آخر 10 مشاركات
محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] نور / للكاتبة مروة جمال ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14633Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-22, 06:59 AM   #601

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,329
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني عشر


.
.
الفصل الثاني عشر
(1)

.
.

السعادة التيّ كانت تطّوق قلبها تحّولت إلى حُرقة تستطعم مرارتها بحلقها ، وصوتها المنفطّر تصدع ببحة موجّعة وهي تقول " وشلون تسويها يا سند ؟ شلون يطاوعك قلبي تكسر في قلبي وليدي ؟"
تأفف وهي يسند مرفقه على ذراع الأريكة" يابنت الحلال نسيّت نسيت الواحد ما ينسى ؟ مايسّهي ؟"
صاحّت بغّم " تنسى ولدك ؟ ما أشوفك نسيت لا معاذ ولا مشعل الا بدّيتهم عليه جعلك ما تربحّ ياسنّد ! يرضيك يرضيك تكسر في مجاديفه ؟ "
كانت الأجواء مشدّودة ، وأبناءهم بدأ بمشعل الصامت يُشاطر " والدته " حّرقته ، ومعاذ الذي أخبر والدته سريعًا عندما ذهب الضيّوف . . يستنكر فعله والده .. وّ حنين وسلمى تنتقل نظراتهن بين والدّيهن برهبة شلّت أطرافهن ، وبينما العروس تختبئ بغرفتها وهي تبكي لأجل " متعب " الذي خرج منذ أكثر من ثلاث ساعات ولم يُعد ، و رحاب برفقتها تحاول مواساتها
اعتدل " وش بلاتس ياحرمه ! اقولتس نسيته حسبته ما جاء ومخي ماهو معي طول عمره مايحضر عزايم عمامه ولا يحضّ...."
" ما ينلاّم لو مايحضر عزايمكم وأنت واخوانك جعلكم البلش تفشلونه وتنقصون بقيمته ! ويوم انه قام ياسند .."
قاطعها بلهجة لاذعه" طيح وجهي يوم انه فز من عند الرجاجيل ما احترم ابوه ولا عمامه"
ضربت صدّرها بغم " ليش أنت احترمته عشان يحترمك ؟ فشلته عند عمامه وطول عمرك وأنت تنقص من قيمته وهذا هو يهج إذا شافك عز الله مالومه ياجعل ربي ياخذ حقه منه ياسند حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل !"
" لعنة تلعن العدو تتحسبين علي عشانه ؟"
" اي اتحسب عشان دموعه اللي كان يخبيها من يومه صغير من ضربك له ومنّ تنقيصك ومن فعاليك ياسند ! هذي معاذوه يدخن قدامك ولا لقيت له وجهه ومتعب العصا تكسر على ظهره !"
تأفف بصوت عالي وهي تستطرد " وأنت متفشل انه يشتغل سكرتي تحسب أني ما عرفك ؟"
" هذا أنتِ قلتيها يابنت سالم شغل ولدك يفشل وهم عيال أكابر تبينهم يرفضون بنتك عشان أخوها ؟ مفروض انه ما يفز الا يحترم إني أبي اخته تتوفق ! ولا هو طول عمره طايح حظه "
مسكّت رأسها بغبنة " حسبي الله حسبي الله " ورفعت رأسها بقهر" جعل حسنا ما تتوفق .."
" يمه استغفري "
قالتها سلمى بخفوت ، لم تلقي لها بالاً" جعلها ما تتوفق مدامك تكسر في مجاديف وليدي تفهم ؟ عساهم يروح ولا يجون ولا وليدي يروح ولا ادري وينه !!! تدري ياسند لو ما جاء بالليل واختفى من قدام عيوني إني والله ما يطب لساني على لسانك وأدق عاليهم اقول حنا رافضين معرسكم جعله مايجي "
نظّرت نحـوى مشعًل " دق دق عليه شوف وينه "
آتت رحاب مُسرعة من الرواق وقالت بإرتباك" يمه يمه متعب جاء ودخل غرفته"
هبّت نّحوه بقلبً وجلّ ، وعندّ
خروجها .. احتد صمّت طويل على الأجواء ، قطعه مشغل بخفوت " ورّاك سويت كذا يا أبوي .. الناس تشتري أخلاق الرجال ماهو وظايفهم ولا فلوسهم "
آمال ثغره " إلا الناس همهم المظاهر ! وش بيقول الرجال إذا تزوج حسنا واخوها يشتغل سكرتي ؟ بينقص من قيمتها !"
" يبه طيب اكيد بيدرون عن الموضوع.. ما"
" أنا موصي عمامك ما يقولون واهم شي عمامك .. وقولوا لخالكم مسفّر ما يهرج .. ياخوفتي متعب طالع عليه "
واستقام مُنهي النقاش " لاحدّ يكلمني بهذا الموضوع أنا ماسويت الا لمصلحة أختكم وأمكم دّواها عندي .. تطبطب عليه كأنه بزر "
خـرج بخطوات غاضبة من الغرفة ، وقالت سلمى باستياء" والله أبوي ماله داعي يسوي كذا "
تحدث معاذ" اقسم بالله لو تشوفين شلون متعب قلب وجهه صاررر أسود ! وعمامي يناظروونه "
" وحسنا وينها ؟"
جاوبت رحاب " توي جيت منها و تبكي بدّارها وتكلم شيخة .. وشيخة تقول لها انها بتتفاهم مع أبوي "
" وش تتفاهم معه بإيش ؟ متعب وتفشّل وأبوي معنّد ؟ تسكت ابرك لها !"
" مدري ليش أبوي يكرهه متّعب ! حتى يوم أختفى ما أهتم ماكأنه ولده !"
ضربت الحقيقة الموجعة أعماقهم وتحدّث حنين بتبرير "يحبه والله بس أبوي يكابر شوي ! ولا مافيه أبو مايحب ولده !"
" واللي سواه اليوم ؟"
أشاحت بوجهها" معه حق يعني هم تجار ونص سوق الذهب لهم ! أبوي فرحان فيهم وصراحة وظيفة متعب تفشل !"
تعالت الشهقات من الجميع وقال مشعل بغّضب " اسكتِ بس لا تسمعك أمي ويزود همها هم ! ليش هو بكيفه ولا وده يصير سكيرتي ؟ هذا هو يكسب حلال ولا راح للحرام ! ولا عمر الشغل صار عيب ! بس العقلية اللي مثلك ياليت تنقرض "
رمقته بحذر" وقصدك عقلية أبوي ؟"
ابتلع ريقّه وهو يشيح بوجهه " حتى أبوي وعمامي بعد ! ما غير ينقدون على فلان وعلّان ! ماهمهم إلا المظاهر ياليت عاد هم أغنياء ولا مستواهم زين ! كل واحد عليه ديون يالله يسددها !
وأعقبت سلمى " وطول عمر متعب يدور الوظايف ولا لقى ! وكل الدنيا مسكرة بوجهه تقومين أنتِ تقولين هالكلام ! يازين من عطاك كف !"
تأففت " شدعوى كليتوني عشاني بس قلت رأي ؟"
عبست سلمى " رأيك يجيب الهم !"
وتحدثت رحاب " بس يمكن أبوي سوا كذا عشان .. يعني حسنا طولت ما تزوجت ويعنـ..."
قاطعتها سلمى بحدة" ولا كلمة تفهمين ! ولا كلمة وانقلعي انتِ وهي من وجهينا ! اللي سواه أبوي غلط بغلط ! وحسنا مو نهاية الدنيا
إذا ما تزوجت للحين ! "
قال معاذ وهو يسند ظهره على الأريكة" والله لو أبوي يسوي فيني كذا إني ما اكلمه طول الدهر ! تحسبين اللي سواه قليلة بحقه ؟ وعند الرجاجيل !"
" تكلم عاد المراهق وش عرفك بسوالف الرجاجيل !"
" أعرف اكثر منك يالسطحية ياللي ماهمك الا المظاهر !!"
تأفف مشعل وقال بهم" والله معاذ صادق .. اللي سواه أبوي مو شوي !"
واردف معاذ " تخيلي ياحنين والله أمي تجحدك عشانك ما توظفتي ؟ أو تشتغلين عاملة نظافة وش يكون شعورك؟ وتقول للحريم ماعندي إلا أربع بنات والخامسة ماجت وأنتِ جالسة معهم بالمجلس !"
انتفضت بفزع" بسم الله علي ليش اشتغل عاملة نظافة ؟ أنا بصير دكتورة !"
رمقّتها سلمى بضيّق" ترى متعب كان وده يصير ضابط مع الأمراء والملوك ! بس نصيبه خلاه سيكرتي ! فكرتِ بشعوره ؟"
عبست وقالت بغصة" والله معكم حق .. وشلون شعّور متعب الحين !"
تحدث مشعّل قائلا " تدرون وش ودّي لو معي الصلاحية أخلي أخوي متعب با أزين الوظايف و راتبه ياصل ٢٠ الف ولا اشوفه مكسور "
قال معاذ" بس متعب ما يبي الوظايف مرة كلمته شيخة عن وظيفة قوّم الدنيا وما قعدها !"
" لأنه بكل مرة يروح ويسعى مايلقى له نصيب لمين خلاص رضى بوظيفته هذي ولا أحد يكلمه بوظيفة غيره !"
تنهدت سلمى " والله شي يضيق الصدر ! "
وتابع مشغل " حتى أحيانًا ودي أساعده لو بشي بسيط يردني يحز في خاطري والله"
ضيّقت سلمى عينيها" لا تلومه ! "
قال بحّرقة" أنا مالومه والله مالومه بس أنا اخوه !!! أخوه !!! "
خيّم صمّت طويل على الأجواء ، لا يقطع سوا التنهدات المتفرقة من بين صدورهم . .
…………………………….....
.
.
.: تكابد الغصة المتحجرة في حلقها وهي تراه يستديّر يواريّ ضعفه ، وّ بصوت الجامد يقول " قولي له لا ملكة ولا زواج بحضره ، خليّه ينبسط بدوني "
قالت بغصة" وش تقول يامتعب ؟ وأنا وش ذنبي وحسنا وش ذنبها ؟ وشلون تبيني أستانس وأنت ماتحضر لا ملكة ولا زواج ؟ وش نبغى بكل الزواج مدامك ما أنت فيه"
رفع كتفّيه قائلا " والله الرجال اللي جاء حسنا ما يستاهل ينردّ عشاني .. كل من سئلت يقولون ونعم الرجّال ونعم العائلة .. أهم شي أختي تعيش مبسوطة ولا أنا بالطقاق ما فرّقت "
قالت بكآبة ظهرت في صوتها " لا تقول كذا يامتعب تكفى تكفى .."
استدار نحوها أخيرًا ، بوجه كالح وقال " يمه إذا ماعليك أمر بنام .. وراي بكرى دوام "
انسابت دموعها على وجنتيها وقالت بشجّن " يامتعب ياقطعة من قلبي لا تسوي بي كذا "
قضم شفتيه وقال"تدرين ما أحب أشوف دموعك ودموعك ماتطلع الا باسبابي .. خلاص هذا طبع أبوي وش أسوي فيه طول عمره كذا .. بس لا تلوميني إذا لساني ماطب لسانه ! حالف إني لو اشوفه ميّت ما ترحمتّ عليه "
شهقت برعب " لا لا لا يامتعب لا تقول كذا .. حتى ولو أبوك "
ضّرب المنضدة بقدمه وقال" من يوم وأنا صغير وأنتِ تقولين أبوك أبوك !!!! أبوي مالقيت منه الا القهر !!!!!! تعرفين وش معنى قهر الرجال يايمه !!!!! أبوي قهرني وأنا اشوفه يبدّي مشعل علي !!!!! "
تنهدّ وهو يرى ملامحها المرعوبة وقال بهدوء" عشان كذا يامييمتي خليني أنا ولا ازودك .."
مسحّت دموعها المُنسابة وقالت" شفت هالرجال اللي أبوك يتفاخر فيه والله إني أرفضه وأخلي أبوك يتفشل مثل ما كسر بخاطرك ! لا تحسب أني بسكت هالمرة يامتعب !"
" وحسنا وش ذنبها ؟"
شتت ناظّريها بضعف ، وأردف" هي مالها ذنب والرجال ينشرى يذهب لا توقفين بطريقها عشان .. واحد .. سيكرتي يشغل بسوق عام !"
...........................................
.
.

لم تقوى على حبس شهقاتها المتصاعدة عندمّا دلّف عليهم " فارس" برفقة شرطين لمساندته .. ووجه ملئ بالكدمات الزرقاء وّ الدم يسيّل من أنفه وثغره وقميصه الأبيض ملطخ بدمّاء كثيرة ، نظّرت إلى والد مارك والذي يكون زوج خالتها المتوفاة ، وهو ضابط شرطة وعدّها إن يخرج " فارس " ولم يتوقعان إن تكون ضريبة خروجه جسّد ملطخ بكدمات والدماء تسيّل منه !
رفع كتفيّه بقله حيلة ، وصدّح صوت الضابط بضحكة مُستفزة" انظر لحظك أيها الرجل الزنزانة التي حبست فيها كـانت مع عصابة ، ويبدو إنهم اخرجوا غضبهم عليك"
نظّرت إليه وهي تتوقع إن يثور في وجهه الضابط أو يقتصّ لنفسه ، ولكنه صّامت يطرق رأسه لأسفل أوجعّتها هيئتها الضعيفة وّ الذنب يلتف حول عنقها بقيود غليظة !
أردف الضابط بنبرته الاستفزازية " يجب عليك إن تركع للضابط فرانس الذي أنقذك من حبس قدّ يصّل إلى خمس سنوات أو أكثر ! لو أتيت مرة أخرى بشجار أيها الطالب لن نتهاون معك حتى لو أحضّرت وزير الوزراء " وصرخ بغلظة " هيا اقترب وقع "
لم يتحرك حتى دفعه إحدى الضابطان ووقف أمام الطاولة ، أخذ القلم ووقع وبعدها أقترب إحدى الضابطان لفك الأصفاد من يدّيه " هيا يمكنك الخروج "
" أيضًا عليك شكر هذه الأنسة لأنها أخبرت الضابط فرانس عنّك!"
ألقى عليها نظره خاطفة ، وهو يستدير خارج الغرفة .. لحّقته هي ومّارك .. وهو يترنح بسيره وكاد إن يسقط همّ مارك لمساعدته قال بحدة " ابتعد "
أبتعد مارك ، وأكمل سيّره وهما خلفه حتى خّرج خارج مركز الشرطة . . توقف و توقفا معه واستدار إليهما وهو ينقل ناظّريها بينهما .. " لماذا تلحقان بي ؟ "
فركت يديّها بتوتر " فارس يجيب عليك الذهاب إلى المش..."
" اووه ميرال أنتِ من انقذتيني .. هل تريدين مني شكر ؟"
" لا فارس ما تفكـر هيك اسا..."
" أم أنكما تريدان الشماتة ؟ يحق لكما ! الله اقّتص حقكم منّي مثلما تريدان ! وبافضل صورة ممكنة ! ولكن بالطبع ستشفي غليلكما ! "
وأكمل سيّره وهو يترنّح .. لحقته بخطوات سريعة وقالت " فارس منشان الله روح المستشفى والله لو تشوفك ابتسام هيك راح تمووووت !"
تجاهلها مُكملاً سيّره .. " ابتسام عنّا بالبيت .. "
" ادّل طريق بيتكم .."
راية النصّر التي كانت تحلمّ بإمساكها والتحليق بها عاليًا أمامه تهاوت على رأسها ، وسيّره المترنّح بددّ كلمات الظفر التي كانت تودّ إن ترميها بوجهه الأحمق !
أقترب منها مارك قائلاً بتعجّب" أين التي كانت تفكـر بإبشعى الكلمات لتقولها له ؟ والآن أراكِ على وشك البكاء !"
لمُ تعلق .. وناظّريها لا تزال مُعلقة بسيرة المترنح .. دّوت صرخة من أعماقها بددّت السكون عندما هوى جسده على الأرض
.........................................…
.
.

تتجرع غصة مُسننّة وعيّنيها تترصد إي حركة تصدّر من الجسد المستلقي على سرير أبيض منذ الأمس ، لعلّه يتحرك ويطمئن قلبها المُرتعب منّ فقده . . أخرجت تنهيدة طويلة لعلّ هذا الثقل الكاتم على صدّرها يخّف .. ولكنّ هذه التنهيدة حُبست في صدّرها مُتشكلة على هيئة اختناق .. رفعت رأسها تناشد ذرات الهواء إن تصلّ إليها ، لم تقوى . . وخارت قواها وخّرجت من غرفته مُسرعة وعيّنيها تحتبسّ بدموع غفيرة بمجرد ما إن أغمضت عينيها حتى تساقط بكثرة !
" ابتسام "
مسّحت دموعها بكفيها المُتجمدة ورفعت رأسها نحـوى " مازن" الآتي من الطبيب " بشّر ؟"
قال بضيّق " حالته لحدّ الآن حِرجة .. بسبب الضربات القوية على صدّره "
تقوس ثغرها للأسفل و رددًت بقهر" حسبي الله ونعم الوكيّل حسبي الله ونعم الوكيّل "
" هونيها وتهون .. إن شاءالله كم يوم ويتعافى .. أنا راح أتفاهم مع الجامعة بخصوص الغياب "
" الله يجزاك خيّر .. "
وطال صمًتهما لثواني وقال " أنتِ بحسبت أختي يا ابتسام وأنا وفارس واحد .. لا تحوجك الدنيّا وأنا موجود "
عندما طال سكوتها قال باصرار" سمعتيني ؟"
أطرقت برأسها " ماتقصر .. ما تقصر "
" لازم تروحين تحضرين محاضرتك ، وهي بإذن شدّة وتزول الاختبارات النهائية على الأبواب "
لم تِعلق .. حتى أردف " أنا ماشي للجامعة تعالي أوصلك"
" لا رّوح .. أنا بمّر على الرسبشن وبعدها بروح للجامعة "
" براحتك "
أختفى من ناظريها . . وتوّجهت بخطوات مضطربة إلى الأسفل وتحديدا لمنصة الاستقبال ، للسؤال عن تكلفة العلاج .. والقلقّ يحتدم بداخلها ، تدّرك إن قيمته باهظة بالنسبة لهما هي وفارس ، ولولا مُساعدة " مازن" لكان استقبال المشفى له مُستحيلاً !
تحمدّ الله إن والدها قدّ أرسل مصروفها منذ أسبوع ومع مُكافأة فارس ومساعده مازن استطاعت دفع التكاليف الأولية ، ولكن على ما يبدو إن حاله " فارس" سيئة
وقدّ يطول بقاؤه هُنا !
حيّت موظف الاستقبال بجمّود" مرحبا "
، " مرحبا بماذا أخدمك ؟"
بللت شفتيها وقالت" أريد إن اسأل عن تكلفة علاج المريض بغرفة ٤٠٩ سرير ١٥ "
" امم انتظري قليلاً "
راقبته وهو يبّحث في الجهاز المكتبي لثواني وبعدها قال" اممم حوالي 5000 دولار..... "
شعّرت بدوار يعصّف برأسها بسبب المبلغ الكبيّر ، " حسنا شكرًِا لك "
ابتعدت عنّ منصة الاستقبال مُتجهه إلى الخارج ، ورفعت هاتفها تحادث " سليمان" هو الوحيد القادر على مسًاعدتها ، لم تكن تريد إن يعلم أفراد عائلتها بمصابه ، متجلدة بقوتها الركيكة !
ولكن .. قوتها تهاوت على رأسها

.........................................

طوال عمرها كانت محفوفة بالسندّ والآمان من رجال عائلتها ، بدأ بوالدها وانتهاء بفارس
طوال حيّاتها وهي تستند عليهم بكافة شؤون حيّاتها ..
إن تُوضع بهذا الموقف وحدها في دولة غريبة .. لهو أمّر يتجاوز إمكانياتها المحدودة
وحدّيث سليمان يشدّ من أزرها وّ يُبث الطمأنينة بأعماقها القلقة" الموضوع بيني وبينك يا ابتسام أنا راح أدبر الفلوس اللي تكفي علاجه وزود ولو أقدر كان جيت وكنت لك عون وسندّ ، لكن تعرفين الظروف اللي رابطتني .. لا توقفين حياتك روحي لجامعتك وأدرسي واجتهدي وبإذن الله فارس يتعافى بحّول ربي وقوته .. انتبهي على نفسك وخليك قوية وثمرة تربية أبوي تبّان بهذي المواقف .. وأنا واثق إنك قدّ الثقة والتربية
.. استودعتك الله التي لا تضيع ودائعه "
لم تستطع كتمّ عبراتها أمام كلماته الحنونة ، وامتنان عظيّم نحوّ خالقها الذي رزقها بعائلة رائعة كعائلتها !
الكتّف الذي تستند ثقلها عليه ، الملجئ الدافئ والحضن الواسع في حُلكة ظروفها
أخّرجت تنهيـدة مليئة بالطمأنينة خلفها حدّيث " سليمان " الواثق بها !
عندما وصّلها سقوط " فارس " في المشفى من " ميرال المُنهارة ، شعّرت بانها أنانية وإن حلمها ماهو ألا سُخف حاكته نفسها لتخرج من بؤرة ألمها ! لو إنّ أكملت " الماجستير" بالسعودية أكان أفضّل ؟
وأسلّم للحروب التي تخوضها ؟
كانت تعتقد إن " سليمان " سيؤنبها ، وسيضع اللوم عليـها .. ولكن في كل مرة .. عائلتها تكون سدّ منيًع يحميها منّ سوط عذابها الداخلي !
" ابتسام "
استدارت نحـوى " ميرال و جيسي " ، وأقبلت إليها ميرال بخطوات سريعة متجاوزة جيسي وسألتها بلهفة" طمنيني كيف حال فارس ؟ "
" ادعي له ميرال حالته ما تسّر الخاطر "
قالت بألم" ما تئولي هيّك !!!!! يا الله !!!!"
اقتربت منهم جيسي وسئلت" كيف حاله ؟"
" ادعي له جيسي "
رتبت على كتفها " شدة وتزول لا عليكِ عزيزتي"
كانت ميّرال تحاول قدّر الإمكان حبس دموعها المتحجرة ، وجيسي تنظر لها بتعجبّ .. تشعر إن هُناك خطب ما بصديقتها ... ما كل هذا التأثر لأجلّ " فارس "؟
" أنا مضطرة للذهاب إلى البروفسور وبقية ..."
"لا عليكِ ذهبت إليهم جميعاً واخبرتهم بعذرك حتى إني توسلت لهم حتى قبلوا جميعاً بمنحك أجازة يومين لترتاحي"
" شكراً ميرال حقا لا أعلم كيف أشكرك ! ألم يكفي أنكِ انقذني فارس ؟ و تستقبليني في بيتك !"
أشاحت بوجهها " هذا أقل شي أفعله "
" حقا أن قلبك طيب .. أرجو ان تسامحي فارس على غلاظته معك .. وعندما يتحسن .. سا أحـ..ـرص إن يُحسن معاملتك .."


.............................
الكدمات التي كانت تغطي وجهه تشافت نسبيًا، كحال قلبه المليء بكدمات خلفتها ذاكرته المعطوبة ، مّر أسبوع ونصف وهّو حبيس غرفته .. يخرج الوضوء ثمّ يعود لأداء الصلاة . . تم يستلقي على سريره حتًى يمر يومه يتقلب بين حسرة وأختها ، خيوط اليأس مُلتفه حوله .. تسحبّه لأعماق مظُلمة .. وكأنه عاد لنقطة البداية السخطّ على حاله وعلى ذاكرته
وكأن تلك الحروب النفسية التي خاضها ليتقبّل حاله لم تكنّ ، وكأنه للتوً أفاق من غيبوبته ليجدّ الأشياء حوله مُبهمة
وإلى متى وهو يهّرب من ماضيّه ؟
إلى متى وهو يسيّر معصوب العينين خِلف أقوال من حّوله ؟
إلا يجبّ عليه التنقيّب عنّ ذاته بنفسه ؟
والعودة لنقطة البداية ، حيّث بدأ كل شيء
أخرج تنهيدة عميقة ، وخـرج من غرفته بخطوات متمهلة يبحث عن " ديما" الذي أهملها متقوقع في حزنه .
تّوجه لغرفتها وعندما همّ إن يطرق الباب ، وصل إليه صوت بكاءها المكتوم .. ضربه في مقتّل !
أخته الصغيرة لا ذنب لها في حروبّه النفسية ، أجترع غصته وأدار مقبض الباب ليدّلف بطًوله الفارع "ديما"
اعتدلت بصدمة وصّرخت بسعادة" الوليد الوليد .. أخيرًا أخيرًا طلعت "
تعالى صوت بكاءها ، أقترب منها لأحتضنها " اش خلاص خلاص هديّ "
" لا تسـوي فيني كذا .. من لي غيرك حرررام عليك يالوليد "
عبّس بغًم" أسف والله أسف "
" والله أنت طيب ولا زلت طيب اقسم بالله .. والله انت أفضل اخو بالدنيا .. أنت ابوي وأهلي كلهم لا تسوي بي كذا
" ما عاد تنعاد والله"
سِمح لها إن تبكي طويلاً على صدّره ، وهو يمسح عليها بحنّو ..
بعدما شعَر إن أفضت الأسى الذي في صدرها أبعدها بلطف وقال" .. قومي قومي غيري ملابسك خلينا نروح نتغدا برى وننبسط .. وهند وينها ؟"
مسحت دموعها " هند في بيتها قالت بتجي العصر .. "
" الحين أدق عليها وأمرها "
ومسح دموعها بإصبعيه" ما أبي هالدموع تنزل مدامني حيّ يا ديما .. وأنا عهد علي إني ما عاد بخليها تنزل بأسبابي "
............................................…
.
.
.

أوقف السيارة أمام بيت هندّ الذي يبعد مسافة بسيطة من بيتهم ، وما هي إلا ثواني وهند وصوتها يتخلله فرحة" وربي مووووو مصدقة الحمدلله الحمدلله اللي رجعت لنا "
أبتسّم وقال بمداعبة " ويني رايح ؟ تراني بغرفتي !"
قالت ديما بتردد" بس كنا نخاف ماعاد تطلع منها .. وترجع حالتك زي أول !"
وأردفت هند " خفنا تدّخل بحالة اكتئاب يا الوليد .. لا عاد تسويها تكفى .. أنا وديما مالنا غيّرك"
أطرق برأسه قائلاً " ما عاد بسويها "
" وترى حنا ما كذبنا ولا بحرف يا الوليد "
ترأت له أمام ناظريه تلك العيّنين المرعوبة ، وآثار الصمّت وبعدها قال مغير مجرى الحديث " خلونا من هالموضوع وقولي لي وش تبون مطعم ؟؟؟؟؟"
" هندي .. هذاك اللي رحنا له منزمان “
" على إنه يبعد حوالي ساعة ونص بس تامرين أمر "
" ههه مايأمر عليك عدو "
" كلمت عمي فهد ؟ قلقان عليك "
عقد حاجبيّه بضّيق " شلون وصل الموضوع له ؟"
بللت شفتيها هند بتوتر" ما نقدر نخبيّ شي عليه .. تدري إنه حسبة أبونا "
تأفف وآثار الصمتّ ، وتقابلت أنطارهن بحدّيث مفهوم وتشجعتّ هند " الوليد لازم تصدّق أنك أنت كنت شخص طيّب ولا زلت .. واللي صار بينك وبينك ابتسام غريب .. هي أنسانه كانت طيوبة وكانت علاقتكم أكثر من رائعة ! يعني واضحة السعادة بعيونكم ! وبعد ما سويت الحادث وتواصلت مع أهلها وعمي تواصل مع ابوها وطرده ! أنا هنا بكل صراحة حقدت عليها وّ كرهتها وبعدها دريت انك طلقتها ولأننا ما كان همنا إلا انت وبس .. أهم شي انت تتعافى من الحادث ..ما راحت واجهتها ولا فهمت منها ! بس الحين يوم فكرت وبعد اللي صارت توقعت شي واحد .. لأ متأكدة منه .. اللي صار بينكم ماهو إلا عيّن قوية أو سحّر .. كانت كل عيون الناس عليكم وكان كل الناس يتكلمون فيكم .. مو معقولة انت تتهجم عليها من الباب للطاقة ! ولا قادرين نستوعب إنه صار ! يعني لو غيرها كنت أقول إنّها كذابة! بس أنا اعرفها هي مو سيئة عشان تتبلى عليك ! وحتى أهلها كانوا طيبين .. الموضوع إذا فكرت فيه والله غريب !"
آمال ثغره بسخرية وعينيّه الواسعة تنظّر إلى الطريق أمامه "يعني كل إللي صار عين ؟ من جدك؟"
" ليش لأ ؟ العيّن حق وفيه حديث الرسول صل الله عليه وسلم («العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين)
" لو كانت فيني عين كان لو شفتها تعبت ! أو إذا قريت البقرة تعبّت "
" أيام ما كنت بالغيبوبة كانت تجيك حالات غريبة .. فجأة ترفس ترفس وكأنك تقاوم شي ! وكنت كل يوم اقرأ عليك صورة البقرة والرقية الشرعية .. وحتى لمّا صحيت تذكرت ذيك الحالات اللي تجيك ؟ تذكر ؟ يمكن كلها طلعت الحمدلله "
غامّت عيّنيه بين التصديق واللا تصديق ، يذكّر تلك الحالة .. توالت عليها بعد أفاقته من الغيبوبة .. يعشّر وكأن روحه ستخّرج من جسدّه ، وإن ملك الموت يقف فوق رأسه يسحب روحه شيئاً فشيئاً ، وحاله من الهستيرية تصيبّه وكأنة يتّوق لشيء ما !
أبتلع رّيقه وهندّ تستطرد " يمكن ربي قدّر تجتمعون لحكمة ! أنا من رأي لازم الأمور تتوضح ! لازم أنا بنفسي أروح لها وأنت تكلم أخوها .. ماتدري يمكن تنحلّ الأمور وترجعون لبعضّ!"
خفقّ قلبه بعنًف وعيّنيه لمّعت بلهفة ولكن سرعان ما بهتت لمعة عينيّه وحدّيث فارسّ يصرخ بإذنيه " مستحيل ياهند .. أنتِ لو تشوفين كيف تهرب مني ولا كيف ترتعد إذا شافتني ! لو وضحنا الأمور لها ولأخوها بينسون إللي سويته فيها ؟ ولا يطبطب على جروحها ؟
ولا بيقولون اووه كان فيك عين يلا خنرجع مثل الاول ! مستحيل انسي سالفة أنك تروحين لها ياهندً .. قصتي أنتهت معها"
" أنت اساسا كيف عرفتها ؟"
" من اسمها .. قدّ مرة لقيت بطاقة زواجنا .. وكنت اتمنى إن اعرف وجهها .. بس للاسف "
" شلون يعني أشرح لنا !"
" الله يسلمك لمّا شفت اسمها بالبطاقة ماراح عنّ بالي بس ما كنت اتوقع انه تكون معي بنفس الكلية والمادة ! والصدفة كانت معي بنفس مجموعة البحث .. ولما اجتمعنا عشان نتناقش بموضوع البحث عرفتها من اسمها .. "
" يعني تعرفها من بداية الترم ولا قلت لنا ؟"
رفع كتفّيه " لاني كنت خايف .. وخوفي كان في محلّه !"
" من إيش كنت خايف ؟"
ضحك بمرارة" من نفسّي .. من الوليد قبل الذاكرة ! لان عيونها ترتجف خوف ! بررت الموضوع قلت يمكن كانت علاقتنا سيئة ! يمكن هي متزوجة وخايفه من زوجها ! يمكن ويمكن .. بس كل مرة قلبي يقول لأ .. الموضوع أكبر من كذا !"
تنفسّ باضطراب واستطرد " وتأكدت لمّا مرة كانت متوهقة بموضوع البحث وساعدتها وشفت بالصدفة محادثة لها مع اختها تقول "الوليد قتلني " " "
رفع كتفيه وقال بوَجع " دريت إن الموضوع ماهو هيّن "
تأففت هندّ " بس ولو لأزم تتوضح الأمور ! أنا اروح افهمها وأفهم منها ! "
قال برفّض" لأ ياهندّ ! لا تروحين إذا لي خاطر عندك ! وأنا أساسا راجع السعودية خلاص .. برّجع للوليد اللي قبلّ واشوف بعيوني وش كنت عليه ! مو جالس بغربة ومدري وش اللي كنت عليه ! انتم خواتي يمكن تشوفوني أفضل الناس .. بس لازم أشوف نفسّي بعيون غيركم ! "
.................................

.يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-05-22 الساعة 05:33 PM
الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 07:01 AM   #602

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,329
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(2)
.
.

قادها الشّوق للوقوف أمام البيت الذي هربّت خوفًا من والدها الذي تربت تحت كنّفه في سنواتها الماضية ، تحاول إن تتجلد بالصبر وهي تدّرك إن ما تعيشه إلا اختبار.. لقوة إيمانها !
ولكنّ هذه الأيام تشعر بإن قواها بدأت تنهار شيئاً فشيئاً
تشعّر بالحسرة عندما ترى علاقة ميرال بوالدتها ، وً علاقة ابتسام باخيها الذي لا يتواني إن يلقي نفسها بالنار لأجلها !
تشتاق إن يكون لها بيت تؤوي لها بعد يوم طّويل ومُرهق .
تشتاق لحضن والدها الدافئ . . وكم يقتلها إن والدها سيكون مصيرة نار نأكل أحشاؤه !
وإنه حاول قتلها .. بسبب مُعتقدات تربت عليها ، ولكن الله وحده أنقذها منها عن طريق " ابتسام"
تحاول إن تتصبر بقربها من " الله" المُطلع على أعمق وجعها ، تجتهد في عبادتها قدر المُستطاع و بدأت بقراءة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكم لامسّها صدّق مشّاعره ، و إنسانيته التي تحثه على الحُزن بفقد "خديجة رضي الله عنها " ،
شُقت رباعيته عليه الصلاة والسّلام ، و عارضه قومه و وصفوه بالجنّون !
هاجر من " مكة " وهي أحب الديار إليه !
وكان الله معّه في كل وقتّ وحيّن !
وهـو مع الله
إذا كان أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام .. مّر بهذه الابتلاءات والمحن ..
من هيّ ؟
إلا إنسان تفضّل الله عليه بالإيمان !
يُريحها هذا التفكيّر .. ويُخفف عليـها وطئ وسوسة الشيطان الذي لا يتوانى إن يُبث بسمومه لقلبها !
اجترعت غصّتها ، ورفعت رأسها تتمعنّ بالبيت جيدًا ، لم يظهر والدها في حياتها منذ ذلك اليوم الذي وقع فيه المحضّر وهو يمطرها بنظرات خائبة!
تتمنى إن تطمئن عليه ، وكم تدعو الله إن يخرج قلبه من ظِلام الكفر لنور الإيمان
قررت العودة .. تخشى إن تضعف عزيمتها وتدخل البيت وتجدّ والدها يستقبلها بـاضطهاده ...
همّت أن تستدير ولكن الظِل الطويل المُقبل جعلها تتوقف !
إنه " الوليد "
الابتلاء الثاني في حياتها !
تطلّعت بوجهه اكثًر وتقابلت أنظارها بعيّنيه المُجهدة ، وارتجف قلبها بشّوق عاّرم !
كرهت هذا الشعّور الذي يُلازمها منذ ليلة إنقاذه لها ، شعّور مّوجع .. وهي ترى " ابتسام" مُنهارة بسبب أفعاله السابقة بها
ولكن قلبها لا يُصدق !
وحتى عيّنيها . . فصورته في مُخيلتها نقية !
أتى صوته يزيد من ارتجاف قلبها " جيسي مالذي تفعلينه هنا ؟"
احتضنت كفيّها وعيّنيها تهرب من عينيه المتسائلة " امم لا شئ .."
وأعقبت بعد ثواني "هل تعرف شيئاً عن أخبار والدي ؟"
ورفعت رأسها نحّوه ، تتفحص ملامحه الهادئة ولا تزال هُناك بقع زرقاء بجانب عينه اليمنى .. أجابها " لأ .. ولكن إن كنتِ تريدين الاطمئنان على والدك سوف أجد طريقة أعرف فيها أخباره "
" لا .. لا .. أخشى إن تقع في مشكلة معه!"
ابتسم .." لا عليكِ .. قلت أنني ساأجد طريقة ما !"
قالت بتحفظ " شكراً لك !"
طال الصمت بينهما ، حتى قطعه " هل كل شيء على مايُرام ؟ " ، مدّت شفتيها بتساؤل وّأعقب " أقصد حياتك الآن هل هي بخير ؟ "
نبرته الحانيّة وّ عينيه المتسائلة باهتمام واضح ، تنتفي حقيقة إنه أغدق " ابتسام" بالضّرب حتّى فقدت جنينها !
ولكن .. من يجبّ إن تصدّق ؟ قلبها ؟ أم عقلها الذي يأمرها إن تهرب من محيط هذا الرجل !
قد يكون مظهره واجهه يخّفي فيها حقيقته !
انتفضت بخوف وأجابت بسرعه وهي تستدير " نعم بخيـر .. أنا سا أذهب "
وأسرعت بخطواتها إلى الشارع العام
..........................…
.
.
نكس رأسه وهو يرى هروب " جيسي " الواضح بسبب حقيقته التي ظهرت على السطح ، تنهدّ بهم ودخل البيت وهو يتنفس بصوت عالي لعل الثقل الذي يركن على صدره يخف !
كالعادة وجد شقيقته " طعم الحياة " كما يسميهما تجلسان بجلسة حميمة والعائلة أكملها تظهر على الشاشة المُسطحة و وجه جدته يحتلها وهي تقول بتذمر " ما حد يشوفنا غيركم ؟ أخاف كل أمريكا تشوفنا !"
تعالت الضحكات عنّدها ، وهو أيضًا شاركهم القهقهة وهو يتقدم ليجلس بجانب ريما وهو يقول " حي الله الزين كلن يشوفك حتى رئيس أمريكا "
شهقت بشوق" الوووووليد يابعد روحي وشلونك وشخبارك ؟"
قالت هند " افا ياجدتي ما همك إن رئيس امريكا يشوفك يوم شفتي الوليد "
أتى صوت عمته " مريم " وهي تقول " الغلا الغلا محدن ينافسها فيه !"
تذمرت الجدة قائلا" هو صدز كلن يشوفن ؟ بسم الله علي "
أجابها " لا حشا ياجدتي نمزح معك ارقدي وآمني مايشوفك الا حنا "
قالت عمته " مريم" وشلونك يالوليد وش اخبارك ؟"
" بخير جعلك تسلمين .. أنتم وش اخباركم كلكم ؟"
أجابت جدته" كلنا بخير ونعمة من فضل ربي ما ناقصنا الا شوفتكم "
" ان شاءالله قريب قريب "
" تكفى يالوليد فرح قلبي وقل إنكم بتجون وماعاد ترجعون لديار الكفر"
اعترضت هند " لا تكفين ياجدتي إذا راحوا أنا من يجلس عندي "
" عندتس محمد يكفيتس ماعلينا منتس "
قالت بنبرة باكية" محمد ماغير بالسفارة ما أشوف زوله "
" والله محدن قال لتس وافقي عليه "
رفعت كتفيّها هند " وش اسوي فيه يا جدتي يحبني واحبه"
" خلي الحب ينفعتس "
تعالت الضحكات تارةّ أخرى ، وسئله جدته بجدية" صدز ياوليدي هو أنتم بتجون خلاص ؟"
" والله مادري ياجدتي إذا جت العطلة نشوف "
" ماراح تصمون رمضان عندنا ؟"
نفى برأسه " مانقدر ياجدتي .. رمضان وقت اختبارات ديما واختباراتي "
تنهدت بضيّق " الله يعين الله يعين وشلون تصومون بديار كفر ! لكم كم سنة وأنتم ناشبين فيها ! ليتك بس يالوليد تهون وتجي عند اهلك وربعك !"
آمال ثغره " محد بقا لي من اهلي وربعي يا جدتي "
اعترضت جدته بنبرة حزينة " وحنا ياوليدي ماحنا اهلك ؟"
مدّ شفتيه يحاول ضبط انفعالاته وهند تقول بخفوت " لا تضيق صدرها يالوليد "
أومـأ برأسه" الا الا اهلي يا جدتي .. وابشري باللي يجي عندك ويطول بعد "
قالت عاتبة" انا ماأبيك تجي لك كم شهر وبعدين ترجع ! أبيك تجلس عندي أنت وريما واتطمن عليكم ! مدري وش تبي بديار الغربة ياوليدي .. أرجع كود ترجع شوي من ذاكرتك !"
ضحك بسخرية " ما أبيها ترجع ياجدتي .. نفسي عافت الوليد القديم"
قالت بحشرجة " وشفيك ياوليدي ... كلامك يروع "
تأففت هند وهي ترمقه بحذر ، قالت هند مبررة" الوليد يتغلى عليك ياجدتي يعرف غلاه يبي تقولين له كلامك اللي ما عمرنا سمعناه !"
" خلي محمد يسمعتس الكلام اللي تبينه "
" بس ابي منتس "
" ماراح تسمعينه "
صدّح صوت عمته عفراء الاتيه " حي الله عيال عبدالعزيز ... وشلونكم وشخباركم .. "
" هلا عمتي عفراء بخير الحمدلله بشري عنك ؟"
" بخير دامكم بخير ... ودي اسولف معكم بس نستأذنكم جاء وقت علاج ميمتي "
" بحفظ الله نكلمكم بعدين "
قالت جدتها مودعة" مع السلامة يا عيوني استودعتكم الله "
"مع السلامة"
أغلقت ريما الشاشة ، وقالت هند باعتراض" وش فيك الوليد على جدّتي ؟ تدري أنها عجوز تشيل هم كل شي !"
هو يشعر بالثقل لدرجة إن يود إن يبوح ما يعتل صدره لكل من في الأرض .. وكيف بجدّته التي تُظهر صورة رائعة من ماضيه ، يخشى إن تكون كاذبة ! ..
أنتشله من هدوء صوت ريما " من جدك تبينا نرجع للسعودية ؟"
نظّـر إليها " ايه حطي ببالك الثانوي بتدرسينها بالسعودية
قالت هند بغصة " صّدق يالوليد !"
أومـأ برأسه" أي صدق ! مثل ما قلت لكم انا بروح أشوف وش كنت أنا عليه تعبت من الهروب !"
" اجل وش معنى كلامك لجدتي بس تبي تضيق صدرها ؟"
رفع كتفّيها " وأنا صادق نفسّي عافت الوليد القديم ! بس لازم أتعرف عليه !"
" وليش ماقلت لها انت احتمال نرجع ؟”
رفع كتفيّها " ما أبيها تتأمل ! مادري وش يصير وقتها "
نهض وهو يقول " احسبي حسابك هند تودين ريما بكرى بروح الجامعة "

.................................................. ..............
،
،
أدارت مقبّض الباب بهدوء ، واستقبلتها الرياح الباردة الآتية من التكيّف ، سقط عينيها على جسده المستلقي على سرير أبيض ، وجهاز التنفسّ يحتل ملامح وجهه ..
السهد يُلازمها ولا ينفك تأنيب الضمير إن يضربها بسّوط من جحيم ، لم تستطع كتمّ دموعها وضربات قلبها المُتسارعة ، تقدمّت خطوة واحدة إلى سريره .. وجلست على المقعد الوحيد .. وحّرصت على إغلاق الستائر التي تفصله عن السرائر الأخرى .. وتفحصّت ملامحه النائمة .. وتحدثت بخفوت " يمكن هلأ أنتا ماتسمعني وبتمنى إنو ما تسمعني لأني اللي بئوله وأنت مرمي عالسرير مئدر أئوله بوجهك ووجه ابتسام "
صمتت للحظة وتابعت بندم " والله ماكان ئصدي يصير فيك هيك ! ما كنت بعرف إن بتصير بالمستشفى ولا على كل اشي سويته فيني ماكنت بتمنى إنو إنتا تصير بالمستشفى وتنسكر رجّلك !"
احتبست الغصة بحلقها " أنا اسفة فارس اسفه .. أنا السبب اللي صرت إنتا هيك ! أنا اللي خبّرت حارس الأمن وأنا اللي ئلت له أنك راح تأذي جيسي آيه أنا!! كنت مفكرة لما تصيّر إنتا بالحبس وأنا أطلعك ويكون فيه ديّن لي عندك !!! بس أنا ندمانة .. ما ئدر أنام !!! لأنك أنتا هيك !!! بمـ....ـوت أنا من تأنيب الضمير !! والله !"
وأنفلت شهقة حبيسة " مايعرف شو ساوي غير أساعد ابتسام وهي ماتعرف ! بتعرف إن مصروفي الشهري وّراتبي اللي باخذه من الكافية بتاع ماما كله دفعته للمشفى منشانك ! رحت لكل استاذك ابتسام وترجيتهم منشان يعطوا أجازه منشانك .. فارس .. بليز .. قوم منشان ابتسام .. بليز لا يصير فيك شي ئوي وبموت انا .. والله أنا بتعزب !!!! "
مسحت دموعها وشعرت ببعض الراحة تتسرب إلى صدرها بعدما اغترفت . . واستقامت وهي تقول " هلأ أرتحت لما حكيت لك إي شي ! بمجرد ما تصحى وتكون منيح ببعد عن طريئك وحتى لو حاولت إنتا تأذيني بكلامك ونظرتك ما راح أهتم !! بتعرف ليش ؟"
تنهدّت وقالت" لأن بمجرد ما بشوف بحس بالذنب إللي يخليني اتغاضى عن تصرفاتك .. "
................................................

دخلت إلى الشقة واستقبلتها والدّتها بقلق " فين كنتِ ميرال ؟"
ابتلع غصّتها وقالت بخفوت " كنت بالمشفى طليّت على فارس !"
تمعنّت بملامحها المجهدة وقالت بشفقة " لا تعزبي حالك ماما ! اللي صار مكتوب !"
قالت بغصة" بس أنا السبب !"
تنهدت والدّتها بقلة حيلة ، وأكملت سيرها نحـوى غرفتها التي تشاطرها برفقة " جيسي " و " ابتسام "
دخلت عليهن ، وزاد ضيّقها الكآبة التي تلوح بالأجواء !
ألقت التحية واستقلت على سريرها " إين كنتِ ميرال ؟"
سئلتها جيسي ، قالت مُجيبة " عند مارك "
نظّرت إلى " ابتسام" الجالسة على المكتب تراجع المحاضرات وسئلت" كيفه فارس بسومه ؟ ليش لهلإ ما صحي ؟"
" يصحى مابين فترة وفترة .. بس هم يعطونه منوم عشان مايتحرك ويصير مضاعفات “!
ابتلع ريّقها " هو أساسًا شو فيه ؟"
" رضوض كل جسمه وكسر برجله اليمنى وفوق كذا الضرب كان قوي على الرئة يوم سوا له أشاعه قالوا تأذت من الضرب عشان كذا هم حاطينه تحت الملاحظة الشديدة لحد ما تتحسن الرئة شوي شوي! “
“بس لما طلع من الحبس كان يمشي على رجليه كيف صارت الكسر ؟”
قالت ابتسام ساخرة “ يكابر على وجعه عشان مايبين أنه تعبان “
بللت شفتيه وهي تؤكد على كلامها , قالت جيسي
" هل تحدثتن الانجليزية ؟"
تبادلن الضحكات وقالت ابتسام" أنني اخبرها عن حال فارس وقد أخبرتك سابقاً "
أومـأت برأسها " أجل أجل "
قالت ميّرال " و متى سيخرج من المشفى ؟"
رفعت كتفيّها " لا أعلم !"
" والكلية ؟"
تنهدت بقلة حيلة " صديقه مازن سيتكفل بالمرضية حتى يشفى "
" وعائلتك هل عرفت ؟"
امتعض وجهها وأشارت برأسها بالنفي !
زاد الضيّق في صدرها واستدلت الغطاء على جسّدها ، تحاول حبس عبراتها المتحجرة !
" ميرال "
أبعدت الغطاء عنها ونظرت إلى جيسي " همم؟ "
" ما قصتك مع هذا القلق على فارس ؟ أجد أنه غير منطقي !"
عقدت حاجبيها ونظّرت إلى مكان ابتسام بقلق و وحدته فارغًا " أين ذهبت ابتسام ؟"
" إلى دورة المياه على مايبدو .. هيا ميرال اخبريني ماقصتك ؟؟؟ "
رفعت كتفيّها " أنا فقط متعاطفة مع ابتسام لا غير !"
صغرت عينيها بعدم تصديق "جميعنا متعاطفون معها ! ولكن أجد تعاطفك مبالغًا فيه ! إين الكرهه الذي كان يطل من عينيك ؟ توقعت أن ترقصين بسعادة ..."
قاطعته بحدة " جيسي هل تحسبين أنني سيئة لهذه الدرجة ؟"
" أسفة ميرال ! ولكن اشعر إنه هناك خطب ما !"
" لا شيئ جيسي انتِ فقط تتوهمين ! إلا تسمعين بكاء ابتسام ليلاً ؟ ولا ترين وجهها الذابل ؟ نحن نعرف جيدا
كيف هي متعلقة بفارس ! حتى لو كنت اكرهه ولكن ابتسام تثير تعاطفي !"
" وأنا لا تسمعين بكائي يا ميرال؟"
خفق قلبها بقلق " مالأمر جيسي ؟"
أجهشت ببكاء وهي تغطي وجهها يكفيها " أنا مشتاقة لأبي ميرال ! بل أكاد امووت من الشوق .. " وأبعدت يديها مسترسلة" اليـوم ذهبت إلى بيتنا لعلّي أراه لمحة منه .. ولكن لم أجده "
نهضت ميرال لاحتضانها " حبيبتي جيسي اني أتفهمك جيداً .."
" و رأيت هناك " الوليد "
أبعدتها وهي تلقي نظـرة نحـوى الباب خشية دخول ابتسام " جيسي انكِ تتورطين برجل خطير !"
" اخبرني أنه سيسأل عن والدي .. ولكني تذكرت حديث ابتسام عنه وهربت .. ولكّن ميرال .. مظهره لا يحوي بإنه فعل كل هذا !"
" انتبهي جيسي قدّ يتظاهر بإنه شخص طبيعي بينما هو رجل حقير ! وهل تعتقدين إن ابتسام وفارس كاذبان ؟ انظر لحال ابتسام كيف ترتعد بمجرد سيرته ؟ وانتِ شهدتي كيف هبً فارس لـضربه ! "
قالت بغصة " نعم اسمع وارى .. وقلبي يتألم بشدة ! "
وتابعت وهي تردف "لا اعلم كيف وقعة بحبه !!"
" هذا ليس حب جيسي ! مجرد أعجاب لأنه أنقذك في تلك الليلة! "
" انتِ قلتيها بنفسك انقذني انقذني !!! لو إن رجل مثلما تصفه ابتسام لأستغل ضعفـ...."
دخول" ابتسام " إلى الغرفة جعلها تحبس احتجاجها داخل أعماقها ، نظرت إليهن " مالأمر ؟"؟
نهضت ميرال قائلة" لا شي .. "
وعاد إلى سريرها .. تتدثر في الغطاء ..
...........................................
،
،
يقف كلا من " حنين ورحاب ومعاذ " خلف باب غرفته والديهم وأنظارهم تتقابل بخوف بسبب الشجار الحاصل منذّ نصف ساعة ، و " حسنا " بقلة حيله اعتكفت غرفتها مقررة رفض الرّجل !
بينما بالداخل تجلس " لطيفة " على طرف السرير تتحدث بكل ثقة " براحتك يا سند يا تعتذر لمتعب ولا أنا بكلم الحريم من طرفي !"
" مهبولةً أنتِ !!!! تبين توطين راسي بين الرجاجيل "
رفعت كتفيّها بلا مُبالاة" وش بقول أنا مغير انه ولدي الكبير اسمه متعب وأبونا غلط من الربكة وفرحته فيكم ! وبعد يشتغل سيكرتي بسوق العام !"
قضّم شفتيّه بحنّق" عقلتس معتس أنتِ ؟؟؟ هذي سالفةً تقولينه؟ وش بيقولون عنّا !"
" أجالي إذا جاء متعب تحب راسه وتعتذر له وليدي قلبه طيب بيرضى علطول "
صدّح صوته بغضب " هذا أخرته والله أتودد لولدتس الحافي المنتف لا والله ما صارت !"
" لا والله ! يعني بس همك وش يقولون الناس عنك ولا همك قلب وليدك اللي ما نام من المغثة اللي في قلبه !"
وأردفت وهي ترفع سبابته مُحذرة" أسمع ياسند أنا جبت لك حليّن أختر واحدًا فيهم ! ولا والله آني لا أرفض الرجال اللي فرحان فيه ولا علي من أحد !"
رفع حاجبيه بصدمة " تبين توقفين نصيب حسنا ؟ "
" والله ما ظني لا هي ولا أنا بنفرح ومتعب ما هو حاضر العرس !"
" عمره لا يحضر اكبر همي !!!"
صرخت بوجهه" بس يهمني ولدي الكبير يحضر عرس بنتي وحسنا ما ظن بتصير مستانسة مدام متعب ما هو فيه ! "
وتابعت بجّرح" شلون يهون عليك ومتعب بعظمة لسانه يقول لو مات أبوي ما أترحم عليه ! بالله يا سند ما هو ولدك هذا ؟ ماهو أول فرحتنا ؟ تهيّنه وتنقص من قيمته عشانه ما توفق بحياته ! عشان نصيبه من هالدنيا وظيفته راتبه ألف! وش ذنبه ؟ قل لي وش ذنبه ؟ هو أختار حياته ؟ "
أشاح بوجهه بصمّت ، واستطردت بنبرة عاتبة " من يومه صغير وأنت ما تشوفه شي ! تحقّر فيه قدام أخوانك جعل ربي ما يربحهم ! وتقلل من قيمته عند جيراننا وعند أخوانه ولا عمرك قلت هذا ولدي الكبير وحطيت بجبنك بالمجالس طول عمرك متفشل منه سود الله وجه العدو! ! وش استفدت ياسند ؟"
وصرخت بقهّر" وش استفدت ماغير هو إذا شافك ينقلب وجهه وإذا متت ماظن يترحم عليك !!! طول عمري أشوف معاملتك اه وأبلع مووووس وأسكت بس هالمر لأ و ألف لأ !!!! يا أنك تعتذر له ولا أكلمه الحرمة أقولها ترى كذا وكذا !! ولا أرفض الرجال ولا علي من أحد !"
نظّر إليها بانفعال " ليش هو على كيفتس ترفضينه ؟ وأنا مالي كلمة عليتس ؟ "
" وتحسب حسنا بتوافق عليه ؟ وأنا ماني راضية !"
" بس أبوها راضي رررراضي تفهمين !!!! وحسنا بتاخذ هالرجال غصب عليس !"
أنصبت بهياج" لا والله ما يمشي شي غصبن علي ياسند !!!! ومدًامك مصرّ على هالرجال والله لا أدق على الحرمة !"
تطّلع إليها بذهول وهي تبحث عن هاتفها حتى وجدّته وقال " إن سويتها انتِ طالق !"
شهقت بوّجع ، وعقد لسانها من شدّة الصدمة واحتد صمت ثقيّل على الأجواء لثواني طويلة .. عليهما وعلى أبناءهما خلف الباب ،بعدها قالت بحشرجة" تلوي يدي بالطلاق يا سند ؟"
" وأكسرها لتس بعد "
ابتلعت غصّتها و رمت الهاتف جانبًِا " أجل عرس بنتك ما راح احضره !"
" عمرس لا تحضرينه ! "
وتوّجه خارجًا بغضّب ، وتقابل مع أبناءه وتجاهلهم مكملاً سيّره ..
دّخلت رحاب وتبعتها حنين ومعاذ ، وسئلت حنين بتوجس " يمه وش صار !"
" روحي نادي لي حسنا .. واللي صار ياويل واحد منكم يقوله لمتعب ! وحتى مشغل تفهمون ؟؟؟؟ وأنت معاذوه تراك مانت بحلّ إذا قلت لمتعب تفهم!"
آمال ثغره " طيب طيب "
أسرعت حنين لمُناداة حسنا ، وعند دخولها قالت حسنا بانهيار " يمه والله مابي العرس إذا الدعوة كذا خلاص مابيه!!!!"
" تعالي اجلسي قدامي "
مسحت دموعها وجلست أمامها والدّتها وهي تتحدث " يمه والله عفت الرجال والعرس بكبره ما إبيه خلاص ! أنا الحمدلله عايشة عندكم ومرتاحة !"
" اسمعيني يا نور عيني الرجال هو وأمه بيجون السبت عشان الشوفة الشرعية .. تدخلين تشوفينه ويشوفك وبعدها يا حسنا تقررين وتصلين صلاة استخارة ! إذا ارتحتِ يا حسنا أبيك تقوين قلبك وتساندين أمك على اللي بتسويه ! وإذا ما ارتحت ارفضيه وغير هالرجال مية رجال ! بس ما راح أحلك ولا أسامحك ليوم الدين أذا رفضتِ عشان اللي صار "
" وش بتسوين يمه ؟"
تنهـدت وقالت " أبيك تقولين لابوك انك موافقة بس على شرط يا يعتذر لمتعب ولا يعلّم الرجاجيل وش شغلته !"
تدخلت رحاب " وتحسبين يمه ابوي بيوافق ؟ مستحيل !"
" وبعدين يمه وين اللي تقول ماراح احضر العرس !"
شهقت حسنا " وتبيني أوافق بعد ؟؟؟؟؟"
وأجهشت بالبكاء وهي تردف " إذا متعب يحلف ماراح يحضره وأنتِ بعد ؟؟؟؟ وتبيني ارتاح لهذا الرجال اللي جيته جيّت مصيبة !"
ألقت نظرة غاضبة نحـوى رحاب وربتت على ظهر حسنا " بالعقل يا حسنًا مستحيل تصير ! بس أنا ابي أدب أبوك وعمايله بمتعب ! عشان كذا !"
"بس أنا مابي الزواج بكبره يمه ! ليش أبوي يعتبروني عالة عليه يبي يزوجني ؟"
" ياعيوني انتِ نور البيت شلون عاله ؟ مانتي عالة ياروح أمك بس ابوك لازم يتأدب ! سالفة يهين متعب لا والله ما اسكت عنها وأنا بنت سالم !"
وتابعت وهي تستقيم " روحي يا حنين سوا لنا قهوة نتقهوى ونعين من الله خير ومحدن يفتح السيرة لمين يجي السبت وحسنا تشوف الرجال .."
خـرجت وهي تعلي صوّتها " يلا تعالوا "
لحّقها معاذ وهو يقول " والله أمي قوية ! "
نظّرت رحاب إلى حسنا " عاد لو كان رجال مزيون فوق على أنه غني ترفضينه ؟؟؟؟"
صاحت حنين " والله غبية لو ترفضينه !"
نظرت إليهن باستخفاف" أنتن وين وأنا وين ؟"
واستقامت خارجة من الغرفة ، وحنين تلحقها " اروح اسوي قهوة لا تطلع أمي حرتها فيني !"
.................................................. .............
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة الريم ناصر ; 07-05-22 الساعة 07:26 AM
الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 07:04 AM   #603

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,329
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(3)

.
.
خرجت من المشفى بعد زيادة قصيّرة لفارس ، اطمأنت على حاله واستودعته رب الأكوان ، وبخطوات سريعة توجّهت إلى طريق الجامعة لعلّها تصّل قبل تمام العاشرة . . وفي طريقها أخرجت هاتفها واستنكرت الرسائل الكثيرة من " بسمة " و " سليمان "
دخلت على محادثة سليمان أولا ارتجفت أطرافها وهي ترى رسالة المُستنكرة " فارس رافع قضية على طليقك ؟"
لم تستطع إجابته وأغلقت هاتفها وهي تهرول لعّلها تصل بسرعة ، ولكن أهتزاز هاتفها جعلها تخرجه الحقيبة أجابت عن بسمة وهي تقول " بسمة انتِ قايلة لسليـ..."
قاطعها صوت بسمة" ابتسااااام !!!! فارس ليش مايرد على جواله ؟؟؟؟ وتخيلي إن عمّ الوليد دق على أبوي يقوله تنازلوا عن القضية لأن الوليـ...."
قاطعتها " بعدين بعدين بسمة أكلمك أخاف أتأخر على محاضرتي الحين الدكاترة يحسبون غيابي وتأخري على الملّي.. وفارس .. " ابتلعت ريّقها تبحث عن حجة ما. "اممم جواله خربان .. مستعجلة إذا طلعت اكلمك "
أطفأت هاتفها بأكمله ، نسيّت " الوليد " وّ موضوع " القضية" عند " فارس "
ساورها القلق ولا تعلم كيف ستواجه أسئلة عائلتها بشأن " القضية" و مّرض " فارس "
قلبها يتضخم من شدة ضغط الأفكـار التي تعصف بها ، تخشى من الانهيار كعادتها عندمـا تتفاقم عليها الأمور !
وعند وصولها أخيرًا لـبوابة الكلية ، استوقفها صوت احدهم متسائلا" ابتسام ؟
استدارت وهي تشعّر بإنها تعرف هذا الصّوت !
انعقد لسانها وبانت الصدمة على ملامحها وهي ترى امرأه تقترب منها وتذكرها بها
“ أنا هند أخت الوليد” ومدت يدها للسلام عليها
ارتعش جسّدها و هي تنظر لها، طال وقوفها . . وأعادت هند يدّها وقالت بخجل " واضح أنك منصدمة من أني هنا !"
وتابعت " انتظرتك كثير عند الوابة وتوقعت ماراح تجين بس الحمدلله .. جيتِ على أخر شي !"
بللت شفتيها وهي تشعّر برغبة بالبكاء لأسباب عديدة وأجلت حنجرتها قائلا " أنا .. عندي محاضرة مقدر أتأخر عنّها ..."
قالت بموافقة" ادري ادري .. بس أنا حابة أتكلم معك ضروري يا ابتسام .. مجرد ما تخلصين من محاضراتك تلقين بالمقهى القريب من الجامعة .. وياليت تعطيني رقمك "
بحركة آليه رددت رقم هاتفها ، واستدارت مُكملة سيرها إلى داخل الكلية !
.............
،
،
،
ملامح " الوليد " البائسة البارحة لم تمر مرور الكرام عليها ، السهد سامرها طول ليلتها وهي تفكر بطريقة تقابل فيها " ابتسام " دون معرفته ، لعلّها تخبرها بالحقيقة من وجهه نظرها ، أو تقنعها إن " الوليد " ابد لن كما تصّفه هي !
وإن ماحدث ماهو الا بسبب الأعين التي تترصد شقيقها منذ إن كان مُراهق !
ذهبت دون معرفة " محمد " الذي يوافق " الوليد " في اعتراضه لرؤيتها ، ولكنّها استخارت رب العالمين وأقدمت على هذه الخطوة ، و اتفقت مع ديما بتلفيق حجة ما لأبعاد " الوليد " عن الكلية
طال انتظارها وتطلعت بالمقهى بملل . . الساعة تتجاوز الثانية عشر والنصف . . تأفف وهمّت إن تتصل عليها . . ولكن الصوت الرقيق أوقفها " السلام عليكم "
نهضت وقالت بترحيب " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ياهلا والله تفضلي "
جلست قِبالتها وقالت بلهفة " حي الله ابتسام .. الله الشاهد شوفتك سرّت خاطري .."
ابتسمت بارتباك " تدرين حتى أنا ! وأنا لحظة كنت ناوية انسحب من هاللقاء !"
ضحكت بخفة " الأيام الحلوة اللي بيننا ما تنسى !"
شبكت يدينها وقالت بحشرجة " ماجورين على موت .. عمتي الله يرحمها ويغفرلها .. الله يشهد علي ماعرفت إلا من فترة !"
قالت بعبرة" الله ياجرنا وياك اللهم امين "
وأعقبت بشك"معقولة توك تدرين ؟ "
رفعت كتفيّها بحرج " اي والله ! .. توي ادري !"
تطلعت بها ويديها المتشابكتان بتوتر وسئلت بحيرة " وش قصتك يا ابتسام ! وش اللي صار !"
" معقولة مادريتِ !"
رفعت كتفيّها " شلون أدري وأنا يوم دقيت عليك بخبرك أن الوليد سوا حادث وإن أمي ماتت جعلها في الجنة ردت علي امك وأختك يهاوشون ويشتمون ويلعنون !"
وأعقبت بغصة" ماتدرين قد أيش كرهتك ذيك اللحظة وأنا جاهلة أسبابك "
احتد الصمت للحظة .. وقالت هند " وش هي أسبابك يا ابتسام !"
رفعت حاجبيها باستنكار " معقولة أخوك ما قال لك وش سوا فيني ؟"
أمالت ثغرها بسخرية" إذا بنفسه مايعرف !!"
عقدة حاجبيها بتساؤل " شلون مايعرف !"
قالت هند بحسرة " اخوي بعد ما صحى من الغيبوبة وهو فاقد ذاكرته "
أصدرت شهقه عميّقة . . كادت إن ترتد قلبها طريحاً !
وّ هند تسترسل " مايعرف من هو ولا مين حنا ! متكسر مافي عظمة فيه صاحية ! طبعا هذا بعد ما تم إجلاءه بطيارة خاصة من السعودية لهنا ! أحنا ماندري حنا نواسي انفسنا على موت امي ولا على الوليد وحالته ! ما يقدر يتكلم ولا يمشي .. وبعد ماعرف أنه فاقد ذاكرته كرهنا وكأنه يعاقبنا ! يصد عننا وّ يرفض العلاج ! ! تخيلي انه يرفض ياكل أو يشرب ! صار كأنه
هيكل عظمي ! يبكي بالليل إذا جاء النهار شوفي شلون حالته النفسية ! جينا له طبيب نفسي وحاولنا فيه !!! جلس شهرين وهو على هذي الحالة ! لحد ما بدأ يتقبل العلاج شوي شوي .. ولما بدأ يتكلم ويتواصل معنا .. اتصلت جدّتي وبغفلة منها عزته بوفاة أمي وقالت اللي صار مكتوب وأنت ماقصدت الحادث . . "
صمتت تلتقط انقاسها وتمسح دموعها المنسابة و ابتسام تنظرها لها بصدمة ألجمتها ، تابعت هندّ بألم " انتكست حالته من أول وجديد وصار يلوم نفسه انه هو اللي تسبب بموت أمي ! وكل ما حاولنا فيه يقول وش تبغون بشخص قاتل مفروض مكاني السّجن ! تتخيلين اليأس اللي وصل له ! ما عاد صار بيدينا شي إلا الدعاء ! و بفضل ربي سبحانه بدأ يستوعب أن اللي صار ماهو إلا قضاء وقدر ولازم يرضى . . "
وضحكت بسخرية مريرة " وبعد ما تعافى كليًا ورجع يمشي وياكل ويمارس حياته الطبيعة .. يسولف معنا ونحس فيه حياة ! فجأة بيوم وليلة يرجع من الجامعة متأخر كل وجهه كدمات وبصراخ فينا ويقول ليش تكذبون علي! ونكتشفت انه عرفك .. وتقولين أنتِ وأخوك انه هو يعنفك قبل الطلاق و سقط جنينك !"
..............
،
،
تابعّت بصوت باكي " ما صدقته وكذبتك للمرة الثانية قلت مستحيل أخوي يسوي كذا ! حتى لو أشوفه قدام عيوني ما أصدق ! بس بس . ." ابتلعت ريّقها واكملت" محمد زوجي يقول دخلتِ المستشفى وجاك انهيار عصبي . . و رفعتوا قضية عليـه "
رفعت كتفيّها بحيرة " شلون صار كذا يا ابتسام شلون ؟ "
بينما ابتسام . . تتطلع إليها بفزع . . وّ سئلت بحشرجة " شلون عرفني ؟"
وأردفت وهي تهتز رأسها بذهول " تقولين فاقد الذاكرة وهو عرفني شلون ؟"
أجابت " حتى أنا استغربت بس هو قال لي إن شاف كرت زواجكم صدفة وعرف أسمك . . وّ..."
رددت بجزع" مستحيل مستحيل مستحيل "
بكت هند بيأس " والله العظيم هذا اللي صار "
وأخرجت من حقيبتها الهاتف وهي تتحدث " بوريك مقاطع فديو وهو بالغيبوبة ويوم صحى ومايعرفنا . ."
ناولتها الهاتف والتقطته ابتسام برجفة واضحة نظّرت إلى الصورة . . وهند تصّف " هذي الصورة يوم كان في الغيبوبة حوال له شهرين .." تمعنت الصورة بعيني ممتلئة من الدموع . . وهو مستلقي على سرير أبيض وجسده موصله بإسلاك أصابتها بقشعريرة ، وّ تابعت هند " لفي للصورة الثانية " انتقلت للصورة الأخرى بأصبغها " هذي صورته أول ما صحى من الغيبوبة "
كان يجلس على السرير . . وعيّنيه تائهه " شوفي الفديو اللي بعده "
أطاعتها برجفّة وّ اشتغل الفديو . . " هذا فديو وديما تحاول تتكلم معه "
" الوليد . . أنا ديما أختك الصغيرة !!! تكفى كلمني تكفى "
كان عاقد الحاجبين ينظر لها بحدّة ، وّ الخدوش تملئ صدّره العاري ، وصوت ديما يصدح ببحة" الوليد رد علي !"
أتى صوت أحدهم " مايتذكر ياديما شوي شوي عليه !"
رمت الهاتف على الطاولة بفزع . . وهند تردد " صدقتي ؟ صدقتي ؟"
وضعت يديها على وجهها وانهارت ببكاء عميّق ، صورته هكذا أبعدت مشاعر الكره والغضًب والحقد من قلبها الرقيق . . وامتلئ بالشفقة . . !
شاركتها هندّ البكاء لثواني طويلة على كليهما حتى قالت "شوي شوي على نفسك "
أبعدت يديها وهي تمسح دموعها وقالت بحشرجة " قلبي تقطع ! مفروض أقول يستاهل على اللي سواه فيني ! بس . ."
" وش اللي سواه !!! وشو ! "
تنهدت بعمق وقالت بصعوبة " بالوقت اللي أخوك بالغيبوبة أنا كنت منهارة نفسيا ومحطمة ! أخوك قتل طفلي بشكه فيني ! !"
رفعت كتفّيها هند بغصة" شلون كذا فجأة ! انتِ تعرفين اخوي ! عشتِ معـ..."
قاطعتها بحدة " عشت معه وكنت أشوف أشياء كثيرة بس أمشيها لحد ما بانت حقيقته !"
ارتدت هند للوراء " وش الأشياء اللي تشوفينها ؟ وش حقيقته قولي لي التفاصيل عشان أفهم !"
ابتلع ريّقها وأخذت نفس عميّق . . وبدأت تسرد بصوت شائب " بعد زواجنا تقريبا بـ ٦ اشهر ! لاحظت عليه تصرفات غريبة ! إذا طلع للدوام يقفل الباب . . يقول لاتحطين لجوالك رمز ! مجرد ما اروح لأهلي كل شوي يدق يتأكد يقول انتِ عندهم ولا طلعتِ بدون لا تقولين لي ! "
بللت شفتيها وتابعت بغصة" مشيت كل هذي الأشياء حاول قد ما أقدر أعلي ثقته فيني . . حاولت قد ما أقدر أتغاضى عنه أفعاله اللي تكتم على صدري ! وأمشيها من باب أشياء بسيطة مايحتاج ازعل أو أقول لأهلي !"
تابعت بوجع" وبعدها صار يجي من دوامه بدري ويفتح على الباب فجأة ! يناظر لي بشك قتلني ! يمنعني من الطلعة وهو يسهر برى البيت . . لقمة وحدة ماناكلها سوا إلا وهو منكدها علي !! يرمي على مسبّات قوية وفاحشة ! وبدأت شوي شوي يدي تنمد لما شافني أدور رضاه ! "
أشارت على وجنتيها "وقالت "يشهد علي خدي كم كف كنت أتلقى منه باليوم ! ومع هـ...ـذا ساكتـ..ـة لان كان عندي أمل إن الولـ..ـد يرجع قبل الـ٦ شهور ! الوليد الحنـ..ـون الطـيـ..ـيب المتفهم !"
عادت الدموع تنهلّ على خديها وهي تستطرد وهند تضع يديها على ثغره بصدمة " كنت كل ليلة ابكي لحد ما أنام ! وكل أمل بربي آن هذي يبعد شكه فيني ! حاولت أتكلم معه بالهدوء والمنطق قلت له لازم تروح طبيب نفسي ! وياليتِ ماقلتها ! زاد جنونه . ."
مسحت دموعها " كنت بروح لأهلي خلاص تعبت من هالعيشة بس كان الطلاق صعب علي ! صعب جدا ! بس قلت لمتى . . وسبحان الله كتب ربي أحمـ..ـل .. استبشرت قلت يمكن هالحمل يغير هالحال ! "
هزت رأسها بالنفي ، وهي جسدّها يرتعش من البكاء " ماتغير شي وزاد ! يوم قلـ..ـت له تدرين وش قال لي ؟"
سئلت هند بحذر " وش قال لك ؟"
" قال من من هالحمل ؟"
شهقت هند بفزع ، وابتسام تستطرد " دريت أن الوليد مستحيل يتغير ! وإن فيه مرض نفسي وأنتم ماتدرون عنه ! !!!!! مافيه عظمة صاحية ما ضربني فيها ! ضربني لحد ماحسيت روحي بتطلع ! وطلع من البيت . . كنت بموت من الألم حاول أدق عليه . . وحتى وأنا في هذه الحالة رجيت فيه أمل ! بس خيب ظني وارسل لي بعد اتصالات كثيرة أنتِ طالق !"
.................................................. .…
.
.
ارتدت الفستان للمرة العاشرة على التوالي في هذا الأسبوع ، وتوقفت أمام المرأة تتمعنّ فيه ، وتحاول قدر الإمكان إن تعلي ثقتها المهتزة !
فستان بنفسجي اللون ذا أكمام طويله يلتف حول جسدّها بطريقة جذابة ونوع قماشه من الستان .. والأهم العلامة التي تزين طرفه . . تنهدت بتوتر ونظّرت إلى عينيه الصغيرة والبؤرة ذات اللون الأخضر الفاتح .. وعند هذه اللحظة هجمت كلمات تزلزل ثقتها
" شينة "
" سوداء "
" كأنك مومياء "
أغلقت أذنيها ودارت حولها نفسه قائلة" لا لا أنا حلوة حلوة وحامد راح يشوفني حلوة .. كلام ماما وعلياء ماراح يأثر فيني "
" أنا احلا منك .."
صدّح صوت علياء في عقلها .. أبعدت يدّيها بقلك حيلة وصوت آخر يأتي من مكان ما " فيصل يكلمك عشان يقهر علياء "
وصوت آخر" ليش ماتصيري زي علياء ؟ جريئة وكُل الناس تحبّها ! وأنتِ بس جالسة في غرفتك ! دايم تكسفيني منك يا بتول "
جلست على السرير واحتضنت نفسها وترقرقت الدموع في عينيها ، مسحت دموعها وقالت " بكرى حيتغير كُل شي يابتول لازم تكوني مبسوطة "
استقامت متوجهه نحـوى النافذة مزيحة الستار لتظهر الحديقة المزينة بالمقاعد والطاولات الكثيرة والكوشة التي تتوسطها ، مثلما كانت تتوق تزينت الحديقة لأجل عقد قرانها في الغد ، أطالت النظّر في تفاصيل الطاولات المزينة بالستائر اللؤلؤية وّ الورود الموضوع في كل طاولة ، والكوشة المزينة بلؤلؤ أبيض والورد الوردي أعطى جمالية لا مثيل لها ، شعرت بطعم زقوم في حلقها ، تشعّر إن داخلها مهترئ هذه الليلة وإن سعادتها التي كانت تتباهى بها ماهي إلا واجهه لثقتها المهزوزة !
تراء لها ظِل يسيّر في الممر الفاصل .. صغرت عينيها تتعرف عليه .. إن " مّاجد " .. الغائب منذّ أسبوعان !
هل أتى ليحضر عقد قرانها ؟ ارتسمت بسمة شفيّة على مُحيّاها ، وشعّرت بشعور أشبه بالانتصار ! إن تزّوجت ستتخلص من هذا الرجّل وتأثيره عليها ! ، شعّرت بقليل من الثقة تعود إليها . . وّ هي تنظـر له وهو يقف عند إحدى الطاولات يتمعن فيها لثواني وقطف إحدى الورود .. ثم أكمل سيره وبيده ملف يمسكه بيده اليسرى !
عبسّت بضيّق " أش تبغى تخرب ورد الطاولات !" أغلقت الستائر . . وتوجهت نحـوى المرأة وتحدث بصوت عالي " اسمعي بتول لازم انتِ تكونين مبسوطة !!! لازم !!! عشان ماجد يعرف أنك مو بحاجة له !!!"
تنهدت تنهيدة عميقة ،غدا بمجرد إن توقع ستنسى موسى !
وستنسى تلك الحادثة ، ستدخل حياة جديدة برفقة " حامد "
بكل تأكيد !
تأوه قلبها وجعاً عندما تذكرت " موسى " ، هي تحاول إن تتناساه ، تحاول إن تنجرف خلف سعادته زائفة لكيّلا تفكر به ، ولكن قلبها لا يتوانى إن يذكرها به !
وضعت يديها على قلبها وقالت بوجع" بعرف ياقلبي أنك تُحبه ! وحتى لو تزوجت افضل الرجال ماراح تنساه ! بس هو ماهو لك .. ماهو لك ياقلبي "
.................................................. ...................
،
،
،
استلقت على سريرها بعدما خلعت الفستان ووضعته نصبّ عينيها ، تتمعن فيه وتفكر كيف سيكون الغد !
تأمل إن يكون كل شيء على ما يُرام !
أغمضت عينيها تُناشد النوم .. حتى تستيقظ بجسد نشيط ..
فُتح الباب على حين غرة واعتدلت وهي ترى والدّتها تدلف بوجهه مخطوف ، عقدة حاجبيها بتساؤل " اش فيه ياماما ؟"
اقتربت حتى جلست على حافة السرير وقالت " قومي من سريرك أبغا أكلمك في موضوع !"
برمت شفتيها بتساؤل ونهضت من السرير وجلست قبالتها على مقعد المنضدة " اش فيه ياماما !!!"
فرضت يديها وشتت ناظّريها " اممم معرف .. كيف أخبرك"
" اش فيه ياماما خوفتيني !!!!"
بللت شفتيها وقالت بتوتر " والله ماكُنت ابغا اقلك بس ماهي أحد غيري أساسًا !"
تأففت" ماما ممكن تقولي وتريحيني ؟"
قضمّت شفتيها ونظرت إليها بتوجس " ملكتك أنلغت "
شهقت بإجفال وانصبت وهي ترتعد " اش تقولي ؟؟؟؟؟ أنلغت ؟؟؟ ليش ؟ ليش ؟ ليش ؟ كيف تجين تقولي لي كدا انلغت ؟؟؟؟ شلون "
" اهدي اهدي يابتول وأنا راح افهمك "
مسكت رأسها وهي تشعّر بالأعياء" كيف تبيني أهدا ؟ ماما من جدك ؟؟؟؟؟؟؟ كيف كيف انلغت كدا ؟؟؟" وابتلعت ريّقها " شلون يعني سليمان رفض يتزوجني ؟"
طال صمت والدّتها وصرخت بحرقه"ماما قولي خبريني !!!!!!!"
" طيب اهدأي !!!! ماجد .. ماجد سئل عن الرجّال .. وطول مو كويس !!! هو ..."
قاطعتها بعدم تصديق " وعشان السيد ماجد سئل عنه وطلع مو كويس تنلغي ؟؟؟ كذا باردة مبردة ؟؟؟"
" من هوا عشان تنلغي الملكة؟؟؟؟"
وتوجهت لخارج الغرفة قائلة" وربي مارح أعدي هالموضوع وربي "
صرخت والدّتها " بتول بتول فين رايحة؟؟ "
تجاهلت نداء والدّتها وتوجهت إلى غرفته وهي تشعـربإن قديمها ترتجف .. وكذلك قلبها !
لا ترى طريقها من شدة غضبها . . وفتحت غرفته دون اهتمام لنداء والدّتها و لا إلى الحدود المفروضة بينها وبينه !
.................................................. .................................................. ..........
تم


الريم ناصر متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 07:13 AM   #604

asaraaa

? العضوٌ??? » 438872
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 188
?  نُقآطِيْ » asaraaa is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله ✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-05-22 الساعة 05:34 PM
asaraaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 01:12 PM   #605

عهددا

? العضوٌ??? » 408397
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » عهددا is on a distinguished road
افتراضي

جمااااااااااااااااااااااا ااااال

عهددا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 02:32 PM   #606

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتم بأحسن حال
اخيراً انكشف المستور وعرفت إبتسام عن حقيقة وضع وليد
لكن صدق وليد كان مسحور أو معنيون
مثايل اتمني نعيش حياة حقيقية مع عبد الله لانه يستاهل
ابو متعب لا تعليق💣
ام متعب ودي اصفق لها ام حقيقية ما رضيت على ولدها الإهانة 👏👏👏👏👏👏
كتبت رد طويل لكن امسح لان لي مدة طويلة وانا على هذي الصفحه😫


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 10:09 PM   #607

شقف الزمان

? العضوٌ??? » 478041
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » شقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond reputeشقف الزمان has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير
وينعاد عليكم رمضان والعيد بكل خير 🎈❤️

فارس>>>
مسكين رحمته شايل هم اخته مايستاهل الي صار له من الحية الرقطى!!

ميرال >>>
اغثثثثثث مخلوقة تمشي على الأرض 😷
قرررررررف يقرفك ياحقووووودة
اتمنى مايتزوجها فارس
ياليت ابتسام تدري عن سواد وجهها وتقطع علاقتها فيها!!

ابتسام >>>
بلا مصااااخة عاااد
مافيه شيء يستدعي الشفقة
خليه ينقلع
قطيعة تقطعه!!
فاقد الذاكرة والا مو فاقدها
ماله اي مبرر!!

ابو متعب >>>
🤒 تدري يا السطحي ام بتول لااااايقه عليك
روح تزوجها!!
الله يغثك ان شاء الله وينصر متعب عليك
وتطارد وراه تدور رضاه ولاتلقاه!

متعب>>>
هذا الي ينقال صابته العيون موب الوليد الغثيث!!
ان شاء الله يلاقي وظيفة راتبها عالي
ويغتني ولايدري ابوه الا من الناس
احس انه بيتزوج منيرة بنت العلة مايتسمى 🤕


شقف الزمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-22, 10:50 PM   #608

Julya

? العضوٌ??? » 389489
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 994
?  نُقآطِيْ » Julya is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررررررررررررررررررر را

Julya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-22, 12:20 AM   #609

لطيفة.م
 
الصورة الرمزية لطيفة.م

? العضوٌ??? » 491554
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 366
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » لطيفة.م is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخــير

كالعــادة يالـريم مبدعة فالســرد
فـصول مليئة بالأحداث وأجوبــة لمـاضي الشخصيات
ألحـين أقدر أقول إن مــا يعيشـه أبطال الرواية من تخبطــات بسبب مـاضيهم ... المـاضي مهم لبنـاء الحـاضر بسلبياته وإيجابيته ... نحن اليــوم بشخصياتنا ومشاعرنــا نتيجـة لأحداث حصلت فالمـاضي سواء كانت مفرحـه أو محزنـة ...

"بتــول"
تعيـش في إطار عدم الثــقة بسبب والدتهــا و البيئة المحيـطة المتمثله في ( عليــاء)... أحزن عليـها لان شخصية كشخصية بتول موجودة فالواقـع ... ثقة الإنسان بنفسه لو انهزت صعب إنها ترجـع خـاصة إذا تنامـى معاه الشعور منذ الصغر ... لأن الشخص لو كبــر وهو متعرض لأي موقف دائمـا يرجع لنقطـة البداية في موضوع الثقة ... هو بنفسه راح يقلل من قيمـه نفسه ويستصغرها خاصة إذا قارن نفسه بـأحد ثاني فهو دائمـاً يبحث عن عيوبه ويسلط الضوء عليها ... الكثير من البيوت تعاني من أم أو أب بقصد أو غير قصد يـُفضلوا أحد أبنائهم عن الآخرين غير مدركين بتبعات هذا الشي على نفسية الأبن أو الابنه ...

بتول للأسف مالها أي شخصـية تأثرت بكلام أمها السلبي إللي نشـأت عليه وهالشي سيطر على حياتها ... وعلـياء ما قصرت فيها تعرف نقـاط ضعفها وتتعمد تأذيهــا ... دائمـا تلجـأ للهروب بداية من سفرها للدراسة واستقرارها فالخارج لفترة طويلـة ... والأن بالزواج من أي أحد من غير تفكير ... بتول ما تفكر بواقعـيه أو نضوج تفكيرها محصور فالـماضي وحب المـاضي وموسـى ... المفترض إنها تواجه نفسها وتغيرمن تفكيرها وتبني لهــا شخصية جديدة تواجه فيها الحياة الواقعية وتلتفت لنفسها هي ما تحتاج أحـد يعزز من ثقتها في نفسهــا هي فقط تحتاج إنها تضع نفسها وسلامتها النفسية فالمقام الأول ..

مـاجد شخصية غامضه نوعاً مــا ولكن اختلاف شخصيته عن اخوتــه بسبب طفولتـه هو عاش عنده جـده لسنوات عديدة ... فالبعد بينه وبين أخوته شكل هذا الفتور بينهم

"مثـايل"
مـا ألومها على رده فعلها من أهلــها ... هي تدور أحـد تلقي اللوم عليه بسبب حياتها ... تحتاج أحد تلومه على فشل حياتها الزوجيـه ... خـاصة إن والدها طرف في هذا الفشل وعبدالله الطرف الثاني ... هي خطـأت واليوم تعيش نتيجة أخطائهــا ... حياتها مع عبدالله وسيلة هروبهــا من سلبية أهلها ... المفترض عقب كل هالسنين والدها يسامحها عالأقل يكون بينهم حوار ... عقلية والدها متمسكة بذنب المـاضي ولا أعـطى فرصة إنه يسمعها يعرف أسبابها ويكون قريب منها أو حتى يشوف تغيرهــا ... وهالشـيء بالمقابل أثر على حيـاة البنات الصغــار ...
أسوأ شي لمــا تحاول تلجـأ لأهلك وبالمقابل أهلك يذكروك بأخطاءك فيما سبق ومتمسكين فيها

بسام و طيـش الشباب أذى عوائـل كثيرة وقطع علاقات ... ما أقدر أقول إنه دفع ثمـن أخطاءه ... لأن مما وضح عائلة مثايل هي الأكثر ضرراً ... وهـيا الأخرى انقطعت علاقتها مع عائلـة صديقتها جميلة وتـأزمت واضطرت إنها تترك بيتها ... وبالمقابل بسـام درس وتخرج وتوظف حياة طبيعية ...
مشـاعره الحالية لا ترمم أحداث المـاضي ...

" ابتـسام "
ضحية العنف ... الحـلو في شخصيتهـا إنها بالأخير وقفت على رجلها و تسعـى إنها تبني حياتها من جديــد ... الفرق بينها وبين مثايل وبتول إن أهلها يدعموها وواقفين بصفهـا (حقيقي من قال الأهـل سنـد ) ... أتوقع أكثر ما ألمها هو خسارتـها لطفلهـا أكثر من الأذي الجسدي والضرب ...
الألم الجسدي ينتسى ولكن الألم النفسي المـصاحب لـه يستوطن الذكريات ...

الـوليـد ما قدرت ألتمس له العذر لأن لولا الحـادث وقضاء الله وقدره كانت شخصيته لازالت نفس ما هي ... عـذر العــين غير كافي لأربــطه بمقدار الألم اللي سببه لابتسام ... ممكن مرض نفسي أو اكتئاب حاد بسبب وظيفته أو حدث في طفولته مرتبط بالخيانة أنسب عذر لحالتــه ...



"متعب"
شخصـيه ألمتنــي ... لأنها موجودة فالواقــع ... الإنسان ما يختـار قدره ولكن النـاس تلومـه ... تعيش عالمظاهر فتستصغره ... ما تنظر للجانب الإيجابي إنه يسعى لرزقه بالحـلال ... بالعكــس النظرة السلبية المُحبطـه ...


ابدعـتي كاتبتنا فالكتابة ونقل المـشاعر ... في انتظار الفصل القادم
دمتــي بود


لطيفة.م غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-22, 01:04 AM   #610

وريفف

? العضوٌ??? » 494271
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » وريفف is on a distinguished road
افتراضي

جمييييييييييييل

وريفف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.