آخر 10 مشاركات
168 – فارس الأحلام -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          167 – الوردة الحمراء -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          165. قبلة العام الجديد.. روايات ألحان (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          161 _ لهيب الرغبة _ ألحـان (الكاتـب : SHELL - )           »          166 – إمرأة عنيدة-روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          160 _ رهينة الحب _ ألحان (الكاتـب : SHELL - )           »          159 _ النهاية السعيدة _ ألحان (الكاتـب : SHELL - )           »          158 _ زواج واحد يكفى _ ألحـان (الكاتـب : SHELL - )           »          156 - الهروب من ليلة الزفاف - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          155 - الحقيقة المرة - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-22, 03:38 PM   #231

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tuta al3fifi مشاهدة المشاركة
منى يا منى ايش الفصل الرهيييييب هذا 🤩🤩🤩
بصراحة صار لي فترة اقراء الرواية بدون تعليق
لكن ذا الفصل اجبرني اعلق

حبيت دمجش السلسلتين مع بعض
ذكرش لابراهيم ويونس ذكرني بسلسلة نساء صالحات 🥺🥺
بصرااحة برااااافووووو (الحبكة في الرواااية فضيعة ) 👏🏻👏🏻👏🏻
🌷🌷🌷الله يكرمك غاليتي واسعدني تعقيبك يارب احافظ عليك ديما كقارئة متحمسة راضية 😍😍😍🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فايوليت س مشاهدة المشاركة
الفصل جدا رائع
احس بالي أقرأ الرواية كذا مرة عشان أفهمها و أفهم العلاقات بين الأشخاص... أتوقع ريفان تثور جدا على المقطع.... متحمسة لردة فعل شبل لمن يقابل ريفان.
🌷🌷أنت الرائعة غاليتي بكلامك الطيب وحضورك الجميل وريفان حنعرف رد فعلها ان شاء الله الي حيكون مناسب لعقدها ومخاوفها🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
وجيب الريفان
فصل تحفة ومتل العادة الاشويق والاثارة اسياد الموقف
فراس رحيل ورحيل عايش وزوج العمة موجود ذكر همام بالموضوع اثار فضولي وتىقبي للاتي
يونس لسى بجلافتو وصراحتو الخلوة وابراهيم بوقارو
متشوقة لمعرفة مصير رحيل
وماشوقة لاعرف قصة شيشك وجوزيف
علي مصارحة مع والدو ا0ت لتجط اانقط هالحروف فعلا غلط وخلا عاقبة غلطو عا والدو واية
اية بعيدا عن اهلها ضايعة ونشتتة بتمنى تقدر تتطلع من حاجز العزلة ولكن بطريفة سليمة وبتمنى والديها يرجعوا بالسلامة
احمد أخذ برقة وهشاشة ورفي ليلى هل ممكن يغلط فؤها ويكسر هالهشاشة بتمنى لأ
ريفان بنوجع شو ممكن يصير فيها ما في اصعب من الاشاهات ياللي الناس بتصدقها بدون تروي لاظهار الحقيقة بلكي تلافيا للفضيحة بيتزوجها شبل املي والله الخب بيجي بعد العشرة 😂😂😍
ابدعت ماشاء الله
🌷🌷هههههههههه اخر تعليقك حنشوووف ان شاء الله ردود الأفعال حتكون ازاي، انت الجميلة غاليتي شكرا لك على حضورك الطيب🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر عطية مشاهدة المشاركة
فصل رائع و اتوقع صدمة ريفان عندما تشاهد المقطع و متهيا لى شبل سيتزوج من ريفان بسبب هذا المقطع وتبدا قصة الحب بينهما اما شيشيك و فراس لسة الطريق طويل بينهم وبصراحة اتمنى ان تامر وزوجته يشفيان حتى تعتذر لهما ابنتهما ويعلما انها لم تقترف غلطا وان يحاولا ترك مساحة حرة لها حتى لا تخطأ مرة اخرى
🌷🌷🌷 غاليتي يسعدني مرورك الطيب بالنسبة لريفان وشبل كل واحد منهم حيتصرف حسب شخصيته بتركيبتها القوية والعقد الخاصة اما اية ان شاء الله نرى خط سير احداثها حتمشي ازاي شكرا لك غاايتي🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dina abd elhalim مشاهدة المشاركة
فصل رائع وممتع جدا جدا
🌷🌷🌷انت الجميلة االيتي بحضورك🌷🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
الفصل ١٣
الفصل تحفة بجد كنت بقرا مشهد اسة والدها بتحفز وبجري بين السطور ومش عارفة اقول ايه بجد اية صعبانه عليا وتامر برده ومش عارفة الوم مين هنا الوضع صعب وأعتقد هما محتاجين نقطة تفاهم وصراحة وبس🙂🙂
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
من المشاهد الجميلة وكانت لطيفة اوي مشاهد شبل وريفان ونيييييني😂😂 ياجماعة اخطوبهم لبعض والشبكة عليا😂
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
اكتر حاجة بحبها علاقة الصداقة بين ريفان وياسمين وبجد نفسي تفوق ياسمين وتخرج بره قوقعتها الجديدة دي ومعاها جدا فالي بيقول حركة نسوية وحرية🙂🙂
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
لورين صعبانه عليا اوي اوي ومنك لله ياحمد من غير سبب هو كده وخلاص..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
القفلة كالعادة لاتعليق😒😒😒
🌷🌷🌷اسماء يا حلووووة والله حضورك له نكهة خاصة ربي يسعدك يا جميل ويةفبك دوما لما يحبه ويرضاه... شكرا على دعمك يا جميل🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gegesw مشاهدة المشاركة
وااااو يا أستاذه منى ماشاء الله أبدعتي بشكل فريد وربطتي بين السلسلتين الجميلتين، ومشهد ظهور رجال آل عيسى صاعق ماحق ههههههه وكشفك لهوية رحيل كمان لا كده كتير الله عليكي هههههههه، فراس كنت شاكه فيه لما جمال الأبيض لمح لقرابته بس قلت أنتظر وأشوف، لا الروايه دي منعطف بحد ذاتها فى حياة الأبطال الكبار والصغار ^^ شكرا ليكي^^
🌷🌷🌷 الله يكرمك غاليتي وانا سعيدة لأن الأحداث نالت اعجابك ويارب لآخر الرواية حبيبتي🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام نود وريم مشاهدة المشاركة
الله يستر على ريفان شكل مررررااااااد جاسوس 🕵‍♂ 🤦🏻‍♀🤦🏻‍♀
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام نود وريم مشاهدة المشاركة
وعرفنا اخيرا مين رحيل ؟؟ آل عيسى 😍😍😍😍😍
🌷🌷شكرا غاليتي ربي يكرمك🌷🌷


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوفرديا مشاهدة المشاركة
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ واخيرا عرفنا رحيل مين يكون
😍😍ايوان فراس الأبيض 😍😍

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
😍😍وجيب ااريفان
فصل روووعة تسلم ايدك
اول شي مرحبا بابراهيم ويونس الغوالي اشتانا والله
رحيل فراس الابيض كان في صببة توقعت هالشي الله
احمد معو حق هوي رغم انو جدتو زهرة ربتو لكن باعماقو كان واعي لتنبيهات وارشادات والدو وجديه ووالدتو ولما اجا الوقت استفاد.من هالمبادئ بينما لورين ما كان الها حدا يرشدها وللاسف انزلقت لمنحى خطى بتدبير من فياض
مواجهة علي مع اية زعلتني عليها لكن بالنهاية حس انها غتاة نقية ما الها بالالعاب ولا بالمكايد
حبيت جدا تصرف حمزةمعو ومع اية
تقريع ورد اعلي لطيف ولطن ضغط عا مكامن الغلط بتصرفو معو حق احمد يعار من سلاسة هالعلاقة ولو فتح قلبو الها راح يستعيد حميمية هالعلاقة مع والدتو
ريفان والبلتوي ناطرتها شو ممكن يعمل مراد الله يستر
الفصل اخر ابداع تسلمي يارب
🌷🌷🌷ربي يسعدك غاليتي فعلا انت محقة ورد واحمد تنقصهم المصارحة وستتسم العلاقة بحميمية مثل حميمية علاقتها بعلي، اتمنى تنال اعجابك لاخر كلمة 🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
ليث والصفعة
على خد قلم معرفش هل ده هيوصلك لفين خاصة على مش صغير لكده..
حكاية ايه وعلى معقدة اوووي
وكمان خاصة أن ليث مش متقبل اصلا اقتراب تامر خالص بما معناه الموصوع منتهي تماما..
ياترى في امل أعتقد ورد صوت العقل هنا هنشوف الجاي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
ليلى والله يابنتي فرحك نحس😂😂😂
عاجبك كده ياختي عاجبك يوم فرحك يوم الكوارث العالمي
ياسمين انا بحب ياسمين اكتر حد ف عيلة ضرغام🙂🙂
🌷🌷🌷ههههههههههههههه ياسمين بس طب وغبد الصمد أو زاهر شوفي كد ا هههههه ياسمين لازمها صحوة هي كمان... شرفتيني حبيبتي أسماء 🌷🌷🌷

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر عطية مشاهدة المشاركة
ايه الجمال والحلاوة دى عينى بتطلع قلوب دلوقتى لما دخل ابراهيم ال عيسى معنى كده الدروب ح تتقاطع مع عيلة ال عيسى و ح نعرف عنهم شوية مشاهد لحد ما ينزل الجزء السابع الخاص بيهم يا حلاوة يا ولاد ولا الاخوة الحلوين اولاد الابيض و رحيل طلع اخو شبل و المفاجات اللى ح تظهر فى الحلقات القادمة اما الخاين اللى اسمه مراد متهيا لى ان ريفان ممكن تعلم عليه
🌷🌷🌷ايوة قصدت ادمج السلسلتين استعدادا ان شاء الله للجزء السادس من نساء صالحات ربنا يسر ويرزقنا الصحة والسلامة.... ولسا فيه احداث نكتشفها مع الفصول القادمة باذن الله... شكرا لك غاليتي ومرحبا بك🌷🌷


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فايوليت س مشاهدة المشاركة
مررررة روعة الفصل عجبني... حزنتي ريفان تلاقيها من ياسمين صاحبتها أو من الإشاعات و التهديدات اللي في عملها..... همام أيضا هو عائلته قصتهم صعبة جدا و مؤلمة كيف يأخذوا البنت من أهلها عشان أفكارهم ما اع ف أوصف الصراحة من النذالة و الحقارة فيهم
جزاك الله خير الفصل رائع جدا صراحة لنفسي كان جائزة لي بعد المذاكرة.
🌷🌷🌷🌷ياسمين لسا بتغلط وفقدت صديقة بمرتبة اخت وبدل ان تواجه نفسها تتعمق في الغلط، انت الرائعة غاليتي يارب يوفقك وتنجحي ويرزقك أعلى المراتب ويارب ينال اعجابك لاخر كلمة.... شكرا لك🌷🌷🌷


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-06-22, 05:05 PM   #232

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,958
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل تحفة تسلم ايدك
ريفا وكل ااوجع عليها
مواجهتها مع ياسمين الاتنين حكوا ياللي بقلبن بلحظة غضب
ولللاسف نسرين لو موعامدة لكن ضغطت عالوتر الخساس عند ريفان هوي قضية والدها وبتفس الوقت ريفان ردتلها الضربة بكلامها عن ايمانها وترددها بخياراتها
همام مع والدتو واختو زهلت عليهم قصة موجعة لكن نسيمة واصرارها لارجاع بنتها خطوة تحسب الها
مصهب للاسف فقدانو الايمان بالمنظومات الحكومية خلا ايمانو يتزعزع بدل العكس للاسف عا امل يرجع لطريق الصواب لكن بدو هزة تزلزل عالمو المصطنع وغاليا بنتو للاسف وياريت وقفت عليه خلا هالشي باثر عاحياة همام لدرجة يصلي بالحمام
صلاة همام بالحمام قمة الوجع لكن برافو
جعفر وأمل يلوح بالافق رحيل عايش لكن مين هوي
وشيشك ومهمة مو سهلة ابدا ولسى ناطرين قصتها


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 04:37 AM   #233

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,618
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
.
****
تلقت مكالمة قبل وصولها للعمل من ممرضة أوصتها آنفا بإبلاغها حين حضور ياسمين من أجل المراجعة، فنسيت أمر ثرثرة النساء في المحل وأسرعت إلى المستشفى مقررة حل مشكلتها مع صديقتها، لن تدع الأمر يطول أكثر من هذا بينهما.
كانت ياسمين جالسة على أحد كراسي بهو الانتظار، شاردة عن المحيطين بها تغرق ببؤسها الذي يتضاعف كلما أجبرت على الخروج ومواجهة العالم، تفتقد للهمة والقوة لتبادل حوار متحضر بسيط كما تفتقد للهاتف الذي لم تحضره معها لتلهي به نفسها.
:سأحضر بعض المياه، جف حلقي وأنا أنتظر أخذ العينة لتحليل الكورونا وفي النهاية اكتشفت بأنه سهل، لا أعلم لماذا الناس يكثرون الحديث والاشاعات، يعشقون ترهيب بعضهم البعض.
تسمع صوت أمها الساخر منخفض النبرة، فتهز رأسها بخفة دون أن تلتفت إليها تشعر بها تنهض من مكانها بينما تكمل قبل أن تبتعد: أدعو الله أن يسلمنا جميعا، لن أتأخر حبيبتي، الطبيب على وشك الوصول.

لحظات وشعرت بأحد ما يجلس جوارها ولقد تعرفت عليها قبل أن تلقي عليها السلام بنبرتها المعتادة بحماسها الذي لا يفتر حتى أثناء لحظات هدوئها: السلام عليكم.. كيف حالك ياسمين؟
نظرت إليها ياسمين وشيء ما يبتهج داخلها لرؤية صديقتها لولا ما استسلمت له من كآبة ونقمة دفعا بها للرد عليها بقسوة: وكأن حالي يهمك.
تأهبت ريفان تحاورها ما أمكن بهدوء تفشل في الحفاظ عليه أغلب الوقت: كيف تقولين ذلك ياسمين؟ تعلمين بأنني أهتم وحالك يهمني، بالله عليك صديقتي! ألن تتقبلي اعتذاري إليك؟ لم أكن أعلم بأنك ستلاحقين ذاك الشاب، لو أخبرتني....
قاطعتها ياسمين برد جاف لا تفهم نفسها ولا منبع قسوتها تلك، تبحث عن مشجب بائس مثلها تعلق عليه فشلها الذريع، يبدو ذلك أهون وأبسط من مواجهة أخطائها: لم تكوني لتعلمي بينما أنت غارقة بعالمك الخاص، أنت أنانية لا تهتمين إلا بما تتطلعين إليه وتفكرين به وبعد ذلك يأتي الطوفان، لم تكوني لتعلمي وأنت منشغلة بتحقيق مجدك الخاص لتحققي أهدافك التي وضعتها وفقا لعقدك، تسعين إليها بهوس مريض!
فغرت ريفان فمها مجفلة من قسوة كلماتها تشعر باهتزاز الهاتف المستمر في جيب سروالها دون اكتراث به، تتلقى برودة حقد صديقتها الواضح فتنطق بعدم تصديق: ياسمين!
تألم قلب ياسمين بمقالة لسانها وبدلا من أن تنصاع للفطرة الآدمية داخلها تمعنت بإيذائها عساها تفلح في إبعادها هي الأخرى، فتعيش منزوية ومنغلقة على نفسها بعيدا عن أي مخاوف أو توقعات: هل صدمك قولي؟ هذه حقيقتك ريفان، معقدة تحاول جاهدة التخلص من ماضي والدها البشع بأنانية دون جدوى، فتزدادين شراسة وأنانية ونهم للانتقام كل يوم عن الذي قبله!
اهتزت دواخلها بفعل إهانة جارحة لم تنتظرها من أقرب الناس إليها، إنها ياسمين فضل الله رفيقتها لسنوات في المدرسة وخارجها ثم بعدها في التكوين والعمل، ما الذي يحدث معها؟
:واجهي حقيقتك ريفان!
أضافت ياسمين بنبرة ناقمة تضغط على ضميرها الذي يؤلمها بتأنيبه، فزمت ريفان شفتيها وحركت رأسها تلجم دموعها بقوة ومشقة تحرق ضفاف مقلتيها الغامتين ثم ردت عليها بسخرية قاتمة: هذا ما أفعله كل يوم، أواجه حقيقتي وعقدي وكنت أحاول جاهدة جعل هذا العالم مكانا أكثر عدالة لمن هم مثلي، على الأقل هذه نيتي... ماذا عنك يا صديقتي؟
لم تستطع ياسمين النظر إليها تلمس الألم في نبرة صوتها: بما أنك قررت فتح حوار مصارحة، هل واجهت حقيقتك مؤخرا؟ أم ما تزالين حبيسة قوقعة التناقضات؟
أدركت ياسمين بأن ما سعت إليه قد يتحقق وتبعد صديقتها بالفعل لكن لم تحسب حساب بوابة النار التي ستفتحها في وجهها قبل رحيلها : ماذا عن عقدك أنت ياسمين؟ تأرجحك بين إيمانك ورغباتك؟ أليست تلك أيضا أنانية؟ أم أن حب الضابط الممتاز يشفع لك؟
رفت ياسمين بجفنيها وقلبها يدق كطبل يصم الآذان بينما ريفان تكمل بجمود: كل واحدة منا لديها نقاط ضعفها وإخفاقاتها الخاصة، هذا ما أسميها يا صديقتي ولا أسميها عقد وأنانية لذلك لم أسألك يوما ما دمت أكثر إيمانا مني ورغبة في ارتداء الحجاب وترك الميدان وتجنب ما لا يجوز وتتذمرين منه طوال الوقت، ما الذي يجبرك على البقاء على حال لا يريحك ويثير ضيقك ومقتك كل يوم؟ بل كل لحظة ولسنوات؟
ازدردت ياسمين ريقها تحدق بالفراغ يكاد وجهها يحاكي شحوب الأموات وريفان لا ترحمها، تفضي ساخرة بما يشفي القليل من ألم صدرها الذي تسببت به صديقتها بكل قسوة: أنا سأمنحك جوابا تواجهين به حقيقتك يا صديقتي، لأن الضابط الممتاز همام لديه والد لا يؤمن بكل ما تحملينه داخلك من عقيدة وقناعات بل ويحاربها ويستهزئ بها... ربما هذا ما كان يدفع بك لتأجيل ما يريحك ويذرك حبيسة قوقعة التناقضات... اسألي نفسك ما الذي تنتظرينه تحديدا يا صديقتي وأنت تتابعين مقالاته ومنشوراته؟
ثم نهضت وغادرت غافلة عن نظرات بنفسج المتوجسة ونظرات بعض الناس الملاحقة لريفان.
:هل ستشرحين ما سمعته ياسمين؟
أجفلت ياسمين ورفعت وجهها المصدوم الى والدتها في نفس اللحظة التي التقطت أسماعهما تهامس الناس جوارهما ورنين هاتف بنفسج التي ردت على مخاطبها الذي لم يكن سوى ضرغام يطمئن عليهما ويخبرها بما يخص ريفان.
:ماذا تقول يا ضرغام؟ لقد كانت هنا قبل قليل!
تلون وجه ياسمين بالريبة تحدق بوالدتها التي أنهت المكالمة مع زوجها تحوقل وتسترجع بينما تطالع شاشة هاتفها عابسة المحيا فلم تستطع الصبر أكثر تستفسر منها: ماذا هناك يا أمي؟
زفرت بنفسج بقنوط وجلست قربها لتريها المقطع المنتشر على الشبكة العنكبوتية، فتجمدت ياسمين للحظات قبل أن تنظر إلى والدتها تخاطبها بذهول: تعلمين بأن ريفان لا تفعل ما يوحي به المقطع!
مطت بنفسج شفتيها تجيبها بضيق: أعلم ولهذا أريد معرفة حقيقة ما سمعته منها قبل قليل!
توترت ياسمين تفكر بحال صديقتها وما تعانيه وربما جاءت إليها باحثة عن بعض المواساة أو الدعم فتخلت عنها بقسوة.
:ياسمين فضل الله الطبيب في انتظارك.
نهضت بتثاقل ترافق والدتها التي أرجأت كل شيء الى حين عودتهما إلى البيت.
****
يتبع
قلم بقى ياست ام ياسمين ع قفا بنتك السنيورة الي بقالها كام فصل ماشية تلطش في البشر والناس🙂🙂 انا كرهت البت دي هنا


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 04:40 AM   #234

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,618
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
الفصل 16

*روسيا*
ترجل من السيارة مرهقا من الرحلة الطويلة ولحق بخاله جعفر بينما يتلفت حوله يفحص المكان بنظرة شاملة، بناية على طول الشارع من طابقين بواجهات محلية في الطابق الأول وشقق للسكن على ما يبدو في الطابق الثاني.
أشار له جعفر قبل أن يدفع باب محل تبين له بأنه محل لبيع الملابس، فدق قلبه بعنف وبلع ريقه عبر حلقه الجاف، يبحث بعينيه قبل خافقه عبر المساحة العارضة لملابس للأطفال الصغار، حتى ظهرت له فتاة في مثل عمره تعرّف إليها منذ أن أطلت عليهما باسمة تهرول لتضم خاله ثم التفتت إليه لتتجمد لكن ليس بصدمة وكأنها كانت متوقعة حضوره، إنما مترددة ومتوترة كمن ينتظر الرفض أو الإعراض.
ظل يحدق بها ويحاول العودة في الذاكرة لسنوات يراها طويلة ويشعر بها قلبه قريبة، قريبة جدا لكنه فشل في استرجاع وجهها في ماض دحره بقهر ليتفادى نار الوجع، لكن ظهور إمرأة أخرى أكبر بالعمر شلت أطرافه وأثقلت قدميه! إنها كما يذكرها بحجابها المحيط بوجهها الطويل وعينيها الواسعتين وأنفها المعقوف قليلا، إنها كما يذكرها بملامح تمزج بين قسماتها البسمة الحزينة والكثير من العاطفة تشع من نظراتها حتى دون مجهود بذكر.
:ولدي!
كانت قد وصلت إليه تضمه بشدة تتشمم رائحته وتئن بألم ووجع السنين التي حرمت فيها من ابنها، تلك السنوات التي تجلدت فيها بصبر يوازي ثقل الجبال بينما تختار أهون الشرين وأيهما كان عليها أهون؟ لقد تعذبت وما تزال إلى أن لمحته! ابنها وفلذة كبدها الذي حرمت منه ولسنوات احترق بفراقه قلبها المكلوم... آه من ألم الفراق وعذاب الحرمان!
سالت دموعها بينما تدس وجهها بحضنه وهو جامد لا يتحرك، فنظرت الفتاة إلى خالها بحزن وتساؤل فهز كتفيه بقلة حيلة حين رن هاتفه بدخول رسالة، سحبه ليطالعها توقعا لأمر ما في العمل لكنه هو الآخر تجمد وشحبت بشرة وجهه مما استرعى انتباه الفتاة التي اقتربت منه تمسك بذراعيه، تسأله بنبرة شبيهة بخاصة أمها وبلغة أمها، لغة وطنهم وكان ذلك تفكير همام الذي نظر نحوهما مقطبا يرنو خاله المختنق يحل رابطة عنقه وعينيه لا تحيدان عن شاشة الهاتف: ما بك خالي جعفر؟ هل أنت بخير؟
تركته والدته فشعر بصقيع موجع أعاد إليه شعوره الأليم حين وجد نفسه مرة واحدة قد انتزع من أحضانها الدافئة، مجبور على العيش بعيدا عنها محروم من عطفها وحنانها.
:ما بك يا أخي؟
بلع الرجل ريقه وحرك رأسه مرات عدة قبل أن يتمكن من النطق بتقطع: يقو... ل... بأن ر.... ح...يل ...ابني... قد يكون حيا!
راقب همام ملامحها كيف تشنجت وتغيرت من حزن غائر إلى صدمة شحب لها وجهها هي الأخرى تعقب بذهول: ماذا؟ من أخبرك وهل الخبر صحيح؟
مسح على وجهه وشعر بنفسه سيقع على الأرض في أي لحظة لا يصدق ما يقرأه فيعود إلى قراءة الرسالة المقتضبة من رجل يعلم يقينا بأنه لن يكذب عليه أبدا ولو على رقبته.
:جمال...ذاك الرجل الذي لم أراه منذ تسعة عشر عاما... جمال الأبيض أرسل لي رسالة يبلغني بأن ابني قد يكون حيا ويجب أن أعود للوطن.
انتبه همام للاسم فتحرك لسانه بعد أن ظن بأنه فقد تحكمه به، يستفسر بجهل وريبة: تعرف جمال الأبيض؟ العميد جمال الأبيض؟
لم يجبه أحد، منشغلين بصدمتهم والفتاة تسأل خالها بذهول: تقصد ابنك رحيل الذي اختطف في صغره وقتل؟ كيف يكون حيا؟
وكأن ترجمة الكلمات لحروف من لسانها أيقظ جعفر من صدمته، يجيب همام المتابع لهم بملامح مرتابة وحائرة: أعرف جمال الأبيض وعائلة الأبيض ويجب أن أسافر للوطن!
لاحظ الجميع تلون نظراته بشجن وعذاب رق له قلب شقيقته التي لمست جانب خده تواسيه بحنو: تمهل يا جعفر! اتصل به أولا لتفهم.
كان جعفر غارقا بصدمته يتجرع مرارة الغدر والظلم بها، غدر وحوش البشر وظلم قلوب الحجر حين سأله همام بنفاد صبر: هلا أخبرني أحدكم بما يحدث هنا؟ أنا لا أفهم شيئا!
مسح جعفر مجددا وجهه وكأنه يحاول الحفاظ على وعيه صاحيا بذلك، ثم رد عليه بنبرة مكتومة، فتبدو السنوات المضاعفة من عمره مكتسحة لوجهه في الدقائق الأخيرة فقط: رحيل يكون ابني الذي اختطف في صغره مع ابن خاله أثناء لهوهما انتقاما من عثمان الأبيض، الضابط النزيه الذي قهرهم بصدقه وأمانته فقرروا الانتقام منه بالتضحية بابنه في عملية استخراج للكنوز...
رفع إليه أنظاره الغائرة بالأسى بينما يسترسل في النطق بما ذهل له همام : لكن ابنه عاد وابني أنا قتل هناك على أيدي المجرمين!
حينها تدخلت شقيقته تنوه لمعلومة عمدا وبأسف: والسيد عثمان قتل هناك يا جعفر لا تنس ذلك!
زم شفتيه بينما يشيح بوجهه لا يستطيع مواجهة ذلك الهم مجددا، لماذا لا يتركونه لحاله كما هو، هائما على وجهه يدّعي الحياة إلى أن يدنو أجله؟ لماذا يطعنونه في جرحه الذي لم يلتئم يوما؟ إنه لأمر موجع ومؤلم...
:هل تقصد أن الضابط عثمان الأبيض الذي قتل في الجنوب هو خال ابنك الذي اختطف وقتل في نفس العملية؟ هل تقصد عثمان الأبيض والد شبل الأبيض، وجمال الأبيض عم الضابط الممتاز شبل الأبيض؟
سدد إليه جعفر نظرة مدققة قبل أن يعقب ببسمة ليس لها محل من الإعراب: أنت تعرفهما أليس كذلك؟ لابد من أنك تعرفهما بالتأكيد.
غشاهم الصمت يحفهم جميعا ببرودته وهمام يحدق بخاله غير مصدق لما يسمعه وغير قادر على تحليل الأمور بعقلانية تساعده على تفهم ما يدور حوله.
****

يتبع
الغموووض والوصف والصدمة هو همام مع أمه هنا صح


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 04:51 AM   #235

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,618
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
****
يدس همام كفيه بجيبي سرواله بينما يقف متصلب الجسد، يحدق بخاله الذي يجادل مخاطبه في الهاتف بملامح مسودة، يبدو على وشك قتل أحدهم أو قلب الدنيا على عقبها وكم يختلف هذا الرجل عن الذي قابله الساعات القليلة الماضية وبعد فراق دام لسنوات طويلة حتى أوشك على نسيان ملامحه. فكره في فوضى عارمة ولا يسعه إلا التصرف بطبعه والتمهل في تنظيم أموره، لا يحب استباق الأحداث والقفز الى النتائج ويعالج كل مشكلة على حدة، فعلى قدر تألمه بينما يدرب نفسه على النفس الطويل والصبر على قدر استفادته حين نجح بذلك لذا سيدع أمر علاقة القرابة بين صديقه وخاله جانبا ويتعامل مع عقدة حياته المتمثلة في المرأة التي صمتت تحدق به دون لحظة ملل أو كلل، تحترم صمته في حين تكلفت شقيقته بالتعامل مع بعض الزبائن ثم غلق المحل عليهم ... *هناء* كم يبدو ذلك الاسم ضائعا عبر وادي الزمن السحيق، توأمه التي لا يذكر من طفولتهما سوى القليل، لقد اختار النسيان يغذي به التشوش الذي ألم به كمهرب من وجع الفقدان حتى فقد بالفعل تفاصيل كثيرة من طفولته ما خلا دفء حضن والدته.
:همام بني!
فتحت فمها أخيرا فنظر إليها يوجه لها السؤال المصاحب له طوال حياته، يعبر عنه بحروف مقتضبة: لماذا؟
تجلدت بقوة وصبر اكتسبتهما خلال ما واجهته في حياتها من عقبات تغلبت عليها بقرارات رجت الله كثيرا أن تكون صائبة ما دامت نيتها صائبة: هل أخبرك والدك يوما بسبب انفصالنا؟
لمح بطرف عينيه شقيقته هناء ترتب حجابها يتوقعها حركات متوترة تشغل بها نفسها بينما تنظر إليه بين الفينة والأخرى بحماس تحاول إخفاءه لكنه واضح له وضوح الشمس ثم رد عليها بنبرة جوفاء: أخبرني بأنك ستلحقين بنا ثم بعد مدة قال بأن المنية وافتك كأختي هناء ولا شيء بعد ذلك وأنت تعرفينه ولستُ في حاجة وصف سعيه لتحقيق ما يريده... لقد زور شهادة وفاتك.
أومأت بإشفاق وتقدمت خطوة لتقف بمحاذاته تحدق به بملء عينيها ولا تشبع، غافلة عما ينبثق داخله بتصرفها ذاك من جوع يكشف عن نهمه الشديد إلى المزيد مما تمنحه بحبها وشوقها إليه : إنه مصعب حين يعند برأسه اليابس يتحدى الجدار الحديدي كثور أهوج ولا يتوقف حتى يقتل نفسه.
: لماذا؟
نطق مجددا بنفس الملامح المحافظة على واجهة هادئة وإن اتسمت بالجدية، فتنهدت تفعل ما وعدت به نفسها حين اللقاء به، أن تخبره بكل شيء علّه يتفهمها ولا يغضب لاضطرارها الى التخلي عنه: كنت متخرجة من الثانوية حديثا حين التقيت بوالدك في شركة اتصالات قصدتها من أجل السؤال عن معاملات تركيب هاتف منزلي، كان خالك جعفر حينها أنهى الجامعة لتوه ووجد عملا في شركة نسيج، فبدأ وضعنا المادي يتحسن قليلا... ما يهمك أن والدك تقدم إلي وأهلي وافقوا عليه وأنا أيضا أعجبت به، فقد سألوا عنه وتبين لهم بأنه رجل جيد يصلي ويتصرف باحترام ويملك سمعة حسنة وسط حيه ومكان عمله وبعد الزواج بسنة أتيحت لنا فرصة الهجرة إلى السويد، فالعرض كان مغريا جدا وفرصة جيدة لبناء حياة ميسورة، وككثير من الناس قررنا الهجرة وكنت حينها حاملا بك وبشقيقتك.
تلكأت تنظر إلى ابنتها التي فهمت والدتها وأسرعت تحضر لها كرسيا جلست عليه ثم أحضرت لها ماء وكرسيا آخر أشارت لهمام إليه ببسمة تأثر بها قلبه رغما عنه وجلس يصغي لوالدته بعد أن ارتشفت من الماء، فتغيم مقلتاها بشرود واجم: أنجبتكما هناك وكانت حياتنا مستقرة إلى أن انقلب كل شيء على رأسه يوما حين دق موظفين حكوميين مع أفراد الشرطة باب بيتنا وأخذوا شقيقتك بقرار حكومي رسمي والتهمة، جريمة شرف.
جعدت ذقنها ساخرة تكمل أمام نظرات همام الساكنة: اتهموني بالتطرف في معاملتي مع طفلتي لأنني أحرص على ارتدائها ملابس غير مكشوفة وأن لا تختلط بأولاد، ومرات تحب تقليدي فترتدي الحجاب لذا هم قرروا انتزاعها مني تفاديا لجريمة قد ارتكبها مستقبلا في حقها ولكي يحرروها من تطرفي الذي أمارسه عليها...
لم تذرف الدموع ولم تكن في حاجة لذلك، فقد كانت ملامحها عنوانا للقهر والاحساس بالظلم: كنت سأفقد عقلي وأنا أدق كل باب أعرفه مع والدك وكل مرة نعود فيها خائبين محملين بيأس من استعادة ابنتنا وخلال معركتنا لاسترجاعها، اكتشفنا بأننا لسنا أول أسرة تختطف منهم الحكومة السويدية أبناءهم باسم القانون لنفس الحجة وغيرها من الحجج الواهية ثم يودعونهم لدى أسر سويدية الأصل، وهناك من أخذوا منهم أولادهم جميعا بحجة تافهة كتفويت موعد طبيب الأسنان وكأنهم يتابعون جميع الأسر المسلمة المغتربين لديهم، يخططون لجرائمهم بتدقيق وكم من أم توقف قلبها بعد معاناة مع الظلم ووجع فقدان فلذة أكبادهن.
توقفت للحظة اقتربت فيها هناء لتجاورها تربت على كتفها وتدعمها لتقوى على الاسترسال بحديثها: لكننا لم نستسلم وفعلنا كل ما باستطاعتنا خلال ثلاث سنوات أصبح فيهن عمركما بالتاسعة، ثلاث سنوات أراقب فيهن ومن بعيد، ابنتي تتربى لدى أسرة غريبة عنها بكل شيء، وأنا حية أرزق أتقلب في عذاب الحرمان منها، أضحيت حزينة طوال الوقت واهتمامي بك تحول إلى هوس أراقب كل تحركاتي وتصرفات والدك حتى لا يأخذوك مني أنت أيضا ولم نستطع العودة إلى الوطن وترك ابنتنا بالسويد ....
صمتت مجددا لتشرب من الماء تبلل حلقها كلما جرحته نبرتها العميقة ثم تعود للحديث الواجم: كان والدك يسعى إلى إيصال شكايتنا إلى مسؤولين في حكومة وطننا بمساعدة خالك جعفر الذي طلب مساعدة من أنسبائه الذين فعلوا ما بوسعهم أيضا وكلما ظننا بأننا على وشك تحقيق نتيجة مرجوة قوبلنا بإخفاق محبط، يتأكد لنا زيف وعودهم، وذات يوم اتصل جعفر بمصعب وأخبره بالحرف أن أنسباءه بلغوه بالحقيقة الخفية وهي أن لا أحد مهما بلغت أهميته في الوطن يستطيع فعل شيء على أرض السويد بموجب اتفاقيات مبرمة تحافظ على تبادل المنافع أو بصريح العبارة للحفاظ على المصالح .... لا تتخيل كم غمرتنا الخيبة والحزن وكأنه يوم عزاء نصبناه لابنتنا التي يجبروننا على اعتبارها ميتة وهي حية.
ثبتت أنظارها عليه بينما تستدرك: مر عام آخر تملك فيه الحقد من والدك نحو وطنه وجميع من خذلوه وقرر الاستسلام والعودة لينتقم، قالها بالحرف، بأنه سيعود إلى الوطن ليفضح حقيقتهم المجردة، عبدة الغرب والمصالح أهل النفاق، وأنا أضحيت ممزقة ميتة حية أرفض الرحيل وترك ابنتي خلفي....
زمت شفتيها ولمعت مقلتها التعبتين حين أضافت بصوت بدا كشهقات جارحة: جهز مصعب معاملات السفر وأنا رافضة مصممة على رأيي وحين هددني بالطلاق والرحيل بك، ضعفت ورضخت فطلبت منه الذهاب لرؤية ابنتي خفية ومن بعيد كما نفعل عادة وحين ذهبت الى منزل تلك الأسرة وجدتهم خارجين فلحقت بهم...
أمالت رأسها وسالت دمعة واحدة من عينها اليمنى بينما تعبر عن ألم احتراق أحشائها وحنايا قلبها المكلوم: قصدوا ديرا قريبا من حيهم، وظللت متوارية أراقبهم كيف يعلمون الأولاد في عهدتهم دينهم وشاهدت ابنتي وهي تتعلم شريعة غير شريعتنا، فلم أستطع.... أقسم بالله لم أستطع... شيء ما داخلي تكسر لآلاف الشظايا الحادة تنهش أحشائي كطعنات غادرة حارقة وهناك قررت بأنني لن أرحل! مهما حدث لن أتخلى عن ابنتي!... لذا عدت إلى مصعب وأخبرته بقراري، احتد غضبه وأقسم بأنه إن غادر من دوني سيطلقني ويخبرك بأنني ميتة وسيلغي وجودي وكل ما يخصني بحياتك وسيسعى لتحقيق ذلك مهما كلفه الأمر.
أخذ همام أنفاسا متتالية وجزء داخلي طفولي فيه يصرخ بلوم؛ 'اخترت التخلي عني أنا ولم تحاربي من أجلي أنا'؛ لكن خشيته خالقه تلجمه بنخوة الرجال، يرى في اختيارها الصواب والمشقة تحسب لها في ميزان تضحياتها.
لم تمسح تلك الدمعة وتركتها لتجف لحالها كما تركت الجروح تلتئم بالوقت ومروره، فسبحان من رزق العباد نعمة النسيان والتعود: بعد رحيله مباشرة طلقني وفي نفس ذلك العام اختطف فيه طفل أخي جعفر وقتل، فقرر الهجرة ليقف إلى جانبي هاربا هو الآخر من ظلم أبناء وطنه من الفاسدين وهاربا من ضعفه أمام زوجته وغاضبا يهيم على وجهه حزنا وتجاهلا موجعا ... لقد كانت سنوات صعبة عشناها ندعم بعضنا ونعمل بجهد لنحقق ذواتنا ونبحث طوال الوقت عن حل لاسترجاع ابنتي.
مالت نحوه لتسحب كفه تربت عليها بينما تخاطبه بحنو: كنت أتابع أخبارك لكن بتقطع، فلم تكن الظروف مساعدة، أعيش أنا وأخي بين العمل الدؤوب والخطط لرؤية ابنتي ولقائها خفية نستغل أي فرصة غفلة من الأسرة الحاضنة حتى لا تنساني أو تنسى أصلها ... كنت مستعدة لمتابعة الحرب إلى أن تكبر ولم أكن لأفتح باب اليأس أبدا... إلى أن التقى جعفر في مقر عمله برجل من الوطن كان في رحلة عمل بدول عديدة في أوربا قصد دار الأزياء التي يعمل بها جعفر من أجل بذلة رجالية وحين أدرك بأنه من وطنه ثرثر معه ثم تحولت الثرثرة إلى صداقة وكلما زار السويد قصد نفس الدار ليلتقي به وهكذا تطورت العلاقة بينهما ورآني مرة برفقته.
تلكأت قليلا ثم أكملت ببعض الحرج الذي احمر له وجهها وكأنها فتاة صغيرة لم يسبق لها الزواج لمرتين: وحين علم بأنني شقيقته تقدم إلي وأنا طبعا رفضت، فلم أكن أفكر بزواج وهدفي كان واضحا، لكنه كان أكثر إصرارا مني وأغراني بحل مشكلتي... لم أصدق حينها وهو يخبرني بأنه سيعيد إلي ابنتي لكن سيكون علي الرحيل معه والاستقرار في روسيا حتى لو كان هو يتنقل بين الدول... وافقت وكل ما أفكر به استرجاع ابنتي إلى أحضاني ولم أتزوج منه إلى أن أوفى بوعده وأعاد الي ابنتي، اختطفها كما اختطفوها مني وهربها الى روسيا حيث تزوجت منه واجتمعت بابنتي أخيرا. .. كان علي التخفي وتزوير هوياتنا ولسنوات حتى كبرت ابنتي وأضحت بالغة ومسؤولة قانونا على نفسها وخلال تلك المدة تغير الكثير، فأخي جعفر تطورت أعماله كما أنشأ صداقات مع شخصيات مهمة من الوطن وخارجه من خلال خدماته التي يقدمها لهم حين يقصدونه من أجل ملابسه المشهورة بجودتها واستعانته بمصممين مشهورين.
شربت ما تبقى في الكأس تتجرعه كما تجرعت مرارة الماضي، فقرر التحدث معلقا بكلمات مقتضبة يخشى بها الإمعان بجرحها، مستشعرا ومقدرا ما مرت به هذه المرأة قبالته ولا تزال صامدة لا تنحني: بوعياد مجرم هارب.
ضغطت شفتيها لبعضهما وتركت يده بينما ترد عليه باستياء: كان علي إدراك ذلك من طريقة إعادته لابنتي، لكن كنت أكثر فرحا وانتشاءا من التفكير بعقلانية، لولا جعفر الذي راوده نفس الشك فتحقق منه لمدة من الزمن حتى تأكد له شكه فواجهه وطلب منه أن يطلقني لكنه رفض وحين علمت من أخي طلبت منه الطلاق أيضا ورفض وظل يرجوني لأبقى إلى جانبه، أشفقت عليه فهو من أعاد الي ابنتي ويعاملني بلطف واحترام وكنت أتأمل أن يتوب عن معاصيه فأنا لا أفهمه، يصلي ويصوم ويوحد الله ثم يتورط بأعمال تهريب وتبييض الأموال لذا أول ما فعلته توقفت عن أخذ أي مال منه واكتفيت بما أكسبه من عملي مع أخي والحمد لله العمل ازدهر ولست بحاجة لأحد ليصرف علي وعلى ابنتي، وكل مرة يزورني فيها أظل أنصحه وأدعو الله له بأن يستقيم كما كنت ولا زلت أدعو لك بالصلاح والحفظ من الحرام وشياطين الإنس والجن بكل سجدة ووقت استجابة.
مالت شفتاه ببعض البسمة الساخرة بينما يعقب على قولها: ما حاربتِ لأجله وحرصت على تعليمه لابنتك كان طليقك يحارب ويحرص على محوه من رأس ابنك.
تلون وجهها بالحزن والكآبة بينما تجيبه بحسرة: وا أسفاه على مصعب، خسر في بلائه وفقد نفسه، لكن الله رحيم بي وأجاب دعوتي ولم يفلح في تشويه فطرتك.
بلل شفتيه وبدا لها مخنوقا وهو يجاهد ليخرج صوته من بين أحشائه المتشنجة: وكيف تكونين متأكدة؟
هزت رأسها رافضة تجيبه بينما ترفع كفها لتضعه على قلبها وقد سالت الدموع حارقة ومدرارا على وجنتيها أخيرا: هذا متيقن من خالقي الرحيم، لن يخيب رجائي به أبدا.. إنه رب رحيم بعباده وبقلوب الأمهات، فهو أحن عليك مني ولن يضيمني فيك أبدا، هذا ظني به جل في علاه وأنا به مؤمنة وبقضائه وأقداره راضية.
خذله ثباته وشهق يلهث بأنفاسه ثم نظر إليها يستفسر منها بحرج وارتباك بالغ: وهل يقبل من فتى صلاته في الحمام خوفا من عقاب وضرب والده!
شهقت بفزع والتياع ونهضت تضمه بقوة تبكي بحرقة في نفس اللحظة التي عاد فيها خاله وقد أنهى مكالمته يحدق بهما بذهن مشغول وفكر مشتعل بينما هناء تمسح دموعها الغزيرة لا تصدق ما تسمعه، هل ذاك هو الأب الذي ظلت تحلم بلقائه يوما ما ليشعرها بحبه ودلاله كما ترى عليه الآباء مع بناتهم؟
استسلم همام أخيرا يرفع ذراعيه ليضم والدته بنفس القوة يتشبث بها كطفل صغير يشكو إليها حرقة قلبه : أخبره والده بأنه يفضل إحضاره كل ليلة من المخافر والخمارات على أن يراه يصلي أو يدخل مسجدا، لم يستطع الفتى ترك الصلاة وفقدان صلته بربه الذي يحقق المعجزات كما علمته والدته.. كان يخشى ويرتعب من فقدان أمل الدعاء أيضا .... أن يدعو ربه عودة والدته... ربه مجيب الدعوات كما علمته والدته.... لكن عقاب والده كان مؤلما ومُذلا، لذا حين فقد الأمل في إقامة الصلاة حتى في غرفته التي كسر قفل بابها أقامها في الحمام... فهل قبلها الله منه؟
تبكي بينما تشده إليها أكثر وترد عليه بنحيب حارق: لقد قبلها يا بني، أجاب دعواتك وها أنت في أحضاني مجددا، أنت هنا معي ومع شقيقتك وهذا من رحمة الله بنا بني.
:أماه!
نطقها بحرقة فشهقت والدته مجددا تئن بوجع سنوات الفقد.
:اهدئي يا أمي!
تدخلت هناء تخشى على والدتها ارتفاع الضغط بينما تربت على ظهرها بحنو وإشفاق: لا ترفعي ضغطك أمي، أرجوك.
نظر إليها همام بقلق ثم أبعد والدته، يسألها بينما يتفحص ملامحها التعبة: هل أنت مريضة؟
ضغطت على ذراعيه بكفيها تجيبه ببسمة حزينة: أنا بخير الحمد لله، لم أكن أفضل يوما من قبل يا ولدي.... أحمد الله وأشكر فضله علي.
هز رأسه بتفهم ولم يغادره القلق بعد ليتدخل جعفر مقاطعا اللقاء المؤثر الذي مر أفضل مما تمنى، ولو لم ينزل عليه خبر حياة ابنه الصاعقة لاحتفل مع شقيقته وخطط لطريقة تجمعهم في مكان واحد، لكن الآن لا يستطيع التفكير إلا بما سمعه من جمال الأبيض قبل قليل: يا جماعة أنا يجب أن أغادر، عميل لي حجز لي تذكرتين على أقرب رحلة إلى بريطانيا ومن هناك سأحجز إلى الوطن.
هتفت شقيقته بأسى: تذكرتين؟ هل ستغادر يا همام؟
مسد همام جبينه، لم يحسب حساب هذا الذي حدث وجعفر يعفيه من الرد: ابنك شرطي ولقد سافر بتوصية وأحضرته هنا بأخرى ويجب أن يعود لعمله وأنا سأفكر في طريقة لأعيدك إلى الوطن، لا فائدة من بقائك هنا يا نسيمة.
تجلت الحيرة على وجوههم جميعا تسافر بكل واحد منهم الى مكان بعيد، فعادت نسيمة إلى ضم ولدها بعد أن سحبت ابنتها لتحقق حلمها وتجمعهما بين ذراعيها فيقر قلبها وتهنأ روحها حامدة ربها على كرمه وفضله.
****
لا تعلم كم من الساعات تجولت في الشوارع دون هدف الى أن زمجرت بغضب بينما تسحب هاتفها ولا يزيد استمرار اهتزازه إلى عصبيتها إلا اشتعالا، تستغرب ذاك الكم الهائل من المكالمات الواردة من والدتها وخالها أمين وبعض من زملائها.
ومضت الشاشة برقم أمها مجددا، فردت عليها بنبرة لا تعكس ما يجيش به صدرها: نعم أمي ماذا هناك؟
:أين أنت يا ابنتي؟ وما هذا الذي نشر عنك في الهواتف؟
قطبت ريفان وشيء ما يعود ليطوق قلبها بقبضة مؤلمة تتساءل بريبة: ماذا تقصدين يا أمي؟
وكان من رد عليها خالها أمين الغاضب كما لم تتعود منه يأمرها بحزم: افتحي الانترنت واكتبي اسمك لتعلمي عن ماذا نتحدث، فأنت التريند لليوم وتعالي حالا إلى البيت يجب أن تحدث!
توقفت وسط الشارع مذهولة وقبل أن تفعل ما طلبه منها خالها ومضت شاشة هاتفها برقم رئيسها شبل الأبيض، فردت عليه بسرعة وقلبها يكاد يتوقف من فرط تعبه وتنقله بين المشاعر المرهقة : أين أنت يا مفتشة؟ لماذا لست في المديرية؟
أمسكت بعنقها تجيبه بارتباك: أ.. نا...
:تعالي حالا!
أغلق الخط فرفت برموشها وبسرعة شغلت الشبكة واستدعت محرك البحث حيث كتبت اسمها تشعر بالبلاهة وما إن رأت ما نشر عنها اشتدت العروق بوجهها تتابع العناوين الرنّانة تجذب الفضول كما تنجذب الفرشات للضوء.
احتد تنفسها وأشارت لسيارة الأجرة تتجه الى المديرية قبل أن تعود لبيتها الذي لابد من أن محكمة عائلية قد نصبت على شرفها المهدور على يد المجرمين.
****
تفقد حمزة الساعة وقرر بأن الوقت قد حان ليغادرا، فتقدم إليها وربت على كتفها لتنتبه إليه تغيم نظراته حزنا وشفقة على حالها وهي تسند رأسها إلى بلور النافذة هكذا ومنذ مدة لا تمل وتكل، تموت رغبة في الدخول وأخذ والديها بحضنها فتسيل دموعها صامتة ودافئة على وجنتيها المحمرتين.
:يجب أن نغادر يا آية، يكفي إلى هذا الحد.
بلعت ريقها تمسح دموعها فتستسلم متنهدة بتعب ثم نظرت للمرة الأخيرة عبر بلور النافذة لتشير لوالدتها التي لوحت لها بدورها من سريرها وقد تمكنت منها الحمى هي الأخرى، لكن ما يطمئنها استقرار حالتهما رغم نوم والدها المتواصل بسبب وهن جسده المحموم، فتحمد الله وتسأله الشفاء العاجل.
مرت بمنزل أهلها لتحضر كتبا تحتاجها، فهي لن تضيع مجهود والديها وستحرص على فعل كل ما جاهدا ليربياها عليه وسيكون ذلك أقل شيء تقدمه لهما كاعتذار عن خطئها السابق، ليعافيهما الله ويعدهما سالمين إليها وستحرص على اسعادهما وطاعتهما.
فتح عمها باب منزله ولحقت به قبل أن تتوقف وسط البيت حين نادت عليهما زوجة عمها: حمزة، آية! نحن هنا في غرفة الجلوس.
رد عليها حمزة قبل أن يستأنفا خطواتهما نحو الحمام القريب: نغسل أدينا أولا يا سهى!
حين توجهت لغرفة الجلوس كان عمها خارجا منها ليأوي إلى غرفته، فبادلته بسمته الداعمة بأخرى ممتنة وتجاوزته حيث لمحت زوجة عمها وابنتيها برفقة ورد التي تبسمت لها بود فنبض قلبها بقوة تحمد الله على الكمامة مجددا تخفي تعبيرات وجهها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقت السلام بخفوت مرتبك فرددن عليها السلام وناريمان كالعادة تسحبها من كفها لتجلسها جوارها بينما تثرثر بنبرتها المرحة: أخبرنا أبي بأن حالة والديك مستقرة الحمد لله سعدنا لسماع الخبر، تمم الله شفاءهما سريعا.
أمنت بخفوت لا يفارقها الارتباك، تشعر بنظرات ورد تحاصرها باهتمام لم تفقه كنهه بينما عائشة تتدخل معقبة بلوم مزعوم: يا حمقاء كأنك تستعجلين شفاء والديها لتعود إليهما، ستفكر بأنك تطردينها بأدب.
قفز حاجبا ناريمان بدهشة وفتحت فمها تجيب بحرج: طبعا لم أقصد ذلك! هل فكرت مثل ما قالته؟
أومأت آية نفيا بارتباك، فقالت لهن ورد بمرح: أنتما تحرجان الفتاة بتسليتكما على حسابها.
ثم وجهت لها الحديث بلطف: حمدا لله على سلامة والديك، أسأل الله لهما الشفاء العاجل.
تمالكت نفسها وردت عليها بامتنان: آمين، سلمك الله من كل شر.
ظلت ورد تتأمل الفتاة بفضول تبحث عن أي شيء فيها يدفع بابنها للاهتمام بها، ليس أنها تطري ابنها لكنها تعلم بما ينجذبون إليه الشباب عادة، لكنها تعود وتنفي فكرتها فهذه الفتاة لم تجذبه بهيئتها التي لم يراها علي قبل الأمس إنما هي شخصيتها، تتمنى أن تتواصل معها لتتعرف إلى ابنة تامر وسعيدة، تامر الملتزم الذي حقق صلاحا مبهرا بالمقارنة بماضيه، ترجو الله ان تكون توبته أفضل مما تظهر عليها وسعيدة التي فقدت سائر أفراد عائلتها، لكنها في نفس الوقت لا تريد إخافتها كما لا تريد السعي في طريق تعلم يقينا بأن زوجها لا يحبذه ولا حتى ابنها ليست متأكدة من مشاعره خصوصا بعدما حدث، لذا ستدع الأمر لتصاريف الأقدار وتكتفي بهذا القدر من القرب والغيب في علم الله.
****
يتبع
اية 😞😞😞😞😞 البنت دي بتقطع قلبي


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 05:04 AM   #236

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,618
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل كان ابداااااااع

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-22, 09:25 PM   #237

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
فصل تحفة تسلم ايدك
ريفا وكل ااوجع عليها
مواجهتها مع ياسمين الاتنين حكوا ياللي بقلبن بلحظة غضب
ولللاسف نسرين لو موعامدة لكن ضغطت عالوتر الخساس عند ريفان هوي قضية والدها وبتفس الوقت ريفان ردتلها الضربة بكلامها عن ايمانها وترددها بخياراتها
همام مع والدتو واختو زهلت عليهم قصة موجعة لكن نسيمة واصرارها لارجاع بنتها خطوة تحسب الها
مصهب للاسف فقدانو الايمان بالمنظومات الحكومية خلا ايمانو يتزعزع بدل العكس للاسف عا امل يرجع لطريق الصواب لكن بدو هزة تزلزل عالمو المصطنع وغاليا بنتو للاسف وياريت وقفت عليه خلا هالشي باثر عاحياة همام لدرجة يصلي بالحمام
صلاة همام بالحمام قمة الوجع لكن برافو
جعفر وأمل يلوح بالافق رحيل عايش لكن مين هوي
وشيشك ومهمة مو سهلة ابدا ولسى ناطرين قصتها
🌷🌷🌷🌷🌷
تكرمي غاليتي فرحت ان الفصل نال اعجابك
وفعلا مصعب خسر امتحانه بدل ما يفر الى الله ويصبر ويظل يبحث عن حل استسلم بكل خذلان وجبن وقرر قرار خاطئ
رحيل لساته عايش لكن مين ان شاء الله نعرفه خلال الأحداث القادمة
ربي يسعدك غاليتي


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 14-06-22, 06:01 AM   #238

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
الغموووض والوصف والصدمة هو همام مع أمه هنا صح
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
اية 😞😞😞😞😞 البنت دي بتقطع قلبي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
الفصل كان ابداااااااع
🌷🌷🌷🌷
حبيبتي ربي يسعدك ويكرمك يارب ينال اعجابك لاخر كلمة😍😍


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 14-06-22, 06:04 AM   #239

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

ترقبوا اليوم فصل طويل ان شاء الله 🌷🌷🌷🌷


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 14-06-22, 07:32 PM   #240

بوفرديا

? العضوٌ??? » 435866
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » بوفرديا is on a distinguished road
افتراضي

انا جد متحمسة لفصل اليوم
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
موفقة يا اغاثا كرستي النسخة العربي 😁😁
في الانتظااااااااااااااااااا ر 💃❤️


بوفرديا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.