14-06-22, 11:20 PM | #291 | ||||
| ـ لأن حافظ هو الجن العاشق الذي انتظرته.. كان هذا ردها على سؤال نجاح الفظ التي تلملم الملابس من كومتها فوق الفراش وتشرع في ترتيبها: ـ لماذا توافقين على الزواج من المدعو حافظ ونحن لا نعرف عنه شيئًا؟.. جاءت الإجابة مثيرة للغضب والانفعال فلا تزال أختها هاربة في غيها رغم نصحها الدائم لها وتصحيح المفاهيم أمامها، ألقت بالملابس على الفراش بحدة والتفتت لها تلتقط أنفاسها وتزفر ببطء كي تهدأ: ـ أخبرتك مليون مرة ما قاله الشيخ عمران يا زمزم، الجن العاشق لا يتجسد. دنت منها لتمسك برسغها وتكرر بصوت راسخ أكثر تأثيرًا: ـ الجن العاشق لا يتجسد يا زمزم. زاغ بصر زمزم وأطبقت شفتيها لا تبغي سماعها حتى أو التأثر بما تخبرها به، هزتها نجاح لتنتبه لها فأجبرتها كي تنظر إليها مباشرة وتهتف: ـ لكن كل ما قالوه تحقق. قالتها بيأس كغريق وجد قشة ترفعه للأمواج العالية وتلقي به إلى اليابسة، جعلت أختها تفقد السيطرة على نبرة صوتها وترتفع: ـ ما الذي قالوه؟.. جن عاشق يتجسد وتتزوجينه ثم تنجبين له قبيلة من الجن!!. تقهقرت للخلف خطوة واحدة تشير إلى زمزم بسبابته صعودًا وهبوطًا: ـ هل تصدقين فعلًا أنكِ حامل وفي أحشائك قبيلة جن! رفعت كفيها تلوح لها بهما في الهواء بازدراء: ـ كل هذا هراء وتدليس، خرافات نسجوها حولك وصدقتها لأنكِ ترتدين الهروب وليس بكِ طاقة لتحاربيهم. مطت شفتيها بعدم رضى تستنكر تصورات أختها المريبة: ـ كما أن ما حدث عاديًا، قابلتِ رجلًا في المنطقة الوحيدة التي تلزمينها معظم أوقاتك. رفرفت أهداب زمزم تستوعب ما تسمعه رغم أنفها فاستأنفت الأخرى: ـ وأخبريني يا زمزم، كم رجل مر عليكِ هناك عند المصرف؟، أظن أن كل رجال القرية مروا على هذا الطريق وأنتِ جالسة تنتظرين الوهم والترهات. رفعت زمزم كفها تلامس رقبتها التي تعرقت مثل سائر جسدها، ارتفع صدرها وهبط تفاعلًا مع محاولات أختها لدحض كل ما أيقنت به قبلًا: ـ لكنني أصدق وأشعر باقتراب الخلاص من كل شيء حدث لي. اقتربت أختها ورفعتها سبابتها تنقر جانب رأسها بحدة مقصودة: ـ إن كان لديكِ بعض من عقل أرجوكِ استعمليه. أبعدت سبابتها والترمت بملامح صارمة تليق بحروفها الحكيمة: ـ إن كان جن عاشق هو السبب في ضياع حياتك حين اقترب منك تحت الماء وتسبب في حملك لقبيلة الجن كما يدعون فكيف سيخلصك اليوم من لعنته. لاحت معالم الصدمة على وجه زمزم فأكملت الأخرى تفند ما قالته لكن بحروف مغايرة: ـ الأحرى به أن يستغلك أكثر ولا يفك لعنتك أليس كذلك. اضطربت زمزم وتربعت فوق عرش التيه مجددًا وتساءلت: ـ إذا لماذا أشعر أنني أحتاج إليه وأن حياتي لن تستقيم بدونه. لانت ملامح نجاح وربتت على كتفها بربتة عطوف حانية: ـ الشيخ عمران قال لي أنكِ مضطربة، صدمة طفولتك وتداول الخرافات حولك جعلك تصدقين كل ذلك. صمتت لحظة تزدرد لعابها ثم تردف بحسرة: ـ قال أنك تحتاجين إلى استشارة طبيب نفسي في المقام الأول بسبب الوهم الذي نسجوه حولك وغرقتِ به. حاولت التخلص من شعورها الكريه بالضيق بسبب ضيق ذات اليد وعجزهم عن عرضها على طبيب في العاصمة، رفعت أحد حاجبيها بمكر توضح لها أنها كشفت الكثير من حيلها: ـ كما أنك معظم الوقت جيدة وتتصنعين الجنون كيلا تعاقبي على أفعالك. لاح على ثغر زمزم بسمة خبيثة: ـ يستحقون حرق منازلهم. أشفقت عليها نجاح واستهلت سؤالها بتنهد خفيف: ـ لماذا لم تشتكِ من يؤذيكِ يا زمزم. ضحكت ملء شدقيها حد تراجع رأسها للخلف: ـ ومن سيصدق زمزم المخبولة، هل طرح البحر المنجوسة تعقل ما تتفوه به أصلًا؟. تخطت نجاح غصتها وهزت رأسها: ـ إذًا لماذا لا تعيش زمزم مثل الأسوياء وتكف عن إدعاء الجنون؟ سافرت زمزم حيث تسافر، إلى عالم نقي لا يحوي غيرها ولا تحكمه خرافات ولا دنس: ـ لأنه ليس مكانها.. قراءة ممتعة | ||||
15-06-22, 12:11 AM | #292 | ||||||||||
كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 109 ( الأعضاء 18 والزوار 91) Lamees othman, Saraa Hasan, وسام عبد السميع, دانه عبد, هدى هدهد, لبنى البلسان, زهرة الاقحو, Moon roro, Mony Daib55, Sea birde, rahafe, حلا هشام, Um-ali, أسيوش, ديما شعبان, samar hemdan+, Malak assl, 94nebras ❤️❤️ | ||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|