05-08-22, 01:15 AM
| #1 | ||||
|  في عتماتِ صقلية, أبصرتُ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أهلا بكل من دخل, أحب أن اشارككم روايتي هذه, رواية بفكرة جميلة وهدف سامٍ, ستأخذكم بعيدا إلى عالم مختلف. **** روايتي ليست طويلة, فأنا لا أحب الإطالة وتعدد الشخصيات, أحب الأحداث السريعة وايراد التفاصيل المهمة فحسب, تاركة لخيال القارئ أن يتخيل المشهد وباقي التفاصيل الغير ضرورية لوحده, سترون أن أسلوبي سريع, تتقافز الكلمات بين يدي, لتصل إلى أذهانكم, فتقع! واني لأرجو أن تقع! ***** ما زلت مبتدئة, وقلمي ما زال في بداياته, ولأن البدايات هي الأصعب, واثبات النفس فيها ليس بالهين, ومع أني أثق بموهبتي ولكنني احتاج من يشجعني, فلذا أحب ان أعجبتكم ان تتركوا تعليقا خلفكم يجعلني أُواصل.. ما زالت روايتي غير مكتملة لذا فالتنزيل يكون اسبوعيا, على أن أزيد أيام التنزيل ما إن تكتمل. واني لأدعو الله أن يتقبل عملي خالصا لوجهه() **** همسة قبل البدء: ترددت بشأن كتابة مخلص او مقدمة, لكنني فضلت ألا أفعل نهاية, أحب أن أرى دَهشتكم بالمنعطف في الرواية وقلبي يتسائل, هل ستتمكن إحداكن من تنبؤ مجرى روايتي؟.. وفي داخلي شعور أن الأمر لن يكون هينا.. أترككم الآن مع الفصل الأول, دُمتم بحفظ الله() ملاحظة أخيرة: تنبَّهت أنني لا أقدر على تغيير الخط أو تنسيقه, فالصندوق الماسي لا يعمل لدي في هذا القسم حصرا!, اما باقي الأقسام فيمكنني استخدامه ولم أدرِ ما السبب! لعل الإشارف يُساعدني في هذا وشكرا. روابط الفصول الفصل 1 .. بالمشاركة التالية الفصل 2 الفصل 3 التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-08-22 الساعة 02:02 AM | ||||
|
|
05-08-22, 01:29 AM
| #2 | ||||
| الفصل الأول: في جزيرة صقلية الايطالية وتحديدا على مرتفعات جبل اتنا، تحلق عدد من فريق الانقاذ ترافقهم مروحيات الاسعاف اضافة لتجمهر العديد من الصحفيين والفضوليين، ليراقبوا بتوتر شديد محاولة انقاذ ام وطفلها الرضيع سقطا في شق صخري ضيق يبلغ عمقه 50 مترا! قام فريق الانقاذ بانزال جهاز استشعار ثبتت بطرفه كاميرة دقيقة، يقوم المستشعر ببث موجات كهرومغناطيسية تمكن فريق الانقاذ من معرفة طبيعة المنطقة والعمق الذي استقرت عنده الام وطفلها وان كانا ما زالا على قيد الحياة ام لا استمر الجهاز بالنزول ليصل اخيرا الى مكان الضحايا، على بعد 22 مترا من المدخل! وهناك كانت المفاجأة فقد تمكنت الكاميرا من رصد حركات الطفل، انه لا يزال على قيد الحياة، لكنه كان ساكنا ومذعورا على نحو يقطع القلوب، اما الام فلم تبد عليها آثار الحياة! وللاسف فقد تبين ان درجة الحرارة في الاسفل تصل الى 50 درجة مئوية!، كما ان نسبة الاكسجين كانت قليلة ، الرضيع ميت لا محالة ان لم يتم انقاذه خلال الساعات القليلة القادمة! الصلوات تتلى في المكان والعيون معلقة برجل الانقاذ الشاب الذي يتم تجهيزه حاليا ليدخل الشق محاولا انقاذ الضحايا ، وضعت الحبال ومعدات السلامة اللازمة على الشاب ليتم تجهيزه للهبوط كما تم تزويده بالاكسجين - هل انت جاهز يا فيبرو - نعم على خير ما يكون - سنبدأ انزالك في الحال، اذا شعرت باي شيء غير طبيعي لا تتردد في اخبارنا لنخرجك على الفور - لا بأس - هيي فيبرو، صاح احدهم - ما الامر فرانك؟ - لا تمت في الاسفل - ساحاول، قالها غامزا بعينه ليعطي اشارة لبدأ انزاله في الشق الصخري بدأ بالانخفاض ليصل بعد وقت قصير الى فتحة الشق، بدأ بالدخول تدريجيا، ومع توغله داخلا كان الظلام يزداد والمكان يضيق كما ان الحرارة كانت ترتفع، ورائحة الكبريت النفاثة آخذة في الازدياد بفعل الصخور البركانية المتواجدة في المكان، انه لا يفهم ما الذي جاء بالام ورضيعها الى هنا، هو معتاد على تهور الشباب واقحام انفسهم في الخطر اما ان تاتي امراة مع رضيعها فرآه ضربا من الجنون والعبط! انه يرجو ان يظل الرضيع على قيد الحياة حتى يصل اليه - ما الاوضاع عندك يا فيبرو - المكان مليء بالغازات السامة هنا - ايمكنك المواصلة؟ - نعم اظن هذا - خذ حذرك اذن لاقت الماساة اهتماما عالميا، وجذبت تعاطف الملايين حول العالم، خاصة مع بث تصوير الكاميرة الذي يظهر الطفل مذعورا وخائفا، العيون كلها متعلقة على فريق الانقاذ والآمال ترنو اليهم لعلهم ينجحون في انقاذ الرضيع المسكين تابع فيبرو توغله حتى بات قريبا من موقع الرضيع لا تفصله عنه الا بعض الامتار، وهناك في عمق الارض، حيث الظلمة والحرارة، سمع همهة ما، كانت اشبه ببكاء مكتوم، انه صوت الرضيع بلا شك،كان صوته متعبا جدا، يبكي بصمت لانه لا طاقة له بالبكاء كما يبدو، شعر جيفرو بقلبه ينفطر ليقوم مخاطبا الرضيع لعل صوته ينجح بتسكين قلب المسكين الذي لا يدرك اي شيء مما يجري حوله ولا يفهم حقيقة وضعه، الى البريء الذي يموت بالبطيء دون حتى ان يعلم او يفهم كنه الموت أو كنه الحياة حتى! ((انا قادم اليك، اتسمعني ايها البطل الصغير، كن شجاعا واستمر في الكفاح، قليلا بعد وسترى النور )) - هيي اتسمعونني - نعم فيبرو ، نعم ،ما الاوضاع عندك؟ - انني اراه، ارى الطفل، انه لا يبعد عني الا قرابة الثلاثة الأمتار - ممتاز ايمكنك الوصول اليه - في الواقع المكان ضيق جدا في الاسفل لكن اظنني استطيع، ساقوم الآن بمحاولة الهبوط - حسن واخيرا بعد ساعة ونصف من بدأ عملية الانقاذ تمكن فيبرو من الوصول الى الرضيع، كان لا يزال يتنفس حينما امسكه شعر بقلبه بعتصر الما حينما غمغم الصغير ما إن قام بحمله، قام بوضع قناع الاكسجين خاصته على الطفل حابسا انفاسه، وفي الاعلى كان العالم كله يستمع للمشهد حابسا أنفاسه كذلك بعد ان تمكن احد المذيعين من الوصول الى فريق الانقاذ وبث المكالمة اللاسلكية اللتي تجري مع المنقذ لتذاع عبر القناة التي يعمل لديها فتصل الى اسماع الملايين نافذة الى قلوبهم قبل آذانهم - فيبرو فيبرو هل تسمعنا - نعم ماكس اسمعك - ما الاوضاع عندك - انا احمل الرضيع الآن علت الهتافات الفرحة من الجميع ، كما ان الاب المكلوم انفجر في بكاء مرير - احسنت يا بطل - الام ميتة تاكدت من الامر - لا باس سنقوم برفعكما الآن - في الواقع هنالك مشكلة - ما هي؟ - لا اظنني قادر على حمل الرضيع وجهاز التنفس في الوقت نفسه لضيق المكان، علي التخلي عن الجهاز - لا فيبرو اياك ان تفعل ستموت حينها - فماذا افعل اذن، لا حل آخر، ساترك الجهاز خلفي وارفعوني انتم بسرعة لو رفعتمونا بالسرعة الكافية فقد نتمكن من النجاة - لا فيبرو لن اسمح لك بهذا الفعل، هذا انتحار، اترك الرضيع خلفك وعد وسنرى حلا آخر - يستحييل ، لا اتركه ولو على جثتي - هذا جنون فيبرو - لا حل آخر،ساترك الجهاز بعد ثلاثة ابدؤوا برفعنا بسرعة حينها، وااحد - فيبرو لا لا توقف - اثنان - فيبرو توقف اظن ان لدي حلا افضل يمكنك من النجاة - ما هو ؟ - سنقوم بانزال عبوة اكسجين لتستقر على عمق 19امترا هكذا لن تضطر لترك الاسكجين الا لبضع ثواني وهي المدة التي تلزمنا لرفعك الى هذا العمق - حسن دعنا نحاول اذن وهكذا انزل فريق الانقاذ عبوة الاكسجين الى العمق المطلوب والعالم كله متعلق بما يجري - فيبرو هل تسمعني - نعم ماكس - العبوة وصلت موقعها ، سنبدأ برفعك بعد ثلاثة - عُلم - واحد اثنان ، ثلاثة قام فيبرو بالقاء العبوة خاصته وحبس انفاسه ليبدأ فريق الانقاذ برفعه ولكن بعد وقت بسيط علق الحبل! وما عاد بالامكان رفعه لاعلى - فيبرو فيبرو هل تسمعني؟ لم يكن هنالك رد - فيبرو ماذا حصل معك… فيبرو اجبني.. فيبرو حول حاول ماكس بشكل يائس الكلام مع فيبرو دون جدوى، الدقائق تمضي والكل يراقب، مرت دقيقتان هما الاطول ثم فجاة بدأ الحبل بالإرتفاع اخيرا! الكل مترقب ،الانفاس منقطعة، الصلوات تتلى، والدموع في المقل تهدد بالهطول واذ فجأة يظهر فيبرو من وسط الظلام حاملا طفلا صغيرا، لتنهمر الدموع وتعلو الهتافات والتصفيقات الجنونية قام ماكس بالدوران حول نفسه سعادة، اما فرانك فقد التقط انفاسه اخيرا ليدرك انه كان يحبسها بقوة اما الاب المكلوم فلم يدر ما يفعل من فرحته، ايعانق فيبرو ام يقبله! قامت الطائرة المروحية برفقة فريق المسعفين باسعاف الرضيع من فورهم ونقله الى المشفى اما الام فقد تقرر رغم صعوبة القرار ابقائها في الاسفل ليكون الشق الصخري قبرها مع استحالة اخراجها بسبب طبيعة المنطقة البركانية، ليتم لاحقا تسمية المنحدر باسمها(( منحدر بيانكا)) لتكون معلما يري العالم كله الماساة التي حصلت هنا وليعلم الجميع ان بيانكا التي ماتت وعاش طفلها ما زالت ترقد هنا! حاولت احدى الصحفيات اعتراض طريق فيبرو الذي كان يسير برفقة فرانك - سيد فيبرو هل لك ان تشرح لنا ماذا حصل معك في الاسفل وبم كنت تشعر - لم افعل الا واجبي قالها ملوحا بيده مستمرا في طريقه في اشارة لرفضه اعطاء اي تصريحات للاعلام! قال فرانك موجها حديثه لصديقه - لم رفضت الحديث، لقد جاءتك فرصة للشهرة على طبق من ذهب - لا اريدها - انت معتوه ابتسم فيبرو بطرف فمه ولم يعلق - على اية حال، ماذا حصل معك في الاسفل، لقد ارعبتنا يا رجل - علق الحبل باحد الصخور - و؟ - لا شيء حاولت التارجح لعلي ازحزحه عن مكانه فتتمكنون من رفعي وقد نجحت - يا لك من مجنون، كان يمكن ان تدفن مع المراة في الاسفل - لا بد احيانا من بعض المخاطرة، ثم لا تقلق فحجارة المنحدر كانت ثابتة واحتمال انهيارها منخفض - على اية حال، حمدا لله على سلامتك ، عملية الانقاذ هذه تعد اسطورة - ارجو فقط ان يتمكن الصغير من النجاة ، الوضع في الاسفل كارثي ،كونه لم يمت حينما وصلت اليه كان بحد ذاته معجزة، واني لاخشى ان نجا ان يصبح معوقا جراء نقص الاكسجين والغازات السامة التي تنشقها - ارجو ذلك انا ايضا ركب الصديقان السيارة الجبلية المركونة متوجهين الى كوخ فيبرو الواقع بعيدا اسفل الجبل تحيط به بساتين العنب واشجار الليمون والبرتقال، دخلا الكوخ ليستقبلهم بلاك كلب فيبرو بنباحه، قام فيبرو بالتربيت عليه ودخل يبحث له عن طعام كما قام بتحضير بعض المرطبات له ولفرانك - الا تفكر في ترك هذا الكوخ المنعزل والتوجه للعيش في المدينة؟ - ليس منعزلا بهذا القدر، هنالك بعض الجيران كما ان المكان لا يخلو من السائحين - نعم لديك جار على بعد ثلاثة اميال من هنا والاخر على بعد خمسة اميال, اما السياح فمن يسمعك يقول انك تراهم او تكلمهم! - انا مرتاح هكذا، - فيبرو يا فيبرو، شبابك يضيع وانت مدفون هنا، في المدينة صخب وحياة وفتيات فاتنات قالها غامزا - الا تتوقف عن عبثك يا فرانك ضحك فرانك قائلا - تعلمني زير نساء ، ايتوب الزير؟ - انت لا تتغير ضحك فرانك مجددا - وماذا عنك، آن لك ان تتغير - انا مرتاح هكذا، اجد راحتي في بساتيني وسط الجبال مع بلاك، لا ينقصنا شيء - انت تضحك على نفسك ، صدقني انتقالك للعيش بين الناس سينسيك الماضي - لا اريد نسيانه - الى متى؟ - ارجوك فرانك، غير الموضوع والا فاخرج - ايها الوقح تطردني ايضا، على اية حال علي الذهاب فعندي عمل مهم في كاتانيا، قم واوصلني - لا بأس قام فيبرو بايصال فرانك الى المدينة، ليقوم بعدها بالقيام بجولة سريعة فيها وشراء ما يحتاجه ، توقف بعدها امام احد الشقق السكنية ثم غادر قافلا الى كوخه. | ||||
|
|
|
05-08-22, 01:39 AM
| #3 | ||||
| …… استيقظ فيبرو مع الشروق كعادته، منظر الشروق من كوخه يعد لوحة فنية لا تقاوم، اعد له كوب قهوة وجلس يرتشفه في الشرفة ، هو لا يحب تناول الفطور، ويكتفي بقهوته وشيء من العنب والبرتقال الذي يقوم بقطفهما مباشرة، تناول الثمار من الشجرة له نكهة ومذاق لا يقاوم، بعد انتهائه من قهوته، شرع فورا بالاهتمام ببستانه، ينظف ، يقلم كروم العنب، يقوم بتسميد بعض الاشجار ويرش بعضها لمنع تكاثر الآفات، يرافقه بلاك، استمر بالعمل حتى قرابة التاسعة، بعد قليل سيبدأ السياح بالتوافد، المناطق الزراعية اسفل جبل اتنا كانت دوما عامل جذب للسياح، بستانه لم يكن كبيرا ولا متنوعا كذلك، ولكن موقعه المميز اضافة لنظام الري المستخدم جعله وجهة سياحية متميزة. كان نظام الري عائدا للقرن العاشر الميلادي، ابان الحكم الإسلامي للجزيرة، وقد قام أصحاب هذه المزرعة الأوائل بجعل نظام الري المستخدم ذا طابع جمالي فريد فعوضا عن قناء الري الصغيرة التقليدية التي ما زالت مستعملة إلى اليوم في مدن صقلية كانت قنوات الري في مزرعة فيبرو واسعة اكثر كأنما صممت لتكون وديانا صغيرة, كما تم انشاء منحدرات مائية اصطناعية تضفي جمالا على المزرعة. لم يكن فيبرو يستقبل السياح بنفسه فقد اكتفى بوضع لافتة تقول (( هنا لا أحد يراقبك او يسألك, ادخل بسلام اقطف ما تريد, كل ما تشاء وحينما تكتفي, اخرج وأغلق الباب خلفك, ثمن دخولك 5 يورو ضع ما تريد ان تقطف من الثمار في احد السلال الموضوعة امامك: الصغيرة ب 6 يورو المتوسطة ب 12 يورو اما الكبيرة فب20, ضع المال في الصندوق ها هنا وتذكر لا احد يراقبك سوى نفسك, اما ما تأكله في المزرعة من ثمار فهو هديتي لك مهما كان ما تأكل , لكن تذكر: الاسراف يسبب الم المعدة)) لم يكن يتوقع حينما وضعها ان تلاقي اعجابا كبيرا بين السياح, العديدون يجيئون لمزرعته لأجلها , وقد التقط الكثيرون صورا تذكارية قربها, كان مقصده الوحيد من هذه اللافتة الا يضطر للتعامل المباشر مع السياح, كان محبا للعزلة بشدة ولم يكن يريد ان يخرج من عزلته مهما كان الثمن, اضافة لهذا فقيام السياح بالقطاف بأنفسهم يوفر عليه ان يقوم هو بهذه المهمة او ان يضطر لإحضار عمال يقومون هم بها, وبالتأكيد كان يحصل على عائد مادي جيد دون أي جهد , البعض كان يرى ما عمله نوعا من التشجيع على الأمانة الاجتماعية, كانت هذه دعاية جيدة لمزرعته, وان لم يقصد هذا الأمر إطلاقا, وحده فرانك لم يكن راضيا عن هذه الفكرة, وقد استخف بها من بدايتها - اهنئك على عبقريتك الفذة, أتظن نفسك في ربوع سويسرا؟, اما نسيت ان صقلية معقل المافيا في العالم قاطبة! - وما يريد المافيا من بضعه أشجار من الليمون والبرتقال - ستتعرض للنهب صدقني - دعني اجرب وفعلا فقد تعرض للنهب مرات عديدة من بعض اللصوص , حيث قاموا بسرقة صندوق النقود, لذا فقد قام بشراء جهاز خاص ينقل المال الذي يضعه السائح مباشرة الى حسابه النبكي مانعا أي سرقة يمكن ان تحصل. كان يعلم ان البعض يقصد مزرعته ليتناول ما يسد به جوعه ولا يدفع أي مليم ولكنه لم يكن منزعجا, من الجيد ان تكون مزرعته قادرة على اطعام بعض الجياع , وكان يعلم أيضا ان بعض الجشعين يدخلون ويقطفون العديد من السلال دون ان يدفعوا لكنه لم يكن متضايقا أيضا, فقد كان ما زال يحصل على عائد مالي جيد رغم كل شيء لذا فانه ما زال مستمرا بنفس النظام الذي بدأه قبل خمس سنوات بعد انتهائه من اعمال المزرعة الصباحية قام بفتح أبواب المزرعة ليمكن السياح من الدخول, ثم توجه إلى كوخه ليقيل قليلا ويحضر وجبة الغداء, قام هاتف المنزل بالرنين ما ان دخل الكوخ, لقد كان فرانك وكان صوته حماسيا الى حد كبير - أيها الوغد, لقد أصبحت مشهورا بين ليلة وضحاها - ماذا تعني؟ - نشرات الأخبار كلها تتحدث عنك, وصورتك تتصدر أهم المواقع الإخبارية, وكلها تشيد بعملية انقاذك البطولية - أنت تمزح أليس كذلك - بالطبع لا, لقد بث اتصالك اللاسلكي البارحة امام الهواء, الجميع يعرف اسمك الآن بل وقد قام بعض المعجبين بانشاء صفحات لك على انستغرام وفيس بوك - سحقا لهذا! - هيي لا تجعل الشهرة تنسيك صديقك الوفي أتفهم - فرانك, لست في مزاج جيد لمزاحك الآن , انني افكر كيف سأخرج من هذه الورطة - انت غبي وانا اعرف ذلك, لكنك اثبت لي الآن انك حمار قام بإنهاء مُكالمته مع فرانك ليرن هاتفه مجددا بعد وقت قصير - مرحبا فيبرو كيف حالك - اهلا ماكس, بخير كيف حالك انت - بخير شكرا لك, ألديك مخططات لبعد غد - لا لمَ تسأل - عمدة كتانيا يرغب بتكريمك بعد غد في ساحة ديل دومو - لا تقلها يا ماكس - قلتها وانتهى - جد لي صرفة تغنيني عن الحضور - ما خطبك يا رجل, يفترض بك ان تكون سعيدا لهذا - ارجوك ماكس تعلمني لا احب هذه الأمور - مع الأسف لا يمكنني مساعدتك, عليك الحضور وإلا سنكون انا وأنت في وضع محرج سحقا لهذا, اسرها فيبرو ولم يقلها - حسن لا بأس - وداعا اذن القاك بعد غد - وداعا ها قد تعكر مزاجه الآن, ان آخر ما كان ينقصه هو حفلة التكريم هذه ماله ولها ؟ أحيانا يطرأ في باله أن يترك عمله في الإنقاذ لأجل ألا يوضع في هذه المواقف, ولولا السعادة التي يشعر بها حينما يخاطر بنفسه في سبيل انقاذ الأرواح لما توانى ثانية واحدة عن فعل ذلك! لم يتمكن من اخذ قيلولته ولم يعد يرغب في الطعام, لذا قام بالخروج قاصدا تسلق الجبال يرافقه بلاك لعله ينسى هذه الأخبار المزعجة التقى ببعض السياح في الطريق, بعضهم كان يشير اليه والصدمة تعلوه, وبعضهم كان اكثر جرأة ليقترب ويطلب منه ان يتصور معه, أزعجه الموضوع, لا يحب ان يكون اطلاقا محط الأنظار, لكنه واسى نفسه بأن هذا لن يستمر طويلا, فمع الوقت سينسى الجميع عمله البطولي الأخير وتعود حياته ساكنة كما كانت. في المساء اتصل به فرانك مجددا - أيها الوغد لمَ لمْ تخبرني عن حفلة التكريم - ارجوك فرانك لا ينقصني سواك - على اية حال, سآتي أنا لأقلك وسأستأجر سيارة فيراري حصيصا لهذا - يا لك من محب للاستعراض , لا تأتي سآتي لوحدي - اياك ان تفعل, على اية حال ستجدني عندك من الشروق, ارتدي شيئا لائقا, وداعا الآن أغلق فرانك الخط دون ان يمكن فيبرو من الرد!, فرانك صديق فيبرو من الطفولة, انهما يختلفان كاختلاف الماء والنار ورغم هذا فصداقتها متينة جدا لم تغيرها السنين بل زادتها قوة . ... انه صباح يوم التكريم, استيقظ فيبرو مبكرا كعادته, التكريم سيجري قرابة الظهيرة, ما زال لديه وقت ليقوم بأعماله الاعتيادية وبالفعل فبعد شربه قهوته الصباحية شرع بأعمال المزرعة, بعد انتهائه قام بالاستحمام جيدا ثم وقف امام خزانة ثيابه, كان مترددا جدا, فهو لا يملك إلا بدلة واحدة تناسب هذه المناسبة, هي بدلة عرسه, كانت مركونة في الخزانة لم يلبسها بعد زفافه إطلاقا , لم يكن يتوقع ان يعاود ارتدائها مجددا, لكنه لم يكن يملك غيرها ولم يكن يريد ان يشتري واحدة خصيصا لهذه المناسبة , لذا فقد كان مضطرا ان يلبسها, قام بإخراجها من الخزانة, وما ان رآها حتى عاودته ذكريات زفافه, شعر بالغضب والألم, أراد ارجاع البدلة والاعتذار عن الحضور, لكن عوضا عن هذا قام بارتدائها سريعا دون تفكير, وما إن انتهى حتى خرج خارج الكوخ منتظرا قدوم فرانك, لم ينظر لنفسه ولو لثانية واحدة في المرآة لكي لا تعاوده الذكريات المريرة. تأخر فرانك كثيرا حتى كاد فيبرو ينفجر, أهذا الذي قال انه سيأتي منذ الشروق؟ ثم أخيرا جاء فرانك يركب سيارة فيراري على آخر طراز - من أين أحضرتها - جميلة أليس كذلك, لقد كفلني استئجارها ثروة, لكنها تستحق - انها مذهلة - سأمنحك شرف قيادتها , لكن اياك ان تخدشها فضمانها غال جدا, اه صحيح لقد نسيت, هلا تكرمت بالتوقيع على قميصي أيها المشهور فيبرو سيفاليو - لا ينقصني سوى دعاباتك السخيفة, دعنا ننطلق فنحن متأخران كانت تجربة قيادتها شيئا رائعا جدا, حسن يبدو ان هنالك شيئا جيدا في تكريم اليوم !, وصلا إلى الساحة, لقد تم وضع منصة خصيصا للتكريم وعن يسار المنصة اصطفت فرقة موسيقية راقية بعد وصولهما بقليل بدأ التكريم بخطبة القاها عمدة المدينة, يحيي فيها شجاعة فيبرو ويثني عليها, تلتها وصلة موسيقية, ثم أخيرا تم تسليم وسام الشجاعة لفيبرو وسط تصفيق الحاضرين, كانت الدعوة عامة وقد تجمهر العديد من المحليين إضافة إلى بعض السياح ليشهدوا التكريم, طلب العديدون ان يتصوروا مع فيبرو وقد لبى طلباتهم مكرها, ثم كان عليه ان يجري لقاءا صحفيا, فقد شعر انه من غير اللائق أن يرفض, وبين الحين والآخر كان يلقي نظرة على الحاضرين, كأنما يبحث عن احد ما, محاولا ان يبدو ما يفعله طبيعيا وغير ملفت. وأخيرا انتهت حفلة التكريم, كان يرغب بشدة العودة إلى كوخه, لكن كان لفرانك رأي آخر فقد اصر على اصطحابه لتناول وجبة الغداء احتفالا بهذه المناسبة, اخذه فرانك لمطعم يقدم وجبات شعبية, كان موقع المطعم متميزا حيث يقع وسط المدينة ويطل على عدد من معالمها الأثرية, جلس الصديقان في المطعم ليقول فرانك - كان حفلا جميلا - لا بأس به - لا تقل لي انك لم تستمتع - تعلمني لا أحب هذه الأمور - تقصد لم تعد تحب هذه الأمور - لا فرق - بل فرق مهم جدا, اما ان لك ان تمضي قدما؟ - ومن قال انني لم افعل - لقد كنت تبحث عنها بين الحاضرين أليس كذلك؟ الجمته صراحة فرانك - أبعد كل ما فعلت بك ما زلت تحبها؟ - أحبها, ما هذا الهراء! قالها بغضب واضح - أرجو ان يكون هراء بالفعل, فانت حتى اليوم ما زلت تتوقف امام شقتها السكنية لعلك تراها اليس كذلك? - ارجوك فرانك هذا يكفي - لا لا يكفي! آن لك ان تحرر نفسك من لعنتها وتمضي في حياتك, لقد داستك بأقدامها ولم تكلف نفسها عناء النظر خلفها اما أنت فانظر لنفسك, اريدك ان تعود صديقي فيبرو الذي أعرف لا هذا الشبح الذي يخاف من الناس - فرانك توقف - لن أفعل حتى تعود لرشدك لتباغته لكمة وجهها له فيبرو, ليقوما بالتشابك بالأيدي بعدها, قام بعض رواد المطعم بفض النزاع بينهما! ورغم كل شيء فقد قام فرانك بإيصال فيبرو إلى كوخه أخيرا ليقول له قبل أن يهم بالرحيل - سأسامحك على ما حصل اليوم فيبرو, فأنت مسكين ما زلت متعلقا بأذيال امرأة باعتك بالرخيص وانا واثق انك ستعود للهاث خلفها لو اعطتك هي الفرصة لهذا, وانت لم تغضب اليوم إلا لأنك تعلم انني أقول الحقيقة ظلت كلمات فرانك تدوي في رأس فيبرو لوقت طويل جدا, كان يشعر بالضيق الشديد والرغبة بالانفصال عن العالم قالها مرارا لنفسه: (( كلام فرانك خاطئ تماما , لقد نسيتها , أنا اكرهها تماما كما أكره كل بنات جنسها)) لكنه في قرارة نفسه كان يعلم صحة اقوال فرانك, لذا فقد استمر بقول تلك العبارة بإلحاح ليجعلها هي المسيطرة على أفكاره, وجد نفسه مضطربا بشدة ليقوم أخيرا بالشرب لعله ينسى, شرب كثيرا كثيرا مع أنه أخذ عهدا على نفسه ان يدع الشراب اطلاقا فلا يمسه مهما حصل! لكن ان يكون مكشوفا هكذا امام فرانك, ورفضه الاقرار بكلامه جعله راغبا بشدة ان يغيب عن العالم! | ||||
|
|
|
05-08-22, 07:47 PM
| #6 | |||||
| اقتباس:
جدا سعيدة بمتابعتك يا قمر❤️❤️ بالنسبة لفيبرو، رح يتعبنا شوي المسكين، واحنا نحاول نفكك عقدته 😅 | |||||
|
|
|
05-08-22, 08:25 PM
| #8 | ||||
| اشراف القسم 
| اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ... للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها https://www.rewity.com/forum/t285382.html كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t313401.html رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك https://www.rewity.com/forum/t6466.html حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790 نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين 15صفحة ورد بحجم خط 18 اتبعي الخطوات الموجودة في هذا 👇الموضوع وان شاء الله تحل مشكلة الصندوق معك https://www.rewity.com/forum/t485644.html واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ... (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti ) اشراف وحي الاعضاء | ||||
|
|
|
06-08-22, 08:33 PM
| #10 | |||||
| اقتباس:
بارك الله فيكم وفي جهودكم ساراجع الموضوع وباذن الله تحل مشكلة الصندوق | |||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
24Likes
العرض العادي
