آخر 10 مشاركات
دوامة الذكريات - فانيسا غرانت - روايات ناتالي** (الكاتـب : القصايد - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: بعد تجاوزنا منتصف الرواية ، من هما الثنائي المفضل لكم؟
نوران ومازن 2 50.00%
هالة وزيد 0 0%
أفنان وهيثم 2 50.00%
علي ورزان 0 0%
وجدان وعبد الرحيم 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 4. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree31Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-21, 08:53 PM   #11

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني


كانت هالة تلوم شقيقتها بصوت منخفض على قطع حديثها مع الصحفية.. لكنها ما لبثت أن تناست الأمر وانصرفت لمتابعة الطريق من نافذة السيارة بصمت.. بينما تحدثت نوران:
"شكرًا لك سيد مازن على إيصالنا.. فقط أدخلنا المدينة ونحن سنتصرف "
أجابها مازن بلطف:
"لا داعي للشكر يا آنسة .. لكنني سأحرص على إيصالكما إلى وجهتكما أيًا كانت.. رجاءً أخبريني عنها.. آه .. نسيت إخبارك أنني طلبت من الشرطي أن يُبقي على سيارتك مكانها وأرسلت سائق العائلة كي يوصلها لك حيث ترغبين.. سيدخلها المدينة أوأيًا كان ما تريدين سيفعله"
ضربت نوران بكفها على جبتها متذكرة:"نسيت في خضم اطمئناني على هالة أن أُغلق السيارة حتى أن مفاتيحي داخلها لكن اتضح أن خطأي سيفيد سائقك.. إذًا دعه يلتقي بنا في الطريق"
علق مازن بلطف:" لا أظن أنك تستطيعين القيادة بعد.. أخبريني فقط المكان الذي تذهبان إليه وأنا سأجعله يتركها هناك"
وقبل أن تعترض نوران وردها اتصالًا من والدتها ..
"لحظة! إنها أمي! من الجيد أنني لم أنس هاتفي في السيارة أيضًا"
:ثم أجابت الاتصال
"أمي.. كيف الأمور لديكم؟ "
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
"أنرت المكتب بوجودك يا سيد خليفة ...ما هذه المفاجأة السارة؟"
لم يعر خليفة ترحيب علي أي اهتمام وجلس بسطوة يفرضها وجوده على من حوله ثم قال:"ماذا يظن صديقك هذا؟.. هل يظن أنني سأترك صداقتي البائسة معه تفسد عليَ عملي... "
نهض علي من خلف مكتبه ليجلس مقابلًا له ثم قال:" لنطلب فنجانيَ قهوة من مقهى عصام ثم تخبرني المشكلة بالتفصيل ..أنت خير من يعلم أن عبد الرحيم لا يفلح في الالتزام بمواعيده"
لكن تعكر مزاج خليفة كان جليًا فلم يقبل بمحاولة علي لتهدأته:"لا يفلح إلا في المطالبة بأتعابه أليس كذلك؟... اسمعني يا سيد علي أوصل له رسالتي صريحة .. لقد قدمت محضرًا بالفعل والجلسة بعد أسبوع ..إن لم تصلني الطلبية ستحكم المحكمة بالحجز على المصنع حتى سداد ديونه ولا مجال للتفاوض معي"
ونهض بعدما ألقى تحذيره .. ولم يلبث أن التفت لعلي قبل مغادرة مكتبه قائلًا: "أنصحك بألا تتولى الدفاع عنه لأنك ستفقد سمعتك كمحام ناجح وشريف.. وإن قررت ألا تعمل بنصيحتي وأتيت للتفاوض معي رغم كل شئ فكن على علم أنه لن يرضيني إلا سلب صديقك هذا المصنع الذي لم يتعلم بعد كيف يديره"
وقد كان علي يدرك أن خليفة محق فيما قال.. تردد عبد الرحيم على مكتبه يؤثر على سمعته وعليه أن يتخذ خطوة جدية بشأن هذا الأمر..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في المشفى
تم فحص السائق والذي تبين أنه السيد عبد الرحيم المعروف حاليًا للجميع بأنه رجل أعمال ناجح يبيع بضاعة مصنعه لأشهر شركات المدينة..
اكتشفت الشرطة كذلك أن الحادث مدبر من خلال فحص أجزاء السيارة المتبقية .. كما أثار حمل رجل أعمال بمكانته كمية من البنزين في سيارته تعجب الجميع حيث يدل حجم الانفجار والأضرار التي أحدثها أنها لم تكن بالهينة..
ركضت وجدان مسرعة بين أروقة المشفى حتى دلتها الممرضة على غرفة زوجها .. لكن الطبيب منعها من الدخول و أخبرها أنه لا بد من إجراء عملية مستعجلة لقدمه حتى لا يضطر لبترها إن تضاعفت الإصابة..
كانت وجدان قد حضرت للمشفى على عجالة بعدما اتصلوا بها تاركة ليلى وحيدة مع بضع جارات ..فبعد أن علم الجميع بوفاة الحاج سعيد وبدأ جارهم وحيد الإعداد للدفن والعزاء.. فُجعت المسكينة حين تلقت اتصال المشفى ولم تجد بدًا أن تتصل بوحيد فهي لا تعرف غيره وتطلب منه أن يحضر لها مبلغًا ماليًا كانت تحتفظ به في شقة ليلى ليبدأ الأطباء الإعداد لعملية زوجها..
وفي أثناء انتظارها قدوم وحيد وردها اتصال من محامي زوجها الذي قال :
"السيد عبد الرحيم لا يجيب اتصالاتي .. لذا اتصلت بك يا سيدتي.. هناك أخبار يجب أن أنقلها له فورًا"
فكرت وجدان في داخلها أن هذا ليس وقته أبدًا ولم تجد لديها القوة لتلقي تلك الأخبار عوضًا عن زوجها فقالت بجمود:" سيد علي لا أدري إن كانت الأخبار قد وصلتك أم لا .. لكن أؤكد لك أنها أهم من الأخبار التي تحملها..عبد الرحيم الآن يستعد لدخول عملية جراحية بعد أن تعرض لحادث سير"
تفاجئ علي من الخبر ومن لهجة وجدان معه لكنه قال بدبلوماسية:" آسف لما حدث لزوجك يا سيدتي.. سأحاول السيطرة على الأمور ريثما يستعيد السيد عبد الرحيم عافيته"
وأنهي الاتصال متسائلًا إن كان بمقدرته حقًا السيطرة على الأمور!! فعبد الرحيم لم يستطع توفير تلك الطلبية للشركة ..والمشكلة أنه قبض الثمن سابقًا وعليه إعادة الأموال مع تعويض كاف أو الالتزام بكلمته وإيصال الطلبية كاملة .. فرك جبينه بتعب والحيرة تسيطر عليه إذ كيف يمكن لمبلغ ضخم كهذا أن ينتهي دون أثر في هذه المدة القصيرة ؟
انتهى الفصل

قراءة ممتعة




sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 22-10-21, 08:55 PM   #12

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي رواية جيران المدينة

الفصل الثالث
بعد ساعات من التوتر واحتدام الأحداث عاد مازن للمنزل مباشرة بعد أن أوصل هالة و نوران إلى محطة لسيارت الأجرة تحت إصرار الأخيرة التي بدت شديدة التحفظ كأنها انتبهت فجأة لوجودها مع غريبين في سيارتهما.. ونسى تمامًا في خضم كل ما حدث موعد وصول هيثم اليوم..
وما إن دلف من مدخل المنزل حتى كان هيثم يصطدم به ورأى خلفه كل أفراد أسرته تقريبًا..
فدلك صدره وقال بمزاح مصدومًا لوجود هيثم :"ربما يجب أن تعاقبني على نسياني الموعد ولكن بهذه الطريقة ستكسر أضلعي وهي لم تذنب"
كان فادي قد وقف خلفه متململًا بتعب لذا قال ضجرًا :"ليس وقت المزاح هيا لندخل"
لكن أفنان وعلياء اندفعتا إليهما وقالتا معًا بقلق :"هل أنتما بخير؟"
بعد دقائق
دلف زيد شقة والده ليجد شقيقيه فقط من يأكلان بينما يتحلق حولهم باقي أفراد الأسرة بشكل مريب..حتى عمه وزوجته هنا ... وهيثم!
"هل عدت أخيرًا؟"
ناظره هيثم بكبرياء قائلًا:"نعم عدت! أعرف الطريق وحدي ولم أحتج توصيلة من أحد"
"لكنني لم أكن أعرف موعد طائرتك..لم أعرف حتى أنك تخطط للعودة في وقت قريب"
أدار هيثم وجهه بغير اكتراث بينما سارع زيد يغسل يديه ويخلع سترته وعاد ليشارك شقيقيه المائدة فأمام الطعام تتراجع أي اعتبارات أخرى..
ثم سأل وفمه ممتلئ بالطعام:"ماذا يحدث بالظبط ؟لم تجلسون بقلق حولهما؟"
شغلت أفنان التلفاز والذي كان يعيد إذاعة الحادثة وحديث الصحفية مع مازن مرفقة بصور للشاحنة المحترقة ..ففهم زيد ما يحدث وقال:"الحمد لله أنكما بخير..هل تأذى السائق كثيرًا؟"
أجابه مازن:"أظن أن وضعه جيد مقارنة بحجم الانفجار ..بل الأولى أن نقلق على ركاب السيارات الأخرى التي تضررت من الانفجار..حقيقةً لا أستطيع تخمين سبب واحد يجعل رجل أعمال يقود شاحنة في هذا الصباح الباكر بل ويحمل معه كمية من البنزين !!"
كان خالد هو أكثرهم تأثرًا وهو يمعن النظر في عبد الرحيم المحمول على الناقلة وفكر أنه على العكس من ابنه يستطيع تخيل عدة أسباب وليس سببًا واحدًا يجعل عبد الرحيم يحمل هذا القدر من البنزين فليس الأمر غريبًا عليه.. لقد سبق وفعلها حين أتلف منزله..لاحظت علياء ما يعتريه وربتت على ذراعه بصمت فيبدو أنهما لن يتخلصا أبدًا من تأثير هذا الرجل على حياتهما..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أمام المشغل..
أسبغ طاهر في شكر السائق الذي رفض أن يأخذ مقابلًا لإيصالهم وانصرف قائلًا أنه يؤدي عمله فقط ..فقرر أن يشكر صاحب العمل الذي أشار إليه السائق فيما بعد.. ترجل من السيارة مع زوجته ثم مد يده لها بمفتاح الشقة الجديدة قائلًا:"انتظري الفتاتين في المشغل يا عزيزتي.. وخذيهما للشقة وأنا سألحق بكن بعد قليل"
فأخذت نعمة المفتاح قائلة بتردد:"هل سنعود..؟"
فقاطعها طاهر بجدية:"قطعًا لا لن نعود اليوم.. لا شك أن الفتاتين متأثرتان بالحادثة .. ربما أعود أنا لحزم الأغراض فيما بعد..سأشتري طعامًا جاهزًا يكفينا يومين و بعض الملابس حتى نبيت ليلتنا هنا..وإن اكتشفت شيئًا ناقصًا أبلغيني"
تنهدت زوجته بقلب مثقل وتشبثت بيده تطلب دعمه:"طاهر.."
فأحاط طاهر كتفيها بذراعه قائلًأ:"لا تهتمي يا حبيبتي.. فقط تفحصي الشقة وحضري قائمة طويلة بما ينقصها"
وقرص خدها بمداعبة متابعًا:"تخيلي أنك عروس تتجهز للمرة الثانية واطلبي ما تريدين وتدللي.. انسي الهموم وارميها على كتفي وأنا كفيل بها يا نعمتي"
لم تملك نعمة إلا أن ترتمي في أحضانه براحة دائمًا ما أشعرها بها مهما تكالبت عليهما من أزمات قائلة:"لا حرمني الله من سعة صدرك وتدليلك لي وجعلني عونًا لك يا حبيبي"
قبل طاهر رأسها بمودة ودفعها بلطف وقال ممازحًا:"هيا ادخلي حتى لا نُتهم بفعل فاضح في الطريق العام"
بعد قليل
"برأيك لماذا كانت أمي ترافق أبي للمشغل؟"
لم تتعب هالة نفسها في التفكير وأجابت شقيقتها ببساطة:"ربما لم تحب أن تجلس بمفردها في المنزل بعد أن رافقتك"
لكن نوران أصرت على تشككها قائلة:"لا .. هناك سبب ولابد أن أعرفه..أمي لم تبدو بمزاج جيد صباحًا وأظنها دفعتك لمرافقتي لسبب أيضًا"
فتأففت هالة وهي تترجل من السيارة مع شقيقتها أمام المشغل وقالت :"أنت تصبحين مزعجة حين ينتابك الشك.. لا أعرف ما حبك في حمل الهموم وتحمل مسئوليات تفوق طاقتك؟! إن رأى والدينا أنه لا ينبغي أن نعرف الآن ما يحدث فلا شك أنهما محقان"
"إذا تستشعرين وجود خطأ وتتغافلين؟! لا أوافقك حتمًا سيستريحان حين يفضيان إليَ وهذا ما أنوي طلبه منهما الآن"
استقبلت نعمة ابنتيها بقلق وتفحصتهما باهتمام وصارت تضرب كل واحدة على ذراعها أو ساقها فجأة وتراقب بدقة ردة فعلها..
كن قد جلسن على أريكة ضخمة في مكتب طاهر وحين تكررت ضربات نعمة لابنتيها لم تملك الاثنتان إلا أن تضحكا وتندسا في أحضانها بحب..
وقالت نوران:
"صدقيني يا أمي نحن بخير تمامًا وهذه الطرق التي ترينها في المسلسلات لا تنفع لاكتشاف إن كنا مصابين أم لا ..افترضي أنني مصابة وبضربتك تلك زاد الألم"
فضربتها نعمة على رأسها بخفة وقالت:
"اصمتي يا حمقاء .. فليحفظكما الله ولا أراني فيكما سوءًا أبدًا"
وعلقت هالة بحالمية على هذا الموضوع المثير بالنسبة لها:
"تلك اللقطة مفضلة لدي حين يقوم البطل ببطولته لإنقاذ البطلة وتأتي هي لتمسك بذراعه بجهل دون أن تعلم عن إصابته فيتأوه المسكين بخفوت..
ثم تكشف البطلة عن ذراعه المجروح وتصر عليه أن يذهب للمشفى رغم اعتراضه وإصراره أن الجرح لا يؤلمه"
ربتت والدتها على رأسها بحنان وقالت:
"رزقك الله بزوج أفضل من هذا البطل الذي يعجبك يا حبيبتي"
أجابتها هالة ولا تزال غارقة في فقاعة أحلامها: "آمين.. أريده أن يقوم ببطولة أعجز عن وصفها ويضحي في سبيلي ويفعل المستحيل لإنقاذي"
وكم سعدت نوران بتفجير تلك الفقاعة قائلةً بإقرار:
"لا يوجد مثل هؤلاء الرجال وأنت لست بطلة مسلسل ما لتكوني في موقف درامي يحتاج الإنقاذ كما تتخيلين"
كانت الفتاتان قد استلقتا على الأريكة وكل واحدة تضع رأسها في حجر والدتها وتحاول دفع رأس الأخرى لتستأثر بأحضان والدتها وحدها لكن هيهات أن تسمح لها الأخرى فهي تدفع رأسها بالمقابل .. ووالدتهما تكتفي بالتربيت على رأسيهما في حنان وتستمع لجدالهما بصمت..
فعقبت هالة بعزم على حديث شقيقتها المحبط :
"بل سأعثر على بطلي يومًا ما ... وحينها أيضًا سأكون قد تخلصت من وزني الزائد..
ثم لماذا تقولين أنني لن أحتاج للإنقاذ ؟ ها نحن ذا كنا قريبتين من الخطر وقد رحمنا لله أن كنا بعيدتين عن الانفجار .. آه وهذا .. ماذا كان اسمه ؟"
"مازن"أجابت نوران بشرود:
أردفت هالة بخبث : "انظري يا أمي تقول اسمه بشرود .. حتى أنت يا نوري تحبين أن ينقذك البطل لكنك تنكرين"
اغتاظت نوران واحمرت وجنتيها ودفعت رأس شقيقتها قائلة:
"لم ينقذني أحد يا حمقاء .. أنا من أعطيته الإشارة لينتبه ويعدل عن أخذ الملف في هذا الوقت وكنت أنا أيضًا من أخرج المصاب من سيارته..هو فقط قاد بنا بعيدًا عن موقع الانفجار"
ضحكت هالة ونعمة التي قالت بتسلي:
"ولم صار وجهك أحمرًا هكذا ؟!! يبدو أنك وجدت بطلك"
فأجابتها نوران بحنق:"أمي .. لا تتحدثي كهذه الحمقاء.. هل سأتزوج برجل قابلته لأول مرة لأنه أنقذني كما تدعيان ؟!!"
ارتفعت ضحكات هالة وقالت:
"انظري يا أمي .. لقد قررت الزواج به أيضًا "
شاركت نعمة ابنتها الضحك ثم قالت مصطنعة الجدية:
"يكفي يا ابنتي لا تضايقي شقيقتك ..لا تدفعا بعضكما .. كل واحدة تضع رأسها على فخذ "
بعد أن هدأت ضحكات هالة و خف حنق نوران أردفت نعمة:و
"إذًا أخبراني كل شئ بالتفصيل عما حدث وعن هذا الشاب الذي أوصلكما .. كدت أموت قلقًا حين لم أجدكما في السيارة ..لولا سائق هذا الشاب الذي شرح لنا كل ما حدث وأنكما بخير"
أجابت نوران والدتها:
"أجل هذا ما يجب أن تخبرينا به أولًا يا أمي .. لماذا قررت مرافقة والدي اليوم؟ ولماذا طلبت منا القدوم للمشغل بدلًا عن العودة للمنزل"
تنهدت نعمة بهم وقالت:
"حين يصل والدكما سيخبركما بكل شئ"
ثم أردفت ببهجة مصطنعة:"ألم تلحي على والدك للانتقال إلى المدينة حتى تكوني قريبة من عملك؟ ها قد قرر أن يحقق لك رغبتك وهكذا تستريحان من عناء السفر يوميًا"
استغربت نوران أن تخفي والدتها عنهما شيئًا .. فلم يكن بينهن من أسرار.. حتى أنهما دائمًا تأتيان من الخارج فتجلسان في أحضانها بهذه الطريقة وتتناقشان في كل ما مر بهما وتقف والدتهما كالحكم الذي يعلق على تصرفاتهما..
هل يعقل أن تكون رغبتها هي سبب هذا الانتقال المفاجئ؟!
فاكتفت بابتسامة هادئة بينما هللت هالة بحماس طفلة تستقبل هدية من والديها وضمت والدتها بسعادة بالغة..
ارتبكت نعمة من نظرات نوران التي تخبرها بوضوح أنها لم تصدق ما قالته فنهضت قائلة:"هيا بنا سنستلم الشقة التي استأجرها والدكما حتى عودته"
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أجريت العملية بنجاح لكن الطبيب أكد ضرورة بقاء عبد الرحيم في المشفى لبعض الوقت قبل أن يعود لمنزله..
دخلت وجدان الغرفة أثناء تفكيره في تلك المحنة التي عرقلت مخططاته:
"اتصل بك المحامي ..لا أدري لم لا أستريح لهذا الشخص؟"
أجابها عبد الرحيم بابتسامة ذئبية:"دعك منه أنا سأتحدث إليه ولا داعي لتعاملك معه إن كنت لا تحبينه يا عزيزتي..لكن انتبهي لما أريده منك الآن"
وضعت وجدان رأسها بلطف على صدره وقالت:"اطلب كل ما تشتهي يا حبيبي..لو تعلم كم اشتقت إليك!"
ربت عبد الرحيم على رأسها وقال بلطف مصطنع:"تعلمين أنه بعد وفاة الحاج سعيد لايمكن أن نترك ليلى تعيش بمفردها لذا أريدك أن تنقلي أغراضنا الأساسية لشقتها كي نهون عليها تلك الأيام"
اعترضت وجدان قائلة:"لكنك تحتاج إلى من يساعدك ..هل نسيت أن الطبيب أصر على بقائك في المشفى؟"
أجاب عبد الرحيم وفكره يشرد لنقطة أخرى بعيدًا عن اهتمامه المصطنع بليلى:"أنا سأتولى الأمر هنا لا تقلقي علي..فقط اهتمي بليلى وابقي معها إلى حين عودتي"
مؤخرًا في تلك الليلة .. حين تمكن من الاتصال بعلي الذي أعلمه بزيارة خليفة..
دار في خلده أمر واحد أنه استبق الشر حين أخبر طاهر عن إفلاسه المزعوم .. فتحقق الكابوس وصار حقيقة !!
"هل عليك أن تكون بهذه اليقظة دائمًا يا خليفة؟!!"
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤


sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 22-10-21, 08:56 PM   #13

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثالث

بعدما استقر المبيت بأسرة طاهر في الشقة الجديدة وجلست العائلة لتناول غداء متأخر .. قالت نوران بإلحاح:"أبي هلا أخبرتني ما يحدث؟"
تبادل الوالدان نظرات حذرة ثم أجابها والدها مبتسمًا:"ماذا يحدث يا صغيرتي؟ هل من الخطأ أن أدللك ؟!"
و أردف بغضب مصطنع:"هيا أخبراني.. من هذا الشاب الذي أوصلكما للمدينة؟ كيف تركبان مع الغرباء؟"
فاندفعت هالة تجيبه:"أبي!! لا شك أن أمي أخبرتك عن شهامته .. أما الآن ما يهمني هو أن أرافقك غدًا لإحضار دفتر مذكراتي"
"حسنًا يا لولو غدًا نذهب .. كم أنا محظوظ بوجود ثلاثة أميرات في منزلي يتدللن علي !!"
شاركت نوران والدتها وشقيقتها الابتسام لكنها أبدًا لم تقتنع بسبب انتقالهم والمرح المصطنع الذي يظهره والدها.. إنه يواجه مشكلة عسيرة ويرفض الإفصاح عنها!
بعد قليل
داخل الغرفة التي اختارتها نوران لتكون لها..صاحت هالة وهي تتابع حدثًا حماسيًا كما يبدو على شاشة هاتفها:"يال حظي الرائع!! أحب أمي كثيرًا.. دائمًا تقودني لما يفيدني"
تأففت نوران التي تحاول التفكير لكن هالة تشتتها بصياحها..
فسألت:"ماذا حدث يا لولو؟؟
برغم عدم اهتمامها الآن بما يحدث مع شقيقتها لكنها سألت لتتيح لها الإفضاء بما داخلها فربما تهدأ حينها أو تغادر الغرفة وترحمها من إزعاجها فتتمكن من استنتاج سبب توتر والديها ...
أجابتها هالة وكلها يفيض بالحماس:"ألم تكن أمي من طلب مني الذهاب معك؟ انظري إلى النتيجة.. نشرت الفيديو الذي تسألك فيه الصحفية على حسابي.. الإعجابات تتزايد حتى أن قائمة المتابعين قد زادت.."
تفحصت نوران حساب شقيقتها على الانستجرام من هاتفها وتفاجأت من عدد الذين تفاعلوا مع الحدث..
أعادتا تشغيل الفيديو وكل منهما تشاهده من منظارها الخاص هذه المرة..
فقطبت هالة وقالت بعبوس:"انظري إلى حماقتك! سيعرض هذا الحديث على التلفاز وما يهمك هو السيدة جنات والموجه فقط! حقًا مغفلة!"
أجابتها نوران:"في الأوضاع الطبيعية لم أكن لأفتح فمي بكلمة..لكنني كنت مشوشة وقلقة من ضياع موعد حصتي ..دعك مني ..لحسن الحظ سحبت الفتاة مكبر الصوت قبل أن تنطقي بجملتك الغبية.. ماذا يعني أنه أول ظهور لك على التلفاز؟! لقد كدت أفقد عقلي بسببك.. كنت تبكين فزعًا قبلها بلحظات ثم استفقت فجأة لتبدأي الترويج لحسابك"
أخرجت هالة لسانها تغيظ شقيقتها وعلقت:"سيظهر حسابي لعدد أكبر وتزداد المتابعة أضعافًا..كما تخبرني حاستي التي لا تكذب أنني في القريب العاجل سأتلقى عرضًا للعمل في المجال الذي أحبه"
وهذه المرة لم تستطع نوران الاعتراض فهي تدرك تمامًا ماذا يعني حدس هالة الذي يستشعر الأمور قبل وقوعها وقالت:"أتمنى لك التوفيق في عملك القريب إذا"
فجثمت هالة على شقيقتها المستلقية قائلة بطفولية:"سأنام معك الليلة ولن تتخلصي مني..كما أنوي ألا أدعك لأفكارك الأنانية التي تريد الاستئثار بك"
ضحكت نوران من تعبيرات شقيقتها ودفعتها بخفة:"سأختنق يا ابنتي..وعلى كل لا مانع عندي من استضافتك الليلة في غرفتي لكن بشرط.."
استلقت هالة بجوارها وتابعت بدلًا عنها:"لا بأس سأخرج من عالمي الافتراضي اليوم وأشاركك العالم الحقيقي .. آه كم تمنيت أن أكتب في مذكرتي الآن"
"أووف..دعك منها.."
ولم تملك نفسها فسألت بفضول:" أخبريني بم شعرت حين رأيت مازن وشقيقه؟"
"شعرت أن لقاءنا بهما لن يكون الأخير"
أجابتها هالة قبل أن تضيق عينيها تناظرها باتهام ..
فلكزتها نوران وأمرتها أن تغيرا الموضوع..
وهكذا أمضت الفتاتان ليلتهما في حديث لا ينتهي..
بينما في صالة المنزل
شغل طاهر التلفاز واضجع على الأريكة مسندًا رأسه في حجر زوجته قائلًا:" كيف وجدت الشقة...؟"
ولم يكمل سؤاله واعتدل في جلسته متجمدًا يراقب المشهد أمامه (عبد الرحيم محمول على ناقلة ويتم إدخاله سيارة الإسعاف)
علقت نعمة بصدمة:" يا إلهي ! هل كانت الشاحنة المنفجرة تخصه ؟"
وأجابها طاهر بانفعال:"اسمعي ما تقول..كان يحمل قدرًا من البنزين ..لقد هددني بالأمس وجاء لهذه المدينة تحديدًا ..لا أتوقع إلا أنه كان ينوي إحراق المشغل ..ألا تذكرين ما فعله بمنزل خالد ليضطره لمغادرة البلدة مع عائلته؟"
نظرت نعمة له بأسى وربتت على كتفه قائلة:"لا أدري متى نتخلص منه..لقد نال جزاءه هذه المرة لكنني أشك أنه سيتوقف عن محاولة إيذائنا"
نهض طاهر وأغلق التفاز بانفعال ولحقته نعمة لغرفتهما مغلقة الباب فالتفت لها قائلًا:"غدًا.. لن أنتظر أكثر يجب أن أبلغ الشرطة عن تهديده حتمًا..يجب أن أحمي المشغل ..لست مستعدًا للبدء من الصفر من جديد..لسنا عبيدًا لديه ليحركنا طوع إرادته"
فجلست نعمة على الفراش وقالت بحسرة:"كنت أتمنى أن أشجعك على ما تنوي وأن أطلب منك الذهاب دون تردد..لكن مؤكد الشرطة ستستجوبه وسيريهم الوصولات التي تثبت أنك لم تدفع دينك له..قد يتهمك أيضًا أنك من دبرت له هذه الحادثة حتى تهرب من تسديد الدين"
التمعت عيناها بالدموع وهي تكمل:"ألم تسمع ما قيل عن كون الحادث مدبر؟.. إنه يحكم لف قيده حولنا في كل مرة فلا نستطيع فعل غير ما يبتغيه "
جلس طاهر مجاورًا لها وقد وضع رأسه بين كفيه بقلة حيلة ولم يعد بوسعه غير انتظار ما تحمله له الأيام !
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤


sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 22-10-21, 08:59 PM   #14

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثالث

منزل عائلة السفيري..
كان الشباب قد حظوا بقدر وافر من النوم والراحة حين اجتمعت العائلة في شقة سالم –الأخ الأكبر لخالد- لكن فادي تغيب عن الاجتماع واستكمل نومه كعادة مستحدثة لديه تدفعه لتجنب اجتماعات العائلة والانفراد بنفسه عوضًا عن ذلك..
لم يكن اجتماع العائلة بشئ غريب لكن الغريب هو ما قاله خالد والذي يسمعه الشباب لأول مرة..حيث قال:
"لقد كنت نويت أن آخذ تلك القصة معي للقبر لكن بما أنك التقيت بالرجل يا مازن وربما تعرف بشكل أو بآخر ما حدث فيجب أن تعرف من والدك"
نظر لعلياء والتي أومات له بتشجيع ثم عاد للمتابعة:
"كان عبد الرحيم من أقرب أصدقائي وقد أنشأنا معًا ومع صديق قديم آخر مصنعًا للغزل والنسيج في بلدتنا القديمة.. كان المصنع يدر إنتاجًا هائلًا بسبب خبرتنا نحن الثلاثة وقد سعدنا بهذا النجاح
هل تذكر انتقالنا لهذه المدينة يا زيد عندما كنت في المرحلة الإعدادية ؟ سكنا شقة صغيرة في الحي القديم وقد أثار تحول مسار حياتنا فجأة ضيقك.. لكنني لم أخبرك وقتها.. ساندتني والدتك ووقف عمك بجواري..و أجبرني أن أسكن معه هنا رغم اعتراضي في البداية"
قال زيد بتذكر:
"نعم استغربت فجأة تركي مدرستي في البلدة وأصدقائي.. لكن الأمر مر عليه الكثير من السنوات وكنت قد نسيته تمامًا..أذكر أن مازن كان قد أنهى المرحلة الابتدائية والتحق بالصف الأول الإعدادي في المدرسة الجديدة لذا لم يتأثر بانتقالنا كثيرًا مثلي "
تابع خالد:
"لقد طمع عبد الرحيم في كل إنتاج المصنع وقرر أن يستأثر به لنفسه .. لذا حين ذهبت للمصنع صباح أحد الأيام وجدت رجالًا يمنعونني من الدخول و قد استولى عبد الرحيم على المصنع وادعى أنه ملكيته وحده
ولم يستطع رجال الشرطة أن ينفوا إدعاءه بعد أن قدم أوراقًا تدل على ملكيته للمصنع بمفرده!!
لم أفهم تمامًا كيف حدث وامتلك مثل هذه الأوراق؟ لكنه تحدث عن توقيع بتنازلنا أنا وصديقنا الثالث وهكذا صار المصنع ملكًا له بجرة قلم مزيفة"
ارتسم الأسى على وجه هيثم كأنه قد خبر هذا الجشع سابقًا..
بينما قال مازن بضيق وذهنه يستعيد قصة مشابهة:
"كيف ذلك؟ هل تركت مصنعك وبلدتك يا أبي ؟ هل أجبرنا هذا الرجل حقًا على تغيير حياتنا؟"
أجابه والده بهدوء:
"لقد اتضحت حقيقته يا بني .. ولم يكن بيدي شئ لأفعله وقتها وقد بدأ يضيق علينا ويرسل رجالًا يتهجمون على منزلنا و خفت أن يصيبكم مكروه .. كما كانت أفنان في عمر العاشرة ولم أرد أن تنشأ في هذه البيئة المتوترة.. أو أن يقرر زيد في مراهقته أن يدافع عن العائلة فيصبح من أصحاب السوابق"
ضحك الجميع رغم أن القصة لا تدعو للضحك لكنهم تذكروا مراهقة زيد وكم كان عصبيًا يحب العراك!
وتابع سالم عوضًا عن أخيه:
"كان خالد حكيمًا حين قرر الانتقال بكم ... صحيح لم يخبرني في البداية وقرر أن يتدبر الأمر بمفرده.. لكنني علمت بالأمر حين اتصل بي أحد سكان البلدة يسألني عن حال أخي وأين ذهب بعدما أحرق عبدالرحيم منزله؟
وكأخ أكبر استخدمت سلطتي و أجبرته على السكن معي في منزلنا الجديد الذي كنت قد اشتريته عندما رزقنا بهيثم قبل عام من ولادة أفنان وعرضت على خالد وقتها أن يشاركني في ثمنه ويترك البلدة لكنه تمسك بشراكة أصدقائه وإنشاء المصنع"
ضحك مازن وقال:
"طبعًا أبي لا يحب أن يعاتبه أحد على تصرفاته الخاطئة لذا رفض أن يخبرك يا عمي حين تعرض للخداع من صديقه..وربما لولم يحترق منزلنا في البلدة لكنا عدنا إليه دون أن تدري "
صاح به خالد بسخط:
"اصمت يا ولد"
لكن علياء أخرجت حنقها من الموقف القديم وقالت:
"ولم يصمت؟! هل يقول شيئًا خاطئًا ؟ ألست أنت من أصررت أن نؤسس حياتنا في تلك البلدة ورفضت الانتقال مع أخيك للمدينة .. حتى فادي أصبح مثلك يصر على قرراته الخاطئة ثم يغضب حين يعاتبه أحد بعد ذلك"
ضحك الجميع وقال خالد بصدمة من صراخ علياء به:
"وقتها قالت والدتكم فداك ألف مصنع يا خالد أنا معك في السراء والضراء .. انظروا كم كانت تكبت داخلها!!"
تحولت تلك الذكرى السيئة إلى جلسة للتندر على عيوب ومميزات كل شخص في العائلة فبعد أن تحسنت أحوال خالد المادية بمساعدة أخيه لم يعد هناك داع للحقد على عبد الرحيم أو غيره بل تمنى خالد أن يشفى عبد الرحيم وأن يعيش هو وصديقه الآخر الذي لا يعلم عنه شيئًا الآن في سعادة كسعادته التي يحظى بها مع عائلته وإن كان عبد الرحيم قد خدعه يومًا ما فليحاسبه الله فهو لن يسعى أبدًا للانتقام منه أو الشماتة في مصابه حتى منزله الذي أتلفه استعوض الله فيه متيقنًا أنه سيعيد له حقه يومًا..
تساءل مازن فجأة:
"لكنك لم تخبرنا يا أبي عما حل بصديقك الآخر؟"
ابتسم خالد بحنين وقال:
"لقد أخبرني طاهر يومها أنه يجب أن تفترق طرقنا بعدما فعله عبد الرحيم أقرب أصدقائنا فما الذي يجعله يثق أنني لن أفعل المثل ؟ و غادر منزله بابنتيه وزوجته دون أن يخبرني عن وجهته و طلب مني ألا أتصل به من جديد"
علقت أفنان بحنق:
"كيف ينهي صداقتكما على افتراض أنك ستكون خائنًا كهذا الرجل؟"
فأجابها مهدئًا من غضبها:
"لا تغضبي هكذا يا صغيرتي.. كان الرجل خائفًا على عائلته .. فقد كانت خسارتنا وقتها هائلة.. هل سيكفينا العمر أن نبدأ من جديد كل مرة؟ فلو أن أحدنا تُوفي وقتها بعد تلك الكارثة فماذا كان سيحل بعائلته؟.. أنا كان لدي أخ أكبر مستعد لدعمي أما هو فلم يتسنى لي يومًا أن أعرف عن عائلته .. ربما كان وحيدًا"
سأل هيثم :
"ألم تحاول يومًا أن تسأل عنه يا عمي؟ أو تزور البلدة القديمة؟"
أجابه خالد بعجز:"حاولت لكنني لم أعثر له على أثر خاصة أن الفرصة لم تسنح لي لزيارة البلدة مرة أخرى "
أردفت علياء بغيظ:
"لا تقل أنك فكرت في زيارتها!! ولأي شئ قد تذهب؟ أخوك هنا وأقاربك في مدن أخرى .. لمن ستذهب بعد أن فقدنا منزلنا هناك؟"
علق زيد بمرح:
"يبدو أن أمي لم تكن تحب الحياة هناك"
وأردف والده:
"بل قل يبدو أنها كانت تخدع والدك.. كانت تظهر أنها سعيدة ومرتاحة ولا تشتكي مطلقًا"
مالت علياء على كتفه وقالت لاسترضائه:
"فقط لأنني كنت أعيش معك يا عزيزي كانت حياتي جميلة وكنت راضية"
فقبل خالد رأسها وقال :" وهذا أكثر ما أحبه بك يا حبيبتي"
وضع زيد يده على عيني أفنان وقال بصيبانية:
"هذا غير مناسب لعمرك يا صغيرة"
فدفعت أفنان يده بضيق بينما نظر خالد لابنه بعدم اكتراث واستئذن مع زوجته حتى يخلدا للنوم .. و قبل رأس أفنان قبل أن يخرج من الغرفة في عادة يومية لا تتغير..
وكذلك قال سالم وهو ينهض مع نوال التي احتضنت هيثم وأشبعته تقبيلًا قبل مرافقتها لزوجها:
"نحن أيضًا سنخلد للنوم .. أفنان لا تجلسي مع هؤلاء طويلًا يا ابنتي وإلا قد يصيبك أحدهم بسوء وهو يمزح معك"
ضحك الثلاثة وحاوط مازن رقبة شقيقته بذراعه العضلي مازحًا وقال:
"لا تقلق يا عمي لن تتأذى نهائيًا"
علقت أفنان بمرح وهي تتألم من ضغط ذراعه:
"سأموت فقط يا عمي لا تقلق"
أبعد مازن ذراعه بعدما غادر سالم وزوجته بينما قال هيثم بضيق:
"لا تفعل هذا مرة أخرى يا مازن.. انظر إلى ذراعك يا أخي .. قد تختنق الفتاة في يدك"
أجابه مازن بلامبالاة:
"وما شأنك أنت؟"
تأفف هيثم بضيق وغادرت أفنان الغرفة فجأة مما أثار ريبة زيد.. وقد قرر استجوابها فيما بعد..
عاد بانتباهه لهيثم فسأله:"وأنت متى اتخذت قرار العودة المفاجئ؟"
"بعد ثلاث..أقصد خمس سنوات دراسة تخوفت ألا تقبلوني بينكم من جديد"
استهجن زيد مزاحه في أمر كهذا واستشعر مازن ارتباكًا غريبًا في ابن عمه حتى جملته تبدو كغطاء لسر ما...
ونطق الاثنان بنفس السُبة في وقت واحد..
فأغرب هيثم في الضحك قائلًأ:"حقًا اشتقت إليكما"
بقي الثلاثة يتسامرون حتى مطلع الفجر .. وقضت أفنان ليلتها ساهرة في غرفتها وقد حرمها وجود هيثم الجلوس مع شقيقيها حتى أنها كانت ترتدي الحجاب طوال السهرة
"أوفف.. هيثم إن كنت قد اعتدت غيابك فلم تعود؟"


انتهى الفصل

قراءة ممتعة



sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 26-10-21, 08:50 PM   #15

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي رواية جيران المدينة

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 11-12-21 الساعة 06:47 PM
sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 26-10-21, 08:54 PM   #16

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الرابع

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 11-12-21 الساعة 06:48 PM
sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 29-10-21, 08:41 PM   #17

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي رواية جيران المدينة

الفصل الخامس
في المدرسة حين قاربت الساعة الحادية عشر صباحًا
ترجل مازن من سيارته واتجه مباشرة لمكتب السيدة جنات دون أن ينتبه للجموع المراقبة التي تسجل خطواته لحظة بلحظة حتى تحظى بفرصة لإيقافه أو افتعال أي شئ يجذب انتباهه..
نهضت جنات فور دخول مازن مكتبها المفتوح ورحبت به بحفاوة قائلة:
" هل أحضر لك كوبًا من الشاي أم كوب عصير بارد أم حلوى أم...."
استشف مازن توترها فقاطعها قائلًا:
"سيدة جنات اجلسي رجاء .. تعلمين أن لدي عملي الخاص الذي أحبه ولن أتدخل في عمل المدرسة أو إدارتها فقط أحببت أن آخذ جولة تفقدية حول المدرسة وأرى أوضاعكم وإن كان ينقصكم شئ ما"
ارتاحت جنات وقد ظنت أنه قد أتى ليسلبها منصبها أو يصدر قرارات مجحفة كما يفعل الملاك عادة فقالت:
"طبعا مرحبًا بك سيد مازن في أي وقت لقد أنار المكان بوجودك"
دخلت نوران في تلك اللحظة دون انتباه للجالس أمام جنات وكانت على وشك الحديث حين استغلت جنات الفرصة و تابعت:
"تستطيع الأستاذة نوران أن تصحبك في جولتك حول المدرسة.. إنها من أشد المعلمات كفاءة .. اهتمي بالسيد مازن رجاء يا نوران"
دارت نوران بعينيها بينهما بصمت ثم تداركت نفسها قائلة :"طبعًا تفضل يا سيد مازن إذا سمحت"
خرج الاثنان من مكتب جنات تحت نظرات المراقبين .. وقال مازن:
"هل كنت ستطلبين شيئًا من السيدة جنات؟"
قالت نوران كأنها تريد إنجاز المهمة بسرعة:"لا تهتم .. هل آخذك أولا للفصول أم غرف المعلمين أم.."
قاطعها مازن قائلًا:"نوران اهدئي .. يبدو واضحًا أنك لا تريدين اصطحابي بل تريدين العودة لمكتب السيدة جنات"
ضحكت نوران بارتباك قائلة:"لا أرجوك لا تظن أنني أريد التخلص من مرافقتك ولكني كنت أفكر في الاستئذان باكرًا اليوم"
أومأ مازن برأسه متفهمًا وقالبمرح:"تم إخلاء سبيلك هيا اذهبي وسأجعل أفنان تجولني "
لكن نوران نظرت حولها وقالت بخوف مصطنع:"لا يمكن .. هل تريد أن تطردني السيدة جنات لأنني قللت من احترامي لمالك المدرسة؟"
ضحك مازن من لهجتها المصطنعة وقال:"ومن سيخبرها؟"
وبعينيها أشارت نوران للجو المحيط بهم قائلة:"لا.. أنت لم تلاحظ مطلقًا؟!! ألم ترى جموع المعلمات اللاتي يراقبنك حتى يحظين بترقية ما إذا ما استطعن إقناعك بكفاءتهن"
همَ مازن بالسير وقال بعد أن عدل ياقة قميصه بغرور مصطنع وقد رفع صوته ليصل للمراقبات:"لنبدأ الجولة يا أستاذة نوران"
ابتسمت نوران من تصرفه وأشارت له بخفة دون ملاحظة أحد أنه نجح في تمثيل الدور..
بعد فترة وقد تجولا في كل مباني المدرسة ونزلا الفناء ..قالت نوران:"شقيقك الذي رافقنا يوم الحادث.. كم عمره؟"
ضحك مازن وقد تذكر موقفها من فادي سابقًا وأجابها:"إنه في الصف الثاني الإعدادي هنا في المدرسة.. نقلته حديثًا ليصبح تحت ناظري طوال الوقت"
أومأت نوران وقد بدأ الاستياء يلون ملامحها فتابع مازن مبتسمًا:"إنه يظن أن مستوانا المادي يتيح لنا فعل ما نريد..لذا ترينه بهذه الهيئة متكبرًا على من حوله كأنه أفضلهم ..لقد أوضحت له مرارًا أهمية إقامة علاقات ودودة مع الناس وأن الاشخاص لا يقدرون بمالهم بل بأفعالهم..وعلى كل فإنني أكتفي بالإرشاد حتى تمر فترة المراهقة فربما حظى ببعض النضج"
"مرت فترة على انتقاله إذا ..لم لا أراه في صفوف الطلاب؟"
أجابها مازن باعتياد:"لا ..هذا لا يعرف الانتظام ربما سيأتي زيارة كل شهر للمدرسة وأغلب الظن أن السيدة جنات ستبقيه مجاملة لي فقط"
سألت نوران باستنكار:"لهذا الحد؟ هل مستواه في الدراسة سئ؟"
وضح مازن وهو يشير لنفسه:"لا ولكنه لا يجد حافزًا يدفعه لإكمالها.. مثلًا أنا كنت شغوفًا بالرياضة وأحببت دخول كلية التربية الرياضية..لكنه يشبه زيد الذي التحق بكلية إدارة الأعمال حتى يحصل على شهادة جامعية ثم تفرغ للعمل في مطعمه..لذا فهو يرى أنه يستطيع تحقيق المشروع الذي يبتغيه دون إكمال تعليمه مدعومًا بمال عائلته "
ابتسمت نوران وقالت:"لا أستطيع تقديم النصيحة حتى أنا أحب التدريس فقدمت لهنا وقررت أن أكون مدرسة للرياضيات عوضًا عن العمل بالهندسة.. لكن الكبر أسوأ طبع قد يتحلى به الإنسان فيرى من حوله أقل بينما هو الضئيل "
فتنهد مازن قائلا"كل أملنا أن يهديه الله يومًا ..."
ثم انتبه لما قالته فسأل باهتمام:" لكن أنت تعملين بشهادتك .. ألم يكن من متطلبات عملك هنا أن تكوني متخرجة من كلية الهندسة؟"
"نعم ولكن الجميع رأى تصرفي خطأ تمامًا وأنه كان علي أن أعمل مهندسة"
قالتها نوران بشرود وقد أضناها كثرة المستائين من اختيارها ..لكنها ابتسمت بلطف حين قال مازن بتشجيع:
"دعك من آرائهم إذا .. ألست تحبين التدريس ؟ واخترت العمل هنا برغبتك إذا تابعي دون اهتمام بهم"
انتهى حديثهما حين اقتربت منهما أفنان وقالت:"ماذا تفعلان هنا؟ هل أنهيت عملك يا مازن؟"
وبخ مازن شقيقته برفق قائلًا:
"أي سؤال هذا ؟ أولًا كيف حالك يا شقيقي العزيز ؟ كيف أستضيفك؟ ما تلك التصرفات الغير لائقة؟"
ضحكت أفنان واقتربت من مازن الذي صافحها مقبلًا وجنتيها وقال:
"كيف حالك أنت؟ كيف هو عملك؟"
شعرت أفنان بالإحراج من تصرفه في المدرسة فقالت:
"هذا ليس لطيفًا أبدا !! أنت تتعمد التصرف برقة حين نكون مراقبين.. لاأحد يعلم صلة قرابتنا.. كيف سأبرر لهم فيما بعد؟"
كان مازن لايزال واضعًا ذراعه على كتفيها مقربًا إياها منه بتعمد فهو يحب مشاكستها وإحراجها وقال:
"أنا لا أهتم بهم إطلاقًا! ما رأيك ان تخبريهم أنني زوجك المستقبلي وتكيدين بهذا هيثم أيضًا"
ولم يكن أمامها إلا الاستسلام ثم قالت حين قرصها بخفة في ذراعها دون أن تلاحظ نوران : "نوران نسيت أن آخذ رقم هاتفك حتى أتصل بك وأطمئن على وصولك إلى منزلنا.. وهذا العنوان كتبته لك هنا"
أخذت نوران العنوان وشكرتها على اهتمامها الذي استغربته وبعد تبادل الأرقام
قال مازن:"إن كانت قد انتهت جولتنا .. رافقيني يا فوفو لنلتقي يهيثم وزيد في المطعم ونذهب للمكان الذي اختاره للشركة.. وأنت يا نوران تعالي نوصلك في طريقنا "
رفضت نوران قائلة:"هالة تنتظرني في مطعم قريب..ولا أظن أنه في طريقكما لذا دعني لا أزعجكما.. سأذهب بمفردي.. كما أنني لا أستطيع ترك سيارتي هنا أمام المدرسة"
فأجابها بإلحاح:"آه.. نوران ولكنني سآخذ على خاطري بهذه الطريقة؟ ما هذه المعاملة الرسمية جدًا .. لقد أصبحت تسكنين نفس المدينة لذا فقد صرنا جيرانًا الآن"
ردت نوران بابتسامة:
"مبدأ غريب جدًا .. هل تعتبر كل سكان المدينة جيرانًا لك؟"
فأجابها بعد ضحكة قصيرة:"ليس إلى هذا الحد ولكن قد أعتبرك جارة استثنائية"
بينما أردفت أفنان وهي تشير لشقيقها:"هذا يستطيع إقناعك بأي شئ..."
ولأن مازن كان يتوقع تتمة هذه الجملة كأن توهم نوران أن له نوايا خفية من توصليها انتقامًا منه.. فقد قرصها مرة أخرى في ذراعها فصمتت فجأة عن متابعة جملتها ..بينما استغربت نوران صمتها فهي لم تلحظ ما فعل ونظرت لمازن الذي تابع مقنعًا إياها: " سأجعل السائق يرسل لك سيارتك فيما بعد لا تقلقي"
وبعد إصراره وتمثيل أفنان أنها ترغب في مرافقتهما بإجبار من مازن وافقت نوران وقالت:
"حسنا سأرى العنوان الذي أرسلته هالة وإن كان قريبًا من وجهتكما فسأرافقكما"
وهكذا ودع الثلاثة السيدة جنات وانطلقوا إلى المطعم الذي وصفته هالة..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
اجتمع خليفه بعينه في مصنع عبد الرحيم وسأله:"ماذا يجري هذه الأيام؟"
فأجابه عماد:"لا جديد .. كما أنه لا أحد في المصنع يتحدث عن طلبية قدمت من شركتك لمصنعهم في الآونة الأخيرة.. وأغلب الظن أن السيد عبد الرحيم لم يخبرهم بالأمر..هناك تجديدات في المصنع والعاملون يبذلون جهدهم للتدرب على استخدام الآلات الجديدة وتحديث طريقة عملهم"
"اممم..تجديدات!"
"تذكرت الشاحنة التي احترقت في الحادث كانت تخصني..استعارها السيد عبدالرحيم يومها لقضاء أمر يخصه ونسيت إخباره بوجود عطل فيها.. لذا أرجوك يا سيد خليفة لا تطلع أي أحد على هذا الأمر..أنا سألتزم الصمت حتى لا أورط نفسي فيما يفوق قدرتي"
أومأ خليفة بتفهم وأجابه مطمئنًا:"لا تقلق..سأصرف لك مكافاة مطلع كل شهر حتى تتمكن من شراء أخرى لكن تابع تفقد أحوال المصنع وأخبرني بالجديد دوريًا"
انصرف عماد مبتهجًا وراضيًا..وهذا ما حرص عليه خليفة دومًا فحين تعرف إلى عبدالرحيم وأراد امتلاك المصنع..كان لابد أن يطلب منه توريد بضائع لمصنعه وإشعاره بالأمان قبل هذه الخطوة ولأنه لم يكن يثق به فقد اتخذ لنفسه جاسوسًا من العاملين لديه.. والحق ان اختيار عماد كان موفقًا ..سائق شاحنة يوصل البضائع لن يكون موضع شبهة إن وقع خلاف بينهما..
عادت ذاكرته قبل سنوات للقائه الأول بعبدالرحيم الذي ما إن عرف بهويته حتى تباهى بمصنعه وإنتاجه..وهكذا نشأت صداقة من نوع آخر.. اثنان يقودهما طمعهما ويمثلان الصداقة حين المصلحة.. كان لابد من تعاونهما ولكن بحذر فرفعا شعار(أنت صديقي ولكن أتوقع الغدر منك )..
ولا يزال عبدالرحيم لغزًا كبيرًا أمامه يجعله دائمًا في موقف الدفاع..
فقد أخبره وقتها أن إدارة المصنع مشتركة مع اثنين من أصدقائه ثم بعدها بأيام قال أنهما تنازلا عن نصيبهما في المصنع ووثقا به لمتابعة العمل وحده..
بحق الله هل تتاح لأحد الفرصة للعمل في مصنع كهذا ويرفضها؟! بل من يثق بعبد الرحيم من الأساس؟!!
والآن يخبره عن عجز عمالة المصنع.. الأمر واضح لقد وقع في فخ عبدالرحيم هذه المرة رغم حذره!!
ولكنه خليفة ! من يطغى على حقه يورده موارد الهلاك ويجعله يفني عمره لتصحيح خطأه.. وهذا قمة العدل في نظره!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

روزا❤ likes this.

sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 29-10-21, 08:45 PM   #18

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الخامس

في سيارة مازن
كانت نوران تحاول وصف الطريق لمازن بناء على الإرشادات المتخبطة التي أعطتها لها هالة
"في هذه المنطقة لا يوجد إلا مطعم أخي.. لكن لنرى اين ستوصلنا الآنسة هالة"
قالها مازن بحنق بعد أن جعلتهم هالة يدورون حول نفس المنطقة لمرتين لأنها لا تفلح في وصف الأماكن
فعلقت نوران باعتذار: "لقد أخبرتك ألا تنشغل بي .. على العموم ها قد اقتربنا تقول هالة أن ننعطف يمينًا"
سكتت نوران ونظر الثلاثة للجدار الذي يحتل الجهة اليمين التي تقصدها هالة
ثم تابعت بحرج:
"هذه الفتاة حتى لا تستطيع التفريق بين اليمين واليسار"
أخيرًا انعطف مازن بسيارته يسارًا حيث مطعم زيد وقال:
"ها هو مطعم شقيقي.. ألم أخبرك أنه المطعم الوحيد في هذه المنطقة؟"
نزل الثلاثة من السيارة .. ودخلت أفنان فورًا المطعم للقاء شقيقها المفضل..
بينما قال مازن لنوران قبل أن يدلفا:
"كما أخبرتك شقيقي يعمل في غير مجال دراسته وقد افتتح هذا المطعم لأنه يحب إعداد الحلوى"
فأجابت نوران بسعادة: "هذا رائع.. إن الحلوى هي عشقي الوحيد في هذه الحياة .. من الرائع أن تملك شقيقًا كهذا يا مازن"
راقب مازن حماستها مبتسمًا ثم قال:"أتعرفين ما الرائع؟"
نظرت له باستفهام ولا تزال البسمة عالقة بشفتيها فتابع:"الرائع أننا صرنا ننادي بعضنا دون ألقاب"
لم تعرف نوران بم تجيبه ..وكأنها انتبهت لنفسها فأسدلت قناعها المتحفظ وأسرعت تلحق بأفنان والتي أثارت الضجة المعتادة التي تثيرها في أي مكان تتواجد به وبدأت تلحق بزيد يمينًا ويسارًا تسأله عن سبب مشاركته في التقديم هذا اليوم ..هل سيحضر لها هدية لأنها نالت العمل؟.. هل سيأخذها معه أثناء اختيار الهدية؟
اقترب مازن من مكان وقوفهما وربت على كتف شقيقه قائلا بمشاكسة:
"لا تغضب منها يا زيد إنها تريد أن تلتفت انتباهك لترحب بها"
أدرك زيد ما يقصده شقيقه فالتفت لأفنان التي حاولت الابتعاد ولكنه احتضنها مقبلًا وجنتيها وقال:
"كيف حالك يا صغيرتي؟ اشتقت إليك.. صار عملك الجديد يشغلك عن الجلوس معي ومساعدتي في المطعم"
احمرت أفنان كعادتها في هذه المواقف وقالت لمازن بتوبيخ:
"أخبرتك مرارًا ألا تلفت انتباهه لتلك النقطة .. دائمًا تحرجونني هكذا أمام الجميع"
أجابها الاثنان معًا بغير اكتراث:
"ومن يهتم؟"
حتى أن زيدًا أخذها معه إلى المطبخ ولا يزال يضع ذراعه محاوطًا لكتفيها بدعوى أنه يريدها أن تساعده..
عاد مازن مبتسمًا لنوران التي كانت تتابع الموقف فقالت بعد أن اقترب منها:
"اكتشفت اليوم أن أفنان خجولة جدًا"
وافقها مازن الرأي قائلًا:"ونحن نستغل هذه النقطة تحديدًا لنضايقها "
فتنهدت نوران بيأس وحمدت الله أنها لا تملك أشقاء ذكور قائلة:"الحمد لله الذي عافاني من امتلاك أشقاء مثلكم يجدون التسلية في إزعاج شقيقتهم "
آه.. هاهي هالة تشير إلي"ابتسم مازن ولم يتسنى له إجابتها حين صاحت:"
نهضت هالة بحماس وأمسكت بكف شقيقتها وقالت دون انتباه لوجود مازن:
"حقًا لن تصدقي ما حدث معي يا نور.. صاحب هذا المطعم رجل وسيم ومحترم وعاملني بلطف"
حاولت نوران إيقافها عن المتابعة لوجود مازن ولأنها تعلم أن التالي لا يجب أن يقال على الملأ لكنها لم تنتبه لها وأردفت:
"عندما دخلت المطعم حاولت سيدة ما إهانتي وعلقت على وزني لكنه ردعها وأخبرها ألا تأتي المطعم إلا عندما تستعيد احترامها"
كانت هالة تمثل الموقف بتعابير وجهها وحركات يديها حتى قالت وقد أوشكت القلوب الحمراء أن تتفجر من عينيها:
"لقد أجلسني في هذه الطاولة الرائعة كتعويض وسيدفع المطعم ثمن وجبتي.. لهذا أحضرتك حتى تستفيدي أنت أيضًا من العرض وكذلك لأريك إياه .. سترين كم هو طويل إنه فارس أحلام مثالي يا نور .. حتى أنه سحب لي المقعد .. ما رأيك هل أترك مذكرتي وأكتب رقم هاتفي في الصفحة الأولى وأقول حين يتصل أنها وقعت مني سهوًا؟ها أخبريني ماذا أفعل؟"
استمع مازن لكل حرف قالته هالة وأدرك أن نوران لا تستطيع الالتفات خجلًا مما تقوله شقيقتها لكنه مستمتع كل الاستمتاع ..فكم يروق له أن يرى محاولات الإيقاع بشقيقه الأكبر العازب في فخ الزواج!!
وما لبث أن تنحنح فانتبهت هالة لوجوده وقالت نوران موبخة:
"هل أنت راضية الآن؟"
فضحكت شقيقتها بسخافة وقالت لمازن بمرح:
"أنت لا تفشي الأسرار أليس كذلك؟"
علت قهقهة مازن وأجابها:
"لا تهتمي... من فضلك افعلي ما تريدين طالما ستجعلين زيد يتزوج فأنا سأراقب بصمت"
وبعد جلوس الثلاثة على الطاولة همس مازن لنوران:
"يبدو أنك لا تحبين المرح كشقيقتك.. ما الداعي لكل هذا الغضب ؟"
ناظرته نوران بحنق ولم تجب بينما اقترب زيد من الطاولة مع أفنان وهما يحملان طلبات هالة .. فظهرت الدهشة على وجه الشقيقين وكانت أفنان أول من علق:
"هل تلك شقيقتك يا نوران؟ لم أكن اعرف أنك ضيفة مطعمنا اليوم يا آنسة .. أهلًا بك"
صافحتها هالة وقال مازن معرفًا:
"لم أخبرك يا زيد .. هذه نوران أو الأصح الأستاذة نوران تعمل في المدرسة مع أفنان وتلك شقيقتها الكبرى الآنسة هالة"
سأل زيد الذي يعرف نوران حق المعرفة من أحاديث أفنان:"حقا!!هل أنت نوران؟ أفنان هل هذه هي المغرورة التي تحدثت عنها ؟ لا تهتمي بها أرجوك آنسة نوران .. لقد أنرتما المطعم بوجودكما اليوم"
لكزته أفنان بخفة لإفشائه سرها بينما أجابته نوران مبتسمة من ضيق أفنان:
"شكرًا لك سيد زيد .. وشكرًا كذلك لتصرفك منذ قليل حين أنصفت شقيقتي"
"لا داعي للشكر .. ستبلغني أفنان بطلباتكم إذا .. أنا في المطبخ"
انصرف زيد لمتابعة عمله بعد أن وضع طلبات هالة على الطاولة .. وجلست أفنان في المقعد الشاغر المجاور لنوران التي لكزتها قائلة:
"لم يبقى شخص لم تخبريه عن غروري المزعوم سيدة افنان؟!! حتى أنك رحبت بشقيقتي التي لا تعرفينها بينما لا تقبلينني أنا زميلتك في العمل"
تأففت أفنان وهي تدفعها:"أووف منك .. هل ستصبحين كمازن؟ شقيقتك تبدو مألوفة وملامحها مريحة أما أنت..."
رفع مازن حاجبه بتهديد فتابعت أفنان رغمًا عنها:"حسنًا كنت مخطئة ..اصمتي قليلًا .. أعتذر منك ارتاحي واصمتي فقط .. صدعتي رأسي"
نفضت نوران ملابسها بغرور مصطنع وقالت:
"سأعود الآن لغروري بما أنني قد أقنعتك بتواضعي الوهمي"
صدمت أفنان من الرد لكنها ما لبثت أن أدارت وجهها بسخط حين فهمت مقصدها وضحك الثلاثة الآخرين على رد فعلها الطفولي..
بعد دقائق
كانت الطاولة قد امتلأت بوجبات الطعام والحلوى .. وضع زيد الطبق الأخير وقال بسخط:
"هل أنتما شقيقيَ وتسعيان لمصلحتي أم للإضرار بي ؟.. لقد طلبتما كل القائمة لكن لعلمكما ستدفعان ثمن هذا الطعام.. عرضي كان فقط للآنسة هالة والآنسة نوران"
أجابه مازن بعدم اكتراث وهو يتناول طعامه بتلذذ:
"هل ستبدأ بإلقاء أوامرك لأنك الأكبر بيننا ؟ أنت لست عادلًا مطلقًا يا زيد .. تصدق على إخوتك مرة في العام ماذا سيضرك؟"
"هذا حين يكون أشقائي بؤساء وليسوا من أصحاب الملايين مثلك"
غص مازن باللقمة التي كان يمضغها .. فنهضت أفنان لمساعدته وقالت:
"حقًا من الطمع ما قتل .. ألا يكفيك أنك تستغلني في أغراضك الدنيئة كل يوم؟ إنك حتى لا تستطيع إدارة المطعم دون مساعدتي التي أقدمها بالمجان"
مثلت أفنان أنها مظلومة وتابعت رافعة يديها برجاء:" يا رب أنت ولي المستضعفين"
كانت الطاولة المميزة التي اقترحها زيد لهالة منعزلة عن رواد المطعم وتطل على حديقة قريبة لذا لم يكن أحد يراقب ما يحدث بين الأشقاء..
فتقدم زيد ببطئ من أفنان وقد أفصح تشميره عن ساعديه عما سيفعله بها فابتعدت سريعًا عن مقعد مازن وحاولت الاقتراب من رواد المطعم حتى لا يتمكن من معاقبتها أمامهم..
راقب الثلاثة ما يحدث وعلق مازن بمرح وهو يعلم أن زيدًا لن يفعل الكثير فقط سيجبرها على العمل معه حتى الإرهاق:
"يا رب أنت تعلم قلة حيلتي فأنقذها من شره.. كدت أموت هنا بسبب هذا الحاسد"
بينما قالت نوران بأسى وهي تراقب ما يحدث: "هذا تمامًا ما يخيفني من الأشقاء الذكور .. أين كان هذا مختبئ لك يا أفنان ؟"
وأردفت هالة بصدمة:
"نوران برأيك هل أبدأ بتدوين عيوب فارس أحلامي؟"
كانت أفنان تركض دون النظر أمامها فقط كل تفكيرها كم تبعد عن زيد حتى لا يتمكن من الإمساك بها حين اصطدمت بأحدهم والتفت بتلقائية قائلة بعفوية ضمن الموقف:
"أنقذني"
فوصلها الصوت المتلهف:"طوع أمرك يا فراشتي"
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تعلل عبدالرحيم لرجال الشرطة بكل الأسباب الممكنة حتى يؤجل الإدلاء بأقواله عن المشتبه به في الحادثة..ليس لأنه لا يعرفه بل إنه يعرفه تمام المعرفة لكن خطته تسير على نحو مختلف فقد أرسل رسالته بأفضل طريقة لطاهر ولاشك أنه الآن يتآكل داخليًا مرعوبًا من مصيره..
أما الآن فليحظى بالهدوء ليشفى بسرعة ويخرج لتحديد مصير عماد الخائن!
يظن نفسه خفيًا عن ناظريه بأفعاله الحمقاء لكنه يدرك تمامًا مع من يتعامل.. وهذا ما اكتسبه من عمله مع خليفة .. التظاهر بأنك ثعلب ضعيف يضع خططًا لا يقوى على تنفيذها بينما أنت في الحقيقة ذئب متوحش يفترس من يريد سلبه أي شئ ..
ومضت به ذاكرته ليوم الحادث.. التخلص من عماد وطاهر بضربة واحدة!!
أولًا استعار سيارة عماد لنقل البنزين في الصباح الباكر.. ثانيًا إضرام النار في مشغل طاهر والسيارة.. وبهذا تختفي السيارة ويتم تسليم عماد المذهول للشرطة بتهمة سرقة البضائع المفترض تسليمها لخليفة قبلها بيوم..
وبعدها إن أصر خليفة على استرجاع ماله فالشرطة موجودة لضبط طاهر وإجباره على دفع دينه..
لكن الخطة لم تسر بشكل صحيح لذا فليترك الرفاق يستمتعون بانتصار صغير حتى يفكر في البديل..

انتهى الفصل

قراءة ممتعة

روزا❤ likes this.

sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 02-11-21, 08:53 PM   #19

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي رواية جيران المدينة

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 11-12-21 الساعة 06:49 PM
sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 02-11-21, 08:54 PM   #20

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي رواية جيران المدينة

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 11-12-21 الساعة 06:51 PM
sun 256 غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.