11-09-21, 04:12 AM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مقتطفات من سلسلة روايات مترجمة "وساد سكون رهيب.. سكون مخيف ، جمّد الدماء فى عروق (برودى)، الذى وصل الماء إلى كتفيه ،واتسعت عيناه فى رعب لا مثيل له ، وذهول بلا حدود .. هاهى ذى كل مخاوف صباه وشبابه ننحول إلى حقائق.. هاهو ذا غارق فى وسط المحيط يتشبث بسارية المركب ،وتحته فى المياه العقيمة وحش دموى هائل ،لايشبع ابداً من الضحايا .. ثم ظهرت الزعنفة وخلفها ظهر الذيل ،وانطلقت السمكة نحوه.. وصرخ (برودى) فى رعب : - ابتعدى أيتها اللعينة .. ابتعدى .. ولكن السمكة واصلت اقترابها ،ورأى (برودى) الرأس الهائل المفلطح يرتفع فوق سطح الماء، وهوى قلبه خارج جسده، فأخذ يصرخ فى يأس ،بلا أمل ، وقد أغلق عينيه فى انتظار عذاب هائل رهيب ، لايمكن تصوره.. وشعر بالجسد البارد الصلب يلمسه ، فأطلق صرخة هائلة مجلجلة .. ولكن شيئاً لم يحدث .. ظلت السمكة تلامسه فى سكون ،دون أن تفعل المزيد.. وبجسد يرتجف كعصفور مبتل ،فتح برودى عينيه ،ليعرف ما حدث.. ثم ارتجف.. لقد كانت عينا السمكة فى مواجهته تماماً.. ولكنها كانت خالية من الحياة.. وصرخ (برودى) غير مصدق.. لقد لقت السمكة اللعينة مصرعها.." ★★★★★★ #روايات_عالمية #الفك_المفترس ترجمة #نبيل_فاروق | |||||||||||
25-09-21, 01:41 AM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| طبق من اللّبن يأبى أن يفسد .. باحثة شابة قوية الملاحظة عالم كيمياء حيوية مصمم على الكتمان .. صحفى متحمس زوجة ثرثارة .. مادة ( أنتچيرون ) المستخلصة من الحزّاز ..هزيمة الشيخوخة والموت .. هذه هى مفاتيح اللعبة كلها ! بقى أن نجد الشجاعة كى نلعبها الجزء الأول تم إخلاء القاعة ، ووضع أحدهم بعض النباتات دائمة الخضرة هنا وهناك ، وخطر لأحدهم أن بعض الزينة قد تجلب السرور فى المكان .. وفى ركن المكان تم رص الموائد جنيا إلى جنب.. وفوقها مفرش أبيض وضعت عليه أطباق الشطائر والكعك وأقداح عصير الليمون والبرتقال ومزهريات الورود . فى الواقع بدت القاعة كلوحة متحركة . كان هذا هو حفل نهاية الصف الدراسى لمدرسة (سانت ميرين) الثانوية. ووقفت مس ( بنبو) مدرسة الرياضيات تصغى لـ ( أوروراتريج) تثرثر عن ذكاء كلبها الخارق ، بينما عيناها - عينا مس (بنبو) - تجولان فى المكان بحثا عمن يجب أن تتحدث معهم خلال الأمسية .. وفى نهاية القاعة وقفت ( ديانا براكلى) وحدها.. انتهزت مس ( بنبو) لحظة توقف فى حديث مس ( تريج) الذى لا ينقطع؛ كى تعتذر لتنسحب.. وعبرت القاعة متجهة نحو ( ديانا ) وهى ترمقها كأنما لم ترها من قبل .. لم تعد ( ديانا) طالبة كالتى تعرفها لكنها صارت حسناء ناضجة . كانت ترتدى ثوبا أزرق سماويا لا يمكنك ملاحظته ما لم تدقق فيه.. ولم يكن غالى الثمن.. مس (بنبو ) متأكدة من ذلك.. لكن كان هناك نوع من الذوق فيه .. إن ( ديانا) تملك موهبة تذوق الثياب ، وهذا يجعل الثوب ذا الجنيهات الثلاثة يبدو كأنما هو بعشرين . ولشد ما احترمت مس ( بنبو) هذه الموهبة .. إن (ديانا ) ليست جميلة.. لكن الجميلات يشبهن زهور ( مايو ) .. كثيرات جدا.. وما من أحد يجرؤ على أن يسمى ( ديانا) جميلة.. إنها فى الثامنة عشرة من عمرها .. طويلة .. نحيلة.. سوداء الشعر.. لها أنف كلاسيكى جميل وفم مخضب بأحمر الشفاه.. فقط كمية أحمر الشفاه التى تناسب الموقف.. لكن أهم شىء فى وجهها هو عيناها الرماديتان .. العينان اللتان يسحرك هدوؤهما وثباتهما .. كانت مس ( بنبو ) تعامل ( ديانا) كعقل أكثر منها كوجه جميل.. وأثار هذا الجمال الطارئ دهشتها .. لكنها سرت له لأن الجمال - فى المدرسة الثانوية - هو عقبة تحول بين التلميذة والنجاح الدراسى .. وهنأت نفسها لأنها أعانت تلميذتها على النجاح .. لكن فى قرارة نفسها كانت تدرك أنها لم تعنها كثيرا .. ف ( ديانا ) - يجب الاعتراف بذلك - كانت تحتاج إلى عناية بسيطة جدا، فهى لا تعبا بالإغراءات ، كأن الإغراءات لم تخلق من أجلها قط .. كانت تنظر إلى هذه الأمور نظرة عابرة .. كمسافر مثقف يعبر بلدا مثيرا للاهتمام.. لا أكثر .. لقد كافحت ( ديانا) واستحقت النجاح.. - «مساء الخير يا مس ( بنبو ) .. » - «مساء الخير يا ( ديانا ) .. » - «أردت أن أهنئك.. إن هذا مذهل.. كنا نعرف أنك ستفعلين ذلك .. » - «شكرا.. لكن هذا لم يكن بجهدى وحدى . ولولا معونتكم لى ، وإخباركم لى بما يجب أن أفعله .. » - «لكننا مدينون لك يا ( ديانا ) .. لقد حصلت بجهدك على منحة دراسة جامعية.. وهذا يعتبر مجدا للمدرسة.. ولابد أن أبويك سعيدان جدا » قالت ( ديانا) بدرجة ما من التحفظ : - «إن أبى سعيد جدا.. فهو يحب فكرة دخولى (كامبريدج ) ، لأنه كان يتمنى ذلك لنفسه لكنه أخفق.. وما كان ليستطيع إدخالى ( كامبردج ) على نفقته الخاصة.. وكنت سأغدو - من دون تعليم جامعى - قطعة قرميد أخرى فى الجدار .. ابتسمت مس ( بنبو ) للتشبيه ، وقالت : - «بعض قطع القرميد تؤدى عملها جيدا .. » - «طبغا.. ولكن حين يتمنى المرء شينا ما ، يغدو عمل أى شىء آخر نوعا من الفشل .. سألتها مس ( بنبو ) : - «وما رأى أمك ؟ » نظرت لها ( ديانا ) بعينيها الرماديتين اللتين تريان الأفكار ذاتها .. وقالت : - «إنها فخور بنجاحى.. تحاول أن تسعد بذلك .. ولا أدرى لماذا تعتقد الأمهات أن جمال الفتاة أكثر احتراما من ذكائها ؟ » قالت مس ( بنبو) بحكمة : - «إن عالم ( الذكاء ) هو كتاب غامض بالنسية لأكثر الأمهات ، حتى إنهن يرتبن فيه .. إنهن يعتقدن أنهن حجة فى عالم ( الجمال ) .. وأنهن يفهمنه ويمكنهن إسداء العون فيه .. » . وافقت (دياتا ) .. فأردفت مس ( بنبو ) : - «إن الآباء يتوقعون من الأبناء أن يخضعوا لنمط مفهوم لهم.. وحين تختار ابنة ( ست بيت ) عادية مهنة لا تفهمها أمها .. فكأنما تنتقد أمها ضمنا .. وتقول لها : إن الحياة التى تعيشينها يا أمى لا توائمنى .. » سألتها ( ديانا ) : - «هل تعنين أن كل أم ترغب فى أن تفشل ابنتها فى وظيفتها ، لتثبت لها أنها كانت على حق ؟ » - «لا تندفعى يا ( ديانا ) .. لا أعتقد ذلك.. » ثم سألتها لتغير الجو : - «إلى أين أنت ذاهبة فى الإجازة ؟ » - «إلى (ألمانيا ) .. كنت أفضل ( فرنسا ) .. لكن ( ألمانيا ) مفيدة أكثر .. » ثرثرتا بعض الوقت ، ثم فارقتها مس ( بنبو ) متمنية لها الخير فى حياتها الجامعية القادمة .. الحزاز | |||||||||||
01-10-21, 11:36 PM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| " لا يعرف أحد ما رآه الرجلان ، لكنه لم يكن محبباً ، وكل ما يمكن معرفته هو ما دوّنه (إليعازر) في مفكرة لديه .. ومنه نفهم أن المزرعة كانت مجرد غطاء لعمل مخيف لايوصف .. ومن المفهوم أن الرجلين استنتجا أن هناك عدداً هائلاً من الممرات والأنفاق تحت المزرعة ، بها عدد لا بأس به من القوم ، بالإضافة إلى الهندى العجوز وامرأته .. بدا لهما أن هناك عدداً ما من الأسرى - من جنسيات مختلفة - والحراس و( ?وروین ) الذي كان يفهم ويتكلم كل هذه اللغات . قال ( إليعازر ) في مفكرته إنه كان يسمع أطرافاً من محادثات بلغات لها طابع الاستجواب ، ولأنه كان بحاراً فقد كان يفهم بعض تلك اللغات .. وإنه سمع على سبيل المثال شخصاً غاضباً يتم استجوابه بالفرنسية ، عن مذبحة الأمير الأسود في (ليموج) عام 1370 ، ويبدو أن المستنطق لم يظفر بإجابة، من ثم لجأ إلى أساليب عنيفة ؛ لأن صرخة مروعة دوت من هناك .. فيما بعد يبدو أن الرجلين وجدا أشياء غريبة لا تسر الناظرين في مياه النهر الذي يجري خلف المزرعة .. إن النهر يمر على مقابر هنود حمر قديمة ، ومن الممكن أن تكون هذه المخلفات منهما ، لكنهما لسبب ما لم يشعرا أن هذه هی الحقيقة .. كان العام 1770 - بينما الرجلان مستمران في التجسس عاجزان عن اتخاذ قرار - حين وقعت حادثة ( فورتاليزا) . كانت دوريات سفن الجمارك تفتش بعناية أية سفن غريبة ، بعد حادث احتراق السفينة (ليبرتی ) في (نيوبورت ) .. وقد قامت سفينة صاحب الجلالة (سيجنت ) بتفتيش سفينة الشحن الأسبانية ( فورتاليزا) التي يقودها القبطان ( مانويل آرودا)، وكانت قادمة من مصر متجهة إلى (بروفيدنس ) .. وبتفتيشها تكشفت الحقيقة الغريبة أن كل حمولتها كانت مومياوات فرعونية.. لم يدر البريطانيون ما يعملون ؛ فالسفينة لا تحمل بضائع مهربة ، لكن دخولها كان غير قانوني، ومن ثم أخلوا سبيلها مع منعها من الرسو في (رود أيلاند ) .. ولم يحتج سكان البلدة حين عرفوا بالقصة، إلى أي جهد ?ي پربطوا بين محتوي هذه السفينة وبين (?وروین)، الذي اشتهر بولعه بالمقابر وتجاربه الكيميائية الغامضة .. في خريف 1770 قرر (ویدن) أن الوقت قد حان ليعرف الآخرون بعض ما عرفه، فلديه حقائق عديدة يمكن ربطها ، ولديه شاهد عيان ينفي عنه التهمة المحتملة ، أن الغيرة هي ما جعلته يزعم ذلك .. وفي الطابق العلوي من الحانة، راح الشابان يحكيان ما شهداه للكابتن (ماتيسون)، وهو صديق حميم لـ (ویدن ) ، ثم إنه رجل ذو حيثية ونفوذ في البلدة ، وكان ما حكياه غريباً صادماً للرجل ، لكنه كان يتوقع سراً غامضاً محيطاً بـ (كوروين)، وقد أصغي لهما .. ثم قال إنه سيطلع بعضاً من علية القوم راجحى الرأي على الموضوع، لكنه حذرهما من أن يعرف الدهماء بالأمر حتى لا تكون فتنة، ويعم الاضطراب ، وتتكرر مأساة حرق الساحرات في (سالم) .. ولم يتوقع الكابتن (ماتيسون) النتيجة العظيمة لإطلاعه الرجال على ما عرف .. صحيح أن اثنين سخرا من الأمر واعتبراه خيال شابين ، إلا أن الباقين جميعاً كانوا يؤمنون أن (?وروین ) تهدید دائم للبلدة ، وما يقوم به شر لابد من عمل شیء بصدده .. وتملك القوم شيء كالخوف .. كانوا يعرفون في قرارة أنفسهم ، أن (?وروین ) شخص لا يجدي معه إبلاغ السلطات ولا جعله يترك المدينة.. لابد من شيء أقوى وأكثر فعالية من هذا .. وحتى لو وافق المخلوق الشرير على الرحيل ، فليس هذا سوى نقل القاذورات من مكان ووضعها في مكان آخر .. كان الزمن زمن اللا قانون .. وقد تحدى هؤلاء القوم ملك بريطانيا ذاته، فلن يعجزوا عن قهر (?وروين) .. فلو اتضح أن الرجل مجنون يكلم نفسه في مزرعته بصوت عال ، فسوف يوضع في مصحة .. أما لو اتضح أن الأمر أخطر من هذا فلابد من قتله وقتل الرجال الذين معه .. فبينما هذه المناقشات الخطرة تدور ، حدث حادث مروع بلا تفسير ، لم يعد من سيرة للقوم غيره بعد حدوثه .. قام القوم بعمل ترتیبات لاعتراض البريد القادم إلى (كوروين ) ، وقد وجدوا رسالة موجهة له من (سالم ) ، ممن يدعى ( جدياه أورن)، وقد جعلتهم يغرقون في تفكير عميق . كان نص الرسالة كما قرأه (تشارلز د?ستر) فيما بعد هو : «يسرني أنك مازلت تحصل على المادة القديمة بطريقتك .. ولا أحسب مستر (هتشنسون) في (سالم) قد حقق نتائج أفضل.. إن ما أرسلته لى لم يعمل ، ربما لأن الكلمات التي كتبتها أنت أو لفظتها أنا لم تكن سليمة ، أفهم جيدا أن الأجزاء يجب أن تكون سليمة كلها ، لكن هذا عسير .. إنني لا أملك براعتك في الكيمياء ، لكني أذكرك بألا تجلب ما لا تقدر على إعادته .. وأذكرك ألا تخاطبني باسم (سيمون ) بل باسم (جيدياه ) .. إن في مجتمع كهذا قد لا يعيش المرء كثيراً .. وأنت تعرف خطتی للعودة باعتباری ابني .. إنني راغب في معرفة ما تعلمه الزنجي من (سيلفانوس ?وسیدیوس ) تحت أسوار روما ..» كان هناك خطاب مريب آخر كتب بلغة أجنبية مجهولة الحروف ، وقد وجد (وارد) تقليداً لها فى الوثائق ، وعرف من جامعة ( براون) أنها الكتابة الأمهرية أو الأثيوبية .. لم تصل هذه الخطابات قط إلى (?وروین ) ، لكن اختفاء ( جيدياه أورن ) من (سالم) بعدها، يدلك على أن القوم في ( بروفيدنس ) اتخذوا خطوات جادة .. هكذا راح البحارة والعمال الأقوياء يجتمعون في الحانة ، ويرسمون الخطط للهجوم على المزرعة، ومحو أي أثر لـ (كوروين ) من البلدة .. ويبدو أن (?وروین ) شعر بشيء من هذا ؛ لأنه صار يتواجد في المدينة أكثر من اللازم، وعلى وجهه نظرة قلقة .. تقول الوثائق إن جمعاً من مائة رجل وقادتهم، اجتمعوا في العاشرة من مساء يوم 12 إبريل 1770 .. كانوا ينتظرون قدوم ( إزرا ويدن) الذي كان يقفو أثر (?وروین ) ، ويخبرهم برحيل عربته نحو المزرعة .. وعندما سمعوا هدير العربة وهي تمضي على الجسر ، حملوا الحراب والبنادق العتيقة والغدارات ، واتجهوا نحو المزرعة .. وصلوا إلى مزرعة (فيرن ) المجاورة بعد ساعة وربع ، حيث عرفوا أن (?وروین) قد بلغ مزرعته، وأن ضوءاً غامضاً التمع في السماء مرة ، ثم ساد الظلام كل النوافذ بعدها .. انقسم الرجال إلى مجموعات ؛ مجموعة من عشرين رجلاً تحرس الشاطئ، وتتأكد من عدم وصول إمدادات لـ (?وروین) .. مجموعة أخرى تدور حول المزرعة ، وتفجر الباب الخشبي الكبير بالبارود .. المجموعة الثالثة تقوم بالاقتحام وحصار المزرعة .. وقضى الرجال الليل ينتظرون الإشارة ، وكان ذلك عند الفجر ، حين جاء رسول مغبر له عينان شرستان ورائحة غريبة كريهة ، وقال لمن معه أن يتفرقوا ، ولا يتساءلوا ثانية عن أسرار من كان يدعی ( جوزيف ?وروین) .. شيء ما في مشية الرجل جعلته غريباً بالنسبة لهم .. وبرغم أنه كان بحاراً يعرفه الكثيرون ، فإن شيئاً ما قد تبدل في روحه، وقد تكرر هذا كثيراً كلما لاقوا واحداً آخر من رفقائهم الذين دنوا أكثر من منطقة الرعب ؛ لأنه كان دائماً يكتسب أو يفقد شيئاً لا يمكن تحديده في شخصيته .. لقد أصيب الجمع بهلع لا اسم له ، أوشك على إغلاق شفاههم .. وخرجت إشاعات قليلة جداً حول هذه الحملة، إلا أن (تشارلز د?ستر وارد ) وجد فيما بعد بعض الوثائق في مكتبة (نیولندن )، كتبها آل (فيرن ) الذين كان بوسعهم أن يروا المزرعة الملعونة بوضوح تام .. ويسمعوا نباح كلاب (?وروین ) الغاضبة . لقد سمعوا الطلقة التي تعلن بدء الهجوم، ثم رأوا نوراً هائلاً يخرج من المبنى الحجري بالمزرعة ، ثم صوت صراخ غريب مريع عبر عنه الكاتب بالحروف «وارررر ! وارررر !» ، إلا أنه قال إنه مامن حروف تعبر عنها جيداً ، وإن أمه فقدت الوعي لدى سماعها .. بعد ساعة راحت الأرض تهتز بعنف حتى إن الشموع اهتزت على رف المدفأة .. ثم فاحت رائحة كبريت قوية .. من جديد عاد صوت طلقات الرصاص مع تلك الصرخة ، التي كانت أقرب إلى سعال أو غرغرة، إلا أن طابعها المستمر جعلها تبدو للآذان كصرخة .. ثم اندلع اللهب من المزرعة، ودوت صرخات الرجال اليائسة الخائفة .. وبعدها تصاعد ضباب أحمر من المزرعة نحو السماء .. وأصيب الجميع بالذعر .. ذعر جعل ظهور تلاث قطط تتقوس ، حيث جلست جوار المدفأة في مزرعة ( فيرن ) .. ثم جاء صوت منغم مفعم بالشر قادماً من لا مكان .. يقول بالحرف كما دون الكاتب : - « دسمیس جيشيت بون دوسيف دونما إنيتموس ! » وحتى عام 1919 لم يربط إنسان بين هذه الحروف ، وبين أية خبرة معروفة لعالم الأحياء ، لكن ( د?ستر ) تعرف ما وصفه (میراندولا ) بأنه الرعب الأقصى بين تعاويذ السحر الأسود .. وكأنما تجيب على هذه التعويذة اندلعت صرخات هلع مريعة من المزرعة .. مع رائحة كريهة لم يشمها أنف بشرى من قبل ، وبعدها ساد الصمت والظلام . وقرب الفجر جاء رجلان - تفوح منها رائحة كريهة لا توصف - وقرعا باب أسرة ( فيرن ) ، طلبا بعض الشراب ودفعا ثمنه .. وقال أحدهما إن موضوع (?وروین) انتهى، وإن أحداث الليلة لا يجب ذكرها ثانية .. وهذا هو ما دفع ( فيرن ) إلى أن يطلب من قريبه أن يدمر الخطاب بعد قراءته، لكن القريب الذي لم يطع الأمر، قد أنقذ القصة من النسيان للأبد .. وكان آخر ما عرفه (وارد ) هو أن القوم وجدوا - بعد أسبوع من إعلان موت (?وروین) رسميا ۔ جثة متفحمة على العشب .. وكان الغريب أن هذه الجثة لا تمت بصلة شبه إلى البشر، ولا أي حيوان سمع الإنسان به أو قرأ عنه . لم يتكلم واحد من الذين شاركوا في تلك الحملة الليلية، ومن المخيف أن تلاحظ الدقة التي حرصوا بها على تدمير كل وثيقة تشير إلى ما قاموا به .. كان تسعة بحارة قد هلكوا ، لكن أسرهم اقتنعت بما قيل عن هلاكهم في معركة مع شرطة الجمارك .. نفس التفسير قدمه الرجال المجروحون . إلا أن اللغز الذي حير القوم في البلدة هي تلك الرائحة الكريهة القوية ، التي كانت تفوح من الرجال بلا انقطاع .. ومن لحظتها تخلصت البلدة من كل ما يشير إلى (?وروین ) في أوراقها ، وأرغمت الزوجة والابنة على تغيير اسميهما .. كأنما لم يكتف القوم بجعل الرجل يكف عن الكينونة، بل جعلوه يكف عن الوجود في الماضي . أما المزرعة فظلت مهجورة حتى عام 1880 ، ثم بدأت تتهدم ، فلم يبق منها إلا أطلال متداعية .. ولم يجسر أحد على الذهاب هناك ليرى عالم (?وروین) من قريب ..! " خلف جدار النوم - العدد 37 تأليف : هـ . ب . لافكرافت ترجمة : د.أحمد خالد توفيق | |||||||||||
13-10-21, 07:40 PM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الشيطانة « لا ! ». صرخ في جنون وقد أدرك ماتنتوي عمله، ولم تفارق ذهنه فكرة أليمة...لو أنه استغنى فقط عن بضع دولارات وأعد صورة احتياطية لهذه المخطوطة...! لماذا لم يفعل؟ لم يخطر له قط أن النسخة الوحيدة على وجه الأرض لقصته ستقع في يد ( آني )... - بل « نعم ! » قالتها وهي تمد علبة الثقاب نحوه « إنها قصة رديئة وبذيئة ». صاح في جنون وقد أنساه غضبه واجب الحذر: « أنت لاتعرفين الغث من السمين لأنك حمقاء ! ». « وأنت لا تعرف مصلحتك يا( بول )...هيا خذ الثقاب ! » وهنا فوجىء بعلبة ثقاب تحت أنفه...علبة أنيقة براقة مكتوب عليها ( نوفريل )...ثم ( عينة طبية مجانية ) ثم ( لايصرف دون روشتة طبية )، وكان عرضها واضحًا ...إذا أحرق المخطوطة ستعطيه كبسولتين من الدواء...وستبدل له الفراش الذي بلّله بالبول... وستقدم له وجبة ساخنة... ولسوف يزول الألم والجوع والظمأ... أما إذا لم يفعل فلن يكون بوسعها عمل شيء... « أنت شيطانة ! » _______________________ لا تخافوا من اّني..صحيح أنها تهوى القتل .. صحيح أنها تعيش وحدها في عالم مريع..صحيح أنها مخبولة تماما صحيح أنها تمسك فأساً و تتسلى بتمزيق وجهها .. لكنها إنسانة لطيفة تهوى القراءة، و حين يقع كاتبها المفضل بول شيلدون أسيراً في قبضتها فإنها تحسن إستقباله... ! تأليف:#ستيفن_كينج ترجمة: د. #أحمد_خالد_توفيق | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|