آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية ****أبعد من الشمس *** (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حواجز الصداقة -بيني جوردان(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          67 - زواج بالإكراه - فلورا كيد - ع.ج ( كتابة فريق الروايات المكتوبة/كـامله )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          شركة رش مبيدات داخل وخارج الرياض (الكاتـب : الرفاعي فرحات - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: مساعد الرشيدي ؛ يجسد أحوال ابطالنا :
مانيّ متحسف بالدنيا على شي الا عليك .. 43 19.03%
تجملي في نحيل ضاق به ثوبه ‏.. 103 45.58%
ما هزني منهم ضعيف ولا قوي ‏راسي يشم الهوا وهم دونه نازليـن 80 35.40%
المصوتون: 226. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree27762Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-22, 08:45 AM   #1

الغيد
 
الصورة الرمزية الغيد

? العضوٌ??? » 322714
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الغيد is on a distinguished road
Rewitysmile27 ‏المهرة اللي دونها ألف حارس ‏يصعب على أطوال الشوارب نحرها..


.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

.
.

بعيدًا عن رهبة البدايات لِكاتبة مُبتدئة هنا و فوضى العودة لكاتبة أخرى ارهقها التخفي
أعود الآن ببداية جديدة .. و حصرية الى المنتدى الأولى " روايتي " ..

برفقة
"
المهرة اللي دونها ألف حارس
يصعب على أطوال الشوارب نحرها
"



.
.


المقدمة


.
.



وماذا بعد الصّبر والليالي الطوال .. ماذا بعد قهر الرجال وخنجر الغدر ..
دمعة واحدة سقطت ليلتها .. حاملة معها عالمًا ب اكمله .. متمثلا بـعائلته .. صديقيه الاقربين.. و محبوبته ..
تجرد من كل ما يملكه " ظُلمًا " .. وتجرَع ضيم الليالي في زنزانة صدئة .. لأعوام .. يرافقه ذكرى صراخ أصم اذنه و سكرات الموت التي كانت تُنازع .. احدهم ..

لِيخرج منها خاسرًا سنواتِ عمره ؛ احلامه .. و زوجته ..
يحمل على عاتِقه ذنبَ يتمتين ووالدتهن ..
مالذي ستجزيه الدنيا بِه اكثر .. وهل للإنتقام سبيل اليه .. ام سيقفل باب الماضي ببِرمته.. ؟



ذيب ..
38 عام

.
.


كان الشاهد الوحيد على مَا دُبر ..
وحاول بِكل ما أوتي من قوته ورباطة جأشه ان يُأخذ بأقواله .. الا ان احدهم لَم يُصدقه .. ليس لِصغر سنه فقط ! بل لاستحالة ان يكون من يشُير اليه هو المتهم ..
فلا دليل عليه .. وهو صاحب القلب الأبيض .. و الموقف الاول .. و الصُحبة الازلية .. كيف له ان يخون ؟ بينما هو المراهُق الصَعب .. كثير المشاكل .. الكاذب دون تصديق
فكيف لهم ان يأخذوا بما قال ؟
بل ان الاغلبية قد اشاروا الى شهادته انها ليست سوى غيرة من عُمق الصداقة اللي جمعت بين عّمه و بين ذاك .. ورغبة منه في تدميرها
لذلك قد كَبر .. وكبر الحقد المتأجج بداخله عليهم ..
جميعهم بلا استنثاء .. واولهم .. " والده " ..

الليث - 31 عام

.
.


موعد تنزيل الفصول كل يوم سبت




روابط الفصول

المقدمة .. اعلاه
الفصل 1 .. المشاركة التالية

الفصل 2
الفصل 3
الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13 ج1
الفصل 13 ج2
الفصل 14 ج1
الفصل 14 ج2
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17, 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23
الفصل 24 ج1
الفصل 24 ج2
الفصل 25, 26 نفس الصفحة
الفصل 27, 28 ج1 نفس الصفحة
الفصل 28 ج2
الفصل 29, 30 متتابعان
الفصل 31, 32
الفصل 33
الفصل 34 ج1
الفصل 34 ج2
الفصل 35





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 13-10-22 الساعة 11:50 PM
الغيد غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 08:46 AM   #2

الغيد
 
الصورة الرمزية الغيد

? العضوٌ??? » 322714
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الغيد is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول





.
.


والله إنّا من درينا في مجيّك
‏مابقى فالبيت باب إلا مشرّع


.
.


قَصر آل مِعتق ..

‏8:00 Pm

كل الأبواب شرعها لآخرها .. و روائح لطيب و البخور التي يخالطها ريح "الدلال المهيلة" فاحت بالحي باكلمه.. شرعَ البيت بزينة و انوار .. كانها ليلة فرح ..
وما تبقى من اهلهم احد الا و قد دعاه ؛ يقف بهيبة حضوره امام الباب " مَرحب و مهلي .. و مسفهلي " ..
وينظر بعينيه باوجه الحاضرين يتأكد من مجيئهم دون نقصان
متجاهلاً نظرات " والده" و عمامه همه الحالي ان يمشي كل ما قد خطط له .. على ما خطط ..

نادى بصوتَه العالي حينما انتبه لِضيوفه المنتظرين : ارحبو بـعيال عبدالله ارحبو .. القهوة يا ولد ..

وتزامناً مع كلمته .. كان اصغر اخوانه .. يركض نحوهم وبين يدينه دلة القهوة وهو يقدمها لهم واحد تلو اخر

دقائق حتى اقبل عليهم مجموعة من عشرة اشخاص بلباسٍ موحد
الثوب الابيض والحزام الاسود المشتد على مناكبهم .. وبيد كل واحد منهم " طار " تقدم منهم هو مرحب واخذ يحادث رئيس فرقتهم بهمس غاب عن اسماع كل الحاضرين ..

على الجانب الآخر .. كان يجلس براس المجلس وبحكم العمر لم يكن ليِقف ويشرف على الضيوف بنفسه كما الماضي ..
و حتى هاللحظة لم يعرف لهذه العزيمة التي خطط لها " الليث " سبب وما يثير ريبته اكثر انه لم يخبرهم بها الا عصَر اليوم !
التفت بضيق لابنه الذي بجواره "ووالد المّعزب لهالليلة"
هامس له بشيء من القلق :
اعوذ بالله من شر ولدك وشر ماهو آتينا به لا يكون اعرس من ورانا

تنهد الاخر باستسلام من هذا الابن وافعاله التي التي لايمكن ان يتنتبأ بها احد :
علمي علمك يبه .. الله يستر منه ومن مصايبه وعساه ما يفشلني مع اخوي لو عاف بنته وخذا على راسها مره ..

احتدت نظراته فجأة حينما مس الأمر حفيدته المفضلة : يعقب و يخسى .. الجفول ما تجي عليها مره .. والله ان عاده سواها لاطلقها منه وازوجها شيخ ابن شيخ .. طاحوا عند رجلي رجال باشنابها يبونها لكن من ردى حظها قلبها ما طاح الا عند ولدك ..

لم يُعلق .. فلا الوضع الراهن يساعد على هذا الحديث وليس من مصلحته الاسهاب مع والده .. فـ حينما يصل الأمر للجفول .. تنقلب كل المبادىء ويخرج من طوره فوراً ..

اما عنده ..
فصوت ضحكاته المُجلجة انطلقت على نُكتة اطلقها رئيس الفرقة .. لِيؤكد عليه قبل ان يبتعد عنه :
تكفى .. اول ما تشوف السيارة مَقبلة تغنيها .. يا ان فيه كبود حاضرة ودي أكويها ..
تتسع ابتسامة الاخر المُتلاعبة .. وقد ادرك ما بـ " معزبهم " من كيد !

تحرك بخطواتٍ ثابته .. الى ابن اخته وهو يرى ما بيديه يحمله و يخصه .. لِيأخذ " المحزم " من يديه .. يرتديه على عجل .. يقترب مِنه صديِقه وهو يمده بـ " الرشاش "
ليتولى هو ملأ طلقاته بِكل مهاراة .. والنظرات حوله تدور بفضول .. ورِيبة .. و توجس !
تأمل الضيف الأخير .. و عدوه الأول .. يتقدم وعن جواره ابنِيه اكبرهم بِعمر الثانية عِشر ! عُمر خيانته ..
واصغرهم لا يدري كم يّبلغ من العمر .. لكنه رحب به بمبالغة اثارت ارتباكه ..
بينما جدَه و ابيه دوت صافرات الانذار لديهما منذَ رؤيتهم للسلاح في يديه .. لِتكتمل برؤية ذاك القادم ..
لم ينتظر والده " عساف " .. وهو يقفز متوجها اليه .. باعتقاده انه سيمنع كارثة ان تحصل !
الا انه توقف على بعد خطواتٍ منه .. وهو يراه يحثه على الجلوس ويحث اخيه على تقديم الضيافة لهم !
اقترب من الضيف .. يَخصه بالسلام الفاتر .. ثم اتجه نحو ابنه اللعُوب بقنوط ! لكنّه لم يُمهله .. وهو يتجه خارجًا ما ان رأى احدى السيارات تقترب .. يرى استعداد الفرقة التامة .. وابنه يرفع السلاح لاعلى .. ليبدأ بـ رمي طلقات النار ب الجو بـ جنون !!!!
يصدح اصوات الفرقة بـ شيلة .. لم يَكن لِيهديها ابنه لأي شخص ! .. ليستوعب الأمر قليلاً و يدرك هوية من بالسيارة دون ان يراه .. تتسع عيناه بغير تصديق .. وهو يهمس مُكذبًا نفسه : الذيب ؟



تأمل حفيده بغضب .. وهو يرمي خارج المنزل بسلاحه .. ليلمح سيارة قادمة .. ولم يحتجَ للتخمين .. تكفيه نبضات قلبه المُضطربة التي اخبرته بِهوية الزائر .. ورائحة " الذِيب " يجدها بين الحضور قادمة .. وقف على عكازه بِضعف .. ودموعه تترقرق يتجه بخطوات بدت عجولة حتى و ان بطئت .. أيعقل ان اللقاء قد حان .. و فلذة كبده الأصغر الذي غُرر به قد ًاُفرج عنه ..هل وبعد كل هذه السنُون العجاف الذي قضاها في انتظاره عاد اليه اخيرًا ..
ليبقى بجواره ما تبقى من العُمر ! وكم تبقى ….
انهمرت عيناه دمعًا .. وهو يقف .. يود لو اخذ السلاح من المجنون المُتراقص امامه ليرقص بدلاً عنه .. لكنه العُمر والعظام ابت ذلك .. لِيرفع عكازه .. متراقصًا به هاتفًا باعلى صوته : يا مرحبا يالذيب .. يا مرحبا يالذيب .. قرت عين ابوك يالذيب .. رجعت لي يا بوك .. رجعت ….

ترنحَ جسده ارتعاشًا وفرحه .. لِيمسك بُه حفيده " فهد " متوترًا قلقاً : جدي الله يرضى عليك اهدى شوي .. لا تأمل يمكن مو هو ..
لكن صوتّه الذي تتدافع به العبرات خرج واثقًا : والله انه هو .. والله اني اشوفه .. ريحة وليدي انا ادرى بها ..
لم يُعلق .. وهو يرى كيف ان جده .. اخذ يهزّ بعصاته متراقصًا بضعف .. دموعه المُنهمرة بغزاره تشاركه رقصه .. وصوت المطرب يصدح باعلى عِلوه حينما ترجل الزائر الغريب من سيارته …. :

العيد فرحه وفيك لحال
لاصرت موجود ياطيبه
شفتك تذكرت طيب الفال
وين انت يامطول الغيبه
قدام الفهد بالفخر تختال
وعلى العداء سيف ومصيبه
ياليت مثلك يجي رجال
في منبر الطيب نسطيبه
مير النساء لو تجيب عيال
شرواك والله ماتجيبه
ذياب عصرك بدون جدال
مافيه شك ولا ريبه
تحتاج فعلا وسام الابطال
ياللي على المراجل شيبه …



لم يغب عن الحضور ابدًا .. تلاعب المُطرب بالكلمات وتحويرها كيفما يشاء " المَعزب " .. لِتصف حالهم و فرحتهم بِقدوم غائبهم السجين ..
رمى بسلاحه اخيرًا بعيدًا عنه .. وهو يرى " عمه " الذيب امامه واقفًا حُرًا طليقًا .. بعد ثلاثة عشر عامًا من " السجن " لُيندفع نحوه .. مُعانقًا .. يوّد لو بكى .. لكن دمُوع الليث جافة لا تُرى .. يُقبل رأسه .. ثم ينحني الى كفيه مقبلاً لينال كتفه ما ناله رأسه من القُبلات .. لا يرى على ملامح الذيب اي سرور .. بل الانطفاء .. وهو ينقل عيناه الى بهرجة المكان والناس من حوله ..
يعلم تمامًا .. ان هذا سيغضبه .. ولكن هذا اخر ما يُفكر فيه .. وكل همه الآن ان يغيض من اراد غيضه .. و " يوطى " على من اراد ..
التفت عيناه بِحدة فجأة .. الى " راضي " .. بينما كان جميع الضيوف يقفون على اقدامهم فرحًا .. وبعضهم فـزعًا !
الا ان .. راضي .. كان يجلس مكانه مُتسمرًا .. عيناه تَسقط على رفيق عُمره .. وقد حُرر من سجنه .. دون سابق انذار .. بل انه قد وقع بفخ الليث حينما لبى دعوته .. لُيدرك الآن هدف الدعوة المُريبة.. حاول الوقوف و بجواره ابنيه .. يفعلان كما فعل .. لتسقط حينها عينا الذِيب عليه .. لم يَزحها .. بل راح يتأمله بهدوء من اخمص قدميه الى قمة رأسه ببطء حتى هبطت عيناه على من يحيطان به عن يمينه و شماله.. لِيرسم حينها ابتسامة حملت الكثير لـ راضي ! ولم يفهمها سواه ..

قاطع نظراته والدِه الذي وصل اليه اخيرًا ؛ وهو يشده بقوة اليه .. يضِم رأسه الى صدره ويرمي بِقبلاته ما تطاله شفتيه منه .. يهمس بنبراته الكهلة الباكية : قرت عيني .. قرت عيني وعين امك يالذيب .. والله انا ما نبرح الليل .. والله يا ان عيوننا ماذاقت النوم بالليل .. يا سعدنا بمجيك يا سعدنا فيك ..

رمى بِجسده الناحل اسفل قدمي والده .. متجاهلاً الغترة البيضاء التي كان يرتديها وهي تسقط بجواره تشاركه انكسار اللحظة
يُقبل قدميه ثم يرفع رأسه ممسكًا بكفيه ضامًا اياها اليه يُشبعها من القُبل وهو يستنشق عَبق الرضى منه
لم تدمع عيناه ف دمعة واحدة اسقطها قبل ثلاثة عشر عامًا كانت كافيه ؛ بل أشد .. ومع كل هذا الضغط العاطفي الذي يمر بِه .. لم ينطق بكلمة .. بل أكتفى برعشات جسده ان توصل لوالده .. عمق حنينه والإشتياق ..

شعر بِجسد يرفعه لأعلى لينظر الى " الليث" .. وهو يشده للوقوف بثبات .. حينما تقدم له حَشد الضيوف بالسلام مُهنئين ..
تبادل السلام سريعاً بصمت .. لا يُجيب سوى بايماءة بالرأس باردة .. بينما يتولى الليث تعديل الغترة فوق رأسه و هو يتنهد بارتياح حينما رأى القلة الباقية تقترب للسلام ..
لكن ما ان رأى عدوه الذي دعاه يقترب .. حتى كشرّ عن انيابه .. لِيشهد سلامه على الذيب بارتباك .. بينما المعني بالكاد مد يده بالمصُافحة .. وهو يزيح انظاره الحارقة عنه الى " جده " .. لِيبتعد ذلك متعذرًا حتى عن العشاء ..
راقبَ نظرات الذيب التي راحت تتبع خطوات راضي الهارب .. لِيهمس بصوتٍ لم يصل الى اليه هو

الذيب :
اللي معاه .. عيالها ؟ ..
لِيجيب الليث على سؤاله بِغلِ يتأجج من فعل الخيانة : وعياله ! ..

ثم ابتعد عنه مدركًا ان وقت العشاء قد حان .. ليقف امام الضيوف هاتفًا بِصوته الجهوري :

الله يحيكم .. تفضلوا اقلطوا على العشاء .. حياكم الله ..


.
.



في الجهة الآخرى ..
مجلِس النساء ..


لم يكن مُختلفًا عن حال مجلس الرجال ذاك .. و الجدة
" نورة " تترأس أمر ضيافة من دعاهم حفيدها المدلل الليث .. وهي تصرخ بحفيداتها بالمطبخ :
ياويلي منتسن يا ويلي ؛ يا برودة دمتسن ما الله عطاتسن من حرارة دمي شي ! الحريم ملي المجلس وانتن عادتسن ما قلطتوهن على العشاااا !!! مدهرات لي بالحليان والقهاوي … ولا وحدتن فيتسن قرمة قامت مسكت الدلال عن هالشغالات وقهوتهن رفلات ما الله عطاتسن من السنع حاجة .. انقلعن عن وجهي هالساع رباتسن عندي بعدين انقلعن …

تزامنت صرختها الاخيرة على دخول ابنتها الكبرى " عفراء" وهي تتوجه اليها ببالٍ رائق وقد اعتادت على توتر والدتها في مثل هذه الاوقات عامة :
يا يمه يا بعد قلبي ؛ تعالي معي واجهي ضيوفك ورحبي بهن ما يصير تاركتهن وجالسة بالمطبخ .. هن ما هن جيات للعيشة وبس ودهن بمقابلك كلهن يسألن عنك يمه البنات ماهن مقصرات ب شيء ادخلي الله يرضى عليك انا اجلس عنك وادبر العشاء ما بقى له توه مقفل مني ريان يقول صحون العشاء وصلت بيقربها من المطبخ هو و جياد والبوفيه جاهز من اول مرتبينه بس باقي الصحون ..

لم تعلق " نورة " الغاضبة في هذه اللحظة بشي .. وهي تتعداها بحلطمة واضحة : ايييييه يا الزمن الاغبر بعد ما كنا نقلط الضيفان على المفطحات اللي نطبخهن بيدينا صرنا نقلطهم على معكرونة وورق اعنب وعشيان من طبيخ الاجانب ! لا والله اللي راح الكرم واهله عيب حتى العيب تقدمن العيشة اللي ما منها غناة لضيوفكن ……

للتنتهي كلماتها ببساطة بابتسامة بشوشة رسمتها .. قبل ان تدخل الى قسم الضيوف ذاك ..
تنهدت عفراء وهي تلتفت الى المطبخ الممتلأ بالفتيات الغاضبات من التقريع .. لِتتحدث احداهن مُنفسة عن غضبها :
خالة عفرا يرضيك كل هالكشخة واخرتها جدة حاكرتنا بالمطبخ بالله وش نسوي ؟ كل شي جاهز .. يعني يا نشتغل مقهوجيات جوا عند الحريم يا بالمطبخ طيب نبي نجلس هناك نسولف نشوف الناس .. وش هالدكتاتورية اللي بجدتي ..

لِتقاطعها الاخرى بهلع : اصصص بَنة اصصص والله لو تسمعكَ جدة بترجع وتوريك الدكتاتورية صدق ..
همست عفراء بهدوء وهي تتجه الى الباب المؤدي الى حديقة المنزل :
اللي ماهي محرم لـ للعيال تخرج والباقيات يقعدن يساعدني ..
للتحرك المتذمرة هاربة تلحقها الخائفة الاخرى وهي تسحب معها الصامتة طوال اليوم ..
يخرجن ثلاثتهن لتنطق بعد طول صمت : بنات قلبي ناغزني من هالعزومة ؛ خايفة ان الليث جايب على راسي مرة

لِيلتفتن اليها بصدمة لم تطل ان تحولت الى ضحكات
بَنة : اماااا عاد من جدك الجفول ؟ هذا اللي منفس بك من اصبحنا شايلة هم ان عزيمته وراها زواج .. لا تطمني وحطي يدينك و رجولك بمويه باردة بعد الليث ماهو لاقي مثلك لو لف الكون كله ..

لتكمل " غلا " بتأكيد : والله صادقة بَنة ما احد عنده الجفول و يفكر بغيرها ؛ بس انتي خابره الليث وخابرة حركاته اكيد ورى عزومته ذي حاجة تخص عمله اما رابح قضية او عازم له رجال يعني شي من هالقبيل لايروح بالك بعيد المفروض انتي اكثر من تعرفه

صمتت .. ولم تعلق عليهن ب شيء ! فمن يمتدحنه اخيهم الاكبر .. وعلى الرغم من قُوة العلاقة التي تجمعهن ثلاثتهن الا انها لم تنطق بحرف عن طبيعة علاقتها مع " الليث " ابدًا ..
تنهدت .. وهي تتحرك بخطواتها الى المجلس من خلفهن .. لترى ان الجدة نورة .. اشارت اليهن بتقديم الضيافة بانفسهن هذه المرة والاستغناء عن الخادمات بهن ..



في المطبخ ..
لم يخفى عليها ملامح ابنها الأكبر المُتجهمة .. وهو يناولها الصحون .. لم تشأ ان تسأله لتواجد بعض المراهقات بالمكان واللاتي قد ينقلن ما يخبرهن به الى الضيوف بالداخل .. لذلك التزمت الصمت وهي تشير بعينيها الى اختها " هيفاء " التي دخلت للتو .. لتفهمها الاخرى وهي تهتف بصوتها :
يالله يا بنات برى .. ما حن بحاجتكن هنا انا وخالتكن عفرا نتدبر الوضع روحن عند جدتكن ولا تلهدنها طيعنها باللي تقوله ..
و لـ مكانة هيفاء الخالة " الحارة " من ضمن الخالات اجمع تحركن بطاعة لِيفعلن ما قالته دون جدال ..
لتسأله حينها عفراء بعجل :
ولد انت ؟ وش فيك مبرطم ووجهك مقلوب وش صاير عندكم ..

ليهتف حينها " ريان " منفجرًا بوجه والدته وقد تحملَ ما تحمل بالداخل : وش صايييير تسأليني انا وش صاير وش بيصير غير المصايب والفضايح بسبايب ولد اخوك العنجهي المتغطرس الحقود .. مسوي النون ولا يعلمون وعازم خلق الله على ويش ! على سواد وجيهننا يوم عمه الارهابي خارج فرحااااان ان اطلقوه بعد كل هالسنين على سواد وجهه مسوي له عشاء ومشرع البيبان وجايب فرقة تغني له سنين وانا اتصدد عن الخلق لا اطروه مستعر انه خالي .. وهذا عشان يحرق كبودناا مسوي هاللي مسويه لعانة فيناااا …


اندفع من خلفه " جياد " القادم بصحنٍ اخر .. وقد وصل الى اذنه بعض ماتفوه به ريان امام والدته و خالته .. لِيرمي بالصحن جانبًا و كفه تهوي بكل قوة على ظهره والغضب الاسود يتراقص على وجهه وهو الذي لم يعتد الغضب يوميًا :
والله ان سواد الوجه مالحق خالي يا الوصخ .. مالحقك الا انت !
ويومك مستعر منه ومن طاريه وش جايبك هنيا تراه بيت اهله وبيته قبل لا يكون بيت امك يا ولد عفرااا .. انقلع يالخسيس من قدامي خسارة اسمٍ جمعني بك انقلع ..

ليِنهي اخر كلاماته بدفعه خارجًا وهو يلتفت بانفاسٍ غاضبة ليرى والدته هيفاء وخالته عفراء مُتيبستين امامه ! لسن قادرات على استيعاب كل ما حدث .. ليكون الادراك الاول لـهيفاء الناطقة :

ياولد هاللي يقوله ورع عفرا صحيح ؟ خالك الذيب جاء ولا هو غلطان يمكن افرجوا عنه بس ماجاء ياولد انت متأكد الذيب هنيا ؟ تكلم انطققق اخلص علي

زفر انفاسه وهو ينتقل بنظراته بينهن ولم يشأ ان يكون ايصال الخبر اليهن بتلك الطريقة :
ايه يمه الحمدلله ؛ خالي الذيب وصل و الحمدلله والليث مسوي هالعزيمة على حس جيّته .. الحمدلله على سلامته قرت عيونكم بشوفته يا تاج راسي ..
لِينحني في تلك اللحظة .. على رأس والدته مُقبلاً بعد ان رأى دموع عينيها .. لِينتقل مباشرة لرأس الاخرى وهو يهتف بشيء من ندم :
وقرت عينك يا خالة ؛ وسامحيني على سواتي بريان والله انه كلامه غبني ما تحملت..
لم تجيبه بشيء وهي تبتعد ؛ الا انها بعد ان سمعت صوت والدتهن القادم من الخارج معاتبًا :
يا بنِيت العشا وين ما صار عشا خلنه سحور ابرك لا منستن فود ولا من بناتسن فود ..

التفت اليه : جياد وانا خالتك لا تطري عند امي شي ماهو وقته وباقي ضيوفها ما مشنَ
تعرف امي والله لا درت انها غير تطبح " تقفز" بنص الرجال على حس جية الذيب ..

ليومأ لها برأسه مبتعدًا مغلقًا الباب من خلفه كي لا تراه .. مُنحنيًا على صحن العشاء الذي قد رمى به منذ قليل :
يالله لا تعاقبني ما قصدت هدر النعمة الا ان هالكلب رفع ضغطي
اعاد ما استطاع اعادة الى الصحن ؛ ثم توجه به الى الخارج وقد ضمنت " قطاوة " الحارة عشاءً فاخرًا هذا اليوم ..



.
.



‏"ما يداوي علتي ياكود ضمّك بالسّواعد / فوق صدر اللي كويته بالغلا مليون كيّة".



كان يجلس مضطرًا بين الرجال !
وبداخله غضب عارم ونارُ تلظى .. ايعقل ان يعود لِيجلس مع أناسٍ لا يهمهم وجوده بشيء ..
وتلك التي قضت ايامًا تنعى بعده وسجنه يِحرم منها لِمجرد مظاهر اراد ان يتباهى بها الليث محققًا انتقامه؟
يود ان يفر هاربًا فازعًا لاجئًا لاحضانها .. جسده كُله يرتجف وحرارة غريبة تتصاعد من اسفل قدميه وصولاً لرأسه لكنه مُقيد بقيود الأعراف المقيتة .. فلا يحق له ترك ضيوفه مهما يكن ..
حتى ان والده وهو الادرى من بين كل الحضور بمدى حاجته لرؤية والدته .. الا انه اصر على بقائه بين الضيوف وهو يُحتضن كفيه بـ كفيه المُجعدتين بقوة ..
شتت نظراته عن تلك الاوجه التي يجهل معظمها ويتذكر بعضًا منها .. الى كف ابيه .. يتأمل خطوط الُعمر التي تفننت برسم تجاعيدها عليه .. مدركاً ان والده الذي كان يتباهى بـ شبابه الأزلي وشعره الاسود الذي لم يغزوه الشيب الا بالقليل ..
قد تبدل حاله وتكفلت الدُنيا بـ تلوين ذلك الشعر بالبياض حتى وان لم يراه بعد ! الا ان لحيته البيضاء كالثلج تولت ايضاح ذلك ؛ بل و انحناء ظهره الذي انتبه اليه منذ ان راه اثبت له ان كل عام قضاه في سجنه كان حملاً على هذا الانحناء
تحدث معتق بِصوت خافت ؛ وكأنه ادرك ما يفكر به ابنه :
والله يا الذيب لو قالو لي وش عادك باغي من الدنيا لا اقول ما بغى بعد شوفتي للذيب قدامي شي والله اني ادعي ربي بحسن الخاتمة واني اشوفك قبل لا ياخذ الله امانته راجع لي ولامك وانت عارف يا وليدي اني مدرك ومتاكد ان كل اللي صارلك مالك ذنب فيه انا ادرى الناس فيك وادرى باللي ربيته وطلعته على يديني قلتها لك اول الموضوع هكا السنين واقول لها الحين يشهد الله اني راضٍ عنك واني ما اصدق فيك قايل واللي صابك يا بوك ماهو الا ابتلاء لك و لي ولامك .. واجر الصابر على البلاء عظيم انا اجري وجزاي شفته اليوم وانت هذا انت قدامي وتاكد يا بوك ان عوض ربي لك قريب والظالم بياخذ جزاه ..

اكتفى بقُبلة حارة على جبين والده وهو يشد على كفيه فـ لو تكلم الآن لـ بكى . .
لِيقترب مِنه الليث الذي ادركَ في هذه اللحظة فقط انه قد تمادى بما فعل فلا ذنب لـ الذيب ان يحتمل كل هذا الضغط و هو ادرى الناس بِعمه و بحاجته لـ للارتماء باحضان والدته ..
ليمسك به وهو يهتف لجده ممازحًا فـ مزاجه رائق لابعد حد على غير العادة:
اقول جدي باسرق منك الذيب ترى فيه وحدة اسمها نورة لها نصيب منه ولا انت طامعن به لحالك ..
معتق بحبور : لا والله اني ودي به يروح لها من اول ما وطت رجلينه المكان لكن نورة اعرفها مقابله ضيفانها هي بعد ولو درت عنه ما ابرحت عنه ولا فكرت فيهن .

نظر الليث لـ الذيب ؛ التي تحولت ملامحه في لحظة الى العزيمة ليدرك ما هو مقدم عليه .. يتولى الأمر هذه المرة بنفسه ايضًا وهو يلتفت لِضيوفه هاتفًا :
اعذرونا يالربع يشهد الله ان هالبيت محلكم ومطرحكم ولا انتم بغرب عنه ؛ لكن خبركم عمي الذيب مبطي عن اهله ويستسمح منكم وده يروح يسلم عليهم ..
ولم ينتظر منهم جوابًا .. وهو يرى الذيب يندفع تحثه خطى الشوِق اليها .. الى نورة …



منذ ان استيقظت فجراً وهي تشعر بـ رجفة غريبة في صدرها ورائحة الغائب البعيد كانت تحاصرها من كل الجهات ؛ حتى انها افضت بِشعورها لـ معتق رفيق دربها الذي حثها على الدعاء والصدقة كما اعتاد ان يفعل هو عند كل شعور مريب ينتابه ..
ومع اخبار حفيدها المفضل صباحًا عن ما ينتويه وعن تلك العزيمة التي قد قررها قد انشغلت بالتحضير و الاشراف بنفسها على كل التفاصيل وبالرغم من ذلك لم يتغير ذلك الشعور بل يزداد في كل ثانية ..
تتأمل بـ النساء اللاتي قد عُدن من غرفة العشاء للمجلس و حفيداتها يَدرن عليهن بـ الشاي " المنعنع " وارتجافة خائنة في نبضها تزداد .. لترفع كفها الذي فارقته الحنا لثلاثة عشر عامًا تضعه على صدرها و سطوة الشعور تزداد و " ونة " خائنة صدرت منها وهي تهمس : ذِيب ..
حاولت الوقوف دون ان يلاحظها احد من الضيوف حتى وقعت عيناها على ابنتيها " عفراء وهيفاء " وهَن يقفن ينظرن اليها بطريقة غريبة انتفض لها جسدها و حدسها يتيقن من ان امر جللٍ قد حصل لـ " الذيب " ..
تعدتهن خارجة وهي ترمي بـ كلمة وصلت الى اسماعهن :
اعوذ بالله من شرتسن وشر ما فيتسن ..

لكنها لم تكد ان تخطي الى الخارج .. حتى سمعت هُتاف احدى المعازيم قائلة بصوتٍ جهوري منفعل :
ماشاء الله ماشاء الله قرت عينك يا ام عبدالله قرت عينك اثاري هالعزومة على شرف خرجة الذيب ؟ توه ابو نايف مقفل مني يقول يالله سرينا اكيد ان ودها تجلس مع الذيب ولا تبطين

التفتت نحوها وهي تنظر اليها بعدم تصديق .. وبناتها يندفعن اليها كل واحدة منهن تهم بامساكها من جهة والقلق يعلوهن
هيفاء : يمه بالله اهدي بدون انفعال مو زين عليك الحمدلله الذيب ورجع لنا …….
سحبت ذراعيها من ايديهن وهي تلتفت بخطوات مُسرعة الى الخارج ودموعها تسابقها بينما رفعت كفها الى فمها وهي تُطلق " غطروفة " اختلطت بنبرة بكائها .. لا ترى امامها الا مجلس الرجال الخارجي :

يااااا بعد روح امك يا الذيب يا بعد رووووحها والله اني اوحي صوت يقول الذيب راجع والله اني اوحيه لو م احد اوحاه غيري .. والله اني حاسه والله اني حاسه ريحتك لفتني وانا نايمة وابوك يدري قلت له ريحة الذيب تحوم حولي ربي ما خيب ظني يوم ظنيت فيه خيييير يا الذيب يالذيب تعال لامك يالذيب ..

تعالى صوتها في ساحة المنزل ما ان وطت قدماها فيه وهي ترى بصورة ضبابية بفعل الدموع جسدًا يهرول نحوها قد غاب عنها منذ سنين .. يتعالى هتافها غير مصدقة : والله انه زوووول الذيب والله انه زول وليدي والله …
لم يكن يدعها تركض اكثر من هذا وهو يسابق الريح ركضًا اليها مُرتميًا بين يديَها .. يدفن نفسه بجسدها بين احضانها وصوت بكائه يتعالى بنشيج شابه نشيج طفل تائه .. لم تسعفه حروف اللغة الا بـ ثلاث احرف وهو يردد : يمه .. يـمه .. يمه ..
شدته الى احضانها وهي تراه يتهاوى على ركبتيه ارضًا ليِصل الى طولها دافنًا رأسه في ثنايا صدرها : ياقرة عييييني يا امك يا قرة عييني الحمدلله اللي شفتك قبل اموت .. الحمدلله اللي رجعت لي وانا امك .. ياربي لك الحمدلله ياربي لك الحمد .. اشتقت لك يا وليدي اشتقت لك يا روح امك هو انت قدامي يالذيب ولا انا احلم يارب كانه حلم ما اقوم منه يارب

انحنى مقُبلا قدميها بنهم مندفعاً ليقف بعدها وهو يضمها كُلها بين ذراعيه لتدفن هي رأسها في حضنه الواسع على الرخم من نِحول جسده : والله انه اناااا يمه والله انه انا مو حلم سامحيني يا النور سامحيني ياتاج راسي كنت خايف الموت لا يجيني وانا ما قلت لك سامحيني يمه .. سامحيني سامحيني على كل شي كل دمعة وكل قهر وكل شي سامحيني تكفين سامحي الذيب وارضي عنه تكفين ترى من بعد رضاك والله ما ابي من الدنيا شي …

شدت بذراعيها على ظهره ولا تريد من العالم في هذه اللحظة الا هو .. هو فقط لتبعد رأسها عن صدره وهي تشد وجهه نحوها تطبع قُبلاتها على رأسه : يشهد ربي وملايكته علي اني ما بت ليلةٍ غضبانة عليك ويشهد اني ما رضيت على احد من عيالي كثر ما رضيت عليك وان كان ربي بلاني ببعدك عنك هذا هو جبر بخاطري وردك لي انا دعيت ربي كل ليلة ياوليدي قلت يارب يا من رديت يوسف ليعقوب رد لعيني نظرها رد لي الذيب يارب وربي حاشاه ما خيبني وردك .. تبيني اسامحك على وش هو يامك وش اللي انت اخطيت فيه وتطلب سماحي يا بعد قلب امك ما ابي من الدنيا شي الا انت والله ما ابيها منها الا انت وهذا انت قدامي يالله لك الحمد والشكر يالله لك الحمد ..


.
.



‏"وتمرّني مثل الـ (أفـا) في غبنة الهاقي".



منزل
آخر



: خلاص حسبي الله عليك مُهرة فكي شعري ما صارت بلوزة وسرقنها من غرفتك فكي شعري قطعتيه مب ناقصة ..

الا انها زادت في شده بِعناد وهي تسحبها بقوة غير مكترثة بصوت صراخها الذي يعلو :
وانتِ تحسبين همي البلوزة ! انا كم مرة قلت لك غرفتي انا واختي ما تدخلينها تحترمين نفسك وماتتعدين على خصوصيات غيرك يا حيوانة ؛ كلمتك بالطيب قبلها بس انتي ماتفهمين بالكلام ما ينفع معك الا كذا والحين لأخر مره اقولها لك غرفتي انا واختي ما تطبينها سامعة ولا لا !
دامنا محترمين خصوصيتكم تحترمين خصوصيتنا وان كنتِ تبين شي قولي للزين وهي توصله لك لا بغت فهمتي ..

زامنت كلمتها الاخيرة بِشدة قوية على شعرها قبل ان تُفلته وعينيها تتراقص بِشر متوعد امام تلك التي فرت هاربة لاول الدرج وهي ترمي بكلماتها :
والله غير اوريك يا تـ** مستقوية علي ؟ هين ما اكون تهاني ان م علمت امي عليك هي تتفاهم معك تمدين يدك علي انا ؟ كفاية مناشبينا بالبيت وكاتمين على انفاسنا تبخلين بكم قطعة مهرَية من ملابسكم مالت عليك انت واختك بنات فقر …
لتهرب صاعدة ما ان رات تلك المجنونة تنحي الى خُفها المنزلي لِترميها بِه ؛ ومن حسن حظها لم يصبها فقد اختفت عن انظارها قبل ان يصلها ..لتعود ادراجها الى الغرفة وهي تفتح بابها ثم تغلقه من خلفها بالمفتاح تنظر الى اختها الممددة على السرير تحمل بين يديها كتابًا تقرأه وهي تهتف لها ببرود :
يعني وبعدين معك انت ومشاكلك مع تهاني كلها بلوزة واخذتها خليها تشبع فيها لاتجيبين لنا ولأمي المشاكل ..
لم تجبها وهي تفتح الدولاب لِتخرج منه ما سترتديه بالغد في الجامعة ..
تضعه على سريرها ؛ ثم تهم بـ كَيه بهدوء ومزاجها قد تعكر بِحق بسبب تلك المتطفلة .. الجميع يراها سطحية التفكير عن تدقيقها على ابنة خالها التي تتعدى الحدود باقتحامها لخصوصيتهم دوماً ..
بينما هي تعلم تمامًا ان ذلك التعدي ليس سوى شيء واحد " انا صاحبة المكان وانتم ضيوف " ..
ولربما ان فيما تفكر به تهاني شي من الصحة .. الا ان المنزل ليس باسم والدها بـل هو ورث مشترك بين اهل والدتها وليس لها الاحقية ان تعاملهم كـ نكرات قد تطفلوا على حياتهم بالسكن معهم ..
تنهدت وهي تعلق الملابس بالعلاقات ثم تُثبتها على الدولاب ..
لتعود للسرير مخرجة جهاز لابتوب قد استعارته من صديقتها للتدرب على برمجيات قد تأتيها في اختبار الغد
يصلها صوت اختها الكبرى التي تشاركها المكان بتردد :
المهرة باقولك شي
ترفع اليها وجهها باهتمام وحاجبها المُرتفع يدل على تحفزها لما ستسمعه بعد تلك النبرة ..
لتكمل الزين كلامها :
يعني انتي ليش رافضة تستخدمين اللاب توب اللي ارسله ؛ م الله حادك تاخذين جهاز احد وانتي عندك جهاز يسواه ..
ترى هو مو داري عنك استخدمتيه ما استخدمتيه هذا هو مركون عندك بالزاوية مع باقي اغراضه شالفايدة يعني ..

لم تجبَ بشيء وهي تعود لعملها على الجهاز من جديد تدرك غضب اختها من تجاهلها لها دون اهتمام ..
حتى فُتح الباب ودخلت " والدتهن " وهي تقول بشيء من العتب :
يابنيتي فكينا من شرَ تهاني هذي هي رايحة ركض لابوها تشتكيك تقول منتفه شعيراتها وهي تعبت عليهن تبيهن يطولن تكفين يمه فكينا من شرها مانبي زعل خالك علينا يكفينا انه ضافنا ببيته ومتحملنا ..

لِتعقب الزين بِغيض على قولها : يمه انا تعبت معك وانا اقولك خلينا ننقل للشقة اللي اشتراها الذيب لنا .. لكن انتِ تمشين ورى شور المهرة والمهرة ماهي مقدرة ابد دامها هي اللي رافضة ننقل وحالفة نبقى هنا عند خالي خلاص تتحمل بنته مو حارمتنا نستقل بشقة وهنا مشعللتها مشاكل مع تهاني وما كسبنا غير زعل خالي ..

شعرت بتوتر المهرة وهي تضرب الجهاز باصابعها حانقة دون كلام .. لِتزيد هي من عيارها قليلاً ظنًا منها ان " كثر الدقَ يفك اللحام " مُشيرة الى جهاز الابتوب بيديها : حتى شوفي يمه الجهاز اللي معها حق صديقتها موضي متسلفته منها عشان تخلص شغلها وتذاكر عليه وهو الرجال م قصر من درى انها داخله تخصص تقني وفر لها الجهاز ووفر كل شيء لكن هي كذا تحب تعقد كل شيء علينا وعلى نفسه

دفعت حينها " الصامتة " الجهاز عنها بِحنق وقد وصلت اخرها من اختها الليلة لِتقف وهي تتجه نحوها مشيرة اليها جهاز الاب توب التي تقصده ولا يزال بكرتونه برفقته العديد من الاشياء الاخرى التي ركنتها جانبًا ايضًا:
هالجهاز اللي ميته عليه تدرين وش ثمنه ؟ والا ماتدرين تحبين اذكرك ولا يا بنت محمد ؛ ثمنّه دم ابوك ان كانك ناسية والشقة اللي تبين تسكنينها روحي لها انا ما منعتكم من البداية انا قلت ماني خارجة من بيت جدي تبون تروحون روحوا بحفظ الله ؛ شقة ثمنها ابوك تفجر ومات وتيتمنا و امي ترملت وانت ماشاء الله عادي متحمسة بتسكنينها ما سويتي شيء عادي روحي ..

ثم صرختَ بكل غضبها في وجه اختها الدامعة:
وواحد يكفر عن جرايمه حتى وهو مسجون ولاقي باللي تقبل كفارة ذنوبه وراضية باللي يعطيها وما استغرب لو ما اعطها هي ركضت له تطلبه ليه ؟ لانها عديمة كراااامة ..
عند الفلوس والدلع نسيت كل شيء..

قاطعتها صفعة حادة لِتلتفت اليها بصدمة وهي ترى والدتها لأول مرة تمد يدها عليها بالضرب :
اقطعي عن كلامك يا بنت محمد ! واحترمي اختك الكبيرة
الظاهر اني دلعتك لين ما صرتي ما تثمنين كلمتك ولا تحترمين احد ..
كم مرة قلت لك عمك الذيب ما سوى شيالرجال مظلوم وانتي مصرة انه السبب بقتل ابوك ما تخافين الله انتي من الظلم ما تخافين الله لو غدروا كل خلق الله بأبوك الذيب ما يغدر هذا هو مسجون والله العالم بحاله ولا احد من اهله يدري عن اخباره بالشهور الا انه ما قصر علينا متولينا بعد ابوك ومن قبل موت ابوك وهالرجال ما هو مقصر لكن انتي ماتفهمين ولا عاد ينفع الدلع يابنت محمد ..
تعدلي معي ومع اختك .. ولعلمك ترى الفلوس اللي تاخذينها مني كل صبح تراها من حُر ماله هو اللي ممشي لنا راتب شهري ولا تحسبين ان خالك هو اللي يعطيني ؟
تراك عايشة على خير هالرجال الله يفك عوقه ..

القت بنظرتها على " الزين" الصامتة تراقب المشهد بِصدمة .. لترمي بآخر كلماتها :
وانتي جهزي اغراضك بنحقق لك امنية ونستقل بالشقة اللي يبي يجي معنا حياه الله .. واللي يبي ينثبر هنيا بكيفه ينثبر ..
ثم خرجت من غرفتهن .. احداهن يُغرقها الندم ..
والأخرى يَقتلها الخذلان بصمت ..






‏"إن جيت أرد الطعن قفّيت هارب
‏الجرح فيهم.. لكن الدم منّي"


انتهى الفصل الأول

الكاتبة / الغيد
"ترف اهلها "



تعليقاتكم ♥

.
.
.



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 25-07-22 الساعة 07:35 AM
الغيد غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 11:10 AM   #3

زين_

? العضوٌ??? » 495697
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 349
?  نُقآطِيْ » زين_ is on a distinguished road
افتراضي

يا اهلاً
بداية موفقة يارب
واضح بتكون قوية


زين_ غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 12:15 PM   #4

لطيفة.م
 
الصورة الرمزية لطيفة.م

? العضوٌ??? » 491554
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 366
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » لطيفة.م is on a distinguished road
افتراضي

بداية جميلة السرد رائع .. موفقه 👏🏻
أتمنى تكون متفرده كبدايتها الرائعة وليست فكرة مكررة
في انتظار البارت الثاني


لطيفة.م غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 01:10 PM   #5

جزيرة

? العضوٌ??? » 307068
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 398
?  نُقآطِيْ » جزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond reputeجزيرة has a reputation beyond repute
افتراضي

الله عليك جمال حرف و احداث جسام و ظلم مع الم ..
ننتظرك بشوق 😍😍


جزيرة غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 03:40 PM   #6

ward77

? العضوٌ??? » 408977
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » ward77 is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله..
شكل لدينا كاتبة مبدعة جديدة على الساحة..❤


ward77 غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 05:14 PM   #7

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا بك عزيزتى 🌷🌷🌷

بداية رائعه👍 و قلمك مميز

أتمنى لك التوفيق 👏متابعة معك ان شاء الله


bobosty2005 غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 06:20 PM   #8

سميّة

? العضوٌ??? » 460111
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » سميّة is on a distinguished road
افتراضي

مرحبا
بداية مشوقة 👏👏 ذيب انسجن ظلم بس مين الي لفق له التهمة و ايش مصلحته هل هو راضي ؟ و محمد ابو الزين كأني فهمت انه فجّر نفسه و لا هو انقتل .. مازلنا في البداية و الامور لم تتضح بعد و لكن الواضح ان القادم ممتع .. اظن المهرة ستكون من نصيب ذيب و الليث شخصية جدلية انتظر اعرف عنه اكثر .. يعطيك العافية الغيد ❤


سميّة غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 07:52 PM   #9

سما وقمر

? العضوٌ??? » 462800
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » سما وقمر is on a distinguished road
افتراضي

بدايه. موفقه ننتظر القاااادم

سما وقمر غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-22, 11:54 PM   #10

أسماء المحمد

? العضوٌ??? » 482184
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 324
?  نُقآطِيْ » أسماء المحمد is on a distinguished road
افتراضي

ياهلا والله ايش هالبداية القوية والاحداث الجديده
وصف اللقاء والسرد الجميل واضح بيجينا شي قوي
بالتوفيق وبانتظار الابداع 👋💙.


أسماء المحمد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.