آخر 10 مشاركات
♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] للــعشــق أســرار، للكاتــبة : فـاطيــما (مصرية)(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          عبير الحب (الكاتـب : كنت .. أحلم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-22, 01:18 PM   #111

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍👍😘😘👍👍👍👍👍👍
شكرا اتمنى يكون الفصل عجبك❤


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 01:23 PM   #112

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duaa.jabar مشاهدة المشاركة
كل عام وانتم بخير واعاده الله على الجميع بالخير والبركه
فصل جميل جدا سميحه تستحق الاسوء معدومة الامومة سما وقعت تحت رحمة وسام اكثر وفرح وقفتها مع سراج تدل على طيب اخلاقها لكم غباء سراج غريب سيهدم حياته اما غسق فهي تمضي بأتجاه قوتها واستقلاليتها
كل سنة وانتي طيبه عيدك مبارك
فعلا سميحة معدومة الامومة بس عقابها لسه شويه قدام لان مصايبها ما انتهتش لسه
سما اصلا واقعه تحت رحمة وسام من الاول هي حتى ما سالتش عن ولادها ولا مهتمه بيهم
فرح مش وحشه هي مشكلتها عقده ابوها واللي غرسته فيها جدتها بس هي بتحب سراج جدا
اتفق فعلا سراج تصرف بغباء بس يدفع الثمن متخافيش
غسق قدامها شويه لازم تتحرر من كل خطايا الماضي اللي ماكنش ليها ذنب فيها
مبسوطه بكلامك جدا يارب الفصول الجايه تعجبك يرضوا❤


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 04-05-22, 05:35 PM   #113

نورا صبحي

? العضوٌ??? » 391736
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » نورا صبحي is on a distinguished road
افتراضي

موفقه بإذن الله والروايه باين عليها حلوه من الاقتباس اتمنالك التوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
ريما نون likes this.

نورا صبحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-22, 05:49 PM   #114

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورا صبحي مشاهدة المشاركة
موفقه بإذن الله والروايه باين عليها حلوه من الاقتباس اتمنالك التوفيق ومن نجاح لنجاح بإذن الله
شكرا جزيلا، أتمنى ان الراوية تعجبك وتستمتعي بيها للاخر❤


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 08-05-22, 04:33 PM   #115

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون

تعرف أن طريق التوبة صعب، لكن انغماسها في الخطيئة ليس بسهل أيضًا، لم تكن يومًا فتاه مُحِبه للملذات المحرمة أو كسر التقاليد والأعراف، حتى أنها لم تكن متمردة، ما حدث أول مرة افتراءات ولأن والدها يحرص على سمعة العائلة قرر أن يبعثها لتعيش في الخارج، أخبره صديقه عن وجوده مدرسة داخلية متشددة بالقرب منه، ثقته بصديقه وبأنها ستكون بمأمن هناك جعله يرسلها على الفور، خصوصًا أن خالد لدية ابنة تكبرها بقليل ستكون رفيقتها هناك، لم يكن يعرف بأن تلك الابنة ستكون مصدر البلاء.
لن تكذب وتدعي بأن روبين لم تبهرها ورغبت بأن تكون مثلها نوعًا ما، بل تلك الحرية التي تمتلكها، فهي لا تعبأ لشيء سوى ملذاتها وما ترغب به، عكس سابين برغم بأنها تتمتع بالحرية لكنها لم تتخط الحدود يومًا.
روبي مبهرة بكل ما في الكلمة من معنى، جميلة، ذكية، جريئة، لديها علاقات لا حصر لها، نبذت هذا الجانب منها، مهما كانت متحررة لا تقبل هذا نوع من العلاقات المحرمة.
نعم جارتها في سهراتها في النوادي الليلية، ربما القليل من الشرب لن يضر أحد، الملابس التي تحولت بالتدريج إلى ضيقة بل ملتصقة بالجسد ثم قصيرة حد الابتذال، توسعت علاقاتها بالجنس الآخر، كل ذلك دون أن تصل أخبارها إلى والدها، فهي طالبة مجدة لم تتغيب يومًا عن حصصها، كما أنها تعود في موعدها كل ليلة إلى السكن الداخلي وتخرج خلسة أحيانًا، من قال أن المعاصي تحدث في الليل فقط.
- تابعي ماذا حدث بعد ذلك؟
نظرت إلى المعالجة النفسية آلتي لجأت إليها، بعد اقتراح من إياد؛ هي فعلًا تحتاج أن تتحدث مع أحد عن ما جرى لها منذ انتقالها إلى فرنسا حتى قضيه الزنا، تحتاج إلى شخص يكون رأيه محايد، بل لا تريد رأي في الواقع، فقط تفرغ ما بداخلها لشخص لن تراه مرة أخرى؛ اختارت معالجة لا طبيبة نفسية، لأنها لا تريد أدوية، تخاف بأن تدمنها، يكفي بأنها كادت أن تُدمن الخمر سابقًا؛ احتاجت إلى مجهود كبير لكي تتوقف عن شربه، خصوصًا وهي محاطه به في كل مكان؛ فمروان لا يكف عن احتسائه ولا روبين، كذلك معظم حفلات التي تحضرها بانتظام ، لأجل العمل أو المتعة؛ كان الأمر مرهقا فعلًا، ليس بسب حبها، بل بسبب سخرية المحيطين بها عندما ترفض الشرب.
كثيرًا ما ادعت بأنها تشربه وهي في الحقيقة تشرب عصير تفاح أو أي نوع آخر عادي، أو تقوم بإلقائه في أي مكان؛ هي لا تحارب إدمان الخمر فقط بل تحارب مجتمع محيط بها لا تعرف كيف تنسجم معهم بالكامل ولا ترغب في البعد عنهم.
تنهدت ورفعت عينيها للمعالجة:
- وقتها تعرفت على (جو) عن طريق روبين، أعجبت به، لكنى لم أرغب في أن أتعمق في العلاقة معه؛ لأنه فرنسي، وأنا ارغب في الزواج والأطفال؛ كما أعرف أن أهلي لن يرضوا بزواجي منه.
توقفت عندما لاحظت أن المعالجة تكتب في مذكرتها فعقدت حاجبيها وظهر عليها عدم الارتياح ، تنبهت المعالجة لتوقفها لكنها استمرت في الكتابة.
بصوت هادئ جدًا بعث الدفء في داخلها:
- أكملي سابين، لا تهتمي لما أكتبه الآن، ستعرفين بعد انتهاء الجلسات.
ابتسمت في ارتباك وتابعت محاولة أن لا تفكر فيما كتبته المعالجة:
- في الحقيقة لم أكن من هواة العلاقات العاطفية، كُنت معجبة بأقارب روبين أبناء القاسم، ليس شخص معين منهم، فقط بسبب ما حكته لي روبي؛ هم فِتيه لم يقم أحدهم بعلاقة عاطفية أبدًا، يتمسكون بالتقاليد رغم مكانتهم الاجتماعية، رغم سخرية روبين المستمرة منهم، وجدت نفسي أنجذب بهم.
سحبت نفسًا عميقًا وأسندت خدها على كفة ذراعها:
- أعتقد أني اخترت سراج، لمعرفتي بميل ساجي إلى روبين.
- إذن أنتِ اخترت المتاح، دون اعتبار له شخصيًا؟
هزت رأسها ببطء علامة موافقة:
- أعتقد ذلك.
- ماذا حدث مع جو؟
أحست بألم شديد في أحشائها، مررت يدها على رقبتها ثم ارتشفت قليلًا من الماء:
- فرحت باهتمامه بي، كنا نخرج كثيرًا، أنا وهو ووربي طبعًا، بعد فتره قصيرة بدأ يتجاوز حدوده قليلًا ، رفضت وقررت قطع العلاقة، وقتها سخرت منى روبي، قالت أن هذا شيء عادي يحدث بين الفتاه وحبيبها، في الحقيقة صدمت كثيرًا فقد فهمت بأنها قامت بذلك مع أكثر من رجل.
قاطعتها المعالجة:
- لماذا صدمتِ؟ ألم تقولي أن روبين ذات عقلية متفتحة؟
عقدت حاجبيها وهي تجيب في استنكار:
- هذا ليس تفتح أبدًا؛ التفتح يعني أن تتقبل الأفكار الجديدة المختلفة عن المعتقدات، تسعين لِاكتشاف ثقافة مختلفة بكل العادات، لكن أن تخرجي عن الدين والعرف والتقاليد لا يكون تفتح أبدًا.
لم تعلق المعالجة عليها فقد تابعت كتابة بعض الكلمات، اعتقدت سابين أنها لا تصدقها، معها حق، كل من يعرفها يظن أنها منحلة، بل هي فعلًا منحلة، فقد فرطت في شرفها، إذا كانت أول مرة ليست بإرادتها، فهي من قامت بإغراء سراج وجره ليقع في شباكها، أحست بغصة وأن دموعها ستنزل لا محالة؛ أنهت الجلسة فهي غير قادرة على الاستمرار.
خرجت من العيادة لتجد إياد في انتظارها، كان وجهه مكفهر على غير العادة، هو حتى لم يرد عليها التحية؛ رغم أنها تضع حدود بينهما وتختصر أي حديث يقوم بفتحه معها، لكنها تضايقت من ردة فعله، فهو فعلًا يهون عليها كثيرًا، على الأقل هو لا ينظر لها بخبث ولا يلومها على ما حدث، قد يكون الرجل الوحيد الذى تعامل معها بطريقة طبيعية منذ أن كانت في المدرسة.
لكسر الصمت قررت أن تبدأ هي الحديث:
- الجو جميل اليوم، ما رأيك أن نشرب قهوة في الخارج؟
بصرامة أقرب للتوبيخ:
- لا أعتقد أن ذلك مناسب في وضعك، قد يتعرف عليكِ أحد.
شهقت واضعة يديها على فمها ونزلت دموعها التي حاولت حبسها عند المعالجة، لا تصدق حتى هو يحكم عليها؟
فور خروج الكلمات من فمه، أحس بفداحة ما قاله، لا يصدق أنه جرحها وأهانها، لمجرد أن سراج قرر أن يتزوجها؛ ما يزيد ضيقه بأنه ليس غاصب بسبب أخته، غضبه له سبب آخر، لا يريد حتى أن يعرفه، ستكون كارثة لو فعلها حقًا!
ضرب المقود بيده عند سماع شهقاتها، حاول أن يجعل صوته أكثر هدوء:
- آسف سابين لم أقصد ما فهمته، أنا فقط أخشى أن تتعرضي لموقف سخيف، نحن نمر بظروف صعبة، في الشركة والقضية، كل ذلك يشغلني، لم أقصد أن أجرحك، تكلمت دون تفكير، أعتذر مرة أخرى.
مسحت دموعها دون أن تجيبه، ربما هو محق، حسنًا ستحاول تقبل عذره، لكنها لن تتساهل معه مرة اخرى.
**********
توجهت غسق إلى المجمع التجاري الذي اتفقت مع سارة على ملاقاتها فيه لتشتري بعض الهدايا فقد اقترب موعد سفرها.
بحثت عنها بعينيها في المكان الذى يفترض أن تجدها فيه، لمحتها تجلس على أحد الكراسي فأسرعت ناحيتها.
نظرت إلى ساعتها للتأكد من الوقت:
- هل تأخرت؟ أعتقد أن موعدنا في الرابعة.
استقامت وهي تحاول الابتسام:
- لا أنا من أتيت مبكرة، هيا لدينا محلات كثيرة نتسوق بها، لقت رأيت أكثر من محل لملابس الأطفال لنبدأ بها.
رغم اعتراضها إلا أنها أخذت بنصيحتها وبدأتا بملابس الأطفال، هي كانت تفضل أن تبدأ ساره بشراء ما تريده، فلازال الوقت مبكرًا كي تجهز مستلزمات الأطفال، بعد الدخول إلى أول محل اختفت أي ذرة اعتراض لديها، فقد غرقت في عالم الأطفال الساحر، أشياء لا تعرف كيفية استخدامها من الأساس أجبرتها سارة على شرائها، لا تنكر أنها استمتعت كثيرًا وهي تتخيل نفسها تلبس أطفالها تلك الملابس الجميلة؛ مر الوقت دون أن تشعر، حتى أن سارة لم تشترى ما جاءت من أجله، بعد أن تعِبتا من كثرة التسوق، جلستا في مطعم داخل المجمع يقدم شطائر صحية، رغم أمتعاض غسق إلا أنها وافقت من أجل سارة، فكل مرة تجبرها على طعام غير صحي حسب شهيتها، هي ترى بأن صحتها تدهورت مؤخرًا.
- سارة كيف هي صحتك؟ هل السفر آمن لك الآن؟
حركة فمهما إلى الجنب:
- جيده، لن أسافر إلا بعد انتهاء الجرعات التي حددها الطبيب، كما أني لن أبقى هناك كثيرًا، يجب أن أعود كي أبدأ في العلاج الجديد، الطبيب قال أنه فعال في بعض الحالات، وحالتي مرشحه له.
عقدت غسق حاجبيها في تساءل:
- تقصدين علاج تجربي !
هزت رأسها وهي تلوك الطعام في فمها.
ارتفع حاجبي غسق في فزع:
- ماذا أنت تمزحين؟ لا تقولي لي أنك وافقتي بأنت تكوني فأر تجارب.
اسّندت ذقنها على كفها وهي تنظر لها بحاجب مرتفع:
- وكأني استمع إلى عجوز لا تفك الخط لم تخرج من قرية صغيرة طوال عمرها؛ من هي فأر التجارب؟ هذا دواء قاموا بتجربته كثيرًا وقد نال موافقة منظمة الصحة العالمية، إلا أنه لم يستعمل كثير لأن آثاره الجانبية خطيرة، وقد قرات جميع الأبحاث عنه، لذلك وافقت عليه، لا أصدق أن تفكيرك ضيق إلى هذه الدرجة.
شعرت بالحرج الشديد، هي فعلًا تعتبر جاهلة في الأمور الطبية، بصوت منخفض نوعًا ما:
- لم أقصد، قلت لكِ سابقًا أن لا تأخذي على كلامي.
سحبت نفسًا ثم تابعت في ابتسامة مصطنعة في محاولة لتغيير الجو:
- إذن أنتِ متحمسة لزيارة عائلتك أليس كذلك؟
في سخرية واضحة:
- أكاد أطير من الفرحة أليس باديًا عليَّ كم أنا سعيدة، أحسب الساعات لموعد سفري.
- هل هناك ما يضايقك هناك؟ أعتقد أن أمورك مع عائلة عمر جيدة.
لم تجب فورًا بل أخذت رشفة من عصير الأعشاب الذى أمامها أولًا:
- ليست سيئة، عادية، هم يريدون أمرأه كأملة لابنهم، لكنهم يخشون غضب عمر فلا يتجرؤون عليَّ كثيرًا.
سكتت دون أن تضيف أي تعليَّق مما جعل غسق تغتاظ منها، صحيح هي ليست فضولية، لكن سارة تحيرها دائمًا فهي لا تتكلم عن عائلتها أبدًا، منذ ذلك اليوم الذي كادت أن تعترف لعمر بأنه ليس أول رجل يلمسها وهي تتساءل هل سارة أخطأت قبل زواجها أم ماذا تعني بالضبط؟
لاحظت سارة شرود غسق وعرفت فيما تفكر، فقررت أن تزيل حيرتها قليلًا:
- علاقتي مع عائلتي ليست جيدة، ولا سيئة، عادية جدا، بارده نوعًا ما، إخوتي يكبروني بكثير، أمي أنجبت وهي كبيرة وكانت تتمنى صبيًا، لا تفهميني خطأ لم تسئ معاملتي كثيرًا فقد كانت تحرص أن أكون طفلة مطيعة.
قالت غسق في صدمة:
- أنت مطيعة! لا أصدق.
ضحكت سارة من تعبير وجه صديقتها:
- لا صدقي، كنت مطيعة جدًا، ربما جبانة أيضًا ، تطلب الأمر ندبات وسنوات لكي أتغير.
لم تستوعب ما قالته فكررت جملتها:
- ندبات! لم أفهم!
أرجعت كرسيها إلى الخلف واستقامت تجمع المخلفات لترميها في صندوق القمامة وهي تحث غسق على الوقوف.
- القصة طويلة من يعرف قد أقصها عليكِ يومًا ما، دون أن تضيف كلمة أخرى أنهت الحوار.
*********
منذ أن اتصل بِإياد يبلغه بقرار زواجه من سابين، هو يجلس في الشرفة، ينظر إلى أضواء المدينة دون تركيز، هل ما قرره صحيح، ماذا عن فرح لا يأمن ردة فعلها؛ لكن ذلك ما تريده هي، أن يتحمل نتيجة فعلته، وها هو يفعل ذلك، حتى وإن عنى ذلك أن يخسرها مؤقتًا، أفضل من أن يخسر احترامها إلى الأبد.
صوت دخول أحدهم جعله يلتفت خلفه ليتلقى لكمة، جعلته يترنح ويسقط أرضًا من شدتها، حتى أنه هيئ له بأنه فقد بصره، لم يرى شيئًا أمامه، حاول النهوض ليتلقى أخرى، لكنه لم يقع لأن أحدهم أمسك بتلابيب قميصه وهو يصرخ:
- هل جننت، أم أن السجن اذهب الباقي من رشدك؟
أخيرًا استوعب ما يحدث معه وعرف مهاجمه؛ حاول تخليص نفسه من قبضته لكنه كان أضعف من أخيه أو ربما الغضب جعل ساجي مثل الثور الهائج، يكاد يقسم بأنه أول مرة يراه بتلك الحالة، من الصعب أن يفقد ساجي هدوءه أو بروده كما تطلق عليه فرح.
مسح الدماء من على شفتيه وهو يقول في سخرية:
- أبلغك كلبك الوفي بسرعة!
هزه بقوة جعلته يترنح وهو يجره إلى الداخل وأجلسه عنوة على أول كرسي وجده أمامه.
بصوت يملأه الغضب:
- سوف تذهب إلى زوجتك وتطلب منها الغفران إلى أن تعفو عنك، كما أنك ستمحي سابين من عقلك تمامًا، لن تذكر اسمها مرة أخرى، أقسم يا سراج بأني سوف أعلقك من قدمك على الشجرة كما فعل أبي بي عندما كنت صغيرًا إلى أن تعود إلى رشدك؛ هل فهمت أم أعيد كلامي بطريقه أخرى؟
أول مرة يخشى شقيقه بهذه الطريقة، ساجي لم يهدده في حياته، كما أن ثورته لم تكن طبيعية، هز رأسه بعلامة موافق دون أن ينطق بحرف.
- جيد اذهب واغتسل الآن ثم ضع ثلج على وجهك غدًا صباحًا ستعود إلى المزرعة لتبدأ في استرضاء زوجتك.
مرة أخرى لم يجيبه، فقط نفذ ما طلب منه دون مناقشة، أما ساجي فقد جلس على الكرسي المقابل يلهث كأنه كان في مارثون جري، يتساءل في داخله، لو كان مكان سراج وقام أحدهم بمنعه من الزواج من روبي والمحافظة على غسق بدلًا من ذلك، هل كان استمع له أم عاند ومضى فيه وخسر غسق في المقابل؟
خلل شعره بيده وهو لا يجد إجابة مرضية، هو شخصيًا لا يستطيع الجزم إذا صدق تهديد غسق عندما أخبرته بأنها سترحل إذا تزوج عليها، هل كان سيلغي الزفاف أم لا، السؤال الأهم من دون خداع روبين وكذبها هل كان سيشعر بنفس الحسرة والحرقة لفقدان غسق!
*****
أصرت سارة أن ترتب معها ما اشترت للأطفال، فهي متحمسة أكثر من غسق لرؤية الأشياء التي اختارتها بشدة.
وصلت معظم الأشياء التي اشترتها من المحل والتي طلبت توصيلها إلى عنوانها لأنها لا تستطيع حملها، لا تعرف كيف ستتسع شقتها لكل تلك الأغراض، المهد وحده يحتاج إلى شقه أخرى بخلاف باقي الأشياء.
- يا إلهي الشقة لن تتسع لكل تلك الأشياء وأنا لا أريد لانتقال الان ماذا أفعل؟
وضعت يدها على خدها ثم انفجرت في البكاء، لم تعد سارة تستغرب من الانفعالات العاطفية المبالغ بها، فقد رأتها تبكي في أحد الأيام لأن سنجاب لم يأخذ قطعة خبز رغبت في إعطائها له!
زفرت في حنق:
- غسق لماذا توقفتِ عن دروس اليوغا؟ كنتِ أقل حساسية وقتها.
مسحت دموعها:
- إنها مملة لا اعرف ما فائدتها من الاساس؟ ثم من قال بأني حساسة نحن في مشكلة هل أخبرتني ماذا سأفعل لأنه لا يوجد مكان كي….
لم تكمل كلام بل بدأت في البكاء من جديد.
- يا إلهي لن احتمل تلك الهرمونات أكثر.
كادت أن تصرخ بها لكنها تحكمت في لسانها كي لا تزيد الامر عليها وقررت أن تجد هي الحل لتلك المعضلة التي فتحت علها ماسورة مياه في شقه غسق؛ أخرجت هاتفها واتصلت بعُمر، بمجرد أن أجابها لم تلقي عليه التحية بل سألت في صرامة:
- المنزل الذي أخبرت غسق عنه سابقًا ألا يزال موجود أم قام البنك ببيعه؟
- أهلًا عزيزتي اشتقت لكِ أيضًا.
قلبت عينيها في ملل وبنبرة ساخرة:
- كيف حالك حبيبي؟ اشتقت لك عمري، لا أطيق أن تمر الدقائق كي أرى وجهك أمامي.
تم عادت نبرتها إلى العصبية:
- اكتفيت أم تريد من كلام المراهقات المعسول أكثر؟
زاد غيضها وهي تسمع صوت ضحكاته عبر نقالها.
- عُمر.
بالكاد كتم ضحكاته:
- يا إلهي كم أحب سخريتك، لكني متأكد بأنكِ تشتاقين لي كما أشتاق لكِ وأكثر، يا نبض قلبي.
لم يناديها بهذا اللقب منذ مدة طويلة جدًا، منذ أن طلبت منه هي أن يتوقف عن ذلك، لأن نبض قلبه قد يرحل في أي وقت، كم كانت قاسية كلماتها له، تذكر ملامح الصدمة والألم على وجهه، قاطعها لعدة أيام، ثم لم يتحمل خصامها، تكاد تجزم بأن عُمر أحن إنسان مر عليها في حياتها، يملك أنهارًا من الحنان تكفي البشرية كلها، كم هي محظوظة به.
- سارة أين ذهبتِ؟
تنحنحت في حرج:
- لم تجبني هل المنزل متاح أم لا؟
- لا طبعًا لقد تم بيعه منذ مدة، لكنى أستطيع أن أبحث لها عن منزل آخر بنفس السعر إذا أرادت.
- ارجوك افعل في أقرب فرصة، يجب أن تجد المنزل قبل أن نسافر.
اغلقت الخط بعد أن أعطته القليل من التفاصيل، دون حتى أن تستشير غسق، التي كانت مذهولة من المحادثة التي تخصها دون أخذ رأيها بها كأنها غير موجودة؛ تخصرت وهي تقف مقابلة لسارة ورفعت حاجبها، في تغير سريع من حاله البكاء إلى الهجوم كما هو واضح.
- هلا تكرمتِ وأخبرتني ما الذي سمعته الآن؟ كيف تتفقين مع عُمر على انتقالي من بيتي دون أخذ رأيي.
لم تهتم سارة بمنظرها ولا بثورتها المفاجأة:
- أولًا هذه شقة لا تكفيكِ مع كلب بحجم راسكو وليس طفلين، كما أن المالك سينهي العقد بعد ولادتك بالتأكيد، لا تنسي أنك أجرتها كعازبة، وجود أطفال وصراخهم لن يعجب الجيران، الذين سيقومون بإبلاغ المالك بدورهم؛ أنا فقط اختصر الوقت عليكِ.
أنزلت يدها وعقدت حاجبيها في تفكير، هي فعلًا نسيت ذلك، بالطبع لن يقبل بها المالك في هذه الشقة، كيف نسيت ذلك؟
بصوت مهزوز:
- حتى لو، فأنا لا أملك المال الكافي لشراء منزل الآن، كما أني خسرت عملي مع آدم أم نسيتِ؟
- كيف لا تملكين المال؟ ألم تبيعي شركتك في البلاد، كما أن لكِ أسهم في شركات القاسم؟
جحظت عيناها من الصدمة وظهر ذلك في صوتها:
- من الذي أخبرك بذلك؟
قلبت هاتفها ثم مدته لها:
- المقال مكتوب في معظم الصفحات عزيزتي ألم تريه؟
أخذت منها الهاتف وهي تقرأ المقال بسرعة، ما لفت انتباهها ليس المعلومات الموجودة، بل الصور بالأخص تلك التي أخذتها مع ساجي في رحلتهما إلى المكسيك!
لاحظت سارة شروها، فهمت أن المقال ضايقها وربما ذكرها بشيء محزن، وضعت يديها على كتفها كي تهون عليها.
- غسق لا تهتمي، عُمر سيساعدك إن لم تملكي المال الكافي.
هزت رأسها دون أن تجيبها؛ بعد قليل غادرت سارة إلى منزلها، أما غسق فقد أخذت هاتفها تقرأ المقال عدة مرات وتركز في الصور، هي حتى لا تصدق بأنه لازال يملكها، تذكر في تلك الرحلة لم تأخذ هاتفها، نسيت بسبب أن الرحلة كانت مفاجأة لم تعلم بها؛ استخدمت هاتف ساجي لأخذ الصور ثم نقلتها لها، توقعت بأن يكون مسح جميع الصور بعدها، لكنه لم يفعل! لماذا هل؟ لا لن تفكر في ذلك حتى، لابد أنه جعل أحدهم يعيد الصور المحذوفة من هاتفه، ليضعها في المقال، نعم هذا منطقي أكثر، لكن أليس من الأسهل أن يختار أي صور أخرى من صورهما معًا، فقد سافرا كثيرًا، لماذا اختار هذه الرحلة بالذات لماذا؟
**********
منذ ساعة وهي تجلس مثل تلميذ فاشل يتلقى التأنيب من مديره؛ هكذا كانت مُنى هانم وهي تستمع إلى جوليا التي لم تدخر جهدًا لتظهر عيوب ساجي وتجنيه على ابنتها منذ ليلة زفافها، دون أن تذكر السبب الحقيقة، فقد عرفت من روبين، بأن ساجي لم يفضح سرها.
- هل نسى من تزوج لكي يرميها في غرفة المخزن؟ لا يكفي بأنها تزوجت على ضرة ولم تطلب مهر كبير.
رفعت مُنى حاجبيها من كذبها:
- لم تطلب مهر؟ لقد طلبتم نصف مليون يورو غير المجوهرات، هذا ليس كثير!
- لأنها تستحق ذلك، كما أننا لم نكتب مؤخر وحتى المبلغ الذي طلبناه اشترى به ساجي أسهم في شركة خالد على أساس بأنه سيكتبها باسم روبين ولم يفعل؛ هل لي أن أعرف لماذا لم يفعل حتى الآن؟ أم أنه أعتقد بمرض خالد لم يعد لنا أحد يأخذ حقنا! هل نسى بأني جوليا، أم يريد أن أذكره؟
ارتعشت مُنى خوفًا منها، تعرف بطش جوليا جيدًا، تذكر عندما تكلم أحد أقارب خالد عنها وشكك في أخلاقها ونسب روبين، كيف بعثت له عصابة من الرجال قاموا بإحداث عاهة دائمة به، لم يستطع أحد المساس بها بسبب جنسيتها، كما أن الرجل رفض التبليغ عندما هددته بأخته.
حاولت أن تظهر كلماتها قوية:
- تعرفين ماذا حدث منذ زفاف روبين ابتداءً من مرض خالد وانتهاء بقضيه سراج، نحن لم نهنأ يومًا واحد، وساجي المسؤول عن كل شيء منذ أن تسلم إدارتها.
ازدرت ريقها وتابعت بعد أن اكتسبت بعض الشجاعة:
- كما أن روبين لا تفعل شيء سوى افتعال المشاكل مع الكل بدايةً من الخدم، مرورًا بسراج وفرح وفريدة وحتى أنا، هل تصدقين بأنها تتحداني وتأمر الخدم باتباع أوامرها هي كأنها سيدة المنزل لا أنا!
وضعت جوليا ساقًا فوق الأخرى وأراحت ظهرها إلى الكرسي وهي تنفث دخان سيجارتها الرقيقة:
- لأنها هي سيدة المنزل لا أنتِ مُنى، فهي زوجة ساجي كبير العائلة أما أنت مجرد أمه العجوز، هي الواجهة للعائلة، اعرف أن هذا سر تمسكك بها، تعرفين أن روبين واجهة مشرفة لعائلتكم.
لم تصدقها أذنها ، كيف تتجرأ على قول هذا؟! لم يشكك أحد بأنها سيدة المنزل منذ وفاة حماتها، ولم يقف أحد أمامها، حتى فريدة لم تهتم وجعلتها تفعل ما تريد، فرح وغسق لم تحاولا من الأساس أن تفعلا ذلك، بل هي من قامت بالعكس وافتعلت المشاكل معهما، سراج كان دائمًا لها بالمرصاد علنًا، وهدد بترك المنزل إن لم تكف عن مضايقة فرح، أما ساجي لم يتكلم أمام أحد، جعلها ترمي اتهاماتها الباطلة، دون أن يفتح فمه، وحدها غسق من تحملت ظلمها، رغم معرفة الجميع بأنها مظلومة لكنها لم تجاكرها، أو تكذبها، فقط تنسحب من المناقشة بهدوء، استمرت في أفعالها حتى أتاها ساجي يومًا إلى غرفتها يرغب في التحدث على غير عادته، من دون مقدمات أخبرها بصوت حازم:
- أمي توقفي عن مضايقة غسق ورميها بالباطل، سكت كثيرًا على أمل أن تنهي الموضوع، لكنك تماديتِ، وأنا لن أسمح بذلك بعد الآن.
اشتعلت عيناها غضبًا:
- تدافع عن ابنة فجر ضدي، هل تنحاز لها على حساب أمك، لا أصدق بأنها جعلتك خاتم في إصبعها.
- أمي….
قالها بصوت غاضب صارم لم يستخدمه معها من قبل.
- أولًا هي ابنة عمتي وهذا لا يعيبها، كما أنها زوجتي إذا نسيتِ، ثانيًا أنا لم أنحاز إلى أحد لغاية الآن والأفضل لكِ أن لا أفعل، حتى لا تريني خاتم بإصبعها فعلًا.
عقدت ذراعيها وقالت في استخفاف:
- هل ستهددني بترك المنزل أنت أيضًا مثل سراج؟
وقف يستعد للمغادرة، بصوت هادئ قال وهو يرسم نصف ابتسامة على شفتيه:
- أنا لا أهدد أنا أنفذ.
اتجه إلى الباب وقبل أن يخرج التفت لها وأضاف:
- غسق خط أحمر.
فقط تلك الجملة وأغلق الباب خلفه.
لم تتوقف عن مضايقتها بالطبع ولكن ليس في وجوده ولم تعد تشتكي منها في العلن، تعرف أن غسق لن تخبر ساجي بأي من أفعالها.
انتفضت على صوت جوليا الذي أخرجها من ذكرياتها.
- اسمعي مُنى لديكِ حل واحد، أما أن يكتب ساجي الأسهم باسم ابنتي مع حصة في شركات القاسم أو...
سحبت نفسًا من سيجارتها أولًا ثم أردفت:
- سوف أخبر جميع معارفنا بأن ابنك يعاني من عِلة فهو لم يلمس ابنتي من ليلة الزفاف، من يعرف ربما لذلك هربت ابنة فجر لأنها خافت من أن يقتلها ساجي، فهي بالتأكيد لم تحمل منه!
نهاية الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 08-05-22, 09:38 PM   #116

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ريما نون likes this.

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-22, 09:46 PM   #117

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
اعتقد ان الفصل عجبك صح😊 حمد الله يارب تستمعي باللي جاي كله


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 10-05-22, 04:16 AM   #118

زهرة النوفيلا

? العضوٌ??? » 484889
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 149
?  نُقآطِيْ » زهرة النوفيلا is on a distinguished road
افتراضي

رواية اكثر من رائعة اسلوب الكتابة وكيفية سرد الاحداث كثير أعجبتني مستنيه تكملة الرواية على نار 🥰🥰🥰🥰
شكرا وبارك الله فيك ❤❤

ريما نون likes this.

زهرة النوفيلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-05-22, 05:30 AM   #119

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة النوفيلا مشاهدة المشاركة
رواية اكثر من رائعة اسلوب الكتابة وكيفية سرد الاحداث كثير أعجبتني مستنيه تكملة الرواية على نار 🥰🥰🥰🥰
شكرا وبارك الله فيك ❤❤
ماتتصوريش انا مبسوطه ازاي انها عجبتك وان السرد و الاسلوب عجبك، دي روايتي الاولة عشانكم بفرح بكلمكم جدا جدا واتمني تفضل عجباني للاخر
مواعيد النشر كل يوم اربعاء و احد باذن الله حبيبتي❤


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 11-05-22, 06:02 PM   #120

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون

تعلقت أنظارها بجدران المنزل، ها هي عادت إليه بعد كل تلك السنوات، برغم حبها الشديد له، ومحاربتها عمها كي تحصل عليَّه وحدها بعد أن توفيت أختها دون ورثة، وأستقر شقيقها بالخارج، لا تشعر بأي سعادة الآن، كأنه مسكون بأرواح الماضي؛ ماضي مُلوث بخطايا لا تعد ولا تحصى، والأسوأ أنها لا تسطيع تكفيرها أو طلب الغفران من الذين أخطأت في حقهم، فحتى من يزال منهم على قيد الحياة لا يطيق النظر في وجهها.
بعد مواجهة سمر لها وسماع سامي لكل ما اقترفته في حق سمر وحقه، بل الأعظم محاولتها التستر على مقتل أحفادها؛ تركت منزل سامي فورًا، قبل أن يقوم بطردها منه، وهل تلومه إن فعل!
ذهبت لمنزل والدها الذي استولت عليَّه كميراث بعد وفاته، بابتسامة هازئة، فكرت كم تشبهها سما فعلًا، كلاهما أخذت مال أبيها بالباطل، ربما يوجد عذر لسما، فزوجها يحركها كدمية ماريونت، أما هي فلم يجبرها أحد على شيء، هي من طمعت في المال، وقررت حرمان شقيقها منه بأي طريقة، وقد فعلت، والآن ها هي وحدها مع إرثها، لكنها لا تشعر بأي سعادة، حتى ابنتها المفضلة ليست معها.
دخلت علها الخادمة التي أرسلتها هبة معها:
- هل أحضر العشاء سيدة سميحة؟
أخذت شهيق وأجابت في هدوء:
- لست جائعة شكرًا.
- سيدتي أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ أن أتينا والسيدة هبة أوصتني أن أعطيكِ الدواء بعد الأكل.
- أرغب في النوم، أغلقي النور من فضلك.
فعلت الخادمة ما أمرتها به وأغلقت الباب خلفها دون أن تعترض، أما سميحة لم تستطع النوم فكوابيسها لا تفارقها أبدًا، يجب أن تذهب لرؤية سما علها تجد حل لإخراجها
وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
********
عاد سراج إلى منزل المزرعة بعد أن شفيت الكدمات التي ألحقها ساجي به، وعاد عقله معها، فساجي محق رغم كل الأخطاء التي أرتكبها في حياته إلا أنه أعطاه أفضل نصيحة، هو أخطأ لكن الخطأ الأكبر هو أن يتخلى عن فرح أو يقترن بغيرها، يعرف بأنه يعشق فرح وهي كذلك، والآن وقت إزالة الحواجز عن ما يعكر صفو حياته.
لم يجدها في المنزل فذهب إلى المصحة فورًا، كانت فرح تفحص إحدى نساء القرية دون إي اهتمام، ولم تصغي حتى لما تقوله لها.
- بشريني، صبي أليس كذلك؟
- نعم صبي.
غمرتها السعادة وأخرجت هاتفها تخبر زوجها الذي أمرها بأن تستريح حتى يأتي ليصحبها إلى المنزل.
نظرت إلى فرح واضعة يدها على بطنها:
- أخيرًا أتى من سيثبت أقدامي في المنزل، يا إلهي كدت أجن وأنا أتخيل زوجي يتخذ امرأة غيري لتنجب له الصبي.
ردت فرح بهدوء وهي تكتب الوصفة الطبية لها:
- أمي أنجبت ولدين قبلي وأتخذ أبي امرأة أخرى زوجة له وهي عاقر.
ارتفع حاجبي المريضة وسقط فكها في دهشة؛ أعطتها فرح الوصفة دون أن تهتم؛ حتى سمعت صوت طرقات على الباب فانتفض قلبها لها، رغم ادعائها أنها لا تبالي لوجوده من عدمه، لكنها تشتاق له جدًا.
أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها وعدلت حُمرتها، كما وضعت من عطرها بسخاء ثم اعتدلت في جلستها وسمحت للطارق بالدخول وهي تدعي الانشغال في قراءة التحاليل، كل ذلك تحت أنظار المريضة التي تعجبت مما حدث في ثواني بين دقات الباب والسماح له بالدخول، عند دخول سراج وقع نظره على المريضة التي تجلس أمام مكتب فرح،
تنحنح في حرج:
- لم اكن أعرف أن لديكِ مريضه أعتذر.
وقفت المريضة فورًا، فقد عرفت سراج:
- لا عليك دكتور سراج، لقد انتهيت وزوجي ينتظرني بالخارج.
خرجت فورًا، أما فرح فلم تنظر له بل تابعت عملها الوهمي، اقترب منها ثم لف الكرسي كي تكون مقابلة له، عقدت ذراعيها وهي تحاول أن ترسم على وجهها الغضب لكنها لم تستطع، وضع سراج إصبعه تحت فكها ليرفع وجهها كي يرى عينيها، رغب في رؤية نفسه فيهما، يرى حبها له، الذي مهما حاولت أنكاره، يظهر وبقوة في نظراتها، منذ أن كانت مراهقة وإلى الآن، كما يتمنى.
- فرح انظري إليَّ أرجوكِ.
رفعت عينيها لتلاقي خاصته وهي ترتعش من داخلها، لا تعرف السبب الحقيقي، لم تشعر بهذا الإحساس من قبل، خليط بين الخوف والترقب والاشتياق.
نظرت له وهي تزدري ريقها:
- ها قد نظرت لك، ماذا تريد سراج، لدي مرضى ينتظرون، هلا أجلت الحديث حتى أعود للمنزل؟
سحبها لحضنه حتى قبل أن تنهى حديثها، أخذ يستنشق رائحتها التي افتقدها، يشعر بأنها غائبة عنه منذ قرون وليس شهر فقط.
- اشتقت إليكِ فرختي.
لكزته في ظهره بقبضة يديها:
- فرخه.
حاولت أن تتحرر من حضنه وهي تقولها بغضب حقيقي لكنه شد عليها أكثر.
- فرختي الصفراء الصغيرة، التي لا أستطيع البعد عنها.
نظرته له في غضب حقيقي لكنها ذابت في عينيه، تلك الزرقة التي تلمع حبًا لها:
- لماذا سراج؟
لم تحتاج لقول المزيد يعرف ماذا تعني؟
أبعدها عنه قليلًا حتى تستطيع النظر جيدًا له دون أن تتحرر من حضنه:
- أعرف بأن ذنبي كبير، قد يكون لا يغتفر لك، لن أقول مبررات واهية فلا يوجد أي عذر لزلزلة حياتنا بهذا الشكل.
تنهد ثم أكمل، كما أعرف أن استرجاع ثقتك لن تكون مهمة سهلة، لذلك أخذت موعد مع استشاري علاقات زوجية، ربما نجد عنده حل، ما رأيك هل أنتِ مستعدة للمحاولة؟ وهذه المرة لكي نعيش حياتنا بشكل طبيعي ونخرج منها أي خوف أو شك؟
لم تنطق بحرف، ما يطلبه ليس هين، نعم بداخلها تنمو رغبة بمسامحته، لكن أن تخرج كل مخاوفها منذ الطفولة وتتعرى أمامه هذا صعب جدًا، لم تفعلها أمام أحد، حتى غسق، ذهابهما للطبيب يتعين فيه بأن تكون كتاب مفتوح له، وهو الذي تخشاه وبشدة.
قرأ أفكارها:
- ألا أستحق التجربة؟
لا تستطيع المقاومة أكثر، لماذا تكذب على نفسها وتعذبها معها، وضعت رأسها على صدره وهي تجيب:
- بلى، تستحق.
***********
منذ أن غادرت سارة وهي تنتقل بين صفحات الانترنت لتقرأ المقال وتركز في الصور، غير آبهة لتفاصيل الحوار أو المعلومات الواردة به، تكاد تجن ولماذا وضع تلك الصور بالذات ماذا يعني بها؟ هل يريد أن يوصل لها رسالة!
لا، هو لا يذكر تفاصيل الرحلة بالطبع، بالنسبة له مثل أي رحلة أخرى؛ لكن لماذا يحتفظ بالصور؟ هي تعرف كرهه للاحتفاظ بأي صور شخصية في هاتفه حتى له شخصيًا، إذن كيف مازال يحتفظ بالصور لديه؟
لطالما حذرها بأن يرها احد؛ ليس صور هذه الرحلة فقط، بل جميع رحلاتهما وإجازتهما، التي يمضيانها لوحدهما، لا يحب أن يعرف أحد خصوصياتهما أبدًا، وهي دائمًا تلتزم بكلامه، صورها بمفردها تطلع علها فرح، أما الباقي ممنوع.
إذن كيف فعل هو ذلك؟ تكاد تجن، تلك الصورة بالذات لم تكن لرحلة عابرة أو إجازة سريعة، بل كانت أول اعتذار من ساجي له وقد يكون الوحيد!
بعد أن طردها بشكل غير مباشر من منزله في العاصمة، ورغم أنها لم تفتح الموضوع معه بعدها، لكنها أخذت منه موقف، لم يكن بغرض تأديبه أو رد اعتبارها، بل لأنها جرحت منه بشده؛ لم تعد تتحدث معه لا في اطار العمل وباقل الكلمات، كثيرًا ما تجنبت ذلك عن طريق إرسال العمل إلى إياد أو إلى أحد رؤساء الأقسام، حتى عندما يعود إلى منزل المزرعة كانت تقضي معظم وقتها عند فرح، بتحريض منها بالطبع، حتى لا تضعف أمامه، صحيح أنها لم تمنعه من حقوقه الشرعية، لكنها لم تكن متجاوبة معه، ليبتعد عنها دون أن ينهي ما بدأه؛ الحق يقال لم يحاول مرة إجبارها أو فرض نفسه عليها أبدًا، وطبعا لم يسألها عن سبب نفورها وتغيرها معه، شهرين كاملين وهي تعاقب في صمت وهو لم يلن أو يحاول أن يصالحها بكلمة، أو حتى تلميح، حتى كادت أن تجن، فكرت كثيرًا في الذهاب إليه وبدء المبادرة فهي تشتاق إليه كثيرًا، ليس جسديًا فقط، بل إلى الحديث معه، دائمًا تشعر بأنه يحبها عن طريق البوح بأسراره لها دون الغير، تعرف بأنه لا يرتاح إلا عندما يفرغ ما بجعبته على صدرها، هذا أكثر ما تفتقده، لكن فرح كانت لها بالمرصاد:
- لن تذهبي له يكفي تقليل من كرامتك.
نفذت كلامها رغم رفض قلبها لذلك، وبقيت على مقاطعتها الصامتة له، حتى جاء يوم كانت تجلس فيه عند فرح كعادتها عندما تعرف بقدومه لمنزل المزرعة، وبينما هما منغمستان في ثرثرة عن أحد الأعراس التي حضرتاها مؤخرًا سمعت صوت دقات على باب الجناح ثم دخل ساجي قبل أن تأذنا له على غير العادة.
ببرود مستفز:
- كيف حالكِ فرح؟
ثم وجه نظره إلى غسق:
- تعالي غسق هناك موعد علينا اللحاق به.
وضعت فرح إصبعها السبابة على جبهتها والإبهام على مقدمه فكها وهي تجيب في استفزاز مماثل له:
- إلى أين العزم، ثم كيف تدخل علينا قبل أن نأذن لك؟ هل هذا من الذوق سيد ساجي؟
لم يبد عليه أي انزعاج وهو يجيبها:
- أعرف أن سراج لازال في المزرعة فقط أنتِ وزوجتي هنا، وحتى لا تدعي النوم مثل كل مرة، ثم إني وزوجتي لدينا موعد يجب اللحاق به طبيبة فرح هل لديكِ مانع!
وقفت فرح في تحفز فهي تريد أن تسمعه الكثير من الكلام اللاذع، لكن غسق أمسكت يدها وهتفت بصوت عالي:
- اسبقني، دقيقة وأكون في غرفتنا كي أبدل ملابسي.
نظرت لساجي بترجي فهي لا تريد أي مشاكل بين فرح وساجي بسببها، ذهب دون أن يعقب أما فرح فرمقتها بنظرة خيبة أمل:
- هذا ما علمتك إياه، أن تركضي خلفه بمجرد أن يناديكِ، لا أصدق كيف سال لعابك عليه، لا أعرف ماذا يعجبك فيه من الأساس؟ عينيه اللتان تشبهان كرة البلي أم فكه الطويل مثل ثمرة الذرة أم بروده الذي يكفي لحل مشكلة ذوبان القطب الشمالي.
شهقت غسق:
- يا إلهي لقد جعلته مسخًا، حسنًا لم أضعف هو قال موعد عمل، إذن يجب أن أذهب، سأخبر ما حدث عند عودتنا.
رفعت فرح حاجبيها وقالت باستهزاء:
- عودتنا!
لم تجبها فقد خرجت مسرعة إلى غرفتها لتجد ساجي ينتظرها وقد طلب منها أن تلبس ملابس مريحة، بعد أقل من ساعتين كانا في المطار، عرفت بأنه حجز تذاكر إلى المكسيك، رغم اندهاشها في البداية كيف فعل؟ إلا أنها تذكرت بأن السكرتيرة طلبت منها جواز سفرها منذ اسبوع تقريبًا لتنهي بعض الاجراءات، ولم تعده لها.
شعور غريب راودها، مزيج من الغضب والسعادة، غضب لأنه لم يأخذ رأيها بل تصرف من رأسه، فهما عادة ما يختاران مكان الرحلة أو الإجازة معًا؛ حسب المدة والطقس، وسعادة لأنه فكر بمصالحتها، لكن المكسيك!
عندما نزلا من الطائرة كان كلاهما متعب فالرحلة استغرقت ما يقارب من ثمانية عشر ساعة، فور وصولهما للفندق نامت غسق دون حتى أن تستحم أو تغير ملابسها، بعد استيقاظها وجدت ساجي قد سبقها، وطلب لهما الطعام، نظرت حولها، فتذكرت أين هي، بعد أن أنهت استحمامها وارتدت رداء مخصص موجود به فهي بنفس الملابس منذ يومين أو أكثر، خرجت لتجده ينتظرها ليأكلا معًا، جلست في الكرسي المقابل دون أن تحاول أن تأكل لكنها لم تستطيع أن تصبر أكثر فقد اغتاظت لأنه لم يجعلها تجلب أي شيء معها، حاولت أن يكون صوتها هادئ لكنه خرج رغمًا عنها غاضبًا:
- لماذا لم تجعلني اجلب معي ملابسي؟ هل يعجبك ما ارتديه الآن! وماذا نفعل في المكسيك بالذات، ليس لدينا عمل هنا ولا تقل بأنها إجازة، تعرف كمية الإجرام الموجودة هنا، ألم تسمع عن مافيا الكارتل وفروعها (قالتها بهمس كأنها تخشى أن يسمعها أحدهم).
أطلق ضحكة بصوت عالي، شعرت بأنه يضحك من قلبه، نادرًا ما يكون ساجي على راحته، يضحك أو يلقي نكات أو حتى يحزن بطبيعته، دائمًا يضع نفسه في إطار الرجل البارد القاسي، إلا عندما يكون معها، بالذات في رحلاتهما المسروقة من الزمن، كما تسميها؛ ضحكته تلك تجعلها تهيم به عشقًا أكثر، ومتى توقفت أصلًا عن حبه بل هي تغرق في هواه كل سنة أكثر من السنة التي تسبقها، توقفت عن تأملها بعشق وهو يقول من بين ضحكاته:
- يا إلهي غسق، لم أكن أعرف بأنك من المتعصبين؟ هل تصدقين كل ما تبثه وسائل الإعلام الأمريكية؟ إذن كل العرب هاربين متشددين وجهلة.
عقدت حاجبيها وزمت شفتيها في غضب:
- لست عنصرية، ولا أصدق كل ما يقال في التلفاز لكن لا تنكر أن المكسيك خطيرة
ومكان لعصابات المافيا، هذا ليس مكان للاستمتاع أبدًا، ثم كيف سأخرج دون ملابسي هلا أفهمتني؟
ابتسم على منظرها الغاضب كم تبدو شهيه، هو يتقلب كثيرًا على نيران الشوق:
- حسنًا دعيني أثبت لكِ أنها مكان رائع إذن، أما عن ملابسك، فقد أحضرت لك ما تحتاجين له بالضبط.
مع غمزة من عينيه جعلتها تفهم ما يقصد لتعتلي الحمرة وجهها بالكامل بطريقة لم تحدث من قبل، حسنًا هو لا يغازلها كثيرًا فقط أثناء أوقاتهما الحميمية، ربما تكون هذه أول مرة يفعلها، حسنًا ربما عليه أن يكثر من المغازلة فقد راق له منظرها.
أما هي فقد وقفت واتجهت إلى دولاب الملابس لترى ما جلب لها، وجدت حقيبة مغلقة عرفت بأنها لها، أخذتها ودخلت إلى الحمام، لن تجعله يشاهد ردة فعلها على ما أحضره.
كانت معظم الملابس مريحة، تعجبت لأنه يعرف مقاسها، لكن ملابس النوم هي التي لا تصدق جرأتها أبدًا، هل يمزح؟ لن ترتدي هذه القطع، أصلًا لا تعرف كيف يمكن لأحد أن يطلق علها ملابس من الأساس وتلك القطعة الغريبة لا تعرف ماهي؟ وكيف يتم ارتدائها؟ خرجت بعد قليل وبعد أن أنهت ارتدائها للملابس الجديدة النظيفة واستعدت للخروج معه.
لم يكن يومًا ممتعًا بالنسبة لها، فقد قضيا معظم اليوم في (كانكون) بين البحر والتنزه بين الشواطئ والأماكن الاحتفالية، لم تحب الأجواء؛ لأن ساجي رفض أن ترتدي ملابس بحر عاريه فقد جلست تتابعه وهو يسبح والفتيات يلعبن بالكرة وهن بملابس البحر التي لا تغطي شيء من أجسادهن، حسنا لن تنكر بأنهن يمتلكن أجسادًا رائعة لكن ذلك ليس مبرر لتستعرض كل واحدة منهن بتلك الطريقة الرخيصة، ارتدت نظارات شمس كبيرة غامقة اللون، كانت تتابع نظرات ساجي هل ينظر إليهن أم لا؟ حسنا تلك الحمقاء قامت بضربه بالكرة عمدًا وها هي تقترب منه لتعتذر وهي تستعرض جسدها أمامه، كم تمنت أن تمتلك قوة فرح لتذهب وتمسك تلك الفتاه من شعرها تبعدها عن رجلها، عند هذه النقطة دق قلبها بسرعة، منذ مدة وهي تحاول أن تجمد مشاعرها تجاهه، فهو قالها بصراحه هي ليست زوجته التي يرغب بأن ينجب منها أطفال، دون تشعر باقترابه وجدته يقبل خدها، وكأنه قرأ ما تفكر به، هو حتى لم يسألها لماذا ترتسم على وجهها علامات الحزن:
- ما رأيك أن نستقل قارب لعرض البحر حيث يمكن أن تمارسي السباحة هناك كما يحلو لكِ.
- في عرض البحر حيث توجد أسماك القرش! توجد طرق أرحم لتتخلص مني.
أطلق ضحكة مرحة، ما به لا يكف عن الضحك وكأنها تلقي بنكات أمامه، هو فعلًا يشعر بسعادة كبيرة، يكفي أنها تتحدث معه بكل عفوية، كم افتقدها، عقله يطالبه بأن لا ينغمس فيما يشعر به معها، قلبه يخبره العكس، صراع بداخله لا ينتهي أبدًا؛ قرر أن يُسكت صوت عقله بقبلة لشفتيها اللتان اشتاق لهما كثيرًا.
رغم غضبها منه وجدت نفسها تجاريه في قبلته، لم يمر الكثير حتى أبعدته واضعة يديها على وجهها هي تهتف:
- ساجي الناس هل جننت؟!
رفع حاجبيه وهو يلتفت حوله:
- أي ناس؟ هل تعتقدين أن أحدهم يأبه لمجرد قبلة؟! ربما إذا...
أغلقت فمه بأصابعها قبل أن يكمل، ليلثمهم، فحاولت ابعادهم عنه لكنه أمسك بيدها وهي ينظر لها بتسلية:
- ها ماذا قررتِ؟
- قررت ماذا لا أفهم؟
مال عليها وهو يهمس بصوت رخيم جعل كل ذرة بها تشتعل:
- هل نذهب بالقارب لتأكلك الأسماك أم للفندق لآكلك أنا؟
شعرت بأنها تحولت لكتلة من نار، لابد وأن وجهها اشتعل حتى الكلمات خرجت من فمها بصعوبة:
- أرغب في السباحة هيا بنا.
قضيا باقي اليوم في المركب كان المنظر رائعًا، وعند عودتها ادعت غسق النوم، هي متعبة فعلًا فقد قضت معظم الوقت في السباحة، لم يحاول أن يضايقها تلك الليلة، وعند الصباح رافقها إلى المواقع الأثرية -أكثر ما تعشق- لحضارة المايا انبهرت بها كثيرًا، قرأت عن أهرامات المايا لكن رؤيتها شيء آخر تمامًا، عند التجول وجدوا إحدى السيدات التي تبيع تذكارات مصنوعه باليد، وقفت تتحدث معها قليلًا، لم تكن غسق تجيد الاسبانية كثيرًا، فقد درستها قديمًا في المدرسة، لكنها استطاعت التواصل مع المرأة وأخبرتها أنها في إجازة مع زوجها، لتعطيها حاملة مفاتيح لتحميها وتعزز علاقتها مع زوجها، عند نهاية اليوم بعد أن استحم ساجي اقترب منها يسألها عن العجوز وما قالته لها، نظرت له وهي تخبره بصوت كله ثقة:
- لقد أخبرتني بأنك غارق في غرامي حتى النخاع، كما أعطتني هذا.
وأخرجت الحامل من حقيبتها قائلة:
- هذا عليه تعويذة تجعلك لا تستطيع العيش بدوني وإذا فكرت يومًا في اتخاذ امرأة أخرى كزوجة لك ستجد الحزن والبؤس، فأنا الوحيدة التي ملكت قلبك وروحك.
لم تكن تنظر في عينيه حتى لا يستشف كذبها، هي لا تعرف لماذا كذبت عليه من البداية، لو سمعتها فرح لكسرت رقبتها، هل تجبره على حبها بالسحر؟ جيد أنها نسيت هاتفها في المنزل حتى لا تحادثها كل ثانية، كان قلبها يدق بعنف من اكتشاف كذبتها الواضحة؛ هو طبعًا عرف بأنها تكذب وفهم الرسالة التي أرادت إيصالها له، اقترب منها مستغلًا عدم رؤيتها له وضمها بين ذراعيه على غفلة، ارتعشت بين يديه من المفاجأة ولم يمهلها لتفكر، بل ألصقها به بقوة وهو يبتسم:
- وماذا قالت أيضًا؟ هل يجب عليكِ أن تستمري في هجري ومقاطعتي؟
كان يوزع قبلات على خديها نزولًا لفكها دون أن يقرب ثغرها، لتذوب هي ولا تستطيع أن تجيبه بحرف، فتابع ما يفعله مستغلًا حالتها؛ لم تشعر به عندما حملها ووضعها على الفراش ولم تقم بمقاومته بل العكس فقد اشتاقت له حد الذوبان.
بعد اسبوع عادا إلى أرض الوطن وقد أشرق وجهها من جديد، لم تتركها فرح بحالها بل تشاجرت معها كثيرًا، لأنها استسلمت بسهولة، لكن مثل جميع مشاجرتهما، سريعًا ما تعودان، فهي تعرف بأن فرح تريد مصلحتها لكن للقلب رأي آخر.
********
مرت عدة أيام لم يزر إياد سابين، فهو لا يريد أن يقترب منها أكثر، فقد شعر بخطورة ذلك، ليس هو من يسلم للحب، سبق ورفض حب تالين له رغم معرفته بعشقها له، وبأن أخلاقها لا غبار عليها، كيف يسلم الآن لسابين بكل ما تحمله من آثام؟ ثم هل ستوافق فرح على ارتباطه بها؟ ارتباط! هل وصل تفكيره لتلك النقطة معها؟ لا يصدق وهو الذي كان يرفض الفكرة أصلًا، لن يُكَوِنَ أسرة، لن ينجب أطفال يعانون كما عانى هو، لقد أقسم منذ زمن على ذلك واكتفى بحياته كعازب، الحب لن يغير شيء حتى لو قرر الارتباط
ها هو يرى فرح تعاني بشدة رغم حبها لسراج، لا لن يفعلها بل سيبتعد عنها قدر الامكان.
أخرج هاتفه ليطلب رقمًا ما أن أجابه حتى قال:
- ساجي اعفني من مهمة سابين رجاءً، لا أريد أن أتورط أكثر يمكن أن تجعل أحد من الحراس يتابعها إلى أن تهدأ الأمور.
على الجهة الأخرى أجابه ساجي:
- لا بأس أرسل لي عنوان المنزل الذي تقيم به وأنا سأتكفل بالموضوع لا تقلق.
أغلق الخط وهو يحرك علاقة المفاتيح بيده، لابد أنها قرأت المقال وشاهدت الصور، هل وصلت لها رسالته؟ أم أنها لم تعد تبالي.
******
تعددت مرات خروجها مع آدم، لن تكذب على نفسها فصحبته كانت ولازالت ممتعة، لكن بالها مشغول بتلك الصور، لازالت لا تعرف ما هو شعورها تجاهه؟ هل هو فعلًا يقصد إبلاغها بانه لم يجد السعادة إلا معها، أم هي صدفة ولا يعني منها شيء، يكاد رأسها أن ينفجر من كثرة التفكير؛ انتفضت على يد آدم فوق يدها لتسحب يدها بسرعة في غضب:
- آدم لا أسمح لك بالتجاوز معي، خروجنا معًا لا يعطيك الحق فيما فعلته.
ارتفع حاجبه في دهشة:
- وماذا فعلت؟ كنت اسالكِ وأنتِ لم تجيبي، فقط أردت لفت انتباهك.
عقدت يديها أمام صدرها:
- حتى لو، لا تفعلها مرة أخرى من فضلك، أعرف أن تربيتك أجنبية لكنك عربي، أرجوك لا تنسى أني امرأة مطلقة، لا أحب أن يتحدث أحد عني بسوء.
اتسعت عيناه في دهشة أكبر:
- ماذا تقولين غسق؟ من هذا الذي يتحدث عنك، أنسيت أين نحن؟ ثم أنا لم أفعل شيء يستحق هذه الثورة منك.
نفث هواء من صدره، فقد تعب من وضعها للحواجز بينهما:
- غسق تعرفيني منذ زمن، هل حاولت مرة استغلالك أو التحرش بك؟ لماذا تصوريني كشخص يحاول استغلال موقف والنيل منكِ؟
شعرت بسخافة ما قالته، هو محق لم يفعل ما يستحق كل ذلك، خفضت بصرها وهي تجيب:
- أعتذر آدم لم أقصد، أنا فقط …
لم تجد ما تقوله فلا مبرر قوي لها، ليصدمها بقوله:
- غسق هل تقبلين بالزواج بي بعد انتهاء عدتك؟
شعرت بصاعقة تضربها، لم تتوقع أن يفعلها، ليس وهي حامل على وشك الولادة:
- أنا لازلت في شهور العدة، يعني لازلت على ذمة ساجي، لا أعتقد أن طلبك لائق.
- إذن هو ليس مرفوضًا، جيد، سأنتظر انتهاء العدة إذن.
- لم أقصد ذلك أعني أن...
- أعدكِ بأني لن افتح الموضوع حتى تلدي، والآن هيا أوصلك لمنزلك فقد تعبتِ من العمل اليوم.
أنهى الحديث دون أن يعطيها فرصة للاعتراض، ها هو يخطو أهم خطوة نحو حياتهما معًا، فقط عليَّه أن يبرهن أكثر على حبه لها وهذا ما سيفعله حتى تلد وبعدها يتزوجان.
*******
سمعت صوت الجرس فتوجهت لتفتح الباب بعد أن تأكدت أن ملابسها محتشمة، ألقت نظرة أخيرة على المرآة، لابد أنه إياد فهو متغيب من مدة، ولم يتصل بها ليطمئن عليها كالعادة، نعم هي أرادت أن تضع حدًا له، لكنها تشتاق له، فتحت الباب وابتسامة تعلو ثغرها، لتجد ساجي أمامها:
- ساجي هذا أنت؟ تفضل.
لم يهتم بخيبة الأمل التي ظهرت واضحة في صوتها بل دخل وجلس على الأريكة، لتجلس مقابلة له بعد أن أغلقت الباب، واضح أنها كانت تنتظر شخص آخر.
- كيف حالك سابين؟ اعتقد أنك أصبحتِ أفضل أليس كذلك؟
لم تعجبها نبرته، لكنها أجابت:
- بخير شكرًا لك.
وضع ساق فوق الأخرى:
- لقد خلصتك من مروان بل وجعلته يعيد لكِ حقك، كما قمت بمنع انتشار الفيديو سبب الفضيحة، أي أنكِ مدينة لي الآن.
ارتعشت من داخلها، أحست بقلبها يقع بين قدميها، وقد بدا واضحًا جدًا في صوتها ما تشعر به من خوف:
- ماذا تعني ساجي؟ ماذا تريد مني؟
بنصف ابتسامة:
- أريد منك شيء مهم وإذا عرفت بأنكِ خنتِ أو أفشيتِ سر طلبي، أقسم بأن أفضحك ولو ترتب على ذلك فضح أخي.
ازدردت ريقها فمن الواضح أن الأمر هام:
- حسنًا، ماذا تريد؟
- روبين!
- ما بها لا أفهم؟
اتسعت عيناها في دهشة وخوف، لا تصدق ماذا يريد منها، هو فعلًا مصمم على تحطيمها وهذه البداية فقط.
انتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.