آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          [تحميل] حمقاء ملكت ماكرا للكاتبة/ منال ابراهيم ( جنة الاحلام ) "مصريه "( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-22, 11:13 AM   #121

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي


بارتين حلوات تسلم ايك فعلا نقلتي الشخصيات من ام العروس الي سابين ودي اعلق اكثر فالبارت يستاهل لكن يدي ماتكتب اشتقت للرواية جدا واشكرك انك نزلت البارت

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 05:24 PM   #122

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,854
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما نون مشاهدة المشاركة
الفصل الثالث والعشرون

تعلقت أنظارها بجدران المنزل، ها هي عادت إليه بعد كل تلك السنوات، برغم حبها الشديد له، ومحاربتها عمها كي تحصل عليَّه وحدها بعد أن توفيت أختها دون ورثة، وأستقر شقيقها بالخارج، لا تشعر بأي سعادة الآن، كأنه مسكون بأرواح الماضي؛ ماضي مُلوث بخطايا لا تعد ولا تحصى، والأسوأ أنها لا تسطيع تكفيرها أو طلب الغفران من الذين أخطأت في حقهم، فحتى من يزال منهم على قيد الحياة لا يطيق النظر في وجهها.
بعد مواجهة سمر لها وسماع سامي لكل ما اقترفته في حق سمر وحقه، بل الأعظم محاولتها التستر على مقتل أحفادها؛ تركت منزل سامي فورًا، قبل أن يقوم بطردها منه، وهل تلومه إن فعل!
ذهبت لمنزل والدها الذي استولت عليَّه كميراث بعد وفاته، بابتسامة هازئة، فكرت كم تشبهها سما فعلًا، كلاهما أخذت مال أبيها بالباطل، ربما يوجد عذر لسما، فزوجها يحركها كدمية ماريونت، أما هي فلم يجبرها أحد على شيء، هي من طمعت في المال، وقررت حرمان شقيقها منه بأي طريقة، وقد فعلت، والآن ها هي وحدها مع إرثها، لكنها لا تشعر بأي سعادة، حتى ابنتها المفضلة ليست معها.
دخلت علها الخادمة التي أرسلتها هبة معها:
- هل أحضر العشاء سيدة سميحة؟
أخذت شهيق وأجابت في هدوء:
- لست جائعة شكرًا.
- سيدتي أنتِ لم تأكلي شيئًا منذ أن أتينا والسيدة هبة أوصتني أن أعطيكِ الدواء بعد الأكل.
- أرغب في النوم، أغلقي النور من فضلك.
فعلت الخادمة ما أمرتها به وأغلقت الباب خلفها دون أن تعترض، أما سميحة لم تستطع النوم فكوابيسها لا تفارقها أبدًا، يجب أن تذهب لرؤية سما علها تجد حل لإخراجها
وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
********
عاد سراج إلى منزل المزرعة بعد أن شفيت الكدمات التي ألحقها ساجي به، وعاد عقله معها، فساجي محق رغم كل الأخطاء التي أرتكبها في حياته إلا أنه أعطاه أفضل نصيحة، هو أخطأ لكن الخطأ الأكبر هو أن يتخلى عن فرح أو يقترن بغيرها، يعرف بأنه يعشق فرح وهي كذلك، والآن وقت إزالة الحواجز عن ما يعكر صفو حياته.
لم يجدها في المنزل فذهب إلى المصحة فورًا، كانت فرح تفحص إحدى نساء القرية دون إي اهتمام، ولم تصغي حتى لما تقوله لها.
- بشريني، صبي أليس كذلك؟
- نعم صبي.
غمرتها السعادة وأخرجت هاتفها تخبر زوجها الذي أمرها بأن تستريح حتى يأتي ليصحبها إلى المنزل.
نظرت إلى فرح واضعة يدها على بطنها:
- أخيرًا أتى من سيثبت أقدامي في المنزل، يا إلهي كدت أجن وأنا أتخيل زوجي يتخذ امرأة غيري لتنجب له الصبي.
ردت فرح بهدوء وهي تكتب الوصفة الطبية لها:
- أمي أنجبت ولدين قبلي وأتخذ أبي امرأة أخرى زوجة له وهي عاقر.
ارتفع حاجبي المريضة وسقط فكها في دهشة؛ أعطتها فرح الوصفة دون أن تهتم؛ حتى سمعت صوت طرقات على الباب فانتفض قلبها لها، رغم ادعائها أنها لا تبالي لوجوده من عدمه، لكنها تشتاق له جدًا.
أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها وعدلت حُمرتها، كما وضعت من عطرها بسخاء ثم اعتدلت في جلستها وسمحت للطارق بالدخول وهي تدعي الانشغال في قراءة التحاليل، كل ذلك تحت أنظار المريضة التي تعجبت مما حدث في ثواني بين دقات الباب والسماح له بالدخول، عند دخول سراج وقع نظره على المريضة التي تجلس أمام مكتب فرح،
تنحنح في حرج:
- لم اكن أعرف أن لديكِ مريضه أعتذر.
وقفت المريضة فورًا، فقد عرفت سراج:
- لا عليك دكتور سراج، لقد انتهيت وزوجي ينتظرني بالخارج.
خرجت فورًا، أما فرح فلم تنظر له بل تابعت عملها الوهمي، اقترب منها ثم لف الكرسي كي تكون مقابلة له، عقدت ذراعيها وهي تحاول أن ترسم على وجهها الغضب لكنها لم تستطع، وضع سراج إصبعه تحت فكها ليرفع وجهها كي يرى عينيها، رغب في رؤية نفسه فيهما، يرى حبها له، الذي مهما حاولت أنكاره، يظهر وبقوة في نظراتها، منذ أن كانت مراهقة وإلى الآن، كما يتمنى.
- فرح انظري إليَّ أرجوكِ.
رفعت عينيها لتلاقي خاصته وهي ترتعش من داخلها، لا تعرف السبب الحقيقي، لم تشعر بهذا الإحساس من قبل، خليط بين الخوف والترقب والاشتياق.
نظرت له وهي تزدري ريقها:
- ها قد نظرت لك، ماذا تريد سراج، لدي مرضى ينتظرون، هلا أجلت الحديث حتى أعود للمنزل؟
سحبها لحضنه حتى قبل أن تنهى حديثها، أخذ يستنشق رائحتها التي افتقدها، يشعر بأنها غائبة عنه منذ قرون وليس شهر فقط.
- اشتقت إليكِ فرختي.
لكزته في ظهره بقبضة يديها:
- فرخه.
حاولت أن تتحرر من حضنه وهي تقولها بغضب حقيقي لكنه شد عليها أكثر.
- فرختي الصفراء الصغيرة، التي لا أستطيع البعد عنها.
نظرته له في غضب حقيقي لكنها ذابت في عينيه، تلك الزرقة التي تلمع حبًا لها:
- لماذا سراج؟
لم تحتاج لقول المزيد يعرف ماذا تعني؟
أبعدها عنه قليلًا حتى تستطيع النظر جيدًا له دون أن تتحرر من حضنه:
- أعرف بأن ذنبي كبير، قد يكون لا يغتفر لك، لن أقول مبررات واهية فلا يوجد أي عذر لزلزلة حياتنا بهذا الشكل.
تنهد ثم أكمل، كما أعرف أن استرجاع ثقتك لن تكون مهمة سهلة، لذلك أخذت موعد مع استشاري علاقات زوجية، ربما نجد عنده حل، ما رأيك هل أنتِ مستعدة للمحاولة؟ وهذه المرة لكي نعيش حياتنا بشكل طبيعي ونخرج منها أي خوف أو شك؟
لم تنطق بحرف، ما يطلبه ليس هين، نعم بداخلها تنمو رغبة بمسامحته، لكن أن تخرج كل مخاوفها منذ الطفولة وتتعرى أمامه هذا صعب جدًا، لم تفعلها أمام أحد، حتى غسق، ذهابهما للطبيب يتعين فيه بأن تكون كتاب مفتوح له، وهو الذي تخشاه وبشدة.
قرأ أفكارها:
- ألا أستحق التجربة؟
لا تستطيع المقاومة أكثر، لماذا تكذب على نفسها وتعذبها معها، وضعت رأسها على صدره وهي تجيب:
- بلى، تستحق.
***********
منذ أن غادرت سارة وهي تنتقل بين صفحات الانترنت لتقرأ المقال وتركز في الصور، غير آبهة لتفاصيل الحوار أو المعلومات الواردة به، تكاد تجن ولماذا وضع تلك الصور بالذات ماذا يعني بها؟ هل يريد أن يوصل لها رسالة!
لا، هو لا يذكر تفاصيل الرحلة بالطبع، بالنسبة له مثل أي رحلة أخرى؛ لكن لماذا يحتفظ بالصور؟ هي تعرف كرهه للاحتفاظ بأي صور شخصية في هاتفه حتى له شخصيًا، إذن كيف مازال يحتفظ بالصور لديه؟
لطالما حذرها بأن يرها احد؛ ليس صور هذه الرحلة فقط، بل جميع رحلاتهما وإجازتهما، التي يمضيانها لوحدهما، لا يحب أن يعرف أحد خصوصياتهما أبدًا، وهي دائمًا تلتزم بكلامه، صورها بمفردها تطلع علها فرح، أما الباقي ممنوع.
إذن كيف فعل هو ذلك؟ تكاد تجن، تلك الصورة بالذات لم تكن لرحلة عابرة أو إجازة سريعة، بل كانت أول اعتذار من ساجي له وقد يكون الوحيد!
بعد أن طردها بشكل غير مباشر من منزله في العاصمة، ورغم أنها لم تفتح الموضوع معه بعدها، لكنها أخذت منه موقف، لم يكن بغرض تأديبه أو رد اعتبارها، بل لأنها جرحت منه بشده؛ لم تعد تتحدث معه لا في اطار العمل وباقل الكلمات، كثيرًا ما تجنبت ذلك عن طريق إرسال العمل إلى إياد أو إلى أحد رؤساء الأقسام، حتى عندما يعود إلى منزل المزرعة كانت تقضي معظم وقتها عند فرح، بتحريض منها بالطبع، حتى لا تضعف أمامه، صحيح أنها لم تمنعه من حقوقه الشرعية، لكنها لم تكن متجاوبة معه، ليبتعد عنها دون أن ينهي ما بدأه؛ الحق يقال لم يحاول مرة إجبارها أو فرض نفسه عليها أبدًا، وطبعا لم يسألها عن سبب نفورها وتغيرها معه، شهرين كاملين وهي تعاقب في صمت وهو لم يلن أو يحاول أن يصالحها بكلمة، أو حتى تلميح، حتى كادت أن تجن، فكرت كثيرًا في الذهاب إليه وبدء المبادرة فهي تشتاق إليه كثيرًا، ليس جسديًا فقط، بل إلى الحديث معه، دائمًا تشعر بأنه يحبها عن طريق البوح بأسراره لها دون الغير، تعرف بأنه لا يرتاح إلا عندما يفرغ ما بجعبته على صدرها، هذا أكثر ما تفتقده، لكن فرح كانت لها بالمرصاد:
- لن تذهبي له يكفي تقليل من كرامتك.
نفذت كلامها رغم رفض قلبها لذلك، وبقيت على مقاطعتها الصامتة له، حتى جاء يوم كانت تجلس فيه عند فرح كعادتها عندما تعرف بقدومه لمنزل المزرعة، وبينما هما منغمستان في ثرثرة عن أحد الأعراس التي حضرتاها مؤخرًا سمعت صوت دقات على باب الجناح ثم دخل ساجي قبل أن تأذنا له على غير العادة.
ببرود مستفز:
- كيف حالكِ فرح؟
ثم وجه نظره إلى غسق:
- تعالي غسق هناك موعد علينا اللحاق به.
وضعت فرح إصبعها السبابة على جبهتها والإبهام على مقدمه فكها وهي تجيب في استفزاز مماثل له:
- إلى أين العزم، ثم كيف تدخل علينا قبل أن نأذن لك؟ هل هذا من الذوق سيد ساجي؟
لم يبد عليه أي انزعاج وهو يجيبها:
- أعرف أن سراج لازال في المزرعة فقط أنتِ وزوجتي هنا، وحتى لا تدعي النوم مثل كل مرة، ثم إني وزوجتي لدينا موعد يجب اللحاق به طبيبة فرح هل لديكِ مانع!
وقفت فرح في تحفز فهي تريد أن تسمعه الكثير من الكلام اللاذع، لكن غسق أمسكت يدها وهتفت بصوت عالي:
- اسبقني، دقيقة وأكون في غرفتنا كي أبدل ملابسي.
نظرت لساجي بترجي فهي لا تريد أي مشاكل بين فرح وساجي بسببها، ذهب دون أن يعقب أما فرح فرمقتها بنظرة خيبة أمل:
- هذا ما علمتك إياه، أن تركضي خلفه بمجرد أن يناديكِ، لا أصدق كيف سال لعابك عليه، لا أعرف ماذا يعجبك فيه من الأساس؟ عينيه اللتان تشبهان كرة البلي أم فكه الطويل مثل ثمرة الذرة أم بروده الذي يكفي لحل مشكلة ذوبان القطب الشمالي.
شهقت غسق:
- يا إلهي لقد جعلته مسخًا، حسنًا لم أضعف هو قال موعد عمل، إذن يجب أن أذهب، سأخبر ما حدث عند عودتنا.
رفعت فرح حاجبيها وقالت باستهزاء:
- عودتنا!
لم تجبها فقد خرجت مسرعة إلى غرفتها لتجد ساجي ينتظرها وقد طلب منها أن تلبس ملابس مريحة، بعد أقل من ساعتين كانا في المطار، عرفت بأنه حجز تذاكر إلى المكسيك، رغم اندهاشها في البداية كيف فعل؟ إلا أنها تذكرت بأن السكرتيرة طلبت منها جواز سفرها منذ اسبوع تقريبًا لتنهي بعض الاجراءات، ولم تعده لها.
شعور غريب راودها، مزيج من الغضب والسعادة، غضب لأنه لم يأخذ رأيها بل تصرف من رأسه، فهما عادة ما يختاران مكان الرحلة أو الإجازة معًا؛ حسب المدة والطقس، وسعادة لأنه فكر بمصالحتها، لكن المكسيك!
عندما نزلا من الطائرة كان كلاهما متعب فالرحلة استغرقت ما يقارب من ثمانية عشر ساعة، فور وصولهما للفندق نامت غسق دون حتى أن تستحم أو تغير ملابسها، بعد استيقاظها وجدت ساجي قد سبقها، وطلب لهما الطعام، نظرت حولها، فتذكرت أين هي، بعد أن أنهت استحمامها وارتدت رداء مخصص موجود به فهي بنفس الملابس منذ يومين أو أكثر، خرجت لتجده ينتظرها ليأكلا معًا، جلست في الكرسي المقابل دون أن تحاول أن تأكل لكنها لم تستطيع أن تصبر أكثر فقد اغتاظت لأنه لم يجعلها تجلب أي شيء معها، حاولت أن يكون صوتها هادئ لكنه خرج رغمًا عنها غاضبًا:
- لماذا لم تجعلني اجلب معي ملابسي؟ هل يعجبك ما ارتديه الآن! وماذا نفعل في المكسيك بالذات، ليس لدينا عمل هنا ولا تقل بأنها إجازة، تعرف كمية الإجرام الموجودة هنا، ألم تسمع عن مافيا الكارتل وفروعها (قالتها بهمس كأنها تخشى أن يسمعها أحدهم).
أطلق ضحكة بصوت عالي، شعرت بأنه يضحك من قلبه، نادرًا ما يكون ساجي على راحته، يضحك أو يلقي نكات أو حتى يحزن بطبيعته، دائمًا يضع نفسه في إطار الرجل البارد القاسي، إلا عندما يكون معها، بالذات في رحلاتهما المسروقة من الزمن، كما تسميها؛ ضحكته تلك تجعلها تهيم به عشقًا أكثر، ومتى توقفت أصلًا عن حبه بل هي تغرق في هواه كل سنة أكثر من السنة التي تسبقها، توقفت عن تأملها بعشق وهو يقول من بين ضحكاته:
- يا إلهي غسق، لم أكن أعرف بأنك من المتعصبين؟ هل تصدقين كل ما تبثه وسائل الإعلام الأمريكية؟ إذن كل العرب هاربين متشددين وجهلة.
عقدت حاجبيها وزمت شفتيها في غضب:
- لست عنصرية، ولا أصدق كل ما يقال في التلفاز لكن لا تنكر أن المكسيك خطيرة
ومكان لعصابات المافيا، هذا ليس مكان للاستمتاع أبدًا، ثم كيف سأخرج دون ملابسي هلا أفهمتني؟
ابتسم على منظرها الغاضب كم تبدو شهيه، هو يتقلب كثيرًا على نيران الشوق:
- حسنًا دعيني أثبت لكِ أنها مكان رائع إذن، أما عن ملابسك، فقد أحضرت لك ما تحتاجين له بالضبط.
مع غمزة من عينيه جعلتها تفهم ما يقصد لتعتلي الحمرة وجهها بالكامل بطريقة لم تحدث من قبل، حسنًا هو لا يغازلها كثيرًا فقط أثناء أوقاتهما الحميمية، ربما تكون هذه أول مرة يفعلها، حسنًا ربما عليه أن يكثر من المغازلة فقد راق له منظرها.
أما هي فقد وقفت واتجهت إلى دولاب الملابس لترى ما جلب لها، وجدت حقيبة مغلقة عرفت بأنها لها، أخذتها ودخلت إلى الحمام، لن تجعله يشاهد ردة فعلها على ما أحضره.
كانت معظم الملابس مريحة، تعجبت لأنه يعرف مقاسها، لكن ملابس النوم هي التي لا تصدق جرأتها أبدًا، هل يمزح؟ لن ترتدي هذه القطع، أصلًا لا تعرف كيف يمكن لأحد أن يطلق علها ملابس من الأساس وتلك القطعة الغريبة لا تعرف ماهي؟ وكيف يتم ارتدائها؟ خرجت بعد قليل وبعد أن أنهت ارتدائها للملابس الجديدة النظيفة واستعدت للخروج معه.
لم يكن يومًا ممتعًا بالنسبة لها، فقد قضيا معظم اليوم في (كانكون) بين البحر والتنزه بين الشواطئ والأماكن الاحتفالية، لم تحب الأجواء؛ لأن ساجي رفض أن ترتدي ملابس بحر عاريه فقد جلست تتابعه وهو يسبح والفتيات يلعبن بالكرة وهن بملابس البحر التي لا تغطي شيء من أجسادهن، حسنا لن تنكر بأنهن يمتلكن أجسادًا رائعة لكن ذلك ليس مبرر لتستعرض كل واحدة منهن بتلك الطريقة الرخيصة، ارتدت نظارات شمس كبيرة غامقة اللون، كانت تتابع نظرات ساجي هل ينظر إليهن أم لا؟ حسنا تلك الحمقاء قامت بضربه بالكرة عمدًا وها هي تقترب منه لتعتذر وهي تستعرض جسدها أمامه، كم تمنت أن تمتلك قوة فرح لتذهب وتمسك تلك الفتاه من شعرها تبعدها عن رجلها، عند هذه النقطة دق قلبها بسرعة، منذ مدة وهي تحاول أن تجمد مشاعرها تجاهه، فهو قالها بصراحه هي ليست زوجته التي يرغب بأن ينجب منها أطفال، دون تشعر باقترابه وجدته يقبل خدها، وكأنه قرأ ما تفكر به، هو حتى لم يسألها لماذا ترتسم على وجهها علامات الحزن:
- ما رأيك أن نستقل قارب لعرض البحر حيث يمكن أن تمارسي السباحة هناك كما يحلو لكِ.
- في عرض البحر حيث توجد أسماك القرش! توجد طرق أرحم لتتخلص مني.
أطلق ضحكة مرحة، ما به لا يكف عن الضحك وكأنها تلقي بنكات أمامه، هو فعلًا يشعر بسعادة كبيرة، يكفي أنها تتحدث معه بكل عفوية، كم افتقدها، عقله يطالبه بأن لا ينغمس فيما يشعر به معها، قلبه يخبره العكس، صراع بداخله لا ينتهي أبدًا؛ قرر أن يُسكت صوت عقله بقبلة لشفتيها اللتان اشتاق لهما كثيرًا.
رغم غضبها منه وجدت نفسها تجاريه في قبلته، لم يمر الكثير حتى أبعدته واضعة يديها على وجهها هي تهتف:
- ساجي الناس هل جننت؟!
رفع حاجبيه وهو يلتفت حوله:
- أي ناس؟ هل تعتقدين أن أحدهم يأبه لمجرد قبلة؟! ربما إذا...
أغلقت فمه بأصابعها قبل أن يكمل، ليلثمهم، فحاولت ابعادهم عنه لكنه أمسك بيدها وهي ينظر لها بتسلية:
- ها ماذا قررتِ؟
- قررت ماذا لا أفهم؟
مال عليها وهو يهمس بصوت رخيم جعل كل ذرة بها تشتعل:
- هل نذهب بالقارب لتأكلك الأسماك أم للفندق لآكلك أنا؟
شعرت بأنها تحولت لكتلة من نار، لابد وأن وجهها اشتعل حتى الكلمات خرجت من فمها بصعوبة:
- أرغب في السباحة هيا بنا.
قضيا باقي اليوم في المركب كان المنظر رائعًا، وعند عودتها ادعت غسق النوم، هي متعبة فعلًا فقد قضت معظم الوقت في السباحة، لم يحاول أن يضايقها تلك الليلة، وعند الصباح رافقها إلى المواقع الأثرية -أكثر ما تعشق- لحضارة المايا انبهرت بها كثيرًا، قرأت عن أهرامات المايا لكن رؤيتها شيء آخر تمامًا، عند التجول وجدوا إحدى السيدات التي تبيع تذكارات مصنوعه باليد، وقفت تتحدث معها قليلًا، لم تكن غسق تجيد الاسبانية كثيرًا، فقد درستها قديمًا في المدرسة، لكنها استطاعت التواصل مع المرأة وأخبرتها أنها في إجازة مع زوجها، لتعطيها حاملة مفاتيح لتحميها وتعزز علاقتها مع زوجها، عند نهاية اليوم بعد أن استحم ساجي اقترب منها يسألها عن العجوز وما قالته لها، نظرت له وهي تخبره بصوت كله ثقة:
- لقد أخبرتني بأنك غارق في غرامي حتى النخاع، كما أعطتني هذا.
وأخرجت الحامل من حقيبتها قائلة:
- هذا عليه تعويذة تجعلك لا تستطيع العيش بدوني وإذا فكرت يومًا في اتخاذ امرأة أخرى كزوجة لك ستجد الحزن والبؤس، فأنا الوحيدة التي ملكت قلبك وروحك.
لم تكن تنظر في عينيه حتى لا يستشف كذبها، هي لا تعرف لماذا كذبت عليه من البداية، لو سمعتها فرح لكسرت رقبتها، هل تجبره على حبها بالسحر؟ جيد أنها نسيت هاتفها في المنزل حتى لا تحادثها كل ثانية، كان قلبها يدق بعنف من اكتشاف كذبتها الواضحة؛ هو طبعًا عرف بأنها تكذب وفهم الرسالة التي أرادت إيصالها له، اقترب منها مستغلًا عدم رؤيتها له وضمها بين ذراعيه على غفلة، ارتعشت بين يديه من المفاجأة ولم يمهلها لتفكر، بل ألصقها به بقوة وهو يبتسم:
- وماذا قالت أيضًا؟ هل يجب عليكِ أن تستمري في هجري ومقاطعتي؟
كان يوزع قبلات على خديها نزولًا لفكها دون أن يقرب ثغرها، لتذوب هي ولا تستطيع أن تجيبه بحرف، فتابع ما يفعله مستغلًا حالتها؛ لم تشعر به عندما حملها ووضعها على الفراش ولم تقم بمقاومته بل العكس فقد اشتاقت له حد الذوبان.
بعد اسبوع عادا إلى أرض الوطن وقد أشرق وجهها من جديد، لم تتركها فرح بحالها بل تشاجرت معها كثيرًا، لأنها استسلمت بسهولة، لكن مثل جميع مشاجرتهما، سريعًا ما تعودان، فهي تعرف بأن فرح تريد مصلحتها لكن للقلب رأي آخر.
********
مرت عدة أيام لم يزر إياد سابين، فهو لا يريد أن يقترب منها أكثر، فقد شعر بخطورة ذلك، ليس هو من يسلم للحب، سبق ورفض حب تالين له رغم معرفته بعشقها له، وبأن أخلاقها لا غبار عليها، كيف يسلم الآن لسابين بكل ما تحمله من آثام؟ ثم هل ستوافق فرح على ارتباطه بها؟ ارتباط! هل وصل تفكيره لتلك النقطة معها؟ لا يصدق وهو الذي كان يرفض الفكرة أصلًا، لن يُكَوِنَ أسرة، لن ينجب أطفال يعانون كما عانى هو، لقد أقسم منذ زمن على ذلك واكتفى بحياته كعازب، الحب لن يغير شيء حتى لو قرر الارتباط
ها هو يرى فرح تعاني بشدة رغم حبها لسراج، لا لن يفعلها بل سيبتعد عنها قدر الامكان.
أخرج هاتفه ليطلب رقمًا ما أن أجابه حتى قال:
- ساجي اعفني من مهمة سابين رجاءً، لا أريد أن أتورط أكثر يمكن أن تجعل أحد من الحراس يتابعها إلى أن تهدأ الأمور.
على الجهة الأخرى أجابه ساجي:
- لا بأس أرسل لي عنوان المنزل الذي تقيم به وأنا سأتكفل بالموضوع لا تقلق.
أغلق الخط وهو يحرك علاقة المفاتيح بيده، لابد أنها قرأت المقال وشاهدت الصور، هل وصلت لها رسالته؟ أم أنها لم تعد تبالي.
******
تعددت مرات خروجها مع آدم، لن تكذب على نفسها فصحبته كانت ولازالت ممتعة، لكن بالها مشغول بتلك الصور، لازالت لا تعرف ما هو شعورها تجاهه؟ هل هو فعلًا يقصد إبلاغها بانه لم يجد السعادة إلا معها، أم هي صدفة ولا يعني منها شيء، يكاد رأسها أن ينفجر من كثرة التفكير؛ انتفضت على يد آدم فوق يدها لتسحب يدها بسرعة في غضب:
- آدم لا أسمح لك بالتجاوز معي، خروجنا معًا لا يعطيك الحق فيما فعلته.
ارتفع حاجبه في دهشة:
- وماذا فعلت؟ كنت اسالكِ وأنتِ لم تجيبي، فقط أردت لفت انتباهك.
عقدت يديها أمام صدرها:
- حتى لو، لا تفعلها مرة أخرى من فضلك، أعرف أن تربيتك أجنبية لكنك عربي، أرجوك لا تنسى أني امرأة مطلقة، لا أحب أن يتحدث أحد عني بسوء.
اتسعت عيناه في دهشة أكبر:
- ماذا تقولين غسق؟ من هذا الذي يتحدث عنك، أنسيت أين نحن؟ ثم أنا لم أفعل شيء يستحق هذه الثورة منك.
نفث هواء من صدره، فقد تعب من وضعها للحواجز بينهما:
- غسق تعرفيني منذ زمن، هل حاولت مرة استغلالك أو التحرش بك؟ لماذا تصوريني كشخص يحاول استغلال موقف والنيل منكِ؟
شعرت بسخافة ما قالته، هو محق لم يفعل ما يستحق كل ذلك، خفضت بصرها وهي تجيب:
- أعتذر آدم لم أقصد، أنا فقط …
لم تجد ما تقوله فلا مبرر قوي لها، ليصدمها بقوله:
- غسق هل تقبلين بالزواج بي بعد انتهاء عدتك؟
شعرت بصاعقة تضربها، لم تتوقع أن يفعلها، ليس وهي حامل على وشك الولادة:
- أنا لازلت في شهور العدة، يعني لازلت على ذمة ساجي، لا أعتقد أن طلبك لائق.
- إذن هو ليس مرفوضًا، جيد، سأنتظر انتهاء العدة إذن.
- لم أقصد ذلك أعني أن...
- أعدكِ بأني لن افتح الموضوع حتى تلدي، والآن هيا أوصلك لمنزلك فقد تعبتِ من العمل اليوم.
أنهى الحديث دون أن يعطيها فرصة للاعتراض، ها هو يخطو أهم خطوة نحو حياتهما معًا، فقط عليَّه أن يبرهن أكثر على حبه لها وهذا ما سيفعله حتى تلد وبعدها يتزوجان.
*******
سمعت صوت الجرس فتوجهت لتفتح الباب بعد أن تأكدت أن ملابسها محتشمة، ألقت نظرة أخيرة على المرآة، لابد أنه إياد فهو متغيب من مدة، ولم يتصل بها ليطمئن عليها كالعادة، نعم هي أرادت أن تضع حدًا له، لكنها تشتاق له، فتحت الباب وابتسامة تعلو ثغرها، لتجد ساجي أمامها:
- ساجي هذا أنت؟ تفضل.
لم يهتم بخيبة الأمل التي ظهرت واضحة في صوتها بل دخل وجلس على الأريكة، لتجلس مقابلة له بعد أن أغلقت الباب، واضح أنها كانت تنتظر شخص آخر.
- كيف حالك سابين؟ اعتقد أنك أصبحتِ أفضل أليس كذلك؟
لم تعجبها نبرته، لكنها أجابت:
- بخير شكرًا لك.
وضع ساق فوق الأخرى:
- لقد خلصتك من مروان بل وجعلته يعيد لكِ حقك، كما قمت بمنع انتشار الفيديو سبب الفضيحة، أي أنكِ مدينة لي الآن.
ارتعشت من داخلها، أحست بقلبها يقع بين قدميها، وقد بدا واضحًا جدًا في صوتها ما تشعر به من خوف:
- ماذا تعني ساجي؟ ماذا تريد مني؟
بنصف ابتسامة:
- أريد منك شيء مهم وإذا عرفت بأنكِ خنتِ أو أفشيتِ سر طلبي، أقسم بأن أفضحك ولو ترتب على ذلك فضح أخي.
ازدردت ريقها فمن الواضح أن الأمر هام:
- حسنًا، ماذا تريد؟
- روبين!
- ما بها لا أفهم؟
اتسعت عيناها في دهشة وخوف، لا تصدق ماذا يريد منها، هو فعلًا مصمم على تحطيمها وهذه البداية فقط.
انتهى الفصل
فصل رائع حبيبتي ريما
سأضحكك علي دخلت الفصل عدة مرات ويظهر لي الفصل الثاني والعشرون اعتقدت أن هناك خطأ ما🤣 وكنت سأكلمك بعدها انتبهت ان الفصل بالأسفل 😂😂😂
سلمت يداك الفصل حلو جدا ❤❤❤

ريما نون likes this.

Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-22, 05:51 PM   #123

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 13-05-22, 02:09 AM   #124

heba shehadeh

? العضوٌ??? » 405773
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 165
?  نُقآطِيْ » heba shehadeh is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق انشالله ..........
ريما نون likes this.

heba shehadeh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-22, 01:28 PM   #125

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

جميلة الرواية وممتعه استمري وباذن الله بكون من متابعاتك

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-22, 06:03 PM   #126

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والعشرين
لا تصدق ما قاله المحامي، حقًا ستخرج من السجن دون محاكمة؟
أخبرها أن الأدلة ضدها أصبحت معدومة، كما أنها ضعيفة فلا توجد بصمات لها على زر تشغيل المضخة؛ لحسن حظها أن بصمات البواب فقط هي الموجودة وجزء من بصمة لم يستطيعوا مطابقته معها؛ كما أن الانهيار الذي حدث لشقيقها منعه من الحضور للنيابة واحضار ابنته للشهادة، أما شقيقتها فقد سافرت مع زوجها وابنها المتبقي إلى العمرة، بذلك لا يوجد شهود عليها، بالطبع أولادها لن يشهدوا بأمر من وسام، فقط عليها أن توقع بعض الأوراق أولًا، وتستمر في عدم إجابتها على أسئلة المحقق، نفذت ما طلبه منها بالحرف، فعلًا خرجت من سرايا النيابة لعدم كفاية الأدلة.
خرجت تبحت عن وسام كي يقلها إلى المنزل لكنها لم تجد أحدًا في انتظارها، استقلت سيارة أجرة وذهبت إلى شقتها، لم يكن معها مال فطلبت من البواب أن يحاسب بدلًا منها؛ فتحت الباب بحذر، رغم فرحتها بخروجها من السجن إلا أنها تعرف جيدًا ما ينتظرها، خطوة واحدة داخل الشقة لتسمع صوت وسام ينادي عليها لتدخل لغرفتهما، أسرعت إليه دون أن تتفقد أولادها أو حتى تتأكد من وجودهم في المنزل، رغم أنها كانت طوال الطريق غاضب منه لأنه تركها ولم يزرها ولا مرة واحدة طوال فترة سجنها، كما أنه لم ينتظرها ليعديها للمنزل، لكنها كعادتها نسيت كل ما فعله بها بمجرد سماع صوته،
دخلت إلى الغرفة تبحت عنه وبمجرد أن رأته رمت نفسها في حضنه.
نزلت دموعها وهي تتعلق به وتمطر وجهه بالقبلات بين كلماتها المعتذرة له:
- اشتقت لك كثيرًا وسام، يا إلهي كنت أموت كل يوم من فكرة أني لن أعيش بقربك لسنوات، لدرجة أني قررت الانتحار إذا حُكِم عليَّ.
يعرف بأنه مسيطر عليها تمامًا وأنها رهن إشارته؛ متأكد من أنه نجح في غسل دماغها وعزلها عن الكل، واثق من أنها تخشاه ولا تجرؤ على مخالفة أوامره، لكن بعد خطئها الأخير شك في ذلك، فهي ضربت بخطته عرض الحائط، كما أن وجودها في السجن لمدة ليست قصيرة يمكن أن يغير تفكيرها ويجعلها متمردة؛ لذلك حرص على أن توقع على جميع المستندات قبل خروجها في حال تمردت عليَّه، ما يراه الآن منها يدل على أنها خاضعه كليًا، لن تتجرأ وتخالفه مرة أخرى.
بابتسامة شيطانية أبعدها عنه وهو يقول:
- اشتقت لكِ أيضًا.
مال على شفتيها ليقبلها بقسوة ويغرقها في عالم المتعة الذي تعشقه، هذه المرة أطال المدة وجعلها تشعر بالنشوة عكس المرات السابقة، فهو لم يكن يوصلها للنشوة إلا بصعوبة وكثيرًا ما حرمها منها كأسلوب للعقاب؛ لكنه يحتاجها في مهمة كبيرة ليحسن صورته في المنظمة وهي كبش الفداء طبعًا.
*********
في غرفة مظلمة إلا من ضوء خاص بتحميض الصور؛ فتح آدم الباب ودخل بسرعة حتى لا يفسد الصور أو يسمع تقريعه بأذنيه من زهراء.
- زهراء الرافدين اشتقت لكِ كثيرًا متى عدتِ.
- لم تلتفت له رغم معرفتها بهويته عند دخوله؛ بصوت عملي جدًا:
- آدم، أخبرتك مليون مرة لا تفتح الباب وأنا داخل الغرفة، لماذا لم تنتظرني بالخارج؟
- وضع يده على صدره بحركة تمثيلية:
- كسرتِ قلبي المشتاق لكِ، وأنا الذي وقفت ساعتين انتظر لأحصل على كعككِ المفضل؛ أهذا يكون جزائي؟
- التفت إليه فورًا وعيناها تلمعان رغم الاضاءة الخافتة:
- بأي نكهة أحضرته؟
- ابتسم في مرح لتزداد وسامته:
- بنكهتكِ المفضلة، كما أني حضرت قهوتك.
علقت الصور التي انتهت منها وخرجت مسرعة لتأكل كعكها المفضل؛ جلس آدم في الكرسي المقابل لها يشاهدها تأكل بنهم، ماذا دهاه مؤخرًا أصبح يستمتع برؤية النساء وهن يأكلن، بداية بغسق وها هي الآن زهراء، زهراء الرافدين كما يطلق عليها، تعرف عليها تزامنًا بوقت معرفته بغسق؛ كانت ضمن الطلاب العرب في جامعة غسق، اختصاص تصوير، رغم أنها تعرف غسق من قبل فقد صادف أن درست معها في المدرسة، قبل انتقال غسق للوطن، لكنها تختلف عنها كليًا؛ زهراء جامحة، تعشق الحرية، ، تخصص تصوير فوتوغرافي ورغم أنه بات غير مرغوب بسبب انتشار الهواتف ذات الكاميرات الحديثة، لكنها نجحت فيه، صورها نالت جوائز كثيرة جدًا، واسمها أصبح شهير في عالم التصوير، كما أنها تلتقط صور في منتهى الروعة تكاد تكون غير حقيقية من جمالها؛ هذا لا يتعارض مع كونها سافرت لأماكن الحروب والتقطت صور يشق القلب من بؤسها، وفضحت الوجه الحقيقي للحرب.
- في ماذا شردت؟
قاطع صوتها ذكرياته.
- شردت فيكِ يا مهرة لم يقدر أحد على كبح لجامها.
رفعت حاجبها في استهزاء:
- هل تغازلني سيد آدم، أم أن رجوع غسق جعل منك شاعر؟
تهللت أساريره عند ذكرها لغسق:
- لن تصدقي ما حدث لقد وافقت على عرضي، سنتزوج بعد ولادتها مباشرةً.
تحفزت في جلستها غير مصدقة لكلامه:
- وافقت! لا أصدق أخبرني ما حدث بالتفصيل.
قص عليها ما قالته له غسق مع بعض الإضافات، كنبرة صوتها أو نظرتها الخجولة.
مرت دقائق قبل أن تجيبه:
- آدم هي لم تقبل بعرضك، هي فقط قالت ستفكر به، لا تعطي نفسك أملا كاذبًا؛
بهدوء سحبت نفسًا وزفرته لتخفف من حدة كلامها:
- أعرف غسق منذ أيام المدرسة، لن تقبل بأن ترتبط بك وهي لازالت باسم غيرك.
تغيرت ملامح وجهه فأسرعت:
- هي لاتزال في شهور العدة، كما أنه ستنجب من ساجي، كل ذلك يعتبر رابط مقدس لها، نصيحه لا تضغط عليها إذا كنت فعلًا تحبها وإلا ستنفر منك وتلغيك من حياتها.
رغم اشتغال الغضب بداخله، لكنه يعرف بأنها على حق؛ لا يهم ما تعتقد زهراء أو غيرها، لن يتراجع الآن، فقط شهور قليلة وتكون مُلكًا له.
شعرت بما يعتمر بعقله، وقفت واقتربت منه تربت على كتفه في حنان، العلاقة بينهما معقده، من يراهما من الخارج يقسم بأنهما عاشقان، لكن علاقتهما أسمى من ذلك، لا أحد يفهم آدم غيرها، ولا أحد يشعرها بالانتماء إلا هو، آدم اختصار لكل الرجال بالنسبة لها وهي ملاذه الآمن.
- لا تغضب مني، لا أقصد أن أثنيك عن مبتغاك أو أقلل فرحتك، أتمنى من كل قلبي أن تجتمع مع من يحب قلبك.
أمسك يدها يقبلها:
- لست غاضبًا منكِ زهرتي، من يغضب من توأم روحه، فقط كنت متحمسًا كثيرًا.
سحبت يدها في حرج:
- توقف عن التحرش بي وإلا سأقوم بمقاضاتك وفضحك.
ضحك بصوت عالي:
- ماذا أفعل؟ أحبك وأحب أن أتحرش بكِ زهرتي، يكفي شعرك الغجري، وعيناكِ الكبيرتان، يا إلهي لا أستطيع أن أمسك لساني أمامكِ.
بتحذير:
- آدم.
رفع يديه في استسلام:
- حسنًا لن أقول كلمة أخرى، هيا أريني صوركِ الجديدة عزيزتي.
هزت رأسها في يأس، فهو لن يتوقف عن المغازلات وهي تحب ذلك رغم اعتراضها الظاهري، جلبت له الصور ليراها وينبهر بها، بالنسبة لها إعجابه بصورها واطرائه عليها أهم من أي جائزة نالتها في حياتها.
************
لم تستطع إغماض عينيها أو النوم منذ حديثها مع ساجي، بقيت تتقلب طوال الليل في فراشها دون أن تغفو، لذلك قررت أن تذهب للمعالجة فور شروق الشمس، وقفت تنظرها أمام عيادتها، قبل أن تفتحها حتى، عندما حضرت السكرتيرة أدخلتها لتنتظر في الداخل، لا تعرف إذا كانت ستسمح لها بلقائها دون موعد، لكنها ستنتظر، يجب أن تتحدث معها.
بصوت متفاجئ:
- سابين! ماذا تفعلين هنا مبكرًا؟ هل أنتِ بخير؟
وقفت سابين وهي تتوسل:
- أنا متعبه جدًا أحتاج للحديث معكِ من فضلك.
نظرت إلى ساعتها:
- حسنًا لديَّ ساعة متفرغة قبل أول مريض، جئت مبكرًا لكي أنتهي من تحضير بعض الأوراق الخاصة برسالة الدكتوراه، لكنكِ أولى بذلك الوقت.
دون أن تجيب دخلت إلى المكتب مسرعة، كأنها تريد الهرب من الذي فعلته، جلست المعالجة خلف المكتب فهي لم تجهز شيء للجلسة، أخرجت المذكرة تتصفحها بسرعه، ثم قالت لها دون أن ترفع وجهها لها:
- ماذا حدث؟ لماذا أنتِ شاحبة الوجه بتلك الطريقة؟
ازدرت ريقها وفركت يديها في حركة هستيرية:
- وشيت بروبين ولا أعرف إذا كان هذا صح أو خطأ.
وضعت رأسها بين يديها وهي تهتف:
- يا إلهي أشعر بأني حقيرة جدًا.
- اهدئي وأخبريني ماذا حدث بالضبط؟
أخبرتها باختصار عن طلب ساجي وكيف أعطته المعلومات التي يريدها.
- لماذا أنتِ غاضبة الآن؟ أعتقد بأنك رغبتِ في المساعدة لسبب، وليس خوفًا من ساجي أو محاولة رد الجميل له؟ هل أنا محقة؟
تهربت من نظرتها، دون أن تجيب.
اقتربت المعالجة منها، فهي رغم عملها إلا أن شكلها لا يعطي انطباع بأنها معالجة فهي شابة صغيرة قد تكون أصغر منها في العُمر، وجهها البشوش هو الذي حثها على المتابعة معها.
- سابين أنتِ لم تخبريني ماذا حدث مع صديقك السابق؟ ذلك الذي أفقدك عذريتك.
تحفزت كل خليه في جسد سابين ولم يخفي ذلك عليها بالطبع لكنها أجابت رغمًا عن
ذلك:
- رغم أنني قطعت علاقتي مع جو، لكنه ظل يرسل لي الزهور والشكولاتة، مع كلمات حب تذيب الجليد، فقررت أن أعطيه فرصة بشرط أن لا يحدث بيننا شيء؛ فعلًا لم يحاول أن يتجاوز معي أبدًا بعدها وخرجنا بمفردنا عدة مرات وكان دائمًا مهذب، حتى أن روبي سخرت مني، وقالت بأنه سيملني قريبًا، يومها تشاجرت معها، أخبرتها بأني لست عاهرة كي أسلم نفسي له، إذا مل مني فليذهب إلى الجحيم.
لم تستطع أن تكمل فقد كان صدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنها تعدو في مارثون جري.
- حسنًا ماذا حدث بعدها؟
- لم تغضب مني روبي إذا كان ذلك هو سؤالك، بالعكس، هي تفهمتني وأخبرتني بأنها لن تضغط عليَّ بعد ذلك، فعلًا لم تفتح الموضوع أبدًا، بعدها اخبرتني بانها ستقيم عيد ميلادها بأحد الفنادق الكبيرة، تسللت يومها من السكن الداخلي وذهبت معها، هناك وجدت جو مع الكثير من أصدقائها، كانت حفلة صاخبة، استمتعت كثيرًا ثم شعرت بدوار فضيع لم أكن أستطيع أن أتكلم أو أتحرك بإرادتي، سحبني جو إلى إحدى الغرف وقام باغتصابي.
عند هذه النقطة انفجرت بنحيب شديد؛ تركتها المعالجة دون تدخل، من الواضح بأنها أول مره تفعلها، وتعترف بما حدث لها، بعد مدة ليست قصيرة أكملت سابين:
- لم أستطع المقاومة بسبب المخدر الذي وضعه في مشروبي، هذا ما أخبروني به في المستشفى، فقد وجدتني عاملة النظافة وقامت بطلب المساعدة.
- هل قبضوا عليه، أعني أن تلك جريمة في فرنسا خصوصًا أنكِ ذهبتي للمشفى؟
نكست رأسها في خزي:
- لم أبلغ عنه؛ خفت من أهلي، خصوصًا وأن روبين أخبرتني بأنها لن تشهد معي لأن جو صديق حبيبها وقتها، فضلت السكوت، هذا خطئي لماذا يدفع أهلي الثمن؟
اقتربت منها المعالجة وهي تناولها كوبًا من الماء:
- سابين لست مخطئة، هو قام باستغلالك، كذلك فعلت روبي لو كانت صديقتك فعلًا كانت وقفت بصفك.

عادت سابين لنوبة بكاء جديدة لكنها استطاعت أن تسيطر على نفسها بسرعة هذه المرة، وقتها تقدم لي مروان، رغم معرفتي بكل علاقاته لكني وافقت فأنا ملوثة لا أستحق رجلًا نقيًا مثل سراج، مروان هو من يليق بي.
- إذن سعيك وراء سراج لأنه نقي كما قلتي، أم لأن روبين حظيت بأخيه، فشعرت بأنكِ تستحقين رجلًا مثله.
هزت رأسها بالموافقة:
- نوعًا ما، حسنًا في البداية كان مجرد إعجاب، خصوصًا مع تزايد علاقات مروان وخيانته لي، لكن بعد أن اقترنت روبين بساجي، رأيت أني أحق بتلك الفرصة، فأنا لم أفرط في نفسي.
أرجعت ظهرها للخلف وهي تنظر إليها:
- لذلك تشعرين بأنكِ خنتي صديقتك، هل كان جزء من اعترافك انتقام من روبين؟
بصوت عالي لتنفي عن نفسها التهمة:
- لا أقسم لكِ لم أفكر في الموضوع من هذه الناحية.
انخفض صوتها وهي تتابع:
- ربما الآن فكرت في ذلك وأنا أقص عليكِ ما حدث، لكني فعلًا وقتها لم أكن أقصد أن انتقم منها، بالعكس أفكر بأن أبلغها بما حدث كي تتخذ احتياطاتها اللازمة؛ لا أعرف أكاد أجن لا أستطيع التفكير بطريقة سليمة.
- سابين لديكِ واجب، يجب أن تكتبي كل ما مر عليكِ، لا أقصد الأحداث فقط بل مشاعركِ، اكتبيها في ورقه في الجلسة القادمة نناقشها معًا، أما إخبارك لروبين بما حدث مع ساجي أو لا فأنا لا أستطيع أن أعطيكِ جواب سحري، أنتِ من يجب أن يقرر ذلك.
خرجت من عيادتها بعد أن حددت موعد الجلسة الجديدة، لتجد إياد أمام البناية، لدهشتها وجدت قلبها يدق بقوة، فقد اشتاقت له رغم ادعائها بأنها تتضايق من صحبته.
فتحت باب السيارة وجلست بقربه وهي تبتسم بسعادة، لكنه لم يبادلها لابتسامة على الرغم من شوقه لها وسعادته لرؤيتها بعد اسبوع من البعد.
أجلى حلقه:
- ساجي طلب مني أن أبقى معكِ، لا أعرف ماذا فعلتِ لكنه يشك بأنك قد تتصلين بروبين وتفسدين كل شيء.
شحب وجهها، لا تعرف لماذا أحست بخيبة أمل؟ كانت تظن بأنه جاء لأنه اشتاق لها.
- لا تقلق لن أفعل.
برغم كل ما يجول في بالهما من كلام إلا أنهما قررا عدم الكلام على الأقل الآن.
*****
منذ أن خرجت من عند جوليا وهي تفكر فيما سمعت من اتهامات تخص ابنها البكر؛ هل صحيح أن ساجي عاجز؟ هي لا تذكر بأنها رأته مع غسق في وضع حميمي أبدًا، عكس سراج وفرح، فقد أمسكت بهما آلاف المرات، حتى عجزت عن العد، أما ساجي وغسق لا، كما أنها شاهدة على العلاقة المنقطعة مع روبين، هو حتى لم يسافر معها إلى أي مكان، على الأقل كان يفعل ذلك مع غسق، حتى ذلك لا يدل على شيء؛ ظلت تعصر مخها علها تتذكر شيء، لم يلح في ذاكرتها إلا مشهد ضرب سليم لساجي وهو مراهق، وقتها كانت تعرف بأنه كان معجب بروبين، بل مولع بها، لكنها لم تهتم به في أحد الأيام أقامت هي حفل شواء ودعت أقاربها من ضمنهم خالد وعائلته، جاء الجميع وذهب الأولاد ليركبوا الخيل، رغم أن ساجي لم يركب معهم إلا جولة واحدة فقط لسبب لا تعرفه وقضى باقي الوقت يلعب كرة القدم، لكن عند غروب الشمس جاءت جوليا تشتكي بأن ساجي تحرش بابنتها، دون حتى أن يعرف ما حدث ناده سليم، وعند حضوره استقبله بلطمة أوقعته أرضًا من شدتها، ثم قام بربطه من يديه وضربه في الساحة أمام الجميع، لم يأبه لصراخ إياد وفرح وتالين التي فقدت وعيها من شدة البكاء؛ لم تتدخل وقتها كانت تقف ولا تعرف ماذا يجب عليها أن تفعل؟ فهي لا تريد أن يتكلم أحد عن أبنائها بالسوء، في نفس الوقت لم يهن عليها ابنها، بلال هو من قام بالتدخل وإيقاف سليم صارخًا بغضب شديد:
- هل جننت يا رجل، سوف يموت بين يديك.
- يموت أفضل من أن يفضحني، سوف أعيد تربيته من جديد.
هنا تدخلت هي:
- كل ذلك بسبب أختك، هي التي كانت تأخذه معها في مشاويرها المشبوهة، لا عجب أنه يقلدها الآن.
تلفت لها سليم وقد احمر وجهه من شدة الغضب:
- اخرسي، لو أنكِ عرفتي كيف تربيه لما فعل ذلك، لا تلومي على أختي الآن.
هنا تدخلت روبين وهي ترتعش:
- يا خاله ساجي لم يفعل شيء أمي كبرت الموضوع فقد..
تلفت لها الجميع في صدمة حتى جوليا، التي أمسكتها من شعرها:
- تكذبيني كي تنقذيه أيتها اللعينة.
كانت تبكي وهي تشد على شعرها بقوة:
- أنا لا أكذب، هو لم يكن معنا، أنتِ من توهمتِ ذلك، لقد كنت أخبر تالين عن شيء يضايقني، أنتِ أتيتِ وقلبتي حديثي لتقولي بأن ساجي تحرش بي.
تفوهت بكلمات باللغة الفرنسية تبدو كمسبة، ثم أخذت ابنتها وزوجها ورحلوا دون حتى اعتذار.
تلك الحادثة أحدث شرخًا كبيرًا في علاقة سليم وساجي التي لم تكن من الأساس بخير، حتى علاقته بها تراجعت كثيرًا، أصبح ساجي منطوي بعدها، لا يتحدث إلا مع بلال وإياد ثم سافر لعدة سنوات خارج البلاد.
فكرت بصوت عالي:
- تُرى هل تلك الحادثة أثرت عليه؟
- أي حادثة؟
رفعت عينيها لتجد أن فريدة تجلس بقربها، دون أن تنتبه لذلك لتسألها:
- فريدة متى أتيتِ؟
- منذ أن كنتِ تتحدثين عن الحادث، أي حادث تقصدين؟
سألت في تحفز:
- فريدة هل سبق ورأيتِ ساجي وغسق في وضع حميمي؟
ضربت على صدرها وشهقت من صدمتها:
- ماذا؟ ما هذا الذي تقولينه يا امرأة هل جننتِ؟
- فريدة أرجوكِ تذكري جيدًا الأمر مهم.
فكرت قليلًا، ثم قالت:
- آه تذكرت يوم المسبح كنا معًا عندما أقمتِ الفضيحة.
- فضيحه! مسبح! أي يوم؟
ثم تذكرت فعلًا أنها سمعت من الخادمة التي تنقل لها أخبار الجميع أن غسق وساجي يقضيان وقت طويل في المسبح بمفردهما بعيدًا عن الجميع؛ وقتها انتظرت حتى تيقنت بأنهما في المسبح لمدة كافية وأخذت معها فريدة وذهبت لتمسك بهما بالجرم المشهود، وجدت الباب مغلق من الداخل لكنها استطاعت أن ترى ما يحدث بين ساجي وغسق بالداخل، أقامت الدنيا وقتها كأنها ضبطت غسق مع رجل غريب وليس زوجها!
لكن ساجي أخرسها، بعد أن خرج من المسبح تاركًا غسق ترتجف خلفه، سحب والدته وعمته معه إلى أول غرفة وجدها وأغلق الباب بغضب واضح في صوته رغم هدوء ملامحه:
- هل لي أن أعرف ماذا تريدان منا، لماذا هذه الضجة وهل ترغبي بإخبار المزرعة المجاورة بأني في المسبح مع زوجتي؟
رغم خوفها من نبره صوتها لكنها قالت بصوت عالي:
- ابنة فجر تريد فضحنا، ماذا تفعلان في المسبح في هذا الوقت لوحدكما؟
ارتفع حاجباه حتى لامست مقدمة شعر رأسه:
- رجل وزوجته! ماذا قد نفعل نعد عدد مربعات الفسيفساء التي تغطي المسبح!
- لا تسخر مني ساجي، منذ متى وأنت تدافع عنها؟ ثم أن الكثيرون لا يعرفون بأنها زوجتك لماذا تسيء إلى سمعتك؟
- كل من بالمزرعة يعرفون بأنها زوجتي بل كل من بالمدينة أيضًا، فلا تتجاهلي ذلك، أنتِ التي تريدين الإساءة لي بهذه التلميحات.
- بل هي من تتعمد أن تحرق دمي وتأخذك في صفها، لماذا تفعل تلك الحركات وهي تعرف بان الجميع موجودون بالمنزل؟ هي فقط تريد أن تثبت لي بأنها تتحكم بك وأنك طوع بنانها، أعرف تلك الحركات جيدًا ولن أسمح بها في منزلي.
زفر في ضيق واضح:
- أولًا هي لم تقم بشيء أنا من طلبت منها أن نسبح، ثم لو كان أخذ حريتي مع زوجتي يضايقك سوف آخذها لنسكن بعيدًا عن هنا.
شهقت في صدمة حقيقة:
- تسكن بعيدًا عني، هذا ما تريده ابنة فجر، أنا متأكدة من أنها تخطط لذلك، أقسم يا ساجي أن...
- أمي لستُ طفلًا لتقسمي عليَّ، قلت لكِ مئة مرة أن تدعي غسق وشأنها، غسق لا ترغب في إثارة حنقك أو غيرتك، قد أصدق أن فرح تفعل ذلك لكن غسق لا أنت تعرفين ذلك أكثر مني، أرجوكِ اتركينا وشأننا حتى لا أضطر أنا لترك المنزل إلى الأبد.
خرج دون أن يعطيها فرصه للرد ، في اليوم الثاني عرفت بأنه سافر مع غسق وغاب لعدة أيام كما يفعل دائمًا، تلك الحادثة لم تتكرر خصوصًا وأنه أمر بتغيير الخدم، احتاجت مدة لكي تجد جاسوس جديد، لنقل الأخبار دون أن يعرف ساجي.
ابتسمت في سعادة بالغة، حسنًا هي واثقة نوعًا ما من أن ابنها ليس عاجز، عليها أن تتأكد أكثر لكن كيف؟
- هل شرحتِ لي لماذا تريدين أن تعرفي ذلك؟
انتفضت من مكانها:
- ماذا تقصدين؟
- ما بكِ يا امرأة، أنا أسألك لماذا تريد معرفة إذا كنت رأيتِ غسق وساجي في موقف حميمي؟
- أعني أنه زوجها وهذا طبيعي، كما أن ساجي طلق غسق منذ مدة وما فهمت من فرح بطريقة غير مباشرة بأن قريبها آدم يريد الزواج منها.
- ماذا؟ حقًا!
لا تعرف إذا كان الخبر يسعدها أو لا، زواجها من قريبها يعني بأنها لن تعود مرة أخرى أبدًا، لكن في نفس الوقت يؤكد على كلام جوليا، ماذا إذا كانت غسق تخون ساجي مع آدم منذ البداية! ربما هذا سبب هروبها، ربما هو والد من كان في بطنها؟ وربما هي لم تكن حامل من الأساس، نعم لابد بأنها كذلك، يجب أن تعرف مكانها وتقوم بالانتقام منها، لا يكفي ما عانته بسبب فضيحة أمها، لتأتي غسق الآن وتخون ابنها، حسنًا هذه المرة لن ترحمها أبدًا.
****
عدلت وضعها في الكرسي المقابل لمكتبه وليس كرسيها المفضل، فهي اليوم في لقاء صحفي مع طبيبها وليست جلسة عادية، عدلت جهاز التسجيل ورتبت أوراقها، أما الطبيب فكان يبتسم، هذه أول مرة يقوم أحد من مرضاه بإجراء حوار صحفي معه، متشوق ليراها بصفتها صحفية وليست مريضة لديه.
نظرت له وعلى وجهها علامات الهدوء والسكينة كما لم تظهر من قبل:
- حسنًا سوف نتحدث عن قضيه التحرش أو الاغتصاب بالأحرى التي حدثت بحق أكثر من ألف طفل على مدى سبعين عامًا من قبل ثلاثمائة قس.
تغيرت ملامح وجهه وأجابها بسرعة:
- القضية لازلت في طور التحقيقات، كما تعرفين، كما أني لا أستطيع أن أتكلم باسم الضحايا حتى وإن عالجت أحد منهم.
لم تفقد حسها المهني بل استمرت بنفس الحماس:
- لا أريدك بأن تتحدث باسم أحد، أنا أرغب بالحديث عن القضية من جهة أخرى، مهمة جدًا في رأيي.
عاد لوضعه الطبيعي نوعًا ما وهو يسأل:
- ماهي الجهة التي تريدين السؤال عنها بالضبط سارة؟
- لدي سؤالين أعتقد أنهما يهمان الجميع دون، أولًا كيف يمكن معرفة الشخص الذي يتحرش بالأطفال أعني هل هناك علامات تظهر عليه أو سلوك معين؟
- ثانيًا لماذا لم يتحدث الضحايا أو يستنجدوا طول هذه المدة، أعني أنهم أصبحوا كبار في السن الآن، لماذا سكتوا سبعين سنة وأكثر؟
لا يستطيع إلا أن يعجب بذكائها؛ رغم كل التقارير الصحافية وتغطيات شبكات التلفاز لها، لكنها ترى الموضع من جهة مهمة جدًا، لا بد أنها صحافية ممتازة، عدل نظارته:
- حسنًا لنأخذ الجزء الأول من سؤالك، كيف نعرف الشخص المصاب بالبدوفيليا pedophilia)) بصراحه من الصعب التعرف عليهم، في الغالب هم أناس عاديين جدًا، أعني أنهم يعيشون بيننا، يعملون في مناصب الكثير منهم له وزنه واحترامه بين المجتمع، كما أن الكثير منهم متدين جدًا، متزوج أيضًا، لكي تعرفيهم يجب أن تراقبي هذا الشخص جيدًا وتدققي في تصرفاته مع الأطفال واحتكاكه بهم، حتى هذه ليست مضمونه، بعض التصرفات الطبيعة قد تفسر خطأ، كما أن المحترف منهم يجيد إخفاء شذوذه بدقة، بعضهم يدعي كرهه للأطفال، البعض يدعي تعدد علاقاته النسائية، غيرها من هذه الأشياء، الموضوع ليس سهلًا أبدًا، أجريت الكثير من الأبحاث حتى أن أحدهم قال إنه يستطيع التعرف عليَّهم عن طريق اليدين، لكنها ليست دراسة مؤكدة بالطبع.
كانت تستمع إليه وفي رأسها شريط ذكريات ترغب في حرقه، موجود معها منذ أن وعيت على الحياة، صحيح بأنها لا تذكر كل التفصيل، معظمها مبهم لكنها تعرف ما حدث لها.
ابتلعت ريقها لتكمل الحوار المهم لها شخصيًا قبل الجمهور:
- معنى كلامك أنه من المستحيل على الأهل أن يعرفوا إذا كان هناك شخص من العائلة يعتدي على طفله؟
- ليس تمامًا، المعتدي من العائلة غالبًا يكون صبور، يجب أن يسيطر على ضحيته أولًا، في الواقع معظم المعتدين على الأطفال كذلك، لأنهم يكررون الاعتداء وليس لمرة واحدة فقط؛ لذلك يقوم بحركات معينة للطفل، يلمسه أو يجعل الطفل يفعل به ذلك، وهنا يشعر الطفل بالذنب ليبدأ المرحلة الثانية في السيطرة؛ بالنسبة لسؤالك في الغالب للأسف يغض الأهل نظرهم عن الأقارب من الدرجة الاولى بالذات، أذكر عند دراستي كانت هناك أم تترك جد أطفالها يقوم بتحميمهم كل ليلة تقريبًا، دون أن تدري بأنه يعتدي على الثلاثة لمده سنتين.
توقع منها أن تندهش، ربما تصدر علامات استنكار لكنها لم تفعل، على العكس رأى في عينها غضب يشتعل، تحفزت أصابعها الممسكة بالقلم حتى كسرته، ذلك العرق الذي ظهر بوضوح في جبهتها، كل تلك العلامات أكدت له ما شك به سابقًا لكنه لن يستعجلها الآن، لازالت تحتاج إلى الوقت.
عندما طال صمتها تابع هو:
- أما لو كان المعتدي خارج العائلة يكون الأمر أصعب، مثلًا في حالة القساوسة، في الأغلب عندما اشتكى الأطفال فسر الأهل الأمر بأن الأطفال يرغبون باللعب بدلًا من مهام الكنيسة، خصوصًا بأنهم لم يوضحوا السبب الرئيسي.
قاطعته:
- ولماذا لا يستطيع الأطفال إخبار الأهل بالذي حدث، أعني لماذا تضيع الكلمات ويتجمد اللسان، ما الذي يحدث، كي أشعر بالذعر حتى للتلميح بما حدث، كأني أنا من جلبت ذلك لنفسي، كأن سكوتي علامة على موافقتي بل ورضاي عن ما حدث.
نزلت دموعها دون أن تدري، هي حتى لم تكن تعي بأنها تتحدث بصيغة شخصية وليس على لسان الطفل؛ لكن الطبيب كان خائف من حدوث صدمة لها إذا أخبرها بذلك، لذلك قام بإرسال رسالة لسكرتيرته لِتتصل بزوج سارة، فبعد المواجهة مع نفسها قد تحدث لها انتكاسة؛ المشكلة هي ماذا سيحدث لو عرف زوجها بما حدث لها؟ لا يضمن ردة فعل زوج شرقي على تعرض زوجته للانتهاك.
***********
أنتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 15-05-22, 11:00 PM   #127

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت جميييل ابدعتييييي
الحيوانة ام ساجي متى بموت هالفرعونه الله ياخذها
شكلها بتسبب بموت اللاجنة او واحد منهم هذا احساسي وبتك غسق ساجي زيادة وساجي بيقوم الدنيا ولا بيقعدها
اول البارت خااايس حقيييير جاب لي الضيقة
انقهر من سامي وسمر ماكملواعواهم ليييه هالحيوانة تساتهل الحرق حيه الكلبة

ريما نون likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-05-22, 06:25 PM   #128

عبق السنين

? العضوٌ??? » 456481
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » عبق السنين is on a distinguished road
افتراضي

رائع بدأت الامور تتضح لتصرفات بعض الشخصيات تابعي عزيزتي ولكِ مني اجمل التوقعات ككاتبه مميزة وشكراً
ريما نون likes this.

عبق السنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 12:24 AM   #129

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,854
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع جدا تسلم ايدك يا ريما أعجبني تطرقك لموضوع مهم اللي هو التحرش بالأطفال والعياذ بالله فكرة ممتازة جدا أؤيدك بها عزيزتي💛
سابين هذه بدأت أتعاطف معها فعلا خاصة لما عرفت انها مش سيئة انما الظروف تكاتفت عليها...
سما ووسام الشياطين ياريتها تعفنت بالسجن كان أرحم للبشر اللي حواليها
تسلم ايدك حبيبتي
بالتوفيق دايما😘😘😘


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-22, 01:49 AM   #130

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
البارت جميييل ابدعتييييي
الحيوانة ام ساجي متى بموت هالفرعونه الله ياخذها
شكلها بتسبب بموت اللاجنة او واحد منهم هذا احساسي وبتك غسق ساجي زيادة وساجي بيقوم الدنيا ولا بيقعدها
اول البارت خااايس حقيييير جاب لي الضيقة
انقهر من سامي وسمر ماكملواعواهم ليييه هالحيوانة تساتهل الحرق حيه الكلبة
هي فعلان منى فرعونه
اسفه أن البارت تعبك نفسيا انا شخصيا تعبني جدا جدا وانا بكتبه لاني كنت بدور واعمل ابحاث واتكلمت مع دكاتره نفسيا مختصين عشان اكتب معلومات صح
اوعدك ان في النهاية حتتبسطي وكله حياخذ جزائه
شكرا لمتابعتك 🌹

قسيس likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.