آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          236 - سيد الجزيرة - مارى ويبرلى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12256Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-22, 11:34 PM   #101

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم السابع


حطت الطائرة بمطار القاهرة الدولي، وسارع إيلاف بإحضار عربة لحمل الحقائب، وساعده سفيان بجمع الحقائب، ثم غادر الجميع بوابة الوصول ، ليجدوا سميحة ودانة في انتظارهما، فهتف سفيان في شادن: "انضمي إلينا لنقوم بتوصيلك في طريقنا"..

ردت شادن: "لا.. ستأتي زهو الآن.. لقد راسلتني منذ قليل وقالت إنها ستعبر الآن إلى داخل المطار.. هي ستقلني.. فلتذهبوا أنتم في طريقكم حتى ترتاحوا.. لقد كانت رحلة مرهقة"..

قبل أن ينبس سفيان بكلمات شكر مستحقة لشادن، هرولت سميحة ودانة تجاه تجمعهم الصغير لتهنئتهم على سلامة الوصول، وقامتا بتقبيل شادن وإيلاف والتوأم، ثم اندفعت دانة إلى أحضان أخيها الأكبر، فأخذ هو يربت على ظهرها بحب، وحين مد يده لمصافحة سميحة، وجدت الأخيرة نفسها تسحبه لأحضانها بأمومة ظل هو مصرا بتعنت على حرمانها منها لسنوات ، وأخذت تربت على ظهره وهي تبارك له عودته بسلام وتحقيقه لميداليتين في البطولة..

في البداية، تجمد سفيان بسبب تصرفها غير المألوف، لكنه في النهاية استرخى قليلا، وأخذ يرد تحيتها ويربت على ظهرها بودٍ، ما فاجأها هي أيضا، وجعلها تشعر ببصيص من الأمل، وتتمتم بالدعاء راجية أن يذوب الجليد بينهما يوما ما ليعود كما كان قبل سنوات بعيدة..

حين وصلت زهو وغادرت سيارتها، وأخذت تلوح لشادن وهي تتحرك لكي تنضم إليها، لكن الأخيرة فوجئت بسفيان يترك كل شيء ويقفز في سيارة عائلته فور أن لمح زهو تقترب.. حتى أنه قد أغلق زجاج نافذة الباب الأقرب إليه لكي يحجب نفسه تماما عن الجميع..

تبادل الواقفون النظر بتوتر، بينما زفر إيلاف يائسا، قبل أن يمنح زهو وشادن نظرات معتذرة، وغمغم بكلمات وداعية بسيطة، ثم حمل
التوأم إلى السيارة لكي يجلسا إلى جوار دانة، ثم سارع بوضع الحقائب في ظهر السيارة، وتحرك للجلوس إلى جوارهم في المقعد الخلفي، فيما تحركت سميحة من جديد نحو مقعد القيادة، بعد أن منحت زهو قبلة على جبينها وربتت على وجنتها بأمومة خالصة..

تبادلت الفتاتان النظرات.. شادن كانت مشفقة حزينة، وزهو آسفة ضائقة.. فربتت الأولى على كتفها، وتحركت تحمل حقائبها نحو صندوق السيارة كي تخزنها بداخله، ثم ركبت إلى جوار زهو، ليقفز بين أحضانها من المقعد الخلفي ساري ابن شقيقها الراحل وأقرب صديقاتها، فأخذت تقبّله باشتياق، وهي تخبره عن كم الهدايا التي أحضرتها له من رحلتها..

في الطريق إلى منزل والديها، أجرت شادن مكالمة جماعية سريعة مع ذكرى وأمواج تطمئنهما على سلامة وصولها، وتخبرهما أنها ستقضي عطلة نهاية الأسبوع ببيت والديها بعد عودتها من السفر، لتعود لشقتها مع بداية الأسبوع..

وبعد أن أنهت المكالمة، ناظرت زهر بنظرات مترجية، فهمت زهو مغزاها جيدا فهزت رأسها رفضا، لتهمس شادن متوسلة: "زهو رجاء.. اقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا أنا وساري في بيت والديّ"..

ناظرتها زهو بلوم، ثم قالت بحزم: "لا يا Shades.. اعذريني.. لن أتحمل.. يكفي ما نالني العطلة الماضية"..

أطرقت شادن رأسها بقنوط، ثم قالت مستجدية: "أعلم أن طباع أمي صعبة قليلا"، فزجرتها زهو متحدية، لتتنحنح شادن وتقول مصححة: "كثيرا.. طباعها صعبة كثيرا، ولكن هذه فرصة كي يراكما نبيل في مكان واحد.. عفوا أقصد ساري.. يراكما ساري في مكان واحد لفترة أطول ويعتاد عليكما معا"..

ظللت عليهما غيمة كئيبة بذكر اسم الراحل نبيل، لكن زهو تجاهلت شعورها وقالت بأسف: "صدقيني.. لن أتحمل لقاء ثانيا مع طنط لطيفة خلال أسبوع واحد.. لست قوية لتلك الدرجة.. خاصة بعد ما قالته تلك البغيضة نرمين.. لقد استنزفت رصيدي من تحمل التعليقات الجارحة"..

تنهدت شادن بقنوط، فتابعت زهو: "فقط انقلي سلامي لعمو جلجل.. وأنا سأمر لاصطحابكما معا يوم الأحد.. لكي أوصل ساري للمدرسة وأنت لروضتك"..

انتبهت شادن لما قالته زهو عرضا في منتصف حديثها، فسألت تستوضحها: "ماذا فعلت لكِ تلك البغيضة نرمين؟ أووف.. فقط لو نستطيع إخراجها من بنايتنا.. أشفق على طفلها من إهمالها له وانشغالها بافتعال المشكلات"

قالت زهو: "لقد نصحتني بالذهان لجراح سمنة للخضوع لعملية شفط حتى أجد من يقبل أن يتزوج بي.. تخيلي الجرأة"..

هتفت شادن بغضب: "بل قولي الوقاحة.. يا إلهي.. سأريها تلك البغيضة"..

قالت زهو: "لا يا شادن.. أستطيع إيقافها عند حدها إذا أردتُ.. ولكنني حاليا أحتاج لبعض الهدوء في حياتي.. لن أستنزف طاقتي بالشجار والتراشق بكلمات مفخخة"..

في تلك الأثناء، كانتا قد وصلتا بالفعل لمنزل والديّ شادن، فودعتها شادن، وأنزلت ساري الذي ركض للداخل، ثم أخذت حقيبتيها، وغادرت إلى داخل المنزل، حيث كانت السيدة لطيفة تنتظرهما، فسارع ساري لأحضان جدته بنوع من الآلية وبلا حماس، قبل أن يسأل عن مكان تواجد جده، فأخبرته أنه في الشرفة العلوية يحتسي قهوته، فركض الطفل إليه، لكن جدته هتفت فيه أن يبطئ خطواته ليستجيب لها بضجر وأخذ يصعد السلالم بتمهل رتيب..

تحركت شادن لكي تقبّل والدتها، قبل أن تربت الأخيرة على ظهرها، ثم همست ببعض كلمات التأنيب لابنتها التي سافرت سريعا دون أن تخبرهما قبلها بوقتٍ كافٍ قاطعة عليهما الفرصة للرفض، فعاودت الابنة الدفاع عن نفسها من جديد، مذكّرة والدتها بخوض تلك المحادثة من قبل..

منذ حوالي أسبوع تقريبا، جاءت لزيارتهما لإخبارهما أنها كانت مضطرة لمرافقة سفيان وطفليه إلى هونج كونج لعدم نجاحه في العثور على مربية أو جليسة مناسبة خلال تلك الفترة القصيرة بعد سفر مربيتهما إلى بلدها، ومنحها والدها الإذن بالسفر خصوصا أن السيدة سميحة قد اتصلت به بنفسها لتطلب منه السماح لابنته بالسفر..

ومع إذن الموافقة، أكد لها والدها ببعض كلمات قصيرة، أنه يثق بقرارها وبحسن تصرفها في أي مكان تتواجد به..

لكن لطيفة، تجاهلت كل ما قالته شادن، لتهتف حانقة: "كيف يتجرأ ويشير لكِ بسبابته فتتركين كل شيء وتركضين خلفه لاهثة هكذا؟"..
تجمدت ملامح شادن وتصلبت في مكانها، فتابعت والدتها: "أتظنين أنني لا أعلم؟ كيف لا أعلم أنه السبب في إفساد حياة اثنين من أولادي.. أحدهما رحل تماما عن عالمنا، والثانية تدمرت حياتها لسنوات طويلة"..

هتفت شادن مجفلة: "أمي"..

رفعت الأم صوتها تقول: "لا ترفعي صوتك.. كيف تقبلين أن تسدي له خدمة بعد ما فعله بكِ وبأخيك؟"

تنهدت شادن بإجهاد، فهي بالفعل لم تكن مؤهلة لخوض تلك المحادثة الآن بعد رحلة سفر شاقة لم تنجح خلالها في تصنيف مشاعرها الحالية تجاه سفيان بعد كل ما كان، لكنها قالت لوالدتها بمهادنة: "أمي ما حدث لنبيل رحمة الله عليه كان قضاء الله وقدره.. وهو شهيد بإذن الله.. أي في مكانة عالية عند رب العالمين.. وواجبنا أن نصبر ونحتسب.. وسفيان أيضا – تماما كبحر – خرج من الحادث بخسائر لا تُحصى.. أما أنا.. فما حدث لي لم يكن لسفيان دخل به أبدا"..

هتفت الأم مجادلة: "كيف لا دخل له؟ ثم انظري إلىّ هنا.. ما هذا التصرف الوقح الذي فعله أمام الكاميرات؟ ما هذه المسخرة؟"..

ارتبكت شادن بعد أن أدركت أن والدتها تقصد عناقه العفوي لها عقب فوزه بذهبية التايكوندو، فقالت مدافعة بنبرة مهتزة قليلا: "كان تصرفا غير مقصود وهو اعتذر عنه لحظتها.. لكن تصرفاته كانت مثالا للرقي طوال الرحلة "..

أنهت شادن كلماتها، وداخلها ينتفض غيظا بصمت، حتى أنها كادت أن تنفجر في نوبة عفوية من الضحك، بسبب كذبها أمام والدتها بامتداح سلوك سفيان، الذي كانت تصرفاته الفظة هي العنوان الرئيسي لتعامله معها طول الأسبوع الماضي حتى أنه لم يودعها بكلمة شكر بعد نهاية الرحلة..

بالنهاية، هتفت أمها غير مقتنعة بكلمات ابنتها: "ظلي هكذا تدورين في فلكه وتضيّعين عمرك وراءه"..

انتهزت شادن الفرصة كي تهرب من مواجهة والدتها لوقتٍ أطول، فهتفت بتعجل: "سأركض لتحية أبي.. لا يصح أن يعرف أنني وصلت ولم أصعد له كل هذا الوقت"، ثم ركضت بالفعل منفذة ما تفوهت به للتو حرفيا، تاركة والدتها تتمتم بغيظ..

في الأعلى، كان عبد الجليل الحلواني يجلس مواجها للشرفة، وعلى ساقه حفيده ساري، يطالعان معا بانبهار أسراب الطيور تحلّق صوب أعشاشها تزامنا مع غروب الشمس..

حين انتبه الأب لدخول ابنته للشرفة، أنزل حفيده إلى المقعد المجاور له، ونهض لكي يمنحها عناقا أبويا دافئا، ثم وضع قبلة حانية على جبينها، وهو يهتف بشوق: "اشتقت إلى حبيبة والدها وسميّة جدتها وجميلة عائلتها"..

ابتسمت شادن، ثم قالت: "لا أحد يُشعرنِي بالغرور مثلك يا أبي.. دائما تنظر لأجمل ما فيّ وتضعه تحت عدسة مكبرة لتجعله يطغى على كل عيوبي.. فلا أراني إلا بعينيك.. امرأة كاملة لا تشوبها شائبة"..

ربت الأب على كتفها بعد أن جلست إلى جواره، ثم قال: "أنتِ بالفعل في نظري امرأة كاملة لا تشوبها شائبة.. ولكن أحيانا شعرك المجعد هذا يرسل لعقلك بعض الشرارات الكهربية المفاجئة تجعلك تتصرفين بعيدا عن طبيعتك، حتى بعد أن صرت تفردينيه بعناية بشكل روتيني"..

لم يفت شادن النبرة اللائمة في صوت والدها، فسألته بتوجس: "ماذا فعلتُ يا أبي؟ هل أخطأتُ بشيء؟"

رد الأب بهدوء ولكن بكلمات باترة: " حين ترتكبين خطأ، كنتِ دوما تكتشفين الأمر قبل أي أحد آخر، لذا فأنتِ لا تحتاجين للومي أو تأديبي.. ستقومين بنفسك بإصلاح أخطائك أولا بأول كما عودتيني.. ألستِ كذلك؟"

أومأت شادن برأسها، وهي تعي جيدا مقصد والدها الذي أبى أن يحرجها ويعاود تأنبيها على تلك اللقطة التي تم تداولها عقب فوز سفيان مرتجي بميداليته الذهبية..

خرجت شادن من شرودها على صوت والدها الذي هتف: "هيا لنجري مكالمة مرئية مع شقيقك نادر في كندا.. سيفرح كثيرا بالحديث إليكِ أنتِ وساري معا"..

همست شادن بنبرة شجية: "اشتقت له كثيرا.. ليته يأتي لزيارتنا في عطلة رأس السنة"، ثم جلست إلى جوار والدها الذي أخرج جهازه اللوحي وبدأ بضبط المكالمة المرئية على تطبيق "سكايب"..

يتـــــــــــــــــــــــ ــــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:39 PM   #102

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم الثامن

حين كانت سميحة تقترب بسيارتها من مدخل التجمع السكني الذي تقيم به مع ابنتها وربيبها، لاحظ سفيان أنها عرجت يمينا بدلا من يسارا، فهتف متسائلا: "ألن توصلينا إلى شقتنا أولا؟"

ردت سميحة بحزم: "لا.. سأوصلك إلى بيتك.. منزل والدك هو بيتك.. يظل مفتوحا لك للأبد حتى وإن كنت تأنف من الإقامة به.. ولكنني مضطرة حاليا لأن أطلب منك أن تفعل ذلك لأجل ملك ومالك.. لتظل إقامتك لدينا إلى أن تعثر على مربية ثقة"..

بإيماءة واحدة، استجاب سفيان لعرضها على مضض، وبداخله قد قرر على الإسراع في إيجاد مربية متفرغة لرعاية الطفلين..

حين وصل الجميع لداخل المنزل، وأفرغوا الحقائب، سارع إيلاف بمنح دانة الهدايا التي جلبها لها مع شقيقه الأكبر، ثم نال الصغيران بعض الهدايا أيضا..

بعدها، تحرك إيلاف صوب سميحة، وأخرج من الحقيبة، صندوقا مخمليا صغيرا بحجم الكف، وفتحه وقدّمه لها، لتطالعه بانبهار، حيث كان يحوي قرطين على شكل مروحتين صينيتن بديعتيّ التصميم..

أخذت تتحسسهما بإعجاب وهي تشكره بسعادة لا نهائية، لكنه قبّل يدها ورأسها، ثم أخرج صندوقا أكبر ، وفتحه وقدّمه لها، فشهقت بارتعاب لحظي فور أن وقعت عيناها على ما بداخل الصندوق، قبل أن تستعيد تماسكها وتمسكه وتقربه منها وتتفحصه بدقة..

همس إيلاف: "هذه هدية سفيان.. لقد أحضر لكِ سلسالا وسوارا على شكل تنين"..

قال كلمته الأخيرة بنبرة متسلية، لتقترب دانة تشاهد الهدية فتتعالى ضحكاتها، فتنتقل عدوى الضحك إلى إيلاف وسميحة التي حاولت التحكم في ضحكتها..

هرش سفيان رأسه بحرج، ثم قال مبررا: "لا أعرف.. لقد كانتا الأغلى في المحل"..

ابتسمت سميحة باتساع شفتيها، ثم قالت بنبرة أمومية مبتهجة بعد أن وضعت كفها على صدرها تأثرا: "سأرتديهما بفخر.. شكرا لك يا حبيبي"..

أطرق سفيان أرضا ولم يعقب، برغم أنه لاحظ التماع عينيها بدموع لم تغادر الأجفان..


مر نحو عشرة أيام، وسفيان لا يزال يبحث عن مربية أو جليسة بدوام جزئي لمراعاة طفليه، ولكنه لم يعثر على واحدة متفرغة تناسب ظروفه، حتى أنه تواصل مع مربية أطفاله السابقة التي عادت لدولتها الأفريقية قبل أسابيع لكي يطمئن على صحة والدتها ويستكشف عما إذا كانت لديها نية في العودة للعمل لديه، لكنها أخبرته أنها قررت الاستقرار في وطنها والبحث عن عمل هناك كي تراعي أمها وصغيرها، ما دفعه في النهاية لإرسال مبلغ مالي جيد لها كمكافأة لنهاية الخدمة بعد أن أمضت عامين في رعاية توأمه بإخلاص..

في موعده الأسبوعي مع الاستشاري النفسي، أخبره الأخير أنه قد قطع شوطا كبيرا في علاجه، لكنه وصل معه إلى نهاية رحلته، لأنه يحتاج الآن لطبيب متخصص في مرض (اضطراب الكرب التالي للرضح) كي يساعده على خطواته التالية في مواجهة الصدمات المتتالية التي تعرض لها قبل عامين، والتي بدأت ببتر يده واستشهاد صديق عمره واختطاف الآخر إثر ذلك الحادث الإرهابي الذي اضطر بعده للتقاعد من القوات المسلحة، وبعدها الحادث الذي أوده بحياة والده وزوجته بشكل مفجع ومفاجئ..

ورغم انشغاله بالتخطيط للخطوة التالية في مستقبله، كونه لا يحب أبدا الارتكان للكسل دون وضع هدف يسعى للوصول إليه، إلا أن فكرة تبديل معالجه النفسي كانت تؤرقه، تماما كما كانت فكرة عدم وجود مربية متفرغة لطفليه لتعينه عن السير بخطى ثابتة في مشروعه القادم والأهم..

كان سفيان يهم بإنهاء مكالمة هاتفية مع مسئولة أحد مكاتب التوظيف يتابع معها تطورات عملية البحث عن مربية جديدة لطفليه، ولما باءت المكالمة بفشل جديد، تهاوى على الأريكة بتعب، ورمى الهاتف أمامه على المنضدة الصغيرة، ثم أرجع رأسه للخلف مستندا على ظهرها وأخذ يزفر بضيق، لكنه اعتدل واستعاد هيئته الثابتة حينما سمع لنحنحة شقيقه إيلاف الذي اقتحم عليه خلوته في غرفة المعيشة، بينما كانت دانة وأمها منشغلتين بإطعام التوأم في المطبخ..

قام إيلاف بتوصل ذراعي اللعب في الشاشة، وقام بتشغيل لعبة Fortnite التي كانت من مفضلات شقيقه، حينما كان مدمنا على ألعاب الفيديو، ثم منحه أحد الذراعين، وأمسك بالآخر، ليبدآ اللعب دون كلام..

بعد فترة من الوقت، نظر إيلاف لذراعه التعويضي الجديد، ثم سأله بعفوية: "كيف حال الذراع الجديد؟"..

رد سفيان: "ثقيل نوعا ما كونه من المعدن، لكنه أكثر مرونة من ذلك الذي كنت أستخدمه من قبل.. سأجربه لأسبوعين آخرين على الأقل قبل أن أحدد موقفي النهائي منه"..

مط إيلاف شفتيه، ثم قال متفكرا: "إذًا ستستقر على ذلك الذراع وتقوم بالدعاية للشركة المنتجة له.. صحيح؟"

رد سفيان: "هناك شركة يابانية سترسل لي أيضا ذراعا تعويضيا بتقنية تكنولوجية عالية، سأحدد بعدها أي الذراعين أكثر سلاسة ومرونة في الاستخدام ثم أخطر الشركة المنتجة له بقراري، وبعدها سأظهر في بعض الإعلانات الخاصة بالترويج لمنتجاتها التعويضية في منطقة الشرق الأوسط"..

ابتسم إيلاف متعاطفا، وقال بنبرة داعمة: "أرجو أن تستقر على أحدهما، فتنهي مرحلة التجربة تلك التي تتسبب لك في آلامٍ إضافية"..

رد سفيان: "أظن أنني قاربت على حسم قراري.. بكل الأحوال هناك الكثير من العروض، وفي النهاية سأختار من بينها.. لأكون صادقا.. الشركات العالمية تطورت كثيرا في صناعة الأطراف التعويضية.. لكن مالك وملك يحبان هذا الذراع كثيرا.. يقولان إنه يذكرهما بشخصية شهيرة"..

ضحك إيلاف، ثم قال مندهشا: "يا إلهي.. هل يقصدان Winter Soldier (جندي الشتاء)؟"..

حين أومأ سفيان موافقا، تابع هو: "كيف تعرفا عليه؟.. إنهما بالكاد بعمر الثالثة.. لا أصدق هذا الجيل المرتبط بالتكنولوجيا أكثر منا"..

ابتسم سفيان وقال: "كلما ذهبنا لمتاجر ألعاب الأطفال، تجدهما يقفان أمام مجسمات الأبطال الخارقين بتوله غريب.. رغم أنهما لا يفهمان كثيرا أحداث تلك السلاسل الكرتونية.. لكنهما متعلقان بهذا العالم الخيالي كثيرا، ويصران على متابعته دوما على التلفاز.. في الحقيقة مالك من يُصر .. لكن ملك تجاريه"..

قال إيلاف بعفوية: "أنا سعيد جدا بوجودهما معنا في هذا البيت.. لقد نشرا البهجة والحيوية.. بالتأكيد سأكون شريكا لهما في متابعة تلك السلاسل لينقلا لي حماسهما"..

لم يتوقف سفيان كثيرا عند تعليق أخيه، كونه يعلم أنه في النهاية سيغادر المنزل فور أن يجد مربية جيدة..

تابع الشقيقان اللعب لدقائق أخرى، إلى أن سأله إيلاف من جديد: "هل اتخذت قرارا بخصوص إكمال جلسات العلاج النفسي؟"

قال سفيان بتردد محاولا المحافظة على صوته ميهمنا: "لا أدري.. لا أحب فكرة تغيير الاستشاري.. لقد تعودت على التعامل معه"..

قال إيلاف بنبرة هادئة محاولا إقناع أخيه بعدم التخلي عن العلاج النفسي بعد أن قطع شوطا كبيرا به: "لقد أحرزت بالفعل تقدما ملحوظا كانت نتيجته أن أصبحت بطلا باراليمبيا، ولكن الخطوة التالية في حياتك تحتاج المزيد من الجهد يا سفيان.. لن تستطيع الوقوف في تلك النقطة والجميع يمضي قدما من حولك.. ألم تلاحظ أنك حتى لم تفلح في أن تعزي شادن وزهو ببعض الكلمات رغم مرور عامين على استشهاد نبيل"..

زفر سفيان وترك ذراع اللعب ورفع ذراعه يحك بأطراف أنامله جبينه بتفكر وقد عقد حاجبيه بضيق، ثم قال: "هل كنت شديد الفظاظة معهما لهذه الدرجة؟"
تنحنح إيلاف ثم قال: " كان الأمر محرجا للجميع.. لا تنسى أن عليك واجبا تجاههما بعد رحيل نبيل.. حتى أنك يجب أن تتدخل للإصلاح بين Mu-Ji وبحر"..

تنحنح سفيان ثم قال بتعب: "أتظنني لا أعلم.. أنا فقط.. فقط.."

أكمل إيلاف نيابة عنه: "فقط تحتاج لبعض الدعم والمثابرة.. نحن سنقدم لك الدعم وأنت عليك المثابرة.. هل أبحث لك عن طبيب؟"

رد سفيان ضائقا: "لقد منحني الاستشاري ثلاثة أسماء لأطباء متخصصين في علاج PTSD.. دكتور عامر السقا ودكتور محسن مهدي ودكتورة مارية الخشاب"..

في تلك اللحظات كانت دانة تدخل عليهما الغرفة حاملة صينية صغيرة عليها بعض الفواكه المقطعة والعصائر والمكسرات"، ثم وضعتها بحرص على الطاولة، قبل أن تستقيم وتهتف: "ماذا بها دكتورة مارية؟"

فغر إيلاف وسفيان فميهما، قبل أن يهتف الأخير موبخا: "هل كنتِ تتنصتين علينا؟"

شحب وجه دانة التي هتفت بنبرة دفاعية: "لا والله يا أبيه.. لقد سمعت اسمها من فمك بعد أن دخلت الغرفة.. وسألت عليها.. لأن.. لأن.. لأنها والدة صديقتي لين.. كما أنها صديقة أمي"..

رفع سفيان حاجبيه وسألها: "هل تعرفينها عن قرب؟"

ردت دانة: "نعم.. إنها سيدة لطيفة للغاية وتحبني كثيرا.. وأمي أيضا تحب الجلوس برفقتها كلما صادفتها في النادي.. أنا ولين نتجول معا بالدراجات داخل مدينتنا السكنية الصغيرة، كما نحضر معا دروسا لتعلم رسوم الجرافيك.. وهي زميلتي بالمدرسة أيضا.. لكنها في القسم الأدبي.. وأنا بالقسم العلمي"..

هز سفيان رأسه بتفهم، ثم أشار لها لكي تجلس جوارهما، وأخذ يحدثها قليلا عن دراستها خاصتها وأنها انتقلت إلى عامها الدراسي الأخير استعدادا للالتحاق بالجامعة، فطمأنته أنها ليست قلقة من الدراسة وستحصد مجموعا كبيرا يؤهلها لكلية (الحاسبات والمعلومات) التي تطمح بالانضمام إليها كي تكمل دراستها في مجال تصميم الجرافيك والتطبيقات الذي يستهويها كثيرا..

بعد قليل من الثرثرة مع شقيقيها، غادرت دانة، ليقول سفيان لإيلاف: "أظن أنني سأمنح الدكتورة مارية فرصة.. فهي إن كانت صديقة سميحة، ستستطيع أن تحافظ على السر"..

ابتسم إيلاف بتعاطف، وقال: "هل ما زالت تؤرقك فكرة كشف خضوعك للعلاج النفسي؟.. يا أخي أصبح الأمر الآن ضرورة للكثيرين ولم يعد مستغربا كما كان من قبل"..

رد سفيان حاسما أمره: "ومع ذلك أود أن أحافظ على السرية.. خاصة إذا كنت بصدد العمل على مشروعي القادم.. والذي سيكون مشروع العمر وسيغير الكثير من الأمور بحياتي"


يتـــــــــــــــــــــــ ــــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:44 PM   #103

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Bravo وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الرابعة: القسم التاسع والأخير

مر حوالي أسبوع آخر، وسفيان مازال غارقا في البحث عن جليسة أطفال، حتى أنه لم يمانع كثيرا فكرة البحث بمنصات التواصل الاجتماعي عن آية مكاتب لتشغيل مربيات لم يكن قد تعامل معها من قبل، إلى أن عثر ضمن إحدى مجموعات التواصل على بيانات شركة اسمها Shades of Pink (ظلال وردية)، وسارع بالفعل بمهاتفة الرقم المضاف إلى الإعلان الموجود داخل المجموعة، وبعد مكالمة قصيرة أخبرته الآنسة سلمى منسقة الشركة أنه يوجد حاليا نقص في عدد الفتيات الباحثات عن عمل جزئي، نظرا لبداية العام الدراسي الجديد، لكنها أخبرته أنها ستبحث عن المتاحات من بين النساء الأكبر عمرا العاملات بالشركة واللاتي ليست لديهن التزامات أسرية كبيرة، لكنها أكدت له بالنهاية أن الأمر يستغرق بعض الوقت..

وبعد بضعة أيام، عاود الاتصال بها يستحثها على استقدام إحداهن، لكنها أعلنت أنه لا توجد عاملة متوفرة حاليا لا كمربية مقيمة ولا حتى كجليسة أطفال بدوام جزئي، لكنها قدمت له البديل بضم الطفلين إلى روضة Kids Heaven خاصة أنهما بعمر الثالثة، وهو سن مناسب جدا لمرحلة السنة التمهيدية الأولى KG1، فوعدها بالتفكير في الأمر..

اجتمع سفيان بسميحة، كي يعتذر لها على طول إقامته بمنزلها، لكنها وبخته بانفعال لإصراره على العودة للانفراد بحياته كما فعل حين رحلت زوجته..

وحين اعترف لها سفيان بفشله في العثور على مربية أو جليسة، وأن البديل أمامه الآن هو وضع التوأم صباحا في حضانة واقتسام مسئولية رعايتهما مساء فيما بينهم، هتفت سميحة مُرحبة بالأمر، مؤكدة أن على التوأم أن يعتادا قليلا على الانفصال عن والدهما الذي يلاصقكما طوال اليوم، حتى لا يصبح أمر انتقالهما إلى المدرسة صعبا بسبب تعلقهما الشديد به..

كان سفيان يستمع لكلماتها مقيّما الوضع، حتى أضحى مقتنعا تماما بوجهة نظرها، ثم سألها بفضول: "أليست روضة Kids Heaven تلك القريبة من مدينتنا السكنية، والتي تعمل بها شادن الحلواني كما سمعت؟"..

اندهشت سميحة لعدم معرفة سفيان أن الحضانة تخص شادن بالكامل ولا تعمل بها فقط.. صحيح أن المبنى مازال مستأجرا كونه مشروعا جديدا، لكنها تنوي أن تنميه وتحوله لأكاديمية تعليمية للأطفال في غضون سنوات طويلة بعد أن تحقق أرباحا كافية تجعلها تمتلك المبنى نفسه وتقيم امتدادات معمارية به، لكنها لسببٍ ما لم تصحح له المعلومة، وأكدت فكرته أنها إحدى مدرسات الحضانة فقط.. فأخبرها هو أنه سيفكر جديا في إلحاقهما بالحضانة بعد أن يحادث طبيبته الجديدة حتى يتهيأ لتلك الخطوة..



بإجهاد شديد لازمه طوال الفترة الأخيرة، تحرك داخل مركزه الطبي الخاص لجراحات العظام والتأهيل البدني..

كان اليوم مثقلا بالحنين على نحوٍ غير معتاد، فكلما وصل إلى بقعة من بقاع الرواق، كانت تزور أفكاره ومضة مضيئة للحظة سابقة جمعته بذكراه، لكن أكثر المواقف طرقا على باب عقله، كان ذلك اليوم الذي سقطت هي فيه بمنتصف الممر المؤدي لمكتبه.. ذلك اليوم المشؤوم..

خرج الدكتور آدم من شروده على هتاف أحد الجراحين العاملين بالمركز، والذي كان يستشيره بخصوص حالة معينة، جالبا معه ملف الأشعة الخاصة بها، وطلب منه بتهذيب أن يفحصها ويمنحه رأيه الطبي..

طلب منه آدم أن يتبعه لمكتبه، وبالفعل قام بوضع صورة الأشعة على لوح العرض المضيء لكي يتفحصها بدقة، قبل أن يستفسر عن بعض التفاصيل، إلى أن منح زميله رأيه الطبي في النهاية، مؤكدا أن الحالة لا تحتاج تدخلا جراحيا وأنه يمكن علاجها بجلسات علاج طبيعي، فشكره الطبيب الذي أخبره أنه قد وصل لنفس الاستنتاج، وغادر مكتبه..

تهاوى آدم على مكتبه بعد جولة طويلة منهكة، ففتح الثلاجة الصغيرة المجاورة لمكتبه وأخرج منها واحدا من عبوات مشروبات الطاقة المثلجة، وأخذ يرتشفه منتظرا أن يبدأ مفعوله سريعا فيبثه جرعة من النشاط تعينه على إكمال العمل بنفس الكفاءة لبقية اليوم..

قاطع استرخاءه طرقا على الباب، فهتف يمنح الإذن لمن يطرق، فدخل صديقه سفيان مرتجي الذي أعلن عن دخوله بصخب قائلا: "سلام يا صديقي.. جئت لأرد الزيارة التي شرفتني بها قبل سفري لهونج كونج.. ورغم مرور أسبوعين كاملين على عودتي لم أرك تزورني وتهنئني على نجاحي المبهر، فقررت أن أقتحم خلوتك بنفسي هذه المرة"..

ضحك آدم، وقال: "وعليك السلام والرحمة.. والله أنت توقفت عن التدريب في المركز الأوليمبي ولم أعرف أين تتدرب حاليا.. أو إذا كنت في عطلة للاسترخاء بعد مجهودك الكبير على مدار سنتين"..

جلس سفيان أمام صديقه الذي منحه ابتسامة بشوشة، ثم قال: "حاليا أتدرب قليلا في المنزل.. مازلت أبحث عن مربية للطفلين، كما أجرب بعض الأطراف التعويضية الجديدة حتى أستقر على أحدها في النهاية"..

رفع آدم نظره إلى جانبه الأيمن وشاهد الذراع المعدني الجديد الذي يبدو متطورا كثيرا عما سبقه، لكنه فضي اللون وليس بنفس لون البشرة، فسأل صديقه: "ألا تمانع ارتداء ذراعا معدنيا بلون الفضة وليس لون الجلد؟"

رد سفيان: "لا.. لم يعد الأمر يضايقني.. كما أن الجميع صار يعلم أنني مبتور الذراع بعد ظهوري في التلفاز وعلى منصات التواصل الاجتماعي"..

ضحك آدم، وقال بغبطة وهو يربت على كتفه بغبطة: "أصبحت شهيرا يا صديقي.. ويريدك أصحاب الشركات لتكون وجها دعائيا لهم.. كم أنا فخور بك لخروجك من تلك العزلة التي فرضتها على نفسك"..

أطرق سفيان برأسه ثم اعترف ضائقا: "ولكنني مازلت أدور في نفس النقطة ولا أستطيع الخروج منها.. لقد قابلت شقيقة نبيل.. بالمصادفة.. ومكثت معها أسبوعا كاملا.. ثم قابلت أرملته.. وببساطة تجاهلتها تماما وغادرت المكان"..

رد آدم بنبرة متعاطفة لا تخلو من توبيخ مستتر: "لا بأس.. تحتاج لبعض الوقت حتى تتمكن من مواجهتهما بشكل طبيعي.. لكنني أرجو فقط أن تتخلى عن فظاظتك قليلا"..

ضحك سفيان واعترف بضيق: "هذا ما لا أستطيع أن أعدك به.."

سأله آدم بتفكر: "ولكن كيف مكثت أسبوعا كاملا مع شقيقة المرحوم نبيل؟"

شرد سفيان مسترجعا بعض ذكريات الأسبوع الذي أمضاه برفقة شادن، ولما توقفت تلك الذكريات عند تلك الليلة التي أثارت فيها زوبعة بجاذبيتها التي لم يلحظها من قبل، تنحنح وقال: "هذه قصة طويلة ليس المجال لشرحها حاليا.. فقط سأخبرك أنها كانت تقوم برعاية مالك وملك كجليسة أطفال خلال فترة المنافسات بهونج هونج"..

أطلق آدم صافرة اندهاش، وسأله: "إذًا سافرتما معا لخارج البلاد؟"

سدّد سفيان لعينيه نظرة قاتمة كيلا يستطرد في الحديث، ففهم آدم أن الأمر لا يجدر الحديث عنه – حاليا - فصمت قليلا، ثم سأل
سفيان من جديد: "إذًا ما سر زيارتك لي هنا يا بطل، وكان من الممكن أن تتصل بي ونلتقي بمكان آخر؟"

رد سفيان بنبرة معتذرة: "لقد عاودتني الآلام مجددا"

نهض آدم من مكانه، وفحص ذراعه وهو يتشكك أن الذراع التعويضي الجديد ربما تسبب له ببعض التقرحات أو التورمات، لكنه وجد أن سطح جلده عند موضع البتر ليست به آية إصابات، وهنا اعترف سفيان: "الألم يباغتني في أوقات مختلفة.. حتى عندما لا أضع الذراع التعويضي"..

رد آدم بتفكر: "لقد عاودتك الآلام النفسية إذًا.. أظن الأمر سيتم تداركه بالعلاج النفسي.. لكن المخ أحيانا ينسى أن هناك طرفا مبتورا في الجسم، ويبدأ في تنبيه الإنسان لشعوره بآلم في نفس الجزء المبتور وكأنه مازال مبتورا.. هذا ما يصطلح عليه باسم Phantom Pain أو الألم الوهمي"..

همس سفيان مترددا: "وهذا ما أريد أن أحدثك بشأنه"

جلس آدم في المقعد الموازي لصديقه، ثم أشار إليه ليكمل، فتابع سفيان: "تعلم أن الاستشاري النفسي أخبرني أنه يشعر أنه لن يتقدم معي في العلاج أكثر من ذلك، وأن عليّ المتابعة مع طبيب متخصص في PTSD.. ومنحني أسماء ثلاثة من المتخصصين.. لكنني متردد"..

ساله آدم عن السبب، فرد سفيان: "أفكر في البدء بمشروعي المقبل الذي حدثتك عنه من قبل، وهذا المشروع يتطلب واجهة لا تشوبها شائبة، لذا لا يجب أن يتم الكشف عن علاجي النفسي.. لذا فكرت في الاستعانة بطبيبة تربطها علاقة صداقة بعائلتنا"..

رد آدم: "وما المشكلة؟ هل لأنها امرأة؟"

تنحنح سفيان، ثم قال بتوتر: "ربما.. لا أعرف.. الأمر فقط أنني كنت قد اعتدت على الحديث مع الاستشاري السابق بأريحية وثقة.. لا أريد أن أبدأ من جديد"..

جادله آدم، قائلا: "ولكنك بالفعل يا سفيان لم تتعافى كليا بعد.. صحيح أنك قطعت شوطا كبيرا في العلاج، ولكنك بحاجة للتخلص من آثار كل ما مررت به قبل عامين.. الأمر لم يقتصر فقط على بتر ذراعك.. لقد عبرت الكثير من الأزمات ولكنها تركت آثارها بوجدانك وتفكيرك.. حتى أنك تلاصق توأمك بشكل زائد عن الطبيعي.. لذا لا تتردد أبدا بخصوص تلك الخطوة"..

بعد أن تبادل الصديقان المزيد من الحديث، واستأذن سفيان للمغادرة.. مر آدم مروره الأخير على بعض الحالات، ثم جمع أغراضه وغادر في طريقه إلى منزله، وهو يحاول أن يهيئ نفسه لاستجواب جديد من والدته..



كانت منشغلة بحصة اليوجا في المركز الرياضي الذي تعمل به، فلم تنتبه لوصول رسالة إلى هاتفها تخبرها بضرورة التوجه غدا لمدرسة ابنتها كيان التي لم يمر على مداومتها بها أكثر من أسبوعين، غير أن ما أثار ضيقها وتوترها هو إصرار المشرفة على حضور كلا الأبوين وليست الأم فقط..

سارعت أمواج بإجراء مكالمة هاتفية، والشرر يتطاير من عينيها الغاضبتين، فابنتها في ورطة، والأمر يحتاج لتواجد الأب..



نهاية القصاصة الرابعة

قراءة سعيدة

أرجو أن يكون الاهتمام بالتعليق على قدر التعب في إعداد وتنسيق العمل ليخرج بصورة تنال إعجابكم

وشكرا للجميع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 11:54 PM   #104

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 7 والزوار 43)
‏مروة سالم, ‏Ektimal yasine, ‏وجدان1417, ‏زهرة ميونخ, ‏م ممم ممم, ‏jehan, ‏عمرااهل

يا مســــــــــــــــــهل


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 07:26 AM   #105

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

جميييل جداااا للاسف مش بعرف اعمل ريفيو بس حبيت الرواية والشخصيات ربنا يوفقك يارب

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 01:37 PM   #106

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
جميييل جداااا للاسف مش بعرف اعمل ريفيو بس حبيت الرواية والشخصيات ربنا يوفقك يارب
شكرا حبيبتي.. مش لازم ريفيو..
اي رد فعل بسيط يعرف الكاتب هو ماشي صح ولا لا 🤔🤔🥺🥺

ارجو القادم ينال اعجابك ❤️🌹


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 04:24 PM   #107

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,958
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رووعة
سفيان عم يجاهد للتغلب عا اثار الحادث الارهابي وارتداداتو عا نفسيتو و تاثيرو عا علاقتو بالاشخاص المقربين منو ومن ابشهيد نبيل و بحر وحتى بحر نفسو ياللي انطفأ بعزلتو بعد ما ترط الختطاف اثارو المهولة عليه وبعد نا شاف نأي قدوتو سفيان عن الكل
تفكيرو بالعلاج اولةخطوة لكن تتبعها خطوات لازمة اولها تصحيح علاقتو بالجميع واخدو دور الا4ىد ياللي تخلى 7نو بازمة ثقة بالنفس وتأنيب ضمير لنشوف هل قادر يرجع سغيان القديم
هل دخول شادنزخياتو الو مف7ولو الايجابي شادن ياللي امتلكت ناحيتو مشاعر سرية والدتها حست فيها هل من امل الها معو
زهو شو سبب جفاء والدة زوجها معها هل هيي طبيعتها اجافة والباردة ام شي تاني
ادم ما منعرف قيمة الاشخاص بحياتنا لنفقدن وهوي هلأ عرف قيمة ذمرى وغالبا لحظة فقدها حبيت شخصيتو وخصوصا من خلال توصيف ذكرى الو لكن بتبقى والدتو العاىق الاكبر بأفكارها الطبقية
بحر صار وقت تاخد ظورك بخياة اولادك لانو تاثيرو سئ عليهم وعم يعطي تاثير سلبي بسلوكياتهم بتكنى تخطو اول خطوة بهالاتجاه
حازم لحظة قلت مين بسام الزين لانو اخد قلبنا كحازم والشبح وتغلبت عا كل ماعداه اشتأنا والله
ابدعت وبرجع بحييكي عاجمالية الوصف والسرد والعمق تسلم ايدك يارب


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 05:01 PM   #108

مسك الدجى

? العضوٌ??? » 470606
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » مسك الدجى is on a distinguished road
افتراضي

أهلا مروة

بداية أحب إخبارك أنني أحببت جداا ما تكتبين ، كل ما تخطه يداك جميل، الأسلوب راقي، الحوار سلس و بسيط ، الحبكة مميزة و افكارك خارج الصندوق و لكنها واقعية، الرواية بها الكثير من الصراع مع النفس، كل شخصية تخوض حربا لوحدها لتبقى على قيد الأمل و تستمر. معالجة فكرة ضحايا الحروب أو الأسر لهي فكرة مبدعة و قد تفوقت عزيزتي في الاحاطة بجوانبها المتعددة ، لفت نظري اهتمامك بجميع التفاصيل و مداركك الواسعة في شتى المجالات (الطب، المعالجة النفسية، الرياضة،التربية الايجابية و غيرها ) و هذا يدل على تفانيك و مصداقيتك في البحت و التنقيب و كذا احترامك لعقل قرائك. فشكراا على ما تقدمين لنا و على المجهود المبذول في كل فصل.

طريقة تناولك للرواية منذ البداية مبدعة، فكرة تقسيم الرواية وفق مراحل زمنية مذهل و كذا يجنب القارئ التخبط بين أحداث الماضي و الحاضر، فمنذ البداية كان التقسيم واضحا و مبينا الحاضر-الماضي-المستقبل القريب.

تعليقا على الشخصيات و الأحداث، أتفهم جيدا ما يمر به بحر فالأمر لم يكن سهلا البتة فقدان الرفيق و الأسر شيء لا يمكن تجاوزه بفرقعة أصبع، و لكل إنسان قوة تحمل للمصائب و الهزائم فإن كان سيفان نوعا ما استأنف حياته فبحر ما زال عالقا هناك في الماضي و يصعب عليه النهوض من جديد . صحيح أن بحر تأخر في مواصلة قطار الحياة و تخلى عن أسرته الصغيرة لكن هذا راجع الى احساسه بأنه لا يستطيع تقديم المزيد لهم لا شيء لديه ليعطيه و كأن بحر قد علق في الأسر و لم يعد بعد و لكن كلي ثقة أن هناك ما سيحيي بذرة الحياة فيه و لعل مشروع سفيان قد يكون اللبنة الأولى في عودة بحر لسابق عهده .

سفيان كان الأشجع في مواجهة الصعاب ربما دافعه لذلك كان أطفاله الأيتام فلم يبقى لهم غيره و هذا بحد ذاته دفعه للوقوف على قدميه بالرغم من آثاار الحرب و ندوبها، كان هو القائد و الان أصبح يأخذ على عاتقه مهمة استعادة بحر من الأسر الذي وضع نفسه فيه طوعا لا كرها. الدعم النفسي كان خطوة أساسية في استعادته لتوازنه رغم أن هنالك حاجزا لم يتخطاه بعد تجاه عائلة نبيل الصديق الشهيد، فكما لو كان يحمل نفسه مسؤولية ما حدث و لم يجد القدرة بعد لمواجهة عائلته. عسى أن علاجه النفسي يجلب الطمأنينة و السلام لروحه المكلومة. فيما يخص علاقته مع شادي أظن أنه كان هناك حب من طرفها هي فقط و هو كانت بالنسبة له مجرد اخت صديقه التي يعتبرها أخته بالموازاة إضافة إلى فارق العمر بينهما أنذاك ، لكن ننتظر قصاصة الماضي لنعرف ما الذي حدث .

ذكرى و أدم و والدته، بعض الامهات و الأباء يصعب عليهم استيعاب أن ذلك الطفل الصغير قد بات رجلا مستقلا له آراء و أفكار خاصة به له خيارات تناسبه حتى و ان لم تكن تناسبهم و الأفظع أن لا يحاول هذا الإنسان البالغ وضع حد لهذا الاجتياح. و برأيي هذا ما حدث مع ادم و ذكرى، إذ يبدو أن ذكرى لم تكن ترقى لمستوى الهانم حماتها و أنها لم ترها مناسبة لولدها الدكتور و هذا ما كان عقبة أمام علاقتهما. و ذلك واضح في رغبة ذكرى المستميتة في التفوق و قد أصبحت تحمل اللقب أيضاا و أصبحت نداا لزوجها السابق. الحب مازال يعشش في فؤادها رغم العتب الذي تحمله لأدم فهل يا ترى ستكون لهما عودة من جديد لإحياء علاقتهما و الجواب في قصاصة المستقبل أليس كذلك ؟😅😅😅


أجدد شكري لك، و ننتظر الاثنين القادم بشوق 😘😘


مسك الدجى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 06:09 PM   #109

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ektimal yasine مشاهدة المشاركة
فصل رووعة
سفيان عم يجاهد للتغلب عا اثار الحادث الارهابي وارتداداتو عا نفسيتو و تاثيرو عا علاقتو بالاشخاص المقربين منو ومن ابشهيد نبيل و بحر وحتى بحر نفسو ياللي انطفأ بعزلتو بعد ما ترط الختطاف اثارو المهولة عليه وبعد نا شاف نأي قدوتو سفيان عن الكل
تفكيرو بالعلاج اولةخطوة لكن تتبعها خطوات لازمة اولها تصحيح علاقتو بالجميع واخدو دور الا4ىد ياللي تخلى 7نو بازمة ثقة بالنفس وتأنيب ضمير لنشوف هل قادر يرجع سغيان القديم
هل دخول شادنزخياتو الو مف7ولو الايجابي شادن ياللي امتلكت ناحيتو مشاعر سرية والدتها حست فيها هل من امل الها معو
زهو شو سبب جفاء والدة زوجها معها هل هيي طبيعتها اجافة والباردة ام شي تاني
ادم ما منعرف قيمة الاشخاص بحياتنا لنفقدن وهوي هلأ عرف قيمة ذمرى وغالبا لحظة فقدها حبيت شخصيتو وخصوصا من خلال توصيف ذكرى الو لكن بتبقى والدتو العاىق الاكبر بأفكارها الطبقية
بحر صار وقت تاخد ظورك بخياة اولادك لانو تاثيرو سئ عليهم وعم يعطي تاثير سلبي بسلوكياتهم بتكنى تخطو اول خطوة بهالاتجاه
حازم لحظة قلت مين بسام الزين لانو اخد قلبنا كحازم والشبح وتغلبت عا كل ماعداه اشتأنا والله
ابدعت وبرجع بحييكي عاجمالية الوصف والسرد والعمق تسلم ايدك يارب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك الدجى مشاهدة المشاركة
أهلا مروة

بداية أحب إخبارك أنني أحببت جداا ما تكتبين ، كل ما تخطه يداك جميل، الأسلوب راقي، الحوار سلس و بسيط ، الحبكة مميزة و افكارك خارج الصندوق و لكنها واقعية، الرواية بها الكثير من الصراع مع النفس، كل شخصية تخوض حربا لوحدها لتبقى على قيد الأمل و تستمر. معالجة فكرة ضحايا الحروب أو الأسر لهي فكرة مبدعة و قد تفوقت عزيزتي في الاحاطة بجوانبها المتعددة ، لفت نظري اهتمامك بجميع التفاصيل و مداركك الواسعة في شتى المجالات (الطب، المعالجة النفسية، الرياضة،التربية الايجابية و غيرها ) و هذا يدل على تفانيك و مصداقيتك في البحت و التنقيب و كذا احترامك لعقل قرائك. فشكراا على ما تقدمين لنا و على المجهود المبذول في كل فصل.

طريقة تناولك للرواية منذ البداية مبدعة، فكرة تقسيم الرواية وفق مراحل زمنية مذهل و كذا يجنب القارئ التخبط بين أحداث الماضي و الحاضر، فمنذ البداية كان التقسيم واضحا و مبينا الحاضر-الماضي-المستقبل القريب.

تعليقا على الشخصيات و الأحداث، أتفهم جيدا ما يمر به بحر فالأمر لم يكن سهلا البتة فقدان الرفيق و الأسر شيء لا يمكن تجاوزه بفرقعة أصبع، و لكل إنسان قوة تحمل للمصائب و الهزائم فإن كان سيفان نوعا ما استأنف حياته فبحر ما زال عالقا هناك في الماضي و يصعب عليه النهوض من جديد . صحيح أن بحر تأخر في مواصلة قطار الحياة و تخلى عن أسرته الصغيرة لكن هذا راجع الى احساسه بأنه لا يستطيع تقديم المزيد لهم لا شيء لديه ليعطيه و كأن بحر قد علق في الأسر و لم يعد بعد و لكن كلي ثقة أن هناك ما سيحيي بذرة الحياة فيه و لعل مشروع سفيان قد يكون اللبنة الأولى في عودة بحر لسابق عهده .

سفيان كان الأشجع في مواجهة الصعاب ربما دافعه لذلك كان أطفاله الأيتام فلم يبقى لهم غيره و هذا بحد ذاته دفعه للوقوف على قدميه بالرغم من آثاار الحرب و ندوبها، كان هو القائد و الان أصبح يأخذ على عاتقه مهمة استعادة بحر من الأسر الذي وضع نفسه فيه طوعا لا كرها. الدعم النفسي كان خطوة أساسية في استعادته لتوازنه رغم أن هنالك حاجزا لم يتخطاه بعد تجاه عائلة نبيل الصديق الشهيد، فكما لو كان يحمل نفسه مسؤولية ما حدث و لم يجد القدرة بعد لمواجهة عائلته. عسى أن علاجه النفسي يجلب الطمأنينة و السلام لروحه المكلومة. فيما يخص علاقته مع شادي أظن أنه كان هناك حب من طرفها هي فقط و هو كانت بالنسبة له مجرد اخت صديقه التي يعتبرها أخته بالموازاة إضافة إلى فارق العمر بينهما أنذاك ، لكن ننتظر قصاصة الماضي لنعرف ما الذي حدث .

ذكرى و أدم و والدته، بعض الامهات و الأباء يصعب عليهم استيعاب أن ذلك الطفل الصغير قد بات رجلا مستقلا له آراء و أفكار خاصة به له خيارات تناسبه حتى و ان لم تكن تناسبهم و الأفظع أن لا يحاول هذا الإنسان البالغ وضع حد لهذا الاجتياح. و برأيي هذا ما حدث مع ادم و ذكرى، إذ يبدو أن ذكرى لم تكن ترقى لمستوى الهانم حماتها و أنها لم ترها مناسبة لولدها الدكتور و هذا ما كان عقبة أمام علاقتهما. و ذلك واضح في رغبة ذكرى المستميتة في التفوق و قد أصبحت تحمل اللقب أيضاا و أصبحت نداا لزوجها السابق. الحب مازال يعشش في فؤادها رغم العتب الذي تحمله لأدم فهل يا ترى ستكون لهما عودة من جديد لإحياء علاقتهما و الجواب في قصاصة المستقبل أليس كذلك ؟😅😅😅


أجدد شكري لك، و ننتظر الاثنين القادم بشوق 😘😘
جمال مراجعاتكم بجد هرد عليكو انتوا الاتنين بما يليق بكلماتكم الرائعة.. ولكن أحببت أن أشكركم على التفاعل والاهتمام


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-03-22, 10:17 PM   #110

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ektimal yasine مشاهدة المشاركة
فصل رووعة
سفيان عم يجاهد للتغلب عا اثار الحادث الارهابي وارتداداتو عا نفسيتو و تاثيرو عا علاقتو بالاشخاص المقربين منو ومن ابشهيد نبيل و بحر وحتى بحر نفسو ياللي انطفأ بعزلتو بعد ما ترط الختطاف اثارو المهولة عليه وبعد نا شاف نأي قدوتو سفيان عن الكل
تفكيرو بالعلاج اولةخطوة لكن تتبعها خطوات لازمة اولها تصحيح علاقتو بالجميع واخدو دور الا4ىد ياللي تخلى 7نو بازمة ثقة بالنفس وتأنيب ضمير لنشوف هل قادر يرجع سغيان القديم
هل دخول شادنزخياتو الو مف7ولو الايجابي شادن ياللي امتلكت ناحيتو مشاعر سرية والدتها حست فيها هل من امل الها معو
زهو شو سبب جفاء والدة زوجها معها هل هيي طبيعتها اجافة والباردة ام شي تاني
ادم ما منعرف قيمة الاشخاص بحياتنا لنفقدن وهوي هلأ عرف قيمة ذمرى وغالبا لحظة فقدها حبيت شخصيتو وخصوصا من خلال توصيف ذكرى الو لكن بتبقى والدتو العاىق الاكبر بأفكارها الطبقية
بحر صار وقت تاخد ظورك بخياة اولادك لانو تاثيرو سئ عليهم وعم يعطي تاثير سلبي بسلوكياتهم بتكنى تخطو اول خطوة بهالاتجاه
حازم لحظة قلت مين بسام الزين لانو اخد قلبنا كحازم والشبح وتغلبت عا كل ماعداه اشتأنا والله
ابدعت وبرجع بحييكي عاجمالية الوصف والسرد والعمق تسلم ايدك يارب
كوكي دايما بتبهريني بانتباهك للتفاصيل واهتمامك بنفسية الشخصيات.. ودي اكتر حاجة بفرح لما بلاقيها في قارئ.. كنت دايما لما انشر فصل من (شبح في الميدان) اقول "افتكروا ان الرواية دي عن المشاعر".. علشان يقدروا يحسوا بتصرفات حازم ويفسروها صح..

وانتي هنا في "وانطوت صفحة الهوى".. رغم ان لسه في غموض حول كتير من الشخصيات.. لكنك برضه بتركزي مع نفسيتهم وتحاولي تفسري السبب اللي بيدفعهم لكده.. مش بتتحاملي على حد من تصرف سطحي وتاخد رد فعل سلبي تجاهه.. بالعكس بتديله مساحته وعندك تسامح لانك بتسمحي لاحساسك انه يترجم سبب تصرفهم حتى لو غير معلن

جزء كبير من شخصية لطيفة هيبان قريبا.. لكن سبب جفاءها مع زهو هيبقى غير واضح بصراحة لحد الدفتر التاني تقريبا..

سعيدة ان وجود بسام كان خفيف ومكنش مقحم .. مبسوطة اوي برد الفعل ده.. وباذن الله مش هحاول اقحمه ف لااحداث.. لان ولادي "ابطال الزوحليقة " مكفيين وموفيين

شكرا جزيلا على المراجعة القمر دي وارجو دايما اسمع منك بعد كل فصل..

وجودك براق


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.