آخر 10 مشاركات
أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          جمرة العشق * مكتملة * (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          أبواب كانت مؤصدة *مكتملة ومميزة* (الكاتـب : أميرة الساموراي - )           »          فتاتى إلى الأبد (26) للكاتبة: Jennifer Crusie *كاملة+روابط* (الكاتـب : kokocola - )           »          المتهورة العنيدة - للكاتبة أناناسة - كاملة** (الكاتـب : أناناسة - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-21, 08:36 PM   #21

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي


هل هناك موعد محدد لنزول الفصول

نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-21, 09:15 PM   #22

Nahla kandeel
 
الصورة الرمزية Nahla kandeel

? العضوٌ??? » 394615
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » Nahla kandeel is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا مشاهدة المشاركة
هل هناك موعد محدد لنزول الفصول
حبيبتي انا بحاول كا يوم اراجع فصل او اكتر وانزله
لو قدرت هنزل الفصل الخامس النهاردة


Nahla kandeel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-21, 10:11 PM   #23

Nahla kandeel
 
الصورة الرمزية Nahla kandeel

? العضوٌ??? » 394615
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » Nahla kandeel is on a distinguished road
:jded:

الفصل الخامس

كل أنسان يملك رؤيه خاصه لمستقبله.. مهما كانت درجه ثقافته أو بساطه تفكيره.. فكل منا يملك توقعاته الخاصة
باتخاذ قرار أو التراجع عنه.. تتغير خريطة حياتك..
تقف أمام نفسك للحظه.. ومن الممكن أن تكون هي اللحظة صاحبه التأثير الأكبر طوال حياتك..
فأما أن تتقدم للأمام بخطوة أو حتي عده خطوات.. وأما تظل طوال حياتك متراجعا عما يفترض به أن تكون..
وهي كانت جالسه وصور من حياتها المستقبلية تتراقص أمام عينيها.. فهي تكاد تري كل تفصيله مملة ستعيشها في القريب العاجل..
ولكن الاختلاف لديها يكمن في القرار نفسه..
هي لم تتخذه.. لم توافق.. ولم تناقش من الأساس
ولا تملك حق الرفض..
هي تلعب دور المتفرجة وفقط..
لقد تم قراءة فتحتها والتي أقترن معها ارتدائها لشبكه بسيطة.. لم تشارك أيضا في اختيارها
ولتكتمل سلسله المفروضات.. تم تحديد موعد لعقد القران دون أن يمر ببال أحدهم سؤالها إن كان يناسبها التوقيت حتي أم لا..
وهل سيشكل هذا أي فرق..
تجلس وعيناها رغما عنها ترتفع لتتأمل زوجها المستقبلي..ّ
هل هذه هي السعادة التي تشع من داخله..
هل هكذا هي من المفترض أن تكون ؟
أصابتها بعض الحيرة.. حتي شعور الحنق تبحث عنه بداخلها فلا تجده.. هي تشاهد وفقط ..بلا مشاركة حقيقه من مشاعرها..
فؤاد مجرد شخص جيد.. لا تستطيع الحكم عليه بأكثر من هذا..ومن الممكن أن يشكل هو فرصه رائعة لأي فتاه غيرها.. زواج وبيت وأسره حلم كل فتاه من عمرها.. ولكن ما بداخلها يقف حاجز بينها وبين تقبله كزوج وكمستقبل ينتظرها معه..
- ألف مبروك يا عروسه
و زغردوه حاده تبعت جمله سعاد.. والتي لم تهدأ منذ الصباح..
وتحضيرات هذا اليوم أفنت فيه كل وقتها كأنها هي أم العروس..
لتستقر أخيرا بجانبها.. وبكل لحظه تبثها سعادتها الغامرة عن طريق قبله أو احتضان مع لمسة حنونه منها..
أباها هو الآخر.. منذ متي لم تراه بملامح مرتاحة هكذا..
" أنا كده هطمن عليكي..الواحدة باردو ملهاش غير بيت جوزها..ربنا يتمملك علي خير"
صارحها صباحا.. وهي لم تتوقع أي معارضه منه بالأساس ولكن ترحيبه الشديد بزواجها..
جعل آخر خيط من الأمل بداخلها من أن تستيقظ من هذا الكابوس.. ينقطع
" الواحدة ملهاش غير بيت جوزها"
فلتذهب كل شعارات حريه المرأة الي أعماق الجحيم.. فتلك هي الخلاصة التي لا مهرب منها..
فيجب أن يحتويكِ رجل تحملي أسمه كي تصنفي كآمنة من أي شر في هذا العالم..
- ألف مبروك يا بنتي..
استفاقت علي جلوس زوجه عمها وحماتها المستقبلية علي الجانب الآخر منها..
- الله يبارك في حضرتك..
- لا حضرتي إيه أنا تقوليلي ياما او ماما زي مالسانك متعود باحتك يعني.. أنتي خلاص هتبقي عندي وزي سعاد تمام..
هزت رأسها لا أراديا .. وبداخلها سخريه لم تمنعها.. " أمّا أو ماما وماله هي جت علي دي"
متي تنتهي تلك الليلة الطويلة لتنفرد بنفسها قليلا..!
ولكن زوجه عمها كان لديها رأيا آخر.. فبعض النقط تحتاج أن تضع فوق الحروف لكي تتضح الأمور منذ بدايتها..
- أنت بقي هتسيبي الشغل اللي أنت فيه ده أمتي..ورانا حاجات كتير عايزين نلحق نخلصها.
تجمدت تلك الجالسة بجانبها..عن أي عمل تتحدث !
وشعرت بها ابنة عمها التي حاولت تلطيف الاجواء قليلا..فهي كانت تتوقع هذا الحوار ولكن تمنت أن من يفتحه أولا يكون أخاها وليس أمها..
- مش وقته ياما الكلام ده..
وغمزة بعينيها من وراء ظهر تلك الجالسة بينهما...
- هو إيه ده يا بت يا سعاد اللي مش وقته.. جوازهم بعد كام شهر و ورانا هم كتير.. مش لازم أفهم هي ناويه علي إيه..
أخذت نفس عميق لكي تبرد به أعصابها التي التهبت بفعل الحوار الدائر من حولها.. فإذا كان هناك خطا أحمر بحياتها فهو عملها.. حتي أشقائها أدركوا هذا بعد كثير من المشاحنات العصيبة..
- والله حضرتك أنا مش شايفه داعي لكل ده.. لو في حاجه هتتعمل هعملها بعد الشغل..
- ده اللي هو إزاي يعني... لهو أنت فاكره أن هوافق علي شغلك بعد جوازك من ابني..
ابتلعت ريقها ببطء..ونفس آخر عميق..
- طيب هو ممكن أفهم حضرتك هتعترضي بصفه إيه..
هتفت بجملتها لتنفتح أبواب الجحيم بجانبها..
- بتقولي إيه كده سمعيني تاني
- ياما خلاص مش وقته قولتلك الكلام ده
زغرتها أمها بنظره حاده وملامح وجهها نطقت بتهديد لها من أن تتدخل.
- وبعدين إيه هو حضرتك.. حضرتك قولتك قوليلي ياما أو ماما يا متعلمه يا صاحبه الشهادات..
انهالت عليها بجملتها تلك بنبرتها صوتها الحاده والتي جذبت انتباه من حولهم.. خاصة وهي تنطق لفظ "ماما" بسخريه لاذعه.. وهي جامده كعادتها منذ الأزل.. تواجهها كأنما تشاهد مشهد هزلي بفيلم هابط لا يثير في النفس سوي الضيق..
أكملت حماتها المستقبلية جملتها بلهجه حاولت أن تهدئ فيها نبرتها قليلا.. ولكنها أخرجتها بقوه كما تريد تماما
- بصي يا زينب.. أنت يا حبيبتي جايه لبيت عيله.. وأكيد أنت عارفه يعني إيه ده مانتي عايشه فبيت زيه.. عندنا يا حبيبتي ماينفعش كل واحد يمشي بدماغه..لا دماغ الكبير هي اللي بتمشينا كلنا..وبعدين انتي واخده البكري ولو مش عارفه ده معناتوه إيه خلي سعاد تقولك..أنا يا ختي مش بجوزه عشان يجبلي واحدة تنقطني بشغلها..أنا عايزة واحده تشيل معايا هم البيت..
أنهت القاء تلك القنابل فوق رأسها وهي تنهض وتربت علي كتفها بشده..وتوجه باقي حوارها لسعاد المنكمشة علي نفسها
- واعييها يا بت يا سعاد أنا مش ناقصه جلطه تجيلي..
والذهول هو كل ما استطاعت الرد به..
ما الذي تنتظريه بعد ؟ أفيقي..أغضبي..ثوري علي الجميع..فالكل يتلاعب بك ويعلن حق تقرير حياتك كما يريد..وأنتِ صامته مستسلمة بخنوع..هل تنتظري الوصول للقاع لتنهضِ من ثباتك هذا..
نعم.. الاسوء لم يأت بعد..
لقد خذلتها فراستها هذه المرة..وما ألقي بوجهها فاق كل تواقعاتها..
خادمه بدون أجر ببيت تسكنه عائله عمها تحت مسمي زوجه الابن البكري..
فليذهب الطموح لأعماق الجحيم.. ولتنتحر الموهبة شنقاً علي حالها..بل ولتحترق هي معهم لا يهم..
فلم يعد شيء مهم..وأستمري بخضوعك لهم للنهاية
..................................

جاهزين يا جماعه ثواني وهنطلع هوا..
1,2,3
يلا ...هوا
" ورجعنالكم تاني مشاهيدنا وسهره بجد مميزه جدا النهاردة معايا أنا نانسي مختار ونجمنا اللي منورني أنا شخصيا هاني العمري"
ختمت تقديمتها الثابتة لبرنامجها الأسبوعي الذي تذيعه علي أحد القنوات الفضائية..
مجرد دباجة اعتياديه منها تلقيها علي مسامع المشاهدين كل حلقه..
ولكنها اليوم أبعد ما تكون عن الاعتيادي..
هي اليوم استثنائية وبجداره..
بدأتها بأطلالة مبهره..أغشت كل العيون التي قابلتها في طريقها إلى الأستديو..ليتساءل الجميع أين ذهبت الفتاه العشرينية وطلتها الناعمة المحافظة التي أصرت علي اعتمادها منذ أول ظهور لها علي الشاشة..
ومن أين خرجت تلك المرأة كامله الأنوثة..
لتتجاهل هي كل هذا وهي تتقدم بخطوات واثقه جريئة تعلم جيدا مقدار تأثيرها.. لتنهي زمن وتبدأ آخر..
ألا يقولون أن جمال المرأة ينبعث من داخلها..
وبداخلها هي الكثير..غضب.سخط..تمرد علي كل المحظورات التي أحكمها حولها..
لذا لحظه انطلاقها الحقيقة قد حانت
ولن تكون هي نانسي مختار بحق إن لم تستغل كل ذره غضب بداخلها وتحولها لنقطه إشعاع مضيئة تجذب كل من حولها.. بجاذبيه غامضه مهلكه ..
فقد حان وقت الاستفاقة.. وليعي هو ما الذي كان بين يديه وفقده بكل صلف وغرور..

رحبت بضيفها للمرة الألف بعد المئة..و مع كل مره ترسل إليه نظره خاصه جدا..قلما لجأت لأستخدمها خلال عملها..
- منورني بجد يا هاني
- ده نورك أنتِ يا نانسي اللي مغطي علي الكل
ردت بضحكه تردد صداها بالأستديو لتخلب لب الجميع بإغراء ونعومه .
- أنا عايزة اسألك بجد أنت كده علي طول
- كده إزاي يعني
- يعني تعاملتك مع الجنس الناعم بنفس طريقتك كده دايما ولا ليك وش تاني
صدمه مع استنكار مصطنع تتابعوا علي ملامح وجه
- أزعل يعني.. قصدك إني منافق وبوشيين..
لتسارع هي بنفي أي نيه للإساءة له.. بل تقلب الأمر لمدح شخصي..
- ما هو يا هاني أنت بجد مش موجود منك.. مافيش كده.. أنا عن نفسي ماشوفتش.
لتصبح الضحكة من نصيبه هذه المرة..ولعبتها راقت له بالفعل..ولم لا والتي أمامه فاتنه من فاتنات الشاشة هذه الأيام.. مع هذا المزاج الرائق الذي تحاوره به وتعمدها للغزل الصريح والخفي أحيانا..
أصبح هذا اللقاء هو الأمتع له منذ فتره
- والله يا نانسي أنا مش ممكن أعامل أي ست بأقل من كده..
رفعت حاجبها باستفهام وبنبرتها الناعمة
- يعني كل الستات عندك واحد مافيش حد مميز في حياتك
رجع برأسه للوراء بضحكه متقطعة.. لتخفت وهو يهز رأسه بنفي
- مش هقولك دلوقتي..بعدين بيني وبينك
غمزت هي للكاميرا المواجهة لها وهي ترفع كارت الأسئلة بيديها لتخفي به فمها كأنها تخبر مشاهديها سر
- وده وعد شخصي ليا أنا مشاهدينا وأكيد هبقي أقولكم بعدين
استمر الحوار بينهم علي هذا المنوال لعده دقائق وتلك اللعبة الأزلية بين الرجل والمرأة يمارسها كل منهم بكل سلاسة فيما بينهما الي أن سألته
- طيب هاني بحكم تجاربك الشخصية..تقدر تقولي إيه أهم عنصر في أي علاقه بين أي اتنين بيحبوا بعض عشان علاقتهم تنجح.
رسم علامات التفكير علي وجهه للحظه قبل أن يتكلم بجديه لأول مره منذ بداية اللقاء
- الاحتواء
ضاقت ما بين حاجبيها.. وهي تميل للأمام قليلا كأنما تتأكد مما سمعت
- مش فاهمه يعني إيه..أنا قلت إنك أول حاجه هتقولها الحب.. الحنان.. الاحترام مثلا..
ضحك بخفه وهو يعتدل بجلسته ليستند برجل من فوق أخرى..
- ما هو ده الاحتواء..بصي أنتِ ممكن تحبي شخص وتعيشي معاه مشاعر ما فيش كده بس في النهاية
العلاقة ممكن تفشل بسبب عدم الاحتواء.. هتلاقي نفسك مش مبسوطه وفي حاجه ناقصه.. مش عارف يفهمك ولا يقدر ضعفك قبل قوتك..وانتي كمان مش قادره توصلي لحته جواه اوي تخليكي فعلا تملكي قلبه لو الاحتواء موجود بين أي اتنين صدقيني العلاقة ما بينهم أكيد هتنجح
حدقت به بعينين متسعتين وصمتت للحظات.. عقلها حاول تحليل ما يخبرها به.. هل هذا حقيقي ؟
أتلك هي الأحجية الناقصة بعلاقتها مع عمر !
لم تستعد تركيزها إلي أن وصلها صوت صراخ المخرج بأذنها ..لترسم ابتسامتها الساحرة بحرفيه وتقول بصدق
- مش قولتلك إنك مش موجود منك..بجد أنت أكبر مفاجئة ليا النهارده..
أنهت الحلقة كما بدأتها.. وهي تسجل فيها نقطه بداية أخري لها
ودعت فيها نانسي قديمة واستقبلت أخري
شكرت ضيفها مع التأكيد علي ضرورة اللقاء من جديد و تبادلت معه أرقام الهواتف الخاصة بهما.
وبعد أن جهزت مساعدتها الشخصية حقيبتها لتغادر..استقلت سيارتها وانطلقت لمنزلها..
طوال الطريق وهي تفكر لم تأخر رد فعله.. توقعت اتصال غاضب منه..اقتحام لمقر عملها ليجذبها أمام الجميع ويعلن ملكيته لها وعدم أحقيه أي شخص في التمتع بممتلكاته الشخصية..
ولكم تمنت أن يعلنها بدون أي اعتراض منها فهو أمتلكها منذ زمن بالفعل..وصك ملكيته يقبع داخل قلبها هي
ولكنه كعادته خيب أملها ولم تحصل علي مرادها من تحديها له..
ابتسامه باهته محمله بسخريه مريره نحو نفسها ارتسمت علي وجهها.. لازلت تذّكر نفسها بأيامها الاولي معه.. لم يتغير كثيرا يجب أن تعترف.. بل ما جذبها له بالبداية هو هذا الغموض الساحر ذو الجاذبية المهلكة علي مفتقدِ العقل من النساء مثلها.. ولكن أن ينقلب هذا الغموض لهذا الجليد الذي تحيا به أمرا آخر فلن يتحمل قلبها صقيع مشاعره أكتر من هذا..
وصلت إلي شقتها ودلفت إليها وسط الظلام الذي يعمها.. ليتلاشى أي أمل بداخلها لرؤيته اليوم.. وما الجديد لقد أصبح الأمر مملا أن تصدق توقعاتها بكل مرة.. سارت وسط الظلام نحو غرفتها.. بعد أن تخلصت من فردتي حذائها بركلها لكل واحدة منهما خلال طريقها..
مدت كفها لتشعل إنارة غرفتها.. لتفلت منها شهقه جمدتها بمكانها وهي تراه متجسد أعلي الفراش..
يحدق أمامه في اللا شيء بنظرات الاجرام خاصته وبيده يتلاعب بجهاز التحكم عن بعد بحركة رتيبة..
قفزت ضربات قلبها لأقصي حد.. لدرجه خيل لها أنه سمع صوت دقاتها من موقعه..
أذا لقد شاهد.. وحانت لحظه المواجهة التي سعت لها منذ البداية
فلما الخوف الآن..
أليس هي من خططت لكل شيء..ولكن أن ترسم سيناريو خاص بخيالك أمر وأن تواجهه بالواقع أمرا مختلفا..
أجبرت نفسها علي التقدم للداخل بثقه مرتجفة.. لتقف أمام مرآتها وتتأمل نفسها وهي تخلع كل قطعه من حُليها بكل هدوء وبرود نجحت في استحضارهما لحظتها..
آسرتها نظره ناريه وجهت إليها من الخلف وقابلتها في المرآه أمامها..متي نهض وأصبح خلفها؟..فهي لم تشعر بتحركه..
توقفت يداها في الهواء عما تفعله وتجمدت علي وضعها..فامتدت يده لينهي ما بدأته هي..وعندما أنتهي من تخليصها من كل حُليها بلمسه ناعمه شعر بتأثيرها الفوري عليها برعشه خفيفة أصابتها
أدارها نحوه لتواجهه وعاد هو خطوتين للخلف.. لقد مرت بموجات غضبه أكثر من مره.. وفي كل مره منهم تحصل علي نصيبها الكامل من الإساءة..
ولكنها بتلك اللحظة تمنت أن الزمن يعود للخلف ولا تستفز فيه هذا الجانب المظلم.. لقد لوحت بقطعه حمراء للوحش لينهض من مرقده ويزأر متوعد بوحشيه..
رفرفت بأهدابها بسرعه وأنفاسها المتلاحقة تخبره بحجم رعبها منه.. ولكنها هي من أحضر الشيطان الذي بداخله فلتتحمل نتائج فعلتها
صفعه مدويه ألقت بها علي الأرض.. سقطت وطنين أذنيها يسبب لها دوار شديد.. مدت كفها تحسس مكان صفعته فشعرت بقطرات دماء حارة لوثت بشرتها والتي نزفتها من تشقق أصاب شفاها..
أخذ نفس عميق يحاول به أن يتحكم من خلاله علي جنون غضبه..الذي أذا أطلقه عليها يعلم يقيناً أنها لن تنجو
جذبها من مرقدها وهو ممسك بذراعيها ليثبتها أمامه من جديد.. وتورم خدها إثر صفعته أخذ في التزايد..
ضغط علي أسنانه بقوه في محاوله أخيرة منه للسيطرة علي نفسه..
- ليه يا نانسي دايما بطلعي أقذر حاجه جوايا معاكي
لفظها بأنفاس ثقيلة وهو يري دموعها تتساقط علي وجهها بدون أن ترف بجفنيها لتتخلص منهم..
- أستفدتي إيه من اللي عملتيه ده..عايز أفهم ليه بتستفزيني كده ليه ؟
هدر بسؤاله أمام وجهها وسخونة أنفاسه تلفحها وتخبرها في الوقت ذاته عن مقدار الغضب الكامن بداخله
والتي تعلم يقينا أنه لم يطلقه كاملاً
- يمكن عايزة أعرف أنت لسه مهتم ولا خلاص
- رخيصة أوي طريقتك دي وعاف عليها الزمن..
حدقت به بعينين متسعه أنتشر الاحمرار بداخلها ودموعها تنساب منها بلا شعور.. أتخبره بيأسها.. انها تستجدي أي بوادر عاطفه منه يظهره لها كي تستكين وتهدأ.. أنها تحن لجنه سكنتها بين ذراعيه لينتزعها هو بدون أي رحمه ويلقيها في نار عدم اكتراثه لها..
جذبها نحوه أكثر لتهبط علي عضلات صدره.. وأقترب بوجهه منها فتكاد أنفه تلامس جبينها.. توعد بهمس مرعب
- اللي أنتِ عملتيه النهاردة لسه عقابه جاي..مش دلوقتي
رفعت بصرها له وهي مستسلمة تماما لقبضته حيث آوان التراجع قد ولي.. لتخبره بثبات وشجاعة زائفة
- اللي تقدر عليه أعمله..بس خلي بالك في لحظه هتفوق من اللي أنت فيه ده ومش هتلاقيني
لتتبدل ملامحه بنظره جليديه..ويداه تفلت ذراعيها لتقبض علي خصرها
- وسبق قولتلك مش بمزاجك
صرخت بيأس وقد فقدت كل تماسكها أمامه
- أنت عايز إيه يا عمر.. بطلت تحبني سيبني يا أخي وريحني وريح نفسك.. ليه مصر تعذب فيا لآخر لحظه.. ليه عايز أي حاجه حلوه جوايا ليك تقضي عليها.. رد عليا ليه بتعمل كده..
تسمر أمامها وشمله الوجوم.. فقط ارتجافه بخده أظهرت تأثره أخيرا بانهيارها.. لا ينكر انه لازال يتأثر بتلك الدموع المنسكبة منها.. وجزء خفي نابض بقلبه يلومه علي ما وصلت إليه بسببه.. ولكنه هو هكذا لا يعلم السبب ولا يحاول تحليل ما به من خلل.. عرفته هكذا وسيظل علي علته.. يريدها بقربه بدون تحليلات عقيمه عن حب..رغبه..تملك.. فمسميات العاطفة بالنسبة له لا معني لها
وهي من غذت هذا الجزء بداخله بحب واستسلام لا حدود له ليكبر وينمو وتكون هي أول ضحاياه..
...............................

في مكان آخر امتدت ظلال تلك الليلة لتشملها هي ايضا..
منذ الصباح وهي لا تستطيع التخلص من هذا الصداع الذي ينخر برأسها..شعرت بها تمدد وتلك المطارق بداخلها لا تهدأ..
وهي الاخري لاتريد ان ترأف بحالها وتتركها لتستريح قليلا فآخر ما تريده هي تلك المناوشات التي تصر علي جرها اليها كلما حاولت الانفراد بنفسها
- يا داده أنا جبت سيره طلاق دلوقتي..
نظره عيناها الجادة التي اخترقت أعماق صغيرتها أعلمتها بأن لا داعي للمراوغة فهي تجيد قرأتها جيدا
- فريده أنا فاهمه دماغك كويس.. وخليكي عارفه أنا مش هسيبك تعملي اللي في راسك ده ابدا
زفرت بضيق هي تغمض عينيها وابتهلت ربها ليمدها بالصبر الكافي
- أنا والله مش مصدقه كل الحوار اللي انتِ عملاه من الصبح ده.. أنا كل اللي بقوله إن مش هسيب بيت بابا أبدا وبعدين في إيه بابا لسه مافتش عليه ١٠ أيام وبتتكلمي عن الجواز كده عادي أزلي مش فهماكي بجد ؟!
هتفت سؤالها بعصبيه وهي تنهض من جانبها لتتحرك بتوتر أمامها مجيئاً وذهاباً.. ضغطت علي جانبي رأسها بشده لعل تلك المطارق تعطف عليها وتهدأ قليلا..
ضيقت مربياتها عيناها وهي تراقب حركتها المتوترة تلك والتي تكشفها لها جيدا..فهي لا تتوتر هكذا إلا إذا كانت تخفي بداخلها قرار لا تريد اطلعها عليه حتي لا تثنيها عنه..
- يعني مصره يا فريده.. يهون عليك باباكى ما تريحهوش
التفتت لها بحده وشرارات الغضب تتناثر من حدقتيها.. حاولت أن تهدأ قليلا وتسيطر علي غضبها الذي اشتعل بكلماتها فأخذت نفس عميق وأطلقته ببطء لطالما أتت تلك الطريقة بمفعولها معها.. اقتربت منها إلي أن وقفت أمامها ونظره عينيها ترسل لها لوم شديد بكل هذا الضغط التي تمارسه عليها
- أنا محتاجه شويه وقت.. حقي مش كده.. تقدري تفهميني إيه وجه الاستعجال أن أروح أعيش مع واحد أنا ماعرفوش..
- ده جوزك مش أي واحد.. وبعدين هو مش هيسيبك تقعدي هنا لوحدك أبدا ومعاه حق..
رفعت كفها لتمسد رقبتها التي تشنجت بكل هذا التوتر وأدارت رأسها نحو الشرفة ورغما عنها استعادت صورته هذا الصباح عندما دلفت إليه لتراه هناك منتصب بشموخ لا تخطئه العين.. لماذا يضغط عليها الجميع..كل ما تريده هو فسحه من الوقت لتنظم أفكارها.. هي لا تنوي الانفصال عنه كما تظنها مربيتها..ولكنها وحيده جداً وتفتقد والدها للغاية..تشعر بالضياع بدون وجوده معها..و تحتاجه بشده كي تستقر بقرار يريحها.
- يا حبيبتي الراجل ما غلطش..كل الي عايزه مصلحتك.. وبعدين مش هو قالك بعد الاربعين لسه قدامك وقت كتير
التفتت لها وهي ترفع حاجبيها بسخريه مريره غريبه عن طبيعتها
- اه وآلله كتر خيره
- طيب أنا عايز أفهم بالراحة أنتِ عايزة إيه.. مش عايزاه ؟
هزت رأسها بنفي ولازلت حركه كفها مستمرة لتدليك رقبتها لتجيب بشرود
- مش عارفه..
نهضت من مجلسها لتقف أمامها وتجذبها لصدرها وهي تشفق عليها من كل هذا الضغط لقد مر علي صغيرتها الكثير ولازال أمامها بعض الصعوبات لتخوضها لتستقر حياتها بالنهاية..
رتبت علي ظهرها بحنان
- طيب تسمعي كلامي وفكري فيه براحتك وأنا مش هضغط عليكي
وافقتها بهزه من رأسها المدفونة بأحضانها
- أحمد لو كان فيه حاجه وحشه باباكي ماكنش وافق عليه من الأول خلينا متفقين علي كده.. مش عارفه وخايفة ده حقك بس ليه تحكمي عليه من غير ما تديله فرصه..
الوقت مش مناسب صح بس دي مشيئة ربنا ظروفنا كده هنعمل إيه..مش قدامنا غير أننا نحاول نتكيف علي قد المتاح قدامنا..
لم تحاول انتزاع نفسها من ذلك الدفء الذي غمرها باحتضانها..وكلماتها تنساب لعقلها واحده تلو الأخرى.. تفندها وتحللها لعلها تصل لقرار
- والله جوزك ده ما فيش زيه..الله يرحمها أمه عرفت تربي بصحيح
ارتدت برأسها للوراء وضحكه خائنه فلتت منها لتعض علي شفتيها في محاوله منها لكتمها
- أنتِ بتقولي إيه يا داده.. أنتِ تعرفي مامته منين بس وبعدين دي ماتت وهو صغير اصلا.. بابا كان قايلي كده
ضيقت ما بين حاجبيها وهي تزم شفتيها باستنكار
- يعني عشان ماتت يبقي ماربتش.. لا دي ربت وربت وطلعت راجل يشرح القلب..لولا اللي غرسته جواه وهو صغير ما كنش عمره هيطلع كده
هزت رأسها بعدم تصديق
- أنا مش عارفه هو عملك إيه بس عشان تقفي معاه بالشكل ده
قبل أن تجيبها قاطعها صوت جرس الباب..
انسلخت هي من أحضانها وقلبها ينبض بقوه مع توتر أخذ بالتصاعد داخلها مجددا وهي تترقب قدومه كما أخبرها صباحا..
لتأتي الخادمة وتخبرهم أن الحاج عبد الرحمن وولده ينتظرون بالخارج..
دارت النظرات المتسائلة فيما بينهما.. وزاد بداخلها شعور الضيق والاختناق أليس هناك أي رحمه بهذا العالم لتترفق بها.. هذا أكثر من قوه احتمالها ليوم واحد..
بالفعل كان ينقصها مقابله هذا الكائن السمج اللزج المشع بروده كي يكتمل هذا اليوم بنهاية رائعة..
هذا الذي يدعي كريم ووالده والتي كانت تظن أن بعض الافلام تبالغ في تصوير أمثالهما. . ليصبحوا هم مثال حي يحتذي به في الطمع والجشع الصادق المباشر بدون أي محاوله لتجميله..
تجسدوا أمامها بدخولهما الدرامي في محاوله لرسم تعاطف ومواساه نحوها
فأجبرت نفسها علي استدعاء هدوئها لتستمع إليهما وهم يقدمون واجب العزاء والأسئلة التقليدية عن أحوالها.. فتجيب بكلمات مقتضبه وبارده لتختصر كل تلك المقدمات الزائفة وتصل معهما للمفيد..
عم صمت ثقيل لفتره قبل أن يقطعه المدعو كريم بنبره وضع فيها كل جهده لتخرج بكل هذا التعاطف
- والله يا فريده أنا ما بطلتش تفكير فيكي طول الفترة اللي فاتت.. كان نفسي يبقي ليا الحق أني أبقي جمبك في وقت زي ده بس ملحوقه إن شاء الله
قيمته بنظره بارده لثواني قبل أن ترفع حاجبها بتساؤل
- مش فاهمه هو إيه اللي ملحوقه
تبادل مع والده نظرات يطلب منه المساندة فيما هو آت ليكمل أبيه بصوته الذي زاده الصمت من حولهم ضخامة
-إحنا سبق وكنا فاتحنا المرحوم في موضوع خطبتك لكريم بس ما حصلش نصيب ساعتها.. أظن يا بنتي دلوقتي إنت محتاجه حد يبقي معاكي ما هو ما يصحش تعيشي لوحدك ولا إيه يا ابني..
أنهي جملته وهو يربت علي فخذ ابنه ليرمي الكرة بملعبه ليكمل معزوفتهما الرائعة
- أنا عارف إن الوقت مش مناسب بس أنا عايزك تعرفي إني لسه عايز ارتبط بيكي وأنا هستناكي لحد ماتخدي كل وقتك وتفكري كويس..
هذا الكائن الخرافي.. لا تتخيل وجوده بالفعل في هذه الحياه ليقع من نصيبها هي صدفه مقابلته يوما وتنال شرف التمتع بسماجته..
كانت علي وشك إطلاق كل ضغوط يومها العصيب بوجههما فلقد أخذت كفايتها لتفاجئ بوصول أحمد واقتحامه لمجلسهم ..
هل تلك راحه التي انبعثت بداخلها لرؤيته.. لا تعلم سوي أن وجوده بث شعور بالاطمئنان حولها.. حتي تترك له دفه الحوار ويحمل عنها هم التظاهر أمامهما بالبرود..
اقترب بثقه و وجه جامد غير مقروء ليجلس بجانبها امتدت يده تلقائياً ليحتوي كفها الصغير بداخلها بطريقه تبدو طبيعية.. نظرت لكفها بين يده وضربات قلبها تصاعدت بقوه.. كل هذا التأثر من مجرد لمسه بسيطة.. لكن ما أثار استغرابها هو عدم محاولتها للتخلص من قبضته.. شعور حثها علي ترك نفسها له مه احتياجها لإحساس الانتماء التي تضمنه تلك اللمسة له مع شعورها بتوتره المغلف بغضب يحاول كبته بداخله..
خرج صوته ثابت لا يعبر كعادته عما يدور بداخله.. فنيران اشتعلت بقلبه عند وصوله ليجد هذا الشخص معها حتي بحضور مربيتها ووالده
- معلش أنا لسه واصل وما لحقتش اسمع كلامكم من بدايته..
لينظر لفريده وهو يشد علي كفها..
- ما تقومي يا فريده تشوفي ما فيش حد قدم للضيوف حاجه ليه لحد دلوقتي..
قالها وهو يرسل لها نظره تحذيريه بوجوب مغادرتها الآن ولم تمانع هي بل شكرته بداخلها فهو أعفاها من تلك الجلسة الثقيلة علي قلبها..ّ
نهضت وهي تعتذر منهما لتلاحقها نظرات حائره لا تستوعب ما يحدث حولهما..
وهو كان علي وشك توجيه لكمه لهذا الوقح الذي يلاحق زوجته بنظراته أمام عينيه لكنه وعد نفسه بإهدائه تلك اللكمة في أقرب فرصه ولكن ليس هنا..
- خير يا حاج .. موضوع إيه اللي مستنين رأي فريده فيه
ناظره الاخر بقوه والتساؤل يطل من ملامحه الجامدة
- أنا اللي عايز أعرف أنت بتعمل هنا إيه في وقت زي..
بابتسامه جانبيه وهو يستريح بظهره للوراء كأنما يؤكد له حقيقه وضعه بهذا البيت
- والله أنا آجي وأقعد في أي وقت..ما فيش حاجه تمنع إن أبقي مع مراتي..
انتفض الاثنان بعنف لينهضوا من مجلسهم ويهتف كريم باستنكار
- أنت بتخرف بتقول إيه..
وجه له نظره قاسيه أخبرته بخطر التمادي معه واسترخي هو أكثر بجلسته ليجيب بأريحيه..
- أنا وفريده متجوزين من قبل الباشمهندس ما يدخل المستشفى بأسبوع.. ولولا الظروف اللي حصلت كان أكيد وصلكم خبر بده لما توصلكم دعاوي الفرح
- أنت متجوز فريده.. وعمي محمود وافق عليك أنت
أقرن جملته المستنكرة بحركة من سبابته يقيمه بها
لقد تمادي.. هذا الغبي يصر علي رسم طريق نهايته اليوم..
نهض من جلسته وتلك النيران المنبعثة من عينيه مع ارتجافه بسيطة مرت بفكه جعلت الواقف أمامه يتراجع خطوه للوراء وهو يعيد حساباته ويقدر خسائره عند مواجهه هذا القادم بغضب ناري..
فالذي يواجهه لن يسمح أبدا بأي محاوله للتقليل من شأنه.. لقد حفر في الصخر بيديه العاريتين لكي يصبح هذا الشخص الذي عليه الآن.. والجميع يعلم جيدا خطر التجاوز معه أو الاستهانة به..
- شرفت يا حاج
ابتلع الاثنين تلك الإهانة..وخيبه أملهم تتزايد لتشكل غصه غليظة بحلقهما
- اصلا أحنا ما خلصناش اللي جايين عشانه.. في حاجات كتير لازم نتكلم فيها عشان.....
قاطعه بإشارة من يده..
- لو قصدك يا حاج علي أمور الورث المحامي هيكلمك ويحدد معاك ميعاد نناقش فيه كل حاجه
استمرت النظرات النارية تتبادل فيما بينهم حتي قرروا هم الانسحاب وعدم جدوي أي حوار في الوقت الراهن..
وقف للحظات يلملم شتات نفسه الغاضبة.. لقد بذل مجهودا جبارا في السيطرة علي ذلك الغضب البدائي الذي يسكنه منذ طفولته فبسببه كاد يخسر الكثير في بدايه حياته لذا حاول ترويضه ليتعلم كيف يسيطر عليه في النهاية.. وشكر الله بداخله أنه استطاع إلجامه اليوم.. فآخر ما يرغبه مشاهدتها له وهو في مثل تلك الحالة..
- بني آدم مستفز..
أغمض عينيه و صوتها ينساب لأذنه من الخلف.. تلك الرقة بها.. أمن الممكن أن تذيب قلبه أكثر من ذلك ؟
استدار لها ليتلاشى كل الغضب بداخله وابتسامه دافئة احتلت وجهه بلحظه وقوع نظره عليها..
- ولا يهمك منه..أهم حاجه أنتٍ كويسة
حركت كتفها بلامبالاة و أهدته نظره ممتنه
- شكرا
- ما فيش بنا شكر
ضم قبضته بجيب سرواله وهو يتمني بداخله أن تطول تلك اللحظة بينهما لتصبح هي العمر كله.. بوقفتها تلك ونظرتها التي أخبرته ضمناً بأحتياجها لوجوده معها منذ قليل..
- أنا متأكد من إنك كنتي هتقدري تعرفيه مقامه كويس..
نظرت له بتساؤل
- طيب ليه قولتلي أقوم
تناقلت عيونه علي رقه ملامحها أمامه والارهاق البادي عليها..
- حسيت إنك تعبانه ومش متحمله وجودهم فقلت أرحمك..
أخفضت بصرها وتحديقه المستمر بها يؤخر من أدراك عقلها معه..يصيبها بضعف لا تفهمه
- بخصوص كلامنا الصبح أنا..
قاطعها سريعا
- فريده عمري ما هكون وسيله ضغط عليكي.. أنا عارف إنك محتاجه وقت عشان تتعودي علي فكره وجودي بحياتك..وكل الوقت معاكي بس في بيتنا مش هنا..
وجهت له نظره ترجوه بها أن يتركها قليلا لتستعيد نفسها أولا
- بس أنا مش هقدر
قوه هائلة كامنه بداخله هي من مكنته من منع نفسه من احتواء ضعفها هذا بين أحضانه..
- أنتِ محتاجه تخرجي بره دايرة ذكرياتك هنا
- مش هقدر أسيب بابا
- باباكي ساكن في قلبك مش محبوس جوه مكان.. منين ماتروحي هتلاقيه جواكي..
واقتنص هو تلك اللحظة من الزمن لنفسه كما أراد.. تشابكت أنظارهما لتسر له مخاوفها من مجهول ينتظرها معه.. ويبعث لها نظره تطمأنها تعدها بأمان وجودها بعالمه..
تنهدت ورعشه بسيطة هزتها من الداخل..
لأول مره تحدق بظلام عينيه ولا تحيد عنها.. دون وعي تأملت ملامحه الرجولية والتي زادتها تلك اللحية الخفيفة وبشرته السمراء جاذبيه.. كست حمره خفيفة خديها وهي تنتبه لمسار أفكارها الجنوني لتحتجزها عيناه من جديد
تلك العينين التي تعدها بالكثير.. ترسل لها مع كل نظره منها دعوه لتقترب أكثر وتلقي بكل شكوكها من خلف ظهرها.. لكنها مرتبكه.. حائره لا تعلم هل تستسلم لتغوص بهذا البحر المظلم أمامها..أم تخشي أمواج من الممكن أن تغرقها..
أشفق هو عليها من هذا التشوش المطل من كل نظره منها.. وأشفق علي نفسه من جنون يفقده توازنه كلما مرت عيناه علي خصلات غرتها المبعثرة أمامه التي تغريه بقوه ليلامسها بأنامله ويعيد ترتيبها من جديد..
ولكي يمنع نفسه من فعل أحمق قطع هو تلك اللحظة..
- اطلعي نامي يلا..تصبحي علي خير
- أنت هتنام هنا
- اه ما تقلقيش
هزت رأسها بذهن مشوش..استدارت لتتحرك باتجاه السلم لتتوقف علي أول درجه وتنظر له من وراء كتفها..
- وأنت من اهله
صعدت وهو يتابع خطواتها إلي أن اختفت و وقف قليلا علي نفس وضعه يستعيد طيفها الذي غادره..وتذكر فجأة تلك اللمسة التي حظي بها عندما احتضن كفها قبل قليل فأخرج كفه من مخبئه ليقبضها ويبسطها..
أحقا لامس يدها ؟..
فهي حلم.. وجودها معه بحد ذاته حلم لا يريد مغادرته..
وشوط طويل أمامه ليصل لها.. ليختزل كل المسافات بينهما .. ويلغي كل الحواجز.. وحتي أن يصل لمرسي قلبها..
يكفيه وفقط أن تسمح له بوجوده من حولها..
.............................
نهاية الفصل

دانه عبد likes this.

Nahla kandeel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:04 PM   #24

Nahla kandeel
 
الصورة الرمزية Nahla kandeel

? العضوٌ??? » 394615
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » Nahla kandeel is on a distinguished road
Rewity Smile 1 الفصل السادس

الفصل السادس
صباح اليوم التالي.....

مستلقيه بوضع الجنين من فوق هذا السرير الضيق بحجره التوأمين..
لقد انتهت تلك النوبة الأخيرة من البكاء لتترك أثرها علي هيئه شهقات حاره تخرج منها لاإراديا ودموع
تنساب دون وعي من عيون ذاهله محدقة بالفراغ حولها بلا رؤيه حقيقيه..
تجري علي وجه تورمت معالمه الدقيقة وأصابها الاحمرار الشديد بعد أن عصف بها نوبات بكاء متتاليه ..
أحاط بخصرها أحد التوأمين وهو مستند برأسه علي جانب جسدها و الآخر متشبث بها يقبض علي سبابتها بأنامله الدقيقة وبالأخرى يربت علي خصلات شعرها المتناثرة حولها بحنان طفولي لا حدود له..
ينظرون لها وخوف غريزي يملأ قلوبهم الصغيرة.. عقولهم لا تستوعب سوي أنها تتألم وبشده..
ولا أحد يعلم سبب آلمها..
لقد حاولت أمها أن تفهم منها فقط ما بها عندما وصلت لتجدها علي تلك الحالة رافضه بصوره هيستيرية الدخول لغرفتها تحت أي شكل.. لتعتكف بداخل تلك الحجرة و تنهار بشكل دوري ويقف الجميع أمامها عاجز عن تهدئها..
فأصيب كل من حولها نوبه هلع علي تلك الفراشة الرقيقة..مالكه قلب أبيها وأمها بلا منازع..
وبعد كثير من المحولات للفهم عم الصمت أرجاء البيت الذي لم يكن يخلو من ضحكات توزعها هنا وهناك علي الجميع ..
فيأس أصابهم من أن تخبرهم بأي شيء يريح قلوبهم ولو لقليل..
ومرت تلك الليلة العصيبة وهم جالسين بالخارج لا يفصلهم عنها سوي باب غرفه الصغيرين المفتوح والذي يصلهم من خلاله صوت شهقاتها والتي تشتعل قلوبهم مع كل واحده منها بالجزع والقلق..
- أحنا هنفضل قاعدين كده..بنتي بتضيع مني يا عادل وإحنا ساكتين
هز رأسه الذي يحاوطه بيديه ويخفضه لأسفل بيأس..
- أعمل أيه قوليلي..لو جبنا دكتور كل اللي هيعمله هيديها حقنه مهدئه عشان تنام
- طيب ما تعمل كده مستني إيه..بنتي هيجرالها حاجه من كتر العياط.
رفع بصره إليها والقلق رسم خطوطا علي وجهه لتزيده عمرا فوق عمره.. تنهشه المخاوف والشكوك حول حقيقه ما ألم بها ليتركها بمثل تلك الحالة..أجابها بنبره ضعيفة
- عايز أعرف بس فيه إيه..إيه اللي حصل
زاغت نظرات الأم وهي تنهض من مكانها لتسير بدون هدف في المكان..والأفكار تتصارع برأسها..
آخر حديث دار بينهما قبل خروجها للنادي وتركها بمفردها بالبيت وكان كل شيء طبيعي لتعود وتجدها علي تلك الحالة وكل ما تطلبه أن تُترك بمفردها حتي تهدأ فلم تسمح لاحد بالاقتراب منها سوي الصغيرين..فما الذي حدث بغيابها ؟
- أكيد حازم مزعلها...اكيد كلمها قالها حاجه خليتها تنهار كده
عندما لفظت أسمه أمامه تغضن جبينه وضم قبضته ليرفعها أمام وجهه يتوعد بها..فبداخله يقين من أنه السبب
- الله في سماه لو كان هو السبب في أي دمعه نزلت منها لكون مموته بأيديا دول..
ربتت الأم علي قلبها في محاوله لتخفيف القلق الذي ينهش به فهي لن تتحمل.. قلبها الضعيف لن يتحمل أكثر.
- قوم يا عادل أنا اعصابي باظت خلاص أنزل شوف دكتور وهاته بسرعه
نهض من مكانه ولا تكاد تحمله قدماه..تسيطر عليه فكره واحده بضرورة إحضار حازم أمامه بأسرع وقت ممكن ليتأكد من ظنونه بأنه السبب فينهشه بأسنانه وقتها ويذيقه من العذاب ما يتمني بعده الموت فلا يجده..فلا أحد تجرأ في يوم علي أغضاب ملاكه..لقد رزق بها بعد أكثر من عامين علي زواجه من والدتها لتصبغ حياتهم بألوان من صنع يديها..واستمرت هي طفلته المدللة التي أحتلت جنبات قلبه حتي بعد وصول التوأمين بعد سنوات عده..فيأتي هو الآن ويدمي قلبها بهذا الشكل..؟
رن جرس الباب قبل أن يصل إليه..فسبقته هي لتفتح وبداخلها أمل غير منطقي أن يحمل أي من كان بالخارج الخلاص لما هم فيه..وجدت أسما ابنه أختها
فجذبتها بلهفه للداخل وهي ترجوها بكلمات سريعة غير مترابطة..
- أسما كويس إنك جيتي يا حبيبتي تعالي شوفي ياسمين مالها..والنبي يا أسما حاولي معاها عشان خاطري وافهمي منها إيه بس اللي جري
نظرت لهم بعدم فهم للحظات وهي تحاول استيعاب ما تقوله لها خالتها..وتحاول ربطه بمكالمه حازم لها منذ قليل
لقد توسلها أن تذهب إليها وتطمئنه..بعد أن يأس من أن تفتح هاتفها المغلق لتجيب مكالماته..لم يخبرها ما الذي حدث بينهما فقط توسلها أن تذهب سريعا..ليكون أول شيء تفعله صباحاً هو مرورها عليهم قبل ذهابها لعملها..
أومأت برأسها وهي تمتم بكلمات غير مفهومه. توجهت لغرفه ياسمين قبل أن تقاطعها خالتها وتشير لها أنها موجوده بغرفه أشقائها..
تقدمتها خالتها لتنسحب هي والطفلين للخارج وتتركهما بمفردهما بعد أن أغلقت الباب ورائها لتكفل لها خصوصيه من الممكن أن تحتاجها..فكل أملها موضوع بأسما لعلها تنجح فيما فشلوا هم فيه..فلا شيء يهم سوي أن تهدأ ملاكها ..
تسمرت واقفه والذهول يسيطر عليها من تلك الحالة التي وجدتها عليها..فانهيار هو أقل وصف له..
- ياسمين حبيبتي..
همست بها وهي تتقدم لتجلس في مقابلتها علي حافه الفراش امتدت يدها لتزيل برقه دموع تغرق وجهها..
لتتجمع بداخل عينيها هي غشاوة رقيقه ورغما عنها تجد نفسها تتأثر من تلك الحالة التي وجدتها عليها..فالوضع أسوء كثيرا مما تخيلته
- ياسمين
همست بها وهي تمسد علي شعرها بلمسات خفيفة لتشعر برجفتها أثر لمستها..
- فيه إيه بس قوليلي
ولا رد ليخيل لها أنها بعالم آخر غير واعيه بمن حولها..كأنها تحاول أن تسد كل منافذ تواصلها بما يحيط بها..تريد أن تفقد الشعور ليتلاشى أي أحساس بداخلها..
ولكن للأسف هي واعيه..تسمع وتشعر وتموت ببطء
فالألم ينخر بروحها التي ذبحها هو بدون أي رحمه قبل أن يستبيح جسدها الضعيف وينتهكه بكل تلك القسوة التي صدمتها أنه يمتلكها بل وأستخدمها معها بالفعل..
ولم يخفف من صدمتها فيه ندمه ولا نظرات الذنب المطلة من عينيه عندما أنتهي منها..عندما عاد لوعيه أخيرا ليشهق بالبكاء وهو يحتضنها.. يقبل يداها وهو يتأسف ويعتذر ويعد..ليجعلها فقط تطمئن وتهدأ..
وبالتأكيد لم تفعل لتبدأ نوبه بكاء وصراخ حاد..حتي أجبرته علي تركها والاختفاء من أمامها..
بعد ذلك الأحداث بالنسبة لها مشوشه..تجهل كيف نهضت وأخفت كل آثار فعلته..فقط فكره سيطرت بضرورة إخفاء ما حدث عن الجميع فلا أستفاده من المعرفة سوي زلزال سيدمر عائلتها الصغيرة..ولا نجاه منه لتمحي آثار اعتدائه وتلتزم بغرفه شقيقيها وتودع غرفتها إلي الأبد..
- حازم صح
ليكون أسمه هو نقطه بداية لانهيار جديد..نشيج حاد حاولت كتمه بدفن رأسها..ولكن تلك الصور التي تبعت اسمه..كيف الخلاص منها؟..تتسابق كل واحده منها بالسطوع..لتستعيد ..كل لمسه خشنة طبعت علي جسدها..كل عاطفه قاسيه بثها إياها..
ليسلب منها بالنهاية حلم حياتها وفرحتها..بليله زفاف تتمنها كل فتاه..ولم تتمني هي سوي أن تعيش معه تلك اللحظات بكل الحب الذي جمعهما..ليسرق أمنيتها ويدهسها بكل قسوة تكتشفها به لأول مره..
جزعت أسما ولعنت نفسها علي غبائها..ما الذي دهاها بالتأكيد هو السبب..فلم نطقت باسمه الآن..مالت عليها لتحتضناها بقوه وهي تحاول السيطرة علي انتفاضتها فهي كانت كعصفور صغير ذبح لتوه وينتفض بلحظاته الأخيرة أثناء انسياب روحه من جسده..
استمرت تلك النوبة لفتره قبل أن تستكين وتهدأ وأسما تهدئتها وتهمس في أذنها لتجعلها تسترخي قليلا..
-شششش أنا مش عايزة أعرف خلاص بس يا ياسمين باباكي ومامتك هيجرالهم حاجه بره..
لازم تطمنيهم..خالتو قلبها مش هيستحمل كل ده وأنتي عارفه

أغمضت عينيها لتعتصرهما بقوه..فالسكين التي ذبحها بها لازلت بالداخل..مع كل نفس تأخذه تنغرس أكثر لتزيد من عمق جرحها..
قلب أمها المريض لن يتحمل بكائها !..فكيف إن علمت الحقيقة ؟
ستكون هي السبب في فقدنها ..في حرمان أخويها الصغار من حنانها..
هزت رأسها بقوه وأصرار وهي تحاول النهوض من نومها..لا أحد يجب أن يعلم ما جري..لتدفنه هي بداخلها..
أهون لها ان تدفن هي حية كأيام الجاهلية من أن يصاب أي من أفراد عائلتها سوء بسببها هي.. بل هو..هو من ذبح واستباح و دمر..كيف هنت عليك..كيف ؟
ساعدتها لتنهض بصعوبة وهي فاقده لأي أتزان يدعمها..حاولت التنفس ببطء لترتب كلماتها والتي خرجت متقطعة خافته..
- أنا...أنا..كويسه...قو..قوليلها ..أنا..ك.كويسه والله
وافقتها اسما بهزه من رأسها تشجعها فيها علي خطوتها تلك..
- طيب إيه رأيك تاخدي دوش دافي كده يهديلك أعصابك عقبال ماعملك كوبايه كاكو من اللي بتحبيه..
حدقت بها لثواني وعبرات تتجمع لتنهمر بأراده مستقله عنها..فجملتها العفوية واربت الباب أمام طوفان من ذكريات مشتركه تجمعه معها.. فتجتاحها وترغمها لتعيد التفكير به فكل تفصيله بسيطة بحياتها تحمل بصمته هو..ولكنه لم يكتفي..فدمغها به..ليكتمل امتلاكه لها..
-م..مش..عايزة...مابقتش أحبه
ثواني مرت لتستوعب ما قصدته..
- خلاص بلاش..شوفي إنتي عايزة ايه واعمل هولك
رفضت عرضها بإشارة بسيطة بيديها..ما تحتاجه أن يسكُن هذا الالم ولو للحظات..تريد أن تلتقط انفاسها..أن تخرج بنفسها من هذا الظلام المحيط بها..
وأخيرا استطاعت التحامل علي نفسها فخرجت لأبويها في الخارج..وجسدها الواهن لازلت تسيطر عليه انتفاضات لا اراديه كل فتره..تحاوطها يد أسما..تدعمها لتمنع كارثه سقوطها أمام أنظارهم..التقطها والدها وغمرها بأحضانه..وفرغت أمها شحنه توترها ببكاء حاد أطلقت سراحه الان..
لم يحاول أي فرد من الأتيان بسيرته أمامها..والكل رُسخ بعقله أن السبب بالتأكيد شجار عظيم
أكد عليها والدها أنه بجانبها بأي قرار تأخذه ولكم تمني أن تنفصل عن هذا الوغد..نعم هو لا يطيقه منذ بدأيه ارتباطه بصغيرته..ففراشته تستحق من يقدر رقتها..وهو بنظره غير جدير بها.. فلم يفوت فرصه تكرار جمل مكرره من لا أحد يستحق دمعه واحده منك.. وأنه اذا كان السبب في دموعها الآن وهي لازلت ببيت والدها فكيف بعد الزواج..فهو لم يعد يأتمنه عليها !
لتنغرس السكين من جديد وتتعمق أكثر..
نعم أبي..لقد خان أمانتك..
.................................
في شارع خلفي..
بركن هادئ لا يمر من خلاله إلا القليلين..
ومن موقع يسهل له مراقبه شباك غرفتها..
صف سيارته و قبع بمكانه هذا منذ الأمس ..لم يعود لمعسكره..
لم يخبر أحد من عائلته بعودته..
ولم تخلو أنامله من لفافه تبغ يحرق روحه بها واحده تلو الأخرى
ركل سيارته بعنف للمرة الألف..
هبط بقبضته علي سطحها بضربات متتاليه ولم يهتم لدوي الصوت من حوله فلم يتوقف إلا عند فقدانه الشعور بكفيه..
ما الذي فعلته بها..؟.."حيوااااان"..صرخ بها وهو يتهاوى ليستند برأسه أخيرا علي جانب السيارة بعد أن نفذت قوته وندت حبيبات العرق علي جبينه مع انفعاله وسرعه تنفسه..
- حقير..حقير وحيواان
تمتمها لنفسه ودمعه لم تمر بعينيه يوماً أخذت بالتشكل لتتجمع أخيرا فيطلق سراحها وتسيل علي جانب وجهه..
مر الوقت وهو علي نفس حالته..يراها أمامه ممده خاويه لا روح بها..مستنفذه القوي بعد مقاومه مستميته لتفلت منه..وآثار انتهاكه لها ظاهره بوضوح علي جسدها وملابسها الممزقة..
لم يغمض عينيه ليهرب من صورتها..فهي طبعت بروحه ولن تفارقه أمد الدهر..
فلتقترن بخياله دائما..لا تفارقه..لعلها تجلد روحه وتعذبها..ولكنها لا تكفي للتكفير..
فهي لن تسامح ابدا..وكيف وهو لن يغفر لنفسه ؟
فما الذي فعلته بها وبنفسك؟
اخرج هاتفه وبيد غير ثابته كرر ما يفعله منذ الأمس ..يحاول الوصول لها ولكن تصله دائما ذات الرسالة بأن الهاتف مغلقا..
ليس أمامه سواها..يريد فقط أن يطمئن عليها..أن يستمع لصوتها فقط
وصله صوت رنين هاتف أسما..لابد أنها معها الآن..لقد أكد عليها أن تذهب بأسرع وقت وبالتأكيد فعلت..
- أيوه يا حازم
وصل له صوتها الخافت كأنها تخشي أن يسمعها أحدهم
- عايز اسمع صوتها يا أسما..خليها تكلمني أرجوكي
حازم يتوسل ويبكي لم تصدق أذنيها لوهله
- أنت عملت إيه..أنا عمري ماشفتها كده..إيه اللي حصل عشان تزعلها بالشكل ده..
عض شفتيه بقهر ليكتم تأوهه..مزقتها أسما..ياسمينتي البريئة انتزعتها بشراسه من عالمها الوردي ونثرت أوراقها بلا رحمه..
- حازم ياسمين تعبانة اوي والكل هنا...بص مش هينفع تكلمها..لما الدنيا تهدا هبقي أكلمك أنا..وبلاش أنت تتصل.
ترددت في أخباره بأن الكل يتوعد..متحفز له فمن الأفضل أن يختفي من الصورة الآن
أغلقت الخط ولم يحاول منعها..تهاوت يديه بجانبه وهو مطرق برأسه لأسفل..لتعود صورتها تهاجمه من جديد..
- آااااه
بكي وبكي ورأسه ترتد للوراء ليضربها عده مرات بهيكل سيارته..
بعد فتره لم يعد يحتمل الانتظار فقفز علي قدميه..وقرار يتشكل بعقله أن يصعد لها ويحدث ما يحدث وقتها لا يهم..
يريد ان يراها..يقبلها..يخبرها بندمه..يتذلل لها لتسامحه يعدها أنه سيعوضها..سيعيش عمره كل يحاول أن يكفر عن ذنبه معها..
ليتراجع عن قراره بعد لحظات..وبقايا عقل يعمل رجاه أن ينتظر قليلا حتي تهدأ هي أولا..
مسح وجهه بكفه ليزيل دموعه والقي نظره أخيره علي نافذه غرفتها..
لن يستطيع المكوث هنا أكثر من هذا..سيجن وهو مكتف الأيدي عاجز عن رؤيتها..
أستقل سيارته وأدار محركها لينطلق بها...يحتاج لبعض السرعة والحركة من حوله..يحتاج شعور الهواء وهو يضرب وجهه بقوه ليبرد من نيران ذنبه قليلا..
أخذ عداد السيارة في القفز وهو لا يشعر بالاكتفاء..فضغط بقدمه .ودفع بشحنه أكبر من الوقود..لينقلب العداد للجهة الأخرى.. وتشق سيارته الطريق بدوي مفزع لمن حولها
وكأن لحظه الجنون هذه ينقصها شيء لتكتمل..فاختار هاتفه أن يرن بتلك اللحظة..ليتشتت أكثر وهو بالأصل فاقد لأي تركيز..
لم يتردد لثانيه وهو يجيب دون النظر لأسم المتصل
- الو يا حازم.. أنت فين
أصابته خيبه أمل وصوت مصطفي يخترق أذنه..ما الذي توقعته يا أبله..أتتصل هي بك؟
- حازم أنت سامعني
- أنا تعبان يا مصطفي..بموووت..
بكي ولم يخجل من صديقه..يريد التنفيس عما يعذبه..أن يلقي بهذا الحمل لعله يرتاح ولو لبرهه..
وصله صوت صديقه المحمل بكل القلق والخوف عليه وهو الذي لم يسمع صوته الباكي من قبل
- فيه إيه..إيه اللي حصل
شهق وهو يحاول ابتلاع غصه مؤلمه بحلقه..ليفشل والدموع تشكل غيمه كثيفه تحجب الرؤيه أمامه لا يري من خلالها سواها هي..
فكان آخر ما همس به هو أسمها..
قبل أن تتشوش الرؤية ويتسلل الوعي بما حوله..
ليسكُن ألمه ويستكين جسده..
أصطدم بشاحنه قادمه في الاتجاه المعاكس..لم يتمكن قائدها تجنبه وهو ينطلق نحوه بسرعه وإصرار..
فدارت السيارة حول نفسها عده مرات قبل أن تستقر أخيرا علي منقلبه علي سطحها بمنتصف الطريق..
...............................
- كلمتي أسما يا زينب..
رفعت وجهها عما ترسمه لترد علي الباشمهندس علاء
- أنا كلمتها واعتذرت أنها مش هتقدر تيجي النهارده..
- يعني هي ملاقتش غير النهاردة وماتجيش فيه..
مرر أنامله بين خصلات شعره القصيرة..لعل جذبها يساعده قليلا علي التفكير..فاليوم كل شيء يسير معاكسا له..بدءاً من ذلك الخبر الذي تفاجئ به علي الصباح..
زواج صديقه من تلك المذيعة بالسر..
الخبر نُشر علي أكثر من موقع إلكتروني مقروناً بصور لهم أقل ما يقال عنها إنها حميميه للغاية..
وبالطبع عندما أتصل به ليتأكد من تلك الأقاويل صب عليه قليلا من حمم غضبه وأبلغه بأن يتصرف هو اليوم فهو لن يأتي..
وأكتمل بضرورة سفره الان..فلقد ظهرت عده مشكلات بالمشروع القائمين عليه بمدينة العين السخنة وتطلب حضوره شخصياً.
- زينب فيه كذا عميل محددين مواعيد النهاردة بقالهم فتره ومش هقدر أعتذر..أنتِ اللي هتقابليهم وتتفقي معاهم مبدئيا..
وجمت لحظات..هي لم يسبق لها أن تعاملت مباشره في مثل تلك المقابلات..
- يا زينب أنا كنت معتمد إن اسما موجوده بس هي كمان ماجتش وعمر مش هيقدر يجيي..ماقدميش غيرك والموضوع مش صعب..
عدلت من وضع نظارتها بارتباك..تحاول استجماع شجاعة زائفه .. فلتواجه مخاوفها ولو لمره واحده بحياتها
- ماشي يا باشمهندس..بس..بس أنا مش هقدر اتأخر..
تشبث بموافقتها كأنه قشه يتعلق بها ليمر هذا اليوم علي خير..
- يا زينب الموضوع ممكن يطول ساعة بالكتير أكيد عندك في البيت هيقدروا الظروف..ودي أول مره
ماشي أنا معتمد عليكي بقي..
أنهي جملته ليستدير ويخرج من المكتب سريعا دون انتظار الرد.
سيتفهمون الظروف..نعم بالطبع ومن أكثر منهم يستطيع منح كل التقدير والتفاهم ولها هي شخصيا..!
أنت تحلم يا باشمهندس..
جلست وهي تفكر..ما الذي ستخسره ؟..قريبا سيرغمونها علي ترك عملها..فلتتركه اذا بسبب مقنع..
ولتستمع..نعم..لتستمع اليوم وهي تودع عالمها الحبيب..فهي فرصتها الأخيرة لتشعر ولو لمره أنها كيان حقيقي يملك الفعل بيديه.. ولتتخلي مره عن دور المفعول به الذي أدمنته..
.............................
هل جربت أحساس غليان الماء داخل إناء مغلق..بالطبع لا..
ولكنه الآن يغلي بالمعني الحرفي لها..فعروقه تكاد تنصهر من شده لهيب دمائه..
يتمني لو تقع بين يديه الآن..لكنها اختفت..أستيقظ من النوم ليجد تلك الكارثة التي تسببت بها..
وهي تلاشت بلحظه..
أخذ يدور حول نفسه كالأسد الحبيس..
والأفكار هي الأخرى تتضارب بعقله..ليستبعدها واحده تلو أخري..
فلن يكفي القتل..أو الحرق..ولا الشنق ايضاً..
لقد أخطأت هذه المرة..خطأ لا يغتفر لمن هم مثله..
فليس هو من يُرغم علي شيء..
لقد تعمدت تسريب تلك الصور لجره معها لمنطقه العلن..
لتضعه أمام المدفع..أما ينفي اي علاقه بها ويطلق سراحها..
يا أما يؤكدها فتكسب أعلانا صريحا بارتباطها..
أمسك بهاتفه وأتصل بمساعدتها الشخصية..واثق إنها لن تخبره بمكانها والذي تعلمه بدون شك..ولكنه فقط سيبعث برساله..ّ
-الو..صباح الخير يا باشمهندس.
- هي فين؟
سؤال مباشر..حازم
- هي مين ؟
- أنتِ هتستعبطي بروح(---)..بقولك هي فين
إذا خدعتها نبرته الأولي في تقدير حجم غضبه..فالبتأكيد نبرته الهادرة كالرعد أعلمتها جيدا بحاله من تتحدث معه
- والله أنا..أنا معرفش هي بعتتلي أنها مسافره كام يوم بس معرفش حاجه تانيه
لترتجف وهي تستمع لرده بهسيس متوعد..تبعث قشعريره بالنفس بالرغم من أنها ليست أمامه مباشره لتخشي منه شيئاً
- طيب لما تكلمك قوللها عمر بيقولك ما تتأخريش عليه..هو مستنيكي..
وأغلق الهاتف بعد أن أنهي جملته ليقذفه علي طول ذراعه فاستقر أمامه علي الأريكة..
وقف جامد للحظات و أكثر من سيناريو يتشكل بعقله..لأنزال عقابه بها..وبذات الوقت قلبه لا ينفك يسأله..
لم الان؟..لما لم تصبري قليلا..قليلا بعد..لقد كنت علي وشك الاعتراف أخيرا بحاجتي إليك..لا أعلم إن كان يدعي بحب أم لا..ولكن شيء مس قلبي نحوك..وأستمر في النمو شيئا فشيئاً..
"غبيه..غبيه" تمتم بها لنفسه
ففي كل مره تنوين فيها الابتعاد كنت أرفض لأقربك مني أكثر..لم تكن بطريقه تفهمينها ولكنها طريقتي أنا في التعبير عن مشاعر بداخلي لك..ولكنه غبائك هو من صور لك إنك تستطيعين إجباري ..
لقد خسرتِ..خسرتِ كل شيء..
دوي جرس الباب بإلحاح لينتشله من أفكاره ..توجه ليفتح وبداخله خمن من الذي سيأتي الآن إلي هنا..
بالطبع أخاه الأكبر ومن غيره..
وقف أمامه يقابل نظراته بأخري مماثله لها في القوه..لطالما كان هو مثله الأعلى بكل شيء ولكنه لم يظهر له هذا أبداً..
هم يتشابهون..حتي بغضبهم..ولكن الفرق كله يكمن بطريقه التعبير عنه..
فأحمد أدرك منذ البداية أن غضبه سيضعفه لن يقويه..وبشخصيه طوعت كل ما يقابلها لتخضع لسيطرته هو..تمكن من إحجام غضبه قبل أن يخسر بسببه كل شئ..
أما هو..يسكنه..متكمن منه..و يتحكم بردود أفعاله..
أزاحه أحمد بيده وهو يدلف للداخل ليقف بمنتصف المكان..وبلهجه ساخرة
- مبرووووك يا عريس..طيب مش كنت تعزمنا
أغلق الباب بعنف..ليتحرك من مكانه ويقف خلفه..
- أحمد أنا مش ناقص وحياة والدك
التفت له وهو يقهقه بضحكه تملئوها السخرية
- الله يرحمه والدك بقي..لو كان عايش ماكنتش الفرحة هتساعه وهو شايف ابنه الراجل متجوز من مذيعه وإيه مشهوره والدنيا كلها بتتكلم عنها..
أحمر وجهه بغضب من تهكمه اللاذع..أدار وجهه بعيدا وهو يزم شفتيه..وتنفس أكثر من مره لينفس عنه قليلا فخرج صوته محمل بغضبه المكتوم
- والله ماهوش عيب ولا حرام إن اتجوز..وبعدين مالها المذيعة..محسسني إن اتجوزت رقاصه مثلا
وضع يده علي كتفه وشد عليها بقوه..وملامحه كلها تنطق بالغيظ من هذا الابله..
- والله صوركم اللي ما فيش حد في مصر ماشفهاش..اللي ظاهره فيها ماتفرقش كتير عن الرقصات
ثم أتبعها بنبره متهكمه
- وطالما أنت شايفها عظيمه اوى كده اتجوزتها في السر من غير ماتعرف حد من اخواتك ليه
بدأ غضبه في الأفلات منه وهو يزيح كفه بعنف ليستدير بعيدا عنه وهو يشيح بيديه معا..
- شوف مين اللي بيتكلم..مانت روحت اتجوزت من غير ماتعرفنا..ولا هو حلال عليك وحرام عليا
سيطر أحمد علي نفسه بصعوبة..فهو لن ينجرف معه لهذا الغضب الصبياني مهما حدث..ولكن ذلك لم يمنعه من الانفعال..
- أنت بتقارن مين بمين..ما تفوق ولاتحب افوقك أنا بطريقتي وأنت عارف كويس أنا ممكن أعمل فيك إيه..
حدق به للحظه قبل أن يشيح بوجهه ويخفضه لأسفل..وهو يحرك قدميه بتوتر ألتقطه أحمد علي الفور..
وأدرك هو أن شقيقه يعاني..لطالما أحس به..بضعف يحتويه ولكنه ينكره حتي عليه..ودائما كانت تلك هي نقطه ضعف بقلبه اتجاهه..
لم يستطع احتوائه..ولكم أراد..ولكنه إنسان وله طاقه لا تستطيع استيعاب كل الأمنيات..ولفتره طويله كان كل جهده موجه لسداد احتياجات ضرورية..وبعدها كان همه الوصول بهم لنقطه استقرار وأمان لا يخشي بعدها شيئاً عليهم..
يعترف إنه بطريقه أهمل وغض النظر علي احتياجات هامه...
ولكن ليس عن عمد..
أقترب منه وكل ما جاء به من غضب اتجاهه تبخر بتلك اللحظة التي رأي فيها نظره الضعف تلك مختبئة بعينيه..
وقف أمامه وبلهجه قويه بحنو..بنظره أراد أن يفهمه بها أنه بجانبه وليس عليه..فهو لم يأتي لأصدار أحكام مسبقه..
- عمر أنا عارف إنك موجوع أوي من الصور اللي نزلت دي..وكل الهري ده قصدك بس إنك ماطلعش نفسك غلطان..مش هقولك إنك راجل ومايعبكش حاجه..والكام صوره دول هيجيلهم وقت ويتنسو..بس عشان أنت راجل وأنا اللي مربيك علي أيدي ماينفعش إنك تغرق نفسك في القرف ده.
واجه نظراته وكل خلجه بوجهه ترتجف..خجل منه..وغضب منها ومن نفسه..وأقسم..أنه سيتخلص منها ولكن أولا لابد أن يعلمها خطورة العبث معه..
قاطع تحديقهما ببعض رنين هاتف عمر ليتبعه هاتف أخاه ..
أبتعد كل منهم ليجيب علي اتصاله..
لحظه والتقت نظراتهما مجددا وبأعين كل منهما الكثير
سبقه عمر ليخبره بضيق
- ده عم كرم الساعي بيقولي في حد أتهجم علي مهندسه وعميل عندنا في المكتب..والبوليس هناك دلوقت وعايزني أروح..
بحث عن رد فعل بوجه أخيه فلم يري إلا تأثر وصدمه.. بالتأكيد ليست مصدرها ما أخبره به..
- فيه إيه..مين اللي كان بيكلمك
أزدرد ريقه بصعوبة..ورجفه بسيطة مرت بجسده..
- حازم عمل حادثه وفي المستشفى..
......................................
نهاية الفصل

دانه عبد likes this.

Nahla kandeel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-21, 09:06 PM   #25

Nahla kandeel
 
الصورة الرمزية Nahla kandeel

? العضوٌ??? » 394615
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » Nahla kandeel is on a distinguished road
افتراضي

ياريت اللي متابع معايا يكتبلي رايه ولو بكلمات بسيطه

Nahla kandeel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 12:08 AM   #26

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

متقوليش ان حازم هيموت
اللى اتهجم على زينب الخطيب فؤاد ولا احد اخواتها
روايه جميله تسلم ايدك


dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 12:32 AM   #27

Nahla kandeel
 
الصورة الرمزية Nahla kandeel

? العضوٌ??? » 394615
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » Nahla kandeel is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia22 مشاهدة المشاركة
متقوليش ان حازم هيموت
اللى اتهجم على زينب الخطيب فؤاد ولا احد اخواتها
روايه جميله تسلم ايدك
سعيدة جدا بتعليقك❤
حازم للاسف في المستشفي
واللي اتخانق مع زينب هتعرفيه الفصل الجاي


Nahla kandeel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 06:44 PM   #28

ghada.samir

? العضوٌ??? » 363403
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » ghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond reputeghada.samir has a reputation beyond repute
افتراضي

ياترى مين اتخانق مع زينب
وحازم حصله ايه فريدة واحمد حلوين اوى
تسلم ايدك مبدعه


ghada.samir غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 08:29 PM   #29

Nahla kandeel
 
الصورة الرمزية Nahla kandeel

? العضوٌ??? » 394615
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » Nahla kandeel is on a distinguished road
Icon26

[QUOTE=ghada.samir;15681843]ياترى مين اتخانق مع زينب
وحازم حصله ايه فريدة واحمد حلوين اوى
تسلم ايدك مبدعه[/QUOTE


مبسوطه جدا بتعلقيك بجد استني الفصل الجديد واكتبيلي رايك ديما


Nahla kandeel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-21, 08:29 PM   #30

صباح مشرق

? العضوٌ??? » 474136
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 295
?  نُقآطِيْ » صباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond reputeصباح مشرق has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت يداك فصول جميله ننتظر منك المزيد

صباح مشرق متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جديدة, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.