آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          Kay Thorpe A MAN OF MEANS (الكاتـب : رومنسيات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-22, 03:41 PM   #291

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanene** مشاهدة المشاركة
ساجي اشفق عليه رغم تظاهره بالقسوة و البرود الا انه ضعيف جدا من الداخل و ندوب الماضي لم تبرأ بعد و اكيد ليس هينا ابدا ان يصل شخص قوي مثله مع كل ما عاشه الى قرار الانتحار اتمنى ان تمتلك غسق القدرة على مسامحته و تعذره يعني حتى زواجه من روبين لم يكن سوى رغبة في التحدي و ليس لانه احب او رغب في غيرها كما انها ردت اعتبارها و نالت انتقامها بزواجها من ادم

و اهم شئ خلصنا من وسام و نال ما يستحقه بقيت الافعى روبين الله يستر مما تنويه لغسق لا افهم سبب كل هذا الحقد على غسق مع انها لم تؤذها ابدا بل على العكس هي من فعلت ذلك

منى رغم كرهي لهذه الشخصية لكن ارى ان ساجي يجب ان لا يتخلى عنها و يساعد في تبرئتها من هذه التهمة الشنيعة فهي في النهاية امه و خصوصا ايضا ان اثرها لن يقتصر على منى فقط بل على سمعة كل العائلة

يعطيكي العافية ابدعت 👏❤❤ بانتظار القادم بفارغ الصبر 🔥
شخصية ساجي الاصليه مش وحشه هو ضحيه زي غسق بالزبط الفرق كونه ولا خلى الضغط عليه جامد و الاعتراف بحزنه حتى غير مقبوله وكمان انه عاش مع جده في جو كله كره محروم من الحنان خلاه كدا ؛ هو بيحب غسق جدا بس رافض يعترف بالحب ده ازاي يحب بنت الشخص اللي اتسبب في كل المه
كله حيبان ساجي لازم يتغير بجد و غسق تحس بده عشان تسامحه
روبين حتتعالج متخافيش
منى دي لسه مشوارها ماخلص استني وحتشوفي اذا كان ساجي حيوقف معاها او لا
حبيتي شكرا لمتابعتك ان شاء الله الفصل يوم الاحد

hanene** likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 15-07-22, 03:43 PM   #292

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقد لؤلؤ مشاهدة المشاركة
فصل جميل جدا تسلم يدك 🥰
اتمنى ساجي يرجع لغسق
عقبال نسمع خبر حمل فرح

ننتظر الفصل الجاي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ساجي لازم يتغير ويثبت حبه لغسق مش حترجع بسهوله كدا بعد كل اللي عمله ولا ايه
يمكن يحصل قريب😉
سبحان الله العظم

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 15-07-22, 03:44 PM   #293

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أروى عيسى مشاهدة المشاركة
رواية رائعة جدا ❤❤💋❤😍
مرورك الاروع حبيتي اتمني كل روايتي تعجبك عندي وحده تانيه اسمها سيل جارف ❤❤❤


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 17-07-22, 01:56 PM   #294

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والأربعون

شعور بضيق بداخلها منذ أن اخبرها بأنهما سوف يعودان للوطن؛ فمنذ أن تزوجته وجاءت هنا ولا أحد يتعامل معها أو ينظر لها إلا باحترام، الكل يعطيها فرصة ليتعرف عليها أولًا قبل أن يطلق الأحكام عليها، حتى غسق رغم الحدود التي تضعها في التعامل معها لكنها لم تقم بإهانتها أو التشكيك بأخلاقها.
عندما قرر إياد الزواج منها رحب والدها فورًا، لم يقم بأي احتفال لإعلان زواجها، فقد اكتفى بعشاء للعائلة يضم إياد وأيهم وعائلة القاسم؛ تعرف السبب بالطبع ولم تلم على إياد بأنه لم يرغب في الاحتفال أيضًا؛ ما كان ليجرح شقيقته بإقامة حفل زفاف لها هي بالذات.
كل ذلك لا يهم فقد عوضها بحب وحنان وثقة بها!
ثقة لم تحظى بها من قبل، بداية من والدها الذي حكم عليها بأنها سيئة الخلق بسبب كذبة، مرورًا بمروان الذي لم يهتم بما تفعله ولا مع من تذهب، حتى قصتها مع سراج تعرف بأنه لم يكن يهتم إلا لأنه يكرهه سراج القاسم فقط.
إياد أعطاها فرصة العمر، عندما أخبرها بأنه قرر أن يتزوجها وأنه يثق بها.
وكم أطرت قلبها تلك الكلمة، بل رفعتها للسماء وجعلتها تلمس النجوم بيديها، فهي أجمل من كل كلمات الغزل التي سمعتها طوال حياتها، بل هي أجمل من كل قصائد العشاق التي غزلت عبر قرون الزمن مجتمعة معًا.
رفرف قلبها لتلك الكلمات بطريقة لم تعهدها في حياتها سابقًا، ولازال يرفرف كلما شعرت بأنه يعطيها ثقته أكثر وأكثر.
لكن كل ذلك سينتهي بمجرد أن تطأ قدميهما أرض الوطن!
هناك لن تكون سابين زوجة اياد، لن تكون سابين التي يجب التعرف عليها قبل إصدار الأحكام، بل هي سابين ذات السمعة السيئة والأحكام التي تم إصدارها بالفعل منذ زمن.
سابين التي اتهمت في قضية زنا مع زوج أخت زوجها الحالي!
تشعر بخوف شديد يلازمها منذ أن عرفت بقراره، ليس من نظرة الناس لها فقط، بل من فقدانه، نعم فقدانه فإياد لن يتحمل التجريح والتشكيك في أخلاق زوجته، وطبعا لن تلومه على ذلك ومن يقدر على ذلك، الأدهى أنها عرفت بعودة فرح لسراج، ليس أنها كانت تتمنى فراقهما إلى الأبد لكن عودتهما تعني بأنها سوف تتقابل كثيرًا مع سراج، كيف ستكون نظرة إياد لها وهو قد رأى وعرف ما حدث بينهما، كيف ستتحمل لسان فرح؟ بل هل من الممكن أن تتقبلها فرح من الأساس؟ تلك الأفكار وغيرها هي ما تجول في بالها ولا تعرف كيف تخبره أو تناقشه بها!
خلفها كان يقف منذ مدة دون أن تشعر به، كيف تشعر به وهي غارقة في أحزانها منذ مدة، ليس بغر كي يخفى عليه الخوف الذي تجلى في عينيها عندما أخبرها بقرار العودة، يعرف فيما تفكر ومن ما تخشى! غبية تعتقد بأنه قد يتأثر من كلمات الغير أو يتركها بسبب ذلك ليرضي كبرياء رجولي مزيف.
لازالت لا تعرف من هو إياد ولا تعرف مقدار حُبه لها ولا مقدار الثقة التي استحقتها عن جداره في داخله، فهو كان يراقبها منذ أن شعر بدقات قلبه تتغير في حضورها، أيام وليالي لا يغفل عن أي تصرف، كلمة، حركة منها مهما كانت بسيطة، بسهولة اكتشف معدنها، سابين ليست سيئة الخلق أو من محبات الانحلال، على العكس تمامًا فهي تنبذ تلك المظاهر بشدة، مشكلتها الوحيدة هي التقليد الأعمى والانسياق وراء أي شخص تصادفه مثلما حدث مع روبين ومع أقاربه؛ صحيح أنها شرعت في التغير البطيء لكنها تحتاج لوقت أطول، مؤخرًا تغيرت طريقة ملابسها كثيرًا وهو سعيد بذلك فهي في طريقها للحجاب الصحيح وليس مجرد تقليد للغير فقد واضبت منذ مدة على ارتداء شال يغطي شعرها مع ملابس واسعة مستوره دون أن يطلب منها ذلك هو فقط كان مشجع لها لا ينفك يلقي عليها كلمات الغزل على مظهرها الجديد دون أن يذكر طريقة ملابسها القديمة أو حتى يلمح بها.
تصاعد صوت رنين هاتفه مما جعلها تلتفت له بسرعة وقد صعقت من وجوده خلفها، لم تشعر به عندما دخل للمنزل بسبب شرودها!
أجاب إياد على هاتفه فورًا:
- فرح أهذا أنتِ؟
ها قد بدأت المواجهة مبكرًا، هذا ما فكرت به سابين وهي تسمع كلمات إياد لشقيقته، لذلك انسحبت من أمامه لتنزوي في غرفتها مع مخاوفها.
بعد مكالمة قصيرة أغلق هاتفه وبحث عنها حوله، تكهن بأنها دخلت لغرفتها عند سماعها لاسم فرح، ماذا ستفعل عندما تعرف بقدومها؟ ربما هذه المواجهة هي شرٌ لابد منه.
دخل عليها الغرفة ليجدها مستلقية في الفراش تعطيه ظهرها؛ جلس على السرير وسحبها ليستقر رأسها على فخذيه دون أن تمانع أو تعترض.
مشط شعرها بيده وهو يقول بحنو:
- لماذا هذا الحزن الذي أراه في عينكِ يا تميمة حظي.
رفعت رموشها تنظر له بحب:
- لماذا تسميني تميمة الحظ؟ لا أعتقد بأن اللقب يليق بي.
ابتسم لتظهر أسنانه البيضاء وتزداد دقات قلبها العاشق:
- لأنكِ كذلك، أنتِ الوحيدة التي استطاعتِ الدخول لقلبي وتحطيم كل حصوني دون حتى أن أقدر على مواجهة تيار حبك الجارف، لم أحتاج أن أفكر أو أخطط لكيفية الهروب منك، بل وجدت نفسي أسلم قلبي وكل عمري لكِ عن طيب خاطر، أنتِ من أشعرتنِي بالاكتمال وبأني بجانبك ملكت الكون، لا ليس الكون بل ملكت راحتي وهناء البال، فأنا قبلك لم أكن أشعر بهذا القدر من الراحة منذ أن تزوج أبي فريدة.
لم تشعر بالدموع التي انسابت من مقلتيها إلا عندما قام بمسحها برقة شديدة، لتمسك أصابعه وتقوم بتقبيلها كحب وامتنان وليس خضوع أو تبجيل له.
سحبها لتعدل من رقدتها وتجلس ملاصقة له دون أن يبعدها عن حضنه ليقول بصوت خفيض:
- فرح اتصلت بي منذ قليل.
تصلب جسدها وشعر به لكنه قرر تجاهل ذلك وتابع بهدوء تام:
- أخبرتني بأنها في طريقها إلى هنا سوف تصل غدًا صباحًا بتوقيتنا، سراج أوصلها للمطار وهو معها الآن تريد مني أن احجز لها في فندق فهي محرجة من المبيت عند أقاربنا كما أنها لازالت لم تصفي خلافها مع غسق.
رفعت رأسها له لتقول بصوت محشرج:
- هل أعادها سراج لذمته؟
رغم أن السؤال في ذاته لم يكن مقبولًا، لكنه تجاوز عن ما يشعر به مؤقتًا حتى يتم ما يريد الوصول له:
- نعم القصة طويلة لكن في النهاية سراج لن يقدر على العيش دون فرح وهي كذلك.
هزت رأسها موافقة دون أن يظهر على ملامحها شيء.
- أعتقد أنه من الأفضل أن تقيم فرح معنا إلى أن تقرر هي العكس.
رمى جملته التي نزلت كالصاعقة على سابين، ليتغير وجهها وتفر الدماء منه، شعرت بأن دلوًا من الماء البارد قد نزل عليها ليجمد أطرافها، يا إلهي كيف ستتعامل مع فرح وفي منزلها!
ظل يراقبها دون أن يتكلم، ينتظر رد فعل منها، أي شيء رفض، غضب، صياح، أو حتى قبول زائف! المهم أن تكون لها ردة فعل، لكنها لم تفعل كل ذلك فقط تجمدت في مكانها وظلت شارده بنظرها إلى الفراغ.
وضع يده أسفل فكها ليرفع رأسها له وينظر في عينها مباشرةً:
- سابين انظري لي لا تهربِي بعينيكِ مني.
رمشت بعينها عدة مرات ثم نظرت له لتلاقي خاصته، وقد هالها كمية الحنان المتدفق فيهما.
- أعرف أنكِ متضايقة من فكرة عودتنا للوطن، كما أعرف بأن فكرة بقاء فرح معنا في الشقة ليس من الأشياء المفضلة لكِ، لكني أريد أن أسمع رأيكِ في ذلك، أنا لا أفرض عليكِ وضع معين أو آمرك بأن تقبليه دون نقاش، أنا أخبرك بما أفكر وأنتظر منكِ مناقشتي فيه، سواء بالرفض أو القبول المهم أن تخبرينِي ما هو رأيكِ، وبالنقاش نقنع أحدنا الآخر.
بدأت الدماء تعود لوجهها وقد اتسعت عينيها في ذهول من هول ما تسمعه، لم يقم أي شخص قبل الآن بطلب رأيها، الجميع يفرض عليها ما تريد، حتى تعودت بأن تلف حول الموضوع الذي ترفضه وتقوم بإفشاله بطريقة خبيث، أو لو لم تقدر على ذلك رضخت مجبرة.
تابع إياد بعد أن تأكد من تجاوبها:
- يجب أن تعرفِي بأن أكثر شيء أكرهه في المرأة هو خضوعها، يمكنني تقبل أي عيب آخر إلا هذا، لا أريد امرأة مثل أمي ترضى بأي شيء وتقبل بالفتات، بل أريد امرأة تقاسمني حياتي بمعني الكلمة، ترفض كل ما يضايقها وتقولها علانية حتى لو كان ذلك ضد رغبتي، هل يمكنكِ أن تكوني تلك المرأة سابين؟
هذا كثير عليها، لا تصدق بأنها محظوظة لهذه الدرجة، يعطيها حبه واسمه وثقته والآن يريد أن يسمع رأيها ويأخذ به!
ازدردت ريقها ثم قالت ببطء:
- دعنا من مسألة العودة للوطن سنتناقش بها في وقتها.
صمتت قليلًا لتستجمع شجاعتها وعدلت من جلستها لتكون مقابلة له وقد ثنت قدميها أسفلها ثم أخذت نفسًا طويلًا.
- بالنسبة لفرح هل تعتقد بأن بقائها معي في نفس المكان فكرة صائبة؟ أعني أنت تعرف تاريخنا معًا، هي وأنا لم نكن مقربتين وآخر لقاء لنا كان كارثيًا بمعني الكلمة.
لاحظت اهتزاز حدقتي عينيه لتكمل بسرعة:
- لا تسيء فهمي أعرف مكانة فرح عندك جيدًا، ولا أقترح أن تبتعد عنها أو أرفض وجودها في منزلك بالطبع، أنا فقط أخبرك بمخاوفي.
- أولًا هذا منزلنا وليس منزلي وحدي يجب عليكِ أن تضعِي ذلك في بالك؛ ونعم أعرف علاقتك بفرح وماضيكما المشرف!
نكست رأسها في خزي
ليقول بصوت مرتفع يشوبه الغضب:
- لا تنكسِي رأسك بهذه الطريقة مرة أخرى، لستِ مذنبة، إذا كنتِ أخطأتِ فقد دفعتِ الثمن لم تعودي تلك الفتاه التي كنتِ من قبل، لا تجعلِي أي شيء يشعرك بأنكِ مذنبه.
كان يود الصياح بها أكثر، كان يريد أن يؤنبها ويقول لها الكثير من الكلام المؤذي لعلها تعرف قيمة نفسها وما أصبحت عليه، لكن نظرة الخوف التي سكنت عينيها جعلته يتراجع، وبدلًا عن ذلك ضمها بين ذراعيه ثم مال عليها ليحتل شفتيها في قبلة يمتص بها رحيقها الذي لا يرتوي منه أبدًا.
استمر في تقبيلها حتى شعر بحاجتهما للهواء، ابتعد مرغمًا وهو يستند على جبهتها:
- يجب أن نستغل فرصة وجودنا لوحدنا الآن، تعرفين أن الجدارن هنا ناقلة للصوت وأنتِ يعلو صوتك عندما...
- اشششش.
وضعت يدها على فمه قبل أن يكمل ليضحك بصوت عالي على خجلها الذي تفاجأ به منذ أن تزوجها.
لعب حواجبه وهو يقترب منها أكثر حتى ظنته سيقبلها مرة أخرى:
- هل أكذب أم أبالغ!
زمت شفتيها في دلال وهي تدعي الغضب:
- لو كان صوتِي يضايقك لن أتكلم مرة أخرى.
عدل وضعيتها ليجعلها تنام على السرير وهو فوقها:
- ومن قال شيء عن الكلام؟ أريد سماع شيءٍ آخر يطرب أذني ويجعلني أعرف بأنكِ مستمتعة مثلي.
لم يعطيها الفرصة لترد بالكلام، فقد أطفأ النور بجانب سريره واستمتع بنغماتها التي بات يعشق سماعها.
*****
وضعت ملعقتها في إناء الحساء الثاني وهي تشرب منه في استمتاع واضح جعل غسق تنظر لها بنصف عين وهي غير مبالية لها.
- كم هو لذيذ هذا الحساء! لولا خجلي لطلبت من ساجي أن يحضر لي قدر كبير لآخذه معي لمنزلي.
رفعت سارة حاجبها وهمست في أذن غسق:
- خجل! زهراء تخجل من ساجي! هل سمعتي بأنها طلبت منه أن يكون موديل لها في جلسة تصوير.
رغم أنها شعرت ببعض الغيرة إلا أنها سرعان ما تلاشت أو ربما قامت هي بطمسها فورًا، لتقول ببرود:
- حقًا جيد.
- جيد! سوف أصدق بأن الأمر لا يعينكِ؛ لكن تعالي هنا لم تخبرينِي من قبل بأن ساجي يجيد الطهي أم هو فقط يحاول وصل حبال الود بينكما.
كانت تنظر إلى هاتفها وهي تجيب في روتينية:
- يجيد طبخ بعض الأصناف البسيطة، تعلمها عندما كان يعيش في أوروبا مع إياد، لكنه لا يطبخ دائمًا بالطبع فقط هذا الحساء عندما أصاب بالبرد ولا أقدر على البلع، ولا ليس من أجل أي مما تفكرين به فهو اعتاد على ذلك منذ زمن.
لم ترد سارة لكن منظر وجهها أوحى بكل ما تريد أن تقوله دون أن ينطق لسانها بحرف.
عقدت غسق حاجبيها وعقدت يديها:
- قولي ما عندك سارة فهو واضح على وجهك.
رفعت حاجبيها في دهشة مصطنعة:
- أنا ماذا قلت؟! فقط أفكر بأن زهراء على حق يجب أن آخذ من ساجي طريقة صنع الحساء وأجعل عمر يصنع لي طبق منه.
وقفت من مكانها وهي تشتاط غيظًا دون أن يظهر ذلك عليها، فقد فهمت تلميحاتهم المبطنة، أخذت حقيبتها وقالت ببرود:
- أنا ذاهبة لدي موعد مع المجموعة، استمتعن بالحساء أو ربما من الأفضل أن تذهبن لمنزل ساجي لتقمن بمساعدته في الاعتناء بتيم وتيام.
خرجت وأغلقت الباب خلفها دون أن تنتظر الرد، بمجرد أن فعلت انطلقت ضحكة عالية من زهراء تبعتها أخرى من سارة وبدأت التحليلات عن تصرف غسق.
***
عند المجموعة العلاجية حكت غسق ما حدث دون أن تخفي مشاعر الغضب التي تملكتها من تصرف سارة بالذات.
كانت المرأة التي لديها خمسة أطفال أول من علق باستغراب:
- لا أصدق! زوجك عربي ويقوم بالاعتناء بالطفلين لوحده وأيضًا يطهو؟
ارتفع حاجب الشر لدى غسق وعقدت يديها:
- أولًا هو مطلقي؛ ثم لماذا لا تصدقينِ؟ لأنه عربي من المفترض أن يقوم بضربِي صباحًا ومساءً ويعاملني كجارية أهذا ما تعتقدين؟
شعرت المرأة بالتوتر لرد غسق القاسي:
- لا أقصد الاساءة بالطبع فقط ما نسمعه عن الرجال العرب يختلف عما تقولينه.
خفت حدة نبرتها قليلًا دون أن تفقد صرامتها:
- صدقيني لا تريدين أن تعرفي ما نسمعه عن النساء هنا؛ ثم الرجل السيء والجيد في كل مكان هناك الكثير من الرجال العرب من يذلون زوجاتهم ويساعدونهم في كافة الأشياء وهناك العكس، الأمر ليس له علاقة بجنسية الشخص بل بأخلاقه.
نكست رأسها في خزي لتقول:
- معكِ حق زوجي من هنا وهو من يقوم بضربِي ليل نهار.
شعرت غسق بالألم لما أصاب المرأة، هي لا تحب بأن تؤلم أحد أو تقلل منه أبدًا.
لتقول بحنان لعلها تغير الجو الذي تعكر:
- المهم أنكِ تخلصتِ منه.
ابتسمت لها في توتر دون أن تجيب.
لتقول الأستاذة الجامعية بصوت عالي نوعًا ما كالعادة:
- أعتقد بأنكِ لا تعطي مطلقك حقه، ها هو يعتني بالأطفال وأنتِ مريضة كما أنه يحضر لكِ الطعام، وحسب كلامك هو معتاد على ذلك من قبل، إذن هو ليس سيئًا ومتبلد المشاعر كما تقولين عنه دائمًا.
بالكاد تمالكت نفسها كي لا تصرخ في وجهها:
- هم ولديه أي ما يفعله واجب وليس شيئًا يستحق عليه جائزة، بل هو أقل تعويض بعد أن تركهما طوال الشهور التي مضت في وضعه الصحي المعقد؛ ثم أنه من تطوع وقام بالطهو لي أنا لم أطلب منه يومًا ذلك، وحتى هذا أمر عادي وليس غريبًا يجب أن تري أخاه ماذا يفعل؟ عندما تمرض زوجته ثم تقارنيه بساجي.
عدلت نظارتها لتقول بنفس الصوت العالي وكأنها تلقي محاضرة على تلاميذها:
- أتفق معكِ في جزئية طفليه، لكن أنتِ قلت بأنه كان مهمل لكِ تمامًا ولا يهتم لأمرك ِأبدًا، مع أنه حسب كلامك أيضًا كان يساعدك في المذاكرة وفي العمل وكان يأخذك للأماكن السياحية التي تحبين والآن عرفنا بأنه يهتم بكِ في مرضك بل ويقوم بالطهو خصيصًا لكِ في الوقت الذي يستطِيع بأن يكلف أي شخص بتلك المهمة مثل الخدم؛ ولا نعرف ماذا كان يفعل من أجلكِ غير ذلك؟
كانت تود الرد عليها بطريقة تجعلها تخرس للأبد لكن الطبيبة قاطعتها لتقول بصوتها الهادئ الرزين:
- بجب أن يكون له مزايا وإلا ما كانت أحبته وبقيت معه طوال تلك السنوات؛ لنتفق على شيء مهم لا يوجد شيء اسمه حب من أول نظرة هذا وهم غرسته القصص في عقل المراهقات وساعدت الأفلام في تأكيده، ما يحدث هو انجذاب أو إعجاب بالشكل الخارج فقط وليس شرط أن يكون الشخص في قمة الوسامة أو تكون الفتاة فائقة الجمال لتحظى بذلك الانجذاب، كل شخص لديه معاييِر مختلفة للجمال عن الآخر!
سكت قليلًا لترى تأثير كلامها على النساء وقد كان فلقد أصابت الهدف بدقة.
تابعت:
- ما يجعل هذا الاعجاب يتحول إلى حب هو التفاصيل الصغيرة، المعاملة الرقيقة، الاحترام، أن يهتم الطرف الآخر بما تحب وما تكرهِ وغيره من تلك الأمور التي تتراكم في القلب والروح وتصبح حب يجعل الشخص يتحمل الأذى، كما حدث معكن للأسف.
لتقول أم الأطفال معترضة:
- غير صحيح، ماذا عن قصة روميو وجولييت؟ لقد وقعت في الحب منذ النظرة الأولى.
ابتسمت لها:
- قصة روميو وجولييت خيالية مثل باقي قصص الحب المشهورة وقصص أميرات ديزني، لكن لو قمنا بدراسة شخصية روميو وجولييت لقلنا بأنهما مراهقين مصابين بالاضطرابات لا حصر لها واكتئاب شديد أدى لانتحارهما في النهاية؛ وليس الحب هو السبب كما يتغنى الجميع.
عقدت حاجبيها في غضب وهي تتمتم بكلام غير مسموع جعل البقية تضحك على منظرها.
بعد انتهاء الجلسة طلبت الطبيبة من غسق أن تنتظر لأنها تريد محادثتها على انفراد
جلست غسق بتوتر نوعًا ما، لتقول الطبيبة بسرعة كي لا تزيد من توترها:
- غسق أعتقد بأنكِ أصبحتِ حادة في نقاشكِ مع الجميع.
قبل أن تقاطعها غسق تابعت:
- الحوار أو النقاش يعني طرح وجهات النظر والمحاولة للوصول لنتيجة لتقريبها أو إقناع الآخر بها، وليس اثبات بأنكِ على حق دائمًا، أنا لا أتحدث عن نقاشك اليوم فقط، بل حتى مع والد طفليكِ وحسب كلامكِ أصبح كله اتهام له ومواجهة بأفعاله فقط دون السماح له بالتبرير ورفض الوصول لحل وسط.
قاطعتها بغضب:
- ليس صحيح أنا فقط أخبرته بما فعل عدة مرات كما أني سمحت له بأخذ الطفلين عند مرضي، إذن أنا لست متزمتة كما تقولين.
- ومن قال بأنكِ متزمتة؟ كل ما قلته بأن لغة الحوار بينكما غير صحية؛ من حقك أن تلومينه على ما حدث مرة، لكن تكرارها في كل حوار لن يجلب سوى المشاكل والنفور بينكما، وسيجعل الاتفاق على أبسط الأمور التي تخص طفليكما مستحيلة؛ لقد استطاع والد أطفالك هذه المرة اقناعك بالأمر الصواب لأنه رجل أعمال ناجج ويعرف كيف يدير الحوار لمصلحته، لكنه بعد فترة من لومك المستمر له وعدم تقبلك محاولته ليكون أبًا لطفليكِ، سوف يمل وقد يتوقف عن المحاولة عندها سيكون الخاسر الوحيد هما طفليكِ.
عقدت ذراعيها ولايزال الغضب يتملكها:
- يجب أن أنسى كل أفعاله لمجرد أنه اعترف بخطئه مرة واحدة، وإلا سيمل ويترك طفليه، فليذهب إلى الجحيم، لقد تحملت عشر سنوات من النبذ والبعد لينتهي الأمر بإهانة علنية تبعها زواجه من حبيبة قلبه!
كانت تلهث في غضب وقد امتلأت عينيها بالدموع الغادرة لتنزل على خديها دون استئذان وتزيد من ألمها أكثر لأنها شعرت بضعفها في تلك اللحظة.
تركتها الطبيبة تخرج ما بداخلها من غضب وألم حتى انتهت من بكائها:
- بالطبع لا أطالبك أن تنسي أفعاله، هذا مستحيل، فالمرأة تغفر ولا تنسى، أنا أطالبك بأن لا تحقدي، لا تجعلي الغضب وما حدث يتملك من روحك فتّحولِك لشخص آخر؛ كونك تجاوزتِ كل ما مضى واستطعتِ أن تقفِي على قدميكِ من جديد يعد هذا إنجاز ويدل على قوتك وقدرتك على تخطِي الصعاب.
سحبت شهيقًا لتكمل وقد لاحظت بأن غسق هدأت قليلًا:
- أنتِ شخص جيد ذو روح نظيفة لا تحاولي تغيير ذلك وادعاء العكس، من أجلكِ أنتِ قبل الجميع.
أخذت وقتها في استيعاب كلام الطبيبة وتحليله جيدًا، هي ليست أول من يخبرها بأنها تغيرت وأصبحت قاسية، صحيح بأن طريقتها مختلفة أكثر لكنها توصل نفس المعنى، ربما يجب عليها أن تسمع لغيرها لترى الخطأ بها أو ما يعتبره الآخرين كذلك، هي فعلًا مؤخرًا قامت بإيذاء أكثر من شخص دون قصد مباشر منها، وهذا ليس طبعها، أما بالنسبة لساجي ربما ستتوقف عن معايرته وتذكيره بما فعل، لكن ليس قريبًا بالطبع.
*******

جلست في النادي في مكان مكشوف بجانب وليم في انتظار قدومه، متأكدة من أن الخبر قد وصل له، رغم برودها الظاهري لكنها ترتعد خوفًا من داخلها، ماذا لو لم يهتم وقرر أن يبتعد عنها للأبد؟
أيهم لم يبادر يومًا في علاقته معها بل هي من كانت دائمًا المبادرة، منذ البداية وهي تحاول جذب انتباهه لها وعندما أيقنت من أنه يبادلها الحب قررت بأن يكون لها بأي طريقة، عرفت ماضيه وعقده وهو ما جعلها تتمسك به أكثر، ربما لو لم تمتلك طموح لكانت متزوجة منه منذ مدة طويلة ولديهما أطفال أيضًا!
لكنها امتلكت طموح منذ أن كانت طفلة ولم ترضى بدور زوجة رجل الأعمال فقط؛ عملت بجد وشقاء وساعدها حظها وصلتها بسراج وعائلته ليكون الطريق ممهد لها نوعًا ما، فاستطاعت خلال أعوام قليلة أن يصبح لها أسهم في إحدى أكبر شركات الألبان.
ها قد حققت كيانها في العمل وحان الوقت لتحظى بحبيبها، لكن عليه أولًا أن يعرف قيمتها كي لا يتكرر موقف المكتب مرة أخرى.
لم تمر عشر دقائق إلا ورأت أيهم يتقدم ناحيتها وقد ظهر عليه الغضب الشديد، لتقترب من وليم أكثر تلكزه في جنبه كي ينتبه لها، رفع النظارة الشمسية عن عينيه وهو ينظر لأيهم بسرعة قبل أن يعيدها وهو يخرج صوت إعجاب، ليهمس في أذنها وهو يلف ذراعه حول كتفها:
- لقد أصبح وسيمًا جدًا لا أذكر بأنه كان يمتلك هذا الجسم ذو العضلات البارزة، كم أنتِ محظوظة!
قالت من بين أسنانها وهي تحاول أن تخفي امتعاضها منه:
- اخرس بدلًا من أن أصفعك بقوة لتعود رجلًا من جديد.
أزاح يده من على كتفها، وهو يقول بغضب:
- اسحبي كلمتك حالًا وإلا...
- سحبتها هلا عدنا لما كنا نفعله!
ابتسم في انتصار ثم وضع يده حول كتفها في حركة زادت النار اشتعالًا في قلب أيهم.
فضرب بقبضته المضمومة على الطاولة التي أمامهما وهو يصرخ:
- ما هذه المهزلة التي تحدث هنا؟
رفرفت ميلا برموشها دون أن تجيب، أم وليم فقد قال بغباء:
- لقد أفزعتني، عن أي مهزلة تتحدث؟ لا أفهم!
أمسك نفسه بصعوبة عن لكمه وتحطيم وجهه، إلا أنه قال وهو يكز على أسنانه حتى كاد أن يحطمها:
- أبعد يديك عنها بدلًا من أن أقطعها لك.
نكزته ميلا في خصره ليتشجع قليلًا:
- وما شأنك أين أضع يدي، أنا وميلا تز...
بصوت جهوري عالي يناقض كل ما تعرفه عن أيهم:
- أبعد يدك عنها حالًا.
تراجع وليم في خوف، أما أيهم فقد دار حول الطاولة وأمسك ميلا من ذراعها بقوة يجبرها على الوقوف والذهاب وراءه دون أن تملك حق الاعتراض؛ دخل بها أول غرفة قابلته دون أن يعرف ماهيتها وأغلق الباب خلفهما.
كانت ميلا أول من تكلم بعد برهة من الزمن، لتقول في غضب حقيقي:
- ما هذا الذي فعلته كيف تجرؤ على معاملة وليم بتلك الطريقة، لا أسمح لك بذلك وليم خط أحمر!
رفع حاجبه وهو ينظر لها من أعلى إلى أسفل في استهزاء:
- ولي أصبح وليم وكذلك خط أحمر!
أدارت وجهها للجهة الأخرى دون أن تجيبه فزفر بقوة وخلل شعره عله يهدأ قليلًا، منذ أن سمع الخبر من سراج وهو يشعر بنار مشتعلة بداخله، يعرف بأن جنون ميلا هو ما يجعلها تقوم بتلك الحماقة، لكنه يخشى من أن تضيع منه للأبد بسبب ما حدث.
حضن وجهها بكفي يده وجعلها تنظر له، لثواني ذاب في عينيها دون أن ينطق بحرف ليجلي حلقه ويقول بصوت هادئ مخالفًا للموقف المشتعل:
- أنا آسف، أعرف بأني أخطأت بما فعلته في المكتب، كان عليَّ أن أقف مع الحق، لكن فرح شقيقتي و..
أبعدت يديه لتقول بغضب لم تحاول كتمه:
- وأنت اعتدت على نصرتها ظالمة أو مظلومة! رغم أني لم أراها طوال سنوات معرفتِي لها إلا ظالمة؛ اسمع أيهم لقد قبلت سابقًا بوقوع الظلم عليَّ عندما قام سراج بإبعادي عن العمل هنا قصرًا لأنها تغار، لم أهتم فأنا أردت أن أقضي مع أبي آخر أيامه وهو مريض، كما رغبت في أن أتم دراستي واستمر في العمل؛ استطعت أن أتقبل هذا منه فهو لا يعنيني إلا كشريك في العمل، بل قدرت احترامه لزوجته، أما أنت فلن أقبل منك أن تقلل مني أبدًا سبق وأخبرتك بذلك، ما دمت لم تفهم ذلك وكنت تظن بأن حبي لك أهم عندي من كرامتي إذن..
لم يجعلها تكمل بل مال عليها يسكتها بقبلة تمناها منذ سنوات مضت، قبلة طال انتظاره لها وربما انتظارها هي أيضًا، أنزل يديه ليضعها خلف ظهرها ويقربها له أكثر كي يعمق من قبلته؛ لكنه صدم، صدمة شديدة فقد اكتشف آخر شيء كان يمكن أن يخطر على باله.
فصل قبلته وهو يلهث وقد اتسعت عينيه في دهشة، لينظر لها فيجد وجهها هي أيضًا يتورد خجلًا، وقد أنزلت عينيها في حرج شديد.
هز رأسه غير مصدق وقال وهو لا يزال تحت تأثير الصدمة:
- ميلا لا تجيد التقبيل! بل أنتِ لا تعرفين كيف تقبلين من الأساس!
لم تتجرأ على الرد عليه فقد قامت بتعديل شعرها ووضعه على جانب واحد دون أن تنظر له.
أما هو فقد علت وجهه ابتسامة رائعة تعبر عن السعادة أو ربما الانتصار، ليقول بخبث:
- إذن أفهم من ذلك بأن تلك كانت أول قبلة لكِ.
ازدادت حمرة وجهها فحاولت الهروب منه وبصوت حاولت بث الصرامة فيه لكنه خرج رغمًا عنها مهزوز:
- ابتعد من فضلك خطيبي ينتظرني لا يجوز أن أتأخر عليه أكثر من ذلك.
اتكأ على الباب وهو ينظر لها بتسلية:
- خطيبك! تقصدين وليم منذ متى وهو يرافق النساء؟ هل نسيتِ بأني تعرفت عليه عندما كنت أزوركِ سابقًا وأعرف ماهي ميوله!
أغمضت عينيها وقد تمنت أن تنشق الأرض وتبلعها، كيف نسيت ذلك؟! بالطبع أيهم يعرف وليم جيدًا، كم هي غبية، لقد فشلت خطتها وظهر كم هي بائسة لا تستطِع أن تحصل على رجلٍ بحق.
تعالى شعور الغضب بداخلها لتقوم بضربه على صدره وهي تهتف:
- ابتعد عني لا أريد أن أراك أنا أكرهك، تظن بأني لن أجد رجلًا كي أتزوجه، أقسم بأن أتزوج أول من يقابلني سوف ترى.
أمسك يديها ومال يهمس في أذنها بحنان:
- وأنا أول من قابلتيه فلتقبلي بالزواج مني؟
نظرت له في ذهول لعدة ثواني، ثم تراجعت تكتف يديها وقد استعادت قوتها كلها دفعة واحدة.
- منذ متى سيد أيهم؟ كنت ترفض حتى أن ترد على طلبي والآن تتكرم وتتنازل وتقرر الزواج مني؟
- بعد ما حدث بينكِ وبين فرح!
أولته ظهرها وهي تقول بصوت عالي:
- اعتذر طلبك مرفوض.
شعر بلكمات تضرب بطنه من كلماتها، أغمض عينيه قليلًا قبل أن يقول بصوت محشرج:
- معكِ كل الحق أنا لا أستحقك، لقد استهنت بكِ كثيرًا لكن عندما سمعت الخبر من سراج شعرت بأن روحي سُلبت مني، حتى بعد أن رأيتك مع وليم ورغم معرفتِي به إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الوجع بداخلي، صدقيني ميلا أعدك بأن أعوضك عن كل ما فات وأحاول أن لا أضعك في نفس الموقف مع فرح مرة أخرى، فقط أعطيني فرصة لأثبت لك ذلك.
لم ترد لا تعرف بماذا ترد، هل تقبل بكل سهولة وتجعله يتحكم بحياتها ويقلل من قيمتها مرة أخرى، تعرف أيهم لن يتغير مع فرح، وفرح لن تجعل حياتها سهلة أبدًا؛ أم ترفض وتخسر الرجل الوحيد الذي أحبته طوال حياتها.
خيارين أحلاهما مُر فماذا تختار يا تُرى؟
******
وصلت في موعدها ودون عناء وجدت إياد ينتظرها، رغم غضبها منه لكنها اشتاقت له بشدة لم تقاوم شوقها وارتمت في أحضان شقيقها تبكي بحرقة، فقد مرت شهور طويلة قامت فيها بجفائه بكل قسوة ورفض الرد على أي من اتصالاته التي لم تنقطع طوال الشهور الماضية، لطالما عرفت بأن شقيقيها يحبانها لكن في أزمتها الأخيرة ورغم كل ما فعلته معهما، لم يقوما بالابتعاد عنها أبدًا واستمرا في دعهما بكل الطرق، لدرجة جعلتها تخجل من نفسها.
بعد أن ابتعدت عن حضنه نظر لها بابتسامته المعهودة، ليصفر بإعجاب وهو يدور حولها:
- ما هذا التغيير الرهيب، لم أتصور بأنكِ خسرتِ كل هذا الوزن، حتى عندما أخبرني أيهم لم أتصور بأن تكون النتيجة هكذا.
تخصرت وهي تقول:
- لطالما كنت جميلة لم يتغير بي شيء فقط ازددت جمالًا.
أطلق ضحكة صافية وهو يقول بمرح:
- يا إلهي سوف أموت من شدة تواضعك.
زمت شفتيها في تذمر ليضع يده على رأسها ليلعب بشعرها ويضمها له بشوق أضناه، كم اشتاق لصغيرته المدللة.
في الطريق للمنزل تعمد أن يسلك طريقًا طويلًا كي يستطِيع التحدث معها؛ بعد مدة ليست قصيرة قرر بدء الحديث:
- فرح سوف تقيمين في شقتي، لقد حضرت لكِ سابين غرفتك.
اكتفى بهذا القدر من الحديث دون أن يكمل، رغم أنه حضر الكثير من الحديث بينه وبين نفسه لكنه عندما واجه فرح لم يقدر على قول ربع ما حضره مسبقًا.
- هل تتوقع مني أن أعيش في نفس المنزل مع عديمة الأخلا..
قاطعها في صرامه وهو يركن السيارة في أول مكان وجده أمامه:
- فرح لن أسمح لكِ بإهانة زوجتي أو التقليل من قيمتها أبدًا، سابين الآن زوجتي وكرامتها من كرامتي، أي إهانة لها تعتبر إهانة موجهة لي شخصيًا.
توقف قليلا ثم تابع بعد أن لاحظ بأنها تريد المعارضة:
- ما حدث بينكما في الماضي لا يعنيني بشيء ولم ولن أتدخل به، لكن منذ ارتباطي بها وهي أصبحت تخصني وتحمل اسمي؛ لذا أرجوكِ احترميها من أجلي، كما ستقوم هي بالمثل.
رغم اعتراضها على ما قاله، لكنها قررت أن تمرر الأمر، يكفي بأن أيهم خسر ميلا بسببها، ستحاول تجنبها قدر الإمكان حتى لا تخسر إياد؛ تعرف بأن إياد ليس مثل أيهم، لن يتهاون في الأمر ما دام قد أعلنه لها.
قالت بهدوء:
- معك حق يجب أن يعرف كل شخص حدوده؛ والآن هل من الممكن أن تأخذني لمنزل غسق وآدم أولًا؟
عقد حاجبيه:
- غسق وآدم؟ ألا تعرفين ما حدث؟
- وما هو الذي حدث؟
أبعد عينيه عنها وقام بتشغيل السيارة ليقودها حيث طلبت:
- غسق وآدم حدث بينهما طلاق منذ مدة طويلة؛ كما أن غسق تغيرت لا أعرف كيف ستكون ردة فعلها عندما تجدك أمام منزلها، هل أنتِ متأكدة من أنكِ تريدين الذهاب لها؟
شعرت بالخوف والرهبة من لقائها، لكنها قالت بإصرار:
- نعم يجب أن أقابلها أولًا ثم بعدها سوف أمر على منزلك.
لم يعلق بل قاد السيارة حيث طلبت، أنزلها أمام منزل غسق لكنه أبقى حقيبتها معه في السيارة، لتلفت له في تساؤل.
- هذا أفضل أنا سأظل في شقة ساجي هي قريبة من هنا ولو حدث شيء قومِي بالاتصال وأنا سأكون عندكِ في لحظتها.
هزت رأسها بموافقة، رغم أنها أرادت أن تستفسر عن سبب قرب شقة ساجي من غسق لكن الخوف الذي يعتريها من ترقب لقائها بغسق جعلها لا تهتم مؤقتًا.
وقفت أمام شقة غسق ترفع يدها للباب لطرقه ثم تنزلها، استمر الوضع دقائق طويلة قبل أن تمتلك أخيرًا الشجاعة الكافية لتطرق على الباب، أرادت الهرب عندما لم يفتح الباب وفعلًا شرعت في ذلك لكن صوت فتح قفل الباب أوقفها ليُفتح الباب وتظهر غسق من خلفه وتبدأ المواجهة التي تخشي نتائجها.

انتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 19-07-22, 09:49 PM   #295

hanene**

? العضوٌ??? » 266124
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 286
?  نُقآطِيْ » hanene** is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي فصل رائع كالعادة اتوقع غسق ستسامح فرح ... اما سابين صعب فرح تتقبلها لكن ممكن ان تكون الاقامة معها فرصة لتعرفها حقيقة و تدرك كما ادرك شقيقها انها ليست انسانة سيئة ... ناطرين الفصل القادم ❤️
ريما نون likes this.

hanene** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-22, 01:47 AM   #296

ألزنابق

? العضوٌ??? » 448990
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » ألزنابق is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل جدا
ننتظر الفصل الجاي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ريما نون likes this.

ألزنابق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-22, 04:00 AM   #297

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 827
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

جميل جداالفصل
مبدعه كالعادة
ننتظر القادم واللقاء بين فرح وغسق

ريما نون likes this.

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-22, 04:17 AM   #298

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanene** مشاهدة المشاركة
تسلمي فصل رائع كالعادة اتوقع غسق ستسامح فرح ... اما سابين صعب فرح تتقبلها لكن ممكن ان تكون الاقامة معها فرصة لتعرفها حقيقة و تدرك كما ادرك شقيقها انها ليست انسانة سيئة ... ناطرين الفصل القادم ❤
كل شي ممكن طبعا، خودي بالك أن غسق بتعالج نفسي يعني تغيرت عكس فرح اللي رفضت تكمل علاجها ومعتمده على حب اللي حوليها ليها وبس
سابين طريقها صعيه رغم انها فعلا تابت توبه نصوحه بس في مجتمعنا صعب تقبل امراءة زيها حتى بعد التوبه
بكرا باذن في الموعد ❤


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 20-07-22, 04:18 AM   #299

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألزنابق مشاهدة المشاركة
فصل جميل جدا
ننتظر الفصل الجاي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مروروك الاجمل طبعا🌹
ان شاد الله حينزل في موعده كالعادة
سبحان الله العظيم


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 20-07-22, 04:19 AM   #300

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
جميل جداالفصل
مبدعه كالعادة
ننتظر القادم واللقاء بين فرح وغسق
اخجلتم تواضعنا💖🥰
باذن الله الفصل حينزل بكرا في ميعاده


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.