آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-21, 11:46 PM   #101

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Mh04 عاملها برقة - قصة قصيرة لـ مروة سالم


عاملها برقة

لـ/ مروة سالم






احنا العرايس
ملهمات الفنون
و مداحات الأبطال
أبطال زى هرقل
تقصدى قمر 14
اه يا قلبى
ياما كان نفسى بس فى نظرة
حكايتنا بتبتدى قبل هرقل بكتير
من أزمان بعيدة
لما الوجود كان طفل
و الأرض كانت بختها مال
و فى كل مكان فى وحوش عملاقة مردة و فى أهوال
كان المكان لا يطاق
تمشى تتشنكل فى الزبالات
و الدنيا فوضى.. زلازل.. براكين طول الوقت


استيقظت تليدة من نومها كزوبعة صغيرة تناسب تماما أجواء نغمة أغنية (دي الحقيقة يا ناس) من النسخة المدبلجة لفيلم ديزني الشهير (هرقل) والتي تخصصها كمنبه لإيقاظها من النوم يوميا..
لكن اليوم ليس كأي يوم..

اليوم هو يوم تسليمها المشروع الخاص بالتخرج لمشرفيها في قسم التصميم الداخلي والأثاث بكلية الفنون التطبيقية، ولهذا قررت الاستيقاظ مبكرا كـ (أشطر كتكوت) حتى تعد نفسها جيدا وتضع اللمسات الأخيرة على النموذج الذي صممته لفيلا من ثلاثة طوابق بتصميم عصري حديث مستوحى من فن النحت والتزيين والزخرفة الفرعوني..

كانت تشعر بسعادة بالغة وحماس شديد وثقة لا تتزعزع في حصولها على تقدير الامتياز بعد إطلاع لجنة التحكيم بالكلية نظرا لأن التصميمات الأولية على الورق حظت بإعجاب العديد من أساتذة القسم، وهو ينتظرون فقط المجسم الذي يعرض شكلا مصغرا للفيلا بقطع الديكور والأثاث التي اختارتها بنفسها.

على الجانب الآخر وعلى بعد 400 مترا فقط، لم تكن البسمة تقابل وجه سامر الذي استيقظ من نومه غاضبا مكفهرا رغم أنه قد انتهى بالفعل من تسليم مشروع التخرج الخاص به بنفس الكلية ولكن لقسم الإعلام، حيث قام بتصميم حملة دعائية توعوية حول مخاطر الإدمان لدعم جهود الدولة في حماية الشباب من الوقوع في فخ المخدرات التي تقضي على الصحة وتُغيّب الوعي.
لكنه استيقظ بفورة ضيق وكل الطيور الغاضبة تحلق فوق رأسه بصخب يثير الحنق، وذلك لأنه اليوم سيقوم بأداء خدمة التربية العسكرية الإلزامية داخل مقر الكلية بمنطقة الدقي، بالقرب من جامعة القاهرة.

أكثر ما يكرهه سامر هو التمرينات البدنية المرهقة والوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة في هذا الطقس الصيفي الخانق.

كانت تليدة تتأنق بملابسها شبه الرسمية بألوان فنية مبهجة استعدادا لمغادرة المنزل، حيث اختارت تنورة متعددة الألوان بتصميم يشبه النقوش الأفريقية المتداخلة مع قميص كلاسيكي باللون العسلي وأنهت إطلالتها بإرتداء سترة باللون الذهبي واختارت تصفيفة شعر عملية بسيطة على شكل كعكة سفلية مفككة تجعلها تبدو أكبر عمرا وأكثر رزانة.. على عكس شخصيتها تماما..

وفي نفس الأثناء، كان سامر يطالع انعكاسه في المرآة بعد أن اضطر لحلاقة لحيته وخصلات شعره المتعرجة التي كانت قد استطالت ليصبح نسخة من نجم كرة القدم الشهير محمد صلاح، فأصبح الآن أكثر شبها بنجم الأكشن العالمي فين ديزل.

كان عليه تغيير هيئته من أجل تدريبات الخدمة العسكرية، وفي الحقيقة لم يضايقه كثيرا تخليه عن تصفيفة شعره المميزة، لكن ما يجعل الطيور الغاضبة تحوم حوله، هو اضطراره لارتداء قميصا كلاسيكيا باللون الأزرق الفاتح مع بنطلون من القماش الداكن، وهو الزي الموحد لطلاب التربية العسكرية..

هو يكره شكله كثيرا في هذه الهيئة.. فهو يعشق الأناقة ويحب تنسيق ملابسه اليومية حسب حالته المزاجية لأنها تعتبر جزء من حالته الإبداعية بصفة عامة..

بكل اختصار.. سامر يكره القولبة.. ويكره أن يفرض عليه أحد شيئا ما.. ولهذا مزاجه اليوم متعكر.. جدا..

ꙭꙬꙭꙬꙭꙬ

غادرت تليدة منزلها في منطقة شارع شامبليون بمنطقة وسط البلد، متوجهة نحو ماكينة الصراف الآلي لسحب بعض النقود، وكانت تتحرك بخفة وحماس وهي تحمل على يديها نموذجا لتصميمها المميز يزن بضعة كيلومترات..

كانت الصغيرة توازن مشروع الديكور على ذراعيها بتمكن واعتيادية رغم ضآلة بنيتها.. ظلت تتحرك بحيوية وهي تستمتع لأغنية (أملي الأخير) من فيلمها المفضل (هرقل)، حيث كانت تنساب كلماتها عبر سماعات هاتفها المحمول المثبتة على أذنيها

أملي الأخير انت يا صغير السن
مع إنك يعني مانتاش قوي واد جن
دربت بلاوي.. عقلي لحسوه
واهو ده الأمل اللي فاضلي يا ناس يا هوو
قاعدة رقم 6:
لما تنقذ آنسة عاملها بمنتهى الرقة
قاعدة رقم 95 يابني: ركز
قاعدة رقم 96: نشن
ياما رجال عملهم أبطال
وطلعوا عيال عايزين دادات


ظلت تليدة تردد كلمات الأغنية بنفس أداء أبطالها بأداء كوميدي لطيف، وداخلها يردد (اليوم سيكون رائعا)..

ꙭꙬꙭꙬꙭꙬ

دلفت تليدة إلى داخل محطة مترو الأنفاق بمنطقة رمسيس، وهي تتحرك بتمهل حذر حاملة على كتفها حقيبتها الملونة الضخمة ويستقر بين راحتيها النموذج المجسم لمشروع التخرج الخاص بها، وهي تزفر بضيق..
لقد فسد يومها من بدايته..

كانت تقصد سحب كمية من المال بواسطة كارت الائتمان البنكي الخاص بها، لكنها فوجئت بعطل في خدمة ماكينات الصراف الآلي..

لم تصدق عندما قرأت الرسالة المسجلة على شاشة الماكينة التي ظنت أنها تالفة وكانت تستعد للبحث عن ماكينة أخرى في نطاق نفس الشارع (جميع الماكينات معطلة لمدة 24 ساعة بسبب تحديث البيانات.. شكرا لتفهمكم)

أي تفهّم.. الفتاة كانت تنوي أن تستقل سيارة أجرة لتحافظ على مجسمها من التلف، ولكن الآن ستكون مضطرة لركوب قطار مترو الأنفاق بسبب عدم وجود نقود كافية في حوزتها الآن.

تبا للتكاسل.. لقد حسبت حساب كل شيء ونسيت أمر النقود.. كانت تعتمد على أنها ستكون بحوزتها في طريقها للجامعة، حتى أنها لم تحصل من والدتها على بعض الأوراق النقدية للضرورة، والآن لا يمكنها العودة حتى لا تتأخر..

كانت تتحرك بآلية نحو محطة مترو الأنفاق القريبة من منزلها وهي تندب بصوت ساخط: (المنحوس منحوس ولو حطوا على راسه فانوس).. و (قلت لبختي رايحة اتفسح. قاللي وراكي وراكي.. انا مش مكسح).. و (قلت لبختي رايحة للجيران.. قاللي وراكي وراكيز.. انا مش تعبان)..

في النهاية لملمت مزاجها الذي أصبح بلون أرز الصيادية الذي لا تستسيغه أبدا، وقالت: "الأمر لله.. هركب المترو.. والمجسم هشيله في قلبي وهحميه بحياتي"، ثم أخذت تحمس نفسها بطريقة حماسية على طريقة فيلم (النمر الأسود) وهي تصيح بصوت مرتفع غير عابئة لنظرات المحيطين بها: (اتقدم.. اتقدم.. وكفاية خلاص تندم.. طول ما الدنيا هتدور.. أنا م الدنيا هتعلم)..

تحركت تليدة بتؤدة وحولها الناس يتحركون جيئة وذهابا بعشوائية متسارعة، بينما هي تراقب كل من يمر بجانبها كشرطي يبحث عن مجرم عتيد الإجرام.. وهي تحدث نفسها قائلة: (اللي هيقرب من النموذج هخليه يروح بيته معيط.. ده شقى عمري).

ظلت تسير بخطوات متمهلة حتى اقتربت من نافذة قطع التذكرة فوجدت شابا واقفا يرتدي نفس الزي الموحد المخصص لموظفي خدمات المترو..

كانت تليدة تمسك بطرف إصبعها قيمة تذكرة المترو وعندما تحركت لكي تقطع واحدة لها، اندفع الشاب أمامها وزفر بضيق، ثم حادث نفسه قائلا: "مالها الغندورة دي ماشية تتمخطر على مهلها وكأن محدش غيرها ف المحطة.. والله لولا البتاع اللي ف ايديها ده كنت اديتها كتف كومتها.. مرقعة فارغة".

تنهدت تليدة وهي تحكم قبضتها على أعصابها تحت شعار: ( متعصبيش نفسك علشان التجاعيد متملاش وشك)، فقررت استبدال المشاجرة بأن تعاتبه بتهذيب..

فنادت عليه: "لو سمحت.. يا أستاذ.. يا بشمهندس".. عندما التف الشاب نحوها، كان أول ما لاحظته هو كثافة حاجبيه وعينيه اللتين ضيقهما بوضعية تحفزية، زادهما بروزا رأسه الحليقة.. فصاحت ببلاهة دون أن تنتبه لخروج الكلمة من فمها: "بومب؟ صديق ريد وتيرانس؟".

التف سامر ليكتشف خلفه الفتاة (متعددة الألوان)، فقرر أن يوبخها قليلا ليتخلص من بعض غضبه كإبريق الشاي الذي يصدر صريرا على النار قبل الغليان.

أدار سامر وجهه إلى اليسار قليلا وحدقها بغضب، وقال: "نعم؟ بومب مين ان شاء الله؟"، لترد هي بلهجة معتذرة: "آسفة.. قصدي.. بومب.. الطائر الغاضب في فيلم (الطيور الغاضبة) اللي علطول متعصب وبيشرب أعشاب علشان يهدي أعصابه.. مش
حضرتك متعصب؟؟ أهو حواجبك بتقول كده"

زفر سامر بضيق وقال: "أنا؟ متعصب؟ أبدا"، ثم عقد حاجبيه بطريقة مخيفة وقال بنفاد صبر وكأنه يخبرها أن ترحل عن وجهه: "اؤمري"، فردت الفتاة بعفوية: "شكرا شكرا.. ده عشمي ف حضرتك برضه.. كل الموظفين هنا لطاف أوي الحقيقة"، وأكملت بصوت خفيض: "شكلك مش طايقني.. بس مضطرة اقول كده علشان اخلص"..

فغر سامر فمه وبرزت عيناه بصدمة، قبل أن يرد بتساؤل: "موظفين؟ هنا؟ أنا؟ انتي تعــــــــــــــــــــ "، وقبل أن يستكمل كلماته، قاطعه رنين هاتف الفتاة بنغمة مقتطعة من النسخة المدبلجة لفيلم (شركة المرعبين المحدودة)..

روز زهرة الخريف المتفتحة.. ازيك النهاردة؟ غيرتي تسريحة شعرك؟
متتكسفيش قولي.. اكيد غيرتي تسريحة شعرك
شديتي وشك؟
الميكاب؟
أكيد غيرتي تسريحتك مش كده؟
عملتي أي حاجة تخلي الـــــــــ
اسمعي أنا عاوز خدمة


نظرت إليه تليدة بتوسل، ثم قالت برقة متناهية: "والنبي يا كابتن ممكن تمسك المجسم بتاعي؟ خلي بالك منه الله يخليك.. ده شقى عمري"، ثم همت بوضع النموذج بين ذراعيه، فلم يجد هو مفرا من مدهما حتى يحتويه ويحافظ عليه كما ترجته هي.

أمسكت تليدة بحقيبتها الضخمة وأخذت تقلب فيها بحثا عن هاتفها، وتشيعها الضحكات المتسلية بسبب نغمة رنينها المميزة الطريفة، حيث تجمع خلفها طابورا من عدة أفراد في انتظار دورهم لقطع تذاكرهم..

كان يجب أن يتأففوا ويزأروا ولكن هيئتها الطريفة، ووجودها بصحبة هذا الشاب العابس جعل الآخرين يتجنبوها..
نعم.. هم ظنوا أنها بصحبته فتجنبوا مضايقتها بأي شكل..

وكيف يضايقونها؟ والشاب يبدو عليه أنه يريد فقط أن يفتعل معه أحدهم مشاجرة حتى يفرغ ما بداخله من غضب يرتسم بوضوح على صفحة عينيه وحاجبيه الكثين.

ضغطت الفتاة الصاخبة على زر استقبال المكالمة وردت على الرقم غير المسجل لديها: "ألووو.. أيوة أنا تليدة مجدي سراج الدين"، ليعلق سامر بعفوية ودهشة: "تفيدة؟".

اشتعلت فجأة الأجواء بأصوات ضحكات متسلية من خلفهما.. مما جعل الفتاة تزجره بضيق بنظرة تحذيرية، ثم أكملت الرد على من يهاتفها: "أيوة حضرتك.. أنا بالفعل هسلّم مشروع التخرج النهاردة لإدارة القسم، بس معملتش حسابي على فلوس الرسوم بتاعت حجز الروب والكاب لحفلة التخرج.. ممكن أجيبهم لحضرتك في مكتب شئون الطلبة بكره أو بعده بالكتير"..

سكتت قليلا لتسمع ما يقوله محدثها على الطرف الآخر ثم ردت: "آه تمام.. آسفة للتأخير.. والله حضرتك أنا كنت هسحب الفلوس من البنك قبل ما أجي الكلية بس للأسف خدمة سحب الفلوس نفسها البنك معطلها لتحديث البيانات.. أيوة.. تمام.. شكرا جدا لتفهمك.. باذن الله.. ربنا يخليك".

أنهت تليدة المكالمة، ثم زفرت بضيق وهي تقول: "هو يوم مش باين من أوله.. اصطبحت بوش مين النهاردة؟؟ منك لله يا هرقل".
ردد سامر بدهشة: "هرقل؟ هركليز؟ انتي بتصطبحي بالأساطير اليونانية ع الصبح؟ طب فين زينا بقى وهيرا وزيوس؟ هاهاها"، ثم أطلق ضحكة صاخبة غير منتبه لتجمع الأشخاص الذين يشاهدونهما بتسلٍ، مطلقين ضحكات متعاطفة معه..

بدا الغضب لأول مرة على ملامح تليدة الطفولة المنعشة، والتي تبلدت في بضع ثوانٍ إلى نسخة حية من الأم جوثل والدة رابونزل، وقالت بحدة: "انت هتتريق يا استاذ؟ انت مرتين دلوقتي تقلش عليا وانا سكتالك.. ع العموم ربنا يسامحك"، ثم أخرجت ورقة نقدية فئة خمس جنيهات ووضعتها بين أصابعه وقالت بتعجل: "اديني تذكرة بـ5 جنيه لو سمحت.. نازلة محطة الدقي.. وهات الماكيت"، ثم مدت يديها ورفعت المجسم عن ذراعيه بتعجل.

نظر سامر نحوها بغضب جامح وقال: "اديكي تذكرة بتاع ايه؟"، لترد الفتاة ببديهية: "مش حضرتك موظف بتقطع تذاكر ف المترو؟"، فنظر لها بضيق وقال: "موظف ايه؟ انا طالب بكالوريوس ف كلية فنون تطبيقية".

فغرت تليدة فمها بدهشة وقالت: "بصرة.. أنا آسفة والله.. كنت فاكراك موظف هنا.. أصل حضرتك... أممم.. حضرتك لابس قميص نفس لون اليونيفورم بتاعهم"، فنظر الشاب لملابسه متفحصا وكأنه يكتشفها لأول مرة، ثم زفر بحدة وقال: "ده لبس التربية العسكرية.. لازم احضر التدريبات قبل التخرج".

عقبت تليدة بقنوط: "على العموم انا اسفة.. وسع كده بقى متعطلنيش.. خليني اقطع التذكرة والحق اسلم المشروع قبل ما الدكاترة يروحوا"، ثم دفعته بمرفقها بغلظة، ليتحرك خطوتين إلى جانبها وتواجه هي الموظف الذي كان يجلس بالفعل خلف النافذة يتابع المشهد كله بتسلية واضحة..

ولما لا.. وهذا هو أمتع شيء شاهده منذ تم تعيينه بهيئة مترو الأنفاق منذ ثمانية شهور..
طلبة الجامعة.. قنابل موقوتة متحركة..

ꙭꙬꙭꙬꙭꙬ

تحركت تليدة نحو أقرب باب لدخول عربة مترو الأنفاق التي تجمع حولها الكثيرون، وعندما همت بالدخول دفعها أحدهم بدون قصد، فكاد النموذج أن يطير من يديها، لتجد يدا قوية تسند ذراعها الذي تخلخل وكاد يُسقط حمولته، وعندما التفتت وجدته الشاب صاحب القميص الأزرق الفاتح..

دخلت تليدة قبل أن يغلق الباب، وتبعها الشاب إلى داخل العربة مزدوجة الجنسين، وعندما وقف بجانبها صاحت فيه: "إيه يا أستاذ.. بأي حق تمسك إيدي كده.. أنا مرضتش أعلي صوتي وأعملك فضيحة.. بس ميصحش اللي عملته.. ولا فاكر بقى هتصاحبني علشان اعتذرتلك من شوية".

زفر سامر بضيق ورد: "إيه يا بنتي.. انتي متعلمتيش تتكلمي مع حد برقة أبدا؟ بدل ما تشكريني اني ساعدتك بدل ما شقى عمرك يتكسر 100 حتة؟"، لترد هي بغيظ: "شقى عمري؟ انت هتهزر؟"

قال سامر: "انتي اللي قلتي كده لما حطيتيه على ايديا علشان تردي على تليفونك.. يا.. تفيدة"، قال كلمته الأخيرة مغيظا ساخرا، لتنبري هي وترد بآلية اكتسبتها بعدد المرات التي اضطرت فيها لتصحيح اسمها لمن أخطأوا في سماعه على مر السنين: "اسمي تليدة.. أي الشيء الأصيل أو الإرث".

رد سامر باستظراف: "ما شاء الله.. قلبتي معجم وقاموس ف ثانية.. عامة ياستي انا اسف ونبقى خالصين.. مش من شوية غلطتي ف مهنتي؟ انا دلوقتي غلطت ف اسمك.. حصل خير".

علقت تليدة بفضول لم تستطع حجبه، بينما كانت عربة المترو تتحرك برجرجة سريعة نحو وجهتها: "وما هي مهنتك إذًا؟"، ليرد الشاب: "أنا حاليا طالب إعلان بكلية الفنون التطبيقية، بس دلوقتي رايح اخلص طابور التربية العسكرية، وبعدها هتخرج وهشوف بقى هدخل الجيش ولا هاخد تأجيل وابدأ حياتي العملية"، لتعلق هي: "وانا كمان ف نفس الكلية.. بس قسم ديكور زي مانت شايف"، وتحركت بعينيها نحو نموذج مشروع تخرجها.

علّق سامر بمزح: "آه أخدت بالي.. شقى عمرك.. بس حقيقي مشروع ملفت للانتباه.. التصميمات الفرعونية مبهرة أوي.. والماكيتات الصغيرة للديكور دي تبين اد ايه انتي فنانة".

ارتسم الغضب من جديد على وجه تليدة لتقول: "ولا.. انت شكلك بتتحرش يلا"، سيطرت نظرة حارقة على وجه الشاب، ليرد بضيق: "ولا؟ أنا؟ ليكي حق.. خيرا تعمل شرا تلقى"..

حينها تحركت سيدة جالسة على مقعد جانبي داخل العربة، وكانت تليدة تتحرك ببطء محاولة الجلوس قبل أي أحد آخر، لكنها فوجئت بالشاب يسارع للجلوس هو، تاركا إياها واقفة، وهو يرمقها بنظرة ظافرة معلقا: "خليكي بقى واقفة على رجليكي بتمثالك ده.. علشان تتعلمي ازاي تتكلمي مع الناس باحترام بدون اتهامات غير مقبولة.. واحمدي ربنا ان زلة لسانك دي كانت معايا انا.. لو كان حد تاني كان عملك فضيحة".

أطرقت تليدة برأسها بخزي ورفضت مواجهته بعينيها شاعرة بالضيق من الموقف برمته..

بعد أن عبر القطار بضع محطات، وكان يسير بسرعة في اتجاه محطة الدقي داخل النفق بسرعة عالية، فاهتزت العربة باضطراب ثم توقفت المكابح فجأة، ففقدت تليدة السيطرة على المجسم بين يديها وتركته يرتفع لأعلى في الهواء بينما هي تنجذب لأسفل غير متحكمة نهائيا في اتزانيا لتستقر أخيرا جالسة على ركبتيها على أرضية المحطة.

حركت رأسها بأسى وقنوط يمنة ويسرة باحثة عن مجسمها، فلم تجده، فظلت تنظر في كل الاتجاهات وهي متأكدة أنه قد أصبح الآن متناثرا ومحطما لأكثر من مائتي قطعة، لكنها فوجئت بمن يمد لها يده..

كان ذلك هو الشاب صاحب القميص الأزرق، فوضعت يدها بيده بخجل، وتركته يجذبها لأعلى، وهو يشير لها على مكان مقعده الذي كان يحتضن نموذجها سالما بدون خدش واحد.

بعد وقفت تليدة بشكل مستقر داخل العربة التي استأنفت تحركها ببطء، رددت بسعادة بالغة: "إزاي.. إزاي؟"، ليجيب الشاب: "قلت لو أنقذتك زي المرة اللي فاتت.. هتتهميني بالتحرش.. فقررت انقذ شقى عمرك واسيبك انتي تواجهي مصيرك.. مش برضه مشروع تخرجك أهم من خدش بسيط ف ركبتك يا آنسة تليدة؟".

انتبهت تليدة أنه أصر على محادثتها بلقب (آنسة) بتهذيب لكي ينفي عن نفسه صفة التحرش..

وقبل أن تتحدث، حمل هو النموذج وقال بهدوء: "وصلنا المحطة.. ورايا"، فتحركت خلفه بدون تعليق..

وعندما خرجا من المحطة، قال الشاب: "خليني أوصلك الأول للقسم بتاعك بأمان علشان متقعديش تعيطي على الماكيت لو جراله حاجة، وبعدين اروح التدريب بتاعي.. اتفضلي يا انسة تليدة"..

تحركت تليدة بجواره، وهي تسمعه يهمهم بصوت خفيض: " قاعدة رقم 6.. لما تنقذ آنسة عاملها بمنتهى الرقة".

تجمدت في مكانها خطوة، ثم صاحت بفرح متجاهلة المارين حولهما: "إيه ده؟ انت بتحب أفلام ديزني؟"

ꙭꙬꙭꙬꙭꙬ

احنا العرايس
ملهمات الفنون
و مداحات الأبطال
أبطال زى هرقل
تقصدى قمر 14
اه يا قلبى
ياما كان نفسى بس فى نظرة
حكايتنا بتبتدى قبل هرقل بكتير
من أزمان بعيدة
لما الوجود كان طفل
و الأرض كانت بختها مال
و فى كل مكان فى وحوش عملاقة مردة و فى أهوال
كان المكان لا يطاق
تمشى تتشنكل فى الزبالات
و الدنيا فوضى.. زلازل.. براكين طول الوقت


استيقظت تليدة من نومها على أنغام نغمتها المميزة التي باتت تعشقها أكثر من ذي قبل..

ولما لا؟
وهي تذكرها بذلك اليوم الذي تعرفت فيه على سامر منذ سبعة شهور، فتحول خلالها بشكل متسارع من زميل دراسة إلى جار ثم صديق بمكانة أخ..

لا.. لن تكذب.. هي لم تعتبره أخا أبدا حتى وإن كانت تعامله على هذا النحو.. بل وقعت في حبه..

ربما.. ربما منذ تركها تسقط أرضا على ركبتيها فقط لكي ينقذ مشروع تخرجها الذي نالت عنه تقدير امتياز، وفتح لها أبواب النجاح
بالترشح للانضمام لعدد من كبرى شركات الديكور والتصميم الداخلي في العاصمة.

تليدة لم تكن تدرك من الأساس أنها وسامر كانا يدرسان معا بنفس الكلية لمدة أربع سنوات، كما لم تكن تعلم أنه جارها بنفس المنطق، حيث يسكن على بُعد شارعين فقط..

ربما كانا يلتقيان كثيرا بالمصادفة أثناء تجولهما في منطقة وسط البلد، أو ركبا معا أحد قطارات مترو الأنفاق في الطريق للكلية.. أو حتى تقابلا عند مكتب شئون الطلبة..

كانت غاضبة جدا أنهما أضاعا كل تلك السنوات أحدهما بعيدا عن الآخر، ولكنها ترتيبات القدر، ولا يمكن مقاومتها أو الاعتراض عليها..

والقدر نفسه هو الذي جمعهما بتلك المصادفة التي لا تُنتسى، والتي رسمت لهما طريقا ملونا بالورود برغم بعض الغيمات الداكنة التي ألقت ظلالها على حياتيهما.

لكن اليوم.. اليوم مميز جدا، ربما يكون الأهم في حياتها – بعد يوم مشروع التخرج بالطبع، حيث أن سامر سيأتي اليوم لملاقاة والديها لكي يطلب يدها رسميا..
وذلك بالرغم مما يمر هو به!

وعند مرور تلك الذكرى المحزنة على رأسها، صاحت تليدة بحماس برغم عدم تخلصها نهائيا من آثار النوم: "تليدة.. اللي يزعلك متفكريش فيه.. علشان وشك متمسكش الكراميش فيه.. المهم.. المهم انه كويس دلوقتي وجاي يخطبني".

عند تلك الأثناء، اقتحمت شقيقتها الصغرى تميمة الغرفة، لتصيح بدهشة: "بتكلمي روحك يا تالي؟ مش مصدقة نفسك يا عيني ان سامر القمر جاي يخطبك النهاردة.. يا بختك.. هتتجوزي نسخة من مو صلاه"، ونطق اسمه بلهجة إنجليزية مدهشة.

اشتعلت غيرة مفاجئة بقلب تليدة برغم أن تميمة تصغرها بأكثر من عشر سنوات، فشقيقتها الصغرى ذات التسعة أعوام تعشق نجم نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، لذلك لا تضيّع أية فرصة لمغازلة سامر بمزاح، حتى تغيظ أختها الكبرى التي يشتعل جانبي رأسها في كل مرة..

صاحب تليدة بغيظ: "انتي يامفعوصة.. مالك انتي ومال سامر؟ من هنا ورايح مش هتقوليله غير يا أبيه.. لانه هيكون اخوكي الكبير.. فاهمة يا تيتوو؟ بلاش مرقعة بنات فارغة".

ردت تميمة متسلية: "مرقعة؟ انا؟ والله ظلماني.. دانا بشجعك علشان تقبليه والجوازة تمشي بدل ما تعنسي"، ثم استدارت وهربت للخارج بينما يشيع صياح تليدة: "بنت!!!!!".

ꙭꙬꙭꙬꙭꙬ

اختارت تليدة فستانا بتنورة واسعة ومحدد أسفل الصدر من قطعتين مخيطتين معا، حيث كان الجزء العلوي الخاص بمنطقة الصدر والأكمام القصيرة التي تشبه بتلات الزهور، باللون البرتقالي الزاهي، أما القسم الثاني من القماش الذي امتد من أسفل الصدر مباشرة وحتى ما بعد الركبتين بقليل، فقد جاء باللون الفوشيا.

خلطة ألوان قد تسبب تشوشا لشخص آخر، ولكنها مع تليدة هي الخلطة السرية للتوازن.. والأناقة الخاصة جدا..

تزينت العروس بحذاء مفتوح عند الأصابع باللون الأسود مع كعب عالٍ نوعا ما لكي تظهر رشاقتها وأنوثتها، بينما تركت شعرها الأسود الناعم منسدلا بنعومة حول وجهها مع غرة جانبية تجعلها تبدو ناعمة.. وأليفة..

كانت تليدة بغرفتها تضع بعض العطر وتتأكد من ثبات أحمر شفاهها والماسكرا على رموشها دون أن تسيل حول جفونها، عندما رن جرس الباب مترافقا مع صوت نغمة رسالة قصيرة خرج من هاتفها المحمول..

تحركت تليدة إلى الهاتف، وفتحت الإشعار الذي وصلها عبر تطبيق "واتساب"، لتجد رسالة صوتية من سامر الذي صدح صوته وهو يغني كلمات أغنية (دي دنيا فوق) من فيلم (علاء الدين)

هاتي إيدك حنشوف
دنيا جديدة بتلمع
يا أميرة إمتى قلبك كان ليكِ يوم دليل
سيبي قلبك ليا
ويشوف دنيا عجيبة
دنيا بعيدة وقريبة عالبساط السحري نطير
دي دنيا فوق
ده عالم تاني مش معروف
مانحسش فيه بخوف
وفيه نشوف
الحلم يبقى حقيقة


وقبل أن ترد عليه كما يجب، دخلت تميمة التي ترتدي فستانا ربيعيا منفوشا بتنورة متعددة الطبقات وتضع تاجا طفوليا لطيفا على شعرها المنسدل، وهي تصرخ بحماس: "العريس وصل.. العريس وصل"، لتزجرها تميمة بانفعال مفاجئ: "ايه اللي انتي عملاه ف نفسك ده يا صندوق؟ بنت انتي.. بقولك ايه.. لما نخرج تقعدي جنبي متنطقيش ولا تتحركي.. مفهوم؟".

فردت تميمة بتهذيب مفاجئ: "حاضر يا ابلة"، وأكملت بصوت خافت: "يلا ياكش تتجوزي ونرتاح منك والاوضة تفضى ليا لوحدي"..

سمعتها تليدة فقالت بأسى مصطنع لم تنتبه له تميمة: "كده ياتيتو؟ وانا فاكرة اني هوحشك ومش هترضي تسيبيني
امشي.."، لتقفز الأخيرة فاردة ذراعيها كي تحتوي خصر أختها الكبرى بينهما في حضن أخوي دافئ وهي تقول: "لا والله.. هتوحشيني جدا يا تالي بس انا قلت كده علشان اغلوش.. اصل ساموورة.. قصدي ابيه سامر قمر اوي.. شيك كده ومز.. رغم.. رغم..".

لترد تليدة بتساؤل: "رغم ايه.. انطقي"، فتقول تميمة بسرعة وهي تغادر الغرفة: "سامر لابس شبشب حمام".
لتهتف تليدة بصرخة سمعها على الأرجح نصف الجيران: "شبشب حمام؟".

ꙭꙬꙭꙬꙭꙬ
اقتحمت تليدة غرفة الصالون كزوبعة خريفية تحاول الالتفاف حول مركزها لتستعيد توازنها الذي أطاح بها ذلك الشاب الوسيم الذي نهض واقفا من مقعده فور أن دخلت..

تفحصته ببطء مثل جهاز مسح الزائرين في الأماكن التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة، حيث بدأت من خصلات شعره الناعمة ذات التعرجات الطبيعية التي تحوله مع لحيته المشذبة بعناية إلى نسخة قريبة الشبه من محمد صلاح بالفعل، ثم تحركت للأسفل قليلا لتجده يرتدي قميصا بولو عصريا باللون الأصفر الهادئ مع سترة باللون البني ذات تصميم كاجوال يجعلها لا تحتاج رابطة عنق، وأكمل إطلالته بسروال من الجينز الداكن.

تمتمت تليدة لنفسها بخفوت سمعه المحيطين بها رغما عنهم: "لغاية هنا زي الفل.. فين المشكلة بقى؟"

أطرقت عينيها قليلا باتجاه قدميه، لتصيح بنحيب: "ياختاااااااااااااااااي. . بوت مع شبشب؟ جاي تخطبني وانت لابس شبشب يا سامر؟"..

تخلى سامر عن لباقته التي جاء متسلحا بها حتى يحصل على موافقة والديها على الخطوبة الرسمية، وقررت مخاطبتها بالطريقة التي تستفزها حتى تتخلص من توترها الزائد، فصاح بمشاكسة: "اهدي يا تفيدة.. متتجنيش عليا واحنا لسه اسمنا مكتوب الرصاص.. فيها ايه لما البس شبشب حمام ف رجلي الشمال.. ما اليمين لابس فيها بوت جلد اهوو مكلفني 1200 جنيه"، ثم أطرق رأسه بأسى مفتعل وقال: "بعدين يعني مش عاجبك شكلي يابنت الناس؟ مش متقبلاني بالشبشب؟ مش انتي السبب ف الحادثة دي من الاول؟".

تحركت تليدة خطوتين تجاهه وهي تقول بنبرة معتذرة: "انا اسفة يا سامر.. مش قصدي.. ده انا..."، وقبل أن تستكمل ما كان يطرأ بذهنها سمعت نحنحنة والدها الذي قرر مقاطعتها في تلك اللحظة حتى لا تحرجه أمام أهل خطيبها العتيد.

قال والد تليدة بلباقة: "اتفضلي اقعدي يا عروسة.. صحيح انتوا كنتوا زملا ف الجامعة بس يعني احترمونا شوية.. مش هتناقشوا كل حاجة قدامنا.. بعدين انتي اعتذرتي خلاص لسامر عن انك كسرتي رجله من أكتر من شهر لما كنتي بتتخانقي مع واحد متحرش حقير، وهو قام بالواجب معاه، وبعدين وصلك حد البيت علشان حظه ونصيبه يخليه يتعرض لحادثة ويخبطه موتوسيكل وهو مروح".

هنا، اندفع سامر بحبور شديد: "والله ياعمي حضرتك ده كان من اسعد المواقف اللي ف حياتي، لأن الحادثة دي كانت سبب اني اخد تأجيل من الجيش.. وبالتالي ابدا شغلي اسرع واقدر اتقدم للآنسة تليدة باسرع وقت".

صاح والدها بضيق: "انت فرحان انك فلتت من التجنيد؟"، ليرد سامر عفويا: "لا والله.. انا كان نفسي اخدم الوطن.. بس ده القدر بقى.. هخدمه ف حتة تانية"، ليعلق الأب ساخرا: "آه ف الاعلانات".

هنا اندفعت تليدة بدفاع مستميت: "بابا.. سامر عمل حملة للتوعية ضد المخدرات.. وبعدها عمل حملة تانية في الريف عن مخاطر الختان..".

ثم اشتعل وجهها احمرارا لمجرد أنها ذكرت هذه القضية الحساسة أمام والدها وأهل عريسها الذين تبادلوا الابتسامات والضحك بسبب عفويتها.

هنا، تدخل والد سامر قائلا: "يا بشمهندس عبد الحكيم.. انا ربنا رزقني بـ 3 شباب.. وبعد وفاة المرحومة والدتها من سنتين، البيت كأنه انطفى وفارقته الضحكة.. لكن لما تليدة دخلت حياة سامر، لاحظت بنفسي التغيير اللي طرأ عليه.. ورجعتله البسمة من تاني.. وانا دلوقتي طمعان ف كرمك.. انك تضيف لبيتنا زهرة جميلة تلون حياتنا كلنا مش بس حياة سامر.. ما شاء الله بنتنا توتة.. اسمحيلي اقولك توتة يابنتي"، لترد تليدة بخجل: "طبعا طبعا ياعمو".

رد والد تليدة: "والله يا أستاذ فتح الله ابنك دخل قلبي بأخلاقه وشهامته من ساعة ما تليدة حكتلي عن موقف التحرش.. وقبله موقف مشروع التخرج.. وزي مانت شايف.. انا ربنا رزقني ببنتين.. ودخول سامر لعيلتنا هيخليه هو ابني الكبير وسند ليا ولبناتي".

تزين وجه تميمة بابتسامة لطيفة، فزجرتها تليدة وهمست بأذنها بصوت خفيض: "سند ليا بس.. خدي انتي الاعدادية الاول وبعدين نتكلم يا مفعوصة"، لتخرج لها الصغيرة لسانها بوقاحة، وتناظر سامر وهي تقول بعفوية: "والله يا أبيه حضرتك هتنور عيلتنا خالص.. كان نفسي من زمان يبقى عندي اخ ولد.. واهو اتباهى بيك قدام نوح واهدده بيك بقى لو ضايقني.. واقوله اخويا هيقطعك".

ردد والد تليدة بدهشة: "نوح؟ يضايقك؟ يقطعه؟ بنت!!!!!!!!"، لينفجر الجميع في نوبة من الضحك..

قال والد سامر بهدوء: "إذًا ما طلباتكم يا بشمهندس؟"، ليرد والد تليدة: "يا أستاذ فتح الله.. ما بين الخيرين حساب.. بعدين احنا طلعنا جيران وعشرة وما شاء الله سمعتكوا بيضا ف المنطقة كلها.. احنا يشرفنا جدا نسبكوا"، لتتدخل تليدة ممازحة: "بابا هيعمل ديسكونت علشان رجل سامر اللي اتكسرت"، ليدخل الجميع في نوبة جديدة من الضحك"، قبل أن يعلق والدها: "نقرا الفاتحة".

وتعالت الأصوات الجماعية للحاضرين وهم يقرأون فاتحة كتاب الله إعلانا لارتباط شابين بنية الزواج على كتابه وسنة رسوله، لتتعالى تميمة بزغاريد طفولية مضحكة، قبل أن يعلق سامر: "متزغرطي يا عروسة ولا العريس ابو شبشب مش عاجبك"، لتطرق برأسها بخجل دون تعليق..

وهنا صاح الأب بفرحة: "يلا ياعروسة هاتي الشربات والحلويات لعريسنا واهله.. ساعديها ياتميمة انتي وثريا"، موجها نظرة سعيدة جدا نحو زوجته التي كانت عينيها تنطقان بالفرحة والسرور..

عادت تليدة حاملة صينية كبيرة تحتوي على أطباق الحلوى والجاتوه، بينما تمسك والدتها بصينية أخرى عليها العصائر والشربات والمشروبات الغازية، فيما كانت تليدة تمسك بصينية ثالثة عليها أدوات المائدة..

وقبل أن تصل تليدة بسلام إلى المنضدة التي تتوسط غرفة الصالون، تعثر كعب حذائها من جديد في طرف السجادة، لتعلق قدمها وتهتز الصينية بين يديها، وكالعادة وجدت سامر يتلقف الصينية من بين يديها بيده ليحتضنها بذراعه العضلي القوي،
ويسندها بطرف أصابعه باليد الأخرى قبل أن تسقط على وجهها أمام الجميع، وهو يهتف بخفوت في أذنها: "أنقذت الصينية الأول علشان مترجعيش تقولي عليا متحرش يا بنت الناس"..

ثم أكمل بصوت أكثر خفوتا: "قاعدة رقم 6.. لما تنقذ آنسة عاملها بمنتهى الرقة"، ثم غمزها بعينه اليمنى دون أن ينتبه أحد من الموجودين..

تمت



marwa kh and Nour fekry94 like this.


التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 04-12-21 الساعة 12:03 AM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-21, 11:47 PM   #102

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

والف مليون تريليون تسلم ايدك يا قمري 😘
ويارب كلهم يعاملها برقه 🥴😂


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 01:30 AM   #103

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
والف مليون تريليون تسلم ايدك يا قمري 😘
ويارب كلهم يعاملها برقه 🥴😂
تسلمي يا حب


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 01:34 AM   #104

وردة فضية

? العضوٌ??? » 494163
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » وردة فضية is on a distinguished road
افتراضي

حلوين اوي عسلات.. وتفيدة ضحكتني اوي

وردة فضية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 03:36 PM   #105

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

" عاملها برقة " عنوان موفق لقصة قصيرة مبهجة و لطيفة
تسلم ايدين مروة الي كتبت و ايدين هالة الي نزلت
كل التوفيق يا رب


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 06:21 PM   #106

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

روعة يا ميرو القصة تجنن ممتعة جدا

تسلم إيديكي أنت ولولو ربنا يسعدكم


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 09:08 PM   #107

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

روووووعه بجد 😍
ربنا يرحمها ويحسن اليها ويدخلها فسيح جناته🌼💐


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 09:45 PM   #108

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم الايادي 😍❤😘
مبطلتش ضحك والله 😂😂😂وكل ماضحك بقي يتعوج ويوجعني لاني لسه جايه من عند دكتور الاسنان 😭😭😭وواخده بنج 🙈🙈🙈
تسلم الايادي بجد لذيذه 🌷🌺🌻🌼💐🌸🏵💮⚘


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 09:53 PM   #109

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

تستاهل ما جاها 😂😂😂😂😂
خليها تتعلم الرضا بالقسمه والنصيب ❤❤❤


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 10:14 PM   #110

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايديك يا نودي 😍❤😘
ساره وصفت بيتهم على انه غابه فهي بومه واخواتها ثلاث قرووود😂😂😂😂😂😂
ربنا يكون في عونك يا خالد ❤😘😍


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.