آخر 10 مشاركات
النمرة الشرسة (29) للكاتبة المُذهلة: وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) *كاملة & مميزة* (الكاتـب : وفاء محمد ليفة - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree3659Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-22, 02:05 AM   #381

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع عشر
***
وخزها ضميرها لأنها اتخذت القرار بمساندتها ولم تنفذه، سرقتها الأيام ولم تبدأ ولو بخطوة واحدة، بعد لقائها الأخير به شعرت بأنها لابد أن تشغل عقلها بغيره ربما يتخلى القلب عنه وتستقيم الحياة دون أوجاع التفكير فيه..
أخبرت والديها عن وجهتها قبل خروجها من المنزل يوم عطلتها قبيل المغيب بوقت مناسب، مضت تحمل في يدها حقيبة صغيرة وقطعت شوارع القرية تستدعي ذكريات طفولتها بحنين دفعها لتسرع خطواتها كي تصلها وتستغل الوقت في الجلوس معها، لم يكن البيت بعيدًا وعليها فقط قطع مسافة متوسطة والمرور بمصرف الماء و.... وصيدلية معاوية.
تغاضت عن شعورها الذي اشتعل في أثناء مرورها به وأشاحت بوجهها تتابع الشمس فيما تستسلم لحضن المغيب، سارت قدرما سارت من المسافة حد وصولها إلى بيت زمزم على أحد أطراف القرية، وجدت باب البيت مفتوحًا فرفعت صوتها باسم صديقة طفولتها:
ـ زمزم!
كررت النداء حتى خرجت لها نجاح مقطبة جبينها تجفف يديها في منشفة صغيرة:
ـ تفضلي يا أستاذة ملاذ.
شعرت بالحرج من سؤالها عن سبب الزيارة واكتفت بدعوتها للداخل فقط، ابتسمت لها ملاذ بلطف تسألها:
ـ أين زمزم؟
استغربت نجاح من سؤالها وأشارت صوب قناة الماء التي تمر جوار البيت:
ـ هناك تلعب مع زينة.
ابتسمت ملاذ حد ظهور صف أسنانها ناصع البياض وتوجهت صوبها لتقلق نجاح وتسير خلفها تسألها:
ـ هل هناك شيء.
توقفت ملاذ في حرج فبررت نجاح بهدوء:
ـ أقصد هل مشكلة تخص زمزم أم أن الأمر عادي!.
تفهمتها ملاذ وهزت رأسها توضح لها:
ـ الأمر عادي، تعلمين هي كانت صديقتي في سنوات الدراسة الأولى وأردت الاطمئنان عليها.
تهللت أسارير نجاح مرحبة بها:
ـ تفضلي يا أستاذة زيارتك عزيزة.
شيعتها فرِحة فزمزم لم تحظَ بأصدقاء منذ زمن بعيد وربما نسيت ملاذ كليًا لكن لا بأس ليتها تتعرف عليها وتتحدث معها..
مضت ملاذ إلى صديقتها يقابلها هواء المغيب العليل، سارت على أرض ترابية تجاوزت الرطب منها حتى وصلت إليها، وقفت أمامها على الجهة الأخرى من قناة الماء التي تجلس زمزم على حافتها الأخرى تقطع الحشائش الخضراء من حولها وترميها على سطح الماء فياخذها التيار إلى بعيد..
لم ترفع زمزم وجهها إليها فبحثت عن حجر مستوٍ لتجلس عليه، وجدت واحدًا ونقلته لتضعه أمام زمزم من الجهة الأخرى وتجلس عليه، لاحظت تجاهل زمزم التام لها فوضعت الحقيبة في حجرها وقطعت حشائش من حولها وزاحمت زمزم في رميها على سطح الماء، كررتها عدة مرة، كلما رمت زمزم كومة رمت مثلها حتى زمجرت الأخرى ورفعت رأسها إليها دون اندهاش من وجودها، ابتسمت لها ملاذ بإشراقها:
ـ كيف حالك يا زمزم؟.
شردت في وجهها لحظة قبل أن تتخطي السؤال وتعلق في نزق:
ـ هذا ليس مقعدك وهذه ليست حقيبتك وأيضًا تلك ليست أقلامك.
توسعت عينا ملاذ واستحالت بسمة إلى ضحكة عارمة:
ـ تتذكريني يا زمزم.
أخفضت زمزم رأسها وعادت تقطع الحشائش من جديد، طال الصمت بعدها حد انهمار الحنين من قلب ملاذ التي أوشكت على القفز واحتضانها، راحت تراقبها ملتزمة بصمتها حتى قطعته زمزم تسألها دون أن ترفع رأسها:
ـ كيف أصبحتِ المعلمة؟.
احتارت ملاذ كيف تجيبها لكن زمزم لم تكن تنتظر الإجابة وانتقلت إلى سؤال آخر:
ـ هل ما زلنا هناك؟
قطبت ملاذ جبينها تستفهم:
ـ هناك أين؟
تنهدت زمزم وأجابتها:
ـ نتشاجر على المقعد.
شعرت ملاذ بوخز في عينيها فهزت رأسها بغصة:
ـ لا.. لقد كبرنا بعض الشيء.
ابتسمت زمزم ببساطة وعلقت كأنه شيء عابر يتكرر كل يوم:
ـ كبرنا عشرين عامًا.
أطرقت ملاذ تتنفس ببطء، تسمح للهواء المنعش ورائحة التراب المختلط بالماء أن يزيلا أثر السنون، أجبرها صوت زمزم على أن ترفع وجهها إليها مصدومة ومتوترة حين قالت:
ـ رأيتك مع الغريب كثيرًا.
جف حلق ملاذ وتلفتت حولها في رهبة تسألها:
ـ أي غريب!.
أزاحت زمزم خصلاتها التي ترنحت على جبينها بفعل الهواء:
ـ صاحب الصيدلية.
سعلت ملاذ عدة مرات فلم تنتبه لها زمزم التي غمغمت ببسمة رائقة:
ـ تنتظرينه وينتظرك.
مسدت ملاذ جبينها الشاحب وهزت رأسها نفيًا بأنفاس متهدجة:
ـ لا يا زمزم، هو غريب كما ذكرتِ لا أنتظره ولا يعرفني أصلًا.
اطمأنت لتبريرها الواهي وازدردت لعابها بعسر لتردف بعدها:
ـ أذهب لشراء علاج أمي فقط.
بادلتها زمزم نظرة باسمة، جعلت ملاذ تشرد في وجهها وملامحها، لفت انتباهها لمعة عيني زمزم فتمتمت:
ـ يا الله كم أنتِ جميلة يا زمزم، ملامحك صبوح وبريئة مثل الأطفال..
ابتسمت لها زمزم وازداد وجهها بشاشة فضحكت ملاذ معلقة:
ـ أمي تقول الزوجة الجميلة نعمة لزوجها، يكفي فقط أن يشرق نهاره بوجهها.
باغتتها زمزم بتعليقها:
ـ تزوجي الصيدلي وأشرقي له.
اضطرب نبضها وهزت رأسها ببطء شديد:
ـ أرجوكِ لا تقولي ذلك يا زمزم.
رمقتها زمزم بشجن تخبرها بخفوت كأنه السر الوحيد في حياتها:
ـ أنا سأتزوج الــــــــــــــ .
توقفت فجأة وغامت عيناها لتتحول من الشجن إلى السعادة المفرطة:
ـ سأتزوج حافظ!
تساءلت ملاذ مقطبة الجبين:
ـ من حافظ؟.
احتفظت زمزم ببسمتها المبالغ فيها وتهلل أساريرها:
ـ الرجل الذي انتظرته.
تشككت ملاذ في نفسها وكبحت فضولها لتنهض وتقفز فوق قناة الماء حتى وصلتها، انحنت قليلًا ووضعت الحقيبة الصغيرة جوار زمزم باسمة بسماحة:
ـ أحضرتُ لكَ وشاحًا جميلًا سيناسبك.
نقلت زمزم بصرها من الحقيبة إلى ملاذ متسائلة:
ـ هو من أرسله معكِ؟
تشوشت ملاذ قليلًا:
ـ من!
رفعت زمزم وجهها للشمس تبحث عن بقاياها في الأفق فتعلقت بذيلها الأخير الذي أوشك على الرحيل:
ـ قرص الشمس! ( كلوب العتمة)
تنهدت ملاذ ببسمة بسيطة وربتت على رأس صديقة طفولتها قبل أن ترحل:
ـ إلى اللقاء يا زمزم، سأزورك قريبًا..
***

نبت الأمل بداخلها من جديد حين أخبرتها أمها عن اتفاقها مع طليق مأوى الذي جاء لها كطوق نجاة، ذلك الرجل الذي لا تعرف كيف يحب هاجر ويتمسك بها إلى هذا الحد الكبير كما أخبرتها أمها، مطت شفتيها فيما تتربع فوق أريكتها تعبث في هاتفها وتتصفح مواقع التواصل بلا هدف في انتظار فاروق الذي تأخر إلى منتصف الليل، بات التأخير ليلًا من عادته الجديدة، مر بها شيء من ضيق استنكرته ونفضته عنها سريعًا وساعدها في ذلك صوت مفتاح الباب الذي تحرك يشي بحضوره، وصوته الواضح اخترق مسامعها حين دلف وأغلق الباب خلفه، تجاوزها كأنه لم يرها وتحرك للداخل، أغضبها التجاهل وكزت على أسنانها فيما تنهض وتضع هاتفها على الطاولة أمامها، أطلقت زفرة مكتومة وسارت خلفه بالبطء والهدوء ذاتهما، اجتاز باب غرفتهما فتبعته صامتة، شعر بها فأدار رأسه يرميها بنظرة جليدية ويعود فينظر أمامه ثانية وحل أزرار قيمصه بهدوء، ضايقها تجاهله الذي ينتهجه مذ عادا من بيت أبيه، لم يتخطى رفضها الفظ له وتعهد أن يحفظ كرامته ولا يمنحها التفوق عليه مرة جديدة، خلع ساعة يده تزامنًا من ميله برأسه قليلًا يسند هاتفه إلى كتفه بجانب وجهه، وسمعته يغمغم في صبر:
ـ لا تقلقي يا حبيبتي..
تسمرت طاهرة من خلفه وازدردت لعابها بصعوبة، وجهت ظنها صوب والدته حتى أردف دون اكتراث بالواقفة خلفه:
ـ اهدئي يا رنا.
قطبت جبينها وتوسعت عيناها حد الجحوظ التام، تسارعت نبضاتها حد عجزها عن السيطرة على اضطرابها فدارت حوله لتقف أمامه مباشرة وتكتف ذراعيها أمام صدرها تستهدفه بنظرات تحمل إليه التساؤلات، وتساؤلاتها بالنسبة إليه هراء لا معنى له وليس لها عنده حق كي يبرر لها ما تسمعه، أشاح بوجهه عنها بعد منحها إشارة سخرية حين مط شفتيه وأسبل أهدابه فلاحقته ساخطة يتطاير الشرر من بين مقلتيها، وعند إصرارها توقف يواجه أمواح عينيها الثائرة ويكمل حديثه بثبات يحسد عليه:
ـ انتظريني غدًا في المساء يا رنا.
صمت لحظة يتعجب كيف تثور أمواج البحر وتحتفظ بلونها الرائق دون عكارة فيظل مأخوذًا بسحرها رغم كل شيء، ورغم انجذابه لا تفضحه ملامحه ويحتفظ بجموده، أردف محدثًا رنا متجاهلًا التي يغرق في بحور عينيها:
ـ لن يجبرك أحد على شيء وأنا موجود يا رنا.
أطرق قليلًا يتنهد ويستأنف:
ـ اطمئني حبيبتي أنا معك.
كانت طاهرة قد أوشكت على الغليان والاستسلام للانفجار التام، سيطرت على تلاحق أنفاسها واحتقان وجهها فيما تسأله مستنكرة:
ـ حبيبتك!
وضع هاتفه على الفراش وأكمل حل أزرار قميصه موليًا إليها ظهره، معلقًا:
ـ ما المشكلة في ذلك.
أطلقت زفرة مسموعة وتصلب بصرها على ظهره، جزء منها يريد عناقه والاتكاء برأسها على صلابة جسده، وخز مقلتيها شيء عابر فأطبقت أجفانها تلتقط أنفاسها بعمق وتجيبه:
ـ المشكلة أنها تحل لك.
استدار لها كليًا نصف صدره عارٍ يعلو ويهبط بأنفاس مصدومة وجبين متغضن:
ـ تحل لي؟..
استنكر هادرًا:
ـ كيف تفكرين بتلك الطريقة؟
اصطكت أسنانها واختلجت عضلات فكيها فيما تغمغم بغيظ:
ـ تدعوها بحبيبتي ببساطة وهي فتاة ناضجة ليست طفلة كي تحدثها بتلك الطريقة يا فاروق.
مال صوبها دون ضبط لانفعاله وعلق يدحض الترهات التي تفوهت بها:
ـ رنا مثل أختي يا طاهرة، لا أراها سوى فتاة صغيرة.
تهكمت ببسمة قاسية:
ـ صغيرة!.
قضمت شفتها السفلى وانطلق لسانها بما ستندم عليه لاحقًا:
ـ صغيرة!.. ابنة خالتك تصغرني بعامين فقط كما أنها طبيبة مثلك وربما تكون بالنسبة لها مجرد طريدة.
هز رأسه وانعقد حاجبيه، تلك المخبولة ذهبت بأفكار إلى منعطف خطر لم يجول بخاطر يومًا، ردد خلفها مستاء وغضبان:
ـ طريدة!
أشار لصدره يسألها بصوت مكتوم:
ـ أنا طريدة يا طاهرة؟... هل تفهمين معنى ما تتفوهين به.
أشار إليها من أعلى لأسفل بازدراء وهز رأسه بخيبة أمل:
ـ لماذا عليّ أن أُصدم، ليس غريب عليكِ التحدث بحماقة.
اعتدل في وقفته وبدا لها بعيدًا مثل نجم قد غادر عالمها وسكن السماء دونها:
ـ ابنة خالتي وحيدة بعد وفاة الديها وخالي الذي تسكن في بيته الآن يريد تزويجها لرجل لا تحبه ولجأت لي كي أتحدث معه وأنتِ.....
بتر حديثه بنظرة ضيق واضحة وعاد يردف:
ـ وأنتِ تفكرين في أشياء بغيضة لا تمت للواقع بصلة.
شيء بداخله حثه على الثأر منها على أفعالها السابقة فمط شفتيه آسفًا:
ـ ليت الأمر كما تتصورينه يا طاهرة لكن للأسف أنا في نظر الجميع رجل متزوج.
تجعدت ملامحها وتمتمت:
ـ للأسف!
ضحك بسخرية وتشكلت حروفه لاذعة أكثر من اللازم:
ـ بالتأكيد للأسف، أنا لست مجبرًا على حياة جافة سخيفة مثل التي أعيشها هنا.
حين انشدهت من إجاباته شرع في مواجهتها بصراحة تامة:
ـ كما أنني أشعر بغرابة أسئلتك.. ما شأنك أنتِ بي حتى تتدخلي.
لم يكتفي بما قاله وحاصرها أكثر:
ـ مالك أنتِ أقول لها حبيبتي أو أتزوجها حتى.. من أنتِ بالنسبة لي حتى تحشري أنفك فيما لا يعنيكِ أصلًا.
برقت عيناها وازادت وجنتيها حمرة، حمرة شهية أثارت فيه مشاعره لا حصر لها، لا يشتهيها كتفاحة محرمة فقط بل يشتهيها كحبيبة تبادله الحب وتشاركه ما تبقى من عمره، همست بضياع تدافع عن حقها:
ـ أنا زوجتك.
ضرب رأسه كأنها يحثها على التذكر:
ـ آآااه زوجتي!.. أسف يا ابنة عمي لقد نسيت أننا تزوجنا ذات يوم.
تلفت حوله وحط ببصره على الفراش لحظة قبل أن يعود إليها يهشم كل حصونها الواهية:
ـ أنا فقط أتذكر البرودة التي تغمر حياتي، كأنني ما تزوجت ولا أشارك امرأة غرفتي.
أمسك بكفها بغتة يحتوي ارتجاف أناملها بين راحة يده وأخفض صوته الذي خرج لها مشحونًا بعاطفة مروعة:
ـ أتذكر فقط أن زواجنا عذري كليًا وأنني رجل شهواني وعليّ كبت أي مشاعر قد تطرأ على خاطري حتى تعيش زوجتي المصون في راحة تامة.
لم يعجبها شيء مما قال، وأشاحت بوجهها عنه تدمدم في عدم رضى:
ـ أنتَ تبالغ.
جذبها دون مقدمات وقربها منه إلى حد شعورها بدفء جسده وطاقة الغضب المكبوتة بداخله، تلاقت الأنفاس بثورة منه وتردد منها، قبض على عضدها يسألها:
ـ لديكِ تصور آخر لحياتنا؟
تهربت بعينيها وحاولت الابتعاد قدر استطاعتها فأجبرها لتنظر إليه برفع ذقنها التي اعتقلها بين سبابته وإبهامه، خاطب جوارها كما شفتيها وعينيها تباعًا:
ـ إن كان لكِ تصور عانقيني وذوبي بين أحضاني كأي زوجة مشتاقة لزوجها.
رفع كفه يعانق وجنتها ويشعر بسخونتها إثر اندفاع دماء التوتر إليها، شعر أيضًا بجنون نبضها وزيغ بصرها حين أخبرها بصوت أجش:
ـ مؤكد لديكِ مشاعر الآن، تشعرين بالغيرة!
كان سؤاله تهكميًا أوجعها جعلها تنتفض وتبتعد
لتتملص منه بعنف حد دفعها له للخلف، لم يستغرب مبالغتها ولا مراوغتها حين بدلت الموضوع كليًا وتخطت كل شيء:
ـ لا أريد التحدث في الأمر.
تنهد وأومأ يوليها ظهره ويخلع قميصه يلقي به على الفراش، وجدت نفسها تقف بمفردها حين تباعد عنها وتجاهلها مجددًا، تقدمت منه تسأله نزقة:
ـ لماذا لم تخبرني أن ملاذ زارتك في العيادة؟
كانت تود التهرب لكن سؤالها حبسها في مصيدة الغيرة من جديد أدار رأسه يرمقها ساخرًا وعلق:
ـ ربما لأنني طبيب ولأنها تعاني من وعكة صحية خفيفة؟.
ألجمتها إجابته فأردف يسألها:
ـ أم إنكم حين تمرضون تذهبون إلى مركز التجميل لرسم الحواجب أو شد الوجه مثلًا!
تأففت تكتف ذراعيها ثانية ويهتز جسدها من فرط انفعالها، اقتربت منه أكثر تخبره بصوت خفيض:
ـ أريد الذهاب إلى بيت أخي غدًا..
صمت برهة وترك الملابس من يده:
ـ لا مشكلة بالطبع، سأوصلكِ وقتما تريدين.
زمت شفتيها تشيح بعينيها عنه تحمي نفسها من جاذبيته التي تشكل لها خطرًا كبيرًا في هاته اللحظة، وعارضته بهدوء حذر:
ـ سأذهب برفقة أمي فقط.
عاد يواجهها كليًا يتساءل:
ـ لماذا؟
عضت شفتها بتوتر واضح:
ـ وحدنا أفضل نريد بعض الخصوصية في بيته.
رفع أحد حاجبيه وردد خلفها من مصدومًا:
ـ خصوصية!
هزت رأسها إيجابًا فقذف ملابسه في وجهها بعنف وتخطاها إلى الحمام بالخارج تاركًا إياها مستاءة من تصرفه الفظ..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 02:07 AM   #382

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
شعرتا بريح النصر يزكم أنفيهما حين أقلبتا على منزله، بعد المغيب بوقت محسوب وقبل الساعة التي يحضر فيها إلى المنزل بقليل هبطتا من سيارة الأجرة التي أصر فاروق على إرسالها لهما كي تقلهما إلى بيت زكريا، وقفتا متجاورتين تتطلعان إلى البيت بغضب مكتوم وبريق أمل يلوح لهما في الأفق، اليوم بداية نهاية مأوى في بيته، اقتربت أمها منها تهمس قرب أذنها:
ـ جاهزة؟
تطلعت طاهرة أمامها ببسمة خبيثة وأجابتها بثقة بالغة:
ـ أكثر من جاهزة.
سارتا جنبًا إلى جنب تتلفتان يمينًا ويسارًا تتعجبان من الجنة التي يُسكن فيها حرباءة، أغصان العنب متدلية تتراقص بفضل النسيم وتتوهج أوراقها على ضوء المصابيح التي تزين أطراف الحديقة، سارتا عبر الممر الفاصل بين شجيرات ونباتات عطرية منمقة، وصلتا إلى باب المنزل تكزان على أسنانهما غيظًا، وقفت صالحة على أول درجات السلم تسأل ابنتها هامسة فيما تنقل بصرها بين الباب المغلق إلى بوابة الحديقة الخارجية:
ـ هل اقترب؟
فتحت طاهرة الهاتف الذي تقبض عليه في يدها وأرسلت رسالة نصية ثم جاءها الرد سريعًا لتبتسم لأمها وتغمزها:
ـ أقل من ربع ساعة..
أومأت لها وابتسمت باستحسان ثم ولت وجهها ناحية باب المنزل تغمغم:
ـ إذًا حان الوقت.
رفعت قدم لأعلى أتبعتها بالأخرى وصعدت ابنتها خلفها لتقفا أمام الباب الخشبي وتملأ طاهرة صدرها بالهواء المنعش قبل أن ترفع يدها تكورها وتطرق الباب بعنف مقصود، والطرق المزعج أجبر مأوى على ترك مطبخها ولمساتها النهائية والهرولة صوب الباب تضع وشاحها فوق رأسها كيفما اتفق، لا تعرف لمَ شعرت بانقباض وضيق من تلك الطرقات غير المعتادة، فتحت باب الشقة لتصدمها وقفة طاهرة وصالحة أمام بابها، شهقت مصدومة فهما آخر اثنتين توقعت أن يزوراها، أسندت صالحة كفها لحافة الباب بغية الاستحواذ والتفوق المبدئي:
ـ ماذا؟.. هل رأيتِ عفريتًا؟
فاح التهكم من حروفها فتمالكت مأوى نفسها وشدت عودها لتمط شفتيها بامتعاض وتنقل بصرها بينهما بضيق واضح:
ـ اثنان.. رأيت عفريتين يا صالحة.
أغضبهما تجريدها من لقبها بتلك الوقاحة فتدخلت طاهرة تسألها مستنكرة:
ـ صالحة هكذا دون خالتي عالأقل!.
لوت مأوى شفتيها يمينًا ويسارًا متهكمة:
ـ على الأكثر هي صالحة فقط لا أجد لها ألقابًا تليق بها.
رمقتها طاهرة بتعالٍ مقصود:
ـ ربما لو سمعكِ زكريا يغضب.
حانت من مأوى نظرة للخارج فاطمأنت حين وجدت الممر خاليًا ثم أخفضت بصرها إلى طاهرة الواقفة أمامها:
ـ لا يخصك.
استلمت صالحة الدفة من ابنتها تسأل مأوى بخبث صريح:
ـ ألن تدعيننا للدخول!
أمسكت مأوى بحافة الباب وقبضت عليه لتضيق فتحته بعض الشيء، تذكرت يوم زارتهما في بيتهما وعاملاها معاملة سيئة حين ذهب زكريا إلى عمله، لم تكن أكرم منهما وردت الصاع اثنين حين مطت شفتيها وتأففت بقصد إزعاجهما:
ـ أخشى أنني لا أستطيع دعوتكما، البيت نظيف، أمضيت النهار كله في التنظيف وأخاف أن يتسخ إن دخلتماه.
ضربتهما الإهانة في مقتل فاحتقن وجهيهما لتعلق طاهرة متصنعة القرف وتتراجع برأسها للخلف:
ـ غريب!.. البيت رائحته كريهة، بماذا نظفته يا مأوى هل استخدمتي نيتك في التنظيف؟
كانت تسديدة موقفة من طاهرة هزت أركان مأوى التي وجدت الرد السريع ورمته في وجهها سريعًا:
ـ لا.. لقد استخدمت سيرة والدتك.
وكان الرد حازم من صالحة التي دفعت الباب بقوة وغيظ:
ـ سيرة والدتها أنظف من تاريخ عائلتك بأكمله.
باغت مأوى دفع الباب المفاجئ فصدته بكل قوتها، غير أن الخوف زحف إلى قلبها لأن زكريا إذا جاء ورأى هذا المهزلة لن يمررها ببساطة، سارعت بطردهما كي تتخلص منهما قبل أن يأتي زوجها:
ـ انصرفا من هنا، لدي عمل ولا أحب الزحام.
وجدتها طاهرة فرصة لطرق الحديد ساخنًا فابتسمت بخبث وشماتة:
ـ أخشى أن زحام الحي قد أغضبك وأشعل النار في صدرك.
وبالفعل امتلأ صدر مأوى للمعنى المبطن وبرقت عيناها تحدجها بشر:
ـ ارحلي قبل أن أقطع لسانك.
راقصت طاهرة حاجبيها صعودًا وهبوطًا:
ـ تخيلي أن يفضل سلامة امرأة ضئيلة مثل هاجر عليكِ ويتغني بالست هاجر هنا وهناك.
اندفع الدم يشعل وجه مأوى الذي تلون بلون أحمر قانٍ فيما ترى طاهرة تميل بعينها تسأل أمها بنظرة كريهة باسمة:
ـ ماذا يعني ذلك يا أمي؟
أطلقت صالحة ضحكة أفعى سيطرت على عرشها:
ـ يعني أنها لا تساوي في سوق النساء شيئًا وأن هذه الهيئة المزيفة فارغة كليًا.
نجحا في ضرب حصونها من جديد فتهدج صوتها وطل عذاب من عينيها التي احترقتا بوخز عبرات مفاجئ، أشاحت بوجهها عن صالحة وتوجهت بالنظر والتحدث إلى طاهرة:
ـ أنا زوجة أخيكِ يا طاهرة لا يصح أن تذكري سيرة طليقي احترامًا لزكريا، اذهبي الآن قبل أن يأتي ويرى ما يحدث هنا.
كان صوتها مشروخًا يشي بكبتها لانفعالها كيلا تحرق الأخضر واليابس، لكن طاهرة قابلت حديثها بكره كبير ورمقتها بازدراء:
ـ لن أذهب قبل أن يأتي، يكفي أنكِ أخذتيه وتسببتِ في انتقاله من البيت.
تدخلت صالحة تتهكم حين شعرت باضطراب مأوى وضياع سيطرتها على مشاعرها:
ـ وليتها امرأة يا طاهرة، هي مجرد حرباءة سليطة اللسان فقط.
التفتت مأوى إليها بحدة تهدر تزامنًا مع ضربها للباب بكفها:
ـ أقسم بالله يا صالحة إن لم تأخذي ابنتك وترحلي لن أهتم بأي اعتبارات وسأمزقكما بأسناني.
قابلتها صالحة بضحكة ساخرة وتجاهلت تهديدها لتحيد بها لمنطفة خطرة:
ـ أخبريني يا مأوى هل أتت جراحة تحسين الختان بثمارها؟
اتسعت عينا مأوى لوقاحة السؤال وجن جنونها لأن حياتها الخاصة أصبحت مشاع لكل من أراد معايرتها، تطاولت بقبضتها تدفع صالحة بقوة:
ـ سلامة النذل هو من أخبرك بذلك؟
ورغم عنف الضربة تمالكت صالحة نفسها وحافظت على وقفتها راسخة متمسكة بالأرض تبتسم ولا تكلف نفسها عناء إخفاء حقدها، للحق لم يخبرها سلامة بذلك ولم يطلب منها أن تستغل علاقته السابقة بمأوى حتى تخرب حياتها، فقط طلب منها أن تظهر مأوى غير جديرة بزكريا لأنها تعامل أهله بفظاظة وهي حاكت خطة أشد وطأة من شأنها زلزلة مأوى كليًا وإصابتها بالجنون حتى تندفع، ومن داخلها تشكر سلامة من قلبها لأنه أعطاها مفتاح مأوى، تلك الحمقاء تنفعل وتبالغ في ردود فعلها إن تم استفزازها، وعنه هو فلا يهم، مجرد حليف آن لها أن ترميه كحطب للنار وتتخلص منه، رفعت أحد حاجبيها وسألتها بالبسمة الكريهة ذاتها:
ـ ماذا يعرف عنك سلامة أيضًا؟
بثت سمومها الخبيثة بنبرة مقصودة:
ـ سمعنا أنه يريد عودتك له بعد طلاقك من زكريا، ربما أراد تقسيم لياليه بينكِ وبين هاجر.
سمعت اصطكاك أسنان مأوى وانتشت باحتقان وجهها وزيغ بصرها فأتبعت السؤال آخر بسؤال آخر أكثر خبثًا:
ـ هل وصل إلى غرفة نومك مرة جديدة ليعرف الفارق ويريد عودتك من جديد!
فقدت مأوى السيطرة على نفسها كليًا وتركت الباب لتندفع صوبها وقبل أن تنقض عليها وتزهق روحها أوقفتها طاهرة تمسك بذراعيها بين كفيها بقوة وتهمس قرب أذنها بخبث أكثر مما استعملته والدتها:
ـ نحن نعرف أنكِ ذهبتِ إلى مصنعه وانغلق عليكما باب وحدكما.
التفت إليها مأوى تلهث والعرق قد غطى وجهها كليًا والنار شبت وأكلت من روحها ما قابلها:
ـ أقسم لكِ أنكِ ستذهبين إلى بيتك محمولة لأنني سأكسر قدمك أنتِ وأمك.
وكان الوقت مناسبًا فقد وصل زكريا ورأى بعينه مأوى تتحول إلى مارد من الجحيم وتنهال على أخته بالضرب المبرح، تعالى صراخ طاهرة التي سقطت أرضًا وارتطم رأسها بحافة سور قصير، جثت مأوى على ركبتيها وأشبعتها صفعات ولكمات وسبات بذيئة طالتها هي وأمها، أمها التي بالغت في صراخها في حضرة زكريا وحاولت تخليص ابنتها من بين يدي مأوى فالتفتت إليها لتدفعها للخلف فتسقط صالحة أرضًا وتتأوه من عنف الضربة، وزكريا كان قد رأى ما لم يخطر بباله أو يطوف بأحلامه، ركض صوب مأوى التي فاض كيله منها، باغتها من الخلف وحاوط خصرها بكلا ذراعيه وسيطر بأعجوبة على فورة الجنون دفع بها إلى داخل البيت يزعق باسمها وما إن تركها أرضًا حتى اندفعت للخارج من جديد في أقل من ثانية واستهدفت صالحة التي نهضت متألمة وهرولت صوب ابنتها التي تنزف من رأسها، كيلت الضربات العشوائية إلى صالحة وطرحتها أرضًا من جديد، زمجر زكريا واندفع إليه يزعق باسمها يلزكها بقوة فلا تنتبه له، لم بجد طريقة لإيقافها إلا صفعها فجذبها للخلف بعيدًا عنهما وصفعها عدة مرات، لم تشعر بالصفعات وقتها وظلت تلهث وتهرول إليهما، أمسك بها بقبضة قوية وجرها لداخل المنزل ثانية، استفاقت من جنونها تتهدج أنفاسها بعنف وتصرخ في وجهه:
ـ سأقتلهما.
لكمها بقوة في كتفها:
ـ اخرسي واجلسي هنا.
دفعها للخلف حتى سقطت على الأريكة فاقدة القدرة على الحراك.
أغلق الباب وركض إلى الخارج ليتفقد أخته التي لا تزال ملقاة أرضًا تتأوه وتبكي بحرقة، اندفع صوبها يهبط أرضًا ومد يديه يجذبها ويرفعها عن الأرض، احتضنها بقوة وربت على ظهرها متأثرًا، باغتتهم مأوى بفتح شباكها والصراخ بأعلى صوت لديها، ظلت تلوح بكلا كفيها كأنه تصارع أمواجًا ثائرة وتتوعدهما، أدار زكريا وجهه صوبها بشراسة وبأس ليصيح بصوت رجولي ألجمها:
ـ إن لم تدخلي الآن وتغلقي الباب وتلتزمي الصمت سأطلقك اليوم بلا رجعة..
المشهد الذي رآه كان مشين لم يرَ مثله في حياته ولم يتصور حدوثه، التفت إلى أخته التي تتأوه بين ذراعيه فوجد خط دم ينزلق من رأسها لجبهتها وهاله رؤيته ليلتف إلى خالته الباكية من خلفه:
ـ ماذا حدث يا خالتي؟
سبقتها طاهرة التي استقامت جلسة تبكي وتتأوه:
ـ زوجتك فعلت بي ذلك لأنني جئت أزورك فقط.
استلمت منها أمها طرف الخيط وسارعت بالتقدم منه والجلوس جواره باكية:
ـ لا أعرف كيف تتحمل تلك المجنونة، هل هذا جزاؤنا لأننا أتينا كي نطمئن عليكَ.
أمعنت في ارتداء دور الضحية وسألته:
ـ كيف تعيش معها وهي بتلك الطباع السيئة.
انشغل بتفقد رأس أخته، كان جرح رأسها صغيرًا جدًا لكنه ينزف، نهض وجذبها لتنهض معه، أرجأ عقاب مأوى إلى وقت لاحق وأمسك بيد أخته يقودها لداخل المنزل كي يبحث لها على ضمادة أو صندوق إسعافات أولية، عند باب المنزل امتنعت طاهرة عن اجتيار عتبته الداخلية، امتلأت حدقتاها بالعبرات والنظرات الوديعة، تحشرج صوتها فيما تربت على ذراعه في وهن:
ـ لا داعي يا زكريا، لن أدخل بيتها أبدًا.
ضرب الباب بقبضته وزعق بصوت عالٍ أثلج صدر طاهرة وأمها الواقفة في الخلف:
ـ هذا بيتي أنا ولا يجرؤ أحد على طردك منه.
رفع صوته بتردد أعلى بغية فرض سيطرته:
ـ كما أن لكِ حق عندها وستأخذينه طالما أنني هنا.
أسبلت طاهرة أهدابها وارتعشت شفتاها فيما تخبره:
ـ أدامك الله لي يا أخي، ليس لنا غيرك.
ربتت صالحة على كتفه من الخلف:
ـ رجلنا يا زكريا ونعرف أنك ستأخذ حقنا منها.
قالتها بطيف بسمة سارعت في وأدها قبل أن تتسع وتفضح نواياها، التقط زكريا أنفاسه وأجبر أخته على الدلوف، دلفت طاهرة جواره ومن خلفها صالحة وجدوا مأوى جالسة على الأريكة شاخصة البصر، تبادلتا النظرات من خلف ظهر زكريا، وضع زوجته مريب لكنها تستحق العقاب والنبذ، انطلق زكريا إلى الداخل وأخرج صندوق الإسعافات الأولية جذب طاهرة إلى ركن آخر آمن الصالة وضمد لها جرحها، وبعدها أمسكت طاهرة بيده تحدثه بصوت خفيض:
ـ دعنا نرحل الآن، أرجوك.
كانت المشاجرة عنيفة وتوابعها مزرية وفضل أن يفصل بين الجميع كي يتفاهم معهن بهدوء، استجاب لطلب أخته وخرج معها هي وخالته من المنزل، جلسوا في الحديقة حتى جاءت له سيارة اتصل بها بعد تضميد جرح طاهرة مباشرة، أوصلهما إلى بيتهما وغاب ساعة كاملة ليعود فيجد مأوى جالسة محلها لم تتحرك، بعدما فتح باب المنزل الذي أغلقه عليها، أدارت رأسها له ببطء تغمغم بصوت مذبوح:
ـ لقد سبتا شرفي وأنتَ صفعتني من أجلهما.
اتسعت عيناه وهرول صوبها يسألها كالمخبول:
ـ ماذا فعلتا؟
نهضت كميتة تسير بخطوات ثقيلة وتركته خلفها:
ـ لم يفعلا شيئًا.
لاذت بالغرفة الجانبية متجاهلة طرقاته ومحايلاته طيلة الليل كي تخرج له، يئس منها وذهب إلى الغرفة الثانية يغرق في التفكير البائس وحده، وعنها فقد بكت، أفرغت طاقة حرقتها كلها في البكاء حتى الصباح، كانت ليلة الخذلان الأولى التي قررت في فجرها أن تحطم سلامة كما حطمها، لقد باعها لطاهرة وصالحة وستبيعه للشيطان إن لزم الأمر..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 02:10 AM   #383

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

***
تنفس الصبح واستيقظت نادرة لتحتل باحة منزلها تستنشق نسيم الصباح كما عادتها والبيت احتفى بالصخب كعادته، جلست مرح على مقعد جوار أمها المسترخية على مقعدها أمام طاولتها الأثيرة، رفعت مرح رأسها إلى شرفة سلامة وعادت إلى أمها توسوس لها بشقاوة بغية الاستمتاع برد فعل أمها المتوقع:
- بالتأكيد الست هاجر سحرت له.
تخلت نادرة عن تقليب الشاي الساخن في كوبها ووضعت ملعقتها الصغيرة جواره على جانب الصينية وخالفت توقعها حين دافعت عن هاجر بثقة كبيرة:
- سحر ماذا يا حمقاء، هاجر تعرف ربها ومستحيل أن تفعل ذلك أبدًا، لا تنسي أن أخاها شيخ وأباها أيضًا كان رجلًا يشهدون له بالحكمة والدين.
مطت الفتاة شفتيها عدة مرات وهمست لها:
- ومن أكد لكِ ذلك، ربما تخفي حقيقتها خلف وجهها الوديع.
رمقتها أمها بازدراء:
ـ انهضي يا فرح تحضري للجامعة قبل أن يأتي معاوية ويفسد عليكِ خطط اليوم كله.
مطت فرح شفتيها وراقصت حاجبيها:
ـ معاوية بك يفعل ما يحلو له.
تنهدت الأم ورفعت وجهها صوب شرفة بكرها الذي كان يستيقظ قبل الجميع والآن يتأخر أكثر من ساعة ونصف عن موعده، عادت تنشغل بكوب الشاي خاصتها وتحتسيه شاردة حتى قاطعها معاوية الذي طل وسبقه عطره وتقدم ليجلس أمامها، ناوشها ضاحكًا بعدما غمز لأخته الجالسة جواره:
ـ فيمَ تشردين يا نادرة؟.. هل وقعتِ في الحب!
انتشلها من غيابها فوضعت كوبها فوق الطاولة الخشبية وأشارت إليه بسباتها فيسمع اصطكاك حليها قبل تعليقها:
ـ تعرف أنني لا أغضب منك، لذا تتمادى في مزاحك.
استند بمرفقيه إلى الطاولة ومال بجذعه للأمام يقرب رأسه منها ويستهدفها باسمًا:
ـ وأنتِ تعرفين أنكِ حبي الأول لذا تزدادين جمالًا كل صباح.
أسبلت أهدابها تحت مراقبة ابنها وابنتها الباسمين وسافرت بخيالها لماضٍ بعيد:
ـ منذ وفاة والدك رحمه الله لم أسمع مثل هذا الغزل.
كبحت فرح ضحكتها المستمتعة فيم فقد معاوية سيطرته وانطلقت ضحكاته تشق مدى الصباح:
ـ أشك أنه كان يغازلك يا نادرة، هل كان يأتي إلى البيت أصلًا أم يتهرب من لقاءك بالعمل.
زمجرت نادرة وأشاحت بوجهها غاضبة:
ـ ولماذا يتهرب يا عديم التربية!.
أطلق ضحكة قوية ثم أخفض صوته يغمزها:
ـ بالتأكيد كان يصنع المجد بالخارج.
تصلبت ملامحها وضمت سبابتها وإبهامها في دائرة بينما فردت الثلاثة أصابع الأخرى تحرك يدها في الهواء تتوعده بحاجب مرفوع:
ـ أنتَ أقرب أبنائي إليّ نعم، لكن حذائي ليس ببعيد.
قبل أن يرد عليها ردًا مازحًا خرجت عليهم مرح ببشاشة افتقدوها منها في الفترة السابقة، اندهشوا حين رآوها تقبل عليهم باسمة، علقت فرح التي طالعتها صعودًا وهبوطًا:
ـ الضفدعة العرجاء تبتسم أخيرًا.
تجاهلتها مرح وتقدمت أكثر لتقف أمام الطاولة تلتقط أصابع البطاطا المقلية تأكل واحدة تلو أخرى دون اكتراث بهم، ارتخى معاوية في جلسته، وشرع في تناول فطوره بدوره:
ـ كل هذه السعادة لأن سلامة أتى يبيت ليلة هنا؟
اتسعت بسمة مرح براحة بالغة، التقطت شهيقها وزفرته بصوت مسموع تدير رأسها إلى الشرفة العامرة في الأعلى وعادت إلى معاوية مرتاحة السريرة:
ـ وهل هذا قليل يا معاوية!
نقلت بصرها بين أمها وفرح تباعًا وراحت تلوك طعامها ببطء وتتبعه بجرعة ماء صغيرة:
ـ ليس ذنبي أن البعض لا يقدره يا معاوية، أنا أراه أهم شخص في هذا المنزل.
لكزتها فرح في خاصرتها ولوت شفتيها مثلما تفعل أمها:
ـ قدريه أنتِ يا حبيبتي، ليس لنا في تاجر الأعلاف الطيب نصيب.
حدجها معاوية وحدثها بحزم:
ـ تأدبي يا فرح.
انشغلت بالطعام وتركتهم ينظرون إليها مستغربين جرأتها في التحدث عن أخيها، زفرت مرح التي اكفهر وجهها ولوحت لهم تعتزم الرحيل، رفعت حقيبتها وسارعت بالمضي للخارج تطلب من معاوية في عجالة:
ـ اطلب منه أن يبقى يا معاوية أرجوك.
كان في صوتها توسل واحتياج واضحين مما أقلق معاوية الذي قرر أن يهتم بها أكثر من ذلك، حين غادرت التفت إلى فرح التي كانت تمضغ طعامها بسلاسة كأنها لم تتفوه بحرف سلبي منذ قليل، أرجأ التحدث معها منفردًا حين يجد الفرصة..
كانت هاجر قد أتت تحمل بين يديها طبقًا تفوح رائحة الفول الصباحي منه، ألقت عليهم التحية ووضعت الطبق على الطاولة ثم رمقت فرح بهدوء وأشارت صوب الطبق:
ـ هذا طبق سلامة، لا تأكلي منه من فضلك؟
أخفى معاوية ضحكته حين مال يمرغ وجهه في ذراعه الساكن فوق الطاولة، وأُخذت فرح في صدمة أغرقتها في الصمت، وعن نادرة التي لم يعجبها تعليق هاجر أدارت جسدها صوب زوجة ابنها تسألها فيما تمط شفتيها ساخرة:
ـ ولماذا لا تأكل منه؟
اصطنعت هاجر بسمة دبلوماسية مع نظرة خاطفة للداخل:
ـ لأني صنعت طبقين، طبق للكبار وسلامة سيتناوله وبإمكانك مشاركته فيه وطبق آخر للصغار سأحضره من الداخل حالًا.
ارتفع حاجبي نادرة التي لم تجد ردًا على إجابتها التي تحمل بين طياتها سخرية واضحة لكنها لا تستطيع نقدها لأنها التزمت بحروف مهذبة وطريقة أكثر تهذيبًا، حافظت هاجر على كياسة ملامحها وأشارت صوب معاوية تسأله:
ـ من أي طبق ستأكل يا دكتور معاوية؟.
اهتز جسده إثر كبته لضحكته وهز رأسه ثم أخفض بصره عنها:
ـ أنا لا أحب الفول.
أومأت وتراجعت للخلف إلى داخل المنزل، قابلت سلامة في منتصف الطريق ببسمة رائقة ردها لها بنظرة شملتها كلها واستقرت عند عينيها منحها شوقه الذي لا ينقطع، أسبلت أهدابها ومضت في طريقها للداخل قبل أن يتهور ويعلق تعليقًا يسمعه الجالسون على مقربة منهما، اجتاز سلامة الباب واستنشق من الصباح عبيره المنعش ثم اقترب من الطاولة ليجذب مقعده ويجلس عليه جوار معاوية، معاوية الذي قابله ببسمة سعيدة ثم نقل بصره إلى فرح ينقر على كتفها متندرًا:
ـ هيا انهضي أحضري طبق الفول من الست هاجر.
وكان يقصد إغاظة والدته أولًا، وبالفعل نجح في مسعاه لأن والداته كزت على أسنانها وتصلب فكها فيما تركز بصرها عليه:
ـ أليس لديكَ عمل اليوم يا صغيري؟.
رفرف بأهدابه عدة مرات متصنعًا البراءة:
ـ لا.. أنا اليوم في إجازة من أجل التأمل في جمالك الفريد يا نادرة.
قاطعتهما فرح التي استقامت تتأفف:
ـ ألن ننتهي من هذا الحديث الفارغ؟.. سأحضر طبق الصغار مع المرشدة الست هاجر.
شيعها سلامة بنظرة خاطفة وعاد للطاولة يشرع في تناول فطوره متجاهلًا الجميع، لكن أمها لم تتجاهله وأمعنت النظر في وجهه، تأرجحت بين لهفتها عليه وغضبها الدفين منه، لاحظت فيما تتفحصه أن النعاس لم يغادره كليًا فوجدت طريقة تستفزه بها:
ـ من الواضع أنك لم تنم جيدًا يا حبيب أمك.
ابتلع طعامه ببطء وأُجبر على رفع رأسه إليها وتصنع التثاوب:
ـ لم أنم لحظة واحدة يا حبيبة قلبي.
لوت شفتيها عدة مرات:
ـ رغم أنك صعدت إلى شقتك بعد المغرب مباشرة.
كان معاوية يراقبهما محتفظًا ببسمة شقية ومستمتعًا بالعرض بشدة، ورأى سلامة كيف يجد ردودًا تحمل الوقاحة والسخرية معًا، سلامة الذي علق بعد هزة رأس موافقة:
ـ لكنني أمضي الليل مثل الملك فلا أنام أبدًا.
تصنعت أمه اللا مبالاة وتعمدت إثارة غضبه:
ـ أين مأوى تسمع هذه الأشعار؟
زفر معاوية الذي تبدلت تعابيره إلى الغضب الكبير:
ـ تذكري لنا شيئًا آخر يا نادرة، لا أعرف من دفع لكِ كي تتعمدي إثارة غضبنا هكذا.
ضحك سلامة الذي التقط الخبز وعاد يتناول طعامه ثانية:
ـ لا تحتاج أن يدفع لها أحد، هي تحب ذلك ولا يغمض لها جفن قبل أن تسود الحياة في وجوهنا.
مطت نادرة شفتيها أسفًا:
ـ يا خيبتك في ولادك يا نادرة.
تبادل الأخان الضحك حتى جاءت فرح تحمل طبقًا صغيرًا جدًا به الفول التي أخبرتهم هاجر عنه، غرق معاوية في الضحك رآها تقبل عليهم بالطبق والنزق يكتنف ملامحها، وضعت الطبق على الطاولة ورمت بجسدها على المقعد مغتاظة، أشار معاوية صوب الطبق وعلق:
ـ الست هاجر محقة، هو طبق أطفال فعلًا.
قضمت شفتيها بغل واستأنفت تناول طعامها:
ـ اتركني الآن يا معاوية، سأنفجر غضبًا إن استفزني أحد.
منحها نظرة هزلية ثم أولى وجهه لأخيه يخبره:
ـ لقد ابتعت لك حاسوبًا كي تستخدمه في العمل.
وجدتها فرصة للثأر فرفعت مرفقها تستند للخلف إلى ظهر مقعدها وسألت معاوية ساخرة:
ـ وهل يستطيع أفندينا التعامل مع الأجهزة الحديثة، أظنه عتيق الذوق لا يفهم في هذه الأشياء.
شهقت هاجر من الخلف شهقة خفيفة قبل أن تلتزم بالصمت الحذر مثل البقية، لم ترفع نادرة وجهها إليهم وانغلقت على نفسها دون تعليق، بينما رمق معاوية أخته في غضب عارم وأوشك على الشجار معها لكن سلامة تولى مهمة الرد عليها حين احتفظ بملامح جادة كليًا وحدثها بهدوء:
ـ علميني أنتِ يا فرح كيف أكون متحضرًا مثلك وأتعامل مع الأجهزة الحديثة.
أطبقت شفتيها ليتجهم وجهها وتشيح به بعيدًا عنه فسمعته يردف بالهدوء ذاته:
ـ نحن ننفق عليكِ الكثير من المال كي تكوني إنسانة مميزة تفيد نفسها وعائلتها إن تطلب الأمر.
أغضبتها جملته فعادت بوجهها صوبه محتدة التعابيرة والصوت:
ـ أنتَ لا تنفق عليّ من جيبك، أنا لي إرث كبير من أبي ويكفي كي أدرس وأعيش حياة كريمة دون الحاجة إليك أو إلى أحد آخر.
صدمت سلامة بوقاحتها المبالغ فيها فتدخل معاوية الذي ضرب الطاولة بقوة حتى هز الأطباق من فوقها:
ـ بل ينفق أكثر من اللازم.
استهدف أمه التي سمحت بذلك التطاول منذ البداية بطريقتها الفظة المستمرة مع سلامة:
ـ هل يعرف أحد أن سلامة لا يقسم الأرباح بيننا أصلًا بل ينفق على المنزل وعلى الجميع من راتبه الشهري وحصته من الأرباح فقط؟
نقل بصره ببطء إلى أخته يوبخها:
ـ وإرثك تزايد الآن لأنه لا يُمس أبدًا، مما يعني أن ملابسك والطعام الذي تتناولينه الآن من نقود أخيكِ الكبير.
اصطكت أسنانها وأشاحت بوجهها بعيدًا، ولم يكن سلامة ينتظر منها رد فعل بل نهض ونظر صوب هاجر التي تشمله بنظر عطوف تبغي ضمه وهدهدته بين ضلوعها كيلا يتألم مثلما ترى في عينيه الآن، ابتسم لها متجنبًا المرارة التي غزت حلقه عنوة:
ـ تريدين شيئًا يا هاجر؟
قالها وابتعد عن الطاولة واتخذ من سؤالها لها ذريعة كيلا يحيد ببصره عنها، تبسم محياها له وقابلته في منتصف تتمسك بيده:
ـ سأرافقك حتى السيارة أريد شيئًا مهمًا.
استسلم لها ومضى جوارها يتشرب شعور الونس في ضمة كفها الرقيق لقبضته، خرجت معه إلى الشارع الذي يصف فيه سيارته وعندها توقفا، عانقته عيناها بمحبة خالصة ونية في ملازمته حتى تنقضي حياتها، صراخ الاحتياج بين جفتيه يستفز فيها غريزة تفجر فيض حنانها، أمسكت بكفيه بين راحتيها وحدثته برفق شديد:
ـ لا أريدك أن تحزن، هي صغيرة فقط، ستكبر وتتعلم ألا تخطئ بتلك الطريقة.
ابتسم لها من قلبه رغم كل شيء:
ـ كيف أحزن وأنتِ هنا يا ست هاجر.
اتسعت بسمته التي توهم أنه لم يتأثر البتة:
ـ كما أنني لستُ ضعيفًا إلى هذا الحد الذي يجعلك تشفقين عليّ، أنا أستطيع إعادة تربيتها لكن لا أريد أن أبدو بمظهر الهمجي أمامك كيلا تخافي مني.
أعجتها طريقته الفعالة في مواراة شعوره فرفعت أحد حاجبيها تخالفه:
ـ أنا لا أخافك أفندينا.
تبدلت ملامحه لشراسة مخيفة جعلت عينيها تتوسعان متوجسة وأكد لها هواجسها بنبرة خشنة خفيضة:
ـ عليكِ الخوف حبيبتي، أحيانًا أصبح مثل الثور حين يلوحون له براية حمراء.
تراجعت للخلف تحمحم بخفوت:
ـ من الأفضل أن أذهب لتناول الفطور برفقة خالتي نادرة، تبدو لي مسالمة أكثر منك.
ابتسم له وضيق عينيه فيما يهز رأسه ببطء:
ـ حسنًا، اذهبي إلى نادرة، فلترافقكِ رعاية الله.
لوح لها ودار حول السيارة وفتح بابها ليستقل مقعد السائق ويغمغم صادقًا:
ـ حظها بائس هذه المرأة الطيبة كي تقع بيننا.
شيعته هاجر ببسمة هادئة حتى اختفى بسيارته تمامًا، ثم عادت للداخل لتجد معاوية قد اختفى إلى الداخل فاقتربت وجلست على مقعد سلامة الذي تركه قبل قليل ولا يزال يحتفظ بعطره، تناولت من طبق البطاطا المقلية واحدة ولاكتها قبل أن تحدث فرح بهدوء كاذب:
ـ خالتي نادرة نسيت أن تخبرك بشيء مهم يا فرح.
أطبقت فرح شفتيها ونظرت إليها متجهمة تسمعها دون تعليق فاستأنفت هاجر:
ـ لا يصح أن تحدثي أخاكِ بوقاحة، حتى لو كان أصغر سنًا وليس له أي فضل عليكِ الأخوة تحتم الحب والاحترام يا صغيرة.
اشتمت فرح عبق السخرية من حروف زوجة أخيها فسألتها بقلة تهذيب:
ـ وما شأنك أنتِ!.
قلبت هاجر عينيها بملل فقد كانت تتوقع الإجابة لذا أشارت إلى طبق الفول الصغير أمام فرح وبررت:
ـ لأنني صنعت لكِ الفول بيدي هاتين وهو ليس من واجبي أصلًا.
غضبت فرح واستقامت واقفة:
ـ لا تصنعي لي شيئًا ثانية.
رفعت هاجر وجهها تنظر إليها باستهانة:
ـ ومن قال لكِ إنني سأكررها!
زمجرت فرح وتركت الجلسة لتدخل إلى البيت بخطوات حادة ساخطة..
انفردت هاجر بالأم الصامتة منذ وقت طويل وسألتها بصوت مهذب:
ـ هل وجدتِ سلامة وهو رضيع في لفافته أمام باب المسجد؟
كانت نقلة جيدة جعلت نادرة أم هذه المرأة ذكية أكثر من اللازم وتحارب كل شخص بسلاح يناسبه فاتكأت بمرفقها إلى الطاولة وأحاطت ذقنها بسبابتها وإبهامها تخبرها بجدية رغم هزلية ردها:
ـ وجدته في قناة الرى الخاصة بأرضنا الزراعية، كانت تلك القناة مملوءة بالوحل يومها فانتشلته منه وأخذته إلى منزلي ورُحت أحممه ليلة كاملة لكنه ظل متسخًا.
تفاجأت هاجر من الرد اللاذع فاستهلكت في التفكير دقيقة مضغت فيها إصبع بطاطا آخر ثم اتكأت بمرفقها للطاولة مثل حماتها وكورت يدها ثم أسندت ذقنها إلى قبضتها وتعجبت:
ـ غريب!.. لأنني حين أحممه الآن أجده نظيفًا ولا تشوبه شائبة.
ونادرة التي لا تعترف بالفضل لأحد كادت ترفع لها القبعة لكنها اكتفت بالاعتدال والضحك قبل التعليق:
ـ أنتِ داهية يا ست هاجر وستعمرين هذا البيت..
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 02:13 AM   #384

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي


***
مثل عاصفة محملة بالغبار أتت فجأة تشق الطريق بغضبها وتقتحم عليهم المنزل، طرقت الباب الخارجي بقبضة قوية وضغطت زر الجرس بعزم لم ينقضي حتى أتت أم جمال وفتحته لها لتدفع المرأة وتتخطاها للداخل، وقفت أم جمال ذاهلة محلها تترنح من عنف الدفعة وصاحت متحسرة على غياب الراحة من المنزل بفعل خطوات مأوى فيه:
ـ ستفزعين الناس في بيتهم يا مأوى.
لم تلتفت لها وغمغمت من بين أسنانها فيما تعيد طرف وشاحها للخلف:
ـ لن أفزعهم لا تقلقي، سأشعل بهم المنزل فقط.
ضربت المرأة كفًا بكفٍ وتطلعت للسماء تبتهل في قلق:
ـ احمينا يارب.
تركت الباب الخارجي مفتوحًا تحسبًا لحدوث أي كارثة وهرولت خلفها تنادي سيدتها بعلو صوتها:
ـ زارتنا ضيفة ثقيلة يا حاجة نادرة.
وهنا أدارت مأوى وجهها للخلف تحدجها بقرف:
ـ أنتِ هي الثقيلة يا امرأة.
كانت تقف على أعلى درجات السُلم قبل ثانية من دفعها للباب وتخطيها له لتجد نفسها وجهًا لوجه مع نادرة الجالسة على مقعدها الوثير في مقدمة الصالة الفسيحة، نادرة التي تخطت الصدمة في ثانية واحدة بعدما سمعت صوت أم جمال الزاعق من الخارج، تأهبت لحضور مأوى المفاجئ فرفعت كتفيها لأعلى وانتفشت مثل الطاوس تلوي شفتيها ممتعضة، وقفت مأوى على بعد خطوتين من باب الخروج تتطلع حولها بوجه مكفهر، أمامها نادرة الجالسة بهيمنة امرأة حيزبون وفرح جالسة على أريكة في الركن الآخر تعبث في الهاتف وهاجر القبيحة تحتل مقعدًا قريبًا وتمسك بشيء بين يديها، هاجر التي تركت مقعدها وروايتها ونهضت مشدوهة من جرأة المقتحمة للمنزل ترمقهم بنظرات كريهة، تبعتها مرح تاركة هاتفها لتسير خلف هاجر وتقف جوارها متسعتي الأعين مندهشتين من دخول مأوى المباغت إليهم، مأوى التي تجاهلتهما وتخصرت فيما تنظر صوب نادرة بكره وشراسة واضحين:
ـ ماذا يريد مني أبو زيد الهلالي يا نادرة؟.
سؤالها الوقح أغضب نادرة التي سألتها باستهانة فيما ترمقها صعودًا وهبوطًا:
ـ وماذا لديكِ أصلًا كي يريده سلامة!.
ندا عن شفتيها ضحكة هازئة أتبعتها بسؤال آخر:
ـ هل لديكِ شيئًا مهمًا؟
لوت شفتيها يمينًا ويسارًا ورفعت كلا حاجبيها بغية إهانتها وهزت رأسها أسفًا:
ـ هو من رفع سعر التراب لدرجة دفعتكِ للتصديق بأنكِ ذات قيمة.
ومأوى على حافة الانفجار لمرة جديدة كما انفجرت بالأمس، اضطربت الأنفاس الحارة في صدرها ونضح جبينها بعرق ساخن سخونة الماء المغلي، لكنها تمسكت ببقايا عقل فلن تنجو إن زاد تطاولها عن التعبير بلسانها، لذا اكتفت بحروف مسمومة بثتها بفحيح مؤثر:
ـ العيب فيكِ أنتِ، تربيتك القذرة تجري في دمه.
صعد الدم حارًا في عروق نادرة التي لاحظت شحوب هاجر بالتفاتة بسيطة صوبها، فأدرات وجهها ثانية وزعقت في وجه مأوى تزدريها قدر استطاعتها:
ـ هو رجل والرجل لا يعيبه شيء، انطقي بما عندك أو ارحلي من هنا، وجهك يعكر مزاجي كلما أتيتِ إلينا.
جلجلت ضحكة مأوى الشرسة واقتربت منها ببطء مدروس تعتقل بصرها بجنون نظراتها:
ـ جيد أن يومك تعكر، سأعكره أكثر، أعدك بذلك.
تسلل صوت هاجر رصينًا من الجانب في محاولة لحل الأزمة الطارئة:
ـ ارحلي من فضلك يا مأوى لا نريد مشاكل هنا.
أدارت مأوى رأسها صوبها بحدة ورفعت كفها تضم أصابعها الخمسة معًا وتحركها لأعلى وأسفل في حركة متوعدة:
ـ اصبري أنتِ دورك سيأتي حالًا.
كتفت هاجر ذراعيها ولاحظت اقتراب فرح منها ومؤازرتها الضمنية لها مما أثار استغرابها، كانت الفتاة ترمق مأوى بغيظ كبير وتلتزم بالصمت التام، رأتا مأوى تشحذ كيدها وتحدث نادرة بحماقة بالغة:
ـ تربية النسوة لا يعرف التعامل إلا مع النسوة.
احتقن وجه نادرة وانفعلت تشير صوب الباب تطردها:
ـ عليكِ النجاة بنفسك الآن قبل أن أفقد أعصابي يا مأوى.
سخرت مأوى بامتعاض ملامحها وضغطت على حروفها:
ـ لا بد أن تسمعي خيبة ابنك الجديدة أولًا قبل أن أرحل.
تدخلت هاجر التي تقدمت منها قليلًا وقاطعتها بثقة وملامح منقبضة:
ـ هل هذه كذبة جديدة مثل التي كذبتها عليّ أمام منزلي الثاني؟
تصلبت ملامحها فيما تحدجها بخيبة أمل وتردف:
ـ ألم نتفق على هدنة يا مأوى، لقد ابتعد عن طريقك الآن، ووجودنا هنا خير دليل على ذلك.
توحشت عيناها ببغض وطاف بصرها عليها باستهانة:
ـ هل أنتِ واثقة من ذلك يا هاجر!
رغم الرجفة الداخلية التي صابت هاجر ازدردت لعابها وصمدت وأومأت لها:
ـ أجل واثقة.
طلت الشماتة من بين أجفان مأوى التي سألتها مباشرة:
ـ تتذكرين صالحة وطاهرة؟
اضطربت هاجر وبدت غير مرتاحة للسؤال تلكأت أصابعها التي تقبض على عضدها وأجابتها بخفوت:
ـ أجل.
أشارت مأوى برأسها للخلف حيث تجلس نادرة وعادت تستهدف هاجر بحروف خبيثة:
ـ زوجك تربية المرأة اتفق معهما على تخريب حياتي مع زكريا.
كبحت هاجر شهقتها واجتاحتها رجفة عنيفة، ضرب الصمت الصالة وابتلع من فيها، قطعه ميل فرح صوب أذن هاجر وسؤالها:
ـ أين مفتاح شقتك يا هاجر.
رفرفت أهداب هاجر بجهل فالسؤال غريب في موقف كهذا، وجدت نفسها تجيب بآلية دون الالتفات لها:
ـ المفتاح بالأعلى، لم أنزعه من الباب..
انسحبت الفتاة بصمت وتركت هاجر وحدها في مواجهة مأوى التي اقتربت منها تبث السموم من بين حروفها فيما تسألها بحقد وجنون:
ـ أتعرفين لماذا يريد انفصالي عن زكريا؟
مالت إليها تهمس بفحيح شوش هاجر وهدم على رأسها قلعتها الآمنة:
ـ ابن نادرة يريد عودتي إليه.
رأت أن جملتها أتت بثمارها حين اختلج فكي هاجر قبل أن تعارضها بصوت مهزوز:
ـ كذب.
التقطت شهيقًا عميقًا وزفرته ببطء:
ـ أنتِ لا تملين من الكذب والافتراء عليه يا مأوى.
صاحت مأوى بصوت جهور رج الجدران وأجفل من في المنزل:
ـ بل أنتِ البلهاء التي تزوجت حقير يستغلها.
كانت هاجر أمام طوفان يبتلعها، شعرت بحجمها يتضاءل لتتحول إلى ذرة غبار هشة قابلة للتلاشي أدراج الرياح، أنقذها من الانهيار صوت معاوية الجاف الذي انطلق بخروجه من غرفته في نهاية الصالة، معاوية الذي خرج بهيئة فوضوية يحمل هاتفه ويرفعه إلى أذنه ويتحدث دون اكتراث بالحرب الدائرة حوله:
ـ كلما اجتهدت كي أكون فردًا صالحًا في هذا المجتمع المجنون يجبرونني على أن أكون مجرمًا أو مغتصبًا.
أنهى كلمته الأخيرة مستهدفًا مأوى بنظرات وقحة ثم أكمل حديثه بالبرود ذاته:
ـ أجل هي تقف في منتصف الصالة ترتدي عباءة سوداء لا أعرف ماذا ترتدي تحتها لكن وشاحها أسود أيضًا مثل قلبها.
رمقته النظرات المشدوهة حتى مأوى ألجمها خروجه وعجزت عن الاتيان برد سريع تهاجمه به، وعنه فاستمر في استفزازها حين تساءل مائلًا برأسه قليلًا متفقدًا خصرها:
ـ لا أعرف ما الذي أعجبك فيها حتى تبتلينا بها، ليتها جميلة أو بها شيء مميز كنت التمست لك العذر.
وهنا فاض كيلها ووصل غضبها مداه الأكثر وعورة فصرخت في وجهه بجنون:
ـ أقسم لك سأتهمك الآن بالاعتداء عليّ وأتسبب في سجنك.
مر على وجهه تعبير مندهش، بل افتعل الاندهاش وهز رأسه ببسمة بسيطة وأنزل الهاتف عن أذنه، أغلقه ووضعه في جيبه وتأملها لحظة قبل أن يرفع حاجبيه معلقًا:
ـ أنتِ غبية يا مأوى، تهددين فقط دون منطقية لتهديداتك.
أشار حوله ومشط البيت ببصره قبل أن يعود إليها باسمًا:
ـ أنتِ في منزلي يا مأوى وأي شخص عادي بإمكانه التخمين بأنكِ أنـتِ من جئت إليّ برغيتك.
أنهى جملته بغمزة بسيطة وبسمة كريهة أثارت غضبها أكثر جعلتها تتلفت حولها مثل الضائعة باحثة عن أداة حادة ترميها في وجهه، تمالكت نفسها بأعجوبة وحولت تركيزها صوب هاجر المتجمدة محلها تنظر أمامها متصلبة الحدقتين، وجدتها فرصة للنفث في النار كي تشتعل أكثر:
ـ بإمكانك سؤال صالحة عن نوايا زوجك.
حين لم تلتفت لها هاجر أردفت مأوى بنبرة جامدة:
ـ كل ما كان يفعله من البداية كان غرضه تخريب حياتي حتى يعيدني إليه.
تبادل معاوية مع أمه نظرات متجهمة ولم يتفوها بحرف فاستغلتها مأوى لتسأل هاجر مباشرة:
ـ ألم تسألي نفسك لماذا تزوجك أنتِ بالذات رغم أنكِ....
توقفت عن التحدث تطالعها باستهانة ثم تلوي شفتيها بمكر:
ـ قبيحة وضئيلة.
فرقت هاجر شفتيها تتنفس بصعوبة فتدخل معاوية يقبض على ملابس مأوى من أعلى كتفها ويجذبها بعيدًا، لتصرخ في وجهها وتلكم صدره بقوة:
ـ هذا البيت بيت نسوة فقط ليس بينكم رجل واحد..
أبعدها بقوة فترنحت حين تركها ورد كيدها بفجاجة:
ـ إن لم تكفي عن المجيء إلى هنا ستحدث كارثة تندمين عليها بقية عمرك يا مأوى..
اكتفت هاجر مما سمعته وهرولت صوب الدرج الداخلي لتصعده ذاهبة إلى شقتها، تعثرت وهبطت بكفيها تستند بهما على درجة علوية من السلم الرخامي، تلاحقت أنفاسها وتجمعت قطرات دمع طفيفة لم تهبط معاندة إياها، مأوى إن كذبت في افتراضها لن تكذب في توريط صالحة وطاهرة وهي أكثر من يعرفهما، مستعدتان للتطرف من أجل زكريا ولن يتوقفا حتى يطلق مأوى، اعتدلت تستقيهم وتهدهد نبضها، لا يهمها أحد بعد طفلها وسلامة لكن سلامة فعل ما يهدم ما بينهما، كسر وعوده لها وإن منحته فرصة جديدة ستخاطر بكرامتها معه وهي امرأة إن لم يتم تقديرها كما يجب تترك كل شيء خلفها وترحل، كان باب شقتها مفتوحًا فهرعت للداخل متوجهة صوب الحمام، وقفت عند الحوض فتحت الصنبور وغسلت وجهها بالماء البارد ثم وقفت تلهث، لم تنظر لنفسها في المرأة واستدارت بديناميكية إلى غرفة نومها، لم تدور بعينيها لترى المكان، لا تريد التعلق بشيء بعد الآن، حتى الأماكن عافتها نفسها، شرعت في ارتداء ثوب للخروج ووشاح يناسبه..
وبالأسفل كانت مأوى تحتفل بانتصارها ببسمة رائقة تودع بها نادرة التي احتفظت بجلستها وملامحها:
ـ مبارك خراب بيتكم ثانية يا نادرة.
توحشت عيناها بقهر وحقد كبيرين:
ـ لا تنسي إلقاء ملابسها وكل ما يخصها من الشرفة العليا مثلما فعلتِ معي.
التفتت إليها نادرة محتدة واغتصبت ابتسامة قاسية:
ـ أرمي أشياء الحثالة فقط لكن الست هاجر هي سيدة هذا البيت لن تتركه ولن يطلقها ولن ترتاحي أبدًا.
قبل أن تكيل إليها الردود الوقحة تقدم معاوية صوب مأوى ودفعها للخارج بعنف لم تصمد أمامه وخرجت بالفعل، كانت قواها قد خارت كليًا وفقدت القدرة على الصراخ أيضًا..
وعند الباب وأسفل شرفة سلامة تحديدًا سقط ماء متسخ كانت فرح قد حضرته قبل قليل وانتظرتها بالأعلى، حين سألت هاجر عن مفتاحها خرجت وأحضرت دلوًا مملوءًا بالتراب إلى ربعه ثم صعدت به إلى شقة هاجر أكملته بالماء ثم توجهت به صوب الشرفة في انتظار مأوى حتى خرجت من البيت...
حين سقط الماء المختلط بالتراب فوق رأس مأوى ولوثها كليًا صرخت مأوى وانطلق لسانها بالسباب واللعنات، وعن معاوية فقط صدمته فعلة أخته الواقفة مستندة لحاجز الشرفة تنظر من علو متشفية مثل رئيسة عصابة حققت مرادها، تجاوز صدمته بضحكات عارمة ثم صفق بحماس وتشجيع:
ـ ابنة نادرة كما يجب..
انتهى الفصل
قراءة منعشة


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 06:03 AM   #385

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلم ايدك مبدعه ماوى قليل الادب فعلا والست هاجر ستها فعلا عنده حق معاويه ازاى سلامه حب واحده زى ماوى والمفروض فعلا تطلق

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-22, 03:15 PM   #386

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,958
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مواسم الغشق
طاهرة وصالخة للاسف ما 4ي غندن اخلاق وتحاوزوا كل الخطوط سلامة لما استعان فيهم غير انو خالف وعدو لهاجر لكن فاتو انو ميدن عظيم وانو راح يبخوا السم
هاجر اكتر واحدة بزعل عليها 7ا امل نادرة هالمرة تقدر تتصرف صح و ماتخليها تتركو
زكريا ايكتى بدو يوعى لمدى انانية صاحة وطاعرة واذاهم للاسف ماوى زعلت عليها هالمرة ودايما ببستغلو نقطة ضعفها عصبيتها المفرطة ياترى هل خطوا نهايتها مع زكريا ما بتمنى
ملاذ يارب تكون طوق ن0اة زمزم
فصل استفز اعصابي بكل معنى الكلمة تحفة شابووو عالابداع

bakkarmanal likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-22, 02:58 AM   #387

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

سلامة اخطأ بلجوئه لطاهرة وصالحة وهينقلب السحر على الساحر تاني مأوى فعلا انسانة حقودة لاعلى الدرجات و زكريا انسان ضعيف وخالته واخته بيستغلوا ده . هاجر ذكية وتستاهل الخير لكن يا ترى هيلحقها سلامة تسلم ايدك الفصل رائع

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-22, 06:22 PM   #388

فتاة طيبة

? العضوٌ??? » 306211
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 561
?  نُقآطِيْ » فتاة طيبة is on a distinguished road
افتراضي

هاجر قليلة ثقة بنفسها ولوكانت امرأة قوية لما اظهرت ضعفها للحقيرة مأوى كان المفترض تنتظر لتسأل زوجها عن صحة كلامها لكن دوما تفضل الهروب لما يعجبني موقفها ابدا .

فتاة طيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-22, 04:52 PM   #389

رهان نجار

? العضوٌ??? » 456603
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 230
?  نُقآطِيْ » رهان نجار is on a distinguished road
افتراضي

رواية شيقة من بدايتها وأريد أن أعرف أن كانت جزء ثاني لرواية سابقة
Meera Alromaithi likes this.

رهان نجار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-22, 01:30 AM   #390

samar hemdan
 
الصورة الرمزية samar hemdan

? العضوٌ??? » 461744
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 941
?  نُقآطِيْ » samar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond reputesamar hemdan has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر
***
ثمة أشياء لا تفارق القلب مهما حاول صاحبه.. أهمها الحب.. وأوجاعه!
***
هبطت هاجر الدرج عازمة على الرحيل، تبعتها فرح التي غادرت الشرفة العلوية منتشية بفعلتها، استغربت استعداد هاجر للمغادرة بتلك البساطة ووهنها في المواجهة فتقدمت تجتازها وتسلك الدرج قبلها وتعلق متهكمة:
- ستتركين مأوى تنتصر هكذا!، عار عليكِ.
لم يشغل هاجر ما كانت تفعله الفتاة بشقتها في تلك اللحظة رغم ريبة الوضع، فهي تركت المشاجرة في أوجها وصعدت قاتلة فضول المراقبة حتى..
أغلقت باب عقلها أمام كل تلك المهاترات التي قد تزعزع عزيمتها وتثنيها عن قرارها، وصلت إلى الباب الداخلي للطابق السفلي وهمّت بتوديعهم بكياسة بعدما أغلقت باب قلبها على حزنها، رأتها نادرة تدلف بكامل ملابسها وقد تحضرت للذهاب فلوت شفتيها واتكأت بمرفقها إلى حاجز مقعدها:
- إلى أين يا ست هاجر؟
تقدمت منها هاجر بتهذيب تخبرها دون أن يرتفع صوتها:
- إلى بيت أبي.
تلفتت نادرة حولها لتنقل بصرها بين معاوية وفرح الواجمين وتعود إليها:
- لماذا؟.. هل ضايقك أحد من أهل المنزل!.
حمحمت هاجر بهدوء أطرقت تجيبها:
- لقد رأيتِ كل شيء بنفسك.
اعتدلت تضع كفيها في حجرها وتنظر أمامها مباشرة:
- ستكونين غبية إن صدقتِ افتراء مأوى يا هاجر.
تجمدت ملامح هاجر، شعرت بالأرض تدور بها وصدرها يضيق فكادت تختنق، يغمرها الإحساس بالخذلان فقد منحته الفرصة قبلًا رغم فعلته المريبة واستهانته بها، كانت تطمئن نفسها بأنه يحبها وأنه ندم ولن يعترض طريق مأوى ثانية، شحذت صوتها لتجيبها بخفوت:
- أعلم أنه لا يفكر في العودة إلى مأوى.
التقطت نادرة طرف الخيط واستغلت تلك الثقة لتبدي رأيها:
- بالتأكيد لن يفكر في العودة إليها، لن يكون رجلًا إن فكر حتى..
صمت لحظة وأردفت تدعم هذا الرأي بالدليل القاطع:
- سيئة الذكر التي رحلت قبل قليل حطمت كبرياءه ودعست رجولته تحت قدميها أمام الناس وبطريقة فجة لا تليق بامرأة تحترم الزواج أصلًا..
لاحظت هاجر استماتتها في الدفاع عن ولدها فقاطعتها:
- أليس سلامة هذا هو من وجدتِه في المستنقع أو قناة الوحل كما أخبرتني قبل قليل.
نالت منها انفعال هازيء سبق إجابتها المتهكمة:
- بلى هو، لكنني أرضعته وربيته هنا وسأمزق من يظلمه بأسناني.
استغلت تيه هاجر وطرقت الحديد ساخنًا:
- وكما سمعتك تتحدثين معها قبل قليل هي كذبت عليكِ قبل ذلك.
أومأت هاجر التي التفتت إلى معاوية الذي حضر كواليس كذبتها السابقة وهو من أحضر دليل براءة سلامة رغم أنها كانت تثق به دون دلائل، لكن هذه المرة تبدو كالبلهاء رغم أيضا أنها تعرف مسبقًا أنه ليس بتلك الحقارة ولن يسعى لتطليق مأوى من زوجها ليعيدها إليه ثانية جتى إن سعى لخراب بيتها لكن يتزوجها مرة جديدة، وما يغضبها أكثر ليس مأوى بل الأخريين، تلك المرأة التي حولت حياتها لويلات لا تطاق برفقة ابنتها المغيبة التي تصدق أنها تمتلك أخاها ولا يحق لامرأة غيرهما أن تاخد حيزًا ولو ضئيل من حياته، فهمت نادرة ما دار بخلد زوجة ابنها فتدخلت بين أفكارها تؤكد لها:
- لكن هناك أشياء لا تستطيع مأوى الكذب فيها خصوصا أنها تمس أخرين ويمكننا التأكد بنفسنا.
أولتها هاجر اهتمامها فوضحت لها أكثر:
- أعني أن سلامة قد تواصل فعلًا مع المرأتين التي ذكرتهن مأوى لكن لا نعرف الأسباب.
كتفت هاجر ذراعيها أمام صدرها ورفعت كفها اليمني تمسد جبهتها يائسة فأشفقت عليها نادرة لتعلق بهدوء:
- من حقك الرحيل يا هاجر لن يمنعك أحد، لكن فكري جيدًا أعلم إن الموقف السيء الذي حدث قبل قليل قد شوشك، عليكِ بتصفية ذهنك اولًا وفهم دوافعه ربما كانت نبيلة..
قاطعها معاوية بصوت مكتوم:
- وإن لم تكن نبيلة، تلك الوقحة تستحق هدم حياتها، ألم تروها كيف تتجرأ وتأتي إلى هنا وتفتعل مشكلات رغم إن زوجها لن يمرر ما تفعله ببساطة.
التفتت هاجر إليه تعقب غاضبة:
- اذهب إليه وأخبره إنها جاءت إلى هنا، لتنتقم هي في المقابل وتخبره إن أخاك قد تواصل مع خالته وأخته ودبر معهما مكائد فتشتعل النار وتطالنا الفضائح أكثر وأكثر.
كزت على أسنانها وأعادت وجهها صوب نادرة:
- ألا يفكر أولادك في عواقب الكوارث أولًا؟! ضحكت فرح بصوت مسموع وغمزت لمعاوية:
- جيد يا معاوية، زوجة أخيك بدأت تفكر وربما تحسن التصرف أكثر منك أنتَ وأخيك.
قاطعتهم نادرة تستهدف هاجر بمكرها:
ـ لا أحد يفكر يا هاجر للأسف، لقد أنجبت أربعة أغبياء خائبين، والآن نعوّل عليكِ أنتِ ربما تكونين أفضل منهم.
كبحت هاجر زفرتها متسائلة:
ـ ماذا عليّ أن أفعل!
قلبت نادرة كفها في الهواء:
ـ إذا رحلتِ الآن وتخليتِ عن خائب الرجاء الذي دافعتِ عنه صباحًا ستبدين مثلهم حمقاء لا تفكر مرتين، وحتى أنا سأفقد الثقة بكِ مثلما فقدتها بهم.
قطبت هاجر مستاءة وأشاحت بوجهها لتخفي انفعالها قليل التهذيب:
ـ ماذا تقصدين يا خالتي؟.
ضيقت نادرة عينيها تضرب ولا تبالي:
ـ ستبدين منافقة يا ست هاجر إن تناقضت أفعالك مع أقولك.
احتقن وجه هاجر وأدارت رأسها ناحية فرح ترمقها ساخطة قبل أن تصيح وتفرغ انفعالها:
- اذهبي إلى غرفتك بدلي ملابسك سنذهب الآن إلى بيت عائلتي أرى آدم وبعدها إلى السوق لنشتري أغراض المنزل.
انتفضت فرح من حدتها ورفرفت بأهدابها تسألها:
- ومن سيوصلنا؟
أطلقت زفرة حادة وأشارت صوب معاوية بملامح مغلقة:
- أخوكِ الذي يضرب النساء في منزله.
قالتها وتوجهت نحو باب الخروج منهكة القوى:
- سأتنظركما في الخارج، أريد التنفس قبل أن أختنق.
قهقه معاوية من خلفها وحدث أمه بدلًا عنها:
- لقد دفعت مأوى للخارج فقط لم أضربها يا نادرة.
لكن أمه لوت شفتيها وتحسرت:
- ليتني نهضت وصفعتها قبل أن ترحل أو ربيتها بحذائي فيبدو أنه أوحشها..
واصل معاوية الضحك ثم راح يقبل أطراف أنامله التي ضمها معًا ويرسل إلى أمه من خلالها القبلات التي نثرها في الهواء صوبها ثم إلى الباب الذي خرجت منه هاجر لتوها:
- أول مرة تتصرفين بحكمة أحببتك أكثر اليوم..
استقلوا سيارة معاوية جميعًا وقادها بهم إلى قرية هاجر وعائلتها، تلك القرية احتلت قلب معاوية بشوارعها وساكنيها، تخطى تلك الغصة التي تستقر في أعمق نقطة بقلبه حين يمر على أحد الشوارع تحديدًا وأكمل القيادة إلى بيت عائلة هاجر، صف السيارة هناك وهبطت زوجة أخيه وفرح وأخبرهما فيما يستقر محله على مقعد السائق:
- خذا وقتكما سأمر على الصيدلية لبعض الوقت وأعود حين تهاتفني فرح.
أومأتا له فأدار محرك السيارة ثانية وتراجع للخلف ليرحل تمامًا..
وقفت هاجر أمام باب البيت لعدة ثوانٍ تستجمع شتات نفسها قبل أن تتقدم إليه وتطرقه، تلفتت فرح حولها معجبة بتنسيق مدخل المنزل لتبدي إعجابها:
- شجرة التوت تلك رائعة لو أنني أسكن هنا سأحتسي الشاي كل يوم تحتها وقت العصاري.
استقبلت هاجر إطراء الفتاة بكياسة وتهذيب:
- بإمكانك المجيء معي كل مرة إلى هنا.
بدا على فرح الحماس لكنها تصنعت السخرية وقالت:
- ربما تعيريني بها مستقبلًا مثلما فعلتِ معي صباحا بسبب طبق الفول..
تأففت هاجر ورمقتها بضيق واضح:
- لم يكن بسبب طبق الفول وأنتِ تعرفين ذلك..
تهربت الفتاة منها وأشاحت بوجهها عنها:
- لنركز على زيارة ابنك من فضلك.
انفتح باب المنزل وقابلتهما والدة هاجر التي تفاجأت بهما وابتسمت ببشاشة وسعادة كبيرين، فتحت الباب على مصراعيه وعانقت ابنتها بمحبة ثم انتقلت تعانق فرح وترحب بهما:
- مفاجأة رائعة يا هاجر آدم سيفرح كثيرًا.
ابتعلت هاجر غصتها ودلفت باحثة عن طفلها الذي قابلها في منتصف الردهة وارتمى في أحضانها يتمرغ فيها ويخبرها كم اشتاق إليها، أخفت وجهها في حضن الصغير وأخفت غصتها بأعجوبة..
بعد حين من الجلوس بداخل المنزل وتناول الطعام نهضت فرح باسمة:
- سأخرج قليلًا للتنزه، منطقتكم جميلة وأحببتها..
وافقاها فاقترحت هاجر بصدق:
- أخرج معكِ أم تريدين الخروج وحدك؟
هزت رأسها نفيًا:
- لن أبتعد أصلًا سأدور حول المنزل وأجلس لبعض الوقت تحت شجرة التوت الجميلة..
خرجت فرح من البيت وشرعت في السير وحدها، الطبيعة لا تختلف كثيرًا عن منطقتها فكلها مروج خضراء لا يكفيها مد البصر يتناثر فيها البيوت من كل جانب، كانت وحيدة مستمتعة بالجمال الطبيعي حتى خرج شاب من بيت مقابل لبيت عائلة هاجر على بعد مسافة لا بأس بها يرفع أطراف جلباب أبيض ويربطه على خصره فيبدو الجلباب الأبيض من أسفل كتنورة بيضاء تصل إلى ركبتيه، فتمنح حق رؤية ساقيه النحليين، ساقان رجوليان بالغي النحول وهيئتهما ذكورية أكثر من اللازم لم ترى فيهما أي إغراء لها، رفعت عينيها ببطء إلى جسده فكان كله يشبه فتلة طويلة، حمحمت كي تقتل شخصيتها المتنمرة الداخلية لاسيما وأنه يحتضن طبقًا من التين الشوكي المقشر ويلتهمه دون رحمة، حين الوصول إلى وجهه الذي تعرفه جيدًا شهقت مصدومة وغمغمت بعفوية:
- خلف الدهشوري خلف!
امتعض باسل الذي ابتلع حبة التين الشوكي كاملة حين نادته باللقب الذي يلازمة منذ السنة الماضية وما قبلها حين كان بالمرحلة الثانوية ويغارون منه لأنه كان الأكثر اجتهادًا والأكثر حرصًا على مستقبله، أشار إليها بفظاظة يسألها:
- ومن الكونتيسة؟!
ضايقتها طريقته المستفزة فرفعت ذقنها بكبرياء ورمقته بطرف عينيها مشمئزة:
- أنا فرح الهلالي!
ركز بصره عليها ثوانٍ بجهل قبل أن يسألها بلمحة استهزاء:
- تعملين في مباحث التموين؟
ضربت الأرض بقدمها وكتفت ذراعيها أمام صدرها:
- كنت زميلتك في المدرسة الثانوية.
تصنع بأنه يراها لأول مرة رغم أنه يعرفها هي وتوأمتها مرح اللطيفة بل الأكثر لطفًا من صاحبة الأنف المرتفع التي تقف أمامه، تناول حبة تين أخرى دون أن يقدم لها واحدة وراح يلوكها دون أن يحيد ببصره عنها، يعرف أيضا أنها أخت زوج هاجر الجديد، طال صمته وتفحصه لها استاءت وسألته بفضول:
- سمعت أنك حصلت على منحة دراسية مجانية، هل ستسافر للدراسة في الخارج فعلًا يا خلف؟
كان على وشك إجابة سؤالها لكن نطقها للاسم الذي يكرهه جعله يرمقها غاضبًا ويصحح لها:
- اسمي باسل.....
قاطعته متعمدة إثارة غيظه:
- باسل خياط..
قالتها وانفجرت ضاحكة فامتعض أكثر:
- مزحة سخيفة مثلك..
حين توقفت عن الضحك وتجعدت ملامحها أشار لصدره فخورًا:
- باسل نصار، تذكري اسمي جيدًا ربما نتقابل مرة جديدة.
رمقته بازدراء وابتعدت عنه دون وداع:
- لا تقلق لن نتقابل، لن آتي إلى هنا ثانية..
***
يتبع..


samar hemdan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.