آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          [تحميل] سأخبرك سراً أفنى بدونك / للكاتبة انجل ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12256Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-22, 03:05 AM   #121

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي


فصل حلو 💕💕💕💕
واضح بحر و امواج رح يكونوا ثنائي المفصل عندي هم زي الشرارة 🔥🔥🔥 حبيت وصفك الهم
سفيان اللي فقد جزء من نفسه و تأثير اللي صار عليه بخسارته يده بنفس الوقت مستفز ناحية شادي أو شادن 🤣🤣🤣 شو منتظرهم برحلة سفرهم
مرح شذي و ذكري متحمسة قصتهم واحداثها لسا بس شوي و احفظ و افهم شخصيات صح 💚💚💚


amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 01:27 PM   #122

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amani*taha مشاهدة المشاركة
فصل حلو 💕💕💕💕
واضح بحر و امواج رح يكونوا ثنائي المفصل عندي هم زي الشرارة 🔥🔥🔥 حبيت وصفك الهم
سفيان اللي فقد جزء من نفسه و تأثير اللي صار عليه بخسارته يده بنفس الوقت مستفز ناحية شادي أو شادن 🤣🤣🤣 شو منتظرهم برحلة سفرهم
مرح شذي و ذكري متحمسة قصتهم واحداثها لسا بس شوي و احفظ و افهم شخصيات صح 💚💚💚

شكرا اماني ع المتابعة والتعليق.. ممكن سفيان اكثرهم خسارة بس بحر اكثرهم وجع.. علشان كده اكتر واحد منطوي وزاهد ف الحياة

علا فكرة نظل ٤ قصاصات والاتنين القادم باذن الله هننشر قم ٥ وهيكون فيها اسرار جديدة باذن الله..


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-03-22, 08:05 PM   #123

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي

سفيان مستفز و جلف يتعمد يجرح شادن و يكون جلف معها حتي يخفي مشاعره ناحيتها و يكون عصبي معها و اخد حجة التؤام بصراحة فرطت ضحك ع إيلاف لمي سأل شادن وين فيه يكمل حلقات مسلسل الضوء الشارد ، زهو مستغربة انا كيف علاقتها مع حماها حلوة عكس حماتها اللي تكرهها ، بحر و امواج رغم جنون اللي بينهم و تحدي الا انهم سوا ، ادم المدلل زي الولد صغير و ساعات بحسه مش فاهم و لا عارف شو بدوا بحياته و خصوصا مع ذكري يعني لا هي موجودة و لا هي بعيدة عنه مرتاح و فوقها و لا راضي يخليها ترتاح و تشوف حياتها

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-22, 12:01 PM   #124

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amani*taha مشاهدة المشاركة
سفيان مستفز و جلف يتعمد يجرح شادن و يكون جلف معها حتي يخفي مشاعره ناحيتها و يكون عصبي معها و اخد حجة التؤام بصراحة فرطت ضحك ع إيلاف لمي سأل شادن وين فيه يكمل حلقات مسلسل الضوء الشارد ، زهو مستغربة انا كيف علاقتها مع حماها حلوة عكس حماتها اللي تكرهها ، بحر و امواج رغم جنون اللي بينهم و تحدي الا انهم سوا ، ادم المدلل زي الولد صغير و ساعات بحسه مش فاهم و لا عارف شو بدوا بحياته و خصوصا مع ذكري يعني لا هي موجودة و لا هي بعيدة عنه مرتاح و فوقها و لا راضي يخليها ترتاح و تشوف حياتها
شكرا على متابعتك يا اماني🌹❤️
الشباب عندهم مشاكل 😭😭 بلاش نحكم عليهم دلوقتي..
الحقي القصاصة الرابعة قبل ما ننشر الخامسة باذن الله


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 03:49 PM   #125

فاطمة محمد عبدالقادر

? العضوٌ??? » 478303
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 752
?  نُقآطِيْ » فاطمة محمد عبدالقادر is on a distinguished road
افتراضي

إن شاء الله يكون ده آخر ريڤيو متأخر أكتبه إن شاء الله يعني🙄
بلعب في الوقت الضايع بس مش مشكلة .. يلا نبدأ بسم الله
هذا الفصل يأتيكم برعاية "سفيان مرتجي"
سفيان بيتقدم وبيحقق بطولات وده أكيد بيساعده في تقدم حالته النفسية _وبالمناسبة سعيه للعلاج النفسي والرجوع لنفسه بالتدريج شيء مثير للإعجاب والفخر بجد_ وبكرر إعجابي بعلاقته بأخوه وبأولاده .. مظاهر الفرحة بعد فوزه بالميدالية كانت مبهجة ولذيذة جدًا، وأظن انتي عرفتي لوحدك ايه كان ألذ حاجة بالنسبة لي🤷🏻‍♀️ (غير إيلاف يعني عشان هو لذيذ كده كده)
المشاعر بتتحرك اهي اهي، يا مسهل يا رب وعلاقتهم تقوى بدخول التوأم لحضانة شادن ويتجوزوا قبل تخرج العيال😢
عصبية سفيان _المُبشرة_ على الفرد الآسيوي في الحفلة والريأكشن بتاعه لما شاف شادن بالفستان مخلينني متفائلة جدًا باللي جاي، يا مسهل برضه🥺❤️
شخصيتها قوية اوي شادن دي .. طب يابنتي اسمعي كلامه، طب انزلي المطعم وماتضايقيهوش! أبدًا كله إلا كرامتها🤷🏻‍♀️
وعلى يدي، كانت هي قاعدة في أوضتها وأنا قاعدة على قلبها .. قصدي جنبها، وهي على نفس واحد مش نازلة يا فاطمة مش نازلة يا فاطمة مش نازلة يا فاطمة .. وقامت مشوحة بإيدها وقامت تسمع أنغام🚶🏻‍♀️
ماتزعليش يا شايدز حبيبتي هيفهمك وهيعوضك وهيعتذرلك بحبه كمان، عمر حد عبرك باعتذارات حلوة كده؟ عمر حد اعتذرلك أصلًا يا بنت لطيفة؟
هدية سفيان لسميحة لطيفة جدا بجد، وعلاقتها بيه وبإيلاف بحبها اوي🥺❤️ الحمدلله شادن مش هيبقالها حماة عقربة زي أمها ..
مارو خلي الولية الحيزبون دي ماتجيبش سيرة سفيان😠

أنا مش عارفة ليه بدأت أحس إن علاقة آدم وذكرى هتكون من أكتر العلاقات الدافية واللطيفة في الرواية؟ هما صحيح ما بيصدقوا يلدعوا بعض بالكلام .. بس احنا لسه ماشوفناش شخصياتهم الحقيقية .. حتى الآن كل الظاهر منهم قشور صلبة تجاه بعض .. لكن هل لو مشاعرهم اتحررت والعواقب اللي بينهم اختفت او قدروا يتخطوها هيبقوا عاملين ازاي؟ وكانت ايه شكل علاقتهم قبل ما تتسلل لها المشاكل وتدمرها!
اللي واضح من مراقبة ذكرى وتفكيرها فيه وفي الذكريات بينهم إن كان فيه جانب جميل في علاقتهم، وكانت ذكرى بتشوف شخصية آدم الحقيقية ومرحه وابتساماته زي ما بتقول كسنجابٍ بري .. غير ان ده كمان بيوضح إنها كانت على سجيتها معاه وبتعبر عن شعورها تجاهه ورؤيتها ليه، وكان فيه كمان مساحة للمرح والدفء في حياتهم سوا!
حقيقي الاتنين صعبانين عليا جدًا جدًا ومستنية أعرف اللي جاي في قصتهم❤️

اختيار رائع من زومي انه يكلم ذكرى في الوقت ده تحديدًا وهي لسه ضاربة كشري مع الحاجة😂😂😂
دخول رايق يسبب حرايق .. إبداع والله😂❤️❤️❤️
أتمنى بقى يكون آدم شافها وهي بتتعامل مع بسام وحمزة .. مش عشان حاجة بس أنا عايزة دمه يتحرق مش أكتر🤙
عقبال سُعراتنا😢 إلا هما Joy Diet عندهم بلح الشام free of sugar؟🤧

مرح شكل وراها حوار طويل هي وأختها .. مستنياها ترجع وتقابل تامر الجميل عشان نتعرف عليهم أكتر ونشوف إذا كنا هنعتبره أخوها بجد ولا هنكتب الكتاب قريب🤝

مش هتكلم عن زهو عشان أنا دمعتي قريبة ..
بالنسبة لبحر و Mu-jo _وأيوه أنا قاصدة أكتبها كده🤷🏻‍♀️_ فأنا كنت زعلانة في البداية انهم مش في الفصل .. بس لما شوفت آخر مشهد حسيت بحماس للي جاي ولمقابلة قريبة بينهم💖

تسلم إيدك يا مارو على جرعة الإبداع الأسبوعية اللذيذة دي♥️
ومستنية الجاي بكل شوق♥️♥️♥️


فاطمة محمد عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 07:19 PM   #126

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة محمد عبدالقادر مشاهدة المشاركة
إن شاء الله يكون ده آخر ريڤيو متأخر أكتبه إن شاء الله يعني🙄
بلعب في الوقت الضايع بس مش مشكلة .. يلا نبدأ بسم الله
هذا الفصل يأتيكم برعاية "سفيان مرتجي"
سفيان بيتقدم وبيحقق بطولات وده أكيد بيساعده في تقدم حالته النفسية _وبالمناسبة سعيه للعلاج النفسي والرجوع لنفسه بالتدريج شيء مثير للإعجاب والفخر بجد_ وبكرر إعجابي بعلاقته بأخوه وبأولاده .. مظاهر الفرحة بعد فوزه بالميدالية كانت مبهجة ولذيذة جدًا، وأظن انتي عرفتي لوحدك ايه كان ألذ حاجة بالنسبة لي🤷🏻‍♀️ (غير إيلاف يعني عشان هو لذيذ كده كده)
المشاعر بتتحرك اهي اهي، يا مسهل يا رب وعلاقتهم تقوى بدخول التوأم لحضانة شادن ويتجوزوا قبل تخرج العيال😢
عصبية سفيان _المُبشرة_ على الفرد الآسيوي في الحفلة والريأكشن بتاعه لما شاف شادن بالفستان مخلينني متفائلة جدًا باللي جاي، يا مسهل برضه🥺❤️
شخصيتها قوية اوي شادن دي .. طب يابنتي اسمعي كلامه، طب انزلي المطعم وماتضايقيهوش! أبدًا كله إلا كرامتها🤷🏻‍♀️
وعلى يدي، كانت هي قاعدة في أوضتها وأنا قاعدة على قلبها .. قصدي جنبها، وهي على نفس واحد مش نازلة يا فاطمة مش نازلة يا فاطمة مش نازلة يا فاطمة .. وقامت مشوحة بإيدها وقامت تسمع أنغام🚶🏻‍♀️
ماتزعليش يا شايدز حبيبتي هيفهمك وهيعوضك وهيعتذرلك بحبه كمان، عمر حد عبرك باعتذارات حلوة كده؟ عمر حد اعتذرلك أصلًا يا بنت لطيفة؟
هدية سفيان لسميحة لطيفة جدا بجد، وعلاقتها بيه وبإيلاف بحبها اوي🥺❤️ الحمدلله شادن مش هيبقالها حماة عقربة زي أمها ..
مارو خلي الولية الحيزبون دي ماتجيبش سيرة سفيان😠

أنا مش عارفة ليه بدأت أحس إن علاقة آدم وذكرى هتكون من أكتر العلاقات الدافية واللطيفة في الرواية؟ هما صحيح ما بيصدقوا يلدعوا بعض بالكلام .. بس احنا لسه ماشوفناش شخصياتهم الحقيقية .. حتى الآن كل الظاهر منهم قشور صلبة تجاه بعض .. لكن هل لو مشاعرهم اتحررت والعواقب اللي بينهم اختفت او قدروا يتخطوها هيبقوا عاملين ازاي؟ وكانت ايه شكل علاقتهم قبل ما تتسلل لها المشاكل وتدمرها!
اللي واضح من مراقبة ذكرى وتفكيرها فيه وفي الذكريات بينهم إن كان فيه جانب جميل في علاقتهم، وكانت ذكرى بتشوف شخصية آدم الحقيقية ومرحه وابتساماته زي ما بتقول كسنجابٍ بري .. غير ان ده كمان بيوضح إنها كانت على سجيتها معاه وبتعبر عن شعورها تجاهه ورؤيتها ليه، وكان فيه كمان مساحة للمرح والدفء في حياتهم سوا!
حقيقي الاتنين صعبانين عليا جدًا جدًا ومستنية أعرف اللي جاي في قصتهم❤️

اختيار رائع من زومي انه يكلم ذكرى في الوقت ده تحديدًا وهي لسه ضاربة كشري مع الحاجة😂😂😂
دخول رايق يسبب حرايق .. إبداع والله😂❤️❤️❤️
أتمنى بقى يكون آدم شافها وهي بتتعامل مع بسام وحمزة .. مش عشان حاجة بس أنا عايزة دمه يتحرق مش أكتر🤙
عقبال سُعراتنا😢 إلا هما joy diet عندهم بلح الشام free of sugar؟🤧

مرح شكل وراها حوار طويل هي وأختها .. مستنياها ترجع وتقابل تامر الجميل عشان نتعرف عليهم أكتر ونشوف إذا كنا هنعتبره أخوها بجد ولا هنكتب الكتاب قريب🤝

مش هتكلم عن زهو عشان أنا دمعتي قريبة ..
بالنسبة لبحر و mu-jo _وأيوه أنا قاصدة أكتبها كده🤷🏻‍♀️_ فأنا كنت زعلانة في البداية انهم مش في الفصل .. بس لما شوفت آخر مشهد حسيت بحماس للي جاي ولمقابلة قريبة بينهم💖

تسلم إيدك يا مارو على جرعة الإبداع الأسبوعية اللذيذة دي♥️
ومستنية الجاي بكل شوق♥️♥️♥️
بطوطة.. متابعتك ليا ليها مذاق خاص...

تعليقاتك دايما بتحفزني وبتضحكني.. بتعملي مود لطيف جدا..

مبدئيا كده انا مخدتش بالي ان ذكرى كلمت زوومي وهي ضاربة كشري.. لو اعرف كنت خليتها أكلت كريب نوتيلا بس نصيب بقى

حبيت اوي وصفك لعلاقة ذكرى وادم "وبدون حرق كان في بينهم تكامل رهيب في الماضي"..

عرفت طبعا ايه ألذ موقف لسفيان "اكيد لما كان ف ديزني لاند" .. شفتي شادن قوية الشكيمة ازاي الشكيمة بتاعتها اكبر من جبل المقطم

هنشوف حكاية مرح وشذى ايه.. اعتقد في الفصل السادس باذن لله هتظهرلنا تفاصيل حلوة عنهم..

"حبيت اوي موجه دي" ولادي حبايبي...

شكرا على المتابعة يا بطوط وهستنى رايك في القصاصة الخامسة علشان مهمة اووووووووووي


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 11:06 PM   #127

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الخامسة: القسم الأول

القصاصة الخامسة
(بيت العنكبوت)


أحيانا تمر بلحظات من الضعف واليأس، تدفعك للسعى بما تبقى لديك من فتات طاقة وبقايا قوة أن تهرب من الجميع.. بل من نفسك قبل الجميع..
ولكن تعلو كلمة القدر في النهاية، فتتقاطع الطرق رغم طول البعد وقسوة الفراق وخذلان الهجر، لأن كل روح ترتبط مع توأمها في النهاية بخيوط خفية متشابكة - على وهنها - تظل شديدة المتانة..
خيوط تشكّل معا شبكة مترابطة تشبه.. بيت العنكبوت..




دلف إلى داخل سيارته، فتهاوى على مقعده منهكا بعد أن غادر للتو مبنى الشركة التي يعمل بها، وقبل أن يدير عجلة القيادة ليقطع رحلته اليومية صوب منزل العائلة، ارتفع هاتفه المحمول بالرنين، ليجد اسم أمواج محتلا للشاشة، فاستقبل المكالمة على الفور، وهو يهتف بقلق: "مرحبا يا Mu-Ji.. هل أنتم بخير؟ هل الطفلين بخير؟"

تنهدت أمواج ثم قالت بتعاطف بعد أن لمسة نبرة التوتر في صوته: "لا تقلق.. كلنا بخير والحمد لله.. ولكن هناك مشكلة ما.. أعتذر على اللجوء إليك"..

زفر فرات ببطء مخرجا مع زفيره جانبا من التوتر الذي سيطر عليه، تماما ككل مرة تتصل به أمواج طالبة منه المساعدة بشأن طفليّ شقيقه الأكبر بحر..

يعلم فرات أن أمواج لا تتصل به إلا إذا كان الأمر ضروريا لأنها لا تريد أن تثقل عليه بمسئولياتهما واحتياجاتهما، فتحاول أن تعوض بمفردها غياب والدهما وتؤدي دوره نيابة عنه..

ورغم أنه كلما اعتلى اسم أمواج شاشة هاتفه بمكالمة واردة، ينتابه شعور مُلح بالقلق وترتفع معدلات توتره لأقصى مدى، إلا أن فرات لم يكن يوما أبدا ممتعضا من لجوئها إليه، بل يزداد حنقه على أخيه كلما بادرته هي بالاعتذار بنبرة محرجة آسفة تخالف تماما طبيعتها الواثقة وشخصيتها الصاخبة، ولكنه أخوه من خلق تلك الفجوة بينه وبين ابنة خالته وزوجته السابقة، مما دفعها للجوء لأخيه الأصغر وهي تشعر بالحرج في كل مرة..

سألها فرات من جديد: "ماذا هنالك يا Mu-Ji.. كيف أساعدك؟ ليس هناك داعٍ للاعتذار يا ابنة الخالة.. تعلمين أنني أفعل أي شيء لأجلك ولأجل كيان وكنان، طالما كان ذلك بمقدرتي"

ابتسمت أمواج على الجانب الآخر، ثم حكت له باختصار عن الرسالة التي وصلتها من إدارة المدرسة، وأخبرته أنها سترسل له نسخة مصورة منها كي يريها لـ بحر ويجبره على السفر للقاهرة صباح الغد كي يتواجد في الاجتماع.. وشددت عليه أنه لا مجال لتهرّب بحر من تلك المقابلة، لأنها قد بذلت مجهودا خرافيا في إقناع إدارة المدرسة بقبول كيان بدون إجراء مقابلة مع والدها بصفته ولي أمرها..

بعد أن وعدها بأن يتصرف، أغلق فرات الهاتف، ثم قاد سيارته إلى حيث يقضي بحر نهاره عادة بميناء السويس حيث يعمل عتّالا بأجر يومي..

بحر الديب لم يُخلق أبدا للعمل الوظيفي خلف مكتب، كما أنه لم يعد يهنأ بنومٍ عميقٍ يصمد أمام الكوابيس المتكررة، إلا إذا قام بمجهودٍ ذهني جبار خلال النهار يجعله يسقط منهكا فاقدا للوعي كل ليلة برغم أنين عضلاته وعظامه، لذا فإن تلك المهنة مثالية له في ظل ظروفه الحالية..

شعور بالشفقة يغمر فرات على أخيه من مهنته المتعبة التي لا تحقق له راتبا مجزيا، خاصة وأنه يقوم في بداية كل شهر بتحويل كل معاش تقاعده من الجيش لحساب زوجته من أجل تغطية نفقات الطفلين، فلا يتبقى له سوى القليل من عمله الجزئي في الميناء لكي يغطي نفقاته الخاصة، رافضا بالطبع كل العروض والاقتراحات التي قدمها له والده وأخوه الأصغر لكي يجرب العمل المكتبي بعد أن يتوسطا له لدى معارفهما، كما أنه يرفض تماما تلقي مساعدات مادية من أيهما، مُصرّا على أن يكيّف احتياجاته حسب دخله..

حين وصل فرات إلى مقر شركة الشحن التي التحق بحر بالعمل بها مؤخرا، استوقف بعض العمال لكي يسألهم عن مكان تواجد بحر، وبعد أن أرشده البعض إلى مستودع تخزين صناديق البضائع المستوردة، تحرك فرات بخطوات مسرعة صوب البقعة التي يتواجد فيها أخوه..

والأخير لم ينتبه لدخوله لانشغاله في حمل الصناديق الثقيلة ونقلها إلى بقعة أخرى ثم ترتيبها في كومات متوازية..

ظل فرات يراقب بحر لدقائق وهو يعمل بجدية وإخلاص، حتى وقف قليلا يتمطى لتمديد عضلاته التي تقلصت من الإجهاد، ثم سحب منشفة صغيرة مثبتة بسرواله لكي يمسح قطرات العرق عن جبينه برغم انخفاض الحرارة نوعا ما مع اقتراب نهاية شهر سبتمبر تمهيدا لاستقبال الخريف..

تجمد بحر في مكانه فور أن رأى فرات شاخصا أمامه ووجهه يعلوه القلق المختلط بالإشفاق، فركض إليه متجاهلا أنين عضلاته وأمارات التوتر قد سكنت وجهه، فجاءه صوت أخيه الذي هتف مطمئنا: "لا تقلق.. كل شيء بخير ولكن يجب عليك أن تستعد للمغادرة للقاهرة غدا صباحا"..

لم تفلح كلمات فرات في طمأنة بحر الذي ضغط بقبضتيه على عضديه، وهو يسأله بتوتر: "لماذا يجب عليّ السفر للقاهرة؟ هل حدث لهم شيء؟"، ثم ابتلع ريقه بصعوبة وتابع بأنفاس متسارعة توازي ضربات قلبه جنونا: "هل طفلاي بخير؟ هل أمواج بخير؟ هل صار لهم شيء؟"..

توقف بحر عن الكلام لكي يلتقط أنفاسه المبعثرة، ثم تابع بنفس القلق: "أم تراه سفيان؟"

رفع فرات يديه لكي يربت بهما على مرفقي شقيقه وهو يهتف بنبرات هادئة: "والله كلهم بخير.. ولكن يبدو أن هناك مشكلة تخص كيان في المدرسة ومديرتها اشترطت حضور ولي الأمر.. حتى أن أمواج أرسلت لي نسخة من الرسالة كي تقطع عليك طريق الرفض أو تجاهل الحضور.. تعلم جيدا أنها لن تتهاون فيما يخص مستقبل ابنتها، وقد نجحت بصعوبة في ضمها للمدرسة بدون أن تشترط الإدارة حضورك المقابلة التمهيدية مع كيان"..

أشاح بحر بيده، وهتف بنزق بعد أن هدأت مخاوفه واستعاد السيطرة على أنفاسه: "اذهب أنت"..

تنهد فرات محاولا كظم غيظه، ثم قال: "أولا لستُ متفرغا.. ثانيا لستُ أنا والد كيان.. وإدارة المدرسة لن تقبل بي كولي أمرها ووالدها حيٌ يرزق.. هذه مسئوليتك فلا تتنصل منها الآن.. لا تنكر أن Mu-Ji تتحمل عنك كل مسئولياتك تجاه ابنيكما، لكن الظروف فرضت حضورك، فلا تخذل ابنتك"..

غصة أصابت صدر بحر على ذكر شقيقه لطليقته وما تفعله من أجل المحافظة على عائلته التي تخلى عنها، لكن تلك الغصة تحولت لنبضات هادرة بالغيرة بسبب مناداة أخيه لحبيبته باسم دلالها المفضل رغم أنه لا يطيق هذا الاسم من الأساس ويحب دوما أن يناديها باسمها الذي يجعلها جزءً لا ينفصل عنه..
بحرها..

زفر بحر بانفعال، ثم هتف دون أن يحاول إخفاء نبرة الضيق بصوته: "حسنا.. سأنزل للقاهرة غدا لكنني لن أطيل البقاء.. فقط سأحل تلك المشكلة وأعود.."، ثم همس بنبرة ظنها لن تصل لأذنيّ شقيقه: "كي لا تعتاد هذه المرأة على تواجدي المستمر وتظن أن الفرصة مازالت سانحة لعودةٍ ترجوها"..

تمكن الغيظ من فرات الذي لوّح بيده المزمومة بعنف اعتراضا على كلمات أخيه الخافتة، فأصابت قبضته عرضا كتف أخيه الأكبر..

لو كان أحدٌ يقف بينهما الآن، لظن أن فرات قد قصد أن يلكمه..

ناظر كلا منهما الآخر بدهشة وعدم تصديق.. وفيما تجمد بحر في مكانه من الصدمة، فإن فرات أصابه الارتباك، حتى أنه كاد فرات أن يعتذر مبررا لشقيقه الأكبر أنه لم يقصد أبدا لكمه، لكنه تراجع باللحظة الأخيرة، وانتصبت قامته بتحدٍ، وأخذ يهتف موبخا بحر لأول مرة في حياته: "متى ستتوقف عن السير في تلك الدائرة المفرغة وتخرج من المتاهة التي رميت نفسك فيها قسرا دون أن تبحث عن طريق النجاة"..

تنهد بحر بتعب متغاضيا عن توبيخ أخيه، وأخذ يدلك موضع اللكمة على كتفه، وهو يسأله بغيظ وإنكار: "ماذا تريدني أن أفعل؟"

صرخ فرات عاتبا: "لا تدفن نفسك حيا هكذا وتضيّع المزيد من سنوات عمرك.. الجميع يمر بكبوات واختبارات قاسية.. والبطل هو من يتحمل ليس من يختبئ.. انظر لصديقك سفيان وما مر به.. وها هو قد بدأ يلملم بقايا خسائره وأحزانه ويسيطر على حياته من جديد ليصبح مصدر فخرٍ لتوأمه.. حتى شادن تخلصت
من كل عثراتها وبدأت تحيا لنفسها وترسم مستقبلها"..

رمقه بحر لعدة ثوانٍ دون أي رد فعل من جانبه، فاستمر فرات على نظرته الجادة ولم ينكمش أمام صرامة أخيه، فقال الأخير بنبرة باردة: "والمعنى؟"

تنهد فرات، ثم حدّث أخاه الأكبر بنبرة لطيفة محاولا التخفيف من حدة المواجهة: "هل تذكر القصة التي كان يرويها لنا أبي عن حياة الذئاب وخصالها التي تختلف عن باقي حيوانات الغابة؟"

رفع بحر حاجبه ورمقه بنظرة محتدة محاولا سبر أغواره واكتشاف مقصده من هذا الحديث، غير أن فرات شرد بنظره وكأنه يستحضر من مخزن ذكرياته موقفا معينا جمعهما من قبل بوالدهما، ثم استطرد مكملا : " كان يخبرنا كيف أن ذكور القطيع يعيشون لعائلاتهم ويخلصون لزوجاتهم ويقوم كل منهم على رعاية أسرته ويعلّم بنفسه صغاره الصيد وصد الهجمات من القطعان الأخرى.. وكيف أن الولاء للعائلة من أهم صفاتهم لدرجة أن حداد الذئب على زوجته يصل لأكثر من عام، وهو لا يتزوج سوى من وليفته ولا يخونها.. وكيف أن الذئب يراعي والديه في مرحلة الشيخوخة فيصطاد لهما وينقل لهما الطعام في كهفهما"..

أغمض بحر عينيه وفتحهما عدة مرات بتردد.. كان يتذكر كل شيء جيدا.. يتذكر كل ما زرعه والده بداخلهما كي يكبرا كرجلين حقيقيين.. ولكنه حاليا لا يشعر أنه يستطيع أن يكون رب عائلة يتصرف بحكمة..

هو بالكاد يتحمل مسئولية نفسه، ويشعر أنه إذا اقترب من أسرته، فإن الخطر والظلام سيتبعانه ويغيّمان على المحيط..
لا.. لا.. لن يعود..

وفرات الذي لمح نظرة العزم على مقلتيه، قرر ألا يسمح له بالفرار هذه المرة أيضا.. فسأله بغضب واستنكار: "أخبرني ما الذي ستنقله لطفليك من تلك الصفات وأنت لا تتواجد في حياتهما بالأساس؟ كيف سينشأ كنان رجلا؟ وكيف ستصبح كيان فتاة واثقة من نفسها تثير العواصف وتروّض الأعاصير؟"

صرخة أنين غادرت صدر بحر ، الذي تهدل كتفاه في تلك اللحظة كذئبٍ وقع في شركٍ وبات محاصرا من كل جهة، فتراجع خطوتين ليستند على كومة من الصناديق الضخمة، ثم أطلق صيحة مفجعة يختلط فيها ألم الاستسلام بطلب الاستغاثة، ليناظر أخاه الأصغر بعجز، ويسأله مكررا نفس السؤال: "ماذا تريدني أن أفعل؟"

والرد جاء بنبرة مكلومة.. تشبه المواساة وتتعهد بالدعم: " أريدك أن تعيش يا أخي.. لقد أضعت سنتين من عمرك بالفعل وخسرت الكثير قبلهما.. ليت الوقت فقط هو كل ما لديك لتخسره الآن.. لا أريدك أن تخسر أكثر بعد يا بحر"..

وبإقرار من تشبث بالعدمية وبات منتظرا النهاية بيأسٍ عاجز: "هل تظنني أحب حياتي كما هي فتدعوني لأتمسك بها لسنين قادمة؟"..

تنهد بحر لثانيتين، ثم تابع بنبرة ميتة يحفظها فرات جيدا، كونها ظلت مسيطرة على صوته الأبح طوال عامين: "أريد أن أموت لينتهي الأمر.. لترتاحوا جميعكم من العبء المسمى بحر والملقى على كواهلكم ليضنيها، فتعودوا للمضي قدما بحياتكم وأحلامكم دون أن يعوقكم ذلك الخاسر المتخاذل"..

في لحظة وجد بحر نفسه يصطدم بصدر شقيقه الذي سحبه بين ذراعيه وأطبق عليه بلهفة أب وليس أخا أصغر، فيزيد من إحكام قبضتيه حول ظهر شقيقه
وهو يهتف بحرقة: "أنت لا تعرف شيئا.. أنت أحمق.. لا تدري كيف كان حال أمك وأنت مُختطف لا نعرف عنك شيئا.. والدك أصابته أزمة قلبية كمدا عليك..
شهران كاملان وهما ينتظران أي خبرٍ عنك.. هل تعلم كم مرة احترقت أعصابهما، ثم يعودا للتماسك أمامي، ثم يحترقان مجددا.. شهران فقط قد اقتطعا سنوات من عمريهما.. ذبلا وأصابهما الوهن وغادرت البسمة عالمهما"..

توقف فرات ليلتقط أنفاسه، فشعر بجسد أخيه يهتز أسفل ذراعيه، فتابع بنفس النبرة الحانقة: "لا أريد أن أسمعك تتحدث هكذا أبدا.. لا تأتي على ذكر الموت وتوقف عن كونك أنانيا لمرة واحدة"..

بنبرة مصعوقة، همس بحر تساؤله من بين أنفاسه المحتقنة: "أناني؟ أنا؟"، ثم شرد بأفكاره نحو ذلك اليوم الذي حطت به الطائرة على أرض المطار الحربي خارج العاصمة، معلنة عودته من الجحيم، ليحتفل الجميع بنجاته..

وكأنه حقا قد نجا..

انتبه بحر الشارد بأفكاره على دفعة قوية من أخيه الذي هتف بنبرة صارمة بدا من خلالها وكأنه تبادل دور الشقيق الأكبر مع من تنازل عنه طواعية: "الذئب لا يترك عائلته.. وهو مسئول عن سلامها وأمانها ولا يهرب أو يتقاعس أبدا وقت الخطر.. بل يقف بأول المسير"..

اقترب بحر منه خطوة يكاد أن ينقض عليه، لكن الأخير ظل واقفا بثبات لينهي كلامه بإصرار، قائلا: "ستذهب غدا إلى القاهرة يا بحر.. وستتصرف بلياقة وتحل المشكلة أيا كانت.. وإلا سأخبر أبي"، ثم استدار وغادر بخطوات مسرعة قبل أن يمنحه فرصة للرد،..

أما الآخر، فقد ظل واقفا في وضع التجمد غير مصدقٍ لما بدر للتو من شقيقه الذي يصغره بحوالي ستة أعوام كاملة..

يتـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 11:12 PM   #128

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الخامسة: القسم الثاني

لا تصدقوا من يزعمون أن البحر أقوى من أمواجه، وأنه قادر على ابتلاعها وقتما شاء، فحين تثور أنواؤها تطلق الأمواج ألسنة لهيبها الأزرق لتفرض هيمنتها على الشواطئ وتطوّق البحر نفسه وتخضعه لجبروتها..

ورغم سنتين من البُعد وجدار جليدي بسُمك مئات الأقدام نصبه بينهما بدقة، إلا أن بحر لا يزال غير مقتنع بقدرته على مواجهة أمواج، لذا فقد عمد إلى خطة الطوارئ التي يلجأ إليها عادة عندما يريد أن يفرغ جزء كبيرا من طاقته حتى يصبح جامدا كالصخرة عندما يلاقيها..

حين أنهى ورديته، لم يقرر العودة للمنزل مباشرة استعدادا لسفره في الغد، وإنما سارع بطلب رقم معين خزنه باسم "Organizer" (مُنظِم) على هاتفه، ثم هتف بعزم في محدثه: "أريد أن ألعب الليلة"، فأملاه الأخير عنوانا وأخبره أن يتواجد فيه في تمام الحادية عشرة مساء..

في الموعد المحدد تماما، كان بحر يقف منتظرا أمام الكورنيش في البقعة التي حددها له (أورجانايزر)، والذي آتى لاحقا بدراجة بخارية ليركب بحر خلفه..

قطعت الدراجة البخارية مسافة غير قصيرة في عدة طرق رئيسية قبل أن ينحرف بها قائدها لطريق مظلم متعرج إلى أن وصل مع راكبه الإضافي أخيرا إلى أرض فضاء محاطة بسور حديدي خارجي، تشبه المرآب أو أرض فضاء مسورة تم تخصيصها لتشييد بناء في طور التأسيس..

حين دلفا للداخل، كان المكان مضاء بالعديد من مصابيح النيون البيضاء المتوهجة، وهناك الكثير من الشباب الحاضرين كمشاهدين وأصحاب رهانات على المتنافسين في تلك اللعبة السرية..

تم الإعلان بواسطة شخص بدا كحكم عن بداية المباراة القتالية بين بحر ومنافسه الذي يبدو أضخم منه بشكل ملحوظ، ليشرع الاثنان في المواجهة في لعبة ملاكمة سرية بلا قوانين ولا ضوابط.. البقاء فيها للأقوى.. ولا يهم أن يؤذي المنافس خصمه بإصابة خطِرة.. المهم هو الإعلان عن فوزه في النهاية ليربح جائزة مادية مجزية نظير لعبه وفوزه بالرهان..

لم يكن بحر يشارك في تلك اللعبة من أجل الربح المادي، فالخسارة فيها كانت أخطر كثيرا من عائدها الذي ينفقه الفائز في أغلب الأحيان على علاج إصاباته في تلك المنافسة غير النزيهة..

وإن كان البعض يشارك بها من أجل احتياج مادي مُلح.. أو لحاجته لمصدر تمويل لشراء المواد المخدرة التي يدمنها.. فإن بحر كان يخوض تلك المباريات من أجل إدمان من نوع آخر..
إدمان الخطر..

بحر صار يعيش على هامش الدنيا.. لا يكترث بأي شيء ولا يشعر أنه حي من الأساس.. ولكن في بعض الأحيان - كاليوم تماما - تتكالب عليه الانفعالات والمشاعر المرهِقة التي لا يعرف كيف يتصرف بشأنها، فيلجأ لهذه الوسيلة لكي يهدأ عقله قليلا بعد أن يعبر من معركة طاحنة تترك في الأغلب آثارها بوضوح على جسده..

استمرت المباراة حوالي عشرين دقيقة، تلقى خلالها بحر العديد من اللكمات في وجهه وأعلى بطنه وجانبيه، حتى أن إحدى اللكمات قد طالت خصره لتصيبه بآلام حادة أشعلت جسده بالكامل.. لكنه في النهاية، نجح في توجيه لكمة قاضية لمنافسه أسقطت بعض أسنانه الأمامية، وأصابته بما يشبه الارتجاج الخفيف بعد سقوطه أرضا، ليتم الإعلان عن فوزه..

لم يتوقف بحر للاحتفال، بل سارع بمعاودة ارتداء كنزته القطنية، ثم غادر دون حتى أن يلملم أرباح فوزه..
لقد حصل بالفعل على ما جاء هنا من أجله..

وحين عاد بحر إلى منزله، كان حريصا على التحرك بشيء من الخفة رغم آلامه، كيلا يوقظ والديه.. خصوصا والده الذي إن اكتشف حالته تلك لن يجعل ليلته تمر على خير أبدا.. فدلف بخفة إلى حمامه واغتسل من بقع الدماء التي جفت على جلده، ثم وضع بعض الكريم على الأماكن المتورمة أعلى بطنه وعند الخصر، وبدأ في عمل كمادات مياة مثلجة للكدمة المتورمة أسفل عينه اليسرى، والتي لحسن حظه لم تتورم بشدة، لكن لونها كان داكنا بعض الشيء..

لم ينم بحر سوى ساعتين فقط، إذ أمضى ما تبقى من ساعات الليل يحاول معالجة كدمة عينه حتى يبدو شكله مقبولا أمام مديرة مدرسة ابنته..

ومع شروق الشمس، نهض من نومته المتملمة، ثم لف شريطا من الرباط الضاغط حول ضلوعه المكدومة، وارتدى بدلة عصرية بدون رابطة عنق، ثم تحرك
إلى القاهرة بسيارة شقيقه بعد أن استأذنه في استعارتها..



في القاهرة، كانت أمواج تمضي ساعات الصباح التالية لتوصيلها ابنتها إلى المدرسة بداخل أحد المقاهي تحتسي بعضا من قهوتها السريعة المفضلة "Flat White" بنكهة الإيسبريسو الغنية مع شطيرة صغيرة من مزيج من الجبن ومعجون الزيتون، حتى تشحن جسدها ببعض الطاقة استعدادا للعودة للمدرسة من أجل اجتماعها مع المديرة في تمام الحادية عشرة، والذي ستلاقي طليقها خلاله.. ربما في أول لقاء علني بينها بعد أن دأب على التهرب من كل لحظة يمكن أن تضمهما، خاصة حين كانت تزور بيت والديه في السويس..

كدأبها كلما شعرت بالتوتر، كانت أمواج قد أوصلت سماعتي الهاتف بأذنيها لكي تستمع إلى إحدى الأغنيات وتسافر معها بعيدا عما يؤرقها.. وهذه المرة اختارت أغنية عبد الحليم حافظ (كل ما أقول التوبة)، فأخذت تسمع إلى مقطع محدد بشكل متكرر وهي تتنهد بوجع يجثم بين ضلوعها..

القلب الأخضراني يا بوي.. دبلت فيه الأماني يا عين
ولا قادر طول غيبتكوا يا بوي.. يشرب من بحر تاني يا عين
وأنا كل ما أقول التوبة يا بوي.. ترميني المقادير يا عين
وحشاني عيونه السودة يا بوي.. ومدوبني الحين يا عين


وبرغم أن أمواج كانت تخصص لنفسها ساعة واحدة تحصل عليها كل بضعة أيام، لكي تقضيها بمفردها بعيدا عن الجميع - طفليها ووالديها وصديقاتها - لتبحر قليلا داخل عقلها كي تهدّىء من تقلباته النزقة حتى تستعيد هدوءها وتتمكن من إدارة حياتها بنجاح وفاعلية..
ويا لها من مهمة عسِرة..

واليوم، كانت ذكرى قد أشفقت عليها وعرضت أن تجالس الصغير كنان طوال ساعات الصباح وحتى موعد عودة أمواج من الاجتماع الذي سيتزامن مع توقيت مناوبتها في المستشفى..

أمواج كانت ممتنة كثيرا لاقتراح ذكرى، خاصة وأن زهو قد تلقت هي الأخرى رسالة مماثلة من إدارة المدرسة تطالبها بالحضور لاجتماع هام في تمام الحادية عشرة والنصف.. أي بعد نصف ساعة فقط من الاجتماع الخاص بأمواج.. ما جعل كلتاهما تتساءلان عما إذا كانت هناك صلة تربط بين الاجتماعين.. كون كيان وساري في نفس المرحلة الدراسية – السنة التمهيدية المؤهلة للصف الأول الابتدائي..

وبهذا تحولت ساعة العزلة الأسبوعية لأمواج إلى بضع ساعات، سبحت خلالها داخل تيارات أفكارها المتصارعة بين مدٍ وجزر، وجميعها تدور حول مركز واحد لكل الأعاصير..
بحر..

أمواج ليست ساذجة.. تعرف جيدا أنها وبحر أصبحا الآن على مفترق طرق.. فقد تباعدت الآن المسافات بينهما أكثر من أي وقتٍ مضى..

خلال العامين الماضيين، ظلت أمواج تعتنق الصبر وتتمسك بخيوط الأمل الواهنة علّها تجمعها لتنسج منها ميثاقا غليظا تعيد ربطه بها من خلاله، ولكن بحر كان يتملص من كل فرصة تزرع بداخله نبتة أمل خضراء، كمذنب ينتظره الجحيم على الضفة الأخرى وقد قُطعت عليه جميع سبل الغفران..
وهي بالنهاية.. تعبت..

أمواج متعبة بالفعل.. ليس منذ طلقها بحر، ولا منذ عاد من الجحيم، ولكن منذ تزوجته بالفعل وقبلت أن تحمل عبء تأسيس الأسرة والحفاظ على أعمدتها بمفردتها، مع زوج يسافر أغلب الوقت في مهام لا تدري عنها آية تفاصيل لأنها أسرار قومية.. بل لا تدري إذا كان هو نفسه سيعود إليها أم لا..

تحملت كثيرا وكثيرا، ولكنها استنفدت جُل طاقتها على الاحتمال مع قوله: "أنتِ طالق"، ورغم ذلك فإنها تحاملت على نفسها واستغلت البقية الباقية من تحملّها لتقنعه بالعودة عن قراره الفردي، لكنها فشلت تماما..

ليبدأ بينهما نظام روتيني بائس تقوم هي فيه بدور العاشقة المتفانية التي تنتظر أن يستفيق حب عمرها من غيبوبته ليعود بين أحضانها ويفرد جناحيه حول عائلته..

أما هو، فقد أنس تماما لدور العائد من الجحيم، يتستر بعباءة من الظلام تخنق مشاعره وتلزمه الجمود..

وبعد ما حدث بينهما مؤخرا في آخر مقابلة جمعتهما في السويس، لم تكن أمواج مهيأة تماما لمقابلته اليوم، لولا إصرار إدارة المدرسة على الجمع بينهما على الرغم من عدم تواجده خلال مقابلة انضمام ابنتهما كيان لها، حين تعللت أمواج بأنه قد سافر إلى مدينة قصيّة من أجل العمل..

فكل ما يشغل تركيزها حاليا هو أن تعرف ما المشكلة التي تخص كيان، وكيف ستقوم بحلها.. وحدها..

حين قاربت الساعة الحادية عشرة، لملمت أمواج أشياءها وتحركت صوب المدرسة، فدلفت إلى غرفة المديرة التي استقبلتها بابتسامة رسمية، لتجلسا معا في انتظار وصول بحر الذي تأخر كعادته..

مرت حوالي ربع ساعة من وقت الاجتماع، فبدأت المديرة تبدي انزعاجها وتطلب منها الاتصال به وإلا ستضطر لإلغاء الاجتماع واتخاذ إجراءاتها دون الرجوع للوالدين..

هنا، شعرت أمواج بالتوتر وبدأت تساورها الشكوك حول نيته في الحضور، فأرسلت له رسالة عاجلة تسأله عن مكانه، ليأتيها الرد منه هو شخصيا بعد أن دلف لداخل مكتب المديرة بصخب، تتسارع كلمات الاعتذار على لسانه متعللا بعدم قدرته على العثور على مكان لصف السيارة في هذا الوقت من النهار..

جلس بحر أمام أمواج، ثم خلع نظارته الشمسية الضخمة، وخص المديرة باهتمامه الكامل مركزا نظراته عليها، فاستغلت أمواج الفرصة لكي تتفحصه عن قرب..

لم تكن هي على مقربة منه بهذا الشكل منذ شهور طويلة، بل ربما منذ أن ألقى عليها يمين الطلاق في لحظة جنون، وحتى حين وضعت ابنهما كنان، اكتفى فقط بالتمتمة ببعض كلمات الحمد من موقعه بزاوية غرفتها في المستشفى بالقرب من الباب، بينما كانت هي في الزاوية الأبعد ترقد بإعياء على سريرها، والفرحة تأبى أن تزور قلبها وثغرها..

كان وقتها يبدو أنحف من وزنه الطبيعي، لكنه أصبح مؤخرا أكثر نحافة من أي وقت، ربما بسبب استطالة خصلات شعره ولحيته التي تجعله يبدو هزيل البنية خاصة مع اتساع ملابسه القديمة عليه، ولكن عضلات ذراعيه ظلتا بارزتين، لأنه يمارس مجهودا متكررا بعمله في شركة الشحن..
أما وجهه فقد.. شاخ..

وجنتان غائرتان تبرزان عظام الفكين ولحية كثة غير مدرمة برغم نعومتها..
وكأن وجه شيخٍ عجوز قد كسا جسدا شابا ليزيد هيئته وهنا، فيثير فضول الناظرين عما يمكن أن يكون قد حدث له!

توقفت نظرات أمواج المتفحصة عند عينيه اللتين تشتاق إليهما كثيرا، والآن تختلس النظر إليهما كلصة لا تمتلك الحق..
لكن ما رأته أوجع صدرها، فقد غابت عنهما الحياة واختفى الدفء من لونهما البني لترحل معه بحار الشوكولاتة الدافئة التي كانت تختطفها دائما بمجرد
نظرة.. ولم يتبقى سوى آثار القهوة المرة الحالكة على مقلتيه اللتين كانتا تركزان انتباههما حاليا على كلمات المديرة..

أجبرت أمواج نفسها على استعادة تركيزها نحو السبب الرئيسي لتواجدها هنا اللحظة.. ابنتها كيان..

قالت مديرة المدرسة: "في الحقيقة لم يمضي وقت طويل على انضمام كيان لمدرستنا، وهي أظهرت بالفعل اندماجا مع زملاءها وتجاوبا مع الدروس التي تتلقاها في مرحلتها التمهيدية، ولكنني طلبت اجتماعكما اليوم لكي أتناقش معكما بشأن سلوكها"..

هلعٌ سيطر على ملامح أمواج التي هتفت بقلق وصل كاملا إلى ذلك الذي يجلس إلى الجانب الآخر من مقعدها: "ما به سلوكها؟ هل فعلت شيئا مسيئا؟"، ثم تابعت بنبرة مكتومة ذاهلة: "لقد ربيتها جيدا"..

ردت المديرة بنبرة عملية: "لقد لمسنا تصرفا عدوانيا تكرر كثيرا في الفترة الأخيرة من جانب كيان، خاصة إذا تعلق الأمر بـ ساري صديقها في نفس الصف، والذي فهمت أنه بمثابة ابن عمها"..

أومأت أمواج رأسها مؤيدة، ثم أوضحت: "نعم ساري ابن المرحوم نبيل ابن عمي.. وكان بمثابة العم لكيان قبل استشهاده.. وهي وسارى كالشقيقين.. تقريبا لا يفترقان.. فساري ووالدته يسكنان بالشقة التي تعلو شقتنا"..

قالت المديرة بنبرة محللة: "وهنا المشكلة.. إن كيان تأخذ على عاتقها مسئولية حماية ساري وكأنها امرأة ناضجة وليست طفلة في مثل عمره تحتاج هي الأخرى للعب والدلال وتكوين الصداقات.. إنها تتصرف مع الجميع وكأنها حارسته الخاصة، ولا تسمح لأحد بمحاولة التداخل معه.. لا أقصد أن زملاءهما
يحاولون إيذاءه، ولكنها شديدة الحمائية فتجعل الأجواء دائما محتقنة"..

فغرت أمواج شفتيها دهشة، ولم تسعفها صدمتها أن تلاحظ رد فعل بحر المماثل لها والذي تشكلت على وجهه علامات الاستغراب، خاصة بعد أن تابعت المديرة: "كما أنها تدخلت أكثر من مرة واعتدت على بعض زملائهما.. صفعة أو ركلة أو دفعة أو حتى عضة.. ذلك السلوك العدواني غير مقبول.. خاصة أن كيان ذكية وليست لديها مشاكل في التخاطب.. ما يجعلني أتساءل لماذا تلجأ للعنف كردٍ فعلٍ أولي لها!!"..

أطرقت أمواج رأسها بأسف، ولو كان قلب بحر قد ذاب الجليد حوله، لتمزق كمدا على كليهما الآن.. لكن النابض بداخله لم يعد سوى آلة ميكانية باردة تضخ الدم برتابة بجسمه لتطيل حياته البائسة التي لا طائل منها..

لكنه رغم ذلك لن يجلس هنا ويستمع لكل ذلك اللوم والتوبيخ موجها إلى أمواجه التي تحملت بمفردها مسئولية طفلين بينما ينشغل هو بدفن رأسه في التراب والهرب من آية صورة من صور المسئولية، لذا رمق إلى المديرة بواحدة من نظراته الجادة.. المخيفة، ثم قال: "وماذا إذا كانت البنت تريد حماية من تعتبره أخاها من بعض زملائهما.. ربما كان فعلا لديها الحق في التدخل"..

ردت المديرة بصرامة: "حتى وإن كانت تظن أن لديها الحق.. لا يحق لها استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن وجهة نظرها.. إذا كان ساري يتعرض مثلا لمضايقات.. فعليها إخبار المشرفة أو معلمة الصف كي تتصرف هي كما يجب.. لكن إن كانت طفلتك ستتصرف بهمجية هكذا.. فإن الأمور قد تتحول لكارثة في وقتٍ ما"..

ثار بحر باهتياج وجموح – غير مدرك أن منبع فورانه هذه المرة ليس كلمات المديرة تحديدا، وإنما غضب ذاتي لما آلت إليه نتائج زهده في دوره كأب تجاه ابنته، فاستطرد منزعجا بصوته الأجش المخيف: "عفوا.. ابنتي ليست همجية.. إنها.. إنها.."..
إنها.. ماذا؟؟

صمت بحر.. لأنه ببساطة لا يدري أي شيء عن ابنته منذ تركها لوالدتها قبل نحو عامين.. لا يعرف هل تغيرت شخصيتها اللطيفة؟ هل تحول سلوكها المهذب الأنيق؟ هل صارت أكثر اندفاعا وثورة مثل أمها؟ أم أصبحت تتصرف بحمق وتميل للعنف مثل أبيها؟

إطراقته المستسلمة بقنوط، ارتدت لعينيّ أمواج لتسقط بقلبها تدميه، لكنها استجمعت قوتها، لكي تقول للمديرة بكياسة وتهذيب: "ما الذي يجب أن أفعله لكي أهذب هذا السلوك بها قبل أن يتفاقم؟ هي لم تكن هكذا أبدا.. ولا تتصرف بهذا الشكل داخل المنزل أو حتى حين نخرج للنادي.. بل تكون مثالا للتهذيب وحسن التصرف"..

لم يفت بحر أن أمواج قد قالت (أفعله) وليس (نفعله).. يبدو أنها أخيرا قد صدّقته وتوقفت عن محاولة إعادته إليها.. بل إلى أسرته..
لقد حدث ما كان يريده، ويئست منه تماما..

قالت المديرة التي لم تنتبه أبدا لحديثهما الصامت دون حتى أن يتبادلا النظرات: "الأمر لم يخرج عن السيطرة بعد.. لا تخافي يا مدام أمواج.. كنت أود
اقتراح عزل كيان عن ساري ووضع كلٍ منهما في صف منفصل، ولكن تلك التجربة لم تفلح عند تجربتها في بعض الحصص والأنشطة.. فساري أيضا لديه مشكلة، وسأتحدث مع والدته عنها عندما أجتمع بها بعد قليل.."..

رمقتها أمواج بنظرة متسائلة تنضح بالقلق، فأردفت المديرة: "ساري بغياب كيان يتحول إلى كتلة جامدة.. لا يتحدث مع أحد ولا يشارك في الأنشطة بحماس.. بل ينزوي عن الجميع وكأنه يريد الاختباء.. أما هي فحين تبتعد عنه يكون تركيزها مشتتا وتختفي تماما رغبتها في الإبداع، فتنهي أنشطتها
بروتينية فقط كي يمر الوقت وتعود للاجتماع مع صديقها.. أي أنهما بطريقة ما.. يعتمد كلا منهما على الآخر.. وهذا شيء له إيجابياته، لكن كما لاحظنا له أيضا سلبياته، وهذا في اعتقاده مبعثه أن كلا منهما يفتقد وجود الأب بحياته، فيعتمد على الآخر لتعويض تلك الفجوة"..

أنهت المديرة كلماتها وهي ترمق بحر بنظرة عاتبة، كونها فهمت أنه يحرص على أن يكون خارج الصورة تماما بالنسبة لابنته، دون أن تعرف سبب مشكلته مع طليقته..

سألت أمواج بنبرة عملية ساعية للوصول للب المشكلة وطرق حلها: "وماذا نفعل بخصوص الأمر؟"

طلبت المديرة من مساعدتها عبر الهاتف الداخلي أن تدلف الأخصائية الاجتماعية إلى المكتب، ثم قدّمتها للثنائي الجالس أمامها، وطلبت منها أن تحدثهما حول بعض الإرشادات للتعامل مع كيان وساري..

بعد أن وعدت أمواج المديرة والأخصائية الاجتماعية بتطبيق إرشاداتهما بالتعاون مع زهو، والتواصل معهما بشكل متتابع حتى يتخطى الطفلان تلك المرحلة، تحركت أمواج بالخروج يلحقها بحر صامتا..

حين وصلت أمواج للبقعة التي تصف بها سيارتها بالقرب من المدرسة، استدارت لكي تتوجه لمقعد القيادة، لكنها توقفت جامدة حين لمحت وجه بحر ورأت ما لم تلاحظه داخل مكتب المديرة..
تلك البقعة الداكنة أسفل عينه اليسرى المنتفخة قليلا..

شهقت أمواج بذعر والانطباع الأول لها كان الإشفاق المشوب بالقلق، لكنها عادت واستعادت جمودها، ثم ناظرته بتوبيخ لا يخفي النفور المتدفق بين طياته، وهي تهتف مشيرة بيدها نحو عينه المصابة: "ما هذا المنظر؟ هل لهذا السبب تأخرت عن حضور اجتماع يخص سلامة ابنتك ومستقبلها؟"

باندفاع لا يصيبه إلا معها فينفض عنه بعضا من الجليد الذي يكسوه، هتف بحر بامتعاض: "وما به منظري؟ ألا أليق بحضرتك؟"

بادلته أمواج الهتاف بغيظ: "بهذا المنظر؟ بصراحة لا.."، ثم لم تسيطر تماما على جنونها، حيث ركلته بمقدمة حذائها الرياضي الثقيل في كاحله وهي تهتف: "أهكذا تقضي وقتك بعيدا عنا؟ كيف لك أن تحكم بالإعدام على سنوات عمرنا القادمة لكي تضيّع ما تبقى من عمرك في ذلك الهراء؟ ألا تقدّر نعمة الحياة؟"

تمالك بحر نفسه من الآلام التي انبعثت من كاحله إثر ركلتها العنيفة، وهمس بداخله بلا كلمات
(على الأقل لم تيأس مني بعد)

لكنه عاود الكرّة بكلماته اللاذعة من جديد، أملا في أن ينجح في وأد أي أملٍ متبقٍ لديها، حيث قال ممازحا بنبرة جافة لا حياة فيها: "والآن عرفنا من أين اكتسبت ابنتك شراستها؟"..

غير أن أمواج لم تتلقى كلماته كما اعتاد هو..
لم تشاكسه أو ترد عليه بكلمات أقسى وأكثر وقعا مما سدده إليها.. بل صمتت تماما تسيطر على ارتجافة بسيطة سرت إلى مفاصلها..

حرّك عينيه صوب مقلتيها، فلم يجد بداخلهما سوى نظرة جريحة، اهتز لها شيء بقلبه.. وكأن طبقة الجليد السميكة قد تصدعت قليلا لتتصاعد من تشققاتها أبخرة باردة تلسعه كسياط جلدية..

لم يعرف كيف يتصرف بتلك المشاعر الغريبة التي سكنته..
جليد حارق.. نار زرقاء..
الأضداد تتكالب عليه وتنحره ببطء..
هذه لم تكن لعبتهما..

كانت اللعبة أن يثير هو حنقها ويتمادى في تجاهلها ويكيل لها الكلمات القاسية، وهي تظل متماسكة وتعامله بندية وشراسة ولا تستسلم.. أبدا..
لكنها الآن.. بدت وكأنها قد استسلمت أخيرا..
ربما لأن ما بينهما لم يكن لعبة..

ما بينهما كان حياة صاخبة لم يتسلل الملل لآية لحظة فيها.. لكن كل شيء انهار بعد عودته من الأسر في تلك البقعة من الجحيم..

الآن لم يعد ما بينهما لعبة.. بل معركة.. يحاول كلا منهما أن يخرج منها منتصرا ليثبت أن خياره كان الأصوب..

ورغم اضطراب أفكاره بين زمان آخر والآن، إلا أنه لم يملك أن يتراجع عن وقاحته.. ليس الآن.. لذا فقد أنهى النزال سريعا هذه المرة وهو يقول بنبرة جافة: "أثق أنك ستتعاملين جيدا مع مشكلة كيان.. كما تفعلين دائما.. ستكون بخير.. لستُ قلقا عليها"..

حين التفت للمغادرة سمع همساتها المجهدة تحذره: "ربما عليك أن تقلق"..

يتــــــــــــــــــــــب ع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 11:18 PM   #129

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الخامسة: القسم الثالث


كانت تجلس على مقعدها بغرفة مكتبها تنهي بعض التقارير لرفعها لرئيس القسم المختص بالحالات التي تشرف على متابعتها مع قسم التمريض في المستشفى التي تعمل بها، حين دلفت إلى غرفتها إحدى الممرضات تخبرها بوجود ضيف يطلب مقابلتها..

والضيف يحمل اسم جمال شعبان.. وما أن تردد اسمه بين جنبات غرفة المكتب الصغيرة نوعا ما، حتى ارتدت أصداؤه الكريهة إلى معدتها لتصيبها باضطراب يجعلها ترغب في التقيؤ..

تركت ذكرى قلمها وأغلقت ملف التقارير واعتدلت في مقعدها ثم طلبت منها أن تسمح له بالدخول، وحين تجسد أمامها بجسده الصحي وقوامه العريض مع القليل من الوزن الزائد الذي يعكس معيشة مريحة يحياها مؤخرا، أتاحت له أن يحارب تسلل علامات تقدم العمر إليه بعد أن اقترب من الخامسة والخمسين من عمره، ليظل محتفظا بوجه جذاب بعض الشيء لولا النفور التلقائي الذي تشعر به كلما التقت عيناها بعينيه.. رغم أن ذلك لم يحدث سوى مرات قليلة على مدار السنوات الماضية..

رُغما عنها تقارن هيئته التي تنضح بالحيوية والطاقة، مقارنة بوالدتها التي ترقد الآن في بيتها هزيلة تنغمس في أوجاعها وتزوي يوما بعد يوم.. فتبتلع غصة مرة بحلقها وداخلها يصرخ كم أن الحياة غير عادلة..
ورغم كل انفعالاتها الداخلية إلا أن وجهها يظل أمامه ثابتا بلا تعبير محدد..

قال جمال شعبان مستغلا عدم مغادرة الممرضة بعد: "مبارك يا.. عزيزتي" متلكئا في الكلمة الأخيرة ليصيبها بالتوتر، ثم تحرك بثقة وأريحية ليجلس على المقعد المجاور له ويضع ساقا فوق الأخرى، وهو يحدث الممرضة التي كانت في سبيلها للخروج قائلا: "أريد قهوة بسكر خفيف"..

أشارت ذكرى للممرضة كي تنصرف، وشيّعتها قائلة: "لا عليك يا أمينة.. ضيفي سينصرف سريعا.. فلا تشغلي بالك بالقهوة.. وعودي لإكمال عملك"..

وبعد غلق الباب، بادر جمال بنبرة عاتبة لا تخلو من الممازحة: "لم أعهدك بخيلة"، لترد عليه ذكرى بحنق: "ولكنني عهدتك متزلفا.. ماذا تريد؟"..

نهرها بانفعال متكلف: "هل هذه طريقة مناسبة لتتحدثي بها مع والدك؟"

من جديد، ردت بتململ: "عذرا.. ولكن أبي لم يكن موجودا في الأرجاء لكي يهتم بتربيتي.. لذا لا أجيد الحديث مع من هم في سن أبي.. أعود لأسألك.. ماذا تريد؟ لا تضيّع وقتي"..

هتف هو بنبرة لا تخلو من الحسد: "بالطبع صار وقتك من ذهب يا سيادة الدكتورة.. ولم يعد لديكِ بضع دقائق لأمثالنا"..

قالت ذكرى بحنق: "تماما كما لم يكن لديك وقتٌ لي ولأمي في أشد أوقاتنا احتياجا لك.. حين سارعت أنت بالقفز من المركب التي أغرقتها بيديك.. هل ستقول ماذا تريد أم أخرج لتسليم تقرير الحالات إلى رئيس القسم وأعود لأرعى أمي"..

زفر والد ذكرى ثم قال بنبرة هازئة: "أصيلة يا ابنتي.. أراك تعتنين بأمك في مرضها.. وماذا عن والدكِ المسن؟ ألا يستحق بعض الرعاية؟"

ضحكت ذكرى، ثم قالت بنبرة ساخرة: "المسن الذي يركض من امرأة لأخرى"..

هتف جمال بتوبيخ: "تهذبي يا بنت"، لترد هي بعناد: "قلت لك لم يكن هناك من يهذبني"..

نهض الأب ولطمها على وجهها، وقال: "لا بأس.. لأهذبك الآن"..

تعالت أنفاس الغضب تخرج من صدرها ساخنة محملة ببراكين من الغيظ والانفعال، لكنها ردت بنبرة جامدة تخالف النيران التي تحرق أعصابها كلية: "لقد فقدت الحق في تهذيبي منذ سنوات طويلة لا أهتم بعددها.. وإذا فكرت في رفع يدك عليّ مجددا.. سأطلب لك الأمن.. أنت لست أكثر من.. والدي السابق.. ليس لك حقوق ولستُ ملزمة بأداء آية واجبات نحوك بعد كل ما فعلته بنا"..

جلس الأب، وأخذ نفسا طويلا ثم زفره ببطء يحاول السيطرة على أعصابه، وهو يوبخ نفسه داخليا..

لقد جاء لهنا اليوم لكي يتملقها قليلا بعد أن خلعته زوجته الأخيرة في المحكمة، فيحصل منها على بضعة آلاف من الجنيهات ينفق منها على مزاجه الخاص..
سهرة ساخنة.. أعشاب مخدرة..

منذ أن تخلص من قيد أبوته لها بطلاقه من والدتها، وهو يعيش كل لحظة من حياته في مغامرة جديدة..

بات يعرف كيف ينتقي نساءه جيدا.. الباحثات عن المتعة (الحلال) والارتباط بزوج يتباهين به أمام صديقاتهن.. ولا يهم إن صرن
هن من سيتولين مسئولية الإنفاق على ذلك الزوج..

فجمال شعبان باختصار رجل الملذات الأول.. لكنه يفر سريعا إذا أُلقيت المسئوليات في طريقه..

وبين زواج وآخر، قد يباغته القتر فجأة، فيضطر للجوء إلى المصرف الذي يستدين منه بلا ضمان ودون نية في الدفع.. ابنته ذكرى..

ذكرى تضطر لدفع مبلغ مالي لوالدها كلما ظهر أمامها كأقصى ما تستطيع فعله له من باب البر، وذلك فقط حتى تبعده عن طريقها قبل أن يصفعها بخذلان جديد، رغم قناعتها أنه لا يستحق بعد أن نبذها ووالدتها في العراء..

لكنها اليوم، ولسبب ما، قررت أن تتمرد..
أن ترفض ببساطة..

ماذا سيحدث؟ هل سيهددها جمال شعبان؟ أم يهينها بافتعال مشاجرة صاخبة والتقليل من قيمتها أمام الناس؟ أم سيصفعها كما فعل قبل قليل؟

بعد كل تلك السنوات التي قضتها ذكرى تنفق من أعصابها وسلامتها الداخلي، كي تقدم للناس نفسها في إطار أنيق، اكتشفت في النهاية أنها كانت تهرول في صحراء قاحلة ممتدة لا نهاية لها، حتى نال منها العطش والجوع وأصبحت روحها تئن بلا سكنٍ أو ملاذ..

إرضاء الناس غاية لا تُدرك.. وعند أول علامة للضعف من جانبها، يتكالب عليها الضباع بأنيابهم القاسية ومخالبهم الحادة في شكل تعليقات فجة، وغمز ولمز، وكأنها قد ارتكبت فعلة مشينة أو جاءت من خلفية غير مشرّفة..

لكنها الآن، رمت كل ذلك وراء ظهرها ولم تعد تكترث، لذا قالت لوالدها بجمود: "صدقني ليس معي نقود حاليا.. وأعلم أنك لن تصدقني.. لكنني لن أستدين لأدفع لك كي تذهب وتشتري بضعة جرامات من الأعشاب المخدرة لكي تنتشي بينما أتعب أنا وأضاعف مناوباتي من أجل سداد الديون.. حاليا أحتاج المال لأجل أدوية أمي الغالية.. فحالتها الصحية تتراجع بالمناسبة.. رغم أن الأمر لا يهمك.. كما لم يكن يهمك يوما من قبل.. أظن الآن بعد أن أدركتَ أنك لن تحصل مني على قرشٍ واحدٍ اليوم، فإنك ستغادر في هدوء"..

منحها الأب نظرة حارقة متوعدة، ثم استدار وغادر في صمت..

أما هي فقد تهاوت على مقعدها تشعر بمرارة الهزيمة للمرة التي لم تعد قادرة على حصرها..

لم يطل الأمر حتى نالت عقابها المستحق من وجهة نظر والدها، إذ جاءها الرد قاسيا للغاية بعد بضعة ساعات فقط..

في المساء، فوجئت ذكرى برسالة من إحدى زميلاتها في المستشفى تتضمن مقطعا صوتيا معنون بــــــ
"فضيحة الدكتورة ذكرى ( Kiri فاشينيستا الانستجرام )"..

فتحت ذكرى المقطع ليتدفق منه صوت والدها الذي كان على ما يبدو يتحدث لإحدى الحسابات الجماهيرية المهتمة بنشر أخبار المشاهير وخاصة الفضائح في منشورات مثيرة للجدل ويتابعها الملايين..

قال والدها في المقطع المتداول: (ابنتي الجاحدة تتنكر لوالدها بعد أن حققت الشهرة والنجاح وأصبحت دكتورة.. أنفقت عليها دم قلبي وأضعت سنوات عمري من أجل تحقيق حلمها رغم فشلها الدراسي الذريع.. لكنني ظللت خلفها كي ترتقي وترفع رأسها بين الجميع.. حتى أنني زوّجتها طبيبا ناجحا من عائلة مرموقة.. وهي من ضيعته من بين يديها بطباعها الحادة وغرورها.. كان سيرفع من مكانتها ولكنها هي من سقته البغض حتى نفر منها ولاذ بالفرار)..

سكت الأب قليلا بالمقطع المسجل صوتيا، متظاهرا بالبكاء وفقدان تماسكه، ثم عاود الحديث بنبرة تمثيلية كي يستدر عطف المستمعين: (والآن حين صعدت على أكتافي كي ترفع رأسها بين الناس.. ترفض أن تمنحني الفتات في وقت احتياجي ووهني.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل)..

لم تتمالك ذكرى نفسها بنهاية المقطع الصوتي، لكنها لم تملك سوى الرد بشهقات متقطعة بوجع معتق بقلبها وأنهار من دموع نزفتها عيناها دون أن تنبس بكلمة واحدة..
لمن ستشكو ضعف قوتها وبؤسها.. وقلة حيلتها ويأسها؟



غادرت زهو وابنها مكتب مديرة المدرسة بعد أن أسمعتها الأخيرة الكثير عن وضع ساري..

ملاحظات لم تكن بالأساس خافية عن زهو التي ظنت أن انضمام ابنها إلى مدرسة جديدة سيتيح له الفرصة للانفتاح وتكوين صداقات والتحلي ببعض الجرأة والمبادرة في التعامل مع المحيطين به، بدلا من الارتكان إلى الهدوء والانزواء خاصة عندما لا تكون كيان في الأرجاء..

ساري يخشى الأماكن الجديدة ويحب دائما أن يكون إلى جواره أحد الوجوه المألوفة التي يثق بها.. فمنذ وفاة والده، صار أكثر ميلا للهدوء والانعزال.. لم يعد حتى يرتكب الحماقات كالأطفال في مثل عمره، وكأن عقله الصغير قد أدرك مبكرا أنه فقد السند، فأصبح يخشى ارتكاب الكوارث لأنه لن يجد من يحميه ويدفع عنه بطش الآخرين..

كان باختصار طفلا مريحا.. وكأنه لا يريد أن يزيد أعباء الحياة وأوجاعها على والدته المكلومة بوفاة والده في ريعان شبابه، لذا لم يكسر طبقا.. لم يرفض تناول طعاما.. لم يعلن الإضراب حتى تشتري له اللعبة التي يريدها.. لم يتشاجر مع طفل آخر ويضربه
لكي يفرغ بعضا من طاقات الغضب بداخله..

كان ساري مثار حسد الأمهات على مدار عامين، لكن استكانته على ما يبدو أصبحت مصدرا للقلق بدلا من الراحة..

قادت زهو سيارتها وهي تتابع ابنها الجالس في المقعد الخلفي كل بضعة دقائق من المرآة الأمامية، لتراه مستكينا هادئا يطالع الأشجار من النافذة، لكنها ما أن صفّت السيارة أمام متجر والدتها، هتف بفرح صاخب: "تيتة منااااااااااااااال"، متحركا بحماس في مقعده ينتظر أن تفك والدته حزامه كي يخرج لجدته..

خرجت زهو من السيارة ثم تحركت لتفتح له الباب وتساعده في فك حزام الأمان، قبل أن يقفز ساري إلى داخل متجر والدتها ليرتمي في أحضانها، رغم أنها لم تلحظه لأول وهلة إذ كانت تتحدث عبر الهاتف إلى صديقتها سميحة..

أنهت منال المحادثة سريعا فور أن قفز ساري لأحضانها، ثم عاودت معانقة حفيدها ومنحته العديد من القبلات، قبل أن تمنح ابنتها بعض القبلات على وجنتيها دون أن تغفل عن غمامة الحزن المرابضة بعينيها، فسارعت بمنح الصغير صندوقا من حليب الفراولة الذي تحتفظ خصيصا بكمية منه بداخل ثلاجة المتجر الصغيرة من أجله، ثم أجلسته على طاولة جانبية ومنحته كتابا للتلوين وهي تهمس بأذنه أنها بحاجة للحديث لوالدته قليلا قبل أن تصطحبهما للغداء في النادي..

تحركت منال نحو بوابة المتجر ووضعت علامة "مغلق" عليها كيلا يقاطع أحد الزبائن حديثها مع ابنتها، ثم جلست أمامها، وسألتها برفق: "ماذا بك يا زهو؟"

قالت الابنة: "ساري يا أمي.. مديرة المدرسة تقول إن سلوكه ليس مشابها للأطفال في عمره وهذا الأمر يقلقها.. تقول إنه يعتمد كثيرا على كيان ابنة أمواج في التواصل مع المدرسين وزملائه نيابة عنه، بينما يكتفي بالانزواء والصمت.. ويخشون أن يؤثر هذا الأمر على نمو شخصيته وعلى علاماته الدراسية عندما يصعد للصف الأول الابتدائي والصفوف التالية"..

سألتها الأم بقلق: "هل تظنين أن هناك سببا للأمر؟ ألم نظن أن هذه هي طبيعته؟"

قالت زهو: "نعم.. لكن سلوكه في المدرسة ينم عن بوادر لشخصية انطوائية ترفض التواصل الاجتماعي مع المحيطين به.. وهذا قد يؤثر على دراسته وعلى فرص عمله في المستقبل.. وحتى على علاقاته بالآخرين.. أي أنه قد يتحول لطفل معقد"..

قالت زهو كلماتها الأخيرة بصوت محتقن، وعندما أنهتها سالت الدموع من عينيها، لتسارع والدتها بمعانقتها، وهي تهتف: "لا بأس.. سنحاول أن نجعله أكثر اجتماعية.. لن نتركه هكذا.. ولكن"..

سألتها زهو بتوتر: "ولكن ماذا يا أمي؟.. أخبريني"..

قالت الأم: "لا أريد أن أثقل عليكِ يا ابنتي.. يكفيكِ ما أنتِ فيه.. ولكن أظن أن ما أنتِ فيه قد انعكس بشكل كبير على ابنكِ دون أن تشعري"..

سألتها زهو بقلق: "وكيف ذلك؟"

ردت الأم: "منذ استشهاد نبيل رحمه الله وأنت تنزوين عن الجميع.. ولولا إصرار شادن والفتيات على الالتصاق بكِ وسحبكِ خلفهن في كل مناسبة.. لكنتِ سجينة المنزل لا تغادرينه أبدا.. حتى دروس اليوجا تحضرينها وأنتِ متأففة.. لقد تخليتِ عن الحياة نوعا ما.. وهذا ما يجعل ابنك أيضا زاهدا.. إذا رآك مقبلة على الحياة تتحركين هنا وهناك وتمارسين أنشطة جانبية.. لا أقصد الرياضة.. أعلم أنك لا تحبينها، ولكن أي نشاط جانبي.. أو حتى تبحثي عن عمل.. أن تضعي لنفسك أهدافا وتسعي لتحقيقها.. فالحياة كلها أمامك"..

طالعتها زهو بحاجبين مرفوعين، وهي تفكر بجدية، لتتابع أمها: "لونّي حياتكِ قليلا واستعيدي شخصيتك القديمة حتى يجد ابنكِ أمامه مثلا أعلى يحتذي به.. ووقتها سيتصرف مثلك تماما.. الطفل مرآة أسرته يا ابنتي.. ومهما نظن أننا نسيطر على الأمور أمامهم ونتظاهر أن كل شيء على ما يرام، فإنهم يلتقطون من عاداتنا وتصرفاتنا.. حتى مما نظن أننا نخفيه عنهم"..

أومأت زهو برأسها، ثم قالت معترفة بنبرة مبتئسة: "لقد اقترحت الأخصائية الاجتماعية أن ينخرط ساري في رياضة جماعية حتى يصبح مجبرا على الحديث لزملائه.. لذلك أفكر أن يلعب كرة اليد أو كرة الماء، فهما أقل عنفا من كرة القدم.. ما رأيك؟؟"

قالت الأم بحماس: "أظن أن عليه أن يختار اللعبة التي سيمارسها.. وإن كان يريد ركل الكرة فلا بأس من بعض المخاطرة.. لا يمكننا حمايته من كل شيء.. لنجعله يجرب أغلب اللعبات الجماعية وفي النهاية نطلب منه الاختيار"..

تنهدت زهو بارتياح، وقالت: "هذه المرة سيكون عليه حتما الانفصال عن كيان التي لن يمكنها اللعب إلى جواره.. لقد نصحت الأخصائية الاجتماعية أمواج أن تسمح لابنتها بتجربة إحدى الرياضات القتالية حتى تتخلص من بعض الغضب الدفين بداخلها..
أظن أن طلاق أمواج وبحر يؤثر على كيان أكثر مما يظنان هما.. خاصة مع رفض بحر الدائم للتواصل مع ابنته رغم أنها كانت مدللته قبل عامين"..

تنهدت أمها بحزن، وابتهلت إلى الله أن يصلح ذات بينهما وأن يرزق ابنتها وجميع صديقاتها الفرح والهناء ويعوضهن العوض الجميل..
تنحنحت زهو بقلق، ثم فاتحت أمها قائلة: "أمي هل يحقق متجرك ربحا كبيرا؟.. أقصد أنت تستوردين خامات للرسامين المحترفين وطلبة الفنون الجميلة وتبيعينها في متجرك.. ولكن لا يبدو أن زبائنك كثر.. كنت أفكر.. أن أفتتح مشروعا خاصا أيضا.. ولكنني أخشى ألا يحقق ربحا فأخسر مدخراتي التي كنت أضعها جانبا للمستقبل"..

ناظرتها أمها باهتمام، ثم قالت: "افتتحتُ هذا المتجر كهواية بعد الحادث الذي أصاب يدي وأصبحت غير قادرة على الرسم كما أحب.. أحب مقابلة الرسامين وطلبة الفنون والثرثرة معهم قليلا واستعادة القليل من شغفي حتى وإن كنت عاجزة عن الممارسة.. لكن المشروع في الحقيقة غير مجزي ماديا.. لكن العائد المعنوي والنفسي هو ما يهمني هنا.. أخبريني ما المشروع الذي تفكرين في افتتاحه؟"

قالت زهو: "أفكر في افتتاح.. مقهى.. ليس مقهى تحديدا.. بل ما يشبه.. المكتبة.. حتى أنه ليس بمكتبة.. يمكنك القول أنه صومعة لأصحاب العمل الحر وطلبة العلم.. هناك الكثير ممن يعملون حاليا من المنزل مثل مصممي الجرافيك والمحررين الصحفيين والمترجمين والمؤلفين وحتى موظفي الدعاية الإلكترونية.. والكثير غيرهم.. فإن افتتحت مكانا يحتضنهم في موقع متميز يقدم لهم الهدوء بحيث يتمكنون من القراءة أو المذاكرة أو العمل، وكذلك تكون أجواؤه محفزة على العمل والإنجاز وتخلصهم من الروتين اليومي المعتاد.. مع كوب من القهوة الساخنة وشطيرة طازجة أو قطعة من الحلوى المصنوعة من القلب.. أظن أنه قد يكون مشروعا ناجحا.. لكنني أخشى أن أضع فيه ميراثي من أبي ومن نبيل رحمه الله، لأجدني قد خسرت المال الذي أريد لساري أن يستند عليه في المستقبل"..

ابتسمت أمها بحبور، وقالت بنبرة متحمسة: "أرى أنها فكرة رائعة ولكنها تحتاج لدراسة جدوى وتحديد مقدار النفقات والأرباح المتوقعة.. لمَ لا نجهز لهذا المشروع على مهل بعد دراسة وافية وأن نستعين بمستشار مشروعات يقدّر لنا حجم الأرباح المتوقعة أو الخسائر وكيف نتلافاها إذا طورنا الفكرة مثلا.. ولكن حتى ذلك الوقت.. عليكِ البحث عن عمل.. لن تقدمي لساري نموذجا جيدا إذا كان يومك يتمحور حول الطبخ فقط وتوصيله من وإلى المدرسة ثم حصتين أو ثلاثة من اليوجا خلال الأسبوع.. وبعدها زيارة نصف شهرية لبيتي وأخرى لبيت جده عبد الجليل.. هذا روتين خانق ولا يحفز الطفل أبدا"..

أومأت زهو برأسها التي نبتت بها عشرات الأفكار حول ما يجب أن تفعله كي تطور من حياتها وحياة ابنها..

كانت زهو غارقة في أفكارها بينما تحركت والدتها لكي تلاعب حفيدها قليلا وتلقنه بعض النصائح الخاصة بالرسم وهي تثني على إبداعه الطفولي المبهر، حين قاطع تركيزهم رنين هاتف زهو التي هبت لكي تتعرف على المتصل، فكان اسم (Shades) يتوسط شاشته..

يتـــــــــــــــــــــــ ــبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-22, 11:23 PM   #130

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 وانطوت صفحة الهوى - القصاصة الخامسة: القسم الرابع

يومٌ آخرٌ من العمل المكثف لساعات بلا راحة..

تتحرك في كل مكان كنحلة عاملة، دون أن تكترث كثيرا لمكانتها كملكة للمكان..

لا تهمها الألقاب ولا المكانة التي يفرضها عليها امتلاكها للمكان.. لقد دخلت هذا المجال تحديدا حتى تجد سعادتها الخاصة بالتواجد بين الأطفال والاندماج معهم.. أن تحاول ملامسة حلمها المستحيل بالطريقة الوحيدة التي رأتها ممكنة..

كما أنها تعلمت بالملاحظة الفرق بين القائد والرئيس.. فالرئيس هو من يلقي الأوامر ويترك من يعملون لديه يتخبطون حتى يجدوا طريقة مناسبة لتنفيذ متطلباته، أما القائد فهو من يشاركهم العمل بعد أن يضع الخطط، حيث يرشدهم خلال التنفيذ ويوفر لهم الموارد اللازمة ويذلل الصعاب، وبهذا يكون العمل جماعيا ويتحقق هدفه على الوجه الأكمل فيسعد الجميع دون ضغوط تسبب الاحتقان والسلبية..

انتهت شادن من سرد الحكاية على مسامع الأطفال في الصف الذي يحضره من هم في عمر الثالثة، ثم تركتهم لمعلماتهم الأساسيات وتحركت صوب صف آخر ستقوم بداخله بشرح درس تعليمي مرئي حول الألوان والأشكال الهندسية..

لقد شارف سبتمبر على نهايته بالفعل، وحققت روضتها رواجا جيدا وامتلأت الفصول بالأطفال، حتى أنها اضطرت لوضع عدد من المتقدمين على قائمة الانتظار، إما لتوسعة الفصول وإضافة فصول جديدة بحلول يناير المقبل، أو باستبدال الأطفال الذين قد يغادرون الروضة لظروف مفاجئة مثل تبديل عمل أولياء أمورهم أو تغييرهم لمحل الإقامة..

كان اليوم الدراسي قد شارف على نهايته بالفعل، فأنهت العرض التقديمي سريعا وتركت لمعلمات الصف الفرصة للتدريب مع الأطفال على المزيد عن الألوان والأشكال الهندسية المختلفة.. ثم تحركت صوب مكتبها كي تجتمع مع سكرتيرتها سلمى لمعرفة آخر المستجدات واستقبال أولياء الأمور الوافدين لتسلم صغارهم والذين قد يحتاجون لمقابلتها لتفاصيل تخص أطفالهم..

دلفت سلمى خلفها إلى داخل المكتب حاملة دفتر الملاحظات خاصتها، ثم جلست إلى المقعد المواجه للمكتب، وبدأت تتحدث مع شادن عن وضع بعض الأطفال والملاحظات التي تم إرسالها لأولياء أمورهم بالتقارير اليومية الخاصة بأدائهم وسلوكهم.. وبعد نقاش طويل، هتفت سلمى فجأة: "ماذا سنفعل من أجل الهالوين؟"

زفرت شادن بضيق، ثم ردت: "لا أحب هذا الاحتفال ولا أفهم سبب الشهرة التي حققها هنا في مصر في السنوات الأخيرة.. خصوصا على مستوى المؤسسات التعليمية"..

جادلتها سلمى قائلة بتفكّر: "نعم.. ولكن الروضة تستقبل العديد من الأطفال من خلفيات ثقافية مختلفة ومن جنسيات عديدة.. وهؤلاء تحديدا يتطلعون لارتداء أزياء تنكرية داخل الروضة، خاصة من تحتفل بلادهم بهذا اليوم بشكل صريح"..

قالت شادن باهتمام: "لا بأس.. إذًا لنغير الموضوع الأساسي لهذه المناسبة.. لا أريد ذكر كلمة هالوين، ولا أريد للأطفال ارتداء أزياء مرعبة تحفز على العنف داخل أسوار الحضانة.. لنجعل الاحتفال بعنوان Dress Up Your Dream"

هتفت سلمى بتساؤل: "ارتدِ حُلمك؟ لا أفهم"..

"لنجعل الأطفال يتنكرون في هيئة الزي المميز للمهنة التي يريدون أن يعملوا بها في المستقبل.. ويمكننا أن نتحدث مع أولياء الأمور من أصحاب تلك المهن لكي يزوروا الحضانة في ذلك اليوم بملابسهم المهنية أيضا ويتحدثوا للأطفال عن طبيعة أعمالهم".. ردت شادن ثم ضحكت ضحكة خافتة، أثارت دهشة سلمى..

لملمت صاحبة الفكرة ضحكاتها، ثم تابعت تشرح: "وبدلا من أن تمتلئ الحضانة بمصاصي الدماء والقتلة والسفاحين.. نشاهد المهندس والطبيب والشيف ولاعب الكرة والموسيقي والرسام ورجل المرور.. أثق أن الكثير من الأطفال سيتنكرون بهيئة محمد صلاح.. لكنني لن أستطيع إحضاره من ليفربول خصيصا للحديث معهم عن مهنته"..

شاركتها سلمى هذه المرة الضحك، وعندما سألتها عمن يمكن أن يحل محله، ردت شادن: "سأحاول جلب أحد اللاعبين المعروفين أو القدامي في حالة اختار عدد كبير من الأطفال مهنة لاعب الكرة"..

من بين ضحكاتها، ردت سلمى: "أعتقد أن الفكرة رائعة وستلقى قبولا خاصة من أولياء الأمور المصريين والعرب.. سأبدأ في إرسال رسائل بريد إلكتروني لهم وسأطلب من المدرسات أن يضعن الملاحظة ضمن تقارير الأداء لكي ينتبه أولياء الأمور للزي الذي من المفترض أن يجهزوه لأطفالهم بحلول نهاية الشهر.. والآن أريد أن أحدثك بأمر آخر"..

سألتها شادن بانتباه: "أخبريني ولكن أسرعي قليلا.. أحتاج للعودة للمنزل وابتلاع قرصين من مسُكن الصداع.. لقد تعبت كثيرا اليوم.. لا أستطيع المواكبة بين الإدارة والتدريس ومتابعة الأطفال معا.. يجب أن نضيف معلمة جديدة من أجل حصص النشاط خصوصا المكتبة ومهارات الحاسوب"..

ردت سلمى بتعاطف: "فعلا المجهود صار كبيرا بعد أن امتلأت الحضانة بالأطفال والحمد لله.. الحملة التي نفذها حمزة الرافعي على السوشيال ميديا أتت بثمارها تماما"..

قالت شادن تمتدحه بافتخار: "شاب موهوب وذكي فعلا.. حتى أن عمله مع ذكرى قد حقق رواجا كبيرا لحسابها الذي تخطى عدد متابعيه حاليا المليون"، توقفت شادن عن الكلام فجأة وبرقت عيناها بيقين وحماس، لتهتف: "لقد وجدتها"..

رفعت سلمى حاجبيها متسائلة لتكمل مديرتها: "لا أظن أننا سنجد معلمة متفرغة في هذا الوقت من العام وتجيد اللغة الإنجليزية ويكون لديها القدرة على سرد الحكايات بطريقة ممتعة للصغار فتجذب انتباههم وتجبرهم على الصمت والإنصات.. لكن في ذهني، هناك امرأة قادرة تماما على تلك المهمة"..

ردت سلمى باهتمام: "أثق باختيارك.. لن أسألك عن اسمها.. أعرف أنك لن تذكري اسمها قبل أن تحصلي على موافقتها.. لذا لنتحرك للأمر الثاني.. هناك مشكلة مع المقدم سفيان"..

سألتها شادن بتوتر مشوب بلهفة حاولت وأدها لكي تحافظ على مهنيتها: "ماذا به؟ هل حدث لطفليه شيء بسبب المربية التي أرسلناها له مؤخرا؟ أخبريني كم كان ترتيبها؟ الرابعة؟"

ردت سلمى بقنوط: "السابعة.. لقد استهلك المقدم سفيان سبع مُربيات في شهر واحد.. إحداهن صرفها من اليوم الأول ولم تمكث في بيته أكثر من أربع ساعات فقط بعد أن اختلفت معه حول مدى الحرية التي يمنحها لتوأمه للتصرف بعيدا عما عودّهما عليه من عادات يومية دقيقة"..

زفرت شادن بغيظ، ثم سألتها متهكمة: "ماذا تتوقعين من رجل أمضى نحو عشرين عاما في السلك العسكري.. وشخصيته نفسها جادة وصارمة.. ربما قد أرخى عاداته الصارمة برحيل زوجته، لكنه يظل متشبثا بأسلوب حياته الذي يألفه، كما أنه يحاول فرض تلك القواعد على الأرجح كي يتمكن من رعايتهما بمفرده دون أن تخرج الأمور عن السيطرة"..

سألتها سلمى والحيرة قد سكنت محياها: "إذًا ماذا تقترحين؟"

كانت شادن تعلم أنه يعارض فكرة الافتراق عن توأمه وإيداعهما بإحدى الروضات، لذا ردت بتفهم: "لا بأس لنرسل له المزيد.. أرسلي واحدة تكون لديها المرونة الكافية على تفهمه واحتواء قراراته المتعسفة.. تعلمين شعارنا (الأمهات دائما على حق) ولأنه أرمل يُربي ابنيه بمفرده.. فإنه بالطبع أكثر من يعرفهما والقاعدة تنطبق عليه تماما.. لا أريد أن تعامله المربية الجديدة بندية وتحدٍ فقط لأنه رجل، فهو سيكون الأحن عليهما دون شك"..

تنهدت سلمى وقالت: "لا أظن أن نظام المجالسة مفيد لتوأم المقدم سفيان.. أظن أن عليهما الاندماج مع أطفال آخرين، لقد أصبحا بعمر الثالثة بالفعل ويحتاجان للانضمام لإحدى روضات الأطفال.. لا أقصد خاصتنا تحديدا، ولكن عليهما الخروج بعض الشيء من تحت عباءته والابتعاد عن تأثيره الصارم عليهما.. وذلك حتى تتكون شخصيتهما بمرونة في هذا العمر الحساس ويصبحا مؤهلين لدخول المدرسة فيما بعد.. وإلا ستكون تلك النقلة صعبة جدا بالنسبة لهما عندما يحين وقتها بعد حوالي عام ونصف من الآن"..

زفرت شادن بأسف وقالت: "المقدم سفيان متمسك بمتابعة كل كبيرة وصغيرة تخص طفليه.. منذ رحيل والدتهما وقد أخذ على عاتقه تنشئتهما بمفرده برغم ظروفه الخاصة.. وهو شديد التعلق بهما"..

قالت سلمى: "ولكن الأمر غير صحي"

أطرقت شادن رأسها تداري مسحة من إشفاق مرت بمقلتيها، هي تعلم جيدا كيف أنه أصبح شديد القلق بعد كل ما تعرّض له، وصار متمسكا بمتابعة كل ما يخص طفليه بشكل لحوح وخانق في بعض الأحيان، لكنها رفعت رأسها لترد بتعب: "كما أخبرتك يا سلمى.. نحن لن نخبر أهالي الأطفال كيف يربّون أولادهم وما هو الصحي وغير الصحي لأولادهم.. هم أدرى الناس بهم وهم من يمنحون مصلحة أطفالهم الأولوية القصوى.. قد نتدخل بالنصيحة برفق في بعض الحالات.. ولكن المسؤولية الأساسية للصغار تقع على عاتق أولياء أمورهم"..

نهضت سلمى وقالت: "إذًا لأخرج وأحدثه حول الجليسة المتاحة حاليا.. وسأحاول أن ألفت نظره أن عليه أن يتصرف معها بقليل من المرونة حتى تعتاد على طريقته مع التوأم"..

أومأت شادن برأسها، وتمتمت ببعض الكلمات تذكّر سلمى ألا تذكر اسم صاحبة شركة توظيف الجليسات..
والأخيرة هزت رأسها تعبيرا عن الفهم، ثم غادرت غرفة المكتب، لتعود بعد دقائق قليلة، تخبر مديرتها أن المهندس وليد والد أيهم يريد محادثتها..

دلف الأخير ووقف في منتصف الغرفة متبخترا بطوله الفارع وقامته العريضة، ثم تحرك نحوها ببطء إلى أن وقف مباشرة أمام مكتبها، ثم حادثها بنبرة استجوابية متعجرفة: "لماذا تبللت ملابس أيهم العلوية بالكامل وقامت إحدى المربيات بتبديلها بملابس أخرى لا تخصه؟"

تنهدت شادن وقد تملك منها الصداع والإنهاك، ثم قالت بنبرة جامدة: "أثق أن مُدرسة الفصل قد شرحت الواقعة في التقرير اليومي لأيهم.. هو بحقيبته.. هل قرأته؟"

رد المهندس وليد بسخافة: "أنا هنا لأسألك.. كيف تديرين هذا المكان؟ لماذا يضع طفلي ملابس لا تخصه؟.. قد تصيبه بحساسية أو عدوى كما أنها واسعة مهلهلة.. إنه يبدو بها كالأطفال المتسربين الذين يستوطنون أسفل الكباري"..

زفرت شادن بعنف، ثم نهضت واقفة.. لم تماثله طولا لكنها بالطبع نجحت في إظهار نديتها وعدم ترددها أمام أسلوبه المستفز، حيث قالت بنبرة باترة: "مبدئيا أسلوب إدارتي للحضانة ليس محض تقييم حضرتك.. ولا أفهم لماذا تصر على إلحاق ابنك بحضانة طليقتك؟.. ألا تشعر زوجتك بالغضب أو حتى الغيرة؟ ثانيا.. لقد أرسلنا لزوجتك أكثر من ملاحظة نطالبها بإحضار طاقم أو اثنين من الملابس الإضافية لطفلك لحفظها في خزانة خاصة باسمه، لأن الحوادث تقع.. قد تتمزق ملابسه في الحديقة.. قد يبلل ملابسه عرضا.. كما حدث اليوم حين كان يشرب"..

توقفت شادن عن الحديث قليلا لكي تسيطر على غضبها المتصاعد ضد هذا الرجل الذي لا تعلم حتى الآن كيف تقبّلته زوجا في وقتٍ من الأوقات، ثم قالت: "ابنك يصر على ارتشاف الماء من قنينة ضخمة لا يستطيع حتى الإمساك بها جيدا.. ولما عرضنا عليه أن نسكب له الماء في كوب بلاستيكي صغير.. رفض بشدة وقال إن والدته تصر أن يشرب من قنينته فقط.. والنتيجة أنه قد سكب محتويات القنينة بأكملها على ملابسه.. وحتى لا يمرض.. اضطررنا لمنحه ملابس احتياطية أحتفظ بها في المكان.. لا تخص أحدا من الأطفال ولا تنقل العدوى.. فهي نظيفة ومعقمة.. الأجدر بك أن تشكرني.. وهذا التوبيخ تستحقه زوجتك لإهمالها في تنفيذ طلب الإدارة"..

نظر وليد حوله، ثم قال: "وتستطيعين الحديث والمجادلة أيضا.. أين تلك المستكينة الهادئة التي كانت قابعة بمنزلي.. ألا تشتاقين لمكانك المفضل؟"، ثم فرد ذراعيه وناظرها نظرة موحية أشعلت الغضب في عينيها، فقالت هي بحنق: "بل قل المكان الأكثر بغضا على
قلبي"..

رد هو: "لا أفهم سببا لتدللك يا عزيزتي شوشو.. كنا ثنائي جميل"..

عاجلته هي بضيق: "لستُ عزيزتك.. ولم نكن يوما ثنائيا جميلا.. بل أشبه بشريكيّ سكن.. أحدنا كان مخلصا، والآخر.. خائنا"..

هدر هو بعنف: "وهل الزواج خيانة؟"

أجابته هي بازدراء: "حين يتزوج الرجل مرة ثانية دون علم زوجته فإنه بذلك يخون ثقتها به"..

رد هو منفعلا: "لم أفعل شيئا حراما.. تزوجت.. وتعلمين جيدا أن الزواج في وضعنا خصيصا لم يكن أمرا شائنا أو ظالما لكِ.. بل كان تلبية لحاجة.. كنت بحاجة لإنجاب طفل.. وأنتِ.. لم تستطيعي"..

مرارة شديدة التصقت بحلقها.. ليس حزنا عليه، ولكن لفشلها في تحقيق حلمها بالأمومة، لكنها ردت مجادلة بانزعاج: "ليس وكأنني كنت متمسكة بك من الأساس.. لكنك لم تمنحني حق الاختيار.. بل ذهبت وفعلتها في السر.. وتلك الأخرى قبلت وضعية الزوجة الثانية السرية.. من المؤكد أنها تحبك كثيرا لتضحي هكذا.. برأيي أنتما تليقان ببعضكما.. فقط أدعو ألا يرث أيهم شخصيتك الــــ عملية"..

رمقها المهندس وليد بغيظ شديد ولم يجد ما يرد به، فالتفت صوب الباب وغادر المكتب بخطوات هادرة غاضبة..

عامان مرا ولا يزال يريد إعادتها إليه.. مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب.. وفي النهاية يخبرها دوما أنه لا يحبها ولكنه.. اشتاق إليها بطريقة ما..

قاومت شادن ارتجافة سرت بأوصالها مع شعور بالتقزز وصل لجوفها، فأخذت تتنفس ببطء صعودا وهبوطا كما تعلمت في دروس اليوجا، ثم أمسكت هاتفها وطلبت رقم زهو، وحين استقبلت الأخيرة المكالمة، هتفت فيها بحماس: "زهو يا صديقتي العزيزة.. لديّ عرض رائع من أجلك وأثق أنكِ ستقبلينه.. سأحدثك عنه مساء في الجيم بعد حصة اليوجا"..


يتبـــــــــــــع في الصفحة التالية


على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t486027-14.html




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-03-22 الساعة 12:20 AM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.