آخر 10 مشاركات
497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-22, 06:22 PM   #71

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
واخيرا غسق بدأت تنفض عنها رداء الضعف والذل متشوقة كثيرا للفصل القادم
غسق اصلا مش ضعيفه، شخصيتها قويه بدليل اصرت تكمل دراستها برا و تشتغل مع ساجي فس الشركه، هي كانت بتعدي لساجي عشان بتحبه و عشان حاسه باذل بسبب قصة امها؛ انما جواز ساجي عليها خلاها تنفض عنها الحب و تقرر تبقى قويه زي الاول اصبري بس وحتشوفي انها مش حتستلم وتحمل طريقها صح

زهرورة and mansou like this.

ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-22, 03:43 PM   #72

ايمان ربيع

? العضوٌ??? » 490550
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » ايمان ربيع is on a distinguished road
افتراضي

ربنا يوفقك يارب

ايمان ربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-22, 07:00 PM   #73

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان ربيع مشاهدة المشاركة
ربنا يوفقك يارب
اللهم امين شكرا حبيبتي

زهرورة likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-22, 06:29 PM   #74

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي عشرx
مر أسبوعين والوضع لم يتغير كثيرًا في منزل المزرعة، اتبعت روبي أسلوب الاستسلامx التام وعدم الشكوى، حتى عندما طلبت منها والدتها العودة إلى العاصمة رفضت مُدعية أن مكانها مع زوجها حتى إذا كان مخزن.
xلم تتوقف محاولات مُنىx في الضغط على ساجي لكي ينقلها إلى داخل المنزل إلا أنه لم يغير رأيه، ولم يعطيها أي سبب لفعلته الشنعاء من وجهة نظرها،
xخرجت مُنى وفريدة والخدم على صوت صرخاتxآتية من المخزن ليجدوا سابين تصرخ وروبي مغمى عليهاxبوجهه شاحب،xونبضها ضعيف، أسرع الخدم بإدخالها إلى المنزل وحاولت فريدة الاتصال بفرحx إلا أن هاتفها كان مغلق،
هتفت في خوف: فليتصل أحدكم بفرح لتأتي من المصحة.
- أي مصحة! لقد سافرت إلى العاصمة لتحضر سراج هل نسيتِ؟
كان صوتها قلق وهي تحاول إفاقة روبين بعطرها النفاذ دون جدوى.
- أين نجد طبيب الآن يا إلهي؟
أجابت سابين التي كانت تبكي صديقتها المقربة: لا تقلقي لقد اتصلت بصديقتي طبيبة ستأتي حالًا، وفعلًا لم تكمل كلمتها حتى أتت الطبيبة وقامت بالكشف على روبين، في ذلك الوقت كانت مُنى قد قامت بالاتصال بساجي وطلبت منه أن يأتي فورًا لأن كارثه تستلزم وجوده.
وصل ساجي في المساء استقبلته والدتهُ بصوت غاضب: انظر ما فعلت بزوجتك المسكينة لقد أصابها انهيار عصبي حاد جراء معاملتك لها، لن أسمح بعد الآن بأن تقلل من شأنها كما فعلت، لا تنسى أنها قريبتي.
في تلك الأثناء نزلت فرح من الدرجx وانضمتx إليهم هي وسراج الذي وصل من رحلته لإحضار غسق منذ يوم، ولم يتسنى له بعد رؤية ساجي أو الحديث معه.
نظر ساجي إلى فرحx وسألها: فرح،xهل ما تقوله أمي صحيح؟
رغم أن صوته خرج هادئ إلا أنها التقطت الاهتزاز في حدقة عينه، مما أشعل الغضب في داخلها، ردت بعدم مبالاة وهي تجلس على إحدى الأرائك: لا أعلم لا بد أنها رأت دودة اعتقدت أنها أفعى فأغمى عليها، اعذرها تربية فرنسية.
صرخت مُنى في غضب وهي تهدد بيدها: لا يوجد أفعى هنا غيرك، لن أسمح لكِ بأن تقللي من زوجة ابني بحرف.
اتسعت عيني فرح وهي تقولx بنبرة استهزاء: زوجة ابنك يا إلهي! لا أصدق أذني، عمتي مُنى تقولها، لطالما كُنتُ ابنة بلال وغسق ابنة فجر ماذا تغير الآن؟
- تقارنين تلك العَلقة بروبين الأرندلي! حتى أنتِ لا ترتقين لتكوني زوجة ابني! قريبًا سأطردك من منزلي مثلما فعلت مع تلك الحثالة التي لا تختلف عنكِ.
- أميx؟
التفتت مُنى لتجد سراجx يقف خلفها وقد اكتسى وجهه بعلامات الغضب، اللعنة نسيت وجوده تمامًا، تعرف أنه لن يتساهل في حق فرح وهي قد زادت الجرعة حتى أنها اعترفت بطردهاx لغسق.
- فرح زوجتي ولن أسمح لأحد مهما كان أن يقلل منها، وإن كان غير مرحب بها هنا سأخرج معها عن طيب خاطر فورًا.
أمسك ساجي ذراع فرح وهمس لها: اصعدي فوق الآن الموقف لا يحتمل، سأحضر إليكِ مع سراج بعد قليل.
فعلت ما طلب منها دون مجادلة، حسنًا فعلًا الموقف لا يحتمل، خصوصًا وسراج يغلي منذ وصوله البارحة،xلم تعرف بعد ما حدث مع غسق التي ترفض بدورها الرد على مكالماتها.
- ترفع صوتك عليّ من أجل زوجتك، لا أصدق ذلك.
نزلت دموعها بسرعة وهي تدعي الانهيار من كلمات ابنها: بعد هذا العمر تقوم بتهديدي، لا أصدق هل ضاعت تربيتي.
قلب ساجي عينيه يعرف هذه الاسطوانة التي تستعملها والدته عندما تحاول الهروب من كارثة: حسنًا أمي لا يقصد ذلكx تعرفين سراج عصبي.
قالها وذهب إلى الطابق الأعلى حيث تقبع روبين بعد انتقالها إلى المنزل، نفس الجناح الذي اختارته سابقًا، دخل دون أن يطرق الباب فوجد روبين جالسة وبقربها سابين التي انتفضت عند دخوله، أما روبين فقد شحب وجهها إلا أنها رسمت ابتسامة رائعة قائلة: ساجي هل أتيت كي تراني؟ لقد اشتقت إليك جدًا،
لم يجبها فورًا بل أخذ يتأمل ملامحها في هدوء قاتل، لا تعرف إذا كانت نظراته شوق أم تحري عن مرضها المزعوم، لابد أنه يشك بها، لكنها أتقنت الدور بشدة، لن يستطيع كشفها بسهولة، أسبلت رموشهاxبطريقة مغرية تعرف تأثيرها جيدًا:
- أشعر بدوار أرغب في النوم، لابد أنه تأثير الدواء.
سارعت سابين إليها وهي تجيب: استلقي الآن عزيزتي.
وساعدتها في الاستلقاء .
كل ذلكx وساجي لم يقل أو يفعل شيء، بعد أن نامت روبين خرج من غرفة النوم إلىx الصالة ولحقت به سابين:
- ساجي، أعرف أنك غاضب منها لكنxعقابك شديد، تعرف أن روبين لن تقوى على تحمل ذلك، ألا يكفيها مرض والدها؟
تابعت وقد كسى صوتها نبرة حزن أتقنتها بشدة كما أن عينيها أدمعت حزنًا:
- صدقني روبي تستحقر نفسها لما عرضتك إليه، هي تحبك منذ زمن، تعرف أنه كان أمامها الكثيرين إلا أنها لم ترغب إلا أن تكون زوجتك، أعطها فرصة أخرى، ألا يستحق حبكما ذلك؟ لا تكذب على نفسك أنت أيضًا تحبها، لماذا تكابر؟
في الأسفل كانت مُنى تجفف دموعها الوهمية.
- أعتذر أمي لم أقصد أن أرفع صوتي عليكِ.
- كاذب أنت مستعد للتخلي عني من أجل ابنة بلال.
عقد سراج حاجبيه ثم أطلق زفيرًا كي لا ينطق بما يغضبها أكثر: اسمها فرح زوجتي، أنتِ حتى لا تعترفين بذلك وتصرين على مناداتها بابنة بلال، ثم من الذي يهدد بطردها من هنا أليس أنتِ؟ يجب أن تعرفي أن مكاني مع زوجتي، إذا خرجت منها مطرودة أخرج قبلها.
كانت النيران تشتعل في داخلها، لا تصدق تمسك سراج بها، كيف استطاعت ابنة بلال أن تؤثر عليه؟x
- حسنًا، لم أقصد، أنا فقط كنت حزينة على روبين، أنت لم ترى حالها وما وصلت إليه.
- لن يحدث لها شيء لا تقلقي أمي ستكون بخير.
- وما أدراك أنت؟ ثمxأين تلك العَلقة هل بقت في منزل ساجي بالعاصمة وروبين في المخزن؟ ألم تذهب لكي تحضرها.
نظر إليها ثم إلىx جده الذي خرج على صراخهما من مكتبهxوقال بصوت رخيم: - غسق لن تعود إلى هنا، بل إنها لن تكتب أطفالها باسم ساجي.
*****
جلس ثلاثتهم على المائدة يتناولون غدائهم في منزل سارة وعُمر، منذ انهيار سارة الأخير وهي ترفض الخروج من المنزل وتقضيxمعظم وقتها مع عُمر مما جعل غسقx دائمة التواجد عندهما، لم يمانع عُمر ذلك طبعًا على العكس تمامًا كان مرحب بها جدًا لأنها تضيف جو من المرح للمنزل وتجعل سارة تبتسم كثيرًا، بعد انتهائهم من الطعام جلسوا في الصالة يشربون القهوة الأمريكية.
x- غسق ما جديدك؟ هل وجدت عمل مستقر؟ ماذا عن عرض آدم؟
لم يخفى عليه الضيق الذى ظهر على معالم وجهِها.
أكملت قهوتهاx ثم وضعت كوبها على الطاولة الجانبية: ليس بعد، إلا أن عملي يزدهر بطريقة جيدة جدًا، أتاني عرضxجيد من إحدىxالشركاتxالكبرى، ليس عرض بمعنى الكلمة، طلبوا أن يروا عملي أولًا، وإذا أعجبهم سوف أقوم بتصميم موقعهم الإلكتروني الجديد، بالإضافة إلى جدار الحماية، تلك ستكون خطوة مهمة جدًا لي إذا نجحت فيها.
أخذت كوبها وتابعت شرب قهوتها مرة أخرى.
فسألت سارة هذه المرة بعد أن تبادلت النظرات مع عُمر: وعملك مع آدم ماذا عنه؟ أعتقد أن العمل في شركته أفضل بكثير، والمزايا كثيرة، تحتاجين إلى عمل مستقر خصوصًا بعد ولادتك.
تعرف أنها محقه وأن عرض آدم أكثر من مناسب لها، إلا أنها لازالت غاضبة من تصرفه، بل هي غاضبة من نفسها لتساهلها معه بتلك الطريقة مما جعلها في موقف محرج أمام سراجx وأمام نفسها أولاً، هربت بعينيها من سارة وعُمر، لم ترد الإجابة أمام عُمر يكفي ما تشعر به الآن.
فهم عُمر أن وجوده يسبب إحراج لها، تحجج بموعد وهميxوترك المنزل لهما.
- ها ماذا هناك؟ أشعر بتغير العلاقة بينك وبين آدم منذ مدة؟
عقدت غسق حاجبيها وقالت في غضب: أي علاقة تلك؟ ليس بيننا أي نوع من العلاقات.
ارتفع حاجبي سارة ونظرت إليها في عبث: أليست الصداقة نوع من أنواع العلاقات، كما أنه قريبك كما أذكر، أم أنكِ كنتي تكذبين عليّ؟
وضعت كوب القهوة الذي برد من يدها في يأس، ثم سردت عليها كل ما حدث منذ أسبوعين بينهما مرورًا بتهديدها شديد اللهجة لسراج.
كانت تستمع بانتباه شديد، أحيانًا تفتح عينيهاxباتساع، وأحيانًا تشهق إلا أنها لم تقاطعها حتى انتهتxمن قصتها: يا إلهي، كل ذلك حدث ولم تقولي لي شيئًا طول هذه المدة؟xحسنًا فلنناقش كل ما حدث نقطة بنقطة.
لم تجب غسق بل ظلت على وضعها تستحثها على متابعة كلامها.
- حسنًا أولًا اعترف أن آدم أخطأ في المجيء إلى بيتك، إلا أني يمكن أن أعذره قليلًا، أخبرتني أنه قضى حياته هنا كما أن والدتهُ أجنبية.
رغم علامات الاعتراض الظاهرة على غسقx بوضوح أكملت: لا أعتقد أن نيتهُ سيئة أو خبيثة، رد فعلك عليه سوف يجعله لا يكررها مرة أخرى.
ارتفع حاجب غسق في استنكار: مرة أخرى، ومن سيسمح له من الأساس.x
تابعت دون الرد عليها: ثانيًا لماذا لم يأتي زوجك المحروسxلكي يعيدكِ؟ هل أنتِ بهذا الرخص لديه؟ أم أنه واثق من عودتك زاحفة بمجرد أن يأمرك بذلك؟ أعرف أن أخيه لديه مكانة كبيرة في قلبك، لكن ما فعله ليس بهين، كما أنكِ حامل ألا يساوى ذلك عنده شيء؟
كانت تتحدث في انفعال دون أن تلاحظ الألم الذي كسى وجه غسق التي شعرت مع كلماتها بأن قبضة تعتصر قلبها بشدة، هي محقة كونه بعث سراج لا يدل إلا على ألا قيمة لها عنده، هو فقط يرغب في أولاده منها.
- ثالثًا وهو الأهم.
نظرت إليها في تركيز واضعة ألمها على جنب مؤقتًا.
- هل ستفعلين ذلك فعلًا أم هو تهديد فقط؟
تابعت بصوت عميق وهي تحاول أن تزن كلماتها: غسق رغم كرهي لزوجك وعائلته بالكامل إلا أنكِ إذا قمتِ بذلكxتكونين جانية على أطفالك، تعرفين ماذا يعني أن تجعلي أولادك مجهولين النسب؟ أن يعيشون دون أن يكتبوا باسم والدهم؟ هل تعتقدين أن ذلك بالهين عليهم؟ حتى هنا، لن يسلموا من التنمر والمعايرة بأن لا يوجد لديهم... تعرفين ماذا سيقال عنهم؟ أولاد حرام رغم أنكِ متزوجة من والدهم، عشتِ هنا وتعرفين المجتمع، امرأة مسلمة تنسب أبنائها لنفسها ماذا يعني ذلك؟ كما أنه حرام شرعًا، تعرفين ذلك.
لم ترد غسق وكأنها تفكر في كلامها أو ربما هي لم تفكر أصلًا في تبعات فعلتها تلك.
لتكمل سارة: أوافقكِ على البعد عنه، وتربيتهم لوحدك مع أنه أمر شاق، لكن يجب أن تنسبيهم لوالدهم،xليس من أجله بل من أجل أطفالك ولمصلحتهم.
ردت باستسلام: لا أعرف، لم أفكر في الموضوع.
امتلأت عينيها بالدموع دون أن تدري، أنا فقط كنت غاضبة بشدة، غاضبة من آدم، ومن سراج، ومن فرح، ومن الجميع.
نزلت دموع ساخنة على خديها وتابعت دون أن تبالي بها: صورته وهو يحتضنها جعلتني أحقد عليه جدًا وأردته أن يتألم، لم أكن أحدث سراج وقتها كنت أراهما معا، أرى صورهما، أرى الفرح في عينيه عندما ينظر إليها، تعرفين أنه لم يحاول اللحاق بي عندما تركت المكتب، رغم أني أخبرته بحملي، لم يصدقني من الأساس، خرجت منه إلى المزرعة لعلي أجد العون في خالي إلا أني وجدت زوجة خالي أمامي لتخبرني أن ساجي طلقني، وأنه لا مكان لي في المنزل.
حاولت كتمان شهقاتها إلا أنها خرجت رغمًا عنها عالية، تركتها سارة تخرج ما بداخلها من الواضح أنها تحتاج إلى ذلك.
- تعرفين أني قضيت ليله كاملة على كرسي المطار ولم يحس بي أحد، أنا من قمت بالاتصال بفرح لإبلاغها بسفري.
أحست بغصة تؤلمها فلم تستطع متابعة الكلام، تركت دموعها تنزل كشلال على وجنتيها علها تطفئ النار التي تشتعل في داخلها.
اقتربت منها سارة تجلس على حافة كرسيها وأخذتها في حضنها مما جعل صوت نواحها يعلو وكأنها قررت أن تفرج عن كل الذي كتمته بداخلها الأشهر التي مضت.x
******
توجه ساجي إلى جناح سراج بعد أن ترك روبين نائمة وسابين معها، وجد سراج أمام الباب فدخل معه.
ألقت الهاتف من يدها على السرير في غضب فلازالتxغسق ترفض الرد على مكالمتها منذ أن ذهب لها سراج ، سمعت صوت فتح الباب فخرجت من غرفة النوم إلى الصالة لتجد سراج وساجيxقد جلس كل منهم على كرسي وملامحه مزيج بين الغضب والخوف، حتى سراج نفس الملامح، كم يشبهان بعضهما في تلك اللحظة، اتخذت الأريكة الواسعة لتكون في مواجهة كُلا منهما،
وقالت: هل اطمأن قلبك على خيال المآته؟ لماذا كل هذا الخوف في عينيك؟
- فرح أرجوكِ لقد أصيبت بانهيار عصبي، ألا يوجد في قلبك رحمة؟
- انهيار ماذا؟ اسمعني مرة أخرى، هذا التمثيل يمكن أن ينطلي على عاشق ولهان مثلك، أو امرأة تدعي الذكاء مثل زوجة خالي، أنا طبيبة هل نسيت؟ هي ليس لديها أي عرض من أعراض الانهيار، حتى الاغماء الذي ادعته ليس بسبب الانهيار بل بسبب قلة الأكل، أنا متأكدة أنها اختارت يوم سفري لسراج لكي تنفذ خطتها تلك حتى لا أقوم بفحصها.
x - يا إلهي فرح لم أكن أعرف أن كرهك لها وصل لهذه الدرجة، لقد رأيت الأدوية والمحلول معلق بيديها كما أن وجهها شاحب جدًا، ما مرت به روبين ليس هينًا أبدًا، تدعين إنكِ طبيبة تحلي ببعض الرحمة حبًا في الله.
اتسعت عينها في صدمة: لابد أنك جننت لتقول لي أنا ذلك الكلام.
ثم تحولت نبرتها مع ارتفاع أحد حاجبيها: لن أستغرب منك أي شيء بعد الذي فعلته وأنت لازلت تلهث وراءها.
نبرتها وكلامها أصابه في مقتل، هل تعرف فرح بخدعة روبين له؟ لا يمكن هل أخبرها إياد بذلك؟ فهو الوحيد الذي يعرف.
لا يمكن، إياد ليس من النوع الذى ينقل الكلام هو متأكد، إذن ماذا تعني بذلك؟ أيقظه صوت سراج وهو ينهر فرح لتسكت فمن الواضح أنها استمرت في الكلام إلا أنه لم يسمعها.
- يكفي كُلًا منكما، ساجي مقتنع بمرض روبين فليفعل، لا أحد يستطيع لومه، أنتِ لا تحبينها وغير مقتنعة فليكن، لم يطلب أحد منكِ الشفقة أو أن تعالجيها، هناك أمر أكثر أهميه الآن، في الواقع هي كارثة إن صح التعبير.
xبهمس قالت فرح: هل رفضت العودة؟ أعرف أنها غاضبه مُنى، هي لا ترد على اتصالاتي و رسائلي.
لم يجبها بل ألقى نظره إلى أخيه الذي كان على وجهه قناع برود يناقض ذلك الذي دخل به إلى الجناح، هز رأسه في يأس، هو حتى لا يهتم.
- هيا سراج أخبرني ماذا حدث؟ أكاد أموت قلقًا عليها، أشعر بالندم لأني أعطيتك عنوانها، هي تعتقد أني خنتها، قد أكون فعلًا خنتها لا أعرف كيف فعلت ذلك؟
بدأت في البكاء لتجد ذراعي سراج تحتضنها واحدة أسفل منتصف ظهرها والأخرى تربت على شعرها بعد أن أراح رأسها على صدره، لكي تهدأ، ظلت تبكي وهو يشد في ضمها إليه عله يخفف عنها ألمها وشعورها بالخيانة.
xأما ساجي فقد أراح ظهره على الكرسي وتركهما يهدئان قليلاً .
- هل انتهيتِ أم لازال هناك المزيد، أرغب في معرفة الكارثة التي يتحدث عنها إذا لم يكن لديكي مانع.
رفعت رأسها كي تجيبه بما يستحق، إلا أن سراج منعها بأن زاد في الضغط عليها فنظرت إليه في غضب لتجد نظرة جادة، خفضت عينيها وتحررت منه جالسة على الأريكة، جلس بجوارها وأمسك بيدها يمدها بالأمان أو ربما يستمد منها القوة.
أخذ شهيق بصوت عالي وقص عليهم ما حدث بالتفصيل، وكيف أن غسق رفضت أن تستقبله بعد ذلك اليومx رغم أنه لم يستمع لها وظل يحاول معها طوال مدة وجوده هناك، فما كان منها إلا أنها هددتهxبأنها ستبلغ الشرطة وتحرر ضده أمر عدم تعرض إذا حاول معها مرة أخرى.
شهقت فرح غير مصدقة، أما ساجي فقد أصيب بصدمة لتظهر على ملامحه دون أي أقنعة.
- يا إلهي هذا ولم تعرف بعد بخطة زوجة عمي ماذا ستفعل عندما تعرف؟
xعقد ساجي حاجبه: خطة ،أي خطة تلك التي تتحدثين عنها؟x
التفتت إليه بجذعها وقالت وهي لازالت تحت تأثير الصدمة: ألا تعرف أن أمك قررت أنها ستأخذ الأطفال من غسق وتكتبهم باسم روبين.
إن كان كلام سراج صدمه فما قالته فرح جعل مخه يدور كمن تلقى ضربه بعصى غليظة.
- يا إلهي قد تكتب الأطفال باسم آدم كي تمنع أن يأخذهم أحد منها، كانت تفكر في عقلها إلا أن كلماتها خرجت واضحة دون أن تقصد.
لكنها رمت قنبلة دون أن تعرف قوة دمارها.
*********
أنتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-22, 06:37 AM   #75

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

ويبقى مني لك سؤال مباشر
كيف لك كل هذه الاجاده وهذا التحكم الادبي والفكري في قلم يعبر بصدق ويكتب بعمق ويبهرنا كل الابهار ؟


العنوان والمضمون راقوا لي كثيرا
والاهم ان فكرك صداق كثيرا


اختي المحترمه


اسمحي لي ان اتابع كل جديد لك



تحياتي وودي واحترامي



اخوك ِ قلم


قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-22, 05:29 AM   #76

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قــــلــــم مشاهدة المشاركة
ويبقى مني لك سؤال مباشر
كيف لك كل هذه الاجاده وهذا التحكم الادبي والفكري في قلم يعبر بصدق ويكتب بعمق ويبهرنا كل الابهار ؟


العنوان والمضمون راقوا لي كثيرا
والاهم ان فكرك صداق كثيرا


اختي المحترمه


اسمحي لي ان اتابع كل جديد لك




تحياتي وودي واحترامي



اخوك ِ قلم
عاجزه عن الرد كلماتك اسعدتني طريقة لا يمكن وصفها 💖
طبعا هذا شرف كبير ليا متابعتك انا عندي جروب على الفيس بوك باسم اقلام نابضه و صفحه على الواتباد باسم ريما معتوق اتشرف بيك فيهم طبعا


ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 02:36 PM   #77

قــــلــــم
 
الصورة الرمزية قــــلــــم

? العضوٌ??? » 491808
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,346
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » قــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond reputeقــــلــــم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» اشجع ahli
افتراضي

اكيد يشرفني جدا اختي الراقيه
واسف بس التعليق كان فيه كلمه واحده تحتاج تصحيح بس ما عرفت
وحالا علقت على جروب المنتدى على كلمتك الطيبه عني
كل الشكر وكل الاحترام


قــــلــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 08:02 PM   #78

لحن الكلام

? العضوٌ??? » 491619
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » لحن الكلام is on a distinguished road
افتراضي

التوفيق والاستمرار يارب

لحن الكلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 08:15 PM   #79

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحن الكلام مشاهدة المشاركة
التوفيق والاستمرار يارب
اللهم امين ،شكرا لمرورك 🌹

زهرورة and Adella rose like this.

ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 06:17 PM   #80

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشرx
قررت أن تأخذ بنصيحة سارة وتعطي آدم فرصه أخرى، خصوصًا وهي تحتاج إلى عمل ثابت في وضعها الحالي، طرقت باب مكتبه ودخلت عندما سمعت الإذن بالدخول، وقف آدم ولم تخفى عليها نظرة العشق في عينه، إلا أنها تجاهلتهاx كما تجاهلت يده الممتدة، جلستxعلى الكرسي دون أن يسمح لها، أحس بالإحراج من طريقتها، لكنه يعرف أن أمامهُ طريقٌ طويلٌ إذا أراد الوصول إلى قلبها، مسح على مؤخرة رأسه بيده التي تركتها ممتدة في الهواء، جلس في الكرسي المقابل لها.
- مبارك غسق، لم أعرف أنكِ حامل؟ تبدين في شهور متقدمة؟x
لم ترد عليه اكتفت بأن تهز رأسها للتأكيد فقط، ارتبك أكثر من صمتها.
- إذن هذا هو سبب اشتهائك اللحم، وأنا الذي ظننتxأن بقائك في الوطن هو السبب.
ألقت السؤال في نبرة حادة لتنهي الأحاديث الودية التي يريد خوضها معها:
- هل مازال عرض العمل ساري؟
وفهم هو ذلك.
xxابتلع ريقة ومعه جزء من كرامته المهدورة؛ بسبب معاملتها، وأجابها بهدوء شبه رسمي: نعم لازال قائم، هل تستطيعين أن تقومي به في حالتك هذه؟ كم سيطول بقاؤك معنا؟ الأمر جدي ما إن تقومي بتوقيع العقد لن تستطيعي ترك العمل لمدة سنة، وإلا ستدفعين مبلغ كبير ذلك هو الشرط الجزائي! هل ستلتزمين معنا أم أنكِ ستعودين للوطن بعد فترة قريبة.
تعرف أن نيته ليس صافية تجاه العمل كليًا، بل يرغب في معرفة إذا كانت ستعود إلى ساجي أم لا، مالا يعرفه أن ساجي أصلًا لا يرغب في عودتها وعلى الأرجح سراج جاء بطلب من خالها ليس إلا.
- لن أوقع على أي شرط جزائي.
ظهر الهلع في عينيه كما قفز قلبه بين ضلوعه، حركة يديه التي انقبضت بشدة حتى ابيضت مفاصله، جعلتها تعرف فيما يفكر.
x فتابعت بهدوء: كما ترى أنا حامل، لازال لدي عدة أشهر، لكني لا أعرف ظروفي بعد الولادة، لن أستطيع أن أستمر في المجيء للعمل إلا بعد فترة.
أجاب آدم بسرعه وقد تحولت نظرته الى آمل وعلا الارتياح تقاسيم وجهه:
- تستطيعين العمل من المنزلxإذا أردتِ.
x لم تجبه فورًاx بل ظلت على نفس هدوئها السابق: آدم لا أستطيع أن أعدك بشيء، لا أعرف كيف سأعتني بطفل لوحدي، الأمر ليس سهل ولن أجعل العمل أهم من أطفالي طبعًا، لدي وديعة في البنكx أستطيع أن أصرف منها إلا أني افضل العمل الآن، لا أريد أن أفكر في المستقبل.x
سألها بحذر: وديعة! لم أكن أعرف.
- ساجي وضعها لي بعد أن قام ببيع شركة أبي والمنزل وكل شيء، لم تكن مبلغ كبير وقتها أما الآن فهو أكثر من جيد.
(اللعنة ساجي مرة أخرى) قالها في داخله دون أن يظهر شيء عليه،
لا بأس يمكن أن أجد لكي عمل موسمي، لن تحتاجي إلى عقد بالسنة إلا أن الراتب لن يكون كبير، تعرفين أنتِ تعتبرينxمبتدئة، خبرتك هناك لا قيمة لها هنا.
هزت رأسها بعلامة أعرف أو موافقة ليس متأكد تمامًا، ما يضايقه قلة كلامها، تريد أن تضعه في خانة الزميل فقط، لا لن يقبل بذلك ليس هذه المرة، الكرة الآن في ملعبه.
- لم تقولي لي ماذا تشربين؟ قهوة أم عصير.
رفعت عينيها إليه وليتها لم تفعل، لازال يغرق في لونها الجذاب، العسل الصافي الذي يحدده خضار متناغم معه بطريقة لا يبدعها سوى الخالق.
- قهوة بالحليب من دون سكر من فضلك.
ارتسمت على وجهه ابتسامة ساحرة، هذه خطوة جيدة جدًا، عكس ما حاولت إيهامه عند دخولها للمكتب فإن العلاقة بينهما لن تكون في إطار العمل فقط،
قطع حبل أفكاره صوتها وهي تسأل: متى أبدأ العمل معكم؟x
في الحال قام بطلب مساعدته الشخصية لكي تحضر العقد الخاص بها مع الإضافات التي طلبتها.
******
لم يصدق ما سمعه، شعر باِختناق شديد فحل ربطه عنقه وفتحx زر القميص واتجهه إلى الشرفةx ليدخل الهواء إلى رئتيه بشكل أكبر.
xأتاه صوت سراجx وفرح، إلا أنه لم يستطع أن يفهم ما يقولانه، أخذ نفس كبير ودخل لهما لكي يضع حد لكل ما سمعه.x
- لن تفعلها.
بصوت صارم قوي يناقض ما يدور في داخله: أعرف غسق تلك ليست طباعها ولا أخلاقها، هي فقط غاضبة قليلًا.x
ارتفع صوت فرح على صوته واكتست ملامحها بغضب شديد: غاضبة قليلًا هل تمزح؟ هل نسيت عيد مولدها كالعادة، أو تغاضيت عن إهانة مُنى هانم لها، لقد خنتها، طلقتها وجعلت والدتك تطردها شر طرده، لم تكلف نفسك العناء لتسأل عنها طول المدة الماضية رغم معرفتك بحملها، بل بعثت مرسال عنك لتعود بنفسها معتذرة عن خطأها الفادح في حقك عندما ثأرت لكرامتها، يا إلهي لا أصدق كم أنت مغرور وظال.. x
أمسك سراج بذراعها لتسكت إلا أنها نفضت ذراعها منه والتفتت له تفرغ غضبها فيه:x
- وأنت الذي كنت تدعي أنها مثل تالين عندك، هل ترضى بما فعله شقيقك أن يحدث لها؟x
- كفى.
التفت إليه سراج وفرح في نفس اللحظة، جلس على الكرسيx ليهدئ من الخوف الذي احتله.
- أولًا أنا لم أخنها، أنا تزوجت على سنة الله ورسوله، نعم أخفيت عليها في البداية تفاديًا للمشاكل وحتى لا أجرحها لا أكثر.x
- حتى تنهي العقد مع شركة الإلكترونيات.
صحح له سراج، مما جعله يزفر في ضيق: قد يكون عقد الشركة أحد الأسباب لديكم، إلا أنه ليس السبب لدي أبدًا، صدقوا أو لا غسق لديها مكانة خاصة عندي.x
ارتفع حاجب فرح في استهزاء وهمت للتعقيب عليه لولا نظرة سراج المحذرة فمطت شفتيها في حنق.
ليكمل هو تبريراته: كما أني لم أطلق غسق، كنت أهددها فقط، نيتي لم تكن أبدًا تطليقها، سألت الشيخ وقال أن الطلقة لم تقع فكفي عن قول أني طلقتها، ثم من قال أن أمي طردتها؟ هي من خرجت من المكتب إلى المطار من دون أدنى اعتبار لأحد منا، ولا حتى خالها الذي آواها وحماها بعد موت أهلها.
x- هل أنت أبله أم أن غرورك أصابك بخلل في مخك؟
اتسعت عيني سراج من وقاحة فرح وهي تواجه ساجي بتلك الطريقة، أكملت بنفس المزيج بين السخرية والتساؤل الجاد:
- أي شيخ ذلك الذي أفتى لك، أحد مشايخ الفضائيات أليس كذلك، لا تضحك على نفسك كنت متأكد أنها سوف تنفذ ما أمرتها به، لم يكن تهديد كان وعيد، لذلك تركتها تذهب دون أن تهتم، فأين ستذهب؟ لابد أنها ستعود راكعة لك مثل كل مرة، أما طردها من هنا فقد اعترفت أمك بذلك منذ قليل، أمxأن خوفك على روبين جعلك أصم؟xعمومًا تستطيع أن تسأل فريدة هانم كانت هنا وقتها وسمعت كل شيء والخدم كذلك، آه بمناسبة السيد سليم الذي تفضل عليها بعطفه وحنانه، لما أرغمها على الزواج منك؟ لماذا لم يبقيها في شقته التي بالعاصمة حتى تكمل دراستها دون أن يعرضها لكل ذلك الألم والأذى في هذا المنزل؟ لماذا وافق على زواجك من روبيx بسهولة رغم أنه رفض أن تحظى تالين بضرة وهدد زوجها، لماذا يا ترى؟
xاحتقن وجهه بشدة؛ فكلماتها كانت مثل الضربات المتتالية لصدره حتى أنه لا يكاد يتنفس من قوتها.
- فرح هلا تركتينا لوحدنا قليلًا.
قالها سراج فنظرت له في استنكار، إلا أنه رمقها بحزم فخرجت وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة وأقفلت الباب خلفها في قوة.
ذهب إلى البار الصغير الملحق بالجناح وحضر كوبين من القهوة سريعة التحضير أعطى كوب لساجي وأخذ واحدًا هو الآخر، جلس في هدوء أمامه وارتشف من قهوته لكي يعطي ساجي الوقت لاستيعاب كلام فرح، رغم أنه يكره أسلوبها الفظ مع أخيه، لكنه يوافق على كل ما قالته.x
- تعرف أن أبي عرض عليّ أن أتزوج غسق.
ارتفع رأس ساجي واتسعت عينيه في ذهول، وقبل أن ينطق أكمل سراج في هدوء: أبي يعرف بقوة العلاقة بيني وبين غسق وكوني كنت في الثامنة عشر أي أنى أستطيع الزواج شرعًا وقانونًا، إلا أنى كما تعرف أحب فرح منذ أن دخلت منزلنا، أعرف أنى حتى وإن تزوجت غسق لن أراها إلا كأخت وهي كذلك، من المستحيل أن يتحول زواجنا من ورق إلى حقيقي مهما طال الوقت، لكني خفت أن تضيع مني فرح، خفت أن أجرحها، حبي لفرح واحترامي لها أكبر وأهم من غسق، هذا هو الفرق بينك وبيني! أنت لم تهتم يومًا بمشاعر غسق، رغم العشرة التي بينكما، رغم كل ما تحملته منك وبسببك، لم تحترمها حتى لتخبرها بنفسك بقرار زواجك.
x تابع بنفس الهدوء: لعدة أشهر كانت تشك بأن هناك شيء غير طبيعي، أحست بجفائك لها، رغم ذلك سارت في موضوع الشراكة فقط لترضيك، وماذا فعلت أنت؟ ساجي لا تكذب عليّ أنت لا تهتم بها ولا حتى بحملها، أنت فقط غاضب لأن آدم ظهر من جديد وهذا يعني أنها لم تعد طوع بنانك، رغم أن السبب في بُعدهاxغدرك، ولا تستطيع أن تسامحك هذه المرة،x ليس عندي نفس ثقتك في غسق بعد أن رأيتها آخر مرة، لن أقول أنها ستكتب طفلك باسم آدم، لكنها قد تكتبهم باسمها، القانون هناك يسمح لها، خصوصًا إذا عرفت خطة أمك الشيطانية.
أنهى كلامه وترك أخيه يستوعب ما قاله، يعرف أنه كثير عليه، لكنه يحتاج إلى صدمة كي يعرف ماذا يريد ويتحرك على أساسه.
أما ساجي فلم يصدق ما سمعه للتو، هل سراج كان سيتزوج غسق، أي أنه كان كبش فداء ليس إلا، وهل آدم فعلًا عاد إلى حياة غسق، ذلك التافه الذي أتي يومًا ليخطبها منه، يخطب زوجته منه هو! اشتعلت النار بداخله عندما تذكر ذلك اليوم وهو يعدد عليه صفات زوجته وكم هي جميلة، وساحرة، وأنه وقع في غرامها من أول نظرة، خلل شعره في غضب وكاد أن يقتلعه، ثم تذكر شيء، فنظر إلى سراج:
- أي خطه تلك التي تقول عنها؟ هل حدث شيء في غيابي لم أعرفه؟
*****
نزل مثل الصاروخ وهو يصرخ بغضب يبحث عن أمه، لم يجدها في الصالة فذهب إلى المكتب ليجدها هناك مع والده وجده: ما هذا الذي سمعته؟ هل وصل بكِ الحال إلى ذلك؟! ألم يكفيكِ ما فعلته بها؟ لتقرري الآن أن تنتزعي طفلها منها وتنسبيه إلى غيرها.
كانت ترتعش من صوته وشكله الذي أصبح مخيفًا، تعرف ابنها عندما يغضب، إلا أنه أول مرة يغضب عليها بتلك الطريقة ومن أجل من؟
حاولت أن تتكلم بصوت مكسور:x بني ماذا بك؟ أنا فقط أردت مصلحة أبنائك، من الأفضل أن يكون جدهم؟xمجد الذي تزوج فجرxمن أجل الفضيحة، أم خالد…x
قاطعها سليم: الذي تزوج جوليا لنفس السبب، فالتفت الكل لهم، ماذا هل فاجأتكم؟ كلنا نعرف أن جوليا كانت حامل في الشهور الأخيرةxوقت زواجها من خالد! لن أخوض في عرضه وأسأل لماذا لم ينجبا بعد روبين فهذا شيء خاص، لكن أقسم بالله يا مُنى إذا لم تكفي عن الخوض في شرف أختي المتوفاة سوف تعودين إلى بيت أهلك مع كنتك المصون؛ أولاد غسق لن يكتبوا إلا باسمها يكفيها ما ذاقت منكِ.
- هل تقسم عليّ بعد هذا العُمر! ومن أجل من؟ من أجل اب…
بترت كلمتها فهي لا تريد أن تسوء الأمور الآن خصوصًا وأن كِلا ولديها ضدها في الوقت الحالي، حسنًا سوف تدعي الانكسار حتى تكسب ساجي فهو الأسهل
وبعدها تنتقم من الكل.
- لماذا طردتِ غسق من البيت ومن أخبرك أني طلقتها؟x
ابتلعت ريقها في خوف حقيقي، ماذا ستجيب؟xتقول له أن روبين أخبرتها، أم تكذب وتنفي ذلك، لا من الواضح أنه متأكد من ذلك، كيف ستهرب من تلك الورطة؟
ادعت الاغماء هذا ما توصل إليه عقلها ونجحت في ذلك، فقد تلقاها ساجي قبل أن تقع وحملها إلى غرفتها، تركها على فراشها بعد أن طلب من عمته فريدة أن تهتم بها، ولم ينسى أن يستفسر منها عن أحداث ذلك اليوم.
أكدت فريدة على كلام فرح: أذكر يومها أن غسق كانت تبكي بشدة وأن مُنى أخبرتها بأنك طلقتها، ويجب عليها أن ترحل حتى أنها لم تسمح لها بأخذ أشيائها، قالت بالحرف، هذا كله من مال ابنى أنتِ جئتِ بالملابس التي ترتديها فقط، كنت في الأعلى في شرفتي وعندما نزلتxكي ألحق بها كانت هي قد غادرت، أنا آسفة حقًا، لم أستطع أن أفعل شيء، لم أتوقع أن يحدث كل ذلك!
xلم يجاوبها! وبما يجاوب في الأساس؟ لا يعرف بماذا يشعر، هل ظلم غسق أم ظُلم معها؟ هل حقًا ستنفذ تهديدها؟ هل... هل... هل...،xأكثر من سؤال ولا يوجد جواب شافي.
******
- لقد مرت ساعتين، ألم ننتهي بعد، تورمت قدماي، سارة أرجوكِ.
قالتها غسق بتذمر من سارة التي أصرت أن ترافقها للتسوق احتفالًا بعقد العمل الذي وقعته مع آدم.
- قدماكِ متورمتان من الحمل عزيزتي وليس مني.x
- تذكرتي أني حامل أخيرًا، أحتاج إلى الراحة وليس أن أتسكع في الأسواق مثل المراهقات.
- وأنا مريضة سرطان أيامي محدودة، وها أنا أتسكع معكِ، كفى تذمرًا وهيا لكي ننتهي قبل أن يغلق المول، هناك محل رائع لملابس الحوامل العاملات.
نظرت لها من أعلى لأسفل وتابعت: لن تجعلي هذا الجينز زي لكي طوال الحمل، أحذركِ أتسمعين؟x
بدت سارة كمن يتبضع لنفسه وليس لصديقته، لم تراها سعيدة بهذه الدرجة منذ أن تعرفت عليها، ابتسمت وأكملت التسوق معها.x
- موافقة بشرط أن نأكل بعد أن ننهي كل شيء.x
- يا إلهي سوف يزيد وزنك ثلاثة أضعاف، خففي قليلًا من الأكل، هذا غير صحي ثم كيف ستخسرين كل هذا الوزن الزائد بعد الولادة، الموضوع ليس سهلًا أبدًا.x
زمت شفتيها في غضب: ألا تكفي تلك اليوغا التي تجبريني على ممارستها، ثم إن الرضاعة الطبيعة تساعد على خسران الوزن لا عليكِ.
- اليوغا ليست رياضة تنقص الوزن، يجب أن تمارسي رياضة أخرى، المشي على الأقل.x
- حسنًا، حسنًا، لن أغلبكِ في الكلام، يا إلهي لم أجد إلا صحافية كي أصادقها، ألا يكفيني فرح ولسانها.
سكتت بعد تذكرها لفرح فهي رغم غضبها منها إلا أنها تشتاق إليها كثيرًا، لا تصدق أنها لم تحدثها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، منذ مجيء سراج وهي ترفض الرد على مكالماتها، هل أصبحت قاسيةx لهذه الدرجة؟ من يصدق أنها لم تحادث أحد من العائلة كل تلك المدة؟
- أين ذهبتي غسق؟ أسألك أيهما أفضل الأحمر أم البنفسجي؟ أعتقد أن الأحمر القاني يناسب بشرتك، ما رأيك؟x
- أي شيء، لا يهم.
وضعت سارة القميص الحرير الذي كانت تتفحصه، وأخذتها لخارج المحل، جلستا على إحدى الأرائك المنتشرة في المول.
-غسق ماذا هناك؟ لماذا أنت ِتعيسة لهذا الحد؟ ها أنتِ وقعتِ عقدًا رائعًا وتعملين منذ فترة قصيرة،xوعُمر وجد لكِ منزل بحديقة بالقرب مني، لن تدفعي فيه مبلغ كبير فكما أخبركِ لقد رحل أصحابه لعدم مقدرتهم على سداد باقي الأقساط، أنتِ ستدفعين للبنك فقط المتبقي وهو مبلغ ليس كبير وبراتبك تستطيعين الحصول على قرض سيارة وأثاث مناسب لكي وللأطفال، إذن لماذا أنتِ متجهمة؟
- لأني مضطرة للعودة للوطن هذا الاسبوع!x
اتسعت عيني سارة وفتحت فمها على اتساع غير مصدقة لما سمعت من صديقتها.
x******
لم يكن هناك من يفوقه سعادة وهو جالس في كرسي الطائرة وبجانبه تجلس غسق، في أقصى أحلامه لم يتوقع أن يكون الحظ معه بذلك الكرم، فور تعيين غسق معه ونزول اسمها جاءته رسالة إلكترونية (إيميل) يخبره بأنها الوكيل الحصري لمنتجات أكبر شركة يتعاملون معها في مجال حماية الملفات، رغم أن ذلك يتعارض مع سياسة الشركة، لكن آدم استطاع أن يستغل تلك النقطة بأن يكون هو مسؤول عن سير نظام العمل في الشرق الأوسط، وجعل عمل غسق معه على هذا الأساس فقط وليس موظفة عادية، مما استدعى سفرهما حالًا لإتمام الإجراءات القانونية هناك، تلك هيxالفرصة التي ينتظرها، هكذا سيتأكد من طلاق غسق نهائيًا.
تطلع إليها ليجدها نائمة رأسها منحني على شباك الطائرة، كاد أن يمرر يده على وجهها، إلا أنه تمالك نفسه بصعوبة (أصبر يا آدم لا تضيع كل شيء منك الآن).
فور خروجهما من المطار توجها إلى الفندق الذي اختار آدم أن تكون غرفته مقابلة لغرفة غسق، حتى يمنع دخول ساجي إليها إذا حاول، لازال لا يثق فيها يعرف أنها تحمل له على الأقل بعض الحب، نفض رأسه، لا، لن يسمح بذلك غدًا صباحًا سينهي كل شيء.
في الصباح الباكر توجه مع غسق وفريق من الشركتين عبارة عن مهندسين ومحامين إلى شركة القاسم فقد تواصلت مساعدته الشخصية مع مساعدة ساجي، وحددت اللقاء دون أن تذكر اسم آدم أو غسق، فقط اسم الشركتين،xوالذي جعل غسق تزداد حنقًا أنه لم يتصل بها أحد من شركة القاسم، رغم أنها المسؤولة عن كل شيء وهي الوحيدة التي لها حق التوقيع، حتى إياد المسؤول الإقليمي لم يتصل ولم يبعث برسالة، لهذه الدرجة لا قيمة لها حتى في العمل الذي تعبت من أجل أن ينالوه!x
دخلوا إلى غرفة الاجتماعات وهي تترقب ظهور ساجي، لم يخيب أملهاx فقد أتى بسرعة بوجه غير مقروء كالعادة عند عقده الاجتماعات، حضرت معه عدد كبير من الاجتماعات وهي تعرف كيف يكون وقتها؟ لا أحد يعرف فيما يفكر كما يطلقون عليه (وجه البوكر)، تركزت نظراته عليها وعلى آدم الذي جلس في الكرسي الملاصق لها تمامًا، تكاد تكذب نفسها هل رأت غضب في نظراته أم هي غيرة؟ أي غيرة يا حمقاء منذ متى يغار عليكِ؟x
أما إياد فقد اتسعت عينيه في صدمة:xغسق، أنتِ هنا! متى أتيتِ ؟ حمدًا لله على سلامتك.x
- لماذا أنت مندهش؟ هل نسيت أنى صاحبة العقد والمسؤولة الأولى عنه؟ من الطبيعي أن أكون موجودة في اجتماعxمهم كهذا.
كانت تضغط على كلماتها لتوصل لهم المعني واضحًا.xx
جلس كُلٌ من إياد وساجي في مكانيهما وبدأ الاجتماع الذي كان آدم أكثر من تحدث فيه رغم أنه مجرد مراقب فقط، وغسق سمحت له بذلك بل كانت تستشيره كثيرًا ليزداد الغضب داخل ساجي،xويكتمه بصعوبة كبيرة، استمر الاجتماع لأكثر من ساعتين.
فمال آدم علىxغسق يسألها إذا أرادت استراحة فابتسمت نافيه ذلك، كل ذلك تحت أنظارx ساجي وإياد، الذي قال بصوت عالي: هل هناك شيء لا يعجبك سيد آدم، تستطيع الكلام معنا بصوت عالي لا داعي للأحاديث الجانبية.
اندهش كل المتواجدين من أسلوب إياد الفظ مع آدم وقبل أن يرد عليه، فتح الباب ودخلت روبين إلى الاجتماع، اتجهت إلى كرسي ساجي الذي تفاجأ بقدومها في هذا الوقت، صحيح أنها تقيم معه في منزل العاصمة حتى تتحسن حالتها النفسية، لكن وجودها الآن ليس صدفة لابد أن لها جواسيس هنا، هذه مسألة أخرى يجب حلها مع كل المصائب التي تنزل عليه من السماء.
بالغة الإنجليزية ليفهم كل الجالسين ما تقوله: آسفة حبيبي لمقاطعة الاجتماع بهذا الشكل، أعتذر منكم فقد تأخر زوجي على الغداء كثيرًا وقد وعدني ألا يتركني آكل لوحدي أبدًا، لماذا لا تأتون للغداء في منزلنا جميعًا، متأكدة بأن المنزل سينال إعجابكم.
نظرت إلى ساجي بحب، ترمش عينيها في دلال،xوهي تحيط ساجي بذراعيها في تملك: تعرفون أن زوجي ساجي قام ببناء المنزل على ذوقي قبل أن نتزوج بسنوات، حتى أنه اختار الأثاث على ذوقي والألوان كذلك، لم أصدق عندما دخلته أول مرة،xكم هو رائع! إنه منزل أحلامي كما أخبرته ونحن أطفال فهو لا ينسى أي شيء أطلبه منه.
حاولت غسق ارتداء قناع البرود منذ أن دخلت روبين، لن تعطيها الفرصة لتراها مكسورة مرة أخرى، إلا أن كلامها عن المنزل أعاد بذاكرتها مشهد المسبح عندما أخبرها ساجي أن هذا المنزل لزوجته وأبنائه، إذن كان يقصدها هي، لماذا المفاجأة الآن؟xهي تعرف بقصته معها منذ زمن، أن تعرف شيء وما يحدث الآن شيء آخر، أفاقت على يد آدم تمسك يديها في قلق.
-غسق وجهك شاحب للغاية، هل أنتِ بخير؟ هل ترغبين في الرحيل؟
لم تجب، لم تحتاج إلى ذلك، سحب الكرسي ليساعدها على الوقوف قد ظهرت بطنها لأول مرة منذ جلوسها، لم يلاحظ ساجي علامات الحمل الظاهرة عليها،
بنبرة متشفية التقطتها أذني ساجي وإياد جيدًا: إلى أين ألن تأتوا للغداء معنا؟
لم يجبها آدم بل اعتذر من فريق عمله لأن الحمل أتعب غسق، غدًا يتابعون الاجتماع، وخرج دون أن يُحيي ساجي أو إيادx كذلك غسق التي غطت وجهها بشعرها حتى لا يظهر شحوبه.x
لم يبقى إلا إيادx وروبين بعد أن اتفق الجميع على اللقاء ليوم آخر، أقفل ساجي الباب والتفت إلى روبين، أمسكها من ذراعها وهزها بقوة: ما هذا العرض الرخيص التي قمتِ به، هل تعتقدين أني بذلك سأنسى وضاعتك وأجعلك زوجتي أمام الكل، لن أمرر لكِ هذا يا روبين، اعرفي أن حسابك عندي أصبح ثقيلًا، أقسم بأن تدفعي ثمن كل ما فعلتيه.
كانت روبين تشير إلى إياد كي لا يفضحها أمامه.x
- ماذا؟ تخشين على صورتك أمام إياد، غلط آخر وتكون فضيحتك أمام الكل،xاذهبي إلي بيت المزرعة حالًا ولا تخرجي حتى آمركِx بذلك.xx
خرجت مسرعة لا تصدق ما سمعت منه، وهي التي اعتقدت أنها أعادته إليها بعد تمثيلية الانهيار العصبي التي انطلت عليه، يبدو أنها عادت لنقطه الصفر.
فور خروجها قام ساجي برمي كرة زجاجية كانت فوق مكتبه على الحائط لتحدث علامة في الجدار وتقع متناثرة إلى أجزاء مختلفة الحجم.
x بنبره هادئة كعادته قال إياد: اهدأ، انفعالك لن يفيد بشيء، ما حدث قد حدث، المهم أن تعرف ماذا ستفعل الآن؟x
- هل تمزح معي؟ تأتي إليّ بكل جرأة، تجر خلفها ذلك البائس، الذي يمسك بيدها كأنها ملك له، بل ويتحدث باسمها في أمور شركتي أنا، هل تعتقد أنى لم أفهم مقصده من كل ذلك، يريد أن يثبت لي أنه أقرب لها مني وأنه أصبح المسؤول عنها، حتى أنه يعرف متى تتعب؟ فيخرج بها من هنا دون أن يعيرني أي اهتمام أنا زوجها والد أطفالها.
كانت عروق رقبته قد برزت من شدة صراخه، كما ظهر عرق بارز أعلى جبهته لا يظهر عادة إلا في غضبه الشديد، والذي يحرص ساجي دائمًا ألا يصل إليه، إلا أن الموقف كان أكبر من أن يتحمله أكثر، خصوصًا منظر خروج غسق وآدم أمامه دون أن تنظر إليه حتى.
- لا أعرف لماذا أنت غاضب منها؟ ماذا كنت تتوقع منها بعد العرض المبتذل الذي قامت به روبين؟ إذا كانت فرح في مكانها لقامت بفضحكxوتسببت في خسارتك لتلك الشراكة.
جز على أسنانه بقوة: منذ متى وأنت تأخذ صف غسق؟ هل لي أن أعرف؟ أصبح الجميع معها وأنا المذنب الوحيد.x
زفر إياد وأجاب بهدوء: لم أكرها يومًا، كل ما في الأمر أنى كرهت حبها غير المشروط لك، كانت تذكرني بأمي وتفانيها لترضي أبي أما الآن تغير الوضع، هي تنبهت لنفسها ومن حقها أن تعيش مع رجل يحبها ويحترمها، كما أن أولادها لن يروها بنظرة المرأة المغلوبة على أمرها، هذا أفضل لهم صدقني لا تريد لأولادك أن يحتقروا حب أمهم لك، وأنت لن تستطيع تعويضهم عن ذلك مهما فعلت، ساجي، كلانا يعرف أنك لن تكون أب جيد، فلماذا تجادل الآن؟
زادت كلمات إياد النار في داخله.
xهل قرر الجميع أنه شرير القصة، اتهموه وحكموا عليه دون حتى أنx يسمعوا حُجته أوxوجهة نظره، ما عاشه وتحمله، حتى أنهم قرروا أنه سيكون أب سيء، لم يستطع التحمل أكثر من ذلك، خرج من المكتب إلى مكتب السكرتيرة،xأخذ منها عنوان الفندق الذي تقطن به غسق، ثم نادى على إياد، عندما جاءه أمره بأن يُغير كل العاملين في الاستقبال والسكرتارية، ويجد مساعدة جديدة له في الحال.
شهقت السكرتيرة، فقال لها بصوت بعثxالخوف في أوصالها: أحدكم خانني وعمل كجاسوس لدي روبين لذلك كلكم ستعاقبون.
تركها تبكي خلفه، وإياد في وضع محرج يحاول تهدئتها؛ فهي تعمل عندهم منذ زمن إلا أن وجود خائن أمر لا يمكن التغاضي عنه.
*****
يقف أمام غرفتها ممسكًا بالبطاقة الممغنطة (الفتح الإلكترونية) التي أخذها بسهولة من الاستعلامات، اسمه وحده كفيل بأن يسهل أي أمر أمامه وعندما أخبرهم أنه زوجها لم يطالبوه حتى بإثبات، فقط صدقوه وأعطوه طلبه، هل يشك بها لهذه الدرجة؟ يتوقع أن يكون آدم معها في الغرفة، لا يمكن أن تفعلها، إلا أن مشهد يد آدم وهو يربت عليها ظهر أمامه ليفتح الباب في غضب ويدخل يبحث عنها أو عنهما إذا صح التعبير، لم يجدها في البداية توغل إلى داخل غرفة النوم ليجد السرير مرتب وهي غير موجودة فقط سترتها ملقاة فوقه حذائها، أتاه صوت فتح باب ليلتفت إليها وهي خارجة من الحمام تبدو عليها علامات الإرهاق، لازالت ترتدي نفس الملابس تقريبًا، قميص أحمر قاني لا يغطي الذراع، وبنطال رصاصي يحدد بطنها بوضوح، علامات الحمل تظهر عليها بوضوح شديد، ليس فقط بطنها، بل تكور أجزاء مختلفة في جسدها جعلتها في منتهى الجاذبية، لطالما أرضاه جسدها فهي متوسطة لا شديدة النحول ولا ممتلئة أكثر من اللازم، أما الآن تبدو مغرية بحق، خلافًا لشحوب وجهها طبعًا.
اوقفه صوتها المهتز من متابعة تأمل جسدها: كيف دخلت؟ وماذا تفعل هنا؟
xكان قلبها ينبض بقوة كفتاة مراهقة ترى حبيبها لأول مرة، لا تصدق أن قلبها لازال يتأثر به خصوصًا بعد الألم الذي أحست به في مكتبه من فتره قليلة.
حاولت أن تتمالك نفسها وسألته بصوت أكثر صلابة: سألت ماذا تفعل هنا ساجي؟ وكيف دخلت من الأساس؟
لمحت البطاقة الممغنطة في يده فعقدت حاجبيها: سوف أقدم شكوى ضد الفندق كيف يعطون مفتاح لغرفتي لأي شخص دون الرجوع لي.
xارتفع حاجبه وهو ينظر إليها في استهزاء، لم يفته اهتزاز صوتها ولا ارتفاع صدرها وانخفاضه بسرعة دليل على سرعة دقات قلبها، حتى هروب عينيها من خاصته ماهي إلا دليل على أن تأثيره عليها كما هو، مما بعث الاطمئنان في نفسه.x
أشار إلى نفسه قائلًا: وهل أنا أيxشخص؟ هل نسيتِ أنكِ زوجتي شرعًا وقانونًا.
- لقد طلقتني، ثم متى أصبح زواجناxقانونيًا، هي ورقه وأنت طلقتني يمكنك تقطيعها إذا كانت لازالت موجودة من الأساس.x
اقترب منها ببطءx فتراجعت حتى أصبح ظهرها ملاصق للحائط فقد حشرت في زاوية بين الحائط وباب الحمام وهو أمامها.x
بابتسامة متلذذ تابع: أولًا لم أطلقكِ وحتى إذا فعلت فها أنا أردك لي، ثانيًا زواجنا رسمي منذ أول يوم تم فيه عقد القران.x
اتسعت عينيها في غير تصديق، هل ما يقوله صحيح: لماذا؟x
لم يفهم ماذا تقصد: لماذا ماذا؟
- لماذا جعلته رسمي، خالي لم يرد أن يحدث ذلك، حتى لا يكتب على أحدنا زواجxعندما يتزوج بالفعل، وأنت لم تكن تطيق النظر في وجهي، فلماذا قمت بتوثيق الزواج لا أفهم؟
xزالت الابتسامة عن وجهه، وتراجع للخلف، بل ذهب ليقف أمام النافذة الكبيرة المطلة على النيل وأعطاها ظهره، أما هي بقيت في مكانها تفكر في سبب فعلته تلك، من ردة فعله استنتجت السبب، إلا أن قلبها رفض تصديقه، لا يمكن أن يكون ذلك صحيح! ذهبت خلفه تمسكه من ذراعه لينظر إليها، إلا أنه لم يتزحزح وظل على وقفته يعطيها ظهره.x
هزته وهي تصرخ: لقد فعلت ذلك لكي تؤذيني ليس إلا، لأكون مطلقه في السجلات، بما أن روبي ستعرف بزواجنا يجب أن أتحمل معك الإثم؟ كم أنت وضيع، لا أصدق حقارتك، قررت تدمير حياتي وأنا في السادسة عشر إرضاء لغرورك فقط؟ يا إلهي كم أكرهك! ألا يكفي ما عشته بسببك؟ ألا يكفيني ظلمك لي؟ والآن تأتيx تدعي البطولة، تريدني أن أفرح لأنك خططت لِأذيتي من أول يوم لنا معًا، لا أصدق الدناءة التي بداخلك.
كلماتها زادت من النار داخله فتحولت إلى بركان انفجر ثائر:
- كُفي عن لعب دور الضحية، فهو لم يعد يليق بكِ، أرسلتكx للخارج حسب رغبتك للدراسة حتى أتخلص منكِ، إلا أنكِ لم تتركيني وشأني، بل أنتِ من أجبرتني على إتمام زواجنا، أنتِ من أجبرتني على تقبلك واحتلال مساحة كبيرة في حياتي وعملي؛ حتى بات الاستغناء عنك صعبًا، حتى الطفل الذي ينمو في داخلك أجبرتني عليه رغم معرفتكxبرفضي لفكرة الإنجاب خصوصاً منكِ.
****
أنتهى الفصل


ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.