آخر 10 مشاركات
332 - معك دائماً - بات ستاف - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          330- وداعاً للهدوء - شارلوت هدسون - م.د - (عدد جديد)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          حارس الرياح الجنوبية(13)للكاتبة:Anna Hackett (جزء1من سلسلةحراس الرياح)كاملة+الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          328 - نداء العشاق - كاثلين هودسون - م.د (الكاتـب : * فوفو * - )           »          327- ويبقى الحب -ساندرا ستاف -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          326 - العاشق المنتقم - أدريين تشستين - م.د*كاملة* (الكاتـب : سنو وايت - )           »          325 - صراع الحب - سوزان ايفانوفيتش - المركز الدولي** (الكاتـب : angel08 - )           »          324- زواج مع وقف التنفيذ- جانيت هوج - روايات عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          323 - القلب الجريح - تامي سميث - م.د** (الكاتـب : rania - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1307Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-22, 01:19 AM   #191

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,706
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الخير حبيبة قلبي أحلي نورا

**إجراء وقائي** الطريقة التي لجأت آلبها زينب بالإحتماء في وجود حنين لا بأس بها في إتاحة الفرصة لها لترتيب افكارها ولكنها لن نجدى علي المدى الطويل فاحد الطرفين لابد أن يصل لقرار بشان طبيعة علاقته للآخر او يضع توصيفا مقبولا لها

فالمنع القصرى الذى فرضته زينب علي نفسهاسيجعلهاحال التقائها به ستكون من الضعف اكثر مماسبق من فرط اشتياقها إليه رغماعنها ولن تستطيع إحكام السيطرةعلي قراراتها.

**الطيور المهاجرة** عودة فارس اخيرا وزوجته وجدان بعد طول تحليق بعيدا عن احضان الأم المكلومة
وجود فارس بجوار نرمين وزينب كان ليفرق كثيرا معهماوقت فقدانهم للغاليين

وعودته الآن ستغير الكثير خاصة بالنسبة لنرمين التي ستستعيد عافيتها سريعا بفعل تحسن حالتها النفسية
وسيكون درعا لزينب تحتمي به من ضعفها أمام مشاعرها

** من يطفئ الشمس** الإجتماع بين الشركاء ليس عملا وفقط بل حسرة وألما من شروقx شمس زوجة جاسر والتي حضرت معه

ما تندهش له زينب وأنا معها الطريقة الحنون والتلقائية التي يتعامل بهاجاسر مع شمس حتي أنه تجاهل النظر إليها بما يفقدها صوابها حال رؤيتها له في مكتبها حد انها تنعته بأسوأ الصفات فكاد يصفعها

ولكنه يقسم لها بعدم الخيانة وأنها ستعلم كل شئ بوقته
لا ريب أن ما يمنعه الحديث والبوح بعد موقفها المنهار هذا قويا جدا وإلا كان دافع عن نفسه

المحاولة اليائسة التي قامت بها زينب باخذ وعد مسبقا علي عدم وجودهما معا حتي يحل جاسر مشاكله باءت بالفشل.
إلا انه يرفض بجنون وليصل الجنون مداه بتقبيلها ودخول ز وجته شمس

موقف شمس مما شاهدته ولا يخفي معناه علي أى زوجة قابلته هي بإبتسامة وتفهم لموقف زينب
وكأنها تقر أنها دخيلة عليهما رغم أنها زوجته

بل شمس تهون عليها وتعرض عليها إستدعاء طبيب.
الزوجة المحبة لا يمكن أن تبارك علاقة ز جها بغيرها .
لا ريب أن هناك سرا غامضا يجمعها وجاسر وكلا منهما يديهما مكبلة لوقت ما.

**علي حافة الجنون** توشك زينب علي فقدان صوابها من تصرف شمس معها
وبدون شمس كانت أيضا لتفقد صوابها لسماحها لجاسر بتقبيلها

وبين هستيريا الضحك التي إنتابتها إلي نوبة من البكاء كان هذا حالها أمام وائل
والذى إستطاع بحكم درايته بعلم النفس أن يخفف من وطأة حالتها حتي لا تدخل بحالة هستيرية

وينتهي اليوم الكارثي بدعوة وائل وشروق وأبنتهما باليوم التالي في حفل استقبال فارس
وربما مع عودة فارس فعلا تستمد منه قوة تشد أزرها امام قلبها ولغز جاسر وزوجته

سلمت أناملك حبيبتي علي الفصل الجميل وعلي المشهد الصعب الذى جمع بين زينب وجاسروشمس في صراع للمشاعر والعيون والحواس بشكل معبر جدا وبأسلوب مميزبالصدق والإحساس

بانتظار القادم
لك مودتي وحبي وتقديرى


مساء الأنوااار
حبيبتي الغالية، نورت مجددا بوجودك، أشتاق دوما إليك فيمر الأسبوع طويلا حتى ألتقي بكلماتك الحبيبة من جديد.
تعرفين أنك تهدين الفصل روحا جديدة و حياة مميزة؟! لو تعلمين كم أعشق التطلع على الفصل و قد تشكل من جديد بروحك الدافئة و رائعة، و تلك العناوين الحلوة الرائعة التي تسلب عقلي، ما أجمل أن أحصل على قارئة عظيمة مثلك و مثل الحبيبة ألحان الربيع، جد محظوظة أنا بقراء و أخوات من هذا المستوى، قلتها لألحان و أكررها لك لو تعلمين كم يسعدني و يعني لي الكثير أن تمنحني جزءا من وقتكم الثمين أولا للقراءة و ثانيا لتعليق دقيق شامل، تعليق يخرج من قلب محب صادق، يفيض أحاسيس رائعة، قد تجاوزت تحليل الكلمات و الأحداث لتنفد إلى روحي أنا.
مهما قلت، مهما عبرت فلن أفيك حقك أبداً، و لن أستطيع وصف حبي لك و للغالية ألحان بطريقة خاصة.
نورتيني كالعادة يا غالية
إلى لقاء...دمتي في حفظ الرحمان و رعايته


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 11:00 PM   #192

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,706
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي






تعبت
يا قلبي العليل قد تعبت
إحساسي مرهق إكتفيت
إنني الأن قد إنتهيت
من كل شيء قد شبعت
ما بين مد يقذفني و جزر يأخذني
ما بين صبح يفرغني و ليل يملؤني
ما بين سماء تحملني و أرض تكسرني
قد تاهت عني روحي
و إنفتحت في الظلام جروحي
كل لحظة أشيد قصورا و أبني حصونا
و في نفس اللحظة...... تنهار
ما عدت أقوى أنا على الإبحار
و قد كسر البحر سفنتي
و سلب مني حقيبة أحلامي
جعلني غريبة وسط أيامي
ليمضي بدمي ورقة إعدامي
و يسابق دوما لإتهامي
قد تعبت أرهقت و إكتفيت
أمتصت طاقتي و إنعدمت قدرتي
حقا ما عدت أقدر
و لا ظل بأمكاني أن أصبر




بقلمي


الفصل الرابع عشر



خرجت من المكتب خفيتا متوجهة للمصعد فلا أريد أن يراني أحد و أنا بهذه الحالة المزرية، ضغطت على زر المرآب لأستقل منه سيارتي إلى المنزل بسرعة ٠
حينما وصلت وجدت البيت في حالة تأهب قسوى، أمي تلقي التعليمات على العاملين من أجل التجهيز، و حنين تراقب العمل بينما تتجول زينب بفضول في المكان، لمحتني أمي فشهقت وتوجهت إلي بصدمة، تجدبني من يديها لأصل إلى مستوها و قد توسعت عينيها رعبا
_زينب! ما الذي أصابك حبيبتي لماذا أنت في هذه الحالة؟
كانت تقول كلماتها و هي تتفحص هيئتي المبللة و تمسح على وجهي المتعب. أجبتها بصوت فاتر
_لا شيء يا غاليتي فقط متعبة
عقدت حاجبيها و هي تقول بشك و توجس
_لم أفهم ما علاقة التعب بمظهرك، حالتك يرثى لها ألم تري نفسك في المرآة؟
بارك الله فيك يا أمي على هذه الطاقة الإيجابية التي أهديتني إياها، ما كان يجب أن أنظر في المرآة فيكفيني أن نظرت إلي تلك الشمس، أبعدت تلك الأفكار عن عقلي و أنا أبتسم لها رغم تعبي قائلة
_كل ما في الأمر أنني حين شعرت بالتعب ذهبت لأغسل وجهي فإنفجر الصنبور في و أغرقت ملابسي.
تقبلت أمي القصة على مضض أو ربما أنها لا تملك الوقت للتحقيق معي بسبب إستعددات إستقبال أخي
اه منك يا معذبي! بسببك أضطر لحبك ألاف القصص الكاذبة، أنا التي لم أكذب في شيء إلا بسببك قد أكون كتومة لكنني دائما صريحة، غير أنني بسببك أصبحت أحيك ألاف الكذبات في اليوم للمدارات عليك، ألم أقل لك أنك زلزت كل مبادئي و نسفتها؟
توجهت إلى غرفتي دخلت للحمام لأخذ حماما ساخنا علي أذيب به أعصابي، و الأن فقط رأيت نفسي في المرآة. إبتسمت بمرارة و أنا أفكر إذن هكذا رأتني زوجتك؟ بحالتي البئيسة هذه كنت أقف أمام شمس تشع بهاءا و جمالا، ماذا يا ترها قالت عني؟ كيف فكرت بي أو بك و قد كنت كالمتسولة بين ذراعيك، يبدو أن هذا سبب تعاملها معي بتلك الطريقة، لقد ظننتني مجنونة فأشفقت علي، أه يا جاسر! آه يا عذاب عمري! بسببك أصبحت أضحوكة بل مهزلة أمام تلك الحسناء، وددت أن أكسر المرآة لأكسر معها تلك الصورة المشينة التي كنت بها،و ربما بذلك اكسر مرارة الذكرى أيضا، لكنني خشيت أن تسمعني أمي و هذه المرة لن أجد كذبة أغطي بها على أفعالي، أترى يا جاسر كم صرت ساقطة منحطة بسببك؟! دخلت إلى حوض الإستحمام و فتحت المياه بقوة، كنت أريدها أن تضرب نفسي المتعبة، تجلدهت بلفحاتها الحارة في عز الصيف، إختلطت دموعي مع قطرات الماء التي بللت بشرتي، لا أدري كم من الوقت قضيت على هذا الحال لكنني غفوة دون أن أشعر في حوض الإستحمام على صورتك و ألامي معا، خرجت من الحوض و جففت نفسي ثم غيرت ملابسي، لأتوقف امام المرآة هذه المرة أتفحص نفسي، للزينة و الإهتمام مفعول غريب على المظهر، لكنهم لم يخترعو بعد شيئا يغطي ما تفضحه العيون، يستطيع الإنسان أن يغير كل شيء به، إلا عينيه . لحظات ناجيت فيها صورتي و أنا أشعر بالغربة بيني و بين نفسي.
تنهدت بتعب و مرارة ثم توجهت للأسفل، فحتى الخلوة لم تعد بذلك الجمال، لاتزال الإعددات تجري على قدم و ساق، هذا المنزل الذي لم يحتضن فرحا منذ زمن طويل، يستعد و يتأهب بكل طاقته لإستقبال بصيص سعادة، عسى عصر الظلام ينتهي، فهل ينتهي؟! توجهت إلى أمي التي كانت تقف إن كان تواجدها في الكرسي المتحرك وقوفا مع العاملين، إقتربت منها و حييتها بإبتسامة
_مساء الخير.
إلتفتت لي بوجه مشرق و هي تقول
_اه أهلا حبيبتي هل إرتحتي الأن؟ تبدين أفضل يا زهرتي.
إبتسمت لها مجيبة
_الحمدا أمي أنا بخير لهذا نزلت.
أمي لم تكن حقا في حالة تسمح لها بفحصي حقا فالسعادة عمياء كما الحب، هي أبدا ما كانت لتخدع بمظهري لولا حماستها لإستقبال إبنها المغترب،فهل علي أن افرح لذلك أم أشعر بالخيبة؟! قالت أمي بعجالة دون أن تنظر إلي و هي تقوم بتسوية بعد الورود في المزهرية
_إذن إن كان ممكنا حبيبتي إذهبي أنت و إبنة أخيك لإحضار الحلويات من أجل الحفلة، و باقات من الزهور على ذوقك، أعلم أن ذوقك رفيع جدا في الزهور. و أنا يأتكلف بباقي الطعام و الشراب.
حركت رأسي موافقة و أنا أقول
_حاضر أمي سأذهب لإحضار زينب وتجهيزها.
حركت رأسها موافقة و هي تعود إلى عملها، في حماسة شابة تعد إلى زفافها، و قد كانت أمي اليوم تزف نفسها للأفراح، بعودة إبن هو فلدة كبدها، هاجرها كما هاجرها كل جميل، فلم تهتم الأن باللوم أو التقريع و هي تنتظر عودته، بل فتحت أحضانها مرحبة به، متلهفة إليه.
الأم كالوطن، لا تحاسبك أبدا على غربتك أو هجرك لها، بل دوما أحضانها مفتوحة لإستقبالك مهما طال بعدك و جفاؤك.
تركتها لسرورها و لهفتها و توجهت للبحث عن الصغيرة زينب، فوجدتها بعد لحظات تجلس مع العاملين تحدق بهم في ملل وهي تأرجح رجليها الصغيرتين ، كانت تبدو أكبر بكثير من سنها من خلال ملامح الضجر الذي إرتسم على وجهها الملائكي، و هذه المرة بدت أشبه بوجدان، فكيف أن تشبه هذه الصغيرة الجميع بهذا الشكل و كأن أرواحهم قد إمتزجت بها؟ إقتربت إليها و ناديتها برقة
_زنوبتي.
إلتفتت إلي فأشرق وجهها حماسا، لتغيب عنه علامات الضجر تماما و هي تجري إلي ما إن رأتني لرتمي بحضني، و هي تقول بسعادة
_زينب و أخيرا عدت! لقد إشتقت اليك كثيييييرا.
حملتها بين ذراعي لأضمها إلي بحنان، و كلماتها قد أنعشت صدري، و أحيته من جديد و هي تنفخ في السكينة من روحها الملائكية، قد كانت دوائي دائما، كما كنت أنت دائي أبدا. قبلت وجنتيها و أنا أقول لها بحب و عاطفة صادقة
_و أنا أكثر حبيبتي و الله، إشتقت إليك يا راحة قلبي و سكينة عمري.
نظرتها الخضراء تعلقت بي و هي تبادلني إبتسماتي و إن لم تفقه قولي فقد وصلتها مشاعري.
إبتسمت لها بحنان و أنا أقول لها
_ هيا صغيرتي لنغير ملابسنا كي نخرج لإحظار الحلويات و الورود.
قفزت الصغيرة سعيدة و هي تردد بحماس
_هييي!
ثم جرت في إتجاه غرفتها التي أعددنها لها، تقفز حبورا كفرشة ملونة تنشر السعادة حيث حلت لكنها توقفت برهة عند الدرج، و كأنها نسيت شيئا، لتلتفت إلي تنظر لي بعينيها الجميلتين بتساؤل
_ما بك حبيبتي لما توقفت ؟
نظرت إلي بعيونها القططية و هي تلعب بيديها بينما تتأرجح قليلا و هي تسألني
__هل سيأتي عمو جاسر معنا؟
ألجمتني الصدمة و أنا أنظر إلى ملامح الصغيرة البريئة، و التي بالتأكيد ما كانت لتعرف ما يجري من حروب بين الكبار. لقد فاجأتني كثيرا بسؤالها الغير متوقع بالنسبة لي، و أنا أحاول في هذه اللحظة صرف تفكيري تماما عنك، و عن ما حدث بمكتبي، ملمس شفتيك على شفتي، لا يزال حارا لادعا، يجعل الدم في عروقي كصهارة بركان ينبؤ بالإنفجار. رغم إحتقاري لنفسي و إستصغارها، إلا أنه و رغما عني قد كنت بداخلي أريد تلك القبلة منك بطريقة ما! أريدها عناقا يوحد روحنا، عل تمازج أنفسنا يذيب روحينا معا، علني بملامسة شفتيك بشفتي ألامس أوتار قلبك بقلبي، فكيف لقبلة أن تحمل هذه المتناقضات بين طياتها، فتكون مسمومة قاتلة، ملتهبة حارقة، و جميلة، جميلة بشكل يسلب الأذهان.
نهرت نفسي على تفكيري هذا، و أنا أعيد تركيزي للصغيرة زينب التي كانت تنتظر جوابي بلهفة،
وكأن العالم كله إجتمع ليذكرني بك، و كأن الجميع قد وقف بجانبك يتحالف معك ضدي، أخر شيء كنت أريده الأن هو التفكير فيك، أو بشيء يخصك كنت أريد نسيان كل شيء ولو لهذه العشية فقط، من أغرب أماني البشر هو نسيان الواقع فوق أرضه ، فكيف لنا أن ننساه و هو مكون كل ما يحيط بنا؟
حاولت التحكم بمشاعري و أنا أجيبها بإبتسامة مهزوزة.
_لا يا حبيبتي لن يستطيع المجيئ.
قالت عابسة بخيبة أمل و هي ترفع كتفيها
_لكن لما؟
حركت رأسي و أنا أجيبها
_حبيبتي زينب جاسر لذيه أعمال كثيرة ولن يستطيع مرافقتنا.
نظرت إلي بإستعطاف و هي تقول
_أرجوك إتصلي به لقد إشتقت إليه كثيرا أنا متأكدة أنه سيوافق.
كنت قد وصلت إليها فأمسكت بيديها الصغيرتين و أنا أسحبها بإتجاه الغرفة قائلة
_هيا يا زينب سنتأخر ألم تشتاقي لماما وبابا؟
أخفضت رأسها للأرض و هي تقول
_بلى ولكن جا...
قاطعتها بحدة لم أقصدها
_هيا يا زينب علينا الذهاب بسرعة!
عقدت حاجبيها الصغيرتين بغضب محبب، و قد إلتمعت الدموع في عينيها، تنهدت بتعبت قبل أن أنحني إليها مبتسمتا لأقبل ما بين حاجبيها المعقودين
_لا تغضبي حبيبتي أحب أن أراك دائما مبتسمة. آسفة جدا يا غالية. أنا لم أقصد الصراخ بك.
نظرت إلي بربيع عينيها المخضر، الذي كان يلمع بالدموع كجوهر تحت الشمس
_لكن لقد إشتقت إليه كثيرا، متى سنراه؟
تنهدت بقيلة حيلة، ماذا بوسعي أن أفعل؟ آه يا زينب لو تعلمين يا صغيرتي كم من ثانية طوال السنين الماضية و أنا أحترق شوقا إليه، أنت تشتاقين من لن يعطيك غير هذا الشوق حبيبتي، تشتاقين يا زينب من لا يعرف طريقا للوصال يا صغيرة، فكم إشتقت أنا إليه و طمعت في لقاء ليس بعده فراق، لكن دون جدوى، ما نلت معه إلا صبابة كانت من السم أشد. تجرعت الأشواق علقما و أكلت الإنتظار شوكا، و ما جاد علي الحبيب بلقاء.
كيف أجيبك أيتها الصغيرة و أنا لسنوات عجاف أنتظر هذا الجواب؟! كيف أقول لك أن اللقاء هذا ما كان بيدينا هو و لا هذا الشوق الذي يعتصر القلب؟!
أنت مثلي يا صغيرة تشتاقين الشخص الغلط، تشتاقين من كان نسيانه واجب، فإستغلي ترف طفولتك لتمحي من ذاكرتك الصغيرة ما وجب محيه.
أرأيت يا معذبي دوما تتركني مسلوبة الحيلة، أنا عبقرية السوق التجارية و فنانة المواقف الصعبة كيفما كان يقول لي أبي رحمه الله أقف كالعادة كطفل غبي أنهضه الأستاذ على غفلة منه ليحل سؤال في درس لا يذكر أنه تعلمه حتى. فكيف بي أجيب بحق من خلقك و سواك كيف أجيب؟! داعبت وجنتيها بيدي و أنا اقول
_أتمنى لو كنت أعرف لكن هو مشغول جدا و لن يستطيع المجيئ حبيبتي.
ببراءة طفولية قتلتني، قد سألتني
_أليس زوجك؟ لماذا لا يعيش معك؟
ما فعلته لك يا معذبي؟! ما فعلته لك يا وجع قلبي، حتى هكذا دائما تتركني لأواجه نتائج طيشك و تهورك أنت؟! كيف الأن سأنزع من رأس الصغيرة كذبة لقنتها لها فصدقتها بنفسها التي لا تعلم للكذب طريق، لكن ما كان بيدي إلا أن أنزع من عقلها الصغير هذا الوهم الكبير، إبتسمت لها قائلة بدفئ
_لا ياحبيبتي جاسر ليس زوجي كما تظنين.
عقدت حاجبيها و هي تحرك رأسها بنفي قائلة
_لكنه أخبرني أنه...
قاطعتها قبل أن تكمل إعتراضها و أنا أقول
_كلا صغيرتي كان يمزحك، جاسر متزوج من إمرأة أخرى، هو ليس زوجي أنا هو زوج أخرى!
قلتها بتأكيد لنفسي قبل أن يكون لها إغورقت عين الصغيرة بالدموع و هي تقول برفض قاطع
_كلا! كلا أخبرني أن هذا غير صحيح جاسر زوجك أنت! هذا غير صحيح أنت من تمزحين الأن.
مسحت دمعتيها الماسية التي بللت وجنتيها الجميلتين، بينما قلبي يتقطع ألما عليها و على نفسي، همست لها مهدئة بصوت خرج مهزوزا متألما
_لا تبكي صغيرتي أرجوك! صحيح أن جاسر ليس زوجي لكن هو صديقي و سأخذك إليه يوما ما.
حركت زينب رأسها برفض و قد إحمر وجهها من البكاء و هي تقول
_كلا لا أريد أصبحت أكرهه، أنا لا أحبه لأنه تزوج بأخرى و لم يتزوج بك. هيا لنذهب سأغير ملابسي
ظللت مشذوهة فيها وهي تتكلم كإمرأة ناضجة، لأنتبه بعد لحضات لفمي المفتوح و لزينب و هي تحاول إرتداء الفستان بصعوبة، فأسرعت إليها لمساعدتها.
ضممتها إلي و أنا أمسح على شعرها بينما أقبل رأسها قائلة
_لا بأس، لا بأس حبيبتي، لازلت صغيرة و لازال ينتظرك الكثير طفلتي.

الحياة، الحب، السعادة، مفاهيم أشد تعقيدا من ما يستوعبه العقل البشري، رغم ترددينا لهم مرارا، ربما ذلك ما جعلنا نجد صعوبة في عيشهم في لمسهم، ربما ذلك ما كان السبب الحقيقية لما نعانيه.

ذهبنا أولا عند بائع الزهور قدتني رجلي قبل عقلي إلى باقة زهور بيضاء مختلفة مربوطة بطريقة عصرية، لقد كانت الزهورالبيضاء رمزا لحبنا كنت تقول أن لون الطهر و النقاء هو أكثر الألوان التي تليق بحبنا، و لدرجة تعلقي بهذه الزهور نسيت أن للورد لونا غير الأبيض الذي أدمنته بسبب حبك فكنت فأي مناسبة مهما كانت لا أحضر غيرها، تغير كل شيء من حولنا و ولهلي بك و بكل ما يخصك ما كان ليتغير أبدا.
_أنسة زينب أتردين من هذا الورد الأبيض كالعادة؟ قطع شرودي صوت البائع لأقوم من غفوتي بك، حركت رأسي بنفي و أنا أقول
_كلا لا أريد اللون الأبيض أبداً!
عقد الرجل حاجبيه بإستغراب و هو يقول
_ماذا لكنك لم تشتري يوما غيره؟!
إبتسمت بألم و أنا أقول
_لكل شيء نهاية فلا شيء يظل على حله.
قلتها له ثم إستدرت أوليه ظهري كي لا يلمح شيئا من ضعفي، و أنا أدري أن الحزن الأن قد جعل عيني شفافتين تفضح ما يجول بنفسي فوقع نظري أثناء ذلك على ورد أصفر أثرني بشدة، و هو يقف متوجها في ركن بعيد كأنه يريد إعتزال البشر قلت دون تفكير
_أريد من هذا، ورد من أجل حفلة تقام عندنا في القصر سأرسل لك التفاصيل الأن في رسالة نصية يا معتز. المهم سأذهب الأن فلايزال أمامي كثير من الأعمال.
أحنى الشاب رأسه بطاعة و هو يقول
_حاضر أنستي.
شكرته، ثم أمسكت بيد زينب وخرجت من المتجر و أنا أفكر في ذلك اليوم الذي إعترفت لي فيه لأول مرة بحبك بعد أن أهديتني وردة بيضاء، ظننتها دليلا على عمر يشع بياضا، فأتى غدرك ليلطخه بسواد مظلم، لتتورا الصور بين ذهني من يوم أحببتك إلى أن تشقها ذكرى علمي بزواجك لأول مرة فشعرت بوخزة ألم في قلبي وهبطت دموعي ساخنة على خدي و صورك مع زوجتك تتجسد في مخيلتي.
_زينب أنت تؤلمنني
أفاقني صوت زينب الصغيرة وهي تتألم من قبضة يدي التي إشتدت عليها من تأجج مشاعري. إنحنيت إليها أهمس بإعتذار و أنا أقبل كفيها
_آسفة حبيبتي لم أقصد هيا بنا الأن لنحضر الحلوى.
قالت الصغيرة بحماس و يبدوا أنها قد نسيت ما أبكاها قبلا.
_أريدها كلها شكولا
ضحكت قائلة
_كما تشائين حبيبتي سنشتري ما شئت منها يا شبيهة عمتك.
إستقلنا السيارة متجهين إلى محل الحلويات، و قع إختياري على محل بعينه، أتعلم كم من الذكريات كان يحمل هذا المحل العريق، المتواجد على أطراف المدينة فقد كان أبي الحبيب يشتري لنا منه الحلويات في أعياد ملادينا دوما ، و في أي مناسبة أو بغير مناسبة دون أن يغيره إطلاقا، منذ نعومة أظافري و أنا أتي هنا معه لإختيار كعكة حفل ميلاد زياد أو فارس، أما خاصتي فكانت تكون مفاجأة غالبا، رغم أنها في الحقيقة مفاجأة متوقعة، كانت تلك الحلوى أشهى من جميع الحلويات التي تذوقتها في حياتي تحمل طعما خصا جدا، طعما تمس حلاوته الروح يدغدغ كل الحواس و لا يكتفي بإمتاع ذوق اللسان فقط. كانت فكرة إحضار الحلوة من ذلك جميلة رغم ألمها، فقد أعادت لي عبق الماضي الجميل المحمل بحنين قاس، الماضي جميل جداً لم أعلم هذا إلا بعد أن خسرته، نحن حقا لا نعرف قيمة الأشياء التي نملك إلا بعد فقدانها.
عندما خطوت أول خطوة داخل المحل أحسست بقلبي يخفق بقوة، و بشعور لا أستطيع وصفه مزيج من الحزن و الألم والفرح والحنين، عبق الماضي قد إحتضنني بشدة، يضمني إليه و كأنه يهمس لي سرا أن إشاياقنا متبادل، و ألامنا نفسها، أتعلم ذلك الشعور الذي يجتاحك حين تقابل شيئا تحبه و في نفس الوقت ترى أنه بعيد جدا ولم يعد لك؟ ، حينما تدمع عينيك و تبتسم شفتيك بكل حزن وسعادة؟، هذا مأحسست به حينها. خليط من متنقضات الأحاسيس.
منذ ما يقارب الثماني سنوات لم أخطو خطوة إلى هذا المحل من وقت وفاة أبي الغالي وأخي الحبيب، قد هاجرته كما هاجرت كل المسرات في حياتي، و جحيم الحنين يحرقني بناره، كلما إقتربت منها، لكن مهما هربنا من الذكريات يجدبنا الشوق إليها من جديد لنقتنص على أعتابها بعض اللحظات الجميلة، التي صارت محض سراب.
أتعلم انني لم أحتفل بعيد ميلادي من حينها؟ و كأن عمري توقف في تلك النقطة، رغم كل النجاحات التي حققتها في السنوات الأخيرة إلا أنني لا أحمل أي ذكريات منها وكأنها صفحة بيضاء، و كأني ما كنت أحيى حقا، فقط أمضي بين سنوات العمر كسائح غريب ضل الطريق، كشبح لا يرى حتى نفسه.
و قد كدت أنسى يوم عيد ميلادي لولا الهدايا التي كانت ترسلها لي حبيبتي حنين، كل سنة، و كأنها الوحيدة التي ظلت تتذكر وجودي وسط هذا العالم البئيس.
و هأنا الأن بعد طول السنوات الماضية أخطو إليها من جديد نفس الجدران نفس الوجوه، أنا هي لكن روحي فارغة تماما، ممزقة بشدة، أخرجني من لجة ذكرياتي، صوت مألوف، قد إعتدته منذ كنت صغيرة، صوت دافئ حنون، لذلك الرجل الأشيب الذي لم أذكره يوما أصغر أو أكبر سنا
_أنسة زينب أي ريح طيبة أحضرتك إلينا يا إبنتي؟ أم يا ترنا علينا أن ننديك بالسيدة زينب؟
قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلى زينب الصغيرة، يداعب شعرها بلطف في حركة كان يفعلها معي أنا أيضا حين كنت صغيرة، لقد كان يظنها إبنتي. لم أجبه في اللحظة الأولى و أنا أتشرب من ملامحه الحنونة التي تشع طيبة، أمانا و صفاءا إشتقتهما، إبتسمت له إبتسامة خرجت رغما عني مهزوزة و أنا أقول
_كلا لم تغير السنين بعد هذا اللقب يا عمي، أنا لازلت أنسة، هذه زينب الصغيرة إبنة أخي.
إبتسم الرجل بطيبة و هو يقول
_ماشاء الله أي من الرجلين قد تزوج وأنجب طفلة كهذه اهو فارس أو زياد؟
إبتسمت بحزن و أنا اجيبه
_ زينب إبنة فارس، فزياد رحمه الله لم يتزوج في حياته.
نظر الرجل الطيب إلي بصدمة و هو يقول
_لا حول ولاقوة إلا بالله، هل مات زياد؟ لكنه شاب صغير جدا
أجبته بإبتسامة مريرة و أنا أنظر إلى نقطة وهمية
_ و هل يعرف الموت صغيرا أو كبيرا؟ هو يأخذ الجميع سواءا، كنار تلتهم الأخضر و اليابس دون أن تبالي.
صمتت قليلا و أنا أكمل بألم.
_ منذ أكثر من ثمان سنوات مات زياد في حادث سير هو أبي.
ظهر الشحوب على وجه الرجل الكبير و هو يقول
_البقاء لله وحده، له ما أعطى و ما أخد . كان الله في عونك يا إبنتي و رزقك الصبر و سلوان، ثمان سنوات! هل حقا مر على موتهما كل هذه المدة! البارحة فقط و السيد رائد يأتي بكم إلى هنا من أجل أعياد ميلادكم. عقلي لا يستوعب أنهم حقا قد غادرو الدنيا منذ هذه المدة الطويلة.
إبتسمت له و أنا أقول
_بارك الله فيك يا عم احمد، صدقا الأيام تمضي بسرعة، العمر يجري بنا دون أن نشعر، حتى أنالم أحس بمرور الوقت حقا، و كأني أصبحت بعدها أعيش خارج الزمن.
عدت بنظري إليه بعد ما شردت أثناء حديثي، لأقول له بإبتسامة معتذرة
_إنني أدين لك بإعتذار يا عمي، فمنذ وفاتهما لم أتي إلى هنا أبدا، لكن كل إحتفالتنا توقفت عند تلك النقطة.
ربث الرجل على كتفي و هو يقول
_أستغفر الله! ماذا تقولين يا إبنتي؟ أنا من أدين لكم بإعتذار لتقصري في العزاء، يعلم الله مكانتكم عندي، لكن صدقا لم أعلم بموتهما أبداً، تعرفينني يا إبنتي أحب العزلة في عالمي هذا و لا أتطلع لأخبار العالم بالخارج. على أي يا صغيرتي أدام الله عليكم السعادة و الأفراح.
إبتسمت له و أنا أقول
_آمين أيها العم الطيب، بارك الله فيك، أعلم أنك ما كنت لتقصر أبدا، عموما قد أتيت اليوم من أجل طلبية حلويات لحفلة ستقام عندنا في البيت.
إبتسم الرجل بمودة و هو يقول
_كم يسعدني ذلك حقا، ان أعلم بعودة السعادة لكم من جديد، سيكون كل شيء على أجمل ما يمكن، إذن أنت لم تخبريني هل هذه الحفلة من أجل عيد ميلاد هذه الأميرة الجميلة؟
قالها و هو ينحني ليعبث بشعر زينب برقة، أجبته بإبتسامة
_لا، ليس تماما الحفلة بمناسبة عودة أخي فارس، أتعلم أننا لم نراه منذ أكثر من تسع سنوات! حتى أنه لم يدرك بوفاة أبي إلا مؤخرا.
عقد الرجل حاجبيه و هو يقول بصدمة
_ لا إله إلا الله. لكن كيف حدث ذلك يا إبنتي؟
أمسكت بكتفي زينب الصغيرة أضمها إلي و أنا أجيبه
_طبع فارس يميل للعزلة، قد أصيب بالمرض الخبيث، فأخفى عنا الأمر جميعا، ثم سافر للخارج ليتعالج هناك ، و حينها بنى حياة بعيدة عنا تزوج و أنجب كما ترى.
تنهد الرجل و هو يقول
_الأمر غريب نوعا ما، من يملك أسرة ليتخلى عنها، فالشدائد يجب أن تقربنا أكثر لا تفرقرنا، عموما جيد أنه عاد الأن.
حركت رأسي موافقة و أنا أقول
_أجل إنه كذالك، الأحمق هو لا يعترف بذالك لكنه يظن في قرارات نفسه أنه عبء علينا لا يعلم أنه كان المفضل دوما لذا كل من أمي و أبي حتى أنني أنا و زياد كنا نشعر بالغيرة منه في بعض الأحيان، لكننا في الأخير نحبه جدا.
حرك الرجل الطيب رأسه و هو يقول
_مشاعر اليتيم حساسة دائما يا إبنتي. لهذا أوصنا النبي صلى الله عليه و سلم باليتيم كثيرا. و منح مكانة عالية لكافل اليتيم.
إبتسمت له و أنا اقول
_صل الله عليه و سلم، يعلم الله أن كلا من أمي و أبي لم يميزانه يوما عنا، لكن فارس صاحب كبرياء عظيم و نفس حساسة سنة جدا رغم ذلك هو يملك قلبا صافيا كالحليب، لقد كنا جميعا نحبه و لم نعتبره يوما غريبا عنا.
إبتسمت لي قائلا
_على كل حال الحمد لله أنه سيعود و يعوضكما و لو قليلا عن الخسارة التي تعرضتما لها.
بادلته إبتسامته و أنا أقول
_فعلا الحمد لله أنا سعيدة جداً بعودته و خصوصا أن هذه الأميرة ستبقى معنا للأبد.
قلتها و أنا أضم زينب الصغيرة إلي و تابعت
_و بالإضافة إلى ذلك وجدان زوجة أخي كانت أقرب صديقاتي.
مسح الرجل على ذراعي و هو يقول
_حفظكم الله لبعضكم يا إبنتي و أدام لكنمالسعادة و المسرات.
إبتسمت له بإمتنان و أنا أقول
_بارك الله فيك يا عم احمد، فعلا إشتقت للحديث معك كثيرا، لا أصدق أنني لم أراك منذ ثمان سنوات بحالها!
إبتسم لي الرجل بطيبة و هو يقول
_أنا الأسعد يا إبنتي، هيا لأجهز لك طلبيتك بسرعة، كما الماضي، لقد أخذنا الحديث دون أن نشعر.
إبتسمت له و أنا اقول
_حسنا عمي هيا بنا.
أمسكت يد زينب و توجهت رفقة العم أحمد لأخذ الطلبية، وقفنا أمامه وهو يجهز لنا كما الماضي، حلوى لم تغيرها السنين، لا تزال كما كانت بنفس الشكل و الحجم، و بالتأكيد ستكون بنفس المذاق أيضا، أمسك حلويتين من الشكولا،حلوى أذكرها جيداً، بل إن طيبتها لا تزال حية فوق لساني،و كأني لم أتوقف عن تناولها يوما، أعطاني أنا واحدة، ثم أعطى الأخرى لزينب الصغيرة و هو يقول بإبتسامة بشوشة
_تفضلا أنستي الجميلتين، هذه حلواك المفضلة يا زينب، كنت ترغمين أباك على شراء مجموعات كبيرة منها كلما حضرت إلى المح،.
إبتسمت بحزن قائلة
_أجل، أذكر هذا جيدا لايزال مذاق هذه الحلوى قابعا في ذاكرتي، حتى أنني أحس به حيا داخل روحي.
ثم إنحنيت لزينب أسألها بإبتسامة و أنا أداعب شعرها
_هل أعجبتك الحلوة حبيبتي؟
قالت وهي تفتح يديها الإثنتين و بسمة كبيرة تزين وجهها الملائكي
_إنها رااائعة جدا. جدا.
قبلت خديها الناعمتين و أنا أقول
_أنت الرائعة حبيبتي
إستقمت لأوجه كلامي للعم أحمد قائلة
_إذن أعطينا علبتين كبيرتين فوق طلبية الحفلة.
إبتسم لي بمودة قائلا
_من عيوني
عدنا للمنزل بعد ذلك، كان الليل قد أسدل ستائره السوداء المرصعة و البدر في تمامه قد توسط النجوم الفضية، ليكتمل الجو الشاعري بنسمات الخريف التي تداعب أوراق الأشجار المصفرة لتقطع بصوتها سكون الليل. قد مضى الصيف بسرعة، و إنتهت أيامه، و ها هو الخريف يزحف بقوة ليعري الأشجار التي أيبست أوراقها الصيف، لم أكن أنا يوما من محبي هذا الفصل الحار، ففيه تكون قواي خائرة جدا، قد إشتقت أنا الشتاء، بأمطارها التي تسقي روحي و تريح صدري
إستقبلتني أمي حال وصولي و اللهفة تملؤ وجهها، بينما تسألني
_اه زينب عدت أخيراً، هل أتممت كل شيء؟
إبتسمت لها و أنا انحني لأقبل وجنتيها قائلة
_أجل حبيبتي كل شيء قد تم بنجاح.
إبتسمت أمي لي قبل أن توجه نظرها إلى الصغيرة زينب و هي تسألها
_و أنت حلوتي هل إستمتعت؟
إبتسمت الصغيرة و هي تقول بحماس
_كثييرا يا جدتي و أكلت حلوى شكولا لذيذة جداً، لقد إشترينا أنا و زينب منها الكثير لنا فقط.
ضحكت أمي و هي تقول
_ هكذا إذن الآنسة زينب قد إستغلت الفرصة لتشتري حلوها المفضلة و أنت يا صغيرة تشبيهين عمتك، ستكونين متعبة الأن حبيبتي هيا إصعدي عند خالتك حنين كي تنامي، فغدا يتبعنا يوم حافل.
إبتسمت الصغيرة و هي ترتمي في حضن جدتها لتقبلها قائلة
_حاضر جدتي، تصبحين على خير.
قبلتها أمي هي الأخرى و هي تقول
_تصبحين على خير يا قطعة قلبي
أدرك جيدا الخطوة التي تالي عملية الإخلاء التي تقوم بها أمي، هذا يعني أنك ستدخل بعد لحظات في تحقيق مكثف، طويل عريض و لا مجال للهروب منه، لطفك يا الله، أعصابي لن تتحمل أكثر أبداً، فما مررت به اليوم يكفيني
ظلت تراقب زينب حتى إختفت ثم إستدارت لي وقبل أن تنبس بحرف سبقتها أنا بالكلام
_أتعلمين يا أمي ذهابي إلى محل العم أحمد أيقظ بداخلي مشاعر قديمة، أحسست بروح أبي و أخي ترافقانني، عدت إلى تلك الأيام التي كنا في قمة سعادتنا ، لم أحس إلى اليوم بطول المدة التي أبعدتنا عن تلك الأيام، كنت أظن أنها قريبة جدا.
أعلم أنني أستفز مشاعر أمي بهذه الطريقة و أشعل ألمها، لكن ماذا كان بيدي أن أفعل، و أنا قد وصلت إلى حافة تحملي.
لانت ملامح أمي وطغى الحزن على عينيها بينما إشتدت يديها على كرسيها المتحرك الذي تجلس عليه وهي تمسح بيديها على وجهها وشعرها، لكنها لم تتعدى الثواني على هذه الحال، تنحنحت وهي تمسح الدموع التي خانتها و ٱخترقت وجنتيها الجميلتين. لتقول بصوت مهزوز
_زينب لا تغيري الموضوع أرجوك لن تستطيعي التهرب مني.
قبل خروجي قد شعرت ببعض الحزن لأن أمي لم تلاحظ حالتي، لكن يبدوا أنني كنت مخطئة، فأمي الحبيبة ما كانت لتغفل عينها عني و لو إشتغلت بفرحتها لإستقبال أخي. على قدر سعادتي بذلك إلا أني ما كنت مستعدة لأي حوار معها، إبتسمت لها قائلة بمرح
_يا الله! ولما سأتهرب أصلا يبدوا أن سعادتك بعودة الغالي، جعلتك تتوهمبن أشياء لا وجود لها.
لم تبالي أمي بمزاحي و هي تنظر إلي قائلة
_أكنت تظنين يا زينب أنني صدقت كذبة الصباح، أتظنين أنني لا أفهم فقط لأنني أغض أطرافي عن كل ما يحدث
حركت رأسي و أنا اقول في محاولة يائسة للتهرب عن الموضوع
_أي كذبة يا أمي بالله عليك؟! أكل هذا لأنني كنت مبلولة! أنت تضخمين الأمور كثيراً!
نظرت إلي أمي قائلة بهدوء
_تعلمين أن هذا ليس قصدي يا زينب، أنت متغيرة الحال منذ أكثر من سنة، منذ سنة يا زينب و أنا أتغضى عن الموضوع عسى أن تأتي أنت لتصارحيني، أو أن تعودي لطبيعتك، لكن ذلك لم يحدث! و الأمر قد زاد على حده جدا!
يا إلهي لا أصدق أحقا مرة سنة أخرى بحالها على رؤيتي لك من جديد؟! أو أنه علي أن أقول على إدراكي لفقدانك! لم أحس بالوقت أبداً، أبداً،كأنني هذا اليوم أخذت درسا في قصر الحياة و سرعتها، اليوم و أنا أطل على أطلال الماضي البعيد، و ألقي نظرة على مستقبل مجهول، أدركت جيدا ما أضعته من عمري من أجل من لا يستحق، أدركت كمية الخسارة المهولة التي تعرضت لها في معركة حب لم تكن أبدا عادلة، معركة أنا من عانيت من كامل أضرارها، عمري الذي ضاع بك يا جاسر لن يعود أبدا، و نفسي التي تبعثرت بين يديك أبدا ما كانت لتلملم من جديد و قد صارت شذايا. طردت أفكاري و أنا أقول لأمي
_أنت تتوهمين فقط ما من شيء هناك يا أمي! أنا بخير، بكل خير أنا.
نظرت إلي بعينيها المتفحصتين و هي تقول
_زينب لم أحاول الضغط عليك طوال هذه المدة و قلبي يحترق عليك صغيرتي، إنتظرت أن تأتني لتحكي لي بنفسك كما كنت تفعلين دائما، لكنك لم تفعلي. ماذا هناك يا زينب؟
عند هذه اللحظة لم أستطع المقاومة و إنفجرت باكية كطفلة صغيرة و أنا أرتمي في حضن أمي التي ضمتني إليها بكل حب وحنان بينما تمسح على شعري بيدها الدافئة و هي تقول بلهجة حانية
_إهدئي حبيبتي، إهدئي، وكوني متأكدة أن لا شيء يستحق دموعك الجميلة هذه.
حشرت رأسي بصدرها و أنا أتحدث بين دموعي بنشيج البكاء
_تعبت، تعبت جداً يا أمي، جدا، ما عادت بجسدي ذرة صبر، قد إنقضت قدرتي على التحمل! ما عدت أستطيع!
قبلت أمي قمة رأسي و هي تضمني إليها بقوة بينما تهمس في أذني بحنان
_إهدئي يا صغيرتي أنا معك. سأظل بجانبك دوما جميلتي ما ثقل عليك أنا أحمله فوق ظهري.
حشرت رأسي أكثر في صدرها و أنا أقول بحرقة وسط بكائي
_قلبي يحترق ألما يا أمي، يحترق!
مسحت أمي على شعري بيديها الرقيقتين و هي تقول لي بدفئ
_إستعدي بالله من الشيطان الرجيم، أنت أقوى من هذا.
قلت بيأس و أنا أتشبت فيها كما لو عدت طفلة صغيرة تخاف الظلام
_حُطمت يا أمي حُطمت!
لم تجبني، ظلت تربث على شعري و ظهري، بينما شفتيها تبتهلان بدعاء هامس ، سحبت كرسيها إلى الأريكة، لتجلس عليها ثم تسحبني معها لتجلسني بجانبها، انامتني على رجليها و هي تخلل خصلات شعري بأصابعها الرقيقة و المجعدة قليلا، الصمت عم بيننا فلم يكن يقطعه إلا صوت تنفسي الحاد،و همس أمي الخافث بالدعوات، بعد لحظات وما إن تأكدت من هدوئي رفعت وجهي إليها و هي تمسح عليه بيديها الناعمتين. تسألني برقة تذيب القلب
_إذن يا روح أمك، ألن تخبرني بما يؤرقك؟!
تنهدت بألم، ثم نطقت بإسمك الحبيب بشرود، إسم واحد يلخص كل معانتي، الإسم الذي مجرد ذكره يزلزل كياني، الإسم الذي يضم أعمق أحلامي، الإسم الذي إجتمعت فيه أمالي و ألامي.
_جاسر
رددت أمي بتساؤل
_جاسر؟!
حركت رأسي موافقة و انا اقول بنفس الألم الذي يفيض من عيني و نبرة صوتي
_لقد عاد يا أمي
قالت بتساؤل
_من جاس.....
لكنها بثرت سؤالها بصدمة وهي تضع يدها على فمها متذكرتا
_أتقصدين الفتى الجامعي الذي....
حركت رأسي موافقة و أنا أقول
_أجل إنه هو يا أمي.
حركت أمي رأسها و هي تقول
_لكن لم أفهم ما المشكلة بالضبط هل يضغط عليك و يريد الإرتباط بك قصرا؟ أهذا ما أزعجك؟
إبتسامة مريرة رسمت على شفتي، اه كم أنت طيبة يا أمي! ليت الأمر كان بهذه البساطة ولم يكن محفوفا بكل هذه التعقيدات.لم أكن يوما إمرأة تنصاع للإجبار، لكن مع أحاسيسي ما كان في الأمر خيار. حركت رأسي و أنا أقول بنبرة يشوبها الألم
_أنت لم تفهمي شيئا يا أمي! لم تفهمي شيئا!
سألتني بإستفسار و هي تنظر إلى عيني ببحرها الصافي الذي لم يكن أبدا يشبه بحر عينيك الهائج المليئ بالغموض، رغم أنكما تملكان نفس لون العيون، إلا أنه لا تشابه أبداً يربط بينكما و لو من بعيد.
_إذن ما المشكلة الأن؟ كنت أظنها نزوة مراهقة عابرة رغم إحساسي في بعض الأحيان بأن الحب الذي جمعكما حقيقي، غيابه طوال هذه سنوات جعلني أظن أن الأمر إنتهى، فما الذي تغير الأن؟! ما الأمر الذي يجعلك على كل هذه الحالة من الشتات؟!
أجبتها بشرود حزين و أنا أنظر إلى نقطة بعيدة
_قطعنا عهدا على بعضنا أن نلتقي بعد أن نكون ذواتنا، أمي أنا لم أتوقف عن حبه للحظة واحدة. بل كان دوما الحافز الذي يدفعني للحياة، وتحمل جميع المصائب لقد كان سر قوتي يا أمي!
سألتني برقة و هي تمسك ذقني بيدها لتواجه عيني عيناعا
_و ما المشكلة الأن وهقد عاد؟! ألا يجب أن تكوني سعيدة؟!
أجبتها بمرارة
_عاد أجل يا أمي لكنه لم يعد وحده.
عقدت حاجبيها الرفيعين تسألني
_لم أفهم؟ ماذا تقصدين؟!
لم أتهرب من عينيها هذة المرة بل نظرت فيهما مباشرة و أنا أقول بصوت أجوف.
_لقد تزوج يا أمي.
وضعت أمي يدها على فمها بصدمة و هي تقول
_يا الله! لكن كيف هذا؟! ألم يكن يحبك؟!
رفعت كتفي قائلة
_لست أدري يا أمي! لست أعلم!
مسحت مجددا على شعري و وجهي و هي تقولي
_حبيبتي، إن كنت تحبينه فعلا فتمني له السعادة، ليس كل حب يتوج بوصال، لكن تكفيك هذه المشاعر الراقية، إدفيني حبه في ركن من قلبك و شيعي جثمانه و أنت تعلمين أنه هكذا سعيد. فالحب هو أن نؤثر سعادة من نحب على سعادتنا صغيرتي.
حركت رأسي و أنا أقول
_الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، أكثر تعقيدا!
سألتنب بتوجس
_ماذا تقصدين؟!
_إنه يعاملني كما الماضي تماما و كأن شيئا لم يحدث، وكأنه لم يتزوج أصلا، لا أستطيع التفسير حتى! هو لا يمنحني فرصة لأنساه يا أمي! هو يكبلني بعشقه و أنا ضعيفة جدا أمامه ضعيفة.
شحب وجه أمي و هي تقول
_يا إلهي! هل يخون زوجته؟!!
حركت رأسي بينما أجيبها
_لست أعلم يا أمي! أنا لست أعلم! و ما حدث اليوم قد زاد من حيرتي و تشتتي!
سألتني عاقدة حاجبيها شقراوين
_و ما الذي حدث؟!
قصصت عليها ما مررت به اليوم لعلها تساعدني بحكمتها، و بالتأكيد حذفت المشهد المآساوي للقبلة، كنت فقط اصور لها ردة فعلك أنت و زوجتك، علها بخبرتها الحياتية تستطيع فهم خبايا نفوس الرجال، و تفسير ما عجزت أنا عن تفسيره، لكن نظرة التعجب و الإستفهام التي رسمت على صفحة وجهها قد خيبت الأمل الذي كان بداخلي.
_أنا لم أفهم شيئا لا من تصرفاته ولا تصرفاتها، إن كان يحبك لما تزوجها، وعلى ما يبدو هي تدري بعلاقتكما، فكيف بفتاة مثلها أن ترضى بهذه الخيانه العلنية؟!
رفعت كتفي و أنا اقول
_ولا أنا يا أمي، وهذا ما يؤرقني! هذا الجهل يتلف اعصابي!
_لما لا تسأليه؟
أجبتها بيأس
_أتضنين أنني لم أفعل؟
سألتني بإستفسار
_و ماذا كانت إجابته؟!
_يتهرب دائما بطريقة ذكية جدا، أو يخبرني بإبتسامة وبكل هدوء أنني هي زوجته الوحيدة و لا يعرف زوجة غيري، لقد أخبرني قبلا أنني سأعرف كل شيء في وقته، و المشكلة أنني أرى الصدق في عينيه وهذا ما يربكني.
عضت أمي على شفتيها لتحرك رأسها قائلة
_لا أجد ما أقوله لك يا إبنتي، لكن تأكدي أنني معك دوما، دوما يا حبيبتي مهما كان حالك، لكن أرجوك يا صغيرتي إياك أن تستسلمي. لا شيء يستحق حزنك ولا ضعفك أفهمتي؟
نهضت من مكاني و قبلت رأسها الحبيب ثم ضممتها بحب قائلة
_حاضر يا أمي أشكرك من أعماق قلبي.
إبتسمت لي أمي بحنان قائلة
_بارك الله فيك يا إبنتي و حفضك من شر الخلق و أبعد عن قلبك كل حزن و غم.
إبتسمت لها بإمتنان و أنا أؤمن على قولها، ثم صعدت درجات السلم متجهة لغرفتي، وفي طريقي إليها صادفت حنين، التي إبتسمت لي بود وقالت بنبرة مداعبة
_الله يا زينب، عاش من يراك يا صديقتي من يصدق أننا في نفس البيت؟
إبتسمت بتعب و أنا أقول
_صدق المثل الذي يقول القريب من مكة بعيد عنها،إشتقت لك يا قطتي.
ضحكت ثم قالت لي
_و أنا أكثر يا عصفورتي الهاربة. لو لم تكوني تختبئين طوال الوقت في العمل ما كنت لأراك.
شحب وجه و ذكرى ما حدث اليوم في المكتب تعود لتقتحم تفكيري، سأللتني حنين بقلقك.
_ما الذي حدث يا زينب؟! هل مر الإجتماع بخير؟؟
إبتسمت لها إداري ألمي و أنا أقول
_ قد مر كل شيء بخير، شحوبي بسبب ضغط العمل فقط و خصوصا مع الصفقة الجديدة.
رفعت حاجبها قائلة بإبتسامة عابثة
_ العمل أو جاسر الإدريسي؟!
تنهدت بأسى و أنا أرد عليها
_أنت أدرى يا حنين بالأمر كله أرجوك أغلقي الموضوع الأن ليس لي القوة للتحدث عنه في هذه اللحظة . على أي تعالي معي للغرفة لنتحدث في شيء أخر.
إبتسمت لي قائلة
_أنت متعبة الأن بعد الحفل أفضل.
حركت رأسي بنفي و أنا اقول
_بالعكس تماما أنا أحب التسامر بالليل.
إبتسمت لي بخفة و هي تقول
_و لما لم تقوليها يا خائنة! لكنت أتيت إليك يوميا كالقصة الليلية للأطفال.
إبتسمت لها بود و دخلنا معا إلى الغرفة تحدثنا عن كل شيء إلا أنت، رغم أنك كنت مكبلا لأفكاري، و رغم معرفة حنين بهذا تجنبت الحديث تماما عنك، فهي أدرى بألم الحب.



انتهى الفصل الرابع عشر
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله



نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 12:48 AM   #193

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,253
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد....

الخاطرة جميلة وتمثل بطلتنا بالتأكيد...ونقول لها ايضاً نحن تعبنا من اجلها ومن اجل قلبها البريء ....

مشاعر الأطفال صادقة وأن زينب الصغيرة أحبت جاسر وتعلقت به هذا دليل على وجود الطيبة والخير به فسبحان الله الاطفال رغم صغر سنهم الا انهم تقريبا يستطيعون تمييز من يحبهم ومن لا....كلامها أكبر من عمرها لكن هذا ليس غريباً لأنه ما شاء الله اطفال اليوم منفتحين واذكياء بطريقة مهلكة هههه يسألون ويجيبون ويبهرونك بكلامهم فأنا مثلا ابنتي تصدمنا انا وزوجي بكلماتها الأكبر من حجمها وتحاول فرض سيطرتها وشخصيتها وحقوقها بجرأة هههه ...نعود لبطلتنا الصغيرة ....أعجبني انها كانت قوية فمع انها صدمت بحقيقة جاسر الا انها لم تستسلم وتضعف وتأقلمت مع الوضع لكنها بغيرة شديدة على عمتها فها هي خير سند وحامي لها هههه وطبعا اعجبني تعامل زينب الكبيرة معها وانها لم تستمر بكذبة زواجها منه وأنها عاملت الصغيرة كأنها صديقتها وباحت لها في الحقائق.........

ما أجمل رائحة الماضي ....الأماكن الأشخاص ....كل هذه الذكريات لها مكانة خاصة في قلوبنا ولا يمكن لاحدنا انكار ذلك فذهاب زينب لمحل الحلويات اعادها لاجمل سنوات للوراء عاشتها كان مشهد معبّر ويلامس ماضينا ....بالفعل انا الى الآن عندما اذهب لقريتي التي اعشقها دائما اتأمل المحلات ومدارسي ويأخذني الحنين والمشاعر الجارفة الى تلك الأيام واتذكر كل شيء بالصورة ... لا انسى تقريبا ابسط الاشياء التي عشتها لكن دائما أسخر من حالنا فسبحان الله عندما كنا في ذاك الزمن لم نكن نراه بهذا الجمال عندما افتقدناه ....واتساءل لمَ لنكون هكذا لم نعش جمال اللحظة لكن عندما تصبح من الماضي نراها قيّمة وثمينة أي مثلا ايامنا الآن ستكون ايضاً من الماضي لمَ لا نستلذ بها ساعة بساعة أولى من أن نبكي ونحّن لها في المستقبل ؟!....نحن عجيبون لا يعجبنا ما في ايدينا هذه اللحظة ههههههه.....الحمد لله على كل حال !

معها حق زينب لا بد انه حان وقت التغيير هههه فها هي غيّرت الورد الابيض للاصفر وهذا شيء واقعي ان الانسان يأتي عليه وقت ممكن ان يبدل ميوله ومبادئه وعاداته ولا خطأ في ذلك ....كنمط لباس او طعام معين او مكان او حتى اشخاص أما هي اتمنى ان يكون تغييرها للورد هو بداية لتغيير معاملتها معه حتى تنجلي حقيقته مع أن اعترافها لامها و حتى للصغيرة يوحي على المضي نحو التغيير فهنا كان لحظة الاعتراف لنفسها قبلهما ودائما يقال في التنمية البشرية للتصالح مع الذات أن تعترفي لنفسك بسلبياتك وعيوبك يكون أسهل لاصلاحها لكن ان انكرتها صعب جدا الاصلاح وهي عيبها كان اخفاء جاسر وحقيقته فان شاء الله ستستطيع وضع النقط على الحروف وتعديل طريقها

رائع قرب الأم لابنتها واتخاذها صديقة لها ....اصدق وابرأ وأنقى علاقة في الوجود هي علاقة الام وابنتها .....فلتنظر زينبتنا لمن حولها كم يحبونها ويخافون عليها فباتت تملك الأم والأخ والصديقة والطفلة وحتى زميلها وائل وجميعهم يسعون لسعادتها وأنا اعلم ان هؤلاء محبة مختلفة وأن الأنثى تحتاج للحبيب الّا انها بوجودهم يكون جرحها أقل ايلام وهذه نعمة يجب ان تتمسك بها .....

غاب جسورة عنا هذا الفصل هههه وننتظر القادم ان شاء الله بعودة فارس وامنيتي ايضا برؤية زينب تعدل مسارها مع جاسر وهل ستنجح ام ستستلم لصاحب القبلات مجددا هههه؟!!...

سلمت يداك وحسّك الرقيق في الفصل .....الى اللقاء اختي نورهان


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 04:51 PM   #194

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,497
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل جميل
بانتظار الفصل القادم واحداثه
يعطيك الف عافية





لبنى البلسان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:31 PM   #195

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,093
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.مساء الخير حبيبة قلبي طيبة القلب

**علي حافة الجنون**مظهر زينب يلفت نظر أمها حتي هي نفسها ابتئست عندما رأت نفسها بهذه الهيئة.
هي بهذا تكاد تفقدعقلها
وعينيها كما قلت لن تخفي حقيقة ما بداخلها مهما أدعت

فقد يكذب الإنسان يدعي ما ليس فيه ولكنها العيون تلك النافذة التي لاتخطئها شمس الحقيقة
عيون الإنسان تشي دائما بما يعتمل في صدره رغما عنه
وأكثر ما ينعكس في هذه المرأة هي لوعة القلب
فالشعاع الذى يحرص دفنه في أعماق روحه
يطفو رغما عنه إلي عينيه هاتكا ستر عشقه
والذى يتحمل المه وحده دون أمل حتي فالموتي لا آمال لهم

ولحسن حظها لم تحقق امها معها لإنشغالها في الإعداد لإستقبال فارس

أعجبني جدا مقولتك أن الأم وطن فهي بالفعل كذلك تفتح قلبها ارضا براحا تستقبل أبنائها مهما غابوا..مهما كانت أخطائهم ..بالحب والحنان تروى جدب تصرفاتهم وزلاتهم

**داء ودواء** اى إنسان قد يكون داء بحكم تصرفاته أو إسائته للآخرين عدا الأطفال فإن في برائتهم ونقائهم دواء لكل العلل وشفاء للنفس من أسقامها
زينب كانت ذلك الترياق لزينب الكبيرةولجدتها تتلون ملامحها حسب حالتها تشبهه شكلا ومضمونا

وببرائتها تثير شجون زينب وهي تسأل علي جاسرالذى كانت تعتبره دواءا فصار داءا وسقما يقتات علي استقرارها وثبات قلبها ويشعل شوقا عمره سنواتا لهاx هى دهرا
ليأتي سؤال الصغيرة العفوى لماذا لا تعيش معها دام هو زوجها؟

يا لدر قلب وحال زينب من كل ما يحيط بها ويذكرها به وليتها كانت مثل الصغيرة عندما نطقتها بكل بساطة أنها صارت تكرهه فعالم الصغار البرئ لا يعرف انصاف الحلول

**الدنيا لون واحد** اللون الابيض لون الصفاء والنقاء وليته بالفعل يكون لون النفوس والقلوب لخلت الدنيامن شرارها

ولكن آن لزينب ان تدرك أن هناك ألوانا أخرى يجب أن تعيشها وتعتادها ولا تظل في دائرةشعور واحد لونته في لوحاتها بالابيض

**طعم الحنان** مشاعر الابوة والامومة الخالصة هي التي تجعل للاشياء مذاقا خاصا
ليست الحلوى التي تجلبها من ذلك المحل هي ذات المذاق المميز بل الذكرى التي أمتزجت بها من أثر والدها الذى طالما أغدق عليها بحنانه

فحين يشعر المرء بالضياع والتيه يبحث في صندوق ذكرياته عن تلك الذكريات السعيدة التي تفر منا ونود لو تشبثنا بها حتي لا ترحل عنا أو ترقد في سبات في اعماق النفس

جميل الحديث الودود الذى أدرتيه بين زينب وصاحب محل الحلوى بكل الود عما أصابها منذثماني سنوات وكأنه فرد من الأسرة بحكم اعتيادهم علي الذهاب لمحله وكأنها تتشمم مرأى وذكرى أبيها فيه

**للحديث بقية** فرار زينب من أمها مرارا وتكرارا لا يمكن أن يستمربقولها سنكمل حديثنا فيما بعد
فقلب الأم رادار يشعر بالأبناء وما يختلج في نفسهم
وربما ترتاح زينب ولو قليلا بعد حديثها مع أمها التي لم تكن تعلم عن مكانة جاسر بقلب زينب ولا عهودهم ولا عودته شيئا

وما قالته فور علمها بزواجه بتمني السعادة له هو الصواب
بينما وزينب تخبرها بحقيقة وضعهما حتي تنصحها بعدم الإستسلام أو الضعف
والوعد بانها معها.
.وربما بعد ما أفضت زينب بما في قلبها لامها تجد لسلام نفسها سبيلا وتكون عونا لها تستمد منها القوة حتي ترسي علي بر أمان

سلمتي حبيبتي علي الفصل الرقيق والذى إختفي فيه جاسر بدلا من أن نبادر بخنقه
ريثما تستقر جميلتنا زينب علي حل

وقد تميز الفصل بالصدق في وصف المشاعر والذكريات التي تتنازع زينب من جهة وقلبها من جهة أخرى
بذلك الاسلوب الحساس الدافئ

بانتظار الفصل القادم
دمتي بكل الخير ورضا الرحمن


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-22, 12:15 AM   #196

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,706
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الربيع مشاهدة المشاركة
مساء الورد....

الخاطرة جميلة وتمثل بطلتنا بالتأكيد...ونقول لها ايضاً نحن تعبنا من اجلها ومن اجل قلبها البريء ....

مشاعر الأطفال صادقة وأن زينب الصغيرة أحبت جاسر وتعلقت به هذا دليل على وجود الطيبة والخير به فسبحان الله الاطفال رغم صغر سنهم الا انهم تقريبا يستطيعون تمييز من يحبهم ومن لا....كلامها أكبر من عمرها لكن هذا ليس غريباً لأنه ما شاء الله اطفال اليوم منفتحين واذكياء بطريقة مهلكة هههه يسألون ويجيبون ويبهرونك بكلامهم فأنا مثلا ابنتي تصدمنا انا وزوجي بكلماتها الأكبر من حجمها وتحاول فرض سيطرتها وشخصيتها وحقوقها بجرأة هههه ...نعود لبطلتنا الصغيرة ....أعجبني انها كانت قوية فمع انها صدمت بحقيقة جاسر الا انها لم تستسلم وتضعف وتأقلمت مع الوضع لكنها بغيرة شديدة على عمتها فها هي خير سند وحامي لها هههه وطبعا اعجبني تعامل زينب الكبيرة معها وانها لم تستمر بكذبة زواجها منه وأنها عاملت الصغيرة كأنها صديقتها وباحت لها في الحقائق.........

ما أجمل رائحة الماضي ....الأماكن الأشخاص ....كل هذه الذكريات لها مكانة خاصة في قلوبنا ولا يمكن لاحدنا انكار ذلك فذهاب زينب لمحل الحلويات اعادها لاجمل سنوات للوراء عاشتها كان مشهد معبّر ويلامس ماضينا ....بالفعل انا الى الآن عندما اذهب لقريتي التي اعشقها دائما اتأمل المحلات ومدارسي ويأخذني الحنين والمشاعر الجارفة الى تلك الأيام واتذكر كل شيء بالصورة ... لا انسى تقريبا ابسط الاشياء التي عشتها لكن دائما أسخر من حالنا فسبحان الله عندما كنا في ذاك الزمن لم نكن نراه بهذا الجمال عندما افتقدناه ....واتساءل لمَ لنكون هكذا لم نعش جمال اللحظة لكن عندما تصبح من الماضي نراها قيّمة وثمينة أي مثلا ايامنا الآن ستكون ايضاً من الماضي لمَ لا نستلذ بها ساعة بساعة أولى من أن نبكي ونحّن لها في المستقبل ؟!....نحن عجيبون لا يعجبنا ما في ايدينا هذه اللحظة ههههههه.....الحمد لله على كل حال !

معها حق زينب لا بد انه حان وقت التغيير هههه فها هي غيّرت الورد الابيض للاصفر وهذا شيء واقعي ان الانسان يأتي عليه وقت ممكن ان يبدل ميوله ومبادئه وعاداته ولا خطأ في ذلك ....كنمط لباس او طعام معين او مكان او حتى اشخاص أما هي اتمنى ان يكون تغييرها للورد هو بداية لتغيير معاملتها معه حتى تنجلي حقيقته مع أن اعترافها لامها و حتى للصغيرة يوحي على المضي نحو التغيير فهنا كان لحظة الاعتراف لنفسها قبلهما ودائما يقال في التنمية البشرية للتصالح مع الذات أن تعترفي لنفسك بسلبياتك وعيوبك يكون أسهل لاصلاحها لكن ان انكرتها صعب جدا الاصلاح وهي عيبها كان اخفاء جاسر وحقيقته فان شاء الله ستستطيع وضع النقط على الحروف وتعديل طريقها

رائع قرب الأم لابنتها واتخاذها صديقة لها ....اصدق وابرأ وأنقى علاقة في الوجود هي علاقة الام وابنتها .....فلتنظر زينبتنا لمن حولها كم يحبونها ويخافون عليها فباتت تملك الأم والأخ والصديقة والطفلة وحتى زميلها وائل وجميعهم يسعون لسعادتها وأنا اعلم ان هؤلاء محبة مختلفة وأن الأنثى تحتاج للحبيب الّا انها بوجودهم يكون جرحها أقل ايلام وهذه نعمة يجب ان تتمسك بها .....

غاب جسورة عنا هذا الفصل هههه وننتظر القادم ان شاء الله بعودة فارس وامنيتي ايضا برؤية زينب تعدل مسارها مع جاسر وهل ستنجح ام ستستلم لصاحب القبلات مجددا هههه؟!!...

سلمت يداك وحسّك الرقيق في الفصل .....الى اللقاء اختي نورهان

حبيبتي الجميلة مرة أخرى تنيرين و تسعدينني، أقول مع نفسي ماذا فعلت لأملك قارئة بمستواك أنت و الحبيبة شيزو؟ تنيرين دائما.
بين مد و جزر تمضي زينب، فها هي تتخذ القرارت و التنفيد يكون من نصيب الجاسر المتجاسر، هههه.
الخاطرة كانت خاصة بي لكني وجدتها تليق بزينب فأدخلتها في الفصل هههه، كما قلتي أطفال اليوم ما شاء الله، أو ربما الأطفال بصفة عامة منذ القديم، يملكون ذكاءا خاصا و فطنة لا نفطن نحن لها، سبحان الله في براءتهم كثير من الراحة للقلوب.
في الحقيقة أنا دائما ما أرى ضرورة أن تكون العلاقة بين الأباء و الأبناء علاقة صداقة أولا، أحب أن تكون الأم بئر أسرار إبنتها تحدثها تستشيرها، و كذلك الأب، فلا أفضل من أن يكون الأب سند إبنته و صديقها في نفس الوقت.
التغيير يبدأ بالأمور البسيطة و للإستمرار لا بد من التغيير.
بالمناسبة تعرفي غدا لدي أول يوم للتدريب في إحدى الشركات متوترة قليلا ههه.
إلىاللقاء يا غالية دمتي في ألف خير


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-22, 12:16 AM   #197

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,706
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة

فصل جميل
بانتظار الفصل القادم واحداثه
يعطيك الف عافية




تسلمي إنت يا وردة على ذوقك


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-22, 12:31 AM   #198

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,706
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.مساء الخير حبيبة قلبي طيبة القلب

**علي حافة الجنون**مظهر زينب يلفت نظر أمها حتي هي نفسها ابتئست عندما رأت نفسها بهذه الهيئة.
هي بهذا تكاد تفقدعقلها
وعينيها كما قلت لن تخفي حقيقة ما بداخلها مهما أدعت

فقد يكذب الإنسان يدعي ما ليس فيه ولكنها العيون تلك النافذة التي لاتخطئها شمس الحقيقة
عيون الإنسان تشي دائما بما يعتمل في صدره رغما عنه
وأكثر ما ينعكس في هذه المرأة هي لوعة القلب
فالشعاع الذى يحرص دفنه في أعماق روحه
يطفو رغما عنه إلي عينيه هاتكا ستر عشقه
والذى يتحمل المه وحده دون أمل حتي فالموتي لا آمال لهم

ولحسن حظها لم تحقق امها معها لإنشغالها في الإعداد لإستقبال فارس

أعجبني جدا مقولتك أن الأم وطن فهي بالفعل كذلك تفتح قلبها ارضا براحا تستقبل أبنائها مهما غابوا..مهما كانت أخطائهم ..بالحب والحنان تروى جدب تصرفاتهم وزلاتهم

**داء ودواء** اى إنسان قد يكون داء بحكم تصرفاته أو إسائته للآخرين عدا الأطفال فإن في برائتهم ونقائهم دواء لكل العلل وشفاء للنفس من أسقامها
زينب كانت ذلك الترياق لزينب الكبيرةولجدتها تتلون ملامحها حسب حالتها تشبهه شكلا ومضمونا

وببرائتها تثير شجون زينب وهي تسأل علي جاسرالذى كانت تعتبره دواءا فصار داءا وسقما يقتات علي استقرارها وثبات قلبها ويشعل شوقا عمره سنواتا لهاx هى دهرا
ليأتي سؤال الصغيرة العفوى لماذا لا تعيش معها دام هو زوجها؟

يا لدر قلب وحال زينب من كل ما يحيط بها ويذكرها به وليتها كانت مثل الصغيرة عندما نطقتها بكل بساطة أنها صارت تكرهه فعالم الصغار البرئ لا يعرف انصاف الحلول

**الدنيا لون واحد** اللون الابيض لون الصفاء والنقاء وليته بالفعل يكون لون النفوس والقلوب لخلت الدنيامن شرارها

ولكن آن لزينب ان تدرك أن هناك ألوانا أخرى يجب أن تعيشها وتعتادها ولا تظل في دائرةشعور واحد لونته في لوحاتها بالابيض

**طعم الحنان** مشاعر الابوة والامومة الخالصة هي التي تجعل للاشياء مذاقا خاصا
ليست الحلوى التي تجلبها من ذلك المحل هي ذات المذاق المميز بل الذكرى التي أمتزجت بها من أثر والدها الذى طالما أغدق عليها بحنانه

فحين يشعر المرء بالضياع والتيه يبحث في صندوق ذكرياته عن تلك الذكريات السعيدة التي تفر منا ونود لو تشبثنا بها حتي لا ترحل عنا أو ترقد في سبات في اعماق النفس

جميل الحديث الودود الذى أدرتيه بين زينب وصاحب محل الحلوى بكل الود عما أصابها منذثماني سنوات وكأنه فرد من الأسرة بحكم اعتيادهم علي الذهاب لمحله وكأنها تتشمم مرأى وذكرى أبيها فيه

**للحديث بقية** فرار زينب من أمها مرارا وتكرارا لا يمكن أن يستمربقولها سنكمل حديثنا فيما بعد
فقلب الأم رادار يشعر بالأبناء وما يختلج في نفسهم
وربما ترتاح زينب ولو قليلا بعد حديثها مع أمها التي لم تكن تعلم عن مكانة جاسر بقلب زينب ولا عهودهم ولا عودته شيئا

وما قالته فور علمها بزواجه بتمني السعادة له هو الصواب
بينما وزينب تخبرها بحقيقة وضعهما حتي تنصحها بعدم الإستسلام أو الضعف
والوعد بانها معها.
.وربما بعد ما أفضت زينب بما في قلبها لامها تجد لسلام نفسها سبيلا وتكون عونا لها تستمد منها القوة حتي ترسي علي بر أمان

سلمتي حبيبتي علي الفصل الرقيق والذى إختفي فيه جاسر بدلا من أن نبادر بخنقه
ريثما تستقر جميلتنا زينب علي حل

وقد تميز الفصل بالصدق في وصف المشاعر والذكريات التي تتنازع زينب من جهة وقلبها من جهة أخرى
بذلك الاسلوب الحساس الدافئ

بانتظار الفصل القادم
دمتي بكل الخير ورضا الرحمن


حبيبتي الغالية يا قطعة من قلبي....
من أين لك بكل هذا الجمال من أين؟! تسحرينني بطريقة لا توصف،، تفعلين الأعاجيب بكلماتك الرائعة في روحي، أحببت جدا وصفك للعيون و كيف هي مرآة تعكس الحقيقة، تصفينني بطيبة القلب و لا أرى أكثر منك طيبة، رقيقة حلوة حساسة، رائعة مذهلة، و مهما قلت أبدا لن أوفيك حقك.
العناوين الصغرى، و التحليل الذي يتلوها، ياااه لو تعلمين كم أحببتهم، تلك العناوين يإختصارها لكل مشاعري أذهلتني!
و هل قالو قلب الأم عن فراغ؟! و هل كانت الجنة تحت أقدام الأمهات ها كذا فقط؟! الله سبحانه قد زرع شيئا غريبا في قلب الأم، جعلها جنة فوق الأرض، كما قلتي غاليتي لمشاعر الأبوة و الأمومة مذاق خاص جدا، أعذب من أي شيء أخر.


دمتي حبيبتي في حفظ الرحمان و حفظك الله من كل سوء
إلى اللقاء.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-22, 01:37 AM   #199

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,253
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
حبيبتي الجميلة مرة أخرى تنيرين و تسعدينني، أقول مع نفسي ماذا فعلت لأملك قارئة بمستواك أنت و الحبيبة شيزو؟ تنيرين دائما.
بين مد و جزر تمضي زينب، فها هي تتخذ القرارت و التنفيد يكون من نصيب الجاسر المتجاسر، هههه.
الخاطرة كانت خاصة بي لكني وجدتها تليق بزينب فأدخلتها في الفصل هههه، كما قلتي أطفال اليوم ما شاء الله، أو ربما الأطفال بصفة عامة منذ القديم، يملكون ذكاءا خاصا و فطنة لا نفطن نحن لها، سبحان الله في براءتهم كثير من الراحة للقلوب.
في الحقيقة أنا دائما ما أرى ضرورة أن تكون العلاقة بين الأباء و الأبناء علاقة صداقة أولا، أحب أن تكون الأم بئر أسرار إبنتها تحدثها تستشيرها، و كذلك الأب، فلا أفضل من أن يكون الأب سند إبنته و صديقها في نفس الوقت.
التغيير يبدأ بالأمور البسيطة و للإستمرار لا بد من التغيير.
بالمناسبة تعرفي غدا لدي أول يوم للتدريب في إحدى الشركات متوترة قليلا ههه.
إلىاللقاء يا غالية دمتي في ألف خير

أنا لي الشرف أن اتذوق كلماتك المليئة بالمشاعر ...روايتك عبارة عن أحاسيس ومشاعر عميقة وهي من الاشياء الصعب وصفها لأنها غير ملموسة لكنك تجيدين التعبير عنها بصدق حتى تصلنا .....اما الخاطرة فليس بغريب ان تكون خاصة بك لأني ما زلت أرى زينب هي أنت لحدٍ ما هههه رقيقة وطيوبة وجميلة وحساسة .......اوافقك ان تكون الام بئر الاسرار لابنتها وايضا ان يكون الاب صديق لابنه ...بالطبع جميل ان يكون صديق لابنته لكن تبقى العلاقة محدودة بسبب الحياء اما الام بنظري لا حدود للبوح لها ربما لان هكذا علاقتي بوالدتي هههه وحتى الكثيرات يستغربن لاني لا اخجل منها واحدثها كأنها صديقتي هههه والأكيد السبب الاكبر هو ان امي وحيدة على ذكور وأنا مثلها وحيدة على شابين هههه فصرنا انا وهي اختين وصديقتين ....

اسأل الله ان يسهل امورك ويوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يرزقك من فضله فيما تقدمين عليه غداً.....


وتعليق بسيط لكلامك عن اختي شيزو ....بالفعل قلتِ عنها ما اشعر به ايضاً .....قرأت تعليقها طبعا كما باقي تعليقاتها بمتعة فكلامها يدغدغ القلب ويلامس الروح ..مميزة جداً في تعبيراتها القيّمة....حفظها الله من كل سوء...

تصبحين على خير ونلتقي الاسبوع القادم باذن الله.....


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-22, 09:54 PM   #200

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,706
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس عشر

نظل ننتظر عفو القدر علينا عله يمنحنا بعض اللحظات السعيدة، لتبدد بنورها القليل من هذه الظلمة، و تنشر بنسيمها الحلو السكينة في أرواح أرهقتها الأحزان، و يطول إنتظارنا المرهق دون جدوى، فالأمر يضل بعيدا بعد النجوم، وعلى الرغم من ذلك نرتاح حينما نتذكر أن هناك من وصل القمر، فتصبح النجوم حلما قريبا و نتأكد أن الصعب ليس مستحيلا، فقد وصلت الإنسانية لأبعد من حلمها الكبير بالنجوم لتتوج احلامها بالقمر العالي الذي ينير دوما سواد الليالي، فما ظل بعدها شيء مستحيل، فما المستحيل إلا معادلة تحتاج لموازنة لنحصل في الأخير على الحل المرجو، فوازنو الظروف للمستحيل، لتصبح السعادة للحزن بديل.
سحابة ودية تطوف بالقصر اليوم وكأن الجدران تحتفل هي الأخرى بعودة فرد منها، حينما تفرح نفوسونا نرى كل ما أمامنا يرتدي فساتين البهجة و يتزين بألوان السعادة، و حينما نحزن نرى العالم أجمع موشحا بثوب الحداد، فعين الروح لها عدسة تعكس نفسها على كل الموجودات.
أصبح المنزل مجهزا لحفل إستقبال أحد أفراد عائلة نرمين الصغيرة، عائلة أصابتها لعنة فقدان أفرادها واحدا، واحدا فضلت تتضاءل و تصغر يوما بعد يوم، فهل مع عودة فارس ستعود أسترنا لتزهر من جديد؟! تأتي المصائب دوما متتالية، واحدة تسحب ورأها أخرى، فهل تملك السعادة هذه القدرة لتجر معها أفراح أخرى؟ الأحزان كثيرة لها جمع، لكن السعادة واحدة لا جمع لها. تأتي دوما وحيدة يتيمة فتغلب أمام جيش الأشجان العتيد.
ستكون الحفلة مفاجأة لفارس و وجدان، رغم محاولتي لإقناع أمي بتأجيل الحفلة حتى يرتاحان بعد سفرهما الطويل و يستقران معنا، إلا أنها رفضت رفضا قاطعا، مؤكدتا أن فارس و زوجته يستحقان أفضل إستقبال و أن الراحة لن تطير أبدا، فهي لم ترى إبنها منذ سنين و لا وقت لديها للتعب فلا مكان الأن إلا للأفرح والمسرات.
بدت الحديقة رائعة بديكوراتها الرقيقة، و قد تلبستها روح أخرى ، و كأنها عروس إستيقظت اليوم من سبات طويل، و كأنها بعد سنين الموت هذه إسترجعت روحها الدافئة من جديد.
الأنوار الفضية متنثرة في كل مكان كنجوم غزت الأرض، وقد تناغمت كثيرا مع الستائر البيضاء و أغطية الموائد المرصعة بالأحجار البيضاء و الفضية ليكتمل سحر الجو بالخطوط السوداء للليل الذي بدأ في نسج حلة أنيقة للسماء.
بينما وسط كل هذا بدت الزهور الصفراء التي إخترتها غريبة مثلي في هذا المكان، و على الرغم من ذلك إلا أنها إستطاعت فرض هيمنتها هنا لتضفي لمحة سحرية على المكان، و كأنها بقايا من أشعة الشمس أبت الليلة الإنسحاب.
بدأ الضيوف بالتوافد على الحديقة واحداً تلو الأخر، أخر تجمع كان للناس هنا يعود لثمان سنوات حين أقيمت جنازة أبي و أخي، و شتانا بين ذلك اليوم و هذا. أهو عهد جديد يسطر كلماته على لوحة القدر؟ أهي بداية جديدة تمنحها لنا الحياة؟! ما كنت أقدر على التكهن فمن كثرة نكبات الدهر، صرت أخشى السعادة، لأنها غالبا ما تكون غشاءا برقا لمآسي أكثر قسوة و سطوة.
كان وائل و شروق مع إبنتهما من أوائل الواصلين، إستقبلتهم بحرارة السعادة التي إنتابتني لرؤيتهم، وقعت في غرام هذه الأسرة الصغيرة، التي تشع دفئا و حبا و وئاما، بقدر بساطتها هي جميلة بطريقة تحبس أنفاسي و تجعل الدمعة تقف في عيني، أتعلم أنني رغما عني أغار من هذه الأسرة الجميلة؟ كم مرة تمنيت أن نكون الأن مثلهم، زوجين سعيدين وتطوف بهما صغيرتهما الجميلة، التي وددت تسميتها أو كنت أود تسميتها في ما مضى شمس، و لم أدرك أن على المرء أن يخشى ما يتمناه، في بعض الأحيان دون قصد منا نمنح مآسينا أسماء جميلة أعددنها قبلا للسعادة.
ومع تجمع الضيوف الذين لم يطؤو أرض قصر أهل رائد منذ جنازته، كانت الأجواء تشع حياة، و الأحاديث الصاخبة تملأ المكان، الكل يتكلم و يضحك هناك، أتعلم قد إكتشفت اليوم أنني ربما لا أحب الهدوء كثيرا، فربما نحتاج للقليل من الصخب أحيانا كي نعرف أن الحياة لا تزال مستمرة، رغم سعادتي بهذه الأجواء إلا أنني لم أستطع التركيز في ما كان يجري أمامي، و ذكرى أبي و أخي تعود لتجتاح فكري من جديد، تلك السعادة التي كانت تغمرنا و لم نعرف معها للحزن طريقا إلى أن فرقتنا الأيام. دائما اللحظات السعيدة تعيد إحياء الأحزان بداخلنا و تذكرنا بما فقدانه، فتحمل حلاوتها حموضة لاذعة للروح.
كنت أنظر بشرود لزينب و رؤى و هما تلعبان بمرح في المكان، لا يعرفان لهموم الدنيا طريقا، أه! كم إشتقت إلى تلك الأيام التي كنا نتسابق فيها أنا و زياد وفارس برفقة حنين و وجدان، حينما كنا نعلب سويا هنا غافلين عن ما تخبؤه لنا الأيام، تتعالا ضحكاتنا وسط أرجاء القصر، و ترتفع أصواتنا في صخب طفولي محبب،. كثيرا ما كان أبي يلاعبنا ويحملنا فوق كتفيه هنا، كانت تجتاحنا وقتها سعادة غامرة، ليت الحياة كلها طفولة، أحقا كنا نتمنى أن نكبر و يملؤنا الفضول لمعرفة عالم الكبار الذي ننظر إليه بإنبهار؟ لو كنا حينها نعلم ما ينتظرنا لما قررنا الخروج أبدا من تلك الأيام، يا وجع قلبي ليت ما فات يعود، ليتنا نبقى أطفالا لأبد الدهر محميينا عن ضربات العالم في أمان بظهر العظيم أبي، و غارقين في جنة الحنان في صدر الغالية أمي
_زينب
إنتفضت بعد ما عدت من شرودي، لألتفت إلى حنين التي كانت تقف ورائي و أنا أضع كفي على قلبي قائلة
_اه! حنين هذه أنت؟!
نظرت حنين إلي تتفحص وجهي و هي تقول لي بهدوء
_ما بك يا زينب أنا أناديك منذ فترة لكنك لست هنا أبداً. أرجوك أترك الحزن و لو لهذه الليلة فقط من أجل أمك. فأنت سيدة الحفل و يجب أن تكوني أكثر إنفتاحا.
إبتسمت بحزن و أنا أقول لها بشرود
_صعب أن تقول للألم إذهب قليلا و عد بعدها، أفراحنا لم تعد أفراحا و قد فارقنا من كانو يشاركوننا بها.
ظهر الألم على عيني حنين التي كانت بدورها تتجلد بصعوبة، هي تطلب مني أن أكون قوية بينما الضعف ينهش صدرها، هي تنصحني بما لا تقدر على تطبيقه، تحاول مؤازرتي بينما هي الأكثر إحتياجا لها، يحدث أحيانا أن نقدم الدعم للأخرين في أشياء عجزنا عن فعلها لأنفسنا، إبتسمت لي رغم حزنها قائلة
_ليس صعبا عليك يا زينب، فدوما ما كنتي أقوى من ذلك. فكفاك تشاؤما حبيبتي، لا تتركي الضعف يتسلل إلى نفسك، فهو مرض لا يخرج من الجسد إلا و قد أتلف كل أعضائه.
ثم ضربت جبينها و هي تقول متذكرتا، بصوت حاولت أن تلبسه رداء البهجة.
_اه كدت أنسى ماجئت إليه لقد إتصل بنا السائق الذي ذهب لإحضار فارس و وجدان وقال أنهما قد إقتربا.
حركت رأسي و أنا أقول بإبتسامة
_حسنا دعينا لنذهب عند أمي لإستقبالهما، أخاف أن تنهار من السعادة.
إبتسمت حنين لي و هي تميئ برأسها لتتجه إلى أمي تسبقني بعدة خطوات، لم ألاحظ إلا في هذه اللحظة فستان حنين التي كانت تبدو به أية في الجمال، كانت فاتنة بمعنى الكلمة في ثوبها الأخضر الملكي، أذكر أن هذا كان اللون المفضل لأخي زياد و قد كان يعشق رؤيته عليها، أذكر هذا الفستان جيدا، فقد كان هدية لها من أخي في عيد ميلادها الثاني و العشرين، و ها هي ترتديه الأن إمرأة في الثانية و و الثلاثين من عمرها، وردة فقدت أورقها في فصل الربيع، حينما كانت الورود الأخرى تزهر و تتفتح في هذا الموسم، حتى الطقم الفضي المرصع بالجواهر الخضراء الذي ترتديه كان هدية من أخي، كان هدية خطوبتهما و التي توفي بعدها بأيام قليلة، أعلم جيدا أنها مضمرة تماما من الداخل، أعلم أن جرحها لن تداويه السنين أبداً بل سيظل ندبا عميقا في روحها إلى نهاية الدهر، هي تصفني بالقوية، بينما أراها أقوى مني كثيرا، فقد ضاقت طعم الخسارة منذ كانت طفلة صغيرة، و حين وقعت في الحب شابة و ظنت أن الحياة ستجود عليها أخيرا بالسعادة، كان للقدر حينها رأي أخر و هو يسرق منها حبيب عمرها، قبل أن تمتلكه فعليا، و بعدها قررت إيقاف حياتها هناك، معتزلة كل البشر، فما عاد قلبها قادرا على تحمل خسارة أخرى، لم أكن أريدها أن توقف حياتها على شيء ذهب و لن يعود، كان يحز في نفسي دائما أن أراها تدفن شبابها بيديها و هي لاتزال زهرة صغيرة، رغم حبي الشديد لأخي زياد، إلا أنني لا يمكن أن أتقبل ما تفعله حنين بنفسها، أريدها أن تكمل حياتها و تفتح قلبها لحب ربما يعيد لها الحياة، لكن أكنت لأنصاحها نصيحة أنا نفسي لا أعمل بها؟ غريب هو الإنسان يرى بوضوح أخطاء الأخرين، لكن عينيه تعمى دوما عن أخطائه المماثلة . وقفت لحظة أناديها ببعض التوتر
_حنين.
إلتفتت حنين تنظر إلي بعينيها العسليتين في تساؤل، نظرت إليها بحنان، عينيها كانتا في لون العسل الصافي، زادهما الحزن فتنة و بهاءا، للحزن سحر غريب على العيون، يجعلهما يتألقان في عالم الأرواح، في الحزن روحانية غريبة تسمى بالنفوس إلى عالم مجرد من الماديات. قد حددت عينيها بكحل أسود أبرز لون عينيها الأشبه ببريق رمال البحر تحت الشمس، و صبغت شفتيها بلون ترابي فاتح، قد لاق كثيرا مع شقرتها.
شعرها الأشقر الطويل كان يتدلى على كتفيها و يصل إلى ما قبل خصرها بقليل، هي لم تتركه هكذا حرا طليقا منذ مدة طويلة، منذ ذلك العهد الذي كان يتغزل فيه زياد بالسنابل الذهبية الخاصة بها، هي منذ ذلك الوقت، لم تتزين أبداً بهذه الطريقة.
_أناديتني لتظلي هكذا تنظرين إلي، بإبتسامة الأم الحنون هذه؟!
إتسعت إبتسامتي و أنا أقول لها بتأثر و عاطفة قوية تجتاحني.
_أنت جميلة جدا يا حنين، تبدين فاتنة الليلة، تستحقين السعادة حبيبتي، لن تكون خيانة إن فتحت قلبك للحب مرة أخرى، قد مات زياد لكنك لا تزالين حية!
إبتسمت لي إبتسامة مريرة و هي تقول
_حينما تستطعين أنت نسيان جاسر و تجاوزه، دليني على الطريق التي سلكتها، و سأتبعك فيها.
لم أجد ما أقول فقط أطرقت رأسي للأرض بقلة حيلة.
_حتى أنت يا زينب جميلة جداً من الداخل و الخارج، هو الخاسر إذ فرط بك. رغم أنني كنت أتمنى رؤيتك في لون أخر إلا أن الأسود يليق بك كثيرا.
رفعت إليها عيني المغورقتين بالدموع و أنا أقول
_لون الحداد من إختارني و لم أكن أنا من إخترته.
مدت يدها إلى شعري لتزيل عنه مشبكا صغيرة جمعت به خصلاتي الأمامية و هي تقول
_دعيه هكذا اليوم تبدين أفظل .
ثم نظرت إلي عاقدة حاجبيها و هي تقول
_زينب ألا تبدين أقصر قليلا؟ أنت لا ترتدين كعبا عاليا!
رغم عني إحمرت وجنتي، فإبتسمت حنين قائلة
ببعض سخرية
_تطبقين نصائح الأستاذ، جميل و تأتين لنصحي الأن؟!
حركت رأسها و هي تقول
_عموما دعينا من هذا، ها هي أمك تلوح لنا بيديها تناديني.
بعد لحظات قليلة دخل كل من أخي و وجدان ليتفاجؤو بحفل الإستقبال الذي كان في إينتظارهما، لكن ما كان لفارس وقت للإندهاش، فسرعان ما وقفت أمي من على كرسيها لترتمي في أحضان فارس، التي تراجع قليلا و قد كاد يفقد توازنه، لكنه بعدها أمسكها بقوة يشدها إلى صدره و هو يقبل رأسها بشوق، دموعه الرجولية قد فرت من عينيه رغما عنه، تشبتت أمي به و هي تبكي بمرارة و فرح في آن واحد. خارت قوى أمي و هي لا تقف على رجليها الخاويتين بل تتعلق بكل ثقلها به، كان هو يقبل رأسها و هو يشاركها بكاءها بلوعة الإشياق و اللقاء، بينما يتمتم لها بكلمات الإعتذار. ليسقط معها على ركبتيه و هو لا يزال متشبتا بأحضانها، كمنفي عاد أخيرا لأرض وطنه، أبعدته أمي قليلا لتحيط وجهه بيديها تمسح دموعه، بينما عبراتها هي تسيل كشلال محبة و ألم صافي، تحدثت فخرجت كلماتها مثقلة بمشاعر جياشة لا وصف لها
_أه يا ولدي! أه يا حبيبي و يا قرة عيني كم إشتقت إليك، فلذة كبدي أنت، روحي فكيف بالله تروح عني؟ هكذا يا فارس هنت عليك بهذه السهولة؟ هكذا أيها الغالي رخصت أنا عليك؟! كيف بالله عليك قد إستطعت أن تبتعد عني كل هذه السنين، ألم يساوي حبي لك شيئا؟! أهان عليك ألمي يا قطعة قلبي.
قبل فارس باطن كفيها اللذان يحيطان وجهه بمحبة جياشة يغلفها الندم الشديد، تحدث من بين دموعه و قد خرج صوته ضعيفا متألما منكسرا، كطير جريح يئن من الألم
_اه يا أمي! اه أيتها الغالية و أي كلام في الدنيا سيشفع لي ذنبي العظيم هذا؟! ذنبي عظيم و حبك منه أعظم، و لو كرست حياتي كلها تحت رجليك لأكفر عن تقصيري أتجاهك ما أوفيت، لو أعطيتك روحي و قلبي و أيام عمري لن أسدد هذا الدين الذي أحمله في رقبتي أتجاهك أبدا، ذنبي هذا لا يغتفر لكنني أبتغي منك الغفران يا موطن الرحمة و أرض السلام، أنا آسف، أنا آسف يا نبض القلب، فجودي علي بعفوك أترجاك. سامحيني، سامحيني أتسول إليك
عادت أمي لجدبه إلى صدرها تعانقه بقوة و عاطفة أمومية تدمي القلوب، بينما حشر هو رأسه في رقبتها يبكي كطفل صغير. تحدثت بلوعة العشق السموية
_اه يا صغيري، كيف سأسامحك و أنا في الأصل ما غضبت منك يوما، أو حلمت لك في صدري غير الإشتياق، لا تحتاج، لا تحتاج أبدا يا حبيبي لطلب العفو مني، فقلبي يسامحك قبل أن تذنب يا قرة عيني، لكن بالله عليك لا تتركني مجددا، سيكون في ذلك موتي إن حدث.
قبل كتفيها و هو يهمس بصوت متحشرج من بين دموعه.
_أطال الله في عمرك يا نور حياتي، أطال الله في عمرك يا موطن الحب و المسرات، لن أتركك، لن أتركك أبداً حتى تغادر هذه الروح الشقية هذا الجسد الهش، أبداً لن أفارقك إلا بمفارقتي للحياة.
بكت أمي و هي تحرك رأسها بنفي قائلة بلوعة
_لا يا حبيبي. لا تذكر الموت أرجوك، جعل الله يومي قبل يومكم جميعا، فهذا القلب يا صغيري قد إكتف من الفراق.
رفع فارس يديها الإثنين يلثمهما بشفتيه قائلا
_أطال الله في عمرك حبيبتي. أطال الله في عمرك يا نور عينينا.
إحتوت أمي وجهه بين يديها الناعمتين التي إجتاحتهما بعد خطوط الزمن، تقبل كل إنش بوجهه، بعاطفة أمومية مشتعلة، تمسح على لحيته الخفيفة، و شفتيها تحتويان دموعه، لتنتقلان إلى كل جزء من وجهه و كأنها تستعيد ذكرى تفاصيله الحبيبة، و كأنه توثق محبتها العميقة على صفحة وجهه، و مرت أخرى تبتعد عنه لتعيد النظر إلى وجهه خشية أن تكون واهمة. إبتسمت له بحنان و هي تجدبه مجددا لأحضنها، و كأنها لا تعرف الطريقة الصحيحة التي تعبر عن سعادتها أو تروي بها إشتياقها، بينما كنا جميعا نتابع ذلك المنظر بقلوب خافقة من كثرة التأثر، وقد فاضت عيون الحاضرين دمعا صادقا في هذا المنظر الذي يبكي الحجر. و هل في الدنيا أعظم من حب الأم لولدها؟ أجعل الله الجنة هكذا تحت أقدامها هباءا؟ كانت وجدان تقف بجانبهما و قد ضمت إليها إبنتها، تطوقها بحنان و لهفة و الدمع يملأ مقلتيها، أليست أما كذلك؟ و بالتأكيد تعرف ما تعنيه الأمومة؟ إن كانت هي قد إفتقدت إبنتها كل هذا و لم تغب عنها إلا أسابيع قليلة و هي تعلم أن إبنتها في أياد أمينة، فكيف بأمي التي فقدت صغيرها لسنوات طويلة و هو في أحضان المجهولة، لا تعلم هل لا زال من أهل الدنيا، أم أن جسده غطاه التراب؟
كنت أقف بمكاني قرب حنين، و قد إخترق خطين من الدمع الملتهب وجنتي، كان كل نصيبي من الدموع دمعتين فقط، و كأن عيني دوما تجافيني و لا تمنحني حقي من العبرات لأسكبها على جراحي، أعطتني الدنيا نصيبا وافرا من الحزن لكنها أخذت مني نصيبي من الدموع، إرتجفت مشاعري تأثرا كورقة في مهب الريح، لكن السماء الملبدة بالغيوب ما كانت لتمطر في خريف عمري الجاف.
على عكس الناس أنا لم تكن دموعي تنزل حزن أو تأثرا، بل دوما حينما يسيل الدمع من عيني يكون ذلك من ثوران الغضب بداخلي، و هو ما لم يكن بي في هذه اللحظة.
كنت أتشبت بيد حنين و عيني تراقب لوحة اللقاء الحار هذا، أسيكون لي يوما حظ في لقاء كهذا معك، أم أن هذا الفراق ما كان ليتوج أبداً بلقاء، نفضتك عن تفكيري التي لا تتوقف عن إجتياحه في كل المواقف التي أتعرض لها في حياتي، عيناي ترمقان الجسدين المتعانقين أرضا بعاطفة هي أسمى ما جادت بها السماء، لتطول اللحظات، و الجسدين لا يزلان ملتحمين، لا حوار بينهما إلى دموع صامتة تحمل بين طياتها كلاما لا تغزله الحروف، بل ترسمه الروح بدمها النازف، بعد مدة ما كنت قادرة على حسابها أنهت أمي عناقها مع فارس الذي ساعدها في النهوض من على الأرض ليجلسها على كرسيها، طبع قبلة أخيرة على جبينها قبل أن يستقيم و هو يمسح عينيه من الدموع، رفعت أمي عينيها الغائمتين بدمع السرور لتنظر إلى وجدان برقة ثم تفتح يديها تدعوها إلى حضنها قائلة بحنان
_وجدان تعالي إلي يا إبنتي العزيزة لا تتصورين كم أحسست بالسعادة حينما علمت أن فارس تزوجك، فلطلما تمنيتك له وتمنيت حنين لزياد
لم تخف علي موجة الألم التي إجتاحت حنين من كلام أمي الذي صدر منها عفويا دون معرفتها بوجود حنين بقربها، أحسست بضغط يديها في حركة لا شعورية على يدي، لكني حين رفعت عيني لأنظر إليها لم أجد علامة لتأثرها غير تقلص بسيط في عينيها، لقد إستطاعت بنجاح إخفاء ألمها عن العيون، لكن أين كان ذلك سيفيد؟ إن إستطاعت أن تخدع الجميع هل كانت لتخدع نفسها؟
تركت وجدان زينب الصغيرة بعدما طبعت قبلة على شعرها الذهبي، ثم إقتربت من أمي ترتمي في حضنها و هي تختبؤ فيه كطفلة صغيرة، هناك نساء أمهات بالفطرة و هكذا كانت أمي دائما، قلبها الكبير يتبنى الجميع، لتغمرهم بعاطفة أمومية دافئة، قادرة على أن تشافي كل الجراح، و وجدان التي فقدت حنان الأم بوجود أمها قد وجدت السلوى في حضن أمي منذ كانت صغيرة.
_حبيبتي كيف حالك؟!
إلتفتت بإبتسامة إلى فارس الذي كان يقف أمامي ينظر لي بحنان أبوي إشتقته، إرتميت في حضنه أتعلق برقبته، و قد نزلت في هذه اللحظة دمعتين أخريتين من عيني، تعلقت برقبته أدفن رأسي في تجويف عنقه و أنا أهمس بصوت خرج مني مبحوحا
_إشتقت لك يا أخي، إشتقت إليك كثيرا يا حبيبي.
طبع فارس قبلة دافئة على شعري، و هو يبعدني قليلا ليمسك وجهي بين يديه بينما يقول بحنان
_وأنا إشتقت إليك أكثر أميرتي.
مسح تلك الدمعتين اليتيمتين من عيني و هو يقول بمزاح
_يا الله! ما هذا اللقاء المليئ بالدموع؟! أي إستقبال هذا؟! إمسحي دموعك يا وردة قد إنتهى زمن الحزن.
حركت رأسي و أنا أقول بإبتسامة مرتعشة
_إن شاء الله. إن شاء الله حبيبي.
و مضى الوقت و أنا أتحدث مع فارس و وجدان و أمي وحنين، جميعنا إجتمعنا معا، نترتر معا و لم تكن فحوى الحديث مهمة، بقدر أهمية تبدلنا له، قد تراجع عني كل شعور غير الفرح و الراحة، أنظر بسعادة لوجه أمي الذي كان يشع نورا و بهجة، كما لم أراه منذ سنين، إبتسامة قد نسيت مذاقها رسمت على ثغري و أنا أتمتع بهذا الدفئ الأسري الجميل، رفعت عيني فجأة لا أدري أي قوة جعلتني الأن بالضبط أترك وجوه أحبتي لأنظر إلى نقطة بعينها.
لتتبدد إبتسامتي في لحظة و يفتح فمي صدمة،و أنا أراك يا معذبي تدخل الحفل متأبطا يد زوجتك الحسناء كالصورة التي عرفت فيها بزواجك لأول مرة. و كأن شيئا لم يحدث تدخل بشموخ مرفوع الرأس، و هي بجانبك تعود شمسا مشرقة كما كانت دوما، تأتي لتحظر حفلة عشيقة زوجها بكل هذه الثقة و الإسترخاء، أي نوع من النساء هذه المرأة؟ و أي نوع من العلاقات هي هذه العلاقة التي تربط بينكما؟ و تأتي دوما لتفسد أجمل اللحظات في حياتي، قد سلمت بخسارتك فلما كل هذا العذاب لما؟
لم يخفى على أحد ممن كان بجانبي الشحوب الذي علا وجهي فجأة، و إرتعاشة كأس العصير في يدي الذي أنزلته بسرعة على المائدة قبل أن أفرغ محتواه على نفسي بيدي المهتزة، إلتفتت أنظارهم جميعا إلى النقطة التي شردت فيها، كنت حينها قد إقتربت منا لتلقي علينا التحية بلامبالاة تحسد عليها، بلامبالاة تعصر قلبي غيظا و ألما
_مبارك رجوعك سالما سيد فارس نورت المكان
إبتسم فارس لك على مضض و هو يجيبك برسمية
_المكان منور بأصحابه سيدي.
إبتسمت له موميئا برأسك، قبل أن تنتقل بنظرك إلي، تتفحصني من أعلى رأسي إلى أخمس قدمي قبل أن تعود للتركيز على عيني سائلا
_كيف حالك أنسة زينب؟
يلا وقاحتك يا معذبي تسألني هكذا عن حالتي يا عديم الإحساس. و أنت أدرى بما فعلته بي؟! إغتصبت إبتسامة على شفتي و أنا أجيبك
_بخير سيد جاسر أشكرك.
ثم إستدرت لأرحب بزوجتك. و قلبي يعتصره الألم، أشعر بصغر نفسي أمامك و أمامها، كم أشعر بالحقارة!
_أهلا سيدة شمس كيف حالك بخير؟ مرحبا بك.
أومأت لي الشمس برأسها دون أن تنحصر إبتسامتها التي تزين ثغرها بينما تقول
_أشكرك أنسة زينب.
ثم توالت سلسلة الترحيبات و السلمات الفارغة من أي روح. أه! كم أكره هذه المسرحية الكاذبة، إلقاء السلام كواجب خالٍ من أي إحساس. إلقاء السلام بالشفاه و القلوب في حروب عاتية لا تذر ورأها أخضر أو يابس، و الله تعبت من كل هذا، لكن قدري يصر على إرغامي للعيش في حياة أنا لا أريدها أبدا تركتهم معتذرتا و أنا أقول
_أسفة علي الذهاب إلى وائل وشروق.
كنت أظن أنني بذلك تمكنت من الهرب منك إلا أنني صدمت بك تنسحب من المجمع و أنت تقول موجها حديثك لي
_إنتظريني سأتي معك.
همست بشيء في أذن زوجتك التي إبتسمت لك و هي تومئ برأسها بتفهم! نظرت أنا إليك بصدمة فارغة فاي من وقاحتك العلنية، لتضحك أنت دون إهتمام، ضحكتا إستفزتني جدا! حتى تمنيت بعدها تكسير أسنانك البيضاء الجميلة! وضعت يدك على ظهري تحثوني على السير، لتنحني في لحظة خاطفة تهمس في أذني خلستا، لتلفحني أنفاسك الحارة مع صوتك الرخيم.
_إفردي وجهك قليلا يا حبيبتي يفترض أن تكوني سعيدة بمجيء أخيك.
تجاهلت تعليقك ثم قلت من بيني أسناني أكثم غيظي بصعوبة
_كيف أتيت يا جاسر؟!
إبتسمت و أنت تجيبني
_لا تحتاج لذكاء بالسيارة طبعا!
عضضت على شفتي أمنع نفسي من سبك سبا لاذعا و أنا أقول من بين أسناني بأنفاس مكبوتة
_جاسر كفى تغابيا!
أعدت سؤالي و أنا أكمل مسيري
_لماذا أتيت إلى هنا؟
أجبتني بنفس لامبالاتك التي تقتلني قتلا
_أيعقل أن أفوت فرصة لرؤيتك يا حبيبتي، و خصوصا بعد قانون البعد المتجبر الذي فرضتيه علي؟!
إبتسمت بإستهزاء و أنا أقول
_تقصد فرصة لحرق دمي أليس كذالك؟!
قلت بمزاح و أنت تدعي الحزن
_ﷲ أنت تسيئين الظن بي يا زينب، هل هذا جزائي لأنني أحبك؟!
كم كان يلزمني من الصبر كي لا أستدير الأن و أمزق وجهك الوسيم بيدي مفتعلة فضيحة لن تخرس صداها العاكر السنين. بللت شفتي بلساني قبل أن أقول.
_حسنا يبدو أنه علي أن أغير طريقة سؤالي، بأي صفة أتيت سيد جاسر.
أجبتني
_بصفتي حبيبك زينب.
صرخت بك بصوت مكتوم و أنا أصر على اسناني
_جاااسر!
قلت بلطف مستفز و أنت تحاول تهدئتي
_حسنا. حسنا لا داعي لكل هذا الغضب، أنا أتيت بدعوة حبيبتي.
رفعت حاجبي بإستهزاء و أنا أسألك
_و ممن إن شاء الله لا تقول لي أن حبك هو من دعاك؟
إبتسم لي و أنت تقول
_اه يا زينب تستهزيئين بحبنا عموما ليس هو الوحيد، بل إن حماتي العزيزة هي من دعتني.
طوال هذا الحوار و أنا لا أنظر إليك مباشرة، أتعمد إبعاد عيني إلى أي مكان سواك. إلا أن جملتك الأخيرة صدمتني، فرفعت لك أعيني المدهوشة و أنا أسألك بصدمة
_كيف؟!
قلت و أنت تضحك
_يبدو أنه كان علي إخبارك بهذا منذ الصباح كي تنظري إلي حبيبتي
_جاسر لا تغير الموضوع هل أمي حقا من دعتك؟
إبتسمت لي قائلا
_منذ متى و أنا أكذب عليك يا زينب؟ ثم هل ظننتي سأحضر للحفل حقا دون دعوة؟!
حركت رأسي و أنا أجيبك
_أحقا تريد أن تعرف يا جاسر متى بالضبط قد كذبت علي؟! عموما أجبني بقدر سؤالي.
حركت رأسك و أنت تقول
_حسنا سأتجاهل الجزء الأول من حديثك، و سأجيبك عن سؤالك السابق، لا علم لي إلا بقدر علمك. أمك دعتني و انا لبيت الدعوة.
أدرت رأسي للجهة التي كانت فيها أمي، لأصدم أنها تركت فارس و وجدان و جلست رفقة زوجتك! قلت بصدمة
_يا إلهي!! ماذا تفعل أمي مع تلك المرأة؟
نقلت نظرك إلى حيث كنت أنظر لتقول
_تقصدين شمس؟! هي ضيفتها ربما تحاول الترحيب بها و التعرف عليها.
حاولت تجاوزك و أنا أقول بقلق
_علي أن أذهب إليهما الأن ربما يزل لسان أمي!
أمسكتني من ذراعي قائلا
_كلا لا تخافي الأمر لا يهم.
نفضت يدك عني و أنا أقول بعدم تصديق عاقدة حاجبي
_لا يهم؟! أتريد أن تصيبني بالجنون يا جاسر! بالله عليك فهمني ماذا تفعل!
إبتسمت لي بتلك
_نجاك الله حبيبتي من الجنون، المهم لا تخافي خالتي نرمين إنسانة عاقلة و حكيمة.
أجبتك رافعة حاجبي
_وما أدرك بهذا؟ إنها أمي أنا!
مجددا قد إبتسمت لي و أنت تقول ببساطة
_أمك هي أمي أي شيء نملكه هو مشترك لكلانا، على أي ألم نكن نود الذهاب إلى وائل و زوجته؟!
_وهل تركت لي عقل؟ ثم ما دخلك بي إذهب إليهما رفقة زوجتك و تركني أشرت لي بعينيك، قائلا
_أنظري كم هي سعيدة برفقة أمك. لا أريد ان أقطع عليها هذه السعادة.
إستدرت لأرى أمي و زوجتك تضحكان بقوة حتى أدمعت عينهما، لكن قبل أن أفعل أي ردة فعل. أتى أحد رجال الأعمال الذين كانو في الحفل ليتحدث معك، ألقيت أنا عليه تحية مقتضبة، لأنسحب من أمامكها و من الحفل كله، توجهت إلى مكان نائ في حديقة القصر، تحت شجرة صفصاف كبيرة، كانت تحمل بين أغصانها أسرارا أكثر مما تحمله من أوراق قد جلست فيها طفلة و مراهقة و شابة يافعة، و هأنا أجلس بجانبها إمرأة ناضجة، نكبر فتكبر معنا أحزاننا و ألامنا و تهجرنا السعادة على مر العمر، لما دائما تخرج لي بكل قسوتك و جبروتك ما إن أظن أنني إستطعت أن أنحيك قليلا من تفكيري و بالتالي من حياتي؟! دمعة باردة قاسية قد إخترقت وجنتي، مددت يدي المرتجفة لأمسحها و أنا أعض بألم على شفتي.
_زينب.
وقفت من مكاني لألتفت إليك بعد أن قطعت مجددا خلوتي، لم أتحدث و أنت أيضا لم تقل شيئا، لثواني نظرت إليك بصمت قبل أن افعل ما أملاه علي عقلي بلحظة جنون، و هو يهيء لي أني بذلك قد أرتاح قليلا، رفعت يدي لأنزل على خدك بصفعة قوية جعلتك وجهك يستدير قليلا من شدتها، و بغليل قلت و أنا أنظر إلى عينيك المصدومتين
_تستهلها يا جاسر، تستهلها على تطاولك و تجاسرك علي في المكتب، كان يفترض بي أن أفعلها هناك بعد أن تجرأت بكل وقاحة علي، لكن قدوم زوجتك قد منعني حينها، ربما الأن أرتاح قليلا!
ألقيت بكلماتي النارية التي كانت تقطر ألما في وجهك، ثم تجاوزت لأكمل طريقي، بينما ظللت أنت متسمرا في مكانك دون حراك.
أخذت نفسا عميقا و أنا أضع يدي على صدري، أحاول تهدئة قلبي الذي يضرب بجنون خشيت معه أن يخرج من مكانه، نظرت إلى يدي المرتجفة التي صفعتك قبل قليل، و رغما عني أحسست بألم رهيب يفتك بصدري، و مع ذلك فلا أنكر بأنني بفعلتي هذه قد إرتحت قليلا، ضممت قبضة كفي أغرس أضافري في راحتها قبل أن أعود مجددا للحفلة.



انتهى الفصل الخامس عشر
قراءة ممتعة لكم حبيباتي
موعدنا يوم الإثنين القادم إن شاء الله




نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.