آخر 10 مشاركات
13-كلنا أحببناها - روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          10-الحب الحقيقي -روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-لقاء وفراق-روايات نسمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          القلب النبيل - للكاتب مجدي صابر - روايات ندى (الكاتـب : Just Faith - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أحلام بلا حدود - باتريسيا ويلسون - أروع القصص والمغامرات ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          السحر الأسود - صوفى ويستون - أروع القصص و المغامرات** (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14620Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-22, 11:40 AM   #281

سحاب الحربي

? العضوٌ??? » 456880
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » سحاب الحربي is on a distinguished road
افتراضي


٠😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

سحاب الحربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:05 PM   #282

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,321
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم جميعًَا .. راح ينزل الفصل بعد دقائق

الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:16 PM   #283

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,321
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السادس

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
(استغفر الله وأتوب إليه )
الفصل السادس

.

ملأتِ كل حياتي .. كيف أُخْليها؟
وأنتِ ، رغمَ ادّعائي كلُّ ما فيها
أقولُ أخلَعُ روحي؟.. كيف أخلَعُها؟
وكيف نفسيَ من نفسي أُبرِّيها؟
وكيف أُخرِجُ قلبي من أضالِعِهِ؟
وكيف أُقصي عيوني عن مآقيها؟
ومَنْ سَيشفعُ لي لو أنّني بيَدي
أطفأتُ نجمةَ روحي في ديَاجيها؟
وعُدْتُ لا شيءَ إلا الليل يملؤني
ولا أنيسَ سوى نفسي أُباكيها؟

(عبدالرزاق عبد الواحد)

(1)
.
.
أوقف سيارته أمام البيت الشعبي وترجل بقلب مثقل وحسرة تلوح بصدره ، دخـل إلى البيت بخطوات رتبية وعينيه تتفحص المكان ورائحة الحنين تفوح بالأرجاء ، ابتلع ريقه ودلف إلى غرفة الضيوف التي كانت تتحمل سهراته هو وعماد ، وتتحمل انطواءه وهو يذاكر المصطلحات الطبية الصعبة ، خرج واتجه إلى الصالة الواسعة وآخرها مطبخ صغير يكفي لثلاثة أشخاص فقط، المطبخ الذي أكل فيه ألذ الوجبات وأكثرها حميمة . . وبخطوات رتبية اتجه إلى الدرج ولاحت ضحكة خفيفة لم يستطع كتمها وهو يتذكر سقوطها أمام ناظريها وكسر قدمها اليمنى ، و اعتلى الدرج واتجه إلى غرفته البسيطة وفتحها ليجد الغبار يحتلها وشمس العصرية تخترق شحوبها ، اتجه إلى النافذة . . هذه النافذة التي يراقب خروجها من منزلهم وعودتها من المدرسة ، وعندما يتأكد بأنها ستأتي لرؤية الخالة" أم سعد"و يهرول للأسفل وكأنه ذاهب إلى مكان ما ليفتح لها الباب ويرى أنزعاجها من وجوده . . اه على تلك الذكريات الجميلة . . مسح براحة يديه على وجهه . . واستدار إلى المنضدة وفتح إحدى الأدراج ليظهر درج مخفي وأخرج منه رسائلها الكثيرة ، تصفحها بعيني حزينة و هو يقرأ كلماتها الرقيقة
والتقط الوردة المرمية بآخر الدرج المخفي . . هذه الوردة أهدته وأخبرته أنها سرقتها من باحة المدرسة لأجله !
ابتسم بحنين . . وأعاد الرسائل لمكانها وحرص على إخفائها خشية أن يجدها أحدهم ، وهو مدرك أنه لم يدخل البيت سواه !
ولكن مع هذا يخاف أن يجدها أحدهم
أغلق الدرج بأكمله . . وخرج خارج الغرفة . . متجه إلى البيت الذي يقابل بيت "أب سعد" ، بنيه عازمة على تبديد الماضي وفتح صفحة جديدة لأجل الخالة "أم سعد "، قطع الشارع وتوقفت قدميه أمام البيت المتهالك ، وهم بطرق الباب ولكن السيارة التي توقف أمام البيت جعلته يتوقف وينظر لها ، ترجل منها رجل وامرأة . . فتح عينيه بوجع وهو يراها تسير بجانب هذا الرجل ومن غيرها يميز مشيتها من بين جميع نساء العالم . . ويبدو بأن هذا الرجل هو زوجها !
…..….....…………………….………… ……....….
،
،
لا يزال يذكر عندما زُف إليه خبر زواجهـا من هذا الرجل ، شعر بأن فقد أخر جزء من قلبه والذي كان يعيش على فتات ذكرى والديه ، لا يزال يذكر أن تحامل كالجبل الجامد وتظاهر بعدم الشعور . . ولكن عندما استوعب بأنه فقد البسمة التي كانت تلوح بصدره بسببها انهار دفعة واحدة ، لم يتوقع في حياته أن ينهيه الحب لدرجة أن ينهار أمام ناظري "عماد" ويكره دراسته و تخصصه . . ولولا وجود عماد لكان لا يزال واقف عند هذه النقطة من وجع فقدها . . مثايل بالنسبة له كانت الروح التي تُحييه . . و الحياة التي يتمنى أن يخوضها برفقته هي وحدها . . وبعد مرور تلك السنوات و جرحه بدأ يلتئم وبدأ يسامح نفسه ها هي تظهر من العدم في حياته وتفتق الجرح مرة أخرى . .
ابتلع ريقه والرجل يقترب منه إلى الباب المخصص للرجال وهي تسير بسرعة تتجه إلى باب النساء تطرقه برجفة حتى فتح ودخلت بسرعة . . قرر أن يذهب ويؤجل إعادة العلاقة بين العائلتين لحين آخر . . فلا هو قادر على أن يُقابل ذاك الرجل الطيب الذي طعنه بظهره ولا رؤية هذا الرجل الذي يطرق الباب بهدوء . .
هم أن يُحرك قدميه . . ولكن فتح الباب وظهور جارهم القديم جعله يتصلب ونظراته تشيعه بصدمة لحضوره ولهذه الصدفة
" بسام !"
اقترب منه وقبل رأسه وقال" ايه بسام ياعمي جاي بشوفك "
الامتعاض واضح على ملامحه . . ولكن قال" تفضلوا تفضلوا .. تفضل ياعبدالله"
أسمه عبدالله إذن !
دخل يجر قدميه جـرا ويشعـر بأنه على وشك الاختناق . . مار بممر ضيق حتى غرفة صغيرة لا يزال يذكر أثاثها القديم . . جلس على الأرائك الأرضية والرجل الآخر جلس بجانبه على مسافة قصيرة ، وجارهم استأذنهم لبعض الوقت . . صمت طويل يطبق على الأجواء وسمح لعينيه أن يتفحص هذا الرجل . . يبدو بأنه رجل جيد . . و ملامحه مريحة و. . على ما يبدو إنه مرتاح مع مثايل . . اعتصر قلبه بوجع . . وكم يود أن يصرخ بوجهه ويخبره الحقيقة . . حقيقة أن مثايل له وحده !!!!
أنه هو الأجدر بها . . أنه هو من حاز قلبـها أولا . . أنه هو من تلقى أول كلمة "حب" منها . . وأنه هو . .
قاطـعه تحديقه الغريب دخول جارهم سعيد يحمل الشاهي والقهوة ، وضعها أمامهم وهم بأن يضيفهما ولكن هو قال " اتركها ياعمي !! انا أقهوي والله ماتقهوي !!"" لا ماعليك أنتم ضيـ..."
" ماحدن غريب ياعمي .. اتركها عنك !"
ونهض يأخذ القهوة ويعود لمكـانه ، ويبدأ بالصب له ومن ثم لـذاك الرجل !
عندما انتهى . . طال الصمت واحتار كيف يفتح موضوع حساس بوجود هذا الطرف الثالث ، ولكن الطرف الثالث تحدث" أمريني ياعمي وش بغيت مني !"
نظر إليه مطولا وقال" سالفة طويلة . . مرة ثانية"
ابتلع الإهانة بصمت ووجه إليه الحديث " وش عندك جاي يا بسام !"
وابتلع أيضًا جفاء نبرته ، وقال " ياعمي جيتي جيت خيـر إن شاء الله ، و أنا ياعمي جاي أقولك أن ام سعد بين يدين رحمة الله و تبي تشوفكم كلكم تعرف أن ام سعد مالها الا الله ثم أنا وأنتم
" وشفيها . . أم سعد "
" فشل كلوي "
وأخفى حقيقة أن مثايل قد تم تطابق دمها مع دم خالته ، لكي لا يزيد الوضع تعقيدًا . .
وأردف " وهي أمنتني إني اتصل عليها إذا جيتك . . وأخرج هاتفه للاتصال عليها . . وماهي ألا لحظات حتى أحابته ومد الهاتف له ، التقطه وهو يحييها " ياهههلا والله بإم سعد "
وأنصب للخـارج يكمل محادثتها ، وبينما هو أخـرج تنهيدة طويلة كانت تحتبس بين أضلعه ، وسأل ذاك الرجل " من وين تعرف أبو عواطف ؟"
"جيران "
أومأ برأسه وقال" معك عبدالله ، زوج بنت أبو عواطف الثانية "
أخفى امتعاضه وقال" وأنا بسام تشرفنا"
" الشرف لي . . "
وعاد الصمت يحتدم بالأجواء ، حتى عاد سعيد وهو يقول " اعذرني ياعبدالله لي مشوار مستعجل ومرة ثانية تجي وأكلمك بموضوعنا " صوب نظراته إليه قائلا" يالله ودني لام سعد "
نهض بفرحة واتجه نحوه وقبل رأسه" ياعسا عمرك طويل ياعمي . . الله يجـزاك الخير يارب "
لم يجب عليه ، وخـرج عبدالله وهو يقول " عمي ناد لي مثايل "
" خلها عندنا بنروح جميع للمستشفى نزور لنا جيران قديمين"
" براحتك .. فمان الله "
.........
،
،
تكاد تتقيأ خوفًا ، وهي تسير ذاهبا وإيابا تمسك رأسها وتتخيل أسوأ الاحتمالات والهدوء يعم الأجواء ، منيرة تحوقل بخفوت وأمل صمتت بعد ألقائها لمحاضرة طويلة وتأنيب ضمير والدتها بسبب إخفاء حقيقة ذهابهم إلى " الخالة أم سعد " ، منذ زمن لم يوصلها عبدالله لبيت عائلتها ، ولكن اتصال والدها الغريب عليه و إخباره أن يأتي لسبب مجهول ، كان الأمر طبيعي لحد ما ولكن رؤية بسام بشحمه ولحمه يقـف أمام بيـتهم . . شعرت أن الأرض تزلزل من تحتها . . وأقرت بأنه ستحدث كارثة لا مُحال !
وتتساءل عن سبب وجود بسام هنا ؟
ما الذي يريده ؟
ماذا لو خرج تطابق فصيلة الدم وقرر إخبار والدها ؟
هي متأكده بأنه سيعرف أنها أجرت الفحص ، فهو طبيب !
لاح لها خياله وهو يرتدي المعطف الأبيض . . حقق حُلمه . . و أضحى طبيبا
تعالت نبضات قلبها في خضم الفوضى بحب تعرفه
لنعود إلى أسوأ الاحتمالات ونترك القلب جانبًا ، فما أوقعها في المشاكل سواء قلبها !
اه
لنعود
ماذا لو . . عبدالله تحدث بحديث عفوي وقال بأنها ذهبت لزيارة إحدى الجيران
سيشك والدها بلا شك !
ما الذي يريده والدها منه بالتحديد ؟
وهو لأول مرة يدعوها دعوة رسمية كهذه!
،
"مثايل شوي شوي على نفسك !"
قالتها والدتها بشفقة ، ابتلعت رمقها . . وجلست على الأريكة والرغبة بالتقيؤ تزداد ، سمعوا صوت والدهم يتعالى في الممر الفاصل بين قسم الرجال والصالة ، وتقابلت أنظارهم برعب . . ويبدو أنه يتحدث إلى أحدهم
اقتربت أمل من الباب الفاصل وقالت " تتوقعون من يكلم ؟"
" مدري "
سايرتها منيرة بجواب بديهي ، و بعدها بفترة اختفى صوته و قالت والدتها بخوف " ردو عليك تتبرعين ولا للحين ؟"
" لا للحين ماردوا !!!! "
" اشوى الحمدلله "
فجأة فُتح الباب الفاصل ودخل ووالدهم ، والرعب ملأ القلوب . . ومثايل تنتظر أن يصرخ بوجهها أو ينظر لها بنظرات تهديد ، " ألبسوا عبايتكم بنروح مشوار"
تناقلت أنظارهن " وين ياسعيد ؟"
" ألبسوا وانتظركم برى يلا!!!!"
ابتلعت رمقها وقالت " وأنا يبه؟ عبدالله قال بيـ..
" عبدالله راح .. بتروحين معنا "
واستدار بخطوات مُسرعة
" ألبسوا عبايتكم بسررررعة يلا نشوف وش عند أبوكم!!!"
.................................................. ..
،
،
،
كانت مفاجأة بالنسبة للجميع وهم يدخلون إلى بوابة المستشفى و أمامهم بسام يدلهم إلى غرفة " أم سعد"
انزلقت دموعها وهي تهتف بالحمد على تسير رب العالمين ، وعلى أول خيط سيعيد العلاقة بينهم وبين أم سعد بإذن الله ، سمحت لنفسها وهي تسير بجانب والدتها وأخواتها أن تتفحص ظهر بسام ، وأمنية توسطت بقاع قلبها . . أن تكون هي حلاله برضى والدها . . اه مجرد التخيل يشعر بسعادة . . ولكن بسعادة لحظية !
عادت للواقع عندما توقفوا أمام الغرفة المعنية ، ودخلن ووالدها توقف جانبًا . . وعندما تأكدت أن الباب أُغلق وأن والدها لن يعرف بالحقيقة . . اقتربت إليها وهي احتضنها وهي تقول " يمه صار صدق .. سويتِ اللي قلتِ لي "
شدت من احتضانها وقالت" ماقلت لك يامثايل ، إني برجع المياة لمجاريها . . الحمدلله الحمدلله "
ابتعدت واقتربت والدتها منها وهي تقول " سامحيني ياهيا ، والله أن كاليوم يوم أجي كنت خايفة "
" عذرك معك ياجميلة . ." وتنهدت تنهيدة عميقة وقالت " عرفتيني على البنات كبروا " وغطت وجهها بيدها تسمح لنفسها أن تبكي . .
كانت مثايل هي الأقرب ، احتضنها وبكت معها بنشيج يعلو بدون تحكم ، " والله والله .. تو روحي ترد لي "
ابتعدت ومسحت دموعها وقالت " وأنا كذا يايمه والله حياتي بدونك مافيها طعم "
قالت والدتها ببسمة" خليني أعرفك على البنات ياهيا ، هذي أمل وهذي منيرة اللي جت معي كاليوم وهذي جوهرة الصغيرة"
"ماشاءالله ماشاءالله ، تعالوا سلموا علي .. كبروا بناتك ماشاءالله"
بعدما ألقن التحية عليها ، تحدثت مثايل" طمنينا عنك وشلونك الحين وشخبارك ؟ "
ابتسمت بصدق " والله حالي بخييير يوم شفتكم يامثايل "
وأردفت"أنتم وشلونكم وشخباركم .. وشلون عواطف ليش ماهي معكم .. وشلونها واخبارها؟"
"اجابت والدتها" الحمدلله كلنا بخير ، وعواطف ماعرفت أول مانقولها تجيك بإذن الله و ماشاءالله عندها الحين ولد وبنت "
"ماشاءالله عواطف صارت أم !!!! ماصدق ! أذكر مايهمها الا الدراسة و المذاكرة
"هههههههههههههه وللحين ماشاءالله توها مكملة المجستر"
عقدت حاجبيها تستنجد بـبناتها" وش اسمه اللي تدرسه عواطف؟”
" ههههههههههه ماجستير يمه "
"ايه ماجستير .. وتنتظر الوظيفة"
" ماشاءالله ... وأنتم بنات وين وصلتوا؟"
قالت هي أولا " أخر سنة جامعة!"
" بنتي اللي كملت دراستها والله !!! خبري ماتحبين الدراسة"
ضحكت برقة" الحين الشهادة الجامعية هي أهم شي"
" صدقتي صدقتي .. وانتِ يامناير ... اه يامناير .."
ضحكت بخجل " انا بثاني متوسط "
" وأنا بثاني ثانوي "
" والجوهرة الحلوة؟"
" روضة"
"هههههههههههه للحين مادخلوها الروضة السنة الجاية"
" ماشاءالله .. تقهوا يابنات ليت فيه مشاعل تساعدني "
" ماحنا بغرب يايمه .. أنا أقهوي ولا يهمك"
تحدثت بنشوة وسعادة تحتل صدرها ، وبدأت بصب القهوة للجميع ، و فجأة تعالت طرقات الباب وأبوهم يستأذن للدخول .
أذنت له هيا وبعدما أسدلت الغطاء عليها ودخل بهيبته و وقاره وقالت هي بنبرة باكية " ياحييي الله ابو عواطف توها الدنيا تزين بعيني والله الشاهد .. وشلونك ياسعيد ؟"
" الله يحيك ويطول في عمرك بخير الحمدلله . . وأنتِ بشريني وشلون صحتك ؟"
" صحتي زينة يوم شفتكم ياسعيد . . لاعاد تقطعوني تدون أنتم أهلـ...ـي"
وهي تمسح دمعة طفرت بحسرة " تبشرين يا أم سعد أنا اشهد لك الحق ، لكن إللي مطمن قلبي طول هالسنين إنك عند عادل "
" ولـ..ـو ولـ..ـو ياسعيد .. مايجي مثلكم أحد "
" طالبتك ماتقطعوني لا أنت ولا البنات !! تكفى ياسعيد "
" تامرين أمر . . "
تدخلت هُنا بهذه اللحظة " يبه"
" هلا "
سمت بالله . . وتحدثت بتهور . . ليس بجديد عليها ولكن اختفى منذ أربع سنوات فائتة وعاد عندما عادت أمها بالرضاع لحياتها " مثل ماتدري أن امي الله يطول بعمرها فيه فشل كلوي . . وأنا ودي أشوف دمي أكيد أنه مثل دمها وأتبرع لها "
اعترضت " لا والـ..”
"لا تحلفين يايمه كليتي مب رخيصة لك !!!"
صمت والدها للحظات طويلة . . لا تعلم فيما يُفكـر، حـتى قال " وهي صادقة مثايل ياأم سعد .. أمشي يابوك نشوف الوضع "
تكاد نظرات والدتها أن تلتهمها وهي غير مصدقة لما تفعله . . ابتلعت رمقها . . وعدلت عباءتها لتخرج برفقة والدها . .
عندما خرجوا من الغرفة قال لها "ورجلك مانتي قايلة له ؟"
ابتلعت ريقها وقالت " توني ارسلت له رساله وعلمته .. وماقال شي "
رمقها بنظرة طويلة .. متأكدة بأن ثغرة واحدة .. واحدة فقط و وسيكشف والدها الحقيقة ، . ولو عرف . . عندها ستكون في عداد الموتى لا مُحال !
......
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 05-03-22 الساعة 08:59 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:26 PM   #284

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,321
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)
.
.
تسير برفقة فارس باتجاه المترو ككُل يوم ، تتشبث بذراعه وكأنها طفلة صغيرة ، وهو بدور مستمتع بدور الحامي لها ويشعر أن هناك خطب فيها .. بل مستيقن ولكنه يمني نفسه أنه تعاني من اضطراب الهرمونات .. اليوم هي محاضرة البروفسور وقد اتفقت مع مجموعتها بشأن الموضوع دون وجوده ، ومع طول اليومين السابقين لا يزال الخوف يترأس جيش مشاعرها ، وبينما باقي الجيش تفرق بأسئلة لا تجد لها إجابة ، وتكهنات لا تعلم هل هي صحيحة أم لا !
ولكنها توصلت إلى افتراض وجدته منطقيا بعض الشيء ، يجيب على تصرفه الغريب ذاك اليوم !
وها هو أن قرر الابتعاد عنها و إعطائها مساحة يمكنها أن تعيش حياتها وعدم تبرير تصرفاته السابقة .
ومع هذا هي تشعر بألم عميق . . تشعره بأنه يفتق داخلها المهترئ ، وهواجيس تعصفها بها ماذا لو تقابل مع فارس صدفة !
هي لا تستطيع تخيل ما يمكن أن يفعله فارس به !
هي خائفة . . من المواجهة
وهذا الخوف يجعلها تتمنى لو أنها قررت الرجوع إلى الوطن سالمة بدون إصابات نفسية وجسدية وعائلية
ولكن بسمة تشد من أزرها و ترغمها على المضي قدما ، والبحث عن حل يخفف وطء المواجهة بينهما
وصلت أخيرا إلى المترو ، ودخل فارس قبلها يبحث لها عن مقعد فارغ ، ولحسن الحظ وجد مقعدين فارغين
جلسا بجانب بعضها وسألها بقلق " وشفيك ساكتة"
سكوتها بالنسبة له يعتبر قلق تدرك ذلك ، وعليها أن تتظاهر بأنها طبيعية ومفعمة بالحيوية . . ولكن إلى متى ؟
" مافيني شي بس فيني نوم"
" كل يوم تقومين مروقة غريبة اليوم !"
رفعت كتفيها " مدري "
ساد صمت طويل والمترو بدأ بالتحرك وقال"شكل يبي لك سططططل قهوة "
أرغمت نفسها على القهقهة" ياشيييخخ !!!! عشان معدتي تنتحر !"
" وش نسوي فيك !!!!! خيشة نوم ! من تسع نايمة وماشبعتي نوم !!!"
" قل ماشاءالله !!!!!!"
" طول حياتي احسدك على نومك ماجاك شي"
قرصته مع فخذه وقالت" وأنا اقول ليش تجيني كوابيس منك !"
بهت فجأة وقال " ترجع لك الكوابيس ؟"
نعم . . يا أخي ، فمنذ عودته لحياتي وأنا أرى الكوابيس !
أجابته بضحكة" أستهبل وش فيك "
ألقى عليها نظرة عميقة ، كتمت تنهيدتها وأردفت" أنا متأكدة أن ربي حافظتي من عينك أنت وبسمة ! تدري ليش ؟"
سايرها" ليش ؟"
" لأن ربي احفظني "
عبس " ياشييينك سخيفة"
ضحكت بصدق هذه المرة ، وانقطعت المسافة أخيرا ووصلا إلى وجهتهما
وعندما وصلا إلى مقر كليتها أولا قال " اشتري لك قهوة تصحصحك ، وسلمي لي على صديقتك الروسية "
قرصت هذه المرة حتى تأوه بقوة وقالت " انقلع أقول !!!!"
تعالت ضحكاته وسار لمقر كليته ، تعرفه جيدا ليس من هذا النوع ولكنه يفتعل هذه التصرفات ليُخرجها من غياهب مزاجها المتقلب .
سمت بالله ، وتقدم خطوة إلى داخل البوابة الكبيرة ونبضات قلبها تتسارع في كل خطوة ، حتى وصلت إلى الموقع الذي يتقابلن فيه كل صباح .
وجلست على المقاعد تنتظر صديقتها ، تجولت نظراتها على الوجوه الكثيرة والمختلفة بألوانها وملامحها ، ولكن كل وجه تبصره يُخيل لها أن وجهه ينظر إليها بحقد دفين ، حقد لا تعلم مصدره ، وكيف تكون ؟
وسحبتها ذاكرتها لأول مرة تراها هكذا ، يدور حول نفسه و يصرخ فيها ويتلفظ عليها بألفاظ وقحة ، لم تستطع تحمل تقلبه ، وابتلعت إهاناته الواحدة تلو الأخرى وإيجاد الأعذار الواهية لها ، ولكن بعد فترة قصيرة أصبح يفتعل المشاكل و يصرخ بوجهها وحتى أنه وصل للشك فيها ، وعندما وصل للضرب أيقنت إنها خُدعت بهذا الرجل . . دمعة انسابت على خدها مسحتها بسرعة وتمتمت" يارب !"
رأته يسير بجانب أحدهم ويجلسان أمامها على الكراسي المصفوفة ، حدقت به جيدا . . وهو يتحدث معه أريحية . رفعت هاتفه لتجد أن وقت المحاضرة قد حان ، وصديقتيها لم يظهرا لهذه اللحظة ، أرسلت لهما رسالة ، وأنصبت بتثاقل إلى داخل المبنى و قلبه ينبض بعنف
أقرت أنها ليست أهلا لمجابهة وجوده حولها ، وتفتقر للقوة منذ أن كانت معه!
دخلت إلى القاعة ، و اختارت الكرسي الأقرب للبروفسور والقريب من الباب أيضًا ، وبعدها بثوان دخل ، وألقى عليها نظرة خاطفة هزتها !
......................
،
،
الويل لقلبه الذي لم ينسى حُبا كان يسكن بين طياته بعدما اعتل الجسد والعقل
يحاول تهدئة نبضات قلبه وهي أمامه بالتحديد عن بعد خمسة أمتار بالضبط ، يحاول أن يجاري صديقه في حديثه حتى استقامت فجأة و نظـر إلى ساعته ليجد أن وقت المحاضرة حان ، ولكي لا يحرج صديقه أنصت بقلب مشغول لحديثه حتى انتهى وبعدها أخبره أن يجب عليهما الذهاب إلى المحاضرة ، يسابق خطواته وهو يسيـر ليدخل إلى القاعة وعينيه تبحث عنها حتى تلبكت وهي جالسة بالمقاعد الأمامية ، تقابلت أنظارهما للحظة .. شعر حينها أن صاعقة أتت من السماء وضربت قلبه وهزت جسده ، نظرة عينيها خائفة !
وهذا الخوف الذي يطل من عينيها يربكه ويجعله يتساءل ما الذي كان عليه سابقًَا ؟
وكيف كانت علاقتهما ؟ وكيف هو شخصيته كزوج لهذه المرأة الذي يُحبها قلبه ؟
ربض على المقاعد القريبة لأول مرة ، فهو عادة يختار أبعد المقاعد ويطرق برأسه وينصت للبروفسور وإراحة عقله من الحساب لكل شيء !
ولكن هذه المرة مختلفة ، عقله الفذ صاب كل اهتمامه حولها . . وقلبه لأول مرة يتزامن مع عقله !
ويكونان في صف واحد لمراقبتها عن كثب !
ولكن حريص أشد الحرص إلا يظهر نفسه كمتلصص عليها وخصوصا أمام " صديقه"
دخل البروفسور إلى القاعة وحياهم وبدأ بالتحدث
" هل قررتم موضوع البحث أنت و مجموعتك؟"
نظر إليه وقال " لا للاسف"
" لماذا ؟"
" سننهيه في أقرب وقت أن شاءالله"
سايره بإجابة بسيطة ، وبينما هو عالق بين مجموعة مهملة و أعضاؤها جميعهم اتكاليون ، تنهـد بضيق و أخـرج قلمه و كتابه الكبير، وتظاهر بالكتابة مع البروفسور بينما أصابعه ترسم بدقة تلك الجالسة . .
" ماذا ترسم؟"
سألته صديقه بفضول ، أغلق الكتاب وقال " لاشيء "
ونظر للبروفسور وهو يشرح عن القوانين الصعبة في أغلب دول العالم . . وعينيه تارة تنظر إليها وتارة إلى البروفسور حتى أنصبت فجأة وجفل قلبه ، وبصوته الهادئ قالت " هل تسمح لي بالخروج ، لا أشعر أني بخير "
" اممم لا بأس يمكنك الخروج ، ولكن يجب علي أن أحضرك ، كم رقمك ؟"
" ٢٩"
أخرج ورقة التحضير وبحث عن اسمها وقال " لديك غياب كثير يا ابتسام . . توخي الحذر لا أريد أن أحرمك من المادة "
وأردف بعدما حضرها " يمكنك الخروج"
التقطت حقيبتها و سارت خارج المدرج على أنظاره القلقة
.................................................. ........
،
،
جبانة هي ، لم تستطع البقاء ووجوده يخنقها و يجعل الذكريات تمر كشريط أمامها ، و العزيمة التي كانت تتسلح بها لمواجهة أشباحه تهاوت مرة واحدة . مجروحة هي أيضًا . . لا تستطيع أن تجعل رؤيته تمر مرور الكرام . . عليها
سارت بخطوات مثقلة إلى المقهى وجلست على إحدى الطاولات وفتحت هاتفها تستعجب من اختفاء صديقتيها لتجد رسالة صوتية من ميرال تسألها عن مكانها وتخبرها أن هناك موضوع خطير يخص جيسي
أخبرتها بأن تجلس بالمقهى ، و أحست بالقلق تجاه جيسي !
وبعد مرور خمس دقائق . . أقبلت ميرال مسرعة وجلست أمامها وقالت" ألحئي يابسومة جيسي بورطة"
" وش فيه بسم الله !!!"
تحدث بسرعة والقلق واضح بصوتها " هي إمبارح خبرتني أن أبوها حيحبسها ويمنعها من الدراسة لحد ماتترك الإسلام وخبرتني لو ما أجيت للجامعة معناته إنه الحكي صحيح .. وهي قررت تسكن برا البيت .. وتسكن عندي تحديدا"
شهقت بفرحة "تمزحييييينننننن! ؟"
" والله مابكذب !!"
ابتلعت رمقها بتوتر " طيب وش نسوي !!!"
قالت بتوتر " مبعرف مبعرف .. بس فكرت نروح أنا وأنتِ
لعندا وكإن فيه بروجكت بدنا نعلمه ومن هُنيك نطمن عليا ونساعدها!"
" وشلون نساعدها !!! قصدك نهربها من وسط البيت مانقدر !!!"
" على الأقل أبوها بيعرف إني فيه أحد وراها !!! بس اهم نتطمن عليها والله أبوها بيعزبها كتيييير "
سألت بتوجس " يضربها ؟"
" اييييه !!! هي قبل يومين خبرتني وماخبرتك عشان أنتِ ضايق خلقك عشان طليقي موجود معك .. بس والله جيسي تتعذب "
أحست بأن قلبها يتقطع ألما ، وجيوش الذكريات تغزوا عقلها وجسدها ينتفض بذعر قالت بهذيان وهي تتذكر رفساته المؤلمة
" لازم لازم نطلعها لازم "
" بسم الله عليك بسومة ليش بترجفييي؟"
"هاه"
نظرت إليها يديها التي ترتجف متزامنة من قلبها وقالت بغصة" لأن العنف يخوف!!! "
" معك حقك عشان هيك .. لازم نروح لها ونتطمن !!!"
احتد الصمت لثوان ، تحاول لملمت شتاتها و التفكيـر بروية ،
تنهدت بقوة وقالت بمنطقية " بس فكري فيها ميرال لو رحت معك وشافوا حجابي بيعرفون إني انا اللي أقنعتها للأسلام وبنفس الوقت ماقدر أتركك لحالك !!!"
قالت بحيرة" شوو نعلم هلا !!!!!"
قضمت شفتيها تفكيـر ، هي أيضًا لا تستطيع الإقدام على هذه الخطوة الجريئة بدون فارس . . لذلك قالت" بقول لفارس يجي معنا !!! وأنت تدخلين للبيـت كأنك أجنبية وأنا وفارس نكون برى ننتظر ولو صار شي تدقين علينا !!!!"
" مزبوط هلا اتصلي عليه "
التقطت هاتفها واتصلت عليه ، وهي غير متأكدة من تجاوب فارس وإقدامه على هذه الخطوة ، تعلم أنها خطوة خطيرة وقد يقعون في مأزق ، ولكن ما باليد حيلة و جيسي تتعذب هناك وحدها ،
أنصبت عندما رد فارس لكي تتفهم معه جيدا بدون نظرات ميرال المتفحصة " هلا ابتسام ؟"
" اهلين فارس .. اسمع بقولك شي !"
أتى صوته قلقًا" وش فيه خوفتني "
" تعرف صديقتي جيسي ؟ صح هي أسلمت طيب .. وأهلها حابسينها ويعذوبنها وحنا مانقدر نتركها عشان كذا ..."
أتى صوته ساخرا" عشان كذا !!!!ايوه كملي "
تأففت" فارس بلا طنازة الموضوع حياة أو موت عشان كذا قلنا أنا وميرال نروح للبيت وهي تدخل وأنا وأنت نراقب الوضع "
" وإذا دخلت الست ميرال وش بتسوي ؟ بتنقذها ؟ ولا بتقتل ابوها !"
" افففففف لا مو كذا ! على الاقل يعرفون أهلها أن فيه ناس يفقدونها وبنفس الوقت ..."
" حبيبتي ابتسام شكل صديقتك تتابع أفلام اجنبية واجد ! على كيفك هو !!! طيب وإذا راحت ميرال هذي صديقتك وش تقدر تسوي ؟ "
" فارس !! ماعليك بس اهم شي نتطمن عليها ويمكن إذا شافتها يعني نفس تساعدنا شلون نهربها !!"
" ابتسام الله يعافيك المواضيع هذي حنا مالنا شغل ! لأن لو دخل فيها شرطة وحنا مسلمين والله ماراح يفكوننا ! تتفاهم مع أهلها هذي هالجيسي ومالك دخل تفهمين !!! "
قضمت شفتيه بحنق " فارس حرام والله هي تتعذب على الأقل نتطمن عليها !!! يرضيك أشوف صديقتي متعذبة واسكت !!!!!"
" ربي يعينها مالنا دخل !!! "
قالت بغصة" فارس جيسي تذكريني بنفسي لما كنت أتعذب تحت يدينه .. بس كان عندي أنتم تساندوني وتقولون معي .. جيسي من ياقف معها ؟ "
اختار الصمت مدة طويلة ، ودمعة طفرت من مُقلتيها وهي تتحسر على إخفاء عودته لحياتها وفتق الجرح العميق ، مدركة بأن فارس يتعذب هُناك بسبب هذه الذكرى التي ذكرتها لأجل جيسي . . ولأجل نفسها . . تسمح لنفسها أن تبكي قليلا بوجود فارس .
" بعد ما أخلص محاضرات .. نتفاهم"
وهكذا أغلق ، مسحت دموعها بسرعة . . وعادت إلى ميرال وهي تقول " بقول بعدما يخلص محاضراته "
" حلووو كتييييير .. شو بيئبشني هالفارس !!!"
ضحكت برقة وقالت "أنتِ وين وحنا وووين !!!"
" هلا تعي أنتِ ليش هون بالمقهى ؟ مو عندك محاضرة البروفسور ؟"
" صح ..بس حسيت اني تعبت وطلعت "
" ولا مشان طليقك ؟"
أطرقت برأسها بضعف ، " مبعرف شو بدي أئلك يابسومة .. بس ماتسمحين لنفسك تصيري ضعيفة مشان واحد مايستاهل !!!"
" يمكن يبغى لي وقت أتعود على وجوده !"
" وإمتى يجي هالوقت ؟ كلنا
ماينعرف بس يابسومة لازم تئاومي من ألبك أنك بدك تصيري ئوية !!! يمكن وجوده بحياتك عشان تعرفي أنتِ من جد صرت ئوية ولا لا!!! "
أشاحت بوجهها بصمت ، وأيضًا ميرال تشاغلت بهاتفها تسمح لها أن تنغلق بذاتها وتفكر بما قالته .
حديث ميرال لمح في داخلها موضع هي غافلة عنه ، قد يكون فترة تجاوزها وهمية . . كخيوط العنكبوت التي تنسج بدقة و تفاني . . ولكن الرياح الشديدة اقتلعتها وكأنها شيء لا يُذكر !
...............................................
،
،
يقفون على بعد خمسة أمتار من بيت عائلة جيسي في حي راقي يبعد عن الجامعة حاولي نصف ساعة ، هي بجانب ميرال تتفقان على الخطة وفارس برفقة صديقة مازن الذي تطوع لمساعدتهم يتحدثون وينتظرون إقدام ميرال بشجاعة إلى ذاك المنزل ، مع أن فارس يظهر الرفض ولكن على ما يبدو دموعها لم تمر مرور الكرام عليه . . لذلك وافقها على مضض ، اقترب منهما وقال " يلا متى بتدخلين ؟؟؟"
بلهجة لاذعة خصص ميرال ، التي نظرت إليه بسخط وقالت " هلا بدخل مابتخاف ! ماراح أورطك معي !!!"
شعرت بالحرج وقالت " خلاص فارس الحين تدخل ميرال .. خلونا نبعد شوي .."
ودفعت فارس إلى مكان صديقه وقالت " لا تزودها مع ميرال ترى معها حقها "
قال بسخط " ماتدخل مع البلعوم هالأنسانة"
ضربته بحنق ، وعادت إلى ميرال وقالت " يلا توكلي على الله ومثل ماقلت لك حاولي قد ماتقدرين تنفذين الخطة"
" .. أدعي يكون كل شي منيح"
" ياااارب "
وهكذا سارت ميرال بخطوات خائفة إلى بيت جيسي ، وهي عادت تقف بجانب فارس وصديقه ابتعد عنهما لمسافة بسيطة وتحدث فارس ساخرًا وهو يلقي نظرة على مازن" حسيت أنني بفلم بوليسي !! ماني مصدق إني بعيش هالاجواء صدق !!!"
قرصته بقوة وصرخ بألم . . ومازن قهقه بصوت عالي على سخافته " حرام عليك ماتدري لو أنقذنها وش بيعطينا ربي أجر "
" ربي وش قال ! "
" لا حول ولا قوة الا بالله !!!! خلاص فارس .. ممكن تروح لصديقك وتسولف معه ! "
استدار لمكان مازن ، بينما هي تقضم شفتيها بقلق وتردد الحوقلة . .
...................................
،
،
مضت حوالي ربع ساعة ولا تزال ميرال بالداخل ، وفارس يصرخ علنًا بأنه مل من الانتظار ويرغمها على الذهاب وميرال تتكلف بنفسها ، ولكنها رفضت وهي ترسل لميرال تسألها عما يجري بالداخل . . وبعد مرور عشرة دقائق خرجت ميرال من البيت وحدها ، تهرول بسرعة حتى وصلت إليها وسألت برجفة " وش صاااااررررر ليش طولتِ ؟"
انهارت ميرال وهي تحضنها " كنت بموووت من الخوف الحقيييرررر معذبها وخبرني بالحرف الواحد أمر ماراح اطلع للجامعة لحد ماتترك الإسلام"
هبط قلبها بوجل وقالت بغصة " يعني شلون؟"
اقترب الشابين وفارس يسأل " وش صار ؟"
ابتعدت ميرال عن أحضانها وقالت" اللي صار أتى مانئدر نساعد جيسي إلا لمن نتصل بالشرطة !"
قال فارس برفض" مستحيل الشرطة بتافف مع صف ابوها ونروح بداهية "
" شووو بدك نتركها ؟؟؟ وهي تتعذب !!!"
قال فارس بحدة" لأ بس برضو مانتورط حنا معها !!!!"
تدخل مازن قائلا بهدوء" يمكن لو بلغنا الشرطة بلاغ مجهول بيساعدونها !"
قال فارس " ومن قال بيساعدونها !!!! بيقولون تستاهل ليش تسلم !!!"
" مو لهدرجة يافارس !!! عموما حقوق الانسان بتكون معها !!!!"
" قال إيش قال حقوق الأنسان !!!"
وأردف ناظرا لميرال بحدة" عموما أنتِ بتقولين للشرطة قوليها لها بس إحنا مانتورط !!!"
قالت ميرال بغضب " شب طول وعرض ويتخاف من الشررررطة !!! ياخسارة الرجولة "
عض على لسانه دلالة الغضب وميرال تعدت حدودها معه قال بلهجة خطرة" والله لو ما أنت بنت كان علمتك الرجوله..."
" خلاص فارس .. توكل أنت وصديقك حنا نلحقك !"
ألقى على ميرال نظرة قوية أرهبتها ، وقال " والله عشان أختي بسكت لك "
"فرجيني رجولتك مابخاف من حدا تفهم ؟؟ لك شوو والله طحت من عيني
تكتف بنزق " ياشيخة عاد أكبر همي اصير بوسط عينك .. احترمي نفسك أزين لك «
«محترمة حالي من ئبل لا أشووفك .. ياخسارة النظرة الحلوة اللي كنت بنظرها لك طلعت جبااااااان»
قضم شفتيه وقال بغضب « أحترمي نفسك هذي أخر مرة أقولها لك ولا والله
بينما هي عالقة بينهما ، تحاول جاهدة عدم تفاقم الأمور ، تنظر للشارع الخاوي أمامها إلا من سيارة سوداء قادمة . . توقفت بجانب بيت جيسي بالضبط . . وترجل السائق أولا . . وظهرت ملامحه بوضوح ، فتحت ثغرها تستوعب المصيبة التي نزلت عليها بحين غرة . . الوليد بشحمة ولحمة أمامها . . وأمام فارس . . وترجلت من الباب الثاني " ديما " شقيقته . . للحظة شعرت بأن قدميها عالقة لا تتحرك وميرال وفارس لا يزالان يتراشقان بكلمات لاذعة . . حتى أرغم مازن فارس على السير وهو يشتم بصوت عالي ميرال . . وعينيها تنتقل بين فارس وهو يسير عكس اتجاه الوليد . . وبين الوليد الواقف ينظرها لهما بتعجب . . وهي خائفة لدرجة الهلع من عيني فارس المُتيقظة أن تنظر له
.................................................. .................................................. .........................
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:34 PM   #285

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,321
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(3)
.
.
أيدي فولاذية تقبض على عنقه واعتقد بأن روحه ستزهق بلا شك ، وظل طويل يعرفه ينظر له من علو وعلى شفتيه ابتسامة متشفية تثير خوفه ، متزامنًا مع صوت مزعج يأتي من مكان ما يجعل يتلوى والصوت يزداد يزداد ، فتح عينيه فجأة يحاول يستوعب بأن كان يعيش كابوس جديد، والصوت المزعج لا يزال يتردد في أروقه البيت بأكمله وماهو إلا صوت " المكنسة الكهربائية" عض على لسانه دلاله الغضب وأبعد الغطـاء وهو يشعر بالحر بسبب أن والدته وفي كل مرة تطفئ التكييف ليستيقظ واستقام مُتناسيًا الكابوس المتكرر و بخطوات غاضبة فتح باب غرفته ليجد أخته رحاب تمسك بالمكنسة الكهربائية صرخ بها " هيييييي!!! ماتدرين إني أنا هنا نااااااااايييييم !!!!!ضاقت تكنسين هنا "
أطفأت المكنسة وقالت ببرود " اليوم عندنا عزيمة عمامي لازم أنظف"
صرخ بغيض" وعمامي بيجون للقسم هذاه ؟؟؟؟؟؟ تستهبلين علي انتِ ؟"
" أمي قالت لي مالي شغل .. وبعدين أزين عشان تصلي ياويلك من أبوي وأنت ماصليت الجمعة !!!!!"
بهت فجأة وسأل" كم الساعة ؟"
" ٢ ونص الظهر "
تأفف بصوت عالي وعاد لغرفته وهو يشتم أي شيء يقع أمام ناظريه ، التقط منشفته وخـرج إلى دورة المياه وأخته تكمل عملها غير مكترثة بصراخه وغضبه ، عندما هم بفتح الباب قالت" حنين فيه "
عاد الغضب يتلبسه وطرق الباب بقوة وصوت حنين يأتي ضعيفًا من الداخل ، نظر إلى رحاب وقال" سكري المكنسة ولا والله العظيم لا أكسرها فوق راسك بسررررررررعة"
أطفأتها امتثالا لأمره ، وعاد يطرق الباب بقوة " حنيييييييننن صح لكم حمام عند غرفتكم ليش تدخلين حمامنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بسرررعة اطلعي "
أتى صوتها خائفا" بسم الله خوفتني وش دراني سلمى كانت تغسل حمامنا وأنت نايم وش دراني انك تبي الحمام "
وأعقبت" يلا الحين اطلع خرشت قلبي "
تنفس بغضب ، وأستند على الباب وهو يعقد ذراعيه على صدره وسألت رحاب بخوف" اكنس؟"
" كنسي عشان أكسر راسك"
رمقته بغير رضا وهي تكتم تأففها ، حتى خـرجت حنين وقال " اسمعي أقسم بالله تدخلين حمامنا مرة ثاني حشيت رجولك حش تفهمين ؟"
ودخل صافقا الباب بقوة وصوته تصله بـ" حشا مو أنسان وحش وحشششششششش "
......::.......................................... .............
،
،
،
بعدما أنهى استحمامه و صلى صلواته الفائتة تسرب شيء من الهدوء له ، وهو يسير باتجاه غرفة الجلوس بخطوات هادئة . . وعندما هم بالدخول رأى والده يجلس أمام التلفاز يشاهد الأخبار . . كتم تأففه وهو يدرك بأن هناك محاضرة طويلة في انتظاره . . دخل وجلس بعيدًا عنه ونظر إلى الباب المفتوح المطبخ وأخته حسنا تحوم بجهد ، نظر إليه والده نظرة أزعجته . . وأشاح بناظريه وهو يُقرب صينية القهوة له وتحدث والده" وشنوحك ياوليدي ماتقوم تصلي ؟"
توقفت التمرة في حلقه ووالده يُردف " تدري انه حررررام حررررررام مايجوز ! كم لك ماصليت الجمعة يامتعب ؟"
جاوبه بهدوء" الجمعة اللي فاتت صليت"
" يعني جمعة أيه وجمعه لا ؟ الله لا يبلينا مابالك وييهديك يامتعب .. تحسب الأمر هين وعادي ماتصلي الصلوات !"
كتم تأففه و والده مسترسل يضربه بأسواط كلماته " لا حياة زي الخلق و عبادة يرضها رب العالمين الله يخلفها عليك يامتعب ويخلف على شبابك"
بصعوبة يحافظ على تقاسيم وجهه الهادئة ، وبينما الداخل يحترق بنيران مستعمرة . . يعلم بأنه متهاون في عبادته ولكن كيف يشحذ همته وحياته من سيئ لأسوأ ؟
القنوط متمكن منه منذ زمن بعيد ، وكذلك اليأس
دخلت والدته عليهم وهي تقول بصوت عالي" حسنننا جيبي الغدا لمتعب "
وجلست بجانبه وهي تقول " اسمع بعد العصر أبيك توديني لسوق الخضرة و فيه محل تبينه رحاب "
وعلت صوتها لتأتي رحاب مسرعة" سمي يمه"
" وش المحل اللي تبينه ؟
" محل حلاويات نبي حلا"
قال والدهم بسخط " مو حسنا من صباح الله خير بالمطبخ وشووووووله تشترون حلا ؟؟؟؟"
دخلت حسنا بيدها الغداء ووضعته أمامه وقالت" يبه أنا مسوية سلطات وحلا واحد لازم كم حلا"
تأفف والدها وأختار الصمت وقالت رحاب لحسنا" اسمعي شرايك اروح معهم عشان اشتري اللي نبيه ؟"
قالت حسنا بشفافية" نصيحة لا تروحين أمي بتروح لسوق الخضرة وراسك بيوجعك قولي لمتعب اسم المحل وارسلي له صورته"
ضحكـت رحاب وقالت " شكلي "
وخرجت من الغرفة وكذلك حسنا اتجهت للمطبخ ، وقالت والدته " بعد العصر مباشرة تفهم ؟؟؟ "
وأنصبت لاتجاه المطبخ لمساعدته حسنا ، وتبقى هو ووالده وحدهما . . حتى دخول أخته شيخة برفقته أولادها المزعجين ، و أحداهما بدأ يتسلق ظهره ويقول" خااااااالي متعب "
تأفف " وخر عني خنقتنيييي"
سلمت شيخة على والدهم واقتربت نحوه وهي تضحك" انس بعد عن متعب .. شلونك متعب ؟"
" بخير "
وأبعده عنوه وهو يقول " بعد عني بتغدا "
اتجهت شيخة لإلقاء التحية على من في المطبخ ، ومن ثم عادت لتشاطرهم الجلسة و تتحدث مع والدها بينما هو يأكل بصمت حتى قالت شيخة " متعب شفت الوظايف اللي ارسلت لك ؟ "
نظر لها نظرة عرفت معناها جيدا ولكن بررت " نبي لك الخير "
" بشوفه " وأكمل طعامه . . ونهض بعد ما أكمل طعامه وهو يحمله مُتجه إلى المطبخ ، وضع الغداء على الطاولة وقال وهو ينظر للفوضى العارمة " الله الله وش هذا!!!"
" جمعة عماتك"
" كل هذا عشان عماتي اللي بكل مرة تحشون فيهم؟"
أبعدته والدته وهي تفتح أحدى خزانات المطبخ وتقول " ماحطينا شي كثير رز وكم سلطة ونوعين حلا"
" وسوق الخضرة اللي بتروحين له؟"
" فيه أشياء ناقصة نحتاجها "
جاوبت حسنا عنها . . وحرك قدميه لخارج المطبخ وقبل أن يدلف حجره الجلوس سمع ما يُقال عنه على لسان والده وأخته " يبه مفروض أنت تشد عليه تخليه يدور وظيفة زينة! تشوف وشلون هو يناظر لي بس عشان قلت له عن الوظايف "
" هو من بعد العسكرية وهو مايبي شي"
" يعني ماصارت من نصيبه العسكرية خلاص يوقف حياته ؟ حارس بوابه سوق عام والله ماتسد البطن ! حتى..."
قطع حديثها وهو يدلف متظاهًرا بعد سماعه ، ومُتجهة إلى خارج غرفة الجلوس وجمرة متوسطة أعماقه . . محاولا التجلد بلا مبالاة حتى صدح صوت العصر . .
...................
،
،
عندما انتهى صلاته في المسجد برفقة والده وأخيه معاذ اتجه إلى سيارته و هو ينتظر والدته ، ووالده ومعاذ دخلا إلى البيت . . توقفت سيارة أخيه مشعل عن بيتهم ، و كم أزعجه الفارق بين سيارته وسيارته مشعل ، و ياليت هذا الفرق يكفي . . مشعل يملك وظيفة مرموقة وزوجة وطفلة جميلة وهو الأصغر ، بينما هو . . لا يملك أي شيء وقد سُرق حلمه أمام ناظريه . . ابتلع غصة كبيرة وابتسم لأخيه الذي اقترب معه ابنته " هلا والله حي الله أبو الجود "
" الله يحيك وهذي الجود بتسلم على عمها "
حمل الطفلة ذات العاميين وبدأ بتقبيلها حتى صرحت باعتراض "ههههههههه يازينك"
أنزلها على الأرض وبدأت تسير لداخل البيت ومشغل يقول " تبي معاذ من الصبح وهي تقول اسمه"
لم يُعلق إلا بابتسامة عريضة وهو يراقب دخولها ، خـرجت والدتهم وسلم عليها مشعل . . ولأن يحز في خاطره تفضيل والدته لمشعل حتى لو كان بترحيب عادي قرر ركوب السيارة و انتظار والدته
بعدها بثوان وافته والدته وحرك السيارة وبدأت بالتحدث" مر محل الخضرة القريب وبعده روح للمحلات الحلويات اللي يبون البنات "
" على هالخشم"
" ياجعلني فدوة للخشم هذا "
ضحك وقال" عسا ماتعبتِ اليوم ؟"
" لا والله البنات شايلين البيت شيل ياعساني افرح فيهم وأفرح فيك يا عيني"
تهجم وجه وغير مجرى الحديث " وش تبين تشترين ؟"
" بشتري النواقص للعزيمة وبتقضى للبيت "
سايرها بـ" همم"
،
عند وصولهم إلى محل الخضار همت والدته بالنزول وقال بحنق " يمه قولي لي وش تبين !! وأنا أجيب لك رجال طول ..."
قاطعته وهي تنزل بغير اكتراث مما أشعل غضبه . . و ساير أفعال والدته التي تثير حنقه . . كالتحدث بصوت عالٍ و الصراخ على العمال بغير اكتراث . . ومحادثة الرجال وكأنه هو ظل رجل !
وفي كل مرة تذهب والدته يجن جنونه وعندما يعود للبيت وهو قد استنزفت كل طاقته !
انتهى المشوار على خير ، وحلف بأغلظ الأيمان ألا يذهب معها مرة أخرى وهو يحمل الأغراض الكثيرة للمطبخ وأخويه جالسان مع أبوه بكل بساطة أعادته " يازفت معاااذ قم شيل معيييي !!!!!!
نهض معاذ وهو يقول " طيب لا تصارخ . ."
ونظر لمشعل نظرة خانقة" قوم شيل أنت بعد "
ضحك مشعل بسعة صدر و استقام يساعد معاذ ، وعند دخوله قال لحسنا وشيخة " أنا توبة اروح مع أمي للخضرة!!!"
وهو يضع الكرتون الكبير على الطاولة قالت حسنا بضحكة" كل مرة تقولها وكل مرة تروح معها "
تأفف بصوت عالي و قال" لاهذي المرة صدق !"
دخلت والدته وهي تحمل الأغراض وقال بغيض"وين عيالك الكلاب مايشليون ؟"
دخل معاذ وهو يتأفف " شلنااااااااااا شلنننناااااا"
تنفس بغيض . . واتجه إلى براد المياه ليشرب الماء بنهم وهو يسمع معاذ يقول" ابي حلا حطي حسنا"
" لأ انقلع للحريم "
" تكفييييييين"
" يمه هاوشي معاذ!!!"
" يلا معاذ اطلع كمل شيل الأغراض بسرعة!"
تأفف بغيض وخرج للخارج . . و هو هم أن يخرج ولكن والدته قالت " اصبر متعب .. حسنا حطي لمتعب حلا لا يشوفها معاذ ومشعل "
رفرف قلبه ونظر إلى والدته بسعادة ظاهرة ، وحسنا تقول " الله الله ليش بس متعب ؟"
" ياويلكم من معاذ " قالتها شيخة بضحكة
امتثلت حسنا لأمر والدتهم ، هو واقف يريد الجواب من والدته لسؤال حسنا . . " متعب غير . . قلتوا ولا ماقلتوا . . "
ابتسم بصدق . . وتبدد غضبه و إحباطه بتصرف بسيط من والدته . . أخذ الحلا مع كوب قهوة كبير وقبل رأس والدته و شكر حسنا . . وخرج من الباب الخلفي باتجاه سيارته . . مُتجه إلى استراحته مع أصدقائه . . وبسمة سعيدة لونت ملامحه
............................
،
يُحاول جرع عبراته المتراكمة وهو ينصت بقلب وجل إلى شكواها من المرض المستأصل في أرحامها ، حتى أطرقت برأسها وأجهشت ببكاء عميق وقالت بصدق " تعبت ياعبدالله "
بهذه اللحظة تمنى لو أنه يملك المقدرة ليستأصل الألم من جسدها ، أو أن يحمل عنها ما تتجرعه من ألم ، أو حتى يستطيع أن يكون قويًا بجوارها . . مع شدة الأسف في كل يوم يرى حالها يصبح ضعيفا ولا يستطيع مُجابهة حزنها ومرضها القابع في أرحامها .. شحت كلماته ولم يجد سوا أن يواسيها باحتضان طويل لا يعلم متى ينتهى؟
ولا يريد منه أن ينتهي . . لو بقيا هكذا مدى الحياة . . رأسها يتوسط أحضانه . . متلاحمان وكأنهما جسد واحد !
ولكن المرض بكل حقد أراد أن ينغص عليهما هذه الراحة الوقتية ، ابتعدت بسرعة وهي تسير إلى مكب النفايات وتتقيأ بألم وجزع . . بجسد مثقل التقط المحارم الورقية و اتجه إليها وانحنى وهو يمد لها بعضًا منه ويربت على ظهرها . . انتهت وساعدها على الوقوف والجلوس في أقرب مقعد وقال" أجر وعافية ياروحي "
لم تتجاوب معه . . وأخرج هاتفه وقال" تبين أقرأ عليك البقرة ؟ "
أطرقت برأسها وأخذ يتلو عليها بهدوء و هي مستكينة على صدره . . قرأ حتى وصل لنصف السورة وداهمتها نوبة تقيؤ أخرى . . وكان الأسرع ليحضر لها مكب النفايات وتخرج مافي جوفها من ألم ، ابتلع غصته وقال " شكل الدكتور اللي رحنا له زفت بزفت !! ماراح ننتظر اكثر بقدم على فيزا ونروح نعالج برى خلاص !"
قالت " لا تكلف على نفسك .. عادي أتحمل"
قضم شفتيه بحنق " ومن قال كلافة ! زينب لا تحسسيني أنك عالة علي ترى هذا الموضوع يضايقني "
" شفيك عصبت ؟"
نظرت له باستفهام . . ابتلع رمقه وقال بهدوء" ماعصبت ، بس ببحث عن أفضل الدكاترة وراح نروح برى "
" وتترك خالتي لحالها ؟"
"وزوجتك الاولى ؟"
جاوبها بهدوء وهو مدرك بأن حالتها النفسية سيئة " أمي عندها خواتي وخوالي .. وزوجتي الأولى يطلقها خلاص"
كست الصدمة ملامحها وقالت بشك" ليش ؟"
عقد حاجبيـه " بس لا أبيها ولا تبيني بس أحسها تربطني بأشياء كثيرة"
لم تغفل عينيه عن البسمة التي حطت على شفتيها وهي تقول بسعادة" يعني صدق .. تصير لي لحالي ؟"
لو كان يعلم بأن قراره الذي بصعوبة اتخذته سيسعدها لـ قرر منذ البداية أن يُخبرها جاوبها ببسمة" ايه "
ولكن سُرعان ما بهتت سعادتها وقالت " بس هي اللي بتجيب لك الضنا .. أنا ماقدر "
تنهـد وقال" الضنى اللي من غيرك ما أبيه ! ولو ماجاء منك كل الضنى ما إبيه !تفهمين ؟"
" لا اقول كذا .. أنت رجال مايعيبك شي وهي . ."
"زينب . . اللي سويت فيها مو شي سهل ويمكن تعبك هو تنبيه من ربي عشان نتدارك غلطتنا . . أنا وأنتِ غلطنا بحقها !"
" وش غلطنا فييييييييه وش غلطنا !!! مو أبوها اللي رمها عليك وش ذنبي أنا ربي يعاقبني عشانها !!!!!!"
عقد حاجبيـه يستوعب انفجارها وقال " أهدي ما أقص..."
قاطعته بهستيرية "كل منها ومن أبوها خلوني أتجرع الموت يوم تزوجتها قبلي !!!!! لي الحق أن أشرط شروطي عشان تتزوجني !!!! "
" صح صح عليك بس أهدي أهدي .. خلاص أنا بطلقها و بتنتهي من حياتنا .. وأساسًا وجودها مثل عدمها بحياتنا عمري طريت حتى اسمها ؟ عندك؟"
" لأ"
" تشوفين حتى اسمها ماتعرفينه صح ولا لا؟"
" الا اعرفه وأدري انه اختها عواطف تصير زوجة سلطان أخو اللي بياخذها أخوي زيد "
بلل شفتيه وقال " خلاص ماعليك من أختها ولا منها .. بس أنتِ اهدي وخليني أكمل أقرأ أفضل لنا صح ؟"
لم تتجاوب معه ، ولكنه بدأ يقرأ على اسماعها . .
.................................................. ..........
،
،
،
عاد من زينب بقلب مثقل ودخل على والدته يُخبرها بقراره بشأن السفر للخارج وافقته وبشدة و قالت" اي والله ياعبدالله مخالف روحوا دورا العلاج ماتدرون لو تلقون العلاج برى .. الله يعافيها ياكريم ويشفيها "
احتد الصمت لدقائق وأعقبت" وترى المؤمن مبتلي أصبر وأنا أمك بإذن الله ما بعد العسر الا اليسر "
". بإذن الله"
" ومثايل ؟ تروح عند أهلها ؟"
" تونا يمه موضوع السفر مطول . . إذا جاء وقتها يحلها ربك"
ألقت عليه نظرة عميقة وسألها بابتسامة" بفمك حكي يا يمه قولي "
"هههههههههههههههه مشكلتك تعرفني بدون لا اتكلم"
ابتسم وأردفت بنبرة خافتة" وشلون حياتك مع مثايل ياوليدي ؟ يجيني هاجس يقولي أخاف اللي في زينب حوبة مثايل .. واللي سويناه فيها"
شعر بأن يتنفس من ثقب إبرة و والدته تلمس موطئ جرحه وأعقبت " بنت عروس حتى لو أبوها غاصبها أكيد أن منقهرة عشانك تزوجت عليها .. والله ما ألومها لو تنقهر "
ابتلع غصة واقفة في حلقه وقال بتبرير " هي رضت"
" لو رضت بس الله أعلم باللي بالقلب يا عبدالله . ."
وتنهدت بحيرة " وهالبنت لا شفنا لا خيرها ولا شرها من يوم مادخلت علينا . . "
وأمالت ثغرها بتفكيـر" عساك يا عبدالله تحن عليها ؟ حتى لو قلبك مع زينب بس هي مالها ذنب "
قلبه على وشك الانفجار من شدة ما حديث والدتها شكل ضغطًا غير قادر على تحمله . . لذا قرر الانسحاب " أنا ومثايل مرتاحين لا تشيلين هم ومن ناحية أن اللي في زينب حوبتها . . بنلقى حل للموضوع"
وقبل أن تتساءل والدته عن ما هو الحل استأذن قائلا" بروح أنام يمه توصين شي ؟"
" سلامتك ياحبيبي "
قبل رأسها واتجه إلى الرواق الذي يؤدي لشقته ، دخل وهو لا يعلم هل عادت مثايل من أهلها أم لا ؟
لذا حث قدميه إلى لغرفتها وفتحها ليجدها واقفه تضع ملابس في إحدى الحقائب ، جفل قلبه لسبب لا يعرفه وسأل" وش تسوين ؟"
ألقت عليه نظرة خاطفة وهي تكمل عملها " مثل ماتشوف أحط ملابسي بالشنطة"
ابتلع رمقه ودخل قليلا" وش المناسبة ؟"
مدت شفتيها وقالت ساخرة" مدري أقولك ولا مايحتاج !"
زاد إجفال قلبه وقال بريق جاف" وش اللي مايحتاج ! قولي "
تنهدت واستدارت إليه " بكرى بدخل المستشفى "
رفع حاجبيه " ليش فيك شي ؟"
وهدأ إجفال قلبه ليحل محله القلق . .
" جيراننا اللي زرتها فيها فشل كلوي وأنا بنتها بالرضاع وراح أتبرع لها "
زاد رفعة حاجبيه حتى خيل له أنها وصلت لقمة رأسه ، وهو بصدمة يحاول استيعاب ما تقول !
وأردفت " ومضطرة بكرى أرقد عشان العملية .. وباخذ لي أغراض "
" وكذا باردة مبردة تقولينها ! "
لم تعلق . . وأردف بغيض" وكذا تقررين بدون حتى لا تشاورين ! ترى فيك أنيما حادة احتم...."
قاطعته بنبرة حادة " وليش أشاورك وأنت بالأساس مطلق مطلق ؟ عموما إذا بتطلقني بعد العملية أو الحين مايهمني "
زاد جفاف خلقه وبهت للحظة . . لا يهمها ؟
غريب أمرها . . أليست هي من ترجته حتى يعدل عن قراره . . ما الذي تغير ؟
كتم تساؤله وأبدله بسؤال مُغاير "متى لازم تروحين المستشفى ؟"
" ٩الصباح"
" وجامعتك ؟"
" عادي باخذ مرضية أسبوعين . . مايضر "
بلل شفتيه وقال" صحيني بكرى أوديك أنا لا تروحين مع السواق "
" مايحتاج أبوي بيمرني "
" قولي له عبدالله بيوديني . ."
واستدار للخـارج مُتجه إلى غُرفته ، وهو يشعر بأن الضغط الذي يعيشه منذ أن كان عندي زينب وصل إلى ذروته
.................................................. ..............
،
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:38 PM   #286

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,321
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

[size="4"]
(4)


،
،

واقف بجانب منصة الاستقبال الرفعية بيده ملف يخص تلك المتبرعة التي ستنقذ حياة خالته و الويل لها وهي تقتل قلبه بكل سهولة ، عينيه لا تكل ولا تمل وهي تقرأ ملفها الشخصي . . تتشرب عينيه تفاصيل حالتها بنهم ، و هو يدرك بأنها محرمة عليه . . لا يزال يتذكر بالأمس عندما خرج والدها من غرفة خالته برفقتها واتجه إلى منصة الاستقبال متجاهل وجوده ، ولكنه اتجه نحوه ليسأله وأخبره بكلمات مقتضبة أن مثايل ستتبرع لأجل خالته .. هبط قلبه لوادٍ سحيق وهو يحاول أن يتماسك ولا يُظهر خوفه ، وهو يعلم بأنه عندما يذهب إلى منصة الاستقبال سيخبرونه أنها أجرت الفحص وظهرت النتيجة ، لثوان معدودة بحث عن حل ينقذها . . ولا يجعل الوضع يزداد سوءا ، أخبره بسرعة أن هُناك قسم خاص بالنساء ويجب على والدتها الذهاب معها ، ولا يسمحون بدخول الرجال . . أومأ برأسه وعاد ليدعو زوجته ويذهب معهم . . ولا يعلم ماذا آلت الأمور . . وهل ستكشف كذبته ؟
وبعدها بنصف ساعة عادوا ويبدو أن الأمور جرت بأحسن حال . . وتوقف بجانبه يرمقه كلا ذا حين بنظرات الشك التي تغتال قلبه وتشعره بالندم الشديد أمام هذا الرجل ،بسبب طعنه بظهره بأبشع صورة ممكنة !
،
عاد لواقعه عندما دعت إحدى الممرضات " دكتور بسام يبغونك بالطوارئ بسرررعة"
أومأ برأسه وأعطى موظفة الاستقبال الملف وقال" إذا جت المتبرعة ياليت تخبريني "
" إن شاء الله "
واستدار ليتجه إلى الطوارئ . . ولكن قدميه توقفت عندما رأى ذاك الرجل برفقتها داخلين إلى المشفى .
شعر للحظة أن أحدهم أطلق عليها رصاصة أصابت قلبه المتلحف بين أضلعه ولشدة الأسف أنها لم تغتاله ليرتاح . . لا بل جعلته يجاهد الحياة وهو ينظر لهما وهما يسيران بجانب بعضهم البعض . . وبقدمين خائبة أكمل سيره إلى الطوارئ . . وهو يمسد قلبه و يعزيه بكلمات حارة أن هذا الموقف سيتكرر عليه ويجب عليه الصمود حتى يشاء الله أن ينزع حبها من قلبه
.................................................. ..................
،
،
،
جالسة في المكتب الخاص فيها بالعمل وهي للتو أغلقت من عميل أزعجها وسبب الصداع لرأسها ، ونظرت إلى زميلتها تالة وقالت" وربي اللي دق عليا دوش ررراسي غبي مايفهم!!!!"
ضحكت وقالت" هذا توك بالبداية ياقلبي .. بتتعودين "
" الله يعين راسي وربي صدع !!!! محتاجة قهوة"
" المكينة اللي هنا خربانة روحي اقسم الرجال "
وعندما همت بالذهاب داهمها اتصال وقال بتأفف " ماحقدر اشرب قهوتي !!"
ضحكت تالة " كلمي كلمي وأنا بجيب لك "
أرسلت لها قُبلة ممتنة و أجابت على الهاتف . . وعينيها تنظر لهاتفها وهي تتحدث مع العميل . . عقدت حاجبيها وهي ترى رسالة من رقم غريب يسأل عن حالها و يخبرها بآخر الرسالة أنه فيصل !
هبط قلبها بتوتر ، وبصعوبة أنهت الاتصال ورفعت هاتفها تتفحص رسالته " مرحبا بتول وش أخبارك ؟ يارب تكونين بخير . . معك فيصل"
ابتلعت ريقها وتساءلت ما الذي يريده منه ؟ وكيف حصل على رقم هاتفها ؟ وسافر خيالها ليعانق نجوم السماء . . على ما يبدو أنه وقع في غرامها منذ أول لقاء !
وبالطبع سيأتي لخطبتها و أخيرا ستترك ذلك البيت ، عبست بضيق عندما تذكرت قرابته مع علياء وموسى وماجد ، وهبطت خيالها لواقع مرير !
ولكن لا ضرر من التسلية و إضاعة الوقت ، أجابت عن الرسالة " اهلا فصـيل تمام الحمدلله . . أنت ايش اخبارك ؟ ومن فين جبت رقمي ؟"
لمعت عينيها بإثارة وهي تراه يكتب . . وبعد قليل وافتها رسالته" ههههههه بتحرجني كذا ! "
" لا صدق من وين جبت رقمي . . ؟"
" يهمك؟"
" أكيد !"
" سرقته "
رفعت حاجبيها باستنكار " وليش سرقته ؟ "
ورفعت ناظريها وهي ترى تالة تقبل وبيدها كوب القهوة " شكررررا ياقلب قلبي "
" العفو ياحلوة "
ذهبت لمكتبها أعادت ناظريها إلى الهاتف " اممم لاني ابي أسولف معك . . وأتعرف عليك أكثر .."
ابتسمت وكتبت" وإيش تبغا تعرف عني ؟"
" اممم كل شي "
" وايش راح تستفيد لما تعرف كُل شي عني ؟"
" اعرف كل شي عندك وتعرفين كل شي عني . . ونصير أصدقاء "
" عادي تكونين صديقتي ؟"
ضرب على الوتر الحساس لديها ، أجابت " ليش لا "
.................................................. .................
،
،
،
ضربات قلبها تتعالى بخوف غريزي و الطبيب يخبرها بشأن عمليتها بعد يومين ، وهي مستلقية على سرير أبيض وأجهزه كثيرة متصلة بوريدها ، ووالديها وعبدالله يقفان في آخر الغرفة ينظرون إليها بنظرات متفرقة .. والدتها مليئة بالقلق و والدها واجم وعلى ما يبدو يُخفي قلقه و عبدالله ينظرها باهتمام تستغربه !
أليس هو من يُريد طلاقها ؟ ما كُل هذا الاهتمام ؟
قال الطبيب " عندك أنيميا حادة واحتمال يصير نزيف لا سمح الله في العملية "
وأردف وهو ينظر لوالديها " وعشان كذا حنا خايفين نسوي العملية ولو فيه متبرع ثاني أفضل لان جسمها مايتحمل "
قال والدها " والله ماندري يادكتور وش نسوي ؟"
قال عبدالله " ننتظر لحد مانلقى متبرع الأفضل ! "
" دكتور"
نادته غير مكترثة بنظرات والدها النارية ، هو يكره التحدث
مع الرجال حتى لو كان رسمي بحت . . ،" المريضة ماراح تنتظر متبرع ثاني يجي !! أنا أتحمل المسؤولية وراح أتبرع"
أمال ثغره الطبيب وقال" بس احتمال تتعرضين لمضاعفات حتى بعد العملية "
كتمت تأففها واختارت الصمت وهي تحتار كيف تقنعه ونظرات والدها تزاد قسوة ، ولكن فاجأها وهو يقول " راح أفحص دمي وإذا فيه يطابق أنا راح أتبرع ! "
وأعقبت والدتها " وأنا بعد "
نظرت لهما بصدمة " على خير. . تفضلوا معاي عش..."
ولكن طرقات الباب قاطعته ، وبسام يدلف إلى الغرفة وخلفه الممرضة ويقول بوجل " دكتووور المريضة هيا جتها مضاعفات ياليت تجي بسررررررعة"
أسرع الدكتور للخارج . . شعرت بالقلق يخنقها وقالت لوالدها " يبه ررروح شوف وش يصيررر تكفى ... يارب مايصير شي لها يااااارب والله اموت "
لم يعلق والدها إلا بنظرة قوية عرفت سببها ، وهو دخول بسام عليهما هكذا وكأنها هي المذنبة بدخوله ،
خرج والدها صافقا الباب بقوة ، وتبقت والدتها وعبدالله الذي قال" مثايل إذا العملية خطر عليك مب لازم ت..."
" راح أتتبرع راح أتبرع .. لو أموت بالعملية ماعليكم مني"
لاحت الصدمة على ملامحها ووالدتها نهرتها بقسوة" وش هالكلام !!!!! استغفري ربك !!! "
أشاحت بوجهها وهي تمسح الدموع التي استرسلت ، تدعو بخشوع أن يحفظها الله ولا يفجعها برحيلها مرة أخرى!
.................................................. ...............
،
،
،
يارب أرجوك بأسمائك وصفاتك العلى وبكرمك وجودك أن تحفظ لي هذي الاثنتان ، فالأولى يارب هي من لملمت شتات قلبي عند وفاة والدي ، هي من احتوتني وأنا متشرد المشاعر ، هي من أغدقتني بحنانها حتى اكتفيت أرجوك أحفظها لي فإنني لا أطيق الحياة إلا بها ، وأما الثانية . . مُحتلة قلبي ومُعذبته . . حبيبتي الأولى والأخيرة . . هي من علمتني كيف أعشق وأتعذب بهواها . . وهي التي أدرك بأنها لن تصبح لي حتى لو أصبحت رمادًا . . احفظها لكي أطمئن بأنها تتنفس الهواء الذي أتنفسه . . و أعلم بأنها تعيش سعيدة حتى لو كنت أنا أتعس الخلق . . أحفظها لأجل الأولى
بقدمين مترنحة اقترب من المقعد الذي يجلس فيه زوجها وجلس بجانبه بوهن ، لا يملك حتى القدرة أن يحقد على هذا الرجل أو يتألم قلبه . . فحياة الروحين اللتين تقبعان في داخل هذه الغرفة أهم من وجعه ، وأهم من كل شيء ، حدث الأمر سريعًا عندما تضاعف حالة خالته و قرر الطبيب أن يجري عملية التبرع بأسرع وقت حـتى مع أن حالة مثايل الصحية لا تناسب ، و لكنه قرر أن يجازف بكلتا الروحين على حساب وجع قلبه
.................................................. .

تم
[/size]


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:41 PM   #287

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,321
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

تم تنزيل الفصل
فصل طويل وأحداثه كثيرة
وظهور شخصيات جديد كــ(بسام ومتعب )
توقعاتكم وتعليقاتكم أنتظرها بكل حب ..❤️❤️


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 04:41 PM   #288

ايما حسين

? العضوٌ??? » 476422
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 185
?  نُقآطِيْ » ايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيكي العافية

ايما حسين متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 05:26 PM   #289

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

حلوه روايتك تسلم ايديكى 💕💕

روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 08:01 PM   #290

دموع عذراء

? العضوٌ??? » 94135
?  التسِجيلٌ » Jun 2009
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » دموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond reputeدموع عذراء has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم بداية رائعة واسلوب متفرد

دموع عذراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.