آخر 10 مشاركات
356- القلب الذائب - صوفى ويستون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          اكليل الصبار ج1- من س اني عشقتك -قلوب أحلام زائرة- بقلمي:زهرة سوداء(مكتملة&الرابط) (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          كبرياء ورغبة - باربرا كارتلاند الدوائر الثلاث (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1634Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-22, 10:20 PM   #51

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روزيتا ضياء مشاهدة المشاركة
غسان ماله بجد ايه حصل
. وليه فريدة مش حاسة بيه الصراحة اول مرة يصعب عليا
ولسا فريدة هتبهرنا بحالتها دي العجيبة🙂🙂🙂


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 10:21 PM   #52

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روزيتا ضياء مشاهدة المشاركة
نورا وجعت قلبي ياترى ليها فرصة مع موسى ولا لا..
أثير وكريم بجد بجد جلنار دي نهايتها سودا متهدتش
فرصة مع موسى اززززااااااي فكري فيها كده..
أثير وكريم التطور الطبيعي لأي زوجين عايشين مع حد زي جلنار


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 10:22 PM   #53

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روزيتا ضياء مشاهدة المشاركة
الفصل الأول
تطور غير عادي في الجزء ده السرد وربط الأحداث..
موسى ماشاء الله من سيء لأسوء وده المتوقع اصلا انسان رخو اوي..

ميرال الحية خلفت بجد متغاظة.. مشهد القفلة صعب اوي اوي..
الصورة الي شافتها مريم صعبة..
انا متشوقة اوي الجاي
حبيتي تسلمي والله..
ميرال والله خايفة تعيطوا عليها 🙂🙂


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-22, 10:24 PM   #54

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,629
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
شكرا على الفصل 💖💖💖💖💖💖💖💖💖
تسلمي ❤❤❤❤❤❤🤍 حبيتي


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-22, 04:57 PM   #55

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,521
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير اجمل اسوم

**لا . .ليس وهما** الحب الصادق الذى يتمكن من نفس المرء ويمتلك عليه كل جوارحه ويستقر بقلبه ليس وهما بل هو الحقيقة الوحيدة التي تجعلنا أدميين نحمل تلك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب
ما تعيشه مريم هو ذلك الشعور الذى يشعر به المرء بعد تعرضه لصدمه تفقده الإيمان بأحاسيس وثوابت كان يراها الحياة نفسها .
وأعذرها في حزنها لمرأى طفل يامن وهي من فقدت طفلها من فرط ما تعرضت له من قسوة وواقع مر حرمها حتي كينونتها وأسمها ونسبها وكلمات مسمومة ألقاها يامن عليها فكانت كالسهام نفذت لتلك النطفة التي تحملها برحمهافيلفظها جسدها
لو مريم تعيش حالة طبيعية لأدركت ان مشاعرها تجاه يامن هي مشاعر مريضة لشخص لا يستحقها لم ترى منه ما يجعلها تتمسك بذكرى منه
ربما هو الاسي والتأسي علي الحال فتختلط عليها الامور

**حيرة لا تنتهي** حوار الشقيقين جاء باردا شكلا ولكن صادقا مضمونا
يامن مازال يعيش وهم إمتلاك مريم وعودتها إليه
لكن غسان لخص له المعوقات بصرف النظر عن موقف مريم
هل سيمنحها الحب..هل سيعيد لها طفلها..هل سينسيها ما مرت به؟
والإجابة بالنفي طبعا
بينما مشاعر غسان بدأت تشتاق فريدة رغم مرور عام علي هذه الحياة الجديدة الغير محددة المعالم هو يريدها بحياته تحت اى مسمي بينما شعوره بالذنب تجاهها يجعله لا يستطيع أتخاذ خطوة تجاهها
وهي كما هى لا تستطيع ان تأخذ طور آخر غير السكون والركود لا تدرى ماذا تريد؟
والغريب انها لا تنفر من غسان وبنفس الوقت لا تكن له مشاعر
او انها لا تفهم نفسها وإلا ما بقيت معهم
خاصة انها لاريب تستشعر تغير غسان وأنها لو اصرت علي الرحيل لن يمنعها
كما ان تعلقها بالفتاتين ليس قويا حد انها تتمسك بالبقاء من اجلهم

** أزيز الشيطان**
موسي والدرك الذى هوى به
ليس بحاجة لشيطان يسحبه لقاع الجحيم
ولكنها حيلةالإنسان الازليةعندما يسقط ذنوبه وعجزه عن التوبة علي غيره
وكأنه تاب بالفعل وهو يرجعه عن توبته
هو لم يتب بل اصابه القرف ..فحتي الإنحراف وإنعدام الضمير طعمه علقم قد يعطي المرء متعة وقتية ولكن يظل ذلك التيه والضياع والإنحدار هو ما يعلق بحلقه
حياةالغرب الماجنة مثلا لم تعطي لاسعادة ولا راحة نفسية لمن يمارس كل اشكال المجون باسم الحرية
موسيx علي إنحطاطه إلا انه نشأفي بيئةملتزمة
وما زالت امه الطيبةتذكره بالصلاة والإلتزام
كما أن له اختا لايرضى لها مصيرا كمن يرافقهن
وتلك المهندسة الجديدة رهف والتي نفر منها وحاول إفهام قرين السوء انها زميلة
إلا ان بوق الشيطان أعلي فالمراة مطلقة ولبسها متحرر وتعمل وحدها ببلد غريب
اى أن مسوغات الشيطان باستمارة الغواية واستحلال أعراض الآخرين قد استوفت شروطها
بئس المبررات وبئس الصحبة السيئة
ما وصل إليه موسي لايبشر بتوبة لا قريبة ولا بعيدة
فالنفس عندنا تتشوه بهذا الشكل وتتلوث الروح ويسقط الجسدصعب ان يتم التخلص من ادرانه

**يا هلا بخديجة**x ماعانته ريتال كان كثيرا وصعبا جدا فدخولها لمرحلةالإدمان علي يد المجرم إلياس وعلي مرأى من والدتها التي لم تبال بإنهيار إبنتهاصعب علي أى إنسان
وقدقيض الله لها عثمان إبن عمها وزوجته الطيبة
ورغبتها بتغيير إسمها مع تعليم سارة لها اصول دينها امر جيد
هي الآن بتركيا بعيدا عن الخطر وعن بناتها أيضا
لكنها تفكر بالرجوع لمصر فقد اشتاقت بناتها فهل تضمن أمنها وامنهم وسلامتها
فقد استطاعوا الوصول لها من قبل والسيطرةعليها
فماذا عن الآن هل تغير الوضع أماذا؟
**جزاءا ..لا عقابا** مايمر به مازن من غربة ووحشةلوطنه الذى يتنسم رائحته في سما ووالدتها ليس عقابا بل هو ما يستحقه
فالجزاء من صنف العمل هو جعل الجميع مغترب عن نفسه حتي وهو ببلده
اسلوب منحل إنتهجه لحياته بلا رداع من اخلاق ولا وازع من ضمير
ولم يلم نفسه بل كان جبانا ليظل هاربا لولا تعرضه لذلك الحادث وإقترابه من الموت لما استيقظ ذلك الضمير ويبدأ ينتبه لحاله ويحيا بجدية
لكن ما الثمن ؟ هل هو من دفع الفاتورة أم غيره
فليدفع فاتورته إلي أن تظهر بوادر أمل لحل ما جنته يداه أو يكون رجلا ويعود ليتحمل عقابه وجزاء أفعاله
**لست أم** جولنار تثبت دائما انها جولنار ذلك الكائن الأناني الذى لا يرى سوى نفسه ولا بحفل بأولاده
ولا بأى قيمة من القيم.. تهين إبنتها العائدة بعد غياب وتتحدى أثير وتشعل النهار باستدعاء من كانت خطيبة كريم السابقة وحبيبته
بكل بساطة هي تضرم النيران
ولكن تحدى اثير لها يبين ان الامر لن يكون سهلا
لكن كريم ايضا شخص غريب ..قلبه جامعة عربية
**عاصي علي الفهم** اعجب كثيرا لإثنين يعشقان بعضهما كيف يخضعان لضغط من حولهم من اجل الإنجاب
ليس كل البشر ينجبون فهي حكمة الله والحياة لن تتوقف والحلول كثيرة فالتبني متاح
ولا يفسد الإنسان حياته بالزواج علي زوجته ولا يجني الجميع سوى التعاسة
وبالفعل عاصي ضعيفة وهي تتنازل عن حقها بزوجها وراء تخاريف إمرأة مسنة
خاصة وهم ببلد لا يتيح التعدد..اراه منتهي التخاذل والضعف
كم من اناس لديهم الكثير من الاطفال وليس بينهم سعادة بل تعساء واحياناينفصلون
وكم من أناس اختاروا الحياة والرفقة طول العمر واكرمهم الله بالرضا وراحةالبال
عاصي ايضا تشعل النار واذا كان ناصر متمسكا بها الآن
فبفعل موقفها لن يتمسك بها بل سيبحث عما تريده ووفق رغبتها وبالاخيرقد لا يصبح لها مكان بقلبه وحياته
وتكون ضيعت حظها كما يقولون

سلمتي حبيبتي علي الفصل الجميل الذي تتدرجين فيه بالاحداث صعودا عن سابقه بشكل مميز ومتمكن من الحوار وحبكة الموضوع والإبداع في الأسلوب
دمتي بكل الخير والتوفيق


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-22, 09:26 PM   #56

روزيتا ضياء

? العضوٌ??? » 490990
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » روزيتا ضياء is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني
المواجهة دائماً وأبداً صعبة وبعض الأحيان تمكث أسفل متاهة المستحيل!
وإن كانت هي توقعت وتخيلت أن مواجهته لا شيء يذكر, مجرد عبث فارغ لا ضرورة له بالمرة .. فهي حقاً خاطئة !
ابتسمت داخلها بسخرية عارمة تجتاحها بكل هدوء , تضع أمام عينيها كل الحقائق عارية دون غطاء ستر تحت مسمى النسيان !
والنسيان هنا كذبة وربما وهم عاشت فيه وأقنعت دواخلها به !
وهنا أمام ملامحه كانت تقف جامدة وغضبها يتسارع .. يتقافص ثم يشتعل ثم يقتلها كل ذلك بهدوء قاتل .. بارد .. حاد كحد سيف صدأ يقتلها ببطيء متلذذ بأنينيها ونزفها حد الثمالة !
نيرة كانت تجلس كما هي لا تقوى على تحريك أي من أطرافها تنقل نظراتها بين مريم تارة وتعود لشقيقها تارة أخرى !
تتعلق نظراتها بالصغير الذي بدأ بالاستسلام لسلطان النوم تاركا لزوج من الأعين تتبارى في حرب نزف باردة !
فلا خاسر هنا ولا منتصر !
خرج صوته مرة أخرى يكرر سؤاله بنبرة مختنقة بعض الشيء وإحساس يكتنفه داخل فقاعة من الندم :
-اخبارك يا مريم!
مريم لا تجاوب ولا تفلت نظراته , كانت تتأمله بغموض قبل أن تتقدم من الحاسوب أكثر ,ترفع أناملها بارتعاش وصل لنيرة , وبعدها أغلقته بحدة , توجه صدمتها له ولها!
ابتعدت ثم جلست على السرير المواجه لنيرة تهتف بنبرة صلبة تطلق تساؤلها بجمود يخالف ضجيجها الداخلي:
-هو يامن خلف من ميرال
تشنج جسد الأخرى .. تبتلع ريقها وهي ترمقها بحذر ثم أومأت برأسها دون أن تضيف أي حديث يلازم الإجابة, تلتزم بالصمت , تشعر وكأنها على صفيح ساخن ..
تود أن تهرب من مريم , فالموقف لا يحتمل ولا هي كذلك!
مطت مريم شفتيها , تطلق ضحكة ساخرة تسألها بوجع يحتل نظراتها غير منطوق بلسانها وحديثها:
-اسمه ايه!
والحيرة من نيرة وهي تتأملها بحاجب معقود فكانت وكأنها تحيا التيه ولا تعرف عن من تسأل :
-مين!
استقامت من مكانها , تسير بعض الخطوات ببطيء تقف أمام المرأة تتأمل نفسها بقنوط تام..!
تمسك إحدى الخصلات .. تتلاعب بها تعيد السؤال بصيغة مالحة لجرح قد أقيم الآن مراسم فتحه من جديد وكأننا بالأمس حيث السقوط والصدمة:
-ابنه اسمه ايه يانيرة
أجابتها بتوتر وهي تعض شفتيها .. ويدها تتلاعب بقلم أسود ترسم به بعض الخطوط الوهمية علي ورقة بيضاء:
-مروان!
استمعت للاسم والتفتت لها ترمقها بنظرة ثابته لا إهتزاز فيها أو شرود .. تبتسم وهي تحمل حقيبتها هاتفة بهدوء :
-يتربى في عزه ..
ساد الصمت للحظات قبل أن تخرج مريم هاتفها رادفة دون النظر لنيرة:
-أنا هطلب بيتزا , تطلبي معايا!
اهتزت نظرات نيرة وهي تولي مريم كل التأمل والمحاولات لسبر أغوارها ..
هل هي لا تهتم فعلا أم أنها تحترق خلف قناع
الجليد ؟!
اقتربت منها بتردد , متحدثة بتأثر والعبرات باتت وشيكة من التحرر تبحث عن اعتذار مناسب لأجلها:
-انا اسفة يامريم
ابتسمت بتهكم .. تلقي بهاتفها داخل حقيبتها مرة أخري, تشملها بلا مبالاة حقيقة , تقف عند باب الغرفة توليها ظهرها رادفة ببرود:
-شكلك مش جعانة , تصبحي على خير!
خرجت من غرفة نيرة دون أن تنتظر الرد وبسرعة الريح كانت تسارع الخطوات حتى وصلت أخيراً إلى غرفتها تفتح بابها بأنامل مرتعشة , تدخلها سريعاً وكأنها تلقي نفسها داخل هوة من الحجب , هذا الحجب الذي تريده الآن حيث تستطيع الصراخ!
وكانت هنا الصرخة بين طيات وسادتها البيضاء , والصرخة تبعها عبرات حارة لا هوادة في تحررها!
والعبرات تبعها تشنج جسد فتحت جراحه تواً!
وتشنج جسدها تبعه ألم نابع من داخلها يحثها مرة أخرى على الصراخ , فتعود الدائرة مرة أخرى من البداية!
استقامت من مكانها تمسح عبراتها بظهر يدها كطفلة !-
تستل هاتفها , تضرب بعض الأرقام فيأتيها رنين الجهة الأخرى تنتظر هي الرد!
_الو, ازيك يامريم..
باغتت مريم بسؤال سريع , يحمل بين طياته الاتهام:
-انت مقولتيش ليا ليه ان يامن خلف يا ماما!
أغمضت منى عينيها بتعب وملامحها المنهكة منذ عام مضى لم تشفى بعد من إنهاكها تهتف بخفوت بارد:
-وده يهمك في ايه, أو هسأل بطريقة تانية ده يخصك يامريم!
قاسية وهي تعلم.. تعرف أنها الآن تصارع انفعالاتها ومخاوفها وبشدة!
تعلم أنها تكبح أنينها وتكتمه بصعوبة , تعلم أنها تتم نحرها هنا في تلك الليلة!
ولكن هي تعلم أن بعض الأشياء يجب نحرها كنحر الشاة حتى لا تتعذب!
همست مريم بنبرة تحمل من الألم ما يكفي:
-عندك حق , عندك حق ميخصنيش في حاجة !
رقت منى في الحديث تهتف بنبرة متعاطفة تسأل بطريقة مباشرة:
-مريم انت لسا بتحبي يامن!
السؤال كان طرحه بسيط وجوابه مفقود داخلها , تسارع بيده تكتم شهقاتها بصعوبة , تهز رأسه نفياً ووجعاً وقهراً ..!
هل يمكن أن تخبرها ببساطة أنها لا تعلم الإجابة وإن ادعت القوة والجمود؟!
وإن ادعت الصمود والمضي قدماً دون الإلتفات للخلف! رغم أنها تلتفت وتلتفت مرات ومرات!
هل يمكن أن تصرخ بوجع يطاردها في أحلامها يوماً بعد يوم, يحتل نور نومها .. يحيله لظلام معتم .. دامس!
-أنا مبقتش عارفة حاجة , أنت عارفة أنا عاملة زي ايه!
أحنت منى كتفيها بتهدل متحدثة بهمس هادئ .. حزين:
-زي ايه فضفضي يامريم!
انفجرت مريم بالبكاء دون أدنى سيطرة , تاركة لنفسها العنان بإخراج ذلك الألم الحادث من رؤيته..!
لم تتوقع أبداً أن رؤيته ستعيد الماضي من جديد, رؤيته ببساطه أعادتها عند تلك النقطة حيث فقدت جنينها وعرفت حقيقة نسبها..!
ومنى تستمع بقلب يتألم لأجلها ينشطر لحالتها..
تهتف مريم بصوت متقطع من بين شهقاتها بنبرة مريرة:
-أنا تعبانة, مش كويسة , انا هكدب لو قلت نسيت, أنا لسا مريم الي عاوزة يطبطب ويحن عليها , وفي نفس الوقت مبقتش اصدق الحب بقيت أكره واشوفه وهم وسراب..
توقفت عن الحديث وهي تشعر أن كل ما يحدث فوق طاقتها ثم تكمل بخفوت بارد:
-انا اسفة تعبانة وهنام!
هتفت منى وهي تغمض عينيها علي الطرف الأخر, تستوعب حالتها جيداً:
-نامي يا مريم , واعرفي ان الحب مش وهم!
أغلقت معها وبقيت مكانها كما هي على السرير شاردة وبتمرد انغمس بلا منطق استلت هاتفها تلمس شاشته بأنامل باردة.. مرتعشة , تدخل على الحساب الخاص بميرال على الفيس بوك تتصفحه بتردد يزداد كلما لمست شاشتها تمر عليها بنظرات مترقبة ..!
وفجأة كانت صورة ميرال مع صغيرها , الصورة كانت تؤلم .. تشطرها وكأنها في مهب ريح !
عبراتها لم تتوقف بل ازدادت وقلبها كان يموت!
اغلقت هاتفها ثم رفعت عينيها لسقف غرفتها تنظر للفراغ بتعابير شاردة حتى غلبها النوم
والنوم أصاب الجسد ولكنه نفر من القلب والروح!
نامت والسؤال هنا مطروح وبقوة ..
هل حقيقي أن الحب لذته ساعة وألمه طوال العمر؟!..
أم هو مجرد سراب يناوش القلب بحماس ينهكه فيتركه بعدها يتألم, يحيا بتيه دهاليزه المعتمة دون أي إضاءة حتى لو من جحيم مستعر!

********************************
يتبع
السؤال هنا مريم عاوزة ايه بالظبط🙂🙂🙂


روزيتا ضياء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-22, 09:27 PM   #57

روزيتا ضياء

? العضوٌ??? » 490990
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » روزيتا ضياء is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
في بعض الأحيان يرى أحدهم في منطق فاسد أن الحب وهم كبير!
يحكي العاشق لنفسه حكاية ويخلق المحبوب متجاهلاً في قرارة نفسه أن هذا المحبوب يعج بألف إغراء وأنه هو نفسه ذلك العاشق الذي يجذبه تلك الألف لا سواها ممزوجة بباء رغبة!

أمسك بصغيره بعد أن غفا على قدمه يحتضنه برفق بالغ . يقبل رأسه ثم يضعه على سريره الخاص به..
يفكر إن كان زواجه من ميرال سقطة سقط فيها بإرادتها , فإن صغيره أمل يمس القلب بحنان بالغ..
هبط إلى الأسفل عندما وجد فريدة تجلس مع والدته بينما عهد وعلا يقفزون حولهم في صخب محبب لروحه .., اصطدمت به علا شبيهة والدتها !
فخملها بين يده يقفزها لأعلى عدة مرات يتأملها بتركيز هاتفاً بمشاكسة:
-اه يابنت غسان طالعة حلوة بزيادة , لما تكبري نص شباب مصر هيجروا وراكي , بعيونك الخضرا وشعرك الاصفر ده
قبل خدها الأيمن بينما عهد تقف تنظر له بفضول , يقترب منها يحملها بين يده هي الأخرى متحدثاً بصخب عالي موجهاً حديثه لوالدته:
-انا شايف اخطب واحدة منهم لمروان الاتنين احلى من بعض!
ابتسمت والدته بفتور , تهز رأسها دون أن تتحدث ومازالت تحت تأثير مكالمة مريم وبكائها!
هتفت فريدة بنبرة هادئة :
-اقعد يا يامن الغدا قرب
ابتسم لها ثم سألها مباشرة:
-هو غسان فين
اشاحت بنظراتها بعيداً عنه رادفة ببرود:
-رجع من الشغل وقاعد في المكتب..
تركهم بعد ما قالته وذهب لأخيه الأكبر! الذي كان في تلك اللحظة يعمل على حاسوبه الخاص نافضاً جميع مشاعره المتناقضة داخل روحه التي تنبع مرارة .. تهاجم حياته بقوة حتى وإن كان غارقاً في سلام يختلقه أحياناً!
رفع نظره على صوت يامن:
-ايه يابني بنادي بقالي فترة!
أغلق غسان حاسوبه , يرجع رأسه للخلف ثم يرجع مرة أخرى سريعاً هاتفاً بملل:
-خير في إيه..
جلس الأخر على مقعد يقابله يعانق نظراته الجليدية متحدثا بنبرة تحمل تساؤلات عديدة:
-وبعدين ياغسان هتفضل كده لحد امتى
أشعل اخيه لفافة تبغ هاتفاً ببرود وهو يستقيم من مكانه يدور بالغرفة يعطيه ظهره متأملاً حديقة منزله من نافذة الغرفة :
-كده ازاي مش فاهم
تأفف يامن يضرب بقبضته على المكتب صارخاً:
-انت مش شايف ازاي , مش شايف برودك ..
صمتت قليلاً يتنفس ثم يعاود بلهجته الغاضبة:
-انت بقيت بعيد عن الكل عني وعن نيرة ..
توقف قليلاً ثم أكمل بلهجة جادة:
- بناتك .. ومراتك فريدة!
- تشنج جسده لذكرها , فمع ذكرها تعود الذكريات وكأنها الأمس!
وبعودة الأمس يعود سعير روحه الملطخة بإثم غير خالص التوبة داخل دهاليز الانتقام !
فريدة ذنبه وراحته!
ألمه وخلاصه من الالم!
عقابه ومكافأته!
القى بلفافة تبغه من النافذة في نفس الوقت الذي تساقطت به الأمطار على الأرض تغسلها وتطهرها متمنياً أن يحظى بفرصة كتلك التي تحظى بها الأرض!
هتف بهدوء يخالف وجعه :
-فريدة !
التفت إلى يامن متسائلاً:
-تفتكر هتسامحني في يوم! هتقدر تنسى وتتعايش , هنبقى زوجين طبيعين!
عقد يامن حاجبيه قائلاً بحيرة:
-انا اصلا مش فاهم ايه وصلكم كده ياغسان , انا كنت بدأت احس انكم عايشين عادي
ضحك غسان بخفوت تحول صخب , يصفق بيديه قائلاً:
-عادي , وهو بدايتنا كان عادي!
اقترب منه مكملاً بهدوء متهرباً من كل شيء:
-مالك شكلك مش مظبوط
ابتسم بشرود هامساً بحنين التقطه غسان في نبرته :
-شوفت مريم وانا بكلم نيرة
مسح رأسه قائلا وهو يجلس على إحدى المقاعد القريبة منه متجاهلاً اسم نيرة بصعوبة:
-وبعدين
هز كتفيه وهو يشعل لفافة تبغ هو الاخر هامساً بجدية:
-مسيرها ترجع ليا!
انهى جملته وهو يشير لنفسه بخيلاء ذكورية , يتخيل أنها هنا عائدة لأجله ..!
ونفسه تؤكد له وهل لها غيره تعشقه؟
يخرجه أخيه من حالة هوسه الزائفة من خلف دخانه الكثيف بصرامة حادة:
-انسى مريم , مش هترجعلك, اسمع مني يا يامن انا عارف بقول ايه!
يهتف يامن مسرعاً بلهجة تحمل اصرار وكأن مريم شيء يمتلكه ورجوعه أمر فرغ منه كل شيء ولم يتبقى سوى العودة:
-مريم بتاعتي
يقترب منه الاخر يسيطر عليه بنظراته الحادة التي تسبر أغواره , يتحدث وهو يضع يديه على كتفيه الاثنين يخبره بأمر هو يجهله :
-مريم عاوزة الحب انت هتديها الحب, بلاش ده هتعوضها عن ابنها الي راح , عن تعاستها معاك!هتعوضها عن الكسر الي جواها
تهرب يامن بنظراته فيكمل غسان بجدية يبتر تملكه بحد بارد .. مؤلم:
-مريم مش ليك ولو فكرت بس تأذيها انا ساعتها هنسى انك اخويا! مريم بنت عمنا وانا الي هحميها!
عقد يامن حاجبيه متهرباً من سطوة شقيقه التي تخرسه , يود لو يعترض على ما يقوله ولكن هذا كان درب من المستحيل هو رجل يحيا داخل بوتقة من مبالغة مضللة والتي باتت تصاحبه كظله!

بينما الاخر يبتعد عنه ينظر من نافذة الغرفة مرة أخرى ! يتهرب من كل شيء بتألمه للسماء التي اختارت أن تمطر في تلك اللحظة..
يجول بعينيه يتابع قطرات المطر المناسبة على النافذة فتقع نظراته في تلك اللحظة عليها !
سبب عذاب ضميره المشتعل فلا يريحه ولا يموت!
تدور حول نفسها وقطرات المطر تتساقط عليها .. تغمرها وتعانقها !
ناوشته ابتسامة وهو يراقبها يمسح رأسه بتوتر وهو يتأمل ابتسامتها وإغماض عينيها بنظرات ودودة! خصلاتها المبتلة التي التصقت بوجهها في تمرد على الانسياب والجاذبية للحركة!

ولكن فجأة التوى كاحلها .. يتابعها وملامحها المتألمة تحثه أن يسرع و يخرج لها تاركاً خلفه يامن الذي مازال يحيا فلسفة تحت مسمى عبث الحب! غارقاً في ذكريات الماضي حيث..
شهرزاد!

وهناك كانت تدور وتدور , تعشق المطر وان كان يضر وإن كان يقتل.. وإن كان خلاص!
تعانق القطرات بروحها المفقودة علها تعود للأبد !
تغسل عالمها مع كل استدارة ترتمي بأحضان المطر وكأنه عاشق تتشبث به وتعطيه الحب دون حساب ولكن فجأة التوى كاحلها فيلازم الالتواء والسقوط صرخته خافتة! وملامح متألمة..
تستند على يدها في محاولة منها أن تعتدل وتستقم مرة أخرى ولكن باءت المحاولة بالفشل , وجدت في تلك اللحظة من يحملها دون أي مقدمات ومن يجرؤ على فعلها سواه!
رجل خارج التوقعات دائماً وأبداً يثير حنقها وغضبها وفي نفس الوقت برودها !
هتفت بنزق وهو يسير بها في اتجاه المنزل:
-نزلني هعرف امشي
ابتسامة ساخرة ارتسمت على جانب فمه دون أن يمنحها نظرة واحدة يكمل طريقه هاتفاً ببرود:
-لا واضح انك هتعرفي , انت مكنتيش عارفة تقومي اصلاً
خبطت كتفه بغضب يجتزه فأخر ما تريده ذلك التواصل الغريب القائم في تلك اللحظة..
صرخت به وهي تتمرد بين يديه:
-ميخصكش , ابعد عني
تجاهلها تماماً يتركها تثرثر كما تشاء متأففاً من داخله هي حقاً مثل باقي النساء يعشقون الثرثرة والجدال..
صعد بها للأعلى بخطوات سريعة وقد بدأت تهدأ, يتأمل حالتها بعصبية شديدة فيصرخ بها:
- اهدي بقى انت صغيرة بترقصي تحت المطر
هزت رأسها بخبال و بعض خصلاتها الفحمية تتناثر حول وجهها والاخر يتشبث بسكونه ملتصقا بها .. تحاط في هالة وحشية ذات جاذبية غامضة.. ترفع أصبعها في لهجة تحذيرية أمام عينيه:
-انا كنت بدور حوالين نفسي مش برقص
رفع إحدى حاجبيه وهو ينظر لها , يقترب منها ببطيء, نظراته لا تحيد عنها أبداً, يقترب أكثر وتبتعد أكثر !
ويتأملها هو أكثر و تتهرب هي أكثر!

يشرف عليها بطوله هاتفاً بعد فترة تعانقت فيها النظرات في تحدى مبهم يهدر ببضع كلمات أثارت حنقها :
-ليه ساعات بحس انك عندك ربع ضارب
حاولت أن تعتدل.. تعترض على ما يقول ولكن التواء كاحلها لا يساعدها أبداً !
يرمقها بجفاف يشير لها بيده أن تهدأ متابعاً حديثه وهو ينحي لمستوى قدمها:
-وريني رجلك يا فريدة
لم ينتظر منها أن تمتثل لأوامره ..أمسك بقدمها الملتوية , فتطلق هي صوت يدل على ألمها .. يهتف باهتمام ونظراته تحتويها:
-انت محتاجة دكتور عشان نطمن ولو ان افتكر هيبقى حاجة بسيطه
هزت رأسها تتهرب بنظراتها من هذا القرب الغريب الذي لم تعتاد عليه تهمس تهرباً:
-ليه صاحبتي دكتورة هكلمها
أومئ لها يتابع هو بلهجة متوترة :
-انت محتاجة تغيري هدومك على فكرة هتاخدي كده برد
ساد الصمت بينهم وعندما وجدها مازالت كما هي ..اقترب منها يمسك بيدها هامسا :
-اسندي عليا عشان تمشي
امتثلت لحديثه توليه الأمر.. تستند عليه ..تمسك بيده بينما ذراعه يلتف حول خصرها في رسالة تشبه العناق!
الأمر برمته غريب وغير متوقع ولا تنكر أن لطفه وحنانه في تلك اللحظة أصاب شيء ما مفقود داخلها, اقترب بها من خزانة ملا بسها , يمد يده يفتحها قائلاً:
-اختاري حاجة تلبيسيها
فعلت ما قاله في هدوء تام بينما هو مازال كما هو مكانه يساندها دون تأفف.. أو ملل..
بعد أن اختارت ملا بسها التفتت له ..هامسة:
-خلاص خلصت
فيساندها تعود بخطواتها الى السرير يجلسها أعلاه قائلاً:-
-افتكر هتعرفي تبدلي هدومك وانت قاعدة
احنت رأسها خجلاً وإيجاباً وهو ينحني لمستواها :
-هخرج انا لو في حاجة نادي عليا
كان المشهد هنا ثابت غير قابل للحركة , إحساس يتغلل بروحه في تلك الحظة بسبب ذلك القرب الذي لم ينعم به قرابة عام !
رفعت عينيها .. تعانق نظراته تهمس :
-شكراً
هز رأسه بثبات , يقترب أكثر منها -وكأنه -على وشك إقتناص قبلة ! يرفع يده .. يمرر أنامله برقة وهو يلامس خصلاتها ينشد راحة مفقودة منذ أكثر من عام !
لحظة هنا خالية من الماضي تجمعهم., هي تعانق نظراته .. تتأمله وهو يقترب أكثر فأكثر ولكن فجأة !
يبتعد , يمسح خصلاته بتوتر يعاود النظر لها هاتفاً دون أن يعي لما يقوله:
-انت حلوة يافريدة!
وبعدها خرج سريعاً وكأن هناك عالم من الجحيم ينتظره ..
أما هي فكانت تنظر لأثره بتيه وحيرة , هل أخبرها أنها حلوة! وهل كانت هي تتوق لقربه أم ثباتها دون حركة جراء صدمة من قرب مفاجئ تراه ربما مهلك!
غسان ابو العزم رجل دائماً وأبداً يربكها بطريقته الخاصة !
أغمضت عينيها بوجع , تكتنفها حسرة على حياتها المبهمة المعالم!
تهتف أن هذا كثير جداً, تتناسى قاعدة الحياة(لا شيء كثير جداً)
هو رجل أخفى اسراره بعناية حتي أن روحه باتت لا تعرف تلك الأسرار فقط عقله من يعرف !
خرج هو مسرعاً يمسح رأسه بتوتر مدمجة بعصبية , غاضباً.. ساخطاً على كل شيء!
تباً إنه يشتاق لها , أم أن جسده يعلن عن رغبة وليدة !
فريدة باتت له امرأة كغصن شجرة فقدت أوراقها في خريف مظلم, فعانقتها قطرات المطر فمات الخريف في أوراقها الماسية , التي بددت ظلامه بلمعانها!
هي ببساطة قطرة غيث من شتاء حالم, نسمة هواء باردة في صيف حار, رياح نقية في ربيع مختال, وورقة شجر خضراء في عناد خريف!
والسؤال يهاجمه مرة أخرى!
هل يتركها بلا عودة أم يأسرها بلا خلاص؟!
************************************
يتبع
تصدقي يافريدة خنقتني جدااا


روزيتا ضياء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-22, 09:30 PM   #58

روزيتا ضياء

? العضوٌ??? » 490990
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » روزيتا ضياء is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
الجنة الحقيقية هي تلك التي فقدت بسبب عائد لنا وحدنا!
هنا كانت تترنح الحقائق بثبات في اتجاه اليمين مرة واليسار مرة أخرى في عتمة ذكريات النسيان يأبى المرور بها واضعاً إياها في عتمة الوجود!

تستيقظ فجأة مشاعر مبهمة تجبر ذلك الحنين أن يستيقظ ..
حنين إلى ماضى لا يعلم أن كان يندم عليه أم يريد وصاله!

المه هنا كان كالقرح التي تتأجج وتتغلغل بالجسد فتزيد من وجعه ..تبتر جرحه القديم بندب جديد لم يشفى بعد!
كان بهاتف شقيقته منار عبر هاتفه المحمول وهو يتابع عمله على إحدى البرامج الهندسية:
_يا منار قلت مش عاوز انزل مصر دلوقت..ماتيجوا انتم ولا انت مش عاوزة تعملي شوبينج بدبي..
قاعدة صحيحة ومثبته..المرأة تهوى التسوق وشقيقته انثى على اعتاب التوهج في مرمي الحياة .. وصخبها!
هتفت على الطرف الآخر وهي تجعد انفها بتفكير ويدها تلمس طرف حجابها الوردي..:
_بس ماما مش راضية تسافر يا ابيه..
همس بخفوت حتى لا يسمعه أحد بينما يستقم من مكانه حاملاً بين يده لوحة خاصة بمشروعه:
_زني عليها يامنار دانت حريقة زن يابت هتغلبي يعني..

ضحكت وهي تصعد إلى الxxxx القاطنة به تهز رأسها فرحاً وتوقاً لزيارة دبي والتمتع بالتنزه والتسوق بها كأي انثى غيرها عاشقة لمبهجات الحياة:
_خلاص هزن وراك رجالة متقلقش..

هتف بمرح يشاكسها وهو يقف أمام الباب الخاص بمديره:
_طيب يازنانة انا ورايا شغل اقفلي بقى..
أغلق معها وبانتهاء الحديث اختفت البسمة التي ناوشته معها... وكأن تلك الانفراجة التي تتلاعب يشفيه تأتي فقط مع شقيقته الصغرى..

دخل إلى مكتب مديره بالعمل .. يعرض عليه آخر تعديلات مشروعه الأخير ليتفاجيء حينها بإحداهن جالسة على على المقعد المقابل لرئيسة..بملامح باهته!
هتف رئيسه ما إن وقع نظره عليه:
_اهلا بشمهندس موسى. .. كنت لسا هطلبك..

ثم التفت بنظره للأخرى الجالسة قبالته متحدثاً بنبرة ودودة:
_اقدملك بشمهندسة رهف.. هتشتغل معانا هنا.. وياريت تعلمها نظام الشغل هنا..
اوميء موسى مغتصباً ابتسامة يوجهها لرئيسه دون الالتفات لها هاتفاً بنبرة جامدة:
_طبعا تحت أمر حضرتك ممكن بس نشوف التعديلات على المشروع الأول..
هتف رئيسه بايجاب:
_طبعا واهي فرصة رهف تشوف الدنيا عاملة ايه..
ضيق يكتنف موسى.. شعور يجتزه بنفور تام تجاه تلك المخلوقة التي لم تزعجه إلى الأن بشيء..!
ضجيج يتسارع داخله ولا يعرف لما .. ربما ملابسها الضيقة بعض الشيء بشكل ملفت..!
وربما لأنه مّل النساء وكفى!
بدأ بشرح تعديلاته بسلاسة تامة.. يتحاور مع مديره بحرفية رجل عاشق لعمله بل ويتقنه!
همست رهف وهي تتابع الحديث باعتراض خجول وهي تشير بيدها على اللوحة:
_انا عندي اقتراح ليه مننقلش الفندق هنا شايفة مكانه أفضل..
هتف موسى بغضب سريع .. متجاهلا لمديره ولاصول اللياقة بالعمل:
_انا شايف هنا افضل.. مش هتعرفينا شغلنا..
تشنج جسدها من طريقته.. باهتزاز طفيف بعينيها التي تخبره أنها على وشك تحرر عبرات !
صمت متوتر ساد بالغرفة قبل أن يهتف المدير بلهجة يشوبها المرح.. استحلال منه لذلك الجو القاتم:
_معلش يارهف هو موسى عصبي شوية بس هو اكفىء مهندس هنا.. وهتتعلمي منه كتير..
ابتسمت هي ببطيء ترفع عينيها لأعلى.. تكبح رغبتها في البكاء بصعوبة شقت قلبها الناشد لوحده تتيح له الانهيار..
_موسى اتفضل انت وبشمهندسة رهف وابدأوا شغل النهارده..
قالها مديره بلهجة جادة مما جعله يطلق تأفف داخله من كل شيء..
خرج هو وهي خلفه.. يلتفت لها متحدثاً بلهجة فاترة وهو يشير بأصعبه :
اتقضلي انت مكتبي هناك ده اسبقيني وانا جاي..

تركته دون أي كلمة باتجاه المكتب الذي أشار له ..
اما هو كان يسارع كل انفعالاته الداخليه من غضب ونفور..
يحاول بصعوبة التخلص من جحيم منطق خلقه بيده أن الأنثى هلاك..!
كان شارداً عندما جاءه صوت صديقه ماجد بنبرة متشربة بخبث مماثل لطبيعته:
_العب... الصاروخ الارض جو الجديد هيشتغل تحت ايدك..
موسى هنا يسيطر على نفسه بصعوبة قبل أن يلتفت له متحدثاً بجفاف:
_عاوز ايه ياماجد..
غمزه بتلاعب وهو ينظر بتلك الجالسة أعلى على بعد بضع خطوات منهم غير منتبهه لهم بالمرة:
_هعوز ايه يعني .. بس الي ياكل وحده يزور..

لا ينكر أنه يشارك ماجد لياليه الصاخبه هو وصحبته..
لا ينكر أنه برفقتهم يهدم ثوابت طاعة العادات والتقاليد.. وقبلهم الدين..
ولا ينكر أنه برفقتهم يتجرد من أيقونة الخير والشر في عِداد لا أخلاقي ... فيتبع نفسه وهواه دون رجوع!
هتف وهو يرمق صديقه بنظرات ضيقة.. غامضة:
_دي زميلتنا في الشغل وشكلها قريبة بشمهندس ايمن.. وبعدين كفاية عك بره..
لوى ماجد شفتيه بحركة تحمل التهكم والتحد في توازي منفرد يقترب من صديقة يضع أمامه حقيقة وواقع عاري يصر هو على ستره برداء شفاف:
_مابلاش مباديء فارغة..عك جوا زي عك بره.. كله واحد يابن غريب..
شيطان..
صحبة سيئة..
شر يتغلغله ببتر يرفض التحرر..
يكمل ماجد.. يزرع شكوكه .. يبث سمه في روحه المعتمة.. يقتل أمل وليد في تأثر وشيك من حديث والدته:
_الي متعرفوش رهف دي مطلقة.. ومعندهاش خبرة في الشغل
ينظر لها بخبث يكمل حديثه بنبرة هادئة.. باردة.. سامة:
_قلي انت الهانم قدرت تاخد الوظيفة هنا ازاي.. بلاش دي هو في ست محترمة اهلها يسيبوها تيجي هنا وهي مطلقة..
ابتعد عن موسى يشعل لفافة تبغ.. يمد له بواحدة كذلك..
يتابع قائلاً:
وبعدين انت مش شايف لبسها.. يابني ركز..

يشعل موسى التبغ.. ينفث الدخان.. يحارب ضجيج روحه..
نفسه السليمة وروحه النقية تجاهد الوصول للسطح ولكن..!
الشيطان هنا ينتصر وهو يبتعد عن صديقه وحديثه عن رهف يتخمر داخله.. يتشربه.. ويثير داخله الشكوك!
موسى انسان نصفه يحارب والاخر يموت في قاع الفقد والخطأ!..
هو رجل يفقد إقتداره على العودة ..
رجل قاع روحه سقطة.. زلة.. موت!
اما هو مجهول لنفسه ولا يعرف أي مخلوق بات عليه!
فهل من توبة.. هل من عودة..
هل من موسى جديد!!
يتبع
وهو عشان رهف مطلقة يبقى خلاص بعني..
هو موسى ده نهايته ايه بالظبط


روزيتا ضياء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-22, 09:32 PM   #59

روزيتا ضياء

? العضوٌ??? » 490990
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » روزيتا ضياء is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
العودة دائما تحمل في طياتها خوف..!
خوف من ماضي..
خوف من حاضر..
خوف من مستقبل..
خوف من الحياة ككل!
وهي خائفة تارة , وتارة أخرى تشعر بأمان ينطفئ بشعلة الذكريات المريرة..
أشباح تهاجمها وهي تحاربها بكل قوتها -وعزمها.. البقاء في ساحة الحرب الذي يقيمها العقل أمر ينهك نفسها ويستنفذ طاقتها ومشاعرها!
ولكنها صامدة.. باقية .. تحارب من أجل العودة التي اتيحت لها..
مر بها كابوس الأمس محملاً بقسوة صورتها وسقوطها عندما كانت تقع أسفل قدم إلياس..
الذكرى حقيقة .. مؤلمة , تبتعد عن أيقونة كابوس و أضغاث أحلام!
الذكرى مريرة وكأنها الأمس..
كانت تقع أٍسفل قدمه بملامح منتهية .. شاحبة .. مستهلكة لا حياة فيها..
تهتف بتوسل مرير وهو تحك جسدها بطريقة هيسترية .. تنظر لوالدتها التي تتابع إنهيارها وسقوطها بجفاء تام..
-أرجوك الياس أريد جرعة.. أرجوك انا اموت
والياس هنا به اختلال وجنون ينبعث من عينيه وجسده ككل وكأنه تواق لذلها ونهايتها بهوس مرضي غريب ..
ينحني لمستواها يجرها من خصلات شعرها .. يغمض عينيه باستمتاع مع كل تأوه صارخ يخرج منها يهتف بهمس بارد:
-اممم صراخك يسعدني يا صغيرة, ألم اخبرك ان لا تحاولي الهرب..
ينفرها بيده .. ينزف رأسها جراء ارتطامها بالأرض..
يهتف بصراخ ..
-لا ولم تكتفي بذلك بل ساعدتي أكثر من عشرين فتاة على الهرب..
يقف بخيلاء وهوس يشير لوضعها بازدراء يتابع حديثه:
-اذا هنيئاً لك ما انت فيه.. هنيئاً لك السقوط والموت يا صغيرة..
وريتا هنا لا تشعر بشيء سوى رغبتها بجرعة تريحها من هذا العذاب .. من هذا الجحيم الذي ينهش جسدها بتأني ..
تقترب منه تتمسك بقدمه .. تكاد تقبل حذائه تهتف بيأس وموت :
-أرجوك الياس أنا اموت ..
تبتلع ريقها وهو تحك جسدها بصورة ميته مثيرة للشفقة والوجع.. تتابع برجاء وتوسل:
-أرجوك ..
تصمت وتعود مرة أخرى تعيدها..
-أرجوك!
ومع كل رجاء تطلقه يضحك هو بصخب منفر, اخرج من جيبه بالنهاية لفافة بلاستيكية صغيرة .. يلوح بها أمام عينيها .. يفتحها ببطيء ثم يفرغ ما بها على الأرض أسفل قدمه ..
يشير لها .. يهتف بقوة :
-هيا .. ها هي الجرعة ريتا!
خرجت من الذكرى تحجب باقي الصورة عندما أقدمت هي تفعل ما يقوله ..
تغمض عينيها ثم تفتحها .. تهز رأسها عدة مرات .. تغتصب ابتسامة ..!
تحمد الله أن كل ذلك أصبح مضى وانتهى!

نظرت حولها حيث جالسة على مقعد في حديقة منزل عثمان والذي توليه زوجته اهتمام كامل..
تلاعبت الرياح بخصلاتها فتعيد ترتيبها ,شاردة في عالمها الجديد أو بمعنى آخر بعالمها الحقيقي..
هذا العالم الذي كان من المفترض أن تولد فيه وتنموا داخله ؛ ناوشتها ابتسامة حزينة على ما كان وما مضى!
ودمعة تخالف الابتسامة تتمرد فتتألم على عمرها الضائع!
جلست بجانبها سارة زوجة عثمان بن عمها مما جعلها ترسم ابتسامة حقيقة على وجهها وهي تلتفت لها ..
اردفت سارة بابتسامة وهي ترتب لها خصلاتها بحنان وكأنها أم لها , وكأنها وليدتهم الثانية ,فمنذ أن جاءت تركيا وهي تتولى مهمة تعريفها دينها .. بل مهمة إغداقها بالحنان كابنتها البالغة من العمر خمس سنوات..:
_كيف حالك اليوم ريتال.؟!
اصاب ريتال الوجوم بعد ما قالته سارة مما جعل الاخرى تهتف بتساؤل:
_ريتا هل هناك ما يزعجك!

هزت ريتا رأسها نفيا ثم قالت بطريقة غامضة:
_اكره اسمي سارة..
ارتدت سارة للخلف تنظر لها وهي عاقدة حاجبيها:
_تكرهين اسمك لما؟, ريتال اسم جميل!

نفت برأسها فتكمل وهي تتلاعب بيدها:
_اريد اسم آخر .. اسم جديد كبدايتي الجديدة

في تلك اللحظة كانت ابنة سارة الصغيرة تدخل من باب المنزل مع والدها..
تلوح بيدها وتقفز بمرح.. محدثة صخب محبب للجميع.. اسرعت الصغيرة ترتمي بأحضان والدتها ثم بعدها بأحضان ريتا تهمس لها بطريقة طفولية:.
_اشتقت لك كثيرا
ابتسمت لها ريتال.. ترى فيها عهد وعلا تسمع منها حديثها ونمنمتها فتتخيل توأمها.. تحيا معها أمومة مفقودة منها !
تدسها بأحضانها أكثر .. تقبل رأسها ويدها ,
فيهتف عثمان من خلفها بنبرة ودودة مرحة:
_خديجة اتركي عمتك ريتال في حالها الآن وهيا للأعلى تبدلي ملابسك ..!
تشبثت الصغيرة بريتا اكثر مما جعلها تضحك بخفوت..
التفت عثمان يجلس معهم بعد أن منح زوجته قبلة أعلى رأسها هاتفاً بنبرته الحنونة الدافئة:
_كيف حالك يابنة العم..
هتفت ريتا بسعادة كونها تعشق أن يناديها بابنة العم! اللقب نفسه يمنحها شعور الانتماء والجذور..
والهوية..
_انا بخير بألف خير..
ضحكت سارة وهي تربت على يد عثمان المعانقة ليدها قائلة بمرح:
_ابنة العم تريد أن تغير اسمها يا ابا خديجة..

ابتسم عثمان بتفهم.. يعلم أنها تسعى جاهدة أن تمحوا اثار الماضي للنهاية فأردف بنبرة متفهمة لها ولدوافعها يجاريها فيما تريده:
_هل اخترت اسم ريتال..
نظرت له بحيرة قبل أن تتلاعب خديجة بخصلاتها الشقراء فتتأملها بحب.. تتوه بملامحها الجميلة... تشرد بها ..
تبتسم وتلمع عينيها ليخرج اسم واحد منها:
_خديجة!
اومأت الصغيرة :
_نعم عمتى..
قبلت أعلى جبهتها ثم قالت وهي تنظر لعثمان وسارة:
_سأغير اسمي لخديجة..
وتلك كانت بداية جديدة وعالم جديدة!
هنا ريتا تدفن أخر بقايا الماضي بلا عودة..
هي هنا تولد من جديد بميلاد جديد !
هنا تولد أنثى من رحم المعاناة .. تناضل جحيم مستعراً داخلها يجتزها فتحاربه بإيمانها وقوته الوليدة!
هنا خديجة .. أنثى..
أم..
أمل..
هنا عودة لوطن مفقود!
هنا حياة!

وهمس أخير لعثمان بتساؤل تريد إجابته:
_متى العودة لمصر..اشتقت لصغاري عثمان ..

******************************
يتبع
ريتا وجعت قلبي بجد

shezo and Lamees othman like this.

روزيتا ضياء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-22, 09:34 PM   #60

روزيتا ضياء

? العضوٌ??? » 490990
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » روزيتا ضياء is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي مشاهدة المشاركة
على أعتاب الماضي لا تقف كثيراً, لا تجعله يتغلل على روحك, يكتنفك داخله في بؤرة سوداء تواظب على جلدك بلا رحمة!
اهرب من الماضي قبل أن تجد نفسك على أعتاب يأس يعود بك لنقطة البداية!
في إحدى المطاعم كان يتناول طعام الإفطار الخاص به .., فقط شطيرة من الجبن ومعها قهوته السوداء..
كان يتابع الجميع داخل المطعم الصغير القريب من عمله , يبحث في ملامحهم عن لمحة لوطنه ورجاء بعوده يتعثر داخله بالمستحيل!
جلست أمامه فجأة سما بابتسامتها المشرقة دوماً منذ أن تعرف عليها, تلك الابتسامة!
تلك البراءة!
هذا النقاء!
كل ذلك يجتمع بها كأنثى مضيئة بطريقتها الخاصة..
هتفت بعد أن طلبت كوب من القهوة وهي تغمزه بمرح:
-مكنتش اعرف انك من رواد المطاعم للفطار
ضحك بخفوت وهو يعتدل قبالتها , يرتشف ما تبقى بكوبه من القهوة :
-انا بفطر هنا أغلب الايام .. بس انا أول مرة اشوفك هنا..
هزت رأسها توافقه على ما يقول , تخرج من حقيبتها حقيبة ورقية .. تضعها أمامه هامسة:
-كنت جايبالك فطار معايا , ماما بعتالك ساندويتشات ..
عقد حاجبيه وهو يمسك الحقيبة يخرج منها شطائر من الخبز الأسمر ولكن هنا كانت المفاجأة عندما وصل لأنفه الرائحة:
-فول وطعمية ..
عدلت سما من ياقتها بغرور مصطنع وهو تقول بفخر:
-ماما احسن واحدة تعمل اكل مصري , انا ساعات بحس اننا في مصر , حتي الكشري المصري بتعمله..
ابتسم بإعجاب , وداخله يتشبث بلحظة تنبع صفاء , يتناول قطعة صغيرة من شطيرة الفول, يهمهم بتلذذ .. يتابع القطعة بأخرى وأخرى تحت أنظار سما المتعجبة والسعيدة في نفس اللحظة..
ينهي الشطيرة سريعاً .. يمد يده يتناول الأخرى , ينهيها للأخر .. يغمض عينيه بحنين حينما كان يخرج مع فريدة فتجبره على شراء تلك الشطائر الساخنة له ولها في وقت واحد..
يفتح عينه سريعاً .. يتهرب من ذكريات لا تتركه بل تبقى برفقته تؤلمه وتؤرقه!
يتحدث بسعادة أمام نظرات سما المتعجبة:
-طعمهم حلو اوي تسلم ايد مامتك, يابختك بيها , انا الغريب عنكم بتعاملني زي ماكون ابنها ..
امسكت كوب قهوتها تنهيه متحدثة بلا مبالاة:
-لا ابداً أي مصري بتبقى معاه كده نفسها ترجع , اصل ماما ليها ابن هناك
عقد حاجبيه بحيرة وهو يدفع الحساب بينما يستقم من مكانه هاتفاً:
-طب فهميني واحنا ماشيين يلا عشان منتأحرش على الشغل!
كان يسير برفقتها وهي تثرثر حكاية زواج والدتها الأول قبل والدها, تخبره أن أخيها الأٌقرب من المفترض أنه رجل أعمال كبير بمصر! تخبره عن رفضه لوصالها مراراً وتكراراً .. معاملته لها وكأنها سراب !
تتوقف عن الحديث ثم تلتفت له قائلة:
-بس ياسيدي هي دي الحكاية, طبعا هي نفسها نرجع مصر بس احنا حياتنا هنا اتولدنا هنا واخويا !
أومئ ايجابا يردف بنبرة متفهمة لما تريد قوله :
-بس هي اكيد نفسها تشوف ابنها حقها ياسما
تأففت .. تكمل سيرها حتى وصلوا إلى داخل الشركة التي يعملون بها تهدر ببرود رغم تأثرها الواضح:
-تشوف مين يامازن هو راضي اصلا يقابلها , انت مشوفتش ماما وهي تعبانة بسببه وبعدين ما هي سمت غسان على اسمه!
لم يلفت انتباهه اسم غسان بل أكمل بعد أن وصل لمكتبها :
-متبقيش قاسية في حكمك ياسما مهما حصل هو ابنها.. وبعدين ابتسمي فين الضحكة الحلوة..
ضحكت بمرح فيكمل هو:
-يلا ادخلي مكتبك ولما نخلص يبقى نتقابل واروحك سلام..
اشارت له بيدها بسلام .. تجلس على مقعدها في حالة هيام وشعور الاعجاب يتبدل ويختلف طارقاً باب أخر ربما من الخطر الوقوع به...
باب ربما يجب أن يوصد القلب في وجهه ولكن سما هنا أنثى تتفتح أزهار قلبها في ربيع معتم يخفى خريفه الواقع لا محالة!
أما مازن فأصبح بداخله تشتت.. ضياع.. ندم.. أمل!
وهذا الأمل رغم ضعفه وسط كل المشاعر إلا ان روحه تتشبث به , ترى به المتنفس والسبيل للعودة..
يخرج هاتفه .. يتردد وهو يطلب رقم شقيقه كريم .. يرن الهاتف .. ينتظر هو الرد بتوتر ..

يهتف شقيقه:
-مازن!
الهاتف كان من خارج مصر وكريم يشعر ان هذا شقيقه..
يستمع مازن لصوت كريم عبر الهاتف مكملاً:
-رد يامازن انت فين أنا مش عارف اوصلك ..
لا يأتيه رد والطرف الأخر تتمرد عبراته وحنينه يشتعل لأخيه ووطنه وعائلته..
يعاود الاخر النداء يتبعه برجاء:
-مازن لو انت مازن ارجع.. ارجع انا محتاجك
ولكن ضعفه وندمه يتغلب وهو يغلق الهاتف وحديث شقيقه يخنقه ويسعده.. حديثه يُشعل ضجيج في نفسه في حرب سلبية لا أحد خاسر بها!
يفكر هل يعاود الكرة ويتصل به.؟. هل يعود الى وطنه مرة أخرى طالباً السماح من الجميع وأولهم تلك الصغيرة التي انتهكها وفريدة أخته التي دفعت الجزء الأكبر من فاتورته!
أم يبقى كما هو بعيداً عن الجميع .. وحيداً .. مفقوداً..
مجتزاً من أرضه .. مغروسا في أخرى قد تلفظه في أي لحظة دون تراجع!
السؤال مطروح والإجابة غير واضحة المعالم!
والنهاية مبهمة.. مفقودة.. نحرت منه نازفة تخبره انها متعبة ولا سبيل لها!
**************************************
بعد عدة أيام وصلت نورا إلى منزلها أخيراً..
تعود إلى منزلها بروح جديدة تحاول الصمود بكل قوتها.. تنظر لشقيقها كريم وهو يحيطها بيده يهتف لها بحنان:
-نورت البيت يانورا..
ارتجفت وهي تنظر إلى والدتها التي تتقدم نحوها بخيلاء مازال يسيطر عليها.. تنظر لها بعين السخط والتأفف .. تتأملها من أعلى لأسفل بملامح نافرة .. تهتف بحدة:
-ايه الي انت لابساه ده, ايه المنظر ده..
ارتفعت يد نورا لحجابها تساويه جيداً تتحاشى النظر لوالدتها .. يدق قلبها وها هي أول خطواتها للثبات في الحياة من جديد في طريقها للفشل..
لم تجد القدرة على الرد فهتف كريم وهو يربت على ظهرها .. يدخلها بأحضانها يخبرها أنه هنا بجانبها:
-مالها ياماما مش عاجباك في ايه.. وبعدين هي دي المقابلة الي بتقابلي بيها بنتك بعد ده كله !
هدرت به صارخة وهي تشير لهيئتها بنفور وهياج :
-بنتي ايه .. بنتي بقت صورة من مراتك أثير هانم.. الي لا نعرف لها أصل ولا فصل..
ثم أضافت وهي تشير لنفسها بخيلاء:
-انا بنتي تبقى زي واحدة مكنتش اشغلها عندي
كانت أثير تقف أعلى الدرج تحمل بين يدها صغيرها عبد الله تراقب ما يحدث بجمود .. متأثرة فقط من أجل نورا المرتجفة بين يد زوجها كريم!
تتأمل جلنار بجنون من أفعالها.. لو كانت تعلم ذلك لكانت ذهبت بنورا بعيداً, ولكن في أسوء كوابيسها لم تتوقع أن يحدث ذلك أبداً!
ثار كريم وهو يقترب من والدته .. يرجوها بنبرة متأثرة بغضب وحزن في سطوة ثبات غير حقيقي..:
-يا ماما اثير مراتي ام ابني .. احترميها !
التوي فمها بابتسامة متهكمة ..تهمس نورا دون اقتراب:
-هو انا موحشتكيش ياماما.. هو انت مش عاوزة تاخديني في حضنك..
لم تتأثر جلنار بل هتفت بجفاء:
-بلاش نبرة الضعف دي متبقيش غبية
هبطت أثير في تلك اللحظة .. تقترب من نورا تهديها عناق تنظر لحماتها بتحدي!
تقترب من كريم تعطيه الصغير تتمتم له :
-خد نورا واطلعوا شكلها تعبان..
كان منهك للغاية من تراكم الأعمال وباله المشغول بشقيقه مازن فيمسك بيد نورا يخبرها بعينه أن يصعدوا لأعلى!
لحظات وكان المكان به أثير وجلنار فقط!
تحدى مطلق هنا بينهم.. جلنار تضع قدم فوق الأخرى تردف بخبث:
-اوعي تفكري انك ممكن تكسبي هنا, اوعي تفكري برده ان ابني هيفضل معاك للاخر..
تتوقف عن الحديث تنهض من مكانها.. تقترب منها ..تدور حولها ..تكمل بسخرية:
-الي زيك ملهمش دية يا اثير.. انت ملكيش حد اوعي تفتكري ان شويتين الحنية دول ممكن يخلوكي تنتصري..
تمسك بذقنها ترفعها تبتسم بغموض .. تطلق تهديد:
-هتبقى تجنني لما كريم يتجوز عليك ..اصل انا مش ههدى الا لما ده يحصل..
ابتعدت عنها أُير تنظر لها بعين الفزع تصرخ بها :
-هي مش حرب عشان انا انتصر .. احنا مش في حرب عشان نتصارع..
تشير لنفسها تتحدث بتأثر:
-انا تعبت سنة عايشة معاك وتعبت , مؤامرات على طول .. كدب على ابنك في كل حاجة ..انت ام ازاي..
لم تعيريها جلنار انتباه فتكمل أُثير:
-انا وكريم علاقتنا أقوى من كده .. وصدقني انت الي هتخسري.. اوعي تستقلي بأم بتحب بيتها وعاوزة تحافظ عليه يا..
ابتعدت عنها تنوي مغادرة المكان قبل أن تكمل :
-جلنار هانم..
ابتعدت عنها بينما جلنار خلفها تغلي غضباً تستل هاتفها تضرب رقماً تتصل به كثيراً بالفترة الأخيرة..
-ازيك يا جلنار..
شمخت برأسها وهي تردف بصرامة:
-بنتك هتيجي مصر امتى !
مكالمة غامضة مع شقيقها , والمفاجأة عودة ابنته لمصر , وابنته لم تكن سوى خطيبة كريم الأولى بل وحبه الأول!
*******************************
يتبع
جلنار دي نهايتها ايه بقى..
مش كفاية اثير عملت لها كتير واهتمت ببنتها


روزيتا ضياء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.