معاناة قلب * مكتملة *

[Adella rose]

ترجل من السيارة بعد أن ركنها بجانب الشركة ،فوجدها أمامه تناظره معاتبة ترتدي ملابس رسمية بعض الشيء وتبدو في غاية الأناقة...يبدو أنها كانت تنتظره...

غمغمت باستياء
"أنت لاترد على اتصالاتي ياسامح"

مشى بهدوء يدخل الشركة وهي تمشي بجانبه تكلمه دون أن يجاوبها بشيء
"سامح أنا أكلمك...كيف تسمح لنفسك بأن تتجاهلني بهذه الطريقة!!"

توقف لبرهة وفتح فمه ولكن يبدو أنه قد غير رأيه فما لبث أن أكمل طريقه يتجاهلها
غضبت سالي بشدة من تجاهله المتعمد وسارت وراءه لتفجر غضبها به
دخل مكتبه فدخلت وراءه فتح الجارور يخرج ملفًا يقرأه وكأنها غير موجودة...تأجج غضبها ،فسحبت الملف رمته أرضًا باستفزاز فأردف بغضب

"ماذا تريدين؟ألم تقولي ماعندكِ البارحة؟ماذا تريدين اذًا"

غمغمت بغضب وغيظ
"قلتُ لك سنؤجل ولم أقل لك سنلغي مابك تتصرف كالأطفال!!"

أردف بعصبية
"بالنسبة الي هي نفسها...لذا اختصري.."

جن جنونها فأردفت بقسوة
"هل جننت تعاملني بهذه القسوة لأنني قلت لك نؤجل عقدالقران ،أتريد الخصام فقط وتتهمني أنا بالاهمال!!"

احمر وجهه غاضبًا منها فأردف بانفجار
"تبًا..أنت لاتفهمين ماتقولين حقًا أنا أشعر بأني الوحيد الذي أحب في هذه العلاقة...أنا فقط من أعطي وأدلل وأحب...الحب تبادل وليس فقط أخذ دون عطاء"

صدمت سالي وسألته وهي تضع يدها على صدرها
"أنا هكذا ياسامح أنا!! أنا لن أخوض في علاقة أرفضها في الأساس"

وقف يمرر يده في شعره يكاد يقتلعه وأجابها بيأس
"اه نعم هذه هي الحقيقة أنتِ لاتعشقينني كما أعشقك وهذا واضح وضوح الشمس ،ولكني أكابر وأقول بلى تحبني وتريدني كما أريدها"

جلس على المقعد بإرهاق...ترتسم على وجهه خيبة أمل مريرة


تألم فؤادها لكلامه ولألمه المرتسم على وجهه...
هو لايفهم أنها لاتعرف كيف تكون مثله ولكنها تحبه حقًا...اقتربت منه مردفة بلطف
"سامح...أنت مخطىء...لم أقصد ذلك أبدًا...صدقني"

-اقتربت أكثر وطبعت على وجنته قبلة ناعمة سريعة أذابت غضبه وأثارت ذهوله فغمغمت بدلال متعمد-
"هاتفت وسام اليوم وطلبت منه ألا يتأخر كي نعقد القران...هل أنت راضٍ..."

أمسك بيدها يقبلها بحب
"سالي أنا أحبكِ...وأريدكِ...أتمنى أن تكوني متلهفة مثلي لعقد القران أيضًا.."

ابتسمت له ووقفت مغمغمة
"أنت تعلم أنني لن أفعل شيئًا لست مقتنعة به ،وأنا أريد هذا بالطبع"

-تنهدت بعمق-
"عندي مقابلة عمل في شركة الأدوية(...)أراك بخير الى اللقاء"

فسألها
"متى سيعود؟"

ابتسمت وهي تسمع نبرة صوته المتلهفة ،فردت عليه وهي تمشي باتجاه الباب
"لقد وعدني ألا يتأخر ولكنه لم يخبرني متى يصل" -نظرت إلى ساعة يدها-
لقد تأخرت لاتنسى موعدنا اليوم على الغداء في بيت عمي"

أومأ برأسه موافقًا وهو يراقبها تنصرف من أمامه

[Adella rose]

قاد بجنون وقلبها يدق بعنف وهي تراه مكفهر الوجه بطريقة مخيفة...

غمغم دون أن يلتفت اليها وهو يرمي المنديل الذي سحبه معه في حضنها
"ضعيه على رأسكِ لأوصلكِ إلى البيت...كيف سمحت أمكِ أن تخرجي هكذا!!"

أجابت بنبرة مرتجفة
"كانت نائمة...
-استجمعت قوتها-
"أوصلني إلى البيت ولكني لن أضع الحجاب من جديد لم أعد أريده..."

انفجرت بالبكاء...أطفأ السيارة بهدوء فنظرت أمامها لقد ركن بجانب البحر، ترجل من السيارة ووقف أمام مروى يتكلم دون أن ينظر إليها وكأنه يكلم نفسه

"لاأعلم ماذا عساي أن أفعل معكِ يامروى...منذ أن عرفتكِ وأنا أتألم...صفعة تلو الأخرى منكِ...كيف لي أن أحب مجنونة مثلك!!
-أمسك رأسه بين يديه مردفًا بألم-
قتلتني بزواجكِ من عادل وذبحتني حين تركتِ نفسكِ لأربع سنوات لاتعلمين عنه شيئًا دون أن تفعلي شيئًا والآن بعد فقدانكِ لوالدكِ تخلعين الحجاب وتختالين بجمالكِ بكل هدوء
من أين لكِ هذا البرود!!
-صمت ثم قال بصوت مرتجف-
سنوات طويلة يامروى...وأنا أموتُ بكِ وعليكِ ومنكِ"

اغرورقت عينيها بالدموع وهي تحدق بلحيته الخفيفة فهمست
" متى؟متى ياأحمد؟"

نظر إليها بألم وعيناه العسليتان المختلطة بالغضب الأحمر..تشبهان قرص الشمس عند المغيب
"منذ أن وقعت عيناي عليكِ...في أول مرة تدخلين المحل عندنا طالبة العمل،التقت أعيننا...ووقع قلبي صريع عينيكِ"

-أدار وجهه عنها-
"كيف تتصرفين بهذه الرعونة بالله عليكِ..."

تنفس بصوت مسموع قوي وكأنه يختنق وأكمل
"أتعلمين شيئًا افعلي ماتريدين لقد عريت مشاعري أمامكِ...طلبتكِ من والدتكِ...أخبرتكِ عن جنوني بكِ و.."

ترجلت من السيارة ووقفت أمامه...كان صدرها يعلو ويهبط بانفعال فغمغمت بقسوة
"كنت أمامك لسنوات لم تخبرني عن حبك
أنت لم تقم بأي مبادرة...لقد عقدت قراني على آخر وأنت لم تظهر شيئًا
هل تراني أعمل بالتنجيم لأكتشف أنك تحبني أم ماذا؟؟"

كان شعرها الطويل الأسود يتلاعب به هواء البحر وملابسها تتراقص مع الريح الخفيفة ،فأدار وجهه يزدرد ريقه متأثرًا بجمالها مردفًا بصوت أجش
"نعم أخطأت فعلًا... ولكن من منا لايخطىء؟
في بادئ الأمر انهمكت بالعمل ونسيت نفسي وبعدها...أ.."

قاطعته بضيق وحزم
"صارحني بأنه لم تكن عندك الجرأة لتتزوج من فتاة والدها بهذا السوء"

صاح غاضبًا
"أبدًا لم أكن أهتم أنا أعرفكِ انتِ لايهمني والدكِ البتة... ولكن لأكون صريحًا أكثر...
-أدخل أنامله في شعره بهدوء يصلح مابعثره هواء البحر-
أمي كانت ستعارض وهذا كان عائقًا أمامي...لا أنكر هذا ولكن رغم ذلك كنت سأقنعها
لطالما أردتكِ أنتِ يامروى...كنت أتابع أخبارك رغم..."

صعدت إلى السيارة دون أن تسمع باقي كلامه...فصمت...لم يكمل...ظل واقفًا يستجمع غضبه وأفكاره الداكنة...ثم تمشى أمامها على الرمل الناعم يركل بعض الحصى وكأنه يركل عجزه واضعًا يديه في جيوبه وهي تتأمله صامتة...

صعد بعد قليل إلى السيارة وقال بهدوء
"سأوصلكِ إلى البيت أنت مازلتِ مرهقة ويائسة ولكن فكري بربكِ وبغضبه عليكِ وبنظرتكِ إلى نفسكِ...وبأمكِ المكافحة التي لم تتوانى يومًا عن اسعادكِ أنتِ وأختكِ"

انفجرت بالبكاء من جديد دموعها تهطل بمرارة تبكي وتبكي ...عاصفة دموع هائجة بعد ليال طوال من الجفاف وعدم القدرة على البكاء انتظر أن تخرج مافي قلبها وهو يصمت يائسًا

بعد قليل توقفت فجأة عن البكاء ،ورفعت رأسها تنظر إليه وتراه لايلتفت اليها شاردًا في اللاشيء فقالتx
هل من الممكن أن توصلني إلى بيت صديقتي"

أجابها بحسم وهو يدير السيارة
"سأعيدكِ إلى البيت...يجب أن تجلسي مع نفسكِ وتنظمين أفكاركِ وتعودين مروى التي أعرفها و...أحببتها"

[Adella rose]

جلس سامح بجانب سالي الى المائدة لتناول الغداء وهمس
"ماذا جرى معكِ في العمل؟"

ابتسمت هامسة
"سيعاودون الاتصال بي... هذا ماقيل لي."

هز رأسه بتفهم

رن جرس الباب ودخل رجل...فوقف عم سالي قائلًا بحماس وهو يسلم عليه بحرارة
"زين أنرت منزلنا يارجل اشتقت إليك...هذا ابن عمي
-قال مخاطبًا الجميع-
أتذكرينه يارباب ياابنتي هو يقطن في العاصمة ومضى زمن بعيد لم يأتي لزيارتنا"

التفت الرجل الى الجميع باعتذار قائلًا
"عفوا لقد جئت في وقت غير مناسب"

فقاطعه والد رباب مردفًا وهو يضع يده حول كتفه
"يارجل أتيتَ في وقتك الصحيح هيا لنتناول الغداء معًا"

ناظره سامح يبدو رجلًا أنيقًا يتخلل شعره بعض الشيب ولكنه لايبدو كبيرًا في السن

تناول زين معهم طعام الغداء فحدق زين فجأة بسالي مغمغمًا بهدوء
"هل تذكرينني ياسالي؟رحم الله والدكِ الطيب....كنتِ شديدة التعلق بي عندما كنتِ صغيرة ولاتقبلين الجلوس الا في حضني"

جمد سامح فجأة من حديثه، ولكن الرجل لم يتوقف هنا فحسب بل أكمل واثقًا من نفسه يضحك بقوة وكأنه يستعيد ذكرياته
"كنت مشاكسة جدًا"
-ضحك واردف-
"كان والدكِ رحمه الله يطلب منكِ تقبيله فلا توافقين وعندما أطلب منكِ أنا تركضين إلى حضني وتقبلينني دون تردد...كنتِ شديدة التعلق بي"

ناظر مراد سامح يبتسم بتسلية بينما سامح يفكر كيف سيحمل الكرسي الذي يجلس عليه ويكسره فوق رأس زين الأحمق هذا ومراد الذي يغيظه أيضًا

سالي التي احمرت بشدة من كلام الرجل ومن شعورها بغضب سامح المكبوت ،فغمغمت بصوت خافت
"كنت صغيرة جدًا وأنا لا أذكر.."

فابتسم لها زين بحماس
"كنت جميلة جدًا ياصغيرتي ومازلتِ طبعًا...كيف حال وسام لمَ لا أراه معكم؟"

فأجابت رباب باختصار
"هو مسافر لأجل عمله"

ابتسم لرباب بلطف وأكمل يوجه كلامه لسالي
"لم أتوقع أن تنسيني بهذه السهولة ياصغيرتي...أنا أحتفظ بصورة لنا معًا وأنتِ تجلسين في حضني وترتدين فستانًا أحمر...هل مازلتِ تحبين اللون الأحمر؟"

أمسك سامح نفسه وابتلع غضبه كي لايثير فضيحة فغمغم بسخرية لم تخفى على مراد وسالي
"غريب..سالي لاتطيق هذا اللون...أنت تعلم الناس تكبر وتنضج"

شدت سالي على فمها يإحراج بينما مراد يبتسم بتسلية وخبث ويلوي فمه يمينًا ويسارًا ،وهو يمسك بكوب الماء يتراقص بين أصابعه ويغيظ سامح بنظراته ،فيرتشف منه كي لا ينفجر بالضحك أمام الجميع
ولكن الرجل لم يفقه لشيء ،والتفت لرباب قائلًا
"وأنتِ يارباب لا تقولي أنك نسيتيني أيضًا لطالما لاعبتكِ وأنتِ صغيرة وحملتكِ...كنتِ تركبين على ظهري وتقولين اجري يازوزو"

انفجر زين ووالد رباب بالضحك بينما احمرت رباب بقوة..وكان دور سامح في التشفي واثارة غيظ مراد فسعل الأخير بقوة بينما رقص له سامح حاجبيه

بعد ساعتين...غادر الضيف مصرًا على الجميع بضرورة زيارته في بيته في العاصمة قريبًا كي يعرفهم على زوجته وأولاده ،فهمس سامح بأذن سالي مهددًا
"ان ذهبتِ إلى هناك سأخنقك بيديّ"

ابتسمت سالي تداري ضحكة تكاد تفلت منها وهي ترى غيرة خطيبها ولكم أسعدها ذلك

[Adella rose]

بعد قليل قال لها سامح وهما يقفان في الشرفة
"ماشاء الله يبدو أنكِ كنت تحبين التقبيل فمالذي غيركِ هكذا؟"

احمرت بشدة ووضعت يديها متكتفة
"لاتكن سخيفًا كنتُ صغيرة وأنا لا أذكره...ثم انه رجل كبير في السن...هل ستغار من رجل بسنه"

حك ذقنه مفكرًا
"حقًا ولكني ارى ان الرجل يكبرني بعدة سنوات فقط فهل ترين أنني أكبركِ كثيرًا"

ارتبكت كي لاتغضبه فقالت بغنج وهي تحدق في عينيه الجميلتين
"أنت مناسب جدًا لي وأنا أحب نضجك مع أنك تتصرف كطفل كبير أحيانًا...ثم ان الفارق بالعمر ليس كبيرًا جدًا عمري ست وعشرون وأنت تسعة وثلاثون.."

أردف مستنكرًا
"أنا طفل كبير!!"
-غير الموضوع مردفًا وهو يحدق بورق اللعب الموضوع على الطاولة-
"مارأيك أن نلعب بالورق...ورق الشدة(الكوتشينة)؟"

،هزت رأسها بنعم فجلس على الأريكة يمسك ورق اللعب ويدمجه مردفًا
"ولكن انا عندي شرط قبل اللعب موافقة؟"

سألته مستفسرة وهي تتفحصه كيف يدمج الورق ليخلطه بأصابعه الطويلة
" ماهو هذا الشرط؟"

قال بمراوغة وهو يترك لها مكانًا كي تجلس
"اجلسي هيا...سأوزع الورق ونلعب...
اسمعي
-حدق فيها بجدية مردفًا-
إن فزتُ أنا...أقبلكِ وإن فزتِ أنتِ..تقبلينني أنتِ...ها.. مارأيك؟ ألستُ عادلًا؟

وقفت متخصرة تبلع قهقهة توشك أن تنفجر بوجهه لخفة دمه
"حقًا...فعلًا أنت عادل جدًا...لذلك لن ألعب..."
"أجابته ترفع سبابتها بوجهه كدليل على النفي

قال باعتراض
"لماذا؟..طبعًا القبل فقط للأغراب..."

انفجرت ضاحكة بقوة قائلة
"أولًا أذكّرك...أنتَ قد وعدتني أنك لن تقبلني قبل أن يكون هناك رباط شرعي بيننا"

غمغم بثقة
"اه هذا صحيح ولكني وجدت أنك توزعين القبل يمينًا ويسارًا للأغراب فقلت من المفروض أن تكون الأفضلية لي...أليس كذلك؟"

ضحكت محرجة من كلامه
"أنت مجنون حقًا قلت لك كنت صغيرة ولاأذكر حتى.."

حدق بها بحب متنهدًا وهسهس
" قلتِ متى يأتي وسام؟"
فابتسمت بحلاوة وأغرقت قلبه بحبها أكثر وأكثر...

[Adella rose]

مرت الأيام ومروى صامتة تبكي بعذاب...تسجن نفسها في غرفتها بصمت ،وأمها تخاصمها منذ أن عادت إلى البيت بهذه الهيئة...سلمى من لاتتركها أبدًا تصر عليها أن تأكل وان لم توافق تطعمها غصبًا

دق جرس الباب ليتبين أنها أليسار قد جاءت لزيارة مروى
دلفت أليسار غرفة الأخيرة التي تفاجأت بها وضمتها بحب واشتياق واحتياج كبير لها

(الصداقة الحقيقية تكمن في احساس الصديق بصديقه ووهبه دعمًا بلا حدود...
"أنا بجانبك" كلمتان تلخصان ملجأً دافئًا..)
أديلا روز

بعد قليل كانت أليسار تجلس بجانب مروى على السرير تمسد على شعرها بحب وحنان مردفة بلطفx
"أخطأتِ يامرمر كيف تفعلين ذلك تتحدين نفسكِ أم من حولكِ؟
عندما وضعتِ الحجاب... وضعته عن اقتناع أتذكرين؟

أمكِ تخاصمكِ لأنها اعتبرتكِ مستهترة يامرمر"

-ابتسمت وحدقت في وجهها الشاحب-
"يامحظوظة إذًا أحمد المهذب الملتزم يحبكِ...أتعلمين شيئًا
-تنهدت ورفعت بضع شعيرات متمردة عن وجهها-
كنتُ سأقول لكِ هذا قبل أن تتزوجي بعادل وأغلقتُ فمي عندما عقدتِ قرانكِ"

نظرت اليها تنتظر أن توضح لها
"مروى أنا كنت أشعر بميلكِ لأحمد ولكنكِ أنت نفسكِ لم تشعري او لربما وافقتِ على عادل كي تقتلي هذا الاحساس داخلكِ"

ذهلت مروى ولم تقدر على النطق ،فأردفت أليسار
"نعم...يعجبكِ أحمد ولكنكِ أعتقدت أن عادل سينتشلكِ من الغرق ياصديقتي أردتِ حياة أفضل وأردت السفر...ببساطة أردت تعويضًا عن حياتك السابقة...ليس ذنبكِ ان كان عادل نذلًا ولكن...أنا أعرفكِ جيدًا ستتخطين ان شاء الله كل مامررتِ به"

همست مروى ودمعتها الحارة تجري على وجنتها
"أتمنى ذلك حقًا...أنا متعبة اليسا..
وأنتِ...لماذا لم تستعيدي حياتكِ
لم لاتعاودين فتح عملكِ السابق؟"

غمغمت معترضة بإرهاق
"لاأستطيع ولا أريد...لا أقدر يامروى مضى زمن طويل"

سألتها مروى مستفسرة
"لمَ ياأليسار..كنتِ...أنت خائفة و.."

قاطعتها أليسار مردفة
"أنا أفضل حالًا الآن يامروى ولكني أبكي قهر أيامي أشعر أن عمري يفوق الثمانين"
-تنهدت ثم غمغمت-
"اسمعيني الآن انفضي هذا الحزن عنكِ أريد منكِ تجهيز طاولة المائدة(البوفيه)لأجل عقد قران سامح وسالي أعشق ذوقكِ المبهر وتزيينكِ المميز
كما وأنني سأعرض عليكِ فكرة رائعة... مارأيك أن أمدكِ بالمال والبضاعة وأنتِ تقومين بصنع الحلي والإكسسوارات!! سنقوم بعمل مميز مشترك والربح نقسمه بيننا مناصفة...هل ستعودين إلى العمل بالمحل؟"

قالت بوهن
"لا أعلم..بالنسبة للعمل مع الحاج او للعمل الذي تقولين عنه أنا مشتتة العقل.."

قاطعتها بحسم وهي تقرص وجنتها
"لا تعترضي يامرمر هذه فرصتنا لنفعل لحياتنا شيئًا ما"

أومأت رأسها بنعم فسألتها
"ورنيم... ماأخبارها"

شردت أليسار متنهدة بتعب
"على حالها...وهادي مازال مسافرًا"

وقفت تستأذن وقالت
"لا أستطيع التأخر لأجل الأولاد...لاتنسي عقد قران أخي ها...أريد ابداعكِ كالعادة سأخبركِ قبل الوقت المحدد طبعًا ،وسأوصلكِ أنا عندما تنتهي من تزيين وتحضير كل شي...اتفقنا"

-قبلتها وابتسمت-
"عودي لنا يامروى"

فضمتها مروى وودعتها تشعر براحة داخلها...

[Adella rose]

بعد أن ذهبت أليسار جلست مروى مع نفسها تفكر بحالها وبأمها وبأحمد...انتفض قلبها هل تشعر بالحب اتجاهه أم أنه مجرد اعجاب لشخصه اللطيف...

بعد قليل خرجت من غرفتها وناظرت أمها الجالسة على الأريكة تقرأ القرآن الكريم ،فانحنت مروى على قدميّ حميدة تقبّل رجليها مما قصف بتماسك أمها فوضعت كتاب القرآن بجانبها وأمسكتها ترفعها...قالت وهي تشهق ببكاء مؤلم
"أمي أرجوكِ لاتغضبي مني...أنا تائهة لاأعلم مابي..."

مسحت حميدة دموعها الحزينة وضمتها بحب وحنان هامسة
"المشكلة تكمن في تهوركِ يامروى وعدم تقديركِ للأمور بشكل صحيح أنت تبهريني بنضجكِ من جهة وتذهلينني بطفولتكِ وتهوركِ دون تفكير من جهة أخرى،انت متناقضة وتؤذين نفسكِ...أنا أعلم أنك تخبطتِ في هذه الحياة وانكِ لم تأخذي فرصتكِ جيدًا ولكن ليس لأحد منا نحن البشر حياة كاملة ياحبيبتي فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ﴾ [البلد ٤]
الكبد هي معاناة الإنسان في السعي للرزق والحياة متعبة...السعادة الكاملة في الجنة يكفينا أن نقول الحمد لله على كل حال"

هزت رأسها بنعم ودموعها تسقط بقوة ،فأكملت أمها
"أنا أسامحكِ يامرمر قلبي"
ابتسمت فضمتها أمها بقوة وهي تدعو لها من كل قلبها بالهداية...

[Adella rose]

الفصل ١٦

يوم عقد القران
اجتمعت العائلتان في صالة صغيرة خاصة لمناسبات عقد القران
تألقت سالي بفستانها الكريمي الفاتح...كانت مبهرة بجمالها الناعم وطلتها المميزة تأملها سامح بفستانها الكلاسيكي وشعرها المفرود تتخلله زهرة بلون فستانها ترفع جانب شعرها وتبرجها الناعم الترابي أخذ عقله...
لايصدق أن سالي ستصبح ملكه الآن...التفتت لتتلاقى عينيها بعينيه الدافئتين فذاب قلبها من نظراته الحارة...تأملت ملابسه الأنيقة وذقنه الحليقة الناعمة وشعره المصفف بترتيب...حبه يذيب عظامها ويربك قلبها الذي لم يدق سوى له...

كانت العائلة تشعر بالسعادة فرحين بالعروسين اقتربت أليسار من مروى التي تنهي كل شي فشكرتها بحب منبهرة بعملها الرائع المبدع وذوقها المميز كانت تبتسم لها وتهنئها على ابداعها وتطلب منها تصوير ماأبدعته كي تنزل الصور على احد مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها أحست بتأمل أحدهم لها ،فرفعت رأسها فجأة لتصطدم بنظراته الغامضة فأومأت له برأسها بسلام سريع...
انه وسام الذي يقف على الجهة المقابلة لها ويضع يديه في جيوبه متأملًا جمالها الأخاذ دون أن يستطيع ابعاد نظراته المشتاقة عنها...رغم أنها لاتبدو متكلفة في لباسها الأنيق ،ففستانها الأخضر البسيط عكس جمال عينيها المكحلتين وشعرها الطويل الذي صففته مجعدا على عكس طبيعته الناعمة...بدت مختلفة وفاتنة... فأطاح قلبه بكل ماصمم عليه في سفره إلى الخارج...حاول استجماع نفسه يفكر كيف كان شكل الفتاة التي يتواصل معها خلال سفره فقد التقى بها عدة مرات ولاينكر أنها لطيفة وذكية ولكن لا أحد كأليسار...أليساره هذه لا تشبه أحدًا...حاول التفتيش في عقله عن شكل تلك الفتاة ولكنه لم يفلح...لم يذكر عنها شيئًا لقد نسي حتى مااسمها...

[Adella rose]

الكل حولها يشعر بالسعادة وهي ميتة قلبًا وقالبًا أطال الغيبة حبيب روحها انه حتى لايكلمها حاولت الاتصال به كثيرًا عبر تطبيق الواتس اب ولكنه لايجيب حتى أنها أرسلت له رسائل لاتعد ولاتحصى ،وتأكدت أنه يراها من الاشارات الزرقاء ومع ذلك لايجيب...
لم تعد نفسها تهوى شيئًا بفقدانها جنينيها وحبيبها الذي ان لم يعد ستموت حتمًا...

اقترب عبد اللطيف منها يبتسم لها ويناولها كوب عصير الفراولة فأخذته منه شاكرة بلطف...تأملها انها المرة الأولى التي يراها في مناسبة ما دون مبالغة في لباسها وتبرجها...اليوم يراها تشبه أليسار ببساطتها وعدم تكلفها بفستانها البسيط الأصفر مطلقة شعرها الناعم على طبيعته وجاذبية وجهها دون أي تبرج...
تذكرها عندما كانت طفلة صغيرة، كانت عنيدة ومازالت..

ناظر الأب ابنته الأخرى أليسار التي تكلم صديقتها بلطف...انها ذابلة ذبول ورقة خريفية رغم عدم بوحها ولكنه يشعر بها...أما صغيرته رنيم ففاقدة الروح بعمق...يعلم أنها تفتقد زوجها وتحزن على نفسها لفقدانها حلمًا كاد يتحقق...

اقتربت حلا من الطاولة تتأمل الحلويات فحذرتها أمها بعينيها ،اقترب وسام من الصغيرة
"مرحبا من هذه الفاتنة الجميلة...للوهلة الأولى اعتقدت أنكِ أنتِ العروس مااسمكِ"

مطت حلا شفتيها بدلال وغنج وابتسمت أليسار لكلامه وغمغمغت بدلع
"أنا اسمي حلا"

"اوه اسمكِ رائع ياجميلتي"

خجلت حلا من اطراء وسام...ووقفت مروى تناظر وسام باستغراب وبعد لحظات طلبت مروى من أليسارx أن توصلها الآن فأومأت الأخيرة بنعم
-قالت لحلا-
"حلا ابقيا انتِ وناجي مع جدتكما سأوصل مروى وأعود لن أتأخر"

[Adella rose]

سألت مروى أليسار في السيارة وهما في طريقهما الى بيت مروى
"من هو هذا الرجل اليسا؟"

نظرت لها نظرة سريعة ثم ركزت في القيادة
"أي رجل!!! أين؟"

لوت مروى فمها
"أقصد الرجل الذي كان يكلم حلا"

فردت أليسار ببساطة
"اه، تقصدين وسام شقيق سالي مابه؟"
-وأردفت بمزاح-
"لاتقولي أنه أعجبكِ يامرمر"

لوت الأخيرة فمها
"أعجبني ماذا يااليسا تبًا لسخافتكِ...لاأعلم... ولكنني صراحة رأيت نظراته اليكِ يبدو.."

قاطعتها مقهقهة
يبدو ماذاااا..أجننتِ يامرمر أنا لم أكمل حتى العدة بعد ثم ان الرجل كان طبيعيًا جدًا ماهذا الغباء والله أضحكتني"

ضحكت مروى بسخرية مستفزة مردفة
"والله أنتِ الغبية العمياء...سترين وتجدين أنني محقة"

قهقهت أليسار وهي توقف سيارتها بجانب مدخل البناية التي تسكن فيها مروى مغمغمة بمزاح
"انزلي هيا لاأريد أن أتأخر على عقد القران سيقتلني سامح "

[Adella rose]

ركنت سيارتها وترجلت من السيارة وأغلقت بابها والتفتت وكادت تصرخ وهي ترى أسوء كوابيسها أمامها...فأغلق فمها بيده...قائلًا
"لاتصرخي لن أفعل شيئًا"

هزت رأسها بنعم ،ولكن كاد قلبها يتوقف من الخوف وهي تراه أمامها...ارتعشت ،ولكنها أظهرت التماسك وتلفتت حولها بقلق من أن يفعل لها شيئًا...ناظرته باندهاش وصدرها يعلو ويهبط بانفعال
كان يبدو هزيلًا ووجهه مرهق وعيناه غارقتان يحاوطهما سواد وكأنه لايعرف للنوم سبيلا رغم ذلك لم تشعر بتعاطف معه
غمغم بيأس وهو يبتلع ريقه متأثرًا بجمالها وقربها منه
"أليسار اشتقت إليكِ حبيبتي فقط اسمعيني و.."

قاطعته بارتباك هامسة
"جمال مابيننا قد انتهى الا يكفي كم الأذى الذي سببته لي...اتركني بسلام"

مرر يده في شعره بيأس وزفر بقوة
"أليسار أنا أريد أن أردكِ"

ابتسمت بسخرية
"حقًا!!كيف هل نسيت أنك طلقتني طلاق بائن لامجال للرد فيه...
صمتت قليلا ثم أردفت
سنوات وأنا أعاني منك ومن معاملتك السيئة جمال لم تترك لي شيئًا صغيرًا أكنه لك...أتعبتني كثيرًا وأنا أشعر بأني على قيد الموت وليس الحياة..و.."

قاطعها بنبرة مرتجفة متلعثمة
"أنا مخطىء فعلًا...اسمعيني سأردكِ عندما تنتهي عدتك...ااا..هههناك شخص أثق به سيتزوجك وبعدها يطلق فورًا كي أستطيع أن أعيدك الي من جديد"

ذهلت وارتجفت روحها مالذي يهذي به هذا المجنون فصاحت بغضب
"لابد أنك جننت جمال"


يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t484923-17.html