آخر 10 مشاركات
نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-05-22, 11:13 PM   #181

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 829
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي


اووووف البارت يجنننن
وسام حقير وسما وافق شنن طبقه
اغبى من سما ماشفت ماعندها ريحة كرامة
اتوقع بيهدد ساجي وبينفذ تهديده لما تذعن له غسق وتوافق على الرجوع له لحماية ادم
بارت يجننن ابدعتي ياجميلة😍👌🏻

ريما نون likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-22, 12:23 AM   #182

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
اووووف البارت يجنننن
وسام حقير وسما وافق شنن طبقه
اغبى من سما ماشفت ماعندها ريحة كرامة
اتوقع بيهدد ساجي وبينفذ تهديده لما تذعن له غسق وتوافق على الرجوع له لحماية ادم
بارت يجننن ابدعتي ياجميلة😍👌🏻
وسام مش انسان اصلا
سما عقابها قرب جدا جدا
تتوقعي ان غسق حترضى بسهوله كدا 🤔
حبيبتي بجد مبسوطه جدا جدا ان الفصول عجبتك ❤❤❤

قسيس likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 31-05-22, 09:14 PM   #183

الهاام الشهري

? العضوٌ??? » 500869
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » الهاام الشهري is on a distinguished road
افتراضي

متى البارت الجايي ؟
.........

ريما نون likes this.

الهاام الشهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-22, 10:01 PM   #184

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

ايوه كده احرقى دم ساجى اكثر ...............يسلم ايدك تحفة كالعادة
ريما نون likes this.

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 10:12 AM   #185

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاام الشهري مشاهدة المشاركة
متى البارت الجايي ؟
.........
يوم الاربعاء باذن الله


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 10:13 AM   #186

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي هاني مشاهدة المشاركة
ايوه كده احرقى دم ساجى اكثر ...............يسلم ايدك تحفة كالعادة
لسه ماعملتش حاجه انا بسخن بس😉


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 08:27 PM   #187

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,831
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل بديع حبيبتي ريما 🥰
زعلت على غسق وساجي جدا ومازلت عند رأيي آدم متملك ومش لايق على غسق والظاهر انه بيحب زهراء من دون مايحس وزهراء بتحبه كمان...
فرحت عشان سارة اتحسنت نفسيا وعمر لذيذ جدا
وسام وروبين وسما وأمها عصابة على شياطين مش عارفه شو اسميهم
بالتوفيق يا جميلة❤️❤️❤️

ريما نون likes this.

Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 11:14 PM   #188

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
فصل بديع حبيبتي ريما 🥰
زعلت على غسق وساجي جدا ومازلت عند رأيي آدم متملك ومش لايق على غسق والظاهر انه بيحب زهراء من دون مايحس وزهراء بتحبه كمان...
فرحت عشان سارة اتحسنت نفسيا وعمر لذيذ جدا
وسام وروبين وسما وأمها عصابة على شياطين مش عارفه شو اسميهم
بالتوفيق يا جميلة❤❤❤
روية ويڤيوهاتك هي الابداع عندي ياروزتي ❤
لسه حتزعلي عليهم اكثر
آدم فعلا متملك وزهراء بتحبه بس فكرك هو بيحبها🤔
سارة تخطت اكبر عقبه في حياتها ودلوقتي تقدر تكمل علاجها بسلاسه وتعيش مع عمر في هدوء وحب
سما ورسام وروبين و سميحه لاتعليق

Adella rose likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 11:18 PM   #189

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثلاثون

عادت إلى المنزل وهي ترتعد غضبًا، طوال الطريق وهي تفكر في كلمات وسام السامة، حتى كادت أن تنقلب بها السيارة عدت مرات، من حسن حظها بأن الوقت متأخر ولا يوجد من يسير في هذه الطرقات ليلًا وإلا كانت دهست أحدهم دون أن تدري؛ يجب أن تجد حل في أسرع وقت، لن تورط نفسها أكثر معه، اذا استخدم شركة والدها في هذا الوقت بالذات هي من سيتحمل المسؤولية القانونية، فوالدها لازال طريح الفراش، وساجي لا يتدخل في أي شيء يخص الشركة مجرد مستثمر عادي، هي الوحيدة من تملك حق التصرف بكل شيء، وسام يتعمد توريطها أكثر، كلما حاولت الخروج من المستنقع الذي غرقت به يقوم بتقيدها أكثر ذلك الحقير، تقسم بأن تكون نهايته على يدها بمجرد أن تجد مخرج أو على الأقل تصل إلى من هم أعلى منه في المنظمة؛ اتجهت فور دخولها إلى غرفة المكتب تبحث عن أي شيء قد يفيد، لم تجد إلا أوراق عاديه تخص مرتبات عمال المنزل، زاد شعورها بالغضب لتذهب إلى غرفة ساجي أيضًا لم تجد شيء رغم أنها قلبتها رأسًا على عقب، صوت تحريكها للأثاث جعل سليم يستيقظ من نومه ويتجه ناحيه الصوت، كذلك لحقته فريدة؛ دخل سليم أولًا دون أن تشعر به روبين التي مازالت تبحث عن ما تريد، ما قطع عليها بحثها هو شهقة خرجت من فم فريدة:

- ماذا تفعلين روبين؟ لماذا قلبت الغرفة هكذا هل ضاع منكِ شيء؟

كان الغضب واضح على ملامحها الجميلة، شعرها غير مرتب من كثر ما شدته بقوة لتنفس عن نفسها القليل من الغضب، تلهث بشدة كأنها كانت تجري في مارثون وقد انسدل الكحل من عينيها جراء نزول دموعها التي لم تشعر بها ليلطخ وجهها الصافي بخطوط طويلة سوداء، كان منظرها مزري على غير العادة.

حاولت أن تستجمع شتات نفسها وهي تجيب إلا أن صوتها لم يخرج بالهدوء المطلوب:

- نعم لقد فقدت خاتم الزواج لذلك أنا أبحث عنه في كل مكان.

عقد سليم يديه وهو يرمقها بنظرات تشملها من فوق لتحت:

- ماذا عن الذي يزين إصبعك؟ أليس هو خاتم زواجك من ساجي أم لديك آخر؟

نزلت عينيها تلقائيًا إلى يدها لترى خاتمها بها فابتلعت ريقها وهي تبحث عن كذبة تخرجها من ورطتها، اقتربت منها فريدة لتربت على ظهرها بحنان قائلة:

- عزيزتي لابد أن أعصابك متعبة بسبب سفر ساجي المفاجئ إلى غسق، لا تنسي بأنها ابنة عمته قبل كل شيء وساجي هو المسؤول عنها، لا تجعلي الغيرة تلعب بعقلك وتصور لكِ أشياء غير صحيحة.

لمعت عيناها بنصر فقد وجدت الحجة كي تبرر أفعالها:

- بأي صفة يذهب لها ولماذا لم يخبرني؟ لست رجل كرسي ليتجاهلني بتلك الطريقة، أنا روبين الأرندلي التي يحسب لها الكل ألف حساب، لا أقبل التقليل مني ولا إهانتِي بهذه الطريقة الفجة.

بنفس هدوءه السابق سألها سليم وقد تخلل صوته بعض الغضب:

- من الذي قام بإهانتك روبين الأرندلي.

نطق اسمها بنوع من السخرية لم تخفى على السامعين.

شعرت ببعض الخوف يتسرب إليها من نبرته الساخرة لكنها قررت أن لا تدع ذلك يقف في طريقها لتكمل ما بدأته:

- وهل هناك إهانة اكبر من أن أعرف بسفر زوجي من الغريب وليس منهُ هو، والأدهى بأنه مسافر لطليقته! إن لم تكن تلك إهانة فماذا تسميها يا عمي؟

بصرامة لم تعهدها منه من قبل:

- هذا طبع ساجي هو لا يخبر أحد بتحركاته، يجب أن تكوني تعودتِ عليه.

تدخلت فريدة علها ترطب الأجواء التي قاربت على الاشتعال:

- روبي عزيزتي أقدر غضبك لأنه لم يخبركِ، لكن هذا طبع ساجي هو لا يقصد إهانتك بالطبع، كما قال سليم هذا طبع ساجي طوال عُمره حتى مع غسق رغم طول زواجهما لم يكن يبلغها بتحركاته أو سفراته……

لتصرخ في غضب حقيقي:

- أنا لست مثل تلك البائسة لا تشبهينِ بها أبدًا، لن أسمح لأحد بتشبيهي بها أو حتى بأن يضع اسمي مع اسمها في نفس الجملة، لا تجرؤوا حتى بالتفكير بأني سأكون مغيبة حمقاء عديمة الأصل مثلها….

قبل أن تكمل جملتها ارتفعت يد سليم قاصدة خد روبين لتخرسها، لكن شهقة من فريدة جعلتها تخطئ هدفها؛ من حسن حظها بأنها رأت انعكاس صورة سليم في المِرآة لتبعد في الوقت المناسب قبل أن يلطمها.

ضم أصابعه ماعدا السبابة التي وجهها ناحيتها وهو يقول محذرًا:

- اسمعينِي جيدًا إياكِ أن تنطقي بهذا الكلام مرة أخرى حتى بينك وبين نفسك، أقسم أن سمعتك تلمحين به فقط أو تتكلمين عن ابنة شقيقتي الراحلة بسوء مرة أخرى أنا من سأجعل ساجي يرميكِ خارجًا بعد أن أعرفك قيمتك جيدًا يا ابنة جوليا.

كانت نظراته لها كلها ازدراء بطريقة لم تعهدها من قبل، لم ينظر لها أحد بتلك النظرات طوال حياتها، هذا ما ينقصها شخص آخر يدافع عن تلك الغسق، حسنًا، هي لم تكن تريد أن تفعل ذلك لكنها تعرف كيف تحرق قلبه وتكسر شوكته، هو من بدأ والبادئ أظلم.

*******

حكيم هو أول من أستوعب كلمات غسق، دون أن ينتظر رد فعل أحد، استقام من مكانه واضعًا طفله في عربة وجذب ساجي من يده يجره خارج الغرفة، للعجب لم يقاومه ساجي وكأن كلمات غسق خدرته فلم يدري بشيء إلا وهو خارج المستشفى في الحديقة المقابلة لها، هنا فقط استوعب ما حدث وأراد العودة لغسق لكن حكيم لم يعطه الفرصة.

بصوت رخيم:

- اهدأ قليلًا كي تستطيع التفكير بعقل.

- أي عقل هذا الذي تتحدث عنة هل سَمِعت ما قالته؟ تتبجح أمامي بخطبتها لذلك التافه بل تحدد موعد للزواج، تعرف ماذا أنا المخطئ كان عليَّ أن أوقف ذلك اللزج منذ البداية، يوم جاء يخطبها مني لا أعرف كيف أمسكت نفسي ولم أقطع لسانه الذي يتغزل بها أو أفقع عينيه اللتان نظرتا لها وتغزلتا بها، كيف فقط كيف؟! هل أنا ديوث كي أسمح لرجل آخر بأن يتغزل في زوجتي أمامي دون أن أمنعه.

- كان يقف وهو يلوح بيديه في غضب تارة يكور قبضته ويضرب بها رأسه، وتارةً أخرى يقذف حجرًا بقدمه، كأنه يصارع شبح، وربما الشبح هو ذكرياته التي عادت له مرة واحدة لتغرس أسهمًا مسمومةً بداخله، لحظات ومرت أمامه صورهما معًا كشريط سينمائي ، ضحكاتهما، ذهابهما معًا للدراسة، كم مرة رأى هديه من آدم لغسق بمناسبه عيد ميلادها الذي لم يتذكره يومًا في حياته، لا، هو يتذكر التاريخ جيدًا، فقد كان حدثًا كبيرًا في منزل القاسم، عند ولادة غسق عرف الجميع بالطبع واللوم كان من نصيب ساجي وحده، وحده من تحمل في ذلك اليوم جاءت سميحة الديب للمزرعة لتبلغهم بأن والدها يرفض الاعتراف بابنة فجر وأنه تبراء من مجد لأنه سجلها باسمه في الغربة، لكنه لن يسمح بأن تحمل اسمه في الوطن أو ترثه، بل سيقوم بفضح فجر عن طريق قسيمة الزواج التي تثبت بأنها أنجبت بعد أقل من شهرين بعد عقد القران؛ كلامها لم يخلو من شتائم قبيحة في حق فجر وكل بنات العائلة بل تعدى ليصل إلى جدتهم المتوفية حديثًا، لم يوقفها إلا بلال الذي قام بإخراجها من البيت عِنوه؛ وبالطبع ساجي هو من فرغ الجميع فيه ما حدث، قام والده بتكسير جميع آلات التصوير التي يمتلكها؛ فهو كان من هواة التصوير، كما حبسه في غرفة السطح حيث كانت فجر قبل هروبها، أما جده وأمه فلم يكفا عن إسماعه أبشع الكلمات واتهامه بالتخاذل وأنه ليس رجلًا وإلا ما حدث كل هذا؛ لماذا كل ذكرى مهمه لغسق مرتبطة بأخرى مؤلمة له، حتى كره كل ما يتعلق بها وحذفه من ذاكرته عله ينسى الألم والذل الذي عاشه في طفولته.

عاد إلى الواقع من رحلة ذكرياته البغيضة على يد حكيم تجذبه كي يجلس على الكرسي، الوجع الذي اخترق كيانه جعله يستسلم له، يحتاج هدنة من كل ما تذكره، بل يحتاج إلى فقدان الذاكرة، كم يود أن ينسى كل ما مر به، كل ما عاناه، الخذلان، القهر، الحرمان حتى من أبسط الأشياء، من قال أن الفقراء وحدهم من يعانون الحرمان؟ ما حرم منه هو لا يشترى بالمال، حضن يخبره بأنه ليس مذنب، يد تربت على شعره ليخف شعوره بالفقدان، فقدان عمته لم يكن سهلًا عليه هو بالذات، فهي كانت أقرب من أمه له، الوحيدة التي تشاركه هوايته في التصوير، تلك الهواية التي يراها والده أنثوية لا تناسب رجل من أبناء القاسم ؛ رجل! هل هو يمزح لم يتم عامه العاشر عندما حدث ما حدث، لكنهم عاملوه على أنه بالغ، راشد، المسؤول الوحيد عن كل مشاكلهم، لم يقم أحد بسؤاله حتى هل أنت بخير؟ ثلاث كلمات كانت لتحدث فرق كبير جدًا في حياته، لكنهم استكثروها عليه.

تنهد ومسح وجهه بكف يده، عليه أن يركز في الحاضر الآن وليدع الماضي ليوم آخر، رفع عينيه إلى حكيم وقال بصوت وضع فيه أكبر قدر من التحكم في الذات ليكون هادئ:

- حسنًا ها قد جلست ماذا تقترح أن أفعل الآن؟ هل أبارك لهما أما اكون اكثر تفتحًا وأشهد على عقد القران!

لم تتحرك عضلة في وجه حكيم، رغم بأنه التقط نبرة التهكم في كلامه:

- اقتراح ممتاز إذا أردت أن تحظى بعلاقة جيدة مع طليقتك وزوجها، رغم إني أشك في أنك قد تقوم بأي منهما.

أخذ نفسًا وتابع بسرعة بعد أن رأى تحفز ملامح ساجي استعدادًا للشجار:

- هل أنت واثق من حب غسق لك؟ أعني قد يكون كلامها رد فعل لمعاملتك لها.

عقد حاجبيه:

- أي معاملة تلك؟ لقد أبعدتها عن الجميع من أجل حمايتها هي والصغيرين وليس كي تقيم غراميات مع ذلك اللزج، أنا من كُنت أحارب في أكثر من جبهة لوحدي وهي تتسكع معه وتسمع غزله لها، والآن تخبرني بأنها حددت موعد الزواج و تقول لي رد فعل! هل تمزح معي؟ لو كانت تالين مكانها لما قلت ذلك الكلام أبدًا ولكن الذي يده في الماء.

اتسعت عيني حكيم لكنهما استغرقتا أقل من دقيقة لتعودا لوضعهما الطبيعي، حسنًا هو هنا لتهدئة الأمور، لن يأخذ كلامه على محمل شخصي:

- تعرف باني أحب تالين منذ أن كانت تدرس في الكلية مع شقيقتي، لكنها كانت أبعد من نجمه في السماء بالنسبة لي، الحصول عليها كان درب من دروب الخيال عندما وجدت هذا العمل قبلته فقط من أجل تالين، لم أصدق عندما قبلت عرضي للزواج رغم معرفتي بأنها لم تكن تحبني وقتها، حتى إصرارها على الفحص بحجة تأخر الإنجاب مع أنه لم يمر على زواجنا إلا سنتين فقط، كنت أعرف بأن الغرض منه هو البحث عن حجة لتركي فقط.

غصة أوقفته عن متابعة الحديث، شعر به ساجي لكنه لم يعطه الفرصة فقط ابتلع غصته مرغمًا وتابع كلامه بثقة يحسد عليها:

- تعرف إن ما فعله والدك وسراج هو ما غير نظرة تالين لي، لم تأخذ تمسكي بها على أنه استسلام بل قررت أن تفتح قلبها لي وتعطى علاقتنا فرصة، بعدها وقعت في حبي بل أكاد اُجزم بأن حبها لي أصبح أكبر من حبي لها، خصوصًا بعد أن تبنينا زين.

ركز نظره على ساجي وهو يتابع في صوت خفيض صارم:

- انتهز الفرصة التي أتتك على طبق من فضة، ما دمت تحبها كما هو واضح من حرقتك عليها، أظهر حبك لها، أغرقها في حنانك، عوضها عن فترة غيابك عنها، هذا ما سيغير رأيها ويمنع زواجها من آدم وليس الصوت العالي والتهديد.

رغم معرفته بصحة كلامه لكنه لم يعترف بذلك، بل رفض حتى فكرة أنها قد تفكر في غيره، لا ليست غسق من تفعل ذلك، ليتركها قليلًا حتى تهدأ وينهي هو الأوراق، المهم ثم يأخذها ويعود للوطن مع أولاده، عاد بظهره يريحه وهو يفكر في الخطوة القادمة فقد زادت الوجهات التي يحارب بها من دون أن تكون له رفاهية ليفكر في مشاعر غسق وغضبها منه الآن.

*****

في غرفة غسق تسمرت تالين بعد سماعها لكلمات غسق، أجلت حلقها وقالت في صوت خفيض:

- غسق أنتِ لا تعنين ما قلت لساجي، فقط تتدلين عليه صح؟

بجمود يحاكي جمود الثلج ردت:

- بل أعني كل حرف منه، آدم تقدم لخطبتي منذ مدة أنا طلبت منه مهلة للتفكير، بعد الإنجابِ فكرت، وقررت أن أوافق على عرضه وسوف يتم عقد القران نهاية الاسبوع.

شحب وجهها وزادت دقات قلبها بشدة:

- كيف أنتِ لا زلتِ نفساء لا يجوز؟

رفعت حاجبها وهي تجيب في تهكم:

- ومن قال أنه لا يجوز؟ لقد أنهيت عديتي بولادة الطفلين ما هو المانع إذن؟

اقتربت تجلس بجانبها وهي تمسك يديها:

- غسق لا تكذبِي على نفسك أنتِ لم ولن تحبي أحد إلا ساجي، حتى بعد زواجه من روبين لم يقل حبك له، رأيت ذلك في عينيكِ ولازلت أراه، لذلك لم أعلق سابقًا عندما سمعت بعض التلميحات من فرح وسارة، أنا حتى لم أخبر ساجي بها.

عقدت غسق حاجبيها في رفض وقد أرادت أن تسحب يدها منها وربما تصرخ بها؛ لكن تالين ظلت ممسكة بها وتابعت وقد كسى صوتها لمحه حزن ممزوجة بحنان:

- أعرف بأنكِ مجروحة، بل لا أتخيل مدى عمق جُرحك الذي خلفه زواجه من أخرى، لكن حبك له هو ما سيجعلك تتخطي كل الجروح والصعاب، ساجي لازال يعتبرك زوجته وأنتِ تحبيه فلماذا العناد كلنا نعرف بأنكِ ستعودين له في النهاية.

هل تعتقد بأن كلماتها ستجعلها تهدأ وتتراجع عن قرارها فهي مخطئة، كلهم بلا استثناء متأكدين من رجوعها لساجي بل يعتبرون الأمر مفروغ منه، هل هي فعلًا معدومة الكرامة كما نعتتها، شعرت بالدموع تخدش حدقتي عينيها بقسوة، لكنها رفضت البكاء:

- ولماذا أقبل أن استمر في علاقة مؤذيه؟

رفعت تالين عينيها بسرعة لها وقد تشنجت أصابعها على يد غسق وضاعت الحروف منها كأنها أصيبت بالخرس.

لاحظت سكوتها وتوترها فتابعت بجمود:

- ماذا تالين؟ أيحق لك مالا يحق لي؟ رفضت أن يهين إياد كرامتك أما أنا لا يهم ما فعله ويفعله ساجي بي أليس كذلك؟ غسق ستعود له في النهاية كلكم متأكدون من ذلك! أنتِ، خالي، سراج، وطبعًا ساجي على رأس الهرم ؛ تعرفين لن ألومك فأنا من سمحت بالتقليل من كرامتي أنا من رضيت بالفتات، لذلك لم يأبه أحد لي، لم يقم خالي مرة بالاتصال بي طول فترة وجودي هنا ولا خالتي طبعًا، ما المشكلة غسق دومًا ترضى بسهولة، غسق لن تغضب، غسق ستعود وتعيش معنا كما كانت، غسق لا كرامة لها ولا مكان تحافظ عليه.

خرج صوتها مضطربًا فهي لازالت تحت تأثير صدمة كلمات غسق التي لم تتوقعها ابدًا، منذ متى وهي كذلك:

- لا غسق لا تقولي ذلك، أنتِ مهمه عندنا جدًا، الأمر فقط بأننا نعتبرك واحد منا لذلك واثقون من عودتك.

كلماتها لم تقنعها هي نفسها فكيف ستقنع غسق!؟

- حقًا!

- طبعًا وهل لديك شك في حبنا لكِ، خصوصا أبي وساجي.

أطلقت ضحكتها عالية متهكمة جعلتها تمسك أسفل بطنها مكان الجرح:

- آه، آه، يا إلهي لم أكن أعرف بأن روحك مرحة عزيزتي؛ نعم أعرف حب خالي لي جيدًا فقد جربته منذ فقدت والدي، جعلني أدفع ثمن بقائي معكم، بل إنه وافق وخطط لزواج ابنه عليَّ دون أن يخبرني حتى كأني كرسي لا رأي له، أما ساجي فهو قصة أخرى، كنت ولازلت بالنسبة له الفتاة التي فرضت عليه ويجب أن تقضى حياتها في تعويضه عن ذلك، عليَّ أن أتحمل منه نفوره وكلماته القاسية، برودته تجاه كل ما أحب، العمل معه وتنفيذ أوامره بحذافيرها وإن اعترضت تكون الإهانة علانيه كما فعل سابقًا، لا تنخدعي باهتمامه بالطفلين الآن فهو لم يرغب في وجودهما حتى بعد حملي، لقد اكتفيت ولن أعود لتلك العلاقة أبدًا حتى من أجل الطفلين.

لم تجد تالين الإجابة التي قد تثنيها عن رأيها، فهي نوعًا ما محقة، لتترك الأمر الآن في يد حكيم عله يستطيع أن يجعل ساجي يلين ويعتذر لها، رغم كل ما قالته غسق لازالت متأكدة من حبها لساجي قد تكون الكلمات قاتلة لكن العيون تفضح العاشق في كل الحالات حتى الغضب.

*******

عاد سليم إلى غرفته غاضبًا يلعن بصوت عالي نسيبًا ليجد مُنى جالسه على السرير دون ملامح فقط تنظر إليه.

عقد حاجبيه وقد خمن بأنها لم تتبعه لغرفة ساجي:

- هل أعجبك ما فعلته قريبتك المجنونة تلك؟ بلغت بها الوقاحة بأن تقتحم غرفه ساجي وغسق وتسب ابنة أختي دون أي اعتبار لي.

اشتعلت عينيها بالغضب لكنها لم ترد فورًا، بل استقامت من مكانها وذهبت إليه تدلك كتفيه بعد أن جلس على الكرسي:

- لا تهتم لها عندما يعود زوجها سوف يجد حل لها، كما أنها لديها حق نوعًا ما ابنك يقضى وقته كله في غرفة غسق عندما يكون هنا، يجب إقفال تلك الغرفة لا نريد بأن تخرج سمعه على ابنك.

أمسك بيدها ولفها لتقف أمامه وهو يقول في صرامة لم يفقدها منذ كلامه مع روبين:

- ماذا تعنين بأن تخرج عنه سمعة؟ إلى ماذا تلمحين يا امرأة؟

هزت كتفها في لا مبالة:

- لا ألمح لشيء أنا اقول لك ما سيقوله الناس عندما يعرفون بأن ابنك هجر زوجته ويقيم في غرفة طليقته، ليس هناك تفسير آخر.

- مُنى لا تختبري صبري ماذا سمعتِ؟ هيا قولي.

- لا أعرف، ربما غسق قامت بعمل سحر له لتربطه، فهو منذ زواجه من روبين يقيم في غرفة غسق، حتى في المدينة نفس الشيء بل الكارثة أنه باع منزله هناك، أتصدق؟!

اتسعت عيناه في صدمة جلية:

- هل وصل كرهك لابنه أختي درجة بأنك تدعين على ابننك بالكذب فقط كي تقولي بأنها مذنبه؟ لا أصدق كم أنتِ خبيثة، تشوهين سمعه ابنك وتشككين في رجولته بل وتجزمين بأنه تم سحره يا إلهي كيف صبرت عليكِ طوال تلك السنوات؟

وقف وهو يهز يديها بقوة آلمتها:

- هذه آخر مرة أسمع بها هذه التخاريف منكِ أو أي أحد ولن أقوم بتطليقك فقط بل سوف افتح دفاترك القديمة كلها التي تخصك والتي تخص عائلتك الموقرة.

دفعها عنه بقوة لتقع على السرير، ودخل هو الحمام لينعم بحمامٍ باردٍ عله يزيل عنه عناء ما سمعه الليلة؛ أما مًنى فقد زاد حقدها على غسق وقررت أن تمضي في خطتها، نعم هي سحرت ابني وأنا سوف أفضحها، أخذت هاتفها تبعث برسالة نصية بأحد التطبيقات تؤكد على موعدها مع ساحر مشهور آخر، فقد واظبت في الفترة الأخير على اللجوء للسحر كي تعرف بواسطته إذا قامت غسق بعمل سحر لابنها أم لا.

*****

بعد مرور يوم في المستشفى كانت غسق تجهز نفسها وطفلها للخروج فقد صرح لها الاطباء بذلك، فقط تيام سيبقى لأن وضعه لم يستقر بعد، سمعت دقات على الباب فسمحت للطارق بالدخول.

دخلت سارة وعُمر وقد زِينت ابتسامة وجهيهما، أسرعت سارة تحتضن غسق وهي تهتف:

- اشتقت لكِ كثيرًا، يا إلهي أتركِ واحده، أعود لأجدكم ثلاثة.

أبعدتها غسق تنظر لوجهها، لقد تغير شيء بها، أشرق وجهها، لمعة عينيها فيها حب صادق.

- وأنا اشتقت لكِ كثيرًا، يبدو أن الزيارة للوطن كان لها تأثير إيجابي أرى أن وجهك قد أشرق.

لف عُمر يديه حول كتفي سارة وهو ينظر لها بحب وقال:

- سارة دائمًا مشرقة فهي الشمس التي تبعث الدفء في دنياي.

ابتسمت سارة وظهرت على وجهها حمرة الخجل دون أن تدري، أما غسق فقد شعرت بالسعادة لأجل صديقتها وما حدث جعلها تصر على قرارها، لن تقبل بعلاقة أقل من ذلك حتى لو بقيت حياتها لوحدها.

- ليديم الله عليكما السعادة والآن لديكما عمل كثير فأنا يجب أن أخرج الآن من المستشفى، هيا اتركا الغرام وتعاليا لمساعدتي.

بعد وقت ليس بقليل وصلوا إلى المنزل الذي قام ساجي باستئجاره لهم، دخلت من الباب لتجد صالة واسعة بها أريكة مريحة وسرير للأطفال كبير متنقل بجانبه كرسي هزاز لكل طفل، مع اللعب الخاصة بهما، المطبخ مفتوح على الصالة بدون فاصل فقط طاوله ذات رخامه متوسطة الارتفاع وبالجانب طاولة طعام بأربع كراسي، الطابق العلوى به غرفتان، واحدة كبيرة بها سرير لغسق وآخر للأطفال والأخرى بها سرير للأطفال أيضًا مع ملابس لهما وأشياء أخرى كانت هي اشترتها مع سارة.

- انتظري غسق المنزل مؤمن ضد الأطفال لابد بأن المهندس الذي قام بوضع الأثاث هو من حرص على ذلك.

هزت رأسها بالموافقة، فقد خمنت هي كذلك بأن ساجي استعان بأحد لينهي تجهيز المنزل كذلك جميع الألوان محايدة، حتى ذوق الأثاث يدل على الحيادية، طبعًا فساجي لا يعرف ذوقها ولا ما تحب هو فقط يحفظ ذوق حبيبته التي بنى لها منزل مخصوص وقام بتأثيثه على ذوقها بالكامل، شعرت بسكاكين تمزق قلبها كم ودت لو تفقد ذاكرتها علها ترتاح من كل ذلك الألم؛ صوت بكاء تيم أخرجها من تلك الحالة لتخرجه من عربته وهي تبتسم.

ضمته لها وهي تقول بحب أموي لم تعتد عليه بعد:

- لا بد أنك جائع يا صغيري.

شعر عُمر بالحرج فقال محاولًا الهروب من الموقف:

- لقد تأخرت على عملي لا أعتقد بأنكما تحتاجان لوجودي، مبارك غسق مرة أخرى.

ذهب بعد أن أكد على سارة بأنه من سيصحبها للمنزل مساءً.

جلست غسق ترضع الصغير بصعوبة نوعًا ما فهي لم تعتد على ذلك بعد، كما أن صدرها لا يوجد به الكثير من الحليب رغم كل محاولاتها، تجهمت ملامحها وكادت أن تبكي وهي تحاول عصر صدرها ليدر حليب أكثر دون فائدة:

- يا إلهي لماذا لست مثل باقي الأمهات؟ حتى الرضاعة فشلت بها ربما كنت مخطئة عندما قررت الانجاب دون أن أكون مستعدة لذلك.

أسرعت سارة تخرج من حقيبة المستشفى التي أحضرتها غسق معها زجاجة حليب معدة مسبقًا للأطفال فقط تضغط على الجزء العلوي كي يرضع منها الصغير، وأعطتها لغسق التي بدأت في البكاء فعلًا، لكنها توقفت عندما تناولت الزجاجة من سارة وقامت بإطعام تيم.

نام الصغير بعد أن ملأ معدته الصغيرة وتجشأ ،لتضعه غسق في المهد وتجلس تنظر له باستغراب محبب، هو فعلًا يشبهه والده، بشرته البيضاء ذات الخطوط الحمراء الصغيرة، ذلك الشعر شديد السواد الكثيف، لطالما حسدت ساجي على كثافة شعره ونعومته الشديدة، فهو حتى لا يستطيع إطالته قليلًا لذلك السبب، كم كانت تعشق أن تخلل شعره بيديها عندما يريح رأسه على قدميها، هربت منها ابتسامة حالمة دون أن تدري و خفق قلبها بحب وهي تسترجع تلك الذكريات.

- من أخذ بالك فليهنأ به.

انتفضت من مكانها على وقع كلمات سارة كأنها أمسكت بالجرم المشهود.

- ما بكِ عزيزتي هل أفزعتك؟ لم أقصد ذلك تعالي لابد أنكِ لازلتِ متعبة من الولادة المبكرة.

أجلستها على الكرسي وجلبت لها كوب ماء راقبتها تشرب منه وقد هدأت نفسها ثم قالت:

- ها اخبريني كيف حدث وأنجبتِ قبل الموعد ألم يقل الأطباء أن حالتك مستقرة؟

وضعت الكوب من يدها ثم أعادت ظهرها للخلف كي تريحه وقصت كل ما حدث بالتفصيل على سارة التي بدورها لم تقاطعها بل استمعت لها بدون أي تعبير حتى انتهت من كلامها.

- ما رأيك أن نشرب قهوة قبل أن يستيقظ الصغير؟

لم تكن تأخذ رأيها في الحقيقة فقد قامت فعلًا وبحثت عن غلاية القهوة لتبدأ في التجهيزات، دقائق مرت دون أن تتكلم أي منهما، وضعت سارة فنجان القهوة العربية ذات الرائحة النفاثة أمامها والآخر أمام غسق وأخذت تستنشق قهوتها في تلذذ:

- لقد أحضرتها معي من البلاد وحسبت حسابك معي ستجدين القهوة في الرف العلوي إذا أردتِ صنعها لنفسك.

لم تجبها غسق بقيت تنظر لها بتحفز:

- سارة هيا قولي رأيك لا تتركيني أحترق هكذا.

ارتشفت من قهوتها أولًا ثم أجابت بصوت هادئ يتخلله صرامة:

- لن اناقش موضوع فرح هذا أمر بينكما، أما بالنسبة لعودتك مع ساجي للوطن فأنا أوافق على رفضك، لا تنسي هو لم يقل بأنه يرغب في إعادتك إلى ذمته فقد قال حسب كلامك بأنكِ ستعودين معه للوطن صح.

هربت الدماء من وجهها، فسارة محق ساجي لم يلمح حتى لعودتها له:

- لم يقلها صراحه لكنِ استنتجت ذلك وأيضًا غضب عندما أخبرته بأمر آدم وتالين أخبرتنِ…

قاطعتها كي لا تدعها تغوص أكثر في أوهامها:

- استنتجتِ هو لم يقلها، بل إنه حتى لم يطلق زوجة تلك التي تسبب زواجه منها في كل المشاكل بينكما؛ أما أمر آدم فأنت قصدتِ به إثارة غيرة ساجي لا أقل ولا أكثر.

صرخت غسق:

- أنا؟!

وضعت يدها على فمها:

- اخفضي صوتك حتى لا تزعجي الصغير.

نطرت له فوجدت نائم لم يشعر بما حوله.

- نعم أنتِ يا غسق رغم رفضك لتلك الزيجة إلا أنك استعملتِ آدم لتثبتي لنفسك بأن ساجي يغار عليكِ، حسنًا شخص بتفكير وغرور ساجي بالطبع لن يقبل بأن تكوني لغيره وهذا لا يعني أبدًا بأنه يحبك، فقط ثقافته تحتم عليه بأن يكون الرجل الوحيد في حياتك، أما آدم فبرغم ميله الواضح لكَ إلا أني لا أعتقد بأنه يحبك بالطريقة التي تعتقدين أو يتغنى هو بها.

ارتشفت من قهوتها عدة رشفات ثم تابعت:

- اعتقد من الأسلم أن تبتعدي الآن عن الجميع، ساجي، وآدم، ركزي على طفليك، لا تخرجي من علاقة مؤذية لتدخلي في أخرى قد تكون أسوأ منها.

كلمات أثارت الكثير بها لكنها قررت أن تتمهل كما نصحتها سارة؛ ذهبت سارة إلى منزلها بعد غياب الشمس وبدأت هي معاناتها كأم جديدة مع طفلها، بعد عدة محاولات بين بكاء ورضاعه وغيره نام الصغير قرابة الفجر، قررت غسق أن تنام هي أيضًا فهي منهكة، لكنها أرسلت رسالة إلى آدم تخبره برغبتها في رؤيته.

في اليوم التالي ذهبت إلى المستشفى أولًا كي تطمئن على صغيرها وبعدها ذهبت إلى مكان اللقاء مع آدم.

وجدته في انتظارها، لوح لها من بعيد كي تراه، تقدمت إليه وجلست على طاولته بجانبها تيم في عربته.

رسمت ابتسامة مجاملة:

- أرجو أن لا تكون هنا منذ مدة أعتذر لو تأخرت.

التمعت عينيه بنظرة حب:

- مستعد لانتظارك إلى آخر العُمر يا عشقي.

خفق قلبها بشدة، تذكر تلك العبارة جيدًا، عُمر قالها لها لتوصلها لسارة، تذكر وقتها تمنت بأن تقال لها من ساجي، لكن ها هو آدم من يقولها لها بعيون تشع حبًا.

وضع يده فوق يدها الموضوعة فوق الطاولة لتسحبها بشدة وكأنه قد لدغها عقرب!

- اعتذر لم أقصد أنا فقط كنت أحثك على الحديث لقد كنتِ شاردة.

أجلت حلقها:

- آدم أنا أعتذر أرفض طلبك للزوج، أنت إنسان رائع ولكن أنا قررت بأن اكون أم فقط لا غير، لا أريد أن أدخلك في علاقة غير سليمة.

قال بحسم:

- وأنا أرفض اعتذارك، انتظرت عُمرًا، كنت راضي بموقع المتفرج من بعيد، الصديق، القريب، أي تسمية المهم أن أكون بقربك، لم أتخيل في أحلى أحلامي بأن يكون القدر رحيمًا بي ويعطيني فرصة أخرى معكِ!

أغمضت عينيها في ألم، لماذا الكلام الذي تريد أن تسمعه من ساجي يقوله آدم، تنهدت:

- آدم أرجوك لا تجعل الأمر أصعب عليَّ، أنا لازلت أكن مشاعر لساجي لا أريد أن أظلمك معي.

قاطعها في صرامة:

- دعيني أبثك أشواقي، تعرفي على آدم العاشق وليس ذلك الذي وضعته في خانة الصداقة، اتركي نفسك لي، سوف أجعلك تعشقيني بحق.

شعرت بالهواء ينسحب من رئتيها، فقد حصرها في خانة اليك، آخذت هواء كثيرًا:

- حسنًا موافقة سوف أعطيك فرصة لنتعارف بطريقة أخرى دون ارتباط رسمي.

هز رأسه بالرفض:

- لا غسق أنتِ لن تقبلي بذلك، أعرفك ترفضين حتى أن ألمس يديك، تعرفين بأنكِ لم تذهبي معي مرة لوحدنا في مكان إلا إذا كان مفتوح؟! حتى هذا المقهى أعرف أنكِ اخترته لأن به كراسي بالحديقة حيث نجلس الآن، منذ طلاقك وأنتِ تتعاملين معي بحذر شديد كأني سوف أهجم عليكِ أو اغتصبك إذا بقينا في مكان مغلق، كيف ستسمحين لي بأن أريكِ حبي أو حتى التلفظ بكلمة حبيبتي؟ يجب أن يكون رابطنا رسمي شرعي.

انكمشت على نفسها بشكل ظاهر:

- أنا لازلت في النفاس لا أعتقد بأن ذلك جائز.

- بلى فقد أنهيتِ عدتك، عمومًا أستطيع الانتظار إلى أن تنتهي فترة نفاسك، ولا تقلقِي أعدك بأني لن أمسك أو أطالب بحقوقي، فقط سأجعلك تحبيني كما أعشقك أنا، ما هو رأيك؟
****
أنتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:38 AM   #190

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 829
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

واخيرا نزل البارت الشيق
رووعه
وعسى تتزوج غسق ادم
خل ثقلك ينفعك ياساجي
ماعرف يطلع عاطفته الا على النسرة ولما يجي عند غسق يبرر لنفسه ان عنده اكثر من جهة يحاربها قلعته
اتمنى فعلا غسق تكون لادم


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.