آخر 10 مشاركات
داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          عيد ميلاد لا ينسى(101) قلوب نوفيلا(حصريا)ف.الزهراء عزوز*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          1- أهواك - شارلوت لامب * (الكاتـب : فرح - )           »          111 - سقوط الأقنعة - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة ** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12256Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-22, 07:47 AM   #91

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي


أنا جايالك ورقبتي قد السستمة وضميري مأرنبني
من وسط معمعة الكلية والرواية عندي بريڤيو سوبر، جئتُ لكِ بريڤيو سوبر لوكس👍

بسم الله❤️
مقابلة سفيان وشادن كان فيها كم من المشاعر المختلطة من ناحيتهم هما الاتنين، شوق وقلق من ناحيتها، شوق ليه وقلق من رد فعله، وحرج وارتباك من ناحيته لأنه بقاله فترة طويلة بعيد عنها وعن عيلة صديق عمره .. بس أعتقد ان الشعور المشترك بينهم كان الحنين.
ويحضرني أبيات من الشعر لعيسى جرابا اللي كنت حابة أقيسهم على الموقف بينهم، لا سيما مع المكتوب في توقيع سفيان، والجملة اللي قالتها شادن "كم مرة ستجرحني بعد يا سفيان؟"
"‏مَا لِاعْتِذَارِكَ بَعْدَ هَجْرِكَ قِيمةٌ
‏جَفَّ الغَدِيرُ… وَمَاتَتِ الأَشْجَارُ!
القَلْبُ… أَنْتَ مَلَكْتَهُ… وَكَسَرْتَهُ
‏هَجْراً… أَتَجْبُرُ كَسْرَهُ الأَعْذَارُ؟!"
بس شادن (أو شادي) بنتنا كرامتها فوق ونفسها عزيزة لدرجة انه لو اتقدملها بكرة الصبح هتوافق عادي🌚😂😂
شادن بتغطي انفعالاتها ومشاعرها بطبقة عملية صلبة ظهرت في أول مقابلة بينها وبين سفيان، وكمان وقت النقاش الحاد اللي دار بينهم وقت ما الطفلين تعبوا .. واللي ظهر فيه ان سفيان بيغطي انفعالاته وشعوره بالغضب أو تمثيل اللامبالاة والابتعاد عن مصدر التشتت وإدرار العاطفة .. وأظن ده كان سبب بعده تمامًا عن عيلة نبيل بعد موته ..
بس نسأل الله ان الجزء اللي بدأ يصحى ويتحرك داخله بتململ ده يفوق بدري ويصحصح كده🌚
وصحيح .. أنا بحب العلاقة بين سفيان وإيلاف جدًا وفخر الأخير بأخوه ودعمه ومساعدته ليه دايمًا، سفره معاه من البداية وانه راح معاه للدكتور مع الولاد وجابلهم ألعاب، وتشجيعه وحضنه ليه بعد المباراة❤️
وكمان رغم ان سفيان كان عارف ان إيلاف كان موجود مع شادن في المطعم وقت ما الطفلين جربوا الأكل الصيني، إلا انه برضه وبخ شادن على تقصيرها علشان ده شغلها، وماعاتبش حتى إيلاف!

✨هل سمعتم عن بحرٍ يغرق؟✨
كتلة من المشاعر المفعمة بتقابل كتلة من الجمود .. او للقول بشكل أدق .. كتلة من المشاعر المفعمة بتقابل كتلة من المشاعر المكبوتة خلف قناع الجمود .. مشاعر بتؤلم صاحبها وبتؤلم اللي حواليه معاه لكنه مش قادر يتصرف ..
أمواج رغم كل محاولاتها إلا انها كل مرة بتعود بخفي حنين .. متخيلة حسرتها على اللي فات واللي وصلت له مع ولادها خصوصا بعد ما بنتها فضلت طول اليوم تتكلم عن نزهة بحرية غيرها بيروحوها مع ابهاتهم كل اسبوع مثلًا!
والأكيد انها ماهتمتش بالنزهة قد ما فرحت بوجود والدها معاها اللي بقى نادر في حياتها اللي انسحب عنها بشكل مبكر ومفاجئ وبكامل إراداته، وده بيزيد الأمر سوء..
أتمنى بحر يفوق شوية من اللي هو فيه عشان ده مش الوضع المريح إطلاقًا لا ليه ولا لعيلته، ويفكر بشكل أنضج لأن وجود زوجة و*أطفال* في حياته يخلي أمر انسحابه فيه شيء من الأنانية، ماينفعش يفكر ان ده لمصلحتهم .. عدم وجود أبوهم في حياتهم مستحيل يكون لمصلحتهم.
كان أولى يفضل معاهم ولو بشكل صوري لحد ما يقدر يتخطى الأمر بيهم ومعاهم .. الموضوع صعب وصعب جدًا لكن الهروب عمره ما كان حل!
عاجبك كده يعني لما تخلي اللي يسوى واللي مايسواش يتكلم عنك وعن مراتك؟ ينفع يتقال عليك صيد ثمين من واحدة ماتسواش تلاتة مليم؟ ينفع؟


"تبا لكِ يا ذكرى.. غادرتِ بعد أن أطلقتِ لعنة تبعثرت آثارها في المكان لتحجب عني أي شعور بالفرح بعدكِ.."
"لم يسكنني الخوف قط إلا حين غادرتِ أنتِ."


"لقد حصلت على الدكتوراة فقط كي أحقق حلمي الذي تنازلت عنه مرتين من قبل.."
"أظن أنه حان الوقت لكي أعثر على رجل يراني كافية ويجعلني عالمه كله.."
"لمَ لست في الداخل مع باقي المدعوين الذين يليقون بمكانتك العالية؟"
"تركت لك خيوطي تحركها كيفما تشاء، فلا أرقص إلا على إيقاع نغماتك المغوية، لكن رقصتي لم تكن سوى رقصة وجع مزقت قدمي وأنهكت خصري.."

أظن الخيوط بدأت توضح بالتدريج .. حتى الآن الظاهر علاقة مهدِرة للطاقة ومهلكة للمشاعر بين ذكرى وآدم ، أكاد أجزم أن والدته طرف أساسي فيها🙂
رغم اني حسيت ان آدم توكسيك ومتعاطفة مع ذكرى جدًا، إلا اني مش عارفة اقاوم احساس طفيف بالشفقة ناحية آدم، ربما يكون فيه جزء مانعرفوش في الحكاية .. ربما يكونوا الاتنين ضحايا بشكلٍ ما .. غير ان الشخص الغلط خصوصا لما بيكون غلطه ليه علاقة بأسلوب تنشئته بيكون حاله يدعو للشفقة فعلا، ويالهوي لما الغلطة تخلف وجع قلب!
لكني مع ذلك شايفة ان شخصيته متعجرفة جدًا، والعجرفة متأصلة جواه لدرجة انه حتى وهو رايحلها بدافع الشوق برضه مش حاسس بندم وبيتكلم من مناخيره!
والأفدح حتى وهو بيكلم نفسه بيقول "تبًا لكِ يا ذكرى" واللي هو الملاك البريىء وكده😂😂😂
ياخي يا رب أطلع ظالماك ياخي🤦🏻‍♀️😂
مستنية أعرف تفاصيل حكايتهم قبل الطلاق، وكمان هيصلحوا الفجوة اللي بقت بينهم ازاي .. مع انه واضح جدا ان الاتنين لسه بيحبوا بعض، وفي لقاءاتهم بينطحوا بعض!

زهور وساري لما سيرتهم بتيجي بحس اني هدمع .. يا تجيبي حد يعوضهم حالًا يا تصحي نبيل يا مروة معلش🙂
ماعرفتينيش وانا بتكلم بالجدية والعُمق دول!
فاجئتك صح؟ طب ما تجوزيني لوفي بقى🥺👈👉

نهايةً تسلم ايدك على الفصل الأكثر من رائع، ومستنية الجاي بشوق❤️❤️❤️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 02:42 PM   #92

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة محمد عبدالقادر مشاهدة المشاركة
أنا جايالك ورقبتي قد السستمة وضميري مأرنبني
من وسط معمعة الكلية والرواية عندي بريڤيو سوبر، جئتُ لكِ بريڤيو سوبر لوكس👍

بسم الله❤️
مقابلة سفيان وشادن كان فيها كم من المشاعر المختلطة من ناحيتهم هما الاتنين، شوق وقلق من ناحيتها، شوق ليه وقلق من رد فعله، وحرج وارتباك من ناحيته لأنه بقاله فترة طويلة بعيد عنها وعن عيلة صديق عمره .. بس أعتقد ان الشعور المشترك بينهم كان الحنين.
ويحضرني أبيات من الشعر لعيسى جرابا اللي كنت حابة أقيسهم على الموقف بينهم، لا سيما مع المكتوب في توقيع سفيان، والجملة اللي قالتها شادن "كم مرة ستجرحني بعد يا سفيان؟"
"‏مَا لِاعْتِذَارِكَ بَعْدَ هَجْرِكَ قِيمةٌ
‏جَفَّ الغَدِيرُ… وَمَاتَتِ الأَشْجَارُ!
القَلْبُ… أَنْتَ مَلَكْتَهُ… وَكَسَرْتَهُ
‏هَجْراً… أَتَجْبُرُ كَسْرَهُ الأَعْذَارُ؟!"
بس شادن (أو شادي) بنتنا كرامتها فوق ونفسها عزيزة لدرجة انه لو اتقدملها بكرة الصبح هتوافق عادي🌚😂😂
شادن بتغطي انفعالاتها ومشاعرها بطبقة عملية صلبة ظهرت في أول مقابلة بينها وبين سفيان، وكمان وقت النقاش الحاد اللي دار بينهم وقت ما الطفلين تعبوا .. واللي ظهر فيه ان سفيان بيغطي انفعالاته وشعوره بالغضب أو تمثيل اللامبالاة والابتعاد عن مصدر التشتت وإدرار العاطفة .. وأظن ده كان سبب بعده تمامًا عن عيلة نبيل بعد موته ..
بس نسأل الله ان الجزء اللي بدأ يصحى ويتحرك داخله بتململ ده يفوق بدري ويصحصح كده🌚
وصحيح .. أنا بحب العلاقة بين سفيان وإيلاف جدًا وفخر الأخير بأخوه ودعمه ومساعدته ليه دايمًا، سفره معاه من البداية وانه راح معاه للدكتور مع الولاد وجابلهم ألعاب، وتشجيعه وحضنه ليه بعد المباراة❤️
وكمان رغم ان سفيان كان عارف ان إيلاف كان موجود مع شادن في المطعم وقت ما الطفلين جربوا الأكل الصيني، إلا انه برضه وبخ شادن على تقصيرها علشان ده شغلها، وماعاتبش حتى إيلاف!

✨هل سمعتم عن بحرٍ يغرق؟✨
كتلة من المشاعر المفعمة بتقابل كتلة من الجمود .. او للقول بشكل أدق .. كتلة من المشاعر المفعمة بتقابل كتلة من المشاعر المكبوتة خلف قناع الجمود .. مشاعر بتؤلم صاحبها وبتؤلم اللي حواليه معاه لكنه مش قادر يتصرف ..
أمواج رغم كل محاولاتها إلا انها كل مرة بتعود بخفي حنين .. متخيلة حسرتها على اللي فات واللي وصلت له مع ولادها خصوصا بعد ما بنتها فضلت طول اليوم تتكلم عن نزهة بحرية غيرها بيروحوها مع ابهاتهم كل اسبوع مثلًا!
والأكيد انها ماهتمتش بالنزهة قد ما فرحت بوجود والدها معاها اللي بقى نادر في حياتها اللي انسحب عنها بشكل مبكر ومفاجئ وبكامل إراداته، وده بيزيد الأمر سوء..
أتمنى بحر يفوق شوية من اللي هو فيه عشان ده مش الوضع المريح إطلاقًا لا ليه ولا لعيلته، ويفكر بشكل أنضج لأن وجود زوجة و*أطفال* في حياته يخلي أمر انسحابه فيه شيء من الأنانية، ماينفعش يفكر ان ده لمصلحتهم .. عدم وجود أبوهم في حياتهم مستحيل يكون لمصلحتهم.
كان أولى يفضل معاهم ولو بشكل صوري لحد ما يقدر يتخطى الأمر بيهم ومعاهم .. الموضوع صعب وصعب جدًا لكن الهروب عمره ما كان حل!
عاجبك كده يعني لما تخلي اللي يسوى واللي مايسواش يتكلم عنك وعن مراتك؟ ينفع يتقال عليك صيد ثمين من واحدة ماتسواش تلاتة مليم؟ ينفع؟


"تبا لكِ يا ذكرى.. غادرتِ بعد أن أطلقتِ لعنة تبعثرت آثارها في المكان لتحجب عني أي شعور بالفرح بعدكِ.."
"لم يسكنني الخوف قط إلا حين غادرتِ أنتِ."


"لقد حصلت على الدكتوراة فقط كي أحقق حلمي الذي تنازلت عنه مرتين من قبل.."
"أظن أنه حان الوقت لكي أعثر على رجل يراني كافية ويجعلني عالمه كله.."
"لمَ لست في الداخل مع باقي المدعوين الذين يليقون بمكانتك العالية؟"
"تركت لك خيوطي تحركها كيفما تشاء، فلا أرقص إلا على إيقاع نغماتك المغوية، لكن رقصتي لم تكن سوى رقصة وجع مزقت قدمي وأنهكت خصري.."

أظن الخيوط بدأت توضح بالتدريج .. حتى الآن الظاهر علاقة مهدِرة للطاقة ومهلكة للمشاعر بين ذكرى وآدم ، أكاد أجزم أن والدته طرف أساسي فيها🙂
رغم اني حسيت ان آدم توكسيك ومتعاطفة مع ذكرى جدًا، إلا اني مش عارفة اقاوم احساس طفيف بالشفقة ناحية آدم، ربما يكون فيه جزء مانعرفوش في الحكاية .. ربما يكونوا الاتنين ضحايا بشكلٍ ما .. غير ان الشخص الغلط خصوصا لما بيكون غلطه ليه علاقة بأسلوب تنشئته بيكون حاله يدعو للشفقة فعلا، ويالهوي لما الغلطة تخلف وجع قلب!
لكني مع ذلك شايفة ان شخصيته متعجرفة جدًا، والعجرفة متأصلة جواه لدرجة انه حتى وهو رايحلها بدافع الشوق برضه مش حاسس بندم وبيتكلم من مناخيره!
والأفدح حتى وهو بيكلم نفسه بيقول "تبًا لكِ يا ذكرى" واللي هو الملاك البريىء وكده😂😂😂
ياخي يا رب أطلع ظالماك ياخي🤦🏻‍♀️😂
مستنية أعرف تفاصيل حكايتهم قبل الطلاق، وكمان هيصلحوا الفجوة اللي بقت بينهم ازاي .. مع انه واضح جدا ان الاتنين لسه بيحبوا بعض، وفي لقاءاتهم بينطحوا بعض!

زهور وساري لما سيرتهم بتيجي بحس اني هدمع .. يا تجيبي حد يعوضهم حالًا يا تصحي نبيل يا مروة معلش🙂
ماعرفتينيش وانا بتكلم بالجدية والعُمق دول!
فاجئتك صح؟ طب ما تجوزيني لوفي بقى🥺👈👉

نهايةً تسلم ايدك على الفصل الأكثر من رائع، ومستنية الجاي بشوق❤️❤️❤️
ااريفيو فعلا سوبرلوكس ومحتاج تعليق يليق بيه.. فانا همخمخ كده وارد عليكي بس حبيت اشكرك جدا جدا ع الكلام ده


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 02:56 PM   #93

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

شكرا وردة على تعليقك
حصل مشكلة ف الرد ومش عارفة اعمل اقتباس لكلامك.. سعيدة بمتابعتك


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 05:43 PM   #94

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة محمد عبدالقادر مشاهدة المشاركة
أنا جايالك ورقبتي قد السستمة وضميري مأرنبني
من وسط معمعة الكلية والرواية عندي بريڤيو سوبر، جئتُ لكِ بريڤيو سوبر لوكس👍

بسم الله❤️
مقابلة سفيان وشادن كان فيها كم من المشاعر المختلطة من ناحيتهم هما الاتنين، شوق وقلق من ناحيتها، شوق ليه وقلق من رد فعله، وحرج وارتباك من ناحيته لأنه بقاله فترة طويلة بعيد عنها وعن عيلة صديق عمره .. بس أعتقد ان الشعور المشترك بينهم كان الحنين.
ويحضرني أبيات من الشعر لعيسى جرابا اللي كنت حابة أقيسهم على الموقف بينهم، لا سيما مع المكتوب في توقيع سفيان، والجملة اللي قالتها شادن "كم مرة ستجرحني بعد يا سفيان؟"
"‏مَا لِاعْتِذَارِكَ بَعْدَ هَجْرِكَ قِيمةٌ
‏جَفَّ الغَدِيرُ… وَمَاتَتِ الأَشْجَارُ!
القَلْبُ… أَنْتَ مَلَكْتَهُ… وَكَسَرْتَهُ
‏هَجْراً… أَتَجْبُرُ كَسْرَهُ الأَعْذَارُ؟!"
بس شادن (أو شادي) بنتنا كرامتها فوق ونفسها عزيزة لدرجة انه لو اتقدملها بكرة الصبح هتوافق عادي🌚😂😂
شادن بتغطي انفعالاتها ومشاعرها بطبقة عملية صلبة ظهرت في أول مقابلة بينها وبين سفيان، وكمان وقت النقاش الحاد اللي دار بينهم وقت ما الطفلين تعبوا .. واللي ظهر فيه ان سفيان بيغطي انفعالاته وشعوره بالغضب أو تمثيل اللامبالاة والابتعاد عن مصدر التشتت وإدرار العاطفة .. وأظن ده كان سبب بعده تمامًا عن عيلة نبيل بعد موته ..
بس نسأل الله ان الجزء اللي بدأ يصحى ويتحرك داخله بتململ ده يفوق بدري ويصحصح كده🌚
وصحيح .. أنا بحب العلاقة بين سفيان وإيلاف جدًا وفخر الأخير بأخوه ودعمه ومساعدته ليه دايمًا، سفره معاه من البداية وانه راح معاه للدكتور مع الولاد وجابلهم ألعاب، وتشجيعه وحضنه ليه بعد المباراة❤️
وكمان رغم ان سفيان كان عارف ان إيلاف كان موجود مع شادن في المطعم وقت ما الطفلين جربوا الأكل الصيني، إلا انه برضه وبخ شادن على تقصيرها علشان ده شغلها، وماعاتبش حتى إيلاف!

✨هل سمعتم عن بحرٍ يغرق؟✨
كتلة من المشاعر المفعمة بتقابل كتلة من الجمود .. او للقول بشكل أدق .. كتلة من المشاعر المفعمة بتقابل كتلة من المشاعر المكبوتة خلف قناع الجمود .. مشاعر بتؤلم صاحبها وبتؤلم اللي حواليه معاه لكنه مش قادر يتصرف ..
أمواج رغم كل محاولاتها إلا انها كل مرة بتعود بخفي حنين .. متخيلة حسرتها على اللي فات واللي وصلت له مع ولادها خصوصا بعد ما بنتها فضلت طول اليوم تتكلم عن نزهة بحرية غيرها بيروحوها مع ابهاتهم كل اسبوع مثلًا!
والأكيد انها ماهتمتش بالنزهة قد ما فرحت بوجود والدها معاها اللي بقى نادر في حياتها اللي انسحب عنها بشكل مبكر ومفاجئ وبكامل إراداته، وده بيزيد الأمر سوء..
أتمنى بحر يفوق شوية من اللي هو فيه عشان ده مش الوضع المريح إطلاقًا لا ليه ولا لعيلته، ويفكر بشكل أنضج لأن وجود زوجة و*أطفال* في حياته يخلي أمر انسحابه فيه شيء من الأنانية، ماينفعش يفكر ان ده لمصلحتهم .. عدم وجود أبوهم في حياتهم مستحيل يكون لمصلحتهم.
كان أولى يفضل معاهم ولو بشكل صوري لحد ما يقدر يتخطى الأمر بيهم ومعاهم .. الموضوع صعب وصعب جدًا لكن الهروب عمره ما كان حل!
عاجبك كده يعني لما تخلي اللي يسوى واللي مايسواش يتكلم عنك وعن مراتك؟ ينفع يتقال عليك صيد ثمين من واحدة ماتسواش تلاتة مليم؟ ينفع؟


"تبا لكِ يا ذكرى.. غادرتِ بعد أن أطلقتِ لعنة تبعثرت آثارها في المكان لتحجب عني أي شعور بالفرح بعدكِ.."
"لم يسكنني الخوف قط إلا حين غادرتِ أنتِ."


"لقد حصلت على الدكتوراة فقط كي أحقق حلمي الذي تنازلت عنه مرتين من قبل.."
"أظن أنه حان الوقت لكي أعثر على رجل يراني كافية ويجعلني عالمه كله.."
"لمَ لست في الداخل مع باقي المدعوين الذين يليقون بمكانتك العالية؟"
"تركت لك خيوطي تحركها كيفما تشاء، فلا أرقص إلا على إيقاع نغماتك المغوية، لكن رقصتي لم تكن سوى رقصة وجع مزقت قدمي وأنهكت خصري.."

أظن الخيوط بدأت توضح بالتدريج .. حتى الآن الظاهر علاقة مهدِرة للطاقة ومهلكة للمشاعر بين ذكرى وآدم ، أكاد أجزم أن والدته طرف أساسي فيها🙂
رغم اني حسيت ان آدم توكسيك ومتعاطفة مع ذكرى جدًا، إلا اني مش عارفة اقاوم احساس طفيف بالشفقة ناحية آدم، ربما يكون فيه جزء مانعرفوش في الحكاية .. ربما يكونوا الاتنين ضحايا بشكلٍ ما .. غير ان الشخص الغلط خصوصا لما بيكون غلطه ليه علاقة بأسلوب تنشئته بيكون حاله يدعو للشفقة فعلا، ويالهوي لما الغلطة تخلف وجع قلب!
لكني مع ذلك شايفة ان شخصيته متعجرفة جدًا، والعجرفة متأصلة جواه لدرجة انه حتى وهو رايحلها بدافع الشوق برضه مش حاسس بندم وبيتكلم من مناخيره!
والأفدح حتى وهو بيكلم نفسه بيقول "تبًا لكِ يا ذكرى" واللي هو الملاك البريىء وكده😂😂😂
ياخي يا رب أطلع ظالماك ياخي🤦🏻‍♀️😂
مستنية أعرف تفاصيل حكايتهم قبل الطلاق، وكمان هيصلحوا الفجوة اللي بقت بينهم ازاي .. مع انه واضح جدا ان الاتنين لسه بيحبوا بعض، وفي لقاءاتهم بينطحوا بعض!

زهور وساري لما سيرتهم بتيجي بحس اني هدمع .. يا تجيبي حد يعوضهم حالًا يا تصحي نبيل يا مروة معلش🙂
ماعرفتينيش وانا بتكلم بالجدية والعُمق دول!
فاجئتك صح؟ طب ما تجوزيني لوفي بقى🥺👈👉

نهايةً تسلم ايدك على الفصل الأكثر من رائع، ومستنية الجاي بشوق❤️❤️❤️

أولا يا بطة مفيش بيننا اعتذرات.. انا عارفة انك مشغولة بروايتك وبالدراسة.. ربنا يكون في عونك وشكرا انك اقتطعتي من وقتك علشان تكتبيلي حاجة تديني بيها دعم وثقة اني اكمل وانتي عارفة حالتي النفسية

تفسيرك لمشاعر سفيان وشادن والشعر الرائع اللي أضفتيه.. بجد اناا هقولك شابوو.. وفعلا تصرفات سفيان بجفاء وجلافة تجاه اللي حواليه بيعتبرها درع يحمي نفسه بيه من انه يحس لانه خسر كتير.. وانتي رائعة لانك ربطتي توقيع الشخصية بتصرفاتها.. نفس الكلام ينطبق على جمود بحر مع اسرته
سفيان وبحر الاتنين ضحايا.. بس كل واحد اتاثر بالكارثة بطريقة مختلفة غير طبيعة شخصيته اللي فرضت عليه رد فعل مختلف.. يعني الاتنين عندهم نفس المرض النفسي.. انما اعراضه ارتبطت بتاريخ كل واحد منهم وظروف حياته وطبيعة شخصيته ومدى تأثره باللي حواليه وتأثيره عليهم..

بحر دلوقتي اللي هو عامله.. انه سايب التيارات تسحبه ومستسلم تماما بس هو شايف انه اكبر انجاز عمله انه بعد عن امواج والطفلين.. رغم ان كل اللي حواليه بيقولوله قرارك خاطئ.. بس محدش شاف اللي هو شافه علشان كده كلامهم مش مأثر فيه لان هو بحساباته.. ده التصرف اللي ف مصلحتهم.. مش فكرة انه مريح دماغه منهم.. لا الفكرة بالنسباله.. انت ف امان.. بعيد عني انه هو نفسه اكبر خطر عليهم


ادم وذكرى حكايتهم طويلة وممتدة وفيها اكتر من طبقة كده عاملة زي تورتة الفورسيزون فخلينا نشوف كل طبقة مخبية ايه وهل علاقتهم قابلة للرأب
خلينا برضه نسال سؤال: هل ادم كان توكسيك كليا بالنسبة لذكرى.. ولا هي برضه جياله ومعاها باكدج تقيل معرفوش هما الاتنين يتعاملوا معاه؟؟

زهو.. نموذح للانسان اللي بكل بساطة "بخته كده" يعني معملش حاجة وحشة ومأذاش حد ومش شخصية مزعجة.. ولكن باختصار ده نصيبها.. هنشوف بقى هتتعامل مع قدرها ازاي.. وايه اللي ربنا شايله ليها


شكرا ليكي يابطوط انا ممتنة جدا لكلامك ومتابعتك


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:10 PM   #95

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
1111 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم الأول

القصاصة الرابعة

(والقائد المنهزم يحتاج لانتصار)


لم تكن الحياة سهلة يوما، وإنما هي سلسلة من الاختبارات التي تستفز مشاعرنا وتستنفر ضمائرنا وقدراتنا.. وتقيّم رضاءنا بالقدر..

الشجاع من يجاسر الحياة في كل مواجهة، فيقابلها بندية مقاتل وبأس ملك جبار وصبر فيلسوف حكيم..

والذكي من يهادنها، فيستسلم حين يكون بأضعف حالاته ثم يستجمع قواه ويقف في مواجهتها من جديد أملا في الانتصار في الجولة التالية..

أما الناجح، فهو من يتعلم من أخطائه ويحدد نقاط ضعفه بوضوح ويسعى لتقويتها، فلا يستسلم أبدا عند الهزيمة، لأنه يعلم جيدا أن الحياة عبارة عن محطات، إذا وقف في إحداها، سيفوته القطار ويمر به العمر وهو مازال قابعا مكانه..

وهناك من تضعهم الحياة في موقع المسئولية والقيادة، وهؤلاء لا يحملون أحلامهم فقط على أكتافهم، بل ويسعون لدفع تابعيهم أيضا في الطريق الصحيح لكي يحققوا أحلامهم أيضا، فهم القدوة ومصدر الإلهام والدعم لمن حولهم..

والقائد حين ينهزم، يهتز شيئا بداخله فتضطرب رؤيته للحاضر ويختل منظوره للمستقبل، فيظل تائها لبعض الوقت باحثا عن انتصار جديد يعيده من جديد على طريق النجاح والإنجاز..

فالهزيمة ليست نهاية المطاف، ولكنها عثرة تدفع به إلى منعطف يعطله عن طريقه، فيكون عليه اجتيازه للعودة إلى مساره الصحيح بعد أول انتصار يقبض عليه بكل عزم..

ولهذا، فإن كل ما يحتاجه القائد المنهزم ليعود بطلا، هو مجرد انتصار..



سفيان عاصم مرتجي قائدٌ بالفطرة، ولذلك فهو لا يستطيع الجلوس مستكينا دون أن يكون أمامه هدفا يسعى لتحقيقه..

من ينتشي بالنجاح، وتزدهر حواسه بالإنجاز لن يقبل بالهزيمة، ولن يسمح لها أن تحدد حياته المقبلة.. بل سيضعها في مكانها الصحيح.. مجرد كبوة تدفعه لدراسة المستجدات والسعى من جديد نحو القمة..

القائد يمتلك الحنكة لوضع الخطة والمرونة لتنفيذها، وأول خطوة نحو الإنجاز هي توفير الأدوات اللازمة..

وحين تقاعد سفيان من القوات المسلحة، انشغل جزئيا بتأهيل نفسه بعد بتر ذراعه الأيمن، وبعدها وضعه خطته وبدأ التنفيذ.. فقد اعتنى بتدريب نفسه بمساعدة متخصصين بالطبع على استخدام ذراعه الأيسر بمرونة وفاعلية.. لم يرزح طويلا تحت مطرقة اليأس لفقدانه أحد أطرافه، بل درس الموقف وبدأ بوضع البدائل فورا..

وبرغم كل الخسائر التي مُني بها تباعا في تلك الفترة، فإنه عزم على تربية توأمه بدون تدخل أفراد أسرته، مقررا فقط الاستعانة بمربيات وجليسات بالطبع.. كيلا يثقل على أرملة أبيه أو عائلة زوجته الراحلة بتحمل تلك المسئولية..

وحين شعر أن تلك المسؤوليات لم تنجح كليا في إشباع الهوة السحيقة بداخله منذ ترك الجيش، قرر – كرجل لا يجيد شيء سوى السعي والعمل والإنجاز - أن يبحث عن هدف آخر يشغل به وقته ويعيد لنفسه التوازن بدلا من أن يقتل نفسه بالتفكير ورثاء الذات..
يكفيه ما يمر به بحر الآن بمنأى عنه..

إن كان هناك أمل لعودة بحر لحالته الطبيعية، فإن ذلك لن يحدث قبل أن ينهض سفيان نفسه، لأن بحر ينظر له كقائده وقدوته..

بحر الذي يصغره بما يقرب من تسع سنوات، اعتاد أن يسترشد بتعليماته ويستنير بخبرته.. والآن وقد تركه وحده تأكل الهزيمة روحه وينحر اليأس قلبه، فإنه لا يمتلك سوى أن ينظر لنفسه كقائد فاشل وصديق سيء لم يكن متواجدا بظهره حين وقع..

والقائد حين يستوجب عليه العودة لإرشاد تلامذته من جديد، فإن عليه أن ينتشل نفسه أولا من عثراته.. لذا، فقد بدأ سفيان بمقابلة استشاري نفسي لمساعدته على التخلص من آثار ذلك اليوم المشئوم الذي فقد فقه ذراعه وصديق عمره نبيل وتعرض صديقهما بحر للاختطاف، ثم ما
تبعه من تعرض والده وزوجته لحادث سير أودى بحياتهما..

الاستشاري نصحه باستغلال لياقته البدنية العالية وبراعته في رياضتي التايكوندو والرماية اللتين كان يمارسهما لسنوات، في المنافسة بدورة الألعاب البارالميبية على أن يستغل العامين السابقين للبطولة للاهتمام بضبط وزنه وفقا لمتطلبات أوزان رياضة البارا التايكوندو، والتدريب على قوانين اللعبتين تكيفا مع درجة إعاقته.. فظل سفيان طوال العامين يعمل بجد إلى أن وصل إلى هنا..

المنافسات النهائية..
كانت أجواء التنافس في آخر أيام مسابقة الباراتايكوندو محتدمة للغاية، لكن سفيان كان في قمة تركيزه ولياقته، ونجح في هزيمة منافسه خلال عدة ثوانٍ فقط، ليتم إعلان وصوله للمباراة النهائية لينافس على الذهب..

حصل متنافسو المباراة النهائية في مختلف الأوزان على فترة راحة لعدة ساعات، حرص سفيان على تمضيتها داخل الجناح المخصص لإعداد للاعبي المنتخب الذين وصل أغلبهم بالفعل للمنافسات النهائية في الأوزان التي يتنافسون بها، حيث ظل يمارس تدريبات تهيئة للعضلات وأخرى للاسترخاء الذهني والتخلص من التوتر العصبي، إلى أن تم الإعلان عن تجهيز البساط من أجل متنافسي المباراة النهائية بكل وزن..

وحين خرج سفيان لموقعه، لمح في طريقه توأمه يمسكان بعلم مصر ويلوحان به بسعادة مع عمهما إيلاف الذي حرص على تلقينهما هتاف (مصر.. مصر.. مصر) لكي يهتفا به تزامنا مع صيحات عدد آخر من الجماهير أبناء الجالية المصرية في الصين وهونج كونج بالإضافة لأعضاء من بعثة مصر في اللعبات الأخرى والذين حضروا خصيصا لتشجيع أقرانهم خلال أوقات فراغهم بعد نهاية منافساتهم..

تمتم سفيان ببعض الأدعية مبتهلا أن يوفقه الله فيما سعى إليه، ثم رفع عينيه للسماء، وقال: "هذه من أجل نبيل الحلواني"..

بعدها صرخ سفيان محفزا نفسه بنبرة حماسية مرتفعة لكن لم ينتبه له أحد لشدة صخب الجماهير، قبل أن يطالع شادِن بنظرة غير مفسرة، ليجدها تهتف بحماس وتلوّح بالعلم مثلهم جميعا، حتى أنها أخذت تصفق بجنون حين تم الإعلان عن اسمه..

لم تدم المباراة النهائية لأكثر من ست دقائق، لكنها انتهت بفوز سفيان عاصم مرتجي بالميدالية الذهبية بعد أن نجح بركل منافسه ركلة مباغتة خاطفة أسقطته أرضا واحتُسبت له بنقطتين لتحسم الفوز له، لتتعالى صيحات الاحتفال من المشجعين، حتى أن إحدى السيدات تطوعت وأطلقت زغرودة مصرية مجلجلة أثارت دهشة وغبطة الحضور من مشجعي الدول الأخرى..

فور أن أعلن الحكم فورزه، ركض سفيان نحو مدربه الذي احتضنه ومنحه العلم لكي يحتفل به، فحمله وتوجه نحو مقصورة المشجعين لكي يحتضن شقيقه، ثم صغيريه التوأم، ثم فوجئ بنفسه يتحرك خطوتين ليغمر بعناق مماثل تلك الواقفة تشجع بفرحة حقيقية وذراعيها يضربان الهواء ابتهاجا، قبل أن ينتبه لجمودها أسفل ذراعه السليم برغم الضجيج الذي نتج عن تدافع ضربات قلبها، فأنزل يده بسرعة وتراجع خطوة محرجا، فيما ظلت هي مطرقة الوجه وقد كسا وجنتيها اللون الأحمر، لينتبه على إيلاف الذي ضرب بكفيه بفخر على كتفيه، فاستدار مسرعا بالعودة للمنصة انتظارا للحظة التتويج بالذهب..

في ذلك اليوم، حرصت شادن على ألا يجمعها أي موقف منفرد مع سفيان، حيث ظلت طوال الوقت تجلس إلى جوار إيلاف خلال رعايتها للطفلين، بينما انزوى هو بغرفته لكي يصفي ذهنه استعدادا لنهائيات مسابقة السلاح..

في اليوم التالي، كانت منافسات السلاح أشد ضراوة، لكن سفيان نجح في النهاية في تحقيق الميدالية البرونزية في سلاح المسدس الحر.. لينهي منافساته حاصدا ميداليتين كما كان يأمل تماما..

ورغم حزنه على عدم تحقيق الذهب في الرماية، لكنه يظل راضيا وفخورا بما حققه منذ عقد العزم ووضع تلك البطولة هدفا له..

بعد نهاية المنافسات وحصوله على ميداليته، عاد سفيان مع عائلته بالسيارة إلى الفندق بعد أن سمح له مشرف البعثة بذلك حتى يحتفل معهم كما يجب..

في السيارة، أخبر الأب توأمه بمفاجأته التي كان يعدها خصيصا لهما لكي يستمتعا برحلة لا تُنسى قبل عودتهما للقاهرة..

هتف سفيان بنبرة مرحة يخصصها فقط لتوأمه، وفي أوقات نادرة تماما، فتجعله لم يراه أصغر كثيرا من سنوات عمره التي شارفت على الأربعين: "غدا بعد الفطور، سنتوجه إلى ملاهي (ديزني لاند).. ما رأيكما بتلك المفاجأة؟"

هتف الطفلان معا بسعادة، وأخذ كلٌ منهما يسرد عن شخصيات عالم ديزني المفضلة لديه، بينما أخبرهما إيلاف عن الألعاب التي يمكنهما تجربتها وتناسب سنهما، ففتح شاشة هاتفه وأجرى بحثا سريعا على صور تلك الألعاب كي يشاهدها مالك وملك، لتتعالى صيحاتهما الحماسية المبتهجة..

اختلس سفيان نظرة سريعة إلى شادِن محاولا استكشاف رد فعلها على تلك المفاجأة، لكنه وجدها غارقة في شرودها تطالع المناظر الطبيعية المحيطة بالطريق بلا انتباه حقيقي، وكأن صخب الطفلين لم ينجح في إخراجها من حالتها الغريبة، فعاود النظر أمامه زافرا بحنق، وهو يتذكر لحظة عفوية جمعتهما بالأمس، وأشعلت في صدره نيرانا ظن أنها قد خبت للأبد ولن توقد لها جذوة من جديد..

يتـــــــــــــــــــــــ ـــــــــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:15 PM   #96

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم الثاني

مع قرب نهاية الأسبوع، قررت ذكرى أن تتوقف عن المداومة بالروضة، حتى تقضي بعض الوقت مع والدتها قبل أن تنشغل مجددا بالعمل..

واليوم قررت أن تعد طبقا من الكشري على الغداء.. الأكلة المفضلة لوالدتها والتي لم تعد قادرة على إعداده منذ أصيبت بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وأصبحت عاجزة عن الحركة بشكل طبيعي أو بذل مجهود إضافي خاصة مع تردي حالتها النفسية في السنوات الأخيرة، برغم محاولات ابنتها اليائسة لكي تعيد إليها الأمل وحب الحياة..

في الحقيقة، أصبحت السيدة آمال والدة ذكرى منغلقة على ذاتها منذ طلاق ابنتها، بعد أن ظنت أخيرا أن الدنيا قد تبسمت لها ومنحتها جائزتها على صبرها الطويل على مصاعبها وإحباطاتها..

فهي ترى ابنتها تسقط من بركة من الخذلان إلى أخرى، دون حتى أن تجد وقتا لكي تلملم أوجاعها وترمم صدع روحها..

دخلت ذكرى على والدتها غرفتها، وهي تحمل صينية صغيرة عليها طبق من الكشري الساخن، ثم جلست أمامها وهي تهتف بمرح: "لقد أعددتُ لكِ الكشري.. لكنني لا أدري إن كان طعمه مطابقا لخاصتك أم لا.. أرجو أن يعجبكِ في كل الأحوال"..

ابتسمت لها والدتها ابتسامة رضا، وربتت على كف ابنتها بحنان، ثم قالت بنبرة دافئة برغم التعب: "تعالي لأعانقك يا وردتي واشتم رائحتك.. أميرتي الصغيرة.. ما أحلاكِ"..

رمت ذكرى نفسها بين ذراعيّ والدتها الرحبين، فظلت الأخيرة تربت على ظهرها بحب ودفء، وهي تقول بفخر: "كبرتِ يا صغيرتي وصرتِ دكتورة كما كنتِ تحلمين دائما.. ومع ذلك ترفضين التخلي عن عاداتنا القديمة"..

قالت ذكرى مجادلة: "ولمَ أتخلى عن عاداتي التي اكتسبتها من حينا الشعبي القديم؟ هل بها ما يسيء؟ بالعكس تلك القيم الشعبية التي ربيتِني عليها هي من جعلتني معتزة بنفسي ولا أسمح لأحد أبدا بالتقليل مني أو الإساءة لي"..

استقرت نظرات الفخر على وجه الأم، التي ربتت على وجه ابنتها برضا، فقالت الأخيرة تحث والدتها على الجلوس لكي تطعمها: "هيا لتأكلي الكشري وهو ساخن لكي يدفئ معدتك ويمنحك بعض الطاقة"..

أخذت ذكرى تطعم والدتها بحب وتبادلها الحديث والثرثرة بعفوية، إلى أن أنهت الطبق تماما، ثم أعطتها أدويتها وتركتها لتأخذ قيلولة صغيرة..

تحركت ذكرى بعد ذلك صوب المطبخ لغسل الصحون، ولكنها توقفت عندما علا رنين هاتفها..

تفحصته لتجد رقما غريبا، فاستقبلت المكالمة بتوجس وهي تظن أن من يهاتفها شخصا بعينه قد بدأ يتسلل إلى حياتها مؤخرا، لكنها فوجئت بصوت واثق يحادثها بثبات: "مرحبا.. دكتورة ذكرى معي؟"

أجابته باقتضاب: "مرحبا.. نعم أنا.. من معي؟"

جاء الصوت على الجهة الأخرى معرفا نفسه بنبرة رخيمة: "معك بسام الزين.. العضو المنتدب لمجموعة شركات الزين للصناعات الغذائية"..

هزت ذكرى رأسها، وهي تحاول أن تتذكر أين سمعت هذا الاسم من قبل، لكنه عاود الحديث قائلا: "لقد حصلت على رقم هاتفكِ من حمزة الرافعي.. شقيق زوجة أخي.. مصمم الجرافيك الذي طلبتِ الاستعانة به من أجل بعض المواد الدعائية لحسابك الرسمي على انستجرام"..

صمتت ذكرى لثوانٍ، ثم هتفت بإدراك: "نعم.. نعم.. حمزة الرافعي.. لقد قابلته أول أمس بالفعل واتفقت معه على بعض الأفكار.. لكن ما علاقة حضرتك بهذا الأمر؟"

رد بسام سريعا: "أريد الاستعانة بحضرتك من أجل الدعاية لبعض منتجات الشركة الغذائية.. في الحقيقة كنت أحادث حمزة عن خط الإنتاج الجديد للشركة.. منتجات صحية لأصحاب الحميات الغذائية.. وهو أخبرني أنكِ قد حصلتِ مؤخرا على دبلومة للتغذية وتنوين عمل مقطع مصور بصفة أسبوعية تقدمي من خلاله نصائح للتغذية، ففكرت أن ندمج في المقطع فقرة دعائية خاصة بتقييم أحد منتجاتنا والدعاية لها في كل أسبوع"..

ظلت ذكرى صامتة لنحو دقيقتين تفكر فيما عرضه بسام الزين، ثم ردت: "هذا عرض مثير للاهتمام، ولكن عليّ دراسته جيدا من كل الجوانب.. لم أدخل من قبل مجال الدعاية لمنتجات غذائية، فهي مجاذفة كبرى ولا تؤاخذني.. يجب التأكد من جودة المنتجات والخامات المستخدمة في صناعتها لأنها تتعلق بشكل أساسي بالصحة العامة، ليست مثل الدعاية لماركات أزياء مثلا.. أما المنتجات الطبية التي أروج لها تكون حاصلة على شهادات إجازة من وزارة الصحة وخضعت لاختبارات عديدة بمعاملها"..

رد بسام الزين متفهما: "بالطبع.. معك حق.. ولكن لو أجريتِ بحثا صغيرا عن منتجات شركات الزين ستتأكدي من مدى اهتمامنا بجودة الإنتاج برغم ضراوة المنافسة مع رجال أعمال آخرين يستخدمون خامات رديئة جدا من أجل الربح السريع"..

أجابته ذكرى معترفة بحرج: "بالطبع سأجري بحثا تدقيقيا.. ولذا لن أمنحك رأيي الأخير قبل أن أقتنع تماما بتلك الخطوة"..

رد بسام: "لا بأس.. ما رأيك أن نلتقي بعطلة هذا الأسبوع.. الجمعة أو السبت.. أنتِ حددي المكان والزمان.. وأنا سأتفرغ لتلك المقابلة"..

أنهت ذكرى المكالمة بعد أن وعدته بالرد عليه خلال يومين لإعلان قرارها وتحديد موعد للقاء في حالة موافقتها..

بعد أن انتهت من جلي الصحون، صنعت ذكرى كوبا من قهوة (الفلات وايت) بنكهة الإيسبريسو القوية، ثم حملت هاتفها وتحركت نحو شرفتها المطلة على متجر فاخر لإحدى ماركات الملابس الرياضية العصرية، ثم بدأت في البحث عن اسم بسام الزين، لتفاجأ أن النتائج الأولية لم تكن عن عمله وشركته، وإنما عن فيلمٍ تم عرضه قبل ثلاث سنوات مقتبسا عن حياته الشخصية..

أخذت تتصفح المنشورات التي تلفت إليه باسمه السابق (حازم عبد القادر) الذي نشأ بأحد دور الأيتام، قبل أن يعثر على عائلته الحقيقية، فعمه - كما بدا من المعلومات الواردة بالمقال - هو علي الزين رئيس المجموعة، فأخذت تجري بحثها الخاص عن سمعة الشركة وولجت إلى موقعها الرسمي وشاهدت الكثير من شهادات الجودة تتصدر الموقع، ثم تصفحت خطوط الإنتاج إلى أن وصلت لأحدث الإنتاجات "Joy Diet".. مجموعة من الوجبات السريعة الصحية التي يمكن إدراجها ضمن العديد من الأنظمة الغذائية..

سارعت ذكرى بإرسال رسالة نصية إلى صديقة لها تعمل في وزارة الصحة، لكي تسألها عما إذا كانت تلك الشركة قد دخلت من قبل في مشكلات مع الوزارة، ووعدتها صديقتها في ردها بتقصي الأمر..

في النهاية، راسلت صديقتها شادِن تطمئن على أحوالها في الأيام الأخيرة من رحلتها غير المتوقعة، فطمأنتها الأخيرة أن الأمور كلها بخير والأجواء حماسية للغاية في الفندق بعد فوز سفيان بميداليتين، حتى أن إدارة الفندق ستقيم حفلا لكل الرياضيين الفائزين في الدورة بحلول نهاية الأسبوع قبل عودتهم إلى بلادهم..

حين سألت ذكرى شادن بفضول عما إذا كانت تعرف شيئا عن رجل الأعمال بسام الزين وعلاقته بحمزة الرافعي، أخبرتها شادِن أنه زوج الدكتورة شروق رحيم وطفلتهما فجر تتردد على الروضة منذ افتتاحها قبل أشهر، وكذا طفلي الدكتورة حنان الرافعي وزوجها الكاتب حسام عبد القادر، وأن حمزة الرافعي خالهما..

ولما نقلت ذكرى مخاوفها لشادِن، أكدت لها الأخيرة أن عائلة الزين معروفة بنزاهتها كونها من الكيانات الاقتصادية الوطنية بحق، وحثتها بشدة على الموافقة على عرضه بالدعاية لمنتجاته مؤكدة أنها بذلك ستثقل فقرتها الخاصة بالتوعية الصحية ونصائح التغذية الصحيحة..

حين أنهت ذكرى محادثتها مع شادن، شعرت أنها قد صارت أكثر ميلا للموافقة على العرض..

ولأن أوقات الفراغ تقود المرء عادة لأفكار خرقاء ينأى هو بنفسه عنها في الظروف العادية، فإن ذكرى قد استجابت لصوت فضولي مُلح بداخلها يطلب منها أن تمر – عرضا – على حساب آدم عزازي على انستجرام..

فحضوره الطاغي بحفل الجمعة الفائتة وتصرفه الطفولي به، قد أذابا بعضا من الجديد الذي يغلف قلبها منذ نحو عامين..

بداخلها غبطة لا تستطع تجاهلها بعد أن لاحظت أنه عاود الظهور في حياتها تزامنها مع حصولها على الدكتوراة.. تارة بباقة الورد..

وتارة باقتحامه لحفل تكريمها.. صحيح أنه كان مدعوا كما ذكر لها، لكنها لم تستطع أن تخلع تاجا ماسيا من الزهو قد بدأ يلتمع فوق رأس كبريائها الذي هشمه مع والدته ذات ساعة بغضاء..

هي لا تتابعه بشكل حثيث منذ الانفصال، لكن ذلك لم يمنعها من التسلل بين فينة وأخرى إلى حسابه والتلصص على جديد منشوراته كي تطمئن عليه..

فمنذ تعرضه لذلك الحادث اللعين عقب طلاقهما بوقتٍ قصير.. صار لديها هاجسا يؤرقها ويثير بداخلها قلقا من أن حياته قد تكون في خطر..

لاحظت ذكرى أن آخر تحديث له كان منذ نحو أسبوع، حين نشر صورة له وهو يدخن سيجارا كوبيا ضخما.. فزفرت بضيق، وهي تتذكر كيف يصر آدم على عادات غير صحية كالتدخين بشراهة واحتساء مشروبات الطاقة بشكل يقترب من درجة الإدمان مع تجاهله الدائم للغذاء الصحي المتوازن وممارسة الرياضة، حتى أنه صار يبدو أكبر عمرا وكأنه قد تخطى الأربعين، رغم أنه مازال في الثالثة والثلاثين من العمر..

قربت الصورة لكي تتفحص ندبته التي تحتل القسم الأيسر من وجهه بالكامل لتنتقص من وسامته التي كانت تعطيه ملامح طفولية بريئة فيما سبق، فصار الآن أقرب لمظهر الرجل المشاكس مفتعل المشكلات..

ابتسمت ذكرى بحنين، حين تذكرت يوم أن أخبرته أنه يبدو في بعض الأحيان كسنجاب بري دائم الحركة والابتسام..

أكملت ذكرى جولتها بين الصور لتتوقف قليلا عند صورة جمعته بأمه.. والتي تظهر فيها بشعرها الأبيض الثلجي القصير وهي تقبّله بحب..

انعقد حاجبا ذكرى بألم.. عندما تذكرت كم تحب الدكتورة رقية ابنها كثيرا.. تحبه لدرجة أنها تخنقه بعناقها وتكبله باهتمامها..
وهو لا يمانع..

في النهاية، لفتت نظرها صورة طريفة تعكس جانبا من شخصية آدم.. الجانب الطفولي العاشق للعفرتة.. فقد قام بعمل شكل تكويني طريف داخل الحمام.. حيث وضع اثنتين من بكرات مناديل الحمام على القاعدة، وثبت أسفل غطائها قرطاسا بنيا من الورق المقوى يشبه كثيرا السيجار الكوبي، ووضع إلى جانبها بضع زجاجات من مشروب الطاقة المفضل لديه.. لتعطي في النهاية هيئة انسان منتشٍ مسترخٍ يدخن باستمتاع.. وكأنه يقضي ألطف وقت بحياته.. في الحمام..

ضحكت ذكرى بعفوية، ثم نهرت نفسها حين انتبهت لصوت ضحكاتها، فقذفت هاتفها على المنضدة ونهضت مجفلة لتبديل ملابسها كي تقوم بعمل بعض تدريبات اليوجا المنزلية..

يتبـــــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:22 PM   #97

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم الثالث

على إحدى طاولات مطعم الفندق، جلس إيلاف يتناول الإفطار مع ملك ومالك اللذين جلس كلا منهما على أحد جانبيه، حيث انشغل الصغيران بتناول بعض مثلثات الجبن ومشروب الحليب مع الشوكولاتة..

بعد قليل، انضم إليهما سفيان حاملا طبقا يحتوي على بضعة أصناف من الجبن وقطع من المخبوزات صغيرة الحجم، ولما جلس إلى المائدة وألقى تحية الصباح، لاحظ غياب شادن، فسأل شقيقه عنها، ليرد الأخير بضجر: "(شايدز) لم تنزل للفطور.. تقول إنها متعبة وستلحق بنا عندما يحين موعد التحرك للملاهي"..

سأله سفيان متوجسا بقلق: "هل هي فعلا متعبة؟ ماذا أصابها؟"

رد إيلاف بعد تفكّر: "جسديا هي بخير.. ولكن نفسيا.. لست متأكدا"..

رفع سفيان حاجبه، ليستطرد الأخير: "أقصد أنها ربما تكون غاضبة مثلا.. ولا تريد الجلوس إلى جوار زوج من الذكور اللذيّن لا يجيدان الحديث بلباقة.. وأحدهما يحتد مع أول فرصة للانفعال ولا يستطيع التحكم بشرارات غضبه أبدا، فيتركها تشعل الأجواء كما يحلو لها، ولا يهم من تلسعه ألسنتها"..

زجره سفيان مصدرا صوتا يشبه الزئير، فازدرد إيلاف ريقه، ثم تابع: "أخي أحدثك بمنتهى الحياد.. لقد احتديت عليها بقسوة حين وبختها بشأن الطفلين ولم تعتذر لها حتى مع تأكيد الطبيب لك أنهما لم يصبهما سوء وأنها قد أجادت التصرف بإجبارهما على شرب الماء بكثرة".

زفر سفيان براحة، بعد أن اكتشف أن شقيقه لم يلاحظ تغيرا في تصرف شادن بعد ذلك العناق العفوي عند المقصورة، وإنما أوعز تصرفها لغضبها من توبيخه لها قبل يومين..

قال مدافعا عن نفسه: "ماذا كنت تتوقع مني عندما أكتشف أن طفليّ قد يكون أصابهما التسمم بسبب وجبة نيئة لا تتحملها معدتاهما في هذا السن؟"..

قال إيلاف مدافعا: "أخبرتني (شايدز) أنها كانت متأكدة أنهما لن يستسيغا هذه الشطائر ولذا طاوعتهما بدلا من إحداثهما جلبة في منتصف المطعم.. وكانت بكل الأحوال ستسحب الطبق من أمامهما بعد أن يتذوقا الطعم، لتشترط عليهما أولا تناول بعض الأصناف الملائمة لهما أولا فتضمن شعورهما بالشبع أو نسيانهما لهذا الصنف من الأساس.. أي أنها كانت قد حسبت جيدا حساب كل تصرف محتمل لهما وجهزت رد الفعل المناسب له"..

زم سفيان شفتيه كاتما بعض كلمات الاعتراض واللوم، فتابع إيلاف بعد أن ناظره بعتب: "لا تنسى أنها قد تركت عملها وتخلت عن نظام حياتها لأسبوع بالكامل من أجل انقاذ الموقف بعد أن ترجتها سميحة كيلا تحرمك من فرصة تحقيق هدفك.. فبدلا من أن تشكرها وتظهر امتنانك لها.. تفضلت أنت وأهنتها وجرحتها بتوبيخك وصراخك"..

فتح سفيان فمه يهم بالدفاع عن نفسه، لكنه لم يجد ما يقوله، فقال إيلاف نيابة عنه: "كان يجب أن تعاملها بطريقة ألطف يا سفيان.. لن تنكر أمامي أنك قد بالغت في رد فعلك.. بالمناسبة هي تحملت عصبيتك وابتلعت تأنيبك لها لأنها لم تكن تريد أن تكون سببا في تشتيت ذهنك خلال المرحلة الأهم في المنافسات.. لكن هذا لا يعني أنها تقبلت تصرفك معها"..

نهض سفيان بانفعال، فأصدر مقعده زئيرا غاضبا جراء احتكاكه بأرضية المطعم، وحين سأله إيلاف: "إلى أين؟"،

هتف ببرود يناقض اشتعال عينيه بالحنق الذي يسكنهما أغلب الوقت: "سأعود خلال دقائق"..

تحرك سفيان نحو مكتب الاستقبال، وطلب من الموظفة أن تتصل بالهاتف الداخلي بغرفة شادن..

في غرفتها، كانت شادن تستمع لأغنية أنغام (يا ريتك فاهمني)، وهي تنهي فرد شعرها المجعد بمكواة الشعر أمام المرآة بعد أن غسلته، فانتبهت إلى صوت رنين الهاتف الداخلي للغرفة، فسارعت بوضع المكواة جانبا، ثم أغلقت تطبيق الموسيقى، ورفعت السماعة، فجاءها صوته محتدا يهتف بلا تحية: "انزلي للفطور"..

صمتت شادن قليلا مندهشة من تصرفه غير المعتاد، لكنها ردت بنبرة يغلفها الكبرياء والضيق: "لست جائعة.. سأرتاح قليلا.. وأوافيكما للذهاب للملاهي عندما تستعدون جميعا.. فقط أرسل لي التوأم بعد الفطور لكي أبدل لهما ملابسهما لأخرى مريحة تناسب الركض واللعب"..

وما بين توبيخه القاسي ثم عناقه العفوي، فإن شادن في الحقيقة لم تكن تود المكوث في محيطه أكثر مما يفرض عليها عملها بالفعل، بل إنها أصبحت مستعدة تماما للمغادرة إلى القاهرة في آية لحظة..

لقد فوجئت بنفسها تدخل في حالة صدمة وارتباك منذ أن وجدت نفسها تشعر بنبضات قلبه الهادرة بقوة..

ومنذ تلك اللحظة، بدأت مشاعرها تتلاطم ما بين غبطة خفية وغضب صريح.. فالمقطع الذي أظهر احتفال سفيان بالفوز ثم عناقه لأسرته قد تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في مصر، وامتلأت التعليقات بالتساؤلات عن هوية تلك المرأة التي عانقها البطل..
ولا أحد يعرف الحقيقة..

لا أحد يعرف أنها بالنسبة له ليست سوى أخت صديقه التي لا تعني له شيئا على وجه الخصوص..

ومن جهة أخرى، كانت مستاءة من الشعور الذي سيطر عليها لحظة أن شعرت بأنفاسه على جبينها، وبنبضات قلبه القوية إلى جوار قلبها الذي تدافعت دقاته بجنون ولذة خفية تتسلل إلى أوردتها لتنفجر شرارات كهربية في أعصابها احتفالا بأمنية خفية انتظرتها لآلاف الصباحات ولم تتحقق أبدا، فما كان منها تحت وطأة الدهشة والصدمة سوى أن تيبست على صدره، وكأن جانبا من عقلها قد احتفظ بوعيه، عاكسا شعورا نما بداخلها كناقوس يصدح معلنا أن ما يحدث في تلك اللحظات أمر خاطئ..
وشديد الخطورة.. برغم الفرحة اللحظية..

انتبهت شادن من شرودها على صوت سفيان الذي اندفع بنبرة أكثر صرامة دون أن يرفع من نبرته كيلا يلتقط أحد من المارين انفعاله، قائلا: "اسمعي.. أمامك عشر دقائق ثم أراكِ أمامي بالمطعم.. إذا لم تنزلي خلالها لتتناولي فطورك.. سأصعد أنا لأصطحبك للأسفل بنفسي"..

فغرت شادن فمها ولم يسعفها بالها المشغول برد مناسب، فأكمل هو بنبرة خطِرة: "إن كنتِ تتذكرينني جيدا كيف كنتُ قبل سنوات.. فأنتِ تعرفين بالتأكيد أنني لا أحب تكرار كلامي ولا أحب من يخالفه.. سأنتظرك"، ثم أغلق الخط دون أن ينتظر منها ردا، لتسرع هي بتصفيف شعرها في شكل جديلة كلاسيكية خلفية لكي تنزل للفطور..

بعد أن انضمت إليهم شادن على المائدة وسط دهشة إيلاف وفرحة الطفلين، بدأت تتناول وجبة خفيفة وهي تتبادل الحديث مع إيلاف وتصب تركيزها على الطفلين، متجاهلة ذلك الذي كان يجلس إلى طرف المائدة يكمل تناول طعامه دون أن يفتح معها مجالا للكلام، مكتفيا فقط بمراقبتها من وقتٍ لآخر وهي تربت على طفليه وتبتسم لها بأمومة عفوية..

توجه الجميع بعدها إلى ملاهي "ديزني لاند هونج كونج"، لتسيطر عليهم أجواء السعادة والمرح، خاصة إيلاف الذي قام بتسجيل العديد من المقاطع والتقط عشرات الصور لكي ينشرها تباعا عبر حسابه الخاص على انستجرام..

أما ملك ومالك، فقد استمتعا مع والدهما وشادن بزيارة (أرض المغامرات)، ثم انتقلوا إلى (جزيرة طرزان) وتجولوا بمنازله الثلاثة المحفورة بقلب الشجر، كما زاروا (أرض الفانتازيا)، حيث استمتع التوأم بعالم ميكي وعربة سيندريلا ثم انتهت جولتهما برحلة قصيرة على متن قطار (أرض الفانتازيا) لمشاهدة باقي معالم المدينة وشخصيات ومعالم حكايات ديزني، خاصة (قلعة الأميرة النائمة) و (كهف سنووايت)..

في اليوم والأخير لهم بالمدينة، تجولت المجموعة داخل المتاجر القريبة من الفندق من أجل شراء بعض الهدايا، فحرصت شادِن على شراء هدية لكل واحدة من صديقاتها ولأطفال العائلة أيضا الذين كانت قد انتقت لهم هدايا أخرى من ديزني لاند..

أما إيلاف، فقد أوفى بوعده لأخته دانة واشترى لها عدة قطع من الملابس والأحذية الرياضية العصرية بألوان ناعمة للفتيات كما تتسم الأزياء الآسيوية عموما، وكذا اشترى لها بعض مستحضرات العناية بالبشرة التي طلبتها هي بنفسها دون خجل، وكأنها تعلن للجميع أنها شارفت على وداع قطار المراهقة لتحلق بطائرة الشباب وتدلل أنوثتها كيفما تشاء..

بعد عودتهما للفندق من أجل حزم الحقائب، اجتمع سفيان مع بعض ممثلي شركات عالمية مختصة بإنتاج الأطراف التعويضية، حيث تلقى عروضا ليكون وجها دعائيا لهم بعد تتويجه كبطل باراليمبي، بحيث يتم تزويده بأذرع تعويضية تم تنفيذها على أحدث الطرز التقنية، شريطة أن يقوم بالدعاية لها في بلده بالتأكيد أو من خلال مقاطع دعائية للترويج العالمي، لكنه لم يمنح أيهم موافقة نهائية بعد، مؤكدا أنه يحتاج للتفكير في الأمر وتجربة المنتجات فعليا والتأكد من جودتها ثم التواصل معهم للتفاوض معه بعد عودته للقاهرة..

في المساء، خرج الجميع إلى القاعة التي خصصها الفندق للاحتفال بالأبطال الباراليمبيين من مختلف الدول، حيث اختار سفيان بدلة رسمية سوداء مع رابطة عنق فضية، أما إيلاف فقد اختار بدلة رسمية بتصميم عصري، حيث نسق قميصا أسود وسروالا كلاسيكيا بنفس اللون مع سترة قرمزية داكنة وتخلى عن رابطة العنق، وتزين مالك ببدلة مشابهة كثيرا لذوق خاله، أما ملك، فقد ارتدت فستانا وردي اللون بتنورة واسعة تصل لأسفل الركبتين مع حذاء وردي لطيف عليه نقش يشبه أذني الفأر ميكي، بالإضافة لطوق للشعر بنفس اللون والتصميم تقريبا..

أما شادن، فقد صففت شعرها في شكل جديلة فرنسية جانبية مفككة، وزينته بعقد من اللؤلؤ، التف حولها بشكل جذاب، بينما تألقت بفستان أخضر من قماش المخمل الناعم بأكمام نصفية تصل لأسفل المرفقين وفتحة صدر ضيقة على شكل رقم سبعة العربي، ويقسم تنورته عن نصفه العلوي بخصر محدد بدقة بكشكشات داخلية، بينما ينتهي بتنورة تحاذي الساقين باتساع محدود وتصل حتى القدمين مع شُقة أمامية تصل للركبتين..

كانت شادن هي قد اقتنت الفستان على عجل خلال تسوقها صباحا عندما علمت بخصوص الحفل وإصرار إيلاف وسفيان على حضورها مع الطفلين، كونه حفلا أقرب إلى مناسبة تكريمية وليس مثل تلك السهرات الجامحة التي لا تناسب حضور الأطفال..

حين دلفوا لداخل القاعة، كانت العديد من الأعين الذكورية تتفحصها بنظرات تقييمية، ما أثار حفيظة سفيان الذي لم يكن قد استفاق بعد من ذهوله حين شاهدها لحظة خروجها مع الطفلين من غرفتها إلى الممر الذي كان يقف فيه مع أخيه، لتتحرك أمامهما بخيلاء أنثوي.. غريب..

كانت شادن تمسك يد ملك، بينما أمسك إيلاف مالك، وتحركا صوب المصعد، وخلفهما كان يسير سفيان الذي يهتف بداخله دون أن ينطق بكلمة واحدة وقد عقدت الدهشة لسانه:
( من هذه الـ .. الـــ .. الحسناء المبهرة؟ وأين ذهبت شادي بشعرها القصير وسراويلها الواسعة؟ هل أجبرها على العودة للأعلى وتبديل فستانها؟ أم أطلب منها البقاء بالأعلى مع الطفلين)..

تحرك سفيان خطوة عازما على مطالبها بالعودة لحجرتها وتبديل ملابسها والاسترخاء بفراشها استعدادا للسفر، فلا حاجة لها للظهور بهذا الشكل وسط كل هؤلاء الثعالب الذين يطالعونها بانبهار وجوع..

لكنه حين وصل للمصعد، وجد صوت ينمو من داخله يهتف محذرا: ( لا تخصك..!!)

كانت الأجواء شبابية بامتياز، حيث كانت الموسيقى الراقصة لأشهر الأغنيات العالمية الحديثة تنطلق من السماعات الضخمة المتراصة في أركان القاعة.. وبعد تكريم الأبطال تباعا بهدايا تذكارية من إدارة الفندق، ازدادت الأجواء مرحا وحيوية، حيث بدأ الشباب يتراقصون على أنغام الموسيقى..

وحين انتقل إليه الشعور الحماسي كالعدوى، حمل إيلاف التوأم تباعا وأوقفهما على إحدى الطاولات الجانبية وأخذ يراقصهما بعفوية، حتى أن شادن التقطت لهما مقطعا مصور ا قصيرا بعدسة هاتفها..

بعد قليل، كانت شادن تقف على مقربة من الطاولة التي يتراقص عليها ملك ومالك مع عمهما إيلاف، بينما كانت هي تتمايل برفق مع الموسيقى دون أن تبرح مكانها مستغلة أن البقعة التي تقف بها لا تصلها إضاءة قوية، لكنها فوجئت بأحد الحاضرين يتوجه إليها ويطلب بلباقة أن تشاركه الرقص، غير أنها رفضت بتهذيب متعللة برعايتها للطفلين، فأصر هو على مراقصتها بنفس البقعة، مؤكدا بالمرح بكلمات إنجليزية بلكنة شعوب دول جنوب آسيا:
We can dance here in this spot where you can look after your kids
(يمكننا أن نرقص هنا في نفس البقعة بحيث تتمكنين من متابعة أطفالك)

ردت شادن موضحة بإنجليزية طليقة بنبرة عفوية:
Oh, no.. These are not my kids.. I am not married.. I am just doing a temporary babysitting job for a friend, who happens to be a Paralympic champion as well
(لا.. هذان ليسا طفليّ.. أنا لست متزوجة.. أنا فقط أقوم بمهمة مجالستهما بشكل مؤقت من أجل صديق أصبح بطلا باراليمبيا أيضا)، ثم أعطته ظهرها وظلت تطالع الطفلين وتتمايل معهما لكي تحفزهما على الاستمتاع..

التمعت عينا الرجل بنظرة تقديرية، ومرت بمخيلته بعض الأفكار الجامحة عن ليلة ساخنة ستجمعه بها حتما إذا نجح في إغوائها بشكل صحيح، فاقترب منها أثناء الرقص مفتعلا التلقائية، ثم أخذ يحرك أصابع يديه برفق ملامسا خصرها، لكنها توقفت عن التمايل، وأنزلت يديه بعنف، وهتفت فيه بحنق:
What exactly do you think you’re doing?
(ما الذي تظن نفسك فاعله بالظبط؟)

رد هو بنبرة متزلفة:
We’re just having some fun
(إننا نقضي وقتا ممتعا فحسب)

ظهرت علامات الدهشة والاستهجان على وجه شادن، ولكنها وقبل أن ترد، فوجئت بحائطٍ فولاذي ينتصب أمامها ليمنع عنها الرؤية، ففغرت فمها، قبل أن تستمع له يوبخ الشاب بنبرة صارمة ويطرده بعيدا:
I suggest you get your butt outta here before I show you the way out with my fist
(أقترح أن تشرع بالمغادرة قبل أن أريك طريق الخروج.. بقبضتي)

زفر الشاب غاضبا، ثم ابتسم متسليا مطالعا سفيان بنظرة تقييمية ساخرة خاصة بعد أن لمح كفه تلمع وذراعه متيبس بجانبه، ففهم أنه يضع ذراعا تعويضي، قبل أن يسأله ببلادة:
And who exactly are you to her?
(وأنت.. من تكون بالظبط لها؟)

في تلك الأثناء، كان إيلاف قد أنزل الطفلين عن الطاولة، وأوقفهما جانبا، ثم وقف إلى جوار أخيه ليتمددا أمامه بقامتيهما الطويلتين كبوابتين شاهقتي الارتفاع تحميان قلعة الأميرة، وأخذا يناظرا الشاب بنظرات عدائية، قبل أن يقول إيلاف:
We are both her brothers, so bugger off
(إننا شقيقاها.. لذا اغرب عنا)

في النهاية، اضطر الشاب للمغادرة بعد أن لاحظ العديد من النظرات تلاحقه من الحضور، بالإضافة إلى نظرات الاشمئزاز من الجميلة ذات الفستان الأخضر الجذاب، وأخرى غاضبة من هذين اللذين يدعيان أنهما شقيقاها، فأخذ يسبهما برأسه لأنهما قد حرماه من ليلة ساخنة مع تلك الحسناء، ثم تحرك صوب مجموعة أخرى باحثا عن صيدٍ متاحٍ..

في اللحظة التالية، هدر سفيان بنبرة لم تترك مجالا للجدال: "هيا.. لنعد لغرفنا.. لابد أن نخلد للنوم مبكرا كي نلحق بموعد السفر صباحا.. والتوأم في حاجة للراحة بعد يوم مرهق"، ثم أشار لطفليه، فاقتربا منه بطاعة، لتمسك ملك بيده اليسرى، بينما اكتفى مالك بإحكام قبضته الصغيرة على ذيل سترة والده، في تصرف معتاد بالنسبة له بعد أن دأب والدهما على العناية بهما بمفرده منذ وفاة والدهما، فكان يدربهما على بعض الطرق البديلة لكي يحيطهما برعايته برغم بتر ذراعه، فلا يتجاهل أحدهما لصالح الآخر..

أشار إيلاف لشادن لكي تتحرك قبله، وسار سفيان خلفها كي يضمن أنها لن تتعرض لمضايقات جديدة، بينما يحذر عقله من الإبحار في تلك البحيرة الغامضة المليئة بالتساؤلات التي تريد أن تصرخ تحثه على الإجابة عليها.. خاصة السؤال الأكثر إلحاحا: ما سبب شعوره بالضيق منذ أن لمح ذلك الرجل يقترب منها؟

لكنه تجاهل الرد.. ورغم ذلك لم يمنع نفسه من الغمغمة ببعض كلمات ممتعضة عن ذكور تتلاعب بهم شهواتهم، موبخا نفسه على التزامه بواجهة متحضرة رغم أن داخله يستحثه كي يعود لهذا الحقير ويلقنه درسا قاسيا..

كلماته الغاضبة برغم صوته الخفيض وصلت إلى مسامعها بوضوح، فارتجف جسدها ليلاحظ هو الأمر، فاستكمل المسير ، بالكاد يضع الصمت قضبانا على شفتيه كي يمنع نفسه من توبيخها على تباسطها في الكلام مع شخص غريب..

لأنها.. لا تخصه..

أما هي، فقد صعدت لغرفتها وبدلت ملابسها، ووضعت التوأم في سريريهما، ثم تمددت على سريرها وشغلت على وضع (التكرار) أغنية "ياريتك فاهمني" على أحد تطبيقات الموسيقى بعد أن وضعت السماعات في أذنيها، وبدأت تستمع لأداء أنغام بصوتها الشجي، فبدا صوتها مع الكلمات واللحن، وكأنه يلامس روحها، فأخذت تردد معها عندما بدأت نفس الأغنية تتكرر بأذنيها للمرة التي لم تعرف عددها:

ياريتك فاهمني بجد زي ما بفهمك
وتقرا اللي جوايا أما عيني تبصلك
يا حلمي اللي متأجل وأنا هموت وأحلمك
يا عمري اللي ناقص عمر نفسي أكملك
يا كل الكلام اللي بشفايفي بهمسه
يا أملي اللي بتمنى أطوله أو ألمسه
يا هوى من زمان عايشة عشان بتنفسه
ياريت أبقى آخرك في الحياة دي وأولك
لو أختار ما بين نفسي وما بينك هعترف
بإن أنت أغلى وأولى وكمان أولاً
بحبك سنين في السر ومحدش عرف
وأنا أدفع سنين تانيين وأحبك في العلن



يتبــــــــــــــــــــــ ـــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:25 PM   #98

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم الرابع

في دبي، كانت الدكتورة مرح والي تقوم بفحص أسنان المريض الأخير لديها في جدول مواعيد اليوم، وبعد أن شخصته بالتهاب بسيط باللثة، قامت بعمل جلسة تنظيف سريعة له، ثم وصفت له العلاج اللازم، وأخبرته بمعاودة زيارتها بعد أسبوع لكي تجري جلسة تنظيف أخرى..

بعد أن أنهت الفحص، قامت بوضع أجهزتها في جهاز التعقيم، وغسلت يديها، ثم فكت حجابها وأخذت تملس بأصابعها بين خصلات شعرها بعد أن خلعت الدبوس الذي كان يجمعها في شكل كعكة مشدودة خانقة، ثم فردت ظهرها ببطء وعضلاتها تئن من التعب..

تنهدت مرح بإجهاد، وأخذت تتعهد لنفسها أنها حين تعود لمصر، لن تعمل لساعات طويلة هكذا، ولن تسمح للعمل بأن يشغل وقتها كله ويكون هو محور حياتها، لتضيع أجمل سنين عمرها من بين أصابعها دون أن تشعر بها..

ستجد لنفسها هواية ممتعة.. وستحرص على أن تبتسم كل ليلة مرة على الأقل.. وأن.. وأن.. وأن..

قاطع تفكيرها ارتفاع رنين هاتفها بنغمة تكشف عن ورود مكالمة مرئية عبر تطبيق "سكايب"، فتحركت نحو مكتبها كي تلتقط الهاتف، لكنها تذكرت في منتصف الطريق أنها قد خلعت حجابها، فسارعت بزم شعرها، ثم لفّت وشاحها حول رأسها كيفما اتفق لكي تخفي كل خصلاتها ورقبتها، قبل أن تمسك الهاتف وتستقبل المكالمة، وهي تهتف بمرح: "حضرة الشيف العبقري.. كيف حالك؟"

جاءها عبر الطرف الآخر صوتا ضاحكا بشوشا، يهتف بمرح: "صديقتي الطبيبة صاحبة الابتسامة المشرقة.. مهلا.. هل هذا يوم التنظيف؟ هل
اتصلت في وقت خطأ؟ لماذا تربطين شعرك هكذا وكأنك بصدد الانفراد بسجادة وضربها بمنفضة ضربا مبرحا".

ضحكت مرح برغم إجهادها ثم أجابته بصدق: "اشتقت لنكاتك السخيفة أقسم بربي.. كيف حالك في القاهرة.. هل أصاب طعامك أحدا بالتسمم أو التلبك المعوي بعد؟"

هتف هو صارخا بغيظ: "أعوذ بالله.. أنا الشيف تامر جميل.. اليوم الذي يشكو فيه أحد مرتادي مطعمي من جودة الطعام يكون هو آخر يوم لي كـــ طاهٍ محترف.. سأغير مهنتي وسآتي للعمل كمساعدٍ لديك"..

ردت مرح: "أمزح معك.. لا تتغالظ.."

قال تامر بصفاء نية: "إنما أتركك تضايقينني فقط لأنني أعتبر نفسي أخوك الأكبر، فأترك لكِ مساحة صغيرة لكي تتدللي قليلا يا بائسة.. أخبريني كيف هي شقيقتك الأكثر بؤسا ومتى ستعودان لمصر؟ لقد وضعتيني بورطة بالعودة أولا.. وها أنتما ما زلتما في دبي، وكأنكما بدلتما قراركما وستستمران بالإقامة هناك وحدكما"..

بنبرة آلية لا تشي بشيء، قالت مرح: "سنعود حتما.. أختي البائسة تنهي بعض الإجراءات الخاصة بنقلها إلى القاهرة، كما نحاول بيع ممتلكاتنا هنا بسعر مناسب قبل أن نغادر.. هناك بيت والدنا، وتلك العيادة وما تحويه من معدات حديثة وسيارة شذى، وكذا انتظارها لقيمة مؤخر صداقها ونفقتها من طليقها مازن"..

بأسف سألها تامر: "هل انتهى الأمل في إصلاح ما بينهما؟

قالت مرح بقنوط: "يبدو كذلك.."، لكنها تابعت بنبرة أكسبتها القليل من البهجة: "لكن الخبر الجيد هو أننا سنعود لمصر.. لنجتمع معا من جديد، وسأعرفك على عائلتي.. ستحبك الفتيات جدا.. وربما يحبك فرات أيضا.. لكنني لا أظن أن بحر سيحبك.. هو لا يحب أحدا أساسا.. ولا حتى نفسه"..

كلماتها الأخيرة جاءت بنبرة حزينة مشفقة وصل صداها إلى تامر لكنه شعر أن الوقت غير مناسب لكي يسألها ما خطب بحر هذا، لذا هتف بحماس عارضا المساعدة كدأبه معها منذ تعرّف عليها بالصدفة: "إذًا حين يقترب موعد عودتكما إلى مصر، أخبريني فورا.. وإذا كنتما تبحثان عن سكنٍ، سأبحث لكما.. فقط أخبريني بالمواصفات"..

ردت مرح: "حاليا سنقيم في شقة والديّ بحي حلمية الزيتون، وربما بعد أن نستقر تماما، نشتري شقة في نفس التجمع السكني مع بنات خالاتنا، إذا كان معنا سيولة كافية.. سنرى كيف ستسير الأمور بعد أن نتخلص من كل أغراضنا هنا"..

جاءها صوت تامر متفهما: "لا بأس.. فقط اعلمي أنني في ظهركما إذا احتجتما لأي شيء.. لنتحدث لاحقا.. سلام"..

بعد أن أغلقت الاتصال، سارعت بإرسال رسالة نصية لشقيقتها شذى تخبرها بأنها ستنتظرها في المطعم القريب من بيتهما حتى يتناولا وجبة العشاء معا..

تعرف أنها إذا لم تضغط على أختها الصغرى في مسألة الأكل، فإن الأخيرة ستنسى نفسها وقد تمضي يوما كاملا دون أن تضع لقمة واحدة في فمها..

فشذى رغم أنها تتصنع القوة أمامها، إلا أنها قد تأثرت كثيرا بمسألة طلاقها المفاجئة رغم مرور عدة أسابيع بالفعل..

يتـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:28 PM   #99

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم الخامس

في مطار هونج كونج الدولي، كان إيلاف قد أنهى مجددا إجراءات سفر فوجهما الصغير استعدادا للعودة للوطن..

كانت شادن تجلس منزوية بعد أن ازدادت تجنبا لسفيان منذ حفل الليلة الماضية بعد تصرفه الذي تسبب لها بحرج شديد..

وهو بالمثل تركها لحالها، فأخذ يتعامل في محيطها بتلقائية وسلاسة ولم يحاول أن يتحدث معها.. وكأنها - ببساطة- غير موجودة.. معيدا لذاكرتها مواقف مشابهة كان كلٌ واحدٍ منهم، يترك بقلبها ندبة صغيرة توهنه..

وعلى متن الطائرة، استقر إيلاف من جديد بمقعده في الدرجة الاقتصادية، محاولا من جديد أن يمنح سفيان وشادن بعض الوقت علّهما يستعيدان التفاهم بعد الموقف الأخير، فتحقق تلك الرحلة هدفها الرئيسي وهو إعادة التواصل بينهما من جديد بعد قطيعة غير مبررة وغير مفهومة..

مرت الرحلة الأولى بسلام برغم طول فترة السفر، فاستغلوها جميعا في النوم بعد إجهاد الأيام الماضية، ثم نزلوا مؤقتا بمطار أبو ظبي لتبديل الطائرة لوجهتهم الأساسية.. القاهرة..

كانت شادن مبتئسة لأن الوقت المخصص لتبديل الطائرة لم يكن كافيا لكي يسمح لها بمقابلة شذى ومرح داخل المطار بعد أن عرضتها التحرك لأبو ظبي من أجل لقاء سريع، لكن عزاءها أن الاثنتين ستصلان قريبا إلى القاهرة للاستقرار فيها نهائيا، لذا استغلت هي وقت ما قبل الإقلاع في تبادل المحادثات الصوتية معهما عبر تطبيق "واتساب"..

لم يكد يستقر إيلاف بمقعده الجديد على متن الطائرة المتوجهة إلى القاهرة، حتى فوجئ باقتراب السيدة (سعيدة) التي كانت جارته في المقعد المجاور بالرحلة السابقة قبل أسبوع، فحيّته بحرارة، لكنها أخبرته بأسف أن مقعدها هذه المرة جاء متأخرا عنه بضعة صفوف، مؤكدة أنها قد استمتعت بجلوسه إلى جوارها المرة الفائتة وتحمسه لمشاركتها مشاهدة مسلسلها المفضل..

حين لاحظ إيلاف أن السيدة (سعيدة) غير سعيدة بمقعدها إلى جوار طفلين شقيين للغاية، قرر أن يسري عنها قليلا، فنهض من مقعده، وهتف في المحيطين بصوت مسموع: "مرحبا.. اسمي إيلاف مرتجي.. وأنا عازف موسيقي.. وأحب أن أعزف لكم مقطوعة صغيرة على آلتي الصغيرة"..

كان الجمع المحيط منشغلا بالجلوس إلى مقاعدهم مصدرين ضوضاء عشوائي قبل الإقلاع، فلم يهتموا كثيرا بما عرضه، ولكنه فور أن أخرج آلة "الكاليمبا" خاصته من حقيبته الصغيرة، وبدأ يعزف عليها بحرفية بأطراف أنامله، بدأت أصوات الضجيج في الخفوت شيئا فشيئا، إلى أن صفقت السيدة سعيدة بمرح وهي تهتف: "إنه يعزف موسيقى الضوء الشارد"، ثم أرسلت له قبلة أمومية فخورة بأصابعها المضمومة بعد أن قبّلتها بشفتيها، فابتسم هو لها، وتابع العزف بمزاج رائق، حتى انتهى من العزف، ليعلو تصفيق ركاب الطائرة ومن بينهم طاقم المضيفات..

بعد قليل، نهض طفل فضولي وتوجه نحو إيلاف وسأله عن آلته الغريبة وطريقة العزف عليها، فأخذ يعرّفه عليها ويسمح له بتجربة بعض الإيقاعات بأطراف أصابعه مؤكدا أنها تحتاج فقط لبعض التدريب وسيتمكن عازفها من إتقان العزف عليها، ثم فاجأه الصبي بأن أخرج هاتفه وعرض له مقطع الفيديو الذي صوره له أثناء عزفه قبل قليل، فطلب منه إيلاف إرساله له عبر هاتفه كي يقوم بنشره عبر حساباته على مواقع التواصل..

أما في طبقة رجال الأعمال، فقد كان سفيان مجهدا جراء السفر الطويل غير قادر على السيطرة على الطفلين اللذين كانا قد ناما بالرحلة السابقة، وأصبحا الآن في قمة نشاطهما وأصابهما الضجر في الحيز الصغير المواجه لمقعديهما بالطائرة..

بهدوء، تحركت شادن من مقعدها، وطلبت منه تبديل مقعده معها كي تكون أقرب لهما، ثم نادت إحدى المضيفات، وطلبت منها مجموعة من المناديل المبللة، ثم جلست بين الطفلين، وهمست بصوت منخفض لكنه حاسما بنفس الوقت: "انظرا لي.. يجب أن نتفق على شيء أولا.. نحن الآن نزعج الكبار وهم يحتاجون للنوم لأنهم جاءوا من سفرٍ طويل مثلنا تماما.. أعلم أنكما تشعران بالملل.. وأنا مثلكما، ولكن لدي حل لهذا الأمر"..

ناظرها التوأم باهتمام، فقالت: "إليكما بعض الخيارات.. أولا أن أخرج لكما دفتري التلوين خاصتكما وتقوما ببعض التلوين بهدوء، وإذا أنجزتما لوحتيكما بإتقان ودون تسرع وفي صمت، سأمنح كلا منكما واحدة من تلك الماصات على شكل ميكي ماوس، والتي كنتُ قد جلبتها لكما من ديزني لاند وأردت أن أمنحها لكما حين نصل إلى القاهرة"..

ازداد تركيز الطفلين ولمعت عيونهما بالفضول والظفر، لكنها تابعت بذكاء: "أما الأمر الثاني، فهو أن أغني لكما بعض الأغنيات المفضلة لكما، ولكن بشرط.. بعدها ستقومان باللعب بالصلصال هنا على الطاولة وسأساعدكما في عمل أي شكل تريدانه.. فكرا جيدا وأخبراني ما تختاران.. ولكن يجب أولا أن تتفقا على نفس القرار"..

جلس الطفلان متجاوريّن وأخذا يتناقشان بتركيز وانفعال، إلى أن هتفا معا: "سنقول بالتلوين ونحصل على الماصات في النهاية"، وبالفعل أخرجت لهما شادن دفتري التلوين مع بعض ألوان الشمع، ثم وضعت الماصات إلى جوارها، وحملت المناديل المبللة لكي تسارع بتنظيف أصابعهما والفوضى المحتملة التي سيتركانها خلفهما بعد الانتهاء من التلوين..

في تلك الأثناء، كان سفيان قد سمح لابتسامة بطيئة بالتسلل إلى شفتيه، ثم أدار وجهه للجهة الأخرى وأغلق أجفانه واستسلم لقيلولة كان في أشد الحاجة إليها..

يتـــــــــــــــــــــــ ــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:31 PM   #100

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم السادس

في نفس التوقيت في أحد النوادي الاجتماعية في قلب القاهرة، كانت ذكرى تجلس إلى طاولة تواجه صفحة النهر، وأمامها يجلس رجل الأعمال بسام الزين وقريبه مصمم الجرافيك حمزة الرافعي، الذي اقترحت هي أن ينضم للجلسة طالما أنها قد أبدت موافقتها المبدئية على الدعاية لمنتجات مجموعة الزين للمواد الغذائية، لكي تستمع لأفكارهما معا..

كان بسام الزين قد فتح حاسوبه المحمول، وقام بتشغيل عرض تقديمي أوضح المنتجات الصحية التي بدأت الشركة في إنتاجها مؤخرا، ومن بينها مخبوزات خالية من الجلوتين.. وأخرى مصنوعة من دقيق اللوز لأصحاب رجيم الكيتوﭼينيك.. بالإضافة لأصناف من الجبن والزبد الخالية تماما من الزيوت المهدرجة.. وزبدة الفول السوداني النقية.. وألواح البروتين والشوفان..

بعد نهاية العرض، أغلق بسام الزين حاسوبه، وقال بنبرة عملية: "فكرت أن ندمج المقاطع التي تريدين تقديمها عن التغذية الصحية أسبوعيا بفقرة دعائية خاصة بتقييم أحد منتجاتنا والدعاية لها في كل أسبوع، وهكذا ترشدين الناس للسعرات التي يحتاج الجسم لتناولها، والأكلات التي يُفترض أن يتجنبوا تناولها، وكذلك البدائل الغذائية الصحية.. ما رأيك يا دكتورة ذكرى؟"

قالت ذكرى: "بصراحة أجريت بحثا متعمقا عن الشركة، وسألت عن آية مخالفات لها في وزارة الصحة، ولكنني اكتشفت أن سمعتكم لا غبار عليها، وهذا أمر مطمئن للغاية، والفكرة نفسها تعجبني.. فكثير من خبراء التغذية يتحدثون عن الممنوعات والمسموح به، ولكنهم لا يقدمون للمستهلكين بدائل صحية مناسبة، فتجد الأمر ينتهي بهم إلى شراء نفس المنتجات الضارة، والأسوأ أن بعضها تتصدره كلمات براقة مثل "صحي" و "خالي من السكر" ولكن المكونات الداخلة في صنعها تكون أكثر ضررا على الصحة من الأطعمة غير المتوازنة"..

ابتسم بسام الزين بإعجاب واضح، ثم قال: "أود أن أسجل إعجابي بطريقة إدارتك لعملك وبذكائك واهتمامك بالبحث والتدقيق.. أثق أن تعاوننا معا سيكون مثمرا.. الآن سأتركك مع حمزة لكي تتفقا معا على خطة العمل وتتبادلا الأفكار، وتنسقا العمل ما بين الحملة التي سيتولاها هو عبر منصات التواصل الأخرى، وبين المقاطع التي سيقوم بتنفيذها لكِ في قالب جذاب"..

أومأت ذكرى بالموافقة، فتابع قائلا: "سأجهز العقد ويمكنني أن أرسله مع حمزة.. أو تتفضلي لتزوري الشركة وتوقعين عليه.. وأعتذر مرة أخرى لأنني صممت على الاجتماع بكِ يوم العطلة، لكنني للأسف أكون منشغلا طوال الأسبوع، ولا أحب أن أخرج في اجتماعات ممتدة عقب ساعات العمل الرسمية.."

قال حمزة ممازحا: "بالطبع تخصص ذلك الوقت للأميرتين ترياق وفجر"..

هتفت ذكرى بابتهاج: "ما أجمل اسميهما.. لقد تعرفت على فجر بالفعل"..

رمقها بسام باندهاش ورفع حاجبه متوجسا بحمائية، فهتفت هي موضحة: "كنت أزور روضة Kids Heaven التي تديرها صديقتي شادن الحلواني مؤخرا، وتقريبا ترددت عليها طوال الأسبوع الماضي، فقابلت الأميرة الصغيرة وقريبيها باسل وباسم ابنيّ الدكتورة حنان.. التي هي بالمناسبة صديقة عزيزة"..

ابتسم حمزة بسعادة عند ذكر اسم شقيقته الكبرى، ثم قال: "إذًا أنتِ الآن من العائلة، لذا لا أرى من داعٍ أن نتعامل رسميا وأظل أناديكِ دكتورة وما إلى ذلك"..

نهض بسام ثم حمل حقيبة حاسوبه المحمول، يستعد للمغادرة ، ولكنه لم ينسى قبل أن يستدير أن يرمق حمزة محذرا، وهو يهمس دون صوت بكلمة "تهذب" التي لم تلاحظها ذكرى..

قالت ذكرى: "لا أمانع.. هذا اللقب كنتُ حريصة عليه جدا لسنوات طويلة.. ولكن بعد أن حققته بالفعل، لم أشعر بأي تميز.."

أطلق حمزة صفيرا قصيرا، ثم قال بنبرة فضولية: "يبدو أن وراء الأمر قصة.. يقولون أنني مستمع جيد.. لن أجبرك على الحديث الآن.. ولكن إذا احتجت لأذن مصغية.. فتذكري أنني موجود"..

ضحكت ذكرى لسلاسته وتلقائيته، وقالت بصدق مُرحبة باكتساب صديق جديد: "سأتذكر ذلك بالتأكيد"، ثم شرعا في مناقشة تفاصيل المشروع بحديث مهني بحت..

بعد قليل، نمت فكرة في رأس ذكرى، فقالت: "لمَ لا تطرحون تطبيقا إلكترونيا عبر (متجر التطبيقات) على الهواتف الذكية ليتيح للمستهلكين بعمل طلبيات توصيل لمنتجاتكم الجديدة، ويمكننا أن نستغل هذا التطبيق في الدعاية بحيث نطلق مجموعة من أكواد الخصم عبر حسابي على انستجرام، وهكذا نستفيد بشكل أكبر من المقاطع الدعائية في إرشاد المستهلكين لكيفية الوصول إلى تلك المنتجات بسهولة ونضمن بناء قاعدة من المستهلكين الأوفياء"..

رد حمزة معجبا بالفكرة: "رائع.. سأخبر أبيه بسام وإذا وافق، سنقوم بتنفيذها"..


يتـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــبع في الصفحة التالية


على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t486027-11.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-03-22 الساعة 11:59 PM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.