آخر 10 مشاركات
206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4322Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-22, 12:38 AM   #511

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
تغيير غير متوقع يا رنا،
لماذا لم تعد الرواية جزء من سلسلة؟!
بصراحة، شخصيا، أعشق الروايات المنفردة التي لا تحتاج لجزء ثاني وثالث لكي أعرف نهاية حكايتها،
لكن أخبريني ما الذي حدث ودفعك لهذا القرار؟!

محبتي الشديدة،
إنچي...
وأنا أتسألُ لماذا أشعرُ بنسمةٍ ربيعيةٍ تطوفُ بالأرجاءِ..جميلتى إشتقتُ لكِ للغايةِ بالنسبةِ للتغيير سأحطمُ آمالكِ به ،فأنا لم أغيرْ شىءًا ،وعلىَّ أن أشكركِ بأنكِ يقظتينى لذلك الأمر ؛لأنِّى سأبلغُ الإشراف أمَّا عن السلسلة ،وإحتياجكِ لإكمالها لمعرفةِ النهايةِ ما رأيكِ بأن تجربى تلك المرة إن كانَ شخوصنا سيحتاجون أيضًا لجزءٍ ثانٍ أم ماذا؟..
أنرتِ الرواية مجددًا حمامة المنتدى البيضاء😘😘🥰🥰🥰


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:40 AM   #512

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

فلنبدأ الآن نشر فصلنا جميلاتى💖🌹
shezo, Moon roro and Adella rose like this.

رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:42 AM   #513

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: الفصل الواحد والعشرون - 1

الفصل الواحد والعشرون

"مرحبًا..عمرو!"
همسَ بإسمها فى صدمةٍ:
"جميلة!"
إنتفضَ مِنْ مقعده هادرًا:
"هل تمازحيننى؟"
نهضَتْ أمامه بملامحٍ يائسةٍ ،وقالَتْ:
"أنا..أنا هنا فى مقابلةِ عملٍ.."
نهضَ مهاب قائلًا:
"ما بكَ عمرو؟ آنسة جميلة هنا لمقابلةِ المتدربين.."
رمقه عمرو بنظرةٍ أخرسَتْ ما تبقى مِنْ كلماته ،وإلتفتَ لجميلة التى كانَتْ ترتعدُ مردفًا بضغطٍ على حروفه:
"حسنًا! أكمليها ،وسأنتظركِ..خارجًا.."
إزدردَتْ لعابها تراقبه ،وهو يخرجُ بينما تحدثَ مهاب محاولًا التقليل مِنْ توترِ تلك المسكينة قائلًا:
"لا أعلمُ ما العلاقةُ بينكِ ،وبينه لكنه أمر ليس مِنْ إختصاصى..هلّا أكملنا؟"
أومأتْ ،وعادَتْ للجلوسِ أمامه تجيبه عن كلِّ أسألته بتركيزٍ يهربُ بين حروف كلماتها للقابعِ خلف هذا البابِ خلفها..
أنهَتْ المقابلةَ بقلبٍ يتواثبُ بدقاتٍ هادرةٍ لا تعلمُ هل هى توترًا مِنْ عمرو أم حماسًا ،وإنفعالًا لخبرِ الموافقةِ على تدريبها فى المكتبِ..خرجَتْ تتفحصُ القاعةَ بعينين هَلِعَتين ،فلم تجده..زفرَتْ ،ونطقَتْ الشهادتين مطلقةً ساقيها للريحِ..
خرجَتْ مِنْ البنايةِ تتلفتُ حولها مبتسمةٍ إلى أن شعرَتْ بيدٍّ تقبضُ على ذراعها بقسوةٍ..نظرَتْ لوجهه جامد الملامحَ بهدوءٍ ظاهرىٍ يتفتتُ تحته تماسكها رمادًا إلى أن قالَ:
"أ لم تريدى تلك المقابلةَ؟"
أومأتْ ،وعقلها يصرخُ بها أن ترفضَ ،فإبتسمَ ،وقالَ:
"حسنًا يا جميلة! ها أنا بوجهكِ..هاتِ ما عندكِ!"
تدافعَتْ الجمل ،والردود بداخلها مرةً واحدةً حتى شعرَتْ بعجزها عن الردِّ ،فإتسعَتْ إبتسامته التى زادَتْ مِنْ ضربات قلبها ،وكادَ أن ينطقَ بما لن تحبَّه لكنها كانَتْ الأسبق مردفةً:
"أنا أحبُّكَ..أحبُّكَ ،ولم أحبْ ،ولن أحبَّ غيركَ يا عمرو!"
لوهلةٍ شعرَتْ مِنْ نظراته بأنه عمرو الذى تعرفه..لوهلةٍ إقشعرَ بدنها للمسةِ يدّه الدافئةِ..لوهلةٍ خفقَ قلبها لتلك اللمعةِ المميزةِ التى أشعلَتْ حدقتيه لكنها سرعان ما إختفَتْ مخلفة خلفها جفاف مشاعره الذى أعجفَ روحها فجأةً..
إزدادَ إنقباضَ قبضته لا إراديًا حتى أجزمَتْ بأنه رسمَ يدّه فوق رسغها الذى سيتفتتُ قريبًا إثرِ ضغطه ،وإزدادَتْ شراسته ،وهو يهدرُ قائلًا:
"وأين كانَتْ تلك الرومانسية حين دخلتُ للسجنِ؟ أين كانَ معسول كلامكِ حين كنتُ أعدُّ الأيام ،والساعات لكلِّ زيارة حتى أقابلكِ؟ أين كنتِ يا جميلة حين تركنى الكلّ حتى ريحان؟"
كانَتْ كلماته أشبه بالنزيفِ لجرحٍ أودى بحياةِ صاحبه ،وهى لم تعرفْ ما الذى عليها فعله..
"أين كانَتْ تلك الرحمة التى بقلبكِ حين تركتينى ،وذهبتِ لحسام؟ أين ذهبَ هذا الحبُّ حين وجدتكِ بحضنه تهيمين به عشقًا.."
ردَّتْ بهلعٍ مسرعةً:
"أقسمُ بالله لم أحـ.."
قاطعها هادرًا:
"كــــاذبة! كاذبة يا جميلة!"
إلتفتَتْ لهم الأعين ؛لوجودهم بالشارعِ ،فأخذها خلفه دون أن يأخذَ رأيها ،وهى لم تعارضْ ،ولسببٍ ما لم تشعرْ برغبةٍ فى الهربِ ؛لأنها مطمئنة..بعد قليلٍ كانا يقفان بشارعٍ جانبىٍ قلّما يمرُّ به أحدهم تحدقُ فى وجهه بينما يقفُّ هو أمامها متخصرًا مشيحًا بوجهه ناحيةِ شىءٍ لا تعرفه هربًا مِنْ النظرِ لها..تشعرُ به..تقسمُ أنها تشعرُ بنيران أنفاسه الآن..تشعرُ بروحه المحترقة ،وتشعرُ بآلامه التى لم يعدْ يسعها صدره ،ووجودها الآن معه محاولة مِنِّه لتخفيفِ تلك الآلام ،وإخمادِ تلك النيران لكنه يكابرُ ،ولا يقولها..هى سببٌ مِنْ أسبابِ آلامه لكنها ترياق إرتياحه أيضًا ،وكأنها الداء ،والدواء ،وهو صاحبُ العلّةِ الأبديةِ بحُبِّها..
نطقَ أخيرًا دون أن ينظرَ لها بصوتٍ تهدجَتْ نبراته:
"كلُّ ما بيننا إنتهى يا جميلة! لم يصبحْ بيننا شىءًا ؛لتحاربين لأجله.."
نظرَ لها مكملًا بعينين كنافذتين تغدقان ألمًا على روحه:
"أنتِ لستِ لى ،وأنا لستُ لكِ مِنْ البدايةِ..ربما كلُّ ما جمعَ بيننا فى يومٍ هو صدفةٌ لا أكثر أمَّا اللقاء..أمَّا اللقاء ،فهو نقطة بداية لكلِّ نهاية ،وصفحة النهاية لكلِّ بداية..بين ليت ،وآمين تعلقَتْ روحى بكِ ،فليتنى قابلتُ لقاءنا ،وأنهيته قبل رؤيتكِ..مصيرنا خُتِمَ عليه بشموعِ القدر منذ أن وجِدَتْ أسماؤنا فى صحفِ الخلائقَ ،فلا تجهدين نفسكِ بالركضِ خلف خيالاتٍ ،وأحلامٍ يبنيها عقلكِ الباطنُ لكِ بينما قد دُمِرَتْ يوم رُفِعَتْ أمامنا الأسوارُ ،وتعددَتْ بيننا الأبوابُ...لا يوجدُ ،ولن يوجدَ نحن مجددًا.."
كانَتْ دموعها تنزلقُ مِنْ بين قبضتى صبرها لا إراديًا أمام عينيه..كادَ أن يغادرَ تاركًا إياها لكنها أمسكَتْ ذراعيه تهدرُ به:
"أنظرْ لى يا عمرو ،وقلها! قُل لى أنكَ تكرهنى! قُل لى أنكَ لم تعدْ تريدنى ،وفقدتَ كلّ ما كانَ بيننا مِنْ مشاعر ،وحبٍّ ،وأحلامٍ ،و..وكلِّ شىءٍ..قلها يا عمرو ،وأنتَ تنظرُ لى ،وسأترككَ ،ولن أظهرَ لكَ مجددًا!"
كانَتْ أصابعها تضغطُ على عضلاتِ ذراعيه بكلِّ يأسٍ..بكلِّ تملكٍ..بكلِّ رغبةٍ ،وإرادةٍ فى إنتزاعه مِنْ أمامها ،وزرعه بين ضلوعها زرعًا حتى تثمرَ روحه ثمار حبّهما مِنْ جديدٍ..لاحظَتْ حركةَ تفاحة آدم بحلقه ،فإنقبضَ قلبها ،وقالَ ينظرُ بعينيها فى تصميمٍ طعنَ قلبها:
"لا أريدكِ يا جميلة! لا أريدكِ ؛لأن كلَّ ما بيننا تلاشى ،وذهبَ..لا أريدكِ ؛لأننى لم أعدْ أحبّكِ!"
إلى لحظاتٍ ظلَّتْ تنتظرُ إضافةً مِنّه تخبرها بأنه يمازحها لكن تلك الجدية بعينيه وأدَتْ أى أملٍ بروحها التى خفتَتْ فجأةً..تهدلَ ذراعاها ،وتيبسَتْ دموعها..إبتعدَتْ عنه بصمتٍ ،وقالَتْ:
"وأنا عند وعدى يا عمرو!"
إن بقى أمامها لحظة زائدة سيضربُ بكلماته عرض الحائطِ..سيثبتُ لها أنه طفلٌ لا كلمة له ،وهى أمه التى ستسامحه بسرعةٍ..أرغمَ ساقيه على الإندفاعِ بعيدًا عنها بأقصى سرعته ،فوجودها فى محيطه سيضعفه..يكرهُ قلبه الذى يرغمه على حبِّها رغم كلّ ما فعلته به..يكرهُ ذلك الضعفَ الذى لا زالَ ينبضُ بداخله لأجلها..
لا يعلمُ ما الذى أتى به للحارةِ مجددًا ،ولا متى أتى إلى هنا مِنْ الأساسِ لكنه كانَ بحاجةٍ للإختفاءِ..بحاجةٍ لوقتٍ طويلٍ مع نفسه علّه يطببها تلك المرة ،ولا يفشلُ مثل المراتِ السابقةِ..ساقته خطواته فوق الدرجِ بطاقةٍ تنفذُ مع كلِّ نفسٍ يخرجه حتى أنه كثيرًا ما توقفَ يلتقطُ أنفاسه أنه يصّعدُ فى السماءِ..سمعَ صوتَ خطوات أحدهم على الدرجِ مِنْ فوقِ ،فوقفَ على جنبٍ منتظرًا نزوله دون أن يهتمَ مَنْ هو..
"أهــــــــــلًا..أهلًا بإبن جلال!"
إنتبه لصوتِ حسام الساخر المتبختر على الدرجِ بزهوٍ كعادته..نظرَ له بإشمئزازٍ ،ولم يردْ إلى أن وصلَ له حسام ،ووقفَ أمامه يقولُ:
"لماذا لا تردُّ؟ هل أكلَتْ القطة لسانكَ ،أم آهٍ! دعنى أخمن..هذا تأثيرُ السجنِ..أ ليس كذلك؟"
قالها بضحكةٍ ساخرةٍ ،فزفرَ عمرو ،وقالَ:
"عن إذنكَ!"
كادَ أن يمرَّ مِنْ جانبه لكن حسام ضربه بكتفيه فى خفةٍ قائلًا:
"أخبرنى كيف حالكَ بعد السجنِ؟ هل لازلتُ تدرسُ ،وتفعلُ تلك الأمورَ الفاشلة؟"
ضغطَ على كتفيه ،ونظرَ له مبتسمًا ،ثم قالَ:
"هل هناكَ أى متعة تُذكر فى حياتكَ؟ دعنى أخمن أيضًا..جميلة!"
إتسعَتْ حدقتاه عمرو ،وتشنجَ جسده بعنفٍ إستعدادًا لتلقين ذاك المتعجرف درسًا لن ينساه بينما أكملَ حسام بخبثٍ شاعرًا بإقترابه مما يريدُ:
"أعلمُ أنكَ أصبحتَ ترتدى ملابس أنيقة ،وعصرية لكن صدق ،أو لا تصدقُ جميلة لن تلتفتَ لكلِّ هذا.."
أخذَ حسام رقبة عمرو تحت ذراعه فى ودٍّ مفتعلٍ مكملًا:
"دعنى أنصحكَ عن تجربةٍ معها..جميلة لا تحبُّ الرقى بتاتًا ،ولن تأتى باللينِ لا أعلمُ هل هذا يعودُ لطبيعتها مِنْ الأساسِ أم.."
ضربه عمرو يبعده عنه بغضبٍ قائلًا:
"صُنْ لسانكَ أيها الحقير ،ولا تتفوه بشىءٍ عن شريفةٍ مثلها!"
ابتسمَ حسام ،ونظرَ له بإستفزازٍ قائلًا:
"أ تظننى أمزحُ؟ مسكين! أنتَ لم تكنْ معنا بالشقةِ حين كانَتْ صرخاتها تـ.."
سددَ عمرو لكمةً قويةً لحسام الذى ترنحَ إثرها عدة خطوات للخلفِ لكنه توازنَ قبل أن يقعَّ ،وأمسكَ فكّه مبتسمًا يقولُ:
"أتمنى أن تكونَ قد تعلمتَ القتال فى السجنِ جيدًا.."
إندفعَ نحوه يسددُ له لكماتٍ متتاليةً أدمَتْ جانبَ وجه عمرو الأيمن لكنه إستطاعَ صدّه بالنهايةِ مطوقًا خصر حسام يدفعه إلى الدرجِ فأوقعه عدة درجات ،وإعتلاه يضربه بكلِّ وحشيةٍ هادرًا:
"جميلة..أشرف مِنْ..أن..تأتى..بسيرتها على..لسانكَ أيها الـ****!"
بحركةٍ سريعةٍ مِنْ ساق حسام أطاحَ بعمرو مِنْ فوقه ،فأوقعه عدة درجات أخريات حتى بلغَ الطابق الذى تحته ،فركضَ يسحبُ عمرو مِنْ قميصه الملطخ بقطرات دمائه قائلًا:
"كانَتْ تحبُّكَ ها! أحبتكَ أنتَ.."
أوقفه أمامه ،وضربه فى بطنه بساقه ،فتقيأ عمرو دمًّا متألمًا لكنه تخطى آلامه ،وأمسكَ برأسِ حسام يضربه فى أنفه ،فكسرها سريعًا ،وتأوه حسام..
ظلَّا يدفعان ببعضهما على الدرجِ حتى خرجا للشارعِ يتقاتلان بأنفاسٍ مقطوعةٍ ،وقوى قادرة على إبادةِ جيشٍ بأكمله أمامها مما أفشلَ رجال الحارةِ فى الحولِ بينهما وسط سبابهما العالى لكن كلّ منهما لم يأتِ بسيرةِ جميلة علنًا..بعد قليلٍ إستطاعَ الناس مِنْ حولهما جذب كلٍّ منهما إلى جهةٍ ،فخرجَ عمرو بقميصٍ ممزقٍ ،ووجهٍ يملؤه الدماء ،والكدمات أمَّا حسام ،فكانَ نزيفُ أنفه يغطى وجهه ،ولحيته..لم يهتمْ عمرو لأى شىءٍ سوى جملة ألقاها حسام وسط قتالهما..
(لذلك لم ترِدْ أن ألمسها لم ترِدْ أن تستسلمَ لى بسببكَ..)
شعرَ بقبضةٍ تعتصرُ قلبه ،والصور تتدافعُ لمخيلته بها هذا الحيوان يحاولُ التعدى على جميلة..هل فعلها؟ هل إستطاعَتْ أن تقاومه؟ لماذا لم تخبره؟
ضحكَ بخفوتٍ يردُّ على نفسه:
"وهل تركتُ لها فرصةً تخبركَ بها؟"
تجاهلَ نداء بعض الرجال لمساعدته ،وصعدَ ركضًا للشقةِ بعد أن تذكرَ أمرًا هامًا..
مع كلِّ درجةٍ يصعدها يرددُ:
"إن لم تأخذتها هذا يعنى بأنها كانَتْ تعلمُ بإنتهاءِ كلّ شىءٍ..لم تأخذها..لم تأخذها.."
بعد قليلٍ كانَ جالسًا بغرفته أرضًا واضعًا بين ساقيه صندوق جميلة ،والمال يفترشُ الأرض حوله..لقد أخرجَ كلَّ ما بالصندوقِ ،ولم يجدها..لم يستطعْ أن يتوقفَ عن الإبتسامِ الذى وما إن تأكدَ مما يريدُ أصبحَ ضحكاتٍ عاليةً لطفلٍ صغيرٍ..لم يستطعْ ألا يفرحَ بأنها لا تزالُ محتفظةً بورقةِ أحلامهما..رفعَ الصندوق يتشممُ به رائحتها ،وشعورٌ أبوىٌ يتفاقمُ بداخله بعد ما قاله هذا الحيوان..لكنه لن يستسلمَ أيضًا لرغبته..بهتَتْ إبتسامته ،وهو يبعدُ الصندوقَ عن أنفه مردفًا:
"سامحينى! سامحينى سيدة الحسن ،والجمال لن أستطيعَ!"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:44 AM   #514

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 2

ضغطَتْ على رأسها تتأوهُ بصوتٍ مسموعٍ..لقد أنهكها هذا الصداع الذى لُمامًا ما يغادرُ رأسها..سألها زين بقلقٍ:
"هل أجلبُ لكِ مسكنًا؟"
أشارَتْ له نافيةً ،وقالَتْ:
"لقد أصبحتُ شريطًا متحركًا مِنْ المسكناتِ..سأطلبُ بعد قليلٍ قهوة..دعكَ مِنِّى الآن! لقد أجلنا شرح الأمورِ المالية.."
قاطعها زين بعمليةٍ:
"آهٍ! بشأنِ هذا الأمر..أريدُ أن أخبركِ أن.."
قطبَتْ ريحان تسأله:
"ماذا؟"
تنحنحَ ،وقالَ:
"بشأنِ رامز..أرى أنه أفضل مَنْ لدينا بالقسمِ للشرحِ كما أنه ماهر للغايةِ فى هذا المجالِ الخاصِ بدراسةِ الوضعِ المالى ،والإستراتيجيات التى يجبُّ على الشركةِ إتباعها فى أى وقتٍ..هل لى أن أعلمَ ما المشكلةُ التى بينكما؟"
أسندَتْ ريحان مرفقيها إلى المكتبِ مستندةً بوجهها إلى كفيها أمامها قائلةً:
"مِنْ رأيكَ ما المشكلةُ التى ستكونُ بينى ،وبين موظف إلتقيته لأولِ مرةٍ؟"
سألها زين بإستعجابٍ:
"إذًا لماذا أردتِ مِنِّى أن أبحثَ لكِ عن غيره؟"
ردَّتْ بمنتهى البساطةِ:
"لأننى لم أشعره قادرًا على أن يفهمنى ما أريدُ لكن إذا كانَ كما تقولُ.."
عادَتْ بظهرها إلى المقعدِ مكملةً:
"احضره لى يا زين!.."
أومأ زين لها بصمتٍ ،وعيناه تلمعان بشكٍّ غير منطوقٍ ،ونهضَ قائلًا:
"هل تريدين أمرًا آخرًا؟"
قالَتْ بوجومٍ:
"لا ،شكرًا!"
خرجَ زين تاركًا ريحان تغرقُ فى أفكارها السوداءِ مجددًا..رباه! لم تعدْ تستطيعُ التحكمَ فى شعورها بالقهرِ كلما ناظرَتْ رامز..يبدو بين زملائه فى العملِ..كيف تصفه؟ نشيطٌ حيوىٌ منطلقٌ مفعمٌ بالحياةِ..يمارسُ ما يحبُّه ،ويريده..ضحكته لا تفارقُ محياه بينما هى..تموتُ كلَّ يومٍ مدفونةً بالمعاملات ،والصفقات ،والتداول الإلكترونى هذا..تتعفنُ خلف مكتبها مع تلك الأوراق ،والملفات التى تدرسها يوميًا..لا تريدُ كلَّ هذا ،ولا تهواه..
كيف له أن يستمتعَ ،ويعيشَ حياته كما يريدُ بينما هى فُرِضَ عليها فرضًا كلّ ما حولها..
أيقظتها طرقاته مِنْ شرودها ،فإرتجفَتْ لكنها سرعان ما أمرته بصوتٍ رزينٍ هادئٍ:
"ادخلْ!"
فتحَ رامز البابَ ،ودخلَ قائلًا بجمودٍ:
"لقد أخبرونى بأن حضرتكِ تريدينى.."
أومأتْ ،وأشارَتْ لمقعدٍ أمام مكتبها قائلةً:
"تفضلْ!"
تلك القوةُ فى عينيها تحيره..مِنْ أين لها بمثلها ،وهو الأعلمُ بأنها فى هشاشةِ بتلات الزهورِ لكنها ليسَتْ قوةً ،بل إنها إنكسارٌ..إنكسارٌ أخلفه الزمن ،وغياهب المسؤليات..إنكسارٌ كانَ يومًا شاهدًا عليه ،وآخرًا مشاركًا به..إنكسارٌ أحياها مِنْ رفاتها ،وأخرجها مِنْ إهابها -جلدها- إلى آخرٍ جديدٍ عليه لا عليها -كما يظنُّ- وأمام كلِّ تلك الحيرةِ هناك شىءٌ يستشعره بين أمواجِ أفكاره المتلاطمةِ..شىءٌ لا يستطيعُ تحديد كنهه لكنه يشعرُ بقوته تضربُ بجذورها فى أعماقه..
"أريدها ٤ فى ٦.."
قطبَ يسألها بجديةٍ:
"ما هذه؟"
ردَّتْ مبتسمةً:
"صورتى..أنتَ تحدقُ بى ما يقربُ مِنْ الخمس دقائق ،فظننتكَ تصورنى.."
لم يستطعْ أن يكبحَ إبتسامته ،وقالَ:
"أعتذرُ سيدة ريحان! كنتُ أفكرُ فيما سأبدأ به.."
أومأتْ متجاهلةً تلك الرغبة المُلّحة فى صفعه حتى يزيلَ تلك الإبتسامةَ السخيفةَ عن وجهه ،وقالَتْ:
"حسنًا ،فلنبدأ!"
أومأ قائلًا:
"لا مشكلة لدى بالمكانِ لكنكِ..أقصدُ هل تريدين أن نجلسَ هنا أم نذهبَ للجلوسِ على تلك الطاولةِ؟"
نظرَتْ للطاولةِ بشكٍّ ،فقالَ مكملًا:
"حتى ترِّى كلَّ شىءٍ.."
نهضَتْ بصمتٍ ،فنهضَ يتبعها بهدوءٍ ،وجلسَ بجانبها يفتحُ حاسوبه المحمول قائلًا:
"بماذا تريدين أن تبدأى؟"
رفعَتْ حاجبيها صائحةً:
"يــــــا سبحـــــان الله!"
ضحكَ على نبرةِ صوتها الساخرةِ ،وقالَ:
"أقسمُ بالله كنتُ أشعرُ أنكِ ستسخرين مِنْ هذا..أنا أعرفُ بماذا سأبدأ فى كلِّ موضوعِ ،ولكننى لا أعلمُ ما هى رغبتكِ ،أو حماسكِ تجاه ماذا؟"
نظرَتْ له قليلًا محاولةً السيطرة على عصبيتها التى إشتعلَتْ بعد ضحكته ،وقالَتْ:
"لا تفرقُ بالنسبةِ لى..كلُّ هذا القرفِ واحد.."
قطبَ ،ورفعَ سبابته الطويلةَ بجديةٍ يقولُ:
"لا لا! هذا أسلوبٌ خاطىءٌ للعملِ مع كاملِ إحترامى لكِ.."
كتفَتْ يديها أمام صدرها تسأله بسخريةٍ:
"والله! حسنًا ،وما هو الأسلوبُ الصحيحُ يا أستاذ رامز؟"
تلك السخريةُ تجعله حانقًا ،ويفقدُ أعصابه سريعًا لكنه زفرَ ،وقالَ:
"الصحيحُ هو أن نتعاملَ مع أعمالنا كما نحبُّ أن نُعاملَ آنسة ريحان!"
كادَتْ أن تكملَ سخريتها لكنها إبتلعَتْ باقى كلماتها جاحظة العينين حين سمعَتْ لفظة (آنسة) ،وتفاقمَتْ عصبيتها بشكلٍ لا إرداىٍ تسأله بإستنكارٍ:
"آنسة؟"
نظرَ لها بإستدراكٍ لذلة لسانه ،فوجدَ وجهها يتخضبُ بحمرةٍ غاضبةٍ ،فقالَ سريعًا:
"سيدة..لقد قلتُ سيدة ريحان!"
ردَّتْ بإبتسامةٍ شيطانيةٍ:
"مع إنِّى قد سمعتها آنسة!"
ابتسمَ بتوترٍ قائلًا:
"لكننى قلتُ سيدة! ما رأيكِ بأن نبدأ؟"
وجمَتْ ملامحها قليلًا لكنها أومأتْ له ،فإقتربَ مِنها قليلًا قائلًا:
"حسنًا ،سنبدأ بهذا الملفِ.."
أومأتْ ،وجاهدَتْ للتحكمِ بتركيزها بعد أن أزكمَتْ رائحته الذكية أنفها ،وجعلتها تضطربُ قليلًا..بدأ رامز يعرضُ أمامها كلَّ شىءٍ بإسهابٍ ،ويشرحُ لها أدق التفاصيل بمهارةٍ أخرستها ،وأمتعتها..
لقد كانَ متمكنًا مِنْ كلِّ ما يفعله لدرجةٍ يُحسَد عليها ،وكلُّ ما تسأله عنه تجدّه يجيبها بإبتسامةٍ هادئةٍ ،وكأنه يستمتعُ بما يفعله..لوهلةٍ شعرَتْ براحةٍ غير معلومة السببِ حتى أنها قد تناسَتْ العمل ،والشركة ،وودَتْ لو تبقى فقط بهذه الحالةِ لساعةٍ واحدةٍ لكنها أفاقَتْ نفسها تركزُ على كلِّ ما يقوله غافلةً عن لمعةِ الإعجابِ بعينى رامز الذى كانَ مبهورًا بذكائها الفطرى..
"هل هذا يعنى أنه مِنْ الأفضلِ أن ندخلَ فى أى صفقات تلك الفترة؟"
تنهدَ ،ونظرَ لحاسوبه بتركيزٍ مضاعفٍ ،ثم قالَ:
"مِنْ رأيى الشخصى يا سيدة ريحان! لا..أرى أن تلك الفترة لا يصلحُ لنا المغامرة بدخولِ صفقات.."
شردَتْ قليلًا تفكرُ ،ثم قالَتْ:
"ماذا عن التداول؟ يمكننا التداول بشراءِ أسهم شركات أخرى ،وأيضًا هناك التداول الرقمى الإلكترونى لكنِّى أرى أن التداولَ بأسهمِ الشركات الآن أضمن ،وأفضل ؛لأن حركة السوق تلك الأيام هى حركة الـ(ثور) مما يعنى أننا سنضمنُ إزدهار تلك الأسهم لفترةٍ جيدةٍ ما يكفى حتى نستطيعَ الخوضَ فى الصفقات مِنْ جديدٍ..ما رأيكَ؟"
رفعَتْ له عينيها ،فوجدته يناظرها مشدوهًا ،فسألته مقطبةً:
"ماذا؟ هل أخطأتُ؟"
ردَّ بصدمةٍ لم يتخلصْ مِنها بعد:
"بتاتًا..بل إنكِ قد وجدتِ حلًّا عبقريًا بالنسبةِ لمبتدئةٍ.."
شعرَتْ بفرحةٍ غبيةٍ جعلَتْ إبتسامتها تتسعُ مظهرةً غمازتيها بسعادةٍ حقيقيةٍ بينما أكملَ هو يناظرُ إبتسامتها المعسولةَ:
"كلُّ شىءٍ يساعدُ تلك الفكرةَ فعلًا..خاصةً ،وأننا نملكُ سيولة لا بأس بها تلك الفترة.."
أومأتْ ،وقالَتْ بجديةٍ مجددًا:
"لكن أرى ألا نراهنَ بالكثيرِ ،وأن ندرسَ الوضع قبل أن نقدمَ على شراءِ أى شىءٍ.."
شقَّ ثغره إبتسامةً جميلةً ،وسألها:
"هلّ لى أن أعرفَ مِنْ أين علمتِ مصطلح حركة الـ(ثور) هذا؟"
شردَتْ بإبتسامةٍ حانيةٍ قائلةً:
"يونس هو مَنْ أخبرنى بتلك المصطلحات الغريبة..رحمه الله!"
تجهمَ وجهه ،ورددَ خلفها بلا تأثرٍ:
"رحمه الله!"
نهضَ ،وقالَ:
"حسنًا ،هذا كلُّ شىءٍ ،وإن أردتينى بأى شىءٍ يمكنكِ أن تطلبينى.."
أومأتْ ،ونهضَتْ هى الأخرى عن مقعدها تناظره ،وهو يغادرُ بجمودٍ..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:45 AM   #515

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 3

خرجَ مِنْ البنايةِ يحدثها قائلًا:
"لا يا رهف! سيأتيان معى لا تقلقى! نعم! ماما ،وحازم.."
أتاه ردُّها مِنْ الجانبِ الآخرِ متوترٌ:
"هذا جيدٌ..لقد أخبرتُ بابا على كلِّ حالٍ..رعد!"
ردَّ يعبرُ الشارعَ:
"أعلمُ لستِ مطمئنةً.."
ابتسمَتْ ،وقالَتْ:
"عدنى بأنكَ لن تستسلمَ إن لم يوافقْ!"
ردَّ بصبرٍ ،وكأنه يهدهدُ طفلةً صغيرةً:
"يا رهف بإذن الله سيوافقُ مِنْ أولِ مرةٍ ،وحتى إن لم يفعلْ هذا أنا لن أيأسَ سأحاولُ معه مرة ثانية ،وثالثة ،ورابعة ،ومليون..أنا لن أترككِ يا رهف ،فبالله عليكِ كيف لإنسانٍ أن يتركَ روحه بعد أن إلتقى بها؟"
دمعَتْ عيناها ،وقالَتْ بعفويةٍ متهورةٍ كعادتها التى يعشقها:
"يا الله يا رعد! كلماتكَ تشعرنى برغبةٍ غبيةٍ فى الإمساكِ بوجهكَ ،وإمطاره بالقبلاتِ.."
ضحكَ بقوةٍ أخجلتها مِنْ قولها ،وقالَ:
"نتزوجُ فقط ،ونرى مَنْ سيمطرُ الآخرَ قبلات.."
ضحكَتْ بوجنتين متخضبتين بحمرةٍ تلبقُ بنمشهما مردفةً:
"كلما تحدثتُ بتلك الطريقةِ الوقحةِ أنسى أنكَ رعد الذى أعرفه حقًّا.."
علقَتْ إبتسامةٌ جذّابةٌ بشفتيه ،وهو يقولُ:
"أ تعلمين لم أعدْ أذكرُ هذا الرعد قبل معرفتكِ يا رهف! فرعدُ الذى أعلمه كانَ صوتًا يلقى الرعب ،والوحشة فى قلوبِ مَنْ حوله بدونكِ.."
ردَّتْ تسأله هائمةً بكلماته التى تعزفُ ألحانًا فوق أوتار قلبها:
"وماذا عن الذى تعرفه الآن؟"
ردَّ واضعًا يدّه الحرة فى جيبه يسيرُ دون هدى:
"أصبحَ نغمةً..لحنًا..أغنيةً تعزفين نغماتها حين تنطقين بإسمه.."
تنهدَ ،وقالَ يسيرُ بمحاذاةِ البحرِ:
"لم أعلمْ ما معنى الحبِّ الذى يتغنون به فى الأشعارِ ،والكتبِ ،والأغانى إلا حين عرفتكِ..كنتُ أتعجبُ مِنْ أن يشتاقَ أحدهم لشخصٍ فى الأفلامِ لكننى علمتُ الآن أن الإشتياقَ لا يكمنُ فى البعدِ يا رهف ؛لأننى أشتاقكِ ،وأنا أحدثكِ الآن..أشتاقكِ حتى ،وأنتِ أمام عينى ،ولا أعلمُ ماذا أفعلُ حتى أمحى هذا الشعور الغبى.."
سألته بقلبٍ تتواثبُ دقاته:
"أنتَ بجانبِ البحرِ أ ليس كذلك؟"
نظرَ للبحرِ قائلًا:
"كيف عرفتِ؟"
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"لا أعلمُ ما السرُّ فى البحرِ؟ كلما تسيرُ بجانبه تخرجُ كلامًا يجبُّ أن يُدرَسَ فى كتبِ اللغةِ العربيةِ مِنْ بلاغته.."
جلجلَتْ ضحكته جاذبةً نظرِ مجموعة مِنْ المراهقات ،وقالَ:
"ربما هو تأثيركِ أنتِ ،لا البحر يا برتقالة!"
قطبَتْ مستنكرةً:
"برتقالة!"
أومأ ،وكأنها تراه مردفًا:
"إنه أنسب وصفًا لكِ ،فلطالما حيرنى حاجبيكِ ،وأهدابكِ ،وسألتُ نفسى مرارًا ،وتكرارًا ما لون شعركِ يا تُرى؟"
زفرَ ،وأكملَ مستطردًا:
"حين رأيته كانَتْ تسيطرُ علىّ رغبةٌ غبيةٌ فى شمِّ رائحته.."
ضحكَتْ ،وقالَتْ:
"ستكونُ رائحةَ أى شىءٍ يا رعد عدا البرتقال.."
ردَّ بشقاوته المحببةِ ،وإبتسامته تأبى ترك ثغره:
"سنرى.."


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:48 AM   #516

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 4

"وأنتِ يا أسيل! ما جديدكِ؟"
تربعَتْ أسيل براحةٍ ،وقالَتْ بحماسٍ:
"هذه المرةُ لدى ما أخبركنْ به.."
إتسعَتْ عيون الفتيات ،والسيدات مِنْ حولها فى ترقبٍ ،وقالَتْ إحداهن:
"تلك اللمعةُ بعينيكِ تنبئنى بأن هناك جديدًا وسيمًا أيضًا.."
ضحكن ،فقالَتْ أخرى:
"إنتظرى حتى تخبرنا!"
إردفَتْ سيدة خمسينية:
"أشعرُ بأن ما ستلقيه على مسامعنا الآن قنبلة.."
ضحكن مجددًا حتى أسيل التى رفعَتْ يديها تقولُ:
"إن صبرَ القاتلُ على المقتولِ..إنتظرن ،وستعلمن.."
اليوم شمسه ،وكلُّ ما به مشرقٌ حتى أنها تشعرُ بأن روحها هى ما تشرقُ ،وما يزيدها فرحًا ذلك التجمع المميز الذى يُعقَد كلَّ فترةٍ فى تلك الحديقةِ..ابتسمَتْ لهنَّ قائلةً:
"هل تذكرُ إحداكن كرم؟"
صحنَّ معًا:
"صديق حازم.."
جلجلَتْ ضحكةُ أسيل ،وقالَتْ:
"نعم هو يا بطابيطى!"
تنهدَتْ ،وأكملَتْ بتركيزٍ:
"لقد أخبرتكن على مجموعة الـ(واتساب) بأنه أخذَ رقمى ؛ليبحثَ لى عن عملٍ.."
ردَّتْ فتاة عشرينية بعمرِ أسيل قائلةً:
"نعم ،وأخبرتينا بأنه أصرَّ على ذلك ما الجديدُ؟"
ردَّتْ بوجهٍ وردىٍ رائقٍ:
"لا أعلمُ..إنظرنْ! هو لم يأتِّ لى بعملٍ لكننى وجدته يحدثنى أكثر مِنْ مرةٍ ،وآخر مرة كانَتْ البارحة على الـ(واتساب) حتى إننى تعجبتُ مِنْ ذلك.."
ردَّتْ السيدة الخمسينية بخبثٍ:
"وفى ماذا يحدثكِ؟"
ردَّتْ تلوحُ بيديها فى شرودٍ يزينه إبتسامةٌ هادئةٌ:
"كلُّ شىءٍ ،وأى شىءٍ..لا يوجدُ موضوعٌ محددٌ نبدأ به ،ولا أعلمُ كيف يبدأ الحديثَ مِنْ الأساسِ لكننى أستمتعُ بـ..بكلِّ ما نقوله..على كلٍّ هذا ليس موضوعنا.."
تنحنحَتْ ،وتيقظَتْ لتعمقها فى وصفِ مشاعرها ،ثم قالَتْ:
"لقد..لقد شجعنى حديثه على ذلك الحلمِ الذى أخبرتكن به مِنْ قبلٍ.."
لانَتْ نظراتهن لها فى حبٍّ حقيقىٍ ،وقالَتْ إحداهن:
"وما الذى يوقفكِ يا أسيل؟"
ردَّتْ أسيل بفتورٍ:
"لا أعلمُ ما إن كنتُ سأنجحُ أم ماذا؟"
ردَّتْ الفتاةُ الجديدةُ بينهن بإبتسامةٍ مشرقةٍ:
"لقد وهبنى الله هبةَ قراءةِ البشرِ..ربما لا يؤمنُ بها البعضُ لكننى أؤمنُ بوجودها لدى مما عاصرته بحياتى..أنتِ أسيل مميزة حبيبتى! بكِ طاقةٌ ،ونشاطٌ ،وروحٌ مثابرةٌ لا يملكها كلّ الناسِ..مِنْ هذا الوقتِ القليلِ الذى قضيته معكِ أستطيعُ أن أخبركِ بأنكِ لا تستسلمين بسهولةٍ ،وأعتقدُ أنكِ ستتمكنين مِنْ الوصولِ إلى ما تصبو إليه نفسكِ.."
أيّدَتْ حديثها أخرى قائلةً:
"نعم هذا صحيحٌ! أنتِ..أنتِ وقفتِ معى أمام طليقى ؛لأستردَ حقوقى..لم أستطعْ حينها أن أفهمَ كيف لفتاةٍ مثلكِ أن تفعلَ هذا لكنكِ فعلتِ أسيل!"
فردَّتْ عليهما ثالثة مردفةً بإبتسامةٍ ممتنةٍ:
"لستِ وحدكِ مَنْ ساعدتكِ أسيل..أنا لن أنسى هذا اليوم الذى أجريتُ به عملية إستئصال الرحمِ حين بقيتِ معى حتى إنتهى وقت الزيارة.."
ضحكَتْ ثم أكملَتْ:
"لقد كادَ أمن المشفى أن يخرجها غصبًا.."
ضحكن جميعهن إلى أن أتى صوت والدة سهر التى لم تنقطعْ عن حضورِ تلك الجلسات بعد موت صغيرتها هادئًا مشجعًا:
"بالرغمِ..بالرغمِ مِنْ أن سهر.."
ترقرقَتْ دموعها ،فتأثرَتْ أسيل متألمةً بينما أمسكَتْ السيدةُ دموعها بإرادةٍ مِنْ حديدٍ مكملةً:
"رحمها الله..لم تكنْ تريدُ المحاربةَ لقد كانَتْ مستسلمةً تمامًا للمرضِ إلى أن أتيتِ لها أسيل! لقد خلقكِ الله مِنْ أجل ذلك ،فلا تتراجعى عن ما تفكرين به!"
مسحَتْ أسيل دمعتين حزينتين على تلك الصغيرةِ بهدوءٍ ،وقالَتْ:
"أولًا ،أنا لم أساعدْ أحدًا..أنتن مَنْ ساعدتونِّى مرارًا ،وتكرارًا ،ولم تتركْ إحداكن يدّى للحظةٍ.."
زفرَتْ ،ورفعَتْ أنظارها لهن جميعًا مكملةً:
"ما أريده ليس سهلًا..لقد أخبرتكن به مِنْ قبلٍ..لا أعلمُ مِنْ أين أبدأ ،ولا ماذا أفعلُ ،أنا مشتتةٌ..أنا.."
قطع حديثها رنين هاتفها ،فأخرجته مِنْ حقيبتها متأففةً تقولُ:
"هل هذا وقتكِ يا آسيا؟"
ناظرَتْ شاشةَ الهاتفِ بوجومٍ ،فقلقن جميعهن ،وسألتها إحداهن:
"مَنْ هذا يا أسيل؟"
ردَّتْ أسيل تمازحهن:
"أتينا بسيرةِ القطّ..إنه كرم.."
صاحَتْ إحداهن بحماسٍ:
"إفتحى مكبرَ الصوتِ يا أسيل ،وإلا سأصرخُ!"
ضحكَتْ أسيل ،فشاركتها فتاتان أخرتان بالطلبِ ،فإنصاعَتْ أسيل لرغبتهن ،فتحَتْ المكالمة على مكبرِ الصوتِ..أتى صوته رجوليًا قويًا جعلَ قلوبهن تتواثبُ بدقاتٍ مرتفعةٍ إعجابًا حين قالَ:
"صباح الخير آنسة أسيل! كيف حالكِ اليوم؟"
ردَّتْ بخجلٍ مِنْ نظراتهن:
"أفضلُ منكَ ماذا عنكَ؟"
ردَّ بجديةٍ تنافى حديثه:
"أنا مثل القرف ،والحمد لله أحدثكِ مِنْ قلبِ موقع الإنشاء ،ورأسى تكادُ تنفجرُ مِنْ الألمِ.."
ردَّتْ بروحٍ مشاغبةٍ كعادتها:
"ولماذا تحدثنى ،وأنتَ بهذا الحالِ؟أ تريدُ أن تزيدَ صداعكَ؟"
ردَّ ضاحكًا:
"عسل يا أسيل! لسانكِ بسم الله ما شاء الله ينقطُ طوبًا.."
كتمَتْ ضحكتها ،وقالَتْ بغرورٍ مفتعلٍ:
"طوال عمرى..أخبرنى ما حجةُ تلك المرة حتى تحدثنى؟"
لانَتْ إبتسامته مِنْ مشاغبةٍ لمعجبةٍ ،وهو يقولُ:
"أمران لا أحبهما بحياتى..البامية ،والمرأة الذكية ،فالبامية صراحةً لا أعلمُ كيف يأكلها الناس أمَّا المرأة الذكية ،فهى ترهقنى حقًّا.."
ردَّتْ ضاحكةً ناسيةً مَنْ أمامها:
"حسنًا ،وأنا لم أكرهْ بحياتى سوى الشخص الذى يظنُّ نفسه ذكيًا ،وهو..لن أكملَ ،فما الذى سيضمنُ لى أنكَ لن تكونَ مِنْ هذا النوعِ الذى يحزنُ سريعًا.."
ردَّ يكيدها:
"لا يا أسيل! لقد أخبرتكِ مِنْ قبلٍ بأننى لا أبكى مثلكِ..مثلًا.."
تخضبَ وجهها بحمرةٍ غاضبةٍ ،وقالَتْ:
"لقد كانَ هذا مرةً واحدةً.."
جلسَ يرتشفُ مِنْ كوبِ الشاى الخاص به مبتسمًا ،وقالَ:
"نعم أذكرها حين وقعتِ فوقى.."
هدرَتْ به فى ناريةٍ:
"كرم!"
سألها بتسليةٍ:
"هل تحفظين إسمى أم ماذا؟"
ردَّتْ بإبتسامةٍ ساخرةٍ أضحكَتْ مَنْ أمامها:
"لا أتذوقه يا خفيف!"
ضحكَ ،وقالَ:
"طولكِ لا يتعدَّ عشر سنتيمترات بينما لسانكِ أطول مِنْ برجِ إيفيل.."
ردَّتْ ترفعُ حاجبيها:
"عجيبٌ حقًّا لكنها خلقة الله..هل تريدُ مِنْ لسانى هذا متر ،أو إثنين؟"
قطبَ مستفسرًا:
"لماذا؟"
ردَّتْ بإبتسامةٍ بريئةٍ:
"حتى تلتحفَ به كرامتكَ ،فلا تتضررُ مِنْ طولِ لسانى.."
ضحكَ حتى سعل ،وقالَ:
"لا بأمانةٍ حلوة..أنسيتينى ما كنتُ أريدُ قوله.."
ردَّتْ بنزقٍ مفتعلٍ:
"وهل أملكُ اليوم بطوله لسيادتكَ؟"
ردَّ ساخرًا:
"الذى يسمعكِ الآن لا يسمعُ شكواكِ الفراغ حين كنتِ بسيارتى..يا بنتى أنا أكسبُ بكِ ثوابًا.."
ضحكَتْ ،وإردفَتْ:
"لقد إقشعرَ بدنى يا أخى مِنْ الخيرِ.."
ابتسمَ ،وقالَ:
"لا داعٍ للشكرِ..آهٍ! تذكرتُ..كنتُ أريدُ منكِ أن تعلمينى كيف أطهو طاجن الـ(بطاطا باللحمِ) مثل الذى تعده طماطم..لقد مللتُ مِنْ الطعامِ الجاهزِ.."
نهضَتْ رغم إعتراض الفتياتِ ،وإبتعدَتْ عنهن بعد أن أغلقَتْ مكبرَ الصوتِ قائلةً:
"وهل هناكَ شابٌ رياضىٌ يتناولُ طاجن الـ(بطاطا باللحمِ)؟"
ردَّ ناهضًا هو الآخر عن مقعده:
"لقد تعبتُ حقًّا مِنْ الأطعمةِ الجاهزةِ ،وتلك الأمور المملة..أريدُ أن أتناولَ طعامًا طبيعيًا كباقى البشرِ.."
شعرَتْ برغبةٍ أموميةٍ فطريةٍ فى إطعامه جعلتها ترتبكُ قائلةً:
"حسنًا ،هل معكَ ورقةٌ ،وقلمٌ؟"
ردَّ يسألها:
"لماذا هل مكوناتها كثيرة؟"
أومأتْ مبتسمةً ،وهى تقولُ:
"ليسَتْ بكثيرةٍ لدرجةٍ زائدةٍ.."
همهمَ ثم قالَ:
"أين أنتِ الآن؟"
ردَّتْ تنظرُ للمجموعةِ خلفها:
"مع صديقاتى..فى حديقةِ ****"
ابتسمَ ،وقالَ:
"حسنًا ،سأنهى دوامى بعد.."
رفعَ رسغه يناظرُ الساعةَ ،وأكملَ:
"ربع ساعة..ربع ساعة ،وسآتى لكِ.."
قطبَتْ تسأله بجديةٍ:
"لماذا؟"
ردَّ قائلًا بترددٍ:
"لتأتى معى ،ونبتاعُ مكونات تلك الوجبة اليتيمة..إن رفضتِ سيظلُّ ذنبى معلقًا برقبتكِ.."
كانَ يمازحها لكن بداخله كانَ يرتجفُ فى إنتظارِ ردّها ،فكلُّ ما يشعرُ به الآن هو رغبة مُلّحة دون سببٍ وجيهٍ فى رؤيتها ،وربما أخرى خبيثة فى لمسِ شفتها الدافئة لكنه لا يعلمها..
كانَتْ تفكرُ بغضبٍ ،ودَّتْ لو تستطيعُ الرفضَ لكن..لكنه يشعرها بأنه طفلٌ ضائعٌ منذُ أن بدآ حديثهما معًا..ردَّتْ بعد قليلٍ قائلةً:
"حسنًا ،مُر علىَّ ،وأنا سأنتظركَ.."
اتسعَتْ إبتسامته بفرحٍ حقيقىٍ مردفًا:
"لن أتأخرَ..إلى اللقاءِ!"
ردَّتْ بهدوءٍ ،وشعورٍ بالذنبِ يقتاتُ على نفسها:
"إلى اللـ.."
قاطعها صائحًا:
"أسيل!"
ردَّتْ بقلقٍ:
"ماذا؟"
سألها يضحكُ:
"هل صديقاتكِ جميلات؟"
نفثَتْ أنفاسًا ناريةً هادرةً:
"إغلقْ يا كرم! إغلقْ ،وإحفظْ كرامتكَ!"
أغلقَتْ المكالمة تاركةً إياه يضحكُ على الجانبِ الآخرِ..عادَتْ أسيل سريعًا للمجموعةِ تقولُ:
"سأضطرُ للمغادرةِ الآن.."
سألتها السيدة الخمسينية:
"لماذا حبيبتى؟ هل أنتِ بخيرٍ؟"
أومأتْ أسيل توارى وجنتيها المتوردتين ،وقالَتْ بسرعةٍ:
"سأخبركن حين أعودُ للبيتِ.."
أومأن لها ،وودعنها بينما ركضَتْ هى للبوابةِ الرئيسيةِ للحديقةِ..
وقفَتْ أمام البوابة تناظرُ إنعكاس وجهها فى المرآةِ تضبطُ وشاحَ رأسها لكنها تمتمَتْ بنزقٍ:
"يا الله وجهى يشبه وجه صينية المعكرونة بالبشاميل فى الشمسِ! ماذا أفعلُ؟"
وقفَ خلفها شابان قالَ أحدهما بإستنكارٍ:
"وجهكِ فقط!"
ردَّ الآخرُ يغازلها:
"جسدكِ كلّه بشاميل يا قمر!"
ردَّ عليه الأول مقتربًا مِنها:
"لا ملبن ،وأنتَ الصادقَ.."
أدخلَتْ المرآة فى حقيبتها ،ورفعتها على كتفها مستديرةً لهما قائلةً:
"إن كنتما تظنان بأننى بلهاء غير قادرة على مسحِ هذا الشارع بكرامتيكما ،فسأخبركما بأن أمكما هى البلهاء أيها الغبى أنتَ ،وهو.."
هدرَ بها أحدهما:
"ومَنْ تظنين نفسكِ يا ****؟ أنتِ **** بلا.."
قاطعته أسيل تقبضُ على قميصه صارخةً بصوتٍ أجمعَ الشارع بأكمله:
"أ تحاولُ أن تسرقنى أيضًا؟أ لا يكفى أنكَ تتحرش بى يا حيوان؟"
تجمهرَ الرجال حولها بينما إنصرفَ صديقه ركضًا ،وسألها أحدهم:
"هل يضايقكِ يا آنسة؟"
ردَّتْ أسيل بعد أن صفعته بقوةٍ:
"إنه حقير متحرش ،وسارق لـ.."
كادَ أن يتهجمَ عليها لكن الرجال أمسكوه ،وبدأ السباب ،والضرب ،فإبتعدَتْ أسيل عنهم بإبتسامةٍ فَرِحةٍ تراقبه ،وهو يُضرَب بأعينٍ سعيدةٍ..
"لقد أشفقتُ عليه.."
نظرَتْ أسيل لكرم الذى وقفَ بجانبها ،وأكملَ بجديةٍ ينظرُ للشابِ المعجونِ بين الرجالِ:
"لقد كنتُ سأتدخلُ لكنكِ قبضتِ على قميصه بشراسةِ نمرٍ فقدَ ذيله..حقًّا منكِ لله يا أسيل!"
ضحكَتْ بقوةٍ ،وشاركها الضحكَ قائلًا:
"لقد كانَ عليكِ أن ترى تعبيرات وجهه مِنْ بعيدٍ..المسكينُ كانَ يشبه أنثى الدولفين الهاربة فى موسمِ التزاوجِ.."
قهقهَتْ حتى دمعَتْ عيناها ،ووقفَ هو يناظرُ ضحكاتها بإبتسامةٍ هادئةٍ..تملكُ ضحكةً مشعةً كشمسٍ تنيرُ عتمة ليلٍ طويلٍ بنورها..توقفَتْ عن الضحكِ تمسحُ دموعها مردفةً:
"هيا بنا حتى لا أتأخرُ على خالتى!"
أومأ لها ،وقادها للسيارةِ ،ثم إنطلقَ بها يسألها:
"الآن أين سنذهبُ؟"
ردَّتْ بإبتسامةٍ واثقةٍ:
"السوق.."
نظرَ لها غير مصدقًا يسألها:
"أين؟"
ردَّتْ مجددًا:
"السوق يا كرم!"
ضحكَ ،وأدارَ المقودَ مردفًا:
"بعمرى لم أفعلها حتى ،وأنا متزوجٌ.."
سألته مستنكرةً:
"لماذا إن شاء الله؟وكيف كانَتْ تطبخُ حرمكَ المصون؟"
ردَّ بإقتضابٍ:
"كانَتْ تذهبُ لمراكز التسوقِ.."
فهمَتْ رغبته فى التغاضى عن هذا الشقِّ مِنْ حياته ،فقالَتْ بمرحٍ معتادٍ:
"الطعامُ لن يكونَ طعامًا إلا إن جُلِبَ مِنْ السوقِ..له مذاقٌ آخرٌ.."
نظرَ لها ،وأعادَ نظره للطريقِ قائلًا:
"سنرى هل سيختلفُ المذاقُ تلك المرة أم ماذا؟"
قطعا الطريقَ سريعًا ،وصفَّ السيارة على جانبِ شارعٍ طبيعىٍ كما أمرته ،فسألها:
"أين السوق؟"
ردَّتْ ،وهى تخرجُ مِنْ السيارةِ:
"ليس هنا..سندخلُ له مِنْ هنا.."
أومأ ،وخرجَ هو الآخر مِنْ السيارةِ يتبعها فى شوارعٍ يخطوها لأولِ مرةٍ فى حياته إلى أن وجدَ نفسه فى مكانٍ لم يراه بحياته مِنْ قبلٍ..فغرَ فاهه يتلفتُ حوله ،فضحكَتْ أسيل قائلةً:
"ما بكَ يا كرم؟"
ردَّ يناظرُ البائعين المصفوفين أمام بعضهم ،وحركة الناسِ بينهم مندهشًا:
"هل ستصدقينى إن أخبرتكِ بأنها المرة الأولى لى فى هذا المكانِ؟"
سألته بفضولٍ لم تستطعْ السيطرة عليه:
"لماذا؟ ماذا عن صغرك أ لم تأتى والدتكَ لهنا مِنْ قبلٍ؟"
ردَّ يسيرُ بمحاذاتها جاهدًا ألا يفقدها وسط الزحام:
"لقد تركنا مصر فى صغرى أنا ،وأختى ،وإنتقلنا مع أبى للكويت بسببِ عمله ،وعدتُ هنا بعد أن أنهيت الثانوية العامة ،فإلتحقتُ بكليةِ الهندسة مع حازم وقتها.."
سألته مجددًا:
"وماذا عن أهلكَ؟"
ردَّ بإبتسامةٍ هادئةٍ:
"لقد عادوا مجددًا ،وتركونى هنا ،ولم يأتوا إلى هنا بعدها سوى مرتين..يوم تقدمتُ به لـ.."
قطعَ حديثه ينظرُ لها مِنْ عليةٍ ،فوجدَ عينيها متعلقةً به ،ولمعةٌ مميزةٌ فضوليةٌ بهما ،فإتسعَتْ إبتسامته يسألها:
"ماذا عنكِ؟ أنا أخبركِ منذُ أن أتينا عنِّى.."
تنحنحَتْ ،وحاولَتْ أن تجمعَ أفكارها ،وتهدئ مِنْ ضربات قلبها المتسارعةِ بعد تمحيصها فى وجهه ،ثم قالَتْ:
"أنا..أنا فقدتُ والداى فى صغرى..ماتا فى حادثةٍ حين كانا عائدين مع زوج خالتى مِنْ العُمرةِ.."
شردَتْ قليلًا ،فخفقَ قلبه ببطىءٍ لا يعلمُ ما يفعله الآن لكنها أكملَتْ بإبتسامةٍ راضيةٍ:
"تركَتْ بعدها آسيا تعليمها ،فلم تكنْ تحبُّه على كلٍّ ،وعملَتْ بورشةِ السيارات الخاصة بأبى ؛لتعتنى بى ،وأنا تعلمتُ الطهى ،وتلك الأمور المنزلية فى سنِّ صغيرةٍ ،وقررتُ أن نكوّنَ عائلتنا سويًا ،فالعملُ مِنْ إختصاصها ،وأمور المنزل مِنْ إختصاصى..والآن بعد أن تزوجَتْ حياتى أصبحَتْ..كيف أصفها؟.."
تنهدَتْ ،وقالَتْ:
"بلا قيمةٍ.."
ردَّ بنبرةٍ واثقةٍ:
"حياتنا لا تُقدَر قيمتها بالأشخاص يا أسيل!"
ردَّتْ بطفولةٍ جعلته يبتسمُ ،وهى تلوحُ بيديها:
"أعلمُ يا كرم لكنِّى.."
زفرَتْ ،وأكملَتْ:
"أحيانًا أستيقظُ صباحًا أشعرُ بالنقصِ..أريدُ أن أحضرَ الفطورَ وحدى..أنظفَ البيتَ وحدى..أهتمُ بشؤون المنزلِ وحدى..أعتنى بأحدهم كما كنتُ أفعل مع آسيا ،وأطهو له..أحدٌ أحبُّه حقًّا ؛لذلك لا أنزعج تمامًا حين يطلبُ حازم مِنِّى أن أحضرَ طعامهما ؛لأنى أحبُّه كأخٍّ بالطبعِ ،وأحبُّ آسيا.."
تغاضى عن نزعةِ الغيرةِ الغبيةِ التى تملكَتْ مِنه فجأةً حين ذكرَتْ حبَّها لحازم لكنه لم يستطعْ أن يغفلَ عن تلك الأمومةِ الفطريةِ التى تغدقُ بها أسيل على مَنْ حولها دون شعورٍ مِنها..أمومة تجعله يتمنى لو كانَ هو هذا الشخص..نفضَ تلك الفكرة عن رأسه مذكرًا نفسه بأنها مجرد صديقة كما قررَ مِنْ قبلٍ ،وأنها مثل أخت حازم فى النهايةِ ،وبالتالى أخته إلى أن إنتشلته أسيل مِنْ بئرِ أفكاره مردفةً:
"لكننى أحاولُ تعويضَ هذا بأن أطهو لطماطم أحيانًا حين تكونُ جميلة مرهقة ،أو لصديقاتى حين نتجمعُ..تعجبهم حلوياتى.."
ردَّ مكتفًا ذراعيه أمام صدره العريضِ:
"إن كنتِ تتألمين كثيرًا رغبةً فى الطهى أنا هنا يا أسيل ،ولن أمانعَ أن تطهى ما تشائين إن كانَ حتى يا ربى بامية.."
ضحكَتْ بينما أكملَ هو بجديةٍ:
"وستجديننى أمدحكِ كلما فعلتِ شىءًا..وإن كانَ على التنظيفِ أقسم بالله شقتى مزرعة دواجن.."
جلجلَتْ ضحكتها المُنعشةُ ،فأكملَ هو مبتسمًا:
"سأترككِ تنظفيها حتى تملِّين التنظيف طوال عمركِ..أقولُ لكِ..فلنتزوجْ ،ولن تشعرى بذلك النقص ،أو هذا الفراغ.."
هدأتْ ضحكاتها ،ونظرَتْ له حين وقفَتْ أمامه مردفةً:
"أ لم أخبركَ مِنْ قبلٍ أنكَ لستَ مِنْ نوعى المفضل؟"
رفعَ حاجبًا مستنكرًا:
"وهل تحلمين مِنْ الأساسِ بأن أنظرَ لعقلةِ إصبعٍ مثلكِ؟ يا ماما البنات تقعُّ تحت أقدامى هكذا.."
قالها ،وفرقعَ إصبعيه أمام عينيها ،فقالَتْ:
"على ماذا بإذن الله؟ أنتَ حتى لون عينيكَ..باهتٌ.."
ابتسمَ مقتربًا يسألها:
"حقًّا؟"
توردَتْ وجنتاها الشهيتان للعضِّ فى نظره لكنه أبعدَ نظره عن وجهها مردفًا:
"هل سنظلُّ نسيرُ هكذا كثيرًا؟"
أشارَتْ له خلفه إلى حانوتٍ صغيرٍ رُصَّ أمامه العديد مِنْ الطاولات الخشبية المهترئة مردفةً:
"لا سنذهبُ لهذا الرجل أنا أبتاعُ مِنّه الخضراوات أسبوعيًا ،وأعلمه جيدًا..تعالَ معى!"
أومأ ،وإتبعها فى هدوءٍ إلى أن وقفَتْ أسيل أمام إحدى الطاولات تحيى الرجل بطريقةٍ ودودةٍ:
"يا صباح الورد!"
نهضَ الرجلُ مِنْ على مقعده قائلًا بإبتسامةٍ:
"يا صباح الورد على الورد ،وأنا أقولُ لماذا اليوم جميل اليوم؟"
ضحكَتْ أسيل ،وقالَتْ:
"ربنا يعزّكَ! أريدُ كافّة.."
ناولها الرجل كافّة ميزان ،وعادَ ينشغلُ مع باقى السيدات الواقفات بينما وقفَ كرم جانب أسيل التى كانَتْ تختارُ مِنْ البطاطا أمامها بتركيزٍ شديدٍ ،وسرعة فائقة يهمسُ لها:
"مَنْ هو ؛ليقولَ لكِ يا ورد؟"
ردَّتْ دون أن تنظرَ له:
"يا عم هذا رجل مُسن..إنه فى عُمر أبى تقريبًا.."
ردَّ كرم يجذبُ الكافّةَ مِنْ بين يديها بنزقٍ:
"والله لو كانَ جدكِ..أ لم ترى كيف ينظرُ لكِ؟"
ردَّتْ مِنْ بين أسنانها تجذبُ الكافّة لها:
"لم ينظرْ لى بطريقةٍ مُخلةٍ يا كرم!"
ردَّ جاذبًا الكافّة له ،فإرتطمَتْ بعضلات بطنه ساخرًا:
"والله! لماذا إذًا لم تبتعدْ عيناه عن محيطِ صدركِ؟"
شهقَتْ ،وتوردَتْ وجنتيها بشدةٍ ،وإقتربَتْ مِنه تقولُ غاضبةً:
"أنتَ وقح!"
ردَّ مقتربًا مِنها هو الآخر قائلًا:
"وأنتِ غبية!"
تنحنحَ الرجل ،وقالَ:
"هل أنهيتِ طلبكِ؟"
هدرَ به كرم دون أن يتركَ الكافّة:
"لا لم ننتهى بعد.."
ثم نظرَ لأسيل التى كانَتْ تحدقُ به غاضبةً لكنه قالَ بصوتٍ مرتفعٍ:
"أو تعلمين؟ أظننا لن نبتاعَ شىءًا مِنْ هنا.."
جحظَتْ عيناها بينما سحبَ هو الكافّة مِنْ بين يديها يلقيها فوق البطاطا رغم إعتراض الرجل ،وسحبَ رسغ أسيل يسيرُ بها عائدًا حتى إبتعدا مسافة كافية ،فتركَ يدّها أخيرًا بعد ضربها له ،وطلبها بأن يتركَ يدَّها..
إلتفتَ لها قائلًا:
"لا تذهبى له مجددًا!"
تخصرَتْ تردُّ بعنادٍ:
"سأذهبُ يا كرم! الرجلُ محترمٌ ،ولم يخطئ ،ولا مرة معى..ماذا بكَ؟و..وما دخلكَ أنتَ مِنْ الأساسِ؟"
ردَّ بلا مبالاة مفتعلة كانَ يتفتتُ غضبًا تحت إهابها:
"حسنًا ،إذهبى له ما دخلى بالفعلِ.."
سارَ خطوتين لكنه إلتفتَ لها مجددًا يقولُ:
"أقسمُ بالله يا أسيل إن علمت بأنكِ أتيتِ له مجددًا سأذهبُ ،وأخبرُ حازم..سأخبره أيضًا بموضوع سهر تلك..أنا لم أنسَّ.."
تفاقمَ غضبها لدرجةٍ عاليةٍ ،فذهبَتْ له ،ودعسَتْ قدمه بكلِّ قوتها ،وركضَتْ مِنْ أمامه ،فركضَ خلفها صائحًا:
"أنا أسرع منكِ أيتها القصيرة!"
إلتفتَتْ لهما الأعين بين سخريةٍ ،وإستنكارٍ لكنهما لم يهتما ،بل تعالَتْ ضحكات أسيل التى كانَتْ تشعلُ غضب كرم أكثر..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:50 AM   #517

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 5

فتحَتْ عينيها تتفحصُ الغرفةَ حولها ،والدوارُ يعصفُ برأسها..ظلَّتْ تنظرُ حولها ،فعلمَتْ أنها لا تزالُ بشقةِ عصام..أغمضَتْ عينيها بألمٍ لا تعرفُ سببه ،وهى تتذكرُ آخر ما حدثَ مما جعلها تسبه بخفوتٍ ،ووهنٍ..فُتِحَ بابُ الغرفةَ ،ودلفَ مِنه أمام عينيها ،وكأنها قد نادته للتو..جلسَ على مقعدٍ أمام السرير يناظرها بإشمئزازٍ إلى أن سألته بصوتٍ خفيضٍ:
"لماذا تنظرُ لى هكذا؟"
ردَّ ملقيًا لها ملابس لا تعلمُ مِنْ أين أتى بها ،وأين ملابسها:
"لقد ظللتِ فى حالةِ الإغماءِ تلك لمدة ثلاثة أيام..إرتدى ملابسكِ ،وغادرى الآن ،وتلك المرة دون رجعة يا سارة!"
تحاملَتْ على آلامها ،وجلسَتْ بإعتدالٍ تسأله بهلعٍ:
"ما الذى تقصده؟ ماذا تعنى بهذا؟"
ردَّ يناظرها بشكٍّ:
"منذُ متى ،وأنتِ حامل؟"
جحظَتْ عيناها فى صدمةٍ ،وقالَتْ:
"أنا..أنا لستُ.."
قاطعها بنفاذِ صبرٍ:
"بالطبعِ ستخبريننى بأنكِ لم تعرفى ،وكلُّ تلك الأمورِ..لا تقلقى يا سارة! أنا لستُ كرم..أنا تخلصتُ بالفعلِ مِنْ الطفلِ.."
هوى قلبها أرضًا متحطمًا لأشلاءٍ بينما أكملَ هو يفتحُ خزانةَ ملابسه:
"لقد فقدتِ وعيكِ حين كنتُ فى أفضلِ مزاجٍ لى..قلتُ فى نفسى أنتِ الخاسرة على كلٍّ لكن بعد قليلٍ وجدتكِ تنزفين.."
أغلقَ الخزانةَ ،وإستدارَ لها مكملًا:
"أحمدُ الله أن صديقى المقرب طبيب..أخبرنى بأنكِ حامل ،وإن لم تذهبى لمشفى سيموتُ الجنين.."
جلسَ بجانبها مستطردًا:
"لقد أخبرته برغبتى صراحةً..أنا لا أريدُ هذا الجنين ،وهو كطبيبٍ ماهرٍ تخلصَ مِنه ،وأبقى حياتكِ.."
لمسَ خصلاتها يبعدها عن وجهها قائلًا:
"ظللتِ نائمة هكذا إلى الآن..أ تعلمين أنتِ لستِ الأولى بهذه الشقةِ ،ولن تكونى الأخيرة بالطبعِ لكن كلّ مَنْ سبقوكِ يا سارة كُنَّ أكثر حذرًا مِنْ هذا.."
نهضَ ،وكادَ أن يخرجَ لكنه توقفَ ،وقالَ:
"آهٍ! نسيتُ أن أخبركَ بأن عقدَ الزواج العرفى ،والمأذون ،وكلَّ تلك الجلبةِ..غير حقيقى..أنتِ لستِ زوجتى لكننى لن أحرمكِ مِنْ هذا.."
أخرجَ مِنْ جيبه ظرفًا منتفخًا ،وألقاه لها قائلًا بإبتسامةٍ واسعةٍ:
"أنتِ طالق! وتلك بالطبعِ ليسَتْ حقيقية لكن ماذا أقولُ؟..لقد كنتِ مِنْ النوعِ الشريفِ ،وأعتقدُ أن تلك الجملةَ ستهدأكِ قليلًا.."
لم تبكِّ..لم تصرخْ..لم تتحدثْ..سمعَتْ صوت بابِ الشقةِ بعد إغلاقه ،فنهضَتْ تتألمُ تبحثُ عن حقيبتها ،وهاتفها..وجدتهما ،وحين فتحَتْ الهاتفَ وجدَتْ مئات المكالمات مِنْ أمها ،وأخرى مِنْ صديقاتها لكنها تجاهلتُ كلَّ شىءٍ ،وفتحَتْ قائمةَ الأسماءِ تبحثُ عن إسمٍ واحدٍ..كرم..لكنها لم تستطعْ أن تهاتفه ،وإنهارَتْ باكيةً على الأرضِ..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:52 AM   #518

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 6

هدرَ بصوتٍ إرتجَتْ له جدران المنزلِ:
"أبقيتكَ بمنزلى بعد كلّ ما فعلته ،ولم تحترمْ كلمتى أى إبنٌ أنتَ؟"
ردَّ حسام بتبجحٍ ،وصوتٍ مرتفعٍ:
"لقد أخبرتكَ أنه مَنْ بدأ.."
صفعه أحمد هادرًا:
"ولكَ عينٌ أن تتبجحَ أيضًا أيها الـ****!"
هرعَتْ إليه سوسن تبعده عن صغيرها بينما ركضَتْ سلمى الباكية لحسام الذى كانَ ينظرُ لأبيه بكلِّ كرهِ الدنيا حتى أنه لم يشعر بالدماءِ التى تفجرَتْ مِنْ جانبِ شفته إثر الصفعةِ ،والتى وقفَتْ سلمى تمسحها ،وتحتضنه بينما هدرَ صوت أحمد قويًا رغم تهدجه:
"مِنْ اليومِ أنتَ لستَ مِنْ أهلِ هذا البيتِ يا حسام! لقد فاضَ كيلى ،ولن أحملَ عنكَ المزيدَ.."
أخرجَ مفتاحًا مِنْ جلبابه ،وألقاه بوجه حسام هادرًا:
"هذا مفتاحُ شقةٍ بالقاهرةِ ،ستذهبُ ،وتعيشُ هناك وحدكَ..تولى أمر نفسكَ ؛لأننى لن أتكفلَ بكَ بعد الآن!..ستبحثُ عن عملٍ لنفسكَ ،وستعيشُ وحدكَ ،وستصرفُ على نفسكَ ؛لأنكَ لستُ طفلًا أيها الفاشل..إن أنجبتُ فتاة كانَتْ ستشرفنى ،وتجعلنى فخورًا بها..إنظرْ لإخوتكَ البنات يا **** إنظرْ لهن ،وسترى أن (رجل) المكتوبة بالبطاقةِ لديكَ ليسَتْ سوى لقبًا شرفيًا لا تستحقه حتى.."
صرخَتْ سوسن به:
"كفى يا أحمد! كفى إنه ولد على بنتين!"
هدرَ بها أحمد يدفعها بغضبٍ:
"ما الذى تريده يفعله أكثر مِنْ هذا؟ وهل هذا ولد؟ هل هذا رجل؟ إنه أسوأ مِنْ عاهرةٍ تتقاضى أجرها بالساعةِ.."
إبتعدَ حسام لكن تمسكَتْ به سلمى صائحةً:
"لا يا حسام! بالله عليكَ إنتظرنى..يا حســــــام!"
إنفجرَتْ فى البكاءِ تزامنًا مع صفعه الباب خلفه راكضًا على الدرجِ..نزلَ رامز خلفه يناديه:
"حسام!..حسام إنتظر!"
تخطاه رامز ،وأوقفه قائلًا:
"تعالَ معى!"
صرخَ به حسام فى نفاذِ صبرٍ:
"اتركنى يا رامز!"
حاولَ رامز أن يجعله يصعدُ معه لكنه ضربه بصدره ،وركضَ باقى الدرجِ ،ودون شعورٍ مِنه بدأت دموعه تتلألأ فى عينيه..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:53 AM   #519

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 7

خرجَ أمامها حاملًا أقماع المثلجات ،وذهبَ لها يناولها إحداهما قائلًا:
"بالشوكولاتة ،والبندق لكِ.."
أمسكَته مِنه تسأله:
"وما نكهتكَ؟"
نظرَ لقمعه الطويل بفخرٍ مردفًا:
"لن أخبركِ.."
إلتفتَتْ له مقطبةً بغضبٍ طفولىٍ قائلةً:
"حسنًا ،فلتتذكرها يا كرم! ولعلمكَ شكله ليس جيدًا ما كلُّ هذه الألوان مِنْ الأساسِ؟"
رفعَ حاجبيه مستنكرًا:
"ليس جيدًا! أنتِ لم تتذوقيه ؛لذلك تقولين هذا.."
رفعَتْ سبابتها تقولُ بجديةٍ:
"أنظرْ أنتَ جعلتنى أركض السوق بأكمله ،وأغضبتنى ،والآن تغضبنى مجددًا.."
ناولها قمعه قائلًا يسترضيها:
"لا ،لا تغضبى! جربيه!"
أخذته مِنه ،وحاولَتْ أن توازنه حتى لا يقعُّ فوق ملابسها ،وقضمَتْ مِنه برفقٍ ،فأعجبتها نكهته حتى أنها أغمضَتْ عينيها مستمتعةً بمذاقه دون أن تنتبه لتلك القطعة التى علقَتْ بأنفها ،فضحكَ كرم ،وأخرجَ منديلًا مِنْ جيبه قائلًا:
"يا الله! بنت أختى تتناوله بتحضرٍ عنكِ.."
غضبَتْ ،وتجعدَ ما بين حاجبيها ،فإقتربَ مِنها يمسحُ أنفها بأبوةٍ ،فرفعَتْ عينيها لعينيه الشاردتين بشفتيها لكنه تيقظَ لنظارتها ،فرفعَ عينيه لعينيها غارقًا بدفئهما..لا يوجدُ ما يميزهما إطلاقًا لكن لا يعلمُ لماذا يشعرُ بأنه وجدَ ضالته كلما ناظرهما..
نظرَتْ لعينيه دون أن تجدَّ الشجاعةَ الكافيةَ لقطعِ هذا التواصل الدافىء بينهما تزامنًا مع صوتِ الفنانة (ماجدة الرومى) القادم مِنْ بعيدٍ بكلماتِ أغنية (عيناكَ) الشجيّة..

مِنْ أرضٍ فيها شمس الحبّ تعانقُ وجه الحرية
مِنْ أرضٍ فيها شمس الحبّ تعانقُ وجه الحرية
وأنا فى العمر مسافرةٌ ،ومعى عيناكَ ،وأغنية
وأنا فى العمر مسافرةٌ ،ومعى عيناكَ ،وأغنية
ومعى عيناكَ ،وأغنية
عيناكَ ليالٍ صيفية ،ورؤىً ،ورؤىً
ورؤىً ،وقصائد وردية


وكأن الكلمات كانَتْ تصفُّ ما يختلجُ صدرها فى تلك اللحظةِ ،وكأنها ترسمُ مشاعرها بحروفٍ مِنْ نورٍ..تلك الموسيقا ،وهذه الأغنية ،ونظرته الآن مع نسيم الصيفِ ،وعبقه القوى بينهما جعلها تشعرُ بدوارٍ طفيفٍ ،وخدرٍ لذيذٍ يسرِى بأوصالها يشعرها بإنجذابٍ لا تريدُ مقاومته..
"الله! حقًّا وقفتكما الآن بحاجةٍ للرسمِ.."
جحظَتْ عينا أسيل حين تعرفَتْ على صاحبِ الصوتِ مِنْ قبل أن تراه بينما إلتفتَ كرم لذلك المتطفلِ الذى يقفُّ أمامهما قائلًا:
"وما دخل أهلكَ بنا؟"
ضحكَ كريم ،وإقتربَ مِنهما قائلًا:
"أ لم تخبركَ خطيبتكَ بأنها.."
قاطعته أسيل هادرةً:
"كريـــــم!"
إقتربَ أكثر ،ووقفَ أمام كرم الذى كانَ يفوقه طولًا ،وحجمًا قائلًا:
"أنا أريدكَ أن تعلمَ حتى لا تنخدع بها.."
توترَ كرم مِنْ حديثه ،وتعابير وجه أسيل التى إنقضَّتْ تمسكُ بذراعِ كريم هادرةً:
"هل جننتُ؟ لقد أخبرتكَ بأن كلَّ ما بيننا إنتهى ما الذى تريده؟"
ردَّ عليها كما يتقيأ الحديثَ قائلًا:
"أ لم تخبريه يا أسيل؟ أ لم تخبريه بأنكِ مصابة بـسرطانٍ فى رحمكِ؟"
شعرَتْ أسيل بقلبها يهوى أمام قدميها بينما صُعِقَ كرم مِنْ ما قاله هذا الغبى أمَّا كريم ،فأكملَ بإبتسامةٍ متشفيةٍ:
"لقد وجبَ علىَّ أن أحذرَ الرجلَ.."
إمتلأتْ عينى أسيل بالدموعِ تنظرُ له بكرهٍ ،وقالَتْ:
"أنتَ لستَ رجلًا..أنا..أنا أكرهكَ.."
قالتها ،وإبتعدَتْ بخطواتٍ واسعةٍ تحاولُ حمل دموعها أطول مسافة ممكنة بعيدًا عنهما..لم تكنْ تريده أن يعلمَ..لم تكنْ تريدُ..
إلتفتَ كريم لكرم الذى كانَ كالمُغيبِ ،وقالَ بإبتسامةٍ صفراءٍ:
"هكذا أكونُ قد أنقذتكَ صدقنى.."
إلتفتَ له كرم بعينين دامتين غضبًا ،وقالَ قابضًا على قميصه:
"ومَنْ سينقذكَ مِنِّى الآن؟"
لكزه كريم بصدره هادرًا:
"لا تتمادى ،فتندمُ!"
رفعَ كرم حاجبًا ساخرًا ،وقد بدأت الناس تتجمعُ:
"حقًّا؟"
لم ينتظرْ أكثر لينهال عليه باللكماتِ التى لم يستطعْ كريم صدّها نظرًا لفارقِ القوةِ بينهما تركه إجبارًا بعدما حالَ بينهما الرجال ،فدلفَ سيارته منطلقًا لبيتِ أسيل..
لا يصدقُ أنه قلقَ مِنْ أن تكونَ مثل سارة..لقد شعرَ بقلبه يكادُ يتوقفُ إثر تلك الكلمات الغبية التى ألقاها هذا الحيوان..ضربَ المقودَ هادرًا:
"غبى يا كرم! غبى! إنها أسيل..أسيـــــل ،وليسَتْ تلك العاهرة.."
أمسكَ هاتفه يحاولُ مهاتفتها مرارًا ،وتكرارًا لكنها لم تردْ..وقفَ خارج الحارةِ يرسلُ لها مقاطع صوتية يترجاها أن تحدثه ،وكانَتْ تسمعهم ،وما أكدَّ له هذا تلك العلامات الزرقاء التى كانَتْ تظهرُ أمامه ما إن أرسلَ المقطعَ مِنهم..صفَّ السيارة ،وترجلَ يهرولُ إلى بيتها..يعلمُ أنه يخطىء الآن لكنه لن يتركها تشعرُ بالخجلِ بسببِ حديث هذا السفيه..
طرقَ البابَ ،ووقفَ ينطقُ الشهادتين ،ففتحَتْ له فاطمة بوجهٍ متوترٍ ،فقالَ لها بإبتسامةٍ جاهدَ أن يرسمها طبيعية:
"كيف حالكِ طماطم؟"
تنحنحَ بخجلٍ ،وقالَ:
"هل أسيل هنا؟"
رفعَتْ فاطمة حاجبيها قائلةً:
"هل تعرفُ ما الذى يحزنها؟ الفتاة دلفَتْ البيت منذُ قليلٍ كالعاصفةِ ،وأغلقَتْ باب الغرفة عليها تبكى..ما الذى حدثَ يا بنى؟و..وكيف علمتُ بأمرها مِنْ الأساسِ؟"
ردَّ بتوترٍ ،وقبضةٌ مِنْ الألمِ تعتصرُ قلبه:
"لقد كنتُ بالشارعِ ،ورأيتها تركضُ باكيةً صدفةً..لقد أتيتُ ؛لأطمئن عليها.."
ردَّتْ فاطمة تربتُ على كتفه:
"فيكَ الخيرُ يا بنى! كنتُ أريدُ أن أدخلكَ ،والله لكن رعد لم يأتِّ بعد.."
أومأ لها مردفًا:
"لا مشكلة طماطم! فقط..إنتبهى لأسيل الآن!"
أومأتْ بحزنٍ ،فألقى السلام ،وتركها مجددًا..أخرجَ هاتفه ما إن خرجَ مِنْ البنايةِ يهاتفها مرة أخيرة بأملٍ ضعيفٍ لكنها فتحَتْ المكالمة تلك المرة..سمعَ أنفاسها المضطربة مِنْ كثرةِ البكاءِ ،ويقسمُ أن وجهها الآن محتقنٌ بحمرةٍ شهيةٍ..تنحنحَ ،وقالَ بصوتٍ هادىءٍ:
"أريدُ منكِ أن تعطينى سببًا واحدًا مقنعًا لذلك البكاءِ..ما الذى حدثَ لتلك الجلبةِ كلّها؟"
كادَتْ أن تردَّ لكنها كورَتْ قبضتها أمام فمها تبكى فى صمتٍ ،فزفرَ قائلًا:
"ما بها إن كانَ لديكِ هذا المرض؟ هذا لا يعيبكِ يا أسيل..ثم تعالى هنا! أ لسنا أصدقاء؟ ما الذى يحزنكِ إذًا إن علمتَ؟"
ردَّتْ بصوتٍ أخرجَ قلبه مِنْ مكانه ،ودموعها لا تتوقفُ:
"لم أكنْ أريدكَ أن تعلمَ..لم أريدكَ أن تشفقَ علىَّ ،وتعاملنى بحذرٍ.."
قالَ ممازحًا:
"لا تقلقى إن كانَ على هذا ،سأجلدكِ مِنْ الغدِّ.."
ردَّتْ ممسكةً بشعرها الذى تشعثَ:
"أنا لا أمزحُ يا كرم!"
ردَّ بجديةٍ:
"ولا أنا يا أسيل! حسنًا دعينا نقلبُ الأدوار ماذا كنتِ ستفعلين إن أتَتْ أنثى مِنْ الشارعِ ،وأخبرتكِ بأن لدى سرطان الـ..إنتظرى أنا ليس لدى رحم!"
جلجلَتْ ضحكاتها مردفةً ،وهى تمسحُ دموعها:
"أنتَ قليل الحياء!"
ردَّ بعفويةٍ ،وإبتسامته تشقُّ ثغره سعادةً لسماعِ ضحكاتها:
"وأنتِ قمر!"
حكَّتْ أنفها بطفولةٍ هامسةً:
"آسفة!"
ردَّ مستفسرًا:
"على ماذا؟"
نهضَتْ مِنْ مكانها قائلةً:
"على كلِّ ما حدثَ..علىَّ ،وعلى..كريم..وعلى.."
أكملَ عنها ساخرًا:
"وعلى اللبنِ فى الكوبِ ،واللبن المسكوبِ ،والجاموسة كاملةً.."
ضحكَتْ مردفةً:
"أنا أتحدثُ بجديةٍ.."
سارَ لسيارته يفتحُ بابها مردفًا:
"وأنا أيضًا..أنا لا أعلمُ مَنْ هذا الـ(كريم) مِنْ الأساسِ لكننى قمتُ معه بالواجبِ..تركتُ له ندبةً تحت عينه اليمنى ستعيشُ ؛ليراها أحفاده بإذن الله.."
ابتسمَتْ بفرحٍ ،وقالَتْ غير مصدقة ما فعله:
"هل ضربته؟"
ردَّ يستقلُ سيارته:
"نعم! حتى أدميتَ وجهه.."
قالَتْ بغضبٍ:
"يا الله! كنتُ أريدُ أن أراه.."
ضحكَ مردفًا بسعادةٍ لخروجها مِنْ حالتها سريعًا:
"المرةُ القادمةُ سأجعلكِ تشاركين أيضًا لا تقلقى!"
"كرم!"
همهمَ ،فقالَتْ بإمتنانٍ:
"أنا حقًّا أشكركَ.."
ردَّ بإبتسامةٍ رائقةٍ:
"كنتُ أريدُ أن أشكركِ أيضًا لكنكِ حتى لم تبتاعى لى ما أريده..أسيل!"
أكملَ متذكرًا بخبثٍ:
"أ تذكرين حكمَ لعبة الـ(شايب) الذى تنازلتُ عنه؟"
قطبَتْ تسأله بدهشةٍ:
"نعم ،لماذا؟"
اتسعَتْ إبتسامته مردفًا:
"أظنُّ أن وقته قد حانَ ،وحُكمى هو أن نخرجَ معًا لكن تلك المرة فى مكانٍ مِنْ إختيارى ،وليس السوق.."
ردَّتْ متخصرةً بإستنكارٍ:
"نعم! لن يحدثَ هذا..لقد تنازلتَ وقتها عنه.."
ردَّ يضحكُ:
"حسنًا ،مِنْ عيونى سأختارُ المكانَ ،وأخبركِ.."
أغلقَ المكالمةَ بوجهها ،فضحكَتْ تناظرُ شاشةَ الهاتفِ بقلبٍ يعزفُ ضرباته بوتيرةٍ سريعةٍ تحيى روحها..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:55 AM   #520

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 8

جلسَ أمام حاسوبه يحملُ كوبَ الـ(نسكافيه) بيمناه..وضعَ الكوبَ جانبًا ،وبدأ يفحصُ جدولَ المضاربةِ بتركيزٍ مضاعفٍ ،ويدونُ ما يحتاجه خارجًا..أنهى ما يفعله على الساعةِ الواحدةِ بعد منتصفِ الليلِ ،فشعرَ بتشنجٍ فى عضلات رقبته..نهضَ عن مقعده بتألمٍ يناظرُ الساعة الرقمية بهاتفه ،فوجدَ إشعارًا على تطبيقِ الـ(واتساب) برسالةٍ جديدةٍ فتحها فوجدها مِنْ أربعة دقائق..
(رامز أنا ريحان إتصلْ بى ما إن ترى الرسالة!)
لم ينتظرْ ،وإتصلَ بالرقمِ سريعًا ،فأتاه صوت ريحان على الجانبِ الآخرِ قائلةً:
"حمدًا لله أنكَ لم تُطِلْ علىَّ..حسب دراسات القسم بالشركةِ أخبرونى بأن الشركات التى يمكننا شراء أسهمها شركتين..الـ.."
قاطعها قائلًا:
"لا ،لا دعكِ مِنْ القسمِ تمامًا أنا وجدتُ شركةً مناسبةً.."
قالَتْ بترددٍ تناظرُ حاسوبها:
"لكن زين قالَ.."
قاطعها بنفاذِ صبرٍ ،فهو لا يحبُّ هذا المتملق:
"زين لا يفهمُ فى المضاربة ،والمداولة مع كاملِ إحترامى له هو مستشار قانونى.."
ردَّتْ تدافعُ عن زين:
"ونائبُ مدير الشركةِ أيضًا ،وهذا يعنى أنه يعلمُ ما أعلمه ،وبما إنِّى لا أعلمُ بتلك الأمورِ ،فيجبُّ علىَّ الثقةُ برأيه.."
وضعَ يدَّه الحرة بخصره قائلًا:
"لماذا تحدثينى إذًا؟"
تلعثمَتْ ،فهى نفسها لا تعلمُ لماذا طلبَتْ مِنه أن يهاتفها لكنها أسندَتْ رغبتها فى النهايةِ لإطمئنانها لشرحه ،فقالَتْ:
"لـ..لأنكَ أفضل مَنْ بالقسمِ..المالى..حسب ما قاله زين.."
أطبقَ على شفتيه حتى إبيضَتْ ،ثم قالَ:
"مِنْ رأيى الشخصى..زين هذا حمار ،ولا يفهمُ ،وأنا لستُ أفضل مَنْ بالقسمِ.."
إنتفضَتْ مِنْ فوق مقعد مكتبها هادرةً:
"أولًا ،لا تقلْ عن زين هكذا..ثانيًا ،يا أستاذ يا محترم زين هذا لم يقلْ عنكَ سوى كلَّ خيرٍ..ثالثًا ،أنا..أنا لستُ مخطئةً حين أريدُ أن أستفيدَ مِنْ خبراتِ الجميع..رابعًا ،أنا مدير الشركة الآن ،ويجبُّ عليكَ الإمتثال لأوامرى ماذا إن كانَ يونس هو مَنْ يحدثكَ الآن؟ ها! هل كنتُ ستقولُ له هذا؟"
لا يعلمُ لماذا يشعرُ بالإختناقِ كلما ذكرَ أحدهم سيرة هذا الرجلِ خاصةً ،وأن سمعته لم تكنْ محمودة بين الموظفين ،وما يغضبه أكثر أنها تتحدثُ عنه بكلِّ وفاءٍ..ردَّ قائلًا:
"لا ،بالطبعِ لم أكنْ أتحدثُ هكذا ؛لأنه لم يكنْ ليهاتفنى مِنْ الأساسِ..آهٍ! وبالنسبةِ لأمرِ الإمتثال لأوامركِ هذا يخصُّ نطاق الشركةِ ،والعملِ ،والساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليلِ مما يعنى أنه لا دوام الآن حتى أمتثلَ لأوامركِ ،ودعينى أخبركِ أمرًا سيدة ريـ..بل ريحان ؛لأننا لسنا بالعملِ الآن..إن أردتُ أن أستقيلَ فى أى وقتٍ سأفعلها.."
هدرَتْ به ،وقد إستفزها حديثه:
"وهل سأنتظرُ طلبكَ؟ فلتعتبر بأنكَ مستقيلٌ بالفعلِ.."
ردَّ بمنتهى الهدوءِ:
"لن تفعليها.."
سألته مستنكرةً:
"نعم؟"
كررها ببرودٍ:
"لن تفعليها يا ريحان!"
ردَّتْ بعصبيةٍ مِنْ نطقه لإسمها مجردًا دون ألقاب:
"وما أدراكَ أننى لن أفعلها؟"
ردَّ يجلسُ مجددًا على مقعده:
"لأنكِ إن كنتِ تريدين فعلها لفعلتيها منذُ ذلك اليوم الذى فقدتِ وعيكِ به.."
ردَّتْ ،وقد فاضَ كيلها:
"حسنًا يا رامز! سنرى غدًا.."
أغلقَتْ المكالمة بوجهه بينما نظرَ هو للهاتفِ ،وألقاه على الطاولةِ متمتمًا:
"لا تنقصكِ حقًّا!"
ذهبَ للسريرِ ،وتمددَ فوقه يستندُ برأسه إلى ذراعيه متمتمًا:
"لقد بالغتُ قليلًا أنا أعلمُ لكنِّى لن أتركها تتحكمُ بى..بل لن أتركَ أى أنثى تفعلُ هذا مِنْ الأساسِ.."
أغمضَ عينيه ،وألقى بأفكاره المشوبة بما فعلته به أمه خلف ظهره ،ونام بينما جافاها النوم ،فظلَّتْ تزرعُ غرفتها فى خطواتٍ مشتعلةٍ غضبًا تهسهسُ:
"أنا! أنا يفعلُ معى هكذا! هل أنا جبانة حتى يأخذَ عنِّى تلك الصورة.."
وقفَتْ تهزُّ ساقها بتوترٍ متوعدةً:
"أقسم بالله يا رامز لأجعلنكَ تندم..سترى غدًا.."
وذهبَتْ تتقلبُ فى فراشها إلى أن أتى الصباحُ..نهضَتْ تدفعها طاقة غضبِ الأمسِ ،فتحضرَتْ سريعًا ،ونزلَتْ للسائقِ مهرولةً..طوال الطريق ،وهى تفكرُ فيما ستفعله به..لن تتركه يهينها مجددًا لن تسمحَ له..دلفَتْ للشركةِ بخطى ناريةٍ ،وأول مَنْ إلتقته هو زين الذى قابلها بوجهٍ ضاحكٍ لكنها تجهمَتْ مردفةً:
"أين رامز؟"
قطبَ يسألها:
"رامز مَنْ؟"
ردَّتْ بنفاذِ صبرٍ:
"رامز المُحاسب يا زين! أين هو؟"
أومأ زين مستدركًا:
"آهٍ! رامز..سأسألُ عنه.."
ذهبَتْ دون إلتفاتٍ له ،وإنتظرَتْ حتى هاتفها يخبرها بأنه لم يأتِّ بعد ،فجلسَتْ تتابعُ عملها بإبتسامةٍ هادئةٍ بينما كانَ رامز لا يزالُ نائمًا إلى أن إستيقظَ صدفةً ،وناظرَ ساعة هاتفه ،فإنتفضَ صائحًا:
"يا الله! ما كلُّ هذا؟"
ركضَ سريعًا يتحضرُ ،وبعد عشرةِ دقائق كانَ يترجلُ بسرعةٍ جنونيةٍ على الدرجِ إلى أن قاطعَتْ طريقه سلمى ،فهدرَ بتعجلٍ:
"سلمى لقد تأخرتُ على العملِ..ليس الآن.."
قاطعَتْ طريقه مرة أخرى مردفةً:
"إنتظرْ..لن أطيلَ عليكَ.."
وقفَ أمامها بيأسٍ قائلًا:
"حسنًا ،أسرعى!"
قالَتْ بحزنٍ أوضحته جفونها المتورمة:
"حسام لم يأتِّ البارحة..بالله عليكَ أريدُ أن أطمأنَ عليه.."
ناظرها بشفقةٍ لم ترسمها ملامحه الجامدة ،وقالَ:
"سأبحثُ عنه بعد العملِ..هل جربتِ أن تهاتفيه؟"
أومأتْ برأسٍ منكسٍ ،وقالَتْ:
"حاولتُ ،ولا يردُّ علىَّ..فقط إن وصلتَ لأى أمرٍ أخبرنى دون أن تُعلمَ أبى.."
زفرَ ،وإردفَ:
"حسنًا ،سأرسلُ لكِ رسالةً إن وجدته.."
ابتسمَتْ له إبتسامةً شاحبةً ،ودموعها تلمعُ بمقلتيها ،فربتَّ على كتفها قائلًا:
"لا تقلقى يا سلمى ،سيعودُ يإذن الله.."
همسَتْ ،ودموعها تعلنُ الإستسلامَ مغادرةً عينيها:
"يا رب! يا رب يا رامز!"
تركها ،ونزلَ ما بقى مِنْ الدرجِ بسرعةٍ لكن عقله كانَ فى حالةٍ مِنْ الخمولِ ،وكأنه لم يستيقظْ إلى الآن..فى غضون دقائق كانَ يدلفُ للشركةِ ،ويتخبطُ بالموظفين حين علمَ بأن ريحان تريده فى إجتماعٍ مهمٍ..
دلفَ لغرفةِ الإجتماعات ينهتُ ،فقابله محمد بإبتسامته الواسعة مُرحِبًا:
"أهلًا بالبطلِ! ما الذى أخركَ؟"
كانَ يعلمُ بأنه يسخرُ مِنه ،فأومأ له يجلى حلقه محاولًا إخراج الكلمات مِنه دون فائدة إلى أن قالَ بأنفاسٍ مقطوعةٍ:
"لقد..لقد تعطلَتْ سيارتى.."
نظرَتْ ريحان لهيأته غير المهندمة ،ولاحظَتْ شعره المشعث ،وجفونه المتورمة ،فإبتسمَتْ ،وإتكأتْ على الطاولةِ بمرفقيها مردفةً:
"أستاذ رامز!"
نظرَ لها ،فسألته بإبتسامةٍ هادئةٍ:
"ما إسم الشركة التى رأيتها الأفضل للمضاربةِ؟"
أعطاها إسمَ الشركةِ ،وذهبَ ؛ليجذبَ أحدَ المقاعد له لكنها أشارَتْ له بيدِّها فى إزدراءٍ قائلةً:
"مَنْ تظنُّ نفسكَ حتى تجلسَ دون إذنٍ؟"
رفعَ حاجبيه مستنكرًا:
"نعـــم!"
اتسعَتْ إبتسامتها قائلةً:
"هل لديكَ مشكلةٌ بالسمعِ؟ أنتَ لستَ مسموحًا لكَ الجلوس بهذا الإجتماع ،وفوق هذا تمَّ خصمَ يومين منكَ بسببِ تأخيركَ دون مبررٍ.."
شعرَ برأسه يكادُ ينفجرُ ،ورغبةٌ فى تحطيمِ رأسها تشتعلُ أمام عينيه ،فضغطَ على المقعدِ الممسكِ به ،وأومأ ،فأشارَتْ للبابِ مكملةً:
"الآن إخرجْ ،وخذ البابَ فى يدِّكَ!"


******



يتبع على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t484510-53.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-08-22 الساعة 10:00 PM
رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.