آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14637Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-22, 03:22 PM   #591

حمدة بنت عثمان
 
الصورة الرمزية حمدة بنت عثمان

? العضوٌ??? » 489609
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » حمدة بنت عثمان is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم جميعًا
موعدنا بإذن الله السبت
هل تفضلون أنزل فصلين بنفس اليوم ولا فصل السبت وفصل الثلاثاء ؟
نعوض الغياب وعيديه بسيطة🥳❤

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فصلين ياريوم😍❤


حمدة بنت عثمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-22, 07:32 PM   #592

بايسيركا

? العضوٌ??? » 500808
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » بايسيركا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة
[center][size="5"](2)
.
المحتوى المخفي لايقتبس
رواية جميلة ومشوقه تابعي 💓


بايسيركا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-22, 10:56 PM   #593

Najoud

? العضوٌ??? » 398294
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » Najoud is on a distinguished road
افتراضي

الله يصبرنا لسبت اتمنيت اليوم سبت من الحماس

Najoud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 04:59 AM   #594

منار عبدالله

? العضوٌ??? » 482637
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » منار عبدالله is on a distinguished road
افتراضي عنك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى الرواية تعجبني ❤


منار عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 05:01 AM   #595

منار عبدالله

? العضوٌ??? » 482637
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » منار عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

ماشاءالله، سبحان الله ❤

منار عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 05:20 AM   #596

منار عبدالله

? العضوٌ??? » 482637
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » منار عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

ماشاءالله ، لا أله آلا الله ❤❤❤❤

منار عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 05:21 AM   #597

منار عبدالله

? العضوٌ??? » 482637
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » منار عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

استمري ، ماشاءالله ❤❤❤❤

منار عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 06:06 AM   #598

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,330
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم جميعَا
راح ينزل الفصلين بعد دقائق


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 06:17 AM   #599

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,330
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي عشر

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
,
,
(الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه )
,
,
الفصل الحادي عشر
(1)

تجّوب الأسواق تبحث على فستان يليق بعقد قِرانها ، ونبضات قلبها تعزف سعادة غريبة عليها . . وتبي أحلامها برفقة "حامد" كبناء بُني على أساس سليم !
هذه المرة لنّ تكون" كفيصل " الذي رّماها بأول تهديد منّ" مّاجد .." ولن تكون " كموسى " الذي تناسى أعترافه وهرول للزواج بـ" ريما " . . حتمًا سيكون " حامد " مُختلف ! . . تجزّم على ذلك !
هو منقذها . . وبطلها . . وفارسها الذي سيحملها على فرس أبيض .. كالحكايات الأسطورية. .
دّخلت إلى إحدى المحلات وأمها خلفها تتحدث مع أحدهم بالهاتف . . بحثّت عيّنيه عن فستان مناسب ، وسقطت عيّنيها على فستان " أزرق" وألتفت لأمها" ماما اشّ رايك ؟"
أشارت لها إن تصبر قليلاً حتى تُنهي مكالمتها . . وهي تشاغلت بـتأمل الفستان " حابه تشتري هذا الفستان ؟"
رفعت رأسها إلى الفتاة التي تبيع وأجابت " ايوا .. كم سعره ؟"
" اممم بحوالي ٢٥٠٠ من مصممة معروفة شوفي اللوقو حقها تحت إذا تعرفينها !"
نظرت
إلى الشعار الملصق بأسفل الفستان وتظاهر بـمعرفتها" ايوا اعرفها .. مرة شاااطرة!"
" بتّول اشوف الفستان"
ألتفت إلى والدتها " لا لا وععععععع ايش هدا ذوق صاير مُعفن مرررررة الازرق بيطلع شين عليكِ!!!!"
كافحّت إن تبتلع الغصة في حلقها وتجاهلت خيبة قلبها وقالت" طيب ايش رايك أُخذ ؟"
" تعالي وراي "
أعادت الفستان إلى مكانها ونظًرت له نظّرة أخيره بحسرة ، وّ سارت مع والدتها لأخر المحّل ، أخذت فستان لونه " بنّي "" هدا يصلح مع لونك .. وبرضو يحليّ جسمك إللي مافيه إي معالم !!! معرف متى راح تسمني!!!"
وأردفت " روحي قيّسيه حنشوف "
التقطت الفستان ، واتجهت إلى غرفة القيّاس . . ولكنّه لم يعُجب والدتها . . إذ أنه اظهر جسّدها بطريقة قبيحة
وخرّجت من المحل إلى آخر . . وهي تخفي امتعاضها بقلبها المكتظ بمشاعر السعادة . .
.................................................. ...
،
،
" دكتور بساااااام حاله طارئة "
كمّ مرة يسّمع هذه العبارة في اليّوم ؟ مئة مرة ؟ أمّ إنها وصّلت إلى آلاف المّرات ؟
مرة حادث مروري لشباب تهاونوا في معنى حيّاتهم ، ومرة فتاة سقطت مغشيًا عليها بسبب غذائها السيئ ، ومرة امرأة تحتضن صغيرها المختنّق لأسباب عديدة . . وهكذا يمَر يومه وهو يُسعف هذا ويُسعف ذاك . . كم مرة خّارت قواه ولم يستطع إسعاف مريض .. وكم مرة أنقذ مريض من موت محتم بفضل الله . . وكم مرة انزوى بعيدًا عن الأنظار يكفكف دموعه بسبب المشاهد البشعة والمأسوية ؟ وكم مرة أُجبر على أخبار العوائل بمّوت ابنهم ، أو دخوله في حاله خطرة .. وهو يهتز من شدة ألماً على حالهم
ولكنّه تجاوز هذه الأشياء . . حتى انه أصبح يُخبر المرأة بموت طِفلها بكل صفاقة ، ويخبَر الشيخ الكبير بإن ابنه الوحيد دخـل في غيبوبة قد تكون طويلة الأمد . . وّ يخبر الرّجل بإن أخيه لقى حتفه .. بصّوت واثق وّ جسّد صلب لا تخترقه مأسوية الأحداث من حوله !
،
" اليوم الطوارئ فاااااضية "
قالها زميله أمجد وهو يجلس بجانبه وبيده يمسك كوب ورقي يحوّي القهوة " بكل مرة تقولها ينتفض الطوارئ كأن فيه حرب ! فكنا من شرك"
قهقهة باستمتاع" ياخي ماحب اجلس كذا فاضين "
تأفف" دوامي باقي لك سااااعة تكفى بطلع للبيت وانا مرتاح !"
" شف شف "
نظّر إلى حيث آشار وتأفف بصوت عالي ، وهو يرى زميلته " نهلة " ترشقه بنظرات مستفزة
" يارجال لمتى تكااااااااابر .. هالبنت تموووت عليك"
قال بحقد " عساها للموت ياشيخ "
" استغفر ربك هي مالها دخل كل العلة في قلبها"
" ما تورطني معها هي وقلبها جعله المرض"
تعالت ضحكـاته وقال" بفهم لمتى بتقاوم بيجي يوم وتطيح تحت رجولها "
" تخسى أنت وعقلك الفاضي !!! "
" والله عقلك أنت الفاضي !!!!! البنت بتموت عليك سايرها شي "
" اساريها بالحرام ! خلاص أنا قضيت من هالسيرة "
" أسمع عاد عندك سوابق ! طول عمرك سادة !"
أشاح بوجهه بانقباض . . وّ أمجد يُردف " تزوجها مسيار شهر شهرين وبعدين ارميها "
" ليش قالوا لك أمجٰ......"
"حاله طاااااااااااااارئة "
" هه شفت وش لقينا من كلامك الفاضي !!"
تأفف وهو يستقيم وأمجد يلحقه بضحكة " ترى الحالات الطارئة التي تشعللها نيرس جوزاء بصوته المستفز افضل من سواليفي .. تراني خررراب رجال "
" تعقب تخربني وأنا ولد أبوي "
تجاهله مُتجهه لمدخل الطوارئ لاستقبال الحالة الطارئة وصوت ما يصدح " أحد يساااااعدنييييييييي"
هرول إلى البوابة ووجدّ امرأة تحمل طفلها بين يديها وتقول بجّزع " ولدّي بيموت بيموت بيموت "
التقطه من بين يديها وهو مبلول بأكمله وأسرع بوضعه على السرير وهو ينادي " ممرضة أسماء بسرررررعة"
لحقته وقال" بسرعة الضغط والسكر وّنبضات القلب بسرعة "
اقتربت والدته " ولدي جيته غرقان تكفى يادكتور طمن قلبي "
"طيب الله يعافيك ممكن تطلعين برى عشان اقدر أتعامل معه ؟؟؟؟"
خرجت من الغرفة وأغلق الستارة ، تحدثت الممرضة برجفة " مافيه نبض "
عقد حاجبيـه بقلق " شلون يعني ؟"
" شوف الجهاز مافيه نبض "
صرخ فيها " بسرررعة بسرعة جهاز الإنعاش "
خرجت مسرعة ، ووضع كلتيا يديه على صدّره يحاول إعادة النبض لقلب الصغيـر
أتت الممرضة بجهاز الإنعاش ، وبدأ بالصعق على ثلاث دفعات متتالية . . ولكن للأسف إن النبض لم يعود !
تراخت يديه بقله حيله ، وعاد يضغط على قلبه حتى ايقن إنه الطفل مات !
ابتلع ريّقه بصعوبة " مات!"
نظر إلى الممرضة باضطراب ، خـرج من الغرفة واقتربت والدته تسأله بقلق " بشر بشر يادكتور !!!!"
" شلون غرق ؟"
تحدثت من بين بكاءها " كان خزان الماء مفتوح وهرب من عندي وطب فيه ومافقدته إلا بعد نص ساعة ! ويوم جيته غرقان ! وابوه ماهو فيه وجبته بسيارتي . . طلبتك يادكتور طمن قلبي ! مو معقولة يموت لأني تأخرت نص ساعة !"
أغمض عينيه يحاول إن يمهد لها الموضوع ، " قولي لا إلا إلا الله "
رددت بخوف " لا إله الا الله "
" ولدك إن شاءالله شفيع لكم يوم القيامة "
انهارت قدميها وهي تبكي بجّزع أمام ناظّريه " مااااات ماااااااات مؤيد مااااااتتتتتتت!!!!!! "
خرجت الممرضة من الغرفة وقال " جيبي له مويا بسرعة "
وركع أمامها قائلا" قولي إن لله وإن إليه راجعون الصبر عند الصدمة الأولى . . اصبري واحتسبي يا أختي "
لا حياة لم تنادي وهي تبكي بصوت عالي ، اقتربت الممرضة معها الماء وناولته وهي تنتفض " امسكي اشربي ماء امسكي "
فتح لها القارورة وحاول مساعدتها رشفه رشفه واحتضنت نفسها وهي تردد الحوقلة ، ابتلع ريقّه شاعرًا بضيّق يفتك في قلبه ! وقال" قومي قومي اجلسي على الكرسي افضل لك . . قومي "
" يوسف .. يوسف لازم يجي . "
" زوجك ؟ عطيني رقمه اتصل عليه "
قالت من بين بكاءها " ياربي وش راح يسوي اذا عرف وش بيسوي ... ياربي مؤيد اغلا عيال ياررربييييييييييه "
"عطيني رقمه يأختي لازم يجي "
ناولته هاتفها وقالت "دق عليه دق "
أخذ هاتفها .. وأتصل على زوجها .. وقلبه يرتجف برعب .. أخبره بهدوء وأعاد الهاتف إليها واستقام بعيدًا عنها .. ينتظر زوجها معها .. ضيق عينيه وهو ينظر لساعته أنتهى وقت عمله .. ولكنه جلس حتى أتى زوجها وكان منظره .. مؤلم
،
وهو في غرفة الملابس لتبديل ملابسه ، وأجاب ببشاشة " هلا يمه "
" هلا بسام .. متى تطلع؟"
" هه شوي وطالع .. أمري ؟"
" زين تعال البيت أبيك توديني مشوار "
" وين ؟"
" إذا جيت أعلمك .. أستعجل ياوليدي مستعجلة "
" ما استعجلتي إلا وراك بلا .. قولي وين بتروحين "
تأففت" أقولك اذا جيت .. أسرع يالله !!!"
" أبشري أبشري .. يلا جاي "
................................................
،
،
" مّر محل الحلويات أشتر لك حلاو غالي .. و فطاير بعد وبعده نروح لم مشوارنا "
قال بتوجّس" لا بديت أخاف ياخالتي ! وين بتروحين ؟"
" بنروح لبيت سعيّد .."
تغضّن جبينه بانزعاج ، وتأوه قلبه أسَى .. وزاد ضيقه أضعافًا تجاهلّت ضيّقه عنّ قصد وّ قالت " اليوم بيجون حمولة مثايل يزرونها .. ماودي أروح يدّي فاضية "
" أبشري "
قالها ببسمة حارب إن يرسمها على شفتيّه ، وانعطفت سيارته لأول محل للحلويات الفاخرة . . ورفضّ أشد الرفضّ أن تدفع خالته إي مّال .. وحّرص على اقتناء أفخم الحلاويّات وأشهى الفطائر . . ليثبت لخالته إن الأمر برمّته لا يهمه . بينما .. الأعماق تتمّزق بصّمت . . وضعها بالخّلف وركب بجانبها ودّعواتها التي تزيد تمزّق أعماقه تصدّح " وه ياعسّانا نشتري حلاوه وفطاير ونروح نشوف عروستك عااااااجّل غير آجل يارب "
اصطنع ضِحكة طويلة وقال" آمين آمين "
وّسارت السياّرة . . باتجاه تلك الحارة المليئة بذكّريات موجعة لكليهما . . وعلى ما يبدو إن خالته تخطت الوجع بعودة " مثايل" وعائلتها إلى حياتها . . وهو ؟ متى يتخطى تلك الذكريات ؟
متى يكون دّخوله إلى الحٌارة لا يسبب له تقرّحات في داخله ؟
متى تكون رائحة المستنقعات النتنة لا تجّره إلى ذكريات ارتبطت بها ؟
مّتى يكون مروره .. مرور عابـر .. لا يشكّل فارق بالنسبة له
وصوت أب سعد يتردد صداه في أورقه عقله “أطلع برى الحارة كله ولا توريني وجهك .. حبيتك وعديت حسبت ولدي مادريت أنك حية من تحت تبن”
مسد صدغه .. وهو يذكر ذالك اليوم الذي حمل أمتعته وخرج خارج الحارة , ولم يزورها ألا حين وفاة "أب سعد"
أنتشله من غياهب الذكريات صوتها
" بسّام "
" سمّي ؟
" سم الله عدوك وحفظك ربي من كل شر .. ودي أشاورك في شي قبل لا نوصل "
" اسلمي "
تنهدت بعمّق " جميلة يوم أكلمها قبل يومين .. قالت لي إنهم كانوا ناويين يبعون بيتهم هذا و يشترون بيت حمولة عواطف .. بس سعيد هون عشان مايقدر .. والبيت كبير عليهم ولا هو زين .. ميّر أنا فكرت وقلت بيت أبو سعد جعله في روضة من رياض الجنة .. نرّممه ونعطيه لهم .. وشرايك يا بسام ؟"
مدّ شفتيه بتفكيـر وقال" وتهقين بيرضى سعيد ؟ تعطينه البيت كذا ؟ مستحيل "
" بحاول أقنع جميلة تقنع سعيد "
وأردفت بكدر" والله بيتهم متهالك من زمان والحين أزود وأزود .. جميلة متفشلة تستقبل حمولة مثايل بمجلسهم .. بس ماتدري وش تسوي .. ضايقه فيها الوسيعة .. "
أختار الصمّت بقلة حيّلة للحظات وبعدها قال " شرايك ياخالتي نرمم بيت عمي مثل ماقلتي .. وإذا خلص نفاتحهم بالموضوع .. ويبيعون بيتهم وعلى قد فلوسه يشترون بيت عمي "
" بس يابسام ..."
عقد حاحبيه " بس وشو ؟"
" الصراحة مايهون علي ابيع بيت ابو سعد .. غااالي من غلاه صاااحبه !!"
" بس ياخالتي هذا هو فاضي محدن فيه .. وأنتِ مستحيل تسكنين فيه .. تبيعينه على سعيد أزين لك .. احتسبيه اجر لعمي "
" تهقى؟"
" اي والله "
" بستخير وبشاور جميلة .. والله يكتب اللي فيه خير "
...............................
،
،
كيف تُعود السعادة إلى حياتها ؟
وّ كيف تعود المشاعر الجميلة التي كانت تحتّل قلبها بزمّن بعيدّ . . كانت تعتقد بمجرد عودة أمّها " هيا " لحياتها ، ستعود لها السعادة . . وستعود لمثايل المفعمة بالحيوية ، ولكن السعادة لم تعود بل زادت الحسّرة بداخلها وتعاظم الأسى .. وهي تراها تتحدث بكل أريحية مع عائلة " عبدالله" الذي أخبرها بصريح العبارة إن تنسى " الطلاق "
ستنساه وستراق كرامتها للمرة الثانية .. المرةّ الأولى كانت مُجبرة .. ولكنّ هذه بإرادتها !
فالأمان الذي يحّفه " عبدالله " حولها ، أفضل منّ جفاء والدها الذي أصبح لا يُطاق ، أفضل من تنافر قلبها اتجاه عائلتها . . وأفضًل من التغير الذي تستّشفه بأمها " هيا "
تشعّر بإن هُناك مساحات شاسعة لا تُرى بالعين المجردة تفصّلها عنها ، تشعّر بإنها مُقيدة بسلاسل غير مرئية تمنعها منّ الهرولة إلى أحضانها !
اُستنزفت طاقتها طوال هذه المدة التي قضتها عند عائلتها ، ولنّ تستطع مُجابة الحرب التي ستشّب بمجرد " طلاقها "
" بشريني عنك يامثايل ؟ شلونك الحين"
أجابت بمجاملة " الحمدلله بخير ياخالتي .. فرق عن أول"
" الحمدلله الحمدلله .. وعبدالله يّوصلك كثير السلام"
" شلون صحة زوجته ؟"
سئلت والدتّها بكل جرأة وكأنها تريد إن تُبرهن لعائلة عبدالله إنهم علموا بزواجه وسفره من أجل زوجته
تكدّرت سّحنتها وهي ترى الصدمة تظهر على ملامح أمها " هيّا " ، قالت والده عبدالله بتلعثم" والله نقول أمورها طيبة .. وعبدالله بيجي بعد ثلاث اسابيع بالكثير "
" الله يقومها بالسلامة يارب .."
ابتلعت " هيّا "الصدّمة التي اخترقت قلبها كسهم حادّ ، وقالت بمجاملة " عاد إن جّاء لزّوم نسّوي العزيمة اللي تأجلت عشانه .. وكلكم معزومين يا أم عبدالله أنتِ وبناتك وكل من يعز عليك .. " ،
" أبشري يا أم سعد .. والف الحمدلله على سلامتك مرة ثانية "
" الله يسلمك يارب "
وتنّوعت الأحاديثّ .. وهي صامتة .. وأخواتها " منيرة و أمل " يقمنّ بواجب الضيافة على أكمل وجهه .. وّ على مايبدو إن " أمل " رضخت للأمر الواقع وتقبّلت "مجلسهم الشين"
هي حقيقة أصبحت لا تهمها المظاهر ، لّو كـانت . . مثايل السابقة .. لاعترضّت مثل أعتراض " أمل " على حالهم السيئ . .
" يلا يامثايل ماتشوفين شر .. نستأذنكم "
استقامّت لتوديعهن وقبيل خروجهن قالت والدّتها " ترى مكانك محفوظ يامثايل .."
وأكملت عبير " وعبدالله شاريّك وّ اعذريه إنه طوّل .. بس ظروف زينب تقطّع القلب "
" كلن عذره معه .. "
هذاّ ما قالته بمجاملة .. وهي ترى الإحراج يبدو جليًا عليهن بسبب ظهور الحقيقة أمام عائلتها ، أردفت والدته " بس طالبتك لا تشيلين بخاطرك أنه سافر وأنتِ تعبانة .. ترى مضطر بوقته "
كادّت إن تنفجّر ضاحكة من هّول ماتسّمع ، يبدو بإنها هي وعبدالله أجادا الدور !
" ماني شايلة بخاطري ياخالتي .. لا تشيلين هم "
" الحمدلله .. يلا نستأذن مع السلامة "
،
أغلقت الباب خلفهم .. وعادّت أدراجها .. " أقول خالتي هيّا ! وش هالحلاو السنع
والحركات !!! أنتِ اللي مختارتهم ؟"
" هههههههههه لا بسّام ياعيني هو"
.................................................. .......
،
،
سِقط اسمه على مسامعها وكأنه قُنبلة أودّت ماحولها إلى أشلاء مرمية . . أهتز جسّدها النحيّل بأكمله ، واضطربت ملامحها الجامدة وّ "أمها هيّا "تستطرد بذكر خصاله " حتى الفلوس عيّا أدفعن ،والله إني دايم أقول لو سعد حيّ كان ما أغليته مثل غلاّ بسّام "
ورمّت القنبلة الثانية " بس بقى يفرحني بزواجه .. وقرّيب ان شاءالله "
،
أصبحت طيّ النسيان بلاّ شك ، والسنوات التي دّهسّت أحلامها لم تشكّل فارق بالنسبة إليه . . تغير كل شيئ . . تغيّرت " أمها هيًا " وتغير حبّ " بسّام " .. وتغيرت هي أيضّا .. ولكنّ العلة بقلبها الذي لم يتغيّر !
مالجدوى من اللهث خلف سّراب عودة أمها هيا إلى حياتها ؟
جّلست بجانب والدتها . . تتظاهر بالحيّادية القاتلة ووالدتها تقول " الله يرزقه بالبنت الصالحة يارب ، من تخطبين له ؟"
" والله مادري ياجميلة .. كان فيه أحد تعرفينه تقولين لي “
" والله مادري ياهيّا تعرفين أنا لا اطلع كثير وبنات خواتي اللي صغيرة واللي متزوجة .. اسألي مشاعل هي اللي تعرف الناس "
" بحّول ربيّ "
تمعنّت " هيّا" بملامح ". مثايل " الجامدة .. هي أيضّا لم يخفى عليها التغيّر الجذّري الذي رأته منذّ عودة العلاقة . . هُناك أسئلة كثيرة في جعبتها ولكنّها تخشى إن تسأل وتتعقد الأمور .. لذلك هيّ تتظاهر بإن الماضي قدّ ولّى .. وإن " بسّام " نسى " مثايل " وسيكمل حيّاته مثلها .. ولكنّها تعرفه كخطوط يديها .. بسام لا يزال يحب "مثايل " بينما " مثايل " ذبولها وّ بؤس عينيها يِخبرها إنه هناك خطب ما فيها ،
تتفهم هي أيضًا مشاعر " سعيد " تتفهم عدّم انفتاحه كالسابق .. والأمر الذّي أوجعها وّ أقلقها .. زواج " عبدالله " على مثايل "
" تعالي يامثايل .. بحضني "
قالتها بحنّين أوجّع " مثايل " . . اقتربت وجلست بجانبها وقالت " أبيك تزورني لحالك يامثايل مثل أول .. وتسولفين لي عن حياتك كلها !!! ما جاء الوقت المناسب اللي نجلس أنا وأنتِ .. بس الأيام الجاية لازم كلّ يومين تزوريني "
" إن شاءالله ولا يهمك "
ربّتت على كتفها .. وقالت والّدتهن " قوموا يابنات شيلوا الحوسة .. وأنتِ مثايل روحي غيري ملابسك البسي شي مريح .. هذا يضغط على الجرح "
.......................................
،
،
خلت الغرفة إلا منهما .. شقيقات الرّوح حتى لو لم تجمعهما قرابة الدّم . . شقيقات الأيام الكادحة والليالي المؤرقة .. شقيقات الفقّر وّ الحال المتعسّر . . شقيقات البكاء والبسمة الصادقة .. كل واحده منّهن كـانت الكتف الحاني للأخرى حتى مع فارق العمّر الذي يتجاوز عشر سنّوات . . كانت " جميلة" تعتبر " هيّا " بمثابة الأخت والصديقة والأم الحانيّة .. وً" هيّا" تعتبر جميلة العائلة التي فقدتها . . لم يكّن يتخيّلن إن يتفرقن بسبب أفعال طائشة من مُراهقان لم يدّركوا حجم أخطاءهم .. ولم يكن يتّوقعنّ إن تصّل القطاعة لهذه الدّرجة ! .. وها هي تعود . . ولكن كيف عادّت ؟
بحدود لا مرئية . .. وّ تعقيدات لا تناسب عمّق العلاقة التي تجمعهن !
" اااه يالدينا يا جميلة ! فرقتنا ورجعت جمعتنا وكل وحدة في حال ثاني "
" حالي ماتغير يا هيا .. مثل ماهو ! .. ييسرها ربي من عندك "
". افتحي لي قلبك ياجميلة .. متى عمرك سكتي عن اللي بقلبك "
أطرقت برأسها " وش أقول وش أخلي خليها على ربك "
" صّدق رجل مثايل متزوج عليها ! ولا هي الثانية ياجميلة! ظلمتوا مثايل ياجميلة ؟؟؟؟؟"
" لا حشا .. عز الله سعيد زوجها لرّجال يسوى كل الرجاجيل ! "
" ورى مثايل ماهي مثايل اللي أعرفها ؟ "
رفعت كتفّيها " لا تسأليني ياهيا .. بنتي بنتي .. مدري وش فيها ! .."
ابتلعت غصتها وسئلت " وشلون ماتدرين !"
" اااه تبين نفتح جروح ؟ " وأردفت " من يوم هذيك السالفة .. وبنتي ماهي بنتي ! "
أنهلت دموعها " وشلون ؟ "
" لا تسأليني وشلون .. هي تزوجت من هنا تغيرت من هنا .. وتغير سعيد ياهيا .. جِلس سنة كاملة مايكلمها !!! سنة متخيلة سنة!!! ومنيرة المسكينة دمعتها ما توقف تقول أنا السبب .. أبوي ضرب مثايل عشاني وكرهها عشاني .. وهي صغيرة .. ماتدري ليش .. بعد ماعرفت زادت حسرتها .. وبعد ماشاف سعيد إن مثايل توفقت في حياتها ولا جته مطلقة صار يكلمها .. كأنه يكلمه له عدو .. ومثايل صدّت عننا كلنا !!! ماندري وش هي حياتها ! نحفت وتغيرت .. ماتجي الا كل شهر مرة ... ما تكلم منيرة ولا تسولف معها علاقتها بأخواتها باردة .. والطامة الكبرى إن زوجها متزوج عليها بعد خمس شهور من زواجها وهي ساكتة !!! مادرينا إلا من فترة !"
أصدرت شهقة متألمة . . وزادت دموعها وجميلة تشاطرها الأسى" تعبت منها وتعبت من هالحال اللي مايغير !! البيت اللي كل شي خربان فيه حاجة ! ولا سعيد وتغيره علينا كلنا .. سعيد متكدر من أربع سنوات ! وزادت حسرته موت محمد .. وهالحين ياهيا على كثر ماني فرحانة أنك رجعت ..على كثر ما سعيد جرحه ما برى في جوفه وخايف"
" من وشو خايف ؟"
" مادري مااادري ... ظلم منيرة وأمل بسب خوفه .. لا يرحن ولا يجن بس محشورات هنا !!! حتى الجوال ما معهن ! "
" لا حول ولا قوة الا بالله !!!! "
" ماندري وش السوات ! بس قلوبنا ترجّف نخاف مثايل تسوي إي شي ويقوم علينا سعيد .. تخيلي جلست عندنا لها يمكن شهر ونصّ .. ما تكلمنا زي العالم والناس .. كأننا ماحنا أهلها ! انا يا أمها .. ماتجي تفضفض لي .. ماتحط راسها في حضني .. أبد !!! مدري وش طينتها هالبنت ! "
" اقول أحيانًا ليتها طاحت يوم هي في بطني وارتحت ! "

............................................
وضع جهاز الضغط جانبًا وقال بانزعاج " ضغطك مرتفع ! وش مضيق خاطرك ؟"ً
كانت مستلقية على سريرها تحاول كتّم عبراتها " مافي شي"
" شلون مافيك شي .. وأنتِ من يوم ماجيتي منهم ووجهك مو عاجبني ! ولو ماعلمتني الممرضة عن الضغط كان الله اعلم وش يصير! أحد مضايقك هنا ؟ "
أشاحت بوجهها" مافيه شي يابسام لا تزن فوق راسي "
" إلا فيه وفيه !!! وش صار هناك ؟ قولي لي وطمني قلبي !!!"
" ماصار شي يابسام ماصار!!!"ً
"رحتِ ووجهك منور وش زينه رجعتِ انقلب حالك ! اسألك بالله ياخالتي تقولين لي..لا تضيقن صدري عليك ! "
التزمت الصمّت . . وهو يمسدّ قدميها ويصّر " قولي لي ياخالتي .. قولي "
" ماقدر .. ماقدر أقول يابسام"
" يعني فيه شي ؟"
تساقطت دموعها وحدّيث جميلة يزيدّ من ألم رأسها "وش صار ليش ماتقدرين تقولين لي "
مسحت دموعها بيدّيها المجعدة " ماينقال يابسام .. طالبتك ما تغصبني أقول .. لانه شي ماينقال !"
" لا حول ولا قوة الا بالله .. تبين أدق على مرت عمي تجيك ؟ يمكن تقدرين تقولين لها "
" لا .. لا ما أبي احد .. ماهي جاية بالليل .. رح عني وأنا هالحين بنام .. طالبتك "
تنهـد بقله حيـلة " خلاص ماعاد بقول شي .. بس أني أروح لا وألف لأ ... أنا بجلس على هالكرسي وحتى مناوبتي مبّ لازم اروح لها .."
" عندي الممرضة يابسام مو ..."
" مثل ماتبين تقولين لي خلاص أنا بجلس هنا .. كلن يمشي اللي براسه ! "
وأعتدًل وهو يحكم الغطـاء عليها . . وّيتجه نحـوى الأريكة " بجلس هنا .. وإن جاني النوم نمت هنا لا تحاتين .. بس بالله ياخالتي إن حسيت بشي تقولين لي .. ما درست الطب عبث ! "
لم تعّّلق . . وانقلبت إلى الجهة الآخرى ، وهي تبكي بخفوت .. وتحبس شهقاتها عنه مسمع إذنيه . .
" طيب قلتِ لخالتي جميلة عن اقتراح البيت ؟"
" لأ .. اسكت عني يابسام بنام"
تنهدّ بضيّق " ابشري .. ياليتك ما رحتِ مدّامك بتجين ضايق خلقك ! "
تجاهلت حدّيثه . . وأنشغل هّو بهاتفه .. ولم ينشغل قلبه !
.................................................. ..
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-05-22 الساعة 04:24 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 06:23 AM   #600

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,330
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)
.
.
جالس برفقة عائلته ، وخاله " مسفر" يحكي عن صولاته وجوًلاته وديونه وحياته السيئة بلا مبالاة
وكأنه يحكي عن إنجازاته وليست إخفاقاته .. ووالدته تضرب كفّ بكف بقله حيلة على حال شقيقها الذي تجاوز الأربعين وحاله لم يتغير .. وكانه مُراهق !
هل سيكون مِثله ؟ هل سيمر به العمّر وهو عالق بمكانه ؟
كحال" خاله مسفر ؟"
ولكن يجّد إن " خاله مسفر " راضي أشد الرضا بحيّاته !
بعكسه هو . . ساخط حدّ الثمالة !
أكتظ قلبه بضيّق وأطرق برأسه ينظـر للفنجانه الممتلئ بالقهوة وضحكات خاله تتسرب إلى إذنيه بشكل مؤذي
" والله إن بنات جورجيا يلحقون وراي عيونهم طايرة لاني أسمر ومزييون "
"يارباااااااه على هالثقة ياخالي ! منوين جايبها ؟ عطني منها شوي !"
" هههههههههههههههههههه وراه مانتي مصدقتني ؟ الحين أوريك الصور"
رفع رأسه ، ونظّر إليه وهو يمد هاتفه إلى شقيقاته وإلى حنيين تحديدًا ، صاحت رحاب بسخرية" أخاف إنك تلحق هالشقر عشان تصور معهم والله ياخالي إن صرت معهن كأنك هنيدي "
سمح لنفسه أن يضحك ووالدّته توافق " رحاب " " ياخوفتي إن رحاب صادقه عطيني بشوف "
صدّرت شهقة عميقة منّ والدته " ياويل حااااالي وش هالمزين يامسفر ؟ واضح واضح إنه أنت اللي تلحق وراهن "
" ماش انتِ وبناتك يا لطيفة مانتن مصدقاتن براحتكن .. داري إني رجالاً مزيون "
تنهدت والدته " ومدامك تدري إنك رجال مزيون ورى ما تتزوج ؟ وتكون حياتك ؟ عمرك بيطق الخمسين وأنت لا زوجة ولا ضنى ؟ "
" والله أنا ما أحب أحد يربطني بشي .. وين رحت وين جيت وليش وليش سواليف هالحريم ما أحبها ! زين علي متحملك أنتِ وخواتك "
رفعت حاجبيـها باستنكار ، وتعالت الضحكات على ملامحها " الخائبة "
" هذا جزاتي والله !!! صدق من قال جزا المعروف سبع كفوف!!!"
" ههههههههه عاد كله ولا زعل أم متعب نمزح نمزح يا بنت الحلال والله إن فضلك علي مستحيل أنساه !"
مالت ثغرها " جزاك الله خير ! انا لو أشوفك معرس وعندك زوجة مابي منك شي "
تنهدّ بملل " يجيب الله مطّر ! "
تنهدت هي الأخرى " عز الله مافيك طبّ .. قوموا يابنات نحط العشاء .. وأنتِ ياسلمى دقي على أبوك هو بيتعشى هنا ولا عند اخوه "
" يلا يمه شوي ونجي .. بنسمع وش يقـ"""
نهرها " قومي أقول ساعدي أمي !"
رمقّته رحاب بحدة " طيب بقوم ماهو طاير العشاء"
" قومي قومي ساعدي أمك وبعد العشاء لك سهرة خاااااااصة أقول كل اللي تبين"
استقامت وهي تتأفف .. خلت الغرفة إلا منهما
" قلي وش أخبارك يامتعب ؟ للحين تشتغل سيكرتي !"
انقلبت سحنته وأجابه " ايه للحين "
" ما تغثك أمك بسالفة العرس مثل ماهي ناشبة بحلقي ؟"
" إذن أنت أخوها ما تركتك تبيها تتركني أنا؟"
أعتدل بجلسته وقال بحماس يظهر على مقلتيه"أسمع يامتعب أنت زي خالك مامن شي ومادري وراك ديون ولا لا بس ماعلينا .. عندي لك شوووور يوسع صدرك يخلي وجهك ينوووور .. صح انه ماراح يرضى أمك بس لا تقول لها !"
" وشو الله يستر ؟"
"تزوج مسيار "
رفع حاجبيه " صادق ؟"
" والله تزوج وحدة وثنين وثلاث وأربع بعد !وحدة ما تطالبك بشي بس تونسك وتوسع صدرك .. إذا جيت تهلّي فيك وإن رّحت مع السلامة"
" وأنت متزوج ياخالي ؟"
"هههههههههههههههه أثريك على نياتك يامتعب ! من لي عشرة سنين"
" مستحيّـ...."
قطِع حدّيثه دخول والدته وهي تحمل طبق العشاء واقتربت منهما قائله بابتسامة" ما قلت لكم إن جوا خطاطيب لحسنا !!! بس لا يطلع ولا تقولون لها شي ! بقولكم عشان أبيكم تسألون عن الرجال مع مشعل وأبوها "
استبشرت ملامحه وقال " صدق يمه من ولده ؟"
" ولد اليامي .. اسمه ناصر اليامي .. جاي من طرف عمك جابر .. أبوك راح له عشان يسأل عن الولد أكثر "
" ابشري من عيوني .. صح أخوك خربوطي بس لي معارف تطلع فضايح الرجال "
" فال الله ولا فالك عسا ماله فضايح .. ياسعادة قلبي وأنا أشوف حسنا متزوجه عقباااااااالكم!"
ووضعت الطبّق ، واستدارت خارجة وقال خاله مسفر ساخرًا" ياخوفتي يا أختي أنك بتطولين على ما تشوفينه"
وأردف وهو ينظّر إليه " أقولك يا متعب طع شّوري ! "
قال برّفض " مستحيل يا خالي ! أنا إن تزوجت أبي أمي تفرح فيني ! "
“والله أنك غبي تاخذ وحدة عشان تلهف ما وراك ودونك خذ لك وحدة بس تبي ظل رجال
تأفف “ لا مسيار ولا غيره .. أسكت بس لا تسمعك أمي وتجيها جلطة”
رمقه بغير رضى ودخلن شقيقاته معهن باقي العشاء
.................................................. .............
،
،
،
يسيّر بين أروقة الجامعة وهو يُفكـر كيف يدبر المال من أجل المحامي الذي تواصل معه بالأمس وأخبره أن الأمر سيستغرق أسبوع على الأقل .. ويعلم أن " التكلفة " ستكون أعلى من سابقتها ..
والمال الذي يحصل عليه منّ الدولة بالكاد يكفيه ، بينما والده متكفل بالصرف على ابتسام . . ولو أخبر والدّه عنّ ما حدث يعلم جيدًا ردّ والده سيكون بلا شك مسامحة " الوليد " وتفويض أمر عقوبته على الله !
وحتى مع قبول القضية لن يقف ذلك القذر في المحكمة حتى تطأ قدميه أرض الوطن ومع هذا هو سيمضي ويؤكد لها أن لن يقف مكتوف الأيدي
يثق بالله .. ويثق بالعدّل الإلهي ، ولكن لا يستطع إن ينام قرير العيّن وذلك السافل يعيش حياته بكل بساطة !
سيحّرص على إذلاله .. وعلى أخذ حقّ أخته بالكامل .. حتى لو أستغرق الامر
تأفف بضيّق . . ودّخل إلى القاعة .. وجلس بجانب مازن
" السلام"
" وعليكم السلام هلا .. شلونك ؟ عسا هدّت الأوضاع"
" وين تهدأ الأوضاع وهذا الحقير يعيش حياته بالطول والعرض ؟ حتى أختي قلت لها لا تداوم وبدّبر لها مرضية .. ما أثق فيه أخاف يقرب لها"
" فارس أنت تباااااااالغ شدعوى ! فوضى عشان يجي يإذيها .. مستحيل أساسًا"
" ما أبالغ يا مازن ! اللي جاء أختي مو سهل ! أنا ماراح ارتاح لمين يتم استئناف القضية وعشان يدري إن وراى أختي سند وعزوة ! "
رفع كتفّيه مازن بحيرة " أنا مادري وش سوا لأختك بالضبط ! بس بتجلس كل مرة تجيب لأختك مرضية ! بعد مايجوز "
تأفف" وش أسوي .. لازم أدبر الفلوس بسرعة عشان أحولها للمحامي وأرتاح! "
وتنهدّ عندما تذكر الحّرب الكلامية التي حدّث بينهما ، هيّ تصّر على الذّهاب وتؤكد إنه لا يجرؤ على إيذائها ، وبينما هو يرفض و يخبرها إن تصبر حتى يتم استئناف القضية ..
" كم قال لك ؟"
" مادري قبل كان حقه ! واكيد هالمرة بتكون أكثر ! واساسا مامعي الا قد مصروفي !"
" كلم أخوك سليمان !"
تأفف بحنّق " لو كلمته وقلت له بيقول نفس كلام أمي وأبوي اتركه على الله .. لكن والله لو أشحذ شحاذة ما أخلي حقها !"
................................................
،
،
بعيّنيها الصغيـرة ذّات اللون العسلي الجذّاب تُراقب ذلك الأحمق وهو يـدور منذ نصف ساعة بيّن أروقة الكلية ، وما استنتجه إن يُريد إيجاد أساتذة " ابتسام" لإعطاءهم المرضية الكاذبة . . قضمّت شفتيها تفكر بطريقة للانتقام منه ..شاعرة بإن قلبها يتضخم من شدة القهّر الذي يعصّف به !
أقبلت نحوها جيسي بوجه عابس وجلست بجانبها " انظري إنه فارس .."
" نعم إنني أرى"
" هيّا لنذهب لندّله على أساتذة ابتسام ، أخبرتنا أنه سيأتي لأجل ذلك !"
تعالت ضحكاتها " لو إن السماء سقطت على الأرض ما ساعدته ! إنني ابحّث عنّ طريقة لأنتقم منه !"
نهضت جيسي غير مكترثة بحديثها " انا سأذهب إليه "
" هو من ضرب الوليد ! وتذهبين إليه!"
اتضح الألم على ملامحها الجميلة وقالت " هل تبتزيني يا ميرال؟"
شعرت بالذّنب وتراجعت بقولها" اسفه جيسي يمكنك الذهاب ولنّ أبتزك بمشاعرك نحـوى الوليد ابدًا !"
رمقتها بغير رضى ، وسارت نّحوه !
وبينما هي تهز ساقيها بغيضّ . .
فكّرت بطريقة تشعره بالإذلال ولكن عقلها لا يُسعفها بهذه اللحظة
ودارت عينيها حول الوجوه الكثير .. والأنظار أغلبها تنظـر نحّوه!
بالطبع لم ينسوا تلك المشاجرة التي حدّثت !
لمّعت برأسها فكرة وسارعت لتنفيذها وقلبها يرقص بين أضلعها .. توّجهت إلى حارس الأمن " مرحبا "
" أهلا انسه كيف يمكنني أساعدك؟"
" أنظر هناك " وهي تشير با صبعها نحوه "هذا الرجل الواقف ليس معنا في الكلية وهو نفسه منّ اختلق شجّار مع أحد طلابنا ! إنه رجّل خطير وقدّ يؤذي تلك الآنسة الواقفة معه .. أظن أنه يريد التحرش بها”
نظّر إلى ما أشارت إليه . . وقضم شفتيه بحنّق " عرفته هو من تخطاني ذلك اليوم داخلاً إلى الكلية .. سأحرص على طرده ومساعدة تلك الطالبة !"
لم تستطع كتم ضحكاتها السعيدة . . وهي تتأمل المنظر أمامها بانتصار !
.......................................
،
،
" هييي إيها المجرم أبتعد عن الفتاة "
صدّح صوّت أحدهم بغتة .. مما جِعله يستدير ويرفع حاجبيه باستنكار وحارس الأمن يمسك بعصا خشبي ويقبّل نحوه !
صّوته الطويل أستدعى الجميع للوقف وّالنظّر إليه ، " ماذا يريد ؟"
سئل جيسي الواقفة بجانبه أجابت " لا أعلم .. ولكن أنظر الجميع ينظّر إليك على ما يبدو أنهم لم ينسوا .. الشجار "
وصل إليه الحارس . . وّ قضّم شفتيه يكتم غضبه ، الآن عّرف سبب النظًرات المستنكرة التي كانت تلّحقه منذ دخوله !
" هل تريد إن تؤدي الفتاة أيضًِا مثلما تهجمت على ذلك الطالب ؟"
" وما دليلك إنني أتهجم عليها ؟ أريد أن اسألها عنّ بعض الأسئلة !!!"
شخّر ساخرًا " هل تظن إنني لا أعرف أمثالك أيها الرجل ! على مايبدو أنك رجل منحرف انتهيت من ضّرب الرجل وّ تريد إيذاء الفتاة !!!"
صرخ بوجهه" ماذا ؟؟؟؟ هل تلفق علي تهمة التحرش ؟؟؟؟ أسألها "
" هل أذاكِ ؟"
" لا .. لا انه أخ صديقتي !"
" حتى ولو هيّا أخرج من الكلية بسرعة .. هيّا !"
وهو يضّرب كتفه بعصاه باستفزاز .. تحفزت أعضاءه وقال بصوت غاضب " أبعد هذا العصا اللعين عنّي و إلا اقسم أنني ..."
" هل تجرؤ على التعدي علي أيها المنحرف ؟؟؟ أخرج من هذا الصرح القائم وفق قوانين محترمة وإلا اتصلت على الشرطة لأزجّك بالسجن هيّا !"
وكز على أسنانه وتقدّم خطوة نحوه قائلاً بحدة " على إي أساس تُريد إخبار الشرطة ! أنا أتيت هُنا لأجل مهمة سريعة وسأخرج من صرحكم هذا .. هيّا ابتعد عنّ وجهيّ !"
" أنني اعرف أمثالك جيـدًا يدعون البراءة بينما الحقيقة هي غير ذلك .. أخرج هيّا أخرج منّ هُنا !"
تدّخلت جيسي قائلة بتوتر " انتظر .. انه هُنا من أجل مرضية اخته .. لم يقم بالتحّر...ش بـ..ي"
" حتى ولو .. أنا لا اسمح برّجل العصابات إن يدخل هذه الكلية " ورفع العصّا ينّوي ضربه ولكن فارس كان له المرصاد صرخ بوجهه" لست طِفلاً عندّك لكي تضربني هكذا ! احترم نفسك أيها الاحمق !"
" مااااااااذا انا أحمق !!!!"
تراجعت جيسي بخّوف . . وّ حارس الأمن أبعدّ فارس بقوة حتى سِقط على الأرض .. وهُنا انفلت تعقل فارس ونهض مسرعًِا ليسدد ضربة قوية نحـوى وجهه !
.........................................
،
،
لا يصّدق إنه في غضّون أسبوع دّخل مركز الشرطة مرتين ، المرة الأولى نجى منّها .. ولكن هذه المرة على ما يبدو إن سيزج بالسجنّ !
لم تنفعه شاهدة " جيسي " ولا محاولة مازن لكفالته !
وهاهو يُرمي بزنزانة باردة .. وجلّ تفكيـر بـ.. " ابتسام !"
قبل خروجه أوصى جيسي إن تنام عندها الليلة . .
ولكن مع هذا لن يطمئن قلبه ..
جِلس في زواية الزنزانة وهو يحتضن جسده المُتعب .. والبرد القارص يدخل إلى جسده وكأنه جيوش محتلة !
أغمض عينيه باستسلام . . وقلب يلهج بدعاء صامت !
الخطأ يقع على عاتقه .. لو أنه أحكم زمام غضبّه وّ سلم المرضية لجيسي وخرج لكان أفضل له .. ولكن " لو" لن تنفعه .. فهي ترفع عمل الشيطان فقط !
.............................................

تشعر بالخفة وهي تسير بين أروقة الشقة المكونة من غرفتين ودورة مياه مشتركة ومطبخ يطل على صالة صغيرة ، تعيد ترتيبها وهي تحادث أختها " بسمة " عن طريق الهاتف الموضوع فوق طاولة المطبخ "أحس إني مرتاحة يوم عرف فارس .. أحس حمل ثقيل انزاح من كتوفي"
وافقتها بسمة " معك حق أنا طول الوقت على أعصابي خلاص خليه يعّرف ونرتاح " وضحكت ساخرة " ومثل ما توقعنا أخوك برّد حرتك وحًرتي فيه ! "
التقطت المنشفة لتمسح
الطاولة المتوسطة الموضوعة في الصالة وهي تقول " اسكتِ يا بسمة شلون خوفي وأنا أشوف الشرطة قدام عيوني تاخذه ! انهرت حرفيًا ! بس الحمدلله تنازل هو بنفسه "
" غريبة اللي تنازل ! وما قلب الوضع لصالحه !"
مدّت شفتيها بتفكيـر " مادري ! أساسًا وفارس يضربه هو مستسلم وكأنه مصدوم!
" يمكن الحادث أثر فيه ! وفوق كذا موّت أمه ! الحادث مو سهل عليه يمكن ! أو هو مستحي ومتفشل من تصرفاته "
تنهدت بحيرة " يمكن ليش لأ ! وأكبر دليل أنه بس يناظر لي من بعيد لبعيد ! ولا مرة تجرأ قرب بس يوم يساعدني بالبحث ! احس رجع الوليد بإول زواجنا ! ويمكن الحين أحسه أهدأ اكثر !"
قالت بسمة" اقولك يمكن بعد الحادث ندم على كل اللي سواه ! ومستحي يجي يعتذر ! أساسًا وش بيفيد اعتذاره؟
ابتلعت غصّتها وهي تجاهد إن تدحّر تلك الذكريات الجميلة وتستبدلها إلى مُريعة تذكرها بحقيقته " صح وش يفيد ؟ .. بس تمنيّت إنه ما قابلت بحياتي مرة ثانية ! رجعته حرثت جروحي يا بسمة !"
" هذا ربي اللي كاتبه ! "
توقفت عن عملها وقالت " فارس استأنف القضية من جديد !"
شهقت بسمة " تمزحين من وين له فلووووس ؟؟؟"
سئلت بغصة " ليش ما قلتوا لي أنكم رفعتوا عليه قضية ؟ "
احتد الصمت لثواني وبعدها قالت " ليش حسستوني إن ماهمكم اللي سواه فيني ؟"
" لأنك بذاك الوقت منهارة ! نخاف نذكر اسمه عندك وتزود حالتك ! سكرنا طاريه لأنك أنتِ ما تبينه طاريه ! وأبوي قرر يرفع قضية بسكات عشانك ! بس عاد حالته الحرجة بذيك الوقت وّ موت أمه خلت أبوي يتنازل !"
تنهدت تنهيدة عميقة وقالت " ودي أبوي يدري عن كل إللي صار ! بس فارس يقول ماراح نقوله لحتى مايتم قبول القضية !"
" بالله أخوك من وين له فلوس يرفض قضية ؟ "
تأففت بحنقّ " يقول انا أدبر الموضوع ماعليك ! وفوق كذا حلف ما أداوم هالاسبوع !"
قالت بسمة باستنكار " وأنتِ تطعين كلامه ؟ "
" تبين الصراحة أنا احس إني راحمه فارس .. يعني أجاريه عشانه .. ماتدرين شلون حالته يوم عرف .. وأنا متأكدة إن ماراح يقرب لي أبد !"
وأردفت بسمة بتساؤل " طيب أنتِ صدق ودّك تستأنف القضية ؟"
تذكًرت ملامحه الهادئة وعينيّه التي تحكي لغة غير مفهومة بالنسبة لها ، وفجأة شعّرت بتقلصات في رحمها تذكّرها بركلاته التي أسقطّت جنينها لذلك قالت بحقد " ايه ابي ينوخذ حقي !"
تعالى رنيـن الجرس وقالت " يلا بسمة مدري من يرن الجرس "
" يلا مع السلامة "
أغلقت الاتصال .. وتوّجهت نحّوى الباب ونظرت من خلال العين السحرية و وجدت جيسي وميرال ، تعجبّت من هذه الزيارة المفاجأة .. فتحت الباب بابتسامة " اهلا وسهلاً ماهذه الزيا....."
قطعت حديثها وهي ترى ملامحهن الغريبة .. ابتلعت ريقها " مالأمر ؟ هل كل شي بخير ؟"
تقابلت أنطارهن وقالت ميرال " فارس .. فارس تضارب مع الحارس وهلأ هو .. بالحبس !"
.................................................. ...................
،
،
لم تتوقع إن يتطّور الأمر لدخوله إلى السجنّ !
ولم تكن تريدً إن تصلّ الأمور لهذه المُنحنى الخطّر !
جّل اهتمامها إن يتلقى ذلك الأحمق درسًِا وّ يخرج من الكلية مذلولاً !
ولكن رؤيته وهو مكبّل بالأصفاد لم تعجبها . . وتأنيب الضميّر يضرب أعماقها بكلماته اللاذعة !
وفوق هذا .. انهيار " ابتسام " و " جيسي" وهي بقلب مرتعب تحاول تهدئتهن" اهدئي ابتسام اهدئي سنجدّ طريقك لحلّ هذه المشكلة"
لمّ تعلق " ابتسام" وهي تواصل بكاءها بقلة حيلة
تأففت ونظّر إلى جيسي"جيسي لماذا تبكين ؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟؟؟؟أرجوكِ ساعديني لتهدئة ابتسام"
" انكِ لا .. تدركين الأمر ... إن مركز .. الشرطة مُخيف .. حتـ..ـى انه تلك المرة التي ذهبت .. لأجل .. إن .. لإ يتعرض لي ابي .. كان الأمر هيّن .. لقدّ رأيت ..مجرمين
مُخيفين "
" ياربي يعني فارس مع مجرمين لحاله !!!"
تنهدّت واستدارت لخارج الغرفة .. وتقابلت مع والدّتها سئلتها " شو ميرال طمنيني هدّيت ابتسام ؟"
" لا ياماما من يوم ما خبرته وهي بشئتها لحتى ما أجتّ هون عنّا وهي تبكي .. والله مبعرف شو سواي .. ماما الزنب بيئتلني أئتل !!"
عقدة حاجبيها " وانتِ شو دخلك ؟"
قضمّت اظافرها بتوتر وأثارت الصمّت . . ولكن والدتها كانت له بالمرصاد " شو ميرال أنا بعرفك منيّح!! شو ساويتي ؟؟؟ شو ؟"
" تعيّ ماما "
سحبتها نحـوى غرفتها وأغلقت الباب " شو ميرال خوفتيني !"
" بس بشرط ماما توئفي بجنبي .. لانّ والله ماكان ئصدي"
" شو اللي كان ما أئصدق؟"
بللت شفتيّها وقالت " أنا رحت ئلت للحارس انه هادا الرجال بيتحرش بجيسي ..."
أصدّرت والدّتها شهقة عميقة " الله لا يعطيكِ العافية ياميرال ! شو ساويتي !!!!"
" والله ماكان ئصدي ياماما كنت متوقعة بس يطرده من الكلية ماراح توصل للسجن !"
وتابعت مُبررة"ماما والله هو يستاهل رجال حقير ولسان ينطق سم ! شوي ما كنت متوقعة ان الامر ياصل لهيّك ! شو ساوي ماما شو !!!"
" الله لا يعطيكِ العافية ياميرال ! أنا مو ئلت لك بعدّي عن المشاكل هاه ؟؟؟ شو زنبه ابتسام تبكي هيك ؟ بتعرفين ان مالها الا اخوها هون ! شو زنبه ؟"
" ماما بعرف اني غلطانة .. بس شو اساوي .. شو !"
رفعت كتفيّها " وأنا شو عرفني ! ياميرال .. هيدّا الشب صار بالسجن واشفيتي غليلك ارتحـ..."
قاطعتها بسعادة" ماما .. مارك .. مارك بيئدر يساعدنا !!! ومنّها بخليً فارس ... يستحي على دمه وبيعّرف إن ميرال ما ينطّالها على طّرف "
.................................................. ..........
.
،
متلحفة تحت الأغطية الكثيرة تحاول كتم عبراتها المُنسابة خلال دموع شقّت طريقها على خدّيها . . تشعّر بالوحدة بدّون " فارس " سنّدها وأمانها بعد الله بهذه الغربة!
هوّ منّ شجعها على النضّال ومحاربها نفسيتها المتأرجحة بسبب ذلك الرّجل .. هوّ الوحيد الذي وعدها إن يقّتص منّه ويشفي غليلها !
إن فقدّته بهذه الغربة . . كيّف ستكمل حيّاتها ؟
كيّف ستواجه والديًها ؟ وماذا ستقول لهما ؟
وكيف تعود لوطنها بدونه ؟
"ابتسام "
نادّتها ميرال بخفوت ، اعتدلت وهي تمسح دموعها " ما بتخافي هلأ اتصلت على مارك أبو يكون ضابط شرطة مرة كبير .. وئال إنه مجرد مايطلع الصبح بيكون فارس عندك .. مسحي دموعك حبيبتي "
شهقت بسرور" صدّق .. صدق ميرال ؟؟؟؟"ً
" إي والله .. ما برضى أشوفك هيك وأسكت "
احتضنها بقوة " شكرا شكرا ميرال شكرا .." وأبعدتها بلطف وقالت بحرج" على إن أخوي مايستاهل بسبب ..."
تعالت ضحكاتها " ما بتخافي بسومه .. لمّا يطلع اكون خذّيت حئي منه ! "
...............................................…
,
,
البهجة تطّرق قلوبهم بانسيابية .. و رائحة البخور المنتشرة بين أرجاء البيّت تدّل على مناسبة سعيدة !
إلا وهي " خطبة حسنا " . .
يجلّس برفقة أخويه وأبيه وأعمامه .. في غرفة الضيّوف ينتظرون وصّول ضيوفهم بكلّ رحابة . . وهو يجُاهد إن يتجاهل الحديث الدائر بين والده وأعمامه عن " الوظائف " و" العاطلة " ليكّلا يعكّر صفو مزاجه السعيدّ !
فوالدّته مُهجة قلبّه تكاد تطيّر من سعادتها ، وإن تكون والدته مستّرة لهّو أمّر مُريّح بالنسبة له ، ولأنه يُدرك بانه لم ولنّ يسُعدها يومًا .. بلّ هو الوحيد الذي يغدّق قلبـها بأطنان من الحُزن والأسى لحاله !
ومنذ الصباح وهي تحّوم حول البيت ليّكون كل شيء مثالي ! ، وّ بالطبع لمّ تنسى إن تِعلى دعواتها بإن يكون نصيّبه قريب ، مُتناسيّه اعترافه ذلك اليوم وّ تغّزل الأماني بأمل يعّلم بإنه كاذب!
ماذا لوّ عًرفت بوسوسة شقيقها بشأن " زواج المسيار !"
ستقع صريعة بلا شك !
تعالت طرقها الباب الخارجي .. هبّ معاذ لاستقبالهم ، وبعدها بثّواني أقبل أربعة رّجال .. القوا التحية بالسّلام عليهم ، وأخيرًا جلسوا على الأرائك
ضج صّوت والده بالترحيب " يا الله أنكم تحيَهم ياهلا ومرحبا هذي الساعة المباركة !"
" الله يحيك ويبقيّك يابو مشعّل"
رفع حاجبيه استنكارا لمناداة والده بـ" أب مشعّل ! ،ولكنّه تجاهل الأمر على مايبدو بإن الّرجل مُخطئ !
" بشرونا وش أحوالكم وش أخباركم يابو ناصر ؟"
" الحمدلله أحوالنا تسّرك من فضل ربي .. وأنتم وشلونكم وعرفنا على جماعتك يابّو مشعّل .. ماحصّل لنا الشّرف "
" هذولا أخواني الله يخليهم وأنت تعرف جابر ؟"
" اي عز الله اني اعرفه "
" هذي أخوي عبدالله ومناحي وّ سطام .. وعيالي مشعلّ ومعاذ "
صُعق الجميّع مافيهم هوّ ، وهو يرجّو إن والدّه قدّ أصاب رأسه خطّب ما ونسِي ابّنه البكر !
وابتلع صدمّته وهوّ يمد يدّه ليأخذ الفنجان من معاذ ، والرّجل يُجيب " ماشاءالله تبارك الله الله يخليهم لك .. سِمعت انّ عيالك ثلاثة ياّ أبو مشعّل وينه الثالث ؟"
انتظّر جّواب والدّه بفارغ الصبّر ، وهّو يشعرّ ببروده أطرافه .. كشعّور طالب ينتظر إن يصدح أسمه من خلال الإذاعة المدرسية ليّكون من المتفوقين ! ولكنّ لشدّة أسفه إن درجاته المُتدينة لم تخّوله لأن يكّون منهم " ماهو فيه .. سمعت أنك تشتغل في التجارة "
وهكذا غيّر مجّرى الحدّيث لينشغل الرّجل بشيء أهم من ابن مُنفى من قلب والده !
جابتّ عيّنيه الوجوه حوله ليشعر إنّ أعينهم المشفقة ماهي إلا سهام تضرب رّجولته كرامته !
أرتشّف القهوة الحارة لتزيد حرارة جّوفه المُلتهب ، وّ هبّ واقفاً لخارج المجلس على أنظار أعمامه وشقيقه المُستاءة !
خّرج لأجل كرامته
. خّرج لأن ذّرة الحبّ التي كان تتدفق بقلبه لوالده .. طُمستّ !


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.