آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-22, 07:07 PM   #321

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقد لؤلؤ مشاهدة المشاركة
تسلم يمينك فصل جميل كجمال روحك

ان شاء الله ماتكون غسق حامل 😣

فرح تحب اخوانها حب تملك وما تبي احد ياخذهم منها 😅
نفس الام لما تزوج ولدها وتقول مرته اخذته مني 🤣

ننتظر الفصل الجاي 😍

"اللهم ردنا إليك ردآ جميلا "
امممم طب لو طلعت حامل تفتكري ساجي يتقبل الوضع عادي؟
فعلا حب فرح تملكي عشان هي فقدت ابوها في طفولتها خايفه تخسرهم هم كمان
حلو التشبيهه قوي😂
اللهم امين 🙏

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 07:13 PM   #322

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الشمالية مشاهدة المشاركة
مساء الخير

ابدعتي في هذا الفصل كعادتك

ادم قهرني ويا عزتي لك يا زهراء .. احيانا قلبنا ينبض للشخص الغلط وهي فضلت الابتعاد واتمنى انها تتركه لين يحس باللي سواه انه مو شوية قاهرني

فرح متى ناوية تحس ان اللي تسويه اوفر؟ شخصيتها بدت تلفتني

وغسق الله يمسح على قلبك ويهون عليكي اللي صار لانه مو شوي .. وعن الحمل لا ما اظن انها حامل من ادم لا لا احس لو حملت بتكون مصيبة كبيرة



في انتظار الفصل الجاي على احر من الجمر

استغفر الله واتوب اليه
مساء الورد💖
كلامك هو اللي روعه ياقمر
بصي آدم محتاج يحس انه غلطان عشان يتغير اما زهراء صح قلبها نبض للشخص الغلط بس شخصيتها و تربيتها السليمة مستحيل تخليها تكمل في نفس الطريق
فرح حاسه و عارفه بس لان اللي حوليها متقبلينها صعب تتغير ، التغير بيكون اما عشان الشخص كاره اللي بيعمله او عشان خايف يفقد اللي بيحبهم و فرح ماعندهاش ولا سبب من ده
امممم طب لو طلعت حامل وين المشكله 🙄 عادي ساجي يربيه😂
عموما الفصل الجديد بكرا حتعرفي لو حامل او لا❤
استغفر الله العظيم

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 07:20 PM   #323

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
فصل رائع 😍😍😍
تسلم الايادي 🌺🌹🌷
عجبني اياد في دعمه ل سابين مع انها لا تستحق بس هو كدا رجوله ♥♥♥
اما أيهم عايزه اجيبه من شعره لعدم قدرته على مواجهة فرح وخوفه الدتئم عليها ومنها 🙄😏😒
يا ويلك يا ساجي ويا سواد ليلك من من تخيلك ل حمل غسق ربنا يكون في عونك 🤪😜😅🤣
مرورك الاروع💖
أياد بيحب سابين خصوصا ان تابت توبه نصوحه، هي ماخانتش جوزها على فكره يمكن كانت عايزه بس برضوا تابت وعرفت غلطتها و دفعت الثمن كمان طبيعي تلاقي حب حقيقي
أيهم عكس اخوه تماما وكمان حبه وخوفه على فرح مخليه يسكتلها ، للاسف ايهم في منه كثيرا جدا النوع اللي يسكت على حق مراته عشان خاطر امه واخته
يخليه يتخيل ياحبيتي هو عمل شويه في غسق😉


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 07:20 PM   #324

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
اووووف اووووف شهالنهاية لايكون حامل قهررررر
دي نهاية سكر😂
بكرا حتعرفي ياقمر❤❤

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 30-07-22, 07:21 PM   #325

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقد لؤلؤ مشاهدة المشاركة
" اللهم اجعله عام لا يضيق لنا فيه صدر ولا يخيب لنا فيه أمر ولا يرد لنا فيه دعاء واحفظ لنا من نحب وبشرنا بما يسر "
اللهم امين يارب العالمين🙏

عقد لؤلؤ likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 31-07-22, 05:09 PM   #326

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والأربعون

رغم أنها أصغر أبناء العائلة ومن المفترض بأن تكون المدللة أو المميزة، لكنها كانت العكس، كانت انطوائية للغاية، لم تشعر يومًا بجمالها الذي تخبرها أمها عنه وتحاول غرس الثقة فيها، فعيناها ذاتا اللون الأزرق الخلاب وشعرها الأشقر لم يكونا مميزان بل شيء عادي فجميع بنات العائلة يتشاركن في تلك الصفات بل هن يمتزن عنها بثقتهن!
منعًا للحرج تجنبت تجمعات العائلة، وأفراحها، حيث الجميع يسخر من صوتها!
ولم تهتم كثيرًا بفكرة التقاط عريس منها، فهي تعرف بأن اسم عائلتها هو فقط من سيجلب لها العريس لا غير!
فقد كان صوتها غليظًا حادًا في مزيج منفر يتناقض مع شكلها الملائكي، لطالما شعرت بأنها تختلف عن إخوتها.
فريدة ذات شخصية منفتحة، منطلقة، لها الكثير من الأصدقاء، كانت محبوبة في العائلة، من السهل التعامل معها فهي لبقة في الحديث، وسهلة المعشر، عكسها هي فجر التي من الصعب أن تسمح لأحد بالاقتراب منها.
فقط ساجي كان رفيقها منذ ولادته، مُنى لم تكن تهتم به فهي سعت للإنجاب فقط حتى تكون والدة حفيد القاسم.
وليس أي حفيد بل أول حفيد ذكر يولد لديهم، خصوصًا وأن صحة فريد لم تكن جيدة ولم ينجب سوى فتاتين.
ساجي كان فرحتها، رغم صغر سنها عند ولادته إلا أنها تولت كل أموره من تعلم المشي والكلام و حب التصوير، كان يلقبها أمي ينام في حضنها حتى وصل لسن السابعة عندما منعه سليم من ذلك، توقف عن النوم في غرفتها لكنه ظل يلقبها أمي في عدم وجود مُنى بالطبع، وهي لم تمانع ذلك.
ظل تعلقه بها يكبر معه ومعها فقد جمعها حكم الناس عليها، ساجي كان ذو ملامح حادة جعلت الكثير ينعتونه بالبارد!
رغم أنه مجرد طفل لكن ذلك لم يمنعهم من التنمر عليه ونعته بالألقاب، التي تؤلم قلبها هي فهو لم يكن يعي ما يدور حوله!
كانت المدافعة الأولى عنه لدرجة أنها دخلت كلية رياض أطفال من أجله هو؛ كانت تخبره بأنها ستنجب فتاة خصيصًا كي يتزوجها هو، لكنه يخبرها بأنه لا يريد الزواج إلا منها!
تضحك وتخبره بأنها عمته ولا يجوز ذلك، لتمضي الأيام وتخبره بأنها اختارت أسماء أبنائها تيم أو تيام لو كانوا ذكورًا لكنها لم تختر اسم فتاة، لا تعرف السبب لكنها في داخلها لم ترغب في إنجاب فتاة، ليس كرهًا في الإناث لكنه خوف من عدم القدرة على التواصل معها، فهي لم تقدر على التواصل مع شقيقتها ولا حتى والدتها، التي حاولت معها كثيرًا دون جدوى، فقط سليم كان الصدر الحنون لها عندما يجد وقت، فهو مشغول للغاية في العمل ولم يعد يقضي وقتًا معها مثل السابق.
لا تعرف كيف استطاع مجد أن يتسلل لقوقعتها دون أن تشعر، لم ينفر من صوتها رغم أنهُ استغربه في البداية، تجده في كل مكان تذهب إليه، أحيانًا قبلها، يحاول لفت انتباهها بأي طريقة، لم يكن يعلم بأنها انتبهت له منذ أول مرة لمحته ينظر لها بتمعن وهي تحادث الصغير ساجي.
اعتقدت بأنه سيهرب بعد سماع صوتها، لكنه لم يفعل وظل يلاحقها مرة بعد أخرى حتى وقعت بإرادتها في الفخ! المرة تلتها مرة، الحجة أنها سلمت نفسها بالفعل!
في طريق عشقها المحرم داست على أكثر شخص أحبها بصدق وبراءة واستغلته أسوأ استغلال، كانت تتحجج بذهابها مع ساجي ثم تتركه لوحده في النادي أو بهو فندق أو أي مكان آخر لتقضي بعض الوقت مع مجد.
في البداية لم يلاحظ ساجي ما يحدث حوله، لكنه عرف أن عمته تذهب مع مجد لسبب ما وتنبه عليه أن لا يخبر أحدًا عن ذلك أبدًا وهو حفظ السر.
عندما كُشف أمرها وتم حبسها كان هو من يتسلل لها ليجلب لها الطعام خلسة، فجده منع عنها كل شيء فقط الماء والخبز اليابس!
كانت يتسلل عند ذهاب الجميع للعمل أو ليلًا، وكانت جدته تعلم وتقوم بالتستر عليه دون أن يعرف هو، وعندما طلبت منه فجر أن يوصل رسالة لمجد رفض في البداية، فهو سبب ما حدث لها وعذابها الذي لا ينتهي، لكنها ظلت تترجاه يومًا بعد الآخر لدرجة رفضت فيها أن تأخذ منه الطعام، عندها ذهب له مجبرًا، اتفق معه بأن يساعده على رؤية عمته فهي ترغب في الحديث معه، صحيح بأنه في داخله لم يكن مرحبًا بتلك الخطوة، لكنها عمته فجر، كيف لا يطيعها وينفذ لها طلبها!
هي أقرب شخص له، لا بل هي أمه كما كان يدعوها في صغره، حتى ضربته مُنى عدة مرات ليتوقف عن مناداتها أمي.
ما حدث بعد ذلك كان مأساة بمعنى الكلمة.
مجد أتي وقد قرر ما يريد فعله؛ طلب من ساجي أن يبتعد كي يحادث عمته لكن ساجي رفض وطلب منه أن يتكلم أمامه ويذهب بسرعة قبل أن يشعر بهم أحدهم، عندها زاد غضب مجد الذي لم يكن مستعد لمجادلة طفل مدلل، فقام بضربه على رأسه كي يغمى عليه حتى يقدر على تحرير فجر والهرب بها، لكن الضربة كانت قويه من رجل بالغ ذو عضلات لطفل لم يتم العاشرة بعد!
كما أن مجد لم يحسب المسافة جيدًا؛ ترنح ساجي وعاد بظهره عدة خطوات ليتعثر بحافة السور القصيرة ويقع من ارتفاع كبير كاد أن يودي بحياته.
لم يهتم مجد بما حدث لساجي، كان كل اهتمامه هو تخليص فجر وابنه الذي تحمله في أحشائها بأقصى سرعة، حتى أنه جرها بقوة عندما أرادت أن تعرف ماذا حدث لساجي؟
قال لها بصوت غاضب وهو يضعها في سيارته ويقودها مبتعدًا بأقصى سرعة:
- إنه ابن القاسم لن يحدث له شيء، أما ابني الذي في بطنك سوف يقومون بذبحه أمامك لو لم نذهب حالًا هل تفهمين؟!
كتمت صرخاتها وجعلت دموعها تتحدث بدلًا عنها، بعد سفرها واستقرارها في الخارج، زادت المشاكل بينهما خصوصًا بعد ولادة غسق؛ لم تستطع فجر مسامحة مجد على ما فعله لابنها الروحي وهو رفض الاعتراف بخطئه بل أصر أنه كان ينقذ ابنته وهذا أهم، خصوصًا وأن ساجي لم يتأذى حسب كلامه، وصل به الحد بأن هددها بالطلاق وبأخذ ابنتها إن لم تكف عن الكلام عن ساجي بل منعها مجد من التحدث عنه بتاتًا فلا مكان آخر لها غير منزله بعد فعلتها، حتى عند زيارة سليم لا يسمح لها بالسؤال عنه!
لم تقل سوى جملة واحده:
- أنا أحترق وأنت تلومني على رائحة الرماد!
ساجي ظل بينهما فهو الذنب الذي لم تغفره له فجر ولم يرد أن يتذكره هو.
*****
في الوطن كانت التجهيزات لزفاف ميلا وأيهم، ميلا هي المسؤولة الأولى عن كل شيء لم تثق بأي متعهدة أفراح لتقوم بالعمل عنها بل هي من تولت تفاصيل كل كبيرة وصغيرة، سراج كان ملازمًا لها قدر الإمكان لكن طبيعته كرجل لم تحبذ قضاء وقت في اختيار ألوان زهور التزين أو نكهة كعكة الزفاف!
بتبرم ظهر على وجهه قبل صوته:
- ميلا هلا اخترتِ لون شراشف طاولات المعازيم كي ننتهي من تلك المعضلة ونبدأ في حل الأخرى.
تابعت التقليب في الكومة التي أمامها وهي تقول بهدوء استفزه:
- لون الشراشف مهم جدًا، فهو ينعكس على الاضاءة وباقي الديكور لذلك يجب أن أختار اللون بدقة فهناك فرق بين الذهبي والذهبي الشاحب والذهبي اللامع والذهبي عديم اللمعة و..
قاطعها وهو يضع يديه على أذنيه:
- فهمت لا داعي لتخبريني بجميع درجات الذهبي؛ لماذا انسحبت من لساني وعرضت مساعدتي؟
- سمعتك على فكره.
- أنا لم أتدخل في تفاصيل زفافي؟! ولا زفاف تالين! أنا لا أستوعب تلك الأمور التافهة التي تشغل بالكن، ماذا يهم إذا كان اللون شاحب أو مطفي أو محترق حتى! تتعبن أنفسكن بأشياء لا تهم أحدًا سواكن، يجب أن تكون الكاسات كذا والصالة مثل الأميرات والعشاء
والموسيقى و...، و..، ولن ننسى فستان الزفاف الذي تضعن به ثروة يمكن أن تنقذ أسرة كاملة من الإفلاس، والذي لن يلبس إلا لبضع ساعات ثم يوضع في المخزن على الأرجح، آه ولا ننسي باقة العروس التي تقوم باختيارها بدقة بسعر وقدره، وبعدها ترميها لباقي صديقاتها!
صفقت بيدها في استهزاء:
- محاضرة رائعة، تصلح في مؤتمر للحد من تكاليف الزواج، لكني لن آخذ بها مع كامل احترامي، والآن أخبرني ماذا يهم الرجل كعريس إذا كنتم لا تهتمون بكل الذي ذكرته!
- العروس.
عقدت حاجبيها، هي تكرر:
- العروس!
- نعم العروس، هي المهمة في كل الأمر، نحن أبسط من ما تظني، انظري نلبس نفس البدلة مثل باقي المعازيم، ولا نقوم بأي طقوس غريبة قبل الزفاف، فقط ما يهم هو العروس، صدقيني لو سألتِ معظم الرجال المقبلين على الزواج لأخبروك بأنهم يفضلون قضاء المال والوقت في شهر العسل بدلًا من حفل الزفاف.
نظرت له بعينين مشتعلتين بغضب من تقليله لفرحتها، لكنها سرعان ما هدأت وهي تقول بصوت خفيض:
- سراج أريد أن أطلب منك طلب آخر وأنا محرجة جدًا في الواقع.
بنبرة هلع واضحة:
- ماذا تريدين لا تقولي بأني مكلف باختيار الراقصة؟ فرح سوف تقتلني إذا قمت بذلك وينقلب الزفاف لعزاء.
قلبت عينيها ثم قالت:
- لا تخف لن أتسبب في مشكلة مع تلك المتوحشة، لازلت أذكر ما فعلته بي.
كانت تتحس رأسها مكان الشعر المنزوع وهي تتحدث مما جعل سراج ينفجر ضاحكًا بقوة.
عقدت حاجبيها ووضعت يدها على خصرها:
- توقف عن الضحك حالًا، لا أمزح سراج.
كتم ضحكته بصعوبة حتى لا يزيد غضبها:
- لا تغضبِي هيا قولي ما هو طلبك؟
شعرت ببعض الخوف والتوتر يسري في كل جسدها، حاولت أن تتماسك قليلًا فأخذت رشفة من كوب الماء الذي أمامها لترطب حلقها:
- تعرف بأنه لا أقارب لي تقريبًا بعد وفاة والديِ، أعني أقارب أمي ليسوا من الدرجة الأولى فهي كانت وحيدة كما تعرف، ولا أجرؤ أن أطلب من أقارب أبي ما سوف أطلبه منك!
- ماذا هناك؟ لماذا هذه المقدمة الطويلة؟ هل تريدين أن أتبرع لكِ بعضو من أعضاء جسدي؟ كليتي مثلًا!
رفعت حاجبها وتغيرت نبرتها المضطربة لِسخرية:
- كلية منك أنت! لا حبيبي شكرًا متأكدة بأنك من سيحتاج لكلية؛ فأنت لا تشرب الماء بل تستبدله بالمشروبات الغازية!
- دكتورة ميلا لا تبدئي محاضرتك الآن عن أهمية شرب الماء لتهربِي من الطلب الذي تريدين مني تنفيذه؛ أنتِ تلفين حول الأمر منذ أسبوع.
فركت يديها ثم أخذت نفسًا طويلًا:
- أريدك أن تكون وكيلِي عند عقد القران، وأن تقوم بتسليمِي لأيهم في الزفاف.
أسبلت عينيها وهي تقول جملتها الأخيرة، فهي تعرف حتى لو قبل أن يكون وكيلها، قد لا يوافق على الطلب الثاني بسبب موقف فرح منها.
قفز سراج من مكانه في فرحة غامرة وهو يصرخ:
- أخيرًا سأفعلها وأذل أيهم.
قالت بتوجس:
- تذل أيهم! ستكون وكيلِي لا زوجي؛ ماذا سيضر ذلك بأيهم لا أفهم؟
قال بحماس طفًل شقي:
- أنتِ لم تحضري زفافي ولا تعرفين ماذا فعل هو وإياد وقتها، لقد أذاقاني المر وكنت واثق بأن لا أحد منهما سيجعلني أهنأ، في عقد القران توالى أيهم وإياد في وضع شروط غريبة لولا تدخل عمي بلال رحمة الله، بل إنهما ادعيا بأن فرح فقدت بطاقتها الشخصية وأيهم تعمد بأن يتأخر بها يوم الزفاف لمدة ساعتين، عندما جاء أخيرًا بعد اتصال ساجي بإياد لم يتركني ألتقط صور معها ولا حتى...
كانت تحاول كتم ضحكاتها طول فترة حديثة حتى لم تعد قادره فوقعت على ظهرها من شدة الضحك؛ ليعقد حاجبيه في غضب:
- ميلا لا تضحكِي، لقد حان الوقت وسوف آخذ حقي.
لم تتوقف عن الضحك إلا بعد مدة لتقول وهي تمسح دموعها:
- فهمت، هناك ثأر بينكما وأنا سأساعدك لتأخذه، لكن عندي شرط أولًا.
- موافق المهم أن آخذ حقي، يكفي بأن إياد أفلت من تحت يدي.
- ممتاز والآن اسمعني وستنفذ الشرط وإلا لن تقترب من الزفاف إلا كضيف غير مرغوب به.
اتسعت عيناه وسقط فكه وهو يستمع لما تريده؛ والأدهى أنها تريده هو أن ينفذ خطتها وإلا!
لكن لو نفذها وعُرف بأنه الفاعل يعرف بأنه لن ينجو هذه المرة!
*********
في نفس الوقت كان ساجي يتقلب على جمر مشتعل يحرق كل خلية بجسده ولم يقدر على الصراخ.
هل هي حامل فعلًا! هذا يعني بأنها سترتبط بآدم للأبد.
من الأساس لا يزال يحترق من زواجها منه، رغم أنه يلوم نفسه بالدرجة الأولى على ذلك الزواج؛ لكن بداخله جزء يعرف بأن غسق وافقت على طلب آدم لأنها تميل له ولو قليلًا.
لو كانت تنفر منه لم وافقت أبدًا، غسق ذكيه وكانت ستجد طريقة في الأوراق، أو أي طريقة أخرى.
لطالما كانت تحب تقضية الوقت مع آدم فهو لا يخجل من إظهار مشاعره لها على العكس منه، هو متأكد من أنها كانت ستكمل حياتها مع آدم وتقع في حبه بسهولة لو لم يقم بفعلته الحفيرة ويغتصبها! والآن بعد أن حملت بطفله ماذا ستكون العلاقة بينهما؟
هل ستسامحه؟ بالطبع لن تمنعه من رؤية طفله! فهي لم تفعل ذلك معه.
لابد بأن ذلك هو السبب في رفضها الرجوع له؛ كيف وهي لا زالت في العدة، بل يمكن لذلك الحقير بان يعيدها لذمته لو أراد!
ضرب رأسه بقبضة يده عند هذه النقطة، وشعر بأن ضلوعه ستخرج من مكانها، مثلما حدث يوم رماه مجد من على السطح.
تحسس أعلى جنبه الأيسر حيث توجد ندبه مكان خروج ضلعه المكسور وقتها؛ تلك الندبة التي سألته عنها غسق كثيرًا ولم يجبها، كان يتهرب منها دائمًا بل يقلب الوضع إلى مشاجرة أو يغادر المكان حتى لا يتذكر الحادثة ويبوح لها بفعلة مجد!
قرر أن يأخذ حمام سريع عله يطفئ النار المشتعلة بداخله، ثم أمسك هاتفه واتصل بسراج.
للصدفة كان بجانب ميلا ففتح مكبر الصوت ليقص عليهما ساجي ما توصل له.
عم السكوت المكان عندما انتهاءه من الحديث لعدة دقائق!
كان سراج أول من تحدث بعدها ليقول بهدوء؛ كي لا يزيد الأمر سوءً على شقيقه:
- هل أنت متأكد من حملها؟
- لا أعرف، لقد تقيأت يومها، كما أن لديها موعد مع طبيبة تذهب إليها في انتظام، لا أعرف أعراض الحمل فأنا لم أكن معها في حملها بالتؤام.
- جيد الآن ستكون بجانبها وهي تحمل طفل غيرك.
صرخ به حتى ظهرت عروق رقبته:
- هذا ليس وقت مزاحك سراج أنا في كارثة!
أكمل سراج بنفس النبرة الهادئة:
- من قال أني أمزح! أنا جاد لقد قصرت في حق غسق وأولادك الذين كانوا بداخلها، وقت الحمل، الذي لم يكن سهلًا لها، والآن ربما هذه فرصه كي تعوضها.
استغرقه الأمر أكثر من دقيقة حتى يقدر على الرد، يعرف بأن سراج محق هو قصر في حق غسق وفي حق أولاده قبل وبعد الولادة، مسح على وجهه وقال بصوت أهدأ:
- أنت طبيب كيف أتأكد من أنها حامل دون أن أسألها.
- بربك ساجي أنا بيطري لا طبيب نساء!
- تظل طبيب أي شيء سراج أرجوك أكاد أجن.
تكلمت ميلا لأول مرة منذ بدء المكالمة:
- ماذا لو كانت حامل، ماذا ستفعل وقتها؟
صعق ساجي من ردها ولم تختلف ردة فعل سراج الذي نظرها لها في استنكار؛ صحيح هو يلوم شقيقه ويحمله الذنب لكنه لا يقبل بأن يفعل ذلك غيره، قانون الأخوة كما يطلق عليه.
أكملت ميلا وهي تتجاهل ردة فعلهما:
- تسأل عن علامات الحمل، هي تختلف من امرأة لأخرى بل تختلف من حمل لآخر، حتى بروز البطن الذي يظن معظم الرجال أنه يحدث بعد شهر واحد من الحمل، لا يحدث إلا في آخر الشهر الخامس في العادة وبعض النساء قد لا يلاحظ عندهن بسبب الملابس الواسعة؛ إلا لو كانت حامل بأكثر من طفل، وهو جائز في حالة غسق لأنها سبقت وفعلتها كما أنه يوجد توائم في عائلة والدتها.
سكتت قليلًا ليستوعب ساجي كلامها ويهدأ سراج قليلًا فهي تحتاجه لتنفيذ خطتها.
- ساجي ضع في اعتبارك بأنها حامل حتى يثبت العكس، وتعامل مع هذه الحقيقة الجديدة، هل تقدر على تحمل ذلك أو لا؟ إذا كانت إجابتك لا ترجع فورًا وعد للوطن هي لا تستحق خذلان آخر منك، خصوصًا وهي حامل.
أغلق الخط وهو يفكر في كلامها، هل يتحمل الفكرة أو يعود وينسي غسق للأبد!
********
بعد عدة أيام في استوديو زهراء وافق ساجي أخيرًا على أن يكون موديل لها بعد ضغط من تالين وموافقة ضمنية من غسق التي حضرت مع الطفلين وتالين كي تجهزا الطفلان للتصوير.
تالين هي من تولت أمر تحضير الطفلين، فغسق لم تنام جيدًا كما أخبرتهم.
شعر بجمرة تحرق أحشائه عندما طلبت منه أن يحضر لها الشطائر التي أحضرها المرة الماضية فهي تشتهيها!
أحضر للجميع منها وضعها على طاولة قريبة وبحث عنها لتخبره زهراء بأنها في الغرفة الجانبية، ذهب ليخبرها بأنه أحضر الشطائر فسمعها تتحدث بالهاتف؛ عكس طبيعته وجد نفسه يقف ويستمع لمحادثها التي بدت له مهمة جدًا!
على الهاتف كانت سارة تتحدث مع غسق:
- لقد قررت قريبة إياد أن تقيم لها حفل بمناسبة حملها، حيث يحضر لها الجميع هدايا تختارها هي ثم تكمل هي نواقص الطفل.
- تقصدين baby showers . رائع أنا موافقه، متى الموعد؟ أنا أعرف بأنه يقام في الشهور الأخيرة من الحمل.
- لا أعرف لكن في هذا الاسبوع؛ لأن سابين ستعود مع إياد للوطن.
- ممتاز إذن ستحضر زفاف ميلا، كم أتمنى حضوره، تعرفين سوف أخبر طبيبتي لو أمكن السفر سوف أذهب لحفل الزفاف وأعود بعدها، ميلا تستحق أن نحتفل بها.
قبضة جليدية اعتصرت قلبه، تسأل الطبيبة لتتأكد من عدم خطورة السفر على الحمل.
قالت سارة وهي تنظر لنفسها في المرآة:
- تعرفين عرضت على عُمر العودة للوطن، خصوصًا وأن علاجي توقف تقريبًا، لكنه يرفض ومصمم على أن يجد علاج جديد لي.
- سارة كفي عن إحباطك هذا، زوجك يحبك ويريدك بقربه لماذا تحرمينه من تلك المتعة، تعرفين كم واحدة تتمنى رجلًا مثل عُمر.
- أعرف لا داعي لتذكريني كنت أموت وهو في المستشفى؛ صدقيني هذا هو السبب الذي جعلني ألح عليه بالعودة، أشفق عليه لو حدث لي شيء كيف سيقدر على تحمل الأمر بِمفرده، وجود العائلة يفرق كثيرًا، صدقيني رغم أنكن كنتن عونًا لي، لكن وجود والديِّ عُمر أحدث فرقًا معي رغم أننا لسنا على وفاق!
وضعت غسق يدها على قلبها في تأثر وهي تذكر تلك الأيام:
- لا أعادها الله حادثة ومرة أخرى لا تفكري بالأمر؛ والآن حدثيني عن حفل سابين وما هي طلباتها، أعني هل قامت بوضع قائمة في أحد المحلات خاصة بالأطفال؟
- لا لم تقم بذلك، لأن قريبتها لم تخبرها فهو حفل مفاجئ لها، كل ما أعرف بأنها تحمل فتاة.
قالت بفرح واضح:
- حقًا فتاة كم أحب الفتيات يا إلهي لا أصدق سيكون هناك فتاة صغيرة جميلة في العائلة، كم أنا متحمسة، لكن أليس مبكرًا لمعرفة نوع الجنين؟
- لقد قامت بتحليل دم عرفت من خلاله.
- حسنًا المهم الآن أنا في جلسة تصوير للطفلين وساجي بعدها أمر عليكِ لنذهب للتسوق، أعرف أنكِ تجيدين انتقاء مستلزمات الأطفال، سوف نشتري ملابس كثيرة للفتاة من يعرف قد تكون هناك فتاتان لا واحدة.
تراجع ساجي لا إراديًا بعد سماع جملتها الأخيرة، هل هذا يعني ما فهمه؟
قبل أن يستمر في التفكير خرجت غسق بعد أن أغلقت الهاتف لتجده فاغر الفم شاحب الوجه؛ لم تسأله عن سبب ذلك فقد تخطته لتأخذ الشطائر وتأكلها بنهم جعله يتأكد من حدسه.
مرت جلسة التصوير بسلام على غسق وتالين، بصعوبة على زهراء التي لا زالت تتألم من ردت فعل آدم، فقد حاول الاتصال بها من هاتف السجن لكنها ترفض الإجابة؛ أما ساجي فقد كان يتعذب بطريقة لم يجربها من قبل؛ سبب عذابه هو أنه الوحيد الذي يقدر على إنهاء هذا العذاب ببساطة، ما عليه إلا أن يختار، أم القبول بابن غسق من آدم، أو الخسارة غسق للأبد!

بعد انتهاء الجلسة أخذت غسق الطفلين وذهبت لموعدها مع سارة، كذلك ذهب ساجي
لإياد ينهي بعض الأعمال قبل سفره؛ أما تالين لم تذهب، فقد لاحظت أن زهراء ليست بخير.
نام زين فوضعته في عربته ثم جلست بقرب زهراء التي لم تشعر بها.
- زهراء هل أنتِ بخير عزيزتي، لا تبدين على طبيعتك اليوم، كنتِ شاردة معظم الوقت، هناك ما يشغل بالك هل والدتك بخير؟
لا إراديًا نزلت دموع زهراء وأخبرتها بما حدث في آخر زيارة لها مع آدم:
- لم أعد أحتمل تالين، سنوات وأنا بقربه كنت أشعر بحبه لي دون أن يخبرنِي بل إنه كان يتغزل في امرأة أخرى ولم أهتم، تزوج وأنجب وأنا انتظر، لا أعرف هل أنا عديمة الكرامة أما ماذا؟ لماذا لازلت أحبه؟ لماذا أتألم من أجله؟ إلى متى سأظل على هذا الحال، لن أقبل بكونِي مهملة لهذه الدرجة، حتى لو تطلب الأمر أن أنزع قلبي وأضعه تحت قدمي.
احتضنتها وهي تقول لها:
- لستِ عديمة كرامه بل هو عديم النظر، هذا اسمه عشق، ذلك الذي يتخطى حدود المنطق، هو يحبك أيضًا لكنه مصاب بمتلازمة صراع الديوك التي تصيب الرجل الشرقي.
كررت في استغراب:
- صراع الديوك؟!
- لا تعرفينه حسنًا عزيزتي بما أني عشت معظم عُمري في المزرعة، ورغم أن أمي حذرتني من الاختلاط بأهل المنطقة بحجة أننا أفضل منهم؛ لكني كنت أذهب من ورائها وأحضر معظم أفراحهم وأسمع قصصهم، هناك عرفت بمتلازمة الديوك.
حيث يقوم رجلان بالتخطيط للزواج من نفس المرأة، في الأغلب تكون صدفة وأحيانًا تحدي لا أكثر، يبقى الرجلان يتصارعان من يفوز بها ليس حبًا فيها بالطبع، فقط لإثبات من هو الأفضل، وبالطبع محل النزاع لا رأي لها، أحيانًا كثيرًا يكون الصراع باليدين أمام الجميع والفائز بتلك المعركة هو من يتزوجها، طبعًا الخاسر يشعر بالخزي، معظمهم يغادرون القرية ومن يبقون يكون بقائهم للثأر فقط.
نظرت لها زهراء في استنكار، وهزت رأسها غير مصدقة:
- أنتِ تمزحين لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا، صراع بالأيدي وسط الناس! ما هذا أين نحن؟
ضحكت تالين:
- أنتِ جئتِ هنا صغيرة، صدقيني بعض عقول الرجال أصغر من عقل النملة.
قربت حاجبيها وهي تقول تلقائيًا:
- أعتقد بأنكِ قضيتِ وقتًا طويلًا مع والدة عُمر، ما هذه التشبيهات تالين؟
ضحكت تالين مرة أخرى دون أن تجيب.
- حسنًا نظريتك حول صراع الديوك لا تجيب عن سؤالي، ماذا أفعل؟
- سافري الآن لعملك واتركيه يشعر ببعدك، وأنتِ أيضًا جربي حياتك بعيدًا عنه، بعدها قرري إذا كان يستحق أن تكملي معه أو لا، زهراء للقلب أحكام قد لا يتقبلها العقل أحيانًا لكنه ينفذها دائمًا.
*******
مر أسبوع وساجي أصبح متأكدًا من حمل غسق، اتباعها أسلوب الملابس الواسعة أكثر من السابق، مزاجها الذي أصبح يتغير بسرعة، كما أنها لم تعد تحمل الطفلين أمامه!
لا بد أن الطبيبة منعتها من ذلك خاصةً وأن وزنهم قد ازداد كثيرًا، الشيء الوحيد الجيد أنها لم تقم بإبعاده عنها، بل لم تمانع في قضاء وقت معه خارج المكتب مع الطفلين وامتدت الفترة من إفطار سريع إلى عدة ساعات في أماكن مختلفة منها المكتبة حيث يوجد برنامج للرضع كي يلعبوا ويستمتعوا بالموسيقى مع باقي الأطفال، لا ينكر بأن حبها أصبح يكبر كل يوم يقضيه معها عن اليوم السابق، رؤيتها مع الصغيرين ومقدرتها على التعامل معهما بسلاسة وليونة بعيدًا عن الغضب المعتاد للأمهات؛ لقد كانت تبهره سابقًا بقدرتها على التأقلم في العمل وتحمل ضغوط الحياة بين منزل العائلة والشركة، فإن ما يراه منها كأم يفوق كل ذلك، هي خُلِقت لتكون أم.
عند هذه النقطة شعر بنفس الألم الذي يعتريه عند تذكر حملها من غيره!
التفت له غسق لتجده يحدق بها بوجه شاحب:
- ماذا هناك لماذا تنظر لي هكذا؟
رمش بعينيه عدة مرات كأنه يفيق من كابوس، ثم قال بصوت خفيض:
- لا تهتمي فقط شردت في شيء غير مهم.
اقتربت منه كي لا يعلو صوتها فالأطفال لازالوا يلعبون أمامهما كما أن أهاليهم يجلسون معهم بالإضافة للسيدة التي تقوم بالرقص معهم وتعليمهم بعض الحركات:
- ما رأيك أن نخرج من هنا؛ يوجد مطعم يقدم قهوة مع مخبوزات لذيذة.
دون أن تنتظر رده ناولته تيام ووضعت تيم في عربة الأطفال، أخذ منها الصغير ووضعه بدوره في كرسيه ثم قاد العربة للخارج حيث الطعام الذي تشتهيه!
بعد فترة قصيرة كان ينظر لها وهي تلتهم الفطائر في نهم، أو هكذا هُيئ له، أما هي لم تأبه بنظراته المتفحصة.
وضعت كوب القهوة الذي كانت ترتشف منه ومسحت فمها من آثار الأكل:
- أعرف في ما تفكر ساجي، الأمر ليس يسير عليك بالمرة لكنك يجب ان تواجه الواقع بدلًا من الهروب منه.
لثواني لم يقدر على التنفس لدرجة ازرق معها وجهه لتصرخ به غسق:
- ساجي هل أنت بخير؟ تنفس.
قامت من كرسيها بسرعة لدرجة أنه وقع وذهبت لمكانه تتحسس نبضه وتضرب على ظهره، فقد اعتقدت بأن لقمه وقفت في حلقة منعته من التنفس، سعل مع ضربتها لتزفر هي في راحة واضعة يدها مكان قلبه لتتأكد بأنه بخير.
بصوت محشرج نوعًا ما:
- أنا بخير شكرًا لقلقك عليَّ.
رفعت حاجبها في دهشة:
- شكرًا لقلقي!
حاول تدارك الموقف وقد استعاد هدوء صوته وملامحه:
- أعني لسرعة تصرفك، لا تهتمي كما قلتِ أفكر في أمور كثيرة.
كان يحاول تجنب النظر في عينيها، كي لا تتبين كذبه، فهو أصبح ضعيفًا أمام عينيها، لم يعد قادر على وضع قناع البرود السابق أمامها، ببساطه قامت غسق بتحطيم كل حصونه دون أن تحرك إصبعًا في سبيل ذلك.
مدت يدها تربت على يده:
- ساجي لقد قاربنا على معرفة من ورط زوجة خالي في القضية، لكنك يجب أن تذهب بنفسك، أنا أيضًا سوف أذهب لحضور زفاف ميلا وأيهم، ما رأيك أن نترافق في الرحلة، لا أعتقد بأني أقدر على تحمل الصغيرين لوحدي، خصوصًا أن فرح سافرت وتالين لا تريد الذهاب.
ابتسم وهو يلاعب تيام الذي يأكل الفطائر بطريقة مضحكة، ثم قال بصوت خفيض:
- إنه يشبهها جدًا، ليس فقط لون العينين، طريقة أكله للفطائر مثلها.
التفت لها وقال بحماس طفل وليس رجل بالغ:
- هل كانت تحدثكِ عني؟ هل أخبرتكِ عن ذكرياتنا؟ تعرفين هي من علمتني التصوير، كانت تأخذني للمعارض دون علم أمي...
ظل يتكلم عن ذكرياته مع فجر للمرة الأولى في حياته أمامها؛ سابقًا كان يتجنب ذكر أي شيء يخص والديها سواء بالخير أو الشر، كانت قد عرفت بحبه الشديد لأمها عن طريق بعض التصرفات مثل تذكره لعيد ميلادها وأكلتها المفضلة وغيرها، لكنه لم يقم بالسؤال عنها أبدًا.
الأسوأ والأكثر إيلامًا أن والدتها لم تتكلم عنه سابقًا، حتى عند قدوم خالها لزيارتهم كانت تسأل عن الجميع دون تحديد أحد بذاته!
تذكر أن سراج كان يتحدث أحيانًا عن ساجي وتمرده، وقد لمحت مرة أو اثنتان تجمع دموع في عيني أمها، لكنها لم تسأل عن السبب، اعتقدت بأنها مشتاقة لأهلها لا أكثر.
رفعت عينيها لتلاقي خاصته اللتان كانتا تنتظران الإجابة بشدة، أجلت حلقها ونظرت لصغيرها وهي تقول:
- أخبرتني كثيرًا عنك، وكانت مشتاقة لرؤيتك.
تغيرت ملامحة للسعادة كما لم تراها من قبل، بل تكاد تقسم بأنها رأت بعض الدموع في عينيه!
أسند وجهه على يده يغطيه بها ثم عاد لوضعه الطبيعي بعد عدة ثواني ونظر لعينيها مباشرة:
- أحبك غسق، أحبك قبل أن اعترف بها لنفسي بسنوات، حاربت كثيرًا كي لا أفعل لكن حبك أقوى مني، صدقيني ليست رغبة عارمة ولا خوفًا من فقدانك لصالح شخص آخر بل أنا أحبك بكل بساطة وأنتِ من تقومي بتقوية هذا الحب كل يوم بروحك النقية، أعطيني فرصة أرجوكِ.
لم يظهر عليها التأثر قالت بنبرة بدت له جافة:
- أحببت بك ما لا يُحب، المُر والبعد والهجران، أحببتك في أسوأ الظروف وأجملها، لم اختر يومًا أن أعيش شعورًا واحدًا بعيدًا عنك، كنتُ أرغب بالبقاء بجانبك فقط وأقنعت نفسي بأنك تحبني، لكنك انتشلت هذا الحب بأسوأ الطرق حتى لم أعد قادرة على حب أي رجل آخر، صرت غير قابلة للحب.
أمسك يديها بين كفيه وقد ظهر على ملامحة الأسى:
- لم أكن مُجبرا على حبك، على العكس منكِ كان أمامي خيارات لكن قلبي لم يختر غيركِ، أعرف أن ما فعلته لا يغتفر، لكني أطلب فرصة واحدة ألا أستحقها؟
لم ترد ولم تسحب يدها من خاصته فقد أسبلت رموشها؛ مما جعله يستبشر خيرًا ليقول بأمل:
- أعدكِ بأن أعوضك عن كل خطأ ارتكبته في حقكِ، ولن أضغط عليك في طلب الزواج حتى تكوني جاهزة بل حتى تطلبي مني أنتِ ذلك.
سحبت يدها ورفعت حاجب الشر:
- أنا أطلب منك الزواج!
تلبك من ردة فعلها:
- لا أقصد ذلك المعني، أعني عندما تنتهي ظروفك سأكون أنا في انتظارك؛ كي أعتني بكِ ومن يخصكِ.
قالت ببراءة:
- أي ظروف تعني؟
ازدرد ريق وقال مغيرًا للموضوع:
- إذن سوف أحجز التذاكر كي نلحق بزفاف ميلا، هل تريدين أن أحجز ذهاب وعودة أم ذهاب فقط.
عرفت بأنه يريد التهرب من الإجابة ولم تمانع:
- ذهاب وعوده لي وللأطفال، الطبيبة أعطتني وقت معين لا أقدر على التأخر.
ضربة أخرى في منتصف معدته جعلته يشعر بتلك النار تشتعل عند ذكر حملها.
تحمل يا ساجي، إن كنت تحبها سوف تتحمل وتحب طفلها مثلها.
ردد ذلك على نفسه كي لا يظهر شيء على وجهه.
قاطعت غسق تفكيره وهي تقول ببساطة:
- ساجي هلا أخذت الطفلين اليوم فأنا يجب أن أذهب لحفل سابين والمربية أجازه.
- لا بأس أريد تمضية أكثر وقت معهما قبل السفر فلا بد أن أبي سوف يقوم بالحجر عليهما هناك.
ابتسمت وهي تتخيل الموقف:
- معك حق خالي سليم يحبهما جدًا لا ينفك يطلب صورًا جديدة لهم كل ساعة، تعرف كنت أتمنى أن يكون أحد التوأمين فتاة، لكن شاء الله أن يكونا صبيان.
نظر لها وهو يتخيلها حامل في فتاة جميلة مثلها، لا بد بأنها سترث لون عينيها، فهي وآدم يشتركا في تلك الصفة، ها قد وجد فائدة من حملها من آدم!
فتاة تحمل ملامح غسق.
ارتشف من قهوته ثم قال لها:
- ربما ستحظين بالفتاة قريبًا وستكون جمليه مثلك، فأنتِ عندما تبتسمين يفقد الليل وعيهُ ويكتم القمر تنهيدة ويسقط نجم من السماء أرهقهُ إعجابه بكِ.
لو لم يكن يجلس أمامها وينطق بتلك الحروف من لسانه لأقسمت بأنه سرقها من أحد مواقع الشعر!
منذ متى وهو يغزل شعرًا بتلك الروعة والرومانسية التي كادت تذيبها شخصيًا بعد أن أذابت قلبها وأغرقت وجهها خجلًا، تشعر بتلك السخونة التي انطلقت في وجنتيها، وبفراشات ترفرف في معدتها، حتى أنها لم تجد الكلمات المناسبة لترد عليه أو على الأقل توقفه عن الاسترسال في الحديث.
قامت من مكانها وقد ظهر عليها كل ما تشعر به وقالت في استعجال:
- سأذهب الآن لدي موعد قبل الحفل، إلى اللقاء.
تنهد وهو يراها تبتعد بسرعة كأن شيئًا يلاحقها، ثم أخذ يمسح فم صغيره وهو يقول:
- أعتقد هناك أمل، على الأقل لقد اتخذت قرارًا بأن أتقبل أختكما برغم كرهي لوالدها؛ هيا بنا لدينا يوم طويل سنقضِه معًا.
*************
في الموعد المحدد أقيم زفاف ميلا وأيهم كما خططت له، وكان سراج وكيلها، قام بوضع شروط كثيرة في عقد الزواج كي يغيض أيهم الذي عرف بأنه يرد له ما فعله في زفاف فرح، لكنه تغاضى عن الموضوع خصوصًا أن ميلا تدخلت حتى يتم الأمر.
تم عقد القران قبل أن تصل فرح وإياد للوطن، وذلك حسب طلب ميلا فهي لا تثق في ما قد تفعله فرح، صحيح سراج قام بمشاكسة أيهم لكنها تعرف بأنه لن يقوم بإفساد الزواج عمدًا عكس فرح!
وصلت فرح وإياد وسابين أولًا وقد دعت ميلا سابين لحفله توديع العزوبية الذي أقامته مع صديقاتها كي تتعرف عليها أكثر، كانت سابين منطوية نوعًا ما خوفًا من أن تتعرف عليها إحداهن، لكن ميلا ظنت أنه بسبب الحمل فهي لم تهتم بماضيها رغم تلميحات فرح، المهم ما أصبحت عليه سابين الآن.
أما ساجي وغسق فقد وصلا قبل الزفاف بيومين فقط وقد أصرت غسق على الإقامة في فندق رغم كل محاولات سليم وتأكيده بأن ساجي لا يقيم معهم، لكنها أصرت فانتهى الأمر بأن أقام سليم في غرفة بنفس الطابق كي يقضي الوقت مع حفيديه.
ارتدت ميلا فستان زفاف رائع من الدانتيل ذو حمالات على شكل زهور صغيرة، يضيق من ناحية الصدر يتسع قليلًا بعدها، له ذيل طويل، يزين الفستان بعض الكريستالات التي تعطي لمعان راقي شاحب اللون يليق ببشرتها ولون شعرها الناري الذي لم تغيره فقد رفعته في تسريحة جميلة وزينته كريستالات كبيرة فوق خمار متوسط الطول؛ قام سراج بتسليمها
لأيهم حسب الاتفاق لكنه لم يعطيه ميلا أعلى الدرج كما هو متعارف عليه، بل نزل بها السلالم ورقص معها دون اعتبار له، لكنه في فورة انتقامية من أيهم نسى أن فرح موجودة وتراقب!
شعر بأحد يجذبه من ذراعه بقوة حتى كاد أن يختل توازنه ويقع، ليجد أن فرح هي من تجذبه بعيدًا عن ميلا، عينها تشع شرارًا قادرًا على إحراق القاعة بمن فيها.
رسم ابتسامة مضطربة وهو يقول بتلعثم:
- فرح، تبدين جميلة جدًا، وفستانك هذا، كأنك عروس.
كانت ترتدي فستان أبيض ذو كتافات منتفخة قصيرة الكم، مربع الصدر ينتفخ قليلًا بعد الصدر بتموجات جميلة، أقرب منه لفستان زفاف من فستان شقيقة العريس!
تخصرت وهي تلف حول نفسها:
- ما به فستاني ألا يعجبك؟
- بالطبع يعجبني حبيبتي وما يعجبني أكثر التي ترتديه بالواقع.
اقتربت تهمس في أذنه:
- بل ما سيعجبك أكثر ما أرتديه أسفله.
غمزت بعينها وذهبت ناحية أيهم وميلا كي تلتقط الصور معهما؛ أما هو فقد نسي اتفاقه مع ميلا تمامًا ولم يفكر إلا في كلمات فرح التي أشعلت الرغبة بداخله وتركته يحترق مكانه.
***********
وصل ساجي للفندق ليقل غسق معه لحفل الزفاف، لم تتأخر عليه كعادتها مؤخرًا بل كانت في الموعد؛ كانت ترتدي فستان ذو لون أسود فوقه كاب مطرز واسع يخفي تفاصيل جسدها، ذو أكمام طويلة مفتوحة وتحمل في يدها حقيبة ذهبية صغيرة، لم يتبادلا الحديث إلا بضعة عبارات قصيرة.
عادت بذاكرتها لذلك اليوم عندما هربت من غزله الصريح وذهبت لتحضر جلسة لها مع المجموعة كالعادة.
عندما بدأن الحديث أخبرتهن ما حدث وانتظرت ردة الفعل كالعادة.
عدلت الأستاذة نظارتها كعادتها عندما تريد أن تقول شيء غير مقبول للجميع:
- ما فهمته منكِ أن مطلقكِ الأول يعتقد بأنك حامل من مطلقكِ الثاني، وأنتِ عززتِ تلك الفكرة عنده.
هزت غسق رأسها في علامة موافقة
لتسأل أم الأطفال:
- لماذا؟ أعني هل تعتقدين بأن هناك رجلًا يقبل بكِ وأنتِ تحملين طفل غيره! خصوصًا وأن هناك عداء بين الرجلين.
لم ترد عليها غسق بل تابعت ردود الآخرين حتى قالت الطبيبة بصوتها المعهود:
- وبماذا خرجتِ من هذا الاختبار الذي وضعتِ به والد طفليكِ؟
ابتسمت لها غسق، فقد فهمت ما كانت تفعل دون أن تخبرها مباشرةً:
- أعتقد بأنه يستحق فرصة؛ في البداية لم أقتنع بأنه تجاوز مسألة زواجي من آدم برحابة صدر، كنت أشك بالموضوع وأنه متأكد من أن زواجي من آدم كان صوريًا فقط، قد تكون شقيقته أخبرته بذلك أو إياد في البداية لا أعرف لكني لم أقتنع بأنه فعلًا تقبل الأمر، ربما فقط يريد أن يعيدني له كي يكسب الجولة ضد آدم، لذلك عندما بدأ يسألني عن أشياء غريبة مثل هل ذهبت للطبيب مؤخرًا؟ وهل أنا بخير؟ ويسأل عن زيادة وزني وغيرها عرفت بأنه يشك في حملي، فقررت أن أستغل ذلك الشك ضده لأعرف إذا كان يحبني فعلًا أم أنا مجرد لعبة لا يريد أن يلعب بها غيره.
قاطعتها الأستاذة في تساؤل:
- هل مطلقكِ غبي؟ أعني ألا يعرف بأنه يتم إعطاء المغتصبة حبوب كي تمنع الحمل في حال حدوثه من الاغتصاب!
- هو لا يعرف بما حدث لي ولا أود إخباره أبدًا.
لتقول أم الأطفال في حماس:
- إذًا هل ستعودين له؟ يا إلهي أحب النهايات السعيدة أرجوكِ عودي له.
ضحكت غسق وهي تقول:
- أحيانًا أعتقد بأنك العربية لا أنا، تفكيرك شرقي بامتياز.
زمت شفتيها وقالت في غضب طفولي:
- هيا لا تكوني لئيمة، لقد ألقى عليك شعر وتغزل بك، كما فعل كل ما تريدين، نجح في اختبارك ماذا تريدين أيضًا؟
- لا زلت أشك بأنه اقتبس ذلك الكلام من شخص آخر، لكنِ سوف أبلع القصة فقط لأني شعرت بصدقه.

- لقد وصلنا.
التفت له لتجد بأنهما وصلا بالفعل لقاعة الزفاف، نزلت من السيارة ودخلت معه للداخل، كانت الصالة جميلة للغاية مزينة بالزهور البيضاء والحمراء بطريقة راقية لم تكن حزينة مثل زفاف تالين، ربما لأنها تعرف بحب ميلا الشديد لأيهم.
جلست على طاولة سراج وفرح وإياد وسابين، التي ظهر عليها تعب الحمل والسفر لتطلب لها مشروب ساخن يهدئ من تعبها.
لم تترك فرح أيهم وميلا بل جلست بينهما في المنتصف!
ظهرت في معظم الصور حتى قامت ميلا بالطلب من المصور أن يتوقف عن التصوير، كما أنها قامت بالرقص مع أيهم كثيرًا ولم تتركه يتحدث حتى مع ميلا، التي كادت أن تجن وهي ترسل رسائل بعينيها لسراج لينفذ خطتهما دون جدوى.
فأمسكت فستان زفافها وذهب حيث يجلس سراج لتقول له من بين أسنانها:
- سراج تصرف حالًا أرجوك إنها تفسد عليَّ زفافي.
حك مؤخرة رأسه وهو يقول:
- ميلا لقد نسيت إحضار الحبوب، أعتذر.
- تعتذر! الآن حسنًا سراج لن أغفر لك هذا.
تركته واتجهت ناحية الحمام، كان هناك شك بداخلها أن سراج سيقوم بتنفيذ الخطة، ببساطه لأنه يخشى فرح أو يحبها أكثر من اللازم؛ لذلك وضعت خطة بديلة، أخرجت علبة صغيرة كانت تضعها في صدرها وأخرجت منها حبة، كانت ستعيدها لمكانها لكنها تراجعت ووضعت الحبة الأخرى، هذه المرة هي من سينفذ.
أما عند سراج فلم يقم بالخطة لأن أراد أن تكون فرح بكامل وعيها، فهناك ليلة طويله في انتظارهما خصوصًا وأنه حجز جناح لهما في نفس الفندق، فهو لا يريد تضييع المزيد من الوقت ليكتشف ما حضرته له أسفل ذلك الفستان.
ورد اتصال على هاتف غسق فخرجت لشرفة الصالة لتجيب، تبعها ساجي الذي رآها تخرج للشرفة، ظن بأنها تضايقت من الزهور أو ربما الزفاف ذكرها بأنها لم تحظى بواحد!
أغلقت الخط ووقفت تتأمل المنظر الخلاب الذي أمامها، انعكاس القمر على سطح الماء في منظر لا يمكن لرسام أن يبدعه، حتى صوت تلاطم الأمواج تقسم بأنها سمعتها من ذلك البعد، كان البحر هادئ يبعث بنسمات ترد الروح كما يقال.
قاطع جمال المنظر صوت ساجي وهو ينادي عليها لترد هي:
- أنا هنا ساجي.
تقدم منها يتفحصها:
- هل أنتِ بخير، أزعجك الورد أم الزفاف، لو أردتِ نعود الآن لا داعي لنكمل الحفل.
- على مهلك لم يزعجني شيء، كنت أجيب على هاتفِي فقط؛ تعال وانظر لهذا الابداع، لم أرى مكان كهذا من قبل.
شعر بسكين تُغرس في صدره، لو تعرف بأنه الفندق نفسه الذي أقيم فيه زفافه على روبين، هل سيكون لها نفس الرأي؟
انطلق صوت الموسيقى الهادئة من الداخل ليقول لها رغم ألمه:
- أتسمحين لي بهذه الرقصة؟
وضعت يدها بكفه الممتدة وجعلته يقودها في الرقصة؛ وضع يده أسفل ظهرها فوق الكاب دون أن يقربها له كثيرًا، نظرت له مبتسمة وهي ترقص معه تحت القمر.
أنزل عينيه لينظر لها فوجد بريقًا في عينيها لتنزل عينيه على شفتيها، كم اشتاق لهما، مرت سنةٌ كاملة ولم يذق خلالها حلاوتهما أي حرمان هذا؟!
أن تكون بين يديه ولا يقدر على ضمها لصدره، يريد أن ينهل من شهدها، ينام ويستِيقظ على وجهها، يريد ويريد ويريد!
هزته غسق عندما لاحظت بأنها ينظر لشفتيها غير متيقن بما تقوله:
- ساجي هل سمعتني؟
تنحنح وهز رأسه محاولًا إخفاء أفكاره ورغبته بها:
- ماذا قلتِ؟ لم أسمع عذرًا.
ابتسمت له وقد غزت الحمرة وجهها فقد عرفت بماذا يفكر:
- لا شيء فقط قلت بأن المكالمة بشأن قضية زوجة خالي لقد وجدنا الحل لخروجها، وأنا موافقة على الزواج منك.
نهاية الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 02-08-22, 12:11 AM   #327

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

راااااائع♥️😍🥰❤
تستاهلي يا فرح 🙄😏😒
برافو ميلا 💪💪🥳


Lautes flower غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-22, 03:52 AM   #328

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
راااااائع♥😍🥰❤
تستاهلي يا فرح 🙄😏😒
برافو ميلا 💪💪🥳
محدش حيوقف لفرح ويحطها في حجمها الاصلي لا ميلا🥰

Lautes flower likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 02-08-22, 08:36 PM   #329

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

من ريما القارئ البسيطه الى ريما المبدعه فعلا روايتك جميله جدا ابهرتني البارحه لم استطع النوم وانا اكل الكلمات لا اقراها ابكي على غسق واعذره ساجي واسب فرح لانها يابسه الراس والعن منى وروبين فعلا روايتك تحفه وكانت مفاجئه جميله جدا الف الف شكر على هذه الروايه الجميله واتطلع بفارغ الصبر إلى الفصول القادمه

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-22, 08:42 PM   #330

ربى ترك
alkap ~
? العضوٌ??? » 313947
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 337
?  مُ?إني » فلسطين
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond reputeربى ترك has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

موفقة بإذن الله ...ناوية أقرأها لانها بتمثل حالتي

ربى ترك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.