26-03-22, 02:28 PM
| #171 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء 
|  اقتباس:
| ||||||||||
|  |
|
26-03-22, 04:05 PM
| #172 | ||||
|  [QUOTE=مروة سالم;15900274][center][size="6"]في دبي، كانت الدكتورة مرح تقوم بعملية تنظيف لآخر مريض في قائمة حالات اليوم، ولما انتهت من معالجته، ونصحته بخطة العناية بأسنانه خلال الفترة القادمة، سارعت كالعادة بجمع أدواتها لوضعها في جهاز التعقيم، ثم غسلت يديها وخلعت حجابها وبدأت تدلك رقبتها قليلا، لكن مساعدتها اقتحمت غرفة الكشف تخبرها أن المريض التالي اسمه مازن الحريري.. ما شاء الله روووووووووووووووعة روووووووووووووووعة روووووووووووووووووعة | ||||
|
| |
|
26-03-22, 09:49 PM
| #173 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
معلش هما الامهات كالعادة مقتنعين انهم مش هيتطمنوا على بناتهم غير لو اتجوزوا مرة تانية، لان دي عادات المجتمع.. طبعا طلاق ادم وذكرى هنعرف ظروفه بالتفصيل بالوقت المناسب.. سفيان طبعا كلنا مستنيين منه الكتير  بالنسبة لبحر ولشادن كمان.. فهنشوف هيكون على قدر التوقعات ولا لا.. بحر يعيش مأساة حقيقية نتمنى يخرج منها سريعا.. لقد أطال الحزن وحمزة تقريبا ربنا بعته لذكرى في مرحلة حرجة من حياتها شكرا جزيلا | ||||||||||
|
| |
|
27-03-22, 11:55 AM
| #174 | |||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
اقتباس:
عجبتني مقارنتك بين اهل بحر واهل شادن.. لان فعلا دعم الاهل وتقبلهم هو كل شيء وهو بداية الخذلان لو اتحرم منه الابناء بالنسبة لقصة مرح هتبان تباعا وبدايتها تلفصل الجاي باذن الله.. هستنى رايك ❤️❤️🌹🌹 | |||||||||||
|
| |
|
27-03-22, 09:03 PM
| #175 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| [QUOTE=al gameel rasha;15906081] اقتباس:
شكرا عزيزتي لانضمامك للمتابعة وارجو دايما اعرف انطباعاتك عن كل فصل.. منورة  | ||||||||||
|
| |
|
28-03-22, 03:57 PM
| #176 | ||||
| جيتلك من الكلية وعملت ريفرش للفصل قبل فصل النهاردة🤝 نبدأ بقى بسم الله❤️ في البداية حسيت ان المقدمة فوق مستوى إدراكييي لحد ما وصلت للمعنى وفهمت الموضوع بتشبيه قطعة الدومينو الحمدلله😂😂😂 المهم ان التشبيه معبر جدا خصوصا ان قطع الدومينو بتاخد بعضها وتقع زي ما أبطالنا كلهم واقعين كده😀😂❤️ آدم كل مدى بيصعب عليا أكتر وبتحس إن الخراب اللي في حياته السبب الأساسي ليه هي أمه .. دي بمقاطعة صغيرة لخلوته دمرت كل اللي كان ممكن يحصل من مواساة او رد لطيف على حبيبته، ما بالك بالحياة اللي كانت عايشاها كابسة على نفسهم! خليني بس قبل ما أكمل كلام أسترجع جملتين استوقفوني بالحنية والحسرة اللي فيهم "علامَ تعتذرين يا حبيبة العمر؟ على المغادرة؟ على عهود الصمت؟ أم على تصرفات والدك التي لا ذنب لكِ فيها؟" "إنها امرأة رائعة .. إنها أقوى امرأة عرفتها ... ذكرى هي أميرة حلت عليها لعنة خبيثة حولتها لأسيرة.." آدم ظل مجذوبًا من طرفيه من جهة أمه والجهة الأخرى لذكراه، إلى أن انشطر لقسمين لم يفلح كلاهما بمفرده🤷🏻♀️ "وما بين أنساك وبين نرجع قلبي انقسم نصين😢" لامؤاخذة افتكرت الأغنية بس قسم بيعاني مع تسلط والدته وتحكماتها والقسم الآخر مقهور على حبيبة عمره حتى بات يهرب من الواقع بأسره .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا رقية .. اهرب مهما تهرب على مين ياسطا؟ هتحلم بيها برضه ده انا كلاون قديم🤡 حبيت جدا اللي عمله ومدافعته عنها قدام أمه (يا رب يكون كان بيعمل كده وقت جوازهم قبل ما البت تطفش عشان منظري مايبقاش وحش.. مش متطمنالك يالا يا ابن امك🌚) وإن كسرة حبيبته خلته مستعد يخالف مبادئه عشان يهون عنها ويصلح أمورها🥺 ولا يا آدم انت بطاطس من جوا يالا بحبك❤️ بحر يا ابن فاطمة انت واجع قلبي بجد قهر الرجال ده طلع صعب اوي كده ليه يا مروة ياختي؟😢 كلام اللي حواليه ومحاولاتهم لدعمه وإرشاده للطريق الصحيح بتزود احساسه من احتقار الذات وتستدر ذكريات مؤلمة .. والأكثر ألمًا في الموضوع ان حتى الذكريات الحلوة لما يسترجعها في موقفه ده هتجلب له الدموع والغصة .. حسرة قلبه مش هينة .. بحر فقد نفسه كليًا مقابلته لسفيان ومشاركتهم او وجودهم في محيط بعض بشكل عام هيدعمهم سوا .. سفيان على الطريق الصحيح من بدري بس جذبه لصديقه معاه قرار عظيم منه بصراحة، قائد قائد يعني مش هزار😂❤️ هو انا قلت لك قبل كده اني فخورة بيه؟😌♥️ "اسمع يا خمتو" دي حسستني بحنين ولا كأني كنت بعكسر معاهم🤦🏻♀️😂😂😂❤️ بقول لك ايه يا مارو .. ما تصحيلنا نبيل!😢 موچي شخصية قوية رغم كل اللي بتمر بيه بترجع لثباتها وقوتها الداخلية بشكل مثير للإعجاب بجد، مثال مشرف للمرأة بشكل عام اقسم بالله! انا بحبك يا بنتي😂❤️ حبيت جدا انها ف البلكونة كانت بتتكلم بمنتهى الثبات زي ما تقولي البنت واثقة من رجوع بحر ليها وكان ثانية وهتقول "الواد ده بتاعي اسمه على دراعي" ولما طلعت قامت متمسكنة قدام أمه وقالت لأمها انها قربت تطلعه من قلبها .. الكلام ده لو صدقته فاطمة خالتك ف فاطمة عمتك (اللي هي انا يعني) مش مصدقة🌚😂 شادن .. حسبي الله في أمك انتي كمان. نبيل ليه الجنة مرتين🤦🏻♀️😂😂😂 مرة عشان شهادته ومرة عشان امه .. ربنا رحمه والله😂 نادر شكله ابن امه ربنا يستر🙂 بالنسبة لزهو انا عايزة عوضها ييجي ناو عشان ماروحش أصحي نبيل بنفسي🌚😂😂 لمة الصحاب لذيذة اوي والبنات دي جدعة بجد❤️ علاقات الصحاب عندك قوية وجميلة بجد يا مارو، بقول لك.. انا عايزة حمزة ف كلمتين كده🤏 مرح أخت بحق وحقيقي .. عاش مرح عاااش اديله على دماغه اللي بتفكرني بمجانص دي🙂 الأخ اللي لم يستطع يركن على جنب ويوسع للأخ التركي❤️ يا تلتوميت ألف أهلا وسهلا❤️ مرح لو حسيتي انه غلط في حقك جامد زمان ومش عارفة تسامحيه ابعتيهولي انا بعرف اثامح جامد خالث🥺👈👉 الفصل كان في قمة السلاسة .. لذيذ على القلب وقريب منه جدا جدا❤️ شكرًا يا مروة على جرعة البهجة اللي باخدها بمجرد قراءة الفصل كل اسبوع .. هتسأليني بهجة ايه ده كلهم بائسين! هقول لك انا لما بشوف اجوازاتي حواليا بفرح❤️ تسلم ايدك على الابداع الاسبوعي وربنا يوفقك ويعينك على كل فصل يا رب والرواية تنال التفاعل اللي كل مدى بكتشف أكتر وأكتر انها تستحقه وعن جدارة❤️❤️❤️ | ||||
|
| |
|
28-03-22, 04:31 PM
| #177 | ||||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
الاول عايزة اقول ان المؤثر اللي غير اتزان قطع الدومينو هو حادث المتمردين وبسببه اتغيرت حياة كل الابطال ومنهم اللي سقط تماما زي بحر واللي متعثر زي زهو وسفيان.. واللي استند على بعضه زي امواج وشادن.. بناتنا استندوا على ذكرى واسندوها.. ونفس الكلام بخصوص سفيان وادم.. 👶🥼🦷 وصفك لادم صح جدا.. واختيار الاغنية معبر تماما.. هو جواه نصفين بيتضارعوا.. وده مخليه معندوش حس مبادرة.. هو اعترافه ان ذكرى اقوى مخليه ف اللا وعي مستنيها هي اللي تحل الخلاف بينهم.. لانه اتعود انه يلاقي اللي يقرر نيابة عنه ويحلله مشاكله.. مكنش مطلوب منه ف الدنيا غير أنه يتخرج ويلبس البالطو الابيض زي كل افراد عيلته.. 🌊🌊 بالنسبة لبحر.. فهستعير جملتك.. هو فقد نفسه كليا وبالتالي حاسس ان وجوده في حياتهم عامل خلل للمعادلة فبينسحب لانه كده متوقع ان الدنيا هتستقيم اكتر ف غيابه.. يعني بدل المجهود اللي هيبذله عيلته وامواج ف تعافيه.. الاولى يبذلوه على نفسهم علشان هما كمان يتحركوا بحياتهم ويوصلوا للاستقرار.. 🙂🙂 عايزاني اصحي نبيل؟ وانتي كنتي صحيتي ضحى؟؟ 😭😭😭 سفيان ايوة علطول بتقول انك فخورة بيه 🦾🦾 تفتكري مووچي هتنساه ولا بتوصل رسالة لناس معينين 😳😳 زهو لسه قدامها شوية كدة.. منحكمش على نادر قبل الفلاشباك 😭😭 ونبيل ف الفلاشباك "اهو هنصحيه".. هتشوفي كان بيهندل لطيفة ازاي 😯😯 عايزة حمزة ولا ايلاف يا بنتي؟؟ 🙄🙄 شكرا يا بطوط والله من القلب على دغمك وكلامك الجميل ربنت يسعدك وتحققي كل اللي نفسك فيه وبجد كلامك بيفرق معايا جدا جدا ❤️❤️❤️🌹🌹🌹🌹 عايزة ايه من بوران؟؟ هنديكي مازن مجانص 😁😁😁 | ||||||||||
|
| |
|
28-03-22, 07:25 PM
| #178 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
|  إعلان هام مساء الخير.... هبدأ دلوقتي تنزيل مشاركات القصاصة السابعة... وده وفقا للموعد الجديد اللي اتفقت عليه مع مشرفات المنتدى.. واللي هيكون 7 مساء بتوقيت مصر باذن الله بعد كده... وحابة كمان أهني الجميع بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.. أعاده الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.. وجعلنا من عواده ورزقنا العفو.. وعايزة أفكركم ان الرواية باذن الله ستتوقف خلال شهر رمضان.. وسنعود للنشر باذن الله عقب عيد الفطر.. وبكده هتكون قصاصة النهاردة هي الاخيرة لحد لعيد الفطر... شكرا للجميع  | |||||||||
|
| |
|
28-03-22, 07:49 PM
| #179 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
|  وانطوت صفحة الهوى - القصاصة السابعة: القسم الأول القصاصة السابعة (كمصابيح السماء ساعة العتمة) عندما نجابه الصعاب التي تضعها الأقدار في طريقنا، يرسل الله لنا ومضات براقة لتنير لنا الطريق كمصابيح السماء ساعة العتمة.. تلك النجوم المتلألئة هي زخات من الأمل تهطل على قلوبنا التي أظلمها الهم لكي تروي صحاريها الجدباء فتنبت بالفرح والهناء.. والأمل يلازمه العمل، لذا مهما طال الطريق وتشعبت جنباته، سنسير خطوة خطوة عازمين على الاستمرار في السعي حتى نعانق أحلامنا بعين اليقين..  تحركت شادن بخطوات رشيقة صوب غرفة ساري الفارغة حاليا كي تستقبل المكالمة الدوليةـ ومن أن دلفت لداخلها، هتفت بشوق: "حبيبي.. اشتقت إليك يا (أبيه)"، ليأتيها صوته من الجهة الأخرى مناديا بفرح: "وأنا أيضا.. اشتقتُ لكِ أكثر يا حبيبة أبيه.. يا الله.. كم غبتُ هذه المرة؟ والله اشتقت لكِ كثيرا يا بنت".. ضحكت شادن: "كنتَ هنا في عيد الفطر.. أي منذ خمسة أشهر تقريبا.. لكنك لم تمكث كثيرا".. هتف نادر بنبرة مرحة تخفي اعتذارا: "تعلمين أنني كنتُ متوجها لمؤتمر علمي في اليابان.. لذلك بحثتُ عن خطة طيران مناسبة حتى أقضي ثلاثة أيام كتوقف موجز بنظام (الترانزيت) قبل أن أستأنف رحلتي حتى شرق آسيا".. ردت هي بامتنان: "وأنا سعيدة جدا بما فعلته.. وكان من أجمل الأعياد بوجودك يا حبيبي.. ولكنني اشتقت لنايل ونبيل الصغير، والقمر ننوسة أحباب عمتهم.. وكذلك لميشا زوجتك.. كيف حالهم جميعا؟".. ا بتسامة دافئة ظللت ملامح نادر على ذكر أفراد أسرته، فقال بنبرة يغلفها السعادة: "كلهم بخير ويرسلون قبلاتهم.. لكنهم حاليا في بيت جدهم، لذا فكرت أن أستغل الهدوء وأهاتفك وأطمئن عليكِ.. بإذن الله سأحضرهم للزيارة في ديسمبر المقبل أي بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط.. سنمكث عشرين يوما كاملين معكم".. هللت شادن بسعادة، ثم سألته بدهشة: "لمَ أنت مستيقظ في هذه الساعة.. ألا يجب أن تكون نائما حاليا بتوقيت كندا؟" "لقد سهرت قليلا.. الساعة الآن قاربت على الواحدة صباحا.. كنتُ أعمل على إتمام ورقة علمية جديدة..".. قالها نادر بإنهاك وهو يتثاءب، فردت أخته: "أكرمك الله يا دكتور نادر يا أستاذ علم المناعة بجامعة تورنتو.. ليجعلني الله أرى اليوم الذي تحصل فيه على جائزة نوبل.. أدعو لك بصدق أقسم بالله".. ابتسم نادر بحب، وقال مؤكدا: "أعرف يا غالية أخيك.. اسمعي لقد اتصلت بكِ اليوم بعد أن أرسلت لي أمواج رسالة صوتية تخبرني بما فعلته والدتنا الغالية في منزل عائلتها.. لا أعلم ماذا أقول لك.. لا أظن أن الاعتذار نيابة عنها سيفيد.. لكن اعلمي أنني أدعمك يا شادن في كل ما تطمحين إليه بخصوص مستقبلك.. أنتِ لستِ مجبرة على الانصياع لأمنا إذا كانت خياراتها لكِ ستخنقكِ وتصيبكِ بالتعاسة.. ولا تستسلمي وتكرري مأساة زواجك الأول كيلا تصلي لنفس النتيجة بالنهاية.. تمهلي وادرسي خياراتك جيدا.. وأثق أنكِ ستختارين الصواب في النهاية.. أيا كان ما يسعدك.. سأدعمك لتحقيقه.. لا تظني أن اغترابي في بلد بعيد يجعلني مقصيا عن حياتك وتطوراتها.. كنت مبتعدا قليلا فيما مضى لأنني كنت أعوّل على نبيل رحمه الله ليملأ مكاني.. لكنني الآن سأسعى أن أعوض غيابه قدر استطاعتي وبرغم المسافات.. وأبي كذلك سيقف معكِ كما عادته.. كما أن لطيفة تحبك.. هي فقط ترى الأمور من منظورها الخاص وتهتم كثيرا لأعراف المجتمع حتى وإن كانت مجحفة".. لم تكن شادن تدرك أنها تنتظر تلك الكلمات تحديدا من نادر إلا بعد أن قالها، لأنها شعرت لحظتها وكأن شيئا جاثما على صدرها بدأ يتلاشى رويدا رويدا.. حتى أصبح صدرها يتنفس بسكينة يغلفها شعور قوي بالأمان، فقالت بنبرة متهدجة من فرط تأثرها: "لا حرمني الله منك يا أخي.. صدقا كنتُ في حاجة للاستماع لصوتك لأشعر بالراحة.. وكلماتك تلك زادتني شعورا بالأمان.. هيا اذهب للنوم.. ولنتحدث لاحقا حول خطط زيارتك المقبلة لمصر في عطلة الكريسماس.. أحبك.. قبلاتي للأطفال وميشا.. ورتب لنا محادثة مرئية قريبا كي أداعب الصغار وأختبر لغة ميشا العربية بعد انغماسها بدراستها مؤخرا".. ضحك نادر بفخر عندما جاءت أخته على ذكر زوجته التي تحاول كثيرا أن تعوّض أطفالهما عن غيابهما عن وطن والدهما، فتحرص على غرس ثقافتهم الشرقية في سلوكهم احتراما لجذور زوجها التي أبهرتها وأوقعتها في حبه من الأساس.. اعتدلت في جلستها وبدّلت نظرة الانشداه التي رفرفت بأهدابها، بأخرى غير مبالية رغم هدير قلبها بنبضات متواترة جعلته أشبه بمحرك سيارة سباقات يزمجر بترقب واندفاع عند منعطف متعرج شديد الخطورة.. دلف الرجل الوسيم إلى حيث تجلس، ووقف حائرا لا يدري ما الخطوة التالية، لكن عينيه ظلتا متعلقتين بهدفهما الوحيد في هذا المكان.. عينيها.. وكأنهما بقعتيَ الضوء الوحيدتين في ليلة معتمة، وإذا فقد تواصله معهما للحظة واحدة، عوقب بالتيه في قفار طريق طويل لا نهاية له على امتداد الأفق.. أما هي، فقد تجاهلت قراءة الرسائل المستترة المدونة بشيفرة سرية على صفحات مقلتيه، وانشغلت بتمرير أصابعها على حجابها تتأد من ترتيبه - حركة عصبية تلجأ إليها كلما شعرت بالتوتر – ثم نهضت من مقعدها واقتربت منه مرحبة بفتور بإنجليزية منمقة. بلكنة بريطانية محكمة: "Welcome , Mr. Buran.. I understand you are suffering from acute pain in your teeth.. Isn’t that right?” (مرحبا.. سيد بوران.. أعتقد أنك تعاني من ألم حاد في أسنانك.. أليس صحيحا؟).. ناظرها بوران بغيظ مندهشا من كلماتها المهنية الخالية من آية مشاعر محددة، ثم سألها بنبرة عاتبة: "I just heard you are about to move back home, were you planning to leave without telling me? Without saying goodbye?" (لقد سمعت للتو أنكِ على وشك العودة لوطنك.. هل كنت تخططين للرحيل دون أن تخبريني؟ دون أن تودعيني؟) "Why would I? We’re merely acquaintances, so no obligations here.. you and I were never more than two people whose roads incidentally crossed.. and that’s all" (ولمَ عليّ أن أفعل ذلك؟ بالكاد تجمعنا معرفة لا تفرض علينا آية التزامات هنا.. لم نكن كلانا أكثر من شخصين تقاطع طريقاهما بالصدفة.. وهذا كل شيء..) قالت مرح كلماتها بجفاف هو أبعد ما يكون عن مشاعرها الحقيقية، لذا لم يبدو على وجه ضيفها الاقتناع تماما خاصة وأن نبرة صوتها المتألمة فضحت مشاعرها الحقيقية.. بوران أوزديمير هو ممثل وعارض أزياء وناشط بيئي تركي، يحظى بنجاح كبير وشهرة واسعة في المنطقة العربية ودول حوض المتوسط، لذا فإنه يقضي فترات طويلة في السفر والترحال في محيط تلك الدول للمشاركة بمؤتمرات بيئية وحملات دعائية.. وكذا تصوير أعماله الفنية.. أ ما عن علاقته بالدكتورة مرح والي، فتلك لا تزال معضلة متشابكة التفاصيل يصعب اللحظة وضعها في خانة محددة.. لنقل فقط أنه قد كسر جزء من سنته الأمامية خلال حادث أثناء تصوير مشهد مطاردة بمحيط منطقة (دبي مارينا)، وكانت هي الطبيبة التي قامت بترميمها لتعيد إلى ضحكته سحرها كما عهد محبيه خاصة المعجبات.. لكن القصة بالتأكيد لم تنتهي هنا.. بل بالكاد بدأت.. نظرة أخرى لمقلتيها النجلاوين أفصحت عن مدى شوقها إليه برغم تمسكها بالمهنية لآخر لحظة، فبادر قائلا بنبرة دافئة لا تخلو من عتب: “This frozen face doesn’t suit you, güzellim Marahcim.. You should’ve called.. at least to say goodbye" (هذا الوجه الجليدي لا يليق بك.. جميلتي العزيزة مرح.. كان عليك الاتصال.. على الأقل لكي تودعيني) شعرت مرح باختناق، وكأن وجوده في محيطها في هذا التوقيت وبعد لقائها بمازن، جعل رئتيها تتقلصان من فرط التوتر.. (نعم. هذا هو السبب بالتأكيد).. هكذا همست لنفسها تبرر اضطرابها في حضوره كيلا تعترف أن وقوفه أمامها الآن قد عصف بكل تماسكها وإدعائها عدم الاكتراث بما حدث.. تحركت الدكتورة مرح بعيدا عن مكتبها كي تقترب من فتحات التكييف تستقبل بعض لفحات الهواء الباردة لتنعشها قليلا فتستأنف تلك المواجهة المباغتة التي لم تكن مستعدة لها من الأساس.. حين استعادت أنفاسها استقرارها من جديد بعد أن ابتعدت عن دائرة تأثير حضوره، هتفت بعناد: "You don’t get to call me beautiful, nor tell me what I should’ve done.. I don’t answer to you and honestly, I am so tired and hungry.. I just want to go home, have a warm meal and a good rest, so if you are not really in pain , please leave.. " "ليس من حقك أن تناديني بـ الجميلة، أو توبخني حول ما كان يجدر بي عمله.. أنا لا أخضع لأوامرك.. وللأمانة، أنا متعبة وجائعة للغاية.. فإذا لم تكن تتألم فعليا، غادر من فضلك" أغمض بوران عينيه لبضع ثوان، وهو يهمس بوجع خالص بكلمات خافتة لم يقصد أن تصل لمسامعها، لكنها التقطتها على أي حال، فزادتها هما: "Oh, I am in pain, alright" (أنا حقا أتألم) ناظرها بوران بنفس النظرات المغتاظة، ثم هاتفها بحنق بلغته التركية.. كلمات ظنها لن تفهمها لأنها لا تجيدها: "Burası ağrıyor.. Hatta yanıyor işte.. " قالها ضاغطا بكفه على قلبه والألم يكسو عينيه، فخبأهما خلف غلالة أهدابه، كيلا تظنه يستدر عطفها.. وهي، ضاعت أنفاسها تأثرا بمقدار الوجع الذي يبدو عليه حاليا.. حتى إذا لم تكن بالفعل قد انخرطت في دروس لتعلم اللغة التركية مؤخرا.. لكانت قد استوعبت ما قاله بنبرة صوته الموجوعة مشيرا إلى قلبه (هنا يؤلم.. حتى أنه دُونكِ يحترق).. وقبل أن تتهدم حصونها، وتقدم على أي رد فعل ينال من كبريائها فتندم عليه لاحقا، استجمع بوران نفسه طاردا عنه غيمة الألم، ثم هتف بإنجليزية تتميز بلكنتها الشرقية الواضحة في ضغطها على الحروف: "Never mind.. I will leave you now.. You look awful by the way.. Get some food in you and a good sleep, but I will see you again before you leave.. before we both leave actually.." (لا عليكِ.. سأترككِ الآن.. تبدين بحالٍ سيء على أي حال.. ضعي بعض الطعام في معدتك واحظي بنومٍ جيدٍ.. ولكنني سأراكِ مرة أخرى قبل أن تغادري.. قبل أن نغادر كلينا بالفعل) ثم تحرك مغادرا للخارج، لتتهاوى مرح على أقرب مقعد، قبل أن تهتف بضيق يخالطه الغباء: "هل قال للتو إنني أبدو بشعة؟" يتـــــــــــــــــــــــ ـــبع | |||||||||
|
| |
|
28-03-22, 07:53 PM
| #180 | |||||||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء
|  وانطوت صفحة الهوى - القصاصة السابعة: القسم الثاني في عيادتها، كانت الدكتورة مارية الخشاب تجلس كعادتها في فترة راحة معتادة بين كل حالة وأخرى، كي تسجل كل ملاحظاتها حول الحالة الأخيرة، وتجهز ملف الحالة الجديدة قبل دخولها.. ولأن مريضها التالي قد تأخر قليلا، فقد قررت استغلال الوقت الإضافي في مهاتفة ابنتها الكبرى لين طالبة الثانوية العامة لكي تطمئن على أحوالها وشقيقتها الصغرى ليان طالبة الإعدادية، حيث تمكث كلتاهما حاليا في المنزل تتابعان دروسهما قبل انضمامها إليهما بعد متابعة الحالة الأخيرة ، والتي تأخرت الآن ربع ساعة كاملة عن موعدها.. طمأنت لين والدتها بعبارات مقتضبة تؤكد لها أن كل شيء على ما يرام، وأنهما أنهتا المذاكرة وتنتظران عودتها ليجهزن العشاء معا.. قالت مارية بنبرة عاتبة: "ليس عليكِ أن تردي بجفاء هكذا.. أنا أمك واتخذت قراري الأخير لمصلحتك".. هتفت لين بحنق: "ولكنني أشعر بالضجر يا أمي وأريد العودة لممارسة هوايتي وتطويرها.. لا يمكنك أن تمنعيني عن دروس الموسيقى لمجرد أنني طالبة.. أساسا دراستي بالقسم الأدبي لا تحتاج مذاكرة مكثفة كما أنني أخطط للالتحاق بكلية الآداب مثل والدي رحمه الله.. أريد دراسة النقد الأدبي والعمل كمنقحة للروايات بأحد دور النشر.. " بابتسامة صافية، ردت والدتها بنبرة عقلانية تستميلها وتحاول إقناعها: " ولهذا عليك شغل وقت فراغك بالقراءة والتدرب على التنقيح بدلا من العزف". جادلتها لين بغيظ: "هذا ما أفعله يا أمي بالفعل.. ولكن الموسيقى هي وسيلتي للاسترخاء.. كما أنها لا تزحم جدولي.. كانت جلسات الدورة مقررة مرتين أسبوعيا فقط لمدة ساعتين".. همّت مارية بالرد، لكن مساعدتها أخبرتها بوصول مريضها الأخير، فأشارت لها بالسماح له بالدخول، وهتفت تقاطع ابنتها: "اسمعي.. سنكمل تلك المحادثة لدى عودتي.. الآن سأعود لاستئناف العمل.. اعتني بنفسك وبشقيقتك لأجلي.. أحبكما.. سلام".. حين أغلقت المكالمة، كان سفيان مرتجي قد دلف إلى الداخل وتحرك تلقائيا صوب الأريكة ليحتلها مجددا كما الجلسة السابقة، فنهضت من مقعدها حاملة دفترها وقلمها، وتحركت للمقعد المواجه للأريكة واستقرت عليه، وهي ترحب به بابتسامة عملية قائلة: "مرحبا سيادة المقدم.. للحظات ظننت أنك لن تأتي في موعدك.. حتى أنني ظننت أنك قد غيرتَ رأيك وقررتَ عدم متابعة العلاج هنا".. رد سفيان بتهذيب: "المعذرة.. لقد طرأ أمرٌ ما وتسبب في تأخري.. لكنني جئت الآن وأريد المتابعة بالفعل".. "عظيم.. من أين تريد أن تبدأ الحديث هذه المرة؟" سألته مارية بنبرة مشجعة، ليرد هو: "من سبب تأخري.. التوأم".. تنهد سفيان، ثم تابع حين أشارت له الطبيبة باستئناف حديثه: "لا أجد جليسة مناسبة لهما.. وأريد البدء في مشروعي الجديد.. ولكنني لا أستطيع تركهما هكذا.. وأشعر بتشتت ذهني".. سألته مارية بتفكّر: "ألا تقوم مدام سميحة ودانة بالمساعدة قليلا؟ لقد فهمتُ أنك بت تسكن في بيت العائلة مؤخرا.. لمَ لا تعتمد عليهما في هذا الأمر؟".. رد سفيان مداريا إجهاده: "لا أريد أن أثقل على سميحة.. لم أعتد على طلب المساعدة من أحد. كما أنني شديد التعلق بهما.. ودوما تنتابني الأفكار المقلقة كلما غادرت المنزل".. التزمت مارية الصمت لدقائق قليلة، ثم قالت بعد تفكير: "أدرك أن لديك حسا عاليا بالمسؤولية، لكن تعلقك بهذا الشكل بابنيك أمر غير صحي على الإطلاق.. لك ولهما.. حاليا هما بحاجة للانضمام لروضة تمهيدا لانتقالهما للمدرسة بعد نحو عامين.. عليهما تكوين صداقات مع من هم في مثل عمرهم.. التعاطي مع الكبار طوال الوقت سيجعل تصرفاتهما أقرب إلى التواكل والاستكانة بدلا من المبادرة والابتكار.. كما أن شخصيتهما لن تتطور لأنهما سيتصرفان دائما وفق مجموعة من القواعد تحرمهما من التعلم عبر التجربة وارتكاب الأخطاء.. وهذا سيؤثر على سلوكهما في المستقبل".. هتف سفيان بنبرة مدافعة: "لكنني أربيهما على الاعتماد على النفس".. قاطعته شارحة: "دون أن تضعهما في الميدان الذي سيستخدمان ما تعلماه به.. وكأنك مثلا تعلمهما اللغة اللاتينية أو الهيروغليفية، برغم أنهما غير متداولتين حاليا.. اسمع يا سيادة المقدم.. محاولة إرضاءك أو حتى الهرب من العقاب لا تتساوى مع الرغبة الذاتية في القيام بالتصرف الصحيح.. كما أن إيلاف ودانة ليسا أفضل نموذج للصداقة لهما.. كيف لهما أن يتعاملا مع التوأم بعقلية من يبلغ ثلاث سنوات فقط من العمر؟ الأطفال في هذا السن تبدأ شخصياتهم الحقيقية في التشكل.. ولا نريد أن يتشربا جانبا واحدا من السلوكيات وكأنهم آليين". زفر سفيان بامتعاض، ثم سألها مستفسرا: "ماذا تقترحين بالضبط؟".. "أن يلتحقا بحضانة صباحية، فتستغل أنت ذلك الوقت في مشروعك الذي سنتحدث عنه لاحقا، ثم تعود لمجالستهم حتى موعد النوم.. بالتناوب مع أفراد العائلة بالطبع. هذا الأمر سيكون مفيدا للجميع.. صدقني.. وستلمس آثاره على طفليك قريبا.." ردت مارية بنبرة محايدة، وقبل أن يسعى لمجادلتها رافضا للفكرة، تابعت بسؤاله فورا عن مشروعه الذي طلبت منه التركيز عليه، فانطلق شارحا فكرة مشروعه وكيف سيستعين بصديقه بحر، كاشفا بعض التفاصيل بخصوص ما تعرض له الأخير قبل عامين، ثم بدأ يستعرض الخطوات التي بدأ بتنفيذها من أجل إتمام المشروع بأسرع وقت، لتكتب مارية في دفتر ملاحظاتها.. (يبدو أن حس المسؤولية هو هبة سفيان.. وهو أيضا نقمته.. فهو إذا لم يجد ما يشغل وقته.. يستسلم للاكتئاب ويسجن نفسه بداخل قفص الذكريات السوداء).. وفي جانب آخر من التجمع السكني، حيث كان الهدوء يخيم على الأجواء.. وفي لحظة معتمة من لحظات الليل التي تعاكس فيها الأقدار الأمنيات، كانت على موعد مع اختبار لم تكن مستعدة له ولا تظن أنها قادرة على عبوره بسلام دون خسائر.. كانت ذكرى ساهرة يجافيها النوم، فأمسكت بكتاب عن السفر تقرأ بعضا من صفحاته، قبل أن تشعر بوخز غريب في صدرها أقلقها، فتركت الكتاب الذي كانت تطالعه، وتحركت صوب غرفة والدتها كي تطمئن عليها وتناولها جرعة دوائها المسائية، لكنها وجدتها في حالٍ غير الذي تركتها به.. حالٌ كشفت أعراضه بوضوح أن صاحبته تعاني من خطب سيء وتحتاج لتدخل طبي عاجل.. في تلك اللحظة، علمت ذكرى أن والدتها في وضعٍ خطر لا ينبئ بخير.. وكعادتها منذ ثماني عشرة سنة، لم يكن لديها وقت لكي تجزع وتصرخ.. بل كان عليها التصرف، لأنها وحدها في هذا الأمر.. لن تجد أبدا من ترمي أحمالها عليه، وخاصة فيما يتعلق بمرض والدتها.. لذا سارعت بمهاتفة خدمة الإسعاف، وهي تصرخ في الهاتف: "سارعوا رجاء.. أظن أن أمي أصيبت بجلطة دماغية".. في الصباح، كانت شادن لا تزال تلازم ذكرى في المستشفى التي تعمل بها الأخيرة، بعد أن أصرت على مرافقتها إلى المستشفى حين استيقظت فزعة في الساعات القليلة السابقة لبزوغ الفجر على صوت بوق سيارة الإسعاف المرعب، تماما كحال زهو وأمواج، لكن شادن أخبرتهما أن تبقيا مع الأطفال، وتحركت هي مسرعة لتبديل ملابسها وغادرت خلف سيارة الإسعاف إلى المستشفى التي تعمل بها ذكرى، حيث تم إيداع والدتها وحدة العناية المركزة، وسارع الأطباء للسيطرة على حالتها الصحية وإعادة تدفق الدم إلى مخها.. ومنذئذ، ظلت الاثنتان تجلسان بقلق أمام غرفة العناية المركزة في انتظار من يطمئنهما، إلى أن أعلن الطبيب المناوب أنه قد تمت السيطرة على حالتها مؤقتا، لكن وضعها لا يزال حرجا ويتطلب بقاءها تحت العناية المكثفة بالمستشفى.. وصلت بعد ذلك أمواج وزهو لمؤازرة صديقتهما بعد أن أرسلا طفليهما للمدرسة، فيما بقى الصغير كنان مع جدته فايزة، لتطلب ذكرى من شادن الرحيل من أجل متابعة العمل في حضانتها.. ورغم أن شادن كانت تأبى المغادرة موضحة أن مساعدتها سلمى يمكنها تدبر أمرها اليوم، إلا أن ذكرى أصرت عليها مؤكدة أنها متماسكة بالفعل وتمتلك دعم زهو وأمواج، كما أنها اطمأنت أن والدتها صارت بخير، فاستجابت الأخيرة متوجهة بخطوات مثقلة نحو منزلها لتبديل ملابسها من أجل المداومة بروضتها.. في تلك الأثناء، سارعت إحدى الممرضات بإرسال رسالة نصية قصيرة إلى رقم محدد.. يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــع في الصفحة المقبلة هذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t486027-19.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 28-03-22 الساعة 10:42 PM | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
12256Likes
العرض العادي
