سكر بس أنا ما أعرفه يلا قومـــي علميني..
أمسك بها الفخر، لتبكي بانهيار و بحب لتلك راحلة : فك يدي.. خلها تقوم.. خلها تقوم.. شمــــــــايل..
الفخر بغضب منها : اسمعي.. اسكتي صحيتي ولد معك.. هي نايمة الحين ولا نزعجها تعالي معي..
لكن ردة فعل رحمة متعلقة تتشبث بيدين شمايل، تصرخ بين ممرات صالة
الفخر بحزن موجوع من فراق حبيبته : رحــــــــمة اسكتي.. يلا أمشي أوصلك لبيت أبوك جابر يلا..
رحمة ببكاء و رفض : خلها تقوم شمايـــــــــــــــــــــ ـل..
الفخر نزل لعندها، و بحنانه : اسمعي رحمة.. رحمة ناظري فيني..
و هي ترفض بهزة رأسها : مابي.. أبي بنت عمي شمايل تقوم.. الفخر أنت زوجها هي لا سمعت صوتك تقوم.. بالله قل لها خل تقوم.. بتعلمني كيف اسوي شاي ما علمتني..
الفخر الذي قام باحتضانها حتى يهدأ لوعتها مفجوعة : بسم الله عليك اهِدي رحمة.. رحمة.. شمايل بنت عمك راحت للي أحسن مني و منك.. راحت للجنة .. للجنة..
سحب طرف شماغه يلثم وجهه : قومي يا رحمة.. شوفي كيف عناد مسيكين يصيح..
رحمة : طيب خلاص بسكت..
الفخر ابتسم لها بحنان : شاطرة.. يا رحمة.. يلا خذي شنطة عناد و بوصلك..

حمل بيده عناد، و نظر آخر نظرة وداع لجسدها ، بعد أن وصل ابنه و رحمة لأهل زوجته



ساعات قليلة حتى تم دفن جثمان راحلة شمايل بعد أن تمت صلاة عليها
من حينها رحمة لم تنسى هذا ذكرى التي بقت خالدة في ذاكرتها

و التي تشكلت عناد يرسخ في عقلها صغير، فكانت تسبب لهن ثورة بعدما كبرت رحمة و أصبحت بالسن زواج رفضت رفضاً قاطعاً لأي خطيب بحجة أنها بعمر صغير، حتى أراد الله أن تتزوج برجل شاب ذو مقدرته بسيطة، جميع رجال قبيلة الحوازم اعترضوا، لكن هي بعنادها أصرت عليه و يا للأسف، وقعت حادثة و أصبحت غريبة بين أهلها، لذلك خرجت مع زوجها شاب للمجهول، و كانت صدمتها عظمى حينما مات من ليلته، لم تعترض بل آمنت بقضاء ربها و التزمت صمت لمدة الثمانية و العشرون عاماً، كانت تدير نفسها بلقمة العيش في سوق الشعبي، بداية من قصة غصن المساويك فكانت من صغرها تعشق الفُل و طعم مسواك الذي في كل مرة يذهب أبيها إلى مكة و يأتي بحزمة كبيرة معه، كانت تتمشى كثيراً مع أبيها و اخبرته بأن تود أن تصبح بائعة ذات يوم لغصن المساويك، ذهبت لرجل الذي كان يأتي من مكة بعد كل فترة، و أخبرته بأن تود شراء كمية من المساويك، ابتاعت بناجرها الذهب و بدأت بتجارتها حتى الله بارك لها في هذا عمل صغير، فشخصية رحمة لن تتنازل و ترجع خالية اليدين، فهي تعلم بأنها خسرت زوجها مرحوم، و خسرت أهلها لذلك بقت تتجلد بذاتها و أصحبت إلى ما كانت عليه يوم.


شمايل : 25 عاماً
رحمة : 7 عاماً
الفخر : 29 عاماً


**********


الحاضر

مسحت دموعها : عسى الله يرحمك يا شمايل.. الله يرحمك يا الغالية.. ما هقيت يجي يوم اللي أخذ فيه زوجك.. ايه دنيا ما تصفى لأحد..


**********


على جانب آخر


بعد أن فتح باب وجدها جالسة تبكي و تنوح بألم على طرف سرير، كان يقف بعكازه

الفخر بحدة و ضيق : يا أم قائد..
نواهل تنظر لعينيه: وش تبي يا الفخر؟ وش اللي جابك هنيا لبابي..
الفخر : تعوذي من ابليس و اعوانه..
نواهل بغيض منه: تخيرني ما بين أمرين يا الفخر.. و تصد عني لأجل بنت الحوازم
تنهد : يا بنت ناس.. تبيني اروح عنك ولا وش اسوي لتس يا نواهل.. ما احنا صغار... ولا تحسبيني دمحت زلتك!!!!
نواهل نظرة لعينه : قلتها يا ولد عارف ما احنا صغار.. لذلك احشم روحك وخذ مرتك ولا أبي أشوفها في بيتي... تخرج... ولا أبيك تدمح زلتي..
الفخر : لك اللي تبينه و أنا قايل لك الله يهديك باكر بنسري للقصر..
ثم ضحك بسخرية : مافي أم تضرب ضناها.. وأنتي يا ما شاء الله ما قصرتي لا بعناد ولا بقائد... تضربين ولدك ليــــه.. ليه يا نواهل فهميني؟؟؟؟؟؟
نواهل : من متى يهمك يا الفخر؟ قل لي من متى أهمك... يا زمان راح و لاعاد يعود... رح الله يسمح دربك... دامك احتزمت بها عيني لا تشوفها... و إذا على ضرب أنا كنت في حزة غضب يا الفخر .. غضب شديد منك.. أنت اللي ثورته بيدينك... ايه لا تناظريني كيذا منصدم... أنت كل وقتك بين حروبك.. عمرك نشدت نفسك يا الفخر قلت وش مقصر على مره؟؟؟ نظرتك دوم لي أنا مقصرة بعيالي و أنا اللي اجلس تسثير بين مجالس النسوان... و أنت يا ما شاء الله تغيب بالأيام و الأشهر ولا عودت ما تبي إلا كل شيء على هواك...... و عقبها بكل برود أنتي و أنتي معلق لي لستــة شماعة من انتقادات و طلبات و ياليت ألقى منها نتيجة.. اعترف يا الفخر أني عمري ما شبعت لا رغباتك و لا فضولك... لكن أنك تجيب بنت الحوازم وفي بيتي و بعد وقت عزاء اختي هذا اللي ما اقبلها منك...

الفخر بضيق: إلى متى يا مره و احنا في صدود إلى متى يا نواهل... بعدين كل هذا وشايلته في قلبك علي... كنت تعرفين من يوم ما أخذتك أني مالي في حريم غاية... ومع ذلك تصبرت و تجملت عشانتس.. قلت يا الفخر هي بنهاية حتى لو ما اهتويتها تظل أم عيالك... لكن وين شيء اللي يشفع لك عطيني سبب واحد... أنت من ضربك لعناد و قائد و تهديدك له.. تهددين أخوه ليه ... ما خفتي ربك ما خفتيـــــــــــــه..
نواهل ببكاء و قهر : ايه عشاني منيب مزيونة.. يا كم مرة اجدد نفسي صبغات و خرابيط لا لها أول ولا تالي و كلها لأجل ترضيك و أنت ولا هنيا... بعدين قلت لك عناد عسى الله يسامحني أنا ندمت و الله ندمت يا أبو قائد إذا ربك يغفر ذنوب جمعياً وراه ما تغفر ذنبي؟!!!!!! و قائد الله يهديه علمته و حذرته ما يعلمك لأجل ما تفهمني غلط.. حتى مُهاب حذرته اثنينهم...
الفخر بغضب، و هو يضرب بعكازه على طرف ثوبها : نفسية عناد تعبت و سبب أنتي، ولدك العود يا كبره زرعتي خوف فيه.. و لا في واحد عاقل يقول لأخيه لا تعلم أحد هــاااااااه جاوبيني... يا كم مرة ألاحظ تصرفات غريبة و خصوصاً من قائد.. و كل مرة أساله يصد عني يقول مابه شيء و هو منكتم بتهديده منك.... أنتي علميني وش حل اللي يفيد معك؟ هجر وهجرتتس!! زعل و زعلت منتس!! صد و صديتتس بدل مرة ألف!!!!
نواهل بحزن تقاطعه : طيب وش اللي يرضيك علمني... منيب فطينة ربي رزقك بمرة عقلها على قد حالها...
الفخر بغضب يحاول يكتمه : تركدين من هبالك.. اركدي.. و إلا و الله ثم و الله يا نواهل يا أنك بتشوفين وجهي ثاني اللي طول عمري أحاول ما اوريه لتس.. بس أنتي تجاوزتي حدودتس ولزوم تنقرصين منها..
نواهل : سم هي مرتين اللي مديت يدي فيها لعناد..
الفخر بقهر : و عساها للكسر ما خفتي ربك في اليتيم...
نواهل بأسى على نفسها : و الله أني أحاول استسمح منه مير هو صاد مني ولا ألومه.. بس أنت يا الفخر الله يهداك أنا تندمت بعد ذا عمر تصرخ علي قدام عيالك و لا كأن لي مقدار و حشيمة.. حتى لو هو تجاوزت حدودي تعال هنيا بهالغرفة أدبني مثل ما تبي...
ضحك الفخر : لا إله إلا الله اللحين صرتي تعرفين أدب.. ايه اسمعي يا نواهل أنا هالحركات ما تشمي علي... توحين الهرج و إلا ما توحين...
نواهل بغيض من حلقة التي يدورن فيها بدون نتيجة تذكر : خرج بنت الحوازم معك مابي عيني تشوفها...

الفخر : اتركي عنك رحمة... تذكرين يوم تجرعت مُر من فعايلك يا نواهل... تذكرين طفلين اللي ماتوا بسبب غلطتك...
نواهل بقهر : وش أسوي بوجع قلي يا الفخر؟؟ وش أسوي بندم اللي يحرقني... صحيح طلعتهم و أنا فرحانة فيهم و اوريهم للحريم أني بنت سهيل جابت ماهو اثنين من بعد مُهاب جبت توأم و كلهم يفلقون صخر من جمالهم.. لكن حكمة ربك يموتون بنفس ليلة اللي خرجوا فيها لنسوان.. و عقبها عرفت أن العين حق.. يا الفخر البلا ماهو بذا موضوع.. مثل ما أنت موجوع على ولدك عناد.. أنا بعد أم موجوعة على فقد ضناها.. والله يا الفخر والله و شاهد علي ربي أني ما نويت اذيه مير حزة شيطان وأنت ابخص لا إنسان اذا عصب مثل ما قال ولدك مُهاب يطلع هوايل بناس.. ادمح زلتي يا ولدي.. ادمحها..
الفخر بغضب مسيطر عليه لأقصى مراحله، شعر بضغطه الذي بدأ يخفض رجع للخلف بخطوات ثم أردف يمد عكازه ضارب أرضية و التي تصدر صوت وجيعة، و شدة قهره منها : فوق ذا ليتك تتعظين و تركدين... عشرين مره اهرج ماعاد يفيد معتس ما غيار هرج عالفاضي.. قلت لتس عمرها مجالس نسوان ما تعمر بيوت.. وش كنتي تسوين عاندتني و طلعتيهن للنسوان ما مر ليلة إلا وهم تحت رحمة ربي..
نواهل بحزن : أنت ليه يا الفخر تقلب مواجع.. تحسب موضوع هين علي...
الفخر بغضب منها : أبيك مثل ما تهتمين بهرجة نسوان، تهتمين في بيتس ماهو كل شوي وأنت برا... ما كأن لك والي عليتس.. للحين صابرن عليتس وعلى خبالك التفتي لبيتك ورجلك لا تفقدينه صدق يا أم قائد... ايه بعد حركة انتس طباين ما طباين ما تمشي معي.... اعتبري نفستس أنها مثل اختس... مصيركم بتتجمعن و خلي تطلع منتس .. أنتي كبير هاللحين..
نواهل بغبن و حرة : ايه كبير مير بنت احرار ما تجي فوقها طبينه..
تنهد الفخر بملل : على هواك أنا علمتس..

ثم غادر بهدوئه










**********










في بيت شعبي متهالك قديم من جدرانه متقشرة، و التنور مع رائحة المصابيب
استيقظت عشوق على رائحة، لترتب مكانها ثم دخلت لدورة مياه ضيقة، رمت مياه باردة على وجهها
وجدت مرايا ذات إطار مربع قديم، تأملت وجهها و تحت عينيها هالات، و التي تميل على لون بني للاحمرار قليلاً، لتعطي قفاها و تشاهد علامات التي بدأت تختفي قليل منها

تنهدت بهم حتى تخرج، لتجد أم عروب جالسة على فرشة، و بجانبها ابنتها

عروب : حي الله بنت شيوخ.. اقلطي يا عشوق..
عشوق ابتسمت لها وهي تصافحها : الله يبقيك، وشلونك يا عروب؟ و مبروك زواجك..
ضحكت عروب بغصة : الله يبارك فيك... وش هاليوم زين.. صدق بتجلسين عندي مميتي..
عشوق بخجل : ايه...
أم عروب : ما عليك فيها.. ارتاحي..
عشوق : وقت اللحين وش هو؟؟ أبي الحق على صلاة..
أم عروب وهي تتأمل بوجه عشوق مرهق، و متعب : يا بنيه الوكاد ما أنتي خالية.. وجهتس تعيبان.. بعدين يا بنتي يا عشوق أنتي لك ثلاث ليالي هينا ولا نمتي ما اسمع إلا ونينتس، و هقوتي يا بنت شيوخ انتس بتس ظنا..
عروب تتفق مع والدتها : اي بالله يا بنت شيوخ.. وجهك لونه مخطوف مثل ليمون..
عشوق بخوف و قهر من فكرة التي تراودها : ما فيني إلا العافية.. لا تكبرون موضوع و تعطونه أكبر من حجمه..

لكن وجدت نفسها بغثيان غريب يقهر روحها، حتى تفز سريعاً باتجاه مغسلة ساحة
علمت بأنها لها فترة طويلة عن أكل غريب، فمعدتها أثارت لها قولون من بعد حملها من أفنان

جثت و هي تستفرغ، بينما أم عروب و التي تمسد على ظهرها
عشوق بخجل : مافيني إلا العافية.. يا خالة و الله ما فيني شيء.. لا تهوجسين..
لكن أم عروب : و الله لا نسري يم طبيب.. يا بنيتي وجهتس مخطوف... قومي يا عروب اطلبي لنا سيارة أجرة...
عروب : ما يحتاج بدق على ضاوي يمر علي و يأخذنا جميع..
حينها رفضت رفض قاطع : لا.. خلاص نسري مع سيارة أجرة..

و بالفعل ارتدت عباءتها و اخذت بحقيبتها صغيرة سوداء، صعدن لسيارة أجرة

في نفس وقت التي توصلت به للمستشفى، كان يجلس أمام رجل العسكر

عميد برهان : مثل ما قلت يا شيخ وقاص.. بلغنا جميع مستشفيات أي ورود اسم بحرمكم المصون ، بيرفعون اتصال علينا..
وقاص : الله يجزيك خير.. ما قصرت يا نشمي..

خرج وقاص لسيارته، وهو لثلاث ليالي لم تذق عينيه نوم، و تلك عنيدة غائبة عنه
تنهد و هو يضرب مقود : و الله يا بنت أبوك يا أن تذوقين ويل مني مير صبرك علي...

ساعات قليلة ما يقارب دخول صلاة العشاء
صوت رنين هاتفه، ليجده مركز شرطة

وقاص بلهفة الصابر : هاه قل علم.. لقيتوها..
ابتسم العميد : اكتب عنوان..
وقاص : تسلم يمينك..










**********











عشوق و التي جلست في كراسي الانتظار ، ما زالت تنتظر نتيجة تحليل الدم فهي اخبرتها بأن لها مزيد من مال لأنها تريد هذا تحليل الذي يفرق لحياتها كثير،
لكن ممرضة التي أخبرتها بأن نتيجة تستغرق لأكثر من أسبوع أو أسبوعين كحد أقصى

التفت على خالة أم عروب

عشوق بتوتر : عروب خلاص خذي خالتي واضح عليها تعبت معي عاودو.. و أنا رايحة يم صيدلية أخذ لي كم غرض و عقب الحقكم..
أم عروب : يا بنيتي خل احتريك ما عندي شيء يشغلني عنك..
ابتسمت لها من خلف نقابها، و ارهاقها : و لا عليك أمر يا خالتي عاودي.. و إن شاء الله ما بطي عليك..
أم عروب : زين يا خالتك على هواك...

ابتعدن عروب، و والدتها، بينما ذهبت للصيدلية لتبتاع تحليل الحمل الرقمي و تشد نفسها بداخل المستشفى بتوتر و خوفها من نتيجة ، ربكة و جنون الذي استقر على عقلها، غابت بداخل دورة المياه لمدة عشرة دقائق، خرجت و هي تتأمل وجهها بالمرايا تحاول أنها تبلع حجم صدمة التي حلت على رأسها
عشوق باستنكار، و بعقل مجهد : كذب.. كذب هالخطين كذب.. ايه مستحيل يصير حمل..
ثم بدون شعور و كأنها فقدت عقلها جلست برجفة على أقرب كرسي تحاول تبلع صدمتها، اسندت رأسها للجدار، اغمضت أهِدابها هي تعرف بأنها معرضة للحمل ! لكن ما توقعت يتم بهذا سرعة !!

عشوق : يا ويلي عليك يا خبلة ذا اللي ما تبينه تحملين منه.. ما تحملين من أخو ذباح بنتك انهبلتي... انهبلتي يا عشوق.. لزوم يموت .. يموووووووت.. بس يمكن هالتحليل رقمي يكون يكذب.. ايه صح لا تستعجلين اصبري.. اصبري ورقة تحليل دم هي اللي تقطع شكك باليقين أي صح كذب.. كذب..
لتغرق في هذا فكرة، دون شعور منها غرقت في غفوة مُرهقة
حين بلوغه خبر، ها هو يبحث عنها بين ممرات، سقطت عينه على تلك مرأة التي محتشمة بسواد، نقابها و الذي يميزه عن ألف من نسوة، اقترب منها ليجدها نائمة وده لو يسحبها لكن وجد قلبه رق لمنظرها

في ضلوعه نار مشتعلة، و لن تطفئ لذلك هم بإمساكها من معصم، حتى تستيقظ فزعة : يممممه..
ضحك بشماتة : يا ما شاء الله عليك.. أجل تهربين يا عشوق.. ما تعرفين وين ما تسرين مردك لي..
بعينين متسعة : وقــــــاص..
وقاص : قومــي قومي لا افضحتس بين ناس هنيا... قومـــي..
عشوق بضيق : علامك ماسكن فيني.. فك يدي.... فكها..
وقاص : اقطعــــي.. نفس واحد منك مابي اوحيه تفهمـــــين.. وش جابك هنيا ؟!
ضحكت على سؤاله : و الله تجرعت المر على يديك يا وقاص.. يهمك اللي تبيه وبس.. لذلك فارق عني..
وقاص: أنا وش هرجت؟؟ تحبين تعاندين هاه؟ وش جابك هينا؟
عشوق بملل : مسوية تحليل وبشوف نتيجتها.. اللحين ممكن تفارق عن وجهي..
مسكها : قومي معي... قومـــــــــي..

ليمسكها بشدة و تمشي لتجاري خطواته سريعة، حتى وصل إلى عيادة نساء و ولادة
عشوق بقهر : علامك !
وقاص بخبث : اكشفي هنيا يا بعدي.. يكون حامل بطفلي يا عشوق..
دون شعور منها وجدت يدها ترجف بين يديه كبيرة : نعم! وش قلت حضرتك؟
ذهب للاستقبال : من فضلك يا أختي أبي استشارة دكتورة نساء ..
لتبتسم له : مين مريضة؟
وقاص بخبث : زوجتي...
عشوق بهمس : وقـــــاص..
ليشير له بنظراته بمعنى التزمي صمت و إلا لن يرضيك ما ردة فعلي !

أخذت بيانات لتخبره بالانتظار لحين موعدكم، شدها حتى تمر ساعتان وهما في قيد انتظار

عشوق بقهر : أنت بعقلك!!! متى يحق احمل ماهو بسرعة هذي..
ابتسم : ايه لو طلع صحيح اللي بالي.. عز الله ان كل زعلي منك يروح..

عندما تم نداء باسم عشوق بنت عياش

دخلا إلى عيادة دكتورة

التي ابتسمت لهما


دكتورة : آه يا عشوق ازيك..
عشوق بغيض : حمدلله..
دكتورة : ايه مالك يا عشوق.. حاسه بـ ايه؟
عشوق بقهر من موقف : شوي غثيان هالفترة يروح ويجي علي.. بس ما اتوقع حمل..
دكتورة : امتى آخر مرة دورة جاتك؟؟
حينها علمت بأن وقع الخبر صحيح حتى تخبرها : دكتورة أكيد ما يبين صحيح !
وقاص و الذي مسك يدها : لا تستحين علميها...
نظرت له عشوق بكره له : أنا سويت تحليل حمل منزلي و نتيجة..
وهي تنظر لعيون وقاص، كل لحظة مرت في خوف، و قلق
وقاص الذي كان ينظر لعينيها من خلف نقابها بانتظار نتيجة حاسمة
عشوق بألم : إيجابية ..
ابتسمت دكتورة : ماشي يا عشوق أنا مقدر اكشف عليكي دا واضح عليكي انه بداية حملك.. و على تاريخ اللي قلتيه لي.. بس برضك ما يمنعش حدوث حمل..
عشوق : صحيح فترة أخيرة احس بأعراض....
وقاص مبتسم : هاللحين يعني هالجهاز يوضح انه في حمل يا دكتورة ..
دكتورة : اه واضح.. و مع كلام عشوق و تقلصات اللي بتجيها دا يثبت لنا انها حامل بس برضك هترجعي لي تاني و نعمل كشف سونار بس مش دا لوقتي كده يعني تلاث اسابيع قدام..
وقاص : الله يجزيك ألف خير يا دكتورة.. بعد ثلاث أسابيع واحنا عندك بإذن لله..
دكتورة : واضح على كلامك يا عشوق حالة حرقان اللي بتجيك دي مجرد تقلصات بكبر فيها حجم الجنين يعني مافيش أي خوف.. هو لا سمح الله إذا تعرضتي لنزيف أو بقع دم نضطر ترجعي لنا ماشي يا عشوق ..
بينما عشوق التي بقيت صامتة
دكتورة: مش هقدر اعطيك إلا حمض فوليك و حديد.. و ابتعدي عن أمور اللي بتزعجكي.. و اهو اكرر تبعدي عن شرب منبهات ماشي يا عشوق..
تلاشت فرحتها، و خطواتها حزينة جلست بسكون غريب عليها، مواجه لوقاص مبتسم بفرحته، و مقابلة للدكتورة
وقاص : اكتبي كل تعليمات بورق لأجل تلتزم فيها..
دكتورة : مفيش أي مشكلة.. ارجعي لي بعد ثلاث أسابيع يا عشوق و نتابع معك فترات حمل.. و ألف مبروك مره ثانيه..
عشوق بوجع : الله يبارك فيك..


خرجت بيدين وقاص الذي كان يعبر عن فرحته، و هي في حالة صدمة! معقولة حامل من فترة، و كل مراحل تعب و لا حست على نفسها، هي ماهي جاهل عن أمور هذه لكن و لا واحد بالمئة توقعت يحصل حمل رغم أنها معرضة، لكن عقلها لا واعي لا يستوعب حجم مصيبة التي وقعت فيها !

صعدت سيارة معه بعد أن أبتاع أدوية من صيدلية

وقاص بحب : هاه يا أم زناد وش ودك بالعشاء.. رغم هروبك مير هالخبر ذا ما يعدي كيذا بساهل..
عشوق بدموع قهر منه : تبيني أسامحك يا وقاص.. رد لي روحي.. تقدر تردها لي.. لأني ميتة من صوبين.. صوب منك وصوب ثاني من هالجنين اللي في بطني تفهم ميتـــــــة..
وقاص الذي مسك بخط عمومي : اسكتي بس... ما أنت بوجه ظنا.. اسكــــتي يا ناكرة عشير.. جاك رزقن من ربي و تردينه بموتك...
عشوق بقهر منه صرخت و بأعصاب تلافنة : أقـــــــــول لك اتركني مابي اشوف وجهك تسمع... شسوي بألم قل يا وقاص قل تبيني أجلس عندك ساكتة و منطمة و كأن ما صار شيء.. هالولد منك ما أبيه...
حتى يحلف باليمين عليها، وبتهديد، وعيد : والله ثم والله لو جرى لولدي شيء يا أنك ما تجلسين لحظة حية عندي.. تفهمــــين تحسبيني ساكت على خبالك وبعديها كيذا لك بساهل... احمدي ربك انتس حامل و إلا و الله يا سلاح بين رأسك تذوقينه...
لتبكي عشوق بضعف : عسى الله يقهرك مثل ما قهرتنـــــــي... و الله لا اموته.... مابي منك ظنا أنت أخو ذباح بنتــــــــي.. ايه ســـلاح عندكن مثل شربة مـــاي...
ضغط على فرامل حتى يرتج جسدها ليقف على جانب طريق، ملتفت لها
وبعين شرار : وش قلتـــــــــي طال عمرتس.. اطربـــي اذوني مرتن ثانية... لا لا أبي أوحيها منتس.. وش ما سمعـــــت..
لتصرخ عليه : مـــــــا أبي منك ولد يكون أبوه أخو ذباح بنتي.. وحيت و إلا ما وحيت.. تبين أكررها لك ليل و نهار.. تبين اكررها هااااااااااااااه..
لتنهار و هي تضرب على بطنها : ينــــــــزل و الله ما اخليه... و الله.. ما اخليه..
حتى يصفعها لوجهها، ثم همس بكره لها : كلمة و لا نفس اوحيه منك ما تلومين إلا نفسك ....
ثم أمسك خط حتى يتجه إلى براري الرياض
وهي بتعب، و بخوف من ظلام الذي يحيط عليها، ما المأساة التي تزيد و فجوة كل مالها و تكبر بينهما، هي مجروحة منه، تحس بروحها تخنقها و تضيق عليها، كارهته من قلبها، ما تبي لمسته ولا شوفته، و هو غضب معميه
حتى تحاول أن تفتح باب من جهتها بجنون تلبسها، و تهور في لحظة غضب، لكن وقاص الذي تنبه عليها حتى يقوم بإغلاق السيارة بإحكام
ضحك وقاص بأسى على حال الذي وصلوه : تبين تموتيــــن أبشري بعزك... ما طلبتي شيء يا عشوق.. لكن هاه أنا علمتس وش هو جنون وقـــــــاص ما شفتي جنوني وعفاريت اصبــري هاللحين بتشوفينهن..
بخوف و هي تتأمل طريق وعر و ذات ظلام دامس، سوى إضاءة قوية من سيارة التي تنير لهما الطريق
تبلع ريقها : أنت وين رايح؟ وقـــــاص.. أنا أخاف من ظلام لا توديني يَمْهِ... أقول لك أخــــاف منه يا مجنوووووون..
ليهتز بكل أنحاء جسدها من صرخته، و التي خرجت من بئر أجوف
وقاص : انكتــــــــــــــمــــــ ـــي..










**********









( شارع Sternstr 68 ، هامبورغ ألمانيا )
مقهى Less political



ما زال الغضب مسيطر على جميع حواسه، جلس في مكانه مفضل على زاوية، نادل الذي قام بترحيبه يقف فوق رأسه
سعود : نفس طلب مثل كل مرة، بس لا وأنا أخوك هالمرة قهوة سوداء وزيدها سكر تعرف سكر كثره
حتى نادل صمت من طرفه
ضحك سعود بدون نفس : ايه نسيت اهرج مثلكم زين يأخوك..
..Ich möchte eine Tasse schwarzen Kaffee mit Zuckerzusatz, aber viel Zucker

ابتسم له نادل مدون طلبه في نوتة صغيرة
سعود : ايه وش فيها لا تعلمتوا العريبة.. كلها قهوة سوداء و كثر فيها سكر لأن ابن كلب جاب لي مرارة..
تلقى رنين مستمر من صديقه جواد، كان لمدة ساعة متواصلة، و هو بملل أمسك بالهاتف ليضغط على زر على جانب هاتفه و يضعه على صامت، حتى ابتسم و هو يجد رسالة عبر بريده الالكتروني خاص
مباشرة مرر أصابعه حتى يضغط على رسالة ثم ابتسم بغموضه : ايه دام أخذت أكثر مبيعاً عالمياً و يطالبون حضوري بالمعرض الكتاب لزوم تشد رحيل يا سعود..

و رسالة أخرى من صديقه بعيد، فتح تطبيق الواتساب ثم ضغط حتى يسمع ملاحظة الصوتية
( وشلونك يا سعود؟ يأخوك عود شوق ذبحني بعدين يالهيس الأربد سبع سنين ما تنشد عن خويك، عاود سعودية تنتظرك، و بعد في موضوع يخص ماضي أليم.. و أنت تعرف مين أقصد.. أيه و علمك علمٍ غانم سياف ابن كلب طلع متزوج ايه أخو رفيقك سبقنا و احنا مثل ما احنا..)

تنهد بغبن حتى يمرر علامة مكبر صوت ثم يسجل له : ( اسمعني يا ماهر لعب على أوراق مكشوفة اللحين و هالضاوي قل يقولك سعود بتموت على يدينه، ابن كلب هو اللي لعب هاللعبة وسخة و خل يتحمل نتائج فعايله.. هههههههههههههههههه أجل سياف تزوج لا لا ذا يبي لها رجعة طايرتي ليلة يعني أن ما شفت وجهك هالأسمر خايس تقل وجه دائري بكبر مربع في جدة، هههههههههههههههه الوكاد على عشرة و أنا بالسعودية اي برياض تحديداً حبيبة قلب نجد و قلب شرقاوي أي عشرة صباح يا ماهر أبي ألف كل مناطق مملكة .. يا ولد ناس يناظرن يمين و شمال فضحت هيبتي بين شقر.. إلا على طاري شقر يا بن عبادي و حصة.. ايه خلاص آسفين نطقنا اسم والدة.. يا ولد بدون اقصد اوحي الهرج وش رأيك اجيب لك وحدتن من ألمانيا شقراء ملحاء هههههههههههه. )

ثواني سريعة و هو يجد ردة فعل ماهر و الذي أرفق بملاحظة صوتية : ( ههههههههههههههههههههههههه لا يا رجل خلينا شقراء لك.. أنا يا بنت بلد و إلا انسى اتزوج.. اسمعني.. ابن كلب محجوز بالسجن بتهمة اللي أنت خابرها، لزوم تحط احتياطك يا سعود وسخ لعب علي لعبة قذرة لكن مصيره يطيح على شر أعماله... المهم أنتظرك وحلفت عليك قل تم بس أول عشاء تتعشا عندي..
سعود : تم يا أبو عبادي و يا رجل ازهلها ابي مفطح تفهم يا ولد و إلا حاشي أبي شيء يشبع بطيني هنيا طعمهم ماسخ لا لون و لا شكل.. )

نادل الذي وضع كوب قهوة ، بدأ يرشفها ثم أخذ منديل : الله يا خياس.... ايه حتى مع سكر ماهوب صاحي.. يا ولد تعال شل قهوتك هات مثل ربعنا أولين.. مثل قهوة شقراء يا زينها مع مسمار و زعفران.. ايه يا سعود ما عليك حسوفة ما غير متحمل بقهوتهم ماسخة. لا بالله قهوتهم سوداء بدون شكر تطخ رأس مير ما احدن ينافسك يا شقراء
ضحك نادل حينما شاهد عدم استساغه للقهوة، ليهز برأسه بأسى
سعود يمسح فمه بالمنديل ثم رجع يسجل ملاحظة الصوتية أخرى : ( الوكاد اسمع علمٍ زين.. أنا مالي بخطاوي هالبليس واللي ياما حذرتك منه يا ماهر.... ايه اوحي الهرج يصل علمٍ عند أخيي وقاص و الله لا أعرفك و لا تعرفني.. سلام.. )

رمى هاتفه محمول بغيض على طاولة، ثم فتح حاسوب محمول خاص، و هو يتأمل رواية التي كتبها في سنين غربة يقرأ مقتطف سريع





.
.
.


مُر بي حُبا
- 1 -

في (October)
فترة ما قبل الشتاء

تركت كل شيء و رحلت إلى وجهةٌ لا اعرف بها أحد. لا أدري إلى أين يؤدي طريقي، و لكنني قوية في كوني هادئة تماماً، لقد دفعتني للهاوية يا أبي.. أنا الذي حدثتك دائماً عن خوفي من فقدانك، و وقوف بعيدة عنك، كسرتني ما عدتُ ياسمينة ابنتك مدللة ، تجاوزت الأمر اصبحت شخص آخر غريب عني، له نفس عيناك ، نفس صوت ، نفس خطوات ،لكنه ليس أنتَ يا أبي .. يؤلمني حديث عنك ، كلما اغمض عيناي أجدك دائماً في عقلي ، و كأنه شريط تعطل بلا فائدة.. رغم تغيرات التي طرأت على ملامحي لا زلت ثابتة ، الأمر بداخلي مُعقد ومُجبرة على احتمال كل هذا خراب وحدي .. ما أريده الآن سلام من كل أذى !

سعود بن زناد الزنود






.
.
.



ثم أغلق صفحة برضا عما كتب

يعلم بأنه عقله محنك، و الذي أستطاع أن ينجز جميع دراسة سنواته سبع ، حتى أن كتب كتاب طبياً و اشتهر في ألمانيا بطبيب العيون الذي أبهر جميع، و مع ذلك خلف قصة سعود خفايا و حقائق لابد أن تضع في موضعها صحيح !


**********


الماضي

قبل سبعة أعوام

ضاوي و الذي يخبره بأن يريد أن يتدفأ بعباءته ثقيل، فجو نجد و شدة برودة التي تقشعر لها أجساد، شبة النار، يجلسون على فروة، و رائحة قهوة، و شاي
سعود : يلا شويتين و اسحبه منك.. إلا قل يا ماهر متى ناوي تعرس؟
تنهد ماهر : يا ولد بدري... زيجة ماجلها لين إذا طخ في بالي..
سعود : ايه زين، و أنت يا ضاوي رغم ما عرفتك إلا قبل كم يوم..
حينها ابتسم ضاوي بغموض : ايه أنا خاطب بنت عمي من و أنا بزر..
سعود : ايه.. إلا يا ضاوي قل وش جابك هنيا مع ماهر؟؟ رغم أن اعماركم بعيدة شوي..
ضاوي يخفي توتره و بهمس خبيث منه : يا ولد رجال مخابر ماهوب مظاهر، بعدين وش لك تنشد بالعمر؟ إلا قل يا سعود أنت ما شاء الله ما تشتغل مع أخيك!؟
سعود بحسن نية : وقـاص و ضرير.. لا مبعد عن سواليف شيخة خليته لهم.. بعد وقاص أخوي ما قصر محتمي حارتنا و جابر خواطر النفوس ضعيفة..
ضاوي : ايه.. أجل يا شباب بسري لي شوي اطلق رجولي في الخلا...
ماهر و الذي مدد جسده على فروة، مغطي عينيه بشماغه : أنا بنام لي كم ساعة..
سعود و هو يمد عصا يحرك حطب الذي يشتعل باللهب و النار : أنا خلني هنيا اسامر الثريا وبين براد سحاب.. هالله الله..
ضاوي : ايه زين اخليكم..

حتى يمشي ضاوي، ذهب لمسافة بعيدة ثم مد يده لجيب ثوبه أيسر، و سحب كيس رصاصة و حبة، و برجفة سريعة و هو يلتفت يمنه و يسره لا يوجد أثر أو عين تراقبه
سريعاً هم بوضع كيس بداخل جيب عباءة ثقيلة لسعود، ثم بدأ يمشي لتخطر في باله وجهها برئي

و ذكريات طيوفها، و ضحكتها غارقة بداخل عقله
يتذكر موقف الذي جمع بينهما حب طفولي خالد


**********

قبل الثانية و العشرون عاماً

منيفة التي كانت تلعب على رمل، و ترسم رموز ثم فساتين عديدة ، و يقوم ليغيظها بمسحها بحذائه شرقي
رفعت نظرها له و تجد ثوبه مهمل و يتضح على هندامه قديم، ترى ابتسامة خبيثة، و شعره ناعم يتساقط على عينه ماكرة بشقاوة طفولية
بغيض و بعينين ممتلئة دموع منه : أنت كل مرة تمسح رسوماتي ليه كيذا يا ضاوي؟؟ ليه تخليني أزعل منك؟؟
حتى يخفض جناحه و يضع قبلة سريعة على خدها : وش أسوي يا منيفة أحب اشوفك كيذا تعجبيني و أنتي زعلانة شكلك يصير أحلى بواجد..
لتضربه على يده وببراءة تفكيرها و فطنتها حادة : ما تبوسني و الله أعلم عليك أبوي حيان.. تسمعني.. بعدين أنا خطيبتك حرام تسوي كيذا... لا كبيــرت بوسني على كيفك.. أساسا سمعته أنه ما يجوز إلا إذا صرت مرتك مثل عمي طراد و خالتي صيتة..
بدأ يقبلها مرتين حتى تبعد بخوف منه وبغيض: ضــــاوي..
ضاوي بخوف عليها : خلاص قومي اسري يم بيتك.. قومــــــي..
بغيض رمت عصا صغيرة التي كانت بيدها يمنه : اففففففف أكره أوامرك.. بسري بس والله و الله يا ضاوي لو سويت مثل حركتك قبل شوي، ما أكلمك أبد و اعلم أبوي حيان على حركتك هذي..
اقترب يهمس برقة بإذنها : أحبك طيب.. بعدين أنا خطيبك منيب غريب..
لتدفعه بزعل طفولي : ابعد.. أنا زعلانة منك لاعاد تكلمني..
ثم بخطوات بعيدة غابت عن عينيه

ضاوي : 11 عاماً
منيفة : 9 عاماً

**********

فتح عينيه على هذا ذكرى

ضاوي : ايه يا منيفة حبك استقر و جرى مثل مجرى دم... و الله يا منيفة لو صرتي لغيري يا أن تموتين على يديني..
انتبه على نفسه ثم رجع لجلسة شباب، و ترك عباءة لسعود : يلا شباب اترخص عنكم لزوم اعاود..
سعود و ماهر : يلا أجل كلنا سرينا..

ضاوي : 26 عاماً
ماهر : 30 عاماً
سعود : 30 عاماً

**********



الحاضر

اغلق سعود الحاسوب خاص فيه ثم وضعه بالحقيبة، ليقف و يضع على كتفه أيمن، سحب هاتفه وضع ورقة نقدية على طاولة، لوح لنادل بالوداع
لكن نادل الذي أحضر معه دفتره خاص، ابتسم سعود و هو يمسك بقلم و يضع توقيعه خاص فيه : يلا هذا أول توقيع تستاهل يا اشقر.. بس ها لا تعلم بأن طبيب عيون وقع لك..

فجأة حتى يتجمهر حوله ناس بأخذ توقيع منه
سعود يضحك : يا دافع بلا كيذا يا نوديل (نادل) تخلي أخر ليلة تجمعني معك تسذا.. ايه يا ذا نشبة.. يا الاجانب وخرن..

ليخرجه جواد ممسك بيده مبعد ناس عنه
جواد الذي خافض رأسه بالقبعة الرياضية و بهمس : امش معي لزوم نتصافى يا سعود..
سعود ضحك بسخرية : جمل الله حالك يا جواد.. مير الوكاد أنك ما سمعت بالبيت اللي يقوله



مانويت البعد يا صاحبي
بس مالي بعشره راعيها رخيص







**********

نهاية الـجُزء العشرون
موعد آخر إلى أن يشاء ربي، في أمان الله.

**********

أختكم و بقلم : عيون الليل.



عيون الليل. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 09:29 AM   #974

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 3 والزوار 8)
‏ألماسةسعود!, ‏عيون الليل.+, ‏عبَق الخُزامى+

واضح طوييييييل بارت لي عودة يا عيون يا جميلتنا 💕💜


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 12:01 PM   #975

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
Icon26


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 4 والزوار 42)
ألماسةسعود!, ‏بين سحاب, ‏بنت امهاوابوها, ‏عبَق الخُزامى+

ألف سلامة عليكِ يا عيون
حبيبتي ارتاحي ما قصرتي معنا وربي ودي احضنك على حلاوة بارت منبهرة بجميع تفاصيل لدرجة يا عيون بكيت بكيت بكيت لين قلت بس
ما زلت في منتصف مُبدعة في افكارك في طرح قضايا
يصر اقولك انو افختر فيك و في عقليتك واعية و ناضجة تبارك الرحمن
تروفة وينك تعالي و قلبوشة بعد دنيا طراطيع عيد و حلاوة عيد وجمال عيد مع عيون وعيون الرهاف
مبسوووووووطة مررررررررره 🥺😍🌼
من جد كل وجع وله نهاية..
انتظريني برد يبرد مو بس خاطرك الا كيذا تشهقين من شدة حلاوته 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻😍💜🏃🏻‍♀


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 06:41 PM   #976

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 4 والزوار 10)
‏ألماسةسعود!, ‏رسوو1435, ‏لينوسارة, ‏عبَق الخُزامى+

يا مساء الخير 👀


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 06:44 PM   #977

قلب لايصدأ
 
الصورة الرمزية قلب لايصدأ

? العضوٌ??? » 479638
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » قلب لايصدأ is on a distinguished road
افتراضي

مساء الجمال ياجميلات♥🌹
البارت رائع بكل المقاييس الحقائق اللي انكشفت مذهلة
ماتوقعت ضاوي يطلع راعي مخدرات وبلاوي 🥺
دوبي انتهيت من قراءة البارت بس احس فيه شي غريب في شي انكشف مو مريحني وقلب الموازيين 🤕🤕
لي غودة باذن الله بعد مااقرأ البارت مره ثانيه كود اني القى الحقيقة الغائبة😂😂
تمسون على خير🌹♥


قلب لايصدأ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 06:50 PM   #978

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب لايصدأ مشاهدة المشاركة
مساء الجمال ياجميلات♥🌹
البارت رائع بكل المقاييس الحقائق اللي انكشفت مذهلة
ماتوقعت ضاوي يطلع راعي مخدرات وبلاوي 🥺
دوبي انتهيت من قراءة البارت بس احس فيه شي غريب في شي انكشف مو مريحني وقلب الموازيين 🤕🤕
لي غودة باذن الله بعد مااقرأ البارت مره ثانيه كود اني القى الحقيقة الغائبة😂😂
تمسون على خير🌹♥
يا هلا يا هلا..
كيفك قلبوشة اي وربي رائع و تجاوز روعة ❤💜
شفتي يوم عبدالمجيد يغني
مثير حسنك مثير.. دا ينطبق على عيون و على عيون الرهاف.
غريب فين لايك !!!!! فيس يراقب مع عيون عن بعد 👀😭😂👏🏻🔥
بعدين الف الف مبروك على حقائب انتي و عبوقة ما شاء الله تبارك الله
وربي ولا يجي في بالي انو ساري هو العيان الخفي
ومنير مش قاتل طراد ايش حلاوة هدي


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 09:40 PM   #979

ألماسةسعود!
 
الصورة الرمزية ألماسةسعود!

? العضوٌ??? » 493829
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,001
?  نُقآطِيْ » ألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond reputeألماسةسعود! has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 3 والزوار 12)
‏ألماسةسعود!, ‏قاهر الصعب, ‏عمرااهل


ألماسةسعود! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-21, 09:48 PM   #980

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألماسةسعود! مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 4 والزوار 10)
‏ألماسةسعود!, ‏رسوو1435, ‏لينوسارة, ‏عبَق الخُزامى+

يا مساء الخير 👀
مساء النّور ألماسه، داخلين نُكمل الفصل الطويل ما شاء الله 🧡


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.