آخر 10 مشاركات
عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          90 - أيام معها - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ناثانيل...كايتي (110) للكاتبة: Sarah Morgan (ج1 من سلسلة دماء سيئة) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9681Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-22, 02:48 AM   #1691

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,292
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رعدالسما مشاهدة المشاركة
تسلمين لحونتي علي كلامك الذي لامس قلبي واسعده😘😘😘
حبيبتي نحن دائما وابدا نقف مع بعضنا سندا لبعضنا ولكن ما لا ارضاه ان تنشري بدون رضى منكِ يجب ان تكوني راضيه عنها تماما كما الفصول السابقه حقا لا ارضاها لكِ ان تكتبي بدون اقتناع مع اني متاكده انه سيكون بروعه الفصول السابقه ولكن ليس من دون رضاكي معكي الوقت لترضي عنه وينال منكي الرضا
نسمة يا طيبة يا راقية شكرا من قلبي لكِ على رحابة صدرك وتفهمك .....ردك هذا كبلسم يوضع على الجرح......تسلميلي يا اختي الغالية.....ليلتك سعيدة باذن الله

سلامات


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 07:45 AM   #1692

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,508
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات حبيبة قلبي ولحونتى الغالية

كيفك يا قمر...إن شاء الله كل الأحوال ستكون بخير
لماذا حبيبتى كل هذا القدر من الألم والحرج من التأخير
اقولها لك بشكل بسيط جدا
أنت لست مدينة لأحد بأى شئ
بل تهدينا من خلاصة فكرك ونفسك وروحك أجمل إبداع
فماذ لو تأخرتى او لم تجدى بنفسك الميل للكتابة
أيا كانت الأسباب..الإبداع ليس بكبسة زر
ونحن نحترم أسبابك كلها ياقمر
فمتى تأخرت ألحان الحياة بموعد أى فصل
دائما في الموعد بأحلى فصل وأحلى صورة إبداعية
فلاعليك يا قمرى على الإطلاق..
كل ما بهمنا هو الإطمئنان عليكى وحسب
وفحأة من حيث لا تدرى وبدون ما توترى نفسك
هتلاقى الأفكار بتتراقص أمام عينيك تريد الإنطلاق
ونحن معك بارواحنا وقلوبنا ونتمنى لك صلاح الحال والبال
كلنا ايد واحدة يا بهجت(دى مقولة عندنا في مسرحية)
وإحنا على الحلوة والمرة
يعنى معاكى معاكى ياقمر

صباحك أحلى من العسل
واحلى صباح لنوارة ونسومة ولبنى وفتونة
وكل التقدير لشعب لاجئ الجميل


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 09:53 AM   #1693

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,292
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات حبيبة قلبي ولحونتى الغالية

كيفك يا قمر...إن شاء الله كل الأحوال ستكون بخير
لماذا حبيبتى كل هذا القدر من الألم والحرج من التأخير
اقولها لك بشكل بسيط جدا
أنت لست مدينة لأحد بأى شئ
بل تهدينا من خلاصة فكرك ونفسك وروحك أجمل إبداع
فماذ لو تأخرتى او لم تجدى بنفسك الميل للكتابة
أيا كانت الأسباب..الإبداع ليس بكبسة زر
ونحن نحترم أسبابك كلها ياقمر
فمتى تأخرت ألحان الحياة بموعد أى فصل
دائما في الموعد بأحلى فصل وأحلى صورة إبداعية
فلاعليك يا قمرى على الإطلاق..
كل ما بهمنا هو الإطمئنان عليكى وحسب
وفحأة من حيث لا تدرى وبدون ما توترى نفسك
هتلاقى الأفكار بتتراقص أمام عينيك تريد الإنطلاق
ونحن معك بارواحنا وقلوبنا ونتمنى لك صلاح الحال والبال
كلنا ايد واحدة يا بهجت(دى مقولة عندنا في مسرحية)
وإحنا على الحلوة والمرة
يعنى معاكى معاكى ياقمر

صباحك أحلى من العسل
واحلى صباح لنوارة ونسومة ولبنى وفتونة
وكل التقدير لشعب لاجئ الجميل
صباحك معطر بذكر الله حبيبتي آمال❤😍
كم اشتاق لقراءة ردك الصباحي الذي كنت استفتح به يوم السبت😭💔

كلنا ايد وحدة يا مرسي😘🤣

ربي ما يحرمني منك ولا من باقي خواتي العزيزات🥰💐❤

(هكمل ردي برسالة خاصة عشان ادوشك😌🤣ههههه)😘

الصباح الذي يبدأ بقراءتي لحروفك يا🌺 آمال🌺 يكون مميز عندي وكله طاقة ايجابية باذن الله🌷🌷الله يحفظك ونهارك سعيد


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 28-11-22, 11:13 PM   #1694

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مرحبا يا طيبات...

انتظاركم للفصل صعب اعرف لكن صدقوني إن قلت لكم أن أرى نفسي بموضع الكاذبة فوالله هذا أصعب ولا اتحمله....محرجة لأبعد الحدود وهذا يزيد هماً فوق همي💔💔💔.....استنزفت طاقتي وارهقت ويعلم الله ما مررت به لانهيه لكن أبى أن ينتهي.....اشعر بيديّ مكبلتين تمنعاني من التقدم بشكل اسرع🤦‍♀️🤦‍♀️ ...جاهدت مضحية بصحتي وبيتي ولم أتمكن من انهائه مع الأسف....كتبت مشهد واحد من 29 صفحة وورد فقط لألمى.....عدد الصفحات يكفين لفصل لو اردت انزاله لكن اطمع واطمع جدا بتفهمكن لي ...سواء رضيت بالفصل بشكل عام او لا لا يهم لكن الكارثة بالنسبة لي هي أن يكون الفصل من مشهد واحد وفقط للبطلة دون أن يكون مشهد لهادي😭😭😭......لي اسبابي الشخصية بوضعي هذا ولا ارغب بذكرها على العام واظن هذا من حقي😊😅......واقول فقط...لا يكلف الله نفساً الا وسعها ......وآسفة جداا جداا لأني خذلتكم بعدم انزاله الليلة.....

دمتن في حفظ الله ورعايته يا راقيات 🌷🌷🌷
الى اللقاء باذن الله❤




حبيبتي يا ألحان قلبي الجميلة....
كفاك إعتذارا يا عمري!نحن معك سواء نزل الفصل أو لا.وقته لن ينتهي أبداً و متى جاء سنكون في إنتظارك،ىا تحتجين لأن أن تبرري موقفك لنا و تعتذري بهذه الحرقة،لو لم نكتب بحب و رغبة لا حاجة في أن أكتب.و أي كاتب حبيبتي يمر بفترة ركود،كفاك إقلاقا لنفسك و إلا لم تفعلي شيئ! أتركي الرواية و لا تجعليها ثقلا فوق عاتقك.إرتاحي فقط ثم سيعيدك الشغف بإذن الله.
حبيبتي الشغف يهرب إن نحن لاحقناه بعناد،و يأتي متمخترا لو أدارنا له ظهورنا بعدم إهتمام....هو هكذا الشغف حقا إسألنيني...
كفاك جلدا لذاتك تتعبينها بلا طائل إسترخي و إرتاحي حبيبتي نحن هنا أسرتك....جميعا سننتظرك متى إستطعت القديم


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-22, 03:59 AM   #1695

رعدالسما
 
الصورة الرمزية رعدالسما

? العضوٌ??? » 505665
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 304
?  نُقآطِيْ » رعدالسما is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مرحبا يا طيبات...

انتظاركم للفصل صعب اعرف لكن صدقوني إن قلت لكم أن أرى نفسي بموضع الكاذبة فوالله هذا أصعب ولا اتحمله....محرجة لأبعد الحدود وهذا يزيد هماً فوق همي💔💔💔.....استنزفت طاقتي وارهقت ويعلم الله ما مررت به لانهيه لكن أبى أن ينتهي.....اشعر بيديّ مكبلتين تمنعاني من التقدم بشكل اسرع🤦‍♀️🤦‍♀️ ...جاهدت مضحية بصحتي وبيتي ولم أتمكن من انهائه مع الأسف....كتبت مشهد واحد من 29 صفحة وورد فقط لألمى.....عدد الصفحات يكفين لفصل لو اردت انزاله لكن اطمع واطمع جدا بتفهمكن لي ...سواء رضيت بالفصل بشكل عام او لا لا يهم لكن الكارثة بالنسبة لي هي أن يكون الفصل من مشهد واحد وفقط للبطلة دون أن يكون مشهد لهادي😭😭😭......لي اسبابي الشخصية بوضعي هذا ولا ارغب بذكرها على العام واظن هذا من حقي😊😅......واقول فقط...لا يكلف الله نفساً الا وسعها ......وآسفة جداا جداا لأني خذلتكم بعدم انزاله الليلة.....

دمتن في حفظ الله ورعايته يا راقيات 🌷🌷🌷
الى اللقاء باذن الله❤


اهلين غاليتي🌹🌹🌹
حشاكي تكوني كذابه وانت قولتي لا يكلف الله نفسا الا وسعها فلا تجبري نفسك وتضغطي عليها فيما فوق طاقتها وان شاءالله يفرج الله صدرك وتبدعي فيما آت ولكن برضاكي.
الحاني لا تعبي حالك واحنا في انتظارك متي تستطعين فلا تشغلي بالك المهم ان تكوني بخير ولك كل الخير والعافيه❤❤❤


رعدالسما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-22, 12:33 PM   #1696

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,292
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
حبيبتي يا ألحان قلبي الجميلة....
كفاك إعتذارا يا عمري!نحن معك سواء نزل الفصل أو لا.وقته لن ينتهي أبداً و متى جاء سنكون في إنتظارك،ىا تحتجين لأن أن تبرري موقفك لنا و تعتذري بهذه الحرقة،لو لم نكتب بحب و رغبة لا حاجة في أن أكتب.و أي كاتب حبيبتي يمر بفترة ركود،كفاك إقلاقا لنفسك و إلا لم تفعلي شيئ! أتركي الرواية و لا تجعليها ثقلا فوق عاتقك.إرتاحي فقط ثم سيعيدك الشغف بإذن الله.
حبيبتي الشغف يهرب إن نحن لاحقناه بعناد،و يأتي متمخترا لو أدارنا له ظهورنا بعدم إهتمام....هو هكذا الشغف حقا إسألنيني...
كفاك جلدا لذاتك تتعبينها بلا طائل إسترخي و إرتاحي حبيبتي نحن هنا أسرتك....جميعا سننتظرك متى إستطعت القديم

مراحب بالجميلة وبأميرة المشاعر احلى نورهان.....

دايما بتسبقيني وبتقوليلي أحبك لكن هاي المرة انا بدي ابدأ واقلك بحببببك يا اختي الصغيرة😘.....كلامك يشرح صدري يا غالية😍😍

نهارك سعيد


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-11-22, 12:37 PM   #1697

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,292
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رعدالسما مشاهدة المشاركة
اهلين غاليتي🌹🌹🌹
حشاكي تكوني كذابه وانت قولتي لا يكلف الله نفسا الا وسعها فلا تجبري نفسك وتضغطي عليها فيما فوق طاقتها وان شاءالله يفرج الله صدرك وتبدعي فيما آت ولكن برضاكي.
الحاني لا تعبي حالك واحنا في انتظارك متي تستطعين فلا تشغلي بالك المهم ان تكوني بخير ولك كل الخير والعافيه❤❤❤
صباح الفل لأحلى نسمة علينا بتطل🌹🌹

الحمد لله والحمد لله ثم الحمد لله إنه رزقني فيكن أحلى أخوات متابعات......أنتن نادرات الوجود ....قارئات متفهمات راقيات تأخذن بيدي وتدعمنني بكل حب وود .....شكرا من قلبي الكن وبارك الله فيكن يا مذوقات 🥰💐


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 30-11-22, 07:28 PM   #1698

سماح نادين

? العضوٌ??? » 487383
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 426
?  نُقآطِيْ » سماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond reputeسماح نادين has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني والعشرون (( صفقة وشهر عسل )) الجزء2



مرّ يومان من بعد مهمة الجامعة خاصتها التي قمتُ أنا بحلّها وتسليمها وبينما كنتُ اراجع بعض الملفات في مكتبي بالشركة علا رنين هاتفي برقم أجهله!...رفعته لأذني وبعد القاء السلام وصلني صوت انثوي من الطرف الآخر:
" هل معي السيد يامن الهاشمي ؟!.."

أجبت بتروّي:
" نعم...تفضلي "

قالت آمرة:
" عليك المجيء الى جامعة حرمك....أنا السكرتيرة!.."

هوى قلبي خوفاً عليها فسألت بحذر كأني استعد لتلقي صدمة :
" خيرٌ؟!...لمَ؟؟...ماذا هناك؟"

ردت بلطف:
" مشكلة بسيطة...المدير بانتظارك!.."

انهينا المكالمة وفززت من مكاني ساحباً مفاتيح سيارتي وانطلقتُ مسرعاً في طريقي ووساوس كثيرة تجول في خاطري قلقاً عليها ...

×
×
×

وصلتُ الجامعة ...اركنتُ سيارتي وترجّلتُ منها بهيبة ووقار...كنتُ ارتدي بلوزة بيضاء فوقها جاكيت اسود خريفي وبنطال جينز ...دخلتُ ساحتها وإذ بصديقتها (ميار) تُقبل نحوي بعدما لمحتني من زجاج مقصف الجامعة الكبير الذي يتواجد على مدخلها وكان يبدو عليها الانزعاج والارتباك من اجل صديقتها فهمست بضيق:
" سيد يامن ...المحاضر أهان ألمى وطردها من القاعة أمام الجميع ..."

تابعتُ في مشيتي بثبات وهي تحاول موازاة خطواتي....غضنتُ جبيني باستياء وسألت بجدية :
" أين هي الآن ؟!.."

أجابتني مشيرة ليسارها:
" تجلس مع لميس في المقصف.."

قلت وأنا انحرف بخطواتي يساراً:
" لمَ لم تتصل بي؟!"

أجابت بتردد تداري عن صديقتها:
" اتصلت بوالدها عدة مرات وكان هاتفه مغلقاً وهاتف شركته مشغولاً و...ولم ترغب بالاتصال بك....يعني....ربما.... خوفاً من أن تنزعج!!...لذا اكتفت بالمحاولة له....."

يبدو أنها مصرّة على وضع حدود بيننا!!...ها هي لا تشركني بأمورها وتفضل الالتجاء للوغد والدها !!....بعدما قررتُ أن اقترب منها كانت تهرب مني اكثر الأوقات في هذين اليومين ...لقد تسلّحتْ بالقوة والثبات رغم أني كنتُ أحاول ملاطفتها!!....وأنا ما زلتُ لا أعلم كيف اتصرف ومن أي باب أدخل !!...أساساً دائماً يوجد حلقة مفقودة في علاقتنا وعدم وجودها لا يربطنا ببعضنا باستحكام...وان تقدمت نحوها بحميمية بلا سبب سأؤكد كم أنا شخص مزاجيّ , متقلّب ومضني للأعصاب !!...فلا حجج عندي كي أرقّع عن أفعالي !!....هل انتظر شهر العسل علّه يقربنا من بعضنا؟! ...فهناك لا مفر من تواجدنا في غرفة واحدة لنكمل مسرحيتنا لمكوثنا مع النجس في بيته !!....يا رب قدّم ما به الخير لنا....!!

ولجنا المقصف وكانت جالسة تدثر وجهها على الطاولة تبكي بحرقة , تتوسّد ذراعيها وصديقتها (لميس) تربّت على ظهرها لمواساتها....حالها آلمني!!....كأن ايلامها هو حكرٌ لي وليس من حق أي احد!!....أحبها وأدللها متى أشاء وأبغضها وأوجعها متى أشاء ....لكن من يرميها بنسمة هواء سأسحقه بعاصفتي الهوجاء دون أن يرف لي جفن...هي خاصتي أنا فقط...هي كل الحُب .....حتى والدها لا حقّ له بها....!!

دنوتُ منها ووكزتها برقة من كتفها هامساً بلطف رجولي:
" ألمى...ارفعي رأسك واخبريني ماذا جرى !!.."

رفعت رأسها ووجهها كان مكفهرّاً...كانت غاضبة حزينة...دموعها تنساب وسط الثلوج وتصهر فؤادي ...بحنوٍ مددت يدي وبظهر أناملي حاولت محو الدموع ...اعادت نفسها للوراء هاربة من لمستي وهتفت بنبرة مهتزة:
" أرأيت؟!...لو أنني خسرتُ الدرجات كان أفضل من هذا.."


سألت بعدم فهم:
" ماذا جرى؟!...عن ماذا تتحدثين؟!..."

عدّلت جلستها وأجابت وهي تمسح دموعها بيديها :
" وبخني المحاضر من اجل مهمتي !.."

قلت مستغرباً:
" لا خطأ فيها...أنا واثق ومتأكد!...ماذا قال لكِ؟!.."

همست بصوت ضعيف:
" وبخني لأنه لا خطأ فيها.....اتهمني بسرقتها ونسبها لي أو شرائها من أحد المتخصصين بهذا المجال .."

هتفت بغيظ:
" وأنت ماذا قلتِ له ؟!.."

همست بضيق وتمقّط :
" قلت له أنني قمت بها بالبيت لكنه قاطعني لا يريد ان يصدقني ولم يصغِ لي ووبخني أمام زملائي......فشتمته رغماً عني لأنه أفقدني اعصابي !..."

سألتها:
" بماذا شتمتيه ؟!."

قالت بعدم اكتراث لفعلتها وربما فخورة بإنجازها:
" صرختُ بمكبر الصوت الذي أمامي ..* أنت حائط غبي لا تفهم...الحمار يفهم أكثر منك !...*....ثم خرجت صافعة باب القاعة بكل ما اوتيت من قوة .."

أطلقتُ ضحكاتي رغماً عني ضارباً كف يميني بيساري محوقلاً فنظرت إلي ببلاهة وتبعتاها صديقتاها ومن كان يجلس بالقرب منا وقلتُ وأنا أحاول السيطرة على ضحكتي :
" لكني سأزعل هكذا!...فحائط هي كلمة حصرية لي أنا ..لمَ تنعتين غيري بها ؟!.."

أجابت بحنق محرجة من زملائها ...تلتفت يمنة ويسرة وتطأطئ رأسها للاختباء كالنعامة :
" أنا قلت له حائط غبي أنت أقول لك حائط مغرور ....يوجد فرق بينهما...الأولى أهنتُ بها عقله الصغير أما الثانية مستواها أعلى لا اهانات بها!!.."

ضحكت لبراءتها وقلت بامتنان:
" جيد...سأعتبرها نوع من الاطراء اذاً.."

ثم بدلتُ ملامحي للجدية وأمرتها وأنا اوليها ظهري:
" هيا اتبعيني..."

دخلنا معاً غرفة المدير بعد أن اخبرته السكرتيرة بقدومي...كان استاذها يجلس بخيلاء وتغطرس أمام مكتب المدير ويضع ساقاً فوق الآخر يرفع رأسه بشموخ وعندما وقع نظره علينا رمقنا بتعالٍ ثم أعاد نظره للكرسي الفارغ أمامه...أشار لي المدير برقيّ لأجلس ثم وجّه حدقتيه وكلامه اليها بهدوء:
" لو سمحتِ سيدة ألمى....أخرجي واتركينا!.."

استدارت لتخرج وكنتُ ما زلتُ واقفاً فأمسكتها بيدٍ بكل لطافة وسحبتُ الكرسي بالأخرى ثم أشرتُ لها هامساً بحنان ...ربما ظنته تمثيلي لكنه من قلبي :
" تفضلي اجلسي حبيبتي ..."

تطلعت عليّ مذهولة بينما كنت اساعدها على الجلوس كأنها دمية أتحكم بها فقال المغرور بحقد:
" ما هذه قلة الحياء...نحن بالحرم الجامعي ولسنا بالمقهى..."

أشعرته كأنه ذبابة طنّت وهششناها دون ان نلتفت على أي مزبلة وقعت عندما استدرتُ خلفها واضعاً كفيّ على كتفيها ومنحنياً أقبّل أعلى رأسها برفق وناظراً للمدير هامساً باتزان وهدوء:
" بلغني أنك تريد لقائي وها أنا اتيتُ ...تفضل قل ما عندك"

قال:
" الأستاذ طارق اعطاهم مهمة ويبدو أن زوجتك أخذتها من أحد إما اشترتها أو سرقتها.."

سألت بثقة وكبرياء:
" ما دليلكم على هذا؟"

قال الجالس بعنجهية:
" الدليل أن هذا مستوى خبراء بهذا المجال ومستحيل لعقلها الصغير أن يقوم به..."

أجبت ببرود دفاعاً عنها:
" اولاً عقلها يوزّع ذكاءً على جامعتك ومن فيها ثانياً بإمكانك اجراء امتحان لها لتتأكد يا فهيم !....أين المشكلة؟...أم أنه يقع على مسؤوليتي ايضاً اخباركم كيف تحلّون مشاكلكم وكيف تتصرفون مع طلابكم؟!.."

أما القابعة بين يديّ جحظت عينيها بصدمة بعد أن شهقت وهمست لنفسها .." هل جاء هذا ليعاقبني أكثر ؟!...ما به جنّ؟...الصفر يلوح في الآفاق لا جدال .."

كلامي لم يعجب الحقود المغرور لكن قبل أن يردّ !!...سبقه المدير قائلاً:
" وهذا رأيي...الامتحان هو من يقرر!.."

فقال الأستاذ:
"حسناً... سأجري لها امتحاناً غداً...لكني متأكد أنها أخذت المهمة من أحد ما..."

مددتُ يمناي بجرأة من خلفها حتى لامست ذقنها وعيناي بعينيّ الأستاذ ثم انحنيت وأنا أدير وجهها ليمينها وارفعه قليلاً أقبّل وجنتها بحنية وما زال نظري عليه وهمست بحُب واعتزاز:
" زوجها أهداها المهمة ...ما شأنك أنتَ لمَ وكيف ومتى إذا هي أدّت واجبها على أكمل وجه ونجحت في امتحانها ؟؟.."

انتصبتُ بوقفتي وانا اداعب ذقنها بأناملي وجسدها مقشعرّ ودماؤها ساخنة دون اصدار أي حركة منها بينما الجالس أمامها يتمتم ينتقد وقاحتي وأضفت:
" لنعقد صفقة.!!."

رفع حاجبه بفضول ينتظر متابعتي أما المدير ضحك برياء وقال:
" هل رجال الأعمال لا يتكلمون الّا بالصفقات؟!.."

اومأت له ايجاباً برأسي مع ابتسامة مائلة مجاملة وتابعت كلامي للجالس:
" إذا فشلت بامتحانها ستعتذر لكَ أمام زملائها وزملائك المحاضرين ولك الحق بطردها من دروسك..."

قاطعني ساخراً واثقاً بفشلها :
" وإذا نجحت مع أن ذلك مستبعد؟!...فأنا أعرف مستواها في موضوعي..."

أجبته ببرود وتباهٍ:
" إذا نجحت ستعتذر لها على الملأ أمام الجامعة بأكملها في الساحة صباحاً من مكبر الصوت وأنت تسلّمها باقة فاخرة من الورود..."

أطلق ضحكة هازئة بغرور فارغ وقال:
" الامتحان غداً صباحاً لا حجج بتأجيله..."

هتفت وانا امد يدي امسك كفها لآخذها معي بعد ان استدرت جانبها :
" ان شاء الله ستنتظرك قبل فتح البوابة لأنني اثق بقدراتها وعقلها الكبير..."

استأذنتهما بلباقة وخرجتُ ممسكاً يدها بتملّك أسحبها برقة أمام الجميع حتى وصلنا سيارتي....!!

×
×
×

ونحن في البيت طلبتُ منها تحضير شيئاً نأكله وبدا على وجهها انها مهمومة ومضغوطة مما ينتظرها في الغد وحاولت التملّص فغيرتُ رأيي لأني أشفقتُ عليها وطلبتُ منها مراجعة المهمة وتكفّلتُ أنا بتحضير غداء خفيف لكلينا من المطبخ الإيطالي!!....بدّلنا ملابسنا ونزلنا الى المطبخ ...جلست على الطاولة الصغيرة التي تتوسطه والحاسوب امامها تراجع لامتحانها وكي تستفسر عمّا تجهله وكانت من حين لآخر تراقبني خلسةً وأنا اقطع الخضروات ببراعة ثم تعيد وجهها للشاشة!!....نهضت من مكانها وأقبلت نحوي لتسأل فسبقتها قائلاً:
" اسألي ولا تترددي ...لا أريد أن يفوتك شيء!!.."

فسألت بعفوية:
" هل تعلمت الطبخ من صديقك ادوارد الإيطالي ؟!.....رائحة المعكرونة قتلتني ...تشبه كثيراً رائحة مطعمه!!.."

توقفتُ عن قطع الخضار مندهشاً ورمقتها بنظرة فارغة والسكين بيدي وقلت:
" هل هذا هو سؤالك سيدة ألمى ؟!.."

مدّت يدها تسحب حبلاً من حبال المعكرونة الموجودة بالمصفاة فوق الطنجرة ورفعت رأسها وأدخلته لفمها تسحبه لجوفها برقة ثم أجابت:
" وهل تظن أنني سأركّز بالمادة وأنا جائعة وخصوصاً رائحة الطعام تخترق أنفي ؟!.."

قلتُ ضاحكاً:
" أيتها الماكرة ....لو علمت بهذا لأرغمتك على القيام به أنتِ!....تطوعتُ بتحضيره كي تركّزي على الدراسة لا لكي تستفسري عن تاريخي مع الطبخ !!.."

عند انتهائي من طبختي وضعتُ لكلٍّ منا طبقاً فيه المعكرونة مع سلطة خضار وبطاطا مقلية وجلستُ مقابلاً لها على طاولتنا الصغيرة في مطبخنا ....بدأت تأكل بنهم لا يمثّل نعومتها وبراءتها فهي تعشق هذا الطعام بغض النظر عن جوعها هذه اللحظة وبعد أن قضت على نصف الكمية تذكّرت أن تشكرني فرفعت رأسها وهتفت واثقة من كلامها:
" سلمت يداك...طعمه مذهل !!....من رأيي لا حاجة لأن نطلب طعام من الخارج ...ما رأيك أنت تطبخ منه كل يوم وأنا اغسل الأواني ؟!.."

كنتُ اخفض رأسي لطبقي ولمّا سمعتها رفعته قليلاً وتطلّعتُ عليها قاطباً الحاجبين ونظرة مستنكرة ثم قلت وأنا أرفعه أكثر:
" من رأيي أنه ابتداء من الغد سآتي الى البيت وأجد الطعام جاهزاً ان شاء الله من تحت يديك....انتهى الدلال يا زوجتي !..."

زمّت شفتيها بامتعاض وعبست ملامحها وقالت:
" قسماً لا اجيد الطبخ....ستؤلمك معدتك !....أنا عندما أجد كبسولات جاهزة لمشروبي الحليب بالشوكولاتة أشعر أنني امتلكت الدنيا ..وأنت تطلب مني الطعام ؟!...ثم ...ثم..!.."

" ثم ماذا ؟!.."

بدّلت ملامحها للاشمئزاز وقالت:
" لا استطيع أن ألمس الدجاج او اللحم النيء بيدي....أشعُر بالقرف !.."

قلت ببرود:
" حجتك باطلة....لدينا قفازات تلائم حجم يديك الصغيرتين يا زوجتي !!.."

" ورائحته ؟!.."

" اوف ألمى ....ضعي كمامة ....عليكِ أن تغيري طباعك هذه لا تعلمي ماذا يحدث غداً ...يجب أن تتأقلمي مع كافة الظروف !.."

سكتت وتابعت أكلها بهدوء وقبل أن تنتهي بدأت تحرّك ما تبقّى منه بشوكتها وهي شاردة وبعدها فتحت فمها لتقول شيئاً وهي ترفع رأسها ثم ابتلعت كلمتها واقشعرّت عندما مددتُ ابهامي لطرف شفتيها أمسح برقة بقايا من صلصة الطماطم عالقة هناك ثم لعقتها عن اصبعي هاتفاً:
" لا أريد لتعبي أن يذهب هدر !!....احرصي على ادخال كافة الطعام الى فمك ولا تتركي بقايا خارجه"

غمزتها وأضفت بوقاحة:
" اليوم مسحته بإصبعي لكن المرة القادمة سأختصر الطريق وأستخدم طريقة أخرى أسرع وألذ يا زوجتي..!"

وقمتُ من مكاني تاركاً حُبي تفكر بالطريقة وتستجمع قواها وصعدتُ الى غرفتي !!.......كنتُ أحتاج للنوم قليلاً وهي عليها أن تختلي في نفسها لتصبّ تركيزها على مهمتها !!.....بعد صلاة المغرب قررتُ زيارة أبي (إبراهيم) وخالتي....لبستُ ملابسي اليومية بنطال جينز كحلي وبلوزة خريفية خمرية وشعار الماركة عليها باللون الكحلي.....نزلتُ الى الطابق الأرضي وإذ بها تدرس في غرفة العائلة وتشعل التلفاز...دخلتُ ملقياً التحية وسألتها بلطف:
" هل تمكّنتِ من المادة؟!.."

صمتت برهةً وأجابت:
" كلا...ليس بعد"

قلت:
" ولمَ تشعلين التلفاز؟...سيشتت انتباهك!.."

" على العكس ...الهدوء يشتت انتباهي !.."

تبسمت وقلت:
" جيد...دراسة ممتعة ...ليسهل الله عليك....أنا خارج.."

حملت الحاسوب الذي كان في حضنها ووضعته جانباً وانتصبت واقفة وقالت:
" الى اين انت ذاهب؟!.."

اجبتها بابتسامة خفيفة:
" اهتمي بدروسك....هذا شيء يخصني!.."

عبست ملامحها واخفضت رأسها وزمت شفتيها بحركة طفولية وهمست:
" ظننتُ لربما أحتاج لاستفسار ما وأن تشرح لي ما لا أفهمه.."

قلت متعجباً:
" لكنك قبل يومين رفضتِ أن تبقي معي لأشرح لك ونحلّها سوياً....ما تغير الآن ؟!."

تنهدت وأجابت:
" الآن انا مضطرة لأنك وضعتني في مأزق مع ذاك الغبي ....أريد أن أفرك بصلة في عينه ..."

ضحكتُ فتابعت ببراءة:
" لن أتعبك....سأكون تلميذة مطيعة ومجتهدة ..."

قلت:
" أرني سريعاً ما لا تفهمينه..."

تقدمتُ للأريكة حيث سبقتني تجلس وتعيده لحضنها وبدأت تشير وهي تنتقل من صفحة لأخرى وتقول:
" هنا...وهنا....هذه ايضاً....وهذه.."

جحظتُ عينيّ بذهول وقلت:
" ويحـــك.!!....كل هذا ؟!....لو أشرتِ للذي تفهمينه كان أيسر لي ولك..."

أردفت بعد ان نظرت لساعتي:
" أردتُ الذهاب لأتفقّد أهلي فهم ينامون بعد صلاة العشاء مباشرة.."

شردت قليلاً ونطقت بغنج خرج منها بعفوية وهي تميل رأسها بابتسامة شفافة:
" من فضلك... ابقَ هنا اليوم وساعدني!...وغداً نذهب معاً!.."

تبعت جملتها غمزة دمّرتني وأضافت:
" ربما نأخذ معنا حلوان النجاح!!.."

كيف سأخذل سمائي بعد أن صعقت قلبي وأشعلت دمائي؟!...اعتقدتُ في البداية انها لن تحتاجني لأن الإجابات جاهزة وعليها فقط حفظها!!......سحبتُ الحاسوب من حضنها ووضعته على الطاولة امامنا وجلست جوارها...بدأتُ بشرح فقرة فقرة من البداية وكنتُ بين الصفحة والأخرى افاجئها بأسئلة ولا تجيب عليها رغم ذكائها وقدرتها السريعة في الاستيعاب وكان هذا بسبب انشغالها تلك الساحرة الصغيرة ....إذ كنتُ امسك بها متلبسة وهي تدنو مني لتشمّ عطري عن عنقي وهي مخدّرة دون ارادتها ومن نقائها وشفافيتها لا تستطيع إخفاء هذا !!...فكنتُ بين الحين والآخر اهزها لتعود الى وعيها ونكمل الشرح ....أمضينا ثلاث ساعات مكثّفة حتى فككنا كل المادة بالتفصيل كي أضمن فهمها لها فهنا التحدي كان يخصني أنا والهزيمة خارج نطاق دائرتي ولا أقبلها ابداً...!!
وبالطبع ...مدرّس... هي كانت مهنتي الإضافية من أجل ألمتي....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تجلس على الأريكة الزوجية وتضع ساقاً تحتها ...ترتدي منامة طفولية جديدة سماوية وعلى بلوزتها خروف يُغطَى بالصوف وتجمع شعرها للأعلى بعشوائية وتشاهد فيلماً أجنبياً بعد أن اختفت المسلسلات من حياتها إذ منعها عنهن زوجها الغليظ!!....يجلس جوارها شقيقي (شادي) ويتناولان المكسّرات المحمّصة وهما بآخر انسجام خصوصاً أنهما يتفقان في حب متابعة أفلام الرعب !!....كانت أمي في غرفتها تقرأ ما تيسر من القرآن قبل أن تخلّد للنوم فالساعة الآن العاشرة والنصف ليلاً.....ألقت شقيقتي نظرة جهة باب غرفة العائلة بعد أن دخل (سامي) عائداً من عمله ويرتدي فوق زيّ الشرطة جاكيتاً خفيفاً ...ألقى السلام ودنا منهما قائلاً:
" ماذا تشاهدان أيها الضفدعان ؟!.."

ردّ (شادي) بحماس:
" فيلم الرعب الذي اخبرتك عنه سابقاً ....اليوم أول عرض له في التلفاز!.."

اقترب أكثر وحمل جهاز التحكم واقفله فتأففا حانقان وقالت زوجته:
" يا الله سامي اتركنا نكمله لقد اقفلته في ذروة الأحداث.."

تبعها الصغير منزعجاً:
" ما جلبك في هذه الساعة وما ذنبي ان كنت لا تريد لضفدعتك أن تشاهد هذه الأشياء ؟!..."

صفعته اختي على عنقه وقالت معترضة:
" هيـه يا شبر ونصف....احترمني انا الآن متزوجة كم مرة قلت لك هذا؟!.."

رفعت رأسها تنظر للجبل الواقف جانبها فوقع نظره على بلوزتها وقال في سرّه..." خروف!!...هل يا ترى هذه مقصودة أم صدفة ؟!....ويلك مني يا بلبل إن كانت هي تتعمّد هذا بعد ان فضحتني!...".....لما رأته سارحاً فقالت بدلع وهي تمدّ يدها لتأخذ جهاز التحكم:
" هيا سمسم....اعطني لنكمل الفيلم...هيا هيا "

انتفض من سرحانه يعود للواقع وقال:
" ماذا قلت لك؟!...لا أريد أن تشاهدي صوراً قبيحة وأشباحاً ومصابين ومشوّهين !!.."

كتّفت ذراعيها بضيق وقطبت حاجبيها تنظر للأمام ثم أعادت شهديها اليه وقالت :
" ليس بعد يا سامي ليس بعد !!...ومن أين تأتي بأقاويل العجائز ....من قال أن ممنوع للحامل أن تشاهد هذه الأشياء ؟!...هذه جميعها ترّهات فارغة لا أساس لها من الصحة ....والأهم من كل ذلك يا حضرة الضابط ...أنا لستُ حاملاً... لمَ تحرمني هذا من الآن ؟!.."

" حتى ولو.!!.."

قالها وانحنى وقبّل جبينها واردف بحنوٍ مبتسماً:
" احضرتُ لك هدية !!.."

مدّ يده لجيب جاكيته الداخلي بينما الضفدعان ينظران اليه بتركيز !!...أخرج كيساً صغيراً ملوّناً خاصاً بالهدايا ويبدو ما بداخلة علبة على شكل مستطيل ...تهللت أسارير شقيقتي ونسيت الفيلم وهتفت:
" حبيبـــي....هل جلبت لي الأسوارة التي أعجبتني ؟؟!.."

حدّجه (شادي ) بازدراء وقال يعاتبه:
" وأنا لمَ لم تحضر لي شيئاً...أريد مثلها هدية !!..."

رمقه (سامي) بنظرة اشمئزاز مصطنعة واقترب منه ثم انحنى قليلاً وأمسكه من ياقته بيدٍ واحدة ورفعه لفوق كي يبعده عن الأريكة وجلس مكانه ووضعه أرضاً وقال:
" غداً مدرسة أيها الضفدع ...اذهب لغرفتك حالاً....وهذه الهدايا لا تخصك ...هيا اترك الزوجين لوحدهما.....نريد بعض الخصوصية !!..."

قال بمكر بريء:
" إن كنتَ تريد تقبيلها اذهب لغرفتكما... لمَ لتفعلان هذا هنا وتحرماني من التلفاز ؟!.."

شهقت (دنيا) واحمرّ وجهها حرجاً ...لم تتوقع هذا من شقيقنا أما الغليظ قطب حاجبيه وجذبه من تلابيبه وقال:
" هيــه أيها الضفدع ....من أين تتعلم هذه الأشياء ؟!.."

أجاب وهو يشير للتلفاز:
" رأيتُ اثنان متزوجان يقبّلان بعضهما في الفيلم فأكيد أنتما تفعلان مثلهما لأنكما متزوجان !!!.."

صفعه على عنقه بخفة وقال:
" يبدو أنني سأحظر باقي القنوات واترك لكما قناة الحيوانات والرسوم المتحركة....لا غير !!..."

حكّ عنقه مكان الصفعة وقال:
" والرسوم المتحركة يقبّلان بعضهما ويتكلمون بشؤون الكبار ويعلّمون الأطفال الأشياء الخاطئة والكلام البذيء !!..."

صُدمَ (سامي) مما سمع والتفت لزوجته سائلاً:
" هل هذا صحيح يا عينيّ الشهد ؟!.."

أجابته منتقدة بعدم قبول:
" كل شيء تغيّر يا حضرة الضابط ...حتى الرسوم المتحركة لم يعد بها براءة ويبدو انهم يريدون غسل دماغ الأطفال بما يروق لهم....ينزعون قيّمنا ومبادئنا ويغرزون في عقولهم منذ الصغر ما يخص الغرب ...على سبيل المثال ...القتل والعنف !!...التنمّر !!...هذا كله موجود في هذه البرامج ...ألا تلاحظ كيف تغير أولاد اليوم وأصبحوا عنيفين وبلا أخلاق !!....أنا متأكدة أن التلفاز له دور كبير بهذا وعلى الأهل الانتباه لما يشاهد أطفالهم ولا يثقون بالرسوم المتحركة على أساس انها بريئة أو تعليمية وهي بعيده كل البعد عن هذا..."

حوقل قائلاً:
" اذاً فلنبقى على قناة الحيوانات لأنها أنقى المخلوقات....وكذلك لا مانع من قنوات الرياضة !..."

ظلّ (شادي) واقفاً مكانه بينما الأشقر يمسك هديته بيده يهزّها ويلتصق بزوجته ويداعبها بكلماته ويدفئها بأنفاسه العاشقة:
" دنيتي...ألن ندخل للغرفة لتجرّبي الهدية ؟!.."

رمق الواقف بغيظ وزجره قائلاً:
" الى النوم أيها الضفدع سريعاً....قلت لك غداً مدرسة وأنت ترهق عيوش في الاستيقاظ صباحاً ....هيا قبل أن اقف على قدميّ!.."

تثاءب الصغير وقال:
" اساساً كنت ذاهباً قبل أن تقول فكلامكما ممل لا اريد سماعه !!.."

وقصد السلالم صاعداً الى غرفته ....!!

سالته (دنيا) بحُب:
" ألا تريد أن تتعشى حبيب عمري ؟!.."

مدّ يده نحوها ومرر إصبعه على شفتيها نزولاً لعنقها بهيام وهمس قرب اذنها:
" بلى...أريد أن أتعشى على العسل لا شيء آخر...أنا مشتاق!.....البارحة غدرتني ونمتِ باكراً قبل أن أعود ولم اشأ ازعاجك !!..رغم أنني رأيتُ ما كنتِ ترتدين!!..."

عدّلت جلستها بشكل جانبي لتقابله أكثر ومدّت يدها تمسّد وجنته وذقنه وتتطلّع عليه بشوق وتهمس بحياء:
" وأنا مشتاقة أكثر يا أشقري ...وردياتك المسائية والليلية تحرمنا من بعضنا !!.."

وقف ووضع الهدية في جيبه ثم حملها على ذراعيه هيماناً وهمس لها:
" سحقاً للورديات التي ستحرمني من الغرق في العسل !!

بعد ان دخلا غرفتهما ...انزلها عن ذراعيه وهمّ لخلع ملابسه ليستحم فقالت:
" اتصلت والدتك لتخبرني إن كنا نرغب بمرافقتهم غداً مساءً لزيارة شقيقتك رزان .!.."

بدأ بفك أزراره وقال:
" غداً انهي عملي في التاسعة..!.."

اقتربت منه وأخذت مهمة فك الأزرار عنه وساعدته بسحب الكميْن من يديه وهمست:
" حسناً حبيبي ...سأذهب أنا معهم وإما أن تلحق بنا اذا انتهيت من عملك ونحن لا نزال هناك أو أعود مع أهلك..."

خلع قميصه القطني الداخليّ بحركة سريعة وهتف:
" كما ترغبين حُبي...وأنا سأحاول أن ألحق بكم لأني أشتاق لها ولصغارها ..!"

منذ زواجهما وشقيقتي تزور بيت حماها كل يومين وتمضي وقتها معهم بكل ود وأُلفة....تقرّبت منهم كثيراً حتى أصبحت مدللة والده ووالدته بعد أن وضعوها بمنزلة ابنتيهما بالإضافة لأنها زوجة الغالي وكذلك اشقاؤه يحترمونها ويعاملونها كشقيقة لهم...لقد أثبتت للجميع أنها اصيلة وبنت الأصل عند اهتمامها بهم واحترامهم وهذا جعل صديقي أن يفخر بها وكانت تكبر في عينيه وتزيد مكانتها في قلبه يوماً عن يوم فهذا كل ما يريده الزوج من زوجته ....أن تكون بوجهٍ حسن مع أهله وأن تعتبرهم هم أهلها وأن لا تصدعه بالقال والقيل ولا تفتن بينه وبينهم وأن تعينه لبرّهم الذي سيُعكس على حياتهما هما فبرضا الوالدين تُفتح أبواب السعادة ويكونون أسرة موفقة ناجحة لا يمكن لأي شيء أن يهزها ما دام دعوة أهله الصادقة تكون رفيقتهما....!!

بعد أن اتفقوا بشأن الزيارة هتفت متحمسة :
" أين هديتي ؟!...أريد أن أراها !.."

أجاب بنظرات ماكرة مع حركة لا بسبابته:
" لا حُبي....أولا ناكل العسل وبعدها نفتحها !!.."

الفضول يذبحها لكنها وافقت على مضض ما بوسعها ان تفعل ؟!...فهي تعرف كم هو عنيد وإن اضطر لوضعها فوق الخزانة حيث لن تستطيع أن تصلها!!......قبل دخوله الحمام غمزها وقال آمراً بعشق:
" سأخرج وأجدك بقميص الأمس !.....شغل بالي حتى اثناء عملي...لقد قتلتني !!.."

استحمّ وخرج يلفّ منشفته على خصره وكانت هي تنتظره تجلس على طرف السرير بعد أن بدّلت ملابسها حسب طلبه.... اطفأ النور القوي وأبقى الخافت ثم دنا منها مشتاقاً لالتهام عسلها بل التهامها بأكملها ....كل يوم يمر يزداد حباً وتعلّقاً بها وأكثر ما يسعده تجاوبها معه بنفس اللهفة والشغف ولا تفعل معه شيئاً لمجرد اسقاط واجب !! فهو يشعر بأنفاسها وحرارة جسدها ..بالنظرة الفتّاكة من شهديها وبغنجها ...عاشقان يتباريان في عشق بعضهما ويذوبان معاً وينسيا الدنيا وما فيها ليعيشا لوحدهما في دنيتهما الدافئة المليئة فقط بالحب..!!

بعد الضياع بالحُب والاستحمام حان وقت الهدية....ناولها الكيس ولأول مرة يعترف في قرارة نفسه أنه متوتر من ردة فعلها ....لكن ما ذنبه ؟!...هو لا يرى نفسه مخطئاً !!...وقد تعمّد الّا يعطيها إياها قبل أن يعيش الحب خوفاً من نهاية يصبحان بها متخاصمين ويُحرَم من العسل!!...أخرجت العلبة من الكيس بلهفة ومزّقت الغلاف الذي يغطيها وما إن وصلت للعلبة ...اتسعت عيناها بصدمة...كل دمائها صعدت لوجهها....صكت أسنانها ثم ألقتها على السرير بغيظ وأطلقت كلماتها بعينيها المحتقنة بالدموع :
" سأفقد عقلي لا محالة .....ستجننني !!..."

ثم استدارت لتخرج فهتف بها :
" دنيا...انتظري....انتظري حبيبتي .."

لم تستمع له وخرجت بعد أن صفعت الباب بقوة فلحقها يرقّع عن فعلته ويتوسّلها:
" قسماً سأجلب لك الأسوارة لكن تعلمين محل الذهب يكون مغلقاً في هذه الأوقات ...هيا دنيتي.....لنجرّب ...لطفاً حبيبتي!..."

اتجهت الى المطبخ تشرب الماء بعد أن جفف ريقها وصرخت:
" لا أريد ...لا أريد....جربه أنت.."

عبس محبطاً وقال:
" يا ليت يمكنني ذلك لما ترددت....هيا حُبي!.."

تأففت حانقة :
" يكفي سامي...لقد مللت !.."

نزلت امي بعد ان وصلها صوت صفع الباب واصواتهم وتقريباً فهمت سبب الحرب التي تحدث لكنها سألت:
" ما بكما ؟!...اصواتكما تخترق الجدران ..."

أجاب ببراءة :
" عيوش اقنعيها لتجري فحص الحمل !...."

أمسكت نفسها عن ابتسامة باغتتها !!....فبعد أسبوع من زفافهم وكل يومين يجلب معه فحص الحمل البيتي ليرى نتيجة بطولاته ولا يستوعب أن لهذا الشيء حسابات النساء تعرفها .....الشهر الأول محاولاته باءت بالفشل والآن هما في الشهر الثاني ....يريد استباق الأحداث....مصنع الصبر ومن يوزع صبراً على مدينته عند هذه النقطة يفقد صبره...!!....لكن الشيء ليس بيده ....تواق لطفل يكون ثمرة حبهما ...يحب الأطفال ويعشقها هي ....يريد طفلاً تكون أمه دنيته ....يتمنى أن يأتي شبهها هي فقط !!...عيناها وبشرتها وعنادها وطول لسانها ....هل هذا جزاؤه ؟!!....

قالت له أمي بحنان:
" عزيزي سامي ....لا يصح اجراء الفحص كل يومين ...لا يتم الأمر هكذا...."

قبل ان تكمل قاطعها يبرئ نفسه :
" لكني صبرتُ هذه المرة ثلاثة أيام ولم اجلب لها وهذا اليوم الرابع ....قلت لربما تم !...ما ينقص عليها ؟!...مما تنزعج ؟!..."

أجابت برقة:
" بنيّ ...دورتها الشهرية تأتيها في منتصف الشهر ...إن تأخرت يومين عنها ستجري الفحص بالتأكيد ان شاء الله وسيكون الجواب الأضمن بإذن الله!!...اصبر عزيزي....اسأل الله أن يرزقك الولد الصالح الذي تتمنى ويسعد قلبك ويريح بالك ..."

قال بقنوط:
" على الأقل فقط فحص اليوم ...هل جلبته عبثاً !!..."

اقتربت منه ترفع يدها تربّت على كتفه وهمست:
" رضي الله عنك بنيّ...احتفظ به حتى منتصف الشهر!!...لطفاً سامي.."

تنهّد مستسلماً وقبّل جبينها:
" اذهبي للنوم عيوش...نعتذر لقد أقلقناك!.."

رمقته بكل حنية وهمست:
" لا عليك بنيّ...وفقكما الله وابعد عنكما المشاكل وأرانا اولادكما ...هيا اذهبا ايضاً للنوم...الساعة الآن قاربت على الواحدة بعد منتصف الليل !!...علينا النهوض لصلاة الفجر"

وتركتهما وعادت الى غرفتها في الأعلى ...أما هو زلف الى دنيته العابسة ..حكّ صدغه وكلّم نفسه بنفسه .."..أيعقل أنني بالغتُ قليلاً ؟!..."..ثم رفع يده يمسّد بظهر كفّه وجنتها برفق وهمس:
" حسناً يا عينيّ الشهد...افردي وجهك وأريني صف اللؤلؤ ...سأضطر لأن أصبر يبدو لا مفر..!.."

تبسّمت رغماً عنها ...تحبه , تعشقه لا يمكنها مخاصمته بعد أن ذاقت حنيته ورجولته ورومانسيته واخلاصه لها وتعرف كل المعرفة إن كان أحد يستحق الأبوة فهو بالطبع أشقرها الغليظ وستحسد ابناءها على هذا الأب !!....حاوطت عنقه بذراعيها بميوعة وهي ترتفع على رؤوس أصابعها والصقت شفتيها بشفتيه تقبّله برقة....حاوط خصرها وشدّها اليه يستحوذها وهو ينحني ليتجاوب مع قبلتها.....أفلتها وهمس :
" أترغبين بحمام آخر دنيتي ؟!.."

تحررتْ منه بعد أن تورّدت وجنتاها حياءً وضربت صدره بكفّها وهمست:
" هل كل الرجال هكذا يربطون أي قُرب بتلك الأشياء ؟!....أريد قبلة.... قبلة لا غير حبيبي ...الى اين وصلت أنت ؟!.."

حملها على غفلة برشاقة بين ذراعيه كالطفلة ...تأملها بوَلَه وهو ينقل عينيه بين عينيها العسليتين وشفتيها الوردتين الشهيتين وهمس قبل أن يهديها قبلاته التي تريد:
" القبلات وصاحبها تحت أمر شفتيك .."

ثم تابع قبلاته العاشقة وهو يحملها ويخطو متجهاً الى غرفتهما ...دخلها وصفع الباب بقدمه ومن صفعته عرفت أن مصيرها سينتهي بحمام آخر سببه أنها طمعت بقبلة بريئة فقط ....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يوم امتحانها عادت الى البيت باكراً وقد أخبرتني عن عودتها برسالة وطمأنتني أنها أبلت بلاءً حسناً في امتحانها الشفهي حسب ظنها ولكنها لا تعلم ماذا سيقرر الأستاذ فأعدتُ اليها الرسالة بأخرى..
[ جيد لننتظر ونرى على خير....المهم...أنا سأعود الى البيت الساعة الثانية وغداؤنا اليوم من صنع يديك ان شاء الله....لن أسمح بأي أعذار...]

تربّعت على سريرها تتأفف حائرة بعد أن كانت مستلقية تريح جسدها...كيف ستحضّر الغداء ولمَ عليها أن تقوم بهذه المهمة الصعبة ؟!....أنزلت ساقيها بتكاسل على الأرض رتّبت فراشها الذي لم تكن تلمسه سابقاً حتى مع تنبيه خالتها لها ....نزلت الى المطبخ تبحث عن أشياء تلهمها لأكلة سهلة ....لم تهتدِ لشيء فقررت الاتصال بخالتها منقذتها وقالت يائسة بعد التحيات:
" خالتي....أنا لا استطيع تحضير الغداء ماذا سأفعل وزوجي يريد ذلك مني ؟!.."

تبسّمت خالتها شامتة بصغيرتها فقد علمت مؤخراً أنني أصرفتُ الخادمة لتقوم هي بالأعمال المنزلية الخفيفة وأن الخادمة تأتي فقط كل يومين لتنظيف البيت بالكامل ...أجابتها بعد تفكير:
" آه صغيرتي....يبدو أنك فاشلة بأمور المطبخ مثل خالتك.....في الماضي كانت أمك هي من تقوم بتحضير كل شيء قبل زواجها وكان عليّ أنا تناوله فقط!!..حتى أنني لم أكن اغسل الصحون...."

صمتت برهة وتابعت:
" ما رأيك أن تتصلي بإيمان لتخبريها ما لديّك من مكونات ولترشدك لطبخة ؟!.."

تبسّمت مُطمَئنة وهتفت:
" حسناً سأفعل...شكرا خالتي.."

×
×
×

دخلتُ بيتي في الثانية والنصف بعد الظهر ....حاولتُ استنشاق أي رائحة لطعام تلوح في الآفاق....لكن أبت حاسة الشم أن تستقبل أي رائحة!!....اقتربتُ أكثر لوسط بهو القصر وسمعتُ صوت التلفاز آتٍ من غرفة العائلة ....أخذتني قدماي الى هناك لأجدها تتربّع على الأريكة , تجمع شعرها لفوق على شكل كعكة وقد كانت كبيرة من كثافة وطول شعرها وترتدي منامة قطنية باللون الرمادي الفاتح يوزّع عليها نجوم بيضاء وفوقها ترتدي مريلة المطبخ ...تحمل قطف عنب وتقرّبه من فمها وتلتقط الحبة عنه بشفتيها بصورة ساحرة , فاتنة تهدم جبالاً !!....ابتلعتُ ريقي وقلت في نفسي "..تباً لكِ يا مدمّرة ..ماذا سأفعل بك ؟ " ...ثم القيتُ السلام وقلت بهدوء:
" أنا جائع ولم أتناول فطوري انت تعلمين....ماذا حضّرتِ لنا يا ترى؟!.."

نظرت اليّ ترفع سبابتها بينما كانت تمضغ احدى حبات العنب ثم أعادت حدقتيها للتلفاز هاتفة:
" دقيقة فقط وسينتهي البرنامج وسيكون الطعام جاهز خلال خمس دقائق...!"

أجبتها بتعب وأنا أفتح أزرار قميصي العلوية:
" أتمنى!...لكن لمَ لا أشمّ أي رائحة!.."

أجابت بثقة:
" ممكن أن تكون قد أُصِبتَ بالزكام أو الرائحة تخرج من المدخنة والنافذة!.."

أُنزلت الشارة تعلن انتهاء برنامجها فقفزت بخفة من مكانها لتتجه الى المطبخ وأنا أتبعها حتى وصلنا اليه....دنت من الفرن الكهربائي تفتحه بيد السيلكون العازلة للحرارة وما إن انحنت بجسدها لتتفقد طبختها شهقت متسمّرة مكانها دون أن تقوى على الاستدارة للخلف وبقيت على صورتها تلك فدنوتُ منها عاقداً الحاجبين بتوجس وفضول لأرى سبب شهقتها ...انحنيتُ مثلها وإذ بلحمة الكباب تخرج من الفرن كما دخلت ...لم تتأثر منها أي ذرة بالنضوج لأنها نسيت ان تشعل زر الحرارة واكتفت بإضاءة اللامبة خاصته ..!!
تطلّعتُ عليها فوجدت وجهها مكسواً بالأحمر وبدأت مقلتيها بتجميع الدموع ثم استسلمت تجثو على ركبتيها أمام الفرن وخلعت يد السيلكون وألقتها بقهر أرضاً ثم فكّت المريلة عن وسطها واجهشت بالبكاء ....لقد أُحرِجت مني وشعرت نفسها فاشلة ويبدو أنها خشيت أن اوبخها !!..وقد صدقت ظنوني عندما اقتربتُ منها ونظرت اليّ بضعف هامسة :
" أنا فاشلة....هيا اخرج غضبك بي....اسخر مني....افعل ما تريد!..."

أحنيتُ جسدي وأمسكتها من ذراعيها اساعدها على النهوض برفق وكم كنتُ موجوعاً عليها ولم أتحكّم بمشاعري الحقيقية من عطف فجذبتها وضممتها لصدري وقبّلت رأسها بحنوٍ وأنا امسح على ظهرها ولم تصدّني بل كانت خاضعة لحركتي فهي تحتاج للحضن الذي يُدفئ قلبها ولليد التي تربّت على روحها وهمست:
" لستِ فاشلة ألمتي ....لمَ سأسخر منك؟....على العكس يكفيكِ شرف المحاولة !.....لا نصيب لنا اليوم به.."

ضحكتُ بحنان وابعدتها عني انظر اليها بنظرات عطوفة بينما ذراعيها ما زالتا اسيرتا قبضتيّ وأكملت بمداعبة :
" ربما غداً نأكل منه....ها أنتِ ارتحت من هذه المهمة في الغد!.."

ثم حررتُ احدى يديّ واخرجتُ هاتفي من جيبي واتصلتُ بخالتي قائلاً بمزاح بعد السلام:
" ماذا طبختِ لنا اليوم ؟!

ردّت بحماس واشتياق :
" أتعلم أنني كل يوم أزيد في طبختي حرصاً على أن تشتاق لطعامي فجأة ولتجده متى شئت!...وها قد أصبتُ بقراري......لقد طهوتُ الدجاج المحشي المحمّر بالفرن...."

أجبتها مبتهجاً بعدما ابتعدتُ قليلاً عن زوجتي:
" ممتاز......حفظك الله لنا خالتي....مسافة الطريق ونكون عندكم بإذن الله!.."

نظرتُ للواقفة بينما كنتُ أعيد هاتفي لجيبي فكانت تمسح دمعاتها بيديها وتشق ثغرها ابتسامة توحي بشعورها بالأمان ....تبسّمتُ لها وهتفت مازحاً:
" هيا تعجّلي في تبديل ملابسك والّا تركتكِ في الجوع وذهبتُ لوحدي لأملأ بطني....فأنتِ اعترفتِ بلسانك أن طعام خالتي لا يفوّت!!.."

صوبت سماءيها لأرضي بامتنان ثم اومأت برضا توافقني وأدبرت بانشراح لتستعد للخروج....!

×
×
×

اليوم التالي من اجرائها للامتحان وفي وقت الظهيرة كنتُ في قاعة الاجتماعات الخاصة في شركتنا أبحثُ مع مدرائنا وقسم من الموظفين عن بعض الأمور المالية التي تخص أرباحنا لهذه السنة وبينما كنا في خضم معركتنا بين الأوراق وصلني طرقتان على الباب فأذنتُ للطارق بالدخول وأول ما ظهر لي باقة كبيرة من الزهور الأنيقة بألوانها الأبيض والزهري والليلكي المخلوطة بأوراقها الخضراء بشكل ساحر وكأنها نموذج عن قطعة أرض مزروعة بالورود في فصل الربيع وما أكّد وصفي عندما أطلّت بسماءيها الزرقاء الصافية من خلف ما تحمل بيديها البيضاويتين الرقيقتين لتجسّد أمامي لوحة فائقة الجمال للطبيعة الخلّابة فلا اجمل من ورد الربيع الّا سمائي الصافية...!!......دلفت تمشي باستحياء ولا ترى الأجساد الضخمة التي تحتل المقاعد وفقط عيناها تحكي لعينيّ بكل اعتزاز وفخر وامتنان في آنٍ واحد وتخبرني بالابتسامة التي تُرسم على محيّاها أن النجاح نجاحك والأزهار من حقك !!...وقفتُ مكاني وانتفاضة داخلي تحدث بسبب غيرتي عليها من الشبه لباس الذي ترتديه وتتمخطر به أمام الغرباء ورنّات كعبها ترنّ في الفؤاد حباً وفي عقلي حميّةً ولمّا أصبح يفصل بيننا إنشات قليلة مدّت يديها تناولني الباقة واللؤلؤ يظهر من بين شفتيها فتبسّمت لأجاملها ومددت يدي لأمسك باقتها وبثانيتين اثنتين الاشتعال الذي يجري في دمائي تحوّل الى احمرار يغطّي بشرة وجهي القمحية وخذلني ذقني الذي لم يستطع إخفاء هذا اللون الذي صرتُ عليه نتيجة وقوفها على رؤوس اصابعها رغم الكعب الذي ترتديه لتصل طولي جاهدة وتطبع بكل هدوء ورقة وبدفء شفتيها الورديتين قبلة على وجنتي بامتنان غير مكترثة للعيون الناظرة لنا ولا للهمسات التي تستغيبنا ولا لمشاعري الجائعة لقربها ولتكون أول قبلة تهديني إياها سمائي منذ عرفتها والله وحده يعلم ما كان حالي ....!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ها نحن نغادر أرض اللجوء في منتصف الشهر وفي التاريخ الذي حددناه لتوقيع صفقتنا وللتمتع بشهر عسلنا المزيّف كحال زواجنا!!......حطّت الطائرة في مطار عاصمة الوطن الحبيب وكانت (ألمى) مستمتعة ومتحمّسة تنتظر بشوق رؤية قصر والدها الذي عاشت به أمها أما احساسها من أجل وطنها لم تعبّر عنه ولا أدري أساساً إن كانت تحمل له أي مشاعر أو انها فعلا كما قالت لا تهتم له لأنها لم تعش به ولم تعرفه في حياتها!!...كنا أنا وهي في هذه الفترة نعيش معاً بسكون أشبه بالهدنة ....كنا نشاكس بعضنا بمزاحات خفيفة ونأكل ونشاهد التلفاز معاً لكن مشاعرنا بقيت أسيرة في قلب كلّ واحدٍ منا ....لم نبُح ولم نلّمح لأي شيء اتجاه بعضنا ....أما نظراتنا ...الغبي هو من لا يفهم أنها فقط نظرات عاشقيْن لبعضهما لكن الكبرياء والخوف من القادم هما ما يقفان لنا بالمرصاد ويمنعانا من أي تقدّم لنخترق حدود العشق ونغرق به دون خلاص...!!
بعد انتهائنا من إجراءات المطار...خرجنا لنستقلّ سيارة ضخمة فاخرة يقودها أحد رجاله الذي اتفق معه مسبقاً....ولحسن حظي ان المطار موجود في العاصمة فرغم حداثة السيارة واتساعها الّا أن اجواءها كانت خانقة لتواجدي معه ومع زوجته الأفعى وربما ما خفف عن ضيقي هي أنفاس حبيبتي ....كنتُ أعد الدقائق بل الثواني حتى نصل....أمضيتُ طريقنا بالدعاء في سري ليوفقني الله بمهمتي وأن تتم على خير ونجاح دون عقبات وتأخيرات وأن يسترني ولا أُكشف أمام الثعلب المخادع , النجس ....دلفنا الى حيّ عريق فيه الأبنية متشابهة بطرازها فالبيوت كبيرة مستقلّة عن بعضها يكسوها أحجار خاصة تزيدها فخامة وأسقفها من القرميد الأحمر وحدائقها يغلب عليها أشجار النخيل وتحيطها الجدران الشاهقة وكان بيته مثلها....نزلنا في ساحته ورأيت الوغد بوجهٍ آخر لا يشبه طباعه القاسية ولا جديّته عندما أمسك يد ابنته بحنان أبوي وسحبها بكل حبور وحماس ليريها البيت الذي عاشت به والدتها....تبعناهما أنا والأفعى وجعلتُ عينيّ وأذنيّ تجول بالقصر معهما لأدرسه جيداً رغم أن السيدة (فاتن) قامت برسم خارطة تقريبية لهندسته ومواقع غرفه ....كنتُ أتمشّى وأمثل الانبهار بذوقه الرفيع وأزيده انتفاخاً على انتفاخه ....أما الأفعى كانت عيناها تنذر شرراً من الغيرة وحقداً على سمائي وأبيها لأن معظم كلامهما كان وهما يتنقلان بين الغرف عن المرحومة والدتها....قرأتُ سعادة لا توصف على وجه حبيبتي ....كانت تتلمس الجدران وتتأمل التحف....تفتح الأدراج وتشمّ الأغراض علّها تجد شيئاً يذكّرها بعبير أمها ...كانت هي أجمل ما أراه في هذا البيت اللعين !!....كنتُ اراقبها بحُب وابتسامة لم تفارق محيايّ مسروراً لأجلها ...هي تضحك وخافقي يخفق فرحاناً بها ...كم أحبها وأتمنى لها حياة ملؤها السعادة تكون خالية من الحقد والغدر لكن مع الأسف بوجود والدها لا سبيل للراحة والسعادة ومعي الطريق مزروعة بالأشواك التي ستُنزف قدميها ومن قبلهما قلبها .!!...آه يا ربي كم أتمنى أن أنهي مهمتي وأولد من جديد لأستحق حينها نبضات ألمتي ...!!

بعد الانتهاء من تجوالهما في البيت أشار لنا على احدى الغرف هاتفاً:
" هذه الغرفة لكما....كبيرة ومطلّة على الحديقة...استمتعا بها .."

عندما دخلناها أغلقتُ الباب وسبقتني هي تسير بتباطؤ مترددة...توقفتْ في منتصفها ...ألقت حدقتيها للسرير ثم التفتت الى الخلف حيثُ كنت أقف وأعادت وجهها للأمام ونكست رأسها سائلة:
" ماذا سنفعل؟...كيف سننام؟!.."

قلت ببرود:
" ها هو السرير كبير يتّسع لكلينا !!.."

قالت بتلعثم مرتبكة:
" لـ..لا يمكننا ذلك!..."

أبعدت عينيها الى حيث نافذة الغرفة وقالت بعد أن وقع نظرها على أريكة زوجية صغيرة موجودة هناك:
" سأنام على الأريكة وأنت نم عليه.."

هتفت رافضاً:
" الأريكة بالكاد تتسع للجلوس !!..."

واضفت بجدية:
" سننام على السرير كلانا ....ممَ تخافين ؟....أتخافين أن المسك ؟!...حتى لو لمستك لن آكلك !"

قالت بعزة نفس وشموخ مستنكرة :
" ممَ سأخاف ؟!...أعلم أننا لن نلمس بعضنا وباتفاق وبرضا كلينا ثم أنا واثقة أنك على قدر كلمتك ..لكني لا أتقبّل الفكرة ما دام اسبابك ما زالت غامضة ومجهولة وحتى لو أنه لن يحدث شيءٌ بيننا .."

توجهتُ للخزانة ابحث عن فراش ارضي بعد أن حماني كبريائي من اظهار اللهفة عليها وقد كابدتُ على اظهار عدم تأثري بكلامها الذي أحبطني وخذلني بعد رغبتي بالاقتراب منها قلباً وقالباً ..جسداً وروحاً ....وجدتُ اخيراً فراشاً مطوياً على الرف فعادة في غرفة الضيوف يكون واحد احتياطياً إن لزم الأمر ولا أعلم ان كان من حُسنِ أو سوء حظي!! ثم قلت بإباء:
" ارتاحي ها أنا وجدت فراشاً أرضياً وسأنام عليه....هكذا أفضل."

تفتّحت أساريرها بعد أن اطمأنت أنني لن اقترب من كنوزها وهمست بارتياح:
" رائع....فعلاً هكذا كلّ منا يأخذ راحته!.."

من قال لها لتتكلم باسمي وتعبّر عن شعوري من وجهة نظرها ؟!...هل اشتكيتُ لها قربها تلك الحمقاء ؟!...لمَ لا تدري ولا تحسّ أنني تواق للالتصاق بها وأنني عزمتُ لأخطو خطواتي نحوها مهما كلّفني الأمر ؟؟.....لقد سلبت مني فرصتي !!....

×
×
×

في يومنا الثاني وبعد اتفاق مسبق التقينا بصديقيّ (أحمد) و(بلال) لتوقيع الصفقة في أحد مطاعم العاصمة الراقية ....لقد أبهراني حقاً بأسلوبهما المحترف في جذبه واقناعه واغرائه أكثر وأكثر دون أي زلة تُذكر....فالصفقة كانت قانونية وقد أبدع بها (بلال) وفق تخصصه إذ كانت في مجال البرمجة والالكترونيات وهي عبارة عن موقع تسويقي للشراء عن بعد من كافة أنحاء العالم والذي يدرّ الملايين خلال دقائق لينافس المواقع الأخرى من هذا الصنف أما (أحمد) فهو رجل هادئ , سريع البديهة يمتاز بالموضوعية في كلامه لا يبالغ ولا ينقص , حسن المظهر وطيّب الجوهر , يريح الناظر اليه ومتحدّث لبق جداً لدرجة أن الوغد (عاصي) كان مستمتعاً بحديثهما وكان بآخر انسجام وكأنه بمعرفة سابقة بهما وهو لا يقلّ عنهما لأنه ماكر ومحنّك وشخصيته بغض النظر عن شروره تليق برجل أعمال وسياسي بحت يستحق أعلى المراكز ....لكن هيهات هيهات فجشعه جعل منه حثالة , منحط يستحق الدرك الأسفل من النار ..!!......كان الاتفاق أن يأخذ الملف ويوقّع عليه على مهل في بيته ثم أعيده أنا بنفسي لهما في المساء وما كان هذا الّا لهدف وهو لأخذ بعض الأدوات التي سأحتاجها لمهمتي عند مقابلتهما وحدي وقد أعطاها لهما (سامي) فهي خاصة بالشرطة وهي عبارة عن مفتاح يفتح كل الأبواب وأداة تفتح الخزنات لكنني سأحاول الّا استخدمها وأن الجأ فقط للأرقام السرية التي تعاونّا على كتابتها بمساعدة السيدة (فاتن) فعند استخدام هذه الأداة سيحذف الرقم السري تلقائياً وعليه وضع جديد وهكذا سيُكشف أن شخصاً ما حاول العبث بها وفتحها واختراقها فهذه الإمكانية تركناها احتياطاً للحالات القصوى الصعبة !!.....تناولنا غداءنا أربعتنا وعدنا معاً الى بيته وأنا عازمٌ على البدء بتنفيذ مهمتي من هذه الليلة..!!....أول خطوة قمتُ بها هي حجز أربع تذاكر في سفينة فاخرة تطفو ساعات في البحر وتصل احدى الجزر القريبة ونتناول بها وجبتيّ الغداء والعشاء ثم نعود الى الميناء ومن المدينة الساحلية حتى العاصمة تستغرق الطريق قرابة الثلاث ساعات وهذا جميعه كان مخططاً لليوم التالي لتبدأ رحلتنا في الصباح الباكر.....ومع شروق يومنا العظيم بدأنا الاستعداد لرحلتنا وقبل الخروج بدقائق قليلة بدأت بمشهدي التمثيلي وهو ادّعاء الصداع الحاد ليلحقه ارتباك في الأمعاء الذي يُلزمني البقاء بالقرب من الحمام ....بدا على الوغد وابنته القلق الشديد من أجلي ثم حاولا الغاء المشوار لكنني أصرّيت على ذهابهم فتطوعت زوجتي الحنونة للبقاء جانبي فأقسمتُ عليها الذهاب لتتمتع بسحر هذه الرحلة ولتتعرف على وطنها وكانت حجتي الكبرى أنني دفعتُ مبلغاً كبيراً للحجز وهو بالفعل كذلك فقالت قلقة بعد محاولاتي:
" لكن كيف سأتركك؟ ...ربما تحتاج لشيء والخادمة بعد العصر تنهي عملها وتذهب من هنا !!....ماذا ستفعل؟!.."

أجبت بوهن مصطنع :
" أحتاج للنوم فقط ....ربما أصابني برد ...سأستحم وأنام علّني أرتاح !!.."

اومأت على مضض وهي تحدّجني بعينين عطوفتين قلقتين من أجلي وهمست:
" حسناً كما ترغب....سأخبر الخادمة لتحَضّر لك الحساء ومشروب أعشاب ساخن وتعطيك الدواء ..."

أعطيتها بسمة ظاهرها الحنية والامتنان وباطنها طعنات موجعة لأني مضطر لأعاملها بالكذب والخداع بينما أراها تقف أمامي مضطربة على حالي بصدق ونقاء دون انتظار المقابل مني..!!....كم مرة سأطلب السماح منكِ حبيبتي ؟!....

×
×
×

وأخيراً تركوني وأخلوا لي القصر لأرتع به كما أشاء فأهم نقطة وأكبر نعمة أنه لا يضع آلات مراقبة أمنية في الداخل وهذا مبدأه حرصاً على خصوصياته وبالذات بما يخص سرّية أعماله...!!.....كنتُ استلقي على سريرها في غرفتنا الزوجية الوهمية عصراً أمضي الوقت حتى تختفي الخادمة لأباشر في مغامرتي فوردني اتصال من صديقي (سامي) صوت وصورة ليطمئن عليّ وبعد تبادلنا الاحاديث والمزاحات سألني باستغراب:
" قل لي...ما به أحمد ؟!.."

قلت بتوجس :
" ما به أحمد ؟!.."

أجاب بحيرة:
" منذ عودته من بلادك تلك وهو ليس على بعضه !!....في البداية اعتقدت ربما بوادر مرض بسبب تغيير الجو عليه لكن ها نحن تقريبا اسبوعين من بعد عودته وهو على حاله الذي أتى به !!....هل حصل هناك أمرٌ ما ؟!.."

فكرت قليلاً ولويتُ شفتي بعدم معرفة وقلت بهدوء:
" كلا لم يحصل شيء غريب...أمضينا يومين معاً وكان طبيعـ....."

اتسعت عيناي بصدمة واستطردت بنبرة مغايرة:
" لحظة لحظة !!.....لا تقلها يا صاحبي .....اوصف لي حاله سريعاً !!.."

فكّر وأجاب:
" ممم....يشرد كثيراً...قليل الكلام ....وايضاً في الآونة الأخيرة أصبح لا يترك هاتفه ونحن معاً ..."

قلت بلهفة:
" بسرعة ادخل حسابه على صفحة التواصل الاجتماعي..."

ردّ متعجباً:
" لماذا؟!.."

" ادخل لنرى .."

بعد أن دخل تمتم هازئاً:
" اللــه...اللــه...."

ثم استطرد :
" منذ مدة لم ادخل صفحته الصاخبة بالمنشورات الدينية والمقاطع الدعوية ....انتظر دقيقة لأقرأ لك بعض الألغاز الجديدة علينا...[[ في علبة من المخمل مركونة على الرف وباب زجاجي للخزانة الموجودة فيها مقفل بمفتاح وتوضع على زاوية بعيدة ومرتفعة خلف صاحب المكان وآلات مراقبة تحيطها ثم باب زجاجي متين لا يخترقه الرصاص وآخر حديديّ لا يدخله الناس الّا بموافقة صاحبها وبقرار منه يضغط على الزر ليفتح لمن يستحق !!....هكذا هي الجوهرة النادرة الثمينة لا يصلها أيٍ كان وسيمرّ بمراحل ومراحل وإن اجتازها وعرف قيمتها سيفوز بها !!....وفي مكان آخر سلسلة صدئة سهلة المنال على عربة وسط الطريق يتركها البائع بين أغراضه ليذهب ويشرب كأس الشاي عند جاره ...يمرّ من جانبها الغني والفقير...الصغير والكبير....السارق والأمين وبرمشة عين يمكنهم أخذها دون أدنى مجهود ودون أن يشعر البائع بفقدانها لكنهم لا يكترثون لها لا الناس ولا صاحبها...لماذا؟!....لأنها رخيصة وأرخص ما يكون فلا متعة بالحصول عليها!!..أو يأخذونها ويلقونها أرضاً ثم يدعسونها كنوع من المشاغبة ويمضون كأنها ذرات التراب !!......أما أنتِ ..كوني كالجوهرة التي تعب الجوهريّ بصقلها فوضعها في علبة خاصة إن سقطت لن يضيعها ولن ينقص شيء من لمعانها لأنها محصّنة في بيتها !! ....ولا تكوني كالسلسلة الصدئة ما إن وقعت حتى غبار الأرض كساها والعين لم تعد تراها .!!...بحجابك سيُصقل وجهك ليلمع ولباسك الشرعي هو ما سيحصّنك من الأذى أما صلاتك هي التي سترشدك وتحفظك من الضياع.....كوني جوهرة وانتظري من يعرف قيمتك!!..]]......أنا ضعت يا صاحبي ما هذه الألغاز ومحل بيع الجواهر ؟؟...هل أصبح الأحمق جواهرجي ونحن لا نعلم ؟!..."


ضحكت من قلبي وقلت:
" ابحث لي عن اسم قُصيّ زيدان بين الأصدقاء !!.."

هتف باستنكار:
" ومن يكون هذا القصي؟!.."

" افحص هيا....انا انتظرك !!.."

بعد قليل هتف بلا مبالاة:
" أجل يوجد...من يكون هذا؟!..."

أجبته ضاحكاً:
"أكاد أجزم أن صاحبنا العازف عن الزواج وقع في منجم الحُب ....قصيّ يكون شقيق صديقة زوجتي ...ذهبنا الى بيتهم وتعرّفنا عليه وقد انخرطا ببعضهما وظننتُ حينها أن أحمد يجامله ويسايره لكن لمّا وصل به الحال لإضافته بين الأصدقاء فهذا يعني أنه أصبح له مكانة في قلبه !!..."

قال ببرود ساخراً:
" ألا تلاحظ أنك تتهم صديقنا بشيء مشبوه ؟!...ما هذه اصبح له مكانة في قلبه ؟!...من يسمعك سيظن أن أحمد شاذ والعياذ بالله !!..اتفل من فمك."

فرطتُ بالضحك وقلت:
" يا أحمق....ربما أُعجب بصديقة زوجتي بعد قهوة وأحضان ومعركة ضارية حدثت بينهما ! ثم بدأ بالاقتراب من شقيقها!...فأنت تعلم مستحيل أن يكلّمها لأنها غريبة عنه وهذا حرام لكنه وجد الطريقة المناسبة !..فهو ذكي وماكر ويبدو انه يرسل رسالاته المبطّنة بصورة غير مباشرة لها إن أدركت الأمر....فبالتأكيد عندما يضع قصي اعجاب لمنشوراته او يعلّق ستظهر حينها على صفحتها لأن شقيقها هو الرابط المشترك بينهما ...ورسالته هذه هي بمثابة دعوة منمّقة للتشجيع على الحجاب !! "

" مهلاً عليّ يا صاحبي...حبّة حبّة لاستوعب الأمر ....قهوة واحضان ومعركة واعجاب ودعوة للحجاب والأهم....فتاة....أتعي ؟!...أنثى وأحمد !!...كلمتان لا تجتمعان !!....ابدأ من البداية من فضلك !!..."

قال جملته فبدأت أشرح له بالتفصيل وختمت كلامي :
" لأقول الحق....الفتاة محترمة ولطيفة وابنة أكابر وروحها جميلة حتى أنها تشبه روحك أنت وإن استطاعت إيقاع أحمد تستحق جائزة نوبل حينها ....لكن بالفعل ينقصها الحجاب هداها الله لتكتمل صورتها ولتستحق صديقنا الأهبل بجدارة !!..."

قال متعجباً وساخراً :
" لو لم أرَ تغيّره لما تقبّلت ما تقول !...أتمنى أن يكون حدث بالفعل...أريد أن أرى وجه الفقر عاشق قبل أن أموت ...يجب ان اطمئن على الرعايا !! ....الصبي يحتاج لرعاية وارشاد فهو مغفل بهذه الأمور وسيدمّرها بدل أن يعمّرها فأنا أعرفه جيداً....لا تغرّك كتاباته ...هذا كله شطارة من وراء الشاشة !! ....آه يا صاحبي من اين خرجت لي بعمل جديد ؟!....لكن بصراحة هذه الفترة كان الحال واقفاً والأيام كانت قاحلة ولم أجد أحداً اسخر منه فمثلاً ضفدعتي لا يمكنني السخرية منها لأن هذا يكلفني الكثير...إما قضاء ليلة على الأريكة القاسية وسط البرد بعد أن تطردني من الغرفة أو جلب اسوارة ذهب لمصالحتها ...لذا كنت أسخر من نفسي مؤقتا حتى أجد فريسة وها هي الحمد لله غنائمي تأتي !!...سألتصق به وافضحه ذاك الغراب المنحوس...."

ضحكت قائلاً:
" غزوة مباركة يا صهري العزيز ...اوصل سلامي بنكهة القهوة له ....هيا يا غليظ ادعو لي يبدو أن الخادمة انصرفت ..."

قال بقلب ولسان صادقين :
" غزوة مباركة لك أنت...سهل الله عملك ويسّر أمرك وبارك في تعبك يا صاحبي....نتحدث لاحقاً بإذن الله .."

×
×
×

استحممتُ دون وضع أي رائحة لا على جسدي ولا على شعري كي لا أترك أثراً خلفي...ارتديت قفازتيّ الرقيقتين السوداوين ...كانت قد قالت لي السيدة (فاتن) أن له خزنتان واحدة في غرفة نومه والثانية في مكتبه.......قصدتُ الأولى وكانت في خزانة ملابسه , حجمها صغير ومن الطراز القديم...خضضتها قبل إضاعة وقتي بفتحها لأخمّن ما موجود داخلها ولكنها كانت فارغة حتى من الأوراق....نزلتُ الى مكتبه في الطابق الأرضي...اخرجت المفتاح الذي اخذته من أصدقائي ففُتح بسهولة دون عراقيل ....دلفتُ مسمّياً بالله ومتوكلاً عليه.....كانت غرفة مكتبه بمساحة صغيرة وكما قلت سابقاً خالية من الآت المراقبة احتياطاً من وقوعها بأيدي الشرطة ان حدث أي التباس او ان واجه مشكلة ما وكذلك حماية له من وصول قراصنة البرامج الالكترونية كصديقنا (بلال) لأشيائه الحساسة الخاصة.....كان الأثاث الخشبيّ من شجر الجوز بلونه الطبيعي وثريا بإضاءة صفراء من الطراز القديم الثمين ومن خلف مكتبه حائط كامل مليء بالرفوف التي تحمل كافة اشكال وأنواع الكتب والموسوعات وحسب ما وصفت لنا شقيقة زوجته الأولى أن الخزنة ستكون وراء الكتب في الارتفاع المقابل لرأسه عند جلوسه على كرسيه الجلديّ الوثير بلونه البنيّ....تقدّمتُ نحوه وجلست عليه لأحاول تقدير طول القذر تقديراً لأنني افوقه طولاً بسنتمترات كثيرة....شرعتُ بإزاحة الكتب واحداً تلو الآخر حتى ظهر لي خلفها برواز لصورة قديمة بالأبيض والأسود تجمعه بزملاء الجامعة...أزحته هو الآخر لتظهر خلفه الخزنة بلونها الرمادي الغامق وازرارها الفضية اللامعة ...كانت نوعيتها من التي ما زالت تُستخدم الى الآن وليست كالموجودة في الأعلى....دسستُ يدي الى جيبي وأخرجتُ الورقة التي سجلنا عليها الأرقام التي تخصه فقد تقابلنا أنا والسيد(ماجد) وأبي (إبراهيم) مع السيدة (فاتن) قبل مجيئنا الى هنا كي تشرح لنا بالتفصيل عن البيت وكذلك لنضع احتمالات الأرقام التي متوقع استخدامها فهي من معرفتها القديمة به وفي زمن وجود شقيقتها كانت تسمعه عندما يتفاخر لزوجته أنه يبدّل ارقامه السرية وفق التاريخ الأهم في حياته أي انه لا يثبت على واحد وكلّما حدث له شيء مميز او مهم بدّلها على الفور ..!!....هذه الخزنة تحتاج لثمانية أرقام فهذا يعني أننا نحتاج للتاريخ كاملاً باليوم والشهر والسنة والأهم أن فرصتي مع هذه النوعية هي أربع محاولات خاطئة ثم تقفل أوتوماتيكياً لخمس ساعات !!....والأصعب بالموضوع أن بحوزتي سبعة تواريخ مهمة في حياته وعليّ أن اختار منها....الغيتُ منها تاريخ ميلاد ابنته لأنها معروفة أنها الأغلى على قلبه فلا يجازف بشيء متوقع !!....كذلك تاريخ ميلاد زوجته الأولى استبعدته ....سأجرّب تاريخ زواجه بها لأنه كان عاشقاً لها .....بسملت وحاولت فأصدرت صوت مزعج يخبرني أن الرقم خاطئ...المحاولة الثانية قد احترت بين تاريخ تخرجه من الجامعة أو تعيينه بمنصب الوزير فرجّحتُ الأخير لأنه الأهم في حياته لأسمع مرة أخرى رنة الرقم الخاطئ !!....بقي معي محاولتان وفي القائمة ثلاثة تواريخ... اخترتُ تاريخ وفاة حماه لأنه كان عقبة في طريقه للسفر وبموته زالت هذه العقبة !!....وضعت الأرقام لأصاب بخيبة أمل عند فشل المحاولة !....الفرصة الأخيرة والتاريخان الموجودان هما تاريخ تخرجه من الجامعة وتاريخ ميلاده الكريه ولأنه مصاب بالنرجسية لم استبعد الأمر وقبل أن اضغط على اول رقم فجأة ارتج بدني مقشعراً من مجرد مرور تاريخ آخر لم نكتبه وجاء هذه اللحظة في ذهني والذي ربما يكون الأهم من كل ما أمليت !......ابتلعتُ ريقي واغمضتُ عينيّ...سمّيت بالله وقرّبت سبابتي المرتجفة رغماً عني ولأول مرة بعد جميع المحاولات تمنيتُ أن يكون ظني خاطئاً وأن لا أصيب !...فتحتُ عينيّ وبدأت بضغط زر وراء زر بحذر ووجل حتى وصلتُ للنهاية لتضيء بالأزرق وتصدر نغمة هادئة بعكس المزعجة وتعلن عن نجاح المحاولة !!...ارخيتُ الباب قليلا قبل ان تقفل وارتميتُ بثقلي على ظهر الكرسي أحاول تحرير أنفاسي المحبوسة وافرغ توغّر صدري من دناءة الحقير وحمدتُ الله انه ليس في البيت وسيعود بوقت متأخر والّا لكانت نهايته على يدي اليوم قبل الغد دون شك بسبب التاريخ الذي وضعه والذي لم يكن سوى تاريخ انجاز مهمته الجبّارة وهي القضاء على والدي الغالي رحمه الله....!!...دمعة قهر غدرتني بسبب تكبيلي...أيّ عذاب أنا أعيش وعليّ تحمّله ؟!....الى متى أنا مجبر لأكون على علاقة مع الد اعدائي ؟!...دعوتُ من صميم قلبي ...." يااا رب ارِح بالي فأنا عبدك الفقير وأنت على كل شيء قدير "...... ..كانت خزنته تمتاز بالعمق لداخل الحائط ومليئة بالملفات وكذلك علبة خاصة لمسدس بلون الخشب وأنيقة ...أخرجتها لأرى ما خلفها فلم أجد أي أثر لآلة تصوير ! لكن عليّ أن أفتشها وما فيها بكل دقة وصبر...فتحت العلبة الخاصة بالمسدس وحملته أتفحّصه وعندما هممتُ لإعادته كان ما لفت انتباهي هو تحرّك القاعدة من تحته أي أنها غير ثابتة ويمكننا ازالتها !!...رفعتها بحذر فتلوّن وجهي وتضاربت مشاعري ...أأفرح أم أحزن ؟!...أأضحك أم أغضب ؟؟!....لقد ظهرت لي شريحة صغيرة خاصة بالذاكرة وإنها هي بذاتها التابعة لآلة التصوير ودليل الجريمة اذا صدق ذاك الوغد المسمّى بـ ( الطيار )...تنهدتُ مبتسماً رغم وجعي وغصتي مما تحوي !!....أخذتها وفتشت الملفات ...قمتُ بتصوير بعضها وكانت أسرار للدولة من معاهدات وحسابات الخزنة خاصتها وطبعا كانت قديمة ...اكتفيتُ بتصويرها في هاتف ( هادي ) دون أخذها كي لا يلحظ اختفائها وأخذتُ واحداً يحوي على صفقة أسلحة مع دولة أخرى من تحت الطاولة وبين الملفات ظهر واحد خاص بالمشفى...اعدته مكانه ثم سحبته مرة أخرى فضولاً ..جحظت عيناي بصدمة وامتقع وجهي وبعد دقيقتين اطلقت ضحكة كالمجنون من غير ارادتي ما ان استوعبت الأمر لأني حصلتُ على دليل آخر مهم موثّق من حيثُ لا ندري ولم نخطط له ولم نتوقعه أساساً...!!
خلال مغامرتي وصلتني رسالة منها تطمئن فيها على حالي واخبرتني انهم في طريق العودة من الجزيرة الى الميناء....أي يحتاجون حوالي اربع ساعات ليكونوا في البيت اذا شاء الله .....أعدتُ كل شيء بتمهّل الى مكانه داخل الخزنة ثم اقفلتها ورتبت الكتب كما كانت وعدتُ الى غرفتي زافراً أنفاس انتصاري ثم صليّت ركعتيّ شكر لله لإتمام أهم مرحلة في مهمة العمر وأرجو أن تكون مخاطرتنا تستحق وأن تكون هذه أدلة كافية لتثبت ادانته .....!!

×
×
×

في اليوم التالي قابلتُ (مراد) زوج شقيقة (سامي) وهو الذي نهض بشركتنا في البلدين الجبلية والعاصمة منذ سنوات بعد تخرجي عندما قررنا إعادة فتحها مجدداً.... سلّمته جميع ما أخذت ليسلّم هذه الأمانة الثقيلة لصاحبي لتسوية بعض الأمور ومنها إيجاد آلة تصوير مناسبة لمشاهدة على ماذا تحوي بالضبط تلك الشريحة لأنها من انتاج قديم !!...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مضى يومان على إتمام مهمتي وكنتُ بهما أقضي أوقاتي ومعظم نهاري في الخارج هروباً من لمّتهم المشؤومة أو مخالطتهم مجبراً بسبب تواجدي في بيته....لا يمكنني الصمود ....كفاني من رؤيته صباحاً ومساءً....مقابلته تشعرني باضطراب حقيقي في معدتي وأشعر بوجوده أنني أتنفس هواءً ملوثاً ومع علمي أنني من المحتمل أن اثير الشكوك حولي لأني اهملها ولا اصطحبها معي أينما أذهب الّا أنني لم أهتم لتبرير أي شيء من تصرفاتي وفي هذا اليوم عدتُ بعد أن صليت العشاء في المسجد فوجدتها تعبث بهاتفها بملل بينما كانت تستلقي على احدى الارائك الموجودة في البهو ....ألقيتُ التحية وتركتها صاعداً الى غرفتنا...لحقتْ بي بعد وقت قصير وكنتُ قد بدّلت ملابسي واتخذتُ فراشي الأرضي وأمسكتُ هاتفي أتصفح المواقع الإخبارية ....بدأتْ تجول في أرجاء الغرفة ومن وقعِ خطواتها فهمتُ أنها مستاءة مني دون أن توضح أو تفصح عن ذلك فأنا بتّ احفظ كل حركة وكل نفس يخرجان منها ....ولأني لم ألقِ بالاً لحركاتها تلك انتقلت لتحدث ضجيجاً علّني انتبه لها لكني استمريتُ بتجاهلها ثم وضعتُ هاتفي جانباً ووليتها ظهري نائماً على يميني.....كانت تارةً تفتح الدولاب وتصفعه وتارةً الدُرج....تدخل الحمام وتخرج وتضع بصمتها على بابه كبقية ضحاياها من الأبواب....اتجهتْ بعدها الى طاولة الزينة وأخرجت مصفف الشعر الكهربائي ثم قامت بتشغيله وطبعاً واضح نيتها هي ازعاجي دون أدنى شك!!....استمرّت دقائق صابرة وهو في يدها فتأففتُ ودفعتُ الغطاء عني جالساً واضعاً ذراعي على ركبتي المنصوبة بضجر...انتبهتْ لي من مرآتها تطالعني بنظرات فيها كيد نسائي بينما هي على حالها مستمرّة بتشغيل المزعج القابع بقبضتها ....نهضتُ متوجهاً بصمت الى الحمام ثم بدّلت ملابسي للخروج مرة أخرى وعندما دنوتُ للباب قفزت أمامي بعد أن نفذ صبرها وغلت دماؤها لتسدّ الطريق وهتفت حانقة:
" إلى أين انت ذاهب ؟!.."

قلت متأففاً:
" لأبحث عن مكان هادئ..."

سألت بضيق:
" أين كنت كل هذا الوقت؟"

اجبت بضحكة ساخرة :
" نعم؟!...لمَ تسأليني عن مكاني ووقتي ؟!..."

طأطأت رأسها بانكسار وحزن طفولي وهمست:
" لقد سئمت طوال الوقت في البيت!....رغبتُ بالخروج!..."

أجبتها وانا امدّ يدي للباب من فوق كتفها:
" أخرجي لا أحد يمنعك!...لديك والدك وزوجته!.."

نويتُ الاقتراب منها لكني كنتُ أِلاحظ إصرارها على الابتعاد عني لذا أهملتها قليلاً علّها تحسّ بي....!!

برقت عيناها بأسى وقالت بقنوط:
" لا يخرجون...يمضون وقتهما إما على التلفاز أو بغرفة نومهما "

غمزتها هاتفاً بوقاحة لأستفزها وكان هذا من قهري لأنها منعتني قربها :
" إذاً سوزي أخذت منكِ المال وشهر العسل .."

حملقت بي لثواني وهي تشدّ على شفتيها ثم قالت بنبرة حادة:
" لأن أبي يعلم كيف يدلل زوجته..."

ضحكتُ بصوت مرتفع ثم كتمتها في منتصفها وبقبضتيّ أسرتُ ذراعيها وحشرتها على الباب منحنياً قليلاً بظهري ومقترباً بوجهي ليلامس خدّي خدّها وهمستُ بمكر وخفوت بينما كانت هي بوجهٍ متورّد خجلاً ونبضاتها كادت تخترق صدرها:
" أتريدين أن أريك الدلال على أصوله يا زوجتي ؟....لا مانع لديّ اطلاقاً !..."

حاولت دفعي لكني كنتُ أقف بثقلي فلم تستطع ابعادي عنها فأخفضتْ رأسها وأنزلت أهدابها تحجب عينيها وهمست بضعف :
" أنت تفكر بوقاحة....أنا قصدتُ الخروج والفسحات ....أين شهر العسل الذي اخبرت سوزي الأفعى عنه ؟!.."

استقمتُ بوقفتي وقلت بابتسامة سقيمة ونبرة جادة:
" أي شهر عسل وأبسط الأمور لم نطبقها وهي على الأقل نومنا على سرير واحد يا حلوة ؟!...هل ظننتِ أن شهر العسل هو فقط أن امسك بيدك أمام الناس وأمشي معك على جسر فوق نهر جاري ثم أشتري لكِ وردة حمراء واهديكِ إياها ونتابع سيرنا ونعود بعدها لينام كل منا في مكان بعيد عن الآخر ؟!....هل ابتدع الناس شهر عسل للمخطوبين أيضاً ؟!.."

تنهدت وأردفت:
" أعدك عندما نُصبح زوجين حقيقيين سآخذك الى شهر عسل ولا بالأحلام يا زوجتي.."

لاذت بالصمت ولم تستطع الرد فأزحتها بلطف فاتحاً الباب وهاتفاً:
" ليلة سعيدة لكِ.."

أدبرتُ خارجاً أما هي شدّت قبضتيها وضربت بقدمها على الأرض بحنق طفولي ثم همست مغتاظة:
" حائط مغرور متخلّف وأيضاً وقح.."

شقت ثغرها ابتسامة ولمعت عيناها بحُب وتابعت :
" ووسيم ...قتلني بعطره ...كدتُ أذوب من قربه !....لمَ اشتاق له بغيابه ؟!."

ثم أضافت متسائلة:
" هل هو يلمّح بأنه يريد قربي ؟..أم أنني فهمت الأمر بشكل خاطئ ؟!.."

شردت برهةً وأعادت بذاكرتها كلام صديقتها وهمست تائهة :
" هل عليّ أن أطبّق ما قلتيه لي يا ميار ؟!...هل حان الوقت لأحاول أن أوهبه نفسي وجسدي ؟!...أيعقل أن هذا الشيء بالفعل سيقرّبنا من بعضنا أم سيكون نزوة عابرة له ؟!....لكني لم أمنعه عني ليلة زفافنا وهو من اختار الابتعاد !!....أيا ترى انتهى الأمر الذي طلب حينها الصبر عليه وجاء الفرج لذا بدأ يقترب مني ؟!..."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في يومنا قبل الأخير من عودتنا الى بلاد اللجوء...قررتُ الذهاب لوحدي في نزهة بين الغابات على الخيل ولاصطياد طيور من عطاء الطبيعة ....فيوجد منطقة قريبة من العاصمة يرتادها السياح للاستمتاع بهذه المغامرات المثيرة وبينما كنتُ نازلاً السلالم متمهّلاً سمعتُ همسات تأتي من المطبخ ولما وصلت آخر درجة لمحتها تجلس وتتناول مشروبها المفضل الحليب بالشوكولاتة ومولّية ظهرها للباب وشعرها يغطي ظهر الكرسي وعلى جانبها الأيمن تجلس زوجة أبيها الأفعى وتهمس لها بفحيحها:
" لم أركم تخرجون لتتمتعون بشهر عسلكم....غداً سنعود وأنتِ مكانك في البيت.."

حاولت الترقيع مع أن في باطنها نيران القهر:
" يامن منشغل قليلاً لكن بالتأكيد سنعوضه.."

ضحكت بخبث ساخرة وهتفت:
" لو تزوجتِ من صلاح لكنتِ كل يوم في بلد مختلف.."

ردت بضيق :
" ارجوكِ خالة سوزي لا داعي لنبش الماضي....هذا غير لائق..."

همست همساتها السامة:
" هل تصدقين ان زوجك مشغول بعمله ؟!...انتهت صفقتهم من أول يومين..."
صمتت برهة واستأنفت:
" يخرج في الصباح ويأتي في المساء...لا يعيرك أي اهتمام....ممم...أليس الأمر مشبوها؟!.."

رفعت رأسها تحدّجها بنظراتها بينما كانت تحيط الكأس الدافئ بكفيها وهمست بفضول:
" ماذا تقصدين ؟!."

اجابت ببرود قاتل:
" يعني سفره الكثير وعدم اهتمامه بك وانت ما زلتِ عروساً الا يوحي مثلاً بوجود امرأة أخرى في حياته ؟!...عشيقة مثلا ؟!...."

تنهدت وأكملت:
" أنا فقط اريد لفت انتباهك كي لا تكوني مغفلة ...ربما هذه مجرد ظنون وتوقعات ....لكن في كل انحاء العالم لا يوجد عريس يترك عروسه ويخرج وحده ساعات طويلة ....أشفقُ عليك لأنك حبيسة الجدران لما يقارب الأسبوع ....حتى انظري خسرتِ جامعتك عبثاً.....وانظري لوجهك غدا شاحباً ...اتظنينني لا افهمك ؟!.....انا بالنهاية امرأة مثلك وعانيت ما تعانين من قلة الاهتمام واهمال الشريك لي !!..."

كانت تستمع لها مذعنة ليس بإرادتها انما من كثرة الجروح داخلها باتت لا تقوى على شيء لكنها في النهاية انفجرت وهي تمسك نفسها عن البكاء:
" ارحميني يا خالة أرجوك....لا افهم غايتك من هذا ....لمَ الجميع يلعب بمشاعري كالكرة؟!...ما هو الذنب الذي اقترفته بحياتي ؟!..."

ولجتُ اليهما بكل هدوء وكأنني أتيت لتوّي وقلت بصوت رجولي ثابت:
" صباح الخير.."
ثم دنوت من خلفها وانحنيتُ أقبّل وجنتها هامساً بلطف :
" ليسعد الله صباح الوجه الجميل...ألم تستعدّي بعد لرحلتنا؟!.."

تطلعت عليّ (سوزي) بازدراء وتعالٍ وكيد أما هي رفعت رأسها تحدّق بي بسماءيها المليئة بالغيوم وسألت ببراءة :
" رحلة ؟!....أين ؟!..."

اجبتها وانا انتصب في وقفتي وواضعاً كفيّ على كتفيها وناظرا للأفعى باستحقار وخيلاء :
" اذهبي واستعدّي وفي طريقنا اشرح لكِ.."

انصاعت بعد ان تفتحت اساريرها وقبل خروجها من باب المطبخ قلت لها :
" ارتدي شيئاً مريحاً ورياضياً .."

نظرت اليّ واومأت برأسها موافقة مع ابتسامة بريئة تزيّن محياها ثم استمرت في طريقها ....أما أنا قبضت ظهر الكرسي الخشبي بقبضتي أشد عليها بينما كنت أصك فكيّ بغيظ ثم همست مهدداً من بقيت أمامي:
" اياكِ والاقتراب منها او نفث سمومك عليها أيتها الشمطاء ....اذا كررتِ ما سمعت كي تؤلميها سأخبر زوجك ليتصرف وأنت أكثر من تعلمين من تكون ألمى بالنسبة له ....الغيرة تنهشك ....اتقي الله في عمرك ...وها أنا أقول لكِ إن لم يستطع زوجك تقويمك سأقوم أنا بواجبي حينها....فتجنّبي غضبي يا حقودة !.."

ثم دفعت الكرسي لتسقط ارضاً وخرجت انتظر من لم تكن ضمن برنامجي لليوم....!!

×
×
×

في الطريق شرحتُ لها عن مكان ذهابنا لكنها رفضت فكرة الصيد لأنها تخاف من صوت البندقيات وتحمّست لفكرة الخيل فقط ومن شدة حماسها كانت واثقة من نفسها فقالت بإصرار:
" على شرط ..سأركب لوحدي !..."

تبسّمتُ لثقتها تلك فهي تظن ركوب الخيل مثل لعبة الأحصنة التي تدور في مدينة الملاهي لكنني لم احبطها وانتظرتُ حتى نصل لأدلي باقتراحاتي ...!!....كان اليوم الجو ساكناً لا رياح ولا غيوم وفقط فيه القليل من النسمات الباردة ......وصلنا الى نادي الخيول الموجود في ساحة كبيرة واسعة بها عدة محلات كالمقاهي والمطاعم وهو يتطرّف الغابة التي قصدناها والتي يتوافد اليها الكثير من محبي المغامرات لتواجد مسارات مختلفة فيها وكل واحد حر باختياره أي مسار يرغب !!...كان من بين هذه المسارات ....مسار خاص للصيد وآخر للتجوال بين الأشجار والطبيعة ومسار لسباقات الخيل وغيرها.....أنا تغيّر مساري من الصيد للتجوال بسبب الدخيلة على برنامجي ....اخترتُ لنفسي حصاناً عربيّاً أصيلاً وتكون تذكرته مرتفعة أما لها لأنها أصرّت على الركوب وحدها فاخترت لها حصاناً من النوع الايرلندي هادئ الطباع ومسالماً ..قوياً ويتحمل الصعاب ولمّا رأته نظرت اليه باستحقار وقالت معترضة وهي تنقل حدقتيها بين حصاني وحصانها :
" لمَ هذا التمييز ؟!...حصانك جميل وحصاني بشع !!.."

تنهدت وقلت مبتسماً:
" هذا مناسب لك كي تتحكمين فيه فهو هادئ ومسالم....اما العربي دمه حامي وينفعل بسرعة من أي حركة خاطئة ووقتها سنبحث عن جثتك في الوديان !!.."

فكّرت قليلاً وغضنت جبينها هامسة بثقة مصطنعة:
" لا تستطيع اخافتي ....أنا اريده هو.."

حاولتُ اقناعها بشتّى الطرق لكنها عاندت وتمسكت برأيها فزفرتُ أنفاسي متأففاً ملقياً حبل اللجام على الأرض وهاتفاً:
" تفضلي خذيه....سأنتظرك هنا !.."

رفعت حاجبيها بتعجّب وهتفت بعفوية وهي تشير على الحصان الايرلندي:
" لمَ لا تركب على هذا ؟!.."

قلت بضيق الوي فمي باستهزاء:
" لا احب هذه الخيول....باردة ...تكاد تصيبني بسكتة قلبية....سأشعر وكأنني استقل حماراً لا حصاناً .."

كانت كأنها أمسكت شيئاً عليّ فهتفت وهي تحرّك سبابتها ضاحكة بتهكم:
" ارأيت ؟!....كنت ستخدعني وتعطيني شبيه الحمار .."

أجبتها مستاءً:
" انتِ غير معتادة على ركوب الخيل فهو الأفضل لكِ فهذا يستخدمونه للتدريب وللأطفال لأنه اكثر اماناً.."

قطبت حاجبيها بعبوس طفولي وهمست:
" وهل تظنني طفلة لأركبه ؟"

أشرتُ لها باسطاً كفي الى الامام هامساً بسخرية:
" تفضلي اركبي....الميدان خالي لكِ سموّ الملكة .."

انحنت تلتقط حبل اللجام عن الأرض وكانت ترتدي بنطالاً من القماش الأسود الضيق مع حذاء اسود رياضي وبلوزة ضيقة حمراء بكمين طويلين وما إن وصلت يدها للحبل انتفض الحصان برأسه مصدراً حمحمة فأجفلت مذعورة وسقطت جالسة الى الخلف متكئة بكفيها على الأرض خلف ظهرها فأطلقتُ قهقهة غصب عني ولما نظرت اليّ محرجة وعابسة حاولتُ كتمها ومددتُ يدي لمساعدتها لكنها أبت وتكابرت رافضة ونهضت بنفسها تنفض الغبار عن ملابسها ويديها وتمتمت منزعجة:
" اصمت ولا تضحك...لم انتبه له !.."

تحكّمت بضحكتي وقلت:
" هيا اركبي سينتهي الوقت وانت هنا..."

اقتربت لتركب بحذر ...خائفة لكنها تمثّل القوة بسبب عنادها لا اكثر...وبعد ان تحدّت نفسها وقمتُ بمساعدتها على الركوب شعرتْ بالانتصار مسرورة لوجودها فوق السرج ولم تكتمل فرحتها عندما رفع الحصان يديه ليقف على رجليه فقط بحركة سريعة فأفلتت الحبل وقفزت صارخة تلقي نفسها بين احضاني ثم استقامت بالحال محرجة تنظر للأرض وهمست بحزن مستسلمة:
" لا استطيع...هيا لنذهب!..."

قلت بهدوء:
" لم اصل الى هنا لأذهب بالحال....."

ابتلعتُ ريقي وأضفت آمراً:
" من غير جدال....ستركبين معي!.."

اومأت موافقة بعفوية والسعادة لا تسعها لكنها حاولت مداراة حماسها بعجرفة تمنّ عليّ بمرافقتها لي:
" وافقت لأني لا اريد إضاعة فرصة ركوب الخيل..!.."

ركبتُ قبلها برشاقة ومددتُ يدي بانحناءة صغيرة نحوها وسحبتها بخفة لتجلس أمامي فصهل الحصان وعاد لحركته الأخيرة يقف على رجليه وأنا أمسك الحبل بيميني أما يساري كانت حزام الأمان لألمتي وأنا احيط بها خصرها وكفي على بطنها داعماً لها بجسدي من خلفها خشية السقوط وشعرتُ برعشة سرت على جسمها جعلت توهّجاً في وجهها وحرارتها آخذة في الارتفاع وقلبها يصارع نبضاته بسبب هذا القرب واللمسات ...!!....انطلقنا بطريقنا بين الأشجار الخضراء العالية ...كنتُ أشرح لها عن الأشياء التي اعرفها ...وكانت سعيدة وتسألني عن الكثير من الأشياء التي تجهلها ....وبين الفينة والأخرى كنتُ اسرق وقودي من عبق الأناناس الذي يعطّر شعرها .......أمضينا ساعة نتجول بها بكل متعة فلوطننا جمال خاص من سحر الطبيعة ....هو كنزٌ ثمين علينا المحافظة عليه لا أن ندمّره بجشعنا وطمعنا ....لا أن نهدمه بحروبنا اللعينة لكسب مناصب زائلة أو قروش لا قيمة لها !!.....فماذا يكون هذا أمام روعته ورونقه وحُسنه ؟؟.....نزلنا لاستراحة بين الأشجار قبل أن نعود أدراجنا من طريق أخرى ....كانت تلتقط صوراً للورود بينما انا جلست تحت شجرة لأسند ظهري على جذعها بعد أن ربطت حصاننا الترابيّ بعينيه الكحيلتين ....بعد أن انتهت من جلستها التصويرية دنت مني وجلست جواري تستند مثلي لكنها لم تكن مرتاحة فأفسحت لها المجال لتصبح مكاني هامساً:
" اجلسي مكاني مريح أكثر !.."

تطلّعت عليّ بتيه ثم همست :
" وأنت أين ستجلس ؟!.."

أخذت اجابتي دون كلام عندما استلقيت ارضاً اتوسّد فخذيها من غير استئذان مكتّفاً ذراعيّ على صدري ومغمض العينين ولمّا همت لتعترض همست بخفوت وأنا على حالي:
" ششش....رجاءً من غير كلام ...سأريح عينيّ قليلاً لنتمكن من العودة .... "

ظلّت متجمدة مكانها متفاجئة من حركتي ولم تحاول التزحزح وبعد أن استوعبت الأمر وأرخت جسدها وملامحها رفعت يدها بتردد ...قرّبتها نحو شعري ثم أعادتها مكانها تشدّ قبضتها وأزاحت وجهها جانباً ...انتظرت ثواني ثم أعادت حركتها تشجع نفسها لتلمس شعري بعد أن قالت في سرها ...." تجرئي ألمى...هو زوجك ليس غريباً ....طبّقي كلام ميار...لن يحصل شيء....حاولي .."....وعند استقرار كفّها على شعري بدأت تحسس برقة وحنية بأناملها تداعبه كأني طفل ليتبع هذه الحركة انحناءة حادةّ في جذعها مع كفٍ يلامس وجنتي وبكل جرأة لم أفكر أن تفعلها الصقت شفتيها بشفتيّ بقبلة رقيقة ناعمة مما جعل الخائن يتخلّى عن نبضاته والدماء عندي أعلنت حالة اضراب وأبت أن تجري في العروق وشعرتُ أن الزمن توقّف واختلط الحابل بالنابل وما ان استوعبت ما أنا أعيش وماذا يجري معي ...تحررتُ منها وعدّلت جلستي معاكساً لها لتعود النبضات بشكل اقوى والدماء كادت تنفجر من الثورة التي احدثتها بعد أن نالت حقوقها والدقائق تابعت سيرها نحو المستقبل وتعاقبت أنفاسي رغبةً وعزيمة فأحطت وجنتيها بيديّ بكل لطافة وجعلت شفتيها أسيرة لشفاهي ثم شرعتُ بتقبيلها بشهيّة ولذّة لتتحول بعدها قبلاتي تدريجياً الى الرفق واللين من قلبي العاشق لنكون انا وهي في عالم بعيد عن الجميع لا أرواح سوى روحينا وأعلّمها به كيف نحن نُحِب ؟!....

×
×
×

بعد أروع وأغلى اللحظات التي عشناها في الغابة وشهدت عليها الأشجار والأحجار وخيوط الشمس المتسللة من بين الأوراق الكثيفة المتداخلة ببعضها عُدنا الى حيث بدأنا ولكن بنكهة أخرى أعمق وألذّ حين أمضينا طريقنا بصمت ليستلم الحديث عنا نابضانا فقط الذان يخفقان لهفةً وعشقاً دون الاعتراف لسانياً .!!...عند وصولنا الى النادي دخلنا احد المطاعم لنتناول وجبة الغداء وبعد الانتهاء دخلتُ الحمام للوضوء ثم توجهنا للسيارة وناولتها المفتاح وقلت:
" افتحي الباب واجلسي...سأصلي الظهر!..."

شرعتُ بالصلاة جانب السيارة على التراب بعد ان وضعتُ معطف خفيف للسجود وكانت هي تجلس عند المقود وتلوح بساقها خارجها وتتأملني وتدقق بحركاتي ومع اتمامي للصلاة دنوتُ منها لكنها لم تتحرك ساكنة فقلت بمزاح وأنا أحرّك كفي امام وجهها :
" هـيه..أين وصلتِ؟"

نفضت رأسها مجفلة وانتصبت واقفة مكانها تغلق مقعد القيادة بجسدها النحيل وبعد تردد همست:
" هل يمكنني أن اسألك سؤالاً؟!"

قلت مبتسماً:
" اسألي !.."

لعبت بشعرها بأناملها المتوترة وعيناها للأرض وهتفت بخفوت:
" منذ زمن لاحظتُ هذا وكنتُ أخشى سؤالك !.."

رفعتُ حاجبي متأهباً منتظراً اكمال جملتها فأردفتْ:
" لا تفهمني غلط !!....ما سبب الاعوجاج بمرفق يدك اليسرى ؟!.."

فاجأتني بقذيفتها فثرتُ داخلي ...هذه من نقاط ضعفي !!...ألم سيلازمني طول العمر ....حاولتُ تمالك أعصابي كي لا أهدم اللحظات الجميلة التي عشناها ....نفثتُ أنفاسي وابتسمتُ بزيف وأنا أقرص خدّها لاداعبها :
" لا أنتِ تسألي ولا أنا أجيب...فلتبقَ لي!.."

عبست ملامحها فأضفتُ لأقطع الطريق عليها :
" هل سألتك أنا عن الآثار الموجودة على كفك ؟!..."

ارتبكت وبلعت لعابها وهمست وهي تفسح المجال لي لأستقلّ مقعدي:
" أنا آسفة...اعتبر أنني لم اسأل !.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دخلنا غرفتنا في بيتهم اللعين بعد جولة ساحرة لم يُخطط لها ...لقد صدق المثل القائل ...ربّ صدفةً خيرُ من ألفِ ميعاد !!.....كنا مُرهقين ونريد الاستحمام لنزيل غبار الطبيعة عنا فسبقتني هي الى الحمام أمأ أنا جلست على الأريكة القريبة من النافذة وفتحتُ هاتفي الخاص بـ (هادي) فقفزت لي رسالة صوتية من صديقي لكني لم افتحها وعاودتُ الاتصال به قائلاً قبل السلام:
" ماذا تريد أيها الغليظ ؟!.."

" أنا حامل !!.."

" ماذااا؟!.."

" أقصد نحن حامل ..."

لم أمسك نفسي عن الضحك بصوت عالي فتابع منزعجاً ومحرجاً من ضحكتي:
" دُنيا ....دنيااا حامل يا هادي...ستصبح خالاً.....لقد فعلتُها يا صاحبي !.."

تكاد الدنيا لا تسعني وأنا لا أعرف هل أفرح لفرحة توأمي أم لشقيقتي أو لنفسي كوني سأصبح خالاً ...هل سيأتي صغير ينير بيتنا وحياتنا ؟!....سواء ولد أو بنت سيكونان أبناء أغلى الغوالي ....كم أنت كريم يا رب !!
هتفتُ بانشراح:
" أجمل خبر سمعته يا صديقي.....مبارك لنا......لتكُن دمية ان شاء الله !..."

رد بحنق مصطنع:
" هـيه ..اجلب انت الدمى....أنا أريد أسد....عليّ اذّخار ذخيرة من أجل الوطن ..."

وبعد مزاحات ومشاكسات قال لي:
" المهم....لا تُخبر دنيا أنك علمتَ مني ...عندما تتصل بك تفاجأ ومثّل أنه أغمى عليك من قوة المفاجأة !!....لا تورّطني معها !...لأنها ارادت اخبارك بنفسها لكني لم اتحمّل !.."

قلتُ ضاحكاً:
" لن اكذب على صغيرتي !..."

قال متوسلاً :
" رجاءً....ستحتاجني يوماً لأرقّع عنك !.....يكفي نمتُ بالأمس في غرفة العائلة !.."

ضحكت سائلاً :
" لمَ...ماذا فعلت ؟!.."

أجاب:
" أمس فاجأتني بنتيجة فحص الدم الخاص بالحمل الذي أجرته من ورائي وطلبت مني الّا أُخبِر عيوش وعند ذهابنا للبيت دخلت لتتوضأ فلم أتمالك نفسي وأخبرتها وسمعنا شادي وفضحني وهو يرقص ويغني فغضبت مني ولكنها أعطتني فرصة عندما اشترطت أنها هي من ستخبر أهلي على الأقل فسكتّ دون تعليق لأني في الطريق كنتُ قد بعثتُ رسالة لشقيقي رامي كي يشتري حلوان ويوزّع على أقاربي ولمّا علمت بذلك غضبت أكثر ولكن كان قلبها كبيراً ولم تخاصمني وكانت فرصتي الأخيرة أنها هي ستبشّر صديقتها سلمى وما إن رفعت هاتفها لتجيب تلك على الفور بمباركات بكل حُب وسرور وعلمت منها أنني اخبرتُ البلبل الأحمق وذاك لم يمسك نفسه عن اخبار دجاجته فأقسمت أن تبقيني خارج الغرفة ونفّذت قسمها يا صاحبي ....وهددتني إن اخبرتُك ستخاصمني لكن ما عساي أن أفعل ؟...لا يمكنني ذلك أريد أن اصعد للمآذن لأخبر الجميع وأنشر الخبر على التلفاز والشبكة العنكبوتية .....آااه الحمد لله ...يا رب تمم لنا على خير !..."

كان يحكي لي وأنا أضحك على كلامه وفي النهاية ختم قائلاً:
" ربما تتصل بكَ خلال نصف ساعة لأنها ستستحم وتصلي.....مثلما اتفقنا لا تخبرها!....سلام"

مع اغلاقي للهاتف فُتح باب الحمام دون تصديق مما تراه عيني .!!...هل أنا في حلم يا بشر ؟!...أم حقيقياً ما أشاهد ؟!...تقدّمت نحوي على استحياء وهي تمسك بإحكام عباءتها القصيرة الرقيقة التي تعلو قميص النوم الشفاف الخارق بتصميمه الجريء بلونه الدموي الذي يشبه لون طلاء اظافر يديها وقدميها وأحمر الشفاه الذي تضعه...كانت قد جلبته احتياطاً بعد نصائح صديقتها !!... ...اقتربت أكثر وأنا لم استطع أن أرمش خوفاً من أن يكون مجرد سراب ومن رمشتي يختفي هذا الجمال.!!...حورية في جنة الأرض....يا الله ما هذه النِعم التي انا بها ؟!.....انا في وطني وملجئي معي ....سمائي وروحي امامي !!....اقتربت أكثر وأكثر...شجّعت نفسها لتباغتني بجلوسها الجريء على حجري بشكل جانبي ثم سحبت الهاتف من يدي وقذفته على السرير وبغنج لعبت بياقة بلوزتي ثم قرّبت شفتيها لأذني وهي ترفع يديها لتحيط عنقي بذراعيها وعطرها يزلزل كياني وبأنفاسها الحارقة همست آمرة مليكة قلبي :
" أريد حقي من زوجي !.."

هل أفكّر ماذا أقرر؟!...لا وقت للقرار ولا للفرار ...كان الوقت فقط لاحترق بهذه النار!!.....حضنتها بتملّك عنيف وفززتُ من مكاني وأنا أحملها وأقبّل كل خلية في وجهها نزولاً لعنقها ثم وضعتها برفق على السرير وهي تتشبث بعنقي وتقرّبني لها لا تريد أن أفلتُ منها لكني تحررتُ بلُطف وهمست هيماناً:
" دقيقتان فقط ...انتظريني....سأستحم وأعود حالاً يا قمري !.."

اومأت بحياء وعدّلت جلستها تنتظرني....استحممتُ وتعطّرت وخرجتُ بسرعة كأني خائف ان تهرب مني وكنت أرتدي بنطالاً قصيراً كحليّاً...عدتُ اليها باشتهاء ومحبّة لأنقضّ كالفهد على غزالتي ....دنوتُ منها بلطف رجولي وعدتُ لأطبع قبلاتي العاشقة .....شعرتُ لوهلة أنها لم تتجاوب معي لكني طردت هذه الوساوس عني !...نيّمتها برقة واقتربت لأقبّل شفتيها لتغرز أول طعنة عندما أزاحت وجهها جانباً ...استمريّتُ لا مبالي متجاهلاً حركتها فحاولتْ دفعي وابعادي وكانت هذه الطعنة الثانية لتتبعها بالثالثة التي ذبحتني وهي تمسح قبلاتي بقرف قائلة :
" لا أريد !!.."

رسمتُ ضحكة مزيّفة بينما كان الخائن مخذولاً وينزف ألماً وقلت:
" ماذا؟!...لا تريدين ؟!.."

أجابت وهي تنظر للجانب الآخر:
" أجل ..لا أريد الآن.."

سألت باشمئزاز واستنكار مصدوم:
" وهل انا أجبرتك على هذا ؟!.."

نكست رأسها لتحت تنظر للأرض تتهرّب من نظراتي وهي تغلق عباءتها وتشدّ عليها مجيبة:
" لقد تسرّعتُ !!...."

سألت بجدية وخشونة:
" ماذا تهذين ؟!.."

رفعت رأسها وسلّطت عينيها بحدقتيها المرتجفتين واللتين تنبئان عن حقد وليد اللحظة وقالت بقسوة :
" لا أهذي أيها الكاذب الخائن !!.."


**********( انتهى الفصل الثاني والعشرون )**********




قراءة ممتعة ان شاء الله....


اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
الفصل رائع كالعادة عزيزتي و كم اضحكتني خفة دم سامي و خاصة عندما قال انا حامل نحن حامل
اندمجت مع المشاهد الرومانسية لبطلينا
و كم كنت طامعة في اتمام زواجهم و لكنك لن تكوني الحان ان لم تفيقينا من حلمنا الجميل 😂😂😂😂😂😂
متشوقة للفصل القادم مبدعتي الجميلة ❤️😘


سماح نادين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 02:24 AM   #1699

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,292
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح نادين مشاهدة المشاركة
الفصل رائع كالعادة عزيزتي و كم اضحكتني خفة دم سامي و خاصة عندما قال انا حامل نحن حامل
اندمجت مع المشاهد الرومانسية لبطلينا
و كم كنت طامعة في اتمام زواجهم و لكنك لن تكوني الحان ان لم تفيقينا من حلمنا الجميل 😂😂😂😂😂😂
متشوقة للفصل القادم مبدعتي الجميلة ❤️😘
توأمتي الغالية نورتينيييي


هههههه أساساً اللي بيجي بسهولة مش حلو مالوش طعم ههههه لازم يتعذبوا بحبهم شوي شويتين ثلاثة هههه


بانتظارك دائما يا غاليتي المبدعة ❤️ ❤️


ألحان الربيع متواجد حالياً  
التوقيع
((---لاجـــــــــ في سمائها ـــــــــئ---))

https://www.rewity.com/forum/t484164.html


اللهم كلّما ابتعدنا عنك ردنا إليك رداً جميلاً
رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 04:52 AM   #1700

رعدالسما
 
الصورة الرمزية رعدالسما

? العضوٌ??? » 505665
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 304
?  نُقآطِيْ » رعدالسما is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤❤❤❤❤
كيف الحلوه غاليتي إن شاالله بخير
الله يسعد أوقاتك دائما ودمتي بخير يا طيوبه❤❤❤


رعدالسما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.