آخر 10 مشاركات
روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > شـرفـة الأعـضـاء

Like Tree10Likes
  • 7 Post By مروة سالم
  • 1 Post By فريدة عرابى
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-22, 06:48 PM   #1

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 مشهد إضافي





مساء الخير...

وحشتوني جدا جدا...


اليوم أنشر لكم مشهدا إضافيا من رواية "شبح في الميدان"... المشهد سيكون تمهيدا لسلسلة "قصاصات مبعثرة من دفاتر عشق" والتي سنبدأ معا نشرها قريبا.. وسأعلن في المنتدى هذا الأسبوع بإذن الله عن موعد بداية الجزء الأول منها...

السلسلة الجديدة ليست امتداد لرواية "شبح في الميدان".. فالسلسلة أحداثها تدور عام 2022 وبأبطال جدد.. أما "شبح" فكانت أحداثها تدور في يناير 2011.. لكن بعض الشخصيات من "شبح في الميدان" قد يظهروا كضيوف شرف في الرواية الجديدة.. وهناك شخصية واحدة من "شبح" ستنضم لأبطال السلسلة الجديدة.. وستتعرفون عليها من خلال المشهد الإضافي...

إليكم المشهد




أنهت الدكتورة حنان الرافعي عملها سريعا في عيادتها النسائية بعد مغادرة آخر مريضة فحصتها، ثم نادت مساعدتها وطلبت منها ملف السيدة ذكرى جمال التي تتابع حالتها بعد إجهاضها مؤخرا، واطلعت على نتائج التحاليل التي خضعت لها مؤخرا، ثم هتفت بارتياح: "الحمد لله.."، ثم نظرت إلى ساعة الحائط، فشهقت بذعر: "الأولاد"، ونهضت واقفة بتلهف لتلملم أغراضها وتتوجه خارجة وهي تخبر المساعدة بكلمات مقتضبة أن تباشر إغلاق العيادة لليوم..

استقرت حنان على مقعد السائق، ووضعت أغراضها على الكرسي الموازي لها، ثم شرعت في تشغيل السيارة بينما طلبت شروق وزينة في مكالمة جماعية، وعندما استقبلت صديقاتها المكالمة، هتفت مسرعة: "أعلم.. لقد تأخرت قليلا.. أنا آسفة.. سأتوجه حالا إلى الحضانة لكي أعيد الأطفال..".

قالت شروق بنبرة مغيظة: "دائما تذهبين متأخرة كلما كان الدور عليكِ لإحضار الأطفال من الحضانة.. عشقك للعمل ينسيكِ الدنيا وما فيها"..

زفرت حنان بامتعاض، ثم قالت مشاكسة: "وأنتِ؟ ألا تعشقين عملك أكثر حتى من زوجك"..

تنهدت شروق بتوله دافئ، ثم قالت بنبرة صادقة: "لا يمكن أن أحب أي شيء أو أحد أكثر من بسام حتى لو حاولت.. هو حياتي كلها"..

تدخلت زينة بقولها: "يا سلام على الكلام.. هل تحبين بسام أكثر من ترياق وفجر؟"

ردت شروق بنفس النبرة العاشقة: "هما قطعة منه، لذا أحبهما مثله تماما"..

أطلقت زينة ضحكة ساخرة، وقالت: "أما أنا فقد بلغت من الجنون مبلغه بعد أن كبر التوأم وصارت لكلٍ منهما شخصية مستقلة.. أصبحا يعترضان على أي شيء وكل شيء.. حتى عندما أدللهما وأناديهما بودي وبيدو.. كلاهما في عمر الثامنة ويتصرفان وكأنهما في العشرينات"..

ردت شروق بتفهم وتعاطف: "أشعر بكِ يا صديقتي.. حتى تيكووو تعترض على اسمها وتصر أن أناديها ترياق.. بل وصارت تصحح لي ولوالدها كل شيء كأننا تلميذين لديها.. ما بال هذا الجيل؟"..

ضحكت حنان وقالت بنبرة شاكية متعبة: "أنتما تتشاكيان ولديكما بنات ما شاء الله طيّعات.. أما أنا فقد حشرني القدر وسط قبيلة من الذكور.. باسم وباسل وباهر ووالدهم وخالهم... أشعر بالاضطهاد كلما وقفت بينهم.. ولا يحدث أبدا أن أفوز على أحدهم في آية مواجهة أو مناقشة.. فالباقون يساندونه بقوة وكأنني أنتمي إلى فريق الأعداء.. هيا اغلقن المكالمة.. لقد وصلت"..

أغلقت حنان الهاتف، وصفّت سيارتها سريعا إلى الجانب، ثم تحركت برشاقة إلى داخل مبنى حضانة Joy & Value لتسلم فجر ابنة شروق مع طفليها باسم (أربعة أعوام) وباسل (ثلاثة أعوام) والذين أنجبتهما تباعا قبل أن تضع طفلها الثالث باهر صاحب العامين والذي تركته مع جليسته في منزل شروق لكي تباشرهما ماما سناء مع سليم الصغير ابن شروق الصغير، فيما ستعود ترياق مع بدر وعابد بحافلة مدرستهم الابتدائية..

فور أن دلفت حنان إلى الداخل، همست بنبرة معتذرة للسكرتيرة التي ناظرتها بعتب، وقالت: "آسفة جدا على التأخير.. لم أشعر بمرور الوقت.. سأنتبه المرة القادمة.. أعدك"، فابتسمت السكرتيرة في تسامح، وقبل أن ترد عليها، قفز الأطفال نحوها، لكنها قبل أن تقودهم للمغادرة، جاءها من خلفها صوت السيدة شادن الحلواني مديرة الحضانة وصاحبتها، وهي تهتف مرحبة: "أهلا دكتورة حنان.. كيف حالك؟"..

التفتت حنان إليها وقالت بصوت غلّفه سرور حقيقي: "أهلا مدام شادن.. أنا بخير.. كيف حالك؟"..

ردت شادن: "بخير حال.. هل تأتين إلى مكتبي قليلا؟ أريد الحديث معكِ قليلا"..

ناظرت حنان الأطفال، فرمقنها جميعا بنظرة متوسلة آسفة، ففهمت أنهم قد تشاركوا في مصيبة جديدة، فأمرتهم بحزم: "هيا عودوا للجلوس على مقاعد الانتظار لبضع دقائق حتى أعد إليكم.. ولا أريد شقاوة.. أتفهمون؟"

أومأ الصغار الثلاثة برؤوسهم بطاعة، ثم تحركوا نحو المقاعد المنتشرة في بهو الحضانة والتي شغلها عدد قليل من الأطفال ممن تأخر ذووهم في الحضور لتسلّمهم..

تحركت حنان خلف شادن إلى غرفة مكتبها، وفور أن دلفت، أشارت لها شادن بالجلوس، ثم استقرت هي على مقعدها قبل أن تقول: "أعلم أنكِ متعجلة، ولكنني أريد الحديث معكِ قليلا حول الأطفال.. لقد قام باسم وباسل بتصرفٍ عنيفٍ من جديد"..

أطرقت حنان رأسها بخزي، وتنهدت بأسف، ولكنها قبل أن تشرع في الحديث، سارعت شادن بالتفسير مردفة: "لكن لا يمكن القول إن التصرف لم يكن له ما يبرره.. فقد خطفت إحدى الفتيات صندوق الطعام الخاص بفجر، فتبارى الطفلان على الزود عنها بحمائية، فانتزع باسم منها الصندوق ودفعها، أما باسل فقد.. امممم.. عضها"..

شهقت حنان بارتياع، ثم رددت بذهول: "عضها؟"

ابتسمت شادن في تعاطف وأومأت برأسها تأكيدا، فسارعت حنان بالقول: "أعتذر بشدة لما حدث؟ سأرسل رسالة اعتذار بالبريد الإلكتروني لوالدة الطفلة.. وإذا أردت تنظيم جلسة تجمعنا هنا لأعتذر لها شخصيا.."..

ردت شادن بتفهم: "لا داعي لكل هذا.. لقد عالجت الموقف معها خاصة أن ابنتها من ابتدأت المشكلة وتصرفت بطريقة عنيفة، ولكن يجدر بكِ الاعتذار لها برسالة عبر (واتساب) وربما على والدة فجر أن ترسل لتلك الطفلة صندوق طعام من المخبوزات الشهية التي يعدها زوجها"..

ابتسمت حنان، ثم شردت قليلا وهي تحادث نفسها قائلة
(ولداي يدافعان عن ابنتها ويتعرضان للعقاب.. وهي المتسببة في هذه الجلبة بأطعمة زوجها.. تستحق العقاب معنا)، فهتفت في شادن مقترحة بنبرة متشفية لم تغب عن مديرة الحضانة التي تعلم بروابط الصداقة القوية بينهما: "بل سأخبرها أن تطلب من زوجها أن يعد كمية كافية من المخبوزات تكفي زملاء ابنتها جميعهم"..

ضحكت شادن باستمتاع حقيقي، ثم رددت: "كما تشائين"..

نهضت حنان للمغادرة، فبادرتها شادن قائلة: "أعلم أن الوقت والمكان غير مناسبين ولكن أردت الاطمئنان منكِ على حالة ذكرى.. هل ظهرت نتائج التحاليل؟"

ابتسمت حنان وقالت بنبرة مطمئنة: "نعم بخير حال.. أعتقد أنها لن تتعرض لتلك المشاكل إذا قررت أن تجرب الحمل من جديد.."..

غمغمت شادن بكلمات الحمد، فترددت حنان قليلا، لكنها عادت تسألها: "وأنتِ سيدة شادن؟ ألا تريدين العودة لإجراء فحص وخوض التجارب العلاجية من جديد؟"

ردت شادن بأسى ممتزج بالرضا بقضاء الله: "لم يعد هناك ضرورة للأمر.. فقد احتفل طليقي بزفافه بالفعل.. وسيحقق حلمه بالإنجاب"..

رددت حنان بأسف وتعاطف: "قدر الله وما شاء فعل.. ليعوضكِ الله خيرا"، ثم تحركت للمغادرة..

حين شرعت حنان في التحرك إلى حيث يجلس الأطفال، فوجئت بمن تصطدم بكتفها بعنف لتتراجع بضع خطوات للخلف حتى أنها كادت أن تسقط لولا استنادها إلى الجدار الموازي لها..

عندما اعتدلت حنان في وقفتها لكي توبخ الشخص الذي اصطدم بها بعنف هكذا، لم تجد شاخصة أمامها سوى علياء.. تلك الشابة التي كانت مرتبطة بحسام قبل بضع سنوات، وانفصلت عنه بطريقة مزعجة كريهة بعد إصابته بعرج خفيف في ساقه، وبعد أن نال بعض الشهرة، حاولت أن ترمي شباكها عليه مجددا لاصطياده لكنه مزق تلك الشباك ولفظها بلا تردد..

شهقت حنان بلا صوت، لكنها لملمت صدمتها واستعادة بعضا من بأسها الذي تواجه به أطفالها عندما يخطئون، خاصة بعد أن تملكتها رغبة شديدة في ممارسة التنمر على تلك التي حركت نبضات قلب زوجها يوما ما، ثم خانته بأبشع الطرق عندما فشلت في استرداده..

لن تنسى حنان ما قامت به تلك الحرباء قبل عدة سنوات، عندما استغلت العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية لنشر أخبار مكذوبة وشائعات عن زوجها لتشويه سمعته وتحطيم الشهرة التي كان قد بدأ في تحقيقها مع شروعه في تحقيق حلمه بالعمل على أول سيناريو سينمائي له..

هنا، ناظرتها حنان نظرة شاملة لاحظت من خلالها كيف تغير شكلها، حيث اختفى جمالها الأخاذ وحلت محله ملامح باهتة مجهدة واختفى قوامها الفارع الممشوق وطالتها الترهلات في بعض منحنياتها، والتي حاولت إخفاءها بإطلالتها المنتقاة بعناية...

وعندما وصلت حنان لعينيها، اكتشفت أن عينيا مازالتا تبرقان بنفس البريق الحاقد الذي تشبعت به شخصيتها، فاقتربت منها بخطوات هادرة وهتفت فيها بحنق: "ألا تنظرين أمامك؟ هذه حضانة تمتلئ بالأطفال؟ ماذا إذا اصطدمتِ بطفل؟".

طالعتها علياء بابتسامة ساخرة، ثم قالت: "وأنتِ لا تختلفين عن الأطفال كثيرا بقوامك النحيف القصير هذا"..

ابتسمت حنان بثقة، ثم قررت أن تستخدم بعضا من كيدها الذي لا تجيد استخدامه أبدا وسط قبيلة الذكور التي تحيطها: "وتلك القصيرة النحيفة تعجب زوجها ويحبها كثيرا.. بل لا يحب غيرها"..
حركت علياء شفتها العليا بنوع من الازدراء، ثم قالت هازئة: "لم يجد بالطبع سوى سمراء دميمة مثلك تقبله بعاهته"..

أغلقت حنان عينيها لثوانٍ تخفي حزنها لذلك التعليق الوقح، وعندما فتحتهما سددت نظرة قاسية تجاه علياء وردت مسددة إليها ضربة بنفس السيف الذي استخدمته الأخيرة، لأن كل شئ مباح في الحب.. والحرب، فقالت: "والله لا أنا ولا زوجي نشكو من حالنا.. لكن أتعلمين ما لاحظته عندما رأيتك للوهلة الأولى؟ لاحظت أنكِ فقاعة ملونة تخفي بداخلها جرة فخارية عتيقة امتلأت بما فيها من الحقد حتى تشققت جنباتها وصارت تضغط على الفقاعة التي ستنفجر قريبا، فبدأت تنفث حقدها كلما أتيحت لها الفرصة حتى تحافظ على فقاعتها سليمة لأطول فترة ممكنة"..

فغرت علياء شفتيها مندهشة، لكن حنان أكملت بنفور دون أن تمنحها مجالا للرد: "إذا كنتُ لأخمن حالك الآن، فأنا أرجح أنكِ قد تزوجتِ ثريا يحقق لكِ أحلامك الجوفاء، بينما ظل قلبك فارغا لا يعرف الحب، ثم حصلتِ على الطلاق بعد أن فشلتِ في التحكم بمقاليد حياة زوجكِ المسكين الذي لم يكتشف سوء طباعكِ إلا بعد فوات الأوان، ففضّل الهرب منكِ لأبعد مسافة ممكنة، حتى وإن كان المقابل هو استمراره في تحمل نفقاتك الباهظة .. والآن صرتِ
تخصصين وقتكِ في التخطيط للإيقاع بصيد جديد كي تثبتي لنفسك أنكِ لستِ فاشلة"..

اكتست ملامح علياء بحمرة الغضب وانتفخت أوداجها، غير أن الانكسار الذي كسا أجفانها، جعل حنان تشعر بالقليل من تأنيب الضمير بسبب كلماتها القاسية تجاه تلك الحرباء، ولكن قبل أن تهم بمعالجة الأمر، اقتربت طفلة منها وهتفت وهي تشير نحو المقاعد التي يحتلها باسم وباسل وفجر: "أمي.. هم الذين ضربوني.. وباسل عضني"..

اتسعت حدقتا حنان في صدمة، خاصة مع تحرك الأطفال نحوها وكأنهم يريدون أن يزيدوا الأمر سوء..

بنظرة واحدة وبعض التحليلات، فهمت علياء صلة القرابة بين حنان والأطفال، خاصة مع الشبه الكبير بينها وبين الولدين، فهتفت بغضب أسود: "تقفين أمامي لتلقي على مسامعي محاضرة في النصح والإرشاد بينما أنتِ لا تعرفين من الأساس كيف تربين أطفال؟ أنا لن أسكت عما حدث"..

قبل أن ترد حنان التي احتقن وجهها خجلا، اقتربت شادن مديرة الحضانة والتي كانت تتابع الموقع من بدايته ولم تشأ التدخل، لأنها استشعرت أن المواجهة بينهما كانت تخص أمرا شخصيا، لكنها الآن تشعر أن عليها واجب التدخل..

قالت شادن بمهادنة: "نحن قد أنهينا الموضوع يا سيدة علياء وأنهينا سوء التفاهم.. والسيدة حنان ستقوم بمعاقبة الأطفال"..

ردت علياء بصلف: "بل أريد طردهم من المكان نهائيا"..

تنهدت شادن ببطء، ثم قالت: "الأمر لا يستحق كل هذا الأمر، خاصة وأن ابنتك من بدأت الأمر وكادت أن تؤذي فجر وتضع ماصة العصير في عينها لولا أن كانت مشرفة الغداء منتبهة وتدخلت في الوقت المناسب"..

شهقت حنان بذعر، ثم رفعت فجر بين كفيها تتفحصها بدقة وتقبّل وجنتيها وتتمتم بالحمد على سلامتها، قبل أن يعد إليها غضبها، فتقول: "أنصحكِ أن تهتمي بابنتك قليلا حتى لا تكبر لتصير نسخة منك.. أنانية ولا تفكر إلا فيما تريده وتحاول انتزاعه غصبا"..

أمسكت علياء كف ابنتها وغادرت بخطوات منفعلة..
أوقفت علياء الأطفال إلى الجانب، وهتفت فيهم جميعا: "لا أصدق ما فعلتموه.. لنا حديث آخر في المنزل.. وسيتم عقابكما حتى لا تكررا التصرف بعنف بدلا من ترك الأمر للكبار"..

قال باسم بنبرة اعتراض واضحة: "هل كنا لنتركها حتى تسيل الدماء من فجر؟"

ازدردت حنان ريقها، وهتفت: "لا بالطبع.. ولكن كان بإمكانكما أن تلفتا نظر المشرفة وهي تتولى الأمر.. هيا أحضروا حقائبكم لنتحرك.. لقد تأخرنا"..

وبينما تنتظر أن يجمع الأطفال أغراضهم، تنامى إلى مسامعها الحديث الدائر بين شادن وسكرتيرتها،حيث قالت الأخيرة: "لم أعثر بعد على مصمم جرافيك لينفذ التصميمات التي نحتاجها للترويج للحضانة قبل بداية العام الجديد"..

اقتربت منهما حنان بحماس وقالت: "أخي مصمم جرافيك وتخصصه الدعاية والإعلان.. فهذا مجال دراسته"..

هتفت شادن بفرح: "جميل.. هل يقبل تنفيذ بعض التصميمات لي بشكل حر؟"

ردت حنان بفرح: "أظن ذلك.. هو يعمل بإحدى الشركات الكبرى بدوام كامل، لكنه لن يرفض لي طلب، وبعد تدخلك اليوم مع تلك الحرباء.. أقصد السيدة علياء.. أصبح لزاما عليّ أن أساعدك.. خذي رقمه وحادثيه.. وأنا سأخبره بالأمر.."

شكرتها شادن بشدة بعد أن أخذت منها رقم هاتف شقيقها حمزة..

بعد أن وضعت حنان الأطفال الثلاثة في المقعد الخلفي للسيارة، تحركت هي إلى المقعد الأمامي، وهاتفت شقيقها، وقالت بمرحها المعتاد: "أهلا أخي الغريب.. لم تأتِ لزيارتنا منذ أربعة أيام كاملة.. لعل المانع خير"..

ابتسم حمزة بتعب، وقال: "والله اشتقت لكم جميعا.. وكنت أخطط للعروج عليكم غدا قبل عطلة نهاية الأسبوع"..

ردت حنان بحبور: "جميل.. لدي ما أخبرك به"..

قال حمزة بمزح: "أخبريني الآن ولا تتركيني على أعصابي.. مهلا.. لا تقولي أنكِ وجدتِ عروس جديدة تريدين تقديمي إليها"..

ضحكت حنان وقالت بغيظ: "ليس بعد أن رفضتك العروس الأخيرة حين أخبرتها أنك تعمل عشرين ساعة يوميا ولا وقت لديك للعواطف.. أيها الروبوت"..

ابتسم حمزة وقال: "والله لا يوجد ما يدفعني للتضحية بمسيرتي المهنية.. أنا غير مستعدٍ حاليا للزواج.. ليس قبل أن أؤسس شركتي الخاصة"..

قالت حنان بغيظ: "ولماذا لا تفعل ذلك من نصيبك في إرث والدنا رحمه الله"..

رد حمزة بامتعاض: "هذه الأرض ليست كلها من حقي.. دعيها لمستقبل أطفالك وأطفالي بإذن الله.. حاليا أريد أن أؤسس شركتي من كدي وتعبي وأن أشعر أنني أجني ثمار جهد سنواتي.. مازال المشوار أمامي طويلا فتوقفي عن ترشيح الفتيات لي"..

زفرت حنان باعتراض، ثم علقت: "على العموم.. ليس هذا ما أردت محادثتك بشأنه.. لقد أحضرت لك عملا جديدا بما أنك مدمن للعمل ولا تفكر في شيء غيره حاليا.. ماذا ستجلب لي كعمولة؟"..

زفر حمزة بإرهاق واضح، ثم قال: "ما تريدينه يا نونا.. مُريني.. ولكن ألا تظنين أن جدولي مزدحم بالفعل وليس هناك أي فراغ لأضع به أي عمل إضافي؟"

ردت حنان: "أعلم ذلك.. ولكنني أردت أن تتعرف على السيدة شادن الحلوني وتوطد علاقتك بها لأن لديها دائرة معارف ضخمة.. حتى لو تتم عملك معها هذه المرة، فإن مجرد تعرفك عليها سيفتح أمامك مجالات واسعة من أجل المستقبل.. خاصة إذا كنت تسعى لتنفرد بشركة خاصة.. ألا تعرف من صديقتها المقربة؟"

رد حمزة متسائلا بفضول لم يستطع إخفاءه: "من يا ترى؟"

قالت حنان بثقة: "السيدة ذكرى جمال.. نجمة انستجرام المعروفة التي قارب عدد متابعيها على مليون شخص، وهناك أيضا ابنة عمها أمواج الحلواني مدربة اليوجا والتأمل الشهيرة"..

صفّر حمزة باهتمام، وقال: "لا بأس.. دعيها تكلمني.. أعطني الأطفال لأتحدث معهم قليلا"..

فتحت حنان زر رفع صوت المكالمة، ثم منحت هاتفها لباسل الذي تلقفه بلهفة، ليتجمهر حوله باسم وفجر، حين جاء صوت حمزة المرح: "أهلا يا أحباء خالكم... اشتقت إليكم.. سأزوركم غدا.. لنلعب الكرة معا"..

هتف الثلاثة فرحا، ثم أخذوا يتبادلون معه الحديث عن يومهم، بينما انشغلت حنان بالقيادة إلى أن وصلت لمنزل بسام وشروق، فأطلقت زامور سيارتها عند البوابة، حتى جاءها صوت شروق من الداخل، والتي فتحت الباب لاستقبال فجرها بين أحضانها ومنحتها قبلة قبل أن تسمع صوت باسم الذي أخرج رأسه من فتحة شباك والدته وقال: "لقد أنقذنا فجر من فتاة ضربتها اليوم"، ورفع قبضته متباهيا بقوته..

شهقت شروق قلقا، قبل أن تنزل حنان من سيارتها لتفسر لها الموقف بعد أن منحت ابنها نظرة لومٍ أجبرته على العودة لمقعده والجلوس بتهذيب مصطنع..

بعد أن حكت حنان لشروق ما حدث، هتفت بشماتة: "سيكون على زوجك العزيز إعداد كمية من الكب كيك تكفي كل أطفال الفصل كيلا يطمعوا في طعام طفلتك"..

ضحكت شروق وقالت بنبرة متآمرة: "لأجعله يعدها في عطلة نهاية الأسبوع بدلا من الانشغال بالالتفات حول البنتين في كل حركة وكأنه يحرسهما من وحوش خيالية"..

هتفت حنان بتعاطف: "لا تقسي عليه يا شروق.. تعلمين أنه يعشق ابنتيه ويقلق عليهما بشكل زائد.. ولا تنسي أن وضعه قد تحسن كثيرا الآن أكثر من أي وقتٍ مضى"..

أومأت شروق رأسها بموافقة، لكنها لاحظت توتر حنان، فقالت مباشرة: "أفصحي يا بنت.. ماذا بكِ؟ هل حدث شيء بالحضانة؟"

قالت حنان بتوتر: "أتعلمين من كانت والدة الطفلة التي حاولت خطف صندوق الطعام من فجر؟ إنها تلك الشمطاء علياء حبيبة حسام القديمة"..

عقدت شروق ما بين حاجبيها بدهشة ثم قالت: "يا الله.. كيف جمعت بينكما الحياة؟ ألم تجد لابنتها سوى نفس الحضانة؟"

قالت حنان: "على ما يبدو.. لقد.. تبادلنا الإهانات.. لكنها هي من بدأت أولا"..

سألتها شروق بتوتر: "احكي ليه ما حدث"..

تنهدت حنان بإرهاق، ثم قالت مودعة: "لاحقا يا شروق.. سأهاتفك في المساء وأخبرك.. الآن أحتاج للعودة للمنزل والحصول على حمام ساخن حتى تهدأ أعصابي تماما"..

ودّعتها شروق بكلمات داعمة وتوجهت للداخل لتخبر جليسة الأطفال كي توافي صديقتها التي تنتظرها بالخارج..
عادت حنان لسيارتها، وانتظرت بها قليلا إلى أن جاءت جليسة الأطفال برفقة باهر الصغير الذي قفز لأحضان والدته فور أن رآها..

منحته حنان عدة قبلات ثم أجلسته في المقعد المخصص له في السيارة، بينما استقرت المربية إلى جوارها كي تقوم حنان بإيصالها في طريقها إلى بداية الطريق كي تعود لبيتها..

وصلت حنان أخيرا لبيتها، وما أن مرت السيارة من البوابة، قفز الطفلان منها فور أن أوقفتها وفتحت غالق الأبواب، وقبل حتى أن تقوم بصفّها في مكانها المعتاد..

دلف الولدان إلى داخل البيت، بينما فكت هي مقعد باهر وحملته وتحركت به نحو الداخل، لتجد حسام يخرج من مكتبه الذي كان معتكفا به للكتابة على الأرجح..

بادرها بقبلة حانية على وجنتها، وأخذ عنها مقعد باهر ليضعه بالركن المخصص له، ثم رفع طفله وأخذ يقبله ويدلله قليلا، بينما أمر الطفلان بهدوء أن يذهبا لغسل أيديهما ويتحركا لغرفة اللعب ليرتاحا بها قليلا انتظارا للغداء..

لاحظ حسام أن حنان كانت متيبسة قليلا وصامتة على عكس المعتاد، حيث كانت تبادره دائما بتفاصيل يومها منذ أن تركته حتى عادت إليه، فبادرها هو بفضول: "ماذا يا نونتي؟ هل حدث شيء لكِ اليوم؟"

ردت حنان بقنوط: "عليـــــــــــــــــــــ� �ـــاء"..

فغر حسام شفتيه دهشة، وطالبها بالتوضيح، فشرعت هي بسرد كل ما حدث بينهما، وبعدها تابعت بغيرة واضحة: "هي استفزتني وأنا كلت لها الإهانات.. لكنها قالت إنني سمراء ونحيفة وقصيرة.. أي بلا ميزة"..

عدّل حسام باهر على يده اليسرى ليسند رأسه إلى كتفه، ثم احتضن وجهها بكفه الحر، وقرّبها منه ليمنحها رده بقبلة طويلة شغوفة مستغلا وجود الطفلين الآخرين بغرفة اللعب، ثم همس بنبرة دافئة: "لا أرى أمامي سوى أيقونة للجمال بملامح فاتنة وغمازتين تطلبان الاهتمام دوما كلما انشغلتُ عنهما.. أرى إنسانة تمتلئ دفئا ولطفا ونعومة.. أنثى بامتياز.. حصلت من اسمها على كل النصيب حتى أكاد أشعر أنه لا توجد بهذا العالم - على اتساعه - قطرة واحدة من الحنان خارج حدود أحضانها السخية.. أحبكِ.. أمس واليوم وكل يوم"، ثم منحها قبلة ثانية وهمس في أذنيها أنه سيكشف لها بالأدلة والبراهين هذه الليلة كيف هي حب حياته الأوحد"..




تمت كتابة هذا المشهد تمهيدا لسلسلة "قصاصات مبعثرة من دفاتر عشق"


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-22, 11:39 PM   #2

فريدة عرابى

? العضوٌ??? » 472544
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » فريدة عرابى is on a distinguished road
افتراضي

💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜
مروة سالم likes this.

فريدة عرابى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.