آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: بعد تجاوزنا منتصف الرواية ، من هما الثنائي المفضل لكم؟
نوران ومازن 2 50.00%
هالة وزيد 0 0%
أفنان وهيثم 2 50.00%
علي ورزان 0 0%
وجدان وعبد الرحيم 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 4. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree31Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-22, 09:11 PM   #201

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي


كادت تبكي بينما ترمي ما تبقى من خاصتها كذلك وتنظف يدها ...حتى توقفت السيارة أخيرًا أمام بيتها..لم يلتفت إليها زيد كذلك بل اكتفى بقوله:"اتصلي في المرة القادمة قبل أن تجبريني على مرافقتك"
كان الموقف أكثر احتمالًا قبل جملته المقيتة لكن بعدها شعرت هالة أنها النهاية!!


انتهى الفصل



قراءة ممتعة




sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-22, 09:24 PM   #202

عزيزة يسلم

? العضوٌ??? » 486264
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » عزيزة يسلم is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

عزيزة يسلم غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-22, 09:30 PM   #203

romana

? العضوٌ??? » 102939
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,016
?  نُقآطِيْ » romana is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير مبروك الروايةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة ةةةةةةةةةةةةةةةةة
sun 256 likes this.

romana غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-22, 09:46 PM   #204

اهات الطفولة

? العضوٌ??? » 494964
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » اهات الطفولة is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة 😆😆🥰
sun 256 likes this.

اهات الطفولة غير متواجد حالياً  
قديم 24-02-22, 12:31 AM   #205

Hmas

? العضوٌ??? » 455184
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » Hmas is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sun 256 مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس














.....









...


Hmas غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-22, 08:52 PM   #206

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثلاثون


الفصل الثلاثون
يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفًا على رَمقي وما أبقَيتَ لي
منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
"ابن الفارض"
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
رغمًا عنه لم يستمع علي لقصة رزان بكامل تركيزه الذي تشتت لوجود علياء..
أوشك أن يضحك من تعبيرات وجهها المتحفزة..
إنها لا تريد الإنصات ولا معرفة ما حدث لرزان بل لم تتخيل نفسها تضطر لتحمل موقف كهذا في أحلك كوابيسها وأشدها تعاسة!!

"وبعد؟ لم أنتِ هنا؟ انهضي لتخبري الجميع أن هناك من انتحل شخصيتك وكتب هذه المقالات المنافية لشرف المهنة.. اطرقي باب خليفة هذا أو حطميه فوق رأسه إنه يستحق أي عقوبة تختارينها له..."

لم تجبها رزان فموقفها الغريب وتعاملها الأغرب لا يطمئنها بتاتًا إنما يرفع مستوى توجسها حتى يكاد يناطح السحاب..
أما علي الذي يقرأ انفعال شقيقته المكبوت يدرك أن إجابتها المحرضة على العنف ليست لأجل رزان بل لأجلها هي..كأنها تتلذ بتخيل هذه المشاهد العنيفة فتخفف عنها بعضًا من انفعالاتها التي توشك على الانفجار..

"علياء..هل يمكن أن تسبقيني للمنزل؟"

أوشكت أن تتجاهل طلبه الفظ أو تجيبه بالرفض القاطع لكنها لجمت نفسها ونفذت طلبه على مضض حتى لا تنقض عهدها معه...

بينما بادر علي رزان التي لاتزال تنظر إثر شقيقته المغادرة قائلًا:
"لم أظن أنني سأراكِ يومًا مستكينة هكذا! كيف اختطفوكِ؟ كيف تجرأ كائنًا من كان على انتحال شخصيتك؟!! كيف سمحتِ لكل هؤلاء أن يؤذوكِ؟!! قطعًا أنت لستِ رزان!"

لم تهتم رزان بالتبرير أو إخباره السبب الحقيقي لانهزامها..وأجابته باستكانة:
"دعك مني..كنت أظن أنني لازلت أملك ما يُمكنني من المحاربة لأجل استعادتك لكنني كنت واهمة..لقد استسلمت سأترك العمل وأعيش حياتي كعجوز متقاعدة.."

نهض علي مجفلًا إياها وتقدم من فراشها قائلًا:"إن كان يأسك من علاقتنا منطقيًا فبم ستبررين نبرتك المستسلمة وانهزاميتك؟ لماذا سعيتِ وراء حقوق غيرك وهمدت عزيمتكِ حين تعلق الأمر بكِ؟! ماذا يصيبكِ حقًا؟"
رفع الغطاء الخفيف الذي يغطي ساقيها مشيرًا لساقها المضمدة صارخًا بانفعال:
"هذه؟! إصابة طفيفة كهذه لم تؤثر حتى على قدرتك على السير وتجعلك منطفئة هكذا!!"

سارعت رزان لإعادة الغطاء كما كان دون أن تنطق..لا تزال ساقاها تحكانها وأثر تحرشات مختطفها تشعرها بالخزي والعار..حتى أنها كتمت هذه التفصيلة حين أخبرتهما ما حدث..
"وما أدراك أنها لا تؤثر على قدرتي على السير؟"

"رزان!!!" صرخ علي باسمها محذرًا..

واندفعت علياء تدخل الغرفة مرة أخرى مع صرخته...فرمقها علي متضجرًا لكنها لم تضعف هذه المرة أمام أمره الصامت وبررت وجودها قائلة:
"أنتظرك..لا تنس أنك ستبيت عندي منذ اليوم"

بينما استجمعت رزان ما تبقى من قوتها قائلة:"اذهب معها.. لا أظننا سنتابع هذا الحديث قبل أن تخبرني أنت أيضًا ما تخفيه عني!"

اضطر علي للمغادرة فوجود علياء لم يتح له أدنى قدر من الخصوصية مع رزان.. لكنه أخبرها أخيرًا قبل ذهابه:
"سأعود إليكِ.."
رفعت رزان الغطاء بعد ذهابه وأزالت جزءًا من الضماد تتفقد ساقها متحسرة..

"ليست الإصابة ما هزمتني بل أنت يا علي.."
همست بأسى قبل أن تبدأ النشيج بضعف..هل هناك من هي أتعس منها؟! كانت ذاهبة لاستعادة حبيبها فإذ بها تفقده للأبد.. لن تجرؤ على إخباره الحقيقة!

سبق وقبل زواجهما على مضض متمنيًا تغيرها.. فماذا بعد أن صارت مدنسة؟!! قطعًا لن يرغب حتى برؤيتها إن اعترفت له بالحقيقة..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بينما كانت منة تستعد لمغادرة النادي بعد أن أنهت التمرين أبصرت تلك الهريرة التائهة متخبطة الحركة عند باب النادي الخاص بدخول السيارات...
وضعت أغراضها وسارعت إليها تستطلع سبب غرابة حركاتها فخمنت من وضع بؤبؤي عينيها المائل للأعلى والسحابة البيضاء التي تشكل أغلب عينيها أنها لا تبصر..
انحنت تمسح على ظهرها بمنديل نظيف وتداعبها بلطف حتى تخلت الهريرة عن توجسها ومالت جهتها كأنها ترجوها ألا تتوقف عن مداعبتها..

في الآن ذاته وصل وحيد صالة التدريب وبحث بعينيه عن ابنته حتى رآها ولمح كذلك السيارة التي توشك على دخول النادي فهرول إليها بل ركض واجتذبها فجأة يشدها لأحضانه...
أجفلت منة من تصرفه ورغم غرابته كان أفضل شئ انتظرته من والدها واستمتعت بتحققه..
لكنها تذكرت الهريرة فأفلتت من والدها الذي لم يتركها بسهولة..

لذا قالت تطمئنه رغم أنها لم تفهم بعد سبب اضطرابه:"سأبعد القطة عن ممر السيارات"

والتقطت الكائن الصغير من الأرض تمسح على ظهرها وتضمها إليها مضيفة:
"سآخذها معي...أمي كانت تحب القطط ووعدتني أن تشتري لي...."

رغمًا عنها تهدج صوتها وانخرطت في البكاء ... فمسح وحيد على ظهر القطة بدوره وقال:
"تركت لكِ الكثير من الذكريات ولم تذر لي غير حسرتي على فراقها"

تفاجأت منة بإجابته فقد توقعت أن يسعى لتغيير الموضوع لكنه استطرد مضيفًا:
"كان موتها صعبًا على كلينا..وعجزت أن أؤدي دور الأبوة من بعدها"

"وأنا تناسيت بالقوة اهتماماتنا المشتركة..فلم أتابع التمرين أو أشتري القطة"

وحل الصمت عليهما لثوان..عقلهما يعود لاسترجاع الماضي وعيناهما متركزة على القطة كأنها بشكل ما سبيلهما للخلاص!

تحية بصوت هادئ رزين نبهت منة وجعلت وحيد يلتفت مذهولًا من هذه الصدفة العجيبة!!
بينما تابع الطبيب ببساطة محدثًا منة:"لهذا لم نكن نلتقيكِ يا آنسة منة..موعد تمرينك ينتهي قبل موعد لمى بنصف ساعة"

والتفت لوالدها المبهوت قائلًا:"كنت قد اتفقت مع الآنسة منة أن تشرف على تمرينات لمى لأنها مستجدة في اللعبة.."

تنحنحت منة محرجة ولم تعرف ما الجواب المناسب في هذا الموقف..فابتسم لها الطبيب وأعطاها ببساطة مفتاح الخروج من ارتباكها بقوله:
"هيا..لمى مستعدة والتمرين بدأ بالفعل"

أومأت منة وتقدمت مع الصغيرة المتحمسة لكنها لم تنس الالتفات لوالدها مؤكدة بينما تترك القطة بين يديه:
"لن أتأخر يا أبي..إن أردت اسبقني للمنزل واعتن بالقطة لحين عودتي"

"أرى أنكما تعرفتما على كيتي"
قالها الطبيب بينما يداعب القطة برفق فتركت أحضان وحيد لتقفز إليه..

ضحك معقبًا بمرح:"المحتالة..المدللة! تبحث عمن يعطيها أكبر قدر من الحنان"
وأشار لوحيد أن يشاركه الجلوس على أحد المقاعد الموضوعة لأولياء الأمور الذين ينتظرون اصطحاب أولادهم بعد التمرين..

"كيتي قطة النادي المدللة..أتسلى بصحبتها حين أحضر مع لمى التمرين"
نظر وحيد بلا تعبير للقطة التي تتمسح بالطبيب وكأنها تفهم حديثه فتؤكد صحته.. ثم عاد ينظر أمامه دون أن ينطق..

ربما تحرجت منة من الطبيب الذي عاملها بلطف فخذلته ولم تلتزم بكامل تعليماته لكن وحيد كان واثقًا، لم تهتز له شعرة لوجود الطبيب..استغربه، لكنه لم يرتبك.. فلا يملك الأخير سلطة عليهما ..
إن لم تناسبهما خطته العلاجية فمن حقهما الانسحاب طالما استوفيا مستحقات الجلسة ولا يدينان له بشئ..
"فهمت من حديث ابنتك أنكما تنويان تبني كيتي..."

تحدث الطبيب بعد هنيهة من الصمت ولا يظن وحيد أنه سيكون سؤاله الأخير..

لذا نهض يومئ بالإيجاب ويمد يديه يطالبه أن يعطيه القطة ففعل الطبيب بينما يتساءل:
"هل تظن أنها ستحظى في منزلك بعناية أفضل مما يقدمه لها رواد النادي؟"
بدا سؤالًا بريئًا لكن وحيد استشعر مقصدًا أكثر عمقًا مطموسًا خلف كلماته الواضحة..ورغم هذا لم يعقب بل التقط القطة واضطر لإلقاء تحية مودعة على سبيل المجاملة ثم أخبره أنه مضطر لاصطحاب منة والمغادرة لأنه غير متفرغ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في الآن ذاته اتسعت حدقتا فادي بذهول حين فتحت الأستاذة سميرة الباب!
كاد يعتذر مدعيًا أنه أخطأ الشقة لكنها ابتسمت له!! ودعته للدخول!
"منة على وشك الوصول..لا شك أنها أنهت التمرين"

أومأ فادي دون تعقيب رغم أنه لا يعرف شيئًا عن هذا التمرين..فلم يسبق لمنة إخباره بشئٍ كهذا..

"إذًا ما أخبار النشاط الصيفي؟ الأستاذة جنات فخورة بإنجازاتكم"

"نعم ..شكرًا لك"ابتسم فادي وأجابها بمجاملة دون أن ينظر إليها مباشرة
إذ لايزال مرتبكًا لمجرد جلوسها مقابلة له فيجيل عينيه في المحيط حوله متهربًا من المواجهة المباشرة..
نهض فجأة متناسيًا ارتباكه لينظر عن قرب لمنحوتة الجبس التي لفتت انتباهه.. تفحص النموذج متقن الصنع مذهولًا بما يرى والتفت لسميرة يستأذنها أن يمسكه بيده..
فلم تجد غضاضة من السماح له وراقبت تعبيراته المهتمة باندهاش..

بينما فتح فادي الكاميرا الأمامية لهاتفه وأبرز أسنانه ليتأكد أن ما يراه حقيقة ثم عاد لتفحص النموذج في يده والذي اكتشف أنه نموذج لفك إنسان وقد نُحتت الأسنان على الجبس ببراعة وحرفية مبهرة..
"هل أستطيع تصويره؟ هل يوجد غيره هنا؟"

شع الحماس من كلماته فودت سميرة لو انها تملك ما تساعده به لكنها لا تعرف شيئًا عن عمل وحيد .. لذا حركت كتفيها بمعنى أنها لا تعرف.. فالتقط فادي الصور وعاد للجلوس مكانه يطالعها مرة بعد أخرى بانتشاء..
في الوقت الذي فُتح به باب الشقة ودخلت منة تسبق والدها وتحمل الهريرة بين يديها...
فلم تتح سميرة لها فرصة للتأكد من حقيقة وجود فادي في منزلها بل حالت بينهما بجسدها وقد خلت اهتماماتها في هذه اللحظة إلا من إبعاد هذه القطة حتى لا تلوث البيت..لذا هتفت بها بجزع:
"من أين أحضرتها؟ كيف تحملينها هكذا بيديك قبل تنظيفها؟! ماذا بشأن لقحاتها؟ لن نعتني بها قبل أن يطمئنني الطبيب بنفسه"

ضمت منة القطة أكثر لصدرها ونظرت لوالدها مستنجدة فأجفلت الهريرة من ضغطتها وقفزت راكضة في أنحاء الشقة ..

شهقت سميرة وثارت ثائرتها لتبدأ الصراخ بوحيد ومنة وحتى فادي أن يمسكوا القطة قبل أن تلوث المنزل...
"كيف تقبل بإحضارها إلى منزلك هكذا؟! ألا تفكر قبل تنفيذ رغبات ابنتك؟"
حدجت وحيد بنظراتها الغاضبة صارخة بصورة مبالغ فيها كما عرفها وحيد ودرب نفسه على اعتياد نبرتها الحادة وصوتها الرفيع المنفعل..
وبعد جولات من المطاردة تمكن فادي من الإمساك بالقطة فحذرته سميرة بصرامة:
"تمسك بها حتى أبدل ملابسي..إياك أن تفلتها أو تملس شيئًا من أغراض المنزل بيدك الملوثة"

ووجهت حديثها لمنة آمرة:"سنأخذ قطتك للطبيب وإياك أن تعترضي"

ثم أشارت لوحيد أن يلحقها..

في لحظات كهذه كان وحيد يعود للحياة.. صوتها وحركاتها الانفعالية تجعله يشعر بالتسلية وقوة أكبر منه تدفعه للتفاعل معها ..
"أتعرف من الذي يجلس في الخارج؟"

سؤالها الجاد جعله يمعن في التفكير ومحاولة البحث عن صورة لهذا الفتى في ذاكرته.. ولما عجز عن إيجادها أجابها:
"هل هو أحد أبناء عمتك أو أحفادها الصغار؟"

أخبرته نظراتها أنه شخص ميأوس منه قبل أن تسأله بنية مبيتة في إيلامه ربما تكون تلك الطريقة الوحيدة لإفاقته:
"أتذكر اليوم الذي تأخرت فيه منة عن المنزل حتى اتصلت بي تظنها بصحبتي؟"

أومأ وحيد وازدرد لعابه متوجسًا من التتمة..فتابعت سميرة:
"كانت مع زميلها هذا..عرض أن يأخذها في جولة بسيارة شقيقه وهي وافقت مبتهجة...كانت تنوي العودة للبيت قبل حضورك لئلا تضطر لإخبارك عن مغامرتها لكن بسبب تهور فادي في القيادة تم احتجازهما في قسم الشرطة لبضع ساعات"

شحب وحيد وتراجع حتى سقط جالسًا على فراشها .. لكنه لم ينل شفقتها بل استطردت:
"هذا واحد من مئات وربما آلاف الأشياء التي لن تعرفها أبدًا عن ابنتك.. لقد صرت خارج حياتها بالفعل ولم تعد مهتمة بمشاركتك هذه الأخبار والتفاصيل المربكة..أحسنت أديت مهمتك بنجاح"

تقدمت بنية مغادرة الغرفة لكنها التفتت إليها قبلًا مضيفة:
"بالمناسبة سنذهب الآن للطبيب البيطري لفحص القطة والتأكد أنها لا تحمل أي أمراض ..هذا إن أحببت مرافقتنا"
وخرجت من غرفتها التي تشك في مقدرة وحيد على الخروج منها في الوقت الحالي قاصدة غرفة منة حيث تبدل ملابسها..

في هذه الأثناء..
التقطت منة القطة من فادي وجلست حيث كانت سميرة فعاد فادي للجلوس مقابلًا لها وبادرها يتأكد من صحة تخمينه:
"إذًا كنتِ منشغلة بزواج والدك؟"

أجابته منة بمواربة:"شئ كهذا"

"جيد..مبارك زواجه"قالها على سبيل المجاملة فبعد معرفته هوية زوجة الأب لا يظن أن والدها فعل خيرًا أبدًا!!

أومأت منة بلا معنى ومسحت وجهها بارتباك لا تعرف ما عليها قوله..

فتابع فادي:"في الحقيقة قلقت عليكِ بعد أن علمت أنك لا تذهبين للنشاط المدرسي.. كما انقطع تواصلنا فـــ.."

ولم يجد الكلمة المناسبة لمتابعة جملته فتركها مبتورة متأكدًا أنها فهمت التتمة..

"ولماذا لم تكن تذهب أنت أيضًا ؟"

وأمام مراوغتها سألها فادي مباشرة ببعض الحدة:"ماذا أخبركِ الطبيب؟"

ترددت منة..فتحت فمها وأغلقته ثم استجمعت قوتها لتجيبه بصراحة:"لا أريد إخبارك"

توسعت أحداق فادي باندهاش وحدق بها لربما قرأ الحقيقة خلف إجابتها فتهربت منة بعينيها..
وكأنه سيسمح لها!!

أجابها بحدة:"هذا كان اتفاقنا ..تذهبين للطبيب حتى لا نقطع صداقتنا"

نهضت منة تجابهه بندية:" أنت قلتها بنفسك..أذهب للطبيب لا أخبرك بما حدث هناك..ألا تخجل من تكرار اتفاق كهذا؟ أمر معيب حقًا!! هل تحب أن يجبرك أحدهم على فعل شئ ما؟"

وقف فادي بدوره وقطب بحيرة سرعان ما استحالت غضبًا جعله يتراجع عن إجابتها فلا يظن أنه سيستطيع تمالك غضبه..

تقدم من الباب بخطوات غاضبة لم تكن كافية لاستيعاب غضبه الهائل..التفت ينوي إجابتها بما تستحقه لكن وقفتها المرتبكة المنكمشة جعلته يكتفي بقول:"أتمنى لكِ السلامة"
نطقها وكأنه يسُبها أو يتمنى العكس..
تجمدت منة.. مقلتاها فقط تتحركان تراقبان ارتداءه لحذائه وحركاته العنيفة التي جعلته يضرب يده بالباب أكثر من مرة عن غير قصد..

ارتمت على المقعد تتنفس أخيرًا بعد ذهابه وراجعت حوارهما بشئ من الندم سرعان ما تجاهلته حين خرجت إليها سميرة تشير لها بالذهاب..

في الطريق..أخبرتها سميرة عن عيادة الطبيب التي رأتها على سبيل الصدفة وأنها إن لم ترتح لنظافته وكفاءة عمله فستبحث عن طبيب آخر.. لكن كل ما قالته لم ينجح في إثارة اهتمام منة..
بدت فاقدة لشغفها ربما محبطة!..
لم تستطع سميرة أن تحدد سببًا لحالتها ولن تنكر أن تقلب مزاجها صار أمرًا معتادًا بعد أن أقامت في بيت والدها وتعرفت بشكل أعمق إليها ؛لذا اتخذت جانب الصمت وتركت منة لأفكارها حتى حين..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بدلت هالة ملابسها وجلست أمام مرآتها تطلي أظافرها بأصابع مرتعشة وقلب ينتفض بدقاته كأنه يعاني الحمى..
جاهدت لإبعاد توترها وتلافي رغبتها في البكاء فكانت النتيجة طلاء أظافر غير منتظم بشكل بشع وكأنها تحتاج سببًا إضافيًا للبكاء..

"ماذا؟ ماذا؟!! سئمتُ البكاء ألم تسأميه أنتِ؟"
صرخت بنفسها بينما تطالع صورتها في المرآة ..
ثم أخفضت نظراتها وشهقت متابعة:"مؤكد غضب من اتصال الصباح..كما أنه لم يكن بحالٍ سوية.."
حين رفعت نظراتها من جديد للمرآة تخيلت هالة أخرى في مواجهتها ترمقها بغضب و تطلق أصواتًا مكتومة كأنها أسيرة مكممة الفوه..
فأدركت أن موقفها مع زيد ليس سبب بكائها..إنها تراكمات أعوام تضج بها نفسها وتكاد تموت من ثقلها ...وكان شعورها اليوم أن زيد يملك أولويات أخرى في حياته غير علاقتهما دافعها للالتفات لنفسها والعودة لدفتر مذكراتها..

[اعتني بنفسكِ ولا تشغليها بالقلق علي..أرجوكِ التفتي لروحكِ الحلوة واجعليها تُزهر بحبكِ أنتِ قبل أن تتلقى الحب من غيرك]

مرت توصية نفيسة بخاطرها بينما تتصفح دفترها المشبع بكره الذات الرثاء لحالها..فابتسمت من بين دموعها وعادت توصية زيد كذلك تلح عليها..
"اكتبي من جديد بأفكار هالة اليوم"

أمسكت هاتفها تتلكأ في خوض صراع الكشف عن خبيئة نفسها ومشاعرها المتخبطة..
فبحثت عن مقطع الفيديو الذي سبق وحفظته عندها بعد أن لفت انتباهها بعنوانه الغريب..
{أنا لا أؤمن بشئ يدعى الثقة بالنفس}
شغلته بفضول لتجد صاحبه يتحدث عن قدر الخطر في التسليم لمقولة كهذه واعتناقها..
إذ كان الرسول - صل الله عليه وسلم – يكثر من دعاءربِ لا تكلني لنفسي طرفة عين)
فكيف أقول يا رب لا تكلني إلى نفسي ولكن اجعلني واثقًا بهذه النفس!!
فالثقة بالنفس مصطلح استجد علينا مع وافدات التنمية البشرية من المجتمع الغربي المتمركزة حول الإنسان..وليس هذا من إسلامنا المتمركز حول الله مردنا الوحيد..
فإن كان لابد من القة فلتكن الثقة بالله الذي تُقر بضعفك وحاجتك إليه في جميع شئون حياتك..
ومن هنا تنبع قوتك في لحظات ضعفك..تتقبل انهزامك..اكتئابك..إحباطك.. فليست نفسك هي منبع قوتك التي ما إن تمر بلحظة انهيار حتى تتوقف حياتك بل هو "الله".

ذكر كذلك كتبًا ناقشت هذه القضية فسجلتها هالة كي تطالعها فيما بعد..

وتلا ذلك مقطع آخر لذات الشخص أجاب فيه سؤال إحداهن عن كيفية تخطي تأثير الآخرين وتنمرهم على حياتنا فقال:
( أن النفس كصالة فارغة عند أقل كلمة من الآخرين تعلو الأصداء فيها أما لو شغلتها بأهداف تخصها..وخطط لحياتها سترى كلماتهم محض تفاهات تترفع عنها أمام اكتظاظ حياتها وعدم تفرغها لتحليل مقاصدهم أيًا كانت)

كان أسلوبه شيقًا أثار فضولها لتعرف من يكون وتبحث عن مقاطع أخرى له..
عرفت أنه استشاري نفسي يدعى عبد الرحمن ذاكر الهاشمي ثم وجدت محاضرة كاملة له بعنوان قراء النفس..

هنا اختلفت وتيرة نبضاتها.. هذا هو ما تحتاجه تمامًا وما تخشاه في الآن ذاته..

سرعان ما تجاهلتها..لتجد أخرى ذكر فيها أن احتجاز النفس في سرداب والتشاغل عنها بالآخرين جريمة في حقها..ولن تحصد خيرًا طالما تتبع هذا النهج..

هل تبالغ لو قالت أنها تشعر الآن بشخص يطرق ضلوع صدرها يرجوها أن تخرجه من محبسه؟!!
هل تمد يدها وتزيل الأقفال الصدئة لتحرر نفسها من السرداب؟!

ارتعبت من مجرد الفكرة ونبذت هاتفها مؤجلة الأمر لما بعد..ربما للأبد!

وتمددت في فراشها بانتظار النوم وأنى له أن يستقر وسط أمواج أفكارها الهادرة!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أوشك الفجر على الانبلاج ورغم هذا لايزال زيد يتقلب في فراشه عاجزًا عن النوم.. حتى ظروف العمل المقلقة لم تنجح يومًا في سرقة الكرى من بين جفونه كما تفعل به هالة..
"الحب وأفعاله!! يا إلهي!!"
تمتم بنزق وضرب على الفراش بيده قبل أن يستقيم جالسًا ليطلب هالة هاتفيًا..
متمتمًا بسخط:"وإن كنتِ نائمةً استيقظي .. على الأقل اشعري بعذابي"

لكن الرنين لم يستمر لأكثر من ثوانٍ لينقطع ويصله صوتها المستطلع منادية باسمه تريد قراءة مزاجه قبل أن تتكلم...
"هالة...أنا.."
مسح على وجهه مستشعرًا فداحة ما فعله..كيف سيعتذر منها الآن؟!

"هل ستقبلين اعتذاري؟ أم أنك ستتمسكين بما فعلت كأفضل مبرر للتخلص ممن يقتل حماسك؟"
حملت نبرته العتاب مع الاعتذار..فما قالته له كان مؤلمًا ولو أنه لا يعاني مشكلة كارثية في عمله تجعله يرى كل ما عداها ميسر وقابل للحل..لربما أتى على إنهاء خطبتهما بنفسه ..

"بل أنا من يدين لك بالاعتذار ..كل أحلامي تجمعت بشخصك لذا رأيتك دائمًا هدية أكبر من أن أنالها وكنت خائفة من التعلق بك.. قطعًا فعلت! ولكن الاستسلام قرار مروع لم أجرؤ على اتخاذه"

"وأنتِ أيضًا تجمعين كل مواصفات فتاة أحلامي..كلانا يستحق هذه الفرصة لنيل السعادة يا هالة..فلماذا تخافين؟"

"لكنك تصبح مخيفًا تحت الضغط"راوغت رافضة أن تمنحه إجابة صريحة..

تنحنح زيد وأجابها مغالبًا إحساسه بالذنب لما فعل:"تكيفي مع الوضع كما أحاول تطويع جنوني وشراهتي إليكِ التي تلح علي أن ألتهمك بأسرارك الكثيرة"

"لم أكن أعرف أنك تخفي شراسة نزعاتك التملكية تحت واجهة تحضرك ولطفك المبالغ فيه"

"إذًا تشعرين بالخديعة مثلي ...لا بأس تكيفي مع هذا أيضًا"

استشعرت هالة التشفي في صوته فصاحت معترضة:
"لا..لا أريد هذا الوجه المستبد..أعد إلي فارسي اللطيف"

"ليس قبل أن أحظى بهالة..لازلتِ تخفينها عني وتمنعينني تذوق الحلوى"

"أريد فرصة أخيرة..كنت سابقًا أطلبها وأنا لا أعرف حقًا ماذا سأفعل..لكنني الآن واثقة وأعرف هدفي جيدًا"
قالتها بثقة وعزم على ما تنوي تحقيقه..ورغبتها في اجتماعهما قريبًا تزيد لهيب عزمها..


sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-22, 08:53 PM   #207

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-22, 08:55 PM   #208

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 01-03-22, 08:56 PM   #209

sun 256
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 404805
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » sun 256 is on a distinguished road
افتراضي

  • لزم عرفه منزل شقيقه منذ عرف بمرضه.. لم يتحدثا مرة أخرى فقط شابت الحسرة نظرات عرفه الصامتة وغرق في حزنه يومًا بعد آخر بينما يرى شقيقه يتلوى ألمًا ويستعد لخوض تجربة العلاج الكيماوي بأمل ونفس مؤمنة لا تقنط من رحمة الله..
    ذلك اليوم لم يكن استثناءً فبعد نوبة من صراعه مع المرض تمكن هاشم أخيرًا من النوم ما إن بدأ المسكن مفعوله وأخمد ألمه مؤقتًا.. فخرج عرفه يمشي على غير هدى في طرقات القرية.. مر بأرض عمه مرتع الصبا فلم تشتعل ضغائنه فورًا كالماضي إذ دفنها تحت صرح عظيم من الألم..

    "لو أنك تنظرين الآن لحياتي!! أشيري لنقطة ضوء واحدة فيها إن وجدتِ..على الأقل كنت معميًا بغضبي عن معايشة هذا الألم"
    تمتم وكأنه يناجي روح ليلى ... يخبرها كم أن رسالتها بلا قيمة وسط هذا الظلام!!

    هاهو تخلى عن انتقامه لكن حياته لاتزال تعسة..
    "شقاء أبدي لو تعلمين"
    زفر بحسرة وكرر دعاءه عل الله يستجيب فتنقطع أنفاسه ويقف قلبه.. لتنته تلك الحياة طالما لا تحمل خيرًا..
    "أرجوك ياربي..ليدفني قبل أن أموت بحسرتي وأنا أرى عذابه"
    تابع طريقه حتى وصل لبيت العائلة وتفقد البريد..
    "مات الأحباب فمن قد يراسلكم يا عرفه؟!!"
    وهنا رآها تدخل منزل عائلته فشبت النار داخله..جمرات..حمم بركانية..قذائف متفجرة ..كان لهيبًا صاهرًا انصهرت به روحه المكلومة التعسة فلم يستطع إلا اللحاق بها بخطوات غاضبة..
    هل أحضرها زوجها أيضًا بكل وقاحة ليقيما هنا؟ سلبه شقة ليلى وأتى للإقامة في منزل عائلته أيضًا!!
    لقد انتهت حياته وحكم على نفسه بالموت!
    صر على أسنانه يعده بالهلاك وتقدم بخطوات غاضبة يصعد الدرج حتى رآها تكلم سيدة كان يعرف أن زوجها استأجر الطابق الأول من المنزل وارتاح لمعرفة هذا..
    فبعد تعهده لشقيقه ألا يسعى للانتقام كانت معرفته أن البيت سيؤول للإيجار أمرًا مريحًا ساعده في محاولة التغافل عن انتقامه..
    أما أن يتجرآ ويخرجا في طريقه حينها تسقط التعاهدات..هو إنسان لا يملك أمر نفسه عند هذه النقطة.. فليحترق البيت بنيران غضبه ويفنى جميع من فيه!

    وقف منتظرًا انتهاء حديثهما وصعود وجدان ثم دقائق أخرى حتى يطمئن أن لا أحد سيراه ..ولحقها..
    إن كان زوجها هنا سيقتله ويشعل النار في جسده ..وربما يشفق عليها فيحجزها معه حتى تموت مختنقة..
    إذ يستحق زوجها أبشع مصير لكنها لا تبدو بهذا السوء لذا يكفيها الموت خنقًا..
    نعم خطة مثالية..
    أكد لنفسه قبل أن يطرق بابها..ويدفعها ما إن فتحته فدخل وأغلق خلفه..

    تخيل بذخًا ونعيمًا لا يضاهى..لكن الشقة لم تكن كما عهدها أيام جده فقد تلاشى جميع أثاثها واضمحلت معالمها..
    إن هي إلا حصيرة وشئ يشبه الفراش وضع أرضًا للنوم..
    "أنتِ وحدك؟"
    سألها مذهولًا بالوضع المتردي للشقة..
    كيف يمكنها الحياة هنا؟ هل ترزح تحت ظلم زوجها وأطماعه فيتركها هذا الخسيس تعيش هذه الحياة الزاهدة؟!!

    تراجعت وجدان مع سؤاله متوجسة من هذه الزيارة ونيتها المبيتة..
    كانت تسعى للأمان فقصدت موطن عائلتها حيث تستطيع تذكرهم والترحم عليهم..
    ربما حين تطفو ذكراهم على السطح تندثر ذكرى أيامها القحلة التي خاضتها مؤخرًا، لكنها لم تحسب حساب رؤيته أو التعرض لمضايقاته مرة أخرى في خضم التفاتها للفرار..

    وبينما عرفه مشغول عنها في تفحص حالة الشقة المزرية أسرعت هي للباب بغية الهرب الذي يبدو أنه قدرها!!

    لكنه قبض على معصمها قبل أن تفعل وحاول منعها لئلا ينفضح أمره..إذ قرر أن يتركها لحال سبيلها بعد أن اتضح له أنها ليست بغيته..إلا أنها صرخت وفتحت الباب بيدها الأخرى ...

    فصارت قبضة عرفه أكثر عنفًا بينما يحاول تكميم فمها والسيطرة عليها...
    وهي كامرأة حرة شريفة أدركت أنه لا نجاة إن استسلمت..واصلت الصراخ والمقاومة حتى جن جنون عرفه فضرب رأسها بالحائط...
    لينقطع صوتها..تمامًا..




    انتهى الفصل

    قراءة ممتعة











sun 256 غير متواجد حالياً  
قديم 02-03-22, 08:46 AM   #210

اميرة ياسمين

? العضوٌ??? » 498402
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » اميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond reputeاميرة ياسمين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اميرة ياسمين غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.