آخر 10 مشاركات
صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل]نور وظلال (اسرار حياتنا) للكاتبة زهرة سوداء اردنية(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          السجينة الحرة (54) -قلوب غربية-للكاتبةالرائعة: أمل العامري*كاملة&الروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4322Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-22, 12:56 AM   #521

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 9


"ما الذى تفعليه؟"
رمقته بنظرةٍ شاردةٍ ،ونظرَتْ مجددًا للدُمى بيديها قائلةً:
"لقد وجدتُ تلك الدُمى على الأرففِ بين الكتبِ ،وأردتُ تلوينها.."
نظرَ لدُمى الباليه البيضاء بين يديها فى صدمةٍ ،وشعرَ بأعراضِ الذبحة الصدرية عليه ،فسألها ،وكأنه يحدثُ طفلةً:
"أى دُمى يا آسيا التى تريدين تلوينها؟"
ردَّتْ تتفحصُ الدُمى بعيونٍ طفوليةٍ:
"تلك يا حازم! أريدُ أن أجعلها ملونة..لماذا تكونُ باللونِ الأبيضِ فقط؟ ستكونُ أجمل بالألوانِ.."
وضعَ يدَّه على قلبه مردفًا ،والدوار بدأ يعلبُ بوعيه:
"أ تعلمين بكم تلك الدُمى؟ ثم لماذا..لماذا حبيبتى نشوهها ،ونلونها؟"
رفعَتْ حاجبًا مستنكرةً:
"نشوهها؟ أنتَ لا تفهمُ شىءًا يا حازم! و..إنتظرْ هنا! هل تراها جميلة باللونِ الأبيضِ فقط؟"
أومأ لها بتحسرٍ ،فقبضَتْ على الدُمى بين أصابعها قائلةً:
"إنها..بلا حياةٍ..سألونها.."
تخطته ،وخرجَتْ للصالةِ ،فتبعها قائلًا بحسرةٍ:
"يا آسيا!..إنتظرى! ما رأيكِ بأن تلونى إثنتين ،وتتركى مثلهما.."
أشارَتْ له نافيةً ،وجلسَتْ أرضًا تضعُّ الدُمى أمامها تراقبها بعيونٍ طفوليةٍ مسَّتْ قلبه ،وقالَتْ:
"أريدُ تلوينهن جميعًا خاصةً تلك.."
نظرَ للدميةِ التى بين يديها ،فكانَتْ لفتاةٍ مغمضةً عينيها ترفعُ ساقًا معانقةً الهواء بيديها ،وكأنها تحتضنُ حريتها ،فصمتَ ينظرُ لإصرارها الطفولى ،ثم قالَ:
"عوضى على الله..إفعلى ما تشائين!"
اتسعَتْ إبتسامتها ،وشكرته ،ثم سألته بقلقٍ:
"هل ستسافرُ مع رعد الآن؟"
أومأ ،وهو يضبطُ ملابسه أمام المرآةِ ،فقالَتْ بعفويةٍ تتلمسُ الدُمى أمامها بعيونٍ فَرِحةٍ:
"حسنًا ،هاتفنى ما إن تصلَّ حتى أطمئنَ عليكَ!"
تجمدَ ،وثبتَ على وضعه لحظاتٍ ،ثم إلتفتَ يسألها بترددٍ:
"ماذا..ماذا قلتِ لتوكِ؟"
ردَّتْ ممسكةً بفرشاةِ ألوانٍ ،وقد بدأتْ تغمسها بالألوانِ أمامها ،وعلى وجهها إبتسامةٌ جميلةٌ:
"قلتُ هاتفنى ما إن تصلَّ حتى أطمئنُ عليكَ!"
تشنجَتْ يدّها ،وقد أدركَتْ ما تفوهَتْ به ،فناظرته بقلقٍ بينما إبتسمَ هو مردفًا:
"هيا! إلقى أى شىءٍ بوجهى حتى أتأكدَ مِنْ أنكِ آسيا التى تتحدثُ معى الآن.."
داعبَ ثغرها إبتسامةٌ لعوبةٌ لأولِ مرة يراها ،وقالَتْ:
"ولماذا أفعلُ هذا معكَ ،وأنتَ تحققُ لى كلَّ ما أتمناه؟"
ردَّ يسألها برجاءٍ غير منطوقٍ:
"لهذا السببِ فقط؟"
أشاحَتْ بوجهها إلى الدُمى مجددًا ،وقالَتْ متهربةً:
"إذهبْ ؛حتى لا تتأخرُ على رعد ،وأبلغْ خالتى سلامى!"
أومأ لها ،وخرجَ منكس الرأسِ بينما شعرَتْ هى بالندمِ..تريدُ قولها له ،بل تريدُ أن تتغنى بها لكنها..خائفة..بل يقتاتُ الخوف على رعبها..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:58 AM   #522

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 10

كانَ يستندُ إلى سيارته منتظرًا رعد ،وأمه يفكرُ فى تلك الـ(هلا) التى عادَتْ مجددًا لحياته مِنْ حيث لا يعلمُ..يتمنى مِنْ داخله أن تكونَ مجرد صديقة له ؛لأنه لا يشعرُ بأنها تعتبره مجرد صديق..زفرَ يسألُ نفسه:
"لماذا تحدثها إذًا إن لم تكنْ تريدها ،ولا تريدُ صداقتها؟"
ربما لسذاجته ،أو لحاجته لكن فى كلا الحالتين هلا مستخدمة بارعة للكلماتِ ،ومتصيدة ماهرة للنواقص..خرجَتْ فاطمة بوجهٍ أحمرٍ إنفعالًا تتمتمُ:
"يا أخى لو كانَ حفلًا لأم كلثوم لكنَّا إنتهينا.."
ردَّ رعد يتأبطُ ذراعها فى صبرٍ أبوىٍ:
"هذا أهمُّ مِنْ حفل أم كلثوم يا طماطم! هذا يومٌ بعمرى كلّه..يومٌ إنتظرته كثيرًا ،وأنتِ تعلمين.."
ردَّتْ بغيرةٍ أموميةٍ ،ودموعها تغلبها:
"لهذه الدرجةِ كنتَ تتمنى هذا اليوم الذى سترحلُ به عنِّى يا رعد! لهذه الدرجةِ لم تعدْ تطيقُ العيشَ معى!"
ابتسمَ حازم بينما كتمَ رعد ضحكته ،وربتَ على كفها الأجعدِ مهدهدًا:
"لا يا قلب رعد! لكنكِ تعلمين أننى أردتُ أن أتزوجها.."
تدخلَ حازم بجديةٍ يكيدُ رعد:
"أنتِ تعلمين مِنْ البدايةِ أنه كانَ يريدُ أن يتزوجها ،وسيبتعدُ عنكِ..أنا لن أبتعدَ عنكِ سأجلبُ آسيا ،وأعيش معكِ.."
إنفجرَتْ فى البكاءِ تنظرُ لرعد لائمةً:
"هكذا يا رعد! هكذا ستتركُ أمكَ بتلك البساطةِ!"
ضحكَ رعد بينما إقتربَ حازم يحتضنُ فاطمة التى كانَتْ تصلُّ لأسفلِ صدره يربتُ على ظهرها بحنوٍ قائلًا:
"ومَنْ قالَ أنه سيترككِ يا طماطم؟ لن يترككِ أحدٌ حبيبتى!"
تشبثَتْ بقميصه تشكوه بطفولةٍ:
"سيتركنى يا حازم! مَنْ سيشربُ معى الشاى صباحًا؟"
ردَّ حازم ضاحكًا:
"أنا سأشربه يا طماطم ،هل تبكين الشاى كلَّ هذا؟"
ضربته بصدره مبتعدةً عنه ،وقالَتْ بعصبيةٍ أضحكتهما:
"أنتَ لا تدخنُ ،وأنا أحبُّ رائحةَ السجائر مع الشاى.."
إقتربَ رعد تلك المرة يلثمُ رأسها بأبوةٍ قائلًا:
"ومَنْ قالَ أننى لن آخذكِ معى..لن يشربَ أحدٌ الشاى معكِ غيرى ،ولن أتوقفَ عن التدخينِ لخاطركِ.."
ضحكَ ،وضمّها له ،فمثلَ حازم دور عازف كمان مصدرًا لحنًا فاسدًا بصوته الرجولى ،وقالَ:
"هل أجلبُ لكما شجرة ،وعصير ليمون فى منتصفِ الحارةِ؟"
ناظرته فاطمة بقرفٍ ،وقالَتْ:
"والله سيتزوجُ رعد ،وسأعيدُ تربيتكَ يا حازم!"
قهقه حازم ،وقالَ:
"ها هى الدنيا لناس ،وناس.."
ربتَتْ فاطمة على صدرِ رعد مردفةً:
"هيا بنا ،وأنتَ وسيم هكذا ،الله أكبر عليكَ..هيا بنا حتى لا نتأخر!"
أشارَ حازم لنفسه مستنكرًا:
"وهل أنا إبن البطة السوداء؟"
سألته بنفاذِ صبرٍ:
"وهل أنتَ مَنْ ستخطبُ اليوم؟"
ضحكَ رعد ،وفضَّ محادثتهما ،وإستقلوا السيارة جميعهم..
بعد أربع ساعات كانَ حازم يمرُّ مِنْ بوابةِ القاهرةِ قائلًا لرعد:
"إستعدْ يا بطل! أريدكَ أن تبهرَ والدها اليوم.."
ضحكَ رعد بخفوتٍ ،وإردفَ:
"لا أظنُّ أننى قادر على فعلها.."
ردَّتْ فاطمة بدفاعٍ أمومىٍ فطرىٍ:
"لماذا إن شاء الله؟ أين سيجدُّ أفضل منكَ؟"
حكَّ رعد أنفه ،وقالَ ينظرُ لفاطمة بالمقعدِ الخلفى:
"أريدُ منكِ أنتِ بالأخصِّ أن تستعدى لأى رفضٍ اليوم.."
شهقَتْ فاطمة ،وضربَتْ صدرها مستنكرةً:
"كفى الله الشر يا بنى! ما هذا الفأل السىء؟"
أكملَ حازم بقلقٍ:
"لماذا تقولُ هذا يا رعد؟ لماذا نحن هنا إذًا؟"
ردَّ رعد محاولًا إمتصاص توترهما:
"على حسبِ ما قالته رهف ،فوالدها ليس إنسانًا عاديًا..هو شخصٌ متملكٌ ،ويريدُ لها الأفضل حتى على حسابِ نفسها.."
قطبَ حازم ،وتمتمَ بإشمئزازٍ:
"أعرفُ تلك النوعية المقززة.."
تمتمَتْ فاطمة بالخلفِ فى حنقٍ:
"رضينا بالهمّ ،والهمّ لا يرضى بنا.."
إندفعَ رعد بيأسٍ:
"هى ليسَتْ همًّا يا ماما! هل هناك شخصٌ يختارُ والديه؟"
ربتَ حازم على ركبةِ رعد مهونًا:
"فليقدم الله ما به الخير! لا تقلق إن كانَتْ مِنْ نصيبكَ يا رعد ،فستتزوجها.."
أومأ رعد ،وشردَ باقى الطريق..لا يريدُ سواها لقد أجهدَ نفسه فى العملِ بشكلٍ مضاعفٍ حتى يستحقَ فرحة هذا اليومِ لكن هل سينالها حقًّا؟..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 12:59 AM   #523

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 11

فتحَ لهم سليم بوجهٍ مبتسمٍ مُرحبًا بهم فى إحترامٍ ،فدلفوا تباعًا يحملُ رعد باقةً مِنْ الزهور البيضاء ،وحازم ممسكًا بصندوقٍ كبيرٍ مِنْ الشوكولاتة المفضلة لرهف حسب علمِ رعد..بعد قليلٍ كانَ يجلسُ الرجال معًا ،ويشاركهم الجلوس فاطمة التى لم تشعرْ بالراحةِ لزوجة والد رهف التى كانَتْ ترمقُ ولديها بنظراتٍ لم تريحها..
نظرَ حازم لرعد الذى كانَ يهزُّ ساقه بتوترٍ بالغٍ ،فوجدَ أذنيه حمراوتين كمراهقٍ صغيرٍ ،فدفعَ ركبته لركبةِ رعد محاولًا تشجيعه على بدءِ الحديثِ ،فتنحنحَ رعد ،وقالَ:
"أنا.."
تحدثَ حازم عنه مشفقًا على تلك الصُمتة التى ألمَتْ بكلماته ،ونثرتها فى مهبِّ الريحِ قائلًا:
"لقد أتينا اليوم لطلبِ يدِّ رهف..رعد يعملُ سمسارًا بشركةِ مقاولات معروفة بالإسكندرية ،و.."
أكملَ عنه رعد ،وكأن عقدة لسانه قد حُلَّتْ:
"أنا خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.."
شعرَ بخجله يتضاعفُ ،فنهرَ نفسه ما به يتصرفُ كالبتولِ..ألقى نظرةً خاطفةً نحو فرجةِ باب الغرفةِ الجالسين بها ،فوجدَ عينيها تشجعه على الإكمالِ بنظرةٍ لم يعرفْ هل ما رآه بها كانَ أملًا ،أم يأسًا ،فأكملَ بنبرةٍ قويةٍ محاولًا بثّ الثقةِ فى نفسه:
"وكما أخبرَ حضرتكَ أخى أعملُ سمسارًا بشركةٍ معروفةٍ فى الإسكندرية ،وأنتوى فتح مكتبى الخاص قريبًا..بالنسبةِ للشقةِ ،فأنا لا أملكها حاليًا لكنِّى أملكُ مالها بالطبعِ..أنا الأخ الأكبر لأخٍّ ،وأختٍ..حازم ،وجميلة..حازم مهندسٌ ،وجميلة الآن محامية تحت التدريب..والدتى.."
نظرَ لها ،فوجدها ترمقه بنظراتٍ حانيةٍ فخورةٍ مشجعةٍ ،فأكملَ بإبتسامةٍ جذّابةٍ:
"ربّة منزل ،ووالدى متوفى.."
لوَّت نرمين شفتيها ممتعضةً ،وقالَتْ بإبتسامةٍ صفراءٍ:
"تشرفنا.."
ردَّتْ فاطمة بإبتسامةٍ لا تختلفُ عن إبتسامتها كثيرًا:
"الشرف لنا.."
جلسَ عادل بإستقامةٍ كاملةٍ كأسدٍ يحمى فريسته مردفًا:
"هل لديكَ أى دراسات عليا؟ ماجستير؟ دكتوراه؟"
شعرَ حازم بالغضبِ بسببِ تلك النبرة المتعالية بينما فهمَ رعد ما سيؤولُ إليه الحوارُ ،فقالَ بثقةٍ ربما كانَ يفتعلها لكنه أتقنَ رسمها:
"للأسف لم تكنْ الظروف بصالحى وقت أنهيتُ دراستى.."
أومأ عادل بإبتسامةٍ ساخرةٍ مرددًا:
"مفهوم..مفهوم..أستاذ رعد!"
نظرَ له رعد منتظرًا ما سيقوله ،فقالَ عادل بفطنةِ أبٍّ يغلبه عقله لقياسِ الأفضل فوق قلبه:
"أنا أحفظُ لكَ جميلكَ بأنكَ حافظتَ على رهف لكن أعذرنى ،فلنبدل أدوارنا قليلًا.."
وضعَ يدّه على صدره مكملًا:
"أنا أبٌّ أقل ما يريده الحفاظَ على المستوى التى ستعيشُ به إبنته هل يمكنكَ الحفاظ عليه؟ أنا لا أطلبُ الكثيرَ على ما أعتقدُ.."
إزدردَ رعد لعابه شاعرًا بغصةٍ فى حلقه بينما إندفعَ حازم قائلًا:
"أخبرنى مِنْ فضلكَ! هل ولدتَ أنتَ أيضًا بهذا المستوى؟ وإن كنتَ ولدتَ به هل وُلِدَ والدكَ به؟ جدكَ؟ كما أن هذا المستوى الذى تشيرُ إليه بكلِّ فخرٍ ليس صعبًا على رعد الوصول إليه بتاتًا.."
ضحكَ عادل ضحكةً قصيرةً ،وقالَ:
"لن أنكرَ بأننى لم أبدأ كبيرًا أبدًا لكننى لم أكتفِّ قطّ بأحلامٍ صغيرةٍ..لقد تزوجتُ والدة رهف ،وأنا موظف متواضع لكن كانَ لدى دخلى الثابت مِنْ وظيفة ثابتة لا تتأرجحُ أموالها على حبال الزبائن كما يقولون.."
هنا تدخلَتْ فاطمة التى لم تستطعْ الصمتَ لأكثرِ مِنْ ذلك مردفةً بإبتسامةً جاهدَتْ لرسمها طبيعية:
"لكنها كانَتْ تتأرجحُ على حبال الصحةِ ،والتى لا أعتقدُ أنها شىءٌ أى أحدٍ مِنّا سيضمنه أ ليس كذلك؟"
أسبلَتْ رهف جفنيها فى إستسلامٍ تستمعُ إلى باقى النقاش الحاد بين الطرفين ،والذى إنتهى بصوتِ فاطمة التى نهضَتْ هادرةً على غير عادتها:
"إنتهينا! نحن لم نأتِّ ؛لنشحذَ قوتَ يومنا..أتينا ،ونحنُ عائلةٌ محترمةٌ يكفينا فخرًا بأن أولادنا قد تعلموا ،وإعتمدوا على أنفسهم ؛ليصلوا إلى ما به الآن..وسيد عادل! نحن لم نعتَدْ أن نتفاخرَ بفضلنا ؛لأن لا فضل إلا للخالقِ على المخلوق فقط دعنى أذكركَ بأمرٍ صغيرٍ..المال ،والمستوى كانا لدى رهف مِنْ قبلٍ إن ظننتنا لا نعلمُ..لكنكَ رأيتَ بنفسكَ عاقبتيهما عليها.."
إزداد غضبُ رعد الذى أمرها بخفوتٍ أن ينصرفوا ،وخرجوا جميعًا يزرعون الأرض بخطواتٍ عصبيةٍ بينما وقفَتْ رهف بزينةِ وجهٍ متلخطةٍ إثر البكاءِ أمام عادل تسأله:
"لماذا؟ لماذا جعلتنى أذهب له إذًا إن كنتَ ستفعلُ هذا فى النهايةِ؟"


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 01:02 AM   #524

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

وبهذا إنتهى فصلنا اليوم حبيباتى! فى إنتظارِ تعليقاتكن😘💖


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-22, 02:29 PM   #525

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,831
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل ممتع أنعشني في هذا الحر القاتل😘😘
أحببت جدا القفزات المتتالية التي أودت بالرواية إلى منحنى آخر أشعل المفرقعات في سماءنا فاشتعل معها حماسنا واحتفالاتنا
مبدعة يارنا أينما كنت وكيفما أنت 💗💗💗
رواية مميزة بكل مافيها يكفي أنها بقلمك ياجميلة الجميلات🥰😘
بانتظار الفصل القادم 🧡🧡🧡🧡


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 07:30 AM   #526

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,403
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.مساء الود عازفة الآبداع الجميلة

☆ما وراء الاحداق☆

العيون مرآه للمشاعر لا تكذب ولا تتجمل
تبوح بما في القلب وما يجول بالنفس مهما حاول الإنسان مداراتها

عمرو حرص ألا تقع عيناه بعينى جميلة حتى لا ترى حبه فيهما
لغة الجسد التى إستشعرتها جميلا اولا هى الأصدق

جميلة التى قبلت بالتدريب للوظيفة هى الاقدر على معرفة ما مر به من خذلان وظلم
كان لابد أن يستتبعه رد الفعل هذا
والاهوج حسام اكد له كلامهابل وأن إبن عمها الذى تعمد الإساءة إلبها حاول الإعتداء عليها

ماأطيب قلوب العاشقين وما أسرع عودة النبضات للقلب العاشق وهى بالاصل لم تبارحه ولكنها توقفت عن الحياة
ما زال أمام عمرو وجميلة وقتا حتى يسامحا اقدارهما

☆لعبة الايام☆

دائما الدنيا تدور دورتها تخرج من تشاء من الدائرة وتدخل من تشاء والبعض يظل تائها لا يعرف لقدمه مستقرا

ريحان مرت بالثلاث حالات بينما موقعها الآن داخل الدائرة ورامز على محيطها
فهى بالمركز بينما هو يأتمر بأمرها ويجلس ليشرح لها بمهارة

وهى على كراهيتها لموقعها هذا لا بأس بها
فلا يوجد إنسان غير قابل للتعلم
وقد أرتضت من قبل بالعمل في أبسط الاعمال وكانت راضية
فما بالها ناقمة وقد صارت صاحبة المال
ربما ينقصها بالفعل وجود عمرو بحياتها لتستعيد الحياة

وتستمر الجولات والصولات بين ريحان ورامز
كلا منهما يتحدى الآخر
هى تريد أن تثبت هيمنتهاx وأن لها رأيها المستقل
وهو لا يريد لاى أنثى أن تتحكم به أو تحدد خياراته التى تحصره بها

كتلويحها بالإستغناء عنه وهو بالمثل يلوح بمقدرته وإرادته الحرة في ترك العمل
لكن دام أنها خصمت من راتبه فهى لم تقيله من عمله

☆ معزوفة الرعد☆

أن تتغير ملامح الشخص فلا يعرف ما كان عليه في الماضي وينظر لنفسه في المرآه ليجد شخصا جديدا عليه يشتعل حماسة وتنتابه أحوالا لم تكن له

فهذا هو العشق الذى يسطر ميلاد الإنسان من لحظة أن غرق بعينى معشوقته وامتلكت عليه حواسه

ما اظن أن والد رهف يرفض رعد وقد ايقن بأنها كانت ميتة ولم تبعث إلا برؤيته
فكيف يرفض وهو يرمم علاقته بها

وإن رفض فأنشودة رعد في طلب يدها سيظل يتردد صداها حتى يصم أذنى والدها فينطق صارخا بالموافقة


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 07:35 AM   #527

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,403
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

☆لاتترك يدى☆

لقاءأسيل وصحبة التحدى جميل وحيوى
ويعود بالنفع الإيجابى من الدعم المعنوى وتآزرهم مع بعضهم
ودور أسيل الداعم للجميع
واعتقد أن الفكرة التى تسعى إليها بصدد تقديم المساعدة لمن في مثل حالتهم

بينما الأستاذ كرم وصينية البطاطس فهى حجة وزيارة
وعلى كرم أن يحدد ماذا يريد مع نفسه أولا ثم يحدد بشكل عملى ماذا يريد من أسيل؟
هو وسارة أنتهيا معا ويبدو أنه شفى من صدمة خيانتها له

فلم لا يفكر بأسيل وهى ليست نافرة منه
بل يشكلان معا كوبل جميل جدا
ولا أراها تفكر بكريم او تمر ذكراه على بالها

مشهد السوق جميل والحوار الدائر به الذى يوصلهم في كل مرة لنقطة مسدودة ومع ذلك يكملان المسير معا

وكأن مسيرهما معا رحلة يقطعان مراحلها بإقتراب اكثر من الآخر
لحين ظهور عديم النخوة كريم هذا والذى يلوح بكل صفاقة بما يظنه ما زال موجودا أو هو يتجاهل أنها ليست مريضة بهذا المرض

هل سيظل يسير ورائها ليمنعها من الإرتباط باحد يرمى قنبلته الرهيبة كما يتصور
كما يعتقد أن كل الناس مثله لا يعرفون لشراكة العمر وx للحب والإخلاص والوفاء قدرا

وأظنه أسدى كليهما خدمة ستقربهما من بعد أكثر
أسيل ستفتح له قلبها ويعرف دور كريم وخذلانه لها وخيانته لحبه
فيعرف انهما متشابهان حتى في تعرضهما للخيانة

فردة فعل كرم لم تكن النكوص والهروب مثل كريم
فقد إستطاع أن يعيد الضحكة لوجهها

☆الجزاء من صنف العمل☆

كنت أتوقع تلك النهاية لمن خانت نعمة الله وبدلتها بشيطان أثيم
بطفل أجهضته بإرادتها ليأتى من يسرق طفلها وهى غائبة عن الوعى بكل خسة
وسيأتى اليوم الذى تنشد فيه طفلا فلا تستطيع

ولكن لم أتوقع أن يكون عصام هذاx بتلك البشاعة والقذارة
فهذا كائن الحيوان أشرف منه
فحتى الزواج العرفى وكل ما يجعل علاقتهم تحت مظلة الشرع وإن حفتها الخيانة
لم يمنحه لها

صدقا لو كان قتلها لكان أرحم مما فعله ومما ستكابده هى بعد أن تستيقظ من صدمتها لتحصى خسائرها
لكن لو كان لديها بعضا من ضمير وليس من كرامة فهى عدمتها فلتحترم ذكرى أيام طيبة عاشتها مع كرم ولا تحاول التواصل معه
خاصة بعد إنتهاكها بهذا الشكل فلا تحاول تلويث نقاء ثوبه بإقترابها منه

☆ثمن الرجولة☆

لقد فقد حسام صفات الرجولة منذ أمد بعيد وهو لا يعمل سوى كل الاخطاء لا يدعمه سوى مال أبيه
وجاء ما فعله مع إبنة عمه لتكون القاصمة
التى لم يتقبلها أبيه

ويتمادى في غيه فيخوض في سمعة إبنة عمته ويتشاجر مع عمرو بتلك الهمجية
وهو يدرك تماما أن جميلة لن تكون له يوما
وأنه لم يقدم أى مسوغات للإلتزام أو التغيير للأفضل من أجل نفسه

ربما بعد طرد والده له أن يعى الدرس ويبدأ في الإعتماد على النفس ويجعل له كيان مستقل يليق برجل

وإن لم ينصلح حاله بعدها فلا أمل فيه
وكان على والده أن يلجأ لذلك الاسلوب بعدما رأى فساد آبنه
ليس بالضرورة ان يطرده بهذا الشكل ولكن يخاول ان يجعله يبنى كيان لنفسه بوقف مصدر المال اللامحدود له

☆بالعمر كله☆
مسكين حازم ومسكينة عرائس البالية البيضاء
والتى جمالها في بياض لونها
وآسيا قررت تلوينها بعد سماحه لها بذلك
وتضن عليه بأى كلمة تعبر عن مشاعرها تجاهه
وهى بهذا تضيع على نفسهاسعادة حقيقية
فعليها ان تتغلب على مصادر خوفها

وليذهب مع العاشق رعد المتأنق الآخر هو ووالدته
ولنرى هل سيمضى يوما بالعمر يعود حاملا فرحته بين جنبيه أماذا؟

عادل بدا متحاملا وأيضا منتقصا منهم بغير وجه حق يحقق معهم كوكيل نيابة
ويسأل عن دراساته العليا وكأنها من مسوغات التقدم للزواج
وأظن هذه النقطة بالذات لا تتوفر لكل من تخرج بالجامعة ليسأل عنها

ولكنى أظنه يختبر صبر رعد ومدى تمسكه برهف بعد أن غادر الجميع غاضبا
ربما يريد حفظ مكانة إبنته لان الفترة التى عاشتها معهم كانت متواضعة الحال فيها
فيريد أن يعلى شأنها

ولكن هذه ليست النهاية فعادل لم يرفض رفضا صريحا
ورعد لن يتخلى عن رهف بسهولة..فقط عليه ألا يصحب الجميلة فطوم معه
فقلب الأم لا يحتمل التصغير من ولدها لأى سبب كان

سلمتى حبيبتى على الفصل الرائع
بإنتظار الألحان القادمة
دمتى حبيبة قلبي في حفظ الله ورعايته


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 03:41 PM   #528

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

شريرة اوي القفلة دي 😂😂
طول الفصل مشهيصانا و مفرحانا باسيا و اسيل و و كرم و عمرو و مفرحانا في سارة و كريم و اخرتها كده حرااام 😇
فصل راااائع بجد تسلم ايدك 🌹🌹🌹


توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:09 AM   #529

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

مساء الخير ،والسعادة جميلاتى سأبدأ بنشرِ فصلين الآن بسببِ التأخرِ الذى حدثَ مِنْ قبلٍ..أتمنى لكن قراءة ماتعة


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 01:14 AM   #530

رنا الليثي
 
الصورة الرمزية رنا الليثي

? العضوٌ??? » 477331
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,039
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond reputeرنا الليثي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: الفصل الثانى والعشرون -1

الفصل الثانى والعشرون

دلفَ لمكتبِ مهاب ،وعلى وجهه إبتسامةٌ خافتةٌ إثر ضحكةٍ لا تزالُ بقاياها عالقة على ثغره مردفًا:
"لا تصدقُ ما حدثَ الآن.."
نهضَ مهاب مِنْ جانبِ جميلة التى كانَتْ تصبُّ جام تركيزها فوق الورقِ مبتسمًا ،فرمقَ عمرو جميلة بنظرةٍ هادئةٍ لكنها لم تردْ له نظرته ،بل لم تسبلْ أهدابها لحظةً..
"كنتُ سآتى لكَ بقضيةِ ضرائب لصديق حسن باشا لكن.."
أعادَ عمرو الإبتسامة إلى شفتيه بلا حياةٍ ،وقاطعه ممازحًا:
"أنا تحت التدريبِ يا مهاب ،ولستُ تحت الضغط ما بكَ تلقى إلى القضايا خلف بعضها؟"
إقتربَ مِنه مهاب قائلًا:
"أنتَ لا تفعلُ شىءًا سوى حلّها غدًا تتخرجُ ،ولن يعملَ أحدٌ بالمكتبِ غيركَ.."
ضحكَ مجاملةً بينما عقله كانَ يفكرُ بأبعدِ نقطةٍ عن الفكاهةِ..يفكرُ فى سيدةِ الحسنِ ،والجمالِ القابعةِ أمامه منشغلةً عنه..صدحَ هاتف مهاب برنينٍ قوىٍ لأغنيةِ أجنبيةِ أجفلَتْ جميلة ،وشتتَتْ تركيزها ،فأخرجَ هاتفه مِنْ جيبِ بنطاله قائلًا بخجلٍ:
"عذرًا! سأذهبُ ،وأعودُ سريعًا فقط أكملى ما تفعليه.."
أومأتْ ،وأعادَتْ نظرها للأوراق بين يديها فى إهتمامٍ مفتعلٍ جاهدَتْ ألا تغدقَ ذاك الغبى به بينما ظلَّ عمرو يناظرها بجمودٍ خارجىٍ دفنَ تحته رغبته الدفينة بإحتضانها ،وبثّها الأمان فى تربيتٍ أبوىٍ علّه ينسيها أى ألمٍ عاصرته مع ذلك الـ(حسام) عديم النخوة..سؤالٌ واحدٌ لا يتركُ عقله (كيف واجهته وحدها ،وهى بهذا الثباتِ؟) تنحنحَ ،وقالَ محاولًا فتح دربٍ للحديثِ:
"سنطلبُ طعامًا بعد قليلٍ هل تريدين أن نطلبَ لكِ معنا؟"
غمغمَتْ بعصبيةٍ تتنقلُ بين الملفات:
"شكرًا لا أريدُ.."
زفرَ ،وفتحَ البابَ لكنه إلتفتَ ،وسألها مجددًا:
"هل ما بيدكِ هذا ملف شركة بورسعيد؟"
نظرَتْ لإسم الملف ،وقالَتْ:
"نعم!"
ذهبَ لها ،وأخذه يتفحصه بلا هُدى ،وبلا تركيزٍ بينما شعرَتْ بأعصابها تستشيطُ على نارٍ هادئةٍ ؛بسببِ إقترابه ،ورائحة عطره المميزة التى داهمَتْ أنفها فجأةً..إنتفضَتْ عن مجلسها بسرعةٍ شاعرةً برغبة مُلّحة فى البكاءِ ،فأعادَتْ سببها لظروفها الشهريةِ المتلاعبةِ بهرموناتها..نظرَ لها بعيونٍ حادةٍ ،فلاحظَ دموعها المُحتبسة بمقلتيها مما جعله يتركُ الملف قائلًا:
"سأعودُ بعد قليلٍ لأخذه.."
إفتعلَتْ تدوين أمرٍ ما على المكتبِ ،ولم تلتفتْ له بينما خرجَ هو يتذكرُ أمرًا ما لقد كانَتْ متوترة منذُ الصباح ،وإنفعالية بشكلٍّ زائدٍ ،فإبتسمَ عمرو بخبثٍ هامسًا لذاته:
"لذلك تنفعلين مِنْ أقلِ شىءٍ منذُ الصباح.."
رفعَ يدّه يمررها بين خصلاته فى تفكيرٍ ،وخرجَ مِنْ المكانِ بينما كانَتْ جميلة فى المرحاضِ تقفُّ أمام المرآة ،وهى تلوحُ بكفيها أمام وجهها المحتقن هامسةً:
"إهدأى! إهدأى! لم.."
اجهشَتْ فى البكاءِ فجأةً ،وكلماتها تحاربُ شهقاتها:
"لم يـ..لم يحدثْ شىءًا..لقد وقفَ بجانبكِ..فقط..ما بكِ؟"
تركَتْ لعباراتها حرية الخروج دون تدخل إلى أن هدأتْ تمامًا ،ففتحَتْ صنبورَ الماءِ تتناولُ مِنه مربتةً به على وجهها الذى تخضبَ إثر إنفعالها..خرجَتْ بعد قليلٍ ،فداهمَ أنفها رائحة الطعام التى إنتشرَتْ فى المكانِ مما جعلها تشعرُ لحظيًا بدوارٍ ،ورغبةٍ فى التقيأ لكنها تمالكَتْ نفسها ،وذهبَتْ لمكتبِ مهاب تأخذُ مِنه ورقها..
"جميلة!"
تشنجَ جسدها بأكمله ،ولم تستدرْ إلى أن وقفَ أمامها قائلًا:
"لا تدخلى مكتب مهاب!"
سألته بتأففٍ:
"لماذا؟ هل يخلعُ ملابسه؟"
وارى ضحكته خلف تجهم وجهه مردفًا:
"لا ؛لأنه يتناولُ الطعام الآن ،وأنتِ متعبة مِنْ الصباحِ.."
ردَّتْ بقلقٍ:
"أنا لستُ متعبةً كما إن ورقى بالداخل.."
لم تكملْ جملتها ،وكانَ قد رفعَ أمامها ملفها الذى كانَتْ تعملُ عليه ،فأكملَتْ بتعبيرٍ مبهمٍ:
"وأين سأعملُ إذًا؟"
ردَّ بهدوءٍ يجاهدُ أن يرسمه مُتقنًا:
"ما رأيكِ بالمكتبِ الذى أتشاركه أنا ،وشذى؟"
يا الله كم تمقت تلك الـ(شذى) ذات الضحكةِ العاليةِ! كلما رأتها مع عمرو تشعرُ بنزعةٍ دمويةٍ فى إقتلاعِ عينيها مِنْ جمجمتها..ردَّتْ بوجومٍ:
"أ لم تُرِدْ ألا ترانى مجددًا؟"
أومأ ،وقالَ بنبرةٍ حياديةٍ:
"لكنكِ الآن تعملين فى نفسِ مكان عملى ،وعلىّ ،أو علينا بالأدقِ أن نحترمَ ذلك ،ونتكيفَ معه إلى أن أتركَ المكتب ،وأتخرجَ ،وأستقرَ بشركةِ حسن.."
يؤلمها..كلُّ ما يفعله ،ويقوله يؤلمها..أومأتْ له بصمتٍ ،وملامحها تتهدلُ حزنًا ،فلاحظها ،وأرشدها للمكتبِ..سارَتْ خلفه بشرودٍ ،ودخلَتْ المكتب ،فأشارَ لها على المقعدِ أمام مكتبه قائلًا:
"تفضلى!"
جلسَتْ ،ووضعَتْ الملف أمامها بلا طاقةٍ للمتابعةِ لكنها فتحته ترغمُ ذاتها على التركيزِ إلى أن سأمَتْ ،ورفعَتْ عينيها عنه ،فوجدَتْ عمرو يدونُ شىءًا ما أمامها..
شردَتْ فى النظرِ له ،فى جلسته الوقورةِ ،ويديه الممسكةِ بالورقِ ،والقلمِ فى هيبةٍ ،فى ملامحه الرجولية الجذّابة رغم عدم وجود ما يميّزها إلا ذاك الشقّ الغائر فى حاجبه الأيسر..لم يكنْ موجودًا مِنْ قبلِ أن يدخلَ السجن ،وبالرغمِ مِنْ ذلك إلا أنه أضفى على وجهه وسامة فريدة مِنْ نوعها..نظرَتْ لأصابعه الطويلة الممسكة بالقلمِ فى كلِّ رقىٍ ،وبدأتْ دموعها الغبية فى التجمعِ بمقلتيها..إنتبه عمرو لتحديقها بيدّه ،فرفعَ عينيه عن المذكرةِ التى يكتبها ،ولاحظَ دموعها مما جعله يشعرُ بالغضبِ..تركَ القلم ،وسألها بعصبيةٍ:
"هل أنتِ متعبة للغايةِ؟ يمكنكِ الرحيل إن كنتِ تشعرين بتوعكٍ شديدٍ.."
صمتَتْ ،ولم ترد عليه ،فشعرَ بدمائه تغلى فوق المرجلِ ،فصفعَ سطح المكتبِ بعصبيةٍ هادرًا:
"جميلة أنا أحدثكِ!"
أجفلها ،فقالَتْ بتلعثمٍ:
"أ..أنا..بـ..بخيرٍ.."
سألها بهدوءٍ ينافى توتر أعصابه:
"إذًا لماذا تشردين ،وتبكين؟"
أشاحَتْ بنظرها لملفها قائلةً:
"أنا لا أبكى.."
ضحكَ ساخرًا:
"وماذا كنتِ تفعلين بالمرحاضِ إذًا؟ لقد خرجتِ بجفونٍ منتفخةٍ ،وأنفٍ أحمرٍ..هل كنتِ تشاهدين مسلسل تركى؟"
قطبَتْ بضجرٍ ،وأسندَتْ وجهها إلى مرفقها تناظرُ الصفحات أمامها بغضبٍ ،فصمتَ ينظرُ لها بعاطفةٍ غبيةٍ لا يزالُ يمقتُ ضعفه بسببها ،وفتحَ جارورًا مخرجًا مِنه عدة ألواح مِنْ الحلويات ،ووضعها أمامها بصمتٍ..
رفعَتْ أنظارها مِنْ فوق الكلمات تناظرُ ما وضعه أمامها ،ففغرَتْ فاها تسأله:
"كيف علمت برغبتى فى تناولِ الحلويات؟"
لم يستطعْ أن يمنعَ إبتسامةً مُلّحةً عن الظهورِ ،وغمغمَ:
"تكهنتُ.."
صمتَ هنيهة ،وسألها ينظرُ لها:
"هل تحتاجين لمُسكِّنٍ؟ أقصدُ هل تتألمين؟"
لم يستطعْ أن يتحكمَ بسؤاله كما لم تستطعْ أن تتحكمَ بخجلها ،فلطالما علمَ عمرو بأيامها تلك دون أن تخبره مِنْ ملاحظته الدقيقة لتغيّر مزاجها ،واهتمَ دومًا بأن يبتاعَ لها الحلويات التى تُحبُّها..تنحنحَ ،وقالَ مُعيدًا نظره للمذكرةِ:
"انسى الأمر!..أنا لم أقصدْ.."
شعرَتْ برغبةٍ فى جذبِ إنتباهه مِنْ جديدٍ فقط لو يشعرُ بها..قالَتْ بخفوتٍ:
"إن كانَ معكَ إعطنى ؛لأنِّى بحاجةٍ له.."
رفعَ نظره لها مجددًا تحركه عاطفته الأبوية إتجاهها ،وفتحَ الجارور مجددًا يبحثُ عن الدواءِ إلى أن أخرجه ،وناولها إياه قائلًا:
"خذى مِنه كبسولة واحدة ،ولا تتناولى أى مسكنات اليوم مجددًا..إن.."
شعرَ بالإختناقِ لإهتمامه لأمرها لكنه دفعَ الكلمات دفعًا مِنْ فمه مردفًا:
"إن شعرتِ بألمٍ مجددًا يمكنكِ شرب أشياء دافئة مثل القرفة بالزنجبيل.."
تذكرَ ريحان فجأةً مما جعله يشعرُ بغصةٍ فى حلقه ،وشردَ فى ذكرى آخر لقاء جمعهما..قبضَتْ جميلة على تلك اللمعةِ التى مرَّتْ بعينيه ،فسألته:
"هل تشتاقها؟"
سألها بإبتسامةٍ ساخرةٍ:
"مَنْ تلك إن شاء الله؟"
ردَّتْ بسلاسةٍ:
"ريحان.."
ردَّ بغضبٍ مِنْ إكتشافِ أفكاره ،وما يدورُ بخلده:
"هل تظنين نفسكِ عرافةً؟ هل تظنين بأنِّى لا أعلمُ ما تحاولين فعله؟ أنا لستُ غبيًا لأخضعَ لحوارٍ غبىٍ معكِ يجعلنى أعودُ للحاجةِ لكِ بالنهايةِ أنا لا أحتاجكِ ،ولن أفعلَ يا جميلة ،ونصيحة مِنِّى إبتعدى عن التكهنِ بما يدورُ بخلدى ؛لأنِّى أعلمُ ما يدورُ برأسكِ.."
نهضَتْ بعنفٍ مِنْ مقعدها ،فرفعَ رأسه يناظرها ،وهى تصوبُ له كلماتٍ مِنْ رصاصٍ:
"أ جيدٌ أنتَ بقراءةِ الأفكارِ إلى تلك الدرجةِ؟ حسنًا ،لماذا لم تقرأ ندمى مع كلِّ خطوةٍ أخطوها نحوكَ؟ لماذا لم تقرأ شغفى فى إنتظارى الكلمات التى تنطقُ بها؟ أ لتلك الدرجةِ أعماكَ بعادنا ،أم أنكَ تتغافلُ قصدًا عن قراءةِ ما بين السطورِ ؛لأنكَ لا تملكُ الشجاعةَ الكافيةَ لقراءتها؟.."
يحمدُ الله بداخله أن شذى ليسَتْ هنا الآن ،فلم يكنْ ليعرف كيف يتصرفُ..نهضَ ،وإلتفَ حول المكتبِ ؛ليمسكَ بذراعها قائلًا مِنْ بين أسنانه:
"أ لم ننتهى مِنْ هذا؟ أ لم تعدينى بأنكِ لن تفتحيه مجددًا؟"
ردَّتْ ،وهى تشعرُ بنيران الحبِّ تضرمُ فى خلاياها أنهارًا:
"لا يا عمرو! لم ننتهِ ،ولن نفعلَ ،وإن كنتَ تظنُّ بأن هذا الوجهَ المتجاهلَ مِنكَ سيخيفنى دعنى أخبركَ بأنِّى إذًا أعلمكَ ،فأنا أعلمكَ حتى أكثر مِنْ نفسكَ ،وأكثر مِنْ ريحان ،وإن كانَتْ أمكَ على قيدِ الحياةِ ،فكنتُ سأعرفكَ عنها أيضًا ؛لأنكَ ولدى أنا يا عمرو ،وما تفعله معى لا يدلُّ على كرهكَ لى.."
صفعَ جبهته بيأسٍ بينما أمسكَتْ هى بيدّه تحدثه بنبرةٍ تغدق رجاءًا:
"أنا أعلمُ أنكَ لا زلتَ تشعرُ بى..لا زلتَ تهتمُ لأمرى لكنكَ لا تريدُ أن تظهرَ هذا..أنا أعرفكَ ،وأحفظكَ كما أحفظ إسمى.."
نظرَ لها ،وأرغمَ نفسه على بصقها مجددًا:
"لا..لستُ كذلك يا جميلة!"
صرخَتْ بوجهه ،وقد فقدَتْ آخر ما تبقى لها مِنْ تعقلٍ:
"أنتَ كــاذب يا عمرو! كاذب ،وستظلُّ تكذبُ ؛لأنكَ جبانًا أنتَ تغارُ علىّ بدليلِ توترك كلما جالستُ مهاب وحدى ،وتهتمُ لأمرى ،وها هو الدليل.."
قبضَتْ على ألواحِ الحلويات تهزّها بعنفٍ يضحكه لكنه تجهمَ إراديًا حتى لا تكشفُ صحة حديثها..بدأتْ دموعها فى الهطولِ ،وظلَّتْ ترددُ:
"كانَ علىّ أن أسمعَ كلام أسيل..كانَ علىّ هذا.."
أنهكها الصراخَ ،فجلسَتْ مكانها تغمغمُ بين شهقاتها:
"أنتَ بارد..بل..بل إنكَ لوحٌ مِنْ الثلجِ.."
سألها بسأمٍ:
"هل إنتهيتِ؟"
هدرَتْ تمسحُ دموعها:
"لا..أنتَ لوح ثلجٍ مِنْ ألاسكا..أبرد بقاع العالم هل تعلمها؟"
لم يستطعْ أن يمسكَ تلك الضحكة الخافتة التى أفلتَتْ مِنه ،فناظرته بكُرهٍ مردفةً:
"غبى..غبى ،وبارد.."
كشرَ عن أنيابه مهددًا:
"فلتحترمى نفسكِ يا جميلة! تركتكِ تهذين بكلِّ هذا تقديرًا بأن ما يتحكمُ بكِ الآن هرموناتكِ لكن إن تماديتِ أقسمُ أ.."
قاطعته تقفُّ مجددًا ،وهى تعدُّ على أصابعها:
"بارد ،وغبى ،و..وحمار ،ولا تشعرُ بأحدٍ ،و.."
تخصرَ يسألها بروحٍ مشاغبةٍ تحركَتْ بين جنباته لأولِ مرةٍ:
"وماذا؟"
إنه يستفزها..كلُّ ما يفعله يستفزها..وقفته تلك ،وأناقته التى تضاعفَتْ فجأةً..سحبَتْ المقعدِ تقفُّ فوقه أمامه بينما سألها هو بقلقٍ:
"جميلة! ماذا تفعلين؟"
كانَتْ تشرفُ عليه مِنْ عليةٍ ،ولم تردْ ،بل أمسكَتْ رأسه تشعثُ شعره المصففِ بعنايةِ بعنفٍ هادرةً:
"أ ليس هذا شعركَ الذى تقفُّ تصففه بإهتمامٍ أمام المرآةِ كلما مررتُ.."
أمسكَ ساقيها محاولًا ألا يوقعها هادرًا:
"هل جننتِ يا جميلة؟ توقفى!"
نزلَتْ ،وكانَتْ أشعثَتْ شعره ،فبدا وسيمًا أكثر لها مما جعلها تمسكُ قلمها متجاهلةً صراخه عليها ،وبدأتْ تخططُ به على قميصه ،فأمسكَ يدّها هادرًا:
"لقد فقدتِ عقلكِ حقًّا أيتها المجنونة!"
حاولَتْ دفعه هادرةً:
"اتركنى! اتركنى ،وإلا صرختُ ،و.."
أمسكَ ذراعيها محاولًا تهدأتها قائلًا:
"إهدأى يا جميلة بالله عليكِ!"
ضربَتْ بساقها ساقه فى حالةٍ إنفعاليةٍ هستيريةٍ مردفةً:
"وهل كنتَ فعلتَ هذا معى؟ هل ترفقتَ بى حين كنتُ أريدُ هذا منكَ؟"
غلبتها دموعها مكملةً:
"هل كنتَ سمعتنى حتى أسمعكَ؟.."
لانَتْ قوتها بين يديه ،فشددَ مِنْ إمساكه لها حتى شعرَ بأصابعه تخترقُ إهابها بينما أخرجَتْ هى شهقاتها قائلةً:
"أنتَ..أنتَ حتى لم..لم تكلفْ نفسكَ بمعرفةِ أحوالى..هل كنتَ تظنُّ أنكَ وحدكَ مَنْ بالسجنِ؟.."
قالتها له أسيل لكنه لم يصدقها..سحبَ محرمًا ورقيًا يجففُ لها دموعها مقتربًا مِنها ،وهو يتأملُ وجهها..لا يعلمُ لماذا لم يعدْ يستطعُ التعبيرَ بالحديثِ عن أى شىءٍ منذُ دخوله السجنِ..نظرَتْ بعينيه تغرقُ فى آلامهما قائلةً بصدقِ العالم كلّه:
"أقسمُ بالله أنا أُحبُّكَ..أُحبُّكَ يا عمرو لدرجةِ أنِّى لا أرى رجلًا غيركَ أمامى.."
تمنى لو يحتضنها بقوةٍ فى هدوءٍ لكنه كانَ يشعرُ بنزاعٍ لم يعدْ يتحمله داخله..نزاعُ عقله ،وقلبه على ما يفعله الآن ينهكهه..فُتِحَ الباب فجأةً ،ودلفَتْ شذى التى كانَتْ تسبقها ضحكتها لكنها تجمدَتْ ما إن رأتهما يبتعدان عن بعضهما..راقبَتْ وجه جميلة المتخضب بحمرةٍ قانيةٍ ،ودموعها التى لم تجفْ ،ولاحظَتْ تشعث شعر عمرو ،فإبتسمَتْ بخبثٍ ،وقالَتْ:
"آسفة لقدومى بوقتٍ غير مناسب..لقد أردتُ فقط أن أخبركَ بأن حسن باشا فى مكتبِ مهاب ،ويسألُ عنكَ.."
أومئ لها بينما خرجَتْ هى تضحكُ أمّا هو ،فحاولَ أن يرتبَ مظهره بقدرِ إستطاعته ،وخرجَ سريعًا تتبعه جميلة كظلِّه..
رحبَ به حسن بحفاوةٍ:
"أهلًا برفيقِ الكفاحِ!"
ابتسمَ عمرو لإشارته الطريفةِ ،وذهبَ يصافحه بإحترامٍ مردفًا:
"كيف حالكَ الآن؟"
ردَّ الرجلُ بإبتسامةٍ رائقةٍ:
"بأفضلِ حالٍ ،والحمد لله..ما هذا؟"
قالها ،ونظرَ لقميص عمرو الملطخ بالحبرِ ،فتجمدَ وجه عمرو ،ولم يجدْ ردًّا بينما تدخلَتْ جميلة فجأةً تقولُ:
"لقد كانَ يدونُ مذكرةً لتوه ،ولم ينتبه للقلمِ.."
ناظرها عمرو بغضبٍ مِنْ تدخلها المفاجئ بينما نظرَ لها حسن بتعجبٍ ،وقالَ:
"وجه جديد أ ليس كذلك؟"
مدَّ لها يدّه يصافحها ،فصافحته مردفةً بإبتسامةٍ جميلةٍ كإسمها:
"جميلة..جميلة الحدّاد.."
أومأ حسن بإعجابٍ قائلًا:
"يا له مِنْ إسمٍ جميلٍ كصاحبته!"
أمسكَ عمرو يدَّ جميلة مردفًا بإبتسامةٍ صفراءٍ:
"أ لم يكنْ لديكِ ملف تعملين عليه؟"
أومأتْ ،وكتفَتْ يديها أمام صدرها بثقةٍ قائلةً:
"لقد قاربتُ مِنْ الإنتهاءِ.."
لاحظَ حسن غيرةَ عمرو على تلك المشاكسةِ ،فأرادَ أن يتأكدَ مِما تكهنه ،فقالَ لجميلة:
"ويا تُرى جميلتنا متزوجة؟"
إلتفتَ له عمرو بحدةٍ بينما ردَّتْ جميلة تكيدُ عمرو:
"قطعًا.."
ردَّ حسن ممازحًا:
"لقد قلتُ هذا ،فأى غبىٌ هذا الذى يتركُ إمرأةً مثلكِ تعملُ؟"
ابتسمَتْ جميلة بتحسرٍ بينما تدخلَ عمرو فى الحديثِ بحدةٍ:
"ما الذى كنتَ تريده مِنِّى؟"
ضحكَ حسن ،وقالَ:
"يا أخى إتركنى قليلًا أتغزلُ بها ،فـ.."
قاطعه عمرو بغضبٍ حاولَ التحكمَ به:
"إنها ليسَتْ مِنْ عمركَ..أنتَ فى عمرِ والدها تقريبًا كما إنها مـ.."
توقفَ ،وشعرَ بالغباءِ ،فزفرَ قائلًا بنزقٍ:
"ما الذى تريده أنا خلفى قضايا ،ومذكرات؟"
ابتسمَ حسن ،وقالَ:
"لقد تركتُ لكَ مع مهاب قضية صديقى..أريدكَ أن تتولاها بالطبعِ لن تترافعَ لكنِّى أريدُ مذكرة قوية يا عمرو!"
أومأ عمرو بتركيزٍ بينما تحدثَتْ جميلة فى فضولٍ غريزىٍ:
"هل لى أن أسألَ كيف تعرفتما ببعضكما؟"
ردَّ عمرو بقلةِ ذوقٍ:
"وما دخلكِ؟"
ابتسمَ حسن ،وقالَ لجميلة ،وكأنه يحدثُ طفلةً بعدما زمَّتْ شفتيها:
"لقد عرفنا بعضنا فى السجنِ ،وهو مَنْ أخرجنى مِنْ القضيةِ.."
أومأتْ ،وصمتَتْ قليلًا ،ثم نهضَتْ تستأذنهما ،وخرجَتْ ،فإلتفتَ عمرو لحسن قائلًا:
"لا تقل لى أنكَ مِنْ هذا النوعِ الرخيصِ مِنْ الرجال!"
ضحكَ حسن ،وسأله:
"تقصدُ مَنْ يعجبُ بمثل جميلة؟ لا! أنا لستُ كذلك لكنِّى لن أنكرَ أن تلك الفتاةَ قد أعجبتنى حقًّا.."
سأله عمرو بسخريةٍ:
"لماذا إن شاء الله؟ هل بها ساق زائدة ،وأنا لا أرى؟"
إفترَ ثغر حسن عن إبتسامةٍ حكيمةٍ مردفًا:
"بل لأنها نقية..نقية ،ويصعبُ وجود أمثالها تلك الأيام.."
نهضَ عمرو عن مقعده قائلًا:
"وما دخلى أنا؟ فى النهايةِ هى مِنْ أهل منطقتى يا حسن ،وهى أمانة فى رقبتى بالنهايةِ.."
أومأ حسن ،وقالَ:
"وهل تعرضَ لها أحدٌ؟ لا تقلقْ يا عمرو لن يمسّها أحدٌ بضرٍّ.."
صمتَ قليلًا ،ثم قالَ بإبتسامةٍ خبيثةٍ:
"مِنْ طرفى على الأقلِ.."
خرجَ عمرو مِنْ المكتبِ فى خطواتٍ ناريةٍ بينما ضحكَ حسن على هذا الشابِ الغبى..


******


رنا الليثي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.