آخر 10 مشاركات
نون عربية (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          201 - لقاء في الظلام - باتريشيا ويلسون - ع.ق (مكتبة مدبولي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3325Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-22, 08:39 PM   #11

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي معاناة قلب


الفصل الثالث

هل غرز والده للتو خنجراً في قلبه وشطره نصفين؟أم أن الألم الذي يشعر به هو أعراض لذبحة قلبية تتسلل إلى جسده؛ غمغم بوجع:
-"مالذي تقوله ياأبي، هي لاتضع حتى خاتم في اصبعها، كما وأنه قد مرّ على عقد قرانها بعادل أربع سنوات،ولم تسافر إليه ولا حتى مرة واحدة."
-"هل كنت تراقبها ياأحمد هل هكذا ربيتك؟"
"-لا ياأبي أقسم لك، كل مافي الأمر أنني كنت أتابع..أتابع أخبارها فقط من بعيد".
تألم قلبه على ولده،وقال له بتفهم:
-لاأعرف مالحكاية فعلاً، كل ماأعرفه أنها على ذمة المدعو عادل؛ فأنا سألتها بنفسي، صحيح أنها كانت غامضةبعض الشيء، ولكنها قالت لي أنها ماتزال متزوجة، انتظرتُ منها أن تخبرني المزيد فلم تقل شيئًا. همس له بنبرة مقنعة "لربما لم تصلها الموافقة على أوراقها ياولدي، أنت تعلم الإجراءات في البلاد الأوروبية تأخذ وقتاً وو."
صمت أبو أحمد وهو يرى علامة الألم والعذاب على وجه ولده طبطب بحنو على كتفه، وهمس
"قم لتصلي ركعتين لله يابني بإذن الله لن تضام، أنت رجلٌ مؤمن،أنا أعلم أن الحب ليس بيدك فاسأل الله تعالى أن يهديكَ إلى الطريق الصحيح، ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً."
هز أحمد رأسه بضياع وقام ليتوضأ ويصلي كما نصحه والده ليسمع صوت أمه تلوم زوجها، يبدو أنها قد انتهت من الكلام مع أخته مريم.
-أين أحمد؟ ها! لقد أتعبته حتى دخل لينام ياحاج اتركه يرتاح قليلاً.
ضحك أبو أحمد لعصبيتها، وقال لها ليلهيها عن الموضوع:
"-ماذا تريدين أن أحضر لكِ من أجل مريم؟"
هللت أساريرها وابتسمت بحنان أمومي، وبدأت بالثرثرة والكلام دون أن يركز زوجها معها في شيئ، عقله كان مع ابنه والعذاب الذي يرهق قلبه.

بعد أن صلى ركعتين لله وقرأ بضع صفحات من القرآن الكريم، اندس في سريره متمدداً على ظهره واضعاً يده على عينيه يفكر بها وبألمه الذي لاينتهي.

(كيف لي أن أنسى حباً يسكنني كلي كما تسكن الروح الجسد إن فارقني حبكِ فارقتني الحياة.)
أديلا روز

******************************************
"-صباح الخير سيدة رنيم هناك والدة التلميذ فؤاد تريد التكلم معكِ لو سمحتِ." قال لها عبد الرزاق ناظر المدرسة التي تدرّس فيها
-شكراً لكَ أستاذ عبد الرزاق آتية في الحال.
دلفت الغرفة المخصصة لأهالي التلاميذ، فرأت سيدة تجلس بتوتر وتحرك رجلها اليمنى باستمرار دون توقف، اقتربت رنيم منها ببطء تتأملها، هي بنفس عمرها تقريباً، رفعت المرأة عينيها لرنيم فوجدت الأخيرة بأنها تشبه ولدها فؤاد كثيراً، ألقت السيدة تحية الصباح عليها وسألتها عن ابنها في المدرسة، ولماذا أرسلت في طلبها بشكل عاجل، وكأنها وراءها أمر مهم وتريد أن تنتهي من كلامها معها في أسرع وقت ممكن.
"-سيدتي، فؤاد كان من أكفأ التلاميذ عندي في الصف، ولكني أرى أن هناك تراجعاً ملحوظاً وبشكل كبير، لذا لو سمحتِ أريد منكِ متابعته لأجله هو وليس لأجلي."
"-نعم فعلاً سيدة رنيم أنا قد أهملته هذه الفترة، فأخيه الأصغر مازال طفلاً كما وأنني حامل وفي كثير من الأحيان أكون متعبة جداً ولا أجد الوقت الكافي لمتابعته فهو يدرس وحده و..."
كأن أحدهم قد أمسك بدلو ماء بارد لا بل مثلّج وأنزله فوق رأسها دفعة واحدة؛ هذه المرأة لديها طفل صغير وأيضاً حامل ولاتملك وقتاً لولدها الأكبر فؤاد، ابتلعت ريقها بصعوبة تفكر، وهي العاجزة أن يكون لها طفل واحد. انتبهت على صوت المرأة تثرثر بلا توقف:
"-أنتِ تعلمين مسؤولية طفل صغير والحمل والبيت ودروس فؤاد، وأنا لا أستطيع أن.."
قاطعتها رنيم بحدة وقالت :
"-لا، لا أعرف ياسيدة، كل ماأعرفه أنه يجب أن توزعي وقتكِ بالتساوي، وفؤاد يلزمه متابعة وإلا سيرسب." "بالإذن عندي حصة الآن". أضافت رنيم بلهجة عنيفة ثم نظرت إلى المرأة بغضب وغيظ وإلى بطنها البارز أمامها وانسحبت تاركة المرأة تنظر إليها بذهول وهي تبتعد.

تشعر بإحباط شديد، لم تعلم كيف أنهت يومها في المدرسة رأسها يؤلمها بشدة، يجب أن تذهب إلى البيت وفي الحال، خرجت من المدرسة ورأت بعض التلاميذ يتجمعون على الجانب الآخر للمدرسة ومعهم عدنان ناطور المدرسة، اقتربت ببطء لتفهم مايجري فوجدت أنهم ينظرون إلى قطة كبيرة وحولها قطط صغار جداً، يبدو أنها قد ولدتهم منذ عدة أيام، رآها عدنان تنظر بصدمة فقال لها:
-سيدة رنيم انظري إلى هذه القطط الصغيرة ماأجملها!
هزت رأسها بغير هدى، وركضت إلى حيث تركن سيارتها فهز عدنان كتفيه مستغرباً.
كانت تقود بجنون وتبكي دون توقف،تكاد لاترى أمامها من دموعها المتدفقة على وجهها، هذا ماكان ينقصها فعلاً بعد رؤية السيدة الحامل والدة التلميذ، والهرة تلد ولديها عدة صغارx وهي، هيx لاتستطيع الحصول على طفل واحد، أوقفت سيارتها تنتحب بحزن ونظرت حولها لقد قادت دون وعي إلى حيث مكتب زوجها، نزلت من السيارة دون أن تهتم بإغلاقها واتجهت نحو مكتب هادي مهرولة وكأنها قد خرجت للتو من مستشفى الأمراض العقلية.
فتحت باب المكتب دون أن تطرق على الباب أو تستأذن ووقفت ترتجف وتبكي، كان زوجها يجلس مع شابين ويتشاورون في قضية مهمة فهادي محام ناجح ومميز، عمّ الصمت فجأة، ونظر إليها الجميع بذهول، انتفض هادي من شكلها وأحرج من الموقف برمته، فقال بعد أن وجد صوته:
"-اعذروني ياسادة أنا آسف سنؤجل اجتماعنا إلى وقت آخر."
انسحب الجميع من أمامه، فأغلق الباب خلفهم وامسكها وأجلسها على المقعد ثم اعطاها كوب ماء ليفهم منها ماجرى، فقد كان شبه متأكد أن هناك مصيبة قد حصلت، شعر أن قلبه لم يعد في مكانه وهو ينتظر أن تهدأ ليفهم منها ما جرى معها، في بداية الأمر لم يفهم شيئًا مما قالته فقد كانت تتكلم وتشهق في الوقت عينه، ضمها إليه ومسح على رأسها بحنان وحب وأردف قائلا:
"-حبيبتي اهدئي، كفي عن البكاء وأخبريني مالذي جرى معكِx بالظبط، أرجوكِ قلبي سيتوقف من الخوف،هل حصل لأحد من أهلكِ شيء؟"
حركت رأسها يميناً ويساراً بمعنى لا فسألها مجدداً:
"-هل حصل مشكلة كبيرة في العمل؟"
هزت رأسها بالنفي وأجهشت بالبكاء.
"-إذاً مالأمر أميرتي،شششش اهدأي."وضمها إليه مجدداُ.

مالذي تهذي به زوجته؟ سيموت لا محالة، الضغط الذي يفتك برأسه الآن يكاد يطرحه أرضاً، لايمكن أن تكون رنيم تتكلم بجدية، هل هناك كاميرا خفية قد وضعها أحدهم عنده في المكتب ويقوم الآن بافتعال مقلب تافه؟ هل سيصفقون له بعد قليل ويخبرونه بأن هذا ليس سوى مزاح سخيف؟ولكن يبدو أن زوجته تتكلم بجدية تامة،
أمسكها من كتفيها وهزها وصرخ بجنون:
"-هل تمزحين مالذي تهذين به؟ كل هذا الجنون لأجل قطة وصغارها ووالدة فادي الحامل؟"
"-فؤاد وليس فادي،" صححت له بغباء فجمد من جنونها ثم لامته قائلة:"ولماذا تصرخ هكذا؟ انت في المكتب وستتسبب بفضيحة هنا."
"-لاتخافي حبيبتي لقد انفضحت وانتهينا منذ دخولك المهيب إلى مكتبي أمام الجميع."
عادت للبكاء وبدأت هستيريتها، حوقل هادي واستغفر عدة مرات وأخذ نفساً عميقاً لأنه يشعر أنه يختنق فعلاً،ثم قال ببرود لا يشعر به فهو يرغب بتكسير المكتب وتكسير رأس رنيم فوقه
"-هيا لنذهب إلى البيت رنيم."
نظرت إليه من بين دموعها وقالت بألم:
"-أرجوك هادي دعنا نجرب من جديد، أشعر أن الأمر سينجح هذه المرة،أرجوك حبيبي."
"-نجرب ماذا لاتقولي لي أنكِ تريدين..لا لا لقد فعلناها مرة قبلاً، لماذا تريدين تعذيب نفسك وتعذيبي معكِ؟ عندما يريد الله أن يرزقنا سيرزقنا."
"-هادي أرجوك إما أن ننفصل أو نجرب من جديد."
فتح فمه باندهاش تتكلم عن الانفصال وكأنه شيئًا عادياً، أعطاها ظهره متنهداً بتعب يشعر بصرخة عميقة تريد الخروج من أعماقه، تباً لعشقه لها، لايدري ماذا يفعل، شعر بيدها تمررها على ظهره ثم وضعت رأسها على ظهره ولفت يديها حول بطنه ساندة نفسها عليه وهمست بعذاب يذيب الحجر:
"-هادي أرجوك دعنا نجرب هذه المرة أيضًا أشعر أن الأمر سينجح تماماً وسنرزق بطفل."
ثم أدارت وجهه إليها ووضعت يديها حول عنقه وأكملت ودموعها تسقط بمرارة:
"-نحن لا ينقصنا سوى طفل لنعيش بسعادة و"
-"هل نسيتِ مامررتِ به في المرة السابقة؟وكم تعبتِ نفسياً وجسدياً؟"
هزت رأسها بالنفي وقالت:
"-لابأس، سأتحمل، أنا أريد طفلك هادي.."اقتربت منه ببطء وحطت شفتيها فوق شفتيه بقبلة يائسة وضعت فيها كل آلامها.

بعد قليل كان جالساً على المقعد الجلدي الواسع وهي تجلس على رجليه وتضع رأسها على صدره.
"سأفعل ماتريدينه رنيم و" ابتسمت بحب وفرح وضمته بجنون، وأكمل يقول لها:"ولكن هذه المرة هي الأخيرة إن نجحت فالحمد والشكر لله وإن لم تنجح فالحمد لله على كل حال وسنقبل بالأمر الواقع."
ابتلعت ريقها منزعجة ولكنها هزت رأسها موافقة فسمعته يقول:"لأنه ليس عندنا أي شيء يعيق الحمل رنيم، أنتِ تعرفين ذلك ولكن لابأس إذا كان ذلك سيسعدكِ، سأفعله لأجلكِ أنتِ فقط. هل نعود إلى بيتنا الآن؟"
هزت رأسها وضمته بحب وبدأت بتقبيله بجنون فأوقفها وقال بصوت أجش:
"بالله عليكِ هل تريدين فضحي في المكتب اليوم؟يكفينا فضائح أرجوكِ" قال جملته وأبعدها عنه بمزاح،
ضحكت وضمته بسعادة ثم خرجا بعد قليل من المكتب يمسكان بأيدي بعضهما كمراهقين عاشقين.

********************************************
كعادتها كل يوم مساء تدرس بلا ملل، أغلقت الكتاب سعيدة لأنها أنهت الكثير من الدروس اليوم، أمسكت بهاتفها لتجد إشعاراً بطلب صداقة على الفيس بوك، انتابها الفضول لتعرف من هذا دخلت الصفحة لتجد اسم"سامح رضا" رأت صورته على الغلاف، لقد تذكرته، ابتسمت تقلب في الصور حتى في صوره مشاكس، وجدت عدة صور مع فتيات شعرت بضيق غريب، هذه السمراء الفاتنة تظن أنها قد رأتها في الحفل، سألت نفسها هل من الممكن أن تكون أخته؟ وصورة أخرىx تقف إلى جانبه فتاة يضمها ضاحكاً وتشبهه إلى حد كبير جميلة جداً، وجدت نفسها تتأمله نقرت على الصورة بأصابعها على شاشة الجوال لترى وجهه عن قرب فتظهر جاذبيته ووسامته ارتبكت وكأن أحدهم رأى ماتفعل، مالذي يجري معها؟ هل جنت؟ أم أنه قد فتنها بثرثرته الفكاهية؟ قررت أنها لن تقبل صداقة هذا المغرور.وضعت الهاتف على السرير وخرجت إلى الشرفة، داعب الهواء البارد وجهها الجميل، بعد قليل شعرت بالبرد فدلفت مغلقة شرفة غرفتها ونظرت لا شعورياً إلى الهاتف المرمي على السرير حيث تركته منذ قليل،تمددت على بطنها وأمسكت بهاتفها وعادت ودخلت إلى صفحة سامح وضغطت موافق على طلب الصداقة.

وفي مكان آخر، كان هو يبتسم بانتصار عندما رأى إشعار منها بالموافقة على طلب الصداقة الذي أرسله لها، لم يصدق عينيه عندما رأى صورتها على الفيس بوك اليوم، فأرسل لها بطلب الصداقة،x "سالي الحافظ" إذا هذا اسمها كاملاً قال محدثاً نفسه.

وصلها إشعار برسالة من أحدهم على الفيس بوك، فتحتها لتجد أنها منه هو، وقد كتب لها:
"لم أعلم أن حظي حلو والله إلاّ الآن." واضعاً وجه خجول في آخرالجملة.
ردت عليه بغرور أنثوي:
"-لم أفهم." ووضعت له وجه متفاجئ.
استفزه برودها فكتب:
"-أقصد أنني وجدتكِ، لقد أخبرت أختي أليسار عنكِ من أجل تصوير أولادها في أعياد ميلادهم."كتب لها ذلك ليغيظها ويفتح معها موضوع يستدرجها في الكلام حتى لو كان تافه المهم أن يتكلما.
يبدو أنه نجح في استفزازها فقد نقرت فوراً وبغضب على الاتصال الموجود في رسائل الفيس بوك واتصلت به دون أن تنتبه لتسرعها، كاد أن يتوقف قلبه من الفرح ولكنه تصنع اللامبالاة وأجابها
"-أهلا آنسة سالي كيف حا..."
"-سيد سامح لقد أخبرتكِ في المرة السابقة أن مهنة التصوير ليست سوى هواية عندي."
صوتها الناعم الغاضب تسلل إلى قلبه كبلسم يدغدغ مشاعره،فسألها بمزاح:
"بخير والحمدلله أشكرك...آه أنتِ هكذا دائماً شديدة الغضب؟هوني عليكِ الحياة كلها لاتستحق، بالمناسبة لقد قرأت أن برج الجوزاء يتوافق جداً مع برج الحوت."
شدت شعرها غيظا"-ومايهمني أنا من هذا التوافق ياسيد سامح."
"-والله إن عمري هو تسعة وثلاثون عاماً فقط، ولم أضع طقم أسنان حتى، فأسناني كلها سليمة الحمد لله، ماعدا ضرس العقل الذي خلعته منذ عدة أشهر لأنه تجرأ وآلمني لعدة ليال" وحرك سبابته بدليل على أنه انتقم من الضرس وكأنها تراه ثم أكمل "آه القصد سيد سامح هذه تشعرني بأني جدك وليس صديقكِ."
"-صديقييي." هسهست بضيق.
"نعم ألم نصبح أصدقاء للتو على الفيس بوك؟ إذاً سامح فقط"
ابتسمت لكلامه المجنون وسمعته يسألها:
"-ها مارأيكِ بتوافق الابراج برج الجوزاء والحوت؟"
"-أنا لا أهتم لهذه الأمور، ثم من يكون برج الحوت هذا؟"
"-وأنا أيضًا لاأهتم لهذه الأمور ولكن بالصدفة قرأت عن الأبراج منذ عدة أيام فوجدت توافقاً مميزاً بين برج الجوزاء الذي هو برجكِ أنتِ وبرج الحوت الذي هو برجي أنا."
ابتسمت على كلامه المبطن:
"تصبح على خير يا...سامح."
أغلقت الاتصال دون سماع رده، هذا إن كان باستطاعته الرد في الأساس، يبدو أنها ستقتله بلا شك، لم يسمع في حياته كلها أحد يقول اسمه بهذه الحلاوة، هذه الفتاة تجذبه بطريقة غريبة، تعجبه.. لا بل تعجبه جداً جداً. أما هي فقد كانت تبتسم وتضحك بهيام لاتعرف مالذي يحدث معها ولكنها تجد "سامح رضا" هذا خفيف الظل يرضي غرورها الأنثوي بكلامه المعسول المدموج بثرثرة فكاهية.

********************************************

رن هاتفها المحمول نظرت إلى الشاشة لتجده رقم المدرسة، استغربت الاتصال في هذا الوقت إنها الساعة الحادية عشر صباحاً، لا بد أن هناك دعوة لاجتماع في المدرسة، ردت بسرعة لتسمع صوت مديرة المدرسة تسألها:
"-سيدة عبد القادر؟والدة التلميذة حلا عبد القادر؟"
"-نعم أنا والدة حلا، هل هناك مشكلة ما؟"
"-سيدتي أرجو حضوركِ بشكل عاجل إلى المدرسة، ابنتكِ حلا أغمي عليها بشكل مفاجئ عندما كانت تقوم بنشاط مع زملائها في الصف، ولكنها قد استيقظت بعدها وهي تبدو متعبة بعض الشيء، لذا من الأفضل أن تأتي إلى المدرسة الآن لتأخذيها لكي ترتاح في المنزل."
توقف قلبها من الخوف وأغلقت الاتصال فوراً لترن على جمال كي يأخذها في الحال.
اتصلت به حوالي العشرون مرة، ولم يرد عليها، تذكرت سامح فاتصلت به فوراً ولكن هاتف هذا الأخير مغلقاً تماماً، ارتجفت من الخوف وقلبها يموت رعباً على طفلتها،جلست على سريرها تفكر ليستقر نظرها فجأة على مفاتيح سيارة زوجها،سيارته الثانية والتي يفتخر بنفسه أنه يملكها لغلاء ثمنها، أمسكت بالمفتاح مترددة وهزت رأسها خائفة مما تفكر به ولكن صورة ابنتها حلا جاءت في مخيلتها فأوجعت قلبها، اتصلت بجمال من جديد دون جدوى وأعادت اتصالها بسامح، مازال خارج التغطية ماذا تفعل الان؟ أمسكت المفتاح وحسمت أمرها.
"-سيدتي من الأفضل عرضها على الطبيب لقد وقعت فجأة وأغمي عليها." نصحتها مديرة المدرسة وأليسار تمسك بابنتها تحضنها بينما دموعها تدحرج خوفاً على طفلتها.
"-سيدة عبد القادر، أتفهم موقفكِ فأنا أم أيضًا لو سمحتِ اهدأي واجلسي أنتِ ترتجفين."
"أنا بخير أشكركِ جداً، يجب أن أذهب لأعرضها على طبيبها كي يطمئن قلبي،غمغمت أليسار "لو سمحتِ لا أريد لناجي أن يعرف بما جرى مع أخته، كي لايخاف وأكدي على سائق الباص أن يوصله إلى البيت كعادته."
هزت المديرة رأسها بتفهم،فشكرتها أليسار واتجهت فوراً إلى طبيب الأطفال.

"-من الأفضل أن نجري فحوصات دم سيدة عبد القادر؛ وسأطلب تخطيطاً للرأس."
"-هل تشك بشيء دكتور؟أرجوك أخبرني.."
"-سيدتي هذا للاطمئنان فقط، بإذن الله ليس هناك أي شيء." نظر الطبيب إلى حلا وأردف قائلاً :"هيا ياحلا يجب أن تظهري لماما أنكِ بخير وصحة".
ابتسمت حلا للطبيب بخجل، ضحك على خجلها واحمرار خديها ونظر إلى أليسار وهو يعدل نظارته ويقول بطريقة عملية وهو يتفحصها بعين طبيب:
"-سيدتي أنا أرى أنكِ أنتِ المتعبة، أرجو منكِ مراجعة طبيبكِ الخاص فوجهكِ شاحب للغاية.
هزت رأسها بنعم وخرجت لتعود أدراجها إلى المنزل.

فتحت الباب بالمفتاح ودلفت إلى البيت، لتتفاجأ بوجود جمال يقف في انتظارها بوجه سوداوي مكفهر يرتجف غضباً، ابتلعت ريقها بصعوبة خوفاً، شعرت بثقل كبير على صدرها ارتجفت من داخلها دون أن تظهر له، ونظرت إليه تقول:
"-متى وصلت؟"
"-اذهبي إلى غرفتكِ ياحلا هناك أمر ضروري أريد أمكِ فيه." قال جمال بحسم لابنته، هزت حلا رأسها،
ودخلت غرفتها، تطلعت أليسار في عيني جمال الغاضبتين وقالت:
"-جمال هناك أمر حصل معي واضطررت أن.. "
صفعة قوية دوت على وجهها أخرستها عن الكلام لتتبعها صفعة أخرى لا بل صفعات متتالية، أمسكها من شعرها ورماها أرضاً "-كيف تخالفين أوامري لقد تجرأتِ وقدتِ سيارتي أيضًا؟"
لم تستطع التفوه بكلمة كانت منهارة تماماً،أمسكها من يدها وهددها قائلاً:
"صدقيني أتمنى أن أقتلكِ الآن،ولكن حظكِ مميز أيتها التافهة فلدي عمل ضروري ويجب أن أعود إلى النادي الآن، لم ينتهي عقابكِ سأعود.." ورماها على الأرض بقوة.

فتح باب المنزل وأغلقه بعنف وتركها مرمية على الأرض كخرقة بالية ليس لها أي قيمة..

انتهى الفصل الثالث إلى اللقاء في الفصل الرابع ان شاء الله

بانتظار آرائكم



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 05-01-22 الساعة 08:58 PM
Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 12:51 PM   #12

princesse jana

? العضوٌ??? » 496860
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » princesse jana is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله الفصل رائع جدا تسلم إيدك بالتوفيق بانتظار الفصول القادمة 😍😍😍😍

princesse jana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 01:00 PM   #13

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنى بياسه مشاهدة المشاركة
ماشاء الله الفصل رائع جدا تسلم إيدك بالتوفيق بانتظار الفصول القادمة 😍😍😍😍
أشكرك حبيبتي الغالية والله هذا من ذوقك الجميل 😍😍🥰


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-22, 08:38 PM   #14

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي معاناة قلب

الفصل الرابع

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

"-هل ستعود قريباً إلى الوطن؟"
"-أجل، اشتقت إلى أمي وأختي، وسأفتتح فرعاً لمطعمنا في بلدي كما اتفقنا". رد وسام بابتسامة تحمل في طياتها حنيناً موجعاً لوطنه وأهله وأكمل بصوت خافت وكأنه يكلم نفسه:"لاأحب الغربة يانادر، لم أحبها يوماً، أنا.. يسكنني الانتماء إلى حيث ولدت وترعرعت، كالسمكة التي إن خرجت من الماء تموت."
هز نادر رأسه بتفهم، وفكر وهو يشاهد لمعان الحنين الذي يشع من عينيّ صديقه وسام الذي تعرف عليه منذ ست سنوات، ويكن له في قلبه محبة واحترام لشخصه الطيب وكانه يعرفه منذ صغره، عندما تعرف عليه وجده طموحاً وأميناً فعرض عليه العمل سوياً، وعملوا بجد لافتتاح مطعم رائع يقدم أنواعاً معينة من الحلويات والمثلجات نال مطعمهم شهرة مميزة، اندهش نادر ووسام من الناس المقبلة عليهم وإعجابهم بمايقدمونه، تحسن وضعهم كثيراً حتى قرر وسام ونادر افتتاح فرع آخر في بلد وسام، وهذه كانت فكرة الأخير ليتسنى له رؤية أمه وأخته سالي
فبعد موت والده وأخوه الأصغر وسيم في حادث أليم، اسودت الدنيا في عينيه، فسافر إلى بلد آخر لعله ينسى، ولكن هل ينسى المرء أب حنون ورائع كأبيه وأخيه وسيم رحمة الله عليهما. انتبه على نادر ينكزه في كتفه "سأفتقدك ياصديقي العزيز لاتتأخر علي(وضع يده على كتف صديقه)، هيا لنأكل فزوجتي ريما قد حنّ قلبها عليّ وطبخت لي الأكل الذي أحبه قبل أن تذهب لزيارة أهلها" أكمل نادر وهو يضحك ويشده نحو المطبخ ليتناولا الطعام سوياً.


****************************


صعقت من شكل وجهها في المرآة،لاتصدق،كل هذا الضرب، دون حتى أن يسمع منها ماجرى معها ولمَ أصلاً أخذت السيارة ، ضحكت بمرارة كمعتوهة"وهل هذا جديد؟" سألت نفسها بسخرية،
ظلت تغفر له حتى كرهته بامتياز، تشمئز نفسها منه رغم وسامته وجماله وحديثه المنمق الذي يخدع به من حوله، إلا أنها تراه بأقبح صورة، جمال عبد القادر، زوجها الذي يملك نادٍ للرياضة وهو المدرب فيه وهذا السبب في هوسه بجمال جسده وكمال رشاقته، أحياناً تشعر أنه تزوجها فقط كي يضمن صحة طعامه والحفاظ على سلامة جسده، وهل تستغرب أنانيته وحبه لذاته، المغرور، كم عانت وتعاني.
ذرفت دموعها بيأس قاتل، يبدو أن قناع البرود الذي ترتديه قد ذاب من النار التي تشتعل بصدرها، جلست تبكي بقهر وكأن أوجاع الدنيا كلها تسكن روحها ووجدانها، انتبهت إلى أغنية تصدح وكأنها تنثر الملح الخشن فوق جراحها فتوجعها أكثر، يبدو أن هذه ابنةجارتهم المراهقة التي ترفع صوت الأغاني عالياً كعادتهاوكأنها شعرت بألمها. تذكرت كلام صديقتها مروى عندما كانت تقول لها أنها تتذكرها دائماً كلما استمعت لهذه الأغنية

"وقالو سعيدة في حياتها، واصلة لكل احلامها
وباينة عليها فرحتها في ضحكتها وفي كلامها
وعايشة كإنّها ف جنة وكل الدنيا مالكاها

وقالوا عنيدة وقوية، مبيأثرش شئ فيها
محدش في الحياة يقدر يمشي كلمته عليها
هتحلم ليه وتتمنى؟ مفيش ولا حاجة ناقصاها

ومن جوايا انا عكس اللي شايفينها
و ع الجرح اللي فيها ربنا يعينها
ساعات الضحكة بتداري في جرح كبير
ساعات في حاجات مبنحبش نبيّنها

كتير انا ببقى من جوايا بتألِّم
ومليون حاجة كاتماها بتوجعني
بيبقى نفسي أحكي لحد و اتكلم
وعزٍّة نفسي هيّا اللي بتمنعني

سنين وانا عايشة في مشاكلي وبعمل اني ناسياها
وحكموا عليّا من شكلي و م العيشة اللي عايشاها
أنا أوقات أبان هادية، ومن جوايا نار قايدة

ولو يوم اللي حسدوني يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا اللي انا شفته هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن اللي انا فيه هتفرق ايه؟ ايه الفايدة!"

***************************

دلفت إلى المخزن تفتش عن باقي البضاعة كي تعرضها، للحظة أحست بنفسها تكاد تفرغ كل مافي جوفها من رائحة الرطوبة نظراً لإغلاق المكان، شعرت بحركة وراءها، انتابها رعب وشعرت برجليها ترتجف التفتت لتجد أحمد ينظر إليها بغضب ولوم، ثم انتقلت نظرات عينيه إلى ما تحمله بيديها.
"كنت أحضر البضاعة الجديدة لأعرضها" غمغمت بعد أن وجدت صوتها شعرت أنه يحاول لجم غضبه وانتبهت بأنه يشد على قبضة يديه "هل جننت يامروى، كيف تدخلين المخزن وحدكِ؟"تجمعت الدموع في عينيها ولمعت فكرة في رأسها لا مستحيل هل من الممكن أنه يعتقد بأنها دخلت المخزن لتسرق؟ وكأنه فهم مايدور في خلدها، ففسر لها "لو تعرض لكِ أحدهم هنا بالله عليك من كان سينقذكِ؟(زفر بغضب ومرر يده في شعره)"لماذا لم تتطلبي مني أن أنزل معكِ سواء أنا أو أبي أو حتى رائد مثلاً؟"
وكأنه طبطب عليها بكلماته فقالت بهمس"نصحني خالد بجلب أشياء جديدة وإضافتها وقال لي أنها في المخزن" قالت جملتها وشعرت أنها أشعلت عود ثقاب فوق البنزين فعينيه اشتعلتا بالغضب من خالد ومن غبائها "خالد هذا لا تكلمينه أبداً يامروى أشم رائحة كريهة في الأمر" حركت رأسها بأنها لم تفهم شيئًا تنهد ومرر يده في شعره مرة أخرى يكاد يقلعه من غيظه من غبائها. "خالد ليس محل ثقة انتبهي لنفسك أرجوكِ" هزت رأسها بنعم فقال لها بهدوء ونبرة صوته المميزة "سأنتظرك عند الباب حتى تنتهي وأحمل معكِ." تأملته وهو يبتعد، تعرفه جيداً ؛أحمد يحترم المرأة ويحترم دينه ولا يقبل بأن يبقى معها لوحدهما في المخزن، ابتسمت وتذكرت أمها حميدة عندما نصحتها بالعودة للعمل هنا، صدقاً أمها وأليسار معهن حق، فالحاج وابنه يخافان الله في الناس، حمدت الله على كل شيء، وبدأت باختيار ماتريده كي تعرضه في المحل.


*****************************

بعد شهر

يجلس سامح في السيارة متأففاً، هاقد مر ساعة ونصف وهو ينتظر في سيارته أمام مطعم سمك شهير، ابتسم بخبث هذا الفيس بوك أفاده كثيراً فقد شاركتها أحد رفيقاتها ببث مباشر لفيديو قصير حيث يتناولن فيه الطعام محددة الموقع مما جعله يركض كمراهق ليلتقي بها، ولكنها أطالت الجلوس وهو يكره الانتظار، كان دائم الشجار مع رنيم وأليسار بسبب الوقت الذي يأخذونه لتجهيز أنفسهن، من الجيد أنهن قد تزوجن وارتاح من الانتظار القاتل لأعصابه، ولكن يبدو أن باربيته الخاصة ستستهلك كل صبره، وبينما هو غارق في أفكاره وجدها تخرج مع عدة فتيات وينتظرن سيارة أجرة ترجل بسرعة من السيارة واقترب منها متصنعاً الدهشة "آنسة سالي ماهذه الصدفة!" استغربت وجوده وارتبكت فابتسمن رفيقاتها الثلاثة بخبث، فحك جبينه ووضع يده على صدره معرفاً عن نفسه "سامح رضا " ابتسمت الفتيات بمرح وخبث وقالت إحداهن "مرحبا أنا صفاء وهذه فرح وتلك سيدرا" وابتسمن له بإعجاب، شعرت سالي بالغيظ فنكزتها فرح وهمست "هل أكل القط لسانك؟مابكِ تقفين كشرطي المرور." توقفت سيارة الأجرة تنتظر فشعر أنها ستنسحب "آنسة سالي من فضلكِ أريد أن أقول لكِ شيئًا مهماً، (حك أنفه مكملاً بارتباك)بما أنني رأيتكِ صدفة و.. " فهمت فرح نظرات سامح وقالت "حسناً سالي نراكِ، إلى اللقاء حبيبتي" وانسحبت رفيقاتها يصعدن سيارة الأجرة ويلوحون لها بأيديهم، فلوت سالي فمها بعدم رضا ووضعت يدها على خصرها وعينيها ترسلان له ألف عتاب واستنكار، ليسبقها بالقول بفكاهة كعادته "صدقيني مظهركِ هذا يلغي الأنوثة عندكِ كلياً ويشعرني أنني أمام رئيسة سجن النساء شخصياً". عبست من كلامه المغيظ "ماذا تريد؟أنا لا أملك الوقت الكافي لتفاهات، ثم ماذا تفعل هنا؟ هل.. هل تراقبني؟" نظر إليها وتصنع الألم من اتهامها ووضع يده على قلبه بطريقة مضحكة وغمغم "سنشرب شيئًا سريعاً ونمشي أريد أن أكلمكِ في أمرضروري" نظرت إليه بشك رافعة حاجبها الأيمن كدليل على التفكير، يستفزه هذا الحاجب فكر وابتسم متصنعاً المسكنة قتلها فضولها،فهزت رأسها دليلاً على فقدانهاصبرها، أشار لها على المقهى المجاور للمطعم،فمشت أمامه،وهو يبتسم بانتصار وكأنه حصل للتو على جائزة مالية ضخمة.
-"نعم" قالت له بحاجبين منعقدين وفم مشدود في خط ضيق متوتر، حاول المراوغة فحك رأسه وكأنه يفتش عن الكلمات، أجلى صوته وقال " حسناً أرى أن وقتكِ ضيق،(ابتسم ونظر في عينيها ) أنا معجب بكِ سالي،لا بل معجب جداً" تبخر التشنج في جسدها وتوسعت عيناها الزرقاوين دهشة، دائماً يفاجئها هذا الرجل بكلامه، هل هو مجنون؟ شخر سامح بتسلية وهو يرى ذهولها، قال نافشاً ريشه كطاووس مغرور"أنا أعلم أنني وبلا فخر محط أنظار الكثير من الفتيات في الوطن العربي" صححت بسخرية "لا بل محط إعجاب فتيات الكرة الأرضية." "آه،صحيح "همس بتفاخر وهو يتصنع الغرور ورتب قميصه بحركةمغرورة استفزتها"والآن أنا.." وقفت لتنسحب بعد أن تملكها الغضب "اجلسي في الحال، مابكِ تنفعلين من لا شيء؟" تأمل ملابسها الأنيقة سترة زرقاء تعكس جمال عينيها وتنورة قصيرة سوداء أشعلتx غضبه وغيرته، ضيق عينيه وعبس في وجهها "حسناً تملكين ساقين جميلتين ولكن من الأفضل أن ترتدي شيئًا أطول عندما تخرجين من بيتكِ، لأن...هناك من سأكسر عنقه واقتلع عينيه وهو يتأمل ساقيكِ بطريقة سخيفة و..لاتنظري." احمرت كالطماطم من كلامه الجريء وأدارت وجهها لتنظر من يكون ذاك المتطفل. همس من بين أسنانه بنبرة حاسمة:"اجلسي الآن كفتاة مهذبة" جلست على مضض عاتبها بصمت وهي تنقر على الطاولة بسبابتها بتوتر "إذاً كنت أقول عن إعجابي بكِ، أنا أعرف أنني أكبر منكِ فأنا أبلغ تسعة وثلاثون سنة، أعمل مع أبي في شركتنا الصغيرة وعندي أختين أحبهما جداً أليسار ورنيم..."
مضى وقت وهو يكلمها عن نفسه، ارتخت أعصابها المتشنجة، ووجدت أن حديثه لطيف وانها تستمع له باستمتاع أخبرها عن أولاد أخته وعن والده ووالدته وتماسكهم كعائلة واحدة، وجدت أنهما يملكان ذوقاً مشتركاً في بعض الأشياء وأضحكها بطرافته، مر الوقت سريعاً، شعرت أنها قد تأخرت فنظرت إلى ساعة يدها ووقفت تستأذن "لقد تأخرتُ يجب أن أذهب " هز رأسه بتفهم وقال وهو يمسك بهاتفه وينادي النادل ليدفع الحساب "حسناً سأوصلكِ" جمدت مكانها بعد أن مشت واعترضت "لا سأعود كما أتيت" غمغم بغضب "سأوصلكِ بنفسي سالي لن أدعك تصعدين سيارة أجرة بتنورتكِ القصيرة هذه، هل ستقدمين عرضاً مجانياً للسائق لتأمل ساقيكِ؟" صاحت بغضب وغيظ "أنت وقح وو.." هز موافقاً "لايهم ولكن على جثتي لن أدعكِ تذهبين وحدكِ"

فتحت الباب بمفتاحها تشعر بعدم قدرة على تفسير مشاعرها والارتباك الذي يهز كيانها، تذكرت كيف كانت تجلس إلى جانبه في السيارة بهدوء كطفلة عاقلة وعدتها أمها بجلب هديةلها إن كانت مهذبة. أوصلها بعد أن أرشدته إلى مكان بيتها فشكرته بتهذيب ليفاجأها بهزة رأس وانسحب فوراً من أمامها.

وجدت أمها تتابع مسلسلها اليومي، رمت عليها السلام وقبلتها لتبتسم أمها لها، فجاة شهقت ووضعت يدها على صدرها تلوم ابنتها "ماهذا الذي ترتدينه سالي هذا قصير جداً لو كان وسام هنا لكسر رأسكِ العنيد" ضحكت على كلام أمها، وكأنها استدعته فقد رن الهاتف باتصال مرئي منه في اللحظة نفسها "حبيب أمك" ابتسم وسام ابتسامته الجذابة"اشتقت إليكِ غاليتي" وانتبه إلى أخته التي تجاور أمه"ساسي أنتِ هنا صغيرتي، كيف حالك؟ والدراسة؟(ابتسمت سالي بحب لأخيها عندما ناداها بلفظ التحبب)أريد أن أخبركم أنني سأعود إلى الوطن قريباً" هتفت سالي وأمها بفرح وسألته أمه بحب وحنان "متى ياحبيبي؟" صاح بحماس "سأحجز إن شاء الله نهاية الأسبوع القادم لأكون قد أنهيت بعض الأعمال مع نادر لأفتتح الفرع الثاني" تحمست سالي "إذاً ستبقى؟" ابتسم باشتياق "بإذن الله حبيباتي ولكني سأضطر من وقت لآخر أن أسافر لأجل عملنا المشترك"

دلفت غرفتها سعيدة، نظرت لوجهها في المرآة لأول مرة تشعر بلمعة غريبة في عينيها، تذكرت كلامه الجميل والمستفز في الوقت عينه، مالذي يزرعه في داخلها هذا السامح؟ تأملت تنورتها القصيرة وضحكت عندما تذكرت غضبه وغيرته الواضحة تنهدت وحضرت ملابسها لتدلف إلى الحمام لتستحم بالماء الساخن وتسترخي لتنام بهدوء بعيداً عن جنون سامح..اللذيذ.

****************************

-"هادي أنت مجنون تماماً لتوافقها على هذا،" صاح سامح بعتاب، أخذ هادي نفساً عميقاً وأردف:" أريد أن أريحها ياسامح، أنت لاتعلم كم تعاني! لقد أتعبتني بهستيريتها وهوسها بالحصول على طفل(تنهد بتعب) على كل حال لقد بدأنا بالفعل بالحقن التي تسبق العملية ،فقد تأخرنا قليلاًx لأنها كانت تعاني من مشاكل صحية في معدتها فعالجها الطبيب من هذا، والآن بدأنا بأخذ الحقن، يارب تنجح هذه المرة فأنا لم أنسى بعد كيف جن جنونها في المرة السابقة عندما أجهضت وأصابتها حالة اكتئاب"x ليقول سامح "ان شاء الله سينجح الأمر هذه المرة،" وأكمل ليضحكه وهو يرشف القهوة الساخنة "أنت تذكرني بأبي بدر في مسلسل كنت أتابعه في بعض الأحيان، محظوظة رنيم بك" وضحك بصوت عالي ليغيظه، نظر إليه هادي نظرة محذرة، فرفع سامح يده مستسلماً بفكاهة، غامت عينا هادي عشقاً وهمس"كل مافي الأمر أنني أعشقها يارجل وأريد إسعادها " مصمص سامح شفتيه كالنساء وهمس بسخرية "محظوظة فعلاً بنت رضا" وانفجرا ضاحكين.

*****************************

xxxx تمسك باقة ورود كبيرة تنتظره هي وأمها بفارغ الصبر تنظر بإمعان إلى وجه كل شخص يخرج من الباب المخصص للقادمين من الخارج النازلين من الطائرة، ليتها تستطيع الاقتراب أكثر، لولا هذه الحواجز الحديدية المزعجة، زفرت بغضب، لتهلل أساريرها وهي ترى وسام يفتش بعينيه الحبيبتين عنهما، صرخت باسمه بحماس فركض إليهما، وأخذت تتنافس هي وأمها على احتضانه وتقبيله،x بكت أمها من فرحتها بابنها وعودته " أرجوكِ لاتبكي ياأمي أنا هنا الآن" كانت سالي تبكي دون أن تشعر، فمسح وسام دموعها وابتسم "أنتِ أيضًا ياصغيرتي" ضمته باشتياق وقالت من بين دموعها الفرحة "سأتصل بالسائق كي يقف على باب المطار" حضن وسام أمه وأخته وهم يخرجون من المطار عائدين إلى بيتهم الذي اشتاقه حد الجنون.

***************************

"-هذا أنتِ يا مروى؟ كيف حالكِ ياابنتي؟" ألم تتعرفي عليّ ؟أنا أم علي جارة خالة عادل زوجكِ."
ابتسمت مروى بمجاملة ابتسامة لم تصل إلى عينيها، وغمغمت باختصار "أجل، تذكرتكِ ياخالتي كيف الحال؟" بدأت السيدة بالثرثرة عن أوجاعها وماتعانيه من مرض السكري.. تأففت مروى داخلياً لأنها شعرت أن هذه المرأة تذكرها بما تتناساه ولكن وجهها شحب فجأة عندما سألتها السيدة "هل سيأخذكِ عادل هذه المرة معه؟ لم أصدق نفسي حين رأيته البارحة عند خالته وفاء، ذلك الشاب يزداد وسامة اسم الله عليه"
هل انسحب الهواء فجأة من رئتيها حتى شعرت بهذا الاختناق؟ غمغمت بيأس " مممماذا؟ هل عاد حقاً؟" تبلمت السيدة فضحكت "آه يبدو أنني أضعت عليه مفاجأتك لابأس حبيبتي لاتخبريه بالله عليكِ، ولكن من فرحتي بكما، كل عام يأتى به وأراه عند وفاء أقول سيأخذكِ معه ولكن يبدو أن أوراق السفر تأخذ وقتاً،بالمناسبة هل وصلتكِ الموافقة هذه السنة؟" شحبت كالأموات وتجمعت الدموع في عينيها وكادت تقع مغمى عليها مالذي تهذي به هذه المرأة عادل عاد ويأتي كل سنةو....لا.. لا يمكن وفجأة سمعت صوت أحمد يكلم المرأة بصوته الهادئ" سأرى أنا ماتريده السيدة يا مروى لو سمحتِ أبي يريدكِ بأمر ما بخصوص العمل" نظرته المحذرة أوصلت لها الرسالة مشت ببطء لتسمعه يقول للسيدة "أأمريني بماذا أخدمك؟"
خرجت من المحل لتتنشق هواء نظيف تشعر بأنها تحتضر اتصلت بأليسار وغمغمت ببكاء"أليسار يجب ان أراكِ، عا عا د لx ه نا ولمx لم يهتم بأن يأتي ليراني"
"لا أفهم شيئًا يامروى ماذا تقولين؟ "
"أنا مصدومة جداً وسآتي لأخبركِ ،عندما أنتهي من العمل" وأجهشت بالبكاء. أغلقت الهاتف والتفتت لتنصدم بعينيه العسليتين تتفحصانها وقال لها "من الأفضل أن تذهبي إلى البيت الآن فوجهكِ شاحب للغاية" هزت رأسها بامتنان له وانصرفت تبحث عن سيارة أجرة يجب ان ترى أليسار الآن لا تصدق ماقالته تلك المرأة لايمكن، كيف يفعل بها هذا؟

"اهدئي يامروى والله قطعتِ قلبي" دمدمت أليسار بحزن عميق هسهست مروى وهي تمسح بعضاً من دموعها" لا أصدق ياأليسار كيف يتركني هكذا لا معلقة ولا مطلقة مالذي فعلته له لماذا تزوجني في الأساس؟" أخذتها أليسار في حضنها لتهدئ من روعها وقلبها ينفطر حزناً عليها "إهدئي أرجوكِ يامرمر لا بدأن هناك خطأ ما، مارأيكِ أن نسأل هادي زوج أختي فهو محامي و.." أجهشت ببكاء مرير فسكتت أليسار لا تريد أن تزيد من أوجاعها.
بعد قليل رفعت رأسها عن صدر أليسار ونظرت حولها "أين الأولاد؟ لاأسمع لهم صوتاً" غمغمت أليسار بتأفف "عند جدتهم" سألتها مروى وهي تمسح دموعها"وأنتِ لمَ لم ترافقيهم؟" ابتسمت أليسار بسخرية "شددت والدة جمال على مجيء الأولاد فقط، هذا ماقاله هو طبعاً ولكنه لايريدني أن أذهب عقاباً لي لا تشغلي بالك"دمدمت بحزن "سامحيني لم أسألكِ عن حلا كيف أصبحت الآن هل عاد لها الدوار والإغماء؟" سألتها مروى وهي تأخذ منهاx كوب اليانسون "الحمد لله ليس هناك شيء في الرأسx وقد أخذتها إلى طبيب قلبx اختصاص للأطفال، الحمد لله قلبها سليم والآن يراقب الطبيب الضغط عندها" تفاجأت مروى وغمغمت "ماذاااا ضغط بهذا السن" جاوبتها أليسار وهي تدلف المطبخ لتحضر حلوى فأجابتها بصوت عالٍ كي تسمعها "لا لا فقط يجب أن يتأكد من كل شيء" وأكملت وهي تضع صحن الحلويات"الطبيب طمأنني الحمد لله بإذن الله حلا بخير." وضعت مروى يدها على رجل صديقتها وهمست"وأنتِ؟ هل أنتِ بخير أيضًا؟" غمغمت بمرارة "لقد ضربني لأني أخذت السيارة و.."
"السافل كم أكرهه هو وعادل أخبريني ماجرى." صاحت مروى بنبرة مرتجفة. حكت لها أليسار ماحصل "سأقتله يوماً وأريحكِ أنتِ والبشر منه" نفضت عنها البؤس كي لا تزيد فوق قلب مروى "هيا تذوقي الحلوى لاتفكري بشيء مارأيك أن أخبر أبي حتى ينصحكِ و.." اعترضت مروى وهزت رأسها بالنفي "أرجوكِ لا تخبري والدكِ بشيء(أعطتها أليسارالصحن لتلهيها عن حزنها)x "ماهذا؟" قالت وهي تمضغ لقمة الحلوى "ماذا؟" استفسرت أليسار. وضعت مروى الصحن على الطاولة وأكملت تدمدم "هل تعملين الحلوى دون سكر؟ كان الله في عون أولادكِ لجنون أمهم وهوسها بالطعام الصحي" ضحكتx على كلامها وهمست "وأنتِ مهووسة بالطعام المضر يامرمر"
غامت عينا مروى بالحزن تعلم أن صديقتها تحاول أن تنسيها حزنها مع أنها ليست بأفضل حال منها، اقتربت وضمت أليسار اليها"x شكراً لكِ اليسا" امتلأت عيناها بالدموع امتناناً وأكملت " أرجوكِ لا تسألي والدكِ شيئًا، سأرى ماذا أفعل" أومأت أليسار موافقة على مضض من عناد رفيقتها.

خرجت من المبنى تفتش عن سيارة أجرة، وقفت على الرصيف تدور رأسها يميناً ويساراً، فجأة توقفت سيارة سوداء بالقرب منها شعرت وكأنها تعرف هذه السيارة ولكنها ادعت الجهل فلربما كان شخصاً سخيفاً يعاكس، فجأة فُتح الباب الأمامي الذي بجانب السائق ذهلت وتصلبت مكانها، قال بصوته المميز "اصعدي سأوصلكِ ...و، ويجب أن نتكلم يامروى."

نهاية الفصل الرابع إلى اللقاء مع الفصل الخامس

بانتظار آرائكم



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 12:51 AM
Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-22, 07:47 PM   #15

جودي ملاك

? العضوٌ??? » 497253
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » جودي ملاك is on a distinguished road
افتراضي

فصل روعة حبيبتي ما شاء الله تبارك الرحمن الله يعطيك الف عافية يا رب


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-01-22 الساعة 12:52 AM
جودي ملاك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-22, 06:10 PM   #16

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جودي ملاك مشاهدة المشاركة
فصل روعة حبيبتي ما شاء الله تبارك الرحمن الله يعطيك الف عافية يا رب
أشكرك على كلامك الحلو متلك أنتِ الروعة ياقمر ❤❤❤❤


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-22, 12:59 PM   #17

princesse jana

? العضوٌ??? » 496860
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » princesse jana is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
أشكرك على كلامك الحلو متلك أنتِ الروعة ياقمر ❤❤❤❤
فعلاً حبيبتي رواية جميلة جدا جدا أحببتها سلمت يداك المبدعة ❤️❤️❤️❤️


princesse jana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-22, 02:33 PM   #18

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

[quote=جنى بياسه;15823636]فعلاً حبيبتي رواية جميلة جدا جدا أحببتها سلمت يداك المبدعة ❤️❤️❤️❤️
والله أنت الجميلة وكلامك الأجمل أشكر تشجيعكم 😘😘


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 08:46 PM   #19

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي معاناة قلب

الفصل الخامس
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
تأملت أصابعه الممسكة بالمقود بسلاسة تدل على شخص صبور محترف..و هادئ،ولكن وجهه الغامض لايوحي بشيء سوى أنه يركز في القيادة، انتفضت على صوته يكلمها يبدو أنه يسألها عن شيء ما وهي كانت في عالم آخر "ها" نظر إليها بتفحص فأعاد ماقاله " كنت أسألكِ هل تفضلين البقاء في السيارة لنتكلم أم نجلس في مكان عام مقهى مثلاً؟ ردت باحترام تكنه له "أحمد أوصلني إلى البيت فقط لو سمحت" زفر بنفاذ صبر وأوقف السيارة إلى جانب الطريق وقال بعد أن أطفأها "إذاً؟" حركت رأسها بعدم فهم، فتأفف "بالله عليكِ مروى لا تختبري صبري، سمعتُ بوضوح ماقالته تلك السيدة يجب أن تخبريني مايجري معكِ لأتمكن من مساعدتكِ" تصلبت شفتاها وتلعثمت "ماالذي تريد د ني أن أقوله لكَ أحمد؟" كتف الأخير يديه وانتظر الرد دون أن يعيد سؤاله فهو أقسم أنه لن يعيدها اليوم قبل أن يفهم الموضوع كاملاً هذا ماصمم عليه وهي قرأت هذا التصميم في عينيه العسليتين، ابتلعت ريقها بصعوبة مترددة وقالت بهمس " حسناً،سأخبرك.."

"ماااااذااا؟"انكمشت على صرخته، ولم تشعر بنفسها إلا ودموعها تهطل بقوة على وجهها، حاول تمالك نفسه كي لايفزعها، أعطاها منديل لتمسح دموعها واستغفر عدة مرات أخذ نفساً عميقاً وقال بصوت غاضب"ماذا يعني هذا؟ كيف لم يأتي لزيارتك لمدة أربع سنوات ولم يجب منذ أن سافر ولا مرة على اتصالك به؟لماذا؟" غمغمت ببكاء "لاأعلم، ليتني أعلم، ولكن هذا ماحصل" وأجهشت بالبكاء تبكي حظها التعس والهم الذي يقصم ظهرها. نزل من السيارة واستند عليها متكتفاً ينظر إلى السماء دون أن يرى شيئًا، طال وقوفه هكذا حتى ظنت أنه سيبقى على حاله طوال الليل ولكنه فاجأها بصعوده مجدداً إلى السيارة وغمغم" مروى أجبيني بصراحة ووضوح،(تنفس بصوت مسموع)هل مازلتِ تريدين عادل؟" نفور وغضب لاح على ملامح وجهها ولكنه أكمل يسألها " سأعيد صياغة السؤال بطريقة أوضح إن أرادكِ مجدداً هل تقبلين بالعودة إليه؟" هزت رأسها بالنفي وهمست "مستحيل"
راحة تسللت إلى كيانه وقلبه الذي دق بسرعة هائلة حتى خاف بأن تسمعه، لملم تعابير وجهه كي لا تنتبه على سعادته ويفضح نفسه أمامها "متأكدة؟"
"طبعاً لن أعود إليه حتى لو عاد زاحفاً" هز رأسه موافقاً أدار سيارته وأوصلها إلى بيتها "أنا.. سأعمل على حل الموضوع كله بإذن الله، ثقي بي"
فتحت باب السيارة وقالت بامتنان "شكراً لك" ورغم دموعها التي تغرق وجهها لمح طيف ابتسامة تزين فمها الجميل استغفر ربه لتفكيره، انتقل بتفكيره إلى وضعها الحالي، حريق يندلع في جوفه لا يصدق للآن ماسمعه منها،x أخرج هاتفه وبحث عن رقمٍ معينٍ بتوتر نقر على الرقم للاتصال وانتظر الرد بفارغ الصبر.

*****************************************

ابتسم الطبيب بثقة وقال بلهجة عملية" عملية الإخصاب ناجحة سيدتي، أرجو منكِ اتباع تعليماتي والانتباه إلى نفسكِ جيداً وطبعاً سأتابعكِ كل أسبوع في بادئ الأمر" ابتسمت رنيم بسعادة، وضمها هادي بحب وفرح، وقبلتها والدتها وهي تبكي من فرحتها لابنتها، اتصلت أمها فوراً بزوجها عبد اللطيف ثم بأليسار التي أكدت عليها عدة مرات بأن تطمئنها عن النتيجة امتعضت رنيم عند سماعها لأمها تكلم أختها، بكت الأخيرة من شدة فرحها وطلبت من أمها أن تعطي الهاتف لأختها كي تبارك لها بنفسها ولكن رنيم هزت رأسها بالنفي بينما أمها تناولها الهاتف فأبعدت الهاتف بيدها واتجهت نحو هادي مغمغمة "فيما بعد أمي أنا مشغولة الآن" وأمسكت بيد زوجها، تضايق هادي من تصرفها ولكنه لم يرد مضايقتها خاصة بعد تأكيد الطبيب عليه بأن لاتتعرض رنيم لأي ضغط نفسي، فابتلع عتابه، أما أمها فتحججت بأن أختها مشغولة مع الطبيب وستكلمها في وقت آخر عندما تنتهي وأغلقت الاتصال مع أليسار واقترحت
"-حبيبتي مارأيكِ أن تبقي هذه الفترة عندي؟سنستأذن زوجكِ و"
"-أمي هادي سيهتم بي أنا لا أستطيع أن أبقى بعيدة عنه." هزت أمها كتفيها" ولكنه سيكون في العمل يارنيم، فليأتي هو أيضًا ياصغيرتي عندنا مارأيكِ؟"
غمغمت رنيم "لا أمي أنا أرتاح في بيتي، أنتِ تأتين إلي كل يوم،أليس كذلك حبيبتي؟"
ابتسمت أمها بحنان وضمتها وهمست"بالتأكيد ياحبيبتي المهم ان تكوني مرتاحة."

******************************************

"يارجل أين كنت؟ مضى زمن طويل لم أركَ فيه" غمغم المحامي لأحمد وهو يصافحه بود واحترام
"والله معك حق ولكن العمل في المحل يأخذ كل وقتي والحاج قد كبر في السن ولا أحب أن يتعب نفسه" ابتسم المحامي بدبلوماسية "أطال الله في عمره"(نقر بالقلم على المكتب) إذاً بالنسبة لما قلته لي البارحة،أريد أن استفسر منك عن بعض النقاط، هل حصلت على مهرها المتفق عليه؟ قاطعه أحمد"أستاذ أيمن كل مانريده(احمر وجهه مصححاً)أقصد كل ما تريده هو الحصول على الطلاق." نظر المحامي بتفكير وأردف "ولكن شرعاً يحق لها النفقة والمهر في حال الدخول وفي حال عدم الدخو...(تألم أحمد من الفكرة)فقاطعه مرة ثانية " أستاذ لا نريد أن ندخل في تفاصيل وستطول القضية الأهم هو خلاصها منه فقط وعند الله لايضيع شيئًا"
هز أيمن رأسه بتفهم وقال بصوت عملي" إذاً مر أربع سنوات وتركها دون أن يسأل عنها وذلك بعد عقد القران وإقامة العرس، ومع أنها تستطيع الحصول على مهرها ونفقتها فهي زوجته شرعاً ولكن كما تشاءون، إذاً المسألة بسيطة سنساومه على الطلاق" نظر إليه أحمد مستغرباُ فأكمل المحامي قبل أن يسأله " تمنعه من السفر أي تجعله غير قادر على السفر إلا بإذنٍ منها كونها زوجته وهو لايستطيع أن يبقى هنا لا بد له أن يسافر فيطلق ببساطة ليحصل على حريته فهمتني؟"
غمغم أحمد " تقصد إما أن يطلق أو يبقى ممنوعاً من السفر للخارج؟"، أكد المحامي كلامه بهزة رأس وانتظر الرد،x فهمس أحمد "تمام يا أستاذ ماذا إن رفض؟" حرك أيمن كتفيه بثقة اكتسبها بعمله الناجح واسمه المعروف وابتسم " لن يقدر على التفكير بالرفض حتى، لن يخرب مستقبله لأجل أمرأة لاتهمه لأنها لوكانت تعني له شيئًا" لما هجرها كل هذا الوقت." (وأكمل بعد أن شعر باقتناع أحمد)" إذاً سأشرح لك مايجب فعله ونتوكل على الله".

********************************************

ركضت حلا إلى أمها التي كانت تنظف المطبخ "أمي، ناجي ضربني." تنفست الصعداء من جدال أولادها الذي لاينتهي، وقف ناجي متخصراً "هي من بدأت أولاً، كل شيء تريده لها، وهي من ضربتني أولا، كما وأنها.." صرخت حلا عليه معترضة وعلت أصواتهم، تكتفت أليسار تنظر إليهما بغضب وغيظ فصمت الولدان عندها قالت أليسار "إذاً، أنتما تضربان بعضكما، أنا غاضبة منكما وحزينة جداً لهذه التصرفات"، شعر ناجي بالذنب اقترب من أمه يضمها "لا تحزني أمي أنا آسف" لطالما كان ناجي يعشق والدته وينتبه رغم صغر سنه إلى معاملة والده لها مما جعله يعتبر نفسه رجلها كما تقول له دائماً اقترب من أخته واعتذر منها مقبلاً خدها، حثتها أليسار بعينيها على تقبيل أخيها وان تعتذر منه هي أيضًا فانصاعت تلبي طلب أمها " مارأيكم أن ننهي أعمال البيت ثم نصنع قالب حلوى لذيذ"، بان الاعتراض على ملامح الصغار، لوت حلا فمها وقالت "أمي أريد حلوى مثل تلك التي تصنعها جدتي وليس كما تصنعينها أنتِ" قهقهت أليسار" حسنا سأوصي سامح أن يرسل إلينا قالب حلوى لذيذ من عند أحد يثق به أمري لله ولكن هذا استثنائي اليوم فقط" صاح الأولاد بفرح وحماس سعيدين وقالت حلا "هيا ناجي لاتكن كسولاً لنرتب غرفتنا" ابتسمت أليسار لكلامها المشاغب دائماً تشبهها لخالها المجنون سامح، وعادت تكمل عملها.

********************************************

تضم ابنتها مريم بحب وشوق لاتصدق عودتها من الخارج "والله لا أصدق أنكِ هنا ياحبيبتي" غمغمت ببكاء وهي تضم ابنتها فنظر إليها أحمد وهو يحمل الحقيبة الكبيرة "أمي الحبيبة مارأيك أن توزعي قبلاتك لابنتكِ في الداخل، لقد انقصم ظهري وأنا أحمل الحقيبة" وكأنها وعت إلى نفسها تقف على باب المنزل تسد عليه الطريق فضحكت "حبيب قلبي أتعبتك" قالت وهي تسحب مريم وأولادها إلى الداخل ابتسم أحمد بحب لأمه " تعبك راحة ياحاجة"

جلس على السرير يزرر قميصه، ويفكر بما قاله له المحامي شعر بسكين تذبحه عندما سأله الأخير إن حصل بينهما خلوة وإن حصل دخول، فكرة أن عادل قد امتلكها تعذبه، كيف سيتخلص من أفكاره التي تقتله؟ هل من الممكن أن يكون قد تزوجها فقط ليحصل عليها؟ وعندما امتلكها سافر ولم يسأل بها، كاد أن يتوقف قلبه من أفكاره التي تغرز ألماً مبرحاً في ثنايا روحه وليس هناك سبيل للراحة، حاول أن يقنع نفسه أنه زوجها شرعاً ولكنه يموت حرقاً مما يشعر به،حوقل واستغفر ليريح نفسه.

نقرت على الباب تستأذن الدخول ودلفت إلى غرفة أخيها جلست على السرير وحضنته "مرحبا أيها المهذب" ابتسم بحب "أمازلت تذكرين هذا اللقب؟" مررت يدها على لحيته الخفيفة وغمغمت بنعومة "وهل تغيرت أنت ياأخي المهذب؟ أنت كما أنت هادئ وغامض.. ولكن قلبك وروحك مفعم بالحب هنيئًا لمن استولت قلبك" اندهش قولها وأنكر بمراوغة "ومن قال أنني أحب أساساً؟" قهقهت بمرح بدمها الخفيف "والله يجب أن أضع بجانب صفاتك مراوغ لأنني أعرفك جيداً" همس يتهرب من كلامها "يبدو أن زوجك أرسلك ليرتاح من ثرثرتك أيتها المحتالة الصغيرة، أليس من المفروض أن تصلي إلى هنا في رمضان؟مالذي أتى بكِ الآن؟" نفخت على أظافرها لتبعثر شيئًا وهمياً "والله عمر حبيبي يعشقني بجنون وقد بكى على فراقي أنا أكثر من أطفاله، لقد شغل باله أن أتعب من الصوم فأرسلني قبل رمضان بأسبوع، هل هناك مشكلة؟" ضرب كفيه ببعضهما من جنونها"لقد جننتْ الرجل لا أستغرب فنحن كنا مجانين بسببها ولم يرجع لنا عقلنا إلا عندما تزوجت وسافرت وارتحنا منها" وانفجرا ضاحكين باستمتاع.

******************************************

صعدت إلى السيارة تمسك بيدها سندويش تأكلها بارتباك" ماذا هناك أحمد، أقلقتني؟" نظر إليها نظرة سريعة وإلى السندويش التي في يدها أجابها بنبرة صوته المميز" تأخرت عليك أنا آسف ولكن أختي مريم جاءت من السفر البارحة و.." غمغمت "حمداً لله على سلامتها، آسفة أنني أحمل سندويش ولكنك هاتفتني عندما كانت امي تحضر الفطور ورفضت أن أخرج دون أن أتناول شيئًا(ضحكت وأكملت) وعندمافتحت الباب لأخرج دون أن تلاحظ وجدتها تعطيني إياها في يدي كأنني طفلة ذاهبة إلى المدرسة والأهم في الموضوع ابتسمت بحرج شديد " هز رأسه ينتظر ماتقوله لقد أرسلت معي واحد لك أيضًا،(احمرت بشدة) أنا آسفة اذا كنت لا تريده فأنا سأتفهم ولن أحرجك" غمغم "شكراً" ومد لها يده هزت رأسها كدليل على عدم فهمها فقال "أعطني السندويشات الخاصة بي أم أنك ستحتفظين بها لنفسك، على ماذا تحتوي؟ همست "بيض" هو لايحب البيض أبداً ولكن لأجلها سيأكلها كي يسعدها ففتحها واكلها أمام عينيها المندهشتين،أدار السيارة وقال وهو يأكل "سنذهب الآن لتوقعي على شيء كي لا يستطيع مغادرة البلاد إلا بإذن منكِ" همست تسأله"ومايهمني من ذلك؟ فليذهب إلى الجحيم" نظر إليها نظرة سريعة وأكمل القيادة بتركيز وأردف"ستستفيدين أنك ستطلبين الطلاق وإلا لن يستطيع السفر، فهمتني؟" هزت رأسها بتفهم فأكمل يشرح لها"نصحني بهذا محامٍ مختص بقانون الأحوال الشخصية ومعروف بذكائه وأنا أجد أنه الحل الأمثل، طلاقكِ مقابل سفره وإلا لن يقدر أن يسافر أبداً، وانتهينا" ركن السيارة باحتراف وفتح الباب "هيا لقد وصلنا ثقي بي وهاقد أنهينا فطورنا أيضًا" مسح يديه بمناديل معطرة يحتفظ بها في السيارة وأعطاها أيضًا مناديل فابتسمت له بامتنان ،ابتلع ريقه وترجل بسرعة من السيارة وانتظرها وهو يشعر بسرعة هائلة في دقات قلبه المجنون بحبها.

*******************************************

بينما يتناقش مراد وسامح بالعمل، رن هاتف مراد فرد بسرعة "نعم حبيبتي، أنتِ هنا ...حسناً اصعدي قليلاً وننزل سوياً، آه..نعم... وماذا في ذلك؟ فلتصعد معكِ ونوصلها بطريقنا أو تذهب معنا.. كيف ترفض أعطني اياها لأكلمها، (حك رأسه ينتظر) آه مرحبا سالي كيف حالكِ؟.. مارأيكِ أن تذهبي معنا إلى المطعم؟ لا ترفضي هيا... مممممم، حسناً ...ولكني لن أقبل أبدا سنوصلكِ أنا ورباب إلى منزلكِ..جيد فلتصعدا قليلاً إذاً"
بينما كان سامح يجلس على المقعد الجلدي خلفه وترتسم على وجهه ابتسامة تشع سعادة عند سماعه لحديث مراد على الهاتف، إذاً باربيته هنا و سيراها الآن ماأسعد قلبه..

وافقت سالي بغيظ من إلحاح ابنة عمها وزوجها، مزاجها معكر تماماً لا تريد اليوم رؤية أحد ولكن رباب أصرت عليها للذهاب معها لشراء بعض الأشياء التي تلزمها، وهي ليست بمزاج جيد لشيء، يتملكها الغضب لأجل المادة الوحيدة المتبقية عندها، فأعصابها متوترة للغاية خائفة من أن تحمل هذه المادة وهي تريد الحصول على الماجستير، دلفت مع رباب إلى المكتب، انتبهت إلى وجود سامح، سلمت عليه يإيماءة خفيفة من رأسها وكأنها لاتعرفه وبالكاد تعرفت عليه الآن، بينما ابنة عمها وزوجها مشغولان بثرثرتهما التي لاتنتهي،نظرت إليهما " كيف يتحمل مراد كل هذا الزن فوق رأسه"،(قالت في نفسها بينما تتأمل ابنة عمها وزوجها بنفاذ صبر اقتربت من النافذة تنظر دون أن تلمح أي شيء).
"اشتقت إليكِ، كيف حالكِ؟" انتفضت على صوتهx وتفاجأت أنها وحدها معه في المكتب وهو يقف بالقرب منها فسألته باستغراب" أين هم؟" تنهد وأجابها بسعادة لم يستطع مداراتها "يعرفها على شخص ما في الشركة لاتشغلي بالكِ"وابتسم هامساً لها" هل افتقدتني أنتِ أيضًا؟"(ونظر إلى ملابسها الأنيقة،بلوزة رياضية سوداء وبنطال جينز أزرق ضيق وحذاء رياضي أسود بينما ربطت شعرها الأشقر على شكل ذيل حصان) "آه جيد جدا أنا راضٍ تماماً على اختيارك لملابس محتشمة ممم بعض الشيء،نظراً لبنطالك الضيق ولكن لابأس" اشتعلت عيناها غضباً واحمر وجهها من الغيظ والغضب، صاحت به بلؤم رافعة سبابتها بوجهه" اسمعني جيداً سيد سامح، هل تعتقد نفسك وصياً عليّ مثلاً؟x أنا أفعل مايحلو لي، أنا.. ياعزيزي أعيش في عالمي الخاص بي ولا أسمح لأحد أن يتدخل بحياتي حتى لوكان أبي نفسه رحمه الله، فما بالك بشخص مثلك أنت الذي لايعني لي شيئًا ولا حتى يهمني أمره"وفرقعت أصابعها ببعضهم بوجهه كدليل على استخفافها به،
ألقت قنبلتها ورحلت بسرعة هائلة وهو يقف مذهولاً مما قالته وانتقل ذهوله لرباب وزوجها اللذان يقفان على باب المكتب وقد تبين أنهما سمعا صراخها ، تداركت رباب ذهولها وركضت وراءها تناديها "سالي سالي"
انصدم مراد من تعابير سامح ووجهه الشاحب فسأله واضعاً يده على كتفه "ماذا هناك ياسامح مالذي حدث؟ لمَ كانت سالي تصرخx هكذا؟" هز سامح رأسه بصدمة ورفع عينيه التي تحمل الاحراج والألم وقال بعد أن وجد صوته "بالإذن" وانسحب بسرعة تاركاً مراد يقف مذهولا لتسأله رباب وهي تدلف المكتب تلهث "لم أستطع اللحاق بها لم أفهم شيئًا، مالذي حدث؟" غمغم مراد بضيق "لا أعرف حبيبتي، ولكني لم أرَ سامح بهذه الحالة أبداً من قبل، حتى عند وفاة جده رحمه الله كان متماسكاً أكثر لقد شحب وجهه كالأموات، أكاد أقسم أنه كان.. (مرر يده في شعره )صدقاً لا أفهم شيئًا( تنهد بتعب) "هيا لنذهب وبعدها نفهم ماجرى بالظبط"

مشت ببطء على غير هدى غاضبة من نفسها ولعنت تصرفها الأرعن مع الرجل يبدو أنها قد نفثت بوجهه كل غضبها ويأسها من تلك المادة التي تخاف أن ترسبها ياإلهي، كيف قالت له هذا الكلام؟ شعرت أنها أهانته،بل أهانته بعمق ..نزلت دموعها بمرارة تشعر بثقل كبير يجثم على صدرها وقررت أن تذهب سيراً على الأقدام إلى مطعم الحلويات الذي يفتتحه وسام علها تنسى.

دلف إلى غرفته طالباً من أمه عدم إزعاجه لأنه يشعر بالتعب من الصداع الذي يفتك برأسه، شعر باختناق خلع ملابسه وارتدى بيجامته وتمدد على سريره يرتجف غضباً استعاد ماقالته له وكيف بصقت كلماتها في وجهه لقد أحس بألم فظيع في كرامته.. وقلبه وكأنها أعراض لذبحة قلبية تكاد تسلبه الحياة، لايصدق ماقالته له لقد مزقت كرامته كأشلاء وداست عليها دون أن تبالي، وكل هذا لأنه يمازحها لقد اعتقد أنها تبادله الإعجاب ولكن يبدو أنه كان مخطئاً...أحيانا تعتقد نفسك بأنك عزيز على قلب أحدهم فتتفاجأ أنك كنت في فيلم هندي أخرجته بنفسك..سينساها لن يفرض نفسه على أحد، لمعت عيناه فهز رأسه بقوة يلجم نفسه وكأنه ينفض الألم عنه ووضع الوسادة فوق رأسه بقوة يحاول النوم والنسيان.

"لماذا جاء سامح باكراً اليوم؟" سأل عبد اللطيف زوجته فجاوبته بقلق " لاأعرف قال انه يعاني من صداع ويريد النوم وطلب ألا يزعجه أحد" أمسك عبد اللطيف الجريدة يتصفحها كعادته اليومية التي اكتسبها منذx زمن بعيد ولم يغيرها رغم وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تغنيه عن هذه العادة، هز رأسه لزوجته التي نظرت إلى غرفة ابنها تتساءل عما يؤلمه حقاً.

كان يساعد العمال ويرشدهم إلى كل عمل، لطالما كان دقيقاً في عمله يحب النظام والترتيب، انتبه إلى دخول صغيرته فابتسم بحب وفرح وركض نحوها "ماهذه المفاجأة الرائعة جميلتي، والله أنرتِ مطعمي المتواضع" ابتسمت بلطف ولكنه انتبه إلى عينيها المحمرتين وأنفها الأحمر وكان يبدو أنها تجاهد كي لا ينتبه لشيء، اقترب منها محدقاً، "ياربي لقد انتبه على حالتي"(قالت في نفسها ) سحبها من يدها ودلف بها إلى الداخل بعيداً عن تطفل العمال، أجلسها على الكرسي وناولها قارورة ماء صغيرة وسألها مستفهماً" ماذا هناك سالي؟ لمَ هذا البكاء أخبريني من أزعجكِ؟" كانت تريد أن تخبره أنها لاتشكي من شيء ولكن كل مافعلته أنها انهارت بالبكاء بمرارة هي نفسها لاتعرف لمَ تشعر بهذا الإحباط، توقف قلبه من الخوف واقترب منها يضمها " ماذا هناك صارحيني والله أشعر بالرعب وأنا أراكِ هكذا".

*******************************************

تأمل صورتها المنعكسة في المرآة تضع الكريم على وجهها ويديها،(غمغم في نفسه بغرور) جميلة جداً، مطيعة ووديعة كما أراد، دوماً اختياراته يجب أن تكون مميزة لشخص مميز مثله، كما يرى نفسه.
انتبهت على تأمله لها تعرف هذه النظرة جيداً، شعرت بالغثيان لمجرد الفكرة أغلقت علبة الكريم واتجهت نحو باب الغرفة لتخرج ليسألها باستهزاء"إلى أين؟"
غمغمت ببساطة "سألقي نظرة على الأولاد" نهض من السرير بسرعة واتجه إلى الباب يغلقه بحزم"الأولاد نائمون" اقترب منها يلصق نفسه بظهرها ويلف يديه حولها، أبعد شعرها الجميل وبدأ بتقبيل عنقها توترت وشعرت بالغثيان يعاودها فهمست بضيق "لاجمال ليس وقته، أشعر فعلاً بالتعب".... "وكأنه سيهتم كعادته لايهتم برغباتها" أكدت لنفسها، أمسكها ورماها على السرير وجثم فوقها "أريدكِ الآن أليسار أنتِ ملكي" هسهس وهو يخلع عنها ملابسها بقوة وهي تجاهد كي لا توضح له مدى كرهها لما يفعله.

بعد أن انتظمت أنفاسه وتأكدت من نومه دلفت إلى الحمام لتفرغ كل مافي جوفها، بعد أن انتهت جلست على أرض الحمام تسند ظهرها على الحائط ثنت ركبتيها وسندت رأسها على رجليها، لاتعلم مالذي يحدث معها كلما اقترب منها تشعر بهذه الحالة، تنتظر نومه لتركض وتفرغ كل مافي جوفها، لم تكن هكذا في بداية زواجها ولا تعرف لمن تتكلم عما يجري معها، بدأت بالبكاء حتى تعبت ثم قررت الاستحمام والصلاة وقراءة القرآن علها ترتاح من آلامها.

********************************************
انتهى الفصل الخامس إلى اللقاء مع الفصل السادس
بانتظار آرائكم ❤


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-22, 06:07 PM   #20

princesse jana

? العضوٌ??? » 496860
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » princesse jana is on a distinguished road
افتراضي

أحببت قلمك جداً تسلم إيدك بالتوفيق وبانتظار الفصول القادمة 😍

princesse jana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.