الهدف The Goal *مكتملة*

[MooNy87]

موعدنا مع الجزء الثالث والأخير غدا إن شاء الله

[MooNy87]

الجزء الثالث


هدنة واعتذار


*********
جلس إبراهيم على مقعده بينما اختارت هايدى أن ترتاح على أريكة وثيرة أمام مكتب والدها واضعة ساق فوق الأخرى وإن كانت بداخلها تدرك أن غضب والدها قد اشتعل كثيرا هذه المرة وربما لن يمر الأمر بسلام , أما عمرو فقد أشار لعم مجاهد أن يجلس بجواره الذى تردد كثيرا إلى أن أشار له الأول بالموافقة.
ماذا تريد يا كابتن عمرو ؟
قالها إبراهيم مشددا على كلمة كابتن وهو يرمق ابنته بنظرات مشتعلة ليعرّفها على الشخص الذى اعتقدت أنه مجرد عامل فى النادى :
بالمناسبة هذه هايدى ابنتى الوحيدة .. كابتن عمرو .. لاعب كرة القدم الجديد فى فريقنا .
اعترض عمرو قائلا :
لا يا إبراهيم بك .. أنا لم أصبح بعد لاعبا فى الفريق .. أنا ما زلت أنتمى لنادىّ الأصلى .
فى إشارة واضحة منه إلى قدرته على التراجع فى أية لحظة , وقد أدرك إبراهيم بخبرته الطويلة وحنكته هذا الأمر إذا لم يبادر لعلاج هذه الأزمة التى تسبّبت فيها ابنته الطائشة , لقد ملّ تصرفاتها المستهترة وأفعالها السخيفة ولا مبالاتها التى ورثتها من أمها , إنه رجل رزين يعرف جيدا الفرق بين المباح والممنوع , ولكن يبدو أن هايدى لا تعرف هذا الحد الفاصل .. ولا بد أن يلقنها درسا لا تنساه .
إن شاء الله يا كابتن عمرو .. ألم نتفق من قبل ؟
قال عمرو بجدية مشيرا إلى هايدى :
كان هذا قبل أن تهيننى ابنتك و ...
لا , ما هذا الكلام ؟.. إنها لا تقصد .. طبعا هايدى ستعتذر لك
انفرجت شفتى هايدى وهى تنظر لوالدها ببلاهة ثم إلى عمرو بحقد قبل أن تنصاع لأمر والدها قائلة بصوت خافت :
أنا ... آسفة
تصنّع عمرو عدم سماعها وهو يضع إصبعه وراء أذنه :
ماذا قلتِ ؟ لم أنتبه !
صرت على اسنانها قائلة بصوت أكثر ارتفاعا :
أنا ... آآآآسفة .
على ماذا بالضبط ؟
على كل شئ ؟
ماذا ؟
على ... صفعى لك .
فقط ؟
وعلى إهانتى لك .
و ؟
وأننى كدت أن أصدمك بالسيارة ..والآن هل ارتحت ؟
وهبّت واقفة على قدميها , وكادت تغادر الغرفة إلا أن عمرو سد عليها الطريق بقامته الطويلة وهو يشير إلى الرجل المسكين الجالس إلى جواره.
وعم مجاهد ؟ لقد تعمدتِ إذلاله وإهانته هو الآخر , لا لشئ إلا أنه يعمل فراشا , وما العيب فى ذلك ؟ إنه رجل شريف يكسب قوته من عرق جبينه وإن لم تعجبك هذه الوظيفة فهى أفضل من أن يمد يديه للناس أو يجلس يومه متكاسلا لا يفعل أى شئ سوى التمدد أمام بركة السباحة أو التسكع هنا وهناك.
كانت إشارته واضحة لما كانت تفعله منذ قليل حيث أنها لم تكن قد غيرت ملابسها بعد ,ولكنها ارتدت وشاحا فوق رداء السباحة الذى ظهرت أطرافه على كتفيها البيضاوين .
اعتذرى لعم مجاهد.
نظرت هايدى بتساؤل إلى والدها , الذى أدرك أنه لا مفر من الاستجابة لمطلب عمرو فأشار لها ان تفعل وهو يقول بصوت متهدج :
اعتذرى له يا هايدى ...
ازدردت ريقها وهى تقول بصوت خفيض ولا تجرؤ على مواجهة الرجل الذى سقته من الذل كؤوسا :
أنا .. آآآآسفة يا عم مجاهد.
ولم تنتظر إذنا من والدها لتنصرف , بل جرت مسرعة نحو الباب لتفتحه هاربة من الجحيم الذى عايشته على يد ذلك الرجل ... الذى أجبرها على الاعتذار له وللآخرين ولأول مرة فى حياتها , لم يعاملها أى أحد من قبل بهذا الحزم .. لقد أخطأت بل وتمادت فى أخطائها هذه المرة وكان لا بد من أن تدفع الثمن يوما ما .. وقد جاء هذا اليوم على يدى عمرو , الذى اعتبرته تافها لا يستحق أن تعيره أدنى اهتمام.


**********

[MooNy87]

أشكرك كثيرا يا إبراهيم بك .
قالها عمرو قبل أن يصافحه باحترام شديد , وكان عم مجاهد قد انصرف قبل ذلك متعللا بالذهاب لتأدية أعماله.
شدّ إبراهيم على يدى عمرو وهو يؤكد عليه :
أنا بالفعل أشعر بالخجل مما قامت به هايدى , ولكنها الابنة الوحيدة لنا وقد دللتها أمها كثيرا , فأرجو منك التماس العذر لما فعلته , وأعدك بأن الأمر لن يتكرر مرة أخرى .
لا يهم , ما حدث صار من الماضى الآن.
ودّعه على وعد باللقاء مجددا لإمضاء العقد النهائى .


**********

[MooNy87]

هدف ....هدف
تصايحت الجماهير فرحة مع صوت المعلق وهو يعلن الهدف الذى أحرزه عمرو فى الدقيقة الأخيرة من الشوط الثانى للمباراة النهائية , والذى أعقبه انطلاق صفارة الحكم معلنة انتهاء المباراة بفوز فريق النادى العريق .
تدافع كل لاعبى الفريق إلى عمرو يحملونه على الأعناق وهم يحتفلون بالانتصار العظيم ليس بالمباراة فقط ولكن بالبطولة .
كانت هذه هى البطولة الأولى التى يحرزها عمرو مع فريقه الجديد بعد أن وقع العقد للانضمام إلى صفوفه فى بداية الموسم .
ما أن انتهى اللاعبون فى الفريق بالاحتفال العارم بالبطولة حتى انسل عمرو من بينهم وتوجه إلى مقصورة جانبية باحثا بعينيه عن هدفه , إلا أنه لم يصل إليه .
فوجئ بصوت من خلفه قائلا بدلال :
كابتن عمرو .. مبروك الفوز .
التفت بسرعة ناظرا إليها وهى تتهادى مقتربة منه أكثر لتضع يدها فوق كتفه قائلة :
لقد كان هدفا ساحقا .. أليس كذلك ؟
ابتسم ابتسامة عريضة وهو يدنو منها محاولا تصنّع التواضع قائلا :
لا بأس به ... كادت المباراة أن تفلت منا .
ولكن الفوز كان حليفكم فى النهاية , لأن أفضل لاعبى الفريق أحرز الهدف.
بل لأن أفضل أعضاء النادى موجودة هنا الآن , وقد وقفت تشجع فريقها وتسانده حتى النهاية .
وهل انتبهت إلى وجودى ؟
بالطبع .
اعتقدت أن كل انتباهك كان مركزا على المباراة .
نعم ولكن بعد أن أحرزت الهدف اتجهت أنظارى نحوك لا إراديا .
ابتسمت بخجل وهى تسأله :
وهل لاحظت ما فعلته ؟
غمز بعينيه وهو يمازحها :
نعم , ولكنها لا تكفى , أريد واحدة هنا .
وأشار إلى خده , فطبعت قبلة رقيقة عليه , نفس المكان الذى صفعته منذ عام مضى , ولكن شتان الفارق , لقد تغير الكثير منذ ذلك الوقت .. بل لنقل أنها تبدلت كليا , لم تعد هايدى التى عُرفت سابقا بغطرستها وتكبرها واستهتارها , كما صار هو من لاعبى النادى المحترفين.
ولقد تغيرت أمور كثيرة منذ ذلك الحين .. بينهما ..
ووجدا إبراهيم يحاول أن يلفت انتباههما إليه , فلوّحا له بحرارة , ثم اتجها نحوه فاستقبلهما مرحبا وهو يقول :
مبروك الفوز بالبطولة يا كابتن.
الله يبارك فيك , ولكن ألم يحن الوقت لأستقبل التهنئة على شئ آخر ؟
ابتسم بود لزوج ابنته المستقبلى وهو يقول بحرارة :
بالطبع سنحدد موعدا لإتمام الزفاف قريبا جدا.
غمرهما إبراهيم فى أحضانه بسعادة .. عمرو وهايدى اللذين فرقتهما صفعة من قبل وجمعتهما بعدها.


************

[MooNy87]

انتهى الجزء الثالث

إن شاء الله أنزل الخاتمة بكرة

[serenade]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)
‏serenade, ‏Kokinouna

[MooNy87]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة serenade

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)
‏serenade, ‏Kokinouna

منورين والله

[MooNy87]

وإليكم ...

الخاتمة

******
بعد انتهاء مراسم الزفاف السعيد الذى جمع شمل الكابتن عمرو نجم فريق كرة القدم المتألق , وهايدى الفاتنة ذات الأصول العريقة ابنة رئيس مجلس إدارة النادى وأحد الأعضاء المؤسسين فى حفل كبير بأرقى فنادق العاصمة والذى يحمل أكثر من خمسة نجوم , وقد حضره نخبة من ألمع نجوم المجتمع ولفيف من الشخصيات الهامة ذوى الحيثية فى البلد , توجه العروسان إلى منزلهما الذى ابتاعه عمرو بمبلغ باهظ وقام بتجديد كافة ديكوراته على الطراز الحديث ليليق بعروسه الحبيبة.
ما أن استقرا بغرفتهما حتى أخرج عمرو علبة من القطيفة الزرقاء وفتحها ليسطع لمعان يخطف الأبصار من الماسة الضخمة التى تزين الخاتم المستقر بداخلها ,وقام بوضعه فى إصبع زوجته التى انبهرت أيما انبهار , ولم يكن منبع دهشتها أنها لم تعتاد على هذه الجواهر الثمينة بل لقد كان والدها يغرقها دوما بالكثير منها والتى يفوق ثمن أقل قطعة منها هذا الخاتم القابع فى بنصرها الأيمن بمراحل , ولكن لأن زوجها قد فكر فى إهدائها مثل هذه القطعة الرقيقة التى كلفته ثروة إضافة إلى تكاليف المنزل والحفل , فلفت ذراعيها حول عنقه بدلال قائلة :
- ألا يكفى ما سبق وقدمته إلىّ , هذا كثير.
فى إشارة إلى الشبكة الغالية التى انتقتها من أشهر محل مجوهرات فى القطر والذى يمتاز بذوق راقٍ نادر جدا.
أحاط عمرو خصرها النحيل بذراعيه وهو يجذبها إلى حضنه مرددا :
- كثير ... ما هذا الكثير .. لا شئ يكثر عليكِ يا حبيبتى , أنا أشعر بأننى سأطير من السعادة هذه الليلة , فمن كان يصدق أنكِ ستصبحين زوجتى فى يوم من الأيام !
مسحت بيدها على شعره الأسود اللامع بحنان وهى تقول بخجل :
- أما زلت غاضب منى ؟
شدّد من احتضانه لها أكثر وقد راق له احمرار وجهها الذى أضفى عليها مزيدا من الجمال الخلّاب الذى أسره أول مرة رآها فيها , وقال بخبث :
- نعم , وأود أن تصالحيننى الآن .
اتسعت ابتسامتها وهى تقرن القول بالفعل :
- ألم تشبع بعد من المصالحة .
وطبعت قبلة على خده الأيمن , فانتشى بسعادة بالغة وأشار إلى الجانب الآخر , فامتثلت له وهى تضحك :
- والخد الآخر أيضا , أهذا يكفى ؟
داعبها بمرح وهو يقول :
- لا يمكن أن أكتفى أبدا , الصلح له مذاق شهى .
-تأدب.
صاحت به وقد صارت وجنتيها مثل حبات الطماطم , وما لبثت أن تذكرت شيئا هاما أرادت أن تستفسر عنه , فاعتدلت فجأة وقالت بجدية :
- عمرو , لم تخبرنى بعد ما سر هذه العلاقة التى تربطك بعم مجاهد إلى حد أنك أصررت على دعوته إلى الفرح ؟
كانت هذه النقطة غامضة بالنسبة لها منذ أول يوم تعارفا فيه , وعلى الرغم من أنها تغيرت كثيرا فصارت أكثر تواضعا وتهذيبا فى معاملتها مع الآخرين إلا أنها لم تستسغ بعد فكرة دعوة الفراش إلى حفل زفافها , ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصر عمرو على المصوّر أن يلتقط معهما صورا تذكارية , ما سر العلاقة الغريبة التى تربط بينهما ؟
تنهد عمرو قبل أن يجلسها برفق إلى جانبه وهو يقول باستسلام :
- طلباتك أوامر يا هايدى هانم , سأحكى لكِ كل شئ .
جلست وهى تنصت له بانتباه حتى لا يفوتها التقاط أية شاردة أو واردة فى حكاية عمرو وعم مجاهد.

***********

[MooNy87]

كان أبى يعمل فى وظيفة إدارية فى النادى بعد أن تم إيحاله إلى المعاش مبكرا بسبب إصابة بالغة أثرّت على قدرته على الحركة بشكل يسير أثناء عمله فى أحد المصانع الكبيرة , ولم يعد يكفينا المبلغ الضئيل الذى يتحصّل عليه أول كل شهر , فكان لا مفر من أن يشغل وظيفة ثانية , وحتى لا يشعر بالملل من طول وقت الفراغ , ولما كانت والدتى متوفية , وهو من يقوم برعايتى فأخذ يصطحبنى معه إلى النادى وخاصة فى أيام العطلات الدراسية الطويلة , ولم يكن مسموحا لى وقتها أن أتجول بحرية فى المكان فكان عم مجاهد - وهو بالمناسبة صديق قديم لأبى منذ الطفولة وهو الذى رشحه للعمل فى النادى , نعم يا هايدى , لا تتعجبى , فقد كان عم مجاهد يعمل فى النادى فرّاشا منذ زمن طويل ربما قبل ميلادك .
المهم ... أننى كنت أقضى معظم الوقت برفقة عم مجاهد الذى كان يعاملنى كابنٍ له حيث أن الله لم يرزقه هو وزوجته بالأطفال , ولا أستطيع أن اصف لكِ مبلغ حبه لى ورعايته وتدليله أيضا , فقد كان يقتطع من قوت يومه ليشترى لى الحلوى غالية الثمن من كافيتريا النادى أو يعطينى مبلغا من المال لألعب فى الملاهى التى كانت تبهرنى كطفل صغير لم يعتاد التنزه أو السفر لأى مكان لضيق ذات اليد , ولم أكن أشكو لأبى أبدا حتى لا أضايقه وأشعره بأى تقصير نحوى , إنما عم مجاهد - الرجل ذو القلب الذهبى والروح الطيبة - أدرك بفطرته وبساطته أننى مجرد طفل يريد أن يلهو مثل أقرانه .
بدأت الدموع تتجمع فى مآقيها بينما يستطرد هو بروايته قائلا بصوت جاهد أن يجعله ثابتا :
وحينما توفى والدى منذ أكثر من عشرة سنوات وتركنى وحيدا بهذه الحياة , لم يتخلّ عنى صديق عمره بل لقد ازدادت أواصر الصلة بيننا وتوطدت , ربما لم أبح بهذا السر لأحد قبلك , لولا هذا الرجل الطيب ما كنت لأستكمل دراستى الجامعية , فقد وقف إلى جانبى بل وكان يدعونى فى أيام الامتحانات النهائية لأبقى بمنزله حتى لا أنشغل عن مذاكرتى بإعداد الطعام , وكانت زوجته - رحمها الله - أمى الثانية التى لم تلدنى , والتى شملتنى برعايتها وعنايتها حتى صرت شابا له مستقبل وكيان , أنا أدين بالفضل لهما , أتعرفين شيئا ؟
نظرت له بتساؤل وقد ألجمها اعترافه عن القدرة على النطق , فقال مبتسما بمرارة :
أبى وعم مجاهد نشآ سويا بذات الحى , وترعرعا معا ,ولكن شاءت الظروف أن يحصل أبى على شهادة متوسطة أهلته للعمل فى أحد المصانع الكبرى , أما عم مجاهد فلم يستطع أن يكمل تعليمه , فاضطر للعمل كفراش , ولكننى لا أقلل من شأنه ولا قيمة عمله , على العكس أنا أقدره وأجلّه ؛ بينما الناس ينظرون له بدونية , وكأنه أقل منهم , ألسنا جميعا بشر , خُلقنا من ترابٍ , ومصيرنا إلى الفناء.
شعرت هايدى بتأنيب ضمير بالغ , وقد ساءها أنها كانت من ضمن هؤلاء الناس الذى تحدث عنهم , الذين يتعالون على غيرهم لأنهم أكثر ثراءً , وهى بالذات التى أساءت إلى الرجل الذى يدين له بالفضل والحب والاحترام.
استطرد عمرو بعد برهة , استعاد فيها أنفاسه المتلاحقة :
لذا فحينما أهنتِ هذا الرجل العظيم وأصرّيتِ على إذلاله أمامى , لم أحتمل ,وبدوت لكِ وقحا لأننى أطالبك بالاعتذار له دون مراعاة للفوارق الطبقية بينكما .
لم تحتم هايدى أكثر من ذلك فأجهشت بالبكاء , وقد أسبلت جفنيها هربا من نظراته التى لا بد أنها تحمل لها مشاعرا سلبية , إلا أنه سرعان ما اقترب منها وأجبرها على أن تنظر إلى عينيه اللتين - ولدهشتها - كانتا تحملان كل الحب والتعاطف معها , وبدأ يكفكف دموعها التى سالت أنهارا برقة متناهية ,وأخذ يطبع قبلات رقيقة متتالية على وجهها الجميل وهو يقول بنبرة اعتذار :
آسف حبيبتى , لم أكن أخطط لأن أحوّل ليلتنا هذه إلى بحر من الدموع , ليس هذا النوع من الدموع على الأقل , ولكنك من فتحتِ الموضوع بإصرار , أعتذر لكِ , لم أكن أقصد أن أسبب لكِ أى ألم .
هدأت قليلا وبدأت تستكين فى أحضان زوجها الحبيب وهى تقول بصوتها الملائكى :
بل أنا التى عليها الاعتذار لك كل يوم على ما قمت به وقتها , أنت لا تعرف كم أنبنى ضميرى بعدها , فقد تطاولت عليكما أنتما الاثنين , ولكن وقوفك فى وجهى وإجبارك لى على الاعتذار أعاد لى شيئا من العقل إلى رأسى الذى كان فارغا إلا من كل ما هو تافه وغير مفيد , فقد نشأت وحيدة والدىّ , الطفلة المدللة التى تنال كل شئ وأحلامها أوامر مطاعة, إلى أن قابلتك وبدأت أدرك روعة الإحساس بأننى إنسانة .. عليها أن تحترم إنسانية وحقوق الغير , أشكرك يا عمرو , أشكرك كثيرا يا حبيبى.
بل أنا من علىّ أن أشكرك يا حبيبتى.
وهكذا ظلّا يتبادلان أحاديث الشكر والاعتذارات المتكررة حتى جاء الصباح , وسكتا عن الكلام المباح .


************

[MooNy87]

وهكذا نصل لنهاية الرواية ,, شكرا لكم على حسن المتابعة الصامتة