آخر 10 مشاركات
251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree358Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-22, 11:09 PM   #1

سمرنجدي

? العضوٌ??? » 492215
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » سمرنجدي is on a distinguished road
افتراضي إغماضة قلب _حين تدلى السرائر_


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم شعب منتدى روايتي الكرام صباحكم/مساءكم بالنعناع 🤍
معاكم سمر نجدي هنشر روايتي "إغماضة قلب" حصرية للمنتدى ،
الاثنين التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة ،
على أن يكون الفصل الأول والمقدمةالاثنين الموافق ٢١ فبراير إن شاء الله
واتمنى تلاقى استحسانكم
دمتم بالنعناع🤍🦋

المقدمة

قارئي العزيز أهلًا بك في عريني
هنا لن تنفعك مبادئك
لن تستسيغ الطيبة المطلقة
لن تقيك فضيلتك من الشرور
هنا فطرة الخير ثغرة للمرور وإعاثة الفساد
تجرد عزيزي من شمائلك
لا تكن خَيِّرًا للحد الذي يجعلك عرضة للانتهاك
ولا شريرًا فتسول لك نفسك التجبر
ارتدي ثوب المحايدين
كي لا ينتهي بك المطاف
ملطخ مترنح لا تدري لأي الجهتين
تنتمي .




روابط الفصول

المقدمة والفصل 1 .. بالأسفل
الفصل 2
الفصول 3, 4, 5 نفس الصفحة
الفصل 6, 7 نفس الصفحة
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14









التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-09-22 الساعة 01:29 AM
سمرنجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 11:12 PM   #2

زينب هاني

? العضوٌ??? » 486251
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » زينب هاني is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق يا سمر🤍🤍🤍🤍🤍
فالانتظار 🥰🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍


زينب هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 11:17 PM   #3

زينب هاني

? العضوٌ??? » 486251
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » زينب هاني is on a distinguished road
افتراضي

مبارك يا سمر 🤍
فالانتظار 🥰🤍🤍🤍🤍


زينب هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 11:38 PM   #4

سمرنجدي

? العضوٌ??? » 492215
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » سمرنجدي is on a distinguished road
افتراضي

الله يبارك في عمرك يا زوز تسلمي يا روحي😍🤍

سمرنجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 12:07 AM   #5

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....






واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 20-02-22, 12:39 AM   #6

صبرينة بلحضر

? العضوٌ??? » 475523
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » صبرينة بلحضر is on a distinguished road
افتراضي

الف الف مبروك سمر 😍

صبرينة بلحضر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 10:08 PM   #7

سمرنجدي

? العضوٌ??? » 492215
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » سمرنجدي is on a distinguished road
افتراضي إغماضة قلب _حين تدلى السرائر_

٭٭
قارئي العزيز أهلًا بك في عريني
هنا لن تنفعك مبادئك
لن تستسيغ الطيبة المطلقة
لن تقيك فضيلتك من الشرور
هنا فطرة الخير ثغرة للمرور وإعاثة الفساد
تجرد عزيزي من شمائلك
لا تكن خَيِّرًا للحد الذي يجعلك عُرضة للانتهاك
ولا شريرًا فتُسول لك نفسك التجبر
ارتدِ ثوب المحايدين
كي لا ينتهي بك المطاف
ملطخ مترنح لا تدري لأي الجهتين
تنتمي.
٭٭٭

المقدمة

على فراش الموت يضمحل كل ضخم، يتقزم، على فراش الموت نثخن بالمشاعر الرهبة، الاشتياق، النقمة، الوجع، ويترأسهما الحزن، ألم الفقد ينخر الرؤوس فيبلغ القلوب ويفتتها،
جسد في ركن مهمل من الحجرة لم يبالِ بها أحد
قلبها ينتفض كعصفورٍ في وجه عاصفة،
كلٌ انشغل بمصابه ومصابها في بند الفقد يأتي في المرتبة الأخيرة، ذكرى متشحة بالسواد تتراءى أمام عينيها، ذكرى سرقها العقل عنوة من قمقم الأوجاع خبئها وخلدها في ذهنها مستحضرًا إياها الآن،
صراخ مصاحب لترنيمات غير مفسرة لكنها مقبضة تبعث قشعريرة نفور وألم في الجسد،
ولون أسود تسيد الحضور، جثمان يشيع لمكان لا تعلمه وهو نائمٌ يبكيه الرجال والنساء، ألنومه كل هذا الأثر؟
تعلم أنه لا ينام إلا لمامًا وتعد سبب رئيسي في أرقه.
فليتركوه قرير العين، لمَ يصرخون
ويرددون تلك الترانيم المقبضة؟!
اقتربتْ من الرجال أرادت نزع أبيها من بين براثنهم أرادت الصراخ فوق صراخ النسوة
أن اصمتوا فأبي نائم،
لكن الفرصة لم تتاح، اقتربت إحداهن تحتضنها حد ضيق النفس، تململت تبعدها لا تحبذ احتضان الغرباء هكذا أخبرها أبيها، سيغضب إن فعلت، ألا يكفي أنهم يغضبونه بإصرارهم على استيقاظه؟
أبصرت عمها متهدل الأكتاف عيناه غائرة
وحفر الزمن على ملامحه أطنانًا من وجع صرخت ما إن أبصرته تناديه تستغيثه:
_ عمي!
رغم صخب اللحظة، وجعها، ورهبتها، سمعها واقترب فابتعدت المرأة وحلتها من احتضانها القسري تفسح له المجال،
احتضنها بقوة أنَّت منها عظامها الهشة، وبكى!
هو أيضًا يُغضب أبيها، الرجال لا يبكون قالها أبيها لبلال يومًا فكيف إن رأى عمها ينتحب بقهرة كالصغار!
تملصت من حضنه فتركها:
_ توقفوا عن إغضاب أبي.
صمت الجمع بعد صرختها الصادحة.
صرخة خرجت من عمق القلب،
قلب يدرك الخطر ويتلوى بألم دون فهم كامل
وعقل يحميه بتحليلات تقيه شر الألم،
صرخت بضغط نفسي وبدني، صرخت لعل أبيها يسمع صرختها فينتفض من رقدته كدأبه يلبي،
وعندها يتوقفن عن كل هذه الطقوس الغريبة والمنفرة،
لكنه لم يستيقظ لم ينفض عنه سكون النوم ويمد ذراعه طلبًا لاحتضانٍ تلبيه بسرعة تكاد تكبها على وجهها تصاحبها صرخته لها بفزع أن تتمهل فتفعل بعد سقوطها في فسيح حضنه،
قبضة قاسية ضغطت القلب وحفزت الدمع أوهنت الأطراف وانسحب العقل بعدها ينأى بنفسه
_ أبي نائم يا "عمو" عزت أليس كذلك؟!
جذبها لحضنه ثانيةً فبكت.
ببساطة الفعل وعِظَم الحدث بكت.
ظل محاصرًا إياها في حضنه،
دموعها البريئة تكوي قميصه فالجلد وتخترق القلب تترك حروقها هناك ويشكو القلب
ألا ينقصه فيكفي حروقه الداخلية.
تتماهى الذكرى ويختفي ما دون ذلك،
مرَّ زمنٌ بعد هذا اليوم، مرَّ حد تنسيانه وتركه مخبئًا في مكمنه الآمن، لكن
جعبة القدر كانت محملة بفقدٍ آخر، فقد جدد عليها أوجاعها وكوى قلبها لوعة.

٭٭٭
هنا الصخب، اللهو، التجرد من المسؤوليات للذكور فقط، سيبلغون يومًا يتحملوها فهم المعول،
إنما أنتِ يا صغيرتي ترعي منذ نعومة أظافرك و لا عزاء لطفولة فتاة جُردت منها ببساطة لأنها أنثى!
واليوم استثناء سمح لها أبيها الخروج للعب مع الفتيات وشدد على كونهن فتيات وفقط،
ونالت التحذير إن أبصرها مع صبي سيدفنها،
ازدردت الريق، وأومأت بموافقة لا تصدق أن تُتاح لها فرصة للعب خارجًا،
اعترضت الأم متجهمة الملامح طريقها وقتلت ابتسامة تتولد ببطء واستحياء على شفتيها
أرادت التوسل لكنه في عرف بيتهم تبجح وقلة حياء فـ الـ "لا' قاطعة
لا رجوع فيها،
من سيرعى الصغير
والحجة جاهزة مسؤوليتها والتملص منها جريمة،
لذا
بفرمان ملكي موقع من أمها أخذته معها غصبًا واقتدار!
في ذروة اللعب والصخب الطفولي المحبب وسط ضحكات أخيها المجلجلة لأنها حملته على ظهرها بطلبٍ منه تلبي رغبته بفطرتها الحنونة، أحست بتعب بعد برهة
فقالت بحزمٍ طفولي:
_ انزل هيا أنت ثقيل.
رفض بعدم اكتفاء:
_ كلا كلا، احمليني قليلًا بعد.
ثقل وزنه على جسدها جعلها تترنح وفي محاولة يائسة للتوازن تعثرت في صخرة كبيرة لم تنتبه لها سقط الصغير مرتطمًا على الأرض بدوي أرهبها، سقط فهوى القلب معه، خمدت صوت صيحات ضحكه، خفت ضوء عينيه،
تسمرت بخوف طفلة من موقف لا يحسن أغلب الكبار التصرف به فكيف هي!
صوت ولولة أمها وجذبتها العنيفة لمرفقها تخلعها من موضعها وتلقيها كالخرقة البالية للخلف ولم تعبأ لارتطامها بالأرض بل صبت انتباهها على الصغير الخامد وسيل إهانات موجه لها.
لقد أعطيتِ فرصة يا حواء الغبية
فدهستها برعونة وارتكبتِ خطأً فادحًا
الإناث ليس لهن سوى الخدمة سبيل،
وخطأك ستدفعين ثمنه الباقي من عمرك
وصوت خافت يتردد
"لم أقصد"
"هه"
هازئة، قاتلة!
و الإجابة حاضرة حيث
لا يشكل فارقًا
فالخطأ موجود والتكفير لزامًا.

٭٭٭
الأطفال وصخبهم علاج للقلوب العليلة
ضحكتهم البريئة ولعبهم الفوضوي لذة للباحث عن المذاق.
نزعت بهحة لعبتها بعنف فصرخت بيلار تعترض بالطريقة التي تحفظها، أتى على صوت الصراخ استفزته فعلة ابنة عمه فانتشل اللعبة بعنف مماثل ينهرها بغلظة،
نفضت التراب العالق في ثوبها
وشبت على قدمها تحاول عبثًا استرجاع لعبتها طوله وقزمها لا يساعداها، وهو فظ لا يتزحزح، ضربته بخفه وحنق على مرفقه فزجرها بنظرة استدعت دموعها فطفرت تبكي، لكنه لم يأبه وأزاح يدها بغلظة،
شبت ثانية فأزاحها بقوة أكبر يربت على أخته ويسلمها اللعبة بابتسامة حانية،
بينما بيلار وقعت على حجر مسنن جرح يدها، قامت بألم
وهرولت لركنها المنعزل تعتزل
الجميع وتتجرع شعور الوحشة واليتم،
بينما هناك من افتقد وجودها فانسل من رفقته
يتلمس وجودها في الأرجاء ففشل
سأل أخيه الصغير الملهي ببناء قصر من رمال
فنظر له بلا مبالاة يمط شفتيه كناية عن جهله،
هم بالمغادرة للبحث عنها فناداه أخيه المنهمك في بناء قصره مجددًا يخبره بملل:
_ فلتبحث عنها تحت شجرة الصفصاف.
خبط جبهته يأنب نفسه عن تفويته لمكان كهاك.
وجدها تحتضن جذع الشجرة وتبكي بتشنج،
خر على ركبتيه أمامها يسألها ما بها
لتزداد بكاءً على بكاء،
ربت على كتفها يواسيها بكلمات مبعثرة
تناسب سنوات مراهقته
سأل بمهادنة ولين مجددًا وأجابت بشهقة بكاء آلمته:
_ بكر.
عقد حاجبيه مستفسرًا:
_ ما به؟
نهنهة بكاء أخرى تنغز قلبه بشعورٍ لا يفقهه
_ أوقع بي أرضًا فجرح الحجر كفي،
أنظر.
مدت كفها عقب انتهائها ودموعها مدرارًا على الخد.
توحشت نظرة بلال يستهجن فعلة أخيه الغبية مع بيلار كيف طاوعه قلبه على إيذائها توعد له
بمعاقبته، لكن القدر كان يخبئ أكثر فأبيه سمع شهقاتها وهو يبحث عنها اقترب بمحايلة يعاين الجرح ويتأكد من سطحيته ثم وقف وشرارات الغضب تندلع من عينيه:
_ سأعاقبه لتجرئه عليكِ.
ارتعدت فرائص الصغيرة
وخافت على بكر فهرولت تسبق عمها
حيث كان بكر واحتضنته تصيح في عمها بقوة:
_ كلا كلا، لقد تصالحنا أنا وبكر.
لانت ملامح بكر بسبب خوفها وحمئتها عليه،
رغم غلظته معها حمته من عقاب أبيه
بينما عزت ابتسم بحنين وفعلتها لامست القلب
ذكرته بأخٍ غائب عن الصورة جسدًا
لكن روحه حاضرة في تصرفاتها، وبلال يشاهد بمشاعر مبعثرة لم يفهمها
خاصة وبكر رفع يده يربت على كتفها بحنو
ببداية عهد وتصالح.

٭٭٭
الأخلاق يا سيدي
منفذ مناسب لكل فاسد حاقد
لنفث سمومه وحقده،
فأخلاقك تستفزهم تُخرج أسوء
ما فيهم، بماذا تزيد عنهم وكيف من الأساس تتفوق عليهم في شيء، لابد من جرك لمستنقع الوحل حينها تتساوى الرؤوس،
فتُكسر عينك المتبجحة، يصمت فمك المتشدق بالمبادئ ويمرغ أنفك المرفوع إنفةً في وحل الخطيئة، مرحبًا بك يا سيدي في القاع
ولا عزاء لسمعة ناصعة البياض استحالت رمادًا تذوره الرياح.
ليلة كالحة يعود فيها بعد عمل كادح
ألقى السلام وأودع الزوجة قبلة على الجبين
و مسد على شعر كلًا من أبنائه الذكور الثلاث،
ثم انحنى لطفلته يُقبلها ويداعبها بحب فتحتضنه
معربةً عن شوقها له، بعض اللحظات على بساطتها تستحق التخليد فتلك الطقوس اليومية الرتيبة قد تشتاقها، طرق مفزع على الباب
نفض الصغيرة وكمش الصبيان، بينما الأم قلبها قُبض تستشعر خراب لعشها وقد صدق حدسها
فالطارق كان الشرطة صوت غليظ كريه
يتردد في آذان الصغيرة بصخب غير معتاد:
_ أنت كامل الراوي؟
وهزة رأسه كانت شارة لانتهاكه سحبوه بقسوة
وكبلوا ذراعه بإهانة وساقوه كالماشية وسط
صراخ صغاره ومحاولات وليفته الاستفسار عن السبب ومنعهم من أخذه، لكنهم أخذوه،
بعد توكيل المحامي وتلك الروتينيات تم
الكشف عن السبب، فالسيد كامل الكامل متهم باختلاس أموال،
قدمت شركته سندات تدينه
تدل على اختلاسه البيِّن
التهمة فُصلت على مقاسه
المدير العام للشؤون القانونية المثالي جدًا سقط من على جواده لتتلقفه أرض السجن الباردة،
السيد كامل ببساطة لم يعرف متى يطرح ومتى يترك نبش عش الدبابير فلا يشتكي اللدغ!
رسالة بسيطة في ليلة باردة
مفاداها
"ذيِّل نهايتك بيدك وارحم عائلتك من مصير جحيمي"
و بيأس، كرامة مراقة، وشرف لاكوه كمضغة انتحر وتلك لم تكن نهاية بل
بداية..
٭٭٭





التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 21-02-22 الساعة 11:11 PM
سمرنجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:12 PM   #8

زينب هاني

? العضوٌ??? » 486251
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » زينب هاني is on a distinguished road
افتراضي

مبروووك 🥰❤️❤️❤️

زينب هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:14 PM   #9

زينب هاني

? العضوٌ??? » 486251
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » زينب هاني is on a distinguished road
افتراضي

بداية موفقة يا سموري ❤️❤️❤️

زينب هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-22, 11:23 PM   #10

سمرنجدي

? العضوٌ??? » 492215
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » سمرنجدي is on a distinguished road
افتراضي إغماضة قلب _حين تدلى السرائر_

الفصل الأول
"بعد سبعة عشر عام"


فوضى، الكثير والكثير من
الأشياء المبعثرة
هذا يصلح كمكب للنفايات، اسطبل خيول، زريبة مواشى ربما، إنما غرفة يسكنها بشر لا وألف لا؛
لقد أكتفى صدقًا لا يمكن الصمت إزاء الفوضى العارمة حيث يحيا!
حياته كالمجموعة الشمسية إن حادت عن نظامها المعتاد تحل الكارثة؛
أسرع بالخروج من غرفة تبديل الملابس الملحقة بغرفة نومه في نية للذهاب لغرفة النوم وكانت الرحلة من غرفة التبديل للفراش شاقة، تارة يتعثر في كومة ملابس وأخرى كادت روحه أن تُزهق إزاء زحلقته في عبوة من عبوات مستحضرات التجميل لا يعرف كنهها ولا سر إلقاءها أرضًا في غرفة التبديل،
أما غرفة نومه فحدث ولا حرج بقايا بيتزا، ثمرة تفاح مقطومة وملقاة على الأرض، بعض الأوراق مكرمشة منثورة في أرجاء الغرفة
ثياب مبعثرة في كل ركن بالغرفة،
حقًا الوضع أصبح لا يُطاق حاد ببصره إلى الفراش حيث أساس الفوضى
فوضاها لا تفنى ولكن تستحدث من العدم!
كومة من الأغطية على الفراش لا يمكنك تحديد ماهية ما تحتها، فهي تنام بوضع دائري!
نعم دائري تلتف أطرافها إلى أن تصل فمها على الاغلب، وتأخذ لفتها إلى أن تصل إلى منتصف الفراش
معاناة أخرى تضاف لقائمة معاناته ألا وهي النوم بجوارها على تلك الوضعية
اقترب من الفراش يميل عليها قليلا زاعقًا بصوت جهوري:
_استيقظي حالًا بيلاااااار.
لكن لا حياة لمن تنادي لم تهتز ولو قيد أنملة،
لم تفزع لم يحدث تغير طفيف ينم على كونها وعت لزعقته الحادة، مد يده لكومة الأغطية يتساءل أين الرأس؟!
انقض على الكومة يرفعها عنها إلى أن تراءت إليه.
باختصار كانت مبعثرة، شعرها أشعث وثلاثة أرباعه في فمها، وجهها شديد الاحمرار وكأنها تلقت لكمة
كاد يُلقي بالأغطية لكن يده لم تستجب لأمره وأخذ يطويهم بعناية، انتهى ووضعها على حافة الفراش وهى لم تستيقظ بعد!
مد يده وهزها بلا رفق يصرخ مجددًا:
_ بيلار لقد تأخرت على عملي بالفعل، كيف ومتى فعلتِ ذلك لقد تركتها قبل نومى كغرفة آدمية، كيف وصل بها الحال إلى زريبة مواشي؟!
تململت في رقدتها، صوته بدأ التخلخل في ثنايا عقلها وهى تحاول الصراخ تحاول مناداته، ولكن الصوت يبتعد وحلقها متورم، تريد الصراخ به كي يتوقف لكنه أيضًا لا ينتظر ليُصغى ولا هي أسعفها صوتها للصراخ عاد الصوت الحبيب التسلل لأذنيها مجددًا:
_حسنًا هيا الآن، أريد جوربي الأبيض لدي اجتماع هام ويصعب العثور عليه في وسط فوضاكِ.
تُنازع مع حنجرتها لتصرخ عبثًا وتُنازع لمد يدها لسحبه ناحيتها لكن الأيادي تجتذبه
والمسكين لا يعلم بمعاناتها وغارق في معاناته الخاصة يهتف بسأم:
_هيا بيلار صبري أوشك على النفاذ،
لن أستطيع الإتيان به دون ترتيب الغرفة ولا أملك الوقت لأفعل.
شيئا ما يجثم فوقها، بلال يبتعد وتلك الأيادي السوداء تجتذبه من كل حدب وصوب تريد إنقاذه، تريد مناداته لكن لا شيء،
هي مقيدة بلا قيدٍ حقيقي ولسانها لا يقوى على الحركة للقيام بوظيفته هي مستهلكة وهو يُنتَزع منها بلا رحمة يختفي ومعه الأيادي،
لا يبقى لها سوى الفراغ والظلام وذلك الجاثوم على صدرها يثقل أكثر، انتفضت صارخة باسمه، أُجفل من صيحتها وانتفاضتها المفاجأة وجهها المحمر من أثر النوم أصبح يحاكي شحوب المرضى على الأغلب كانت فريسة لكابوس مفزع،
أخذت في الصراخ والانتفاض، يديها تضرب حولها بشكلٍ عشوائي كأنها تنازع كي لا تغرق وهو مشدوه لا يعرف كيف يتصرف لقد أخذته على حين غرة ليس إلا،
كان منتظر تأفف كل يوم وجملتها المعتادة على تذمره من فوضاها
"كفى بلال كفى استيقظت، سأنظف الفوضى، سأحضر الإفطار، وسأفعل كل شيء فقط اصمت قليلًا واطفئ الضوء"
ثم معاودتها للنوم بكل برود ولا تعبأ لدمه المحروق،
لكن أن تصرخ وتنتفض باكية بهذا الشكل المدمر لقلبه، لا لم يكن مستعدًا، هذه مباغتة لثوابته، ضربة تحت الحزام وهو مبرمج على ردود أفعال معينة، هو في المفاجأت "مش قد كدة"
نفض عنه هذا التصلب واقترب منها
محتويًا إياها بين ذراعيه يستعيذ من الشيطان متمتمًا بخفوت لها بأن تهدأ وبأنها على ما يرام بين ذراعيه،
لم يتوقف بكائها إلا أن صراخها توقف كانت تنتفض،
كلها ينتفض!
تشبثت به ودست رأسها الباكي في قمصيه بشناعة،
نعم شناعة تلك الأصابع التي جعدت قميصه
المكوي بعناية لأكثر من نصف ساعة،
أنفها السائل الذى لم تجد غضاضة من مسحه في ياقته، لا يمكن أن يُعرفوا سوى أنهم شناعة ولا عزاء لتلك العاطفة البالية الآن!
لم يُصرح بالطبع بأي من دواخله بل تصرف كأي رجلٍ مهذب راقي وتابع تمسيده على رأسها وتمتمته لها بأن تهدأ، فتتشبث به أكثر وتنادي عليه من بين شهقات بكائها، حاول إزاحة رأسها قليلا كي تبصره وتعلم بوجوده بجوارها وبخير حال، لكنها رفضت ذلك وزادت من تشبثها به وفي صراخها باسمه!!
غمغم بخفوت كي لا تجفل أكثر:
_هيا بيلا، ها أنا ذا توقفي عن البكاء حبيبي
أنا معك الآن،
لم يحدث شيء، كان مجرد كابوس مزعج.
توقفت تدريجيًا عن البكاء، لكن أصابعها لم تحل وثاق قميصه بعد، الآن بدأ يشفق عليها من هذا الكابوس، صغيرته ليست تلك الهشة التي تبكي من فراغ لذا قلبه لان لها وواصل هدهدتها إلى أن سكنت حركاتها واالكابوأنفاسها فعلم أنها عادت للنوم مرة أخرى،
حسنا، تبًا لقلبه لن يقوى
على حثها للاستيقاظ مجددًا،
مدد جسدها المرتخي برفق سطحها بطريقة مريحة؛
لا جورب أبيض وتأخر عن العمل في سابقة لم تحدث من قبل وأيضًا بكاء بيلار!
لقد أُبيد نظامه عن بكرة أبيه،
تأفف بصوتٍ منخفض كي لا تستيقظ
تبًا أيضًا لتلك المراعاة، تركها مستلقية وبدأ رحلة بحثه عن جورب مكتمل يصلح للاستعمال وأخيرًا حصل على جورب ذا فردتين،
تمم ارتداء ملابسه ونثر عطره وخرج بروية كي لا تستيقظ وهو فعليًا يغالب قلبه الذي يحثه على البقاء جوراها، لكن هذا الاجتماع اللعين،
تأفف مرة أخرى يسارع بالخروج ارتطم بحائط بشري جلف،
تصنع باهي الألم وهو يهتف:
_ كدت أن تودي بحياتي ما خطب عينيك؟
المزيد والمزيد من العراقيل والفوضى تبًا
لاحظ باهي تمتمته ووجهه المحتقن وعلم ببلوغه أقصى درجات الصبر لكنه لم يستطع التحكم في لسانه:
_ هونها تهون يا أخي، هيا خذ نفسًا عميييييقًا.
_الآن
ارتابت ملامح باهي ولم يفهم ماذا يفترض به الفهم من تلك "الآن" لكنه لم يستسلم رد عليه بهدوء:
_نعم أخي الآن، استرخ فنحن نريدك، هذا الاحتقان يرفع الضغط وبالتبعية ستصاب بالسكرى وأنت في ريعان شبابك.
لم يحسب حساب لتلك المقاطعة الخشنة فقد تلقى لكمة في منتصف وجهه!
لكمه بغلٍ حقيقي كاد يطيح برأسه،
لكمة أبلعته باقي جملته أو على حد زعمه أبلعته لسانه بالكامل!
تحدث بلال بخفوت شرس من بين أسنانه:
_عندما أقول الآن تستمع بلا مزيد من الثرثرة،
الآن تعنى اختفاءك من أمامي
قبل رفة جفني، لذا تستحق هذه اللكمة.
وأكمل سيره دون أن يعبأ لفم باهي الذى سقط من الصدمة ومن عنف أخيه، حسنا لم يتطلب الأمر كل هذا العنف!
تربيته على ظهره نفضته من مكانه تنفس بعدها الصعداء، وجدها أخته متشدقه:
-لمَ هذا الإجفال وجهك يبدو كالكتكوت المبتل؟
_أخيكِ جُن تمامًا ظننته عاد للكمي مجددًا.
زوت ما بين حاجبيها متعجبة بعد هذا الجواب الهادئ في نبرته المريب في معناه قالت متسائلة بغرابة:
_ عن أي أخ تتحدث، بكر؟
لكن بكر خرج منذ ساعتين لم تكن استيقظت بعد.
حك باهي موضع اللكمة الحارق قبل جوابه بنفس الهدوء:
_بل قصدت بلال.
حان دور بهجة لتفغر فاهها الآن، مؤكد يهذي، بلال لا يتراشق مع أحد بالأيادي قط هو الرزين الراقي وسط جيش الأوباش الممتثل في باهي وبكر.
٭٭٭
"الوحدة كالجاثوم تُطبق على الأنفاس تسحبها ببطء، تقتات عليها، قد تغريك بهدوئها كالنباتات الزاهية التي تجذب الحشرة بجمالها ثم فجاءة تبتلعها"
وحدتها خانقة لا مناص من معايشتها للوضع
فالأشواك رغم حدتها تحمي الورود،
استيقظت بتخاذل كعادتها الصباح ليس بشيء مبشر بالتفاؤل بل نافذتها للتعرض لأصناف البؤس، نهضت من فَرشتها بتكاسل، دارت ببطء تنظر في سطح مرآتها العاكس أو للدقة الذي كان عاكس،
مغطى بقماش أسود قاتم تنافس حياتها قماشه قتامة، خطت إلى خزانتها القديمة سحبت ملابس للخروج بطريقة عشوائية لم تهتم للأناقة، لا تملك تلك الرفاهية فهي في طريقها لخوض حرب هائلة كي تخرج لدراستها لتمارس حق مكفول لها تنازع على بديهيات، هل هناك عبث أكثر من ذلك؟!
خرجت بتمهل تفتح باب غرفتها المغلق بالمفتاح
تزحزح الكرسي لكى تفتح الباب فإذا كان النهار نافذتها للبؤس فالليل نافذتها لـ...
أغمضت عينيها بألم لا تريد التطرق للأمر، مجرد عبوره في مخيلتها يستهلك جزءً من روحها ينتزع من آدميتها يحرقها ببطء وبلا رحمة.
فتحت الباب أصدر صريرًا مزعجًا ينوح إشفاقًا مما ستلاقيه، في طريقها للحمام تحرت من وجود أحد في صالة منزلهم فلم تجد تنهدت براحة دلفت للحمام لكي تغتسل في حين كان هنالك شبح أسود يتلصص عليها من ثنايا الباب القديم!
ما إن رآها أوشكت على الانتهاء حتى تحرك بتسارع واختفى من الردهة، خرجت من الباب
تتحرى الوضع أيضًا لم تسمع أي صوت يدل على وجود أحد، آثرت البقاء في غرفتها لحين ميعاد المحاضرة خاصتها، لكن صوت أمها المتذمر دائمًا وأبدًا قصف في دويٍ مزعج كاسرًا الصمت:
_ماذا يا أميرة هل انتهيتِ من اغتسالك؟
سؤال بديهي لا يحتاج لإجابة
أومأت لأمها كإشارة منها لكي تبدأ وصلة التقريع وتسميم بدنها، لم تتأخر بثينة التي زعقت بعلو:
_ طالما جنابك انتهيتِ إلى أين تظنين نفسك ذاهبة! هل خُيل لكِ أنكِ تسكنين فندق خمس نجوم أكل ونوم واستجمام ألا رحمة لديك لقد تهالكت عظامي من خدمتكم، هل أتيت بكِ لتكوني عبء إضافي؟!
استمعت إلى نهاية الحديث دون أي تعبير على ملامحها، استمعت كالعادة بتخشب لم تتفوه بحرف أو ترسم تعبير محدد، فقط وجه مصمت
رغم الإجحاف والظلم البين لا أحد يرفع معلقة من موضعها في هذا البيت غيرها، لم تتهالك عظام أحد سوى عظامها، لكن سكتت مرغمة راضخة كعهدها
وعند انتهاء أمها دمدمت بخفوت:
_آسفة كنت فقط سأدخل ملابسي للغرفة،
سأحضر الفطار يمكنك الراحة الآن.
أكملت لحيث الغرفة وألقت ثيابها بعشوائية
في سطل تستخدمه لهذا الغرض،
وسارعت إلى المطبخ دون كلمة أخرى،
تنهدت بثينة بكبت ثم خطت بوهن إلى صالة المنزل حيث أبنائها الذكور الأربع وابن سلفها
"أحمد" شبه قاطن معهم في الدار، همهم الجميع عند رؤيتها يطالبون بالطعام الذى تأخر، دنت منهم قائلة:
_ انتظروا قليلًا رويدا تحضره لن تتأخر.
لمعت عين أحمد عند ذكر اسمها وحبس أنفاسه في انتظار مجيئها، شرد ولم ينتبه لنداء حامد المتواصل ليلكزه الأول في ذراعه بغيظ مغمغمًا:
_إلى أين ذهبت يا غبي أحدثك منذ ساعة وأنت كالأبله لا تجيب.
تنحنح أحمد يجلي حنجرته وأفكاره، ثم رد ساخطًا:
_ذهبت إلى مكان لا وجود لوجهك العكر به لكنك مصر على ملاحقتي فصوتك المزعج اخترق تلافيف عقلي وأنزلني إلى أرض الواقع مجددًا.
كاد حامد يفحمه برد، لكن رائحه الإفطار أخرستهم جميعًا، دنت منهم "رويدا" ووضعت صينية الإفطار على المائدة ثم انسحبت إلى غرفتها مرة أخرى بصمت، تناهى إلى سمعها صوت يناديها التفتت لأحمد
الذى قال بوله:
_ ألن تشاركينا الإفطار؟!
زفرت داخليًا لكنها ردت بخفوتها المعتاد:
_لقد سبقتكم وفطرت صحة وعافية.
وأسرعت الى غرفتها قبل تفوهه بالمزيد،
تترقب موعد المحاضرة، بعد مرور وقتٍ كافٍ تممت على ملابسها وخرجت من غرفتها قابلت أمها وأخيها الصغير في بهو البيت يثرثران بانسجامٍ تام تنحنحت فانتبهوا لها غمغمت بصوتها الخفيض:
_ أمي أنا خارجة لأوافي المحاضرة.
لوت أمها فمها في حركة أزلية مصاحبة لكل ما يخص دراستها، بينما ميلاد يتفحصها بدقة وعقب متهكمًا:
_ ما سر التعجل والتأنق هل أنتِ على موعد؟
زمت شفتيها وأجابت بجدية:
_ بلى ذاهبة للكلية لدي محاضرات اليوم ولن أتأخر إن شاء الله.
وقف واقترب منها فتراجعت غريزيًا، خطواته المتمهلة قبضت قلبها فالقادم مهين كالعادة وقد كان، قبض على وشاحها بعنف يقرب وجهها منه ويهدر من بين أسنانه بغلظة:
_ افردي وجهك عند محادثتي، ارتيادك للجامعة لا ينسيكِ مركزك هنا ولا يخول لك التعالي عليّ.
هزت رأسها بآلية، فعل متوقع من أخيها، حانت منها نظرة لأمها المراقبة بلا رد فعل وأيضًا رد فعل متوقع منها، حل قبضته من وشاحها ينفضها بقوة تراجعت عدة سنتيمترات على أثرها هندمت وشاحها ونكست رأسها تنتظر أمره لها بالانصراف ككل يوم، لكنه اليوم نزع حقيبتها بعثرها أرضًا مما استدعى دمعة خائنة فاض قلبها بها، عثر على بضعة جنيهات فسلبها إياهم بخسة بلا مراعاة أنهم للمواصلات، فتحت فمها تخبره بحاجتها لهم لكنه لم يمهلها أغلقه بقبضته القميئة يضغط فمها قليلًا فسكتت مرغمة ليأمرها بفظاظة:
_ انصرفي وويلك مني لو تأخرتِ.
ألقت نظرة على أغراضها الملاقاة أرضًا، فرفع حاجبه باستهانة ولم يتزحزح من موضعه، فهمت رغبته السادية في إذلالاها ركعت صاغرة تلملم حاجيتها وابتسامة ظافرة ارتسمت على محياه فقد كسر تعاليها المزعوم.

٭٭٭
فرائصها ترتعد وتوشك على البكاء كالأطفال في صورة لا تناسب عمرها ولا بطنها المنتفخة، لكن لننحي المظاهر جانبًا إن فعلت وبكت فسيُحيل حياتها سوادًا ولن يرأف بها البتة، صوته يعلو وصوت قرقرة بطنها يوازيه علوًا حيث قولونها العصبي يُعلن عن نفسه فتوتره بلغ الذروة،
أين أنت يا بلال؟ نادته في سرها تستدعيه لتتخلص من المستذئب الماثل أمامها، انتبهت لزعقته وحديثه الموجه لها بسؤال بعد سيل التقريع:
_ أين الملفات سهام هانم، هل يمكنك إخباري كيف سأبدأ "الزفت" دونها؟
صوته ارتفع في جملته الأخيرة وأشاح بيده في وجهها مما كمشها أكثر ردت بتعثر:
_ بلال بك معه نسخة.
يخال لها أن أنفه وأذنيه اندلع منهما شرارًا ثم هدر بعصبية:
_ بلال!
هل ننتظر السيد بلال لكي يأتي للقيام بعملك؟
وإن لم يأتي نعتذر عن الاجتماع بسبب إهمال جنابك؟!
صوت حنون ربت على قولونها:
_ لكني أتيت يا بك والاجتماع سيتم،
هدئ من روعك.
هاج وماج أكثر، بلال يُسرف في دلالها، وهو يبغض التسيب:
_ حقًا؟!
هكذا حُلت المعضلة وكون الهانم أتلفت نسخ الملفات وأضاعت المطبوعة منها نتغاضى عن إهمالها وأخطائها التي لا حصر لها.
زفر بلال ووبخها بنظرته ثم صرفها بلطف ليرد على الفظ:
_ترفق بها يا بكر تعرف أنها ظروف استثنائية بسبب حملها.
كاد يصرخ ويشد في شعره كالمخابيل من الحجة المكررة:
_ تبًا، لم نفتحها سبيل!
أجابه بحزم قاطع يحسم الجدل:
_ أنا فتحتها لسهام سبيل، هل من اعتراض؟
كاد يتفوه بحماقة، لكنه أطبق فمه وأجاب صاغرًا:
_ حسنًا بلال بك.
ضحك بلال من عصبيته وتهذيبه ورسمتيه المطلقان حين يستاء منه، كونه الكبير يجعل بكر يُبجله وعند وصوله لحافة فقدان السيطرة يلتزم بالرسمية كي لا يتجاوز حدود الاحترام،
استأذنه بنفس النبرة المهذبة:
_ سأنصرف للتحضير للاجتماع، أراك هناك يا بيك.
انصرف يضرب الأرض بغل ويتوعد لسهام فأين تهرب الملوخية من المخرطة؟!
أما بلال فعبس يتذكر حالة بيلار وأخرج الهاتف يوصي بهجة بها.
٭٭٭٭٭

بسيطة كجدة تسرد الحكاية لتسري على أحفادها،
كوجبة فلافل بجوار كوب شاي دافئ،
كانت تحادث باهي بحنوها تسهب في شرح تفاصيلها وينصت باهتمام شغوف، هو أنيسها الوحيد تثرثر معه بلا انقطاع ويسمعها بلا ملل حيث بهجة مفضلته، انشغل برهة يطالع شاشة هاتفه المضاءة يرد على أصدقائه في مجموعة مشتركة على أحد وسائل التواصل، فعبست تنبهه:
_ باهي ركز معي.
أغلق الشاشة وأولاها انتباهه متملقًا:
_ ها أنا منصت يا بهجة البنات.
لوت شفتيها وغمغمت بسأم:
_ كف عن نعتي بهذا اللقب السمج.
محدثة النعمة لا تفقه في فن الدلال شعرة،
ضربها على كتفها بغشم لا يناسب رقتها بل يناسب خشونة بكر أكثر فصرخت متأوهة ليتذمر من هشاشتها:
_ تبًا لا يعجبك المزاح ولا الدلال.
تهكمت بيد تدلك موضع الضربة الحارقة:
_ صدقت أنا جاحدة، اسحب خدماتك.
طالعها بوجه ممتعض ولم يعلق،
فرو ناعم يحتك بساقه نزعه من رميها بسخط نظراته،
فنظر تلقائيًا لأسفل انقلبت ملامحه مائة وثمانون درجة عند إبصاره قطة بهجة اللزجة كم يبغضها ويبغض وجودها في البيت، لكن ببساطة لا يملك حق الاعتراض
فوجودها أهم من وجوده شخصيًا
أليست من مقتنيات الأميرة بهجة!
زاحها بلا رفق وقرف، حدجته بنظرة ألزمته الصمت، ثم مدت لها يدها ترسم ملامح لطفية تشبه القطة لحد ما
فهرولت تتمسح بها تتلمس بها قبس من حنان تفيض به على الجميع ببزخ، وباهي يزداد قرفًا وامتعاضًا في التفاتة سريعة عثرت على عيناه المنصبة عليها بتعبير ممتَعض فصرخت تنبهه بحدة لا تناسب يدها المرتبة برقة على فرو القطة الناعم:
_ أمحِ تلك النظرة البغيضة من وجهك
ولا تزدري "كيتي".
قلبت معدته بذكر الاسم المائع المدعوة به قطتها، انتصب واقفًا يرد ومازالت ملامحه مقلوبة:
_ بل سأنمحي شخصيّا من وجهيكما،
اقضوا وقتًا لزجًا.
نصف العبارة ألقاها أثناء تحركه بالفعل
لتصرخ بعصبية عقب خروجه:
_ أنت اللزج توقف عن ذلك.
لم يعِرها اهتمام، تأففت من تصرفاته المستفزة وواصلت التمسيد على الفرو الأملس تستلذ بغوص يديها به من أمتع اللحظات مع قطتها، تفحصت صفحتها على شبكة التواصل سريعًا لتلمح منشور تمت مشاركته من ربع ساعة، منشور لشخص نزعته من ثنايا روحها بعدما أعاث شرخًا لا يرمم، ابتلعت ريقها والرؤية بلا سابق إنذار تشوشت بفعل سحابة دموع ظللت عينيها، تحرك إصبعها برتابة وشيء من جلد الذات يشغل الفيديو، تجلت ملامحه المألوفة وصوته المبتهج يشارك محبيه خبر طالما انتظره بفارغ الصبر
خبر لم تشمت في تأخيره لكنها ببساطة رأته عدالة ترد جزء من دينها، لكن ها هو يعلنها صراحة بفيديو يثرثر وهو محتضن زوجته المحمرة خجلًا بأنه فعلها أخيرًا،
الدموع تزداد وصورته تُطمس كشخصه من عالمها لكن صرخة اندلعت في أعماقها مفادها أن أين القصاص العادل؟
قد حظى بزوجة لينة ومحبة وكُللت فرحته بحملها جنينه في جنبات رحمها،
أصابعها اشتدت على فرو القطة ففرت معترضة بمواء غاضب من خشونتها المفاجأة، لكنها ببساطة لم تلحظ، بديناميكية استلقت على الفراش وتلحفت بغطائها لعل برد روحها ينقشع، أغمضت عينيها ولاذت بالصمت حتى صوت تنفسها خفت ثم راحت في سُبات عميق لعلها بالنوم تتعافى.

٭٭٭
وقفت تتنفس بتصارع وهى مستندة على رخامة مطبخهم المتواضع بعد يوم مضني من العمل في البيت، لقد أُرهقت بحق اليوم، يوم الزيارة الشهرية لعائلة أبيها يأتون كل شهر في يوم عائلي مستقطع من مشاغل الزمن في عادة مستمرة، لأن أبيها الابن الأكبر فالتجمع لديهم
حتى بعد وفاته أمها تصر على السير على نهجه،
دخلت أمها مشفقة عليها من ما بذلته من مجهود ربتت على كتفها بحنو مغمغة:
-لقد أتعبنا الأستاذة اليوم،
اذهبي لغرفتك لأخذ قسطًا من راحة.
اعترضت "سبيل" وعينيها تقع على نتيجة زيارة اليوم حيث الكثير والكثير من الأواني والأطباق والأكواب وقالت مازحة:
-الراحة في الجنة يا ست الناس أما الآن الصحون تنادي عليّ ومجبرة لتلبية النداء.
ضحكت أمها بشفقة من المتعارف عليه لدى أفراد العائلة تامة أن سبيل لا تمت لعمل البيت بصلة، بل دخولها للمطبخ مصاحب لكارثة دائمًا، لكن اليوم استثناء لأنها متوعكة قليلًا فرفضت سبيل رفضًا قاطعًا أن تدخل المطبخ وقامت بالتنظيف، والطهي، الضيافة، وخلافه، الجدير بالذكر أن اليوم انقضى بلا كوارث لها بالمطبخ، ابتسمت عند تلك الخاطرة والتقطت ابنتها الابتسامة فغمغمت بتوجس:
_أتعلمين يا ست الناس تلك الابتسامة أصابتني بالتوجس وهنالك هاجس يخبرني أنها نوع من التهكم المستتر عليّ خاصة وعينيك سارحتين بي بهذا الشكل.
قالت أمها بتفكه لم يخلُ من شفقتها بعد:
-حسنا لقد أمسكتِ بي، أتعجب كيف انقضى يوم لكِ بالمطبخ بدون حرق أو سكب زيت على أطرافك أو شق طولي غاشم من سكين الخضروات؟!
امتقع وجه سبيل من سخرية أمها، لقد أخفت عنها الإصابات اليوم وكانت فى طريقها لتخبرها لكى تسكب عليها بعضًا من حنانها ولكن بعد هذا التهكم ستتسلح بالقوة وتتصرف كالناضجين ولن تبكي وهى تشتكي لها من إصابات المطبخ الشنيعة، تصنعت المسكنة تجيب أمها:
-شكرًا أمي الفاضلة، بعد تعبي لا أحصل سوى على التهكم، لهذا أنا أدخر مواهبي ليس هناك من يقدرها.
ضحكت أمها تجاريها فى مزاحها:
-وأنتِ الشهادة لله لديك فائض من المواهب يا سبيل.
لم تُعطَى فرصة للرد فأصوات صياح وجلبة فى الخارج شتت انتباههم، خرجت "شهيرة" تتحرى ما سبب الضجة فوجدت أبنائها الذكور فى صالة المنزل يتمازحون بخشونة صاحت بحزم:
-ما هذا الهرج والمرج نحن فى ساعة متأخرة من الليل لا يصح، كفوا عن الجلبة
واصمتوا فورًا.
ساد الصمت فى الحال، انتهزت سبيل الفرصة وأشعلت أمها قائلة:
-اطرديهم للخارج يا أمي، تلك ليست أخلاق أبناء ناس أبدًا ما هذا التسيب.
تنحنح "ساهد" يقول بأدب جم لأمه دون الالتفات لأخته الحاقنة كالإبرة:
-نعتذر يا ست الكل على الجلبة، لم ننتبه صدقًا.
احتقن وجه سبيل غيظًا، لا تطيقهم منذ الصباح بعد رفضهم مساعدتها فى العمل وانسحابهم بكل خسة، التقطت أطراف الحديث وواصلت عميلة التسخين:
-عذرًا يا أمي، هذا الكلام لا أشتريه بجنيه ماذا يقصد بلم أنتبه للصوت العالي؟!
هل هو صغير أم مغيب؟
لا أستبعد الثانية خاصة وأنتِ تتركين لهم الحبل على الغارب و يعودون بعد انتصاف الليل، ربما تعاطوا شيئًا فما أكثر أصحاب السوء .
بهتت ملامح أمها تتخيل السيناريو وكادت تُصاب بجلطة رغم إدراكها الحرب الباردة بينهم،
بينما حُفر الاستنكار على ملامح إخوانها وتداركوا لعبتها الحقيرة،
تكلم حازم بحاجب مرفوع مستنكرًا أسلوبها الوضيع:
-ما هذا الخيال الخصب يا أستاذة سبيل،
هل تكرمتِ علينا بصمتك وأرحتنا من تحليلاتك؟
تجاهلته سبيل مجددًا ولم تحد عن الطريق:
-أعلم أن الحال المائل لا يرضيكِ لذا أنا أنتظر تصرفك وأعلم حيادك وإنصافك فهذا الوضع بات لا يُسكت عليه.
صاح مازن معترضًا فهي لا تلعب بنزاهة:
-ما هذا التملق يا ، لم أعرفك، حياد وإنصاف وكلمات كبيرة من أين هذه المصطلحات بالله عليك؟!
وأخيرًا تنازلت وعارتهم نظرها رمقت مازن بطرف عينيها تجيبه:
-نسيت أن متعاطي مثلك لن يفهم هذا الكلام.
تململت أمهم فهذا السجال لن ينتهى اليوم وبدأت أطرافها تتشنج من الوقفة، لذا هدرت فيهم بحزم مجددًا:
-هلا بلعتم ألسنتكم قليلًا، أصبتموني بصداع توقفوا عن حركاتكم الصبيانية فقد ضاق بي.
همت سبيل بالتملق وإشعال الحرب لكن أمها زجرتها تحدثها بلوم:
-حسنًا سبيل يكفي هذا القدر لليوم، لم أعد أقوى على الوقوف فكما تعلمين أنا مريضة.
بهتت ملامح سبيل وسارعت إليها ومعها
إخوانها معتذرين لها، أدخلوها غرفتها بعد سيل من الاعتذارات من أبنائها الذكور، دثرتها سبيل معتذرة بخفوت وانسحبت من الغرفة بصمت تلاها إخوانها، دخلت المطبخ مرة أخرى تحاول الانتهاء من الجلي، بعد برهة
اقتحم جيش التتار المطبخ تفاجأت من هذا الاقتحام سارع مازن بغلق الباب بينما حازم يناظرها بتوعد فى حين ساهد يديه فى جيب بنطاله البيتي مغمغمًا بخفوت شرس:
-نحن مغيبون وننجر وراء أصحاب السوء ويستوجب لنا الطرد.
بلعت ريقها وهى تقول بمهادنة:
-ما الأمر يا شباب! لا تتهوروا فأمي مريضة ولا نريد إنهاكها.
تقدم مازن ببطء ونظرته لها لا تحمل خيرًا البتة قائلا بنفس خفوت أخيه:
_أنا متعاطي ولا أستوعب الكلام؟!
واستكمل حازم بنظرة متوعدة:
_ تماديتِ سبيل وعليكِ دفع ثمن لسانك الطويل.
أوشكت على الصراخ فسارع حازم بتكميم فمها ومازن حملها على كتفه وعدى سريعًا للطابق العلوي البعيد نسبيًا عن غرفة أمهم،
رماها مازن بجلافة على السرير، فتكومت على نفسها، تحاول النهوض عبثًا، اقترب ساهد بخطواتٍ بطيئة وملامح لا تنم على خير،
فبكت بقلة حيلة وإنهاك تملك منها.
٭٭٭
انتهى الفصل الأول



سمرنجدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.