25-05-22, 12:44 PM
| #261 | ||||
 
|  معاناة قلب الفصل العشرون كيف أنجو وأنا أشعر بأني غارقة لامحالة... كيف أعيد إلى حلمي رونقه بعد أن شوهته اختياراتي... كيف أتخلص من قيودي لأتحرر وأنا أشعر بأني مسجونة داخل جدران الخوف!!! "أنا أريد مقابلته...لأني أفكر... لربما...أقصد...لربما وافقت عليه..." ذهول أصابه فسبب شلل لأطرافه...عيناه الصارختان اندهاشًا محدقتان بها وفمه مفتوح...رفرف رموشه يحاول استيعاب ماقالته له...لملم ذهوله وحاول أن يفهم منها فتنهد يفرك عينيه بتعب بينما هي تقف تناظره بهدوء ظاهري وكلها ينبض خوفًا مما هي مقدمة عليه قال بصوت خافت وهو يشير لها بيده "اقتربي" اقتربت منه فوضع يده حول كتفها أراحت كفها على قميصه ونظرت إليه بارتباك فسألها مستفسرًا بصوت خافت "ماذا هناك اليسا!! أنتِ لستِ على طبيعتك.." رفرت رموشها بغباء قصدته...مردفة "شقيق سالي ليس أهلا للزواج ياسامح؟" حاول انتشال السر بتحديقه في مقلتيها فظل يحدق بها...يريد معرفة مايدور في عقلها...حتى احمر وجهها بشدة وارتبكت فابتعدت عن خاصته ثم سألها بحسم "لاتراوغي... مالأمر؟؟؟" شبكت أناملها ببعضهما بعد أن عدلت من جلستها بجانبه وأجلت صوتها وكأنها ستقدم امتحان شفهي "الحقيقة هي أن مروى نصحتني أن أعيش... وأحب من جديد وأن أعطيه فرصة...و.. وأعطي نفسي فرصة أيضًا...فشعرت أنني..." قاطعها معترضًا بعدم اقتناع ومازال يحدق بها لعله يفهم "أليسار هذا زواج وليس حقلا للتجارب...والفرص... انا لا أعارض على شخصه هو رجل محترم وقور ورزين. -فكر بعمق وناظرها ثم قال- هل تذكرين عندما طلب مراد يدكِ؟(هزت رأسها بنعم) لم أعترض عندما رفضته ليس لشخصه تعلمين كم أحبه وأقدّره ولكني كنت متأكدًا بأنك لاتحتاجين لرجل مثله...لن يعجبكِ أنا أعرفكِ جيدًا رغم أنه أفضل من جمال بألف مرة...وعندما اخترتِ الأخير لم أكن راضٍ ولكن كان يكفيني أن أراكِ سعيدة مع من تحبين...وياليتكِ كنتِ محقة...ولكن كله نصيب... -قال عندما لمح الألم في مقلتيها- لاألومكِ ياأميرتي كلنا نخطئ...آسف لم أقصد الضغط على ألمكِ صدقيني" أحنت رأسها ثم همست برقة مستفسرة "ووسام؟" تنهد بعمق وسألها مجددًا "هل يعجبكِ حقًا أليسار؟ كوني صادقة كما أعهدكِ" هزت رأسها يمينًا ويسارًا كأنها في دوامة وأردفت بصدق "لاأعلم لا أشعر بشيء ياسامح...أحيانًا أعتقد أن مشاعري قد انطفئت ولاأدري...كيف أعيدها فقد لوحت لي منذ زمن طويل وغادرتني حتى بت لاآبه لشيء" أومأ برأسه متفهمًا وقلبه يؤلمه بشدة فغمغم "أفضّل أن تنتظري حتى تقفين على رجليكِ من جديد ولكن ان كنت تريدين ذلك حقًا فسأفاتح أبي في الموضوع و..." قاطعته بتردد خائفة من خطوتها "لكني...أريد أن أجلس معه أولا ونتكلم قبل ان تخبره بموافقتي وأنا أسألك رأيك ماهو انطباعك عنه... -وضعت رأسها على صدره الدافىء مردفة بحب - أنا أريد شخصًا مثلك ياأخي" شد ياقة قميصه كدليل على الغرور وهسهس بمزاح "ليس هناك أحد مثلي لن تجديه...مفقود...أخبري سالي بذلك لعلها تقدر كنزها الثمين" ضحكت فهلل قلبه فرحًا فهمس "بغض النظر عن كل شيء الآن فوسام هذا لايشبهني أبدًا...وسام رزين غامض قليل الكلام وهو قوي الشخصية لو لم يكن وضعك هكذا لكنت سأكون أول من يشجعكِ على الموافقة ولكني لاأريدكِ أن تتسرعي وتندمي بعد ذلك" سألته مستفسرة وهي تبعد شعرها عن وجهها "كيف!!ماهذا التناقض في الكلام!!أنت قلت أنك تشجع..." ابتسم بصدق وقال بنبرة هادئة "نعم...ولكني أريدك أن تتحرري ياحبيبتي أولا...وسام هذا أتعلمين من يشبه برأيي...يشبه والدنا برقته وحزمه في الوقت نفسه ولذلك أراه مناسبًا لأنك تحبين هذا النوع من الرجال..." ذهلت من تمازج قوله فضحك لدهشتها "حسنا أنا لاأعرف كيف أوصل الفكرة لكِ وهذا واضح من ملامحكِ...أقصد أنا أرحب بزواجكِ من وسام ولكن كنت أفضّل ذلك بعد مدة أطول لتكوني قد تعافيتِ...وقد استعدتِ أليسار القديمة...أتفهمينني؟ -هزت رأسها بنعم فتنهد مفكرًا- ولكني سأخبره بأنك تودين مقابلته وعندها الاختيار لكِ أميرتي اتفقنا... " | ||||
|  |
|
25-05-22, 12:47 PM
| #262 | ||||
| معاناة قلب بعد يومين دلف أحمد إلى المخزن لقد عاد إلى العمل اليوم يشعر بأنه أفضل منذ أن زارته مروى وهو يشعر بالنشاط...يكاد لايصدق أنها كانت بين يديه وبأنه تذوق شهد شفتيها...تذكر مريم وكلامها المضحك... تلك المخبولة لم تخرج من الغرفة بل ظلت تغيظه بجلوسها كحارس لمروى خطيبته والتي هي بحكم زوجته لايصدق أنها زوجته حلمه الجميل وعمره الضائع أعاده...سيكلم والده يريد أن يعجل بالزواج فلم يعد يحتمل الصبر أكثر بعيدًا عنها...مايقلقه فقط ويرهقه هي والدته...ورضاها.. "بسم الله الرحمن الرحيم" قالها أحمد مجفلًا من وجود بديعة أمامه...كانت متبرجة بشكلٍ مبالغ فيه أم أنه هو الذي لم يراها جيدًا من قبل.. غمغمت بابتسامة مغوية لم تعجبه أثارت ذهوله "حمدا لله على سلامتك ياأحمد ،افتقدتك جدًا" ارتبك بوجودها الغير مبرر أمامه فشعر بالضيق والغيظ فغمغم بتوتر من الموقف المحرج "شكرا لكِ... -توتر بشدة وغمغم بهدوء- من الأفضل أن تخرجي يابديعة فلا يصح وقوفنا هنا وحدنا..من أجلكِ وليس من أجلي.." نظرت إلى يده تحدق بألم بالخاتم الذي وضعه في يده اليسرى منذ أن علمت بعقد قرانه وكلها يغلي حقدًا وقد عزمت مصممة على استمالة أحمد...رفعت رأسها إليه واقتربت منه لتجحظ عيناه باستغراب من قربها ومن عطرها المربك لرجولته حتى أنه شعر بأنفاسها على وجهه ارتبك فحاول الإبتعاد...ولكنها كانت أسرع منه ،مررت يدها على لحيته بجرأة تحاول اثارته فازدرد ريقه يناظرها بغباء ،وهو يقف مصعوقًا ،فهمست باغواء "أحمد...أنا...أحبك.." اشتعلت عيناه فاعتقدت بأنها وصلت لهدفها ولكنها مالبثت أن علمت ان سبب اشتعال عينيه كان غضبا فقد أمسك بكف يدها يبعدها فيشدها بقوة حتى شعرت بأن أناملها ستتحطم في يده...قال لها من بين أسنانه "ماهذا التصرف الأحمق آنسة بديعة وماهذا الكلام الأغبى منه أنا تقريبا متزوج ،وأعشق زوجتي لابل أنا أعشق التراب الذي داست وتدوس عليه... أرجو أن تغادري المحل كله فأنا لا أرغب برؤيتكِ و لاأريدك هنا بعض تصرفك الأرعن وحتى لو كنت غير متزوج فما فعلته الآن مناف للأخلاق والدين...وأنا لا أقبل بهذا في المحل عندي..." غمغمت بألم ووجهها يحمر من الحرج والألم من شده على يدها تشعر بأنه سيكسرها... "أحمد...أنت تؤلمني..آه... اترك يدي أنا..." ترك يدها بقوة فجأة مما أفقدها اتزانها فشعرت وكأنها كحشرة يحتقرها... هسهس بغضب "اخرجي الآن وفي الحال قبل أن أسبب لكِ فضيحة" ركضت خارجة تلملم ذيول خيبتها فاصطدمت بصدر صلب...رفعت رأسها لترى عينيه المشتعلتين كبركان منفجر...فشهقت بارتباك وضعف "رائد..." | ||||
|
| |
|
25-05-22, 12:53 PM
| #263 | ||||
| معاناة قلب رغم عمره يشعر كأنه طفل قد وُعد بهدية من أمه ان كان مهذبًا وعاقلا وهذا مايجعله يضحك على نفسه وهو يجلس متوترًا الآن ينتظرها في صالون منزلهم لتتعرف عليه كما طلبت...لايعلم كيف يفسر سعادته كالصعود نحو الشمس وهو الذي كان ممنوع عليه الاقتراب كي لايحترق.....كان كأعمى تتفتح عينيه لأول مرة في حياته فيبدو منبهرًا ولكنه خائف أن يكون مابه ليس بحقيقي بل مجرد حلم لأمنيات مستحيلة سكنت دواخله... عندما أخبره سامح برغبتها في مقابلته لتحسم قرارها كاد أن يصاب بنوبة قلبية...لعل هذا مايجثم على صدره ويخيفه أن ترفض من جديد...فيشعر بأنه يقع من أعلى القمم... حضرت هي فانعدمت نبضات قلبه وتوقف تنفسه سلمت عليه بنعومة دون أن تمد يدها ،وجلست على الأريكة أمامه ناظرها بسرعة ببنطالها القماش الرمادي وبلوزتها الوردية وقد جدلت شعرها البني الطويل ووجهها كان خاليًا من التبرج مما جعلها تبدو كمراهقة جميلة... من يراها لن يصدق أنها أم لطفلين... شعرت بنظراته لها فارتبكت... لاحظت أنه لايرتدي نظارته الطبية فاستغربت لانها في معظم الأحيان تراه بها...كسر الصمت دخول سامح المشتعل بنكاته وضحكاته التي تبهج روحها... تبادل معه بعض الكلام ليجعله يقهقه بخفة مما لفت انتباهها ضحكته...سامح هذا أينما وجد يرسم البسمة على الوجوه...وجوده كالربيع المزهر بعد شتاء قارس... انسحب شقيقها بهدوء ليتركهما وحدهما ناظرًا إليها وهو خارج ليبتسم لها مشجعًا...وهو يقرأ توترها....أجفلت عندما تكلم وسام فجأة بصوته الهادئ... "كيف حالكِ" أجابته بخجل وهي تشعر بتقلص في معدتها "بخير وأنت" عدل جلسته مشبكًا أنامله الطويلة ببعضها وسألها "الحمد لله بخير...وكيف الأولاد؟" غمغمت باختصار تداري ارتباكها "بخير الحمد لله.." تبا هي حتى لا تساعده ببرودها هذا...أمره لله فليصبر قليلًا بعد...هسهس "حفظهم الله لك..أين هم؟" ابتسمت بنعومة وحنان فاشتعل فؤاده العاشق دون أن يظهر شي...غمغمت "مشغولان في اللعب في الداخل" تنحنح وهو متأكد الآن بأنها لن تحاول مساعدته في الكلام فأخذ نفسًا قويًا وبسمل متضرعًا إلى الله أن يعينه وغمغم "لقد طلبتِ مقابلتي... كلي آذان صاغية" فركت كفيها ببعضهما بدليل على توترها وخوفها مما هي فيه ثم لمست شعرها تلهي نفسها عن توترها فاندلعت أحاسيسه المتيمة بها...سمعته يقول "لاتعتقدي أن ماسمعته صدفة هو ماجعلني أطلب يدكِ للزواج أليسار...أنا لست بمتهور وساذج كي أطلب الزواج لسماعي حوار كهذا...أنا لست بمراهق صغير (رفعت عينيها اليه بتساؤل..فابتلع ريقه متأثرًا)أنت تعجبينني وأراك مناسبة لي" أخجلتها كلماته...فأردفت بهدوء تحاول العثور على مافكرت بقوله له هذه الفترة ولكنها لم تذكر منها شيء "أنا مطلقة ولدي طفلان " ابتسم مغمغمًا برقة "هذه معلومة أعرفها جيدًا أليسار..." أربكها بجوابه...هذا الرجل يربكها حقًا لربما لأنها المرة الأولى التي تجلس معه وهي تعلم أنه يريدها للزواج الفكرة بحد ذاتها تكويها...شتمت مروى في سرها لأنها وافقتها بجنونها...حدق بها بترقب فتمتمت " أنا في الحقيقة...كل ماأستطيع إخبارك به أنني مازلت متأثرة سلبيًا بما مررت به...هل...هل أنت مستعد أن تكون صبورًا معي...فأنا..." قاطعها بحسم "مفهوم.." تفاجأت بكلمته لقد...فهم قصدها حقًا...أم أنه يقصد شيئًا آخر لذلك حاولت أن تشرح له من جديد "وسام أنا أقصد..." ماأجمل اسمه من بين شفتيها...ارتعش داخليًا من رقتها...كيف سيصبر...ليتها توافق سريعًا وتريحه... لم يرد إحراجها أكثر فغمغم "لا تخافي أنا لن أفرض عليكِ شيئًا لاتريدينه... أنا متفهم لمشاعركِ واحاسيسكِ...سنحاول أن نتخطى معًا..." رباه ماهذا الرجل...صعقها...أذهلها... لاتعلم مالكلمة المناسبة لقد فهم مايدور في خلدها لا بل ووعدها ارتعشت تأثرًا وفمها مفتوح من الدهشة رفرفت برموشها، فأكمل بهدوء "أنا أريدكِ زوجة لي أليسار وأعدكِ بأني سأكون زوجًا لك بما يرضي الله ولكن -صمت لبرهة وغمغم- كل ماأريده منكِ أليسار ألا تهيني رجولتي(ناظرته بحيرة فأكمل) بمعنى أنني لا أقبل على نفسي بأن تتزوجي بي لإغاظته أو لتعودي إليه لاحقا...هل أوضحت لكِ مقصدي؟(هزت رأسها) ولكنني أعدكِ أننا ان لم نتفق في زواجنا أو كنت غير سعيدة وأردت التحرر مني...أنا لن أجبرك على العيش معي غصبًا أبدًا هذا لا أرضاه على نفسي ولا على غيري..." فعلت بها كلماته الأفاعيل...ناظرته باندهاش وصدرها يعلو ويهبط بانفعال فغمغمت "أنت تعلم لو أردتُ العودة إليه لفعلت ذلك...لقد سمعت بنفسك...و.." ابتسم فبدا أصغر سنًا مما أظهر وسامته صحيح أن جمال أكثر وسامة منه ولكن وسام رجولي...اما لأن كلامه كان غريبًا على مسامعها...قال بهدوء وهو يقف مستأذنًا "جيد بانتظار طلباتك...هذا ان كنتِ موافقة طبعًا" | ||||
|
| |
|
25-05-22, 12:55 PM
| #264 | ||||
| معاناة قلب دلفت غرفتها بعد رحيل وسام تتخبط في داخلها لاتعلم ماذا تريد فتشت بعينيها عن رنيم فوجدتها في المرحاض تفرغ مافي جوفها كعادتها كل يوم...قلقت عليها فقد فاق الأمر حده عليها أن تستشر طبييًا... اقتربت منها لتمسكها مردفة بقلق "هيا لنذهب إلى المستشفى الآن يارنيم هذا الوضع يقلقني...لايجب أن نتجاهل الأمر..." رفعت الأخيرة رأسها قائلة بلهاث ومعدتها تتلوى ألمًا "فلنذهب غدًا لا أشعر بأني أقوى على الحركة...أشعر برغبة عميقة في النوم...أتعلمين كنت سأذهب لأزور والدة هادي فقد اتصلت بي اليوم لتطمئن علي يبدو أن ذاك الخائن لم يخبر والدته بعد بما فعله معي" لوت أليسار فمها بامتعاض ولكنها أرادت مهاودتها فقط فهسهست برقة "اذا هيا لنذهب إلى المستشفى الآن وأوصلك إليها فمازال الوقت باكرًا...هيا لا تعترضي.." هزت رنيم رأسها بنعم... | ||||
|
| |
|
25-05-22, 12:58 PM
| #265 | ||||
| معاناة قلب تأملت رنيم أنامل شقيقتها وسلاستها في القيادة فابتسمت مردفة تشاكس شقيقتها "أرى أنك مازلتِ سائقة محترفة رغم مرور السنوات" نظرت اليها بسرعة رافعة كفها بوجهها "بسم الله الله أكبر عيناكِ زرقاوان.." ضحكت رنيم فنظرت اليها أليسار مبتسمة تشعر بها فهي تحاول ردم الفجوة التي كانت بينهما وهي ستحاول مساعدتها... صحيح انها تنفصم في بعض الأحيان وتصرخ بها بجنون قاصفة بكل مابنته في الفترة الأخيرة ولكنها ماتلبث ان تعود بعد قليل تضمها وتعتذر...المخبولة...النارية و المجنونة...ولكنها تسامحها يكفيها أنها تحاول... قالت رنيم بانزعاج وهما خارجتان من المستشفى وتدخلان السيارة من جديد.. "لم أفهم لمَ كل هذه التحاليل!! وماهذا الطبيب الغبي التافه الذي سألني أسئلة غريبة أشعر أنه مجرد ممرض ينتحل صفة طبيب... -وقفت تفكر ثم قالت- أفكر أن أذهب وأشتكي لإدارة المستشفى مارأيكِ؟ لقد شعرت وكأنه ينتحل صفة طبيب...لقد جعلني أشعر وكأنني أعاني مرضًا خطيرًا... حوقلت أليسار من ثرثرة أختها وغمغمت بنفاذ صبر وهي تدير السيارة "بالله عليكِ هذا طبيب موجود للحالات الطارئة...ستدخلينه السجن بافترائك... هذا ان لم يعتبروا بأنكِ مجنونة ويتصلون بمستشفى المجانين كحالة طارئة... -تنهدت وناظرتها بعتاب وغضب- من الجيد أنك لم تأكلي شيئًا فقد سهلت عليه مهمة أخذ عينة من الدم للتحاليل.. ولكن ذكريني أن أخنقكِ بعد قليل كي لاتعيدينها مرة أخرى وتبقين دون طعام أو شراب حتى هذا الوقت..." صاحت رنيم بها غاضبة متأففة ترفع سبابتها بوجهها "اسمعي أنتِ...هذا تقولينه لأولادكِ حلا وناجي...فهمتِ هلا مارستِ أمومتكِ بعيدًا عني... -انتبهت لغضبها الغير مبرر فأخفضت صوتها مبدلة الحديث تمسح على كتف أليسار برقة- ممممم....حسنا لاتغضبيني يااليسا...لم تخبريني ماهو انطباعكِ عن وسيم.." ابتلعت غضبها من جنون شقيقتها واحمرت خجلًا فاعترضت بتلعثم "اسمه وسام وهاقد وصلنا سأذهب عند المجنونة رقم اثنان مروى التي ابتليت بها أيضًا...وبعدها سأمر لآخذك... -ناظرتها بتحذير ترفع سبابتها بوجهها- كما اتفقنا كوني عادية ولاتخبريها بشيء" هزت رأسها وهي تقلب عينيها ترجلت من السيارة وأدخلت رأسها من الشباك يبدو أنه أعجبك ها؟ -رفعت أليسار حاجبها باستغراب من تخمين رنيم فقالت الأخيرة- "اطمئني فأنا لن أقول شيئًا لأم هادي ولولا حبي لها لمعاملتها اللطيفة والطيبة معي لما حضرت أساسًا...صراحةً لستُ بمزاج منفتح لأحد..." استغفرت أليسار تتطلب من الله الصبر على من حولها... | ||||
|
| |
|
25-05-22, 01:01 PM
| #266 | ||||
| معاناة قلب تحدثت مروى بنبرة حماسية سعيدة فمنذ أن وصلت أليسار عندها وفمها لم يغلق لثانية واحدة...هذه هي مروى عندما تشعر بالسعادة والحماس.. "الحمد لله العمل رائع جدًا والزبائن تطلب... حتى أن أحمد يعرض مما أصنعه عنده في المحل...سيدر علينا بالمال الوفير مارأيكِ؟" ابتسمت بحب وسعادة عند رؤيتها لتوهج مروى "رائع جدا يامرمر..هل ستعودين إلى المحل؟ أعتقد أنه لا مانع من عودتك الآن". أجابتها باقتضاب وهي تلوي فمها بامتعاض "لم يوافق أحمد قال لي أنه لايحب تواجدي في المحل..لأنه يشعر بالغيرة ". ابتسمت أليسار بحنان...فأكملت مروى بحماس وثرثرة بدون توقف "لم أخبركِ بعد...حتى في تجهيز الطاولات للمناسبات...هذا الأسبوع طُلبت مرتين تصوري..(رفعت شعرها مردفة وهي تلوي فمها)ولكن أحمد غضب في المرة الأولى لذهابي وحدي...فرافقني في المرة الثانية وعندما انتهيت أوصلني بنفسه إلى البيت". رفعت أليسار حاجبها مستنكرة مقوسة فمها من تهور صديقتها "معه حق... يابنت الا تتعلمين من غبائك الذي لاينتهي!!!" رفعت شعرها عن وجهها من جديد وقالت بنبرة حالمة وكأنها لم تسمع ماقالته صديقتها "البارحة كان يومًا رائعًا بامتياز ...تمشينا على البحر ثم زرنا الأسواق القديمة واشترينا عدة أشياء رائعة وأثرية سأريكِ إياها بعد قليل وأكلنا شطائر "شاورما لحم" مذاقها له طعم خاص لأنني كنت برفقته ثم أوصلني إلى البيت في المساء وو...فقط..." -صمتت مرتبكة احمرت خجلًا لما كانت ستتفوه به للتو- فقالت أليسار بمزاح تستفزها "و...ماذا؟؟؟أخبريني فأنا مهتمة و...ماذا؟" أحمرت مروى بشدة كالطماطم فضربت صديقتها على كتفها "توقفي أليسار يكفي احراجًا... سأقتلك". ضحكت الأخيرة وقبلتها على وجنتها بحب وحنان "أنا سعيدة لسعادتكِ ياحبيبتي ولكني أستغرب فلم تكوني تسمحي لعادل بهذا!!! لمَ أحمد يُسمح له بذلك؟" تنهدت تجلس مستقيمة "لا أعلم...ولكن شعوري لأحمد مختلف تمامًا(شهقت بانفعال وهي تضع يدها على فمها) ثم ماذا تعتقدين انها مجرد قبلة فقط...(ناظرتها أليسار باستفزاز فقالت)حسنًا كانت عدة قبلات سريعة واسكتي.. ها" غمغمت أليسار بتهذيب مفتعل وهي تغيظ مروى "لم أقل شيئًا -ابتسمت لإيقاعها بالفخ- تتبادلان القبل على الباب ماذا لو رآكما أحد... -ضربت كفيها ببعضهما- أفقدت الرجل المحترم هيبته... - ثم قالت تشاكسها- مالذي يحبه بكِ... لاأدري!! شدت وجنتها وأكملت وكأنها تكلم طفلتها وليست صديقتها "هل يعلم كيف كانت طبيعة علاقتكِ بعادل ألم تتصارحا بكل شيء لربما يعتقد..أنت تعلمين ماأقصد حبيبتي". قوست مروى شفتيها بضيق وقالت بشرود "لا لا أجرؤ على فتح سيرة ذاك الوغد لا أعرف كيف سأخبره...كلما أردت إخباره لا تخرج الكلمات من فمي أتفهمينني؟" وضعت يدها على كتف صديقتها "لا بأس لاتضغطي على نفسك يامرمر...أخبريه في الوقت المناسب فهذا سيسعده أيضًا" ضمتها مروى بحب تشد على عنقها تكاد تخنقها بعاطفتها تقول لها "اليسا حبيبتي أنتِ أم بالفطرة أحيانًا أشعر أنك أمي ولستِ صديقتي لذلك أنا شديدة التعلق بكِ...عاطفتكِ أمومية لاحدود لها لذلك أنا أحبكِ جدًا..أخبريني...وأنتِ ماذا حدث معكِ اليوم؟" قصت عليها أليسار ما جرى فقالت بنبرة شاردة "غريب حقًا هذا الرجل..ولكنه يبدو مميزًا... -أمسكت يديها بحب وكأنها تشعرها بدعمها- مازلت عند رأيي اليسا اياكِ أن تعودي لذاك المجنون..." تنهدت أليسار بعمق مردفة بلغة شاردة "قدر الله وماشاء فعل...سأصلي صلاة استخارة بإذن الله" | ||||
|
| |
|
25-05-22, 01:04 PM
| #267 | ||||
| معاناة قلب قالت والدة هادي بنبرة عاتبة "أنا عاتبة عليكِ ياابنتي كل هذا الوقت لا أراكِ ولاتتصلين بي هل تخاصمينني... أعلم أنني قصرت معكِ ولم أزرك سوى مرة واحدة في المستشفى ولكنك تعلمين يارنيم ماأعاني منه من دوار بسبب الضغط وأخاف الخروج دائمًا ولكن أن تهمليني هكذا... هذا مالم أتوقعه منك بتاتًا". ردت بحرج دون أن تعلم كيف تبرر لها "آسفة ياخالتي كنت في حالة نفسية صعبة...ولازلت..للآن.. أعاني.."(دمعت عيناها بتأثر ) ربتت أم هادي على يدها وغمغمت بهدوء "ماذا تقولين ياابنتي الله هو من يعطي وهو سبحانه من يمنع.. سيرزقكِ الله ويعوضكِ...والله أدعو لكما في كل صلاة كل يوم...اخبري ذاك الغبي زوجكِ أنني غاضبة منه... يتصل بي كل أسبوع مرة واحدة بينما لزوجته طبعًا كل يوم" دق قلبها بشدة لسماع كلام أمه عنه فغمغمت رنيم بحزن وأسى لم تستطع إخفاءه "لا هو لا يتصل بي...كل يوم.." قاطعتها بغضب مفتعل دون أن تدري معاناة الأخيرة "اسكتي ولاتدافعي عنه... تحبينه أعرفكِ جيدًا دائمًا تقفين بصفه...حسابه معي عند عودته...بالمناسبة هل أخبركِ متى سيعود؟" هزت رأسها بلا...تشد يديها بتوتر وتكاد أظافرها أن تخدش باطن كفها كي لا تخبر والدته عما فعله معها فمن الواضح أنها لا تدري شيئًا...فأردفت الأخيرة بنبرة عاتبة "ولا أنا كل ماقاله أنه يُحضّر لي مفاجأة ستعجبني جدًا عند عودته...الغبي يضحك علي..و...مابكِ رنيم!!" تصلبت رنيم مكانها ولم تعد تسمع باقي الكلام شحبت وشعرت بنفسها يكاد يغمى عليها وعاودها الشعور بالغثيان الشديد...وقفت تريد الذهاب الى المرحاض ولكن الدنيا اسودت فجأة أمام عينيها ولم تعد تشعر الا وكأن أمواج البحر تتقاذفها وصوت همهمات وصفير في أذنيها...وأصوت تهدر كدوار البحر... | ||||
|
| |
|
25-05-22, 01:11 PM
| #268 | ||||
| معاناة قلب فتحت باب السيارة لتدخل فأغلقته يد رجل ليتضح أنه جمال الذي يقف وراءها مردفًا بصوت خافت مزعج لأذنها "الحمد لله أنني استطعت أن أراكِ كنت في انتظارك يا حب" هذه الكلمة تثير غثيانها تذكرها في بداية معرفتها به...انتفضت بخوف وقلق فقالت بتلعثم مدعية الثبات "ماذا تريد جمال؟؟" نظر إليها يحدق بها فارتعشت لنظرته...وكأنه بنظراته هذه يجردها من ملابسها...ذكّرتها بما تريد نسيانه فقال "كنت أنتظر نزولكِ...-مد يده- تعالي معي أليسار الآن هيا الرجل والشيخ ينتظراننا سيعقد عليكِ الآن ثم سيطلقك بعد فترة...ستعودين إلى بيت أهلك عندما يعقد عليك وكأن شيئًا لم يكن لن يقربك أبدًا لاتخافي...سأدفع له هكذا اتفقنا أنا وهو...هيا انها فرصتنا وعندما يطلق سنستطيع العودة لبعضنا من جديد تعالي حبيبتي" اسودت الدنيا في عينيها وشعرت بأنها ستقع مغشيًا عليها بدأ صدرها يعلو وينخفض بانفعال وخوف وهي ترى في مقلتيه تصميمًا...تلعثمت لا تعرف ماذا تقول...تزاحمت الأفكار في عقلها... تذكرت أطفالها ومطالبتهم بعودة والدهم... العائلة...أهلها...والدها الحبيب... سامح...أمها...رنيم...مروى...وأخ يراً وسام... وسام!!!!مالذي جاء به على رأسها!!! تداخلت الجمل التي سمعتها في الفترة الأخيرة في رأسها وشعرت بالخرس والدوار يعاودها... كيف!!! عينا جمال وكلماته... فرضه للعلاقة الحميمية المتملكة من قبله... أصبحت رجليها كالهليون...هذا كثير يارب... مطارق تقصف برأسها...ونار تكويها وتخبط يكتم أنفاسها... "هيا ياأليسار لاوقت لدينا سيكتب عليك الآن وتذهبين إلى بيت أهلك كأنه لم يحصل شيء ثم سنلتقي بعد فترة لأكون قد عدتُ من السفر ،فيطلق... واطمئني لن يقترب منك لأنه سيسافر معي... هيا حبيبتي ستصبح عودتنا متاحة هيا...ماذا تنتظرين هاتي يدك" ناظرته بحيرة محدقة بيده الممتدة بغباء تأملت وجهه...فمه وكلامه يدور ويدور في رأسها...شعرت وكأنها مغيبة ذهنيًا وكأنه قد أغرقها في نوم مغناطيسي أو كدمية من قماش يتحكم هو بخيوطها...ارتعشت أناملها ورفعت يدها بارتجاف....لتمدها إليه... | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
3325Likes
العرض العادي
