28-02-23, 12:07 AM
| #192 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
|  اقتباس:
هو كده المفروض احنا كونا فكرة كاملة عن ترنيم ورنيم، علشان منستعجبش من اي تصرف ليهم بعد كده عايزة بقى توقعاتك لصاحب الفيديوهات وكمان حبيب رنيم | |||||||||
|  |
|
02-03-23, 08:45 PM
| #194 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
العاصفة من الفصل القادم وربنا يستر | |||||||||
|
| |
|
02-03-23, 08:53 PM
| #195 | ||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| «لم استمع إليك» هتفت متذمرة بعد أن انتهت الأغنية، ليلتفت تيم إليها بتعجب.. فوجدها تقف مقدمة قدم ومؤخرة الثانية، عاقدة حاجبيها بحنق! سألها برقة عمّا بها، فأجابته باتهام:«لم تنتبه لمراقبتي لك، أخفضت صوت عبد الحليم حتى استمعت إلى كلماته بصعوبة، أما غناؤك أنت! فكنت تهمس فلم استمع إلى صوتك!» أخذت تعدد خطاياه بنبرة طفولية، جعلته يكاد ينفجر ضحكًا ويقفز فرحًا! الأولى بسبب حالتها، والثانية بسبب انطلاقها الغريب على طبعها! أو هذا طبعها، وهو يكاد يكتشفه! تقوى تقترب من العودة إلى شخصيتها الحقيقية! «كل هذا فعلته؟ كم أنا رجل سيء استحق العقاب» عقدت تقوى ذراعيها ترمقه بعجرفة، تقول بنبرة تغريه لـ.. تقبيلها! «يمكنني العفو عنك لو أعدت الغناء» رفع حاجبيه معجبًا، وقال مستغلًا الفرصة، مراعي لها كما المعتاد:«لا تجفلي» هيأت نفسها للمسته.. فسحبها لتجلس على قدميه، مواجهة له، عيناها في عينيه، يهمس لها بصوته الذي تحبه. كل كلمة حب حلوة قُلتها لي كل همسة شوق بشوق سَمعتها لي والأمان والعطف والقلب الحنين والأماني كلها نولتها لي لأول مرة تكون قريبة لهذه الدرجة منه في كامل وعيها وإرادتها! ظلت ثابتة على الوضع الذي وضعها عليه، وهذا لم يرضِه! «اهدأي» همس لها بتلك النبرة التي تنثر الأمان بين ذرات جسدها.. ثم رفع ذراعيها لتحيط بعنقه.. تسارع تنفسّها، وأصابعها تلامس عنقه، تلمس بشرته لأول مرة في حياتها! وجدت نفسها تحرك أصابعها على بشرته ببطء، وصوته يتلاعب بمشاعرها يا حبيبي عشت أجمل عمر في عينيك الجميلة عشت اجمل عمر أوصل الأيام مع الأحلام بغنوة شوق طويلة.. للرموش السمر لمساتها قد تبدو عفوية، إنما هي شديدة الإغراء.. وهي لأول مرة تمنحه جزء من نفسها دون خوف أو توتر! ثارت مشاعره برغبة، فتهدج صوته مع آخر كلماته يا حبيبي كفاية أحبك.. وارتوي من عطف قلبك وأنسى بكرة وأنسى بعده.. وافتكر بس إني جنبك صوته، ونظراته.. أضعفاها، كسرا كل الحواجز التي تشيّدها حولها.. أغمضت عينيها هامسة اسمه بوله.. فهمس بنفس نبرتها:«يا حبيبي» فتحت عينيها ببطء، فوجدت وجهه قريبًا جدًا منها، يوشك على أن يقبّلها! تعالى نداؤها بـ اسمه، وهذه المرة نبرتها محمّلة بكل مشاعر الفزع! توقف على مسافة قريبة من شفتيها، أعطاها الفرصة لتبتعد ففعلت.. وشعر بالإحباط! زفر أنفاسه بينما تخطو اتجاه المطبخ.. ماذا ينتظر؟ لازال الطريق أمامه طويلًا ليصل إليها، ينالها كما يحلم ويتمنى.. موعدنا يوم الاثنين القادم إن شاء الله | ||||||||
|
| |
|
02-03-23, 11:28 PM
| #196 | ||||
| نجم روايتي
| الروايه احداثها قويه واسلوبك في طرح قضايا الشخصيات اسلوب رائع فيه حياه حيث القارئ يشعر بأنه يعيش ويحيا معهم لا اريد لترنيم ان تقع في الخطأ مع معاذ بالعكس اريدها ان تكتشف شخسته ونذالته وتزيح النظارة الورديه عن عينيها تقوى الوجع النابض في الروايه تخطو ببطء نحو تيم لكنها ستصل لبر الامان صحيح لن يتركهما علي لكن للحب رأي آخر عمار وإيمان الصبر مفتاح الفرج وقلبها سيكون لها بالمرصاد ويتمرد عليها ورغما عنه ستقع في غرامه شكرا جزيلا لك ❤️ غاليتي في انتظار الفصل الجديد | ||||
|
| |
|
03-03-23, 12:19 AM
| #197 | |||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
سعيدة بمتابعتك جدا وان شاء الله الرواية تعجبك للاخر اشكرك على كلامك الجميل ده ♥♥♥ ترنيم وجواز ترنيم، هنشوف هتفاجأنا بإيه الفصول الجاية وعلي يا ترى هيقدر يأثر علي تيم وتقور ولا حبهما اكبر هستنى رأيك عالفصل الجاي إن شاء الله ♥♥♥ | |||||||||
|
| |
|
06-03-23, 10:00 PM
| #198 | ||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الخامس عشر «ما رأيك أن تذهب وتلعب قليلًا؟» نقل مالك نظراته بين والده ولمار، سألها بشك: «لن تذهبي حتى أعود، صحيح؟» «أكيد!» أكدت لمار، لترتسم ابتسامة جميلة على فم مالك، ثم يركض نحو منطقة الألعاب. بادرت لمار بالقول بعدها: «أعتذر لانتظاركما لي كل ذلك الوقت، كان لدي الكثير من الحالات.» صدرت ضحكة خافتة من إياد، قبل أن يقول لها بمشاكسة: «تعرفين هذه المرة الكم التي تعتذرين فيها؟» عدّلت لمار من حجابها، تقول بحرج: «لا أعرف، لكن أعتقد كثيرًا!» عدّل لها إياد: «جدًا، جدًا، جدًا!» ضحكت بخجل، ثم التفتت تجاه مالك تراقبه.. فأعطته الفرصة ليتأملها، وجهها الدائري الصغير يحيطه حجاب وردي يبرز بياض بشرتها، يناقض عينيها السوداوتين اللامعتين ببريق يجذب أي رجل! شفتاها الـ...! أبعد عينيه عنها مستنكرًا أفعاله! اتجه بنظراته إلى مالك، ليراه منطلقًا في اللعب بحماس لم يرَه عليه كثيرًا الفترة الأخيرة! «مالك يحبك كثيرًا!» وضح ونظراته ثابتة على ولده، بينما لمار تنظر إليه! تقول بشفافية: «وأنا أيضًا أحبه كثيرًا، يذكّرني بنفسي!» حينها عادت نظرات إياد إليها.. بريق عينيها الجذاب اختفى ليحلّ محله حزن عميق.. ملامحها شاردة كأنها انفصلت في عالم آخر، يخصّها وحدها! للحظات ظل ينظر إليها، ملاحظًا أنها باتت أكثر جاذبية! ولمار غارقة في تلك الفترة الكئيبة التي مرت بها في طفولتها، عندما حُرِمت من والدتها! «كيف توفّت والدته؟» هاجمته بسؤالها الغير متوقع.. سحبته من أفكاره فيها إلى جهة أخرى سوداء يكرهها! «ماتت!» ردد بشحوب أثار غضبها من نفسها. «أعتذر، واضح أنني أعدتك إلى ذكريات غير لطيفة بسؤالي!» ضحك إياد ضحكة غريبة، مسح على وجهه عدة مرات يخفي وجهه عن نظراتها الثاقبة! «نعم، غير سعيدة!» همس بتقطّع جعل لمار تشفق عليه.. بتلقائية ربّتت على كفه المستقر على الطاولة أمامها عدة مرات بحنو.. انتفض قلبه من لمستها العفوية، نقل نظراته المذهولة بينها وبين كفها الصغير الذي يداعب كفه القوي بلمسات حانية! شعر بقلبه يغادر جسده مع ابتعاد كفها عنه، فارتكزت عيناه على وجهها، يراقب حركة شفتيها المتمهّلة. «أشعر بما تعانيه!» اتجهت نظراتها إلى مالك مجددًا، وتابعت بنبرة أثارت الكثير من المشاعر داخله: «أنا أيضًا حُرِمت من والدتي وأنا في عمر صغير!» ثم عادت إليه، ترمقه بنظرة متفهّمة، تداوي الروح! «راقبت أبي لفترة طويلة وهو يعاني.. صحيح كنت صغيرة، لكن الحرمان يمنحك عمرًا فوق عمرك لتفهم وتستوعب ما يدور حولك!» مسحت دمعة سقطت من عينيها، فاقترب إياد بمقعده، يحجم نفسه عن التهور! يهمس لها: «لا تبكِ، أعتذر» ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهها، جعلت عيناه تتعلق بها أكثر! «لا أبكي، على الرغم من قصتي البائسة إلا أن الله عوضني أفضل تعويض، بأم تحبني كـ ابنتها التي من رحمها وأكثر!» خطر.. خطر.. خطر.. من دون تفكير دفع المقعد للخلف واستقام يستدعي ولده بصوت مرتفع قليلًا! «ماذا حدث؟» سألته بدهشة، بينما يلقي هو ببعض النقود على الطاولة، دون أن ينتظر النادل حتى ليعرف الحساب! «تذكرت موعدًا هامًا، يجب أن أغادر فورًا!» «يا مالك!» تعالى صوته لافتًا الأنظار إليهما، فأخذت تجمع أغراضها بتوتر، متعجّبة من تغيّره المفاجئ! اقترب الصغير منهما، ينقل نظراته بينهما في قلق.. فأمسكت لمار بيده كي تقضي على خوفه، تقول تطمئنه: «سنغادر الآن، لكن بالتأكيد سأراك قريبًا!» خرجوا معًا من المجمع، ليوقف إياد سيارة أجرة لها لتغادر فيها! «لو تحتاج إلى أي مساعدة؟» قال إياد باقتضاب بينما يفتح لها باب السيارة: «شكرًا لكِ!» ابتعدت السيارة بها، فتنهّد بارتياح.. لقد زال الخطر، وسيحرص على دوام زواله! ********** يا الله كم اشتاقت! صحيح لم تمر سوى أيام معدودة على رحيلها عن بيت والدها.. لكنها تشعر كأن عمرًا مر! اشتاقت للمنزل، للأمان الذي كانت تشعره بين جدرانه.. اشتاقت لوالدها! يا الله كم اشتاقت له، لوجوده، لجلستها معه هي وأخواتها يتدلّلن عليه. «سأحضر أغراضي في ثوانٍ ونغادر!» اختفت درة داخل غرفتها بعد هذه الكلمات.. لتتحرك إيمان إلى أريكة والدها المفضلة، تجلس عليها، تلمسها بلهفة.. راقب عمار هشاشتها، تألم قلبه وهو يرى دموعها تتساقط على وجنتيها.. تحرك يجلس بجانبها، يضمها من الجانب قاصدًا استفزازها، لينتصر غضبها على حزنها! لكن لعجبه لم تنفر، لم تصرخ، لم تبتعد! بالعكس ازدادت دموعها، ووصل إلى مسامعه همساتها الخافتة بـ اسم والدها! فقرر استفزازها بطريقة أخرى، علّه هذه المرة ينجح! «كتاب حياتي يا عين!» ونجح! عقدت حاجبيها بضيق، وصوته النشاز بسبب قربها منه يملأ أذنها! كرر بصوت أعلى: «ما شوفت زيه كتاب!» «توقف!» ابتعدت عنه تقول بضيق، فتجاهلها مندمجًا في الغناء: «الفرح فيه سطرين، والباقي كله عذاب!» خرجت درة حينها، تنظر إليه بصدمة! «لو ممكن، لو تخفض صوتك قليلًا؟» هتفت بحرج، وهي تنظر إلى إيمان معتذرة. اعتذر عمار بخجل، بينما يمسح الدموع عن وجه إيمان بتلقائية. «آسف، كنت أحاول الترفيه عنها!» انتبهت درة إلى حالة شقيقتها، فضمتها تربّت على ظهرها بحنو. «هو في مكان أفضل الآن!» أومأت إيمان غير قادرة على السيطرة على دموعها.. فضمّها عمار إليه، يقول لها بمشاكسة: «لو لم تتوقفي حالًا، سأعاود الغناء!» «لا لا أرجوك!» قالت درة بعفوية، وإيمان تمسح دموعها ضاحكة على رد فعلها.. ألقت الفتاتان نظرة مودعة على منزلهما، قبل أن يغادروا جميعًا إلى بيت أمير. «أها، أنتم هنا؟» تأفّفت كل من إيمان ودرة عند رؤية مشيرة. حيّتها إيمان بابتسامة صفراء، أما درة فتجاهلتها! «كيف حالكِ يا زوجة خالي؟ وأخبار الأولاد؟» ردّت عليها مشيرة بلوم: «والله لا أرى واحدة منكنّ سألت على خالها أو أولاده منذ زواجكِ أنتِ وشقيقتكِ!» ثم بفضول تساءلت: «صحيح، أين هي؟» ردّت عليها درة بحدة: «في بيت زوجها!» لوت مشيرة شفتيها بعدم رضا.. تشعر بالحسرة؛ خاصة وهي ترى عمار يقف بجوار إيمان، جسده متحفز بحمائية! «إن شاء الله تكون سعيدة معه فقط!» ضحكت درة قاصدة استفزازها، ثم قالت ببطء مغيظ: «اطمئني، تقوى سعيدة جدًا، تكاد تطير من الفرح، الحمد لله عوضها الله برجل لا يتردّد في تلبية طلباتها!» جزّت مشيرة على أسنانها تلعن تقوى ودرة وهبه واليوم الذي وُلِدت فيه! ودرة تقترب منها، تتظاهر بضمّها بينما هي تضرب على ظهرها ببعض القوة! «سعدنا برؤيتكِ يا زوجة خالي!» ثم تركتها، فتحرك خلفها كل من عمار وإيمان.. والأخيرة تهمس ضاحكة: «أنتِ مصيبة!» ودرة تقول لها بكره: «إنسانة مُقرِفة يا شيخة!» أما عمار، فيتساءل عن سر العداوة بينهم! ********** أغلقت مشيرة باب منزلها بعصبية، لينظر إليها أصغر أبنائها بخوف.. اتجهت إلى غرفتها لتتصل بـ مصطفى، تنتظر ردّه بنفاذ صبر.. وحينما فُتِح الخط، هاجمته بعصبية: «لا تخبرني أن كل شيء انتهى، سنترك هبه وبناتها يحصلنّ على كل هذه السعادة؟!» ********** في حالة يُرثى لها استقبل مصطفى كلمات قريبته.. يشعر بأضعاف قهرها وغضبها.. في النهاية، بعد كل شيء، انتصر إسلام عليه! حتى وهو ميت، تحت التراب، يكاد يرى ابتسامته المستفِزة المشعَّة بالانتصار! تبًا له.. ليأخذه الله مائة مرة وليحترق في نار جهنم إلى الأبد! «يجب أن تجد حلًا، لن أتحمل رؤية هبه وبناتها سعيدات مرتاحات.. تصرف يا مصطفى!» شد خصلات شعره البيضاء بقلة حيلة.. ماذا يفعل؟ عقله متوقف عن العمل، لا يجد طريقة مناسبة لإعادة الخيوط بين يديه! حتى علي منذ هددّ وتوعّد لم يتحرك خطوة واحدة! «لا يوجد ما نفعله، لقد انتصر إسلام؛ كما ينتصر كل مرة.. ذلك الحقير يحصل على كل شيء دون أي جهد!» اختُطِف الهاتف من يده فجأة، لينظر إلي علي بغضب جمّ.. عاد إلى وضعه الأول؛ يحتسي بعض الخمر علّه ينسى فشله! بوعي محدود استمع إلى كلمات علي لمشيرة: «لديكِ رقمَي هاتف زوجَي تقوى وإيمان؟» ليضغط على الكأس الذي بين يديه بغضب متفاقم..! هذا خطؤه، أن اعتمد عليه ووثق فيه، ليحصل على اللاشيء! ثورته الداخلية عبّرت عنها مشيرة بصراخ، فوصلت إليه بعض كلماتها بسهولة: «وماذا ستفعل بأرقامهما؟ سترسل لهما رسائل تهدّيد؟ هكذا سيخافان ويطلقانهما؟» حدق علي في والده ليراه مؤيّدًا لكلمات قريبته.. ساذجان! هذان يريدان الانتقام! هذان لا يقدران سوى على الحديث، الصراخ، الاعتراض، لكن أفعال! لا يستطيعان فعل شيء! فقط ينتظران حتى يحدث ما يتمنيانه! ليس مثله! هو.. فِعل، ليس متفرجًا مثلهما! «ألا تريدين الشماتة في هبه وبناتها؟» تراجعت عن هجومها عند سماعها لنبرته الهادئة، الواثقة.. يبدو أنه سيفعل ما لا تتوقعه، ما سيقضي على هبه وبناتها نهائيًا هذه المرة! «الرقم مع محمود، سأحاول أخذه دون أن يلاحظ!» «لا تتأخري!» أغلق الهاتف معها ليرى والده يرمقه بفضول واهتمام.. كـ مشيرة تمامًا، وجد أن أفكاره لا تضاهي أبدًا أفكار ولده! أن علي لن يقوم بضربة، إلا لو كانت قاضية! استمتع علي بنظرات والده، يشعر بالفخر وهو يراه راضيًا عنه! ليس حبًا فيه! لكن لتكون نهايته كما يرجو! والده، أهم جزء في انتقامه.. والجزء الأهم دائمًا يحتاج لذهن صافٍ في التخطيط، لتكون النتيجة نجاحًا باهرًا! «ماذا ستفعل؟» سأل مصطفى بلهفة عندما طال صمت علي دون توضيح.. فاقترب مصطفى منه، يصبّ له كأسًا جديدًا، وهو يقول ساخرًا: «لو أخبرتك الآن ستستوعب؟ أنت بالكاد ترى حولك!» أعطاه الكأس ليشربه، فيقول مصطفى بلسان ثقيل إثر سكره: «لن أشرب المزيد، أخبرني!» أعطاه علي كأسًا آخر دون استجابة لطلبه، وقال يزيد من فضوله: «انتظر وسترى، أعدك أن تستمتع!» ********** «أنا معجبة بك، هل يمكن أن نتعرّف أكثر؟» فتح ياسين الماسنجر ليجد هذه الرسالة أمام وجهه.. في العادة كان يتجاهل صاحبتها، مترفّع عن تضيّيع وقته في هذه التفاهات! لكن هذه المرة! فتح صفحة ملفها الشخصي على الفيس بوك، ليجد معلوماتها مبهمة، منشوراتها تكاد تُعَد على أصابع اليد الواحدة من قلتها! حتى صورتها الشخصية، لا تحمل أي شيء مميز! عاد إلى محادثتها، ارتشف من كوب قهوته يتأمل كلماتها بتركيز.. لو ما يفكر فيه صحيحًا! أها لو كذلك! سخر من نفسه بشدة، فالرسالة تبدو عادية، لكن انشغاله بما يتعرض له هؤلاء الشباب في الجامعة جعله يشك في أي شيء! أغلق المحادثة دون رد، وأخذ يقلّب في منشورات الفيس بوك دون هدف.. لكنه لم يستطِع إخراج الرسالة وصاحبتها من عقله! ماذا لو كانت هي؟ ماذا لو أرادت كسره أمام طلابه لتقضي على أي أمل لهم في كشفها؟! أيمكن أن تكون بكل ذلك الذكاء والخبث؟! سخر من نفسه مجددًا، ذكاؤه هو مَن تعدى الحدود بهذه الأفكار! «ياسين، ياسين!» انتبه إلى وجود والدته، فألقى هاتفه بعدم اهتمام، وهو يشير إليها لتقترب: «متى دخلتِ حبيبتي؟» جلست والدته على السرير بجواره، تجيبه: «منذ دقائق، وأنت لست هنا!» ألقى نظرة على هاتفه، وقال بصراحة: «اعذريني هناك ما يشغل بالي!» مسحت على شعره بحنو، ليغمض عينيه مستمتعًا بلمساتها التي تمنحه الاسترخاء. «ألا أعلم مثلًا، لكني متعجبة، لأول مرة لا تخبرني بما يزعجك!» «مجرد مشاكل في العمل!» قال زامًا شفتيه بتفكير، فتسأله والدته متعجبة: «بهذه السرعة؟ لم يمر على وجودك في الجامعة الكثير!» أوضح ياسين بهمّ: «المشكلة تتعلق بطلابي، يواجهون مشكلة ما.» استمرت حركات أصابعها على رأسه بحنو بينما تبتسم بفخر.. هذا هو ابنها، يحمل همّ الجميع، يحاول مساعدة الجميع، لكن عيبه أنه ينسى نفسه أحيانًا! على الرغم من سعادتها بأن ابنها رجل يحمل المسئولية دون شكوى، إلا أنها كثيرًا ما تشفق عليه! «فلتنس الطلاب والجامعة قليلًا ولتخرج لتجلس معنا، لم نرَك منذ الصباح!» «البنات في غرفتهما؟» سألها بينما يستقيم، يساعدها على النهوض ليخرج معها. «بل تجلسان تنتظرانك!» رفع صوته ليصل إليهما، يقول بضيق مصطنع: «لا حول ولا قوة إلا بالله، ستنهال عليّ طلباتهما الآن ولا مزاج لدي لهما!» وصلهما صوته، فنظرتا إلى بعضهما البعض مبتسمتين.. قفزت عليه الصغيرة، تتعلق به، تمسكه من رأسه، تقول مهدّدة بمرح: «سنطلب ما نشاء، وستستجيب لنا رغمًا عنك!» أبعدها ياسين عنه، يلوي ذراعها بقليل من القوة، يسألها رافعًا حاجبيه: «هذا تهدّيد؟» خلّصت نفسها منه، وشقيقتها الكبرى تقول له بحب: «بل طلب نطلبه من شقيقنا حبيبنا الذي لا يحرمنا من شيء!» «اقتنعت!» جلس على أحد المقاعد، لتقترب يمنى -الصغيرة- منه، تقبله بدلال. «مَن أزعجك يا حبيبي، أخبرني وسترى ما سأفعله به!» «كبرتِ وتريدين الدفاع عني؟» سألها ياسين بمداعبة، بينما هي تجلس على ذراع مقعده، تضمه من الجانب. «طبعًا!» ويارا تجلس بالقرب منه، تقول مؤكّدة: «أتشك في قدرات شقيقتيك؟» مازحهما ياسين بكلماته: «أبدًا، تربيتي!» ثم تعالت ضحكاته معهما، لتأمر والدتهم يارا: «حضّري الطعام هيا!» في نفس الوقت الذي تعالى فيه رنين هاتفها.. لتنظر إلى اسم المتصل، تعضّ على شفتيها بتفكّير، قبل أن تتجه نظراتها إلى شقيقها، تقول ببراءة: «أعتقد أنك ويمنى قادرَين على تحضير الطعام بمفردكما.. أخبراني عندما تنتهيان!» ثم أخذت هاتفها وركضت إلى غرفتها، ويمنى تقول معترضة: «تعالي هنا لا تمزحي!» وياسين يهدّدها بحنق:«سألغي هذا الزواج، دوركِ اليوم في المطبخ!» فكان ردها عليهما أن أغلقت الباب في وجههما، وصوتها وهي تتحدث مع خطيبها يصلهما فيثير استفزازهما! «ألست الكبير؟ تصرّف، أم لا يمكنك السيطرة عليها؟» هتفت يمنى بغضب، آملة في الانسحاب دون أن يدرك، لكنه انتبه إليها، سحبها من ذيل حصان شعرها اتجاه المطبخ، وهو يقول بتذمر: «لن تهربي، سنحضّر الطعام سويًا!» راقبتهما الأم ضاحكة، وألجمت نفسها عن عرض المساعدة منعًا للصداع! فمنذ أكثر من سنة قسّم ياسين أعمال المنزل عليه هو وشقيقتيه، وأقسم عليها ألا تتدخل في شيء؛ من أجل راحتها! ********** أغلقت لمار باب الغرفة عليها بعد أن حيّت والديها بهدوء غريب عليها! نظرت إلى هاتفها لترى أي مكالمة أو رسالة من إياد لم تنتبه إليها فلم تجد! فكرت في الاتصال به، لتمنع نفسها في آخر لحظة! ماذا بها؟ ما دخلها هي إن تعرّض لمشكلة أو حتى مات! لا يهمها! فسّرت لنفسها أنها قلقة على الصغير الذي كان يبدو خائفاً وهو يغادر مع والده.. ومنزعجة من تصرف إياد الغير محترم البتة! مهما كان ما تذكّره، ليس عليه أن يتصرف بهذه الطريقة الفجة! لقد أحرجها جدًا بتصرفه! عقدت حاجبيها مفكرة، ربما هي تبالغ في رد فعلها! ربما لم يتحمل حديثها، ذكرياته مع زوجته.. ربما جرحته دون أن تقصد، ففضّل الرحيل والاختلاء بنفسه! «أوووف، اخرج من رأسي!» ضربت جانبي رأسها وهي تهتف بسخط.. ثم بدلّت ملابسها، وبعزم أخذت كتابًا تقرأ فيه، لتشغل نفسها عن التفكير في إياد! ********** جلس مالك على طرف السرير يراقب والده بحزن.. لم يستطِع الحديث أو الاعتراض.. فقط يراقب و.. يفكّر! سيعود لبيت عمته، سيقضي أسبوعًا جديدًا معها وأكثر، حسب قرار والده! ومما يراه يخمن أن والده لن يعود قريبًا! انتبه إياد إلى حالته، لتتردّد جملة لمار في أذنيه؛ كسوط يجلده! (الحرمان يمنحك عمرًا فوق عمرك لتفهم وتستوعب ما يدور حولك!) ترك ما في يده متنهّدًا، وجلس بجانبه، يقول بهمس: «أعرف أنك غاضب مني!» تخلّى مالك عن صمته، وقال معاتبًا: «ظننت إجازتك ستطول كما وعدتني، أنا لا أريد العودة إلى بيت عمتي!» تشنّج جسده مع آخر كلماته، معبرًا عن مدى رفضه لقرار والده! «لدي عمل هام لا يمكنني تأجيله، تعرف!» للحظات لم يبادر مالك بأي رد فعل، قبل أن يومئ برأسه، ويخرج من الغرفة! بعد دقائق كان يستقر على المقعد الخلفي في السيارة، يراقب الطريق بحزن، وإياد يتابعه عبر المرآة! «لن أتأخر عليك، نهاية الأسبوع القادم سأكون عندك!» لم يرد مالك عليه، فكرر مجددًا.. يغريه: «سأحضر لك الكثير من الألعاب أيضًا!» «لا أريد شيئًا!» هتف مالك باقتضاب.. أوقف إياد السيارة عند منزل شقيقته، التفت إليه، يقول بصدق: «لا أريد السفر وأنت حزين!» «عمتي صادقة، أنا لا أهمك!» قال كلماته ثم ترجّل يدخل بيت عمته.. فذهب إياد خلفه بعد أن حمل حقيبة مالك. «ظننت أن إجازتك ستطول!» قالت شقيقته متعجبة، ومالك يتجه إلى الغرفة التي يتشاركها مع ابنها. «لن أتحمل المكوث هنا أكثر!» قال دون توضّيح أي تفاصيل.. وهي لا تحتاج إلى تفاصيل لتفهم! «لو تستمع لكلماتي فقط، ستسترجع حيا..» قاطعها إياد بحدة: «لن نتحدث مجددًا في هذا الموضوع، وكفى كلمات ليس لها معنى أمام مالك، الولد يتأثر بأحاديثك، ويظن أنني لا أريده!» «وهل تريده حقًا؟» سألته مهاجمة ليزفر أنفاسه بقنوط، ويغادر دون أن يرد عليها! أغلق مالك الباب بعد أن شهد على حديث والده مع عمته ورحيله.. يتيقن أكثر بعدم رغبة والده فيه، بسبب ذنب لا يد له فيه! ********** فتحت تسنيم باب الغرفة على ابنتيها، لتجد كل واحدة تجلس على سريرها، تبدو شاردة! «ما شاء الله، وأنا التي أظن أن مكوثكما في غرفتكما من الصباح بسبب المذاكرة، واضح أنني مخطئة!» تأفّفت رنيم بداخلها، وترنيم تقول بضبق: «نحن بالفعل نحصل على درجات عالية أمي، لا داعٍ لتأنيبكِ!» رفعت تسنيم حاجبيها مستنكرة ردها الوقح! «ترنيم، أتوقع مثل هذا الرد من رنيم وليس أنتِ!» «شكرًا لكِ أمي!» قالت رنيم بلا مبالاة، وتابعت وهي تتحرك: «سأخرج لأجلس مع أبي!» كادت ترنيم أن تتحرك هي الأخرى، فمنعتها تسنيم بكلماتها: «لا تتحركي من مكانكِ!» استشعرت ترنيم غضب والدتها من حديثها، فاعتذرت بخفوت. «ماذا بكِ؟» جلست تسنيم جوارها تسألها، فنفت ترنيم وجود خطب بها، وكذبت عليها: «أشعر بالتوتر بسبب قرب الاختبارات!» لم تشك تسنيم في حديثها، خاصة وهي تعرف مدى حرص ترنيم على النجاح بتفوق، عكس توأمتها! «لا تضغطي على نفسكِ اتفقنا؟» أومأت ترنيم بموافقة، ثم نهضت معها لتخرجان إلى مازن ورنيم. يتبع | ||||||||
|
| |
|
06-03-23, 10:02 PM
| #199 | ||||||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| نظرت إلى شاشة الحاسوب بضيق.. لا، لا يمكن أن تفشل! يجب أن يرد عليها، ينساق إلى مكيدتها.. ستفضحه كما فضحت غيره.. ستثبت أنه كأي ذكر، يركض خلف شهوته! أرسلت رسالة أخرى إليه، مصممة على الانتصار عليه! «ألا يتملّكك الفضول لمعرفة هويّتي حتى؟» ********** ساعدت إيمان أختها في إعادة الصحون إلى المطبخ، بينما هبه تأخذ عمار إلى غرفة الضيوف، وأمير يستأذن لإجراء مكالمة هامة. «سعدت بقدومكما، ليت تيم وتقوى حضرا أيضًا، لتتجمع عائلتي!» ربّت عمار على كفها مستشعرًا حزن نبرتها، وقال بوعد: «ستتجمعنّ قريبًا إن شاء الله، مع وجود متطفلين بالطبع!» «لا تقُل هذا يا حبيبي، والله لا تعلم مكانتك أنت وتيم في قلبي!» حينها قال عمار بحسرة: «ليتني أمتلك نفس المكانة في قلب ابنتكِ!» صعد كفها إلى وجنته، تربّت عليها عدة مرات، تقول بمعرفة: «أشعر أنكما تعانيان، لكن لا تقلق، مجرد وقت وينتهي كل شيء!» تابعتها من بعيد وهي قادمة مع لارا، تحمل في يدها أكواب الشاي، فهمست له: «أنا متأكدة أنك ستمتلك قلبها قريبًا، اصبر عليها فقط!» «أود الحديث معكِ!» سارع عمار بالقول قبل أن تقترب إيمان منهما. «أين أمير؟» «يتحدث في هاتفه.» لوت لارا شفتيها بانزعاج واتجهت إليه.. لتترك إيمان وهبه بمفردهما مع عمار. فيقول بمشاكسة: «أشكوها لكِ؟» رمقته إيمان بنظرة مهدّدة، جعلت هبه تقول دون تردّد: «سيكون لنا جلسة مطوّلة أفهم فيها ما تفعله هذه الحمقاء معك!» «أمي!» اعترضت إيمان بسخط، تود القفز على عمار وقتله! وهو ينظر إليها بتسلّية، يقسم على استفزازها حتى تُفصح عمّا بداخلها من جهة، والجلوس مع والدتها ومحاولة الفهم منها من جهة أخرى، سيعمل في الجهتين ليعرف وينال منها! «أين كنتِ؟» سألت هبه درة فور ظهورها، لتجيب درة ببساطة: «كنت أتحدث مع صديقتي.» جلست جوار إيمان، وعينا هبه عليها، لا تفارقانها.. من جهة هي، وردة زوجها الأخيرة التي تخاف عليها أن تذبل وتموت! ومن جهة أخرى إيمان، قلقها مما تفعله مع عمار، وخوفها أن يأتي يوم يضجر فيه منها فيتركها لتذبل هي الأخرى! هل يفعلها؟ ثبتت عينيها عليه مكذّبة أفكارها، مهما كانت تصرفات إيمان، مهما كان غضب عمار منها، لا تظن أن يأتي يوم ويتركها، أو تتمنى ذلك! استغلّت انشغال إيمان ودرة في الحديث، فمالت عليه، تهمس له: «غدًا نتقابل بعيدًا عن البيت ونتحدث في كل ما تريده، لنكون على راحتنا!» هز عمار رأسه سعيدًا باقتراحها، وحتى يجئ الغد سيحرص كل الحرص على التقاط طرف الخيط على الأقل.. عاد أمير برفقة لارا- متمسكة بذراعه- لتجلس العائلة بأكملها يتسامرون، لا ينقص الوردات سوى تقوى! ********** بعد ساعتين «تبدين غاضبة!» قال عمار ببراءة مصطنعة، وإيمان تزيل حجابها بعصبية، تجز على أسنانها تكبح انفعالاتها. «الغريب أنك تسأل!» هتفت غير قادرة على السيطرة على نفسها أكثر.. فأشار عمار إلى نفسه بنفس البراءة، وقال: «هل أزعجتكِ في شيء؟» «لا أبدًا، أنت أزعجتني؟ لقد حرصت طوال اليوم على استفزازي؛ بداية من تلك الأغنية المستفزة، وحتى تلميحاتك المتكررة أمام أمي بأنني أزعجك!» ألقت حجابها على السرير بإهمال، وتمتمت بعصبية بينما تخرج ملابس النوم: «غبية، ظننت أنك مررت خروجي إلى العمل دون موافقتك بعدما لم تبدِ أي اعتراض أو نفور، لم أعرف أنك تخطط لتدمير علاقتي بأمي!» ظل عمار يستمع إلى تمتماتها بملامح جامدة، حتى رآها تدخل إلى الحمام لتبدّل ملابسها، فجلس ينتظرها حتى تخرج.. لا تراجع، سيفهم منها الليلة! وغدًا سيضع النقاط فوق الحروف بعد جلوسه مع هبه! بعد لحظات خرجت إيمان بوجه متورّد دليل على غضبها، خلعت عدساتها الزجاجية ووضعتها جانبًا، وعمار يقول بجمود: «جيد أنكِ تعرفين أنني لن أمرر مخالفتكِ لأوامري دون رد فعل.. ولعلمكِ حتى الآن لم أهدأ!» «اللعنة عليك، ماذا تريد أن تفعل أكثر؟ ألا يكفي زرع الشكوك في عقل أمي وزيادة همها؟» «على أساس أنكِ تريدين الطلاق! يعني لا أحد سيزيد همها غيركِ!» صرحت بغضب: «لن نتطلق الآن، سنمكث لفترة حتى تستقر الأوضاع!» أمسكها من ذراعها، يضغط عليه ببعض القوة، يهتف من بين أسنانه: «حسنّا ما رأيكِ في سنة؛ تحصلين بعدها على طلاقكِ؟» وسط الغضب.. العصبية، برقت عيناها براحة.. وهذا التعبير جرحه بشدة! لهذه الدرجة لا تريده! ازداد ضغطه على ذراعها، يقترب بجسده منها.. يفاجئها بقبلة على شفتيها! ليست كما سرقها منها من قبل، مفعمة بالحب، الشوق، لهفة رجل للمرأة التي احتلت قلبه! إنما قبلة عنيفة، يُخرِج من خلالها انفعالاته وغضبه.. أراد المواجهة! ليتحمل إذًا! انتفضت إيمان بين ذراعيه بصدمة، تحاول مقاومته، إبعاده، فأحكم السيطرة عليها أكثر..! وكما اختلفت قبلته، اختلف رد فعلها! لم يذُب جسدها استسلامًا، بل ثار بعنفوان! قاومت وقاومت حتى نجحت في دفعه بعيدًا عنها.. كلاهما يجاهد لالتقاط أنفاسه.. للسيطرة على ما يموج في صدره.. «ظننت أنكِ تريدين الطلاق!» برق عدم الفهم في حدقتيها، ليعاود هجومه على جسدها، بعد كلماته القاتلة: «امنحيني نفسكِ إذًا، كيف أطلقكِ دون أن أتمتع بكِ؟!» كلماته كانت الفتيل الذي أشعل نيرانها! قفزت مبتعدة عنه، تصرخ بجنون: «طبعًا هذا ما يهمك! الجنس فقط، لا تفكر إلا في إشباع شهوتك ورغبتك الحيوانية!» ارتفعت يده لتسقط على وجنتها، لكنه توقف عند اللحظة الأخيرة.. نظراتها الكارهة تقتله! هبطت ذراعيه بجواره بإحباط، وهي ثابتة أمامه، تحرقه بكلماتها: «اصفعني، أثبت رجولتك هيا واصفعني!» جلس جانبًا، يخفي وجهه بين كفيه بضيق.. من حظه أن والديه ليسا في المنزل، وإلا كانا فُضِحا! أحسّ بحركتها حوله، فلم يتخذ أي رد فعل.. لم يفكّر أو يتوقع أن تكون نظرتها إلى العلاقة بهذه البشاعة! كيف يتصرف معها؟ ماذا يقول؟ جلست إبمان مقابلًا له مذهولة، لا تصدق أنها قالت ما قالته! رُباه، مهما فعل رد فعلها كان مبالغًا فيه، لا يستحقه.. رجل غيره كان أشبعها ضربًا، خاصة أنه غير مسئول عن عقدها وما رأته حتى وصلت لتلك القناعة.. إنما هو! لم يخضع لاستفزازها، سيطر على غضبه وأعصابه بطريقة تثير العجب! لم يصفعها، لم يأخذها عنوة.. ضمت نفسها بذراعيها، لأول مرة منذ وفاة والدها تشعر بالأمان! ذلك الشعور جعلها تهمس بدون وعي: «آسفة!» هل حقًا اعتذرت، أم يُهيّأ له؟! ظنت أنه لم يستمع إليها عندما لم يصدر أي حركة.. فعضّت على شفتيها مفكّرة، هل تعتذر مرة أخرى؟ المشكلة أنها لا تعرف كيف فعلته لتكرره! في خضم أفكارها رفع عمار وجهه ينظر إليها بعمق. «وأنا أيضًا آسف!» رمقته مبهورة، غير متوقعة أن يبادر هو الآخر بالاعتذار! ضمّت نفسها أكثر، مزيج من المشاعر يحتلّها، يحيّرها! حركتها تلك جعلته يسألها بعفوية: «هل تشعرين بالبرد؟» يا الله.. هزت رأسها بنفي، وهو يجلس بجانبها.. يتلاعب بأصابعه بتفكّير، حتى همس: «العلاقة الجسدية ليست كما تصفينها!» انكمشت ملامحها بقرف! حديثه لا يؤثر فيها وبعض المشاهد التي رأتها من قبل على هاتف والدتها تتوالى على عقلها.. تستمع إلى صراخ شقيقتها كأنها تُغتصَب الآن! كأنها معها، تراها بأم عينيها! «بل هي أسوأ!» همست مقاطعة لا تعطيه فرصة لإضافة المزيد.. مهما قال، لن يغيّر نظرتها عنها! «أنا لا أرفضك عمار!» همستها العفوية، الغير مُتوقَعة؛ ربتّت على قلبه الموجوع بتصرفاتها.. «أنا أرفض جميع الرجال، لا أتخيّل أن أمنح نفسي لرجل يفعل فيّ ما يشاء!» نظر إليها بحزن.. شفقة، فأطرقت برأسها تنظر إلى كفيها، متابعة: «الأمر لا يتعلق بك، بل بي أنا.. لذلك أريد الانفصال!» كيف يصف الأمر لها؟ يفعل هو أم يترك الحديث لوالدتها؟ بالتأكيد ستكون أفضل منه في الشرح.. تنهّد بهمّ، ربّت على كفها ببطء. «ما رأيكِ أن ترتاحي الآن ونتابع حديثنا غدًا؟» أومأت موافقة، مع أنها لا تملك أي تبريرات تمنحها له، لا اليوم ولا غدًا! خرج عمار من الغرفة، يتركها لتأخذ حريتها.. بينما هو.. هو لم يكُن من قبل بمثل هذه الحيرة والضياع وعدم الفهم! جلس يفكر ويحلل، يحاول الوصول إلى نقطة يبدأ منها التعامل معها! ربما تظن أنها أبعدته عنها بتصرفها وحديثها، لكن الحقيقة أنه تمسّك بها أكثر، خاصة وهو متأكد أنها لا تحمل نحوه أي مشاعر سلبية.. كل تصرفاتها المستفزة وطول لسانها الوقح ناتج عن مشكلة فيها هي! وسط أفكاره صدر صوت من هاتفه دليلًا على وصول رسالة إليه.. نظر إلى الرقم الغريب بتعجّب، وفتحها بفضول.. لتنطلق صرخة عالية جعلته يسارع بخفض الصوت.. نظر إلى الفيلم المُرسَل بريبة، دقيقة واحدة واستوعب بطليه، ليُسارع بغلقه دون تفكير! تبًا، ما هذا! ********** ألقت تقوى نظرة على تيم الجالس بعيدًا، غارقًا في لوحته على صوت عبد الحليم المنخفض.. أغلقت التلفاز، ثم اعتدلت في جلستها لتواجهه، تركز في كلمات الأغنية التي اختارها.. كل كلمة حب حلوة قُلتها لي كل همسة شوق بشوق سَمعتها لي والأمان والعطف والقلب الحنين والأماني كلها نولتها لي بس قلبي لسه خايف من الليالي وأنت عارف قد إيه ظلم الليـــــالي يا حبيبي ابتسامة ارتسمت على شفتيها بينما تتطلع في حركة يديه بفضول.. ابتسامة ناقضت ضيقها من عدم مبالاته بها بسبب انشغاله في لوحته! بين ليالي منوّرة وأيام هنية شفت جنة بالمحبة منوّرة لنا وأنت جانبي زي قلبي تخاف عليّ والمودة والغرام الحلو بينا يا حبيبي ضحكة رايحة وفرحة جاية بس قلبي لسه خايف من الليالي وأنت عارف قد إيه ظلم الليـــــالي يا حبيبي ازداد ضيقها وهي تلاحظ حركة شفتيه تزامنًا مع رسمه، ولا شك أنه يغني؛ دون أن تسمعه، دون أن يوجه كلماته إليها! اقتربت بغيرة حتى وقفت بجانبه، وما زال لا يشعر بها، مما زادها غضبًا! يا حبيبي عشت أجمل عمر في عينيك الجميلة عشت أجمل عمر أوصل الأيام مع الأحلام بغنوة شوق طويلة.. للرموش السمر يا حبيبي كفاية أحبك.. وأرتوي من عطف قلبك وأنسى بكره وأنسى بعده.. وأفتكر بس إني جانبك يا حبيبي «لم أستمع إليك» هتفت متذمرة بعد أن انتهت الأغنية، ليلتفت تيم إليها بتعجّب.. فوجدها تقف مقدمة قدم ومؤخرة الثانية، عاقدة حاجبيها بحنق! سألها برقة عمّا بها، فأجابته باتهام: «لم تنتبه لمراقبتي لك، أخفضت صوت عبد الحليم حتى استمعت إلى كلماته بصعوبة، أما غناؤك أنت! فكنت تهمس فلم أستمع إلى صوتك!» أخذت تعدّد خطاياه بنبرة طفولية، جعلته يكاد ينفجر ضحكًا ويقفز فرحًا! الأولى بسبب حالتها، والثانية بسبب انطلاقها الغريب على طبعها! أو هذا طبعها، وهو يكاد يكتشفه! تقوى تقترب من العودة إلى شخصيتها الحقيقية! «كل هذا فعلته؟ كم أنا رجل سئ أستحق العقاب!» عقدت تقوى ذراعيها ترمقه بعجرفة، تقول بنبرة تغريه لـ.. تقبيلها! «يمكنني العفو عنك لو أعدت الغناء!» رفع حاجبيه مُعجبًا، وقال مستغلًا الفرصة، مراعيًا لها كما المعتاد: «لا تجفلي!» هيأت نفسها للمسته.. فسحبها لتجلس على قدميه، مواجهة له، عيناها في عينيه، يهمس لها بصوته الذي تحبه. كل كلمة حب حلوة قُلتها لي كل همسة شوق بشوق سَمعتها لي والأمان والعطف والقلب الحنين والأماني كلها نولتها لي لأول مرة تكون قريبة لهذه الدرجة منه في كامل وعيها وإرادتها! ظلت ثابتة على الوضع الذي وضعها عليه، وهذا لم يرضِه! «اهدئي!» همس لها بتلك النبرة التي تنثر الأمان بين ذرات جسدها.. ثم رفع ذراعيها لتحيط بعنقه.. تسارع تنفّسها، وأصابعها تلامس عنقه، تلمس بشرته لأول مرة في حياتها! وجدت نفسها تحرك أصابعها على بشرته ببطء، وصوته يتلاعب بمشاعرها يا حبيبي عشت أجمل عمر في عينيك الجميلة عشت أجمل عمر أوصل الأيام مع الأحلام بغنوة شوق طويلة.. للرموش السمر لمساتها قد تبدو عفوية، إنما هي شديدة الإغراء.. وهي لأول مرة تمنحه جزء من نفسها دون خوف أو توتر! ثارت مشاعره برغبة، فتهدّج صوته مع آخر كلماته يا حبيبي كفاية أحبك.. وأرتوي من عطف قلبك وأنسى بكره وأنسى بعده.. وأفتكر بس إني جانبك صوته، ونظراته.. أضعفاها، كسرا كل الحواجز التي تشيّدها حولها.. أغمضت عينيها هامسة اسمه بوله.. فهمس بنفس نبرتها: «يا حبيبي!» فتحت عينيها ببطء، فوجدت وجهه قريبًا جدًا منها، يوشك على أن يقبّلها! تعالى نداؤها بـ اسمه، وهذه المرة نبرتها محمّلة بكل مشاعر الفزع! توقف على مسافة قريبة من شفتيها، أعطاها الفرصة لتبتعد ففعلت.. وشعر بالإحباط! زفر أنفاسه بينما تخطو اتجاه المطبخ.. ماذا ينتظر؟ لا زال الطريق أمامه طويلًا ليصل إليها، ينالها كما يحلم ويتمنى.. عليه أن يتحلى بالصبر، لا يتعجّل.. يكفيه أنه نالها وقد مرت أوقات عليه اعتقد أن قربها مستحيل! التقط هاتفه يشغل نفسه به عنها، كي لا يضعف ويهدم كل ما بناه! وجد رسالة من رقم غريب على تطبيق الواتس.. فتحها ليجدها عبارة عن فيلم قصير، فعقد حاجبيه بفضول.. بدأ في تحميله بينما يضع سماعات الهاتف في أذنه.. بعد اكتمال التحميل قام بتشغيله، لينتفض بصدمة عند تعالي صراخ ما في أذنيه.. قام بخفض الصوت، وشاهد بتركيز.. لتتجمد كل أعضائه عند الاستيعاب! إنها هي؛ تقوى.. وذلك الحقير! انتهى | ||||||||
|
| |
|
06-03-23, 10:18 PM
| #200 | ||||
| عضو ذهبي
| وعسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم... علي فكر بارسال الفيديوات متوقع انه تيم وعمار راح يطلقوا البنات.... هو ما يعرف انه حفر قبره بايده وانهم رجال عن جد مو اشباه رجال مثله... للاسف علي ذكر وغبى وليس رجل | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
673Likes
العرض العادي
