آخر 10 مشاركات
515 - نهاية الشك - روزالي أش - قلوب عبير دار النحاس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] المشاكسه والمستبد، بقلم / نورا نبيل"مصريه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          لن..أغفر لك! (48) للكاتبة heba45 ×كــــاملهـ× مميزة (الكاتـب : heba45 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1920Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-22, 07:13 AM   #331

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم غالياتي للاسف ظروفي لا تسمح بالكتابة حاليا فكل الي كتبته تلات مشاهد فقط لذا الخاتمة غير جاهزة اليوم ادعو الله ان يوفقني لأجهزها في اقرب فرصة... شكرا لكم جميعا على تفهمكم

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 10-08-22, 05:00 AM   #332

شياء حسن حميده

? العضوٌ??? » 472163
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » شياء حسن حميده is on a distinguished road
Rewitysmile18

ايه لما بكا عشان زميلها غرفتها واهنها بالسمنه افتكرت واحده زعلتي زمان في اعدايه والثانويه كانت جميله ومتفوقه وبرضه سمينه بس انا كنت بنظر ليها نظرت اعجاب لتفوقها الدراسي ووجها الملاءكي مكنتش بشوفها سمينه ومكنش في قلبي حقد بس غريبه الإنسان انا لما كبيرت وقبيلت شخصيه تانيه غير زميلتي بارضه سمينه بس شخصيتها مختلفه وتسببت ليه مشاكل سعتها ضقتي منها قلت علي صفتها السيئه ومن ضمنها انها سمينه ياتري انا اتغيرت ولا لان شخصيه الإنسان هي اللي بتحدد نظرتنا ليه وسعتها انه يكون وزنه زايد عيبه ليه او ميزه بصراحه انا حاليا مش عارفه

شياء حسن حميده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-22, 07:51 AM   #333

soha
 
الصورة الرمزية soha

? العضوٌ??? » 2247
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,795
?  نُقآطِيْ » soha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الخاتمة بشوق

soha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-22, 11:29 PM   #334

maryam ghaith

? العضوٌ??? » 457425
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » maryam ghaith is on a distinguished road
افتراضي

هيا الخاتمه امتى لو سمحتي

maryam ghaith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-22, 10:10 PM   #335

ررورو رورو
 
الصورة الرمزية ررورو رورو

? العضوٌ??? » 402071
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 404
?  نُقآطِيْ » ررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond reputeررورو رورو has a reputation beyond repute
افتراضي

أين الخاتمة يا قمر

ررورو رورو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-22, 12:02 AM   #336

soha
 
الصورة الرمزية soha

? العضوٌ??? » 2247
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,795
?  نُقآطِيْ » soha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond repute
افتراضي

أعانك الله و ننتظر الخاتمة بشوق

soha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-22, 05:02 AM   #337

ملك جاسم
alkap ~
 
الصورة الرمزية ملك جاسم

? العضوٌ??? » 337305
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,645
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » ملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond reputeملك جاسم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك fox
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 5 والزوار 11)
‏ملك جاسم, ‏طفولة أنثى, ‏بزوغ فجر جديد, ‏princess of romance, ‏hassanaa


ملك جاسم غير متواجد حالياً  
التوقيع
أينَ أُخفي ضعفَ صَبرِي حينَ يلتَفِتُ إلَيّ الحَنينْ ؟
رد مع اقتباس
قديم 27-08-22, 12:56 PM   #338

Diana halawa

? العضوٌ??? » 397635
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » Diana halawa is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

ممميزة جدا جدا ، بارك الله فيك

Diana halawa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-22, 08:17 PM   #339

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي





الخاتمة

*بعد 3 سنوات*

تململت على فراشها بكسل قبل أن ترفع يدها لتفرك أنفها فركا يريحها فتتكوم ملامحها إنزعاجا مع فتحها لعينيها تتأمل السقف لبرهة.

تمهلت في حركاتها إلى أن وقفت ثم بخطوات سريعة بلغت الحمام حيث استفرغت بقوة متعبة لجسدها وقبل أن تستقيم بسطت ذراعها لتلتقط صابونة مصنوعة من حبوب الأركان وألصقتها بأنفها.

غسلت يديها ثم غمرت وجهها بالماء مرات عدة لتصحو قليلا من غمامة الغثيان والكسل المستعمرة لكيانها، وحين انتهت ناظرت انعكاسها تخاطبه بمقت: متى سينتهي هذا العذاب؟
أغلقت أنفها بالصابونة وغادرت الغرفة بسرعة لتتنفس براحة في المطبخ حيث أتاها صوت عمتها الممتعض رغم تراجع حدته والنقمة فيه عبر السنوات الثلاثة الماضية: لم أر في حياتي امرأة يستمر معها الغثيان إلى الشهر التاسع.
لم تجبها بينما تطرف بنظرها نحوها، جالسة على أحد الكراسي الأربعة الملتفة حول الطاولة المربعة في الشرفة الصغيرة الملحقة بالمطبخ بينما تبعثر شعرها وتحك فروتها فتضيف عمتها بنفس النبرة: أوشكت على الوضع والمحروس زوجك غائب...
تبرمت ريفان بشفتيها بينما تخطو نحوها لتسحب كرسيا وتقعد عليه متنهدة بتعب: كأنك تهتمين لصالحي.
همست بها ريفان وعمتها تتحسس المساحة قبالتها فوق الطاولة لتلتقط كأس الشاي ترتشف منه بصمت إلى أن سألتها: متى غادرت أمي؟
:قبل ساعة لتلحق بالحافلة، لن تظل والدتك خادمة لك على زوجك تأمين واحدة لك مادام هو غائب طوال الوقت!
حركت ريفان رأسها تذكر نفسها بالعهد الذي قطعته أمام خالقها بعدم التخلي عن عمتها ثم ردت عليها : لا نستطيع تحمل راتب خادمة، ووظيفة زوجي صعبة لا يستطيع المغادرة وقتما يشاء.
:ظننت بأن راتب حراس الوزراء كبيرا، لماذا لا يغير عمله إذن؟
مطت شفتيها قبل أن تجعدهما قرفا حين وقعت عينيها على الطعام: راتبه جيد ولله الحمد، لكننا نحاول ترتيب أولوياتنا.
:بخيلة ك..
بترت كلمتها وارتشفت مجددا من الشاي، فتبسمت ريفان بتحفظ ممتعض، على الأقل أضحت عمتها تراعي بعض كلماتها الجارحة فتبلع لسانها على حافة التفوه بها وذلك بشكل ما يرضي ريفان ويشعرها بتغير المرأة الناقمة وتأثرها بمعاملتهم الحسنة معها: ستلدين قريبا جدا والله أعلم، غدا أو بعده على أقصى تقدير.
أجفلها صوت عمتها فارتفع حاجبا ريفان تعقب بدهشة: الطبيبة نفسها لم تحدد لي سوى فترة معينة محتملة كيف تتحدثين بثقة هكذا؟
هزت كتفيها دون رد فعبست ثم وقفت والصابونة ما تزال قرب أنفها تبحث عن هاتفها الذي لمحته ملقى على طرف طاولة المطبخ الرخامية، أحضرته وعادت إلى الجلوس لتطالع ما وردها عليه من رسائل أولها من والدتها تبلغها بمغادرتها لتطل على أهل بيتها وموعد عودتها بعد يومين.
اهتز الجهاز بين يديها وومضت شاشته برقم زوجها فارتسمت على شفتيها بسمة عميقة بمعناها وفتحت الخط سريعا فتتخلل نبرته الخاصة جنبات أذنيها لتستقر بحنايا خافقها ويرتفع وجيبها عنان السماء: السلام عليكم، كيف حالك يا ريفان؟
تلك الكلمات وغيرها على لسانه عادية لكنها ترضيها منه هو خاصة، لا تفقه تفكيرها ولا طريقة شعورها لكن ذاك الرجل يؤثر بها كثيرا مع أنه في عرف الناس رجل عادي، تقليدي ورتيب في نظام حياته وربما ذاك تحديدا ما يجذبه إليها تصرفاته الحانية نحوها والمسؤولة: كالعادة أشعر بالغثيان كلما فتحت عيني صباحا ولا أطيق الطعام.
:لا بأس أوشكت على الوضع وسترتاحين بعدها.
رد عليها مهادنا فردت عليه بملامح ضجرة: يقولون خلاف ذلك!
:ماذا تقصدين؟
تركت الطاولة لتتمشى الهوينا في رواق الشقة من xxxx السلك الأمني الخاص بالحراس، تتشمم الصابون: بعد الولادة يبدأ السهر والمرض والتعب.
تغيرت نبرته للمرح بينما يجيبها: أنت لست كغيرك من النساء، أنت شرطية وبارعة أيضا لن يغلبك طفل صغير الحجم ثم ...
تلكأ وهي تتوقف قبالة مرآة الردهة تشرد ببسمة رائقة تعكس شعور كلماته الدافئة والتي تتلقاها دوما غزلا لا يفهمه سواها: لا تنسي بأننا انتظرنا هذه الحظة لمدة لا بأس بها وكنتِ متوترة من عدم نجاح العلاج، لذا نحمد الله على نعمه.
:الحمد لله.
تمتمت ثم أضافت بعبوس وهي تنظر الى انعكاسها وترتب شعرها: عمتي تقول بأنني سألد غدا أو بعد غد ان شاء الله والعلم لله ماذا لو صدقت؟
صمت لوهلة ثم طمأنها: أعلم بأن عمتك ضليعة بأمور شتى لكن لا تكترثِي سيكون كل شيء بخير ان شاء الله وأنا سأتمكن من القدوم بعد أربعة أيام.
هزت رأسها ثم وكأنها ستقول شيئا لكنها تراجعت تقول بدلا من ذلك: حسنا أنتظرك، اعتني بنفسك.
وقبل أن تغلق تنحنح يهمس لها بخفوت بعد أن تحرك وكأنه ابتعد عن المكان الذي كان يحدثها منه: انظري، أنا آسف اعلم بأنني تأخرت وغبت عنك في أصعب الأيام من الحمل و...
صمت يبحث عن بقية لحديثه فتلونت بسمتها بالتأثر بينما تحثه على المتابعة فتشحن نفسها بعاطفته الدافئة والحقيقة جدا تعينها على وحدتها في غيابه وقد تعودت عليه كما لم تتوقع أن تفعل، تشعر باحتياجها إليه وحاجتها لأن يكون إلى جوارها ويتحمل مسؤوليتها إنه لشيء جميل ومريح.
:و ماذا؟
تنحنح مجددا يضيف بحرج استشعرته فاتسعت بسمتها المرحة: لم أرك منذ مدة.
وتلك العبارة في عرفهما تعني اشتقت إليك.
:وأنت الآن على مشارف الولادة.
كلمات يعبر بها عن خوفه عليها فيختمها بأخرى تفيض مع خفقات قلبه العاشق لها: اعتني بنفسك جيدا وكوني حريصة وآمنة.
أنزلت كفها القابضة على الصابونة لتضعها على بطنها المنتفخة والبسمة البلهاء تلتصق بشفتيها تعكس عمق وصدق ما يجمع بينهما: ريفان....
همس بلوعة أعلمتها بمدى شوقه وحبه لها ولطفلهما المنتظر ولم تنتظر أكثر من ذلك فلم يكن هو عاطفي اللسان وإن تشبعت كلماته العادية بعاطفة حقيقية تغرقها ببحر عشقه يوما عن الذي يسبقه وهي مثله بل أكثر منه لولا تلك النيران التي أضرمها الحمل بهرموناتها فأضحت هشة وأكثر حساسية تتملكها رغبة قوية في دفعه ليسمعها كلمات بعينها بينما تعترف بعدم كفايتها ولا موازاتها لما يقدمه لها بأفعاله القيمة ورجولته ونخوته معها.
:أخبرني بأنك تحبني يا شبل.
لم يبلغ أذنيها سوى هسيس أنفاسه قبل أن يسألها بقلق واضح بنبرة صوته: هل أنت بخير يا ريفان؟ هل أخبرتك الطبيبة بشيء ما؟ ماذا تخفين عني؟
ودون سابق إنذار علت ضحكتها بينما تدير ظهرها للمرآة لتعود أدراجها: هذا كله لأنني أود سماع كلمة أحبك من زوجي؟ هل يجب علي أن أحتضر لأسمعها منك؟
ظفر بحنق ثم رد عليها: لم أقصد لكنك لست ...
صمت مترددا فتمالكت ضحكاتها لتجيبه: والآن أصبحت لذا أسمعني تعبيرا عن حبك لي.
:حسنا، أنت تعلمين.
قالها بحرج فتلونت ملامحها بتعبير التسلية الممزوج بالمكر بينما تستفزه: أعلم ماذا بالضبط؟
:بأنك غالية فأنت زوجتي.
توقفت على عتبة غرفة نومها، تعقب بامتعاض مرح: ليس كافيا.
:ريفان أنا في العمل.
:وإن يكن! أنا متأكدة بأنك بعيد عن أي متلصص ولن أتنازل عن حقي في سماعها اليوم فأنا امرأة حامل وعلى وشك الوضع.
سمعت نفخه لمرات عدة ثم جادلها: وأنت لا تقولينها كذلك اذن نحن متساوي....
:أحبك شبل.
قاطعته بنبرة عاطفية توازي بسمتها الرائقة فتنفس بصخب وصمت حتى أضافت بحيرة وعينين ضيقتين ترقبا: هل ما تزال هنا؟
:نعم...
ثم كأنه يجيب أحدا ما قبل أن يسرع بتوديعها: الوزير سيتحرك، أراك قريبا السلام عليكم.
:شبل انتظر!
هتفت قبل أن تزفر بقنوط وحنق تحدق بالهاتف: تسولي الحب من زوجك، لم أر غبية مثلك في حياتي!
شهقت ريفان والتفتت الى عمتها الواقفة على بعد منها تستند بالجدار تتحسس طريقها الى غرفة نومها تضيف بنزق: فتيات آخر زمن!
راقبتها ريفان بملامح عابسة حتى رن الهاتف بدخول رسالة حين قرأتها ابتسمت مجددا بعاطفية: أحبك ريفان...كوني بخير.
قرأتها مرات عدة ولم تنوي تركها لولا رسالة أخرى من ياسمين دفعت بها لترك خانة رسائل زوجها لتدخل خانة صديقتها: سآتي غدا إن شاء الله، استعدي لنخرج قليلا ونتنزه.
******
تركت مكتبها والهاتف بين يديها تراسل صديقتها قبل أن تدسه بجيب سروالها لتركز بأنظارها على تفقد المنخرطات بناديها الرياضي الخاص بالنساء، مشروعها الذي دأبت على بنائه خطوة خطوة بعدما تركت السلك الأمني وتعافت ذراعها، تعلم بأنها لن تعود كمان كانت لكنها حققت تقدما كبيرا في علاجها، تبتسم لتلك وترحب بأخرى وتوصي إحدى مدرباتها بزبونة ما إلى أن توقفت بالزاوية البعيدة تنظر إلى إنجازها ببسمة راضية وفخورة.
تعالى رنين هاتفها فطالعت شاشته لتتسع بسمتها المشوبة بدفء تلصقه بأذنها بينما تسرع لمكتبها حيث التقطت معطفها الطويل مع وشاحها ترتديهما على عجل: أنا قادمة!
لمحته قرب سيارته يستند عليها بظهره يرتدي ملابس غير رسمية متناسقة وفاخرة كالعادة، تغرقها وسامته في حبه بلا أمل بالنجاة فتستسلم لشعورها الجارف نحوه، نحو زوجها ووالد ابنتها: هل تأخرت عليك؟
سلمت عليه بضمة سريعة ثم تناولت منه علبة متوسطة الحجم بينما تجيبه: لا... كنت منشغلة ببعض الكشوفات ولن أتصل بالتقني إلا بعد مغادرة الجميع.
وجّهها لتضع العلبة على مقدمة السيارة ريثما ينهيان حديثهما: سأعود حينها إن شاء الله لأتابع عمله.
هزت رأسها ثم أخبرته: يجب أن أجد فتاة بسرعة فالأخرى غادرت اليوم.
حرك رأسه بعدم رضا يناقشها: يمكنك دوما تعويضهن بمزيد من أجهزة التصوير.
أومأت برفض تفسر له: آلات التصوير لحراسة مخارج ومداخل البناية فقط لأن النادي يستقبل مختلف أنواع النساء وأحرص على راحتهن، ولن أغامر بسمعة النادي المعروف بالتزامه وحرصه على ستر وخصوصية المنخرطات به لذا أحتاج دوما لخمس حارسات لأماكن مهمة داخل البناية.
هز كتفيه معقبا بتفهم: افعلي ما ترينه مناسبا.
رمقته بحب بينما تستفسر منه: أين بنفسج؟
انبسطت شفتاه ببسمة حانية وهو يلتقط كفها ليجيبها: بنفسجتي عند عمتها هناء، خطفتها قبل عودة ريناد حتى لا تتشاجران عليها.
عبست ياسمين ببعض الضيق: علاقتهما متوترة لا أعلم متى ستتحسن، ماذا فعلت بشأن نزاعهما الدائم على والدك؟
انتقل إليه نفس التعبير بينما يجيبها: أحاول تقسيم الوقت بينهما فلا تلتقيان كثيرا، تعلمين بأنني لم أفعل مثل شبل فقط من أجله لأنني وحيده الذكر وملزم برعايته.
ارتفعت كف ياسمين لتربت على كتفه بدعم: هناء لديها مسؤولياتها الخاصة لا أعلم لماذا تصبح لحوحة حين يتعلق الأمر بريناد؟
هز رأسه ينفض عنه ضيقه الخاص بأختيه ثم تبسم في وجهها بتعبير خاص بها: لا تنسي اتفاقنا بشأن الغد، لديك الفترة الصباحية مع صديقتك بعدها سيكون لنا لنتجول في العاصمة وسآخذك لمكان رائع لنبيت فيه ليلتنا بإذن الله.
أومأت باسمة بحماس فضغط على كفها باهتمام يضيف: سأحضر بنفسجتي من مقر عمل هناء وأمر عليك مساء لأتابع العامل.
ضحكت تجيبه بمرح: إن سمعك أبي أو عبد الصمد سيعودان لإلحاحهما علي من أجل تغيير اسمها، لا تدلل اسم ابنتك أمامهما من فضلك فذلك يستفزهما ويثير غيرتهما على أمي.
ضحك همام عاليا ثم اقترب ليقبل رأسها قبلما يرد عليها بعجالة وهاتفه اللاسلكي يتلقى إشارة: أنا فداء لك ولأهلك الذين منحوني ياسمينتي وبنفسجتي.
لمعت عينيها بحب يشع من نظراته التي لم تفارقها إلى أن استقل سيارته ثم أشار لها بينما يشغل المحرك وقد التقطت العلبة تبتسم له ببهجة بينما يغادر وحين ابتعد وغاب عن ناظريها تنهدت بعاطفة صادقة تكنها له واستدارت تعود أدراجها.
*****
بخطوات سريعة هرولت فاطمة خلف صبية مشاكسون عبر سهل أخضر، تعبيراتها تتأرجح بين بسمة مرحة وعبوس حانق تهتف بلهاث: توقفوا!
لم يستجيبوا لها يركضون بأقصى سرعاتهم وضحكاتهم تعانق السماء بينما عينيها على واحد بالذات يثير أعصابها بمشاكسته وفرط حركته فتقضي أغلب أوقاتها في ملاحقته.
فكرت بسرعة ثم غيرت مسارها لتلتف حول بناية قديمة وحيدة متهالكة في ذاك السهل الأخضر لتباغته وتخطفه من على الأرض وتدفع به إلى السماء حيث صدحت صرخاته الضاحكة تضاهي البهجة المكتسحة لتفاصيل ملامحه الصغيرة والمشعة براءة وسرور: هذا أكثر ما تحبه أليس كذلك يا مشاكس؟
ضمته بقوة إلى صدرها ومكث هنالك قليلا يلاحق أنفاسه المتعبة لصدره الصغير قبل أن يبدأ بحركاته الملتوية مجددا ليفلت منها لكنها أحكمت حصارها عليه والبسمة تملأ محياها مطعمة بالحنو والعاطفة الدافئة.
كانت على وشك المشي عائدة به إلى مدخل الحي القريب من السهل الأخضر أسفل الجبل حين تراجعت ترنو سيارة سوداء تقف بروية قبل أن ينخفض بلورها المظلم ليكشف عن وجه سيدة تبتسم بينما تبسط يدها استدعاء لبعض الصغار المنتشرون في ذلك الوقت من العشية يلهون، بشيء لم تتبينه جيدا، لحظات وجيزة تسارعت فيها الأفكار برأسها ونظرت حولها تلمح بعض الفلاحين بعيدا جدا عنها، أحدهم يحمل فأسا والآخر يجر عربة والثالث حمارا منهمكين بحديث ما ثم عادت تنظر إلى الصغار المتسابقين نحو السيدة بعد أن اتسمت خطواتهم بالتردد، فقيمت الوضع وقررت التصرف بعشوائية وليكن الله بعونها.
ركضت وصغيرها بين يديها تصرخ بعلو صوتها: عصابة! أنقذونا! الصغار! عصابة!
اتسعت مقلتا السيدة وهدير السيارة يعلو بوحشية بينما الفلاحين ينتبهون إليها فيركضون من مكانهم بدورهم في حين توقف الأطفال للحظة يستوعبون فيها ما يحدث ليبدأ صراخهم الفزع.
اختفت السيارة بسرعة البرق فتوقفت فاطمة تلهث من التعب والصغار يلتفون حولها، أغلبهم يبكي خوفا حين تجمع عليهم الرجال الثلاثة وآخرون يلحقون بهم وقد التقطت أسماعهم بما حدث: هل أنت بخير يا سيدة فاطمة؟
نظرت إليهم بامتنان وحاولت التماسك تضم اليها ولدها بقوة آلمته فبدأ بالتلوي ليتحرر من سجنها وهي لا فكاك تجيب الفلاحين باللهجة المحلية المتسمة بنغمة تفضح عدم انتمائهما للمكان: الحمد لله، كان الأمر وشيكا... إنها نفس السيارة التي حاولت خطف الفتاة ابنة الحداد، نفس المواصفات سواء السيارة أو المرأة ولم أعرف كيف أتصرف وكل ما أفكر به الصغار.
أومأ الرجال وقد انضم إليهم آخرين شبابا ونساء يستنكرون ما يحدث ولا يجدون له حلا، وحوش شياطين لا يهابون شرطة ولا سلطة أمام أطماعهم العمياء: مجرمين قتلة! لا يخشون الله ولا يهابون سلطة أو شرطة! يجب أن نتصرف نحن ونلقنهم درسا، يجب أن نقتص لأنفسنا حتى يهابوننا!
مسحت وجهها وابتعدت عن الجمع تمشي نحو بيتها لتريح بدنها وقلبها المتوثب بجنون، وابنها مستسلم بين ذراعيها مقتنعا بأنها تلك اللحظات التي تتسم فيها بصرامة في رفضها إطلاق سراحه فيستكين مريحا رأسه على صدرها يتمرغ بحنو عاطفتها الدافئة.
فتحت الباب ولم تكد تضع ابنها على الأرض حتى شهقت من وجدوه المفاجئ يسند جسده بجانب مدخل المطبخ وينظر إليها باسما بلهفة: أتمنى إيجادكما في البيت حين عودتي لمرة واحدة.
:بابا!
ركض الصبي نحو والده الذي تلقفه وألقى به في الهواء قبل أن يضمه إليه بقوة يقبل وجهه الصغير ضاحكا: أيها المشاكس، لقد كبرت عن المرة الماضية، بارك الله بصحتك.
أمسك به جيدا بينما يخطو نحو زوجته التي تحركت هي الأخرى لتلتقي به في المنتصف يتناظران بحب يحفه الشوق والوله قبل أن يميل نحوها ليضمها متنهدا كما فعلت هي الأخرى: رباه كم اشتقت إليك وإلى عثمان!
ظلا متشبثين ببعضهما للحظات تشم رائحته التي تحيطها بالأمان بينما هو يستشعر دفء وطنه بين أحضانها، ذاك الذي يضنيه الشوق إليه في غربته التي أضحت أكثر برودة وقسوة في بعدها.
ابتعدت قليلا دون أن تفلت ذراعيه تتأمله بشغف يبادله إياها بينما يستطرد باسما: ألن تقولي شيئا حبيبتي؟
همس بآخر حديثه كعادته يهمس لها بالغزل فتضحك بينما تحمر وجنتاها: طال غيابك هذه المرة.
نطقت من بين شفتين منبسطتين وبدأت بنزع طرحتها ثم فستانها لتظل برداء منزلي أنيق وتطلق سراح شعرها امام عينيه الحافظتين لكل حركة منها ومعانيها ولم تفته محاولاتها الخفية لتموه ناظريه عن الندبة في عنقها تغطيها بخصلاتها.
وضع الصغير أرضا ليسحبها من كفها يضمها مجددا يستكين إليها متنهدا براحة، عندها فقط يشعر بأنه عاد حقا، حين يتنفس عبير قربها وحين تتحد نبضاته بخاصتها وحين يستكينان لبعضهما هكذا كأن الدنيا بأكملها تختزل في تلك البقعة التي تجمعهما، حينها فقط يغمره دفء العودة.
:أعلم بأن الغياب طال هذه المرة وكنت فاقدا للصبر حتى أعود.
:بابا، أحملني!
فرق الصغير بينهما يتشبث بوالده الذي رفعه ثم خطا ليجلس على الأريكة في النصف الآخر المفتوح على المطبخ، فاتجهت هي إلى الموقد لتسخن الشاي المحضر سابقا، وترص بعض أطباق الطعام: كيف هي الأحوال في غيابي؟
التفتت إليه بملامح متهكمة بينما تجيبه: كأنك لا تعلم، وهذا يذكرني بالمناسبة لماذا لم تخبرني بمجيئك حين تحدثنا صباحا.
بينما يلاعب صغيره يجيبها بنبرة رائقة: لم أكن أعلم حقيقة، كنا في بلد قريبة من أجل مهمة وطلبت عطلة سريعة.
توقفت كفاها عن ما تفعلانه بينما تستدير كليا، فاستدرك مفسرا: جئت لأصحبكما إلى المدينة الكبرى.
زمت شفتيها فترك الصغير يلهو بلعبة أحضرها له وقام إليها يخاطبها بلين: فاطمة، تحدثنا في الأمر من قبل، يوسف انتقل إلى المدينة الكبرى من أجل عمل أفضل، ولا أستطيع ترككما هنا لحالكما، ثم والدتي أيضا تسكن لحالها ترفض المكوث طويلا لدى أي من شقيقاي وهذا الحل الأسلم للجميع ولكي يرتاح قلبي.
جادلته بملامح واجمة: أستطيع تدبر أمري وأنت تعلم ذلك.
تنهد ناقما فاستطردت برجاء: ماذا عن المجرمين؟
قبض الى ذراعيها يرجوها بنبرة أكثر عمقا من نبرتها: يا فاطمة هذا الأمر لا ينتهي، محاولات الخطف كانت قبل مجيئك بعقود وستظل بعد رحيلك، ومهما حارب الجميع سيظل هناك اخفاقات وخطف لا يعلم به أحد لأنها الحياة، هناك شر وخير، ظلم وعدل، لا أنت ولا أنا ولا غيرنا يستطيع إيقاف الجرائم بأكملها.
:لكننا نستطيع المحاولة دوما.
عقبت فرد عليها بتصميم: الشرطة تقوم بواجبها، ورئيس الدرك نعرف نزاهته لا يتوانى عن تقديم أفضل ما لديه وانت امرأة يا فاطمة ولديك نقطة ضعف أكبر هو ابنك! ألا تفكرين في المخاطر المحدقة به؟ أرجوك يا فاطمة أريحي قلبي.
زفرت بقنوط ثم نظرت إليه للحظة قبل ان تومئ باستسلام فضمها بقوة وقبل رأسها ثم ابتعد عنها ليحمل طفله وينضم إليها على طاولة الطعام حيث بلغها بخبر أسعدها وأعاد إليها البسمة المبهجة: أنا أعمل على الانتقال لمكتب الفرع بالعاصمة وهناك أمل كبير بأن أوفق لكن لا أعلم متى تحديدا!
:وفقك الله عاجلا غير آجل.
دعت له باسمة بعاطفة ثم أضافت بحماس: هاتفت ريفان بالأمس، ستضع طفلها قريبا ان شاء الله.
هز رأسه بنفس السرور: أجل، والجميع مترقبون لذلك اليوم، يسر الله ولادتها، أخي متحمس كما لم أره يفعل لشيء اخر من قبل.
ثم تبرم بشفتيه مسترسلا بينما يلتقط من الاطباق امامه: حتى روفا قررت اخيرا العودة لتحضر حفل العقيقة، أظنها ضجرت وملت من مطاردة ابنها الجاحد!
أصدرت فاطمة صوتا ينم عن لومها له فاستغفر سرا قبل ان يكمل ممتعضا: إنه يتدلل عليهما وهما يستجيبان لحمقه بينما يقفز من مهمة لأخرى دون اكتراث.
بدا لها طفوليا بتعبيره كأنه يغار أو شيء من ذلك القبيل، تبسمت وبسطت ذراعها لتربت على يده بمحبة: أي أم طبيعية حرمت من ابنها وظنته مقتولا ثم وجدته ستتبعه لآخر الدنيا، عمتك تحاول استرجاع ابنها الذي يبدو أشد عنادا منك.
:أنا؟ عنيد؟
لمس صدره مستنكرا فمالت نحوه تمسد على لحيته النامية بحنو بينما تجيبه بمرح: أنت وأخوك شبل أقرب لرحيل في الصفات بينما عماد يختلف عنكم جميعا.
قبض على كفها بينما يرمقها بنظرات تبرق بعاطفة جياشة: إذن عماد أفضل منا!
رمقته بلوم بينما ترد عليه: لم أقل ذلك، أنت مميز بصفاتك الحسنة والصعبة ولو كنت أرى غيرك أفضل منك ما تزوجت منك.
أمال رأسه يناكفها بالقول: يقولون مرآة الحب عمياء.
فردت عليه ضاحكة كما يعشقها أن تفعل فيغرق بين تفاصيل محياها الذي لا يتوهج عاطفة إلا له أو لولده: ليجعلها الله عمياء دائما يا حبيبي.
شاركها الضحك قبل أن تسأله بنبرة خاصة: أين هديتي؟ أم أن الوقت لم يسعفك لإحضارها؟
سحبها من كفها لتقف وحثها على السير إلى غرفة نومهما حيث طلب منها: ابحثي عنها لأرى إن كنت تستحقينها.
خطت داخلا تحوم في المساحة المتوسطة لغرفة نومهما تتفقد اللوحات الفنية الحاملة لأبيات مختلفة من الشعر بالخطوط العربية ولم تطل البحث وقد وقعت عينيها على واحدة جديدة، كبيرة الحجم علقها على الجدار فوق مسند السرير فتوقفت تتأمل حروفها بالخط الكوفي وتحاول قراءتها حين شعرت به خلفها يهمس قرب أذنها بالكلمات: *أفاطِمَ مهلاً بعض َ هذا التدلُّلِ وإن كنتِ قد أزمعتِ هجري فأجْملي، أغرّكِ منّي أنّ حُبَّكِ قاتلي وأنكِ مهما تأمُري القلبَ يفعلِ؟*
سكت فتحدثت بنفس همس نبرته: هل تعلم بأن هداياك هذه الدافع الأكبر لحبي للغة العربية وسعي المجتهد لتعلمها؟
ثم استدارت إليه تكمل بينما ترمقه بنظرات عاشقة: أحب الخطوط وسحر الكلمات وتناسقها وأحب معانيها التي تزرع داخلي شيئا مميزا يخصك لحالك، أنا لا أعلم كيف أصوغ مثل ذاك السحر من البيان يا فراس.
طوق ذراعيها بينما يجيبها ونظراته تحاصر مقلتيها الغارقتين بتأثرها: قولي أحبك يا فاطمة إنها لكافية منك.... منك تحديدا كافية ووافية.
سحبها إليه فبادلته العناق تفكر بأنها كلما شاركته سنوات من الدهر ازدادت حبا له ولحياتها معه وازدادت شوقا ولهفة للمزيد معه وبين الفينة والأخرى يراودها سؤال مخيف لكيانها، ماذا لو فضلت نمط حياتها عن الظفر به؟ سؤال لم ولا تريد معرفة جوابه أبدا.
****
(اليوم التالي)
كان برفقة والديه على طاولة الطعام حين رد على هاتفه باسما بحماس وبهجة اشتعل بريقها بنظراته الماكرة كما لم تكن قبل قليل بينما يستأنف نهاره برتابة معتادة، مليئة بالعمل ولا شيء غير العمل: سأكون عندكم بعد نصف ساعة إن شاء الله وسأهتم بالأمر، لا تسلموا الحالة لغيري.
أغلق الهاتف وعاد لتناول الطعام بحركات سريعة دفعت بورد إلى كتم بسمتها بينما والده يرمقه ممتعضا وحين لاحظ نظراتهما سويا سألهما مستغربا: ماذا بكما؟ يجب أن أسرع للجمعية قبل أن ألحق بالعمل حتى لا يقتلني أحمد باشا، تعلمان كيف أضحى حريصا على متابعة كل شيء بأنفسنا ليسير وفق نظامنا الخاص.
أطلقت ورد سراح بسمتها حين علّق ليث بامتعاض: لماذا تتعب نفسك؟ سأتولى أمر فحوصات الحالة، تستطيع الذهاب لعملك.
وضع علي كوبه بينما يجيبه بثبات: لا داعي لذلك أبي، إنه عمل خيري وأنا قادر على تنظيم وقتي.
كان ليث يضم كفيه تحت ذقنه محدقا به حين سحب احداهما ليلوح بها ساخرا: فيك الخير يا ولدي، أضحيتَ معروفا في الجمعية بتولي الملفات الصحية ولابد من أن المستشفى المركزي بات يقدم لك خدمات خاصة بسبب ترددك الدائم عليهم!
نهض علي متبرما والبسمة تحارب لتحتل شفتيه أمام نظرات والدته المراقبة بصمت: سأنصرف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حذره ليث بنبرة خلت من الحدة: إن سببت للفتاة مشكلة في مقر عملها، لن أرحمك ولا تظن بأنك كبرت على ما سأفعله بك.
تنهدت ورد بيأس وعلي يستدير إلى والده مجيبا ببسمة صفراء: لا تقلق يا والدي أنا أنضج من أن أسبب فضيحة لنفسي أو للفتاة التي أسعى للزواج منها.
نظرت ورد نحوه تستغل صراحته بالقول لتستفسر منه: إلى متى هذا الوضع يا بني؟
حينها اتسمت بسمته بالمرح الصادق بينما يجيبها قبل أن يغادر بسرعة: *قصتي مع ابنة تامر المنشاوي أكبر من أن تستوعبها رواية واحدة، لن أكون علي ابن العميد ليث الجندي والأستاذة ورد الخطاب إذن!*
:ماذا يقصد؟ هل يسخر منا؟
تساءل ليث بتحفز فردت عليه ورد بعد تنهيدة أخرى: من فضلك ليث! لا تعامله بتحفز، إنه رجل بحق الله!
مسد جانب أنفه يعقب بنزق: ونعم الرجال، يعلم ما يزعجني ويقفز إليه مباشرة.
رمقته ورد من بين رموشها بتعبير لائم ثم خاطبته بهدوء: لنأمل بأن توافق عليه!
تملك منه الغيظ بطفولية مضحكة بينما يهتف مستنكرا: لا والله! لماذا لا توافق عليه ابنة تامر؟
:ولماذا يجب أن توافق عليه من وجهة نظرك؟ لا تنس بأنها لا تعلم أي شيء عن ماضي والدها وهو في نظرها رجل مستقيم ملتزم ذو سمعة طيبة، وهي فتاة مجتهدة صاحبة أخلاق حميدة!
عقبت بملامح جادة، فرد عليها بحنق: من منهما ابنك تحديدا؟
لوحت بكفها اليمنى غير مصدقة مجرى الحديث: كلما فكرت بحيادية اتهموني بالبرود!
ارتفع حاجباه يستنكر مجددا: من هذا الذي تجرأ ونعتك بالبرود، أخبريني باسمه وسألقنه درسا، ليس هناك من هو أدفأ ولا أحن منك.
غزت البسمة تقاسيم وجهها المشع بالسرور ونهضت لتنتقل جواره ترمقه بتأثر قبل أن تقبل وجنته، فداعب جانب وجهها بحنو بينما يتساءل بحيرة: لماذا قد ترفض ابننا علي؟
غامت مقلتاها بشرود ترد عليه: ربما تفضل التركيز على دراستها، وتخصص الطب صعب لحاله كفاية أو ربما ترى نفسها أقل من علي بمقاييس الناس المجحفة وهناك خاطر آخر يراود فكري ...
تلكأت ثم تابعت: تفر منه محرجة وخجلة ببداية تعارفهما، ربما الفتاة تخشى أن يعايرها يوما ما بتساهلها بمراسلته!
أصدر ليث صوتا ساخرا بينما يعقب على قولها: من فضلك ورد، أنظري لطريقة التعارف بين الجنسين في عهدنا نحن فما بالك بهذا العهد، وبالمقارنة بما يحدث هما لم يقترفا ما يجعل أحدهما يحتقر أو يعير الآخر.
ردت تفسر له: فتاة كآية بتربيتها الملتزمة وقناعتها السوية ستفكر هكذا يا ليث، ليس كل الفتيات يستسهلن المراسلة مع الرجال مهما خلت تلك المراسلة من الكلام البذيء أو النية السيئة، يظل التصرف خطأ ونقطة تلوت سجلها الذي تتمنى بل وتسعى كل فتاة ليظل ناصع البياض أمام الناس وتحديدا من ترغب بالارتباط به....ربما تفكر هكذا!
جعد فمه تفهما ثم نطق بخفوت: ليقدم الله ما فيه من خير.
****
أمضى ساعات في الركض بين أقسام المستشفى لينهي فحوصات طفل صغير لا يستطيع أهله تحمل التكاليف الصحية بينما عيناه وقلبه يبحثان هنا وهناك عن واحدة تحديدا لم يلتق بها إلى الآن.
يعلم بأنه يجرب حظه فقط وليس من الضروري أن يجدها كلما استغل فرصة متاحة من القدر ليقتحم المستشفى حيث تخضع للممارسة الطبية إلى جانب الدراسة.
الفتاة تثير جنونه فعليا بفرارها منه ورفضها المستمر لمحاولاته للتقرب منها علنا وأمام أفراد العائلة، أولهم عمه حمزة لأنه وبكل بساطة لا يلتقي بوالدها إلا نادرا، ولولا استيعابه لواقعه ورزانته لتصرف بطرق شتى حتى يفوز بها، لكنه ما يزال متمالكا لنفسه يحاول بروية إلى أن يقنعها بالزواج منه.
شرد بفكره بينما ينتظر على بوابة قسم الأشعة الى لقائه بابن خالته غيث قبل سنوات حين أخبره بصراحة عن احساسه نحوها ونيته بالتقدم إليها، يتذكر كيف أصيب غيث بالبلاهة مستغربا من معرفته بابنة عمه البعيدة عنهم فاضطر إلى الكذب مدعيا بأنه التقى بها صدفة في إحدى فعاليات الجمعية هي ووالدتها فتعلقت بها نفسه ولأنه سمع من والدته عن اقتراح عمه حمزة ارتأى اخباره عن شعوره حتى لا يتورطون بوضع غير مريح لهم جميعا.
:املأ هذه الاستمارة في ركن المحاسبة فضلا!
تنبه للمرضة التي ناولته ورقة فأمسك بها وتوجه نحو ركن المحاسبة وفكره ما يزال يدور حولها، يستعيد رفضها المستمر لمبادلة حوار معه أو حتى النظر نحوه وكم استفزه ذلك مرات عدة وأوشك على اقتراف ما يدرك بسرعة أنه لن يساعد سوى بحشر مسافات أخرى بينهما ولا يريح قلبه سوى تركيزها على حياتها المختزلة في دراستها ووالديها بشكل جدي وصارم، على الأقل تغلق الباب في وجه جميع الذكور إلا كان ليفقد تعقله كلما صادف اهتمام أحد زملائها بها فتطفئ نار غيرته عليها بإهمالها وتجاهلها لهم.
إنها حقا تثير جنونه بجديتها وصرامتها واجتهادها كأنها لا تنتمي للأرض التي يمشون عليها وكأنها بمعزل عن الجميع، تحيا حياة بسيطة وضيقة حددت بنفسها حدودا معروفة لها وآمنة بطريقة مستفزة لرجولته ورغبته الحارقة للظفر بقربها وهي بعيدة .... بعيدة جدا بقدر قربها من قلبه.
تنهد بينما يستلم الورقة من المحاسب وعاد أدراجه قبل أن تتسمر قدماه قبالتها في ذاك الرواق المليء بالناس، تدفع عربة ما لم يدقق بها وعيناه تنشغلان بالتحديق بوجهها المتلون بألوان الطيف حياءاً وتفاجُؤاً قبل أن تهم بالمرور كعادتها متجاهلة لكنه ولأول مرة يتجرأ ويمسك بالعربة ليوقفها، فاتسعت أنظارها على وجهه بعدم تصديق قبل أن تتلفت حولها بحرج.
:سؤال سهل يا آية، هل أتقدم لخطبتك من والدك؟
انحسرت أنفاسها بصدرها ونبرته المفعمة بالرجاء واللهفة تعيث بأحشائها الفوضى وكم يثير في نفسها الغضب والحنق حين تفشل في الحفاظ على هدوء أعصابها بل وكيانها كلما ظهر في محيطها، إنها تحاول والله لوحده أعلم بمدى الجهد الذي تبذله لتنفيه من قلبها وحياتها لكن الأمر صعب وكلما ظهر أمامها أكد لها ضعفها وفشلها في تحقيق ذلك، لماذا هو تحديدا؟ إنها لا تكترث لغيره من الرجال ولا تعيد النظر نحو أحدهم مرتين، فلماذا يصعب عليها نزعه من أحشائها؟
:عن إذنك سيدي، لدي عمل.
تجاوزته بسرعة وتركته وحيدا مع خيبة جديدة وكلما ظن بأنه سيمل أو يحمله كبرياؤه المجروح بعيدا عنها ازداد عنادا وصرامة أكبر من صرامتها ليفوز بها.
لابد من أن يجد حلا، سيفعل! يوما ما! وربما حل ذلك اليوم قريبا.
*****
تحاملت على ثقل بطنها الذي شعرت به يشتد عن الأيام الماضية وخطت بروية نحو الباب برفقة صديقتها وطفلتها وقبل أن يبلغن باب الشقة أتتهن نبرة صوت العمة الجافة محذرة: لا تخرجي يا حزينة! ستلدين في الشارع!
زفرت ريفان بينما ترفع وجهها إلى السقف وياسمين تتبرم بشفتيها قبل أن تجيبها بمهادنة: لا تقلقي يا عمة إذا شعرت بوجع سأقلها للمصحة.... ألن تغيري رأيك وتأتين معنا؟
لوحت المرأة بيدها تعقب بنزق قبل أن تستدير عائدة من حيث أتت: لست قلقة ولا مهتمة، نساء آخر زمن لا يستطعن التزام بيوتهن حتى وهن على مشارف الولادة، لا أريد الخروج!
توقفت ريفان تتنهد بيأس فسحبتها ياسمين لتستأنف خطواتها إلى خارج الشقة بينما تسألها بحيرة: هل كنت تخرجين فعلا؟
رمقتها ريفان بنظرات مستنكرة فأضافت ياسمين معتذرة: عفوا لم أقصد لكن ما أعرفه أنك لم تخرجي طيلة فترة حملك إلا لماما وبعد أن دخلت شهرك التاسع.
عبرتا مدخل البناية جنبا الى جنب تتبادلان الحديث عبر حديقة الإقامة: إنها عمتي تثرثر بما تريده ويناسب مزاجها النزق دوما، آه! لكن أنا يقينة من كونها قلقة علي وبتُّ أخشى من كلامها بأني سألد اليوم.
ضحكت ياسمين ساخرة بتوتر: لا! ... لا تبدين على وشك الولادة،.... هل تشعرين بشيء؟
مطت شفتيها دون رد بينما تلمح همام يقف قرب سيارته يبتسم لهما بمجاملة وحياها قبل أن يحتل مكانه خلف المقود، فمالت ريفان تهمس لصديقتها بحنين آثار رأفة الأخيرة: رؤية زوجك يضاعف من ألمي لغياب شبل، فأنا ولسنوات تعودت على وجودهما إلى جانب بعض.
:آسفة، لكنه رفض حضوري لحالي مع بنفسج وأصر على أن يوصلنا لأي مكان نريده.
همست ياسمين بدورها فربتت على ذراعها شاكرة: بالعكس، أنا شاكرة لكما، ضقت ذرعا بجدران البيت وممتنة لكما جدا.
هزت رأسها وساعدتها على الدخول الى المقعد الخلفي جوار الصغيرة ثم أغلقت الباب لتجلس هي جوار زوجها.
:كيف حالك يا مفتشة ريفان؟
ابتسمت متهكمة تعلق: ما زلت تذكر، صديقك لقبني بضابطة لذا ظننت بأن الجميع نسي.
انعطف بالسيارة بينما يجيبها بمجاملة: شبل ينسى؟ لا أظن!
ثم تابع مبتسما بمرح: وإن فعل كان الله بعونه، فمركزه صعب ويستهلك قوته البدنية والذهنية.
هزت رأسها بصمت فتناظر مع زوجته يسرها حديثا خاصا بهما تحفه البسمات حتى بلغوا وجهتهم الأولى، فركن قريبا من بوابة البناية التجارية وترجلت ياسمين لتفتح الباب لصديقتها تساعدها على الترجل بينما الصغيرة تنزل من الباب الآخر حيث ينتظرها والدها الذي ضمها وقبلها ثم تأكد من لحاقها بوالدتها وانتظر إلى أن لوحت له.
تنهد مستندا على سيارته وسحب هاتفه ليطلب رقم صديقه الذي لم يتأخر عن الرد عل الفور: السلام عليكم همام، ما الأخبار؟
:عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله كل شيء بخير، دخلتا البناية وسأنتظر قليلا قبل رحيلي إلى ما أريد قضاءه في انتظارهن.
شعر بتردده قبل أن يستفسر عما يقلقه: كيف هي؟
حرك رأسه مجيبا: كالنساء الحوامل، إنها تبلي جيدا لا تقلق... إنها المفتشة ريفان علام يا حضرة الضابط ممتاز.
زفر بقنوط يستحضر ضعفها الذي لا يعرفه سواه، حاجتها إليه التي لم تعد تخجل ولا تتحرج من ابدائها له واستكانتها الناعمة إلى أمان أحضانه الخشنة، زوجته القوية أمام الجميع ترمي أسلحتها وتتخلى عن واجهتها في حضرته وتعبر عن ذلك بالكلمات الصريحة في مكالماتهما، فيزداد انزعاجا في بعدها وتفكيرا في حل مريح يجمع بينهما في مكان واحد.
لم يتخيل قبل زواجه منها بأنها تبحث عن الرجل المناسب لترمي حملها الذي ضاقت منه ذرعا عند قدميه وكان ذلك أكثر ما يؤرقه أن تظل حاملة لراية القوة والاستقلالية عنه كزوج لها، لكن العكس هو ما حدث! فيحمد الله على رزقه فيها يدعوه المزيد من السكينة والتفهم بينهما وتتملك منه رغبة قوية بأن يقابل ثقتها به بالاحتواء وحبها له بالعاطفة الصادقة.
: هل ما تزال معي؟
أجفله صوت صديقه فرد عليه متنحنحا: أجل أنا هنا، شكرا لك يا صديقي.
:مرحبا بك، كيف حالك هناك؟ متى ستعود؟
استدار همام ينظر نحو بوابة البناية الزجاجية الضخمة بينما يصغي لرد صديقه: كالعادة، نرتب لعودة الوزير بعد غد إن شاء الله.
هم همام بقول شيء ما لكنه تراجع يضيق عينيه على البوابة قبل أن يخبره بدلا من ذلك: أظن بأن عليك طلب عطلة مستعجلة يا شبل.
:ماذا؟ ل... ماذا يحدث... همام!
لكن همام نسي أمر الهاتف وهو يفتح الباب الخلفي لزوجته التي تهتف بفزع وهي تساعد صديقتها الشاحبة لتحتل المقعد الخلفي: انفجرت مياه الرأس يا همام، خذنا للمصحة!
تأكد من ركوب ابنته وأغلق الباب ثم أسرع ليقود السيارة وريفان تهتف بفزع: صدقت عمتي! يا إلهي لقد صدق قولها! آه! يا إلهي يا ياسمين أشعر بشيء ما يخرج.... سألد في السيارة! يا إلهي!
:أسرع يا همام بالله عليك.. لا تقلقي يا ريفان... تماسكي قليلا!
بدأت الصغيرة بالبكاء خوفا من توترهم وهمام يركز على الطريق حذرا وغافلا عن الهاتف الذي لم يغلق بعد وشبل يصغي لكل ما يحدث!
***
*بعد ساعات*
بخطوات مهرولة دخلت إيمان المصحة يلحق بها زوجها سالم وشقيقها أمين مع زوجته الخنساء التي تمسك بيد العمة ترشدها الى الطريق: أخبرتها لكنها لا تصغي أبدا، تظن بي الخرف والجنون.
لمحت إيمان ياسمين تخرج من غرفة ما باسمة بفرح تخبر زوجها بشيء ما وتقبل ابنتها التي يضمها، فأسرعت إليها تسألها بقلق ولهفة: كيف هي يا ابنتي؟
طمأنتها بفرح بينما تضم كفيها تبشرها بالخبر السار: إنها بخير مع طفلها، أنجبت صبيا بصحة جيدة والحمد لله.
تنفست إيمان الصعداء وضمتها بقوة وعيناها تتغرغران بدموع الفرح: الحمد لله، ألف حمد وشكر لله.
أشارت إلى الغرفة حيث نقلوها بعد الولادة فأسرعت إيمان بالدخول يلحق بها الجميع وظلت هي مع زوجها تخاطبه بملامح منبهرة: لو رأيت الصغير يا همام، جميل جدا تبارك الله، خليط بين ملامح ريفان والضابط ممتاز، أحببته جدا.
تبسم لها بحب يتابع حركاتها فلمعت مقلتاه بينما يناكفها: بنفسجتي تحب أن تحظى بشقيق، أليس كذلك يا بنفسجتي؟ طفل صغير تلعبين معه؟
داعب ذقن ابنته التي ضحكت توافقه بكلمات طفولية بينما ياسمين تبتسم بخجل وتشير إليه بتوعد صامت: شقيقي صغير ألهو معه ونرقص مع تاتا ريناد ونلعب لعبة الاختباء مع تاتا هناء.
ضحك همام وياسمين تتساءل باستغراب: الإختباء؟ ما هذه اللعبة؟
تمالك همام نفسه يعقب بنبرة رائقة: هل تختبئين مع تاتا هناء من تاتا ريناد يا بنفسجتي؟
هزت بنفسج الصغيرة رأسها باسمة بمكر طفولي فانفجر همام ضاحكا قبل أن يخفض صوته حين نبهته ياسمين بكونهم في المصحة: أختاك خرجتا عن السيطرة يا همام.
:دعك من كل شيء وأخبريني هل ما زلنا على موعدنا الليلة؟
هزت كتفيها تجيبه: لا أعلم؟ الغرفة بها سرير إضافي لكن والدتها هنا، لذا لست متأكدة حقا!
سمعا صخبا ما فالتفتا إلى مدخل الرواق حيث ظهر شبل يهرول نحوهما بملامح متوترة وبدلة مجعدة: السلام عليكم.
كان يلهث بينما يضمه همام يهدئ من روعه فيبادله العناق ويقبل الصغيرة ثم يشير برأسه إلى ياسمين: عليكم السلام، إنهما بخير، اهدأ ولا تقلق! مبارك عليك ما وهبك الرحمن، ياسمين تقول بأنكما رزقتما طفلا جميلا وبصحة جيدة، بارك الله لك به ورزقك بره.
تنفس بعمق يحدق به للحظة قبل أن يضمه مجددا يرد عليه لاهثا بغبطة: بارك الله فيك، شكرا لك... الحمد لله... الحمد لله... أين هما؟
أشار له إلى الغرفة فأسرع إليها بعد أن شكرهما مجددا وياسمين ترمق زوجها بشفقة قبل أن تقترب منه وتريح رأسها على كتفه كما تفعل ابنتها.
بوعي متردد بين النوم واليقظة شعرت بحضوره قبل أن تسمع صوته يرد المباركات ففتحت عينيها بمشقة تحارب النوم المزعج الذي يستولي عليها في وقت تريد فيه وبشدة التأكد من حضوره وللحظة ظنت رؤيته ناظرا نحوها وهو يجيب زوج والدتها وخالها بلهفة واهتمام مجرد هلوسة وخيال ...خيال جميل متجسد به يحمل طفله منها يحدق به منبهرا كأنه يهابه ثم يقربه منه ليهمس له على الأغلب يؤذن قرب أذنه ثم قبلته الحانية على رأسه قبل أن يعيده لوالدتها ويتحرك نحوها.
أغلقت عينيها تتنهد بسؤالها الذي دفع بالجميع الى الخروج قليلا ليمنحوهما بعض الخصوصية: هل أنت حقا هنا؟
تأكد من خلو المكان حولهما واقترب منها ليجلس قربها يريح بدنه وليتمكن من تأملها والاطمئنان عليها: وأين سأكون؟
ابتسمت بضعف تجيبه بتلك الحالة من الطفو فوق السحاب: لقد أتيت، كنت أعلم بأنك ستكون هنا حين أحتاج إليك... أنا أحبك يا شبل... أحبك....
استغرقت بالنوم هانئة أمام نظراته الغائمة والتقط كفها يضمها بين يديه قبل أن يلمس جانب وجهها، يهمس لها بصدق ما يخفق به قلبه: وأنا أحبك ريفان... لو تعلمين قدر حبي لك لتفاجأت مثلما أتفاجأ كل يوم...
دق الباب فترك وجهها دون كفها بينما يستدير إلى والدته الباسمة له بفرح، فنهض يستقبلها هي وفراس المرافق لزوجته وصغيرهما ثم حمل إليهما طفله بروية وتمهل يكاد قلبه يتوقف من فرط سعادته وكل تفكيره منحصر بانزعاجه من كثرة غيابه وقد أضحى بعده عن أسرته تعاسة تهدد استقرار كيانه.
****
أبلغتهم الممرضة بعد ساعة أخرى بوجوب رحيل الجميع وإن كان لابد من بقاء شخص أن يختاروا واحدا فأصرت إيمان على البقاء وغادر شبل على مضض، ضائقا من عدم تمكنه من توديعها وهي غارقة بنومها لكنه قرر العودة بعد أن يغتسل ويتسطح قليلا ليستعيد نشاطه.
***
ألصق علي جبينه ببلور النافذة لمكتب شقيقه في الشقة المجاورة لشقة سكنه، تلك التي رفض أحمد مغادرتها حتى بعد استعادتهم لشركتهم الأصلية مركز مجموعة الجندي، كما رفض الانتقال معهم الى قصر الجندي، وظل يدير الأعمال من شقته، فاضطر هو للعودة ليعمل على قدم وساق واجتهاد متعب في ظل متابعة شقيقه الصارمة والحازمة.
:علوش!
استدار إلى ابنة شقيقه الراكضة نحوه وتلقفها يقبل وجنتيها معقبا بعتاب مزعوم: متى ستتوقفين عن علوش هذه؟ وتحترمينني قليلا أنا عمك بالمناسبة.
طبعت على وجنته قبلة صاخبة ثم ضحكت تجيبه: أنت عمي علوش، حبيبي علوش... هيا أنزلني يا علوش!
أنزلها ثم نفض كفيه ببعضهما يأسا بينما أحمد يخاطبه ببعض التشفي وهو ينضم إليه: نبهتك كثيرا وأنت تمازحها بأنها لن تهابك لكنك أصريت والآن تحمل نتائج معاملتك معها...
تبرم بشفتيه يزمهما جانبا قبل أن يجيبه بينما يحتل أحد المقعدين قبالة مكتب أخيه الذي جلس على الآخر: لست منزعجا، لا أريد للفتاة أن تهابني بل أريدها أن تعتبرني صديقها...
لوح بكفه بإهمال يغير مجرى الحديث: استدعيتك لأبلغك بأنني اخترت الفريق الذي سينظم حفل المجموعة السنوي.
عقد علي جبينه فتابع أحمد مفسرا: ورد رشحت قريبة زوج ياسمين فضل الله، فتاة لديها شركة مبتدئة *مناسبات الهناء* اتصلت بها وطلبت مقابلتها اليوم ظهرا، بدت لي فتاة مسؤولة كما قالت ورد ومنظمة وهكذا نشجع الشركات الصغيرة وأيضا نستفيد من التكاليف المنخفضة.
هز رأسه بتفهم يناقشه: لا مشكلة، لكن فقط لنتأكد من مستوى تنظيمها، فالشخصيات رفيعة المستوى كما أن حضور باسل يعني حضور والده وبالتالي حضور المستشار، وهناك أيضا جعفر الأصيل وعدني بالحضور لأنه عائد مع زوجته الأيام المقبلة.
:أنا متفائل بها، الحفل رجالي مئة بالمئة حرصت على ذلك، وسيكون عمليا ورسميا، ليس هناك مجال لأي تهديدات لذا أنا مطمئن.
هز كتفيه باستسلام: ليكن إذن.
صمت يشرد بما حدث في المستشفى أمام أنظار شقيقه الثاقبة يقرأ ملامحه ككتاب مفتوح: هل التقيت بها اليوم؟
:ها؟!
نطق بسهو تبسم له وأعاد عليه سؤاله، فرد عليه بوجوم: أجل وهربت مني كالعادة.
تجعدت شفتا أحمد بينما يعقب باستغراب: قصتك محيرة، وكل يوم أقتنع حقا بأنك تكن لها مشاعر صادقة وقوية.
التوت شفته ببسمة ساخرة والتقط كرة بلورية من فوق سطح المكتب يلهو بها بين كفيه: سيقتنع الجميع سواها، والغريب في الأمر هو موقفي، كلما تهربت مني ازددت انجذابا نحوها بدلا من أن أشعر بجرح في كبريائي.
:إنه سحر الممنوع يا أخي.
نظر نحوه حائرا فأضاف: كل ممنوع مرغوب؟
فهم قصده فأعاد الكرة مكانها بينما يومئ نفيا بثقة: لا يا أحمد، صدقني! شيء ما فيها أو فيما حدث بيننا يجعلني أتفهم موقفها... ربما لأنني رجل أستخف بالأمر لكن حين أحاول التفكير تحت عباءة فتاة يافعة نشأت داخل أسرة ملتزمة أتفهم هروبها ورفضها لوجودي بحياتها..
:إذن لماذا تصر على إقحام نفسك بحياتها؟
تساءل أحمد مستغربا فرد عليه بصلابة: داخلي رغبة جارفة لأبرهن لها عكس ما تفكر به، وهنا ...
أشار الى صدره متابعا بعبوس جاف: رابط قوي يجذبني إليها لا أستطيع الفكاك منه، أشعر بها جزء مني لا اعلم كيف! ولن أهدأ حتى أضمها إلي وأقنعها بأن مكانها معي.
صمت أحمد يحدق به بتفكير، فنهض علي يخطو نحو النافذة مجددا يتأمل السماء المليئة بالغيوم تعكس أضواء المدينة، يفكر بها كما يحتل كيانها هي الأخرى شاردة على سريرها في بيتها القابع بالجانب الآخر من المدينة تتظاهر بالنوم الذي يجافيها وهي في أمس الحاجة إليه في ظل ركضها المتعب بين دراستها وممارستها الطبية، فتعبس ناقمة ولسان حالها يهمس بنزق: علي الجندي مزعج.. مزعج للغاية!
***
كان الوقت متأخرا حين غفت بنفسج الصغيرة على أريكة الردهة للشقة الصغيرة المستأجرة من طرف همام ليقضيا بها الليلة.
أشار إليها همام قبل أن يبسط ذراعه إليها ليسحبها من الأريكة المقابلة فقامت بهدوء تبتسم بجذل، ثم لحقت به إلى الغرفة الوحيدة بالشقة حيث ضمها إليه متحركا معها كأنه يراقصها، فضحكت بخفوت تعقب: هل تعلم بأنني أحببت وتعودت على هذا الرقص الأحمق دون موسيقى.
ضحك بدوره قبل أن يجيبها وهو يديرها حول نفسها في المساحة الصغيرة، فتدور حولها أطراف فستانها البيتي الأخضر كما تطير حولها أطراف خصلات شعرها المتحرر من عقاله: لأنه جميل بالفعل، فأنا كما أخبرتك من قبل لا أرقص...
:حقا!
:بكل تأكيد، لذا إن أعجبك حقا فحافظي عليه دون مسمى حتى لا يختفي.
ضحكت وهي تضع كفها على كتفه وتسند رأسها إلى كتفه الآخر تتنهد: آه لا من فضلك! أي يكن أنا أحبه وكل شيء منك مقبول وعلى رأسي.
قبل رأسها هامسا بمرح: سلم الله رأسك يا زوجتي الحبيبة.
رفعت وجهها تنظر إليه بصمت، يكتفيان بالبسمة المعبرة والنظرات الصارخة بأحاسيسهما الدافئة، لا ينسى للحظة موقفها حين تقدم الى أهلها وعلى يديه سلاح دماره الذي تلقفته وحولته بسحرها إلى حديقة غناء من الورود والأشجار المثمرة، غير ناسٍ دور حماته ليحظى بياسمينة قلبه ولا حكمة العميد ونظرته الثاقبة، لن ينسى موقف عائلتها نحوه أبدا وسيظل يحمل في قلبه امتنانا واحتراما كبيرين لهم، عند ذلك الخاطر قرب جبينه من جبينها يهمس لها من فيض عشقه لها: أحبك ياسمينتي ...
فهمست له متأثرة بصدق مشاعره المشعة من عينيه: وأنا أحبك يا همام...
وعلى نغمات قلبيهما العاشقين تراقصا للحظات طوال غابا فيها عن العالم تحفهما غيمات من الدفء والعاطفة العميقة بصدقها ووفائها.
***
تسلل إلى الغرفة بهدوء متوقعا نوم الدة زوجته لكنه تفاجأ بها تصلي فتوقف مكانه إلى أن أنهت صلاتها ونهضت تقابله ببسمة حانية: سأنزل الى الحديقة قليلا فأنا لا أشعر بالنعاس.
:شكرا لك.
غمغم بحرج وخطا نحو ابنه، تفقده ملامسا وجنتيه ورأسه ثم قبله قبل أن يستدير الى زوجته الغارقة بنوم عميق، جلس قربها وظل يحدق بها إلى أن تململت وفتحت عينيها تنطق بنعاس: أنت حقا هنا!
اتسعت بسمته يرد عليها بمرح: أليس لديك حديث آخر أم تفضلين أن أقرصك لتتأكدي من وجودي.
عبست بطريقة مضحكة فسحبها إليه يضمها بقوة ويقبل جبينها، يضيف بحنو: ها أنا ذا أؤكد لك بأنني هنا.
تشبثت به بيأس أوجع قلبه فطوقها بحنو يهدئ من روعها الى أن ابتعدت عنه قليلا تمسح على وجهها: كيف تمكنت من المجيء؟
حرك رأسه بينما يجيبها: اتصلت بنائب الوزير.
صدرت عنها ضحكة أقرب لشخرة بينما تعلق: الضابط ممتاز شبل لجأ لواسطة من عمه ... لا أصدق!
اقترب من وجهها يجيبها بتحذير مزعوم: لا تثيري سخط ضابط نزيه على نفسه، سيترك العمل برمته، أو يعود حالا ويترك زوجته وطفله الحديث الولادة، أحذرك!
رمقته من بين رموشها بتعبير غامض، فتنهد بتعب: الفكرة تملأ رأسي يا ريفان... عمي جمال تنصل من منصب وزير الدفاع بذكاء وقبل بمنصب النائب على مضض، لا أشعر به سعيدا... وأنا كذلك ولحسن حظي لست بمنصب يصعب علي تركه.
زفرت تحرر أنفاس صدرها ثم عقبت : آل الأبيض والنزاهة، الناس يتهافتون على المناصب والمراكز وأنتم تفرون منها، لكن ذلك يأتي في صالحي وأنا يا زوجي الحبيب موافقة ومرحبة بقرارك.
ابتسم بتأثر لكلمة الحبيب، فأضافت بعدما تمطت بتعب: بالمناسبة كأنني سمعت منك كلمات غريبة وحسبتها حلما...
فكر لبرهة ثم ابتسم بمرح ماكر بينما يجيبها: ربما هي حقا حلم.
منحت أعلى ذراعه ضربة وهنة من كفها وهي تعاتبه: هيا أخبرني بقدر حبك لي... هيا تشجع وأخبرني وأنا واعية.
ضحك مبتهجا ثم راوغها: أخبريني أنت أولا...
عبست ثم نظرت نحو ابنها قبل أن تعود إليه تخبره بنبرة دافئة: كنت أعلم بأنه صبي ولم أخبر أحدا لأنني لم أخبرك... كنت أخشى أن لا يكتمل الحمل مثل سابقيه وتحزن...
رقت نظراته وضم كفيها بكفيه بينما تضيف بحنان: لكنه شجاع مثلك ومقدام وعنيد في مقاومته وجهاده في سبيل ما يسعى إليه ولا أتخيل له اسما سوى شبل... شبل الأبيض.
فتح شفتيه يهم بالتعليق مذهولا فرفعت كفها تغطي فمه لتمنعه: أرجوك شبل، لا ترفض أمنيتي هذه، أريد أن يكون لدي ابن على اسمك كما هو منك، دعني أحقق أمنيتي ورغبتي، أن أربي شبل الأبيض آخر مثلك يشبهك بنخوتك ورجولتك ونزاهتك وضميرك الحي وخشيتك لخالقك.... من فضلك لا ترفض!
عجز عن التعبير وترك المجال لنظراته تبلغها بما يحمله لها في قلبه الى أن أضافت بنبرة ناعمة: هل تعلم الآن قدر حبي لك!
أراحت رأسها على صدره فطوقها يجيبها بحب: لو تعلمين يا ريفان... لو تعلمين ما أحمله داخلي نحوك لتأكدت من أن كلمات الحب كلها تفقد معانيها أمامي... حبي لك مواقف تسردها عليك الحياة، وعاطفتي نحوك قرارات تخطها الأقدار الرحيمة بنا.
تلاحقت أنفاسها ورفعت رأسها ترمقه بنظرات عاشقة، والنبض الصارخ يرج صدرها، ومن يملك النبض سواه شبلها فيعلو الوجيب معلنا انتماء القلب لمالكه، ذاك الوجيب.... وجيب الريفان.

تمت بحمد الله
****







**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 30-08-22, 11:27 PM   #340

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 54x( الأعضاء 16 والزوار 38)‏**منى لطيفي (نصر الدين )***, ‏رحيق الجنان, ‏سلومي العجلان, ‏لافن, ‏سحر عطية, ‏romiakoke, ‏someia, ‏al gameel rasha, ‏حجاجيه على, ‏الطاف ام ملك, ‏ام ثائر حبايبة, ‏نسمات العبير, ‏بوفرديا, ‏yasser20, ‏سناء يافي, ‏مومو الفوزانأدوات الموضوع


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.