16-02-22, 08:40 PM
| #55 | ||||
 
|  معاناة قلب الفصل التاسع بدأت قواها تضعف ولكنها تمردت تقاومه بجنون، هطلت دموعها اليائسة وهي تردد بداخلها "قاومي يامروى لاتستسلمي لحقير مثله " فظلت ترفسه بيديها ورجليها، ولكنها فجاة بدأت تشعر بالدوار وبشلل في أطرافها وشعرت بأنه سيغمى عليها، وارتعبت .... سيحصل عليها لامحالة ويكسرها أكثر..... حتى سمعا صوتاً جمدهما معا "ماذا يحدث هنا؟" انتهزت مروى جموده فوقفت بسرعة هائلة وهي تلهث وتصلح حجابها وملابسها التي تبعثرت من جراء مقاومتها العنيفة له "سافل" صرخت مروى بنبرة مرتجفة اقتربت وفاء منه "هل جننت ياعادل، تتصرف كهمجي عديم الأخلاق، أكاد لا أصدق" ناظر عادل خالته بخجل وأخفض وجهه محرجاً منها، تفحصت وفاء مروى وضمتها إلى صدرها قلقة عليها "أنتِ بخير ياابنتي؟" أومأت مروى برأسها إيجاباً ودموعها تسقط وتناظر عادل بكره، همست بصوت خافت "يجب أن أذهب الآن" اعترضت وفاء قائلة وأمسكتها من يديها تجلسها "ليس قبل أن تهدأي تماماً" (وجهت نظرات غاضبة لابن أختها)" أما أنت فلن أسامحك أبداًx على مافعلت" مسح وجهه بيده "بالله عليكِ ياخالتي ماذا فعلت..هل نسيتِ أنها زوجتي" ضربته خالته على كتفه بقوة "وهل تصرفت كزوج ياولد لقد تصرفت كحيوان وأنا أرفض هذا الأسلوب" بعد قليل...غمغمت مروى وهي تشرب الماء وقد توقف ارتجافها "شكراً لكِ، أريد الذهاب لو سمحتِ"(وقفت متوترة ونظرت إلى وفاء بترجي وأكملت)"أتمنى منكِ أن تتكلمي معه وتقنعيه بشأن الطلاق، فأنا لاأريد أن أرى وجهه مرة أخرى" ومشت باتجاه باب المنزل كي ترحل.. استفزت كلماتها عادل "ومن قال أنني أريد أن أراك أو أبقى معك أنتِ ياابنة لاعب القمار... (انسحب اللون من وجه مروى وشعرت بإغماء) " هل تظنين أنني كنت سآخذك معي حقاً؟"(ابتسم بشيطانية وأكمل) كي تعيشين معي في الخارج وأجلب أولاداً منك أيضًا...تحلمين بالطبع..." جمدت مكانها وتطلعت به باحتقار "والله عندما تقدمت لي وعقدنا القران لم أكن ابنة باشا أنت كنت تعلم من تزوجت فلا تتصنع الغباء...وعلى كل حال الموافقة على طلب السفر قد وصلتني منذ ثلاث سنوات أي بعد سنة من عقد القران ولكن امك...الطيبة..اتصلت بي لتسألني لمن سأذهب أصلاً(ضحكت بسخرية ورفعت سبابتها بوجهه) خلاصة الكلام أنني لو أردت السفر للخارج كنت سافرت منذ ثلاث سنوات....(ناظرته بكل حقد الدنيا في عينيها ورفعت سبابتها بوجهه وقالت بنبرة باردة ولكنها تحمل تمرداً مبطناً) "منع السفر سيبقى قائماً يازوجي ..إلى أن أحصل على ورقة الطلاق وانتهينا" ناظرته بقرف واتجهت إلى الباب لتهرب قبل أن تقع مغمى عليها أمامهم... "لم أتوقع هذا التصرف الحقير منك ياعادل كيف تجرؤ؟ وفي بيتي أيضًا، ياخيبة أملي بك " قالت له وفاء بعتاب وضيق، لوى عادل شفتيه الكبيرة وهسهس: "خالتي لم أكن سأفعل لها شيئًا، كنت أخيفها فقط ولكن مقاومتها العنيفة أشعرتني بالغضب ولكني صدقاً لم أكن سأفعل شيئًا، لن أنالها بالغصب ولكنها استفزتني و..." أمسكت فنجان القهوة ورشفت منه بانزعاج، غضبها متأجج ولاتشعر بأنها تستطيع تصديق ابن أختها،غمغمت: "أنت ولدي الذي لم ألده لطالما كنت مميزاً لدي وقريباً من قلبي، لكن مافعلته لايغتفر.." "خالتي لا تكبري الموضوع، اؤكد لك أنني لن أنالها غصباً عنها لا أنكر أنني أردت تقبيلها ولمسها.. هي زوجتي و..ومحاربتها العنيفة أغضبتني فأردت معاقبتها ولكن(مرر يده في شعره بغضب) لم أكن سأغتصبها ياخالتي صدقيني" ناظرته بنفاذ صبر وخيبة أمل "اسمعني جيداً ياعادل مافعلته لهذه الفتاة لايغتفر، لا أقصد فقط الآن، أقصد ارتباطها بك كل هذه السنوات وماقلته عن والدها يابني لايجوز (وضعت يدها على يده) إما أن تتزوجها فعلياً وتأخذها معك إلى الخارج وإما أن تطلقها وتتركها في حال سبيلها(تنهدت بتعب)سأدخل لأوضب الأغراض ثم سأصلي وسأدعو الله سبحانه وتعالى بأن يهديك وأن يعفو عنك وعن أمك" ******************************************** كانت دموعها تهبط بمرارة لتوديع أهلها، تشعر كأنها تترك قطعة من قلبها كلما ودعتهم عائدة إلى زوجها...نظر إليها أحمد بطرف عينه وهو يقود سيارته ليوصلها إلى المطار، ركن السيارة فجأة نظرت إليه متسائلة فكتف يديه سائلاً اياها "إذاً متى ستكفين عن البكاء؟ سأغير رأيي وأعيدك إلى أمكِ وليضرب عمر رأسه بأكبر حائط في بيته" ضحكت بحلاوة فقال "اللهم صل على النبي، أشرقت الشمس ياحلوتي لا أستطيع أن أراكِ حزينة هكذا، بالمناسبة أنا أفكر أن أسافر إليكِ قريبا" حاز على اهتمامها كما أراد فسألته من بين دموعها "حقاً" هز رأسه بنعم "أفكر بإحضار بضاعة جديدة من الخارج وليس هناك أفضل من أن أذهب وأزعجك كما أزعجتنا أنتِ هذه الفترة (أدار سيارته وأكمل طريقه) ابتسمت بفرح سعيدة ...وسألته بنبرة مستفزة تعمدتها لتضع يدها على موضع الجرح.. " وهل ستكون.... مروى معك؟" ارتبك فجأة وكاد أن يرتطم بالسيارة الأمامية لولا أنه أحكم سيطرته على السيارة ناظرها بتفحص متعجباً "مالذي تقولينه؟ هل جننتِ يامريم" مطت شفتيها وقالت ببساطة وهي تمسح دموعها بظاهر يدها "لاتحاول المراوغة أنت تحب مروى منذ زمن طويل ويبدو أنك لم تنسها يوماً، وقد لمست هذا من جديد عندما حضرتُ عدة مرات إلى المحل.... عيناك التي ترسل لها عشقاً واشتياقاً..أنت لاتحبها فقط ياأخي المهذب أنت تعشقها بجنون(تنهدت وتكتفت واضعة يديها تحت صدرها تلومه) أنا كنت أشك بذلك منذ سنوات وعندما عقدت قرانها...وأنت مرضت بشدة...مرضك الغير مفهوم أكد لي هذا وبعدها تركت هي العمل فاعتقدت أنك نسيتها..(نظرت في مقلتيه العسليتين)لماذا لاتتزوجها ياأخي إن كنت تعشقها هكذا" فاجأته بتحليلها واحساسها بمشاعره فسألها بخفوت وهو يركز في القيادة أو يتظاهر بذلك "هل..مشاعري اتجاهها واضحة لهذه الدرجة؟" نفضت شيئًا وهمي عن كتفه "آه نعم، أعتقد أن مشاعرك واضحة للجميع ماعدا هي؛ يبدو أنها تتخبط في حياتها فلا تلاحظ عشقك؛ وبالمناسبة قلت لك سابقاً الفتيات لاتحب التهذيب تعتبره مملاً، فاقترب منها أكثر تلحلح بالعامية ياأخي" ضحك ضحكة عالية "أيتها الوقحة" ابتسمت بخبث فحك رأسه وقال بهدوء لايشعر به "مروى لم تتطلق بعد من ذاك الحقير عادل وعندما تنتهي منه لن أتركها تذهب من يدي هذه المرة أبداً" "كييييف ذلك؟" هز رأسه وسرد لها ماعرفه منها ومافعلاه عند المحامي سألته:"الحاج يعلم ماعدا أمنا المسكينة أليس كذلك؟"(وضعت يدها على كتفه بحب) لابأس ياأخي ستتخلص منه قريباً..هي ليس ذنبها حقاً... عليك أن تتعايش مع فكرة زواجها سابقاً.. أنت تفهمني وتفهم قصدي طبعاً" حاول لملمة مشاعره العاصفة المتألمة التي تعذبه فأجابها يغير مسار الحديث "ألم أقل منذ قليل أنك وقحة يابنت مالذي يعجبه عمر بمجنونة وقحة مثلك؟" ضحكت بحلاوة "والله وقاحتي هي أكثر مايعشقه ألم أقل لك أن الحب والتهذيب لايلتقيان" ألقى نظرة على الأولاد في المقعد الخلفي وغمغم بمزاح فليكن الله في عونكم ياأولاد مريم المجنونة " قهقت ببساطة فابتسم ابتسامته الجذابة وأغلقا الموضوع تماماً ******************************************** كانت مروى تشهق بالبكاء بينما أليسار تمسح على رأسها بحنان أخوي" اهدئي يامروى لم يحصل شيء" شهقت مروى بالبكاء ودموعها تسقط "لو لم تأتي خالته وفاء كان سيغتصبني تصوري أنا التي لم أسمح له بأن ينال قبلة مني" ضمتها تهدئها "الحمدلله أنتِ بخير ولم ينل شيئًا منكِ أبداً... ولكني ألومك يامروى كيف تذهبين معه وحدكِ كيف تتصرفين بهذه الرعونة" رفعت رأسها تفسر لأليسار "كنت أريده أن يفهم أنه لامجال بيننا وأن أقنعه بأننا انتهينا" عاتبتها أليسار "حقاً؟ مروى لاتكذبي عليّ أنا أعرفكِ جيدا (نظرت في عينيها وتحدتها بقولها) ذهبتِ كي تعرفي ماهي مشاعركِ الحقيقية اتجاهه ولتؤكدي لنفسكِ أنك تصرفتِ بشكل صحيح لأنك تريدين ان تعرفي إذا كنتِ مازلتِ تحملين مشاعر لعادل أم لا..." صعقت مروى ونهضت متأففة وغاضبة، فأمسكتها أليسار بذراعها لتواجهها "لا تتهربي مروى وأخبريني مالذي وصلتِ إليه بعد ذهابكِ معه؟هل تحبينه أم وجدت أن طلبكِ للطلاق هو الحل الصحيح؟" توهجت عينا مروى من الغضب وفتحت الباب بينما أليسار تمسكها... نفضت يدها عنها وقالت ببرود "أنا مخطئة أنني أخبرتك من الأساس..لم يكن علي الحضور إليكِ لأستمع لنصائح فارغة..(صفقت بيديها بعصبية وجنون) بينما أنت تحللين شخصيتي انظري لغبائكِ أنتِ، انظري إلى البرودة في بيتك، على الأقل أنا طلبتُ الطلاق ولم أدفن نفسي مع معقد أحمق ليمتص من روحي حتى أضحيت جثة تتحرك فقط... أنا الغبية لأنكِ الوحيدة التي لجأت إليها لأشكو لها جرحي.....وداعاً أغلقت الباب بقوة بينما أليسار دموعها تهطل بيأس، تشعر بأن مروى قد رمت في وجهها الحقيقة... إنها محقة هي التي عاشت مع رجل يتفنن في إضعافها وسحقها آلاف المرات...وقد أسقاها المر مراراً وتكراراً....بصراحة مروى قد غرزت للتو بكلامها خنجراً قاضياً لقلبها المتفتت ألماً.. ******************************************** بعد أسبوعين كان سامح وعائلته في زيارة لعائلة سالي، كان الجو مريحاً ودافئاً، بينما سامح يلقي نظرة سريعة اتجاه باربيته.. لايصدق أنه سيربطها به، هو سامح الذي لا تعنيه أية فتاة،هي فقط تقلب كيانه وتجعله مصمماً على الارتباط بها، لم يذق طعم النوم منذ أن قبلها وهو يريد الحصول عليها لتكن له رفيقة العمر وأماً لأولاده قشعريرة هزت جسده تجاوباً مع أفكاره ناظرها بشوق فالتقت عيناهما واحمرت خجلاً وكأنها قرأت أفكاره، نظر إلى ملابسها الأنيقة قميصاُ بنفسجياً فاتحاً رائعاً عليها يظهر نعومة عودها مع بنطال قماش أسود وحذاء عالي أسود أما شعرها فتركته حراً طليقاً لتحترق أصابعه شوقاً لملامسته...تبرجها الخفيف الناعم يظهر أنوثتها القاتلة لقلبه، انتبه والده لتفحصه الدقيق للفتاة فلكزه متمتماً: "أخشى أن يرموننا في الخارج فأنفضح على آخر عمري بسببك ياولد وكأنك مراهق" ابتسم سامح لكلام والده... تبادلت العائلتان الأحاديث وشعر عبد اللطيف بالارتياح لحسن اختيار ولده كما أنه أعجب بوسام وشخصه المحبب فأردف قائلا باتزان اكتسبه على مر الزمان "والله يابني تشرفنا بعائلتكم الكريمة الطيبة وطالما أن هناك توافق بيننا ان شاء الله نقرأ الفاتحة وتكون الخطوبة الأسبوع القادم فما رأيك؟" تنحنح سامح مقاطعا" والده باحترام "من بعد إذنك طبعاً يا أبي كنت أريده عقد قران" أحرج عبد اللطيف ممسكاً نفسه كي لاينفجر بالضحك أمام الجميع الذين يناظرون بعضهم باندهاش....بينما سالي تعض شفتها السفلى بتوتر.. فقال وسام بهدوء "أفضل في بادئ الأمر خطوبة فقط ثم نؤجل كتب الكتاب بعد عدة أشهر كي يفهم كل واحد منكما الآخر" وافقه أبا سامح " نعم ممتاز على خيرة الله ستكون الخطوبة الخميس القادم وذلك كي تحضر بقية عائلتنا، اليوم أتيت أنا وزوجتي وسامح فقط كي نتعارف ولنا عظيم الشرف بعائلتكم الكريمة، أريد أن أعرف كل طلباتكم(صمت وهرش ذقنه ناظراً إلى الفتاة الناعمة وابتسم لها بحب أبوي)كما وأنني أعتبر ابنتكم منذ اليوم بمثابة أليسار ورنيم وسامح عندي.." "حفظهم الله لك ياسيد عبد اللطيف" غمغمت أم وسام " والله لم يكن ينقص بعد إلا أن تجلب معك المأذون وتكتب عليها اليوم..أشعرتني بأنك مراهق صغير وأنت تقول من بعد إذنك ياأبي نعقد القران...استغفر الله وكأن أخيها ينتظر رأيك والله جيد أنك لم تتطلب منه ان تأخذها معك الآن" غمغم أبو سامح وهو جالس بجانب ولده في السيارة عائدين إلى البيت... قهقه سامح ورد ببساطة " لم أقل شيئًا ياأبي كل مافي الأمر أنني كنت أريد خطوبة وعقد قران أيضًا" قاطعه والده "انتظرت كل هذه السنوات والآن لم يعد لديك صبر؟" قهقه سامح "والله أنا أفضل أن تكون زوجتي وحلالي لأكون معها على راحتي" "قليل الأدب" هسهس عبد اللطيف وهو يشد على فمه ليمنع نفسه من الضحك... قال سامح بمراوغة "هيا يا عبد اللطيف..لاتنكر...(حك ذقنه وحرك حاجبيه) ألم تصر على جدتي أن تزوجك أمي ليلة قراءة الفاتحة وهددت عائلتك بأنهم ان لم يوافقوا ستقبل العروس وتضمها التي هي أمي أمام الجميع؟" شهقت والدته بحرج، وصدم والده فقهقه ضاحكاً "أيها العديم التربية من قال لك هذا الكلام " رقص سامح حاجبيه وهو يمسك بالمقود "جدتي رحمها الله ولا تنكر..ها انها والدتك ...وهي طبعا لن تكذب والله كنت شقياً ياعبد اللطيف" ابتلع والده ضحكته "اخرس وقُدْ جيداً نريد أن نصل إلى البيت بسلام" فغرق سامح بالضحك بينما نظر عبد اللطيف إلى المقعد الخلفي حيث تجلس زوجته حياة، نظر في عينيهاx ليجدها تبتسم وتضع يدها على فمها بإحراج فبادلها زوجها الابتسام وهز رأسه وكأنه يقول لها انفضحنا... ******************************************** أغلقت رنيم الهاتف وجلست بجانب هادي يشاهدون التلفاز، أمسكت ذراعه ووضعتها على كتفها وأراحت رأسها على صدره بحب "مع من كنت تتكلمين؟" سألها هادي وهو يداعب شعرها الأسود تنهدت "إنها إيمان صديقتي، تريد أن تقيم حفلة صغيرة للفتيات لأنها ستتزوج وتسافر و.." استغرب هادي كلامها فقاطعها "كنت أعتقد أن هذه خالتي حياة تخبرك بما جرى معهم عند أهل العروس" هزت رأسها بالنفي وهمست " طبعاً ستوافق العروس وهل سترفض؟ إنه سامح رضا و ألف فتاة تتمناه" رفع رأسه وأبعدها عنه بهدوء وقال بنبرة شاردة تحمل الكثيرمن الحزم "رنيم..كم مرة أعدت عليكِ أن تكفي عن الغرور...الفتاة من حقها الرفض أو القبول... ليس ضرورياً مانراه نحن مميزاً عندنا أن ينال نفس مرتبة التمييز عند غيرنا سامح شاب ممتاز لاتنسي أنه صديقي أيضًا ولكن لاأحب غرورك هذا...." أجفلت من نبرته فاقتربت منه ولكنه وقف قائلاً " أنا متعب وأريد أن أنام" وأدار ظهره يمشي ليدلف غرفته تاركاً إياها غاضبة من كلامه المغيظ لها... ******************************************* الخميس يوم الخطوبة... أصرت سالي أن تكون خطوبتها هادئة تقتصر على المقربين من العائلتين فقط وهذا ما أراح سامح فهو لايحب أجواء الحفلات التي تصدع رأسه، فكان الحفل عشاء بسيطاً دافئاُ يشمل المقربين في بيت أهل العروس كانت العروس مبهرة بجمالها الناعم المميز ترتدي فستاناً ذهبياً ضيق يظهر مفاتنها ولكنه غير مكشوف كي لا تغضب سامح الذي أكد عليها للمرة التي لا تعد أن لاترتدي شيئًا مكشوفاً أو قصيراً، كاد أن يصاب بأزمة قلبية عندما رآها.. رقتها ونعومتها قلبت كيانه تأمل فستانها الذي يصل إلى ركبتيها المطرز تطريزاً ذهبياً ناعماً وترتدي حذاء عال ذهبي ذكره بحذاء سندريلا الذي يسقط منها في الرواية المعروفة...ناظر وجهها الحبيب بتبرج خفيف أوضح جمالها..أما شعرها فكان حكاية أخرى جمعته برفعة بسيطة لاتشبه غيرها وقد تمردت بعض الخصال فهدلت حول وجهها مشتتة عقل سامح الذي يمسك نفسه كي لايمد يده ليلامسها.. أما هو كان جذابا جدا بشكل مدمر انخطفت أنفاسها لرؤيته بالبنطال الأسود الغامق والقميص الأسود المزين بأزرار ذهبية لتلائم فستان خطيبته، مع حذائه الأنيق الأسود...شعره الأسود الكثيف مصفف بعناية،جاذبيته المحببة لقلبها وجسده العضلي أبهرها فأصابها القليل من الغرور بأن هذا الوسيم يعشقها ويريدها... اقتربت أليسار من العروسين تقبل أخاها بحب وسعادة وتضمه.. شعرت سالي بلسعة من الغيرة أرادت أن يضمها سامح كما ضم أخته بكل هذا الحب...ولكن معالم وجهها لم تفصح عن مشاعرها المتملكة اتجاه سامح حبيبها وخطيبها... باركت أليسار لسالي وشدت على يدها بحب ثم قبلتها على خدها ولكنها مالبثت أن اقتربت منها تضمها هامسة في أذنها "سعيدة جدا بمعرفتك يا سالي لا تنزعجي مني أرجوكِ ولكني أعشق أخي هذا" ابتسمت سالي بجاذبية وخجل وكأن أليسار قرأت أفكارها هذه المرأة الرائعة الطيبة القلب يبدو أن علاقتهاx بها ستكون مميزة وستصبحان صديقتين.. اقترب وسام لينادي أخته،x فجمد مكانه لرؤيتها من جديد، إنها هي...لهثت أنفاسه وتوهجت عيناه فابتلع ريقه يتأملها مصدوماً مفتوناً بعينيها الخضراوين المكحلتين وشعرها الطويل الناعم، تدلى فكه كأبله ناظرها بفستانها الزهري الطويل الذي يجعلها تبدو كأميرة من أميرات ديزني اقترب منهم وهو يراها تضم سامح ثم أخته سالي، تدارك نفسه واقترب أكثر ليلتفت الثلاثة له ولكن هي نظرت إليه نظرة عابرة.. يبدو أنها لم تتعرف عليه، استغربت سالي صمت وسام فتنحنحت تقول "أخي هذه أليسار أخت سامح، أليسار أعرفك على أخي وسام" هزت أليسار رأسها بإيماءة بسيطة وابتسمت فهدر قلب وسام بعنف نظرت سالي إلى أخيها مستفهمة "صغيرتي أمنا تريدك" استأذنت سالي لتلحق بوسام "وسام مابك؟أين أمي؟" رد وسام بابتسامة مترددة "هناك بجانب البوفيه تريدك" ذهبت سالي إلى أمها فوقف وسام جانباً يستغرب احساسه ولخبطة مشاعره عندما التقى بأليسار تلك ثرثرت أليسار مع سامح ثم اقترب هادي ورنيم يباركان له، نظرت رنيم بامتعاض لأليسار الأنيقة فابتسمت الأخيرة لأختها وغمغمت "تبدين مبهرة ورائعة الجمال حبيبتي" ابتسم هادي ونظر لرنيم بحب ووله شديد ولبطنها البارز من الثوب حيث يتكون أطفاله... لاينكر بأن الحمل جعلها فاتنة متوردة الخدين أكثر وتبدو متألقة اليوم بفستانها النيلي المميز الذي صممت أن تشتريه من أفخم محل في البلد وهو كعادته لم يعارضها ويبدو أنها محقة، فقد توهجت عيناه عندما رآها به في البيت وكاد أن يفقد أعصابه وهو يقبلها بجنون قبل أن يذهبا لحضور حفل الخطوبة ولكنها أوقفته بهمستها...تذكره بجنينيها وبضرورة الانتباه كما قال الطبيب، ابتلع هادي ريقه ولمعت عيناه فابتسمت رنيم له وكأنها فهمت نظراته العاشقة وعذابه لوصالها.. سمرائي الفاتنة...أقع صريع عينيكٍ القاتلتين ارحمي ضعفي وتعطشي الدائم لحبك... تبادل رنيم وسامح المشاكسات لتنضم إليهم سالي تضحك على كلمات سامح المغيظة لأختيه... ، همس سامح في أذن سالي "تعالي نخرج قليلا إلى الشرفة" ناظرته سالي بشك ومررت الأمر في عقلها ليهمس بسخرية "اطمئني لن أغتصبك في الهواء الطلق، أخاف أن أصاب بالزكام" لكمته على معدته بغيظ فشد يده على بطنه قائلا "ياويلي..قبضتها قاتلة.." اقتربت رباب ومراد من العروسين وانهالت عليهم رباب بالتصوير المباشر مما أحرج سالي فأشار لها برأسه أن تقترب ليهمس بأذنها "هل وقعت ابنة عمك على رأسها وهي صغيرة؟" ضحكت سالي وسألته" لا أعرف... لماذا؟" همس بنبرة ساخرة يتصنع فيها الجدية "تتصرف تصرفات غاية في السخافة؟(وكأنه يسألها)" هذا بالإضافة إلى الأشياءx الغريبة التي تضعها على حالة الواتس آب فحدث ولاحرج(نظر في مقلتي خطيبته وكأنه يعاينها ورفع اصبعه بوجهه) اياكِ أن تكوني قد أخذتِ صفات مشتركة من ابنة عمكِ، هل من الممكن أن يكون هناك جينات مشتركة؟ أعوذ بالله.."(وكأنه يطرد شيطاناً وهمياً) قهقهت سالي بجنون من كلام خطيبها "أنت مضحك فعلا" هسهس مؤكداً:"لقد سألت مراد من قبل ان كانت زوجته قد وقعت على رأسها وهي صغيرة لأنها اختارته.... ولكني الآن متأكد ان الاثنان قد وقعا على رأسهما في الصغر...وعدة مرات أيضًا" انغمسا في الضحك باستمتاع.... ******************************************** خرجت أليسار إلى الشرفة ترد على الهاتف بارتباك بينما أبعدت الهاتف عن أذنها من صراخ جمال عليها،فردت بهدوء: "جمال مابك؟ قلت لك أن نحضر أنا وأنت والأولاد خطوبة أخي ورفضت انت ذلك" صرخ بها "أنا أحضر خطوبة هذا التافه متى ستعودين ها؟ ألا يكفي أنني تركت الأولاد معي" تنفست الصعداء وهمهمت لم أطلب منك ذلك جمال ثم ان الأولاد نائمون ومنذ ساعات... والدي أو سامح عندما تنتهي الخطوبة سيوصلني إلى المنزل" "ماذا... ياسيدة يامحترمة والله أفكر أن آتي وأجرك من شعرك و..." غمغمت بضيق "لن نتأخر.. أعدك" أغلقت الهاتف و تنهدت لتتجه إلى الداخل فتفاجأت بوسامx الذي كادت تصطدم به ابتسم لها قائلاً بنبرة مميزة لطيفة " دائما تصطدمين بي" أجابت بحيرة "كيييف؟" وضع يديه في جيبه مبتسماً " ألست أنتِ من اصطدمتُ بها في المطعم؟ مطعم الحلويات.." وضعت يدها على فمها محرجة "آه عفواً لم أعرفكx (صمتت مرتبكة ثم همست وكأنها تريد ان تلفظ كلمات والسلام)مبارك لأختك وأخي وفقهم الله عن إذنك.... لم تنتظر رداً وهمت بالإنصراف بسرعة، وقف يلوم تهوره مالذي جعله يلحق بها تباً لجنونه هل من الممكن أن تكون قد لاحظت عليه شيئًا ولكنها بدت طبيعية جداً. دلف إلى الداخل لينضم إليهم على العشاء... نهاية الفصل التاسع إلى اللقاء مع الفصل العاشر بانتظار آرائكم وتشجيعكم أديلا روز | ||||
|  |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
3325Likes
العرض العادي
