آخر 10 مشاركات
لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          تــــــــوأم الـــروح *مكتملة* (الكاتـب : small baby - )           »          حب و كبرياء - بني جوردان - الدوائر الثلاث** (الكاتـب : لولا - )           »          93- الحب الأول -أليزبيث هنتر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما رأيكم؟
جيد 13 43.33%
متابع 3 10.00%
لا بأس به 2 6.67%
أعجبني 18 60.00%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 30. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree256Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-22, 04:35 PM   #131

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل جميل جدا
فارس شخصية غريبة ضعيفة معقدة يعني هو لا يرى مافعله أمجد له لا يرى معانة و غربة امجد و لكن يستخسر فيه لمحة من السعادة مع أنه لا تقاطع في طريقها فعلا شخصية لم أبلعها مازالت محبوسة داخل طفل في الخامسة



Soy yo and شهر'زاد. like this.

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
قديم 24-07-22, 11:05 AM   #132

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

امجد صعباااااااااااااان عليا اوووووووووووي
المتسرعة العنيفة مش عارفة تفهمه
تسلم ايدك يجنننننننننننننننن


al gameel rasha غير متواجد حالياً  
قديم 29-07-22, 10:33 PM   #133

شهر'زاد.

? العضوٌ??? » 492944
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » شهر'زاد. is on a distinguished road
افتراضي على شرفات الحب

مساء الخير جميلاتي
للأسف مضطرة أعتذر عن تنزيل فصل اليوم من رواية "على شرفات الحب"
دعواتكم لي بأن يوفقني الله في مواصلة الكتابة..
دمتم بخير💗


شهر'زاد. غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-22, 12:12 AM   #134

شهر'زاد.

? العضوٌ??? » 492944
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » شهر'زاد. is on a distinguished road
افتراضي على شرفات الحب

الفصل التاسع والعشرون

كانت تختلس النظرات إليه من حينٍ لآخر، بعينين حذرتين خشية أن يلتقط نظراتها، فضوليتين لأقل حركة تصدر عنه، ومتأملتين لتفاصيله الجذابة، تلك التفاصيل التي تكتشفها فيه ببطءٍ حذر، لكنها تجذبها لاكتشاف المزيد، تراقب طريقته في قيادة السيارة، يده على المقود بينما يمسك هاتفه بالأخرى، يتحدث فيه بتركيز دون أن يرى حدقتيها المتأملتين له..
كانت قد شردت في تأمله فلم تنتبه أنه أنهى مكالمته والتفت إليها بغتة، فاصطدمت باللمعة الرمادية المعتادة مما جعلها تدير رأسها متظاهرة بمراقبة الطريق.. وكانا قد وصلا لمنزلها فأوقف السيارة ليستدير بجسده إليها، ينظر إليها مبتسمًا.. فتجرأت على الالتفات إليه برأسها قليلًا.. بينما سألها هو بنبرة متسلية
(هل تختلسين النظرات نحوي؟)
سارعت تهز رأسها نفيًا مرات متتالية وكأنها تبعد عن نفسها تهمة، بينما وضع راشد يده فوق صدره متأوهًا، ليهتف متظاهرًا بالألم
(يالها من ضربة ساحقة لغروري)
تبسمت شفتاها فاختلج قلبه كهعده كلما رأى ابتسمتها الوردية، فاقترب منها أكثر، يُداعب بأصابعه ابتسامتها الحلوة، بينما يهمس بصوته الرجولي عميق النبرة
(أحبها جدًا)
همست تسأله بصوتٍ متهدج إثر لمساته
(تحب ماذا؟)
طافت أصابعه فوق وجنتها، يرسم ملامحها بأصابعه، بينما يهمس لها بصوت أجش
(تفاصيلكِ.. طريقتكِ في الحديث، ذلك الاحمرار الذي يغزو ملامحكِ حين تخجلين، عيناكِ الدافئتين، ابتسامتكِ.. تلك الغمازة الوحيدة في وجنتك، أعشقها)
'يا ويلك يا زهرة، أنتِ تغرقين"...
تعثرت أنفاسها واصطبغ وجهها بالاحمرار بينما تشعر بأصابعه تداعب غمازتها، فهمست بغباء
(إنها صغيرة جدًا، حتى أنها لا تبدو واضحة)
ارتفع حاجباه بشدة، وصدرت عنه ضحكة خافتة من ردودها الغريبة، ثم همس بجدية رغم الحنان المنبعث من بين حروفه
(التفاصيل ليست بحجمها يا زهرتي، بل فيما تتركه بداخلنا من أثر، أما تفاصيلكِ فهي شيء آخر.. لوحة أخرى عليّ أن أُسرِع في رسمها)
كان قد قطع المسافة بين وجهيهما، وقبل أن يلامس غمازتها بهدية منه كان رنين الهاتف يتدخل ليقطع سحر اللحظة، فابتعد عنها يطلق زفرة محبطة بينما أشاحت زهرة بوجهها الذي ازداد اشتعالًا...
أنهى راشد المكالمة سريعًا ليلتفت إليها مجددًا، ثم مد يده يدير وجهها إليه مجددًا هامسًا بعبث
(أين كنا؟ آآه تفاصيلكِ)
بخجل ابتعدت عنه وكأنها انتبهت فجأة أنهما لا يزالا في سيارته، وغمغمت ببعض العبوس
(الهاتف)
هز رأسه بعدم فهم، فتابعت بتجهم
(لقد تحدثت في الهاتف أكثر من خمس مراتٍ خلال ساعتين.. أليس هذا وقتنا الخاص؟)
كلماتها بسيطة مثلها، جميلة ككل شيء يخصها، تأسر نبضاته بشيء من الدفء.. حبيبته تريد أن تستأثر بوقتهما الخاص.. فابتسم قلبه قبل شفتيه، يجيبها بحنان
(سنحتاج لتعويض ذلك الوقت الضائع)
هزت كتفيها بِردٍ صامت، الحقيقة أنها أكثر من تحتاج لتلك اللحظات معه، شيء من الدفء يلامسها في صحبته، وشيء آخر من الثقة يداعب أنوثتها التي نضجت حديثًا على يديه،
ولذلك نعم، هي تحتاج ذلك الوقت وبشدة..
شعرت بكفه يمسك بكفها، فنظرت له بترقب..
بينما بدا راشد مترددًا وهو يسألها ببعض الحذر
(كنت أفكر لو أن.. نقضي وقتًا أطول بصحبة أمي وأختاي)
"يا خيبتك يا زهرة، أمه وأختيه !".. الحياة ليست عادلة إطلاقًا..
راقب ملامحها التي انكمشت بشيء من الاستنكار.. فضغط كفها أكثر، وأردف بتوضيح
(أريد أن تقوي علاقتك مع أمي، لا يعجبني ذلك التباعد بينكما، صدقيني هي تحبكِ)
صمت يبتلع حروف كذبته الأخيرة، والتي بالطبع لم تنطلي عليها؛ فالمرأة تتفانى في إظهار تأففها وامتعاضها عند كل لقاء.. أطرقت زهرة برأسها، لتهمس بخفوت
(تعلم أنني لا أجيد التعامل في مثل تلك المواقف)
صمتت ببعض الاحباط وقد تذكرت لقاءاتها السابقة بوالدته، والتي أظهرت فيها زهرة غباءً منقطع النظير، بداية من إسقاطها لكوب العصير أرضًا، مرورًا بتلعثمها الواضح في الحديث أمام عينيّ المرأة المتحفزتين، وهذا يشعرها بالحرج..
صوت بوق سيارة أمجد أنقذها من ذلك المأزق، ليترجل راشد من سيارته وتبعته هي ناحية أمجد...
مرت لحظتين تبادلا فيها السلام، قبل أن تنتبه لتلك الفتاة التي خرجت مِن سيارة أمجد، والتي لم تكن سوى مريم.. تجاهلت زهرة تلك الغصة التي تراودها لرؤية غريمتها الحسناء، لكنها لم تستطع تجاهل نار الغيرة التي أحرقت أحشاءها، مريم صارت فردًا من العائلة على ما يبدو!!..
تدخل منزلهم لزيارة صبا، ويصطحبها أمجد إلى العمل يوميًا، إنها تحصل على كل المقومات التي تمنحها مكانة أعلى، وأهمهم قلب مروان..
اتسعت عيناها بذهول مِن نفسها، هل لا تزال تغار عليه!!.. أوشكت أن تنفي لنفسها ذلك الاحتمال الخطر.. لكن ظهوره أربكها، فتسمرت مكانها ما إن توقفت سيارة مروان الذي اقترب منهم بصخبه المعتاد.. وفي نفس اللحظة كانت مريم تنسحب بهدوء لمنزلها، راقبتها زهرة بعينين متحسرتين، وىم يخفى عليها الخطوة التي تحركها مروان وهو ينوي أن يتبعها، لولا كف أمجد امتد ليمنعه بحركة خفية..
وقتها ابتعلت زهرة طعمًا لاذعًا في حلقها..
إلى أن انتبهت فجأة لحركة الأصابع الخشنة فوق كفها، فرفعت وجهها تنظر لراشد برعب..
وكأنها انتبهت للتو لفجاعة ما يحدث.. فكتمت شهقة مفزوعة وقد التقطت تلك النظرة في عينيه..
نظرة معتمة من عينين عاصفتين، نظرة أعادتها لتلك الليلة أمام أمواج البحر التي شهدت اغتيال كبرياءها..
نظرة أرعبتها !!
*****************
تقلبت في سريرها بغير ارتياح وقد داهمها الأرق وفارق النوم مخدعها.. عقلها لا يزال مشتتًا، بينما قلبها يرتجف رعبًا..
لقد تركها وانصرف بهدوء وكأن شيئا لم يكن، ألقى سلامًا عاديًا واستقل سيارته مغادرًا!.. هكذا ببساطة..
نفضت الغطاء الخفيف عن جسدها لتجلس فوق فراشها بوجهٍ عابس، ظلت نظراتها الواجمة تترواح بتردد بين أثاث الغرفة وهاتفها الموضوع بجانبها.. إلى أن حسمت أمرها لتمد يدها ناحية الهاتف وتطلب رقمه..
قضمت أظافرها بترقب وقد طال الرنين دون جواب، أيعقل أن يتجاهلها؟!
انعقد حاجبيها ببؤس وهي تنوي إغلاق الخط.. لكنه صوته العميق وصلها عبر الأثير فحبست أنفاسها بجبن
(مرحبًا زهرة)
صوته هادئ، لا يُظهر ولو القليل من الغضب،
وهذا يقلقها أكثر!.. ربما لو يتشاجر معها، لو يظهر رفضه واستنكاره، لو أنه فقط يتحدث بشأن تلك الليلة فيريحها من عناء التفكير.. لقد ظنت أنه سياحدثها في الأمر، بل كانت أكيدة من أنه لن يمرر شيئًا كهذا، إلا أنه تمسك بهدوءه وغموضه طوال الأيام السابقة، وها هي تتآكل من القلق بينما يبدو صوته عاديًا وكأنه منتشيًا بتعذيبها البطيء
(زهرة)
انتبهت لنداءه فأجلت صوتها تسأله بصوت عادي
(هل أيقظتك من النوم؟)
وصلته إجابته بنفس النبرة البسيطة التي باتت تزعجها
(تعلمين أنني لا أنام الآن)
نعم تعلم، ورغم ذلك فقد تأخر في إجابة اتصالها، فسألته بوجوم عاتب
(لم ترد على اتصالي مباشرة كما اعتدت)
عضت شفتيها وقد شعرت بالحماقة من نفسها، يصاحبه إحساسًا بالاحباط رغمًا عنها..
وصلها صوت حفيف ملابسه بينما تسمعه يجيبها بهدوء
(كنت أستحم)
التهبت وجنتيها باشتعال وهي تستنج أنه يحادثها الآن بينما يرتدي ملابسه، فغطت وجهها بكفها لاعنة غباءها الذي جعلها تحادثه..
مرت عدة لحظات من الصمت كان قد انتهى فيهم من ارتداء ملابسه، فمدد جسده فوق السرير ثم سألها بصوتٍ مرتخي
(هل لازلتِ معي؟)
أجابته بـ "نعم" خافتة دون أن تجرؤ على التفوه بالمزيد، لقد تهورت واتصلت به دون أن تبالي بأعصابها المفككة، والآن عليها أن تتحمل تلاعبه بأعصابها..
لكن الصمت الذي خيم عليهما جعلها تعقد حاجبيها بتوتر أكبر.. لماذا فقط لا يتحدث!
ليته يثور ويخبرها أن لن يرضى بوجود مروان حولها، ليته يهتف بانفعال أنه لا يسامحها على ما اقترفته في حق نفسها، بل ليتها تسامح هي نفسها...
لقاءها اليوم بمروان عزز إحساسها بالخيبة، ورؤيتها له يطارد مريم بإصرار تركت لها إحساسًا غادرًا بالنقص، لقد حصلت مريم على أكثر ما تمنته لنفسها.. أما أنتِ يا زهرة، علام حصلتِ؟
(راشد)
وكأنها تمنح نفسها الجواب فنادته برجاء حار..
ليصلها همس تطيب له الروح
(يا قلب راشد)
ابتسمت ببعض الشجن لتمسح دمعة دافئة التمعت في حدقتها، وهمست تسأله بوداعة
(هل أنت غاضب مني؟)
كان غباءً منها أن تحطم سحر اللحظة.. فقد عاد لصمته المقلق، مما جعلها تفرك أصابعها بقوة...
وعلى الجانب الآخر كان راشد مستلقيًا فوق فراشه بجسد متصلب، ينظر لسقف الغرفة بعينين عاصفتين، وأصابعه تشتد فوق الهاتف بشدة كادت تكسره.. لقد ابتعد عنها خلال الساعات الماضية وهو يدرك أنه قد يفقد سيطرته على غضبه في أية لحظة.. ما حدث لم يمر عليه مرور الكرام، كان لقاء قاسيًا على رجولته.. ليته يستطيع القصاص لنفسه ولها..
لكن ممن؟ إن كان عليه أن يعاقب أحدًا فليعاقب نفسه أولًا على خوفه الذي منعه من التقرب إليها، ربما لو لم يتحكم به خوفه لما حدث ما حدث، لكانت صارت له منذ أن أحبها وانتهى الأمر...
(ولماذا قد أغضب منكِ؟)
سألها بوجوم وهو يقاوم ذلك الألم الذي ينتشر داخل صدره.. بينما ارتبكت هي من لهجته الغريبة على أذنها، فأغمضت عينيها تشتم نفسها لأسباب عدة، وهمست بخفوت
(لا أعرف..)
رفعت رأسها عاليا لتأخذ نفسا عميقا دون أن تفتح عينيها.. وتابعت بهمس حار أشبه بالتوسل
(لكن.. فقط لا تكن غاضبًا.. اتفقنا؟)
المزيد من الصمت الحارق للأعصاب، هل قالت يوما أنها تخشى أحاديثه الغامضة.. اللعنة إنه يخيفها أكثر بصمته!!
أجابها بعد أن احترقت أعصابها تمامًا
(لست غاضبًا.. هل أبدو لكِ كذلك؟)
تلاعبت بحافة الغطاء بينما تجيبه بحذر
(لا أعلم.. لقد رحلت اليوم سريعًا على عكس عادتك)
سمعت همهمة متكاسلة، ليصلها صوته العابث
(إحداهن تشتاق إليّ.. مَن يا ترى؟)
تناست قلقها وهمست تجاريه في مزاحه
(من يا ترى؟)
شاكسها بصوتٍ ممطوط
(الكثيرات)
عبست ملامحها وقد نجح في إغاظتها.. فتابع يسألها بمداعبة
(هل تغارين يا زهرتي؟)
هتفت تغيظه
(لا أغار)
لاحت ابتسامة منهكة على شفتيه، فأغمض عينيه، يهمس لها بصدق
(أما أنا فأغار يا زهرة، أحترق بنيران مستعرة ما إن ألمح من يتقرب لك؟ لو رأيتِ العذاب الذي تحملته أثناء مراقبتي لكِ لأشفقت عليّ...
ليتني اقتربت منذ زمن.. أم ليتني لم أقترب أبدًا.. لا أعرف)
"بل ليتك فعلتها يا راشد"
لم يسمع صوتها الهامس، وبالطبع لم يرَ تلك الدمعة التي انسابت فوق وجنتها.. بينما يتابع بنفس الهمس
(هل تدركين معنى أن يظل الإنسان عمرًا بأكمله يبحث عن شيء مستحيل؟ لكن في زاوية ما داخل قلبه يعلم أن به دواءه.. وبعض الدواء يحمل مرارة أشد من مرارة الانتظار.. كنت دائمًا أشعر أن كل السبل إليكِ مستحيلة.. ورغم ذلك انتظرت.. وها أنا قد انتصرت)
كتمت شهقة بكاء أوشكت أن تخرج من بين شفتيها معلنة عن عذابها الصامت، فأغلقت جفنيها بشدة، تتساءل إن كانت تستحق ذلك الحب فعلًا، إن كانت تستحق أن يراها انتصارًا...
لم تسعفها الكلمات لمنحه ردًا، فأغمضت عينيها بمزيدٍ من الدموع.. وطال الصمت هذه المرة فتسلل إليها إحساسًا موحشًا بالخواء.. إلى أن تحدث أخيرًا بنبرة لا تنم عن شيء
(لم تخبريني عن رأيكِ بشأن زيارتكِ لأمي.. ستأتين؟)
الكلمة الأخيرة بدت قرارًا أكثر منه سؤالًا.. وكم أزعجها ذلك الضغط الذي يمارسه عليها لأول مرة، لكنها لم تملك مجالًا للرفض، وكأن الرفض مفهومًا قد فنى ما إن اقتحم راشد حياتها.. ولذلك همست باستسلام
(سآتي)

*********************

"ترفعين وجهكِ نحو السماء
تشرد عيناكِ،
تبتسمين..
فيزداد بريق النجوم، والقمر
وقلبي."

مستلقيًا على فراشه يتأملها بصمت، في وقفتها الهادئة أمام النافذة، عيناه تتبعان تفاصيلها الآسرة، بينما الابتسامة تزين شفتيه، كانت شاردة لا تنتبه لمراقبته، تقف بحسنٍ بهي يأسر العين، مال برأسه قليلًا يتأملها دون حذر، يراقب ذلك القوام المشدود، والذي يزينه ثوبها الحريري الطويل، ينسدل على قوامها بنعومة أبرزت قدها المياس، انحدرت عيناه لساقيها الملفوفتين بامتلاء خفيف لا تلتقطه سوى عينين عابثتين كعينيه، ازدادت نظراته وقاحة وهو لا يزال مستمرًا في تتبع تفاصيلها، خصلاتها تتطاير فوق ثوبها فيشتعل جسده برغبة مُلحة في تمريغ وجهه داخل ليل شعرها الأسود.. كانت جميلة وهي تتأمل النجوم، تشرد بعينيها وتبتسم وكأن بينهما أسرارهما الخاصة.. بدت كلوحة فنية خلابة، وبدا هو كمهووسٍ بالفن..
بخفة نهض وتحرك ناحيتها، ليقف بجانبها على الجزء المقابل من النافذة.. يستند بجسده إلى الحائط كما تفعل هي، لكنها بدت شاردة أكثر مما توقع، فلم تلتفت ناحيته، فمنح نفسه دقيقة أخرى ليتأملها، قبل أن يهمس بخفوت
(تشتاقين لغرفتكِ؟)
أجفلت تنظر إليه متفاجئة مِن وقفته بجانبها، فهزت رأسها نفيًا في إجابة صامتة على سؤاله، لاحت الدهشة على ملامحه ولم ينتظر كثيرًا، فقد أوضحت بشرود
(لم أمكث فيها طويلًا على كل حال.. وما كدت أعتادها حتى تزوجنا، وها أنا قد انتقلت لغرفتك)
أيَّدها بتمهل
(هذا مُن حُسن حظي)
منحته نظرة جانبية سريعة رأت من خلالها ابتسامته العابثة، فعادت تتأمل شرفتها من بعيد، تكرر خلفه بغرورٍ
(مؤكد مِن حسن حظك)
التقطت أذناها ضحكته الخشنة، فرفرفت فراشات صغيرة في معدتها بتأثر من ضحكته الرجولية.. لكنها حافظت على ملامحها هادئة، بينما تابع أمجد بإقرار
(تشتاقين لعائلتكِ إذًا)
تؤلمه ابتسامتها الحزينة رغم جمالها، ورغم ذلك يُراقبها مفتونًا، بينما تهمس بشرودٍ ونبرة من الحزن تلون صوتها
(نعم أشتاقهم، ما زلت أحاول اعتياد تركهم بمفردهم)
ظهر طيف دمعة بين أهدابها فسارعت بإزالتها، فيهما تابعت ضاحكة
(ملك تقول أنني أبالغ، أتراني أُبالغ حقًا؟)
كانت قد التفتت إليه مُبتسمة رغم تلك الدمعة في عينيها، فناظرها بصمتٍ للحظات، إلى أن فتح ذراعيه على اتساعهما، يقول آمرًا بحزم حانٍ
(تعالي)
ولم يكن يحتاج لتكرارها، فقد اندفعت صوبه تلقي برأسها فوق صدره، ويداها تطوقان خصره باحتياج، فأغمض عينيه متنهدًا بعمق، وشدد من احتضانها بينما أصابعه تمشط خصلاتها برفق، أراحت صبا وجنتها فوق قلبه مغمضة عينيها باسترخاء، شاكرة لعناقه الدافئ..
شعرت بشفتيه تتنقل بنعومة فوق جبهتها، فابتسم ثغرها ببعض الخجل، ونفسها تراودها بالابتعاد عن فخه اللذيذ، لكن احتياجها لعناقه في تلك اللحظة جعلها تثبت مكانها رغم عبث شفتيه الذي انتقل لوجنتها..
أبعدها عنه بضع شعيرات دون أن يفلتها من حضنه، وأمسك بذقنها يرفع وجهها إليه، يتأمل زرقاويها المتماوجتين.. ازدردت ريقها وقد قرأت تلك النظرة في عينيه، فتضخم إحساسها بالذنب ناحيته، لقد مر أكثر من شهر على زواجهما، وها هي لا تزال ترتعب من فكرة إتمام الزواج، ربما هدأت نفسها نحو فكرة التلامس، لكن قيدًا ما يمنعها من الاستسلام له كليًا، رغم أنها لم تعد تنفر من فكرة زواجهما السريع، فقد اعتادت الأمر وبدأت تتقبل حياتها الجديدة، عليها أن تكون شاكرة لتفهمه، لكنه لا ينفك يحاصرها بحركاته الوقحة، لم تنتبه يومًا أن ملامحه الهادئة تحمل خلفها وجهًا وقحًا هكذا!، وتصرفات أكثر وقاحة و... جاذبية..
ربما آن لها أن تعترف بأنه رجلًا جذابًا، يعرف جيدًا كيف يلعب على أوتار أنوثتها..
(تبدين جميلة وأنتِ شاردة)
انتبهت لهمسته الخفيضة، والتي تزامنت مع تغلغل أصابعه داخل خصلاتها بطريقة أفقدتها اتزانها، بينما تابع أمجد مبتسمًا بثقة
(وأجمل عندما تشردين فيّ أنا)
الوجه الوقح يصاحبه وجهًا مغرورًا على ما يبدو.. أوشكت على الإنكار كاذبة
(لم أكن..)
لم يدعها تعكر صفو اللحظة، فأخفض وجهه إليها يُسكتها بقبلةٍ ناعمة، دافئة الملمس ومحطمة للأعصاب، مثيرة للمشاعر والبكاء!!.. اللعنة ما بالها صارت تشتهي البكاء كل لحظة، لكن شيء ما في اقترابه يدفعها لذلك، ربما ذلك الحنان الذي يغدقها به، أو ربما همساته المتهدجة باسمها.. كانت منشغلة بتحليل تأثير قبلاته وانتبهت ما إن ابتعد بوجهه عنها، راقب أمجد وجهها المتلون باحمرار شهي، لكن حاجبيها كانا منعقدين وكأنها تحل معادلة صعبة، فرفع كفه يلامس جبهتها بأصابعه كي يبدد ذلك الانكماش على شكل رقم مائة وإحدى عشر، والذي لا يليق بقبلة شاعرية كتلك التي تبادلاها منذ لحظات.. فتحت صبا عينيها أخيرًا، فهمس يغازلها وقد انتقلت أصابعه لشفتيها
(قبلتكِ لها مذاقًا شهيًا.. تشبه تلك الحلوى التي تناولتها ذات يوم من يديكِ)
اشتعل وجهها فاضحًا خجلها، وابتسمت لتلك الذكرى التي يقصدها، وقتها لم تكن في أحسن حالاتها، لكن تذكرها لذلك اليوم أنار بداخلها وهجًا لتلك الجلسة المميزة بينهما..
(إذًا.. هل أعجبتك الحلوى؟)
كانت تسأله ببراءة حقيقة، لكنه أجابها بوقاحة متقصدًا إرباكها
(دعيني أتأكد)
ومال يطبع قبلاتٍ متتالية فوق شفتيها، هامسًا بين كل قبلة
(أحببتها.. جدًا.. جدًا)
ضحكت بارتباك فذاب قلبه لوقع صوتها الناعم كألحان العود، والتهم ضحكتها في قبلة أطول، قبلة أودعها فيها شوقه إليها، وجعلتها تتناسى رغبتها في البكاء وقد قررت التركيز على تلك المشاعر التي تمنحها إحساسًا فريدًا بالكمال.. فارتفعت على أطراف أصابعها تحيط عنقه بذراعيها، تبادله شغفه بخجل وتردد أفقده المتبقي من صوابه وجعله يضمها إليه أكثر هامسًا من بين قبلاته اللاهثة
(جميلة أنتِ يا صبا.. أي حظ جميل تقاطعت عنده طرقنا؟)
همساته تسكرها، ويديه فوق خصرها تسحق رغبتها في الابتعاد، ربما لا يزال الخوف يسكنها، لكنها لا تستطيع أن تنكر ذلك التناغم بين جسديهما، وكأن مكانها الطبيعي بين أحضانه، ذابت معه للحظات نسيت فيها كل ما يؤرقها، وما إن أفلت شفتيها طلبًا للهواء حتى أخفت وجهها بين طيات ملابسه وقد عجزت عن مواجهة عينيه بعد ما حدث بينهما من جنون.. بعد أن هدأت أنفاسه همس وهو يداعب خصرها
(لم تخبريني عن رأيك في مذاق الحلوى)
اتسعت عيناها وعضت شفتيها غير قادرة على مجاراة وقاحته التي تتناسب طرديًا مع ازدياد وسامته وجاذبيته.. اللعنة إنها تتغزل به كما تفعل ملك بمرهقتها الحمقاء "منكِ لله يا ملك"
حاولت الابتعاد عن حصاره لكنه لم يترك لها مجالًا للهرب كعادتها، فأحكم يديه على خصرها فابتلعت ريقها دون أن تجرؤ على رفع عينيها عن كتفه.. انتبهت لملابسه فهتفت بدهشة
(لماذا لم تبدل ملابسك حتى الآن؟)
رد بصوتٍ أجش وهو يتأمل جانب وجهها الأحمر
(لقد غلبني النوم ما إن عدت من العمل.. وأنتِ لم تتفضلي لإيقاظي يا هانم)
ابتسمت لتقريعه العابث، وتجرأت على مواجهة عينيه وهي تقول بنبرة حانية
(كنت تبدو متعبًا جدًا)
أخفض رأسه حتى ارتاح بين جانب عنقها
وكتفها، يمرغ وجهه بين خصلاتها بينما يهمس بأنفاس ساخنة
(نعم أنا متعب يا صبا)
تعالت وجيب نبضاتها بجنون، وازدرت ريقها بصعوبة وهي تشعر بأنفاسه فوق بشرتها بينما كفه يتحرك فوق ظهرها بشغف..
أغمضت عينيها وخرج زفيرًا مرتجفًا من بين شفتيها، ثم قالت بصوت متعثر
(لم تتناول شيئًا منذ الصباح.. ألن تأكل؟)
ابتسم من بين قبلاته فوق عنقها الغض، إنها تثرثر بغباء يثير شهيته، لها وليس للطعام..
ولذلك همس فوق وجنتها بصوتٍ غمرته العاطفة
(بلى سآكل... سآكلكِ أنتِ)
تزامنت كلماته مع حركة أصابعه فوق ثوبها الحريري، وكأنه يفتح غلاف هدية سيلتهمها بحق.. فشهقت وسارعت تبتعد عنه، ولم تفلح يداها في دفعه بعيدًا فقد تمسك بها أكثر لترفع إليه عينين متوسلتين، وقابل هو رجائها الصامت بوجه صلب، وعيناه تسألانها دون أن ينطق "إلى متى؟"
لو كانت تمتلك جوابًا لمنحته إياه، لكنها لم تملك سوى الهمس بِاسمه دون صوت... وقرأ هو شفتيها ووصلته رسالتها بوضوح.. فابتعد عنها فجأة لتتسلل برودة مؤلمة لجسديهما.. أعطاها أمجد ظهره وتحرك خطوة صوب حمام الغرفة، لكنها سارعت تتشبث بقماش قميصه وهتفت بأنين عاجز
(انتظر يا أمجد)
لم يرد ولم يستدر إليها، فنظرت إلى ظهره المتصلب للحظة قبل أن ترفع كفها الآخر إليه، ما إن لامست أصابعها ظهره العريض حتى استشعرت تشنجه الواضح، وبفطرتها أدركت أن لمستها البسيطة قد أثرت به رغم غضبه منها.. ازداد تشبثها بذراعه وكأنها تخشى أن يبتعد فجأة، وهمست
(تعلم أنه ليس بيدي.. أرجوك لا تغضب)
لم تستطع أن ترى ملامحه بينما يوليها ظهره
فضغطت أصابعها فوق كتفه في محاولة لقراءة لغة جسده، لكنه بدا هادئًا وكأنه قد استعاد سيطرته على نفسه، أو ربما فقدت هي سيطرتها عليه، عقدت حاجبيها بانزعاج وضربها إحساسًا مؤلمًا بالإهانة، بينما صدر عنه صوتًا بدا كضحكة ساخرة يتبعها سؤاله المتهكم
(وكأنكِ تهتمين لغضبي حقًا!)
لم تتحمل اتهامه، فتقدمت لتقف أمامه وهتفت باحتجاج
(بالطبع أهتم)
قطع المسافة الضئيلة بينهما ليمسك بمرفقيها فجأة.. فشهقت مجفلة، لكن صوتها توارى خلف سؤاله المتجهم
(إلى أي مدى يا صبا؟ إلى أي مدى تهتمين؟ هل تأبهين حقًا بشأن زواجنا؟ أم أنني أتحدث إلى صبا التي طلبت الرحيل بوقاحة تستحق العقاب)
أخفضت بصرها فقابلها صدره الذي يعلو ويهبط بإنفعال مثلها، وهمست بقنوط
(توقف عن ذكر ذلك الأمر.. كنت في حالة عدم اتزان، تعلم ذلك جيدًا)
ثم رفعت رأسها تقول بانفعال وقد تغيرت ملامحها الوديعة لأخرى شرسة
(وتوقف عن اتهامي دائمًا بأنني الطرف المتخاذل.. لست وحدك من يسعى لإنقاذ زواجنا.. فأنا أيضًا أحاول)
ارتخت ملامحه أمام شراسة كلماتها، وتجولت نظراته فوق فتنة ملامحها الغاضبة، فهمس بصوتٍ متهدج وقد عاودت أصابعه العزف فوق خصرها
(إلى أي مدى؟)
من نظرته الشغوفة أدركت أنها غلبته، فلانت ملامحها وقالت بشبه ابتسامة
(إلى المدى الذي يجعلني أصالحك الآن.. لو كنت لا أهتم لما فعلت)
انزلقت نظراته لشفتيها المبتسمتين برقة، وسألها بأنفاسٍ ضائعة
(وكيف ستصالحينني؟)
ذهبت آماله الوقحة أدراج الرياح ما إن ردت بثقة
(سأطبخ لك)
هز رأسه يستعيد بعضًا من وعيه، ونظر لها بغباء منتظرًا أن تتراجع عما قالته، لكنها ابتعدت عنه لتتجه نحو خزانة الملابس وأخذت تبحث بها عن شيء ما... انحدرت نظراته نحو منحنيات جسدها التي أبرزتها وقفتها المتمايلة، فابتلع ريقه بصعوبة يحدث نفسه بأن أعصابه لن تتحمل أكثر...
عادت صبا إليه تحمل ملابسه البيتية، مدتها له تقول ببساطة
(هيا بدل ملابسك.. وسأذهب لإعداد شيئًا خفيفًا لك.. هل تشتهي طعامًا معينًا؟)
كان ينظر إليها بملامح متبلدة كمن اعتاد على حماقة مشاعرها التي قتلت رغبته الحسية وأثارت جوع معدته بخبث، فقال بعبوس
(أريد حلوى)
ردت صبا بدهشة
(الآن؟ إنها تقترب من منتصف الليل)
اكتفى بنظرة صامتة فأومأت برأسها مبتسمة لهيئته المبتئسة...
تابع أمجد خروجها من الغرفة فتنهد بإحباط وهو ينظر للملابس التي وضعتها بين يديه،
وتحدث إليها
(هل كان ضروريًا أن ألعب دور الشهم؟ ها هي تطبق عليّ أحمق نظريات الجدات)
ثم زفر مجددًا وهو يتجه لحمام الغرفة شاتمًا من بين أسنانه
(يالكِ من غبية.. اللعنة لم أكن أقصد تلك الحلوى )

********************
كانت تجهز المكونات التي تحتاجها، وقد غمر وجهها تعبيرًا دافئًا، تجرب للمرة الأولى أن تعد له شيئًا من صنع يديها، لزوجها... تسلل إليها شعورًا حميميًا بالألفة وقد لامست الفكرة قلبها.. كانت قد اعتادت أن تستمع إلى تذمر زميلاتها في العمل مِن طلبات أزواجهن التي لا تنتهي وخاصة إعداد الطعام، فكانت تظن نفسها محظوظة لأنها لا تعاني مثلهن، لم تتوقع أن تقف يومًا في المطبخ مبتسمة، تعد طعامًا لزوجها بعد يوم طويل من العمل.. لكن الأمر لم يكن بذلك السوء أبدًا...
انقطعت أفكارها بحركة عند الباب، فاستدارت بجسدها هاتفة
(لم أنتهي بـ.. آآه مرحبًا)
وقفت مكانها بعينين حذرتين ما إن أبصرت صاحب الوجه المتجهم على الدوام، لكنه الآن بدا متفاجئًا تمامًا مثلها، وحين استمر صمته استدارت تعطيه ظهرها لتتابع ما كانت تفعله، لكنها شعرت بخطواته تقترب كما توقعت...
أما فارس فقد تحرك نحو الخزانة يقلب في محتوياتها، وبعد معركة مع الأواني أخرج ما يريده واتجه نحو الموقد.. راقبته صبا بطرف عينيها وهمست بحذر
(هل تحتاج شيئًا؟)
تنازل أخيرًا وأجابها باقتضاب
(سأعد فنجان قهوة وأنصرف)
وبينما يتابع ما يفعله شعر بها تقترب من الموقد قائلة بلطف
(لما لا تجلس وتدعني أتولى الأمر.. لا نريد حريقًا في منتصف الليل)
لم يبتسم لداعبتها ولو من باب المجاملة، ولم يتزحزح من مكانه بينما بدت إمارات التأفف على ملامحه، لكنه ابتعد مرغمًا ما إن شرعت في إعدادها بالفعل.. جلس على أحد الكراسي مستندًا بمرفقيه إلى الطاولة أمامه،
فرمقته صبا بنظرة خاطفة وقد بدا شديد الشبه بأمجد في تلك اللحظة، لكن أمجد وقتها كان يتأملها بنظرة مختلفة، أما ذلك الجالس أمامها بشرود فيبدو وكأن شيئًا يقصم ظهره، هو نفس الشيء الذي جعله يأتي إلى المطبخ في ساعة كهذه.. دفعها فضولها لتجاذب أطراف الحديث، فقالت ببساطة دون أن تترك ما بيدها
(هل نامت رحمة؟)
التفت إليها بتشتت وكأنه قد نسي وجودها، وأجاب سؤالها بإيماءة خفيفة ليعاود شروده مجددًا...
يفارقه النوم منذ أيام، لم يعاني أمراضًا في مراحل عمره، كان حصين الجسد حتى في أوقات تعبه.. لكن الأرق كان عدوه الأول، لم يعرف رأسه راحة النوم إلا بجانب رحمة، حتى وإن ظل مستيقظًا طوال الليل، يكفيه أن يضمها إلى صدره حتى تتسلل السكينة إليه وينام مع بزوغ الفجر.. لكنه الليلة لم يكن في أفضل حالاته.. ينهشه القلق وقد انشغل باله بما يخطط له والده، والذي يسعى هو لمعرفته منذ أيام.. يعرف والده جيدا، ذلك الهدوء غريب عليه.. ليست هذه طريقته ولم يكن يوما برجلٍ يستسلم للأمر الواقع... وهذه الدخيلة التي تتجول في مطبخ منزلهم لن يطول مكوثها طويلًا، سيتخلص والده منها بأي طريقة.. يعلم ذلك جيدًا ولا يبالي به... لكن رأس المشكلة ليست بها، بل بمَن أحضرها إلى هنا.. ماذا سيفعل والده كي يقنعه بإنهاء الزواج، بماذا سيغريه هذه المرة كي يبقى.. قبل سنواتٍ منحه إدارة الشركات في ليلة وضحاها، فقط كي يثنيه عن السفر.. والآن، بماذا سيغريه كي يتنازل عن إمرأته؟ إن كان قد رفض الإدارة سابقًا فلن يكرر حماقته لأجل إمرأة تزوجها في لحظة تمرد، أي مجنون يضحي بمنصبٍ كهذا !!
وإن فعل فذلك لن يعني سوى كارثة أسوأ، وهي أن الابن الأكبر يطمع في الغنيمة بأكملها.. وربما يجد نفسه موظفًا لديه حينها !!
(تفضل)
انتفض بشدة ما إن وصله الصوت الهادئ، وتطلع بحدة لصاحبة النظرات الثاقبة.. نقلت صبا عينيها بينه وبين الفنجان الذي اهتز في يدها إثر انتفاضتها الخفيفة، رغم أنها هي من تعمدت إجفاله متجاهلة خوفًا طبيعيًا من نظراته التي استعرت أثناء شروده.. كانت لا تزال مائلة بجسدها إلى الطاولة دون أن تترك الفنجان من يدها، وما إن فعلت حتى استقامت ببساطة وابتسامة لم تريحه...
أخفض بصره للفنجان ثم مد يده يقربه من فمه بصمت.. رشفة وراء الأخرى وهي لا تزال ترمقه بنفس النظرات الثاقبة رغم هدوء ملامحها.. إلى أن سعل أخيرًا فعادت إلى ما كانت تفعله وكأنها تعمدت مضايقته.. تجهمت ملامحه أكثر وقد بدأ وجودها في المطبخ يغيظه، خاصة وهو يراها تخلط بعض المقادير في أحد الأواني وكأنها في منزلها الخاص.. التقطت صبا نظرته المقصودة نحو ما تفعله، فتكلمت تتصنع العفوية، متظاهرة بأنها لا تشعر بضيقه
(إنها حلوى سريعة التحضير.. لقد اشتهاها أمجد وطلب تناولها)
تصلبت أصابعه الممسكة بالفنجان، وتوقفت يده قبل أن قبل تلامس الحافة شفتيه.. فأنزله ببطء فوق الطاولة دون أن يحيد بعينيه عن الأواني.. أظلمت عيناه وقد طالهما تعبير غريب، لم يجد تفسيرا قاطعًا لتلك الضربة التي اخترقت منتصف صدره.. هل هي غيرته السوداء من كل ما يحصل عليه أمجد، أم لأنه ببساطة لا يحصل إلا على ما يفتقده هو!
شرد في أول أيام زواجه من رحمة، حين كانت تُصِر على إعداد أصناف الطعام له بنفسها، حتى قبل زواجهما، كانت تطبق ما تعلمته عليه هو، وتطلب منه بابتسامة دافئة أن يمنحها رأيه، فلا يتأخر عن قول قصائد من الشِعر فيما تطبخه، رغم أن المِلح زائد في الطعام، وأن الأرز يطقطق تحت أسنانه كمفرقعات العيد، كذب ولم يخبرها أنها ستتسبب في قتله إن لم تتوقف عن إجراء تجاربها عليه؛ فلم يكن بأحمق وقتها كي يحرم نفسه من لحظاتٍ كهذه، حين يمدحها فتتورد وجنتيها خجلًا، وتتبسم شفتاها فينبت في قلبه من الزهور بستانا.. وقتها كانت أشبه بشعاع وُلِد مِن جوف الشمس، وكان هو خفيف الروح، والآن ها هي تنطفئ إلى جواره، ويزداد ثقل روحه كما تزداد الهموم بداخله...
خرجت تنهيدته ثقيلة كثقل روحه، وانتبه للفنجان بين يديه.. كان بشع المذاق وكأنها بصقت به متعمدة، فرمقها بسخرية وهو يراها لا تزال منهمكة فيما تفعله، ولم يعرف أنها كانت تراقب شروده خلسة وقد ازداد فضولها تجاهه.. إنه القطعة الأكثر غموضًا في أحجية هذا المنزل، تعلم أنه الأكثر معارضة لوجودها بينهم، وتُعجِبها لعبة اللامبالاة التي يخدعهم بها..
وصلها صوت خطوات أخرى عرفت صاحبها قبل أن تلتفت إليه.. في حين توقف أمجد على باب المطبخ ما إن فوجئ بأنها ليست بمفردها..
بادله فارس النظر دون أن يتحرك من مكانه،
لكن أمجد تجاهله واتجه نحو صبا بملامح عادية، لكنها لمحت بعض الضيق في نظراته، ولم تفكر في السبب فهي تعلمه، لكنها ابتسمت له بحذر وقالت
(دقائق وأنتهي)
أومأ لها بصمت.. أما فارس فنهض من مكانه وقد اختار الانصراف مصطحبًا فنجان القهوة معه، لكنه توقف عن الباب ليستدير بجسده ورفع الفنجان أمام وجهه قائلًا ببساطة
(شكرًا)
وابتعد من أمامهما ليتجه إلى غرفته مباشرة.. وفي طريقه توقف بجانب إصيص زرع، أفرغ فيه ما يحتويه الفنجان.

********************
وقف إلى جانبها يُرتب تلك الفوضى التي أحدثتها بالمكان، دون أن يظهر على ملامحه شيئًا...
لن ينكر أنه نجح في استفزازه، يعلم أنه تعمد إغاظته بالاشارة لفنجان القهوة، لكنه ليس مريض النفس عطن الفكر كأخيه كي يغار على زوجته منه.. فليست صبا من تقع في فخٍ كهذا، وأخوه رغم فساد نفسه المتشربة بالحقد إلا أنه لا يجرؤ على مجرد التفكير في الاقتراب منها.. لكن، أكانت صدفة تواجده الآن تحديدا في المطبخ، أم أنه يسعى بطريقته لإفساد الأمور بينهما...
زفر بحنق جعلها تجفل، فرفعت عينيها إليه بتساؤل.. لكنه تدارك نفسه وتصرف ببساطة ليقترب منها، أحاط خصرها هامسًا بخشونة
(متى ستنتهي؟ أنا جائع يا سيدة المطبخ الأولى)
راقبت باب المطبخ بقلق خشية أن يدخل أحدهم، ثم التفتت إلى وجهه القريب منها تجيبه بفتور
(لن تنتظر كثيرًا)
أومأ لها مبتسمًا ومال يقبل وجنتها بنعومة، متنقلًا بين شحمة أذنها وذقنها حتى وصل إلى عنقها فارتاحت شفتيه هناك لوقتٍ أطول كمن يرتاح بعد رحلة القبلات ذهابًا وإيابًا، وكأنه نسي وجودهما في منزل يعج بالأشخاص المتجهمين بغير ودٍ، وعلى الأغلب سيعتبرون ما يحدث الآن فعلًا فاضحًا بين أواني الطهي..
ابتعلت ريقها تقاوم ذلك الخدر في أطرافها، وحاولت تشتيت نفسها بتقليب المحتويات أمامها.. بينما لم يتزحزح أمجد مِن مكانه، بل ازداد احتضان كفيه لخصرها بينما يستند بذقنه أعلى كتفها.. رمقته صبا بطرف عينيها فوجدته يتأملها كعادته، حادت بعينيها نحو ما تفعله وقالت بفتور
(أعلم أنك لن تمنحني جوابًا لما سأقوله.. لكنني سأسأل على كل حال)
قطب حاجبيه وقال مستفهمًا
(علامَ تريدين جوابًا؟)
وضعت عينيها في عينيه وقالت مباشرة
(فارس)
لم يغادر الهدوء ملامحه، كما احتفظ صوته بهدوءه، لكن شيئًا مظلمًا ظلل حدقتيه يرافقه اشتداد أصابعه فوق خصرها، في حين سأل بصوتٍ عادي
(ماذا به؟)
تفاقم الغضب بداخلها حتى ظهر جليًا في عينيها، وتملكت منها العصبية فأزاحت الإناء بعيدًا بعنف ثم التفتت إلى وجهه القريب منها هامسة بحدة رغم خفوت صوتها
(أنا لست عمياء يا أمجد.. ولا أنصحك بالتعامل معي على هذا الأساس.. أنا أدخل هذا المنزل منذ فترة ليست بالقصيرة، ولم يكن من الصعب ملاحظة ما يحدث بينكما فهو واضح كما الشمس.. أتحسب أنني لا أنتبه لانقطاع التواصل بينكما؟!! اللعنة أنتما تكادا لا تتحدثان.. باستثناء نظراتٍ تتراوح بين أعينكما وأرتعب من تفسيرها، فأنتما بالفعل لا تتحدثان أبدًا.. هذه ليست علاقة أخ بأخيه أبدًا.. لم يسبق لي وشهدت أمرًا كهذا)
ظلت تحدق في عينيه بذهول، وكأنها تنتظر منه أن ينفي ما قالته، لكن ملامح وجهه كانت قد تحولت إلى قناع رخامي.. وحين تحدث خرج صوته صلبًا كملامحه
(عليكِ إذًا بالبدء في تقبل سوداوية هذا المنزل والتخلي عن فكرتكِ الوردية حول حياة العائلة)
فك حصار كفيه عن خصرها فجأة وابتعد عنها خطوة ضئيلة، لكنه لم يرحل بل ظل واقفًا يديه في جيبي بنطاله وقد أعرض عن النظر إليها واختار تأمل سماء الليل من النافذة الصغيرة أعلى رأسه..
عقدت صبا حاجبيها وهمست باستنكار
(لم أكن يومًا سطحية الفكر بشأن هذه الأمور.. تتحدث وكأنك لم ترَ بنفسك كيف تسير علاقتنا مع عماتي وأزواجهن.. أفهم جيدًا هذه الأمور، لكن.. لكن الوضع بين الأخوة يختلف، إنه رباط مقدس لا تتلفه خلافات ولا يقطعه بُعد.. أيًا كان ما حدث بينكما سابقًا، لا يجب أن يتسبب في هذه القطيعة.. لماذا فقط لا تفهم!!)
التفت إليها فجأة وارتفع صوته المنفعل
(أنتِ مَن لا تفهمين شيئًا)
أجفلها هتافه المتشنج وقد بدا يكتم مثله أضعافًا، لكنها لم تتمكن من الخنوع وهزت رأسه تهمس بعدم تصديق
(إذًا أخبرني أنت.. هل يستحق الأمر فعلًا أن تتحول علاقتكما إلى شيءٍ أشبه بالعداوة!!)
ابتسامة قاسية ارتسمت على شفتيه، وتحدث بهدوء غريب كي يلقي الكرة في ملعبها
(لما لا تجيبين أنتِ.. هل يستحق الأمر فعلاً أن تتحول العلاقة بينكِ وبين عماتك إلى شيء أشبه بالعداوة!!)
اتسعت عيناها بذهول مما آل إليه فكره، وفتحت فمها تنوي الاعتراض بأنه مخطئ، وبأن الأمور هنا تختلف.. لكنه بدا كمن يقرأ أفكارها فسبقها يهتف بانفعال
(لا يوجد فارق يا غبية.. الأمر لن يختلف، وعليكِ البدء بالتصديق طالما أنكِ تقدسين روابط الدم.. عماتكِ اخترن إقامة ذلك الحاجز مِن الكراهية بينكم.. وكذلك فعل هو.. وأشياء كهذه لن تُحل بتجاهلها أو انتظار الوقت كي يرمم شروخها.. فقط لا تفكري أكثر واتركي الأمور كما هي)
خمد اشتعال صوته حتى صمت تمامًا يلهث بانفعال.. بينما كانت هي تحدق به وقد اتسعت عيناها ذاهلة من تحليله للأمور، ورغم أنها لم تقتنع بكلمة مما قالها إلا أنها صمتت مرغمة حين أبصرت ذلك الكم الهائل مِن الألم الذي غمر عينيه.. لم يسبق لها أن رأت ملامحه شفافة كما هي الآن، لطالما استطاع تشتيتها بقناعه الهادئ، فتساءلت عن مدى عمق ذلك الصدع بينه وبين أخيه.. لكن أيًا كان ما يخفيه فذلك لا ينفي حقيقة أن الأمر يؤلمه، حتى وإن أظهر العكس..
حينها شعرت بقبضة جليدية تقبض صدرها بعنف، واختنقت بغصة كما لقمة الزقوم، ابتلعت مرارتها واقتربت منه لترفع أصابعها نحو ذراعه تلامسه برفق، وهمست بعينين معتذرتين وصوتٍ خافت
(أمجد)
لم يمنحها فرصة كي تنطق بالمزيد، وأزاح كفها عنه كي يندفع لخارج المطبخ.. تاركًا خلفه صبا تحدق في الباب الذي خرج منه بعينين زائغتين وقد تكاثفت فيهما الدموع فجأة.

********************

كيف سمح بذلك!.. كيف ترك نفسه لرياح غضبه أن تتقاذفه كورقة بالية.. لم يكن عليه الخوض في أمر كهذا، ومعها هي تحديدًا..
كان يقطع الغرفة ذهابًا وإيابًا بخطواتٍ تنضح غضبًا.. للمرة العاشرة تفحص xxxxب الساعة بقلق.. لقد صعد إلى الغرفة منذ ما يقارب النصف ساعة، وكان بديهيًا أن تتبعه.. لكن بقاءها بالأسفل حتى الآن أثار توتره أكثر.. لم ينتظر لثانية أخرى وتحرك تجاه الباب، لكنه فوجئ بها تدخل الغرفة فسارع يقول بحزم
(حسنّا اسمعي.. لم يكن علينا أن..)
بتر جملته وقد منعته الدهشة من المتابعة.. كانت قد أغلقت الباب والتفتت إليه بملامح هادئة ناعمة، تقدمت نحوه فأنزل نظراته لتلك الصينية التي تحملها.. كانت تبدو كزوجة أصيلة انتهت للتو من إعداد وجبة لزوجها.. وقفت أمامه ورفعت عينيها إليه تقول ببساطة
(ها هي صارت جاهزة)
نظر لطبق الحلوى لثوان ثم أعاد بصره إليها وهمس بوجوم
(أكان هناك داعٍ لذلك!)
رمقت طبق الحلوى بين يديها ثم عادت تنظر له ببراءة
(ألم تطلبها بنفسك؟ أم أنك فقدت شهيتك؟)
رفع رأسه لأعلى مُغمضًا عينيه، وزمجر بملل
(لستِ بارعة في التمثيل يا صبا، تفهمينني جيدًا فلا داعي لهذه الألاعيب)
مطت شفتيها تقول بفتور
(كُف أنت عن الثرثرة وتناول ما طلبته)
انحنت تضع الصينية جانبا وتابعت متظاهرة بتذكر شيئًا
(آآه.. هلا أثنيت عليها؟ على الاقل من باب المجاملة.. شكرًا مُقدمًا يا زوجي العزيز الذي لا يُقدس الروابط العائلية)
سارت خطوة واحدة نحو السرير، ولم تزد عنها فقط سارع بإمساك مرفقها وجذبها إليه حتى ارتطمت بصدره متسعة العينين.. بينما تحدث أمجد من بين أسنانه
(توقفي عن ذلك يا غبية)
عقدت حاجبيها لإهانته، لكنها لم تمنحه ما أراد وقالت بفتور
(هل هذه طريقتك في التعبير عن امتنانك لزوجتك التي وقفت في منتصف الليل تعد لك شيئا تأكله؟)
لم تفلح طريقتها المكشوفة لإثارة غضبه.. هذا ما أدركته حين أخفض نظراته لشفتيها هامسًا بخفوت أجش
(لا أميل للطرق التقليدية.. تعلمين كيف يعشق زوجكِ الاختلاف)
ازدرت ريقها أمام وجهه القريب منها، وقد سرت بعض الحرارة في جسدها تجاوبًا مع اقترابه الخبيث.. اللئيم! ويجرؤ على التلاعب بها! تبًا له.. دفعته في صدره بوهنٍ جعل الابتسامة تتعمق فوق ثغره، وقال بخفوت وأصابعه تعزف فوق أوتار عامودها الفقري
(أين ذهب لسانكِ السليط؟)
ردت ببرود رغم ارتعاشها الداخلي
(لقد اكتفيت اليوم)
عبثًا حاولت الابتعاد فقد شدد من حصاره لها.. سألها بصوت أشد خفوتا
(تجيدين الاكتفاء أم تتظاهرين به؟ ليتني أفهمكِ حقّا يا صبا)
ناظرته بعتاب عينيها
(لا تتمنى شيئًا قبل تقديم المثل)
كانت تنشد إغاظته.. فأغاظها هو، وأثارت ابتسامته دهشتها.. لم تكن البسمة ساخرة، بل بدت جميلة مع أشد ندمها للاعتراف بذلك في غمرة غضبها منه.. شردت قليلًا في صفاء تلك الابتسامة إلى أن همس بعذوبة
(لقد تمنيت بالفعل.. ها أنا أحتضن أمنيتي الآن)
جاهدت ألا تبتسم، حافظت على اشتداد شفتيها بعبوس، لكنه تابع وعيناه تتجولان في دروب عينيها
(تُرى أي شيء جميل قدمته كي أحصل على هذه الأمنية)
مال برأسه حتى أسند وجنته فوق وجنتها مغمضًا عينيه.. فقالت بارتعاشٍ إثر ملمس لحيته فوق بشرتها
(طريقة مناسبة جدًا لإنهاء نِقاشًا لا يروقك.. لكن لا داعي لها.. فلن أُجبرك على الحديث)
تنهد بعمق، وهمس بصوت أجش بعد أن منح عنقها قبلة دافئة
(لا شيء يروقني سوى كلمات أتبادلها معكِ يا صبا.. لكن هلا نحيتِ هذا الأمر جانبًا؟ لا أطمع سوى في بضع لحظاتٍ مِن الهدوء دون المزيد مِن المناقشات والتي تنتهي دائمًا بشجار)
ودت لو تعاتبه على هذه الحواجز التي يفرضها، لكنها صمتت مرغمة، وقد شعرت بأثر حديثهما عليه.. الأمر ليس عاديًا بالنسبة له، حتى وإن أظهر العكس.. فطرتها تخبرها أنها بين أحضان رجلٍ يتألم، وإن كان يرفض البوح فلا سبيل لها الآن سوى منحه بعض الدعم...
كان يعانقها فأحاطت جذعه بذراعيها تبادله العناق بتنهيدةٍ مُنهكة.. أرادت أن تُبدل جو الكآبة فناكفته بقنوط
(أتقصد أنني دائمة الشجار معك!)
ضحك يشاكسها، متناسيًا ما دار منذ دقائق
(ليس معي فقط حبيبتي)
لامستها الكلمة حتى وإن نطقها مسبقًا، حتى وإن أظهرت العكس وأنكرت.. فابتعدت عنه قليلًا هاتفة بعبوس
(وأنا لا يُرضيني)
تحررت منه واندفعت نحو الفراش، لكنه أمسك مرفقها برفق يديرها إليه سائلا بلهفة
(ستنامين!)
أجابته بفظاظة
(إن كنت لا تمانع)
رد مبتسمًا بثقة
(بلى.. أمانع)
قطبت حاجبيها بينما تابع هو يدعي البؤس
(على الأقل شاركيني السهر الليلة.. ألست أنتِ مَن تركتني نائمًا كل ذلك الوقت)
ارتفع حاجباها وفتحت فمها تنوي الاعتراض، لكنه تركها فجأة واتجه نحو طبق الحلوى، التقطه وأكمل سيره نحو الشرفة قائلًا بهدوء
(اتبعيني)
رمشت بعينين متسعتين من ثقته المغيظة، تطلعت إليه وهو يرتب المقاعد الوثيرة في الشرفة استعدادا لانضمامها إليه!
هزت رأسها تضحك ساخرة.. بالطبع لن تستجيب لطريقته الناعمة في إنهاء أي مناقشة، ولن تغريها أجواء الشرفة ليلًا ورائحة الحلوى التي أعدتها بنفسها.. حتى جاذبيته لن تؤثر بها..
بعد لحظات نادته بخشونة
(أتريد بعض الشاي؟)

******************
”ثمة متعة غير مفهومة في تأمل ملامح رجل يأكل”
كانت عبارة غريبة قرأتها منذ فترة في منشور لإحدى صديقاتها وانهالت عليه الوجوه الضاحكة والتعليقات الساخرة.. ربما سيكتمل المعنى لو أضافت:
"ثمة متعة غير مفهومة في تأمل ملامح رجل يأكل طعامًا مِن صنع يديكِ"...
تجلس أمامه مُتدثرة بشالٍ قطني ملون، تسند وجنتها فوق قبضتها المضمومة، عيناها مبتسمتان بنظرة دافئة شملته.. لا تعلم متى صارت تدقق في تلك الأمور، لكنها الآن تتساءل عن سبب ذلك الشعور الذي يُدغدغها بلطفٍ وهي تتامله يأكل الحلوى بتلذذٍ واضح.. لا تذكر أنها انجذبت يومًا لرجل ممن يستعرضون أنفسهم أمام الفتيات، حتى ذلك الجالس أمامها لم تؤثر بها وسامته كما ينبغي.. العجيب أنها تراه الآن أكثر الرجال جاذبية!، في جلسته المسترخية بملابسه البيتية وأمامه طبق الحلوى الذي انقض عليه يتناوله بنهم، يلعق أصابعه بعد كل قطعة بطريقة جعلته أشبه بطفلٍ ضخم... كانت توبخ ملك كثيرًا كي تتوقف عن هذه العادة، لكنها الآن تبتسم رغمًا عنها، كأمٍ تراقب طفلها.. لو يعلم ما يدور بعقلها الآن لضحك ساخرًا..
(لماذا تبتسمين؟)
بالكاد انتبهت لسؤاله فاستعادت رزانة ملامحها.. لكن منظره جالسًا أمامها وفمه محشو بالحلوى كاد يجعلها تنفجر ضحكًا.. لملمت ابتسامتها وسألته بهدوء
(هل أعجبتك؟)
نسي سؤاله على ما يبدو.. فقد عاد لما كان يفعله مرددًا بتلذذ
(رائعة يا صبا)
ابتسمت لمديحه
(من الجيد إذًا أنني استخدمت كمية قليلة من السكر، رغم أن ما تناولته أكثر من الحد الطبيعي!)
ضحك بمرح
(والله لم أنجذب للحلوى حتى في طفولتي.. أنا أكلمكِ بأمانة)
نظرت لحركته وهو يضع كفه فوق صدره متكلمًا بصدق، ثم رفعت عينيها إليها متهكمة بمرح
(كل هذا ولا تنجذب للحلوى!.. ماذا لو كنت تنجذب إذًا!.. كنت ستأكلني؟)
لعب حاجبيه بشقاوة
(سآكلكِ في كل الأحوال.. لا تتعجل يا جميل) وأتبع جملته بغمزة وقحة احمرت لها وجنتيها باشتعال، وشيء من الترقب اللذيذ وكأنه أصابها بعدوى الوقاحة.. فتهربت من نظراته ونهضت نحو سور الشرفة تستند إليه.. بينما تأملها هو مبتسمًا للحظات، التقط منديلا ينظف به يده وفمه ثم نهض يتبعها.. شعرت به خلفها وكفه تحتضن خصرها يضم ظهرها لصدره الدافئ، واستقر ذراعه الآخر حول ذراعيها ليستند بذقنه فوق كتفها بدفءٍ تُتوِجَه حميمية نسمات الليل الباردة
(أمجد)
همست بها بترددٍ خافت، همهم كي يحثها أن تكمل.. فتابعت
(أعتذر إن كنت قد ضايقتك بما قلته.. لم أقصد إيلامك صدقني)
رد بعد لحظتين من الصمت
(لا بأس)
لم تُصدق تسامحه المزعوم-كما ظنت-، ولذلك التفتت إليه برأسها، تسألها بتشكيك
(هل قبلت اعتذاري بهذه السرعة حقًا؟)
أجابها بملامح جادة
(أردت أن أشجعكِ على تقدمكِ الرائع في تقديم الاعتذار.. صرتِ تبلين بلاء حسنًا، ورغم ذلك فأنا أتوق لطرق أخرى للاعتذار، لا تعتمد على الكلام، بل أشياء أخرى)
كانت الجدية لا تزال تسيطر على ملامحه وصوته، لكن نيته الوقحة وصلتها بوضوح، فلم تسيطر على تسارع نبضاتها واحمرار وجنتيها وهي تتجاهل رده وتدير رأسه نحو الشارع مجددًا، وحين استعادت القدرة على الكلام تمتمت بخفوت
(مُنعدم الحياء)
حينها وصلتها ضحكته الخشنة، ودغدتها أيضًا.

******************

هبطت درجات السلم بخطواتٍ لم تخلو من التوتر، لكنها خلت من الحماس على غير عهدها.. استوقفها صوت رسالة منه يخبرها باقتضاب أنه على وشك الوصول، فأسرعت ناحية غرفة الجلوس حيث الجلسة النسائية التي صارت تتكرر كثيرًا بعد انضمام صبا..
تقدمت ناحيتهن فاستقبلتها رحمة بهتافٍ منبهر
(انظرن لهذه الفاتنة)
ابتسمت لها زهرة بارتجاف، لتلتفت إلى ريهام تسألها بترددها المعتاد
(ما رأيكِ؟ هل يبدو مناسبًا؟)
رفعت ريهام ناظريها من فوق إحدى المجلات الشهيرة التي تصطحبها معها دومًا، ومررت عينيها على زهرة بنظرةٍ تقييمية انتهت بابتسامة زهو، وتحدثت ببعض الغرور
(بل أكثر من رائع.. أم أن لديكِ شكًا في ذوقي الرفيع)
عاودت ابتسامتها للظهور وقد منحتها ريهام بعضًا من الثقة، فأختها تمتلك ذوقًا رفيعًا أشاد به الجميع..
التفتت نحو صبا تسألها بمشاكسة
(وأنتِ؟ ألن تشاركي برأيكِ أم أن ليان تستحوذ على انتباهكِ)
كانت صبا منهمكة بالفعل تشارك ليان في بعض الرسومات الطفولية، لكنها كانت منتبهة للحديث، فرفعت عينيها تتأمل فستان زهرة مُتقن التصميم رغم بساطته.. الحقيقة أن ريهام رغم لسانها الذي يشبه ذيل العقرب، إلا أنها تمتلك مهارة حقيقة في اختيار الملابس، وقبل أن تفتح فمها وتنطق بشيء لمحت نظرات ريهام المثبتة عليها كبندقية الحرب، فمنحتها صبا نظرة بريئة وهي ترفرف أهدابها بوداعة، وعادت تلتفت لزهرة وقالت بابتسامة متألقة
(جميل يا حبيبتي)
لم تتزحزح عينيّ ريهام عنها وقد استفزتها صبا كما خططت، لكن الأخيرة تحركت مبتعدة ما إن وصلها اتصال من أمجد، فلم تنتبه لنظرة الحقد التي منحتها لها ريهام حين غمغمت دون صوت
(أحبتكِ سحلية جرباء إن شاء الله)

==================

سارت بخطواتٍ أودعت فيها بعضًا مِن الثقة
وهي تتوجه صوب البوابة الخارجية، وصلتها رسالته بأنه قد اقترب مِن المنزل فسارعت تستقبله عله يُهدئ توترها..
وما كادت تصل للبوابة حتى وصل إلى مسامعها نداء أوقف خطواتها عنوة، لتلتفت بوجل لمصدر الصوت، الصوت الذي تسلل إلى أذنيها حاملًا معه طيفًا من الذنب رغم بساطة ما همس به
(كيف حالكِ يا زهرة؟)


انتهى الفصل

يُتبع...


شهر'زاد. غير متواجد حالياً  
قديم 13-08-22, 12:13 AM   #135

شهر'زاد.

? العضوٌ??? » 492944
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » شهر'زاد. is on a distinguished road
افتراضي على شرفات الحب

للأسف مفيش فصل الأسبوع ده من رواية "على شرفات الحب"
مش حابة أكون بعتذر كتير بس الظروف مش مساعدة إطلاقًا بأي فرصة للكتابة.. وشكرًا مقدمًا لتفهمكوا 💙

zezo1423 likes this.

شهر'زاد. غير متواجد حالياً  
قديم 20-08-22, 01:17 AM   #136

شهر'زاد.

? العضوٌ??? » 492944
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » شهر'زاد. is on a distinguished road
افتراضي على شرفات الحب

بوست طويل شوية..
وبصراحة أنا حزينة وأنا بكتبه.. ناس كتير متعرفش الكاتبة المبتدئة اللي محدش يعرفها ولا تعرف حد، صاحبة رواية "على شرفات الحب"..
أنا بدأت كتابة الرواية دي وأنا في أشد لحظات حزني وتعبي النفسي.. كانت مهربي وملجأي بمعنى أصح، وعلشان كده بشكرها إنها كانت فرصتي الأولى لاكتشاف شيء جوايا ربما، ربما يكون بذرة موهبة.. أنا قطعت فيها شوط كبير.. أينعم مخلصتهاش بس كتبت فيها جزء مكنتش أتخيله بصراحة.. لكن الفترة اللي فاتت حصلي بلوك قراءة ومعاه بلوك كتابة.. اتنين كتير عليا والله، لكن الحمدلله على كل شيء.. ده غير التعب اللي مانعني من التفكير في أحداث الرواية، ومشاكل الاكونت ده اللي كل شوية آخد عليه بان..
ده طبعا بجانب إن الوقت بقى ضيق بطريقة غير مساعدة إطلاقًا على كتابة..
وأنا مش عايزة أكروتها.. مش عايزة أكتب أي فصول عشان يبقى اسمي خلصتها.. أنا نفسي أسيب حاجة كويسة عشان لو مليش نصيب أكتب تاني يبقى على الأقل رصيدي حلو عندكوا..
عارفة إنك لو وصلت للسطر فأنت مش فاهم حاجة زيي بالظبط.. لسه محتارة هل أعلن إن الرواية متوقفة حتى انتهاء الفترة الصعبة دي.. وطبعًا مينفعش أقول لما أكتب فصل هنزله بدون موعد محدد، لإن ده مش جروب خاص بيا، وله نظام محدد.. علشان كده أنا بعتذر عن التنزيل الفترة الجاية، اعتبروها استراحة مُحاربة غلبانة عايزة تاخد نفسها... وآسفة لو كلامي مُحبِط لأي شخص بيتابع الرواية.. وهقول تاني "أنا مش بعلن انهزامي، أنا بلتقط أنفاسي عشان أعرف أكمل".
هكون شاكرة جدًا لأي يدعيلي..
دُمتم بخير♥️


شهر'زاد. غير متواجد حالياً  
قديم 20-08-22, 02:22 AM   #137

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية اكثر من رائعة و اسلوبك و سردك للأحداث متناسق.....فلا تيأسي آت كان قليل من مشاركات ان شاء الله تحصلين على المتابعات كثيرة ........خدي وقتك و ارتاحي و خدي كمان انفاسك لتبدأي من جديد....نفسك اولا ...بتوفيق عزيزتي وان شاء الله تكون بألف خير جسديا و نفسيا 🥰🥰🥰
Nora372 and شهر'زاد. like this.

Soy yo غير متواجد حالياً  
قديم 21-08-22, 11:15 AM   #138

الخلووود°`

? العضوٌ??? » 499965
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » الخلووود°` is on a distinguished road
افتراضي

انتي مبدعه والروايه جميله واحنا كقراء بتجذبنا أتمنى فعلا انه ما في شي يأثر عليج وترجعي لنا أقوى وأقوى وببارتات قويه طويله

ربي يسعدك ويوفقج ويفتح لج ابواب الخير

Soy yo, Nora372 and شهر'زاد. like this.

الخلووود°` غير متواجد حالياً  
قديم 02-10-22, 11:12 PM   #139

Walaa sham

? العضوٌ??? » 410159
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » Walaa sham is on a distinguished road
افتراضي

حرام الرواية ما تتكمل كتير حلوة😍😍😍😍😍😍😍😢😢😢😢

Walaa sham غير متواجد حالياً  
قديم 20-10-22, 10:53 PM   #140

rola2065

مشرفه في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة نشيطة في منتدى الصحة والرشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية rola2065

? العضوٌ??? » 107998
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » rola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة للتنزيل

rola2065 غير متواجد حالياً  
التوقيع

تسلمى روزاته


تسلمى رودى

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.