آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )           »          Anna DePalo - His Black Sheep Bride (الكاتـب : soul-of-life - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-22, 01:09 PM   #211

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثالث والثلاثين

خرج آدم من منزل غسق لا يرى أمامه دون أن يدري قادته قدماه إلى زهراء ظل يدق الباب حتى فتحت له لينهار أمامها وهو يبكي بشدة، لم تفهم شيئًا من ما يقول أدخلته

وأغلقت الباب واضعة لوحة مغلق على المحل كي لا يقاطعهما أحد، أسندته إلى الحمام لتغسل له وجهه لكنه وقف أسفل المياه بكامل ملابسه، فتحت هي عينيها بصدمة وخرجت مسرعة في حرج، بعد فترة ليست قليلة دقت عليه باب الحمام وأعطته كيس به ملابس ابتاعتها له من محل قريب ليرتديها عوضًا عن ملابسه المبتلة، أخذ الكيس منها وارتدى الملابس فعلًا، خرج ليجدها قد أعدت له قهوة وقطعة كيك جلس يحتسي القهوة بيد مرتعشة حتى كاد يسقط الكوب عدة مرات

بصوت هادئ عكس ما يجول بداخلها قالت:

- ماذا حدث؟ وضعك ليس طبيعيًا هيا هات ما عندك.

كاد أن يبكي مرة أخرى لكنه استجمع شتات نفسه في النهاية وقال وهو يهرب من عينيها:

- لقد فعلت شيئًا سيئًا، بل هو أكثر من ذلك! لقد آذيت غسق بشدة لكني لم أقصد ذلك أقسم بأني فقط كنت غاضبًا...

قامت من مكانها تصرخ فيه:

- ماذا فعلت؟ هل آذيت الأطفال؟! ويلك مني إذا فعلت ذلك.

ابتلع ريقه وقد زاد الخوف بداخله، لا ينكر بأنه في لحظه فكر في أذيتهم خصوصًا ذلك الذي شهد على فعلته بأمه، من أوقفه هو المربية، لكنه لن يخبرها بذلك بالطبع:

- لا لم أقترب من أطفالها ولا قليلًا.

تنفست الصعداء لسماع ذلك، لكن حركة يده المتوترة وهروب عينيه منها أنبئاها بأن ما فعله ليس بهين، ضيقت بين عينيها وهي تقول بصرامة:

- ماذا فعلت آدم؟ هيا اعترف ولا تحاول أن تغفل شيء أو تجمل فعلتك.

لم يكن في وضع يسمح له بالهرب أكثر بل العكس تمامًا يرغب بالاعتراف بفعلته عل ذلك يخفف عنه الشعور بالذنب الذي يتصاعد بداخله.

********

بعد معرفتها برغبته بالزواج من سابين قررت رفع قضيه خلع عليه، ضاربة بذلك كل الاعتبارات حتى مسألة تشويه السمعة التي قد تعجل سجنه، صحيح هي طلبت من المحامي بأن يجعل الخبر سري قدر الإمكان خصوصًا بعد إلقاء القبض على سراج، لكنه انتشر كالنار في الهشيم، ولم تتراجع في قرارها رغم كل شيء حتى كلام إياد وساجي وتأكيدهما لها بأن ما فعله ما هو إلا ردة فعل غبية على كلامها له، وأن العلاقة بينهما انقطعت منذ تلك الليلة، بل إن إياد أخبرها برغبته في الارتباط بسابين!

ذلك الارتباط الذي رفضته شكلًا وموضوعًا وهددت بمقاطعته إذا أصر عليها؛ منذ ذلك اليوم وهي ترفض الرد على مكالماته أو لقائه حتى.

اقترب أيهم منها ساحبًا كرسي ليجلس بقربها وأخذ يتطلع للبحر معها دون أن يتكلم لبرهة:

- تعرفين فرح أنتِ تشبهين البحر كثيرًا؛ عندما يثور ويغرق كل السفن التي تبحر به غير آبه بالأضرار التي يخلفها، رائعٌ في هدوء يبعث الطمأنينة في نفوس الناظرين له دون أن يعرفون بأن تحته زلازل وبراكين تنتظر الفرصة لتطفو على السطح.

ارتفع حاجبها ببطء وهي تقول:

- أهذا مدح أم ذم؟!

هز كتفيه وقال ببساطة:

- لا هذا ولا ذلك، أنتِ شقيقتي الوحيدة وأنا أحبك كثيرًا، لكن ذلك لن يمنعني من قول رأيي فيكِ خصوصًا عندما تخطئين.

عقدت يديها والتفتت إليه بجذعها:

- في ماذا أخطأت؟ هلا أنرتني؟ عندما طلبت الطلاق من رجل خائن أم عندما رفضت أن يرتبط أخي بالمرأة التي تسببت بخراب بيتي.

- لا هذا ولا ذلك، طلبك للطلاق مشروع ما دمتِ لا تستطِيعين تجاوز ما حدث، لكن خطأكِ كان في انتظار خيانة زوجك الذي أمضى نصف عمره كي ينالك؛ كرهك لسابين بحجة أنها سبب فشل زواجك حقك إما رفضك لزواجها من إياد بل مقاطعته له لابتزازه عاطفيًا هو الخطأ الأكبر، لا يجب أن تسمحي لشيء أو أحد أن يبعد بينك بين شقيقك ولا أن تستغلي حبه لكِ كي تجعليه يستغني عن من يحب.

صفقت بيديها بطريقة مسرحية:

- منذ متى وأنت بهذه الحكمة سيد أيهم! ألست أنت من تركت منزلنا كي تقيم مع فريدة؟ بل بلغت بك الوقاحة بأن تناديها أمي.

هز رأسه وهو يبتسم:

- مثل العادة تقومين بالهجوم بدلًا من مناقشة الأمور، أحفظك جيدًا صغيرتي لا تحاولي التلاعب بي أو الهروب من النقاش عن طريق جرحي بكلماتك اللاذعة تلك.

تخصب وجهها بحمرة الخجل، فعلًا أيهم يعرفها جيدًا لن تنجح معه لكنها لن تعترف، تابعت بنفس الروح القتالية:

- لا تنكر بأنك فعلت ذلك!

- حسنًا سوف أجيب على هجومك الظالم كي ننتهي من هذه المسألة ثم تجيبِي أنتِ على كلامي، اتفقنا.

هزت رأسها علامة الموافقة وبداخلها واثقة بأن المناقشة ستنقلب ولن يستطِيع أن يأخذ منها حق أو باطل.

تنهد وأعاد ظهره إلى الكرسي:

- أنا لم أترك المنزل لأني فضلت منزل القاسم بل تركته بسبب جدتي وكلامها القاسي، لا أعرف إذا كنتِ تذكرينِ كلامها أم لا لكنِي أفعل فقد كنت الأكبر، أخذت معظم الكلام (أنت ابن أبيك، سوف تكون مثله خائن خانع للنساء، لا تنفع في شيء سوى الركض وراء النساء مثل أبيك، والدك خائن...) كلام قبيح لم أكن أعرف معناه حتى، كانت تسم بدنِي ليلًا نهارًا بذلك الكلام وأكثر منه عن فريدة وعلاقتها الغرامية بأبي وخيانتهما، تخيلي طفل على أبواب المراهقة يكون هذا نشيده الذي يسمع ليل نهار في منزله؛ وأمي للأسف لم تحاول إيقافها أو الدفاع عنا أبدًا، تعرفين كم تمنيت لو أن أمي رفضت زواج أبي وفريدة، لو أنها طلبت منه الطلاق وأخذتنا بعيدًا عند أخوالي بل أني طلبت منها ذلك عدة مرات، لكنها رفضت بحجة حبها لجدتي؛ أقدر حبها لها فهي من ربتها كما تقول، لكن كيف يكون امتنانها لها أكبر من حبها لأولادها، عندما ذهبت أول مره لمنزل القاسم كنت مطرود من المنزل.

اتسعت عيني فرح في دهشة.

تابع مؤكدًا:

- نعم طردتنِي جدتي بعد أن دافعت عن إياد لأنها نعتته بالخائن الصغير، لم أتمالك نفسي وقتها وقلت لها كلامًا لا يجوز في الحقيقة فقامت بطردي، وطبعا أمي لم تفعل شيء؛ وقتها توقعت بأن أواجه معاملة سيئة من فريدة لكن ذلك لم يحدث! بالعكس رحبت بي ولم تسمعني كلام سيء عن أمي أو جدتي، وعندما كانت مُنى هانم تحاول مضايقتي كانت تقف لها بالمرصاد؛ لست غبي أعرف بانها تفعل ذلك كي تكسب أبي في صفها وليس محبة لي، لكنِ سعدت بذلك بل أخبرت أمي علها تغير منها وتفعل مثلها، لكن لا حياة لمن تنادي، أمي عاشت حياتها لجدتي وليست لنا بل إنها ضحت بنا من أجل إرضاء جدتي، تعرفين ما هو شعور الفتى عندما لا تتمسك به أمه؟!

هذا ما أشعر به ربما لذلك لم أتزوج حتى الآن، إذا كانت أمي لم تحارب من أجلي فهل تفعل امرأة أخرى؟

نزلت دموعها كشلال يغطي وجهها، لم تعرف يومًا ما شعر به كل من إياد وأيهم، كل ما عانا منه، دائما وضعتهما في دائرة الاتهام مع والدها، حتى أنها عزلت مشاعرها من ناحيتهما، واستغلت حبهما لها، يا إلهي هل ضاع عمرها وهي تلوم أخويها اللذان طالتهما ندوب الطفولة مثلها إن لم تكن أكثر.

*********

كجثة هامدة حملها المسعفين إلى المستشفى لم تستطِع حتى أن تجيب عن أسئلتهم حول مكان الألم وسبب النزيف، فقط طلبت من المربية بأن تبقى مع الأطفال؛ في المستشفى تم الكشف عليها وتضميد جرح أسفل صدرها، كما قامت الممرضة بعمل فحص اغتصاب لها مع إعطائها الأدوية اللازمة في تلك الظروف.

بعد خروج الممرضة التي أعلمتها بأن المحقق سيأتي للتحقيق معها بعد قليل، قررت أن تغادر فهي ليست في وضع يسمح بذلك ولا تريد بأن تخبر رجل بما فعله بها آدم، نزلت من سريرها بصعوبة لتسمع صوت الباب فأغمضت عينيها في ألم:

- لا يا إلهي.

دخلت سارة غرفة المستشفى القابعة بها غسق، فقد أخبرتها المربية ما حدث فور ذهاب غسق مع الإسعاف كان قلبها يدق بسرعة، لا ترى أمامها من شدة الغضب، توقعت كل شيء من آدم بل حذرتها بأنه لن يصبر على الزواج الصوري، لكن أن يغتصبها! هذا ما لم تتوقعه أبدًا.

عندما فتحت الباب كانت غسق تهم بالنزول من السرير لتقول بسرعة:

- إلى أين أنتِ ذاهبة؟

التفت لها غسق وقد شعرت بالراحة لوجودها، قائله بصوت محشرج بالكاد أخرجته:

- سارة حمدًا لله أنها أنتِ، ساعديني كي أرتدي ملابسي وأخرج قبل أن يأتي المحقق.

عقدت حاجبيها قائلة بغضب مكتوم:

- ماذا تعنين؟ لن تخرجي إلا بعد أن ينتهي التحقيق وتدلي بجميع أقوالك، يجب أن تخبريهم بكل شيء كي ينال ذلك الوغد جزائه.

جلست على السرير لأنها لم تستطع الوقوف أكثر:

- سارة أرجوكِ لا أريد ذلك، لا أستطِيع أن أعيد ما حدث على أحد، سوف أرفع قضية طلاق على آدم وينتهي الموضوع، لن أراه مرة أخرى.

اتسعت عينيها في دهشة لم تدم كثيرًا فقد عادت نظراتها للغضب لتقول هذه المرة مهددة:

- بل سوف تخبرِين المحقق بكل شيء وتقومِين بالشهادة ضده، والتأكد بأن يتعفن في السجن وإلا أقسم بأني سوف أقوم بنفسي بالاتصال حالًا بساجي وإخباره بكل شيء وبعدها أذهب لمنزلك وأفرغ كاميرات المراقبة لأسلمها للشرطة، عندها لن نحتاج لشهادتك.

******

لم تمر سوى بضع دقائق لكنها شعرت كأنها دهر، أخذت تنظر حولها إلى الغرفة في انتظار قدوم العسكري مع سراج فقد تحصلت على أذن زيارة له بسهولة لم تتوقعها، بداخلها خوف من رفضه لرؤيتها بعد أن وصلة إخطار المحكمة بقضية الخلع وخوفٌ آخر من مواجهته؛ دون أن تدري وجدت نفسها تدعوا سرًا بأن يرفض رؤيتها، ليفتح الباب ويظهر من خلفه العسكري يجر سراج مكبلًا بالأصفاد منحني الرأس؛ دعوتها لم تستجب للأسف وعليها الآن مواجهته، ازدردت ريقها وهي تنظر له من أسفل رموشها ببطء؛ خسر الكثر من وزنه وظهرت هالات سوداء تحت عينيه اللامِعتين، كما نمت لحيته بكثافة ظهر عليه الكسرة ليست كَسرة السجن! بل كَسرة الخذلان، خذلانها له، لا بد بأنه يكرها الآن.

خرج كلًا من الضابط والعسكري بعد أن فك يدي سراج من القيود الحديدية، ليترك لهما حرية الحديث.

جلس سراج على الكرسي المقابل لها، تطلع بها قليلًا كأنه يريد أن يرتوي من ملامحها وقد فاض الشوق أنهارًا من عينيه، لدقائق لم ينطق أحدهما بحرف بل ظل كلًا منهما يحدق بالآخر وكأن الزمن قد وقف فجأة

استقام سراج من جلسة ليقول بنبرة هادئة ممزوجة بالألم:

- أنتِ طالق، مؤخرك سيصلك عن طريق شيك مصدق، لقد اتفقت مع غسق على كل شيء هي ستنهي الأمر، إذا رغبتِ في المبلغ نقدي فقط على إياد أو أيهم إبلاغها وهي ستقوم بالمطلوب.

خرج وتركها تنظر إليه غير مصدقة؛ لم يودعها حتى! ماذا حدث للتو؟! هل طلقها سراج بهذه السهولة؟ هي كانت ترغب في إخباره بأنها ستسحب قضية الخلع حتى تنتهي مشاكله القانونية، كانت تريد أن تعطيه فرصه ليعتذر لها يسمعها كلمات عشقه وحبه الذي تعود بأن يغرقها بها دائمًا، بأن يتذلل لها لتسامحه، أي شيء لا أن يفعل ذلك، شعرت بأن قدميها تسمرتا مكانهما ولم تعودا قادرتان على حملها لدرجة أن أيهم من ساعدها للوصول إلى السيارة، من حسن حظها بأنه أصر على انتظارها خارج غرفة مأمور السجن بدلًا من السيارة، لم يحتاج أن يسألها عن ما حدث بالداخل ابيضاض وجهها ورجفة يديها أخبراه بكل شيء، هل يخبرها بزواج إياد وسابين؟! أم يؤجل الأمر قليلًا.

أخذ شهيق قوي وقرر بأن يؤجل الأمر لبعض الوقت فلتأتي المصائب فرادى.

*****

لم يكن أمامها خيار آخر فقد وضعتها سارة في خانة اليك، ما هون الأمر قليلًا هو أن المحقق كان محققة أنثى، من الواضح بأنها تعاملت مع هذا النوع من القضايا كثيرًا فقد كانت صبورة جدًا متفهمه لأبعد حد، حاولت أن تمسك نفسها لكنها انفجرت ببكاء عند تذكرها لعيني صغيرها:

- لقد رآني، شاهد ما حدث كله لم أستطِع أن أحميه من ذلك، يا إلهي أنا أم سيئة كيف سمحت بذلك؟!

أخذت ترتجف في نحيب شديد وهي تضم قدميها لصدرها وتلف يديها حولهما في وضع يشبهه التقوقع.

أرادت سارة الاقتراب منها إلا أن المحققة أبعدتها بإشارة من يديها لتقول بهدوء مدروس:

- سيدتي ما فعلته هو أفضل شيء لحماية صغير في ذلك الوضع، لا أحد يمكنه التنبؤ بردة فعله أو ما كان سيحدث لو حاولتِ فعل شيء لإبعاد طفلك.

كانت تحاول قدر الإمكان عدم ذكر آدم أو الاعتداء حتى لا تخيفها أكثر.

نظرت بعينيها تنظر إليها باهتزاز:

- أنا السبب في ما حدث لي ربما لو...

أمسكت المحقق يديها لتجبرها على السكوت:

- ربما لو أعطيته حقوقه أو ربما لو لم تقومي باستفزازه، هو ليس عنيف بالعادة، بل أنتِ من قمتي بإيصاله لتلك الحالة، ربما وربما هناك آلاف الأعذار والتبريرات التي لا نهاية لها؛ للأسف هذه الجريمة تحدث للمئات من النساء يوميًا والكثير منهن لا تقمن بالإبلاغ، لسبب رئيسي هو لوم النفس على ما حدث لهن، لا تضعِي ذلك في رأسك أبدًا أنتِ لست ملامه بل أنتِ ضحية ِلشخص حقير استغل الوضع ليثبت لنفسه بأنه قوي، وأنا من سيجعله يدفع الثمن.

بعد انتهاء التحقيق سمح الطبيب لها بمغادرة المستشفى، لم يكن الألم جسدي بل نفسي بالدرجة الأولى، مزيج من الكسرة والمهانة والذل لم تشعر بهما من قبل في حياتها، إذا كانت تعتقد أن ما حدث من قبل هو كسرة لها فإن هذا الشعور لا وصف له أبدًا، الأمر الأكثر قسوة هو شعورها بالذنب!

يعتريها شعور بأنها هي من تسببت بذلك لنفسها، هي من وافقت على الزواج منه، هل صدقت بأنه لن يطالب بحقوقه؟ تعرف جيدًا بأن آدم يريدها زوجة كاملة له وإلا ما كان هددها لتقبل الزواج منه، كما أنها تعترف بأنها استفزته كثيرًا ربما هذا هو السبب نعم هي مذنبة.

انفجرت في بكاء مرير وهي تلطم وجهها وتقول بصوت عالٍ:

- أنا السبب! أنا من سمحت له، أنا من استفززته!

علا صوت نحيبها حتى غاب صوتها أو ربما فقدت القدرة على النطق، لتقول لها سارة في صرامة مفتعلة:

- اخرسي لن أسمح لكِ بلوم نفسك و تبرئة ذلك المجرم، مهما كانت الأسباب الواهية التي رددتها لتقنعِي بها نفسك بأنكِ من دفعه لذلك، هي غير صحيحة تمامًا.

أمسكت فكها ورفعته للأعلى:

- أنظري لي غسق، لا تخفضِي عينيك لستِ ملامة ولا مجرمة لتفعلِي ذلك، إياكِ بأن تشعري بالخزي والعار! هو من عليه ذلك، تفهمين أم أعيد كلامِي؟

لم تجب لفترة، ثم هزت رأسها بإيجاب دون أن تنظر لها؛ كان وضعها سيء جدًا لذلك لم تضغط عليها أكثر تركتها لتنام قليلًا عل الغد يكون أفضل.

*********

بمجرد معرفته بخبر زواجها من آدم الديب قرر أن يتحرك بسرعه، لن يترك الأمر في يد سما بعد الآن الوضع لا يحتمل المقامرة قرر أن يستخدم جميع أوراقه، حقيقة تسببها في مقتل شقيقها والأهم هو أنها السبب الرئيسي في جعل مجد يغرر بفجر؛ نرجسي مثله لم يكن من الصعب عليهِ بأن يربط بين كلمات سما وردود فعل سميحة ليكشف الحقيقة والآن سيجني ثمار معرفته.

تقدمت سميحة نحوه لكنه لم يقف احترامًا كما يفعل بالعادة، رجحت الأمر بسبب قضية سما وقررت أن تمرق الموقف بسلامة من أجل ابنتها فهو لا يزال يضعها تحت ضرسه بخروجها بتلك الطريقة، عدلت الشال الذي تضعه على رأسها وقالت بهدوء:

- أهلا وسام أنرت البيت هذه أول مره تزورنِي بها منذ انتقلت إلى هنا.

وضع ساقًا فوق الأخرى بطريقة مهينة لها وعاد بظهره للكرسي ليقول وهو يرسم على وجهه ابتسامة هازئة ماكرة:

- تقصدين منذ أن طردك ولداكِ.

شهقت بصوت عالي ووضعت يديها على فمها وقد اتسعت حدقت عينيها في استنكار،

لكنه عدل من وضعيته ليميل لها وهو يتابع بنفس الوقاحة:

- لماذا أنتِ متفاجئة؟ أليست تلك الحقيقة؟ هما طرداكِ من أجل ما فعلتِ بالمعاق، تخيلي ردة فعلهما عندما يعرفان أنكِ وراء حادث مقتل شقيقك وعائلته.

هرب الدم من وجهها بطريقة جعلتها تحاكِي الموتى.

تابع منظرها الخائف في استمتاع قبل أن يقول ببطء قاتل:

- أما لو عرفا بقصة تحريضك لمجد كي يهتك عرض فجر ويهرب للانتقام من شقيقتها فريدة التي سرقت منكِ بلال؛ ماذا ستكون ردة فعلهما؟

أعتقد بأن الأمر يهم عائلة القاسم أكثر فهم من لطخ شرف ابنتهم بخطة منكِ وكذلك هم من خسروها بسببك.

لوهلة اعتقد بأنها فارقت الحياة، فقد فقدت عينيها بريقهما وأصبحتا زجاجتين لا روح بهما وتوقف صدرها عن الحركة، وقد كان يعلو ويهبط بشدة منذ ثواني، كما زاد الشحوب في وجهها؛ لكنه لم يتحرك من مكانه فقد أنبأته حركة يدها الهستيرية بأنها حيه.

بصعوبة شديدة وجدت القدرة على التحدث أخيرًا:

- ماذا تريد؟ هات من الآخر.

- يعجبني بأننا متفاهمين يا حماتي؛ أريد إرث غسق كله بتنازل رسمي عنه لي وإلا...

كادت أن تقوم من على كرسيها المدولب وهي تهتف:

- هل جننت هذا حقها، يجب أن تأخذه عل الله يغفر لي القليل من ما فعلت.

أستقام من جلسته وعدل سترته وهو يقول بنفس البرود:

- أمامك إلى آخر الأسبوع إما المال والأملاك بحوزتي أو سيعرف الجميع بسرك حماتي الجميلة.

ودعها مرسلًا قبلة في الهواء من ما زاد حنقها، والأهم الآن ماذا عليها أن تفعل؟ هل تتمسك بقرارها وتعيد لغسق إرثها ومعهُ اسمها أم تعطيه ما يريد وتخسر آخر فرصة لها للتكفير عن ذنوبها؟
إنتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 12-06-22, 02:59 PM   #212

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,799
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيبتي ريما
فرح خسرت رجل رائع كسراج جراء غباءها الذي لاينتهي تتصرف كطفلة صغيرة دون أن تنظر للأمور بشكل صحيح...فمن الطبيعي أن تتراكم الأمور فوق رأسها لعدم حكمتها وتسرعها الدائم
آدم أشعر بالاشمئزاز منه حقًا (ضربني وبكى سبقني واشتكى) لو كنت مكان زهراء لحطمت المحل فوق رأسه لتصرفه المقرف
وسام وسميحة
العقل الاجرامي المدبر حقًا الشياطين تأخذ الدروس منهما
غسق
لاأعلم هل ألوم تسرعها بالزواج أو غباءها أم أشفق عليها ولكن ماأراه أن سارة محقة يجب على آدم أن ينال جزاءه تبا لهكذا رجل ماذا تنتظر منه بعد...
بوركت جهودك عزيزتي الغالية ودمت في تألق دائم جميلتي😘


Adella rose متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-06-22, 05:57 PM   #213

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

القفلة 💔💔💔


عاث عاث كثير متى بعاقب الحقير هذا لا انسانية ولا احلاق بشع بشاعة ابليس

غسق ماكان سوت اللي سوته لادم
في النهاية هو زوجها

صحيح سوا شي عظيم

لكن وقف معها كثير واعطاها كثير


كان تسامحه فقط لهذا ويكون اشد عقاب له الطلاق

هو قدم لها الكثير والكثير وهي ما اعطته ولا شي حتى معامله لطيفة ما اعطته وخي بنفسها وافقت على زواجها منه

انا ارى تصرفها هذا انانية منها


شيصبرني للبارتات القادمة 💔


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 03:41 AM   #214

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
مساء الخير حبيبتي ريما
فرح خسرت رجل رائع كسراج جراء غباءها الذي لاينتهي تتصرف كطفلة صغيرة دون أن تنظر للأمور بشكل صحيح...فمن الطبيعي أن تتراكم الأمور فوق رأسها لعدم حكمتها وتسرعها الدائم
آدم أشعر بالاشمئزاز منه حقًا (ضربني وبكى سبقني واشتكى) لو كنت مكان زهراء لحطمت المحل فوق رأسه لتصرفه المقرف
وسام وسميحة
العقل الاجرامي المدبر حقًا الشياطين تأخذ الدروس منهما
غسق
لاأعلم هل ألوم تسرعها بالزواج أو غباءها أم أشفق عليها ولكن ماأراه أن سارة محقة يجب على آدم أن ينال جزاءه تبا لهكذا رجل ماذا تنتظر منه بعد...
بوركت جهودك عزيزتي الغالية ودمت في تألق دائم جميلتي😘
مساء الورد على احلى زوره
فرح فعلا خسرت سراج يمكن تتعدل و ترجع في جنونا شويه
آدم زية زي معظم الرجاله في وضعه بيحلول اللي بيعملوه بحجة دي مراتي وحقي اخدها زي مانا عايز
زهراء في موقف لا تحسد
وسام و سميحه وجهين لعمله وحده
سميحه اختارة اللي عملته وانها تكمل فيه يعني مالهاش مبرر ابدا
غسق مشكلتها انها لسه بتضحى عشان الغير ومش بتهتم بنفسها او بتخلي نفسها في الاخر و ده لازم يتغير عشان تقدر تاخذ حقها

Adella rose likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 13-06-22, 03:45 AM   #215

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
القفلة 💔💔💔


عاث عاث كثير متى بعاقب الحقير هذا لا انسانية ولا احلاق بشع بشاعة ابليس

غسق ماكان سوت اللي سوته لادم
في النهاية هو زوجها

صحيح سوا شي عظيم

لكن وقف معها كثير واعطاها كثير


كان تسامحه فقط لهذا ويكون اشد عقاب له الطلاق

هو قدم لها الكثير والكثير وهي ما اعطته ولا شي حتى معامله لطيفة ما اعطته وخي بنفسها وافقت على زواجها منه

انا ارى تصرفها هذا انانية منها


شيصبرني للبارتات القادمة 💔
وسام عقابه جي وحيكون بقدر اللي عمله
آدم حتى لو زوجها مش من حقه يغتصبها قدام ابنها كمان
بصي آدم للاسف اتصرف باننيه بحته من اول ما اجبرها تتجوزه لاحد ماغتصبها وكمان برر لنفسه
غسق محتاجه حنيه لو كانت شافت منه حنينه عليها وعلى ولادها كانت كملت معه وحبته بس هو عايزها عند وخلاص
بصي اللي حصل موقف ضر الجميع بس اكيد المتضرر الاكبر هو غسق

ali.saad and duaa.jabar like this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 15-06-22, 02:16 PM   #216

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والثلاثين

لا يزال تحت تأثير الصدمة، صدمة زواج غسق! في البداية ظن أن الامر لعبة أو تمثيلية هزلية، لكن رؤية الخاتم في يدها وتأكيد إياد كذلك معاملتها الجافة معه، فقد رفضت رفضًا قاطعًا بأن يصعد لغرفتها حتى مع والده بل وضعت أسمهُ في الاستعلامات كي يمنعوا صعوده لها في أي وقت، الأمر الجيد الوحيد هو سماحها له برؤيته الأطفال، في وجود مربيتهم بالطبع كما وافقت على طلبه بأن يتواصل معهم عن طريق المربية، غير ذلك تعمدت أن تتعامل معه بحدود ذلك ما أكد له زواجها من آدم، لطالما كانت تضع حدود مع الجميع في فترة زواجهما، لم تسمح لأحد بتجاوزها حتى قبل أن يكون فعلي، في البداية ظن بأنها تدعي العفة والأخلاق العالية ومع مرور الوقت تأكد من أن عمته زرعت ذلك بها، لا يستطيع أن ينكر بأن أخلاقها لا غبار عليها ربما لم يعترف من قبل لكنه كان دائمًا هنيء البال بسبب ذلك حتى في فترة بعدهما وطلاقهما وهي تعيش بعيدًا عنه لم يشك بها لحظه، كلمات روبين وأمه لم تزعزع هذه الثقة قيد أنملة على العكس تمامًا كان واثق في أخلاقها وواثق في حبها.

اللقاء الأخير بينهما كان الأكثر إيلامًا له، بعد محاولات فاشلة منه ليتحدث معها على انفراد قرر أن يكون موجود في المطار لوداعهما، وربما تكون فرصة جيدة ليتحدث معها ويتأكد من شكوكه.

تمسكت غسق بالوجه الجليدي دون تعبير عند رؤيته في صالة المغادرين رغم ذلك وقفت مع أطفالها والمربية - ليسلم عليهم- حمل صغير في حجة ليضمن بقائها وقال في نبرة مترجية نوعًا ما:

- لا يهمني سبب زواجك، قد تكون الظروف التي حدث وسجن سراج، أو حتى لو كان بغرض الانتقام مني، لقد حققتِ غايتكِ أنا نادم جدًا، أرجوكِ غسق فلتنهي هذهِ المهزلة أعدك بأني لن أحاسبكِ عليها، سوف أنساها كأنها لم تكن.

بنفس البرود الذي يكسو وجهها قالت:

- ومن طلب غفرانك؟ من طلب منك الإذن من الأساس! زواجي من عدمه أمر يخُصنِي وحدي أولًا، ثم من قال بأن زواجي ليس حقيقي تزوجت آدم لأني أريد ذلك وأنت أكثر من يعرف بحبه لي منذ زمن، عندما قررت أنت الزواج من حبيبتك لم أسالك عن السبب ولا طلبت منك تركها، أنا من ابتعدت بعد أن أهنتنِي علانية وأنكرت زواجنا، وقتها لم أقل لك عد لي وسوف أنسى ما حدث كأنه لم يكن! تعرف لماذا؟ لأني لم ولن أنسى ما فعلت، سنوات وأنت تنفرني وتبعدني عنك بكل الطرق، ترفض إعلان زواجنا كأني حثالة لا تليق بك، طردتنِي من منزلك الذي شيدته خصيصًا لتعيش فيه مع غيري، بل حرمتني من أن أكون أم وعندما فعلت رفضت حملي وقلت بأنك لم ترغب فيه، لن أنسى أني طردت من قبل والدتك ولم تحرك شعرة من أجلي، أنك أقمت زفافًا كبير تعلن به للعالم عن حبك وسعادتك بحصولك على حبيبتك، تركتني في المستشفى لا أستطِع تحريك يدي وقدمي بسببك بل وأجبرتني على توقيع تنازل عن حضانة أولادي كي تضمن بأن لا آخذ مالك الذي قامت حبيبتك بتدبير خطة للاستيلاء عليه، ليس ذلك فقط بل تركت ابنك في الحضان بثقب في القلب وذهبت تركض لمواساتها وهي من أدخلت شقيقك السجن.

توقفت عن الكلام لتحسر الدموع في عينيها واستعادت رباطة جأشها، فقد شعرته بأنها بدأت تنهار ولن تجعله يراها منهارة خصوصًا بسببه.

تابعت وقد استعادة برودها:

- أنا أحاول بأن أجعل العلاقة بيننا متحضرة بسبب الطفلين فلا تجعلنِي أندم على ذلك، أما أمر زواجي فهو مفروغ منه وسبب عدم إقامة حفل هو ظروف سراج، عمومًا سنقيم واحد كبير في ذكرى زواجنا الأول وأنت مدعو بالطبع.

كانت كلماتها القاسية كالسم في مجرى الدم، استمع لها دون أن يجرؤ على الرد أو حتى مقاطعتها فكل ما قالته صحيح بل الأسوأ بأنه بات أخيرًا يرى الصورة من وجهة نظرها

وهي مختلفة تمامًا عما كان يتخيل، لم يضع في حسابه بأنها تحمل كل ذلك في قلبها له، هل تحول الحب وأنقلب إلى كره فجأة؟

ليس فجأة بل بسبب تراكمات لعدة سنوات حتى لم تعد تحمل له ذرة محبه، بل هي تبغضه بشدة صوتها يفضحها نظراتها التي لم يصدق بأنها لنفس الانسانة، تلك النظرات التي منذ أن عرفها لم تحمل إلا الإعجاب الذي تحول إلى حب وعشق لا نهاية له، لطالما كانت عينيها مرآة لمشاعرها لا يحتاج ليسألها أو يسمعها كلامًا معسولًا كي يرى العشق بهما، حتى عندما يغضبها ويجرحها وهو كثير جدًا، لم يقل العشق بهما أما الآن فهو لا يرى بهما شيء! فقط برود قادر على تجميد الكرة الأرضية وما بها من كائنات حية.

**********

لم تستطع أن تصبر ليوم آخر بل قررت الذهاب لمنزل غسق لتعرف ماذا حدث بالضبط؟ دقت الباب عدة مرات فتحت أخيرًا سارة الباب ودعتها للدخول، بحثت عن غسق بعينيها فلم تجدها فقط سارة مع الصغير.

جلست وقد حملت الصغير من سارة لعله يبثها الثقة:

- كيف حالك سارة؟

- بخير أرغب في شرب قهوة تشربين معي؟

حركت رأسها بالموافقة ثم نقلت نظرها للمطبخ لترى علامات أشرطة صفراء وبعض الملصقات، عرفت بأنها خاصة بالشرطة لأخذ الأدلة، أغمضت عينيها بقوة وقد شعرت بألم في معدتها، يا إلهي يبدو الأمر أسوء بمراحل من ما صوره لها آدم.

قالت وقد اهتز صوتها بطريقة واضحة:

- كيف هي بعد الذي حدث؟

ألقت سارة عدة القهوة من يديها في حوض المطبخ وانهارت تبكِي بحرقة، جعلت زهراء تضع الصغير في مهده وتذهب لها مسرعة لتهدئ من روعها إلا أنها دخلت معها في بكاء شديد، بقيتا على هذه الحالة لبرهة، كانت زهراء أول من استطاع السيطرة على نفسه لتحث سارة على التوقف وغسلت لها وجهها بلطف ثم حثتها على الجلوس.

أمسكت يدها وقالت:

- سارة الوضع ليس هين وغسق تحتاج لنا الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نتماسك جيدًا خصوصًا أمامها.

- لو رأيتِ ما فعل بها ذلك الحقير، لم تعد قادرة على النظر لابنها أخشى أن تحاول الانتحار، لقد استحمت أكثر من أربع مرات؛ كادت أن تحرق نفسها في إحداها من شدة سخونة المياه، يا إلهي هذا ولم يمر سوى يومين، ماذا سيحدث لها بعد فترة؟ كما أني لا أعتقد بأنها قادره على الشهادة ضده في المحكمة ف...

- توقفي قليلًا ما دخل ابنها لماذا لا تنظر إليه؟

شهقت وقد ظهرت الإجابة في عيني سارة

- لا تقولي بأنه فعلها أمامه

- نعم الحقير أغتصبها أمام ابنها.

لم تشعر في حياتها بالاشمئزاز كما شعرت به عندما شاهدت القليل من ما فعله آدم بغسق، بعد أن أخبرتها سارة بما حدث أمام تيم، لم تصدق في البداية ثم قررت التأكد بنفسها خصوصًا وأن آدم صور الأمر لها بطريقة مغايرة تمامًا، فهو لم يقل كلمة اغتصاب بل فقط أنه فرض نفسه عليها وهي قبلت ولم يذكر أبدًا وجود الصغير ولا تلك الكدمات التي تملأ وجهها، بل أنه قال بأن غسق لم تمانع وأكملت معه برغبتها!

الحقير النذل، تلك الليلة بقيت في منزل غسق وطلبت من سارة الذهاب لمنزلها كي ترتاح فقد كانت منهارة بحق، اليوم التالي أيضًا بقيت في منزل غسق فقد كان موعد غسق مع طبيبة مختصه في حالات الاغتصاب، رغم اعتراض غسق على الذهاب لكنها استطاعت إقناعها بالذهاب بمساعدة سارة بالطبع، في تلك الفترة وجدت التسجيل وشاهدت المقدمة فقط، كانت كفيلة بتوضيح الصورة لها، انتظرت حتى عودة غسق وسارة ثم استأذنت منهما للعودة لمنزلها الذي يوجد به آدم ليختبئ من الشرطة التي تبحث عنه، دخلت لتجده يجلس أمام التلفاز شارد البال، اقتربت منه وما أن رفع رأسه لها حتى لطمته بقوة لينتفض من مكانه واقفًا في صدمة!

نظرت له بازدراء وقالت بصوت متألم:

- أيها الكاذب الوقح لقد اغتصبتها أمام صغيرها أي حيوان أنت؟ لا لست حيوان

فالحيوانات لا تفعل ذلك! أنت أحقر من أن يطلق عليك حيوان! يا إلهي كيف فعلت ذلك كيف؟!

كانت تصرخ وقد امتلأت عينيها بالدموع وفاضت دون إرادة منها، أما هو فقد ألجمته الصدمة لم يجد كلمات ليجيبها في البداية، لكنها لم تكف عن تعنيفه كما أن دموعها أحرقته قبل كلماتها.

أمسك يديها وهو يقول بضعف:

- توقفي زهراء هي زوجتي وهذا حقي لقد سألت شيخ وقال لي لا يوجد اغتصاب بين الرجل و زوجته فهي حقي الدين يبيح لي ذلك.

أفلتت يدها لتعطيه لطمة أخرى:

- اخرس أنت وشيوخك الذين لا يختلفون عنك، إياك وتشويه الدين بتلك الممارسات القذرة، كل شيء ترمونه على الدين وهو برئ منكم، أسمع آدم أمامك حل واحد ستذهب الآن معي للشرطة وتعترف على نفسك بعد أن تعقد صفقة مع المدعي العام حيث لا يكون هناك محاكمه، لن تجعل غسق تعيش الحادثة من جديد وتقوم بتطليقها وإعطائها كل مستحقاتها دون أن تمس قرش من مالها هل ما قلته واضح.

ارتمى على الكرسي وهو يدفن رأسه بين يديه:

- هل تعرفين معنى أن أدان بجريمة اغتصاب هنا؟ ثم عندما يعرف ابني وعائلتي، يا إلهي الفضيحة لا أستطِيع زهراء افهميني أرجوكِ قدري موقفي.

تحول صوتها للغضب فاقتربت منه تمسكه من حافة قميصه تهزه بعنف:

- لماذا لم تفكر في كل ذلك قبل أن تفعل ما فعلت؟ لماذا لم تحسب حساب لابنك واسمك والفضيحة؟ اعتمدت على أن غسق وحيدة ولن تتكلم أو ربما أردتها بأن تخبر ساجي لتثبت له رجولتك، أليس هذا هو السبب الرئيسي لزواجك منها؟ عرفت من البداية أن غرضك لم يكن الحب الذي تتشدق به بل أردت أن ترد له إهانته لك عندما خطبتها منه، غسق كانت فقط أداة لتضرب بها ساجي دون أي اعتبار لها لقد استغللتها أسوء استغلال فلا تأتي الآن وتطلب الرحمة بحجة سمعتك وابنك.

لم ينطق بحرف نكس رأسه في خزي؛ بعد مدة كان كلاهما يقف أمام مركز الشرطة حيث قرر أن يسلم نفسه، دخلت معه للمركز بعد أن حضر المحامي الخاص به، دخل آدم والمحامي لغرفة التحقيق وبقيا بالداخل لعدة ساعات، بقيت زهراء تنتظر انتهاء التحقيق وعند خروج المحقق وخلفه آدم مكبل بالأصفاد وقفت وطلبت من المحقق أن تتكلم معه، وافق المحقق لتقف أمامه وقد هربت الكلمات منها.

نظر لها آدم وقد ظهر الألم جليًا على وجهه، ليقول بابتسامة بائسة:

- لم أتصور بأن تبقي في انتظاري أنا متأكد من أنكِ تكرهيني الآن! لقد خسرت كل شيء، سمعتي وابني لا بد بأن أمه ستأخذ حق الوصاية كاملة وتمنعني من رؤيته، كما أني أصبحت من ضمن المسجلين بتهم جنسيه(sex offender) سيتم نشر اسمي وصورتي عندما أخرج من السجن وأعود لمنزلي وبالطبع إذا غيرت مكان إقامتِي سيتم تبليغ الحي الجديد بذلك.

لم تظهر أي تعاطف معه، سألت بهدوء:

- كم المدة التي عرضوها عليك مقابل الاعتراف الكامل؟

- خمس عشر شهرًا مع حضور دروس لضبط النفسية لتعديل السلوك.

تابع بتهكم:

- كأني مغتصب محترف عليه ضبط نفسه بالعلاج النفسي.

عقدت حاجبيها وقالت وقد تغيرت نبرتها:

- نعم أنت كذلك، مجرد إجبارها على الزواج منك هو اغتصاب لحقها، استغلال ظروفها وتهديدها بالسجن إن لم تفعل طبعًا البقية تعرفه جيدًا؛ آدم هذه فرصة كي تتطهر من بذرة الشر التي بداخلك لا تجعلها تنمو فتحولك لشيطان، أنزعها وعُد آدم الذي أعرفه آدم الذي لا يحلو يومِ إلا معه وبه آدم الذي جعل قلبي يدق بعد أن دفنته بيدي.

رفع عينيه لتلتقي بخاصتها وهو لا يصدق ما سمعه:

- هل قلتِ بأنكِ تحبيني أم أن ما حدث جعلني أتوهم؟

لم تبتسم بل قالت وقد ترقرقت عينيها بالدموع:

- عد آدم الذي أعرفه وأنا سأكون في انتظارك، لا تخشى على دودي سوف أجلبه معي في كل زيارة بل سأقنع والدته بأن تأتي معنا كي تطمئن، كل شيء يمكن أن يعوض آدم إلا كسر النفس وأنت كسرت غسق! هذا ما يجب أن تدعو الله بأن يغفره لك، أما أنا فأنت تعرف بأني أحبك كما تحبني أنت لكننا كنا أجبن من أن نعترف بذلك.

تركته بعد أن اطمأنت على كل شيء وقررت بأن تبلغ طليقته بنفسها وتهيئ الوضع لابنه؛ أما هو فقد شعر بأنه تحصل على فرصة جديدة للحياة رغم أنه ذاهب للسجن لكنه ممتن لتلك الفرصة وقد قرر بأن يستغلها أفضل استغلال، ويطلب العفو من غسق عندما يستطِيع مواجهتا إذا استطاع.

*****

ذهب لزيارة شقيقه في سجنه لينهي معه بعض الأمور المتعلقة بالقضية وقد أحضر معه المحامي.

جمع المحامي أوراقه وقال في عملية:

- حسنًا أعتقد بأن القضية هكذا باتت واضحة، إسراعهم في القبض عليك دون أدلة دامغة جعل موقفك أفضل، كما أن الأشخاص الذين تهموك بالتسمم ثبت عدم صحة ادعائهم، لم نعد نواجه سوى قضيه الاهمال وتسمم المواشي وهذه ليست صعبة فيمكن الخروج منها بسهولة.

أماء له سراج، أما ساجي فقد وقف وتابعه حتى خرج من مكتب المأمور.

عاد مكانه واضعًا يديه على قدم سراج الذي يجلس أمامه بملابس السجن الزرقاء:

- هل أنت بخير؟ عرفت بأنك طلقت فرح.

نظر له سراج قليلًا ثم قال بنفس نبرة الاهتمام:

- هل أنت بخير؟ عرفت بزواج غسق.

عاد ساجي بظهره للكرسي وقد شعر بذلك السكين الذي يغرس نصله في قلبه عند ذكر اسمها:

- لا لست بخير لم أكن بخير إلا وهي بقربي، لم أعرف بأني فقدتها إلا عندما امتلاكها غيري، يا إلهي ما هذا العذاب الذي لا ينتهي.

نظر له سراج غير مصدق، هل هذه دموع في عيني شقيقه؟

- ساجي عليك أن تكون أقوى من ذلك، كلنا ساهمنا في ما حدث، عندما أتت غسق لرؤيتي رأيت الألم بعينيها رغم كل شيء هي لم تتخلى عني بل ساعدتني في إنهاء موضوع فرح بطريقة تحفظ لي القليل من كرامتِي التي بعثرتها برفعها قضيه الخلع تلك.

تنهد ساجي وقد خرج صوته دون أي تعبير:

- وهل تلومها؟ سراج لقد خنتها ثم طلبت يد المرأة التي خنتها معها! جيد بأنها لم تقتلك!

رفع سراج حاجبيه في دهشة:

- وأنت تزوجت عليها! من الأسوأ بيننا؟

هز رأسه وقال في يأس:

- أنا طبعًا على الأقل غسق فعلت المستحيل كي تنال حبي وأنا من استهنت بها وبمشاعرها، بل لم أقم بشيء يجعلها تشفع لي أخطائي.

لم يرد سراج فورًا ثم أردف ببطء:

- لماذا لا تبدأ الآن؟

عدل ساجي جلسته ونظر له في اهتمام فهو يعرف بأن سراج لا يختلف عن غسق في المشاعر ربما يجد حل مستحيل له.

- ماذا تعني كيف أبدأ؟

- أولًا يجب أن تعرف بأن غسق لن تعطيك فرصة وهي متزوجة، هذا أمر مستحيل تمامًا، لكن ربما ذلك الزواج لا يدوم فما عرفته من تالين أن آدم لا يحب الأطفال، إذن هناك أمل ولو بعيد في الانفصال، عليك أن تحاول تعويضها أو على الأقل إثبات ندمك حتى يحين الوقت المناسب للتدخل.

رد بغضب:

- هل يكره ذلك اللزج أطفالي؟ لماذا لم تخبرني تالين بذلك؟ ثم كيف تتحدث معك؟

أجابه ببساطة:

-عن طريق هاتف الحرس، أعطيهم المال ليمرروا لي الهاتف وهي من تقوم بالاتصال عندما أرسل لها ليست مشكلة كبيرة.

ظهرت عليه الدهشة فمن الواضح أنه يجهل الكثير:

- حسنًا ماذا على أن أفعل؟

- بسيطة، صحح أخطائك ابتداء من التي تسببت في سجني!

عقد حاجبيه وقال:

- كيف عرفت بأن روبين هي السبب؟ حتى غسق قالت نفس الكلمة هل لديكم دليل؟

خلل سراج شعره في حركة غاضبة:

- عدنا لنفس النقطة، دائمًا تريد دليل على روبين بينما تتهم غسق بدونه؛ عمومًا نعم لدينا دليل وكيل النيابة الذي قام باستخراج أمر القبض عليَّ والحجر على المزرعة والمنزل، هي من قامت بطلب ذلك من ضابط كبير تعرفه، والدليل مكالمة تلفونية بينهما كما أنها تريد سجنك، المحامي لديه اسم الضابط والمكالمة طبعًا لن نستطيع استخدام المكالمة لأن تسجيلها غير قانوني هو يقوم بتسجيل هذه المكالمات كي يبتزها بها بعدها نحن فقط قمنا باختراق هاتفه.

اقترب يقول بصوت هامس:

- أنتم استعنتم بغسق؟

زفر في ملل:

- لا ليست غسق طبعًا، شخص يتبع المحامي هو من قام بذلك هل ارتحت؟ هي عرفت من إياد فقط الذي عرف من المحامي وأبلغني.

- هل يزورك إياد أيضًا؟ أعرفت ماذا فعل؟

- تقصد زواجه من سابين؟ أخبرني بذلك في الحقيقة لا أمانع ذلك أعتقد بأنهما يليقان ببعض.

هذه المرة وقف ساجي من مكانه:

- تزوج؟! لم يخبرني هل خانني الجميع؟!

- توقف عن لعب دور الضحية ساجي، أنت من غضبت منه لأنه لم يخبرك بأمر دخول غسق للمستشفى ورفضت سماع تبريره، رغم ذلك طاوعك عندما طلبت منه السفر لها فورًا، متى اهتممتّ لأحد غير نفسك كي تلوم الآن إياد على فعلته؟ هو لم يخبر حتى شقيقته بذلك، راجع نفسك جيدًا وتعلم كيف تعطي الحب والاهتمام كي تجده.

في تلك اللحظة فتح المأمور باب غرفته ودخل وهو يبتسم قائلًا:

- سيد ساجي ألازلت هنا؟ اعتقدت بأنك ذهبت مع المحامي فقد خرج منذ مدة على ما أعتقد.

شعر ساجي بالحرج الشديد فقد أخذ أكثر من الوقت المحدد:

- أعتذر فقد سرقنا الوقت دون أن ننتبه له.

خرج من عند سراج وقد قرر الخطوة القادمة دون أي تأخير.

********

بعد عشرة أيام في منزل عائلة القاسم الجديد سمع سليم صوت جلبة عالي، صراخ دون أن يعرف صاحبه فخرج من مكتبه ليبحث عن مصدره، وجد جوليا تصرخ بمُنى وروبين جالسه بوجه شاحب تمسك بيدها ورقة.

قال بصوت عالي:

- اخفضِي صوتك جوليا هل نسيتِ بأن والدي مريض؟

التفت له جوليا وقد اشتعلت عينيها غضبًا:

- لن أخفض صوتِي! ابنك عديم الرجولة قام بتطليق ابنتي كي يداري على خيبته.

انكمشت مُنى على نفسها أما سليم فقد شعر بأن الغضب تملكه فكور قبضته حتى ابيضت مفاصله:

- من هو معدوم الرجولة يا عديمة الحياء؟ وأي خيبة تلك التي تتحدثين عنها هل نسيتِ بأن له طفلين من غسق.

أطلقت ضحكة ساخرة:

- طفلين! كلنا نعرف بأنهما ليسا من صلبه وإلا ما كانت هربت وهي حامل ثم ادعت بأنها أجهضت والآن ظهرت بهما فجأة! يا لها من تمثيلية فاشلة، ابنك ليس رجل، عرفنا ذلك منذ ليلة الزفاف، لكن خالد أصر على عدم فضحه بسبب صلة القرابة والآن يعتقد لأن خالد مات ليس لنا ظهر، سوف أفضحه في كل مكان...

صوت تصفيق حار جعلها تصمت وتلتف تجاه الصوت لتجد ساجي يجلس على الكرسي الذي خلفها دون أن تنتبه لدخوله من الأساس فقد كانت منشغلة في حرب تشويه سمعته أمام والديه.

قال باستهزاء:

- أكمليِ، هيا، لقد استمتعت بالعرض، في الواقع لم أكن أعرف مهارتك في التمثيل، لا بد أن ابنتك ورثت عنك موهبتها لكن بصراحه هي تفوقت عليكِ، لا أحد مثل روبين في التمثيل.

قالت مُنى وقد وجدت صوتها أخيرً:

- هل صحيح بأنك طلقت روبين؟

بابتسامه واسعة:

- لا، لم أطلقها، بل قمت برفع دعوى بطلان زواج وكسبتها.

شحب وجه مُنى ولم تفهم ما قال بالضبط، لكن سليم سأل بسرعه:

- ماذا؟ متى؟ وكيف؟!

- ماذا؟ هذه قضيه تعني بأن زواجي من روبين باطل لأنها خدعتني وأخلت بشروط الزواج أهمها أنها لم تكن عذراء كما أنها أقامت علاقات مع غيري خلاله.

متى؟ قبل موت خالي خالد وقد كان على علم بذلك، حاول تأخيري بطرق لا أحب ذكرها احترامًا لذكراه، لكني تابعت القضية وقد حكم لصالحي في أول جلسة.

كيف؟ جلبت أدلة من ضمنها الطبيب الذي قام بعملية فاشله لمحاولة إعادة بكارتها، وشهادات من عشاقها في فرنسا وهنا.

نظر إلى روبين في ازدراء وقال:

- مراهقين! يا لك من فاسقة لقد تقززت وأنا أسمع قصصك مع عشاقك! كم أنتِ رخيصة.

وقفت روبين تحاول الدفاع عن نفسها:

- أنا لم أخنك أبدًا أقسم بذلك منذ زواجنا لم يلمسني رجل؟

- لكن رآك عارية ومارس معك الفجور بالهاتف، كله مسجل أيتها المحترمة.

شهقت مُنى وروبين وجوليا في نفس واحد .

تابع ساجي وقد بدا لهم كأنه يستمتع بكل ذلك:

- لم أكن أريد فضحك بل تحملت كلام أمي وتلميحات الجميع، كنت سأطلقكِ بعد فترة مع كامل حقوقكِ لكنكِ جشعة لم تكتفي بذلك بل تآمرتِ ضد عائلتي كلها وقمتِ بسجن شقيقي، لن يكفيني ما حدث أقسم يا روبين بأن تدفعي ثمن كل شيء خصوصًا ما فعلته وقلته عن غسق.
نهاية الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 15-06-22, 08:32 PM   #217

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,799
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع واحداثه متنوعة أهمها طلاق ساجي لروبين (ماهذه المرأة البشعة!!!) سرني مااكتشفه ساجي عنها وفضحها أمام الجميع...
آدم سلم نفسه بعد فعلته المقرفة واكتشف حب زهراء له ولربما هو أيضًا يحب الأخيرة
غسق تتخبط مع نفسها وهي تعاني تحتاج ترميم ودعم روحها
بالتوفيق يا جميلة❤️


Adella rose متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-22, 01:28 AM   #218

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
فصل رائع واحداثه متنوعة أهمها طلاق ساجي لروبين (ماهذه المرأة البشعة!!!) سرني مااكتشفه ساجي عنها وفضحها أمام الجميع...
آدم سلم نفسه بعد فعلته المقرفة واكتشف حب زهراء له ولربما هو أيضًا يحب الأخيرة
غسق تتخبط مع نفسها وهي تعاني تحتاج ترميم ودعم روحها
بالتوفيق يا جميلة❤
اديلا الجميلة🌹
هو انفصال ساجي عن روبين كان جاي جي بس ده البطلان زواج وده اسواء عليها من الطلاق طبعا بس اذاها لسه ما انتهاش
آدم سلم نفسه لان البلد اللي هو فيها ح اللي عمله جريمه لا تغتفر، وكانوا حيمسكوه عاجلا او اجلا، بس كرم منه يعني
زهراء بتحبه بس هو لسه ما اعترفش انه بيحبها!
غسق يتطلع من عنق الزجاجه محتاجه زقه بس
اجمعين يارب العالمين

Adella rose likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 19-06-22, 12:39 PM   #219

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس والثلاثون

ظلت طوال الليل تفكر فيما حدث منذ أكثر من سبعة وعشرون عامًا، كانت عاشقة لبلال العلي، ذلك الشاب الوسيم ذو الأخلاق العالية والعائلة المحترمة، هو من كان فتى أحلامها، مشكلتها الوحيدة هي أنها تكبُره بعدة سنوات، وهذا يمنع زواجهما طبعًا فهي من عائلة تتمسك بالتقاليد وهو من عائلة ريفية هذا الأمر بالنسبة لهم مرفوض تمامًا، ما أعطاها بريق أمل وحيد عمل والدها مع والده ذلك قد يسهل الأمر قليلًا، حتى أنها تعمدت أن ترسب في الجامعة لتكون معه في نفس العام، لكن كل شيء انتهى قبل حتى أن يبدأ عندما وجدته يتقرب من فريدة القاسم، لم تخفى عليها نظرات العشق بينهما، رغم كل محاولاتها لاستمالته لم تنجح أبدًا، ذلك جعل الغيرة تتحول لحقد على فريدة بالذات، ماذا تملك ليحبها بلال؟! أنا أجمل منها أنا محترمه وهي تدور بين الشباب بِلا حياء، هذا ما كررت على نفسها طويلًا حتى وجدت الحل!
الحل في كشف عهر فريدة لبلال والطريقة مجد شقيقها!
لطاما كان مجد شقيقها الأصغر محبوبًا عند الجنس الناعم وله الكثير من المغامرات، كونه الابن الوحيد بعد بنتين جعل كل طلباته مجابة ونزواته مغفورة فلم يقم والدها يومًا بتأنيبه على علاقاته الغرامية ما دامت لا تجلب لهم المشاكل.
قررت وقتها استغلال ذلك بطريقتها الخبيثة أخبرته عن بنات القاسم وجمالهن وانحلالهن ولم تنسى أن تخبره عن أماكن تواجدهن، لكنه بدلًا من أن يعجب بفريدة أغرم بفجر!
لا تعرف كيف حدث ذلك؟ ومتى؟ لكنها لم تمانع عند معرفتها بالصدفة، يكفي أن يلوث شرف إحدى الأختين عندها لن تسمح عائلة بلال له بالزواج منها، حتى عندما عرفت بما حدث من رفض عبدالرحيم القاسم لبلال وزواجه من قريبته لم تقم بإيقاف مجد، بل زاد حقدها على فريدة أكثر فهي السبب لذلك؛ تذكرت سماعها بالصدفة مكالمة بين فجر ومجد على الخط الأرضي تخبره فيها بأنها حامل؛ أخبرها مجد بأن لا تشغل بالها وأنه سوف يقوم بخطبتها عند عودة والده من رحلة الاستجمام!
هنا ظهرت سميحة الحقيقة، هل يعتقدون بأن سما تجيد حيك المصائب؟
هم لم يجربوا سميحة؛ فورًا ذهبت حيث يقضي والدها ووالدتها في إحدى المدن الساحلية القريبة وهناك فجرت القنبلة بطريقتها الخاصة.
لم يستطع مجد إقناع والديه بخطبته لفجر بأي طريقة، لدرجة جعلته يخُبره بحملها منه عله يلين ويطاوعه، لم يتفاجأ والده لسماعه الخبر بل كان ينتظر ذلك، وضع ساقَا فوق الأخرى وشبك أصابعه وقال بنبرة هادئة جدًا:
- هذا سبب أكبر يجعلنيِ أرفض، من تفرط في شرفها وتخون أهلها كيف يمكن أن تستأمنها على اسمك وعرضك؟!
حرك يديه في الهواء بطريقة رافضه لكلام والده وقال في يأس:
- أبي أرجوك لا تحكم عليها بتلك الطريقة أنا من قمت بإغوائها، هي كانت بريئة وأنا استغليت ذلك، أنا متأكد منها كنت الأول وهي تحمل طفلي.
لم تتغير ملامحة وهو يقول ببرود:
- ومن قال أنك الوحيد؟ كيف تتأكد من أنها تحمل طفلك أنت بالذات؟
ألجمه رده ولم يستطع أن يناقشه، ليس لأنه مقتنع به أو يصدقه بل لأنه لا يستطع أن يثبت لوالده خطأ كلامه، لكنه كان مصمم على الزواج من فجر فقد أحبها بصدق.
حاول لشهور طويلة تغيير رأيه دون جدوى؛ ما زاد الغصة في صدره علمه بأن والدها قام بحبسها بعد معرفته بحملها، كاد أن يفقد عقله من شدة الغضب والتفكير بطريقة لتخليصها من الظلم الذي نزل عليها وهو المتسبب به؛ ما لم يكن يعلمه أن سميحة من قامت بإبلاغ عائلتها بذلك بطريقتها الخاصة وطبعًا جعلت الأمر فضيحة تستلزم طردهم ونبذهم من قبل بقية أفراد العائلة ذلك أقل انتقام تستحقه فريدة من وجهة نظرها؛ لكن مجد وجد الطريقة، ساجي.
بعد هروب مجد وفجر حصلت فريدة على الطلاق وبدلًا من أن تنال سميحة انتقامها، عاد بلال لفريدة بمباركة والدها!
هذا جعل حقد سميحة يتأجج ويصل إلى قمته حرضت والدها كي يتبرأ من شقيقها بل أقامت فضيحة عند ولادة غسق ظنت بها بأن بلال سيطلق فريدة بعدها، لكن خاب أملها كالعادة وما زاد الأمر سواءً أن والدها زوجها من محمود سلمان، موظف لديه ذو سمعة جيدة تقدم لها لأنه معجب بها منذ مدة، حاولت الرفض كيف تتزوج هي من موظف معدوم؟
لكن والدتها أجبرتها فقد تقدم بها السن ولم يعد يتقدم لها من أبناء طبقتها إلا المطلق والأرمل.
قضت معظم حياتها ناقمة على محمود وحياتها معه لم تحبه يومًا لكنها أحبت حبه لها وانصياعه لأوامرها، حتى أولادها سامي وسمر لم تحبهما يومًا، كلما قارنتهما بأولاد بلال بالذات، فقط سما من كانت نسخة عنها، تفوق ابنة بلال جمالًا بمراحل.
هزت رأسها وهي تقول لنفسها بصوت عالٍ:
- ما هذا لا زلت بنفس العقلية القديمة؟ يجب أن أجد طريقة أكفر بها عن ذنوبي وأضمن سكوت وسام في نفس الوقت؛ إذا عرف سامي وسمر ما فعلته لن يسامحانِي بل لن يترحما عليَّ بعد وفاتي، يا إلهي ماذا أفعل؟ كيف أخرج من تلك المعضلة؟!
******
رغم مرور جلستين مع الطبيبة النفسية إلا إنها لازالت تلتزم الصمت أو بالأحرى تتجنب الحديث عن الحادثة لا تريد كلمات المواساة المعهودة يكفي ما سمعته من ساره وزهراء، لا ترغب في مزيد من الشفقة من شخص آخر حتى لو كانت طبيبة نفسية!
لم تكره شيء أكثر من شفقة الناس عليها، لطالما كانت بارعة في إخفاء حزنها وخيبة أملها كي لا ترى نظرات الشفقة في عيون الآخرين، الوحيد الذي سمحت له بذلك هو ساجي، وماذا كانت النتيجة؟
بعد أن قام جدها بإحراق جميع متعلقات والدتها أمامهما أصابها حزن شديد جعلها تغرق في بكاء مرير لعدة أيام وليالي، وحده ساجي كان قادرًا على مواساتها عن طريق أخذها في حضنه حتى تنام، بل أنه تطوع وبقى بقربها طوال الليل حتى لا تجزع خلال نومها، لكن ذلك لم يدم طويلًا فقد أبعدها بعد أقل من أسبوع بنقلها لمدرسة في العاصمة بعيدًا عن المزرعة وعنه، مرت شهور قبل أن تراه مرة أخرى هي من ذهبت له في شركته بعد أن أقنعت إياد بأنها تستطِع إصلاح جهاز الكمبيوتر الخاص به، حيلة بسيطة فقط كي تراه كم كانت غبية ساذجة معدومة الكرامة وهي ترمي نفسها عليه بكل الطرق الملتوية!
أفاقت على صوت الطبيبة تسألها السؤال المعتاد:
- هل لديكِ رغبة في إيذاء نفسك أو شخص آخر؟
أجابتها وهي تنظر لها بجفاء:
- لن أنتحر إذا كان هذا ما يقلقك؛ ديني يُحرم ذلك، كما أن لديَّ طفلين أنا المسؤولة عنهما، أما عن رغبتِي في إيذاء أحد فهي مستبعدة لنفس الأسباب.
وقفت تستعد للمغادرة رغم أنهُ لم يمضي سوى نصف وقت الجلسة قائلة ببرود:
- أعتقد هذا هو المهم التأكد من عدم إقدامِي على أي من الانتحار أو قتل شخص آخر، إذن لا داعي لمتابعة باقي الجلسات.
لم يظهر أي تعبير على وجهه الطبيبة، أعطتها ورقة بها عنوان وطلبت منها أن تحضر إليها بعد يومين وبعدها سوف تكتب التقرير الذي تريده دون نقاش.
لم تستسغ طلب الطبيبة لكنها قررت مجاراتها فيه علها تنتهي من قصة الطبيبة وتتفرغ للعمل، ذلك العمل الذي تغرق نفسها فيها كي تهرب من الجميع بما فيهم الصغير الذي شهد على انتهاكها بأبشع الصور ولم تستطِع حمايته من ذلك؛ لم تنظر إلى عينيه منذ تلك الحادثة توقفت حتى عن الرضاعة الطبيعة بحجة أنها لا تملك الحليب الكافي وتركت مهمة الاعتناء بالصغار للمربية وسارة، حتى تالين أبعدتها عن الدائرة حتى لا تعرف بمصابها وتخبر ساجي بذلك.
توجهت بعد يومين إلى العنوان وقد ارتدت بنطال مع قميص قطني فوقه سترة، دخلت للمكان لتجده صالة واسعة فارغه في وسطها كراسي على شكل دائرة واسعة وبالمقابل طاولة كبيرة عليها ترامس قهوة ومخبوزات طازجة؛ توجهت لتأخذ كوب قهوة ثم جلست على كرسي دون أن تحاول التعرف على أي من الموجودات، لم تمضي فترة طويلة حتى جلست جميع النساء على الكراسي ومن ضمنهن الطبيبة، لم تميزها غسق في البداية فقد كانت ترتدي ملابس عادية ليست رسمية مثل التي اعتادت رؤيتها بها، باقي النساء كُن يتراوحن في السن والشكل والديانات أيضًا، لاحظت ذلك بنظرة سريعة عليهن؛ بعد دقائق بدأ الاجتماع أو مجموعة الدعم لا يهم التسميه المهم أن ننتهي بسرعة.
قالت الطبيبة بصوتها الهادئ:
- اليوم معنا ناجية جديدة رحبوا بها؛ وأشارت إلى غسق.
رددن بنبرة مشجعة على التوالي:
- مرحبًا بكِ بيننا.
وعرفت كل منهن على نفسها بالاسم الأول والمهنة؛ هنا كانت صدمة غسق أكبر، إحداهن أستاذة في جامعة عريقة والأخرى مهندسة والثالثة تمتلك محل خاص بها، والرابعة ربة بيت لكنها أم لخمسة اطفال، تطوعت ربة المنزل لتخبر قصتها بصوت عالٍ، فهي زوجة شرطي يقوم بتعنيفها على الدوام طوال فترة زواجهما التي امتدت لسبعة عشر سنه، منذ أن تخرجه من الثانوية، رغم أنها لم تشتكِ عليه أبدًا بسبب الخوف بالطبع كما أن ذلك شبه مستحيل لأنها كانت تعيش في قرية صغيرة ومعظم الذين يعملون في مركز الشرطة التابعة له تلك القرية من أصدقاء زوجها، لكنه تمادى لحد الأذى الجنسي مع الضرب المبرح والكارثة أن أحد أطفالها شهد ذلك من دون قصد، هنا قررت الفرار منه وقد نجحت بعد تخطيط طويل وبمساعدة ممرضة من المستشفى الذي اعتادت الذهاب له بعد كل انتهاك يحدث لها.
أما الأستاذة الجامعية فقد كانت قصتها تبدو أقل مأساوية من الأولى، فقد داوم زوجها على ذلك الاعتداء عليها عندما يكثر الشرب، كانت تلتمس له الأعذار لأنها تحبه وتقوم بتعداد محاسنه فتغلب الضفة على تلك الزلة كما يسميها، رغم أنها لم تمانع بأن يمارس معها حقوقه لكنه كان يفعلها بالإجبار فقط، حتى فقدت ثالث حمل لها بسبب عنف الاغتصاب فقررت أن تطلب الطلاق وهنا بدأت المأساة الحقيقة فقد عرفت بأنه يقوم بتسجيل اغتصابه لها وهددها بأن يفضحها أمام طلابها.
الأخرى التي لم تذكر اسمها ولا مهنتها كل ما ذكرته أنها من إحدى الدول الآسيوية كانت قصتها حزينة جدًا، فزوجها هو الضامن لها هنا وليس لها غيره رغم أن الاتفاق بأن يتزوجها على الورق ويأخذ مبلغ مالي حتى تنهي إجراءات الإقامة ثم يتم الطلاق، لكنه لم يفي بالاتفاق طبعا؛ فقد أجبرها ونالها بالغصب، صحيح بأنها لم تقاوم كثيرًا لأنه هددها بإخبار شرطة الهجرة إذا رفضت ليقوموا بترحيلها، وهي ليس لها مكان آخر فقد هربت من بلادها لأنهم يقومون ببيع الفتيات لأغراض دنيئة، لتجد نفسها أصبحت عاهرة لزوجها!
إجباره لها مرة بعد مرة كسر نفسها وجعلها تكره حياتها، ليس أمامها خيار آخر إما الرضوخ أو الترحيل، لتحاول الانتحار عدة مرات كادت أن تنجح في إحداها، وقتها تم وضعها في مصحة بالقانون وعرفت قصتها.
لم تصدق كل تلك المآسي التي سمعتها، وأين تحدث هنا؟!
قالت الطبيبة وقد قرأت ما ظهر على وجهها:
- هذا الجريمة للأسف تحدث في جميع أنحاء العالم، المسألة ليست متعلقة بمكانة أو دين أو حتى تعليم، المسألة متعلقة بتربية وشخصية ومرض، البعض يرى أن ذلك حقه بما أنه الزوج أو شريكته وهي ملكهُ لا يحق لها الاعتراض، والبعض يحب إذلال المرأة ليشعر هو برجولته، والآخر يعتبرها طريقة عقاب،
الكثير من النساء لا تفرق بين الاغتصاب والعلاقة الحميمة العنيفة، بل قد تعتبر ذلك شغف زائد فقط، والبعض تخاف أن تبلغ أصلًا أما من تصمت وترضِى ويعتبر نفسه المسؤول عن الانتهاك بطريقة أو أخرى؛ القصة تعود إلى قرون مضت وحلها يحتاج الكثير من التوعية للنساء بالذات.
لم تنطق بحرف فقد ألجمتها الصدمة أما كلمات الطبيبة كانت مثل المسألة اللوغاريتمية تحتاج إلى تفكير جيد لحلها، هي أكثر من يعشق حل تلك المسائل المعقدة.
*********
عادت سارة إلى منزلها لتجد كلبها في استقبالها بلهفة، انحنت تأخذه لحضنها ومشت به لتجلس على أريكتها المفضلة وهي تقول له بصوت مضحك:
- من اشتاق لي؟ من؟ ها من؟ أعرف بأنِي أهملتك كثيرًا بسبب الصغار أعدك بأن أعوضك غدًا سنذهب للحديقة لتلعب مع السناجب كما تحب.
صوت ضحكات عمر جعلتها ترفع رأسها لتراه يقف وهو يستند بكتفه على حافة الباب وينظر لها بحب كالعادة.
وضعت رأسها واستقامت لتقترب منه وقد تلألأت عينيها بنظرة مرحه:
- هل سمعت نكته؟ هيا اضحكنِي معك.
توقف عن الضحك وقد لاحظ نظرته لها التي لن يخطئها أبدًا لكنه قرر المراوغة:
- لا فقد كنت أتذكر كلام حنان ابنة خالتي فهي ذات روح مرحة جدًا.
تبدلت ملامحها للغضب لتكرر قبضتها وتضربه في صدره بقوة، ثم اندفعت لتدخل لغرفتها تاركة إياه بالخارج يتأوه.
لحقها وهو يضحك بمرح أكبر من السابق وقد كبلها من الخلف وغرس رأسه في رقبتها يشتمها ويقبلها برقة.
رغم أن قبلاته أثرت بها لكنها قررت عدم إظهار ذلك له:
- عمر توقف هناك أمر مهم يجب أن نتحدث به.
تابع ما يفعله وهو يقول بين قبلاته:
- أعرفه، أمر مهم جدًا لا يحتمل التأجيل.
قالت بصوت جاد خافت:
- الأسبوع المقبل محاكمة خالي.
شعرت بتصلبه ابتعد عنها ثم أدارها له، لم تستطع أن ترفع عينيها له لكنه قال بصوت أجش:
- انظري لي سارة.
بصعوبة استطاعت رفع جفنيها لتنظر له في نظرة معتذرة، مذنبة
مال يخطف شفتيها بخاصته في قبلة رقيقة حانيه لم ترغب في إنهائها ربما للأبد، لكنه للأسف فعل، زمجرت في رفض فابتسم وهو يخلل شعره ويجرها لتجلس على السرير ثم قرب كرسي طاولة الزينة يجلس مقابلًا لها،
استمر يحدق بها لعدة دقائق قبل أن يمسك يدها ويقول بصوت عميق خافت:
- أعرف وهذا يشعرني بالفخر بكِ وبأخويك لأنكم أقدمتم على هذه الخطوة، والغضب لأنك استثنيتني منها لا أعرف برغبة منك أم من أخويك أم لأنكِ لا تشعرين بأني قريب منك لتخبريني بما يحدث وسط عائلتك؟
هزت رأسها بشدة في نفي وهي تقول وسط دموعها:
- لا،لا، هذا ليس ما فكرت به أبدًا، أنا فقط كنت في الواقع لا زلت أشعر بالعار من ما حدث.
نكست رأسها وقد شعرت بغصة تسد حلقها تمنعها من المتابعة وقد تركت دموعها تنزل دون محاولة لإخفائها.
مسح وجهها بحنان وهو يرفع وجهها له:
- الوحيد الذي عليه بأن يشعر بالعار هو ذلك الحقير، أما أنتِ وأخويك فقد واجهتم مجتمع ظالم يرفض الاعتراف بتلك الممارسات ويفضل أن يغض النظر عنها بحجج واهية، لطالما كنت فخور بكِ وبقوتك في مواجهة المرض لوحدك والآن شعوري يفوق الوصف، لا تجعلِي أحد يشعرك بالعكس حبيبتي كوني فخورة بنفسك.
نظرت إليه غير مصدقة وهي تبتسم بين دموعها:
- لا، ماذا فعلت كي أستحق كل هذا الحب؟! أحيانًا أعتقد بأني مت وذهبت للجنة أو بأنك لست بشري، عُمر أنت نعمة كبيرة.
قاطعها بقبلة أكد بها بأنه بشري وأنها ليست بالجنة بل تنعم بين يديه وتذوب في أشواقه.
بعد فترة طويلة استلقى على ظهره وأما سارة فقد قابلته تنام على بطنها وهي تنظر له بعشق، تركت أصابعها ترسم على صدره دوائر وهي تقول بدلال:
- عُمر أنا جائعة جدًا.
رفع حاجبيه ببطء:
- الآن! ماذا تريدين أن أطلب؟
زمت شفتيها وقالت في دلال أكثر:
- ما رأيك بأن نطلب دجاج، أو لحم مشوي أو حتى سمك أو...
- مهلك، ما هذا؟ اختاري شيء محدد.
- أي شيء به لحم، لقد نشفت بطني من أكل غسق حتى الحليب صويا، أشعر بأن هناك شجرة نبتت في بطني من أكل الأعشاب.
أطلق ضحكة صافية وهو يضمها له ليقول بخبث:
- نحتاج لحرق بعض السعرات الحرارية قبل تلك الوجبات الدسمة التي تطلبينها.
ابتسمت وهي تقترب منه بدقة مدروسة:
- بل بعدها وليس قبل.
- قبل وبعد لن أمانع.
*****
مرت مدة تقارب الشهر منذ بدأت غسق الجلسات الجماعية، طوال هذه المدة وقبلها وهي تتجنب مقابلة تالين وسابين التي انتقلت بشكل مؤقت بما أن إياد أيضًا انتقل بما أن الشركات جمدت بالبلاد فالعمل من هنا أضمن، كما أنه يريد أن يمضي بعض الوقت مع سابين قبل أن يواجه المعركة الكبرى مع فرح.
كانت غسق في الصالة تحاول أن تتواصل مع أطفالها، تيم بالذات لازالت تجد صعوبة في النظر له، صحيح أنها تقوم بحضنه وتغير ملابسه وبعض الألعاب معه لكنها لا تنظر لعينيه أبدًا، تتجنب ذلك بل تخاف من أن ترى بهما ما يؤكد مخاوفها!
دقت الباب لتفتح المربية فاندفعت تالين للداخل دون سؤال بغضب واضح لتوقف غسق ما تفعله أما سارة فقد نظرت لها بتعجب من تصرفها الغير معهود.
وقفت تالين في منتصف الصالة وهي تقول بصوتٍ غاضب:
- هل لي أن أعرف لماذا أنا منبوذة مطرودة من منزلك؟ أنتِ لا تردين على مكالماتي بل قمتِي بحظرِ هذا بالإضافة لرفضك استقبالي هنا وحتى لم تعودي ترسلي الأطفال مثل السابق، ماذا فعلت لكِ كي أستحق كل هذا؟! أم أن زوجك طلب منكِ مقاطعتِي؟ حتى لو فعل ليس من حقه فأنا عمة تيم وتيام.
دون أن تدري وجدت يد سارة تغلق فمها بقوة وهي تقول بغضب مكتوم:
- هلا سكتِ قليلًا، ما هذا قطر دخل علينا، لم نستوعب منك حرف ابلعِي ريقك أولًا ثم أكمليِ.
عقدت حاجبيها لمتابعة وصلة الكلام لكنها لاحظت تغير وجه غسق فحاولت أن تتكلم بهدوء:
- أعتقد بأنه من حقِي أن أعرف سبب كل ما حدث؟
- معكِ حق.
قالتها غسق وهي تتجه ناحيتها لتحضنها ثم أمسكتها من يدها لتجلسها بقربها على الأريكة.
بصعوبة أخرجت الكلمات من حلقها دون أن تنظر لها كي لا تضعف أو تتبين تالين ما تخفي:
- أعتذر تالين حدثت أشياء كثيرة المدة الفائتة، لكن يجب أن تعرفي بأني لم أقم بحظرك أنا غيرت رقم الهاتفِ فقط، كما أني وآدم انفصلنا ونقوم الآن بإجراءات الطلاق المدني.
ظهرت الفرحة جليًا على وجهها، وهي تقول مبتسمة:
- حقًا متى؟ مبارك، أقصد لا عليكِ غسق.
وضعت سارة صينية بها فناجين القهوة وقطع الحلوى وهي تقول لها بحاجب مرفوع:
- أرجوكِ لا تخفي فرحتك أكثر فقد نظن بأنكِ سعيدة للخبر لا سمح لله.
هزت كتفيها في لا مبالة وأخذت ترتشف من قهوتها:
- لن أكذب نعم أنا سعيدة جدًا خصوصًا وأن ساجي قد أنهى زواجه من الأفعى روبين.
قاطعتها غسق بهدوء:
- لا تحاولِي ربط الأمرين تالين، أنا وساجي انتهينا منذ مدة طويلة، عودتنا مستحيلة هو فقط والد أطفالي وما بيننا هو العمل.
شحب وجهها لكنها قالت بإصرار:
- غسق هو لم يطلقها فقط بل قام برفع قضية لبطلان الزواج ونشر الحكم في جميع الجرائد والمواقع الاخبارية؛ ألا يشفع له هذا عندك.
أخذت عدة رشفات من قهوتها ثم قالت بنفس الهدوء:
- لا يفتل الكعك بعد العيد.
كانت جملتها كمن صب الماء فوق الجمر، جمدت الكلمات في حلق تالين بل في حلق ساره معها، لم تنطق أحداهما بحرف لعدة دقائق، حتى كسرت سارة ذلك الجو لتقول دون أن توجه حديثها لشخص معين.
- هل قابلتِ سابين زوجة إياد؟ إنها متحفظة قليلًا لا تحب الحديث لكنِي ارتحت لها تبدو لطيفة.
ردت غسق وقد مطت شفتيها بعلامة لست متأكدة:
- قابلتها عدة مرات فهي تساعدنا في العمل، لكنِ لم أحاول أن أوطد علاقتي معها، لا أعرف أشعر بأنها خيانة لفرح إذا فعلت ذلك؛ أتفق معك بأنها متحفظة جدًا لكنها والحق يقال ليست سيئة أو خبيثة.
أما تالين فقد قالت بتوجس:
- هل لازالت علاقتك مع فرح سيئة؟
رفعت غسق حاجبيها وخفضتهما بعلامة نعم مع هزة رأس بسيطة
تابعت وقد صبت لنفسها المزيد من القهوة:
- أنا شخصيًا لم أكلمها منذ أن رفعت القضية على سراج، لم أتوقع هذا منها سراج لايزال منهار بسبب الطلاق هو حتى لا يهتم بالقضية وسجنه كل ما يتحدث به هو طلاقه لفرح وبعدها عنه، لا يهم الآن عندما يخرج سوف ينسى كل هذا؛ أما بالنسبة لسابين فقد قمت بدعوتها على العشاء في منزلي نهاية الأسبوع هي وإياد.
- ماذا! هل جننتِ؟ وحكيم؟
- ما به حكيم هو من قام بعزيمتهم في الواقع وليس أنا.
تخصرت غسق وقالت في غضب واضح:
- وأنتِ وجدتها فرصة لجعل إياد يندم لأنه ترككِ كي يرى بأنكِ تعيشين حياة رائعة ولم تخسرِ شيء بخسارته بل هو من فعل أليس كذلك؟
اتسعت عينيها بدهشة غير مصدقة لكل ما سمعته لتقول بنفي:
- لا أنا لم أفكر في ذلك أبدًا، لست أنا من قمت بدعوته بل حكيم، بل أني حاولت التملص من تلك الدعوة أكثر من مرة.
اغرورقت عينيها بالدموع وهي تتابع متألمة:
- لقد مسحت إياد من حياتي منذ زمن طويل فهو لم يكن حبًا حقيقيًا، حكيم هو الذي علمني ماذا يعني الحب، هو من أسقاني العشق حتى غرقت به، حكيم ليس بدلًا لأحد بل هو الأول والأخير لطالما كان كذلك، إياد هو من كان وهم علقت نفسي به.
لم تستطِع أن تكمل فقد ضاعت الكلمات بين صوت نحيبها العالي.
لبرهه شعرت غسق بالذنب، منذ متى وهي بتلك القسوة؟ وبأي حق تحاكم تالين من الأساس؟ هل كانت تحاكمها أم تحاكم ساجي بدلًا منها؟ لن تكذب فالسبب الأول لكرهها لها مؤخرًا هو الشبه الشديد بينها وبين ساجي، باتت ترى فيها شقيقها وتخاف بأن تعرف ما حدث فتشمت بها أو بالأحرى يشمت بها ساجي؛ شتان بين زواجه من روبين وزواجها هي من آدم.
في النهاية هي من تحملت الألم من كلتا الزيجتين.
قامت بالاقتراب منها وتهدئتها، لم تحتج تالين إلى الكثير فطيبة قلبها جعلتها ترضى بسرعة، مرت الأمسية على خير وقد طلبت تالين من الفتاتين أن تأتيا للعشاء المقام على شرف إياد و زوجته، وافقت سارة اما غسق فلم تعطي رد جازم، رغم البعد والجفاء بينها وبين فرح لازالت تعتبرها أختها الروحية ولن تقوم بجرحها بتلك الطريقة أبدًا.
********
مرت الأيام والأسابيع وغسق تتابع مجموعة الدعم دون أن تتحدث، كانت فقد تستمع للجميع حتى سمعت إحداهن تسأل:
- ما هو الشيء الذي قد تشعر به المغتصبة؟
أجابت دون أن ترفع يديها مثل المتبع في هذه التجمعات:
- كسرة النفس والمذلة.
سكت وقد تركزت عليها أنظار باقي النساء فهذه أول مرة تتكلم.
ارتعاش قلبها بين ضلوعها والبرودة التي سرت في أطرافها لم تمنعها من أن تتابع كأنها كانت تنتظر الفرصة لتبوح بمكنون صدرها:
- لم أشعر يومًا بالكسرة في حياتي، حتى بعد وفاة والدي وانتقالي للعيش في منزل جدي، شعرت بأني دخيلة، غير مرغوب بي، متطفلة ربما، شعرت حتى بنفور ساجي (وهو زوجي الأول ووالد أولادي)، لم أتعود على طلب شيء من أحد حتى والدي، عندما كنت صغيرة لم تكن حالتنا المادية مستقرة يمكن القول بأننا متوسطي الحال، لذلك كانت أمي دائمًا تحذرني من طلب الأشياء الغالية من ملابس وخلافه، أنا أصلًا لم أكن أهتم كثيرًا بها عكس باقي الفتيات، كنت أعشق الكمبيوتر وعالمه الساحر، وأحب أن أصلحه مع أبي، قضاء وقت في الجراج الذي حوله أبي لمعمل التصليحات كان أروع من التسوق بالنسبة لي، وأمي كانت تحاول تعويضي بأن تجعلني أميرتها بالمنزل لم أكن أقم بشيء من أعمال التنظيف أو الطهي وخلافه، كان تحرص على ذلك كثيرًا فقد كنت من المتفوقين وأركز في دراستي كثيرًا؛ عندما توفيا مع أخي انقلب الوضع لم أجد من يهتم بشغفي ولا من يدللني، وجدت الكره والنبذ من الجميع تقريبًا، أرسلني ساجي للعيش مع فرح بحجة الدراسة كانت أصعب الأوقات عليَّ فلم يكن لي معيل كنت أشعر بأني عالة على فرح وعائلتها، والدها كان دائمًا يغدقها بالهدايا والملابس الغالية، وأشقائه كذلك، صحيح بأن ساجي كان يرسل لي مصروف لكني كنت أخجل من صرفه، فكما كنت أخجل حتى من الأكل عندهم، أحيانًا كنت أشعر بالغبطة من حياة فرح وحب الجميع لها وكنت أتعجب من جفائنا لوالدها، لم أجرؤ على محادثتها في الموضوع كنت أخشى أن تطردني فلا يبقى لي مأوي.
تابعت دون أن تشعر بالدموع التي نزلت أزوجًا على خدها:
- حتى بعد نيلي الشهادة وعملي مع ساجي لم أستطِع أن أتخلى عن حذري وخوفي من النبذ، ولم يساعدني على ذلك أحد، الجميع يلومني لأني لم أطالب بحقي، أي حق ذلك وأنا بالنسبة له ابنة مجد وفجر؟
أي حق والجميع يحملني ذنب لم ارتكبه! أعرف بأن أبي كان زير نساء وأمي فرطت في نفسها، وكلاهما ارتكب ذنب لا يغتفر لكنهما والداي، أنا أحبهما رغم كل شيء غضبت منهما لفترة طويلة، طويلة جدًا لكنِ لأني سامحتهما بل اشتاق لهما، لا أراهما مجد وفجر المذنبان، بل فقط أبي وأمي.
قالت إحداهن في نبرة آسفة:
- يبدو أنكِ تعذبتِ كثيرًا أعتقد بأن ما فعلته بكِ عائلتك لا يقل سوءًا عن ما فعله زوجك الحالي.
مسحت دموعها ورفعت رأسها لتقول لتلك المرأة:
- لم يستطع أي منهم بأن يقوم بإذلاليِ أو حتى الاقتراب من ذلك، كُنت دائمًا أجيد إخفاء ألمي عنهم حتى ساجي، حتى دموعي لم تكن تنزل بسهولة خصوصًا بعد أن كبرت، رغم كل ما فعله لي من إهانات لم أظهر لهم تأثري بها أبدًا، حتى فرح وهي أقرب شخص لي لم تراني يومًا منكسرة، أكثر مرة بكيت عندما قامت زوجة خالي بقتل كلب الحراسة لأني اهتممت به حتى ذلك لم أجعلها تراني منكسرة أو حزينة، أما ساجي فلم يرى مني سوى الحب والرغبة، لم أشعره مرة بحزني أو بمدى ألمي من أفعاله وتصرفاته حتى اقتنع بأن إهانته لا تؤثر بي.
أغمضت عينيها بقوة كأنها تحاول الهروب من شيء:
- آدم تعمد كسري تعمد أن يؤلمني ويشعرني بالمذلة، لم يكن غضب أو رغبة في امرأة، هي رغبة في كسري ليكون هو المتحكم الوحيد بي، ليفرض عليَّ نفسه بأبشع الطرق، كان يعرف بوجود الصغير وسمع صوته لكنه استمر بما يفعله بتلذذ مُرضي، ليزيد من كسري وذلتي، لم يرحم رجائي بل أكاد أجزم بأن ذلك أثاره أكثر، منذ ذلك اليوم وأنا أنهار كل ليلة باكية، ارتعش لمجرد دخولي للمطبخ لوحدي، لازلت لا أستطِيع النظر في عيني صغيري، أشعر بالذل بطريقة لا يمكن تخيلها لا أعتقد بأنِي قد أعود كما كنت من قبل؛ ذلك المدعو زوجي الحالي أذلني وكسر نفسي بطريقة لا يصلح معها جبر.
ما فعلته عائلتي جعلني ابتعد عنها ولا أسامح أحد منهم، حتى جدي رغم عجزه ومرضه لم أشعر ناحيته بالشفقة أما ما فعله آدم فجعلني أفقد الثقة في نفسي.

أنتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 19-06-22, 04:03 PM   #220

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,799
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل جدا
أحببت أن تدخلي في قضايا اجتماعية هامة وهي اغتصاب أو التحرش بالأطفال واغتصاب الزوج لزوجته باعتبارها من حقوقه الشرعية ياعزيزتي للأسف الحقوق هذه يمسكونها من الطرف الذي يعجبهم دون الدخول في العمق وينسون الآية الكريمة وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

وجع غسق فاجأتني كمية الألم الهائل في فؤادها لقد عانت النبذ والحب من طرف واحد(طبعا نظرا لصمت ساجي) ومن الخذلان من العائلة والمجتمع لم ينصفها أقرب الناس اليها

سميحة فهمت الآن كيف لهذه الأفعى المغرورة أن تنجب سما هذه التي لاتقل عنها ويليق بها وسام الشيطان

سارة تستعيد نفسها مع عمر الرجل السند الرائع
تسلم ايدك ياريما
بالتوفيق يا حلوة❤️


Adella rose متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.