معاناة قلب * مكتملة *

[Adella rose]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جودي ملاك

كل فصل يكون مشوق اكتر
أرفع لك القبعة ابداع فعلا 💕💕💕💕💕💕💕

والله التعليق بتاعك هو اللي يشوقني ويفرحني أكثر ربنا مايحرمني منك جميلتي🥰

[Adella rose]

الفصل الثاني و العشرون
أليساري...موطن العشق الممنوع...
في شفتيكِ انتمائي...
وفي رائحتكِ وهج أنفاسي...
وفي رقتكِ ملجأي الدافئ...


أمسكها من كتفيها يحاول تهدئتها فارتعشت وهي تراه بهذا القرب منها وظلت تردد الجملة ذاتها وهي تنفجر باكية

همس بلهجة صادقة يحاول بث الطمأنينة في قلبها
"لاتخافي أليسار أنا لا أريد شيئًا... اهدئي فقط"

ولكنه كان وكأنه يكلم الجدار مما جعله يمسكها بحزم أكبر ثم أردف بصوت دافىء
"أليسار ان لم تتوقفي عن البكاء وتنامي فلن يكون بإمكاننا الذهاب غدًا باكرًا لملاقاة حلا وناجي"

جمدت فجأة تناظره باستغراب بينما مطر عينيها لاينضب فابتسم لاستطاعته لفت انتباهها فقالت من بين دموعها
"حقًا!!!هل ينفع هذا؟"

تنهد بعمق يكلمها بجدية كطفلة صغيرة يعدها بدمية تحلم بها
"طبعًا ياعزيزتي... هيا توقفي عن البكاء وبدلي ملابسك ونامي كي نستيقظ غدًا باكرًا لنذهب معًا لنفاجئهم... موافقة!!"

أومأت برأسها بقوة وكأنها وجدت حلًا لمعضلة صعبة وارتاحت
"أجل...أجل
-قالت وهي تشهق-
سأنام..سأنام..."

وأمام حدقتيه المندهشتين تمددت لتندس في السرير بملابسها دون أن تخلع عنها شيئًا منها...وظلت تشهق من آثار البكاء وكأنها تجاهد للتنفس مما أحزن روحه المتيمة بها...فقال بهدوء
"بدلي ملابسك أولا"

اعترضت بوهن يوجع الفؤاد وهي تضع رأسها على الوسادة
"دعني... أرجوك"

اقترب منها متنهدًا باستسلام فخلع عنها حذاءها ودثرها بالغطاء ثم ابتعد بسرعة خارجًا من الغرفة كي تنام مطمئنة...

[Adella rose]

في اليوم التالي
صاحت أم أحمد
"هل ستتزوج دون أن تقيم حفل زفاف!!ابني أنا الوحيد ألا يحق لي أن أفرح بك!!"

أجابها أحمد بهدوء كي لاتغضب
"أمي غاليتي والد مروى لم يمر وقت طويل على وفاته وعلينا أن نحترم رغبتها في عدم اقامة حفل زفاف"

اعترضت بسخرية مردفة
"حقًا لقد تأثرت ،وهل كان نعم الأب حتى تحزن عليه بشدة ،هذا غير مقبول ألا يكفي أنني وافقتك أنت ووالدك
-ورفعت سبابتها تشير عليهما هو ووالده بغضب-

غمغم الحاج بضيق وملل وهو يضع الملعقة بغضب
"لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هل سنستيقظ وننام كل يوم على الموضوع عينه... يكفي ياحاجة لايريدان حفل زفاف اذًا فالموضوع منتهي ثم ان حفلات الزفاف حرام وهذا المال الذي سيهدرانه من الأفضل أن يسافرا به أو يدفعه ابنك للفندق الذي سيمكثان فيه لفترة..."

شهقت بانفعال واستغراب
" ستذهب أيضًا الى فندق!!! ألن تأتي بزوجتك إلى هنا"

حوقل الحاج يناظرها باستغراب ،فتنحنح أحمد وقال بحرج وهو يحك لحيته الخفيفة
"أمي سنبقى في الفندق لمدة أسبوع فقط كي...نكون على راحتنا...ثم سننتقل إلى هنا ان شاء الله"

فصاحت به يتلبسها الغيظ والغيرة من هذه التي تأخذ عقله وتجعله ينفذ لها كل ماتريد
"وهل هناك من سيحجز حريتك أنت وهي!!!
مالذي سيحرجك!!!ثم وان كنت تشعر بالاحراج حقًا لمَ كنت تقبلها بشغف ذاك اليوم في المطبخ وكأنه لايوجد أحد غيركما في المنزل"

تصلبت تعابير أحمد واحمر وجهه وأذنيه وارتبك...أما أبو أحمد فناظرها غاضبًا لإحراجها ابنهما فتنحنح مردفًا بلهجة تحمل في طياتها عتاب ونفاذ صبر
"هي زوجته ياحاجة... وهذا ليس حرام لذا يحق له أن يفعل معها مايشاء"
-ناظرها مهددًا أن تعارضه-
" أحمد سيذهب إلى الفندق لمدة أسبوع ولن يقام أي عرس وانتهى الموضوع"
-وقف وأعاد الكرسي مكانه وناظر ابنه مردفًا بعصبية
هيا يابني ان انتهيت من الفطور لنذهب إلى المحل"

هز الأخير رأسه ووقف مستأذنًا بهدوء ظاهري بينما داخله يشتعل بمزيج من مشاعر الإحراج والضيق والغيظ...

[Adella rose]

لقد استيقظ من النوم على جرس الباب الملح...صداع يفتك برأسه فاليوم يوم عطلته ويريد النوم مر وقت والنوم يعاديه ويجافيه وبعدها هجره تمامًا
صدم عندما فتح الباب بسرعة إنها هي... كيف لها أن تكون بهذه الوقاحة
قال بنبرة غاضبة تعمد فيها اظهار انزعاجه
"ماذا تريدين ياآنسة بديعة"

قالت محرجة من مظهره المشعث ومن طريقته في الكلام
"هل أيقظتك؟ أنا آسفة ولكننا كان يجب أن نتكلم يارائد"

تأفف يلوي شفتيه وأدخل يده في شعره الذي استطال قليلًا وأردف
"لا أحد في المنزل..-حرك سبابته عدة مرات بسخرية-
اه صحيح نسيت أنكِ لايهمكِ الانفراد برجل غريب
-أبعد نفسه عن الباب ليتيح لها الدخول مكملًا بسخرية-
تفضلي ان كنت تريدين الدخول"

(هاهو يهينها) هذا مافكرت به بديعة وضعت يدها على فمها كي لاتبكي وترقرقت الدموع في عينيها ولكن قلبه المكلوم وألمه الحديث ينهك روحه لذا لم تؤثر فيه دموعها ولا ارتباكها..
"رائد لقد فهمت خطأ...أنا..."

جن جنونه ،فضرب الباب بقبضته بدليل على غضبه
"لو سمحتِ عودي من حيث أتيتِ قبل أن يسمع أهلكِ أو أحد من الجيران صوتكِ..."

قاطعته بنبرة مرتجفة تحاول اصطياد اهتمامه
"لا أحد في المنزل لقد ذهبوا لزيارة قريب لنا لذا جئت لنتكلم ولا أحد يسكن فوقنا و...
-فركت كفيها ببعضهما-
رائد المسألة أن...انسى ماحصل أنت فهمت خطأ...رائد أنا أشعر...أنك تحبني أليس كذلك وستسامحني و..."

قهقه بسخرية مستفزة تعمدها وهو يلوي شفتيه بينما فؤاده يقطر ألمًا
"ماذا تريدين ان تقولي!!! أن محاولتكِ إغواء أحمد كانت من نسج خيالي لقد كدتِ تقبلينه لولا أنه منعكِ...
-حك ذقنه بسخرية -
مايثير حيرتي وماأسأله لنفسي يابديعة لو كان أحمد قد انسجم معكِ ماذا كنت ستقدمين له ها؟"

انحدرت دموعها بقهر على اهانته لكرامتها وتلميحه بقلة أخلاقها
"اخرس هل أنت مجنون مالذي تهذي به"

أمسك بذراعها بقوة أذهلتها يبعدها عن باب البيت وكأنها تلوثه وغمغم بصوت خافت ولكنه يحمل تهديدًا
"فلتخرسي أنتِ...أشعر بالقرف منكِ...سنوات وأنا أعشقكِ وألهث وراءكِ كالكلب المطيع أتمنى رضاك وأنتِ... تتركينني للاحتياط... هل كنتِ تعتقدين بأنني غبي أو أحمق..
-استند إلى الباب وهو يناظرها بحدقتيه الحمراوتين يسألها مردفًا-
ثم ان سامحتكِ وتزوجتكِ مثلا كيف سأنسى وأتجاوز مارأيته بأم عيني...كيف سأقبل على نفسي الاقتراب منكِ وانت لستِ بالنقاء الذي كنت عليه!!!...ببساطة لا أقبلها على نفسي ابحثي لك عن آخر فأنا ان عُدمت نساء الدنيا يابديعة ولم يبق غيركِ لن أتزوجكِ أو حتى أفكر بك أبدًا.."

أغلق الباب بوجهها بقوة وهو كله يرتعش غضبًا مصممًا على حرق ورقة بديعة وأحلامه معها وفؤاده يتألم بشدة..

[Adella rose]

ناظرها أهلها بذهول وهي تدخل عليهم وتقبل أولادها بشغف...كان كل من في البيت ينظر اليها مصدومًا حتى حلا وناجي اللذان وصلا منذ قليل ووقفا مستغربان حضورها مع وسام الذي كان يقف بوجهه الغامض وابتسامة صغيرة لاتوحي بشيء

تدارك سامح الموضوع فقال وهو يضحك كعادته ويقترب منهم
"مابكم تقفون هكذا كلكم... اجلسوا..
-قال موجهًا الكلام إلى الأولاد-
تعالوا ياأبطال سلموا على عمو وسام فقد أصبح الآن زوج ماما
اقتربت حلا منه بعفويتها ترفرف رموشها بغباء ولكن ناجي كان مصعوقًا فغمغم بتوتر ومقلتيه تكادا تخرجان من مكانهما
"هل تزوجتِ حقًا ياماما !!! وأيضًا غير بابا؟"

جمدت أليسار لاتعرف ماذا تقول...نظراته لها كانت قاسية كقساوة حياتها
فوضع سامح يده حول كتف ناجي مردفًا
"تعال علينا أن نتكلم كالرجال -أكمل بمزاح- لانريد لاحد منكم ازعاجنا"
غمز الجميع بعينه ودلف مع ناجي إلى غرفته.

كان وسام يكلم حلا برقة فلحقت أليسار بأمها التي شدتها من يدها دون أن تلفت انتباه زوجها تسألها بعتاب دون أن تبعد عينيها عن خاصتها
"مالذي أتى بكِ اليوم أليسار؟هكذا ياابنتي تحرجين الرجل
ولمَ عيناك متورمتان!!!
هل غُصِبتِ عليه ياأليسار لتتصرفي كمراهقة ألم توافقي عليه!!!والله وسام هذا ابن حلال ومحترم حتى يأتي لأجلكِ في صباح عرسكِ"

دارت مقلتيها في محجرهما بارتباك ولم تستطع التفوه بكلمة

دلفت رنيم المطبخ متفاجئة بأليسار ولم تتفوه بكلمة فرأسها يطرق بقوة والغثيان يهلكها...لقد استيقظت للتو...دخل سامح بعد قليل مردفًا
"أمي صوتكِ عالٍ... مالذي يحصل هنا؟"

سألته أليسار بألم
"م..ما وضع ناجي ياسامح؟"

تحديقه في مقلتيها المتعبتين اثار أعصابها...سامح يشعر بها وبأنها ليست على مايرام ولكنه أجل مفاتحته الموضوع معها وغمغم بابتسامته الرائعة
"لابأس ياأميرتي سيتخطى و...لماذا صممتِ على عدم إخبارهم من قبل؟"
أجابته مرتبكة
"لأجل جمال كي لايعلم ويختلق مشاكل"

هز رأسه يوافقها مردفًا بصوت خافت
"اريد ان أكلمكِ وحدنا...طبعا ليس اليوم..اذهبي إلى زوجك أليسار ليس من اللائق تركه وحده...أشعر بأنه محرج..."

كان يحادث حلا بلطف يحب هذه الطفلة... مشاكسة ومحببة للقلب جمالها ونعومتها كالتي سرقت لبه ليته كان الأول في حياتها وكانت هذه الصغيرة طفلته مازال يعاني صراع شرقيته ولكنه لايريد سواها...هكذا حكم قلبه...يريدها هي فقط...فكر بليلة البارحة لو علم أحد ما كيف كانت ليلته الأولى لضحك عليه دون توقف... تذكر وهنها فارتج فؤاده...كم المعاناة في تعابيرها أرعبت كيانه...انتبه إلى الصغيرة تسأله منْ يحب من أميرات ديزني فضحك مردفًا
"أنتِ أجمل أميرة ياحلا فاسمك هو كل الحلى"

ابتسمت بحلاوة وخجل وعيناها تبرقان بتأثر...مما أضحكه بشدة حتى الفتيات الصغار يحببن الغزل...يبدو أن المهمة مع حلا سهلة أما المعضلة الصعبة فهي ناجي هو لم يتقبله كما وضح للجميع

دلفت غرفة الجلوس فاستنشق عطرها عرف أنها هي دون أن يلتفت لها رائحة خاصة يميزها وكم يتمنى أن يتنشق هذه الرائحة عن قرب...ارتبك لأفكاره دون أن يظهر شي...غمغمت بتردد
"وسام أمي تسأل ان كنت تحب الشاي أم العصير الطازج مع الفطور"

نظر إليها بحدقتين غامضتين وكأنه لازال لايصدق أنها زوجته حلمه الجميل...عشقه المستحيل...ارتبكت من تحديقه بها فأهداها ابتسامة هادئة
"لابأس أليسار لايهم كما تريدون"

أجابها بهدوء وحلا تناظرهما بتساؤل وكأنها مذهولة من علاقة أمها بهذا الرجل...تمتمت بخفوت وهي تشعر بذبذبات غريبة تدغدغ مشاعرها المتخبطة
"اذا سأرى ناجي وأعود"

دخل سامح مبتسمًا موجهًا الكلام لوسام
"اهلا اهلا بوسام...اتصلت بسالي كي تحضر لنفطر سويًا ولكنها لن تستطع الحضور لديها عمل...بالمناسبة كنت أريد أن أتكلم معك اذا كان من الممكن ان نقيم الزفاف الشهر المقبل...فالأثاث جاهز...والمنزل وكل شيء"

وافقه وسام بإيماءة من رأسه
"سأرى سالي ونتكلم في الموضوع أم أنكما متفقان؟"

مازحه سامح وهو يجلس بجانبه على الأريكة
"كان يجب أن نتزوج قبلك أنت واليسا...من يصدق هذا.. اسمع...هذه شقيقتك متقلبة المزاج ولكني مصمم أن نتزوج الشهر المقبل"

قهقه وسام من خفة دم سامح
"صغيرتي هذه أتى من يعرف كيف يحتويها حقًا...
صحيح أين عمي؟ لاأراه"

"ذهب اليوم باكرًا -وأكمل بنبرة مزاح- وأنا سأتحجج بحضورك اليوم كي أتأخر قليلًا وأترك بعض الأعمال العالقة عليه.."

قهقه الرجلان وتبادلا الأحاديث بينما أليسار تجلس مع ابنها في الغرفة تحاول شرح ماحدث،وفي الجهة المقابلة تجلس رنيم على السرير الآخر تناظرهما دون تدخل تتدثر في السرير تشعر بألم في معدتها وقلبها...تشتاقه كثيرًا رغم جرحها منه...عندما رأت أليسار ورغم مظهرها البسيط كعروس في صباحيتها تذكرت صباح عرسها وكيف كادت تطير من السعادة...لم يخرجا من البيت لمدة يومين وبعدها سافرا إلى" شرم الشيخ " ليقضيا أجمل أيام حياتهما...هادي رائع بكل شيء دائما يراعيها بحنانه اللامحدود...هو رجل معطاء بكل ما للكلمة من معنى...كم تشتاقه...هل زوجته حامل حقًا...كيف استطاع أن يلمس أخرى لاتصدق...إنها تشتعل قهرًا!!!
انتبهت على صوت أليسار المتوتر وهي تتكلم مع ناجي

"حبيبي أنت تعلم أنه ليس بإمكاننا أنا ووالدك العودة...نحن لسنا سعيدين مع بعضنا...أنت أصبحت رجلًا أليس كذلك ياناجي"

تلألأت الدموع في مقلتي صغيرها فتوجع كل مافيها وسألها
"لمَ تزوجت هذا الرجل ماما؟"

أجابته والدموع تتجمع في مقلتيها الخضراوتين ولكنها تجاهد كي لاتنفجر بالبكاء
"لأنه طيب ويعاملني بالحسنى و..."

قاطعها معترضًا
"لقد وعدت بابا قبل أن يسافر بأن نعود عائلة واحدة كما في السابق"

تنهدت بحزن مثقل مردفة بتعب من هذه المناقشة
"وهل كنا سعداء ياحبيبي...لم نكن كذلك لذا لم يعد ينفع...أنا أشعر بالحزن معه هل تريد لماما البقاء حزينة"

أدخلت أناملها داخل شعره وضمته رغم صمته لم يكن راضٍ...يحتاج وقتا كما قال شقيقها
نادته رنيم لتوقف هذ الحوار العقيم فاقترب منها لتضمه مردفة
"مارأيك أن تنام اليوم أنت بجانبي بدلًا من حلا ونطردها من الغرفة اليوم فتلك الشقية ترفسني وهي نائمة.."

ابتسمت أليسار بارتجاف رنيم فعلًا رغم كل شيء تعشق أولادها ولقد لمست تغيرها رغم أن هذا التبدل فيها جاء بعد كسرها...

[Adella rose]

عادا إلى المنزل مساء فقد ذهب بعد تناول الفطور مع أليسار وأهلها الى المطعم وهي بقيت مع أهلها...شعر بذهول نظرات العمال وهمهمتهم عند دخوله المطعم
ولكنه لم يهتم
غرق في ذكرياته وهو يقود السيارة يتذكر عندما أخبره سامح أن أليسار موافقة عليه وبعدها... حدث كل شيء بسرعة استأجر منزل قريب من المطعم خاصته والأثاث اختارته أليسار مع سالي شعر بأنها لاتحاول التقرب منه فاحترم ارادتها حتى اتصالاتهم كانت محدودة تقتصر على بضع كلمات كما يقال( سلام وكلام) كل ماطلبته أن لايعلم أولادها بأمر زواجهما الآن كي لايسبب والد أولادها المشاكل ومع أنه لم يقتنع بما قالته إلا أنه احترم كل رغباتها لعله ينال رضاها كان يكفيه موافقتها يكاد يموت يريد الوصول إلى حبها... وماأخجله اليوم موقفه أمام أهل أليسار... كم شعر بالاحراج حقًا والجميع يناظرونه باستغراب ولكنه أراد أن يريحها ولو على حساب كرامته انتبه على صوتها الدافىء تقول
"شكرا لتفهمك وسام...أنا آسفة لإحراجك ولكنني أعشق أطفالي وأنا.."

ربت على يدها مردفًا بابتسامة دافئة وهو يقود بهدوء
"أنا أفهمكِ لاباس انتِ أم رائعة (ماباله صار يردد هذه الكلمة كثيرًا وكأنه يهدهد طفلة)فكر في نفسه ثم سألها
هل تحسنت الأمور مع ناجي؟"

هزت رأسها يمينًا ويسارًا بأنها لاتدري
"لابأس (ها قد أعاد الكلمة من جديد) سأحاول معه أنا أيضًا لاعليكِ ،ولكن حلا تبدو متقبلة الأمر"

أجابته بنبرة مرتجفة وهي تناظر الطريق بشرود
"حلا مازالت طفلة ولاتفقه لهذه الأمور ولكن ناجي أكبر منها ووالده كان يضغط عليه كي كي..."

أطلق سبابة خافتة من فمه ولكنها سمعته فاحمرت وصمتت...تحتاج وقتا لتعتاد عليه فهي تشعر بالارتباك منه ومعه...

[Adella rose]

بعد أسبوعين
تأملت حميدة ابنتها مروى بفستانها الأبيض بانبهار وهي تقرأ عليها المعوذات وآيات التحصين بدأت الدموع تحرق مقلتيها وهي تتأملها لاتصدق أن عصفورة البيت سترحل عنه ويتوقف تغريدها الذي يطرب أيامها ولكنها سنة الحياة وتشكر الله على استجابته لدعواتها بالستر والرزق برجل كأحمد سيحافظ على عصفورتها الحبيبة...يكفيها عشقه الجنوني الذي تلمحه بعيني أحمد...كلما رأت هذا الحب في عينيه تحمد الله وتشكره...

[Adella rose]

ناظرها بتأمل متأثرًا بجمالها الناعم بفستانها الرمادي الطويل يتوسطه حزام أسود لامع وقد انتعلت حذاء أسود ذو كعب عالي وشعرها رفعته على هيئة كعكة مرتبة فهدلت عدة خصلات بنية ناعمة ووجهها بتبرجه الخفيف وشفتيها بأحمر شفاه وردي لامع أطاح بعقله اقترب منها ببطء يشتعل غيرة فقال دون أن يستطع السيطرة على نفسه
"ماهذا أليسار هل ستخرجين هكذا؟"

أذهلها كلامه الغير مفهوم فتجعد جبينها باستغراب ووقفت أمام المرآة لتفهم مايقصد مردفة بعدم اقتناع وهي تناظر نفسها
"ماذا هناك لا أرى شيئًا حتى أن فستاني ليس بضيق"

ماذا يقول لها!! لم يلتقط عقله أي حجة أقرب للمنطق...هل يقول أنه يشتعل ويحترق من أجلها...نار تكوي فؤاده العاشق وخلاياه تتوق لها وتتوق لكل ذرة فيها سيفقد عقله لقد تعمد الهروب هذه الفترة والرجل الذي فيه يخنق أنفاسه معاتبًا مطالبًا بها ولكن عقله أبى أن يؤذيها صار يتعمد البقاء في العمل طوال اليوم ويأتي في المساء ليأخذها اما من عند أهلها أو إذا كانت في البيت يتعمد التأخير لقد تعب من الصبر لقد جفت أنهار صبره بأكملها...
كل ليلة يفتح باب الغرفة يتأملها وهي غافية ثم يذهب إلى الأريكة في الصالة...انتفض على صوتها تسأله مجددًا عما به فرفع مقلتاه اليها فتقابلت العيون وشعرت أليسار بلمعان في رمادي عينيه تنذر بعاصفة هوجاء من المشاعر أربكت نبضها ،فتوترت وهي تشعر بذبذبات غريبة...عزف العشق لحنًا في حواسه ولم يستطع السيطرة على نفسه فقال بنبرة رجولية
"لا شيء... أعلم أن لباسك مقبول ولكن لربما...
-ازدرد ريقه وأكمل بصوت مبحوح-
أنتِ المغرية إلى حد الجنون"

صدمة كلماته قصفت بتماسكها ارتجفت أناملها بارتباك فاختلقت حجة تنهي فيها ارتباكها أمسكت حقيبتها الصغيرة واقتربت لتمر أمامه ولكنها شهقت فجأة وذراعه تلتف حولها ليزرعها على صدره...تنفست بصوت مسموع قوي وهي تراه بهذا القرب منها...كان الصمت المحيط بينهما أبلغ من الكلام... حدق بشفتيها مردفًا بصوت أجش يحمل مشاعر تروي أرضًا وتزهر ربيعًا
"عذبةٌ أنتِ أليسار كمياه الينابيع"

لم تعلم كيف أطبقت شفتيه على شفتيها ولكن كل ماتعرفه أن اكتساحه أذهلها وخدر جسدها بإحساس غريب يرتج له القلب...ابتعد عنها بعد قليل لاهثًا خائفًا من فورة مشاعره الجياشة ،فمشى أمامها دون التفات وكأن شيئًا لم يكن..مردفًا
"هيا لنذهب كي لا تتأخري على صديقتك"

أوصلها إلى بيت مروى دون كلمة وقد استشعرت عدم رغبته في التعليق عما فعله منذ قليل وهذا زرع راحة في أعصابها المنهكة لقد كانت في أقصى مراحل توترها لذا تعمدت الصمت...أوقف السيارة فترجلت لتسمعه يقول لها
"سأذهب إلى المطعم عندما تريدين الرحيل أخبريني..(هزت رأسها بنعم دون أن تقدر على النطق فأكمل بهدوء)أليسار لايهم الوقت الذي ستمكثينه المهم أن تكوني سعيدة فلا تبالي مهما تأخرتِ"

كلماته أثارت ذهولها...هذا الرجل لاتعلم كيف تصفه...كل ماتعرفه أنه مثال للتفهم والروعة معها...وقبلته الدافئة كانت... لاتعلم أيضًا كيف تصفها...تنهدت بعمق...وخدر عجيب يجري في جسدها...

[Adella rose]

ضمتها مروى بحب وحنان فرحة بوجودها
"كيف حالك أليسار "

ابتسمت تضمها
"بخير...تبدين رائعة حبيبتي مبارك ان شاء الله"

سألتها مروى بحب وهي تضمها دون أن تفلتها
"أنتِ سعيدة ياحبيبتي؟"

"راضية...الحمد لله"
حدقت بمقلتيها تسألها
"كيف يعاملك زوجك؟"

ارتبكت تتذكر قبلته وغمغمت بهدوء
"هو شخص طيب ويعاملني بالحسنى...صراحة...أكاد لا أراه كثيرًا يامروى، يبدو أنه يتعمد التأخير كي لايحرجني فنحن بالكاد نتبادل بضع كلمات...حتى الطعام لا نتناوله سويًا الا نادرا"

سألتها بذهول
"لماذا أليسار...ألم؟؟؟"

تنحنحت بارتباك تفهم قصد صديقتها فنفت أليسار تحرك رأسها قائلة
لا لا لاأستطيع يا مروى أنا..."

دخلت حميدة... فانقطع الحديث بينهما
"لقد أتى أحمد يامرمر..."

حدقت مروى بصديقتها بصمت ففهمت الأخيرة نظراتها..
ثم ابتسمت مروى لأمها بسعادة وخجل فضمتها أمها فدخلت سلمى تضم أختها كان مزيج من الحب والمشاعر العميقة الصادقة
قبلتها أليسار على وجنتها بلطف مردفة
"أنا متأكدة أن أحمد سيسعدك حبيبتي فكوني سعيدة "

عانقت أنامل مروى أنامل صديقتها وغمغمت بكل الحب والامتنان لصديقتها
"أنت أيضًا اليسا كوني سعيدة...أرجوك".

• خرجت من الغرفة فرفع مقلتيه العسليتين اليها تتفحصانها وهي بثوب الزفاف الأبيض كان ثوبها بسيطا رائعا يحتوي صدره وأكمامه على دنتيل ناعم حتى الخصر ثم الشيفون المبطن المنفوش بعض الشيء...
• توقفت الدنيا عنده وهو متأثرا بجمالها...
كانت تبدو كالأميرات بنعومتها دق قلبه بعنف حتى شعر بالاحراج خائفا أن يسمع والده طبول قلبه... وأمه التي جاءت موافقة على مضض بعد شجار مع والده
عانقته عيناها فاقترب منها طابعًا على جبينها قبلة ناعمة...

بعد أن وصلا إلى الفندق ارتبكت مروى وهي تدلف معه الغرفة وهو يقف خلفها أدارها اليه وضمها هامسًا
"لاأصدق أنكِ هنا منذ أن عقدت القران وأنا خائف أن يكون هذا حلم"

نظرت إليه بحب وحنان مردفة
"كل هذا الحب تحمله لي وأنا لاأشعر... تبًا لغبائي"

ابتسم لها وهو يفك طرحتها وحجابها الأبيض قائلًا بمزاح
لاتقولي عن زوجتي غبية لو سمحتِ
-تلمس شعرها الطويل بيديه-
شعركِ هذا قتلني وسيقتلني يومًا
منذ أن رأيته للمرة الأولى عندما خلعتِ الحجاب.."
التمعت عيناها بألم فضرب يده على جبينه
"أنا آسف لا أقصد كم أنا أحمق...أنتِ غاضبة مني؟"

هزت رأسها بالنفي فابتسم لها لتبادله هي الابتسام...ابتعد قليلًا ليخلع سترته السوداء ووضعها على الكرسي المجاور وشد ربطة العنق قائلًا
"لاأعرف كيف أخلع هذه مالذي يعجبهم بها انها تخنق العريس يوم زفافه"

ضحكت مروى فحاولت مساعدته وعندما نزعتها توترت وهي تراه يناظرها بهذه النظرات الجريئة ولكنه لم يرحم ارتباكها وتوترها فعانقها ثم قبلها بجنون ورفرفت أجنحتيهما نحو عالم آخر وردي مليء بالحب والعشق...

[Adella rose]

بعد خمسة عشر يومًا
دلف سامح إلى غرفة رنيم بعد طرقه الباب بهدوء واقترب منها فابتسمت له...رد الابتسامة مردفًا
"كيف حالكِ اشتقت إليكِ أكاد لاأراكِ..."

جلس على طرف السرير فعانقت ذراعه ووضعت رأسها على كتفه
"الحمد لله أنا بخير...لاشيء مهم المدرسة والبيت..."

تنهد بعمق وغمغم بهدوء
"رنيم لم أستطع الوصول لهادي يبدو أن رقمه الخاص قد تغير أنا أفكر جديا بالسفر اليه ولكني..."

اعترضت رنيم
"لا لااتركه يفعل مايريد..لم يعد يهمني"

ابتسم باستهزاء وغمغم بسخرية
"هذا الكلام تقولينه لغيري لا أصدقكِ أبدًا
-نظر إلى حلا التي كانت غارقة في النوم-
هل تفتقد أمها؟"

ضحكت وقالت
"وهل تسمح أختك أن يفتقداها!!! كل يوم تأتي"

قهقه ضاحكًا
"حرام عليك لاتنسي مامرت به...ماكل هذه الأوراق؟"

رفعت رأسها تنظر إليه
"هذه مسابقات شهرية أقوم بتصحيحها...نعم أعلم ولكن يبدو زوجها هذا عكس جمال الأحمق.."

أومأ برأسه موافقًا
"نعم وسام رجل رائع كما أنه يحبها...استطعت أن ألمح عشقًا خالصًا في عينيه رغم غموضه ولكن غموضه ليس على سامح الوسيم"

ضحكت ثم لوت شفتيها بارتجاف
"ستتركني أنت أيضًا...لقد اقترب زفافك...سأكون وحيدة..."

قهقه ضاحكًا وهو يشد شعرها بحب
"أولا أمي وأبي والأولاد معك...ثانيا هل أدلك على المنزل البعيد جدًا عن البيت هنا انه في الطابق الاسفل ولكن لابأس سأشتري لك طائرة لكي تسافري عندنا"

ضحكت بنعومة وسألته بتعب واضح في صوتها
"هل كنت ترى عشقا خالصا في مقلتي هادي أيضًا؟"

مسد على شعرها بلطف
"هادي كل ذرة فيه تعشقكِ رنيم(انتعش فؤادها)لكني يجب أن أراه لأفهم تصرفه وان كان قد فعلها فلن أمررها له مرور الكرام
-تنهد بعمق يقرص وجنتها-
لاتبتعدي عنا مجددًا رنيم ولا أريد أن أرى دموعكِ الغالية هذه من أجل صحة طفلكِ أيضًا"

تلمست بطنها بحب فابتسم
"سأذهب لأنام تصبحين على خير"

لربما أجمل ماتركه لها عند رحيله هو هذا الطفل الذي زرعه في أحشائها...كاذبة بقوة ان قالت أنها لاتشتاقه هي تتنفس اشتياقًا له... أسئلة كثيرة تتزاحم في عقلها تسبب لها عذابًا كمحكوم بالاعدام سيساق إلى المشنقة قريبًا...هل تزوج حقًا!!!
هل زوجته حامل
هل يلمسها ويحبها كما كان يفعل معها هي!!!!
وعند هذه الخاطرة شهقت ببكاء مؤلم...



يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t484923-32.html