آخر 10 مشاركات
زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree145Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-21, 08:14 PM   #1

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
Rewitysmile25 رواية مئة قبلة مع عدوي *مكتملة*




( المقدمة )


تحدت الجميع لتقف على أقدامها دون مساعدة من زويها بل محت الماضي كاملا ، دون النظر إلى الشئ الذي يحطمها من الداخل حتى رأى الجميع سيادتها القوية فى كل مكان وفى عيناها المَخفية تحتx نظارتها اللامعةx،لذا لقبت بالسيدة المتنكرة التى لم يرى عيناها أحدا ..
إعتقدت أن الماضي يقتل فى خريطة أحلامها ، وأنها تجردت منه للأبد .. ونست أنها تنتمى الى كهف الذئب .. وأنها بين مخالبه مجرد قشة تتطاير فى مصار هجومه ...
تُرى هل ستتقبل سقوط نجمها المحلق عاليا فى السماء .. ليسقط فى حفرة الماضي ..
وهل ستتقبل دعس الحياة لها بقدرها العجيب .. الذي أجبرها على الزواج من شاب مراهق .. يصغرها بأعوام ..
تابعوا معنا .. مئة قبلة مع عدوى ...
سيتم تنزيلها على المنتدي مرتين فى الاسبوع ، هذه الرواية متاحة لكافة الأعمار بقراءتها.
جميع الشخصيات فى الرواية لا تمد للواقع بأي صلة ، وإن تشابه بعض الأشياء مع الواقع فهي صدفة .







روابط الفصول

المقدمة.. اعلاه
الفصل 1 .. المشاركة التالية
الفصول 2, 3, 4 .. بالأسفل

الفصول 5, 6, 7, 8 نفس الصفحة
الفصل 9
الفصول 10, 11, 12, 13 نفس الصفحة
الفصل 14, 15 نفس الصفحة
الفصل 16, 17 نفس الصفحة
الفصل 18, 19 نفس الصفحة
الفصول 20, 21, 22, 23, 24 نفس الصفحة
الفصول 25, 26, 27, 28 نفس الصفحة
الفصول 29, 30, 31, 32, 33, 34, الخاتمة





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 11:32 PM
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-21, 08:16 PM   #2

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الأولى
الصعيد 1986
فى ظلام الليل الثقيل وتحت ضوء القمر الذي يخفى السحب المارة أمامه بسطوعه الشديد الذي ازداد وهو يتسلل داخل تلك الشرفة بطريقة عجيبة .
أبسبب تحقيق أمنية طال انتظارها ؟
علا صوت صياح فتاة فىى منتصف العقد الثاني تقبع فى الفراش فارغة القوي ودماء المخاض تغرق ملابسها .. . وبجانبها سيدة فى منتصف العقد الرابع .. تاكل فى شفتاها بتوتر .. وأمامهما الداية .. تسحب الجنين .
تنهمر الدموع من عينان الفتاة المراهقة كشلال عاصف ، فى ليلة رطبة مصاحبة بقطرات الندي أمام السرايا الضخمة بمشهد مهيب ، وصوت طائر البوم يعلو ويردد داخل أذنها وهى تترقب الولد .. فإن لم تأتى به سيكون حالها كالأخريات وإن أتت به ستكون هى الملكة المتربعة على العرش .
وضعت الداية فى فم الفتاة قطعة من القماش ، حتى تقوم الفتاة بالضغط عليها بأسنانها وهى تقوم بدفع الصغير من رحمها ،وفجأة ساد الصمت فى أرجاء المكان .. واختفى صوت الفتاة الصارخ بأوجاعها وبقي صوت ضربات قلب السيدة التي تترقب خروج الطفل .. يعلو ويطرق داخل اذناها .. وشفتاها تناجى ربها بأن يكون الطفل فتاة .
_ يابركة الله .. .. ولد .. ولد .. الله ماصلي على حبيبنا النبي ..
تهتف بها الداية .. بحماس . وعقلها يحدثها على أنها كانت بركة عليهم حتي أتى لهم الولد ،وأنها ستحصل على المال الوفير
.جحظت عين السيدة التى تنظر الى الصغير والرعب يضخ فى أوصالها ، وعقلها يرسم مستقبلا غير محمودًا بقدوم ذكر .
فقالت تلك السيدة بتوتر متحسر .
_ اخرسي يامرة .. هتودينا فى داهية .. چيبي الولد ده .
قامت السيدة بأخذ الطفل من يد الداية ، وذهبت إلى الفتاة الأم ، لترى أنها شاحبة الوجه بشدة وجسدها بارد كالثلج .
_ يلاهووى .. البت ماتت .. ياخرابي .. ياخرابي تهتف بها الداية وجسدها يرتعش بخوف خشية من أن يتهموها بموتها ...
_ بس ياولية .. إسكتى .. وإسمعيني زين چوي .. الولد ديه مااات .. إنت فاهِمه .. ولا لا .
تهمس بها تلك السيدة وهى تقترب من الداية وبياض عينها الواسعة المرسومة بالحكل الثقيل بها حمرة مخيفة .
شعرت الداية بالرعب ، فتلك السيدة ليست هينةً أبدًا ، فهى أرملة العمدة السابق ،و ابنة أسياد الصعيد . فخضعت الداية لها وأمالت رأسها بإيجاب والعرق يملأ جبينها ، وهى تقول بشفاه مرتعشة ..
_ ماشي اللى تچوليه هنفذه واصل . بس حب على يدك ياست الأُمرة تلطفى بينا .
_إمشي من إهنه عاد .. ومشفش خلچتك أبدا إنت فاهمِة.
إبتعدت الداية من السرايا تهرب بأقصي قوتها ... فهى تعلم إن لم تنفذ ماقيل لها ،سيكون حتما الموت هو قدرها .. فمن هى حتي تقف أمام أرملة العمدة السابق .
خطت السيدة الأرملة تنظر من شُباك الغرفة الكبيرة تراقب ماحول السرايا ....
فرأت أن السرايا بما يحيطها يعُمها الظلام وقطرات الندي تخفى الطريق بالكامل ..، ومن فوق الأشجار المرتفعة التى تحيط بالسرايا يتجمع طائر البوم ويصدرون صوتا مرعبا ويتردد بدون توقف كما ان صوت جناحيه لا تتوقف عن الرفرف بجانب الشرفة حتي تمازج مع صوت صرصرة الحشرات فى الليل .
ضحكت عندما رأت البومات يفتعلوا معاها كلام مبهم تعلم لغته جيدا
نظرت إلى الطفل مرة اخرى لتري عيناه مغمضتان فجثت نبضه فعجبت لأمره الغريب . فوضعته على الفراش بجانب والدته المفارقة للحياة .. وقامت بضغط على رقبته حتى يختنق وهى تقول ..
_لازم تموت يابن جبل ماناس إكتير يموتو بسببك .
فى تلك الأثناء علا صوت الطفل يدوى فى أرجاء المكان ، فكممت فمه ، ولم يشفع له بكائه ..
فساد الصمت من جديد بتوقف قلب الطفل، أخذت الأرملة الفتاة المفارق للحياة ساحبة إياها من قدمها حتى وقعت من الفراش على الأرض حتي وصلت إلى سلم السرايا الحلزوني وبدون قلبا مشفقا على عين الفتاة الأم الرطبة بالدموع والتى لم تجف بعد ولا على سحبها بتلك الطريقة المخيفة.
لم يهتز قلب الأرملة لثواني وهى تستمع الى صوت ارتطام رأس الفتاة بكل درجه بالسلم .. حتى وصلت الى خارج السرايا ..وقامت برفع الفتاة على الكارو مع الطفل .. وهى ترتدي ملبس رجلا بعمامة ، وتقود العربة إلى المقابر .
نظرت الأرملة طويلا إلى النهر الذي بجانب المقابر ،وإلى الأشجار التى يملأ فرعها البومات ..
ألقت الأرملة الفتاة الميتة فى النهر وهى شبه عارية .. و دماء النفاس منتشرة على جسدها .
ووقفت تشاهدها وهى تغرق فى النهر أمام عيناها بوجه بارد ثم قامت بحمل الصغير الذي توقف نبضه وذهبت به إلى المقابر التى كان الدخان يملأها بمنظر يقشر له الأبدان .
ألقت الصغير على الأرض وقامت بحفر تربة بأصابع يدها التى تصدر صوت خشخشة ذهبها .. ولم تعبئ الى جروح يدها حتى تمازج دم أصابعها مع التراب .
أمسكت الصغير وهو عارى تماما ومخطي بدماء ولادته ، وقامت بإخراج السكين من حقيبتها القماشية تمرره على جسده بشق فى صدره بعلامة x ، واخرجت حقيبة بلاستيكية بها مسحوق ذا رائحة قوية عفنة .
ثم وضعته على الجرح الذي بصدر الصغير وهى تهمس داخله بكلمات مبهمة غريبة ثم أزالت القلادة الفضية من رقبتها وأحطتها برقبته ،وقامت بإلقائه داخل حفرة صغيرة ودفنته داخلها ...
وذهبت فى طريقها على الكارو وصوت ضحكاتها يدوى فى المقابر يتمازج مع صوت البومات ..
........
فى تلك الأثناء وبعد ذهاب الأرملة
وصلت سيارة فارهة تدخل الى المقابر بحذر .. نزل منها سيدة يظهر عليها أنها عالية المقام رفيعة المستوي ترتدي فستانا أسودًا .. بقبعة يهرب منها شعراتها الشقراء ويصحبها رجل وقورا يرتدي بذله أنيقة يظهر عليهما أنهم أجنبيان .
قالت السيدة باللغة المصرية غير مشبعة لكل حرف بما يليق به ( عربي مكسر )
_ كان لازم يعني يابيبي .. نيجي هنا فى الوقت دا ..
_ معلشي ياحبيبتي .. لازم أحقق حلم بابا .. هو جالى فى الحلم وقالى شيل العمل من تحت قبري فى نص الليل ..
_ طب خليك جنبي ... أوعا تسبني
_أوك ..
خطى الإثنان وقلبها يطرق بعنف من شدة الرعب ومن رؤية المقابر .. بدخانها الذي يعوم فى الأجواء كالسحب فى السماء، وقف الرجل أمام قبر والده .. يبحث على المكان الذي أخبره عنه فى المنام، وما إن وجد المكان .. قام بوضع المسك الذي أتى به من بيت الله الحرام على كافة يده وعلى جانب صدره ..
وبدأ يحفر فى المكان .. حتى وجد كيسًا أسود .. قام بفتحه فصدر صوت صراخ قوى يئن من الألم بشدة ..
فاقتربت منه زوجته تعانق ذراعه من الخوف .. فربت عليها .. لكى تهدأ
علم أنه بالفعل عمل من فعل شياطين الإنس فرائحته قذرة للغاية .. وبداخله صورا له وعائلته يوجد بها طلاسيم ..وأن تلك الأصوات هما أرواح شريرة تستنجد من رائحة المسك .
ذهب إلى النهر الذي بجانب المقابر وقام بنثر الأشياء العفنة التى كانت بالكيس داخل البحر ومسح الطلاسيم وهو يقول أيات الله ( آيه الكرسي ) ( سورة الدخان ) (سورة الزلزلة ) بصوت خاشع للقلوب ..
تحت صراخ مبهم .. يأتى ويذهب حتى إختفى تدريجيا عنهما.
رجعل الإثنان الى سيارتها .. بتوجس .. وجسد السيدة يرتعش .. من الخوف ..
وفجأة علا صوت طفل فى أرجاء المكان ، وصوت هامس بهدوء يخبرهم .. ( ساعدني ...)
فوقف الإثنان بزعر .. والتفت الرجل يبحث من أين يأتي مصدر الصوت حتي يجده.. فهتفت السيدة الأجنبية
_ لا لا متروحش.. أنا خايفة دى أكيد روح شريرة ..
لم ينصت الرجل الوقور الى زوجته ، وخطى خطوتان ليجد صوتا يعلو اكثر ..
فجأة جاءت رياحة قوية .. تبعد الدخان حتى تلاشي من أمامهما .. و ترسم الرياح على التراب وتكتب( طفل ... يبكي .. ساعدني.. تحت قدمك ... إحفر )
جحظت عين الرجل .. وهو يري الكتابة ، وما إن وضع يده عليها .. شعر بأن الرياح تبتعد ..
فقام بحفر التراب .. حتى تألمت يداه لكن الحماس زاد قوة يده حتى تحفر أكثر .. وهو يستمع إلى صوت طفل ...
شعر بملمس غريب بيده فسحبه ليرى انه طفلا مليئ بالتراب .. فصاح بكلمة ..
_ الله أكبر ...
وظل يرددها .. حتى إقتربت منه زوجته .. والتى امرته أن يبعده عنه .. خوفا عليه ..
قام الرجل الوقور بنفض حبات التراب عن الطفل الصغير .. ليري عيناه مليئة بالدموع .. فتحطم قلب الرجل فى تلك اللحظة وإنهمرت عيناه الاخر بالدموع حزنا .. فقال ..
_ إزاى يرموا النعمة ... حد طايل طفل ..
نظرت السيدة الى الطفل ... فلان قلبها ... بحسرة
ذهب الرجل إلى السيارة .. وفى حجره الطفل ..وبجانبه زوجته ..
سحبت زوجته الطفل منه وهما بالسيارة لكى تمسح الدم الاسود الذي بصدره بمنديلها ..
فظهر فجأة روحا سوداء أمام السيارة .. فصاح الرجل والمرأة معا ووقفت السيارة ... وأقبل الرجل يردد آيات الله ..
وفجأة جاءة تلك الرياح ...وقامت بسحب تلك الروح السوداء المخيفة ..
أيقن الرجل أنه جند من جنود الله الصالحين ...( جن صالح )
_ متخفيش ياحبيبتي .. أنا معاكي .. يهتف بها الرجل الوقور لزوجته التى لا تتوقف شهقات بكائها ...من الخوف ..فقالت ردا عليه
_ والله لو مكنتش بحبك مكنتش جيت معاك .. ولولا إنى خايفة عليك ..
يلا بسرعة خلينا نمشي ...من المكان دا . قالتها بخوف .. وهى تردد دعاء السفر .. وجسدها ينتفض ..وهى تنظر الى الطفل ..
فانفتحت عين الصغير تنظر الى السيدة .. لترى أجمل ما رأت عيناها... طفلا بعيون واسعة .. دائري الوجه .. بانف صغيرة وشفاه لطيفة ..
دهشت وهى تنظر اليه حتى إبتسم لها ذلك الصغير ..بلمعة عيناه التى لم تجف من الدموع .. ليلمس قلبها بتلك للحظة .. وتبتسم له بقلبها ..
**
عاد من عمله مسرعا بسيارته فى ظلمات الليل حينما أخبره الغفير أن زوجته جاءها آلام المخاض ، ويقول .. وهو يقود سيارته .. ..
( يارب ولد .. يارب ولد )
فتلك أمنتيه الوحيدة ، لكى يحصل على القوة ، والإرث معا، حتى أنه قد تزوج الكثير من النساء حتى يأتى بالولد .. لكن يأتى له فقط الفتيات ..
يخشي أن يحصد أشقائه على كل ما قام ببنائه مع أبيه الراحل .. فقد تخلى عن تعليمه .. لكى يتبع خطي والده من الصغر ..
وفى الطريق رأى سيارة تقلب له ضوء حتي لا يسير فى خطها .. فأخذ الطريق الأخر لتقع عيناه من نافذة سيارته على السيارة الاخرى بنظرات خاطفة على تلك السيدة التى تحمل طفلا وترفعه أمامها بيدها تلاعبه ...
نظر اليها بعجب ... لكن لم يعطي بالا
وما إن وصلت السيارة الى السرايا .. دخل مسرعا الى والدته .. ويقول .. بأعلا صوته
_ يامه .. البت جابت إيه ؟؟
دخل على والدته التى كانت تجلس على الأرض وتقول بنواح وتضرب على رأسها .. بالتراب
_ ياعيني عليك يا ولدى ..
مراتك هربت .. مع عشيجها ..
ياعيني عليك ياولدى وعلى حظك ...
_ بتجولى إيه يامه .. فين سنية ..
_ بجولك هربت مع عشيجها ياولدى .. الخاينة ... مكنش إبنك ...
_ بتجولى إيييه ...والله لأخلص عليها بنت الصرمة...
يهتف بها بغضب .. وهو يرفع سلاحه أمامه .. ويخرج من السرايا. ليبحث عنها ..
***
القاهرة 2018
تخطوا على الرصيف بقوامها الرشيق ، وكأنها تتقافز على طريق السعادة ،وتجرى اليها نسمات الخريف تحتضن وجنتها التى ترتسم بعلامات الفرح.. وتقف الرياح أمام شعرها القصير المثبت بعناية حتى لا يطير فى مسارها
انعكس ضوء الشمس الوهج داخل نظارتها الكبيرة العصرية بلون الذهبى ..
وضحكاتها اللطيفة الناعمة تخرج من شفتاها وتظهر أسنانها اللؤلؤية الصارخه بالبياض الناصع ..
فاليوم سيكون نقطة تحول كبير فى حياتها المهنية بعد أربع سنوات من المرور على المحامين وتلقى التدريب المكثف .
لن تعمل بعد الأن فى النوادي أو مراكز التجميل أو فى مهنة تقلل من شأنها الذي أصبح رفيعًا .. فكم تحملت من القهر فى بيت أباها .. وكم كانت محظوظة أن القدر أعطها فرصة غالية بالمكوث بعيدا فى العاصمة بجانب شقيقتها .
إرتفع صوت الهاتف المحمول .. فى جيب بنطالها الجينز بلون الثلج ، أخرجته .. وهى ترى رقم شقيقتها يعلو على شاشته .. ..
فرفعته الى أذناها تجيب بحماس .
_ هنادى ..!! أنا ..
فصدر صوت شقيقتها مقاطعا ..
_ أمانى ...
_ مالك ياهنادى فيك حاجة ..صوتك ماله كدا
_ لا بطمن عليك .. أنت كويسة ؟
_ نجحت ياهنادي نجحت ياختى .. أنت متخيلة العميل ...
لم تتوقف أمانى عن التحدث مع شقيقتها بحماس وهى تقف فى الطريق تنتظر إشارة المرور لكى تمر..
ولم تنتبه الى ذلك الشاب الذى يتربص بها من الخلف ، و يمد يده خاطفا منها الهاتف ..
لتنظر اليه بصدمة وهو يهرب من أمامها ..
لم تشعر بنفسها وهى تهرول خلفه وتشير اليه ، وتهتف
_ حرامي ...
تابعته بالجرى مسرعة ، تحت أنفاسها المتقطعة .. وقدمها التى شُرخت بسبب حذاء الكعب العالى ولم تعبئ لذلك .
وإستمرت .. على الجرى وراءه
حتى سقطت نظارتها من أمام عينها على الأرض ، فتوقفت فجأة وهى ترى المارة أمامها ينظرون إليها بغرابة.
أغمضت عيناها بقوة .. وجثت على الأرض تتحسس بيدها لتجد أين وقعت ..
وما إن وجدتها حتى رفعتها مسرعة على عيناها .
ودموعها تهرب من تحت نظارتها وهى تشير الى سيارة أجرة...
** **
جلست على فراشها ببطنها الكبيرة تشعر بركلات طفلها الذي ينمو فى أحشائها ، وطفلها الصغير الأخر بين يديها وجسدها يرتعش بشدة ، فمعاد قدوم زوجها لم يبقي عليه الى القليل ، أسرعت الى سجادتها .. وبدأت فى إقامة الصلاة .. وتبقى ساجدة على فراش السجادة لنصف ساعة كاملة تبكي بحرقة ، وتدعو الله .
أن يخلصها من عذابها ، وأن تجد مخرج لكي تنهى من تلك المأساة .
_ يارب إهديه .. لتاخده .. يارب بيعذبني وانت اللى شايف وعالم .. إرحمني يارب ..
يارب يارب ميضربنيش النهاردة أنا بجد تعبانة .
إنتهت من الصلاة ، ولا تتوقف على مناجاة ربها .. بالرحمة .
ودموعها سيلان من دماء ينذفها قلبها .
سمعت صوت إغلاق الباب بعنف وراءه لينتفض جسدها بلوعة .. وتذهب الى الصغير تحمله وتقف فى زاوية الغرفة .
إقترب منها وعيناه مليئة بالشرارة ويقول بصوت هادئ مليئ بسم الأفعى التى تنتظر أن تنقض على فريستها .
_ راحة يابنت التيت تقولى لأمى إنى بضربك ، راحة تحكى على سر بيتك بره .
قالها وهو يمسك الصغير ويلقيه على الفراش .. ويقوم بإمساكها من شعرها الطويل الناعم ويحوطه حول زراعيه بالكامل ..
ويسحبها منه فى كامل البيت وهى زاحفة على الأرض ، تحت صرخاتها التى تخرج من أعماق قلبها ، وعيناها التى تذرف الدموع عليها وعلى طفلها الصغير الذي بداخل أحشائها ..
ويقذفها بداخل الجدران .. باقصي قوته .. تحت أذن أمه وأباه ..
ولم يعبؤا لها .. ولا لطفليها .. ولم يتذكروا أنها تحملهم جميعا على رأسها .. بطهو الطعام .. وكافه أعمال البيت .. كل ذلك وهى إمرأه تحمل جنينها ..الذي على وشك الخروج الى الحياة .
إبتعد عنها بعد أن شعر بالتعب ، وجلس على الفراش لكى يرتاح قليلا ..
وهى فقط تبكي ..على كل حياتها .. فهى لم تتمنى الثراء او أى شئ ، أرادت فقط أن تتزوج شخص يقدم لها الحب والأمان .. لها ولطفليها .. لم تتخيل أبدا أنه سيء عندما رأته اول مرة .. وإلى الأن تشعر أنها تعيش كبوسا أسود .. لا تعلم متى ستقوم بالإستيقاظ منه .
وإن إستيقظت ؟ هل سيكون على الموت .. أم بالعودة الى الماضي .
نزلت الى الشقة السفلية الخاصة بحماتها ، تطهو لها الطعام .. وعلى يدها طفلها الصغير يبكى من جوعه ..
...وبعد أن قامت بكافة الأمور التى وكلت بفعلها غصبا ..
صعدت الى شقتها وهى تدعو الله أن تدخل عليه وتراه جسدا بلا روح .
وفى كل مرة يخيب امالها .. ويبقي الخوف يسكن عيناها وقلبها ..
_ تعالى ..
_ حرام عليك .. أنا هولد قريب .. مينفعش . أبوس إيدك ..
لم يستمع الى كلامها ووسحبها غصبا والقاها على الفراش .. دون أدنى شفقة
. وما إن ينتهي .. حتى تطول يده على جسدها ضربا بقوة ..
ويبقي ليلها ونهارها سيد أوجاعها ، حتى أنها تساءلت فى نفسها ..
_ منين جبتي القوة دي ياهنادي ، قولى منين .. عشان تستحملى كل الهم ده ، ولا حتى عارفه تشكي همك لختك ولا أى حد من أهلك .. ياعيني على شبابي .. وياعيني عليك ياللي فى بطني .. هتخرج لدنيا السودة دي وتشوف أبوك اللى منعدوش رحمة ..
سامحني غصب عني .. ياضي عيني ، ابوك اللى أجبرني أجيبك ..
قالتها وهى تنام على الارض بحسرتها ودموعها تفترش من الأرض سريرًا باردًا لها ولطفلها .
وفى الصباح الباكر ..
تسللت اشعة الصباح تنبأ بجو بنسمات مريحة منتعشة ، لكن ،من أين تأتى الراحة والعيون تسكنها الخوف والألم .
قام من فراشه يخطو بقربها ، ليجعلها تستيقظ حتى يقوم بتعنيفها ، فاستسلمت لأمرها لكى لا تتلقى الضرب ، فيكفى... فلم يعد جسدها يتحمل أكثر.
ولم تعرف أن صاحب الطبع السيئ لا يتغير أبدا .. وإن أضيئت بأصابعها الشموع بالذهب .. سيبقي كما هو ..
وبعد أن نال منها .. لم يتركها الا وجعلها تبكي وتصيح من كثرة الضرب المبرح ..
_ هشش متعيطيش ... ...تاخدى الضرب وأنت ساكته ..إخرسي
ليمر اليوم كعادته الدائمة ، صباحا ومساءا مع الضرب المبرح .. والكلمات البذيئة.
أسرعت إلى الحمام بعد خروجه من المنزل ، وهى تحمل سكينا حادا ..
وقلبها يصرخ لها لكى تقتل نفسها وتستريح ، وعيناها تضئ لها بذكرياتها المُرة معه ..
جزت على اسنانها وهى تلعن كل شئ .. ومع أول خطوة ..وهى تمرر السكين على عروق يدها ، علا صوت صغيرها يدوى داخل اذناها بألم .. وركلات الصغير تركل داخل بطنها ..
فوقع السكين من يدها فورًا.. وخرج من حنجرتها صوتا به آلام الدنيا تعلم انه أتى من قلبها الجريح ..
****
خرجت من عيادة الطبيب وقلبها يرقص فرحا ، فقد بشرها الطبيب بحملها بعد ثلاث سنوات من العذاب.
مدت أصابع يدها لكى تضعها فى يد زوجها . وتنظر اليه بعينان مليئة بالسعادة التى إختفت تدريجيا من شفتياها وهى ترى وجهه المتبلد من أى مشاعر .
فرفعت النقاب من على رأسها لتريه فرحتها ..
_أخيرا يا ماهر هتبقي أب .. وأنا هبقي ام . أنا سعيدة اووى.
قالتها بعيون لامعة .. وهى تجلس بقرب زوجها بالسيارة .
زفر ماهر بشدة وأبعد يدها عنه وقام بإنزال نقابها على وجهها .. وقال .
_ جيهان ....إبعدى بقي عني .. ومتقرفنيش مش عاوز اسمع صوتك دا خالص ...
_ أقرفك ؟ أنت تقصد إيه بكلامك دا .
ساد الصمت ولم يتحدث بكلمة واحدة لكى يهدأ النيران التى شبت فى كافة أنحاء جسدها .
وبعد وصلهما الى المنزل ..
تفرقا عن بعضهما وكلا منهما ذهب الى غرفته .. نعم فكل منهما يملك غرفة خاصة به بعيدا عن الثاني برغم أنهما زوحان .. .
فقد أجبرها على ذلك منذ بداية الزواج ، وقد أوجعها هذا البرود الصادر منه ، فشخصية مثلها لا تتحمل البرود ، وخاصة أنها فتاة دافئة من الداخل ، تسمي نفسها الباحثة عن الحب ، التى لم تجده فى زوجها ولا فى أى أحد ، فقد كانت يتيمة هى وأختها يرعاهم الأغراب كباقى الأيتام .. يتغير المدير كل فترة ،ويتوقف الزائرين القدامى ويأتى جدد. حتى لم يبقي لها أحدا معين تشعر معه بالألفة ..و لم تشعر فى يوم أن هذا بيتهما .. بل كان كالسجن .. الذي يأويهم من غدر البشر ..
وفى يوم جاءت أسرة لطيفة وتبنت أختها الصغيرة ، وبقت هى وحيدة فى ذلك الميتم تشتاق الى أختها ، وحينما كبرت بثقل الأيام والسنين .. ذهبت تبحث عن أختها .. معتقدة أن أسرة اختها ستتكفل بها ..لكن وجدت اختها قد تزوجت برغم صغرها ، حتى عائلة زوجها.. لم يرحبوا بوجودها . لم يمر الوقت طويلا حتى إختارها رجلا فاحش الثراء يقتن فى منزل ضخم بمفردة ويملك مشفى كبيرة خاصة به . رأها تمشي فى الطريق وهو يركب سيارته .. فتابعها .. وذهب الى أهل أختها .. يطلب يدها...
فأسرعت فى الموافقة ، نستها الأيام .. حتى عانقت وحدتها فى ظلام الليل ..
اعتقدت أنها فرصة ثمينة ، وأن أحضان زوجها لن تتركها لثوان .
ولم تعلم أنه جاف ، بارد ، لا يوجد لديه اى مشاعر دافئة لها ..
حتى أنه لم يقترب منها أول سنة من الزواج وظل بعيدا عنها ينهك نفسه فى العمل ، حتى طلبت منه الحب والكلمات المعسولة بل لا يقترب منها ابدا حتى تطلب منه المشاعر الدافئة .. ولا يلبي طلبها الا مرات معدودة على اصابع اليد .
ولأن جيهان كانت شخصية حنونة كانت تشعر بالفراغ الشديد، كل ذلك فوق طاقتها ، لا تجد حبا ، لا يوجد دفء.. فكانت كالجائعة التى تتوسل عناق .. تتوسل الحب فى ظلمت الليل .
ومهما تفعل لا تشعر بالاكتمال فلا توجد علاقة كاملة بدون دفئ واحتواء .. وهى فقدت كليهما.
وبعد مرور ثلاث أشهر ..
لم يظهر الحمل عليها بعد ، ذهبت متزينة بأجمل الثياب والروائح العطرة بالزهور، تطرق غرفة زوجها بعشم كا كل مرة تحاول معه كي يجلس معها ويحاورها مثل ما يفعل اى زوجين .
_ ماهر حبيبي ..إفتح عاوزة أقولك على حاجة ..
قالتها وهى تتطرق باب الغرفة
ليأتى صوته من وراء باب غرفته ..
_ مش دلوقتى ياجيهان بعدين ..
_ إفتح بس
_ هاااه ... نعم ..
_ ممكن أعد معاك شوية ..
زفر بشدة وهو يفتح لها باب غرفته وينظر اليها باستحقار .. وهى تدخل و تتحامل على نفسها ..
جلست على فراشه بجانبه ..، وتربت على ظهره.. فأبعد يدها بعنف ... فقالت
_ وحشتني .. هو إنت ليه مش طيب معايا ومش بتحضني
_ يوووه .. ..
_ حرام عليك .. نفسي مرة تقولي كلام حلو
_ بقولك ايه انا مش فاضي .. إخرجي من الأوضة .. شوفى مصلحتك
تسمع الكلمات وتذبحها داخليًا ، تطلب وتتوسل وكعادتها .. تذهب الى الغرفة الخاصة بها .. وتغلقها ..
وتنتابها نوبة بكاء ويغزو عقلها تأنيب الضمير .
( أنا أكيد فيا حاجه وحشة عشان مش عاوز يقرب منى .. أنا هحاول ارضيه .. يارب إهديه ليا .. أنا مليش غيره .. يارب ....يحبني ويعطف عليا .. نفسي أحس إنى مش وحيدة...)
تقولها بحسرة وبكاء ثم تذهب لتستحم وتصلي .. وتقوم بقراءة القران ، وتستغفر طوال الليل ..

****
ثلاث شهور مرت عليها منذ أن قامت بفتح مكتب بسيط لها.. ، والجميع منبهر لا يصدق نجاح نجمها الذي يرتفع عاليا متالقًا بين زملائها .
تنهال عليها القضايا المجانية التى تقدمها كهدية للفقراء حتى تصل لشهرة وبالفعل وصلت بوقت قليل ..
وأيضا القضايا العالية ...من أصحاب النفوذ ... ، ومن وفرة ذكائها اللا محدود تنجح ولا يعوقها عائق واحد ... سوي ... الليل .
ودائما تنتهى من عملها وتذهب الى شقتها المقلوبة رأسا على عقب وتلقى بأشياءها على الأرض ..
تخطوا بين القمامة الملقاة على الأرض ، وهى تزفر بقوة .. لا تحب الجلوس بشقتها .. تكره الليل .. تحب أن تجهد عقلها .. حتى لا تفكر فى أحزان الماضي التى تأكل قلبها .. وتبقي فى صراع مع نفسها ..
تدخل الى غرفتها المظلمة ، ينتابها شروخ الماضي فتقل أنفاسها رويدا ويزداد خفقان قلبها بالنبض القوى ..
تذهب مسرعة الى حاسوبها .. وتقوم بفتح .. بعض المواقع لكى تنسي ذكرياتها ،شيء داخلها يخبرها أن تمزق عنقها لكي ترتاح
لكن دائما توقف نفسها بصعوبة فى أخر لحظة ...
تعود لتنام على وسادتها بخنقة صدرها التى أصبحت صديقتها ..الدائمة .
تتذكر كلام زميلاتها عن زواج احداهن قريبا، وما إن تصل الي جملة الزواج ... تذهب ولتقف أمام المرآة .. تنظر قرابة دقيقتين الى نفسها ..
ثم تنزل نظارتها اللامعة العريضة بخطوطها الذهبية العصرية التى تخفي عينها بالكامل لترى مقلتين ضخمتين سوداء بهما ظلام الليل وعتمة المخاوف .. ترى بهما جمال ما علا لحد السماء وما هبط الى ظلام البحر المنعكس فيه بريق القمر .
ثواني محدودة تنظر لعيناها حتى تظهر إعاقتها ،فتضخك ساخرة متألمة أمام المرآة وهى تقول ..
_ مين الغبي اللى هيتجوز واحدة حولة زي ..
تقولها ثم تختفى إبتسامتها .. وتتساقط الدموع من عيناها بدون توقف تحت ملامحها الباردة وعيناها الواسعة ..
صدر صوت هاتفها يعلو .. فى كامل شقتها المظلمة ..
فرفعت الهاتف الى اذناها .. ليأتى صوت المتصل ..
_ أمانى ..على معادنا ولا إيه
_ على معادنا .. طبعا .
_ بس يا أمانى غلط .. تأذي نفسك كده إنت كبيرة مش صغيرة
_ ملكيش دعوة ..
****
عاد من المشفى بعد يومين كاملين فى غرف عمليات الولادة ،قلبه يشتاق بولع لزوجته الحبيبة ، فهى نبضه وحياته ، وأول من رأتها عيناه البلورية، يعشقها حد الجنون ... حتى أنه يضع عطرها داخل جيبه يستشق منه العطر كلما يمر عليه الوقت ...
وقف بسيارته أمام محل الزهور .. يختار باقة من ألمعها ..ويكتب داخلها ..بكلمات الحب .. الذي يتمني لو يكتبها بدم قلبه لها ...
قاد السيارة والشوق يجعله يسرع فى الطريق ... لكن توقف ايضا أمام محل ملابس النساء ..
يختار منه فستانا بألوان زاهيه ^^ يظهر قوام أميرته .
وما إن وصل الى المبني الذي يسكن به ، دخل الى المصعد .. يضغط على الازرار بشوق .. وبيديه الزهور ...
دخل الى الشقة بحماس .. وهو يهمس بإسمها ..
_ أسماء .. حياتي ...
فتح غرفتهما .. ليراها نائمة على سريرها ... فالغرفة الخاصة بهما بها سريران .. كبيران متماثلان ..
لم يحب تلك الفكرة ، لكنها أثرت على ذلك بجحة أنه يجب عليه أن يواكب العصر .. وهو لا يستطيع أن يرفض لها طلبا ..
نظر اليها طويلا وهى نائمة تحت الضوء الخافت ، أخذ زهرة حمراء عطرة ..من باقة الزهور ، ومررها على شعرها .. البني الفاتح .. وعلى وجنتيها
فاقترب منا يقبل رأسها بلطف .. فتثأبت .. وهى تفتح عينها وتنظر اليه ..وتبتسم .
همس لها
_ وحشتيني ..
_ حسام أنت جيت ..
إيه دا جيبلي ورد .. أأه ياقلبي .. ربنا مايحرمني منك ابدا ..
لمعت عيناه بضوئها المليء بالحب الجارف فقالت بتعب
_ نام يلا ياحبيبي ..؟ عشان الشغل بكرة نروح مع بعض
. تعلم أن حسام رجلا رومانسيا حد الجنون .. يحب الليل حتي يجلس بقربها ويحكي لها عما مر به طوال اليوم .. وهى تعمل طوال اليوم ولا تملك الوقت لاحاديثه الفارغة وحتي لا يتم حشو عقلها بكلامه الكثير الذي لا نهايه له فهى تعمل بجراحة القلب ..وكم يحتاج عقلا واعيا ..
_ بس انت وحشتيني يا أسماء .. يلا اعدي معايا واهرشيلي شعرى زي زمان
يهمس بها بسخرية محبوبة وهو يقوم بعناقها بدلال فاعتراها نوبة غضب مفاجئة بسبب إلحاحه الطفولي والذي لا يتناسب مع رجلا فى بداية الثلاثين تناسيا ضغط عملها الذي تمر به ...
_ افف ابعد بقي... متبقاش طفل.. انا مش فاضيه .
تهتف بها اسماء بغضب ..وهى تدفعه من صدره بقوة، لتتغير قسمات حسام وتنقلب إلى العصبية المفرطة والتي يعاني منها فنزل على وجهها صفعة من قوتها إهتزت لها نوافذ الشقة دون وعي..
وكما يقولون اتقى شر الحليم اذا غضب.


...يتبع ...


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-21, 02:05 AM   #3

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الثانية
وضعت يدها على وجهها بصدمة وعيناها تلتمع بالدموع وبرغم الألم الشديد بوجنتيها إثر الصفعة لم تنتبه له بل انتبهت لليد التي ترتفع لأول مرة عليها.
_ بترفع إديك عليا يا حسام.
جلس قبالتها يتابع نظراتها الصادمة، والمتحسرة، وقد شعر بالندم في الحال فقال وهو يقترب منها لكي يعانقها متأسفا
_أنا أسف يا حبيبتي سامحيني أنا..
ردت عليه مقاطعة وهي تقوم بإبعاده عنها
_ انت كل يوم عاوز تصدعني
كفاية حرام عليك أنا عندي ولاد وبشتغل وبتعب وانت مش بتقدر كل ده ليه
_ انت زوجة فاشلة.
قالها وهو يخرج من الغرفة الخاصة بهما الى غرفة الأطفال، وقد تحولت قسماته الى الغضب بشكل كبير، فكلما يقترب منها لكي يجلس معها تتحجج وتتهرب وهي تعلم انه يحبها أكثر من العادي وأكثر ما يشعله هو ثقلها عليه ، فهو يريد أن يدفن رأسها داخل صدره كلما يراها من شدة الاشتياق.
ضربت بأقدامها الفراش وهي جالسة عليه بغضب ورفعت هاتفها أمام عيناها تكتب مشكلتها بعصبية على منتدى الأزواج كشخصية مجهولة.
(أنا وجوزي بنحب بعض جدا واخدين بعض عن حب مشكلته معاياة انه عوزني على طول معاه أعد أكلمه وأشاغله وأنا بشتغل وعندي ولدين لازم أصحي كل يوم الصبح أجهز ليهم الفطار وكل ده إجهاد عليا ولما رفضت أعد معاه عشان مصدعة ضربني بالقلم. قولولي أعمل ايه ضروري انا نفسي أعيش مرتاحة)
انتظرت رد الأعضاء عليها لكي تجد حلا لتلك المشكلة، فقد أصبح الأمر صعبًا عليها وعلى عملها، فكثرة السهر ليلا تجعل أعصابها ترتخي قليلا ولا تستطيع أن تقوم بعمل جراحة طبية كإمساك المقص وباقي أدوات الجراحة.
وبعد دقائق قليلة انهالت عليها التعليقات من النساء وبدأت في قراءتها وهي تضحك، تتحسر، تبتسم.
(حطي له منوم في الاكل)
(ده مش طبيعي أكيد بتعاطي حاجة غلط معقول فى راجل عاوز مراته تعد تناغشه وتتكلم معاه ... ده أكيد منسون )
(رجالة فاضيه... مش حاسين بينا)
(رجالة لكاكه مبيجيش من وراهم غير وجع الدماخ)

وبعد الانتهاء من قراءة التعليقات جاءتها فكرة أن تشترى بعض المشروبات التي تجعله يغفو فى النوم وبدأت في البحث على المواقع عن تلك الأصناف.
***
في الصعيد
جلس على أريكته وهو يضع يده على رأسه بحسرة وعقله يخبره أنه هو من ظلم نفسه كثيرا وأن ما يحدث له غضب من رب العالمين.
تذكر ماضيه الكريه بالكامل وكم كان يعشق المال وكم كان ينتظر الولد لكي يهب له اسمه وكل أمواله.
حتى أنه قام بأمور سيئة لأشقائه الاثنان فالأصغر الذي يليه قام بوضع السم داخل طعامه بدون علما لأحد وقام بطرد زوجته وأولاده الشباب.
وأصغرهم مات مريضا بمرض ابيه المتوارث وهربت زوجته مع بناتها خوفا منه، فكان هذا لصالحه. لكن لم يرزق بالولد، مهما تزوج الكثير من النساء في القرية، لا يأتي له سوى البنات حتى أصبح لديه ثمانية بنات وثلاث زوجات شرعيا .
ظل طوال حياته يأخذ فتيات اهل القرية والنساء الذين يولدون ذكورا يتزوجهم عرفيا مقابل إعطاء المال الوفير لأهلهم وإن علم أنها تحمل في بنت يطلب منها أن تقوم بإنزالها والا تفقد حياتها هي وأهلها.
والعجيب أن كل امرأة تلد الذكور لزوجها، لا تحمل منه الا في فتاة.
حتى جاء له المرض المتوارث بالعائلة مرض القلب، ومرض فى جسده يمنعه عن الزواج ، فلم يعد يستطيع أن يقترب من أي امرأة لأجل قلبه الضعيف وأيضا لفقدان رجولته.
طرق بيده على رأسه نادما على كل أفعاله ويريد الان ان يصلح الأشياء التي قام بتخريبها ،فوظف رجال يبحثون عن أولاد أخيه الذي قتله بالسم، فبعد هذا العمر الطويل، لم يبقي له أي شيء ف هذه الدنيا، خسر كل شيء حب بناتن وزوجاته وحتى والدته التي جنت بالصياح طوال الليل ولم تعد تترك غرفتها الا في الليل الثقيل لتتحدث بأمور ولغة مبهمة.
أراح جسده على الأريكة وهو ينادي ابنته التي تصرخ مع أشقائها بإزعاج.
_ . اسكتِ جالي المرض يبت ناوية على جلطة كمان.
دخلت سيدة في العقد الخامس وقسماتها تميل الى الغضب وهي تقول وتشير بأيديها بغضب
_ ايه يا سيد مالك بتشتم فيا إكده أنا عملت فيك إيه كمان.
_ مش انت يا تييت مش انت
منى الصغيرة الجحشة خليها تخرس.
جزت على أسنانها وهي تنظر اليه باستحقار فقد كانت زوجته الاولي والتي كانت فريسته الأولى في هذه السرايا.
خرجت من الغرفة وهي تغمغم.
(الله يا خدك وينتقم منك قادر يا كريم، يا رب ما تخدني غير لما أشوفه ميت قدامى مشلول)
وأردفت وهى تخرج الى صالة السرايا الضخمة الى ابنتها التي كانت تسب وتقوم بلكم اشقائها من أبيها.
_ مونى مونى إسكتي يا بت حرام عليك. تكفرينا بصوتك التخين ده.
عندما سمعت مونى كلام والدتها قامت بالضربة القاضية على إخوتها واسقطتهم أرضا ونظرت الى والدتها بعينها السوداء اللامعة وملابسها الكاشفة وتقول بصوت أجش
_ مليكش دعوة يا ولية روحي شوفي أللى وراك بعيد عنى.
في تلك اللحظة دخلت الخدامة القديمة بالسرايا التي كانت تعمل بالسرايا ومعها شابًا ممسكةً به وتقول
_ يا ست الستات يا بنت الأكابر.
ردت عليها الزوجة الأولى مقاطعة
_ حسنية؟ كنت فين يا مرة
_ كنت بدور على زوج ولادي يا ست الأمرة.
فقالت مونى وهي متحمسة
_ حسنية!
توقف شفتاها عن الكلام وهي تنظر الى هذا الشاب الوسيم الذي مع حسنية يبدو في منتصف العقد الثالث، عينان واهجه،بشرة لامعه صافية، متوسط الطول.
شردت به وهي تعض على شفتاه بنظرة غريبة. تعلمها والدتها جيدا.
_ اسمحيلي أشتغل شهر بس يا ست منى على بال لما اسافر القاهرة أعالج إبني.
تهتف بها حسنية وهي تبعد ابنها الى الجانب الأخر بعيدًا عن مونى التي تنظر اليه بحماس.
_ كمان عاوزة ابنك يفضل معانا.
في تلك اللحظة لمعت عين مونى فاشتعل الحماس داخلها.
فكان هذا الشاب أجمل ما رأت عيناها. فنظرت الى والدتها تنتظر إجابتها.
لكن الرد الصادم جاءها من حسنية وهي تقول
_ ده مجنون يا ست منى متجلجيش، عجله مفوت بعيد عنك.
_ خلاص. أجري شوفي شغلك في المطبخ واحبسي الولد ده في بيت الكلاب القديم اللي جنب السرايا.
وانت يا بت انجري البسي خلجاتك.
اشارت مونى بلا مبالاة الى والدتها وعيناها تتابع عين ذلك الشاب الذي يحرك عيناه يمينا ويسارا كالمعتوه.
فتحطمت أمالها به. وهي تقول
_ يامه القمر على الباب .
بس كيف ده يكون عجله مفوت. والجحش اللي ماشية معاه عاجل دنيا غريبة.
***
_بيسمع كلام أمه ياجيهان، ومش يصدقني ده إن خلاني أكلمه أصلا، شوفي استحملته أربع سنين بعيد عنى عشان في الغربة، عشان يبني لعياله، لكن أمه بتاخد كل فلوسه. تعالى شوفي بيتها أحسن منى كل شوي عزال جديد. ولا إخوته. فلوسه كلها اللي بيتعب عشنها بقاله اربع سنين بح.
وانا مش بيفكر حتى يكلمني غير كل فين وفين. وانا خدامة ليهم بعملها كل حاجة وفى الأخر يقلى يا فحلة يا تخينة ويضربوني في ظهري
كسروني أكتر لما شوفتهم يعملوا كدا عشان انا يتيمة ومليش حد يدافع عنى وهو نفسه لو شاف جوز أخته قالها كلمة وحشة بياكله بسنانه أنا تعبانة اووى ياجيجي.
تهتف بها شقيقة جيهان في الهاتف الخلوي، وتقول كل كلمة وقلبها يبكي متألمًا على حالها وحال ابنيها.
فترد جيهان عليها ببكاء متماسكة وهي ترى أنها وأختها يدفعون ثمن أخطاء لم يرتكبوها فقالت لها تهون عليها قليلا.
_ متزعليش يا إسراء. حقك عليا يا حبيبتي. بس اسمعيني هو تصرفاته كدا عشان في الغربة ومش شايفك وبعيده عنه، وذكرياتكم مع بعض بسيطة جدا. هو ها ينزل إمتي..
_ كمان شهرين. بس تعرفي. هيفضل زي ما هو.
تعرفي أخر مرة قعد معايا أمتي ؟ في الولد الأخير يعني من يجي أربع سنين.
أخر مرة قالي يا تخينه وأنه بيقرف مني.
_ طب ما تخسي يا اسراء وضبطي نفسك أنا لو مكانك والله البس أحسن لبس واخس ولما يجي أعمله العجب عشان يعرفني على حقيقتي وان كلام أهله غلط.
بصي هحاول أجيلك نروح لدكتورة تخسيس.
_ دكتورة؟ معيش فلوس. وهسيب العيال لمين.
أنا هخس مع نفسي بقي وأمرى لله.
_ أوعى تستسلمي.. عشانك وعشان ولادك.
_ ابني قعد يعيط لما شاف نينته ضربتني.
تعلم انه ليس بيدها شيء فهي الأخرى تعيش بعذاب، متزوجة نعم، لكنها وحيدة تتحدث مع نفسها.
شعرت أنهم كالغزلان يعيشوا في وادى الذئاب.
فقالت جيهان بحسرة
_ احنا نعمل اللي في إدينا قبل ما نندم على أي فعل نأخذه خلينا نستني لما هو ينزل ونشوف هنعمل ايه.
أغلقت جيهان الهاتف مع شقيقتها بعد أن أعطت لها النصائح لكي تتجنب الضرب وبعض المشاكل.
وبقت تنظر الى الهاتف وهي مستلقيه على الفراش بمفردها في الغرفة وتبكي على حالها هي وأختها.
فلمحت مشكلة عضوة على المنتدى المتزوجين الخاص بالنساء.
فبدأت بقراءتها
(أنا وجوزي بنحب بعض جدا واخدين بعض عن حب مشكلته معاياة انه عوزني كل يوم أعد معاه واكلمه وأنا بشتغل وعندي ولدين لازم أصحي كل يوم الصبح أجهز ليهم الفطار وكل ده إجهاد عليا ولما رفضت عشان مصدعه ضربني بالقلم. قولولى أعمل ايه ضروري انا نفسي أعيش مرتاحة)
انهمرت الدموع من عيناها وهي تقرأ كل كلمة، فكم تتمني لو كان زوجها بنفس تلك الشخصية، كانت لتكون الأسعد في العالم. فكتبت تعليق على هذا المنشور. وهي تبكي متحسرة.
(شيء جميل إن جوزك يكون بيحبك عشان كدا عاوز يكون قريب منك على طول، حاولى تعرفي قيمة الشخص اللي معاك عشان ناس كتير تتمني يكون زوجها بطريقة دي، أنا عارفه انك زعلانه عشان هو ضربك، بس اعتقد عشان انت قاسية معاه، صلحي نفسك بسرعة قبل ما يروح منك)
لم تمر دقائق حتى جاءها تعليقات من بعض الفتيات التي تتهمها بأنها منحازة الى الرجال وبدون كرامة.
لم تتوقف الدموع عن النزول وبقت ترسم لها من بحرها عالم خاص بتلك الشخصية التي قرأت عنا وتتجسد في روح زوجها وهو يجالسها في خيالها.
فابتسمت وهي تقول
(يا رب اهديه واجعل في قلبه الحب ليا)
***
بعد مرور سنة كاملة
ارتفع نجمها المتألق بالنجاح ولم يعد لها الوقت الكافي لكي تجلس بغرفتها فبقت تنام في المكتب الخاص بها حتى تتمكن من انتهاء عملها.
جاءها اتصال من شقيقتها هنادي في ظلام الليل.
فرفعته الى أذناها بسرعة، ليأتي صوت زوج شقيقتها وهو يصيح في الهاتف
_تعالى خدي أختك من هنا قبل ما أرميها فى الشارع
قالها ثم أغلق الخط ليجعل قلبها ينبض بجنون وخوف على شقيقتها، فأسرعت في الليل ذاهبة الى منزل شقيقته، وما إن رأتها كانت الأجوبة على كل اسئلتها المتلهفة داخل دموع أختها وكسرتها.
فقالت أماني بغضب الى زوج شقيقتها
_ عملت ايه في أختي يا تيت.
_ إيه ! إنتوا اللي جاين من تحت الجاموسة أنا ايه اللي خلاني أجي أتجوز من عندكم يلى معندكمش شرف.
أختك يا أبله بتغير هدمها وسايبة الشباك .
_ اخرس. إحنا انضف منك ومن سلالتك وعارفة كويس نوياك.
_ أطلعوا بره بدل ما أرميكم انتوا الاثنين .
جزت أمانى على اسنانها بتوعد وخرجت من المنزل بصحبة هنادي وأطفالها الاثنان وأدخلتهم في سيارة أجري أمام المنزل ورجعت الى زوج أختها وبثقت فى وجهه وقامت بسبه.
_ انا أعرف أربيك إزاى عشان تقرب من أختي يا تيت.
لم تتوقف هنادي عن البكاء بصمت وعلى قدميها ابنيها الصغار وما إن وصلوا الى شقة أمانى قالت لها
_ بصي أرتاحى وبكرة نتكلم معلشي بقي عشان الشقة بايظة، مش بفضي أنضفها.
_ أمانى هو كذاب أنا..
_ خلاص يا هنادي أنا عارفة
شوفي بس أنا هعمل فيه إيه في المحكمة.
_ و أبويا؟
_ مش يعرف حاجة خالص الوقتي.
تنهدت أماني وهي ترفع نظارتها أمام شقيقتها.. وتتوعد بالسب الى زوج هنادي.
وفى اليوم التالي.
قامت أمانى بتجهيز الفطور بحب والقلق يغزو عقلها فلم تتحدث هنادي معها بأي شيء منذ بداية زواجها، كانت تعتقد أنها سعيدة
لم يمر الوقت من تفكيرها الا وشعرت بالندم على عدم زيارتها دائما فكانت على الأقل ستشعر بحزن شقيقتها.
_ كان عوزني أفطر في رمضان يا أمانى.. قد إيه هو إنسان مريض
تهتف بها هنادي وهي تقف خلف أمانى التي التفتت اليها بدهشة.
فأردفت هنادي والدموع تنهمر من عيناها بكثرة.
_ كنت خدامة تحت رجليهم مش عاوزة أفتكر أي حاجة، أنا بس عاوزة أطلق منه.
تجمعت الدموع في عين أمانى وهي ترى أن هنادي قد تحاملت على نفسها، فهي كانت الأخت الهادئة التي تتحدث بعينها قبل لسانها التي كان شغفها الحب والعاطفة وكانت أكثرهم رقة ومحبة.
فكيف لتلك الفتاة أن يكون قدرها صعب الى هذه الدرجة أهو تسرع أباها في الموافقة على الزواج بدون بحث مسبق؟
مالت رأسها بالإيجاب وهي تأخذها في أحضانها وتقول
_ والله ما هسيبه غير لما يركع ليك عشان تسامحيه. وبكرة تشوفي
_ مش عوزه أشوفه نهائي نفسي أنساها وأنسي ضربه ليا.
انا بقيت خايفة على طول أنا.
_ أنا معاك يا بنتي متخافيش أختك شاطرة. وتجيب أجله في لحظة.
مر الصباح كاملا وهي تجرى بأقدامها في المحكمة وبيديها خمسة عشر قضية موجهه الى زوج شقيقتها وهى تقول بتوعد
_ والله ما هسيبك يا تييت
فجأة علا صوت هاتفها منبأ باتصال فرفعته الى أذناها وهى تزفر بشدة وتقوم بالرد.
_ إلحجي ياأمانى أبوك بيموت

***
تحمل ولدها الصغير وهي تقوم بإرضاعه والدموع تنزل من عيناها على ما بدر من زوجها، اعتقدت أنه سيتغير عندما يأتى له بطفل، لكن الحال على ما عليه، بل أسوء.
المعاملة الباردة التي تصدر منه اليها هي نفسها مع ولده الصغير، لا تشعر بأي دفئ ابدا منه ولا لولدها .
فمسحت دموعها وذهبت اليه وأقبلت تطرق الباب فلم يأتي اليها أي استجابة، فطرقته بعنف.
حتى جاءها بغضب وهو يفتح الباب
ويقول
_أنا مش قولت لك ميت مرة، تفضلي في أوضتك متجيش خالص هنا.
أنت مصممة تخليني أعذبك.
_ حرام عليك ابنك سخن مفيش عندك أي خوف خالص.
زفر بشدة وقام بسحبها داخل غرفته وهي يلقيها على الأرض حتى سقط منها الطفل فصرخت بحسرة وهى تهرع اليه ببكاء.
فقال.
_ إسمعي بقي الولد ده مش إبنى، لو قولتي ليا أبني دي تاني هاروح أرفع عليك قضية شرف.
_انت بتقول ايه أنت اتجننت.
_ لو مش مصدقة امسكِ الورقة دي.
وضعت الطفل على الفراش واقبلت تنظر في الورقة بصدمة وخوف.
فأردف.
_ الولد ده جه بالتلقيح و مش مني أنا أصلا مبخلفش زي ما الورقة بتقول وعملت كده عشان أخلص من الزن بتاعك.
صرخة داخلها على وشك الخروج لكنها كتمت بقلبها ولم تمر عبر حنجرتها وسكنت داخلها.
وبقت على الأرض خائرة القوى متشنجة اللسان.
_ ليه ظلمتني. ليه إتجوزتنى وإنت مش بتحب تقرب مني ليه.
_ عشان كنت حلوة وعاوزك تكوني ليا وبس ...لكن الوقتي زهقت منك. ومعتش طايقك.
كل ما تشوفيني جاي من الشغل لا أعد معايا لا احضني.
طلعتي مخك فاضي
أنا بكرهك.. وبقرف منك.
ومعتش قادر ابص في خلقتك.
وقفت على قدميها بصعوبة وهى تعافر لكى تصل اليه وتقوم بصفعه ويدها ترتعش وتهتف
_ طلقني يا تيييت طلقني يا ظالم منك لله.
قام بدفعها بعيدا وهي تصرخ ببكاء بصوت مبحوح ويقول وهو يبثق عليها.
_ انت طالق بالثلاثة.
***
تضع زيوت خاصة بالتنويم وبعض الوصفات في كامل أصناف الطعام لكى ينام و يتركها ، لكن لم يعمل أي مفعول معه برغم أكله كل الطعام، بل انقلب بالسلب عليه واصبح مستيقظا أكثر ولا يتوقف عن الكلام المعسول .
ويظل يطلب منها ان تجلس بقربه وتحكي له ما حدث معها طوال اليوم فكم يحب صوتها بهمساته.
إلا ذلك اليوم عندما قامت بوضع العطور وهيئت نفسها بأجمل الملابس، ووقفت أمامه تحت نظراته المليئة بالحب والعاطفة بكل لغاته ومشاعره.

_ وقفت تبعت ليه العينات للأستاذ ماهر.
تهتف بها وهى تجلس بقربه تحت نظراته المعجب والتي انقلبت إلى بعض الغضب
_ وانا بقول ايه التغير الكبير ده، أتاري عشان المصلحة.
_ يا حسام يا حبيبي إحنا بيجيلنا مدخل كبير من الحاجات دي، ودى مسألة إنسانية متبقاش صعب ما انت كنت زمان بتبعله على طول ايه اللي حصل؟
_ أنا مش هستفاد حاجة من كل ده وفى البداية أنا وفقت عشانك بس دلوقتي ....
رد أسماء مقاطعة بهجوم
_ بس أنا هستفاد ولازم توفر لي كل حاجة. فيها ايه يعني لما تعمل خير لناس محتاجه
_ أنا مستغرب فيك يعني مش غيرانه ولا بتفكري يكون ليا أولاد من ستات تانية.
_ هو يعني انت شايفهم ولا تعرفهم ولا هما يعرفوك أصلا.
حاولت أن تلين قليلا من نبرتها فرفعت يدها تمررها على خصلات شعره بنعومة وتقول بدلال لكي تيقظ فيه الشخص الحساس العطوف.


_عشان خاطري بقي يا حبيبي.
تهمس بها وهي تقبله فى جبينه بنعومة ليبتسم لها ويهمس.
_ أهم حاجة عندي سعادتك يا روح قلبي.
يتبع ...


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-21, 04:43 AM   #4

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الثالثة
بدأ يوم جديد مصاحبًا لأشعة الشمس الدافئة في بداية الشتاء مع تقلبات الجو الغير محمود، ارتدي المعظم المعاطف الشتوية التي تتناسب مع البرد القارص ،ولم يعلموا ان الجو كان خبيثًا يتقلب كل دقائق برياح وعواصف ثم شمس دافئة .
خطت أسماء في ممر المشفى الطويل الموصل الى مكتب المدير العام ، وبيديها قنينة صغيرة مليئة بشئ خاص بزوجها.
وما إن وصلت الى مكتب المدير الخاص بالمشفى ..طرقت الباب ثلاث طرقات .. وانتظرت امام الباب، نظرت الى القنينة والابتسامة ستمزق شفتاها بشغف، صدر صوت من خلف الباب يسمح لها بأن تدخل الى المكتب، علمت أسماء على الفور انه صوت مالك المشفي ،
فتحت الباب والحماس يسرع من نبضاتها بالخفقان ، وما ان رأت ماهر هتفت بسعادة
_ مستر ماهر ..
ده أنا حظي حلو النهاردة بقي .
التمعت عين ماهر فور سماع صوت أسماء وهو يجلس على مكتبه وبقي ينظر اليها متصلبًا في وضعية الخاسر الذي خسر حبه الأول منذ سنوات وبقي وحيدًا طوال عمره مهما اقترب من الجميلات، حتى علم انه لا شيء يعوض عن الحب الأول .
توترت أسماء من نظرات ماهر اليها بتلك الطريقة فتنحنحت واقتربت تجلس امام مكتبه وهى تبتلع ريقها وتستعد لكى تتحدث لكن ، نظرات ماهر عادت بها الى الماضي فبقت صامتة تقرأ الكلمات التي بعيناه الموجهه اليها.
فجأة دخل المدير يقطع صمتهما ، وتخرج الكلمات التي اختزنت في حلقها لدقائق .
_ انا جبت اللي اتفقت عليه .
تهتف بها أسماء الى المدير والى ماهر .
فابتسم المدير واقترب بسرعة من أسماء لكى يأخذ منها القنينة وهو يقول
_ ممتاز ..
قامت أسماء بحركة سريعة وأخفت القنينة في جيب المعطف الأبيض الخاص بها بالمشفى،فرمقها المدير بغرابة ،أما عن ماهر لم تتغير نظرته لها منذ البداية ..
فقال ماهر بهدوء بعيان تشتد لمعانها لكى تحصل على مرادها طويل المدي .
_ طب اخرج انت وانا هتفاهم معها .
وكأنها فرصة ذهبية جاءت اليه فأراد أن يستغلها لكى يشبع اشتياقه .
مال المدير العام رأسه بإيجاب ، وخرج من غرفة المكتب، وقف ماهر من مجلسه واقترب من الباب يوصده بالمفتاح تحت نظرات أسماء الصادمة ..والتى وقفت على الفور وقالت .
_ ماهر انت بتقفل الباب ليه ؟
_ ..ماهر ؟؟
توترت أسماء من نظراته واقترابه منها وهو يردف .
_ متقلقيش أصل دي اسرار واخاف حد يسمع كلمنا.. أعدي ..
_ أسرار ؟
_ اسمعي يا اسماء أنا قررت اديك حصة إضافية من الشغل السري ده . بس على شرط تزودي العينة شوية .
يقولها ماهر وهو يجلس امامها
ويتابع زهولها ..
فيردف ..
_ مالك مستغربة كدا !
_ بس يا مستر ماهر ؟
_ مئة الف جنية ..
_ إيه ؟؟
_ في الأسبوع ..
ابتلعت أسماء ريقها بصعوبة وعقلها يحسب رصيد حسابها مع المكسب الضخم الذي ستحصل عليه .
شعر ماهر بحماس عيناها المتقلبة حتى تأكد مما يشك فيه ، بأنها شخصية مادية يحكم عقلها المال .
بسط يده على كافة يدها الموضوعة على فخذها ويضغط عليها برفق . وهو يقول .
_ انتِ مش عجباني يا اسماء .
في تلك اللحظة فاقت أسماء من شرودها ونظرت اليه بضيق وسحبت يدها بسرعة .
فارتسمت ابتسامة على شفتاه وهو يقول .
_ لو فيه ازمة ومحتاجة فلوس قوليي أنا معايا كنز هارون ..وأنت عارفة .
نظرت أسماء له بغرابة تحاول ان تقرأ أفكاره ..لكن عينها التي تمتزج مع اشعة الشمس المتسللة من شرفة المكتب تخفى عيناه عنها .
_ على فكرة يامستر ماهر حسام مهنيني ومعيشني احسن عيشة .. متشغلش بالك انت وخليك في نفسك ..
تهتف بها أسماء وهى تواليه ظهرها بضيق ، غضب، فضول ..
تريد أن تهرب من أمامه لكن الفضول يمزق عقلها بتساؤلات .
ليهتف بكلمات كان تؤرقه لسنوات
_ حسام اللى انت سبتني عشان ده عمره ماكان هيجبلك اللى كنت برسمة ليك في خيالي .
التفتت اليه أسماء بغرابة وهو تقول .
_ خيالك !!
_ أأه خيالي .. اللى كنت هرسمة ليك بدمي وفلوسي وقلبي
قوليلي ايه اللى أخذتيه من حسام .. ...ولا حاجه .. وزي ما انتِ
دكتورة جراحة عادية ... بلبس عادي .. ومرتب ميكفيش كوافير شعرك قبل ما تجي الشغل حتى.
لو كنت معايا كان زمان المستشفى دي باسمك .
همست بذهول
_ ايييه ؟؟ باسمي ..
اقترب منها وضم يديها الاثنان بالقرب من صدره مستغلا شرودها باحلامها التي تقطر كنوزًا بحياة مختلفة تماما على التى تعيشها الأن .
فاردف حتى يصل معها الى اعلا نقطة
_ أنا هديك حياتي كلها وكل مليم في جيبي ميغلاش عليك ابدًا .. فكري انت بس ....وسيبي الباقي عليا .
_ انت مجنون ؟؟
انت متجوز وانا متجوزة مينفعش
_ انا طلقتها ورميتها .. ولا يمكن ادخل في حياتي حد غيرك ..
قالها وقد تأكد من فوز الطمع الذي بداخلها الطاغي على قلبها، فاقترب خاطلا اياها داخل صدره محاولا تقبيلها ..
***
ملئت السماء بالسحب حتى ثقلت وعلى وشك انزال امطار غزيرة على طريق البادية بفضل الجو الحار في سيناء .
جلس راعي الأغنام بلا مبالة على الرمال الساخنة بفعل حرارة الشمس ،ويتكئ على صخرة متوسطة الحجم وينظر الى السماء تارة وعلى الانعام التي يرعاها تارة أخرى .
يظهر على هذا الراعي من البدو أنه شابا في عمر الزهور ما بين السابعة عشر عاما والثامنة عشر.
رفع عيناه الى السماء ف علا وهجها بانعكاس الشمس داخلها ..وهو يرجع عمامته الى الوراء حتي تبعثر شعره على جبينه و هو يترقب نزول الامطار على جسده بفارغ الصبر ..
زفر بشدة وهو يستمع الى صوت مبهم يُنادي عليه من احد البدو حتي اقترب الصوت منه مع ظهور الشاب .
_ وين لقيت يا سلطان ؟ (كنت فين )
_ هنه ... ليش ..
_شيخ البدو يريدك قوطر (تروح)
_ ايباه !!
عض سلطان على شفتيه وتنهد وهو يردف .
_ حتى اليوم مايريد يتركني .. اكعد اهنه لما ارجع .
وقف الشاب البدوي مكان سلطان يراقب الاغنام،
وودعه سلطان وهو يركب على فرسه ويذهب باقصي سرعته الى والده شيخ القبيلة ..
وما ان وصل الى الخيمة ، هتف بصوت رجولى يستأذن بالدخول ..
_اش ودك بي يا يباه ؟
يقولها سلطان الى والدة شيخ القبيلة الوقور ..
_ اكعد يا ولدى .
_ زيين ؟؟
_ ... لا تقلق .. ركز واسمعنى زين
بدأ شيخ القبيلة في التحدث ، فدخل في نفس ذات اللحظة شابًا في بداية العقد الثالث يرتدي الملابس الخاصة بالبدو من عمامة تحتها وشاح ..تخفى شعره وتظهر حواجب كسيفة وعيون ضيقة تظهر داخلها مقلتين شديدة اللمعة بحماس الشباب .. وجلباب بلون الابيض ..
فتوقف شيخ البدو عن التحدث وأردف وهو يشير الى هذا الشباب ..
_ مالك .. تعالى يا ولدى اكعد ..جنب اخوك .
انقلب وجهه مالك الى العبوس وهو ينظر الى أخيه الصغير سلطان .. فتنهد وهو يقول لشيخ القبيلة ..
_ يباه ..ليش سويت كذية ؟ (لما فعلت ذلك ) متكلش له حاجة ..لساته صغير .
فرد عليه شيخ القبيلة بصرامة
_ لا أخوك راجل .. ولازم يعرف الحقيقة دلوكتى .
نظر سلطان الى شيخ القبيلة والى أخيه مالك بعجب .. وقال ..
_ يباه مالك حاك خشمة عليا ..
قال شيخ القبيلة بعصبيه ..
_ شن عليا انتوا الاثنين .. (0انظر الى )
انتبه كل من سلطان ومالك وجلس الاثنان أمام ابيهما ..
_ اسمع ياسلطان فيه أشياء خبيتها عليك وانت صغير .. أنت عالم ان انت متبني ..
انتبه له سلطان بأذن صاغيه فطالما كان يلح على ابيه أن يخبره عن والده الحقيقي ..
ومما يظهر من كلام أخيه الأكبر مالك سابقا أنه يعلم حقيقة ابائه ويخفون عليه ..
_ في رجلين بره ..يخلوك تشوف أهلك من دمك .
أنت تعرف ان ربيتكم مثل أولادي . بالضبط وما فركت بيناتكم ابدا ..
ولما تروح هناك لا تنسي انى ابوك ولازم تيجي هنه دايما وتزورني .. أنت واخوك .. وان حصل لي شيء نفذ مثل وصيتي .. رينام هي زوجتك المستقبلية بنتي الصغيرة،.
هنا دخل رجلين ذا بنية عريضة يرتدون الملابس الخاصة بالصعيد والذي لا يختلف عن اللبس البدوي الا قليل .
_اندر (اذهب)يامالك مع الجماعة ولا تنسي يلي كولتلك عليه . يقولها شيخ القبيلة .. وهو يشير الى مالك ..
فهتف سلطان وهو يري ان الجميع وقف في الخيمة وهو الوحيد الجالس والذي لم يفهم من الكلام سوي القليل ..
_ انا ما درى عن اى شيء بتتكلم يايباه ..
_ كولتلك اهلك يا ولد .. ركز .. وخليك راجل .. وانا ماراح اعطيك شيء من اهنه عشان ترجع لى ثاني .
ذهب مالك وأخذ أخيه سلطان وهو يتابع ملامح اباه الذي رباه عندما انفتحت عيناه عن الحياة، ....وهاهو يتركه شيخ القبيلة وعيناه لا تريد أن تبتعد عنه .
ركب سلطان ومالك في سيارة فخمة وذهبت مسرعة في الطريق الصحراوي .. بقي سلطان يخرج رأسه من شباك السيارة لكى ينظر الى شيخ القبيلة ..
_ لا تقلق .. نرجع مرة ثانية ...يقولها مالك .. ووجهه بارد ..خالى من المشاعر ..
فيعود سلطان للجلوس بوضعيه مريحة ..ويغلق شباك السيارة ..
فهتف أحد الرجال داخل السيارة ..
_ حظكم نار يارجال ..من شيخ قبيلة الى ذئب الصعيد الحاج سيد .. راح تفطروا وتتغدو وتتعشوا فلوس ..
انتبه مالك الذي ملئت عيناه بريقًا غامضًا بألوان تحمل الكثير .. وأذناه تردد داخله بكلمات والدته التي تحمل أنفاسها الأخيرة
( أنسي ان سيد نصر جتل ابوك يا مالك ..
أوعاك تجرب منيهم .. انسي الانتقام ... الله موجود ياولدى يأخذ حقنا ،
دوول ذئاب .. لو جالك حد منيهم اهرب من اى صعيدي .. خليك عايش في دار الشيخ تميم .. اوعاك تسيب خيمته ولا ظله ...أوعاك يامالك ... عشانى وعشان اخوك ...
دى وصيتي يا ولدى ولازم تمشى عليها )
***
لم ترد ابدا أن ترى وجهه في يوم من الأيام، لكن ...رؤيته وهو على فراش الموت كانت فرصة كبيرة لها ، لعل الغيظ في قلبها يُشفي من تراكمات طفولتها البائسة والتى كانت السبب في نثر الألم على انحاء بدنها .
ذهبت أماني مسرعة الى الصعيد في اول قطار فجرا ولم تخبر هنادي بأي شيء ..فما بها يكفى ..!!
تعرف جيدا ان علم اهل أباها بأمرها سيأخذون هنادي ويأخذونها الأخرى .. لعدم وجود سبب لوجودها في القاهرة ..
فهم يعلمون أنها تبقي في حجر أختها الكبيرة .. ويشرف عليهما زوجها ..
كما فهمت عائلتها مسبقا بذلك .. لكن هي تعيش بمفردها مستقلة عن كل عائلتها ..
لذا اتفقت أن تجعل الأمر سرا بينها وبين شقيقتها .
لاذ لن تضيع فرصه ان تذهب لترى وفاة والدها أمام عيناها وأن تعطيه بعض الكلمات التي تذبح صدرها وتؤرقها كلما تنظر الى أثر التعذيب في جسدها ، تريده أن يموت متحسرًا .. متعذبا .
دخلت امانى الى حديقة السرايا بخطوات واثقة وعيناها بها فرحة الانتصار، لمحت على الباب الضخم الخاص بالسرايا مراهقا يرتدي ملابس البدو وبيده عصا خيرزان ، تقابلت أعينهما لوهلة بنظرات متسائلة لكلا منهما .
بسطت يدها تمررها على شعرها القصير وهى لا تبالي بوجود هذا الشاب المراهق ودلفت الى السرايا ..
لتصعق من رؤية والدها أمامها بكامل صحته وعافيته وبجانبه رجلا يرتدي مثل الشاب الذي يقف في الخارج .
نظر الرجل اليها بغرابة فملابسها الغريبة تجعلها محط للأنظار من نظارة ضخمة لامعة تخفى عيناها وملابس رسمية تبدو كالرجال وشعرها القصير .
في نفس ذات اللحظة هتف والد امانى مُرحبا بوجود ابنته .. ويقول
_ أماني توحشتيني يا بتي ..
لم تخرج أمانى عن صدمتها بوجود والدها بكامل صحته ، والاغرب انه يتحدث بطريقة غريبة لم تعتادها من قبل ، فظلت واقفه كالصنم متلبدة المشاعر وعقلها يحرق جسدها بالتفكير بكذبة أختها مونى عليها بأمر موت والدها ..فعلمت أن مايحدث أمامها الأن خطة عويصة مليئة بالمشاكل ..
فاستمرت على الجمود لترى بما ينتهى هذا الكلام.
نظر والدها اليها ويحاول أن يرتسم دور الوالد المشتاق الى ابنته والتي لم يراها منذ سنوات ..
دنا منها حتى أخذها داخل عناقة ويقرب شفتاه من أخذناها ويهمس بجدية
_ اوعاك تعملى اى تصرف تندمي عليه ولو حصل تبجي تقرأ الفاتحه على أمك .
ابتعد ويده تخطف نظارتها من على وجهها لتظهر علتها أمام هذا الرجل
_ شوف زي الجمر ، بس حولة شوية .. معرفناش نعالجها مهما وديناها لدكتور بس عجلها زين وشعرها يبقي يطول .. .
هي شاطرة في كل حاجة ، ولو حبيت أجوزك واحده كمان فوقها معندناشي مشكلة الحريم اكتير في الدوار ..
وزي ماجولتلك أنت هتبجي المالك لكل حاجة إهنه .
يهتف بها والد أمانى بطريقة ساخرة .. ومهينة كما هي عادته .
فانقلبت قسامتها للغضب وعلى وشك ان تنفجر ، لكن ..
شيء داخلها يخبرها أن هذا الرجل رأى علة عيناها فنبض قلبها بجنون بخوف ورهبة فهى تتحول الى شخص ضعيف امام من يري علتها.. فرفعت بصرها اليه حتى ترى نظراته الساخرة والتى اعتادت عليها من الجميع...
لكن تفاجأت وهى ترى هذا الشاب شاخص البصر بعيون جامدة ، باردة تحمل قدرًا هائلًا من الكلمات والتي لا تعرفها بل تجد به غرابة وغموض .
ظلت تنظر اليه فلم ترى فيه اي نظرة ساخرة فقط صامت ينظر اليها كأنها فتاة عادية .
فعادت اليها قوتها من جديد وقالت بغضب وهى تذهب اليه لتكون مقابله لوالدها .
_ ضحكت عليا ليه جيبني هنا .
_ هتتزوجى من ولد عمك....... مالك .
_ اتزوج ؟ مستحيل أنت بتقول ايه ..
أنا لا يمكن ارجع أعيش معاكم هنا .
جز على أسنانه وقد شعر بوخز بقلبه فهو ممنوع من اي شيء قد يغضبه ولو القليل فصمت قليلا لكى يستعيد انتظام أنفاسه .
قام بسحب ابنته أمانى أمام مالك ودخل بها الى غرفة المعيشة من ذراعها تحت صياحها ويقول
_ امشي جدامي قبل ما أخلص عليك انت وامك ..
ابتلعت ريقها بصعوبة وابتعدت عنه وعلى وشك أن تنفجر بالغضب امامه مرة أخرى
في تلك اللحظة دخلت والدتها منى الغرفة بلوعة بعد أن علمت أن ابنتها جاءت ...
فهتفت ..
_ ايه اللى جابك ...جاية للموت برجلك ..
_ اسألى بنتك عملت فيا ايه .. قالتلى أن جوزك بيموت ..
لطمت منى على وجهها وهى تقول بحسرة .
_ ده هيموتنا كليتنا قبل ما يحصل له حاجه ..
جز على اسنانه بغضب وقال بصياح
_ اسكتى ...
أنت يابت هتتزوجيه غصب عنك ...
ورجلك فوق رقبتك ..فهماني زين؟ ..
وبعدين جبتي القوة دي منين يابت
والله عال جوى .. بجيتي تجلدى بنات القاهرة الفجرين
ويكون في علمك مفيش خروج من البيت واصل .. وكتب الكتاب والدخلة مثل النهاردة
كانت تنصت اليه وعلائم الشر ترسم خطوطًا على وجهها لتنفجر بصياح في وجهه وهى تقول
_ أنا مسمحش ليك تتكلم معايا بالطريقة دي اين كان انت مين .
_ واحدة مثلك مفروض تكون مسكورة مش انت اللى تتكبري ياحولة .
تلك الكلمات التي هتف بها والدها أعادتها الى ذكريات الماضي بمرارتها فظلت صامته .. وعاد وعيها اليها بطفولتها وخاصةً تلك الغرفة التي كان يسجنها بها مع جدتها ويقوم بضربها بالسوط أمام الجميع .
تابع سيد نظرتها المنكسرة فقال بصوت هادئ بعد أن زفر بقوة
_ انا عارف انا ظلمتكم جد ايه ، بس اللى بعمله ده في صالحكم ..أنا ربنا مدليش الولد ..مين اللى هيكون معاكم ..اولاد عم أبوى ...
والله يخادوكم عبيد عنديهم واحده واحدة ..
أنا بجالى سبع سنين بدور على ولاد عمك ..هما دول اللى هيحافظوا عليكم
وتبجوا في ظلهم انت واخواتك ...
لم تتوقف منى عن البكاء بصمت على المصائب التي قام بها زوجها ومع أنها تكرهه الى حد الموت الا انه كان يحمي أولادها من تلك الذئاب في الخارج ، وان مات ستهجم الذئاب على القطيع ..
فصمتت وقد شعرت بالانكسار ..
_ وليه أنا اللى أتجوز ... عندكم .. اخواتى ..
تقولها امانى باستحقار ..
_ لا انت اللى هتتجوزى مالك ...
يهتف بها سيد بإصرار يعلم أنها فتاة قوية ولن يستغلها أحدا مثل اخواتها ..
فهى منذ الصغر كانت فتاة ذات فكر وعقل كبير وخاصة ان بها مكر الذئاب ..فهى كانت مثابرة عند فرض حقوقها لذا سمح لها بالذهاب الى القاهرة لكى تأخذ جامعتها هناك ، ولم يكن سهلا فى بداية الأمر ذهابها، فكان وجود أختها هنادي حجة كبيرة في صالحها.
_ أنا كتبتلك الدوار كله باسمك ، والمزرعة وأربعين فدان ..
يهتف بها سيد وهو يقوم بإلقاء أوراق الاثبات بالعقود على صدرها ..
فقامت بإمساكه وهى تبتسم بسخرية فهى تعلم أن نوايا والدها ليست هينة ولن يقوم ابدا بفعل هذا الشئ ، وما ان قامت بتصفح الأوراق جحظت عيناها بصدمة وهى تقوم بقراءته ..
فأردف سيد بجدية
_ لو وفقتي تتزوجي مالك يبقي الف مبروك عليك الدوار وابن عمك ، أما لو رفضتي يبقي هحول كل ده لأختك الصغيرة .
يقول كلماته الأخيرة وهو يقوم بسحب الأوراق من أمانى ..لتوقفه أمانى وهى تقول
_ موافقة .
بس ايه اللى يخليك تصدق ان الولدين دول هيحافظوا علينا ..
_ لانهم من دم عمك..مو مثلك يابتي.
_ تقصد زيك
****
_ بنتك ياعمي عاوزة تتطلق عشان مش بنام في حضنها كل يوم ، عشان أنا راجل عندي مسؤليات وبجرى على أكل عيشي في المستشفى .
يهتف بها ماهر أمام المأذون والرجل الذي كان وكيلا لزوجته جيهان في الزواج والذي قام بتبني أختها الصغيرة ..
تستمع جيهان الى كلماته التي كانت كالصفعة التي تنزل على وجنتيها بحرقة والم .
تربت على جسد صغيرها وتتذكر اخر ليله جمعتها مع ماهر
(انت طالق بثلاثة ...
ويكون في علمك ... لو مقولتيش لعمك انك اللى طلبتي الطلاق وظهرتي قدامهم انك ظالمة هعملك قضية شرف وأفضحك في الدنيا)
كانت تريد أن تقوم بقتله ليلا بعد سماعها لتلك الكلمات ، لكنها فقط ظلت صامته تفكر في مستقبلها وحاضرها الذي تدمر ..لا تعلم من هو أب طفلها تعرف فقط ان ما حدث كان مجرد بيع وشراء.
.. فذهبت اليه لتعقد صفقة ..
_ أنا موافقة على كل اللي تطلبه مني هقولهم انا مفترية واذيتك ..بس في المقابل تخليني أشتغل في المستشفى ..أى حاجه .. عشان اقدر اصرف على ابني .. )
قطرات الدموع تجف على وجنتيها من نار جسدها الغاضبة والحزينة ومما فعله ماهر معها ..ومن نظراته المشمئزة عندما طلبت منه أن يوظفها في المشفى الخاصة به .. وكم أذلها وقام بإطلاق السباب عليها .. لكن لم تتوقف عن الطلب برجاء ..حتى وافق.
_ ايوة انا اللى طلبت الطلاق عشان السبب دا وأنا مقدرش أعيش معاه ثانية واحدة ..
تهتف بها جيهان امام الجميع بتماسك تحت نظراتهم المستحقرة ليها بانها زوجة لا تتحمل اى مسؤلية .
وقف الرجل الذي كان وليها فى الزواج أمامها وقام بالبثق على وجهها .. واطلق السباب .. وأبدي أسفه لماهر ..
وجيهان مغلقة العينان تحاول بأقصي ماتملك ان تصبر حتى تصل الى هدفها ..
وما ان انتهي المأذون من الطلاق ..وخرج الجميع
اقترب الرجل الذى تبني شقيقتها منها ونظر اليه باستحقار وهو يقول ..
_ مش عاوز اشوف خلقتك تاني .. انا مش مسؤل عنك ..متفتكريش عشان اتبنيت اختك تبقي انت كمان بنتي ..
روحي شوفيلك خرابة تعيشي فيها بعيد عننا يلا اطلعى بره يا تييت .
تلك الكلمة الأخيرة أثارت دموعها بالتدفق على كامل وجهها ، لو تجمعت تلك الدموع لسارت بحر الاحزان .
***
تقلب حسام على الفراش وهو بجانب زوجته أسماء التى تتخيل أنها باحضان ماهر على فراش مصنوع من الدولارات ..
لم تمر ثوان حتى فتح باب الغرفة عليهما .. لتجحظ عين حسام وهو يرى والدة زوجته امامه ..
فتلك ليست المرة الأولى ..التى تقوم حماته بالدخول عليهما . فاستشاط غضبا ..
_ ازاى تعطي مفتاح الشقة لأمك ..وأزاي اصلا تدخل علينا واحنا نايمين
يتبع .

سبنا 33 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-21, 08:26 PM   #5

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

القبلة الرابعة

_ حتى في بيتي مفيش خصوصية .. ازاى تدخلي بالمنظر ده .. حاتي مفتاح الشقة..
يهتف بها حسام بغضب الى أم زوجته الجالسة في غرفة الجلوس وتضع رجلا على الأخرى بتكبر .. وتنظر الى زوج ابنتها باستحقار .
_ ما ترحم نفسك ..مش كفاية بنتي مستحملاك .
_ اييه ؟؟؟ مستحملانى ؟؟
أيقن حسام من كلمات حماته أن أسماء قد حدثت والدتها بخصوصيتهما الزوجية ، فملأت قسماته الغضب ،
وما ان جاء حسام ليصب غضبه على ام زوجته أوقفته أسماء بقولها
_ أرجوك ياحسام اسكت ..محصلش حاجة العيال هتصحى.
لم يهدأ حسام وبدأ يتحدث مع حماته بغضب ..
_ اطلعى بره بيتي حالا ؟؟؟ ومعتيش تيجي هنا ..
بنتك تجيلك في بيتك ..
انما انت بالذات رجلك متعتبش شقتي
ده لو بتخافى على بنتك ..
جزت أسماء على اسنانها وقد وصل الغضب بها إلى ذروته..فقامت بالرد على زوجها بسخرية ..
_ انت بتهددنى يا حسام ..
طب على فكرة أنا اللى طلبت منها تيجي.. وتدخل علي الاوضة .
_ أنت بتقولى ايه؟؟
_ اللى سمعته
_ انت مراتى ولازم تسمعي كلامي ..
_ أنا زهقت ..
إنت ليه دايما بتستفزني
كل مدى مابكتشف غلطتى الأكبر انى وافقت أتجوز واحد زيك ..
لم يصدق حسام ما تسمعه أذناه فكان يعتقد أن زوجته تحبه وان زواجهما لم يكن تقليديا ابدا ، بل كان نابع عن قصة حب كبيرة من أيام الجامعة ..فهل كانت تخفى كرهها له وتقززها وراء هذا القناع المغلف بالحب الكاذب ؟ لكن ..كيف ؟؟ وهى...؟؟
كل تلك الأفكار تهجم على عقله قبل قلبه في ثوان معدودة ..يريد أن يهدأ عقله قليلا ..وأن يتوقف قلبه عن لومه ..
لم يشعر بنفسه ويده ترتفع وتنزل بصفعة قوية على وجه زوجته بدون أدنى رحمة ..حتى تردد صوت الصفعة فى اذن الجميع ..
ولم يتوقف عند هذا الأمر فحسب ، فقد أخذ أسماء تحت صراخها المستند إلى الغرفة وجذبها من شعرها وقام بتعنيفها ووالدتها تصيح..
_ طلقنى يامجرم .. طلقنى ....
لم يعبئ الى صرخات زوجته والى اظافرها التي تنهش ذراعه التي تبرز منها العروق بعصبية ، ولم يأبي أيضا الى أم زوجته التي كانت تطرق باب الغرفة عليهما وتعتذر له بحسرة حتى يترك ابنتها ولا يقوم بضربها .
****
خطت مونى بحذر خارج السرايا في وقت العصر وهى ترتدي ملابس تخفى هويتها ، وبعد أن تأكدت أن الجميع نائما بعد تناول وجبة دسمة للغداء قامت بالإشراف عليها خصيصًا .
وما إن وصلت الى بوابة السرايا الخارجية حتى هرولت الى ناحية البحيرة وتحت شجرة الصفصاف الكبيرة والتي مر عليها سنوات كثيرة حتى زبلت بعض أوراقها .
انتظرت تحت الشجرة وهى تأكل في اظافرها بتوتر شديد وتنظر يمينا ويسارا خشية أن يراها أحد ، وما ان رأت شابًا يخفى رأسه بوشاح عمامته .. قامت بإنزال وشاحها، وأشارت اليه حتى يراها ..
_ حسن !! وحشتني يا واد جوي ..
_ منى مني ..منى القمر مُناي وحبي ياولاد .. أنت اللى وحشتني يابت جوى ..
يهتف بها هذا الشاب بحماس وبعيون صفراء تلمع ببريق كاذب .
ضحكت مونى وهى تراه يقبل عليها ويحتضنها داخل صدره ، فقامت بوكزه بصدره برقه لكنها ألمته .. فابتلع ريقه كاتما لغضبه وهو يقول ..
_ مش ان الأوان يا مني العمر ..
_ ايييوة مش أن بجي ياحسن تروح تطلبني من أبوى ...
_ بس ..أبوك مش هيوافج وأنا تكلمت معاك في اكدا ... ومعتيش تفتحي الموضيع دي واصل ..
... ساد الصمت لثوان ومن ثم أردف اليها وهو يتابع قسمات وجها التي تتحول الى الضيق ..
_ بجولك ...ايه رايك نتزوج ونهرب سوي ..
_ أنت لساتك عايش في الاحلام والمسلسلات ياحسن .. لاااه يا ابن عمت ابوي ..ميحصلوش ابدا .. أنا نريد نتزوج مثل الخلق على سنة الله ورسوله ..
مال حسن وجهه الى العبوس ورد عليها ساخرا
_ ياسلام . متدينة جوى ياختي
_ أومال .. ماتصلي على الرسول ياواد ..
_ عليه الصلاة والسلام .. بجولك ايه يابت تعالى نفرحوا شويتين .. ونلعب ..أنا من زمان مالعبت معاك يا حبي.
يهتف بها حسن وهو يرتمي في أحضان مونى ويبسط يده على ذراعيها الناعمتين ..
فقامت مونى بإبعاده بأقصى قوتها وهى تضحك ،فرجع حسن برأسه الى الوراء اثر قوة دفعتها فاصطدم بالشجرة ،فتأوه متألما فعدل من جلسته وقام بإمساكها واقترب منها يحاول تقبيلها.
_ ابعد يا واد .. يا مجنون ..الله يحرقك أنت وامك ..
لم ينصت اليها حسن ، وسمح للعند ان يتحكم به فاقترب من شفتاها ، وهى تحاول أن تبعده بذراعيها ، في تلك اللحظة ارتمت صخرة تشق طريقها في الهواء الى رأس حسن من يد مجهولة .. فصرخ متألما .. وتشنجت أطرافه وهو يرى دماء مكان الألم .. ففقد وعيه وسقط على مونى التي لم تنتبه الى الصخرة التي اصطدمت به والى الدم ..، فقامت بدفعه عنها وهى تقول ..
_ أأه يا ... ايه اللي خلاني ابصلك ..
والله لوله ان محدش عاوز يتجوزنى بسبب ابوى ما كنت بصتلك ياابن القرعة ..
ايه ده طوبة يخرابي .. يلاهوووي
تقولها مونى وهى تنظر الى الشرق والغرب بعد أن رأت صخرة صغيرة بها دم من رأس حسن ، فلم تجد أحدا.. فنظرت الى أعلا .. فخرجت شهقة من شفتاها وهى ترى الشاب المجنون ابن حسنية الخادمة الخاصة بهن ..فأردفت بخوف وتوتر وهى تنظر الى المجنون وهو ينزل من الشجرة
_ ايه ده عمر .. تعالا انزل ..
عملت ايه كنت هتودينا في داهيه ..
اهم حاجة ان محدش شافنىي كنت همووت ..
وما ان نزل عمر قامت بسحبه من يده الى السرايا وهى تضع الشال على رأسها .. وتقول بصوت منخفض
_ عمر ياخوي .. أوعاك تقول على اللى شوفته ..
صمتت مونى قليلا وهى تنظر الى عمر بغرابة وتردف
_أأه يا غبائي نسيت انه أهبل ... الحمد لك والشكر يارب نجيتني .
وبعد ان دخلت مونى الى السرايا واخذت عمر الى والدته ... هي تقول ..
_ ربنا ياخدك ياحسنية .. عليك وعلى خلفتك الهباب .. يوم ماتخلفى تيجيبي مجنون ويكون مزز كدا زي بتوع الأفلام ...
طول عمرى حظ زفت ... أأه لو كان ينفع كنت اتزوجتك يابو عيون خضرة يا جشطة ..
تهتف بها مونى بحسرة وهى تصعد على سلم السرايا المؤدي الى غرفتها .. فتردف ..
_ودلوجتى هاروح لأوضتى المطينة ... وحيدة وحيدة يابوى ...
تقولها مونى وهى تقف امام غرفتها .. وتقوم بفتح الباب لتصعق برؤية امانى في الداخل وعلى وجهها علائم لا تبشر بالخير ..
_ اقرأ الفاتحة على نفوخك يامني
تقولها أمانى وهى تقوم برفع اكمام ملابسها .. وتضغط على قبضتها بانفعال ....
فتصرخ مونى وتهرولت الى سلم السرايا وتذهب الى غرفه والدتها والى الغرف الأخرى ... وهى تصيح
_ ابوك اللى جالي والله ... مليش ذنب .. هما السبب ..
ارحمونااااااييي .... أنتم كلكم عليا .. ده ظلم ...ظلم
نجحت مونى في الهروب من أمانى ودخلت الى غرفة الجلوس الصغيرة لكى تخفى نفسها ، وبعد عدة دقائق استقرت أنفاسها من التوتر ..فانفتح الباب فجأة... فعاد الخوف والتوتر اليها .. فكممت أنفاسها بيدها الاثنان وبقت خلف الأريكة متخفية ..
_ يارب ماتشوفنى ..
سمعت مونى صوت غلق الباب ..
شعرت باقتراب الخطوات منها .. فلم تعد تتحمل التوتر ..فوقفت تصيح بأعلا صوتها .. وعيناها مغمضتين من الخوف ..
_ أبوك السبب ..متجرفنيش .. هتضربيني يعني ..
لم يأتي اليها جواب بل ظل الصمت لثوانى ففتحت عينها اليسري ...لترى امامها .. عمر وليس أمانى ..
_ عمر يخربيتك ياواد كنت هموت .. الله يأخد...
سُرقت الكلمات من شفتاها لتدخل الى فم عمر الذي خطف شفتاها الرقيقة داخل ثغره بحركة سريعة ..
ظلت مونى جاحظة العينان وهى ترى عمر يقبلها بطريقة غريبة .. فارتفعت نبضاتها تخفق بجنون .. تعلو داخل الغرفة كقرع الطبول ..والتى ذاقت نسيج لغة لم تعتداها في حياتها ..والتى تحمل نكهة لذيذة لا تشبع روحها مما سحبت من أنفاسه .
***
شعرت أن القمر يراقبها وينظر اليها بشفقة وينثر ضوئه في طريقها المظلم وهى تخطو على الرصيف ليلاً وتتابع المباني شاهقة الارتفاع، لا تعلم الى اين تذهب وكيف ستكون حياتها ، الشيء الوحيد الذي يصبرها على تلك الحياة الذائقة هو طفلها الصغير .
دخلت الى الجامع لتنام ليلتها فلم يعد معها المال ولم تقدر على الطلب المال من اى شخص ، فقد وافق طليقها ماهر على العمل في المشفى مقابل ان تتنازل عن كامل حقوقها وتظهر أمام معارفها أنها الفتاة السيئة الجائعة التي طلبت الطلاق لأجل المتعة الدائمة والتي لا ترحم زوجها ولا تشعر به وهو غارق في اعماله ..
تنهدت وهى ترفع طفلها الى صدرها لكى تقوم بإرضاعه وعيناها لا تتوقف عن سكب الدموع وهى تنظر الى عيناه البريئة والمضيئة صاحبة اللون الغريب والملامح المختلفة عنها قليلا وعن طليقها
بكت أكثر بانفعال وهى تقول
_ ربنا ينتقم منك ياماهر .. حرقت قلبي بابني ..
دلوقتى هعرف ابوه أزاي .. أأأأأأه ياربي ارحمني وساعدنى .....
_ أنت ياست انتى قومي يلا احنا بنقفل الجامع ...
تهتف بها سيدة عجوز بصرامة ، دهشت جيهان من طريقة كلام تلك السيدة فالتفتت لتنظر الى صاحبة الصوت.
فظلت تنظر بصمت حزين الى تلك السيدة العجوز ذات الملامح الصارمة والى ملابسها بالوانها الملفتة ..
فرأت السيدة العجوز قطرات الدموع تملأ عين جيهان ، فلانت ملامحها الصارمة وجلست السيدة العجوز على الأرض بجانب جيهان تربت على ظهرها ..وتقول
_ مالك يابنتي بتعيطي ليه .
_ ارجوك ياست ياكريمة تسبيني انام هنا النهاردة أنا معنديش مكان انام فيه ..
_ اهدي بس .. ومتعيطيش .. أنت بنت مين
_ أنا يتيمة ومليش حد في الدنيا دي ..وجوزى الوحيد اللى كان ليا طلقنى .. ورماني رمية الكلاب ..
ابوس ايدك سبيني أنام هنا أدفى ابني من البرد ..
عضت السيدة على شفتاها بحسرة على تلك الفتاة التي تبدو في بداية العشرين من العمر ، بعيناها الزرقاء اللامعة شديدة الفتنة تملك من الحزن مايعادل أطنان البحار ..
فتنهدت السيدة بحزن وشفقة .. وهى تقول ..
_ قومى يبت تعالى معايا .. متخافيش .. انا ست وحدانية زيك .. تعالى باتي معايا أهو تسليني شوية لحد ماتلاقيلك مكان ...
صمتت جيهان وهى تنظر الى تلك السيدة الصارمة والى نبرتها التي تغيرت الى الحنان .. والى كلماتها العطوفة .. فبكت اكثر وقالت ..
_ لا انا هنام هنا ..
_ يابنتي قومي الجامع ببقي برد مع دخول الليل أكتر لو خايفة على الولد قومى ..
قامت السيدة بإمساك جيهان من يدها اليسري لكي تقوم من الأرض
فقامت جيهان بإنزال نقابها الذي يخفى كل شيء بها ..
_ أنت يابنتي بتشوفى ازاى بالنقاب ده .. ماتكشفي عنيك حتى عشان تعرفي تمشي بدل ماتقعى ..
تقولها السيدة وهى تمشي في طريق مظلم عن الطرقات ، وماتزال تمسك بيد جيهان
_ لا ياحاجة أنا كويسة كدا ..
انصدمت جيهان وهى ترى أن سيدة العجوز تسحبها داخل بناية ضخمة متعددة الطوابق ششهقة الارتفاع ، فوقفت جيهان أمام المصعد الفخم تنظر الى السيدة بغرابة ...
_ مالك بتبصيلي كدا ..مستغربة يعني انى عايشة في مكان محترم .. ولبسي عادي.. تعالى يابنتي ادخلى ...
دخلت جيهان الى المصعد .. وظلت صامتة .. تنظر أمامها في شرود
فـأردفت العجوز ..
_...هتصدقى لو قولتلك ان العمارة دي كلها بتاعتي ..
متبصليش كدا كله بفضل الله ...
واعرفى الغنى هو الله .. مهما الواحد يبقي معاه فلوس كتير ... هيفضل فقير .. لحاجات كتير اوووى يابنتي ..
كان جوزى... الله يرحمه كان يقولهالى ..
دلوقتى حسيت بيها وتأكدت ...
ربك كريم ...
سمي وانت داخلة ...
تنصت جيهان الى السيدة بغرابة وتمشي معها حتى دخلت الى شقتها الكبيرة ذات الأثاث الفخم ..كلما تنظر في عين تلك العجوز وتسمع حديثها تعلم أن رحمة الله تأتى على هيئة أشخاص ذات قلوب رحيمة طيبة .. تحب مساعدة غيرهم ..
_ بصي انا وحدانية زيك .. جوزي توفي من عمر .. وابني مبيجيش ليا الا مرة واحدة في الأسبوع وبياخدني على شقته ساعات .. يعني خدي راحتك على الاخر .. ويابنتي لما تلاقى مكان كويس ابقي روحي شوفى حالك ... واجرنا على الله ..
_ ربنا يكرمك ياست يا اصيلة .. ويجبر بخاطرك ..
_روحي اجرى كلى .. التلاجه عندك اهي ..
وشوفى ابنك ...أنا داخله اوضتي ..اقرأ قران وانام واستكشفي الشقة براحتك .. ونامى في أي اوضة ..عندك اوض كتير .....تقولها العجوز وهى تربت على ظهر جيهان بحنان ..
بكت جيهان وهى ترى تلك العجوز اللطيفة تكلمها بحنان .. حتى رأت بعيناها الأمومة التي حرمت منها طوال حياتها ..
***
علت أصوات البهجة في السرايا بترانيم ونغمات لم تزورها من قبل .. فكان يوما عجيبًا ، بل شديد العجب .
فلم يصدق الجميع أن أماني قد توافق على الزواج من ابن عمها والذي لم تراه من قبل سوي مرة واحدة ..
ذهبت مونى الي أماني في صالة السرايا المجتمع فيها النساء ، وجلست بجانبها ونظرت الى فستانها الأبيض والذي لا يشبه امانى ابدًا .. والى شعرها القصير جدا .. وقالت بغرابة وهى تقرب عيناها منها حتى تلتقط منها بعض الخبايا المدفونة بعيناها ..
_ أنا مش مصدجة عنيا الاتنين...بنت ابوي توافق على واحد زي ده .. هو فعلا ولد مز وصاروخ ... بس أمانى لاااع أم التكبر والغرور لاااع.. اكيد في حاجة ورا الجوازة دي صوح يابت ... جولى ...
لم تعلق أمانى على كلام مونى ، فالجميع ينظر اليها بغرابة يريد أن يصلوا الى معلومة واحدة ، فالفتاة التي كانت تحارب الجميع منذ الصغر لكى تكون ابنة القاهرة .. تعود فجأة لكى تتزوج من رجل بدوى ..
وتقبل بالعيش بالصعيد .. !!
اعتقد الجميع أن شيء ما مُخفي ... الا السيدة منى التي كانت تنزل الدموع من عيناها على ابنتها التي وافقت من أجل المال والسلطة ... تعلم أن نوايا زوجها ليست سليمة ..
وبالرغم من رجائها لابنتها لكى تهرب ،الا ان امانى كانت متصلبة الفكر .. تلمع عيناها بمكر .. شديد ..
فاستسلمت للأمر الواقع.. ودعت الله .. بان ييسر لها أحوالها ..
_ العريس عاوزك يا أمانى جومى روحى الاوضة واصل يا بتي ...
انصدمت أمانى من كلام أمها والى تسرع العريس بإنهاء الذفاف، فلم تنصت الي والدتها وظلت جالسة ..لم تمر ثوانى حتى ذهلت من دخول مالك على النساء بهذا الشكل .. ومن اشارته لها بأن تاتى تحت نظراته الجريئة ..
حاولت أن تخفى قلقها الشديد وتوترها منه بان تضع قناع الصرامة ..لكنها فشلت أمام عيناه وهو يمسك بيدها أمام الجميع ويسحبا الى الغرفة وما إن وصل أوصد الباب صافقا إيه بعنف ..
شهقت وهى تراه يقوم بإزالة عباءته العلوية وعمامته فدهشت من طول شعره الاملس الثقيل
_ شخبارك يابنت عمي .. شبيك خايفة ؟؟
منى أنا ...؟؟
أنا زوجج ..
يقولها مالك وهو يقترب منها ويلزق وجه بوجنتيها ، فتشمئز أمانى وتبتعد عنه وجسدها يرتعش بخوف من يديه القوية التى تجذبها بسهولة بدون إرادة منها ....
فهتفت
_ لا مش خايفة ..وهخاف من ايه ..
_ أشوفج تتحدثين مثل الأفلام ..
اقترب منها اكثر وهمس وهو يمرر يده داخل خصلات شعرها.
_ماكنت أعرف ان بنت عمى جميلة ...
راح اخليج كل يوم تحسي أنك اخترتي زين.. لما تشوفيني بعاملج مثل الحشرة.
نطق اخر كلمة ببطء شديد تحت نظراتها الصادمة بنبرة متملكه مليئة بالكره والغل ، فجأة قام بجذب شعرها بقسوة بيده بعد ما كان يمررها بلطف داخله ،لتصيح أماني بقوة... ثم القاءها على الفراش بعنف.. وضغط على معصمها الضعيف وفى نيته يريد كسره بدون رحمة .. وبقي يحدق بها طويلا وهى تصرخ بألم شديد... لكى يشبع كرهه برائحة خوفها .. فقام فجأة بتكميم فمها ومنع صرخاتها ..مهما تنزل دموعها الخائفة على يده لا يبعدها ..
شعرت أن السماء سقطت على رأسها دفعة واحدة ، دون أن تعطي لها فرصة بأن تصرخ من الألم .. كل شيء يجعلها تكتم داخلها ..حتى بقي قلبها يحتوى على صخور صلبة .. ودمائها تتحول الى وحل أسود يعم داخله سمًا بكل نظرة حقد وكره ..
علمت أن والدها من طلب منه ذلك ...لكن كلماته التي تخرج منه ..ضاعت بها الى عالم لم تراه من قبل .. وبقت نجدتها تُحسها على النطق باسم واحد فاهتفت به داخل أنفاسها المكتومة ..وبقت دموعها شاهدة على نطقها به ....
_ ابوك سمم ابوي قتله عشان الورث . تريدي أتركك .. لازم تموتى الليلة ..لازم ينحرق دم ابوك عليك...يا معيوبة ...
لا تعلم كيف تَمزق رباط قيدها حول فمها فجأة فصرخت باسم جدتها ... ربما هو لايعرف بما فعل والدها معها .. ربما ان كان يعرف ما اختارها هي ابدا لكى ينتقم منه .
_ اخرسي ياملعونة ..
فجأة ظهر دخان بلهب أزرق يملأ الغرفة بالكامل ويلتف حول جسد مالك .. فشعر بتشنج عضلات جسده وارتمي بجانب امانى كالجثة الهامدة .. يتلقط اخر أنفاسه تحت نظرات أماني المصدمة
_ امااااانى ... نجيتك اليوم يابت منى .....
تهتف بها سيدة عجوز تعلمها أمانى جيدًا .. فزادت في البكاء أكثر ..
فانفك قيد جسدها بالكامل وأصبحت حرة ... ولم تتوقف شهقات بكائها بحسرة .....
جحظت عيناها وبدأت شفتاها ترتعش من الخوف وهى ترى أن جسد مالك يهيم في الهواء حتى وصل الى النافذة وسقط منها ..فصرخت أمانى باعلى صوتها ... وفقدت الوعي ..
****
تململت جيهان على الفراش وقد استيقظت على بكاء طفلها .. فقامت تأخذه في أحضانها لكى يهدأ
فلم يتوقف، فقامت بخلع عباءتها وبقت ببجامتها لكى ترضعه.. وما إن انتهت، خطت الى المطبخ لكى ترطب جفاف حلقها بالماء..
اخذت ابريق الماء من الثلاجة ..ووضعته على الطاولة ، وجلست وهى تتأوه بتعب ..وتهمس وهى تنظر الى صغيرها وتضمه داخل صدرها بحنان وشفقة على نفسها
_ حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياماهر ....
في تلك اللحظة علا صون رنين هاتفها المحمول.
_ غلط تحطي الموبايل هنا ...
قامت جيهان بإخراج الهاتف .. وهى تشير بلا مبالاه بيد وبيديها الأخرى تحمل صغيرها حدقت الى رقم المتصل بأعين ناعسة ،.. لتجدها أختها الصغيرة اسراء فتقوم بالرد على الاتصال ...فيخرج صوت أختها من سماعة الهاتف مقاطعًا ..
_ جيهان انا محتجاكي ..
أطلقت جيهان زفرة طويلة .. قبل أن تقوم بالرد على اختها ولكن ..كُتمت الزفرة داخلها حين تذكرت سماع صوت رجولى منذ قليل ولم تنتبه له !! ..فظهر صوت أنفاس حولها ..فصمتت بخوف .. ورفعت رأسها تنظر أمامها لتجد رجلا يجلس أمامها على الطاولة وينظر اليها بعيون لامعة يتفرسها بدقة.
_ ...(تنهيدة )....انت بقي جيهان ...
وقفت جيهان اثر صدمتها تصرخ وهى تلقى ابريق الماء على هذا الرجل الغريب كرده فعل صادم .. وتهرول الى غرفتها ..
يتبع ...

سبنا 33 likes this.

سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-21, 04:32 PM   #6

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيكم ايه فى الرواية لحد دلوقتي يا جماعة ؟


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-21, 11:32 PM   #7

ان اليزن

? العضوٌ??? » 471205
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » ان اليزن is on a distinguished road
افتراضي

مبدعه ما شاء الله روايتك فيها غموض وجدا رائعة

ان اليزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-21, 08:23 PM   #8

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ان اليزن مشاهدة المشاركة
مبدعه ما شاء الله روايتك فيها غموض وجدا رائعة
تسلمي حبيبتي نورتيني وشكرا على مشاركتك ❤️😘


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-21, 02:09 AM   #9

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,152
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة منصور دوار الشمس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيكم ايه فى الرواية لحد دلوقتي يا جماعة ؟
قوية قويه محبوكة الي الان بالنسبه لي
اتمنى انها مكتمله او شبه مكتمله عندك لاني مزاجيه احب اقراء نوع من الروايات بمزاج معين
بس لما طاح العريس ولما ام الطفل تتكلم بالجوال ماادري علشان قريتهم وسط الليل والا الموقفين مفتجئة لي

تذكرت كم كاتبه موهوبه في روايتي منهم كاتبه تميمة او شي يشبهها دايم قصصها فيها عرافة وحدس ولعنة
ف


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-21, 05:20 PM   #10

سارة منصور دوار الشمس
 
الصورة الرمزية سارة منصور دوار الشمس

? العضوٌ??? » 473504
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 396
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond reputeسارة منصور دوار الشمس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك fox
¬» اشجع ahli
افتراضي هلا بيك ياقمر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
قوية قويه محبوكة الي الان بالنسبه لي
اتمنى انها مكتمله او شبه مكتمله عندك لاني مزاجيه احب اقراء نوع من الروايات بمزاج معين
بس لما طاح العريس ولما ام الطفل تتكلم بالجوال ماادري علشان قريتهم وسط الليل والا الموقفين مفتجئة لي

تذكرت كم كاتبه موهوبه في روايتي منهم كاتبه تميمة او شي يشبهها دايم قصصها فيها عرافة وحدس ولعنة
ف
شكرا على مرورك وعلى مشاركتك حبيبتي
ام الطفل اتفاجئت من وجود رجل لأن هى منتقبة وكانت ساعاتها لابسة طقم بيتي ووجهها مكشوف .
اما عن العريس طاح هيبان فى الفصول الجاية ان شاء الله
وما تقلقى الرواية مكتملة وأنا بنزل منها فصول مرتين فى الاسبوع ♥️


سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.